الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج10)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 301

وذكر بقية الخطبة في تتمة ما رواه بالسند المتقدم بعد قوله: ثم ساق الكلام على ما رواه زيد بن علي في رواية أبيه: هكذا: ثم قالت في متصل كلامها: أفعلى محمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول الله تبارك وتعالى: وورث سليمان داود وقال الله عز وجل فيما قص من خبر يحيى (1) بن زكريا: رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب

(هامش)

(1) قال في شرح النهج (ج 4 ص 88 ط القاهرة). قال المرتضى: ومما يقوي ما قدمناه، أن زكريا عليه السلام خاف بني عمه، فطلب وارثا لأجل خوفه، ولا يليق خوفهم إلا بالمال دون العلم والنبوة، لأنه عليه السلام كان أعلم بالله تعالى من أن يخاف أن يبعث نبيا ليس بأهل للنبوة، أو أن يورث علمه وحكمه من ليس أهلا لهما. وقال العلامة المعاصر المولوي اللاهوري في فلك النجاة (ج 1 ص 377 ط هند). السابع - إن الأنبياء السابقين قد ورثوا آبائهم، كما قال الثعلبي في عرائس المجالس ص 400 ورث سليمان داود يعني نبوته وحكمته، وعلمه، وملكه، - وفي البيضاوي، والكشاف، وبحر المعاني، والمدارك، والمعالم، وربيع الأبرار للزمخشري، تحت قوله تعالى إذ عرض عليه الآية - ورث سليمان من أبيه داود ألف فرس -، قال النووي في ص 434 عن الحسن البصري: يرثني ويرث من آل يعقوب ، المراد وراثة المال ولو أراد وراثة النبوة لم يقل - وإني خفت الموالي من ورائي - الآية إذ لا يخاف الموالي على النبوة - إنتهى -. قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وأبو صالح، وابن جرير: خاف زكريا أن يرثوا ماله، وقال ابن جرير في قوله تعالى: هر لي من لدنك وليا يرثني . يقول زكريا: فارزقني من عندك، ولدا وارثا ومعينا، يرثني من بعد وفاتي مالي ويرث من آل يعقوب النبوة - (*)

ص 302

وقال عز ذكره: وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وقال: يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين وقال: إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين وزعمتم أن لا حق، ولا إرث لي من أبي، ولا رحم بيننا، أفخصكم الله بآية أخرج نبيه صلى الله عليه منها، أم تقولون: لا يتوارثون، أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة، لعلكم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من النبي صلى الله عليه وسلم أفحكم الجاهلية تبغون، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ءأغلب على إرثي جورا وظلما، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وذكر: أنها لما فرغت من كلام أبي بكر والمهاجرين، عدلت إلى مجلس الأنصار، فقالت: معشر البقية، وأعضاد الملة، وحصون الإسلام، ما هذه الغميرة في حقي، والسنة عن ظلامتي، أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء يحفظ في ولده، سرعان ما أجدبتم، فأكديتم وعجلان ذا أهانة تقولون: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب جليل: استوسع وهيه، واستنهر فتقه، وبعد وقته، وأظلمت الأرض لغيبته، واكتئبت خيرة الله لمصيبته، وخشعت الجبال، وأكدت الآمال، وأضيع الحريم، وأذيلت الحرمة عند مماته صلى الله عليه وتلك نازل علينا بها كتاب الله عز وجل ورسله: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين إيها بني قيلة ءأهضم تراث أبيه، وأنتم بمرأى منه ومسمع، تلبسكم الدعوة، وتثملكم الحيرة، وفيكم العدد والعدة، ولكم الدار، وعندكم الجنن، وأنتم لالي نخبة الله التي انتخب لدينه وأنصار رسوله، وأهل الإسلام والخيرة التي اختار لنا أهل البيت، فباديتم العرب، وناهضتم الأمم، وكافحتم البهم لا نبرح نأمركم، وتأمرون حتى دارت لكم بنا رحى الإسلام، ودر حلب الأنام، وخضعت نعرة الشرك، وباخت نيران الحرب، وهدئت دعوة الهرج، واستوسق نظام

ص 303

الدين، فأنى حرتم بعد البيان، ونكصتم بعد الإقدام، وأسررتم بعد الإعلان، لقوم نكثوا أيمانهم، أتخشونهم، فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، ألا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، وركنتم إلى الدعة، فعجبتم عن الدين، وبحجتم الذي وعيتم، ودسعتم الذي سوغتم فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ألا وقد قلت الذي قلته على معرفة مني بالخذلان الذي خامر صدوركم واستشعرته قلوبكم، ولكن قلته فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وبثة الصدر، ومعذرة الحجة، فدونكموها، فاحتقبوها مدبرة الظهر، ناكبة الحق، باقية العار، موسومة بشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، فبعين الله ما تفعلون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا إنا عاملون، وانتظروا إنا منتظرون. وقال في رواية زيد عن أبيه، عن جده بعد نقل الخطبة: ثم انحرفت إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهي تقول: قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب قال: فما رأينا يوما كان أكثر باكيا ولا باكية من ذلك اليوم. ومنهم العلامة الشيخ عز الدين عبد الحميد بن هبة الله البغدادي الشهير بابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (4 ص 78 طبع القاهرة) قال: قال أبو بكر: فحدثني محمد بن زكريا، قال: حدثني جعفر بن محمد بن عمارة الكندي، قال: حدثني أبي، عن الحسين بن صالح بن حي، قال: حدثني رجلان من بني هاشم، عن زينب بنت علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: وقال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه قال أبو بكر: وحدثني عثمان بن عمران العجيفي، عن نائل بن بخيج بن عمير بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام،

ص 304

قال أبو بكر: وحدثني أحمد بن محمد بن يزيد، عن عبد الله بن محمد بن سليمان، عن أبيه عن عبد الله بن حسن بن الحسن، قالوا جميعا: لما بلغ فاطمة عليها السلام إجماع أبي بكر على منعها فدك، لاثت خمارها، وأقبلت في لمة من حفدتها، ونساء قومها، تطأ في ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت على أبي بكر، وقد حشد الناس من المهاجرين والأنصار فضرب بينها وبينهم ريطة بيضاء، ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء، ثم أمهلت طويلا حتى سكتوا من فورهم، ثم قالت: أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد والطول والمجد، الحمد لله على ما أنعم، إلى أن قال: إيها معاشر المسلمين، ابتزاز أرث أبي أبى الله أن ترث يا ابن أبي قحافة أباك ولا أرث أبي، لقد جئت شيئا فريا، فدونكها مخطوطة مرحولة، تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة. وفي (ج 4 ص 92، الطبع المذكور) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي، قال: حدثني الزيادي، قال: حدثنا الشرقي بن القطامي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا صالح بن كيسان عن عروة، عن عائشة، قالت: لما بلغ فاطمة إجماع أبي بكر على منعها فدك، لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها، قال المرتضى: وأخبرنا المرزباني، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد المكي، قال: حدثنا أبو العيناء ابن قاسم اليماني، قال: حدثنا ابن عائشة: قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أقبلت فاطمة إلى أبي بكر في لمة من حفدتها - ثم اجتمعت الروايتان من ههنا - ونساء قومها تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله حتى دخلت على أبي بكر، وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة، ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء وارتج المجلس، ثم أمهلت هنيهة حتى إذا سكن نشيج القوم

ص 305

وهدأت فورتهم، افتتحت كلامها بالحمد لله عز وجل والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم قالت: لقد جاءكم رسول من أنفسكم، إلى آخر الخطبة المشهورة. ومنهم العلامة عمر رضا كحالة في أعلام النساء (ج 3 ص 1208 ط دمشق). روى الحديث بعين ما تقدم في بلاغات النساء عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه. ومنهم الحافظ أبو بكر الجوهري في كتابه على ما في نظلم الزهراء (ص 38) قال: حدثني محمد بن زكريا قال: حدثني رجالات من بني هاشم، عن زينب بنت علي بن أبي طالب. قال: وقال: حدثني جعفر بن محمد بن عمارة، حدثني أبي، عن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين، عن أبيه رضي الله عنهم. وقال أبو بكر: وحدثني عثمان بن عمران الصحيفي، عن نابل بن نجيح، عن عمر بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنهما. وقال أبو بكر: وحدثني أحمد بن محمد بن زيد، عن عبد الله بن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، قالوا جميعا: لما بلغ فاطمة إجماع أبي بكر على منعها فدك، لاثت خمارها على رأسها، وأقبلت في لمة من نسائها، ونساء قومها، تطأ في ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى دخلت على أبي بكر، وقد حشد الناس من المهاجرين والأنصار، وضرب بينها وبينهم ريطة بيضاء، وقال بعضهم: قبطية بالكسر والضم ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء وارتج المجلس، ثم أمهلت طويلا، حتى سكتوا من فورتهم، وقالت: أبتدي بحمد من هو أولى بالحمد والطول والمجد، الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما أنعم الحديث.

ص 306

خطبة آخر لها ألقتها على نساء الأمة عند وفاتها

رواه القوم: منهم علامة الأدب الثقة الأقدم أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر البغدادي في بلاغات النساء (ص 19) قال: حدثني هارون بن مسلم بن سعدان، عن الحسن بن علوان، عن عطية العوفي قال: لما مرضت فاطمة عليها السلام المرضة التي توفيت بها دخل النساء عليها، فقلن: كيف أصبحت من علتك يا بنت رسول الله، قالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم بعد أن عجمتهم، وشنئتهم بعد أن سبرتهم، فقبحا لفلول الحد، وخور القنا، وخطل الرأي، وبئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها وشنت عليهم عارها، فجدعا وعقرا، وبعدا للقوم الظالمين، ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الروح الأمين، الطبن لأمور الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا، والله منه نكير سيفه، وشده وطئته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله، ويا لله لو تكافئوا على زمام نبذه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسار بهم سيرا سحجا، لا يكلم خشاشه، ولا يتعتع راكبه، ولأوردهم منهلا رويا، فضفاضا تطفح ضفتاه، ولأصدرهم بطانا قد تحرى بهم الري غير متحل منهم بطائل بعمله الباهر، وردعه سورة الساغب، ولفتحت عليهم بركات من السماء وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون، ألا هلمن فاسمعن وما عشتن أراكن الدهر، عجبا إلى أي لجاء لجأوا وأسندوا، وبأي عروة تمسكوا، ولبئس المولى ولبئس العشير

ص 307

استبدلوا، والله الذنابي بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ويحهم أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون أما لعمر إلهكن لقد لفحت قنطرة ريثما تنتج ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا وذعافا ممقرا هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما أسس الاولون، ثم أطيبوا عن أنفسكم نفسا، وطامنوا للفتنة جاشا، وأبشروا بسيف صارم وبقرح شامل، واستبداد من الظالمين، يدع فيكم زهيدا، وجمعكم حصيدا، فيا حسرة لكم وأنى بكم وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون، ثم أمسكت عليها السلام. ومنهم العلامة المعاصر الأستاذ عمر رشا كحالة في أعلام النساء (ج 3 ص 1219 ط دمشق). روى الحديث بعين ما تقدم عن بلاغات النساء لكنه زاد في آخر الخطبة والحمد لله رب العالمين، وصلاته على محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين. ومنهم العلامة عز الدين عبد الحميد بن هبة الله بابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 4 ص 87 ط القاهرة) قال: قال أبو بكر: وحدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمان المهلبي، عن عبد الله بن حماد بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الله بن حسن بن حسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عليهما السلام، قالت: لما اشتد بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله الوجع، وثقلت في علتها، اجتمعت عندها نساء من المهاجرين والأنصار، فقلن لها: كيف أصبحت يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالت: والله أصبحت عائفة لدنياكم، فساق الخطبة بعين ما تقدم عن بلاغات النساء لكنه ذكر بدل قوله غارها: غارتها، وبدل كلمة بعدا: سحقا، وبدل كلمة رويا: نميرا، وبدل كلمة ضفتاه: فضفاضة، وبدل كلمة تحرى: تحير، وبدل قوله بعمله الباهر: بغمر ناهل وبدل كلمة لعمر

ص 308

إلهكن: لأمر الله، وبدل قوله طامنوا للفتنة جأشا: واطمأنوا للفتنة جعشا. ومنهم العلامة الشيخ علي بن عبد العال الكركي في نفحات اللاهوت (ص 96 ط). روى شطرا من كلامها نقلا عن كتاب السقيفة.

إنها أعظم نساء المسلمين رزية

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة العسقلاني في فتح الباري (ج 8 ص 111 ط مصر) قال: وعند الطبري من وجه آخر، عن عائشة، أنه (أي النبي صلى الله عليه وسلم) قال لفاطمة: إن جبرئيل أخبرني أنه ليس امرأة من نساء المسلمين أعظم رزية منك، فلا تكوني أدنى امرأة منهن صبرا. ومنهم العلامة النبهاني في الأنوار المحمدية (ص 582 ط الأدبية ببيروت). روى الحديث من طريق الطبراني، عن عائشة، بعين ما تقدم عن فتح الباري . ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة (ص 198 ط اسلامبول) قال: أخرج الدولابي، عن فاطمة رضي الله عنها مرفوعا: يا بنية إنه ليس من نساء المسلمين امرأة أعظم رزية منك، فلا تكوني أدنى امرأة صبرا. ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 23 ط مكتبة القدسي في القاهرة). روى عن طريق الطبراني، عن عائشة، بعين ما تقدم عن ينابيع المودة .

ص 309

 

نبذة من كراماتها

 

 

لم تر فاطمة دما في حيض ولا نفاس

 

ونروي في ذلك

أحاديث الأول حديث أم سليم

روى عنها جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في التاريخ الكبير (ج 1 ص 391 ط الترقي بدمشق) قال: وروى من طريق أحمد بن عثمان، عن أنس من مالك، عن أم سليم، قالت: لم تر فاطمة رضي الله عنها دما، في حيض ولا نفاس (1). ومنهم العلامة الرافعي في التدوين (ج 2 ص 128 مخطوط) قال: أحمد بن عمر المذكر، وأخيه يعقوب، سمعا أبا بكر محمد بن فهد النهاوندي، علي بقزوين في شعبان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ثنا محمد بن زكريا العلائي بالبصرة ثنا العباس بن بكار السيرين من ولد محمد بن سيرين، ثنا عبد الله بن المثنى، عن ثمامة عن ابنته، عن أم سلمة، (رض)، قالت: ما رأت فاطمة رضي الله عنها في نفاسها دما

(هامش)

(1) قال العلامة النبهاني في الشرف المؤبد : قال الحافظ السوطي: ومن خصائص فاطمة رضي الله عنها، أنها كانت لا تحيض، وكانت إذا ولدت طهرت من نفاسها بعد ساعة حتى لا تفوتها صلاة. ولذلك سميت الزهراء. (*)

ص 310

ولا حيضا. وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا إسحاق الأشقر، ثنا العباس بن بكار، ثنا عبد الله ابن المثنى، عن عمه ثمامة، عن أنس، عن أم سليم، قالت: لم ير لفاطمة دم في حيض ولا نفاس.

الثاني حديث علي عليه السلام

روى عنه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الآمرتسري في أرجح المطالب (ج 241 و247 ط لاهور) قال: عن علي قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن بتول، قيل: وإنا سمعناك يا رسول الله تقول: مريم بتول وفاطمة بتول. فقال: البتول التي لم تر حمرة قط، أي لم تحض، فإن الحيض مكروه من بنات الأنبياء، أخرجه الحاكم.

ص 311

الثالث حديث أسماء بنت عميس

رواه القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 44 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: وعن أسماء قالت: قبلت، أي ولدت فاطمة بالحسن، فلم أر لها دما في حيض ولا في نفاس، فقال صلى الله عليه وسلم: أما علمت أن ابنتي طاهرة مطهرة، لا يرى لها دم في طمث ولا ولادة، خرجه الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام. ومنهم العلامة أبو التيسير عثمان مدوخ بن محمد بن مدوخ بن يوسف ابن أحمد الحسيني الشافعي إمام مسجد السلطان شمس الدين الشاذلي وخطيبه في العدل الشاهد في تحقيق المشاهد . روى عن علي بن الحسين عليهما السلام، قال: لما حان وقت ولادة فاطمة بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسماء بنت عميس، قالت: قبلت فذكر الحديث بعين ما تقدم عن ذخائر العقبى . ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري الشافعي البغدادي المتوفى سنة 884 في نزهة المجالس (ج 2 ص 227 ط القاهرة) قال: عن أسماء بنت عميس قالت أسماء: قبلت فاطمة بولدها الحسن، قلم أر لها دما، فقلت: يا نبي الله لم أر لفاطمة دما من حيض ولا نفاس، فقال: أما علمت فاطمة طاهرة مطهرة. / 312 / ومنهم العلامة البدخشي في مفتاح النجا (ص 107 مخطوط). روى الحديث عن أسماء بعين ما تقدم عن نزهة المجالس لكنه زاد في آخر الحديث كلمة: في طمث ولا ولادة. ومنهم العلامة أبو الفرج الاصفهاني في الحلل الفاخرة (على ما في كتاب تظلم الزهراء) قال: عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها، قالت: شهدت فاطمة رضي الله عنها وقد ولدت بعض ولديها، فلم أر لها دما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية. ومنهم العلامة الآمرتسري في أرجح المطالب (ص 246 ط لاهور). روى الحديث عن أسماء بعين ما تقدم عن ذخائر العقبى . ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في وسيلة المآل (ص 78 ط مكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث عن أسماء، بعين ما تقدم عن ذخائر العقبى .

ص 313

الرابع ما روى مرسلا

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص 260 ط اسلامبول) قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما سميت فاطمة البتول لأنها تبتلت من الحيض والنفاس الخ. ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي في المناقب المرتضوية (ص 119 ط بمبئي). روى في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وسميت فاطمة بتولا لأنها تبتلت وتقطعت عما هو معتاد العورات في كل شهر، ولأنها ترجع كل ليلة بكرا، وسميت مريم بتولا، لأنها ولدت عيسى بكرا، عن أم سلمة رضي الله عنها. ومنهم العلامة الحضرمي في مودة القربى (ص 103 ط لاهور). روى الحديث بعين ما تقدم عن ينابيع المودة ، وزاد في آخره: لأن ذلك عيب في بنات الأنبياء، أو قال: نقصان.

ص 314

امتلاء جفنة لها من اللحم والخبز ببركة إيثارها النبي صلى الله عليه وآله على نفسها وأهلها بعد ما كانوا جائعين

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو الفداء ابن كثير في البداية والنهاية (ج 6 ص 111 ط مصر) قال: قال الحافظ أبو يعلى: ثنا سهل بن الحنظلية، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني ابن لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه، فطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة منهن شيئا، فأتى فاطمة فقال: يا بنية هل عندك شيء آكله؟ فإني جائع، فقالت: لا والله بأبي أنت وأمي، فلما خرج من عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثت إليها جارة لها برغيفين، وقطعة لحم، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها، وغطت عليها، وقالت: والله لأوثرن بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي، وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام، فبعث حسنا وحسينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع إليها فقالت له: بأبي أنت وأمي، قد أتى الله بشيء فخبأته لك قال: هلمي يا بنية فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملؤة خبزا ولحما، فلما نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله فحمدت الله وصلت على نبيه صلى الله عليه وسلم وقدمته إلى رسول الله، فلما رآه حمد الله، وقال: من أين لك هذا يا بنية؟ قالت: يا أبة هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فحمد الله وقال: الحمد لله الذي جعلك يا بنية شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت إذا رزقها الله شيئا فسئلت عنه، قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي ثم أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة وحسن

ص 315

وحسين عليهم السلام وجميع أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته جميعا حتى شبعوا، قالت: وبقية الجفنة كما هي فأوسعت بقيتها على جميع جيرانها، وجعل الله فيها بركة وخيرا كثيرا. ومنهم العلامة المذكور في تفسير القرآن (المطبوع بهامش فتح البيان ج 2 ص 222 ط بولاق مصر). روى الحديث فيه أيضا بعين ما تقدم عنه في البداية والنهاية لكنه ذكر بدل كلمة الحنظلية، زنجله، وبدل كلمة لم يجد، لم يصب، وأسقط قبل قوله، وقالت والله وغطت عليها. ومنهم العلامة أبو المؤيد موفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة 568 في مقتل الحسين (ص 57 ط الغري) قال: وأخبرنا القاضي الأجل ظهير الإسلام أبو الفتح عبد الواحد بن الحسن الباقري أخبرنا أبو الفضل العباس بن أبي العباس الشفائي قرائة عليه، أخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي، أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا أبو محمد المزني، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن البداية والنهاية لكنه ذكر بدل قوله بركة من الله: كرامة من الله ثم قال: وسمعت هذا الحديث عن الشيخ الإمام عبد الحميد البرايقيني (أو البراتقيني) مختصرا برواية جابر بن عبد الله أيضا ومنهم العلامة أبو القاسم عبد الرحمان بن عبد الله الخثعمي في التكملة (ص 87 مخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم عن البداية والنهاية مع تلخيص بإسقاط ما لا يهم ذكره.

ص 316

دوران رحاها وهي نائمة

رواه القوم: منهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في لسان الميزان (ج 5 ص 65 ط حيدر آباد الدكن) قال: قال أحمد بن الفضل بن خزيمة، حدثنا محمد بن الأزهر الكاتب، قال: حدثني سويد الجويني، قال: ثنا محمد بن عمرو بن مهجع، عن الشعبي، عن ميمونة رضي الله عنها، قالت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله بقمح إلى فاطمة لتطحنه، ثم ردني إليها، فوجدتها نائمة، والرحى تدور، فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله، فقال: إن الله علم ضعف فاطمة، فأوحى إلى الرحى أن تدور، فدارت. ومنهم العلامة أبو المؤيد موفق بن أحمد المتوفى سنة 568 في مقتل الحسين (ص 68 ط الغري) قال: قال سيد الحفاظ هذا، أجزاه الله عنا خيرا، أخبرنا والدي - ره -، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر البزار، أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى، أخبرنا صالح بن أحمد الحافظ، أخبرنا القاسم بن أبي صالح، أخبرنا إبراهيم بن الحسين، أخبرنا سويد بن سعيد، أخبرنا محمد بن عمر الكلاعي، أخبرنا عامر الشعبي، عن ميمونة بنت الحارث، أن النبي صلى الله عليه وآله قال لها: اذهبي بهذا الصاع إلى فاطمة تطحنه لنا، فبينما هي تطحن إذ غلبتها عينها، فذهب بها النوم، فقال نبي الله صلى الله عليه وآله: قد أبطأ علينا طعامنا، فانظري ما حبسها، فذهبت ميمونة، فاطلعت من الباب، فإذا الرحى تدور وإذا فاطمة نائمة، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت: رأيت فاطمة نائمة والرحى تدور، فقال: ما أحد يديرها؟ قالت: ما أحد يديرها، فقال: رحم الله جل جلاله أمتها حيث رأى ضعفها فأوحى إلى الرحى فدارت، فجائت ميمونة إلى طعامها، وقد فرغ الرحى من طحنه.

ص 317

مخاطبة ناقة النبي صلى الله عليه وآله معها

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري الشافعي البغدادي المتوفى بعد سنة 884 في نزهة المجالس (ج 2 ص 228 ط القاهرة) قال: قال النسفي: خرجت فاطمة رضي الله عنها، ليلا فخاطبتها ناقة النبي صلى الله عليه وسلم العضباء التي أصابها من خيبر، فقالت: السلام عليك يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألك حاجة إلى أبيك فإني ذاهبة إليه، فبكت فاطمة رضي الله عنها، وجعلت رأس الناقة في حجرها حتى ماتت، في تلك الساعة، فكفنتها في عباءة ودفنتها، ثم كشفوا عنها بعد ثلاثة أيام، فلم يجدوا لها أثرا، فنطقها لها من بعض كراماتها، فإنها لم تنطق إلا لها ولأبيها صلى الله عليه وسلم، قالت: يا رسول الله كنت لرجل من اليهود، فكنت أخرج أرعى، فينادي النبات إلي إلي فإنك لمحمد صلى الله عليه وسلم، وإذا كان الليل نادى السباع بعضهم بعضا: لا تقربوها فإنها لمحمد صلى الله عليه وسلم.

ص 318

إرسال فاطمة سلمان ليستقرض لها من شمعون اليهودي الشعير أو التمر لاطعام أعرابي ولم تأخذ منه لنفسها وأهلها وقد كانوا لم يجدوا شيئا منذ ثلاثة أيام فنزل لها قصعة من مائدة الجنة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ عبد الرحمان الصفوري في نزهة المجالس ومنتخب النفائس (ج 1 ص 224 ط عثمان خليفة بالقاهرة) قال: قالت عائشة (رض): بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد المدينة ومعه المهاجرون والأنصار، إذ جاء أعرابي قد صاد ضبا، فقال: يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة هو أكذب منك، ولولا خصلة فيك لملئت سيفي هذا منك، فوثب إليه عمر (رض)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد كاد الحليم أن يكون نبيا، ثم قال: يا أخا بني سليم، والله إني لأمين في السماء، محمود عند الملائكة، أمين في الأرض، محمود عند الآدميين، فلا تسمعني في مجلس إلا خيرا، ولا تقل في إلا حقا، قال: فباللات والعزى لا أومن بك، ولا أصدقك حتى يشهد لك هذا الضب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا ضب من ربك؟ فقال: الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، قال: من أنا يا ضب؟ فقال: أنت محمد بن عبد الله، سيد النبيين، وإمام المتقين، وقائد الغر

ص 319

المحجلين، أفلح من صدقك، وخاب من كذبك، فولى السليمي وهو يضحك، فقال: يا أخا بني سليم أتستهزء بالله، ثم بي، قال: والله يا محمد ما أستهزء بالله ولا بك، ولقد جئتك وما على وجه الأرض أبغض إلي منك، والآن ما على وجه الأرض أحب إلي منك، قال: أسلم، فأسلم، فوثب النبي صلى الله عليه وسلم قائما وصفق بيديه ثلاثا فرحا بإسلامه، ثم قال: يا أخا بني سليم هل لك من شيء من عرض هذه الدنيا؟ قال: لا، والذي بعثك بالحق نبيا ما في بني سليم أفقر مني، فقال: من يضمن للسليمي ناقة من نوق الدنيا أضمن له على الله ناقة من نوق الجنة، فقال عبد الرحمان بن عوف رضي الله عنه: يا رسول الله ناقة صفتها كذا وكذا، فقال: يا ابن عوف وصفت الناقة التي عندك، أفلا أصف الناقة التي عندنا، قال: نعم، قال: هي من لؤلؤ بيضاء عنقها من ياقوتة حمراء، ذنبها من زمردة خضراء، شعرها من الزعفران، سنامها من الكافور، وقوائمها من أنواع الجواهر، رحلها من السندس والاستبرق، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يتوج الأعرابي وله على الله تاج الوقار، فأعطاه علي عمامته، ثم قال: من يزود الأعرابي وله على الله زاد التقوى، قيل: وما زاد التقوى، قال: إذا كان أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا، لقنه الله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه، فأتى فاطمة، فأخبرها، فقالت: لنا ثلاثة أيام لم نجد شيئا، ولكنه خذ درعي، وارهنه عند شمعون اليهودي على صاعين من شعير، وصاع من التمر، فلما جائه، قال شمعون: هذا درع فاطمة؟ قال: نعم، قال: هذا هو الزهد الذي أخبرنا به موسى عليه السلام في التوراة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم رد الدرع، وأعطاه الشعير والتمر، فطحنت الشعير، وخبزته، ثم قالت: خذه يا سلمان، فقال: خذي منه شيئا لأولادك، فقالت: شيء خرجنا عنه لله، فلا نأخذ من شيئا فدفعه للأعرابي، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة، فوجدها مصفرة اللون، فسألها، فقالت: من الجوع،

ص 320

فقال: يا رب هذه بنت نبيك وابناها، فارحمهم، ثم أمرها أن تدخل المخدع، فتوضئت وصلت ركعتين، وقالت: اللهم إن فاطمة بنت نبيك قد أضر بها الجوع، وهذا علي بن أبي طالب ابن عم نبيك، قد أضر به الجوع، فأنزل اللهم علينا مائدة من السماء كما أنزلتها على بني إسرائيل، فكفروا، وإنا مؤمنون، وإذا بقصعة فيها تريد لحم ريحها أطيب من المسك، فخرجت بها، فقال علي: أنى لك هذا، قالت: هو من عند الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كل ولا تسأل، الحمد لله الذي أراني بنتا مثلها كمثل مريم، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا، قال: يا مريم أنى لك هذا؟ قالت: هو من عند الله، الآية، هذا ما تصدقت به فاطمة على الأعرابي قد أعطاها الله مائة مائدة في الجنة وهذا منها، فأكلوا حتى شبعوا ثم ارتفعت. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في مقتل الحسين (ص 71 ط الغري) قال: وحدثنا أخي الإمام الأجل سراج الدين شمس الأئمة إمام الحرمين أبو الفرج محمد بن أحمد المكي إملاء جزاه الله عني خيرا، حدثنا القاضي الإمام الأجل جمال القضاة أبو الفتح المظفر بن أحمد بن عبد الواحد بحلوان، في شهر الله المبارك رمضان سنة عشر وخمسمائة، أخبرنا الشيخ الفقيه أبو بكر محمد بن علي الحلواني في جامع حلوان في جمادي الأولى سنة أربع وستين وأربعمأة، أخبرتنا كريمة بنت أحمد بن محمد المروزي بمكة، حرسها الله سنة خمس وخمسين وأربعمأة قرائة عليها وأنا حاضر سمع. ح وأخبرني بهذا الحديث عاليا قاضي القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان بروايته، عن الإمام نور الهدى أبي طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي بروايته عن الكريمة فاطمة بنت أحمد بن محمد المروزية بمكة حرسها الله، بهذا الإسناد هذه السياقة قيل لها: أخبركم الشيخ الإمام أبو علي

ص 321

زاهد بن أحمد، حدثنا معاذ بن يوسف الجرجاني، حدثنا أحمد بن محمد بن غالب، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا نمير، عن مجالد، عن أبي مجلز، عن ابن عباس فذكر الحديث بنحو أبسط مما تقدم عن نزهة المجالس إلى أن قال: فقالت: يا سلمان والذي بعث بالحق محمدا نبيا إن لنا ثلاثا ما طعمنا وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ثم رقدا، كأنهما فرخان منتوفان، ولكن يا سلمان لا أرد الخير يأتي، خذ درعي هذا ثم امض به إلى شمعون اليهودي وقل له تقول فاطمة بنت محمد: أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك إنشاء الله تعالى، فأخذ سلمان الدرع وأتى به إلى شمعون اليهودي، فأخذ شمعون الدرع وجعل يقلبه في كفه وعيناه تذرفان بالدموع، وهو يقول: يا سلمان هذا هو الزهد في الدنيا هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله فأسلم وحسن إسلامه، ودفع لسلمان صاعا من تمر وصاعا من شعير، فأتى به سلمان إلى فاطمة فطحنته بيدها واختبزته وأتت به إلى سلمان وقالت له: خذه وامض به إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال سلمان: يا فاطمة خذي منه قرصا تعللين به الحسن والحسين، فقالت: يا سلمان هذا شيء أمضيناه لله عز وجل فلسنا نأخذ منه شيئا، فأخذه سلمان وأتى النبي فلما نظره صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا سلمان من أين لك هذا؟ قال: من منزل ابنتك فاطمة قال: وكان النبي صلى الله عليه وآله لم يطعم طعاما منذ ثلاث، فقام حتى أتى حجرة فاطمة فقرع الباب، وكان إذا قرع الباب لا يفتح له إلا فاطمة، فلما فتحت له نظر إلى صفرة وجهها وتغير حدقتيها، فقال: يا بنية ما الذي أراه من صفرة وجهك، وتغير حدقتيك، قالت: يا أبة إن لنا ثلاثا ما طعمنا وإن الحسن والحسين اضطربا علي من شدة الجوع، ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان قال: فنبههما النبي صلى الله عليه وآله وأجلس واحدا على فخذه الأيمن، وواحدا على فخذه الأيسر، وأجلس فاطمة بين يديه واعتنقهم فدخل علي بن أبي طالب فاعتنق النبي من ورائه،

ص 322

ثم رفع النبي طرفه إلى السماء، وقال: إلهي وسيدي ومولاي هؤلاء أهل بيتي، الله فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ثم وثبت فاطمة إلى فخذيها فصفت قدميها وصلت ركعتين، ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء، وقالت: إلهي وسيدي هذا نبيك محمد، وهذا علي ابن عم نبيك، وهذان الحسن والحسين سبطا نبيك، إلهي فأنزل علينا مائدة كما أنزلتها على بني إسرائيل، أكلوا منها وكفروا بها، اللهم فأنزلها فإنا بها مؤمنون، قال ابن عباس: فوالله ما استتمت الدعوة إلا وهي ترى جفنة من ورائها، يفوج قتارها، وإذا قتارها، أذكى من المسك الأذفر، فاحتضنتها، وأتت بها إلى النبي صلى الله عليه وآله، وعلي، والحسن والحسين عليهم السلام، فلما رآها علي قال: يا فاطمة أنى لك هذا ولم يكن يعهد عندها شيئا، فقال النبي: كل يا أبا الحسن ولا تسأل، الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني ولدا مثله مثل مريم كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال: يا مريم أنى لك هذا قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، قال: فأكل النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وخرج النبي، الحديث.

ص 323

نزول مائدة من السماء عند فاطمة عليها السلام في موضع آخر

رواه القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 45 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: عن أبي سعيد قال: قال علي عليه السلام لفاطمة: يا فاطمة هل عندك من شيء تغدينيه، قالت: لا والذي أكرم أبي بالنبوة ما أصبح عندي شيء أغديكه، ولا أكلنا بعدك شيئا، ولا كان لنا شيء بعدك منذ يومين أوثرك به على بطني وعلى ابني هذين قال: يا فاطمة ألا أعلمتيني حتى أبغيكم شيئا، قالت: إني أستحيي من الله أن أكلفك ما لا تقدر عليه، فخرج من عندها واثقا بالله حسن الظن به، فاستقرض دينارا، فبينا الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه، وآذته من تحته، فلما رآه أنكره، فقال: يا مقداد أزعجك من رحلك هذه الساعة، قال: يا أبا حسن خل سبيلي ولا تسألني عما ورائي، وقال: يا ابن أخي إنه لا يحل لك أن تكتمني حالك، قال: أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة، ما أزعجني من رحلي إلا الجهد، ولقد تركت أهلي يبكون جوعا فلما سمعت بكاء العيال، لم تحملني الأرض، فخرجت مغموما راكبا رأسي، فهذه حالتي وقصتي، فهملت عينا علي بالبكاء، حتى بلت دموعه لحيته، ثم قال: أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني غير الذي أزعجك، ولقد اقترضت دينارا فهاك، وأوثرك به على نفسي، فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر والعصر والمغرب، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب مر بعلي في الصف الأول فغمزه

ص 324

برجله فسار خلف النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحقه عند باب المسجد ثم قال: يا أبا الحسن هل عندك شيء تعشينا به؟ فأطرق علي لا يحر جوابا حياء من النبي صلى الله عليه وسلم قد عرف الحال الذي خرج عليها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إما أن تقول لا فنضرب عنك أو نعم فنجئ معك، فقال له: حبا وتكريما إذهب بنا وكان الله سبحانه وتعالى قد أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن تعش عندهم فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده، فانطلقا حتى دخلا على فاطمة عليها السلام في مصلاها، وخلفها جفنة تفور دخانا، فلما سمعت كلام النبي صلى الله عليه وسلم خرجت من المصلى، فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه فرد عليها السلام، ومسح بيده على رأسها، وقال، كيف أمسيت عشينا غفر الله لك وقد فعل، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه، فلما نظر على ذلك وشم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا، فقالت: ما أشح نظرك وأشده، سبحان الله هل أذنبت فيما بيني وبينك ما أستوجب به السخطة، قال: وأي ذنب أعظم من ذنب أصبته اليوم، أليس عهدي بك اليوم، وأنت تحلفين بالله مجتهدة، ما طعمت طعاما يومين، فنظرت إلى السماء فقالت: إلهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه أني لم أقل إلا حقا قال: فأنى لك هذا الذي لم أر مثله، ولم أشم مثل رائحته، ولم آكل أطيب منه؟ فوضع النبي صلى الله عليه وسلم كفه المباركة بين كتفي علي ثم هزها، وقال: يا علي هذا ثواب الدينار، وهذا جزاء الدينار، وهذا من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، ثم استعبر النبي صلى الله عليه وسلم باكيا وقال: الحمد لله كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك في المجرى الذي أجرى فيه زكريا، ويجريك يا فاطمة في المجرى الذي أجرى فيه مريم كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال: يا مريم أنى لك هذا خرجه الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال . ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في ينابيع المودة (ص 199 ط اسلامبول). روى الحديث نقلا عن سعيد الخدري، ملخصا ثم قال: أخرجه الحافظ

ص 325

الدمشقي في الأربعين مطولا. ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 223 ط الغري) قال: أخبرنا القاضي العلامة أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي، أخبرنا الحافظ محدث الشام علي بن الحسن الشافعي، أخبرنا الشيخ أبو منصور عبد الرحمان بن محمد ابن عبد الواحد بن زريق الشيباني السقلاطوني ببغداد، أخبرنا القاضي الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان بن الحارث البافندي، حدثنا محمد بن خلف الحدادي، حدثنا حسين بن حسن، حدثنا قيس ابن الربيع، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، وعن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد بنحوه، والسياق لأبي هارون، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن ذخائر العقبى ثم قال: هكذا أخرجه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في الأربعين الطوال وابن شاهين في مناقبها، وليس ببدع هذا في حقها. ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين في فضائل سيدة النساء (ص 6 مخطوط) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الباقندي، ثنا حسين بن حسن بن الأشقر، ثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، وعن عمر بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن ذخائر العقبى . ومنهم العلامة با كثير الحضرمي في وسيلة المآل (ص 89 مخطوط). روى الحديث من طريق الحافظ الدمشقي، في الأربعين بعين ما تقدم عن ذخائر العقبى .

ص 326

 

تزويجها

 

 

إباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تزويجها من أبي بكر وعمر

 

وفيه أحاديث:

الأول حديث أنس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في منتخب كنز العمال (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 99 ط القاهرة) قال: ابن جرير، حدثني محم بن الهيثم، حدثني الحسين بن حماد، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس ابن مالك، قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقعد بين يديه، فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتي، وقدمي في الإسلام، وأني وأني قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة، فسكت عنه أو قال: أعرض عنه، فرجع أبو بكر إلى عمر، فقال: هلكت وأهلكت قال: وما ذلك؟ قال: خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عني قال:

ص 327

مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأطلب مثل الذي طلبت، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه، فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام، وأني وأني، قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة، فأعرض عنه فرجع عمر إلى أبي بكر، فقال: إنه ينتظر أمر الله فيها (1) ومنهم الحافظ نور الدين علز بن أبي بكر الهيتمي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 205 ط القدسي في القاهرة). روى الحديث عن أنس، بعين ما تقدم عن منتخب كنز العمال .

(هامش)

(1) قال العلامة الشيخ شعيب أبو مدين بن سعد المصري في الروض الفائق (ص 214 ط مصر) قال: فلما استنارت في سماء الرسالة شمس جمالها، وتم في أفق الجلالة بدر كمالها، امتدت إليها مطالع الأفكار، وتمنت النظر إلى حسنها أبصار الأخيار، وخطبها سادات المهاجرين والأنصار، ردهم المخصوص من الله بالرضا، وقال: إني أنتظر بها القضاء: من مثل فاطمة الزهراء في نسب وفي فخار وفي فضل وفي حسب والله فضلها حقا وشرفها إذ كانت ابنة خير العجم والعرب ولقد خطبها أبو بكر وعمر، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمرها إلى الله تعالى، ثم إن أبا بكر وعمر وسعد بن معاذ كانوا جلوسا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتذكروا أمر فاطمة (رض): فقال أبو بكر: قد خطبها الأشراف، فردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن أمرها إلى الله عز وجل، وإن عليا لم يخطبها، ولم يذكرها، ولا أرى ما يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد، وإنه ليقع في نفسي أن الله تعالى ورسوله إنما يحبسانها لأجله، ثم أقبل أبو بكر على عمر وعلى سعد، وقال لهما: هل لكما في القيام إلى علي كرم الله وجهه، فتذكر له أمرهما، فإن منعه من ذلك قلة اليد واسيناه الحديث. (*)

ص 328

ومنهم العلامة الهيتي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 206 ط القاهرة). وروى عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى أبا بكر رحمة الله عليه، فقال: يا أبا بكر ما يمنعك تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا يزوجني، قال: إذا لم يزوجك فمن يزوج وأنك من أكرم الناس عليه وأقدمهم في الإسلام، قال: فانطلق أبو بكر رحمة الله عليه إلى بيت عائشة رضي الله عنها، فقال: يا عائشة إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب نفس وإقبالا عليك، فاذكري له إني ذكرت فاطمة، فلعل الله عز وجل أن ييسرها لي، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأت منه طيب نفس وإقبالا، فقالت: يا رسول الله إن أبا بكر ذكر فاطمة وأمرني أن أذكرها، قال: حتى ينزل القضاء، قال: فرجع إليها أبا بكر، فقالت: يا أبتاه وددت أني لم أذكر له الذي ذكرت، فلقي أبو بكر عمر، فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة، فانطلق عمر إلى حفص فقال: يا حفص إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم إقبالا، يعني عليك فاذكريني له، واذكري فاطمة لعل الله أن ييسرها لي، قال: فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حفص فرأت طيب نفس ورأت منه إقبالا، فذكرت له فاطمة رضي الله عنها، فقال: حتى ينزل القضاء، فلقي عمر حفص، فقالت له: يا أبتاه وددت أني لم أكن ذكرت له شيئا. ومنهم علامة الأدب الراغب الاصفهاني في محاضرات الأدباء (ج 4 ص 477 ط مكتبة الحياة في بيروت). روى الحديث من أنس، بعين ما تقدم عن منتخب كنز العمال . ومنهم العلامة محمد بن إسحاق بن مندة المتوفى سنة 395 في كتابه أسماء الرجال (على ما في مناقب الكاشي المخطوط ص 143). روى أنه صلى الله عليه وسلم قال في جواب أبي بكر وعمر: أنتظر

ص 329

بها القضاء. ومنهم العلامة المحدث الواعظ السيد جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحسيني الشيرازي الهروي المتوفى سنة 1000 في روضة الأحباب (ص 210 مخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم عن أسماء الرجال . ومنهم العلامة المعاصر عمر رضا كحالة في أعلام النساء (ج 3 ص 1199 ط دمشق). روى الحديث بعين ما تقدم عن أسماء الرجال ومنهم العلامة السيد أبو بكر الحضرمي الشافعي في رشفة الصادي (ص 7 و8 ط مصر) قال: روى أصحاب السير عن أنس (رض)، قال: خطب أبو بكر الصديق (رض) إلى النبي صلى الله عليه وآله ابنته فاطمة رضي الله عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ينزل القضاء بعد، ثم خطبها عمر (رض) مع عدة من قريش كلهم يقول لهم صلى الله عليه وسلم مثل قوله لأبي بكر. ومنهم العلامة الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد القسطلاني في المواهب اللدنية (ج 2 ص 4 ط الأزهرية بمصر) قال: عن أنس قال: جاء أبو بكر ثم عمر يخطبان فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسكت ولم يرجع إليهما شيئا. ومنهم العلامة السيد أحمد زيني دحلان الشافعي مفتي مكة المكرمة في السيرة النبوية (المطبوع بهامش السيرة الحلبية ج 2 ص 7 ط القاهرة). روى الحديث عن أنس، بعين ما تقدم عن المواهب اللدنية . ومنهم العلامة المحدث الشيخ حسن العدوى في مشارق الأنوار

ص 330

(ص 107 ط مصر) قال: قال في حديث: وقد كان خطبها (أي فاطمة) أبو بكر، ثم عمر، فأعرض صلى الله عليه وسلم عنهما، فلما خطبها علي، أجابه، وجعل صداقها درعه، ولم يكن له غيرها، وبيعت بأربعمائة درهم وثمانين درهما. ومنهم العلامة المعاصر الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني البيروتي في كتابه الأنوار المحمدية (ط الأدبية في بيروت) قال: وخطبها قبله (أي علي) وعمر رضي الله عنهما، فلم يجبهما صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من المعاصرين في أرجح المطالب (ص 253 ط لاهور). روى من طريق أحمد عن أنس بن مالك، قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر لم ينزل القضاء، ثم خطب عمر مع عدة من قريش فقال له: ما قال مثله لأبي بكر. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في وسيلة المآل (ص 81 مخطوط) روى الحديث عن أنس، بعين ما تقدم عن رشفة الصادي . ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص 196 ط اسلامبول) قال: عن أنس، قال: جاء علي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ما خطب أبو بكر وعمر فاطمة، وقال لي علي: قلت: يا رسول الله تزوجني من فاطمة.

ص 331

الثاني حديث بريدة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة النسائي المتوفى سنة 303 في الخصائص (ص 31 ط التقدم بمصر حيث قال: أخبرنا أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا جرير بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن يزيد (بريدة ظ)، عن أبيه، قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنها صغيرة، فخطبها علي رضي الله عنه، فزوجها منه. ومنهم العلامة الخطيب التبريزي العمري في مشكاة المصابيح (ج 4 ص 246 ط دمشق). وروى الحديث من طريق النسائي، عن بريدة، بعين ما تقدم عنه في الخصائص . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 316 ط الغري) قال: قال أحمد في الفضائل: حدثنا أبو عمر محمد بن محمود الاصبهاني، حدثنا علي بن خثرم المروزي، أخبرنا الفضل بن موسى الشيباني، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، قال: خطب أبو بكر (رض) فاطمة عليها السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها صغيرة، وإني أنتظر بها القضاء، فلقيه عمر فأخبره، فقال: ردك، ثم خطبها عمر، فرده، ثم خطبها علي عليه السلام، فزوجه إياها، وقال: إن الله أمرني أن أزوج عليا فاطمة، فباع علي عليه السلام بعيرا، وبعض متاعه، وتزوجها، وذكره ابن سعد في

ص 332

الطبقات وقال فيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وعد عليا بها قبل أن يخطبها أبو بكر وعمر. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني في فرائد السمطين (المخطوط نسخة جامعة طهران ص 23) قال: أنبأني الشيخ أبو عبد الله محمد بن يعقوب، عن يحيى بن أسعد بن نوش، إجازة، قال: أنا الحسن بن أحمد بن الحسن إجازة، عن أحمد بن عبد الله بن أحمد، قال: ثنا محمد بن الفتح الحنبلي، قال: ثنا عبيد الله بن داود، ثنا محمود بن آدم، ثنا الفضل ابن موسى، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الخصائص سندا ومتنا. ومنهم الحافظ أبو الحجاج يوسف بن الزكي في تحفة الأشراف (ج 2 ص 83 ط بمبئي). روى الحديث من طريق حسين بن حريث، بعين ما تقدم عن الخصائص ومنهم العلامة البدخشي في مفتاح النجا (ص 30 مخطوط) روى الحديث من طريق النسائي، عن بريدة، بعين ما تقدم عنه في الخصائص . ومنهم العلامة الشيخ عبد القادر بن عبد الكريم الورديفي الخيراني البريشي الشفشاوي الحضرمي في سعد الشموس والأقمار (ص 210 ط التقدم العلمية بالقاهرة). روى الحديث من طريق النسائي، عن بريدة، بعين ما تقدم عنه في الخصائص . ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين في فضائل سيدة النساء الخ (ص 15) مخطوط) قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا أبو تميلة، ثنا حسين بن واقد، عن أبي بريدة، عن أبيه، أن أبا بكر (رض) خطب إلى النبي صلى الله عليه وسلم

ص 333

فاطمة، فقال: أنتظر بها القضاء، ثم خطب إليه عمر (رض)، فقال: أنتظر بها القضاء ثم خطب إليه علي، فزوجها منه. ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من المعاصرين في أرجح المطالب (ص 440 ط لاهور). روى الحديث من طريق أبي حاتم، والنسائي، عن بريدة بعين ما تقدم عنه في الخصائص .

الثالث حديث حجر بن عنبس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في منتخب كنز العمال (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 101 ط الميمنية بمصر). روى من طريق أبي نعيم عن حجر بن عنبس، قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي لك يا علي أن تحسن صحبتها. ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في مجمع الزوائد (ج 9 ص 204 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن حجر بن عنبس قال: خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة رضي الله عنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي لك يا علي، رواه الطبراني ورجاله ثقاة. ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في أسد الغابة (ج 1 ص 386 ط مصر). روى من طريق عبد الله بن داود الحربي، عن موسى بن قيس، عن حجر، بعين

ص 334

ما تقدم عن مجمع الزوائد . ومن طريق الثلاثة، بعين ما تقدم عن منتخب كنز العمال . ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في الإصابة (ج 4 ص 374 ط دار الكتب المصرية بمصر). روى من طريق الطبراني، عن موسى بن قيس، عن حجر، بعين ما تقدم عن مجمع الزوائد . ومنهم العلامة جمال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه الثغور الباسمة في مناقب سيدتنا فاطمة (ص 6 ط بمبئي). روى الحديث عن حجر، بعين ما تقدم عن مجمع الزوائد .

الرابع حديث علي عليه السلام

رواه القوم: منهم الحافظ الشهير أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الشافعي في تاريخ بغداد (ج 14 ص 363 ط القاهرة) قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا يحيى ابن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن أصبغ بن الفرج بمصر، حدثني أبي، حدثنا علي بن عباس، أن عمرو بن عمير حدثه، عن أبي صادق، قال: خرجت مع قوم من الأزد، حتى نزلنا المدائن، حين انصرف علي من صفين، فجلسوا فتذاكروا النكاح، فقال علي: ألا أحدثكم كيف كان تزويجي فاطمة، قالوا: بلى يا أمير المؤمنين قال: إن أبا بكر خطبها فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى أبو بكر عمر، فقال: خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد علي شيئا، ثم ذكر أنه زوجها عليا.

ص 335

الخامس حديث آخر

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة النسابة السيد مرتضى الحسيني الزبيدي في تاج العروس (ج 7 ص 318 طبع القاهرة) قال: في الحديث أن أبا بكر خطب فاطمة رضي الله عنها، فقال: إني قد وعدتها لعلي، ولست بدجال. ومنهم علامة اللغة والأدب جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور المصري المتوفى سنة 711 في لسان العرب (ج 11 ص 237 ط دار الصادر في بيروت) قال: في الحديث إن أبا بكر، خطب فاطمة، رضي الله عنها، إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني وعدتها لعلي ولست بدجال أي بخداع، ولا ملبس عليك أمرك.

أن النبي صلى الله عليه وآله أمر عليا عليه السلام أن يخطب لنفسه

رواه القوم: منهم العلامة الزرقاني في شرح المواهب اللدنية (ج 2 ص 5 ط الأزهرية بمصر سنة 1325). روى ابن عساكر أنه عليه السلام أمر عليا أن يخطب لنفسه، فخطب وأوجب له صلى الله عليه وسلم في حضوره فقبل واستشهد على الصحابة الحاضرين على ذلك.

ص 336

 

خطبة علي لفاطمة عليهما السلام

 

 

ويشتمل على أحاديث.

الأول حديث أنس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في منتخب كنز العمال (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 99 ط الميمنية بمصر) روى عن أنس في حديث فرجع عمر إلى أبي بكر، فقال: إنه ينتظر أمر الله فيها، انطلق بنا إلى علي، حتى نأمره أن يطلب مثل الذي طلبناه، قال علي: فأتياني، وأنا أعالج فسيلا، فقالا: ابنة عمك تخطب، قال: فنبهاني لأمر فقمت أجر ردائي طرفا على عاتقي، وطرفا أجره على الأرض، حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعدت بين يديه، فقلت: يا رسول الله قد عرفت قدمي في الإسلام ومناصحتي، وأني وأني قال: وما ذاك يا علي؟ قلت: تزوجني فاطمة. قال: وعندك شيء الحديث. ومنهم العلامة أبو بكر الهيتمي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 205 ط القاهرة). روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن منتخب كنز العمال . وروى عنه أيضا حديثا آخر وفيه: انطلق عمر إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: ما يمنعك من فاطمة، فقال: أخشى أن لا يزوجني، قال: فإن لم يزوجك فمن يزوج وأنت أقرب خلق

ص 337

الله إليه، فانطلق علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن له مثل عائشة وحفص، قال: فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أريد أن أتزوج فاطمة قال: فافعل. ومنهم العلامة الراغب الاصفهاني في محاضرات الأدباء (ج 4 ص 477 ط بيروت). روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن منتخب كنز العمال .

الثاني حديث بريدة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري الشهير بابن السني الحنفي في عمل اليوم والليلة (ص 163 ط الثانية في حيدر آباد الدكن) قال: أخبرنا: أبو عبد الرحمان، أنبأنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى وأحمد بن سليمان، واللفظ له، قالا: ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا عبد الرحمان ابن حميد الرواسي، ثنا عبد الكريم بن سليط، عن ابن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه أن نفرا من الأنصار، قالوا: لعلي عندك فاطمة فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال: ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال: ذكرت فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مرحبا وأهلا ولم يزده عليهما، فخرج إلى الرهط من الأنصار ينتظرونه، فقالوا: ما ذاك؟ ما قال لك؟ قال: لا أدري غير أنه قال: مرحبا وأهلا قالوا: يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما، وقد أعطاك الأهل والرحب. ومنهم الحافظ الطبراني في المعجم الكبير (ص 61 مخطوط) قال:

ص 338

حدثنا علي بن عبد العزيز، نا أبو غسان النهدي، نا عبد الرحمان بن حميد الرواسي، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن عمل اليوم والليلة سندا ومتنا. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 33 ط القدسي بالقاهرة). روى الحديث عن بريدة، بعين ما تقدم عن عمل اليوم والليلة مضمونا ومن قوله: فقال مرحبا وأهلا الخ بلفظه. ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 209 ط القدسي بالقاهرة). روى الحديث عن بريدة، بعين ما تقدم عن عمل اليوم والليلة مضمونا ومن قوله: مرحبا وأهلا الخ بلفظه. ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في الثغور الباسمة (ص 6 ط بمبئي). روى الحديث من طريق البزار، عن بريدة، بعين ما تقدم عن عمل اليوم والليلة مضمونا ومن قوله: مرحبا وأهلا الخ بلفظه. ومنهم العلامة أحمد بن حجر في الصواعق المحرقة (ص 232 ط عبد اللطيف بمصر). روى الحديث من طريق النسائي، في كتابه عمل اليوم والليلة بعين ما تقدم عن عمل اليوم والليلة للدينوري مضمونا، ومن قوله: مرحبا وأهلا الخ بلفظه. ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص 174 وص 197 ط اسلامبول). روى الحديث من كتاب جواهر العقدين ، عن بريدة، بعين ما تقدم عن عمل اليوم والليلة مضمونا، ومن قوله: مرحبا وأهلا الخ بلفظه.

ص 339

ومنهم العلامة الزرقاني في شرح المواهب اللدنية (ج 2 ص 6 ط مصر). روى الحديث عن النسائي، بإسناده عن بريدة، بعين ما تقدم عن عمل اليوم والليلة مضمونا، ومن قوله: مرحبا وأهلا بلفظه. ومنهم العلامة السيد أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي (ص 8 ط مصر). روى الحديث من قوله صلى الله عليه وآله لعلي مرحبا وأهلا الخ بعين ما تقدم عن عمل اليوم والليلة . ومنهم العلامة السيد جمال الدين عطاء الله الحسيني في روضة الأحباب (ص 210 مخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم عن عمل اليوم والليلة بترجمته الفارسية. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في وسيلة المآل (ص 81 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) روى الحديث من طريق النسائي عن بريدة بعين ما تقدم عن عمل اليوم والليلة .

ص 340

الثالث حديث أسماء بنت عميس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في النهاية (ج 1 ص 11 ط الخيرية بمصر) قال: (وفي حديث أسماء بنت عميس) قيل لعلي ألا تتزوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما لي صفراء ولا بيضاء، ولست بمأبور في ديني، فيوري بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عني إني لأول من أسلم (1). ومنهم علامة اللغة والأدب جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور المصري في لسان العرب (ج 4 ص 5 ط دار الصادر في بيروت). روى الحديث عن أسماء، بعين ما تقدم عن النهاية ، ثم قال: وفي حديث علي كرم الله وجهه ولست بمأثور في ديني، أي لست ممن يؤثر شرا وتهمة في ديني. وروى هذا الحديث بالباء الموحدة وقد تقدم. ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي في تاج العروس (ج 3 ص 3، مادة أبر، ط القاهرة). روى الحديث بعين ما تقدم عن النهاية .

(هامش)

(1) ثم قال: المأبور من أبرته العقرب أي لسعته بإبرتها يعني لست غير صحيح الدين ولا المتهم في الإسلام. (*)

ص 341

الرابع حديث علي نفسه

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن الأثير الجزري في أسد الغابة (ج 5 ص 520 ط مصر) قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب على الصوفي، قال: وحدثنا الدولابي. أخبرنا: أحمد بن عبد الجبار يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن علي بن أبي طالب، قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: لا، قالت: فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟! فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجك، فوالله ما زالت ترجيني، حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه أفحمت فوالله ما أستطيع أن أتكلم، فقال: ما جاء بك ألك حاجة؟ فسكت، فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة، قلت: نعم، قال: هل عندك من شيء الحديث. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى 568 في المناقب (ص 234 ط تبريز) قال: أخبرنا: الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرني والدي شيخ السنة أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرني أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن.

ص 342

قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثني أحمد بن عبد الجبار. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن أسد الغابة سندا ومتنا. لكنه ذكر قوله ما جاء بك: ألك حاجة مرتين. ومنهم العلامة البيهقي في السنن الكبرى (ج 7 ص 234 ط حيدر آباد الدكن) قال: أخبرنا أبو عبد الله وأبو بكر القاضي، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا أحمد بن خالد، ثنا محمد بن إسحاق، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن أسد الغابة سندا ومضمونا لكنه ذكر بعد قوله فسكت: فقالت ثلاث مرات. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 27 ط مكتبة القدسي بمصر). روى الحديث عن علي، بعين ما تقدم عن أسد الغابة . ومنهم العلامة السيوطي في الثغور الباسمة في مناقب سيدتنا فاطمة (ص 6 ط بمبئي). روى الحديث من طريق البيهقي، في الدلائل ، عن علي بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي . ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في وسيلة المآل (ص 81 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث من طريق الدولابي، عن علي بعين ما تقدم عن أسد الغابة .

ص 343

الخامس حديث سلمان

رواه القوم: منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في كتابه المناقب المرتضوية (ص 235 طبع بمبئي) قال: روى عن سلمان الفارسي، حديث خطبة علي لفاطمة بما يشتمل على امتناع علي خطبتها أولا لأجل فقره.

السادس حديث مرسل

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الأستاذ عمر رضا كحالة في أعلام النساء (ج 3 ص 1200 ط دمشق) قال: ثم إن أهل علي بن أبي طالب قالوا لعلي: أخطب فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علي: بعد أبي بكر وعمر، فذكروا له قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة السد عطاء الله الشيرازي في روضة الأحباب (ص 210 مخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم عن أعلام النساء .

ص 344

سكوت فاطمة عند ذكر النبي صلى الله عليه وآله لها خطبة علي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم المؤرخ الشهير بابن سعد في الطبقات الكبرى (ج 8 ص 20 ط بيروت) قال: أخبرنا وكيع بن الجراح، عن عباد بن منصور، قال: سمعت عطاء يقول: خطب علي فاطمة فقال لها رسول الله (ص): إن عليا يذكرك فسكتت فزوجها. ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 318 ط الغري) قال: وذكر ابن سعد قال: لما خطب علي عليه السلام فاطمة، دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خدرها، وقال: إن عليا يذكر فاطمة فسكتت، فزوجها منه، قلت: فصار ذلك أصلا في كل بكر أنها تستأمر كان لها أب أو غيره عند أبي حنيفة، ولا تخير أصلا، وعند الشافعي، وأحمد تخير لما عرف في موضعه، وفي رواية لما خطبها خرج إلى الأنصار، فقالوا له: ما قال لك؟ فقال: قال لي: مرحبا وأهلا، فقالوا له: أبشر فقد أعطاك الرحب والأهل. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 29 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: عن عطاء بن أبي رباح، قال: لما خطب علي فاطمة رضي الله عنها أتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن عليا قد ذكرك فسكتت فخرج فزوجها، أخرجه الدولابي.

ص 345

ومنهم العلامة السيد أبو بكر الحسيني الحضرمي الشافعي في رشفة الصادي (ص 7 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن ذخائر العقبى . ومنهم العلامة البدخشي في مفتاح النجا (ص 30 مخطوط). روى الحديث عن عطاء بعين ما تقدم عن ذخائر العقبى . ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص 195 ط اسلامبول). روى الحديث من طريق الدولابي، عن عطاء، بعين ما تقدم عن ذخائر العقبى . ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في وسيلة المآل (ص 81، نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث من طريق الدولابي، عن عطاء، بعين ما تقدم عن ذخائر العقبى .

كان تزويج فاطمة من علي بأمر الله

وقد تقدم الأحاديث الواردة فيها، في (ج 6 ص 592 إلى ص 623) ولا نوردها هنا حذرا عن التطويل، وإنما نورد أنموذجا مما لم نذكره هناك فنقول: روى العلامة الشيخ محمد عبد المعطي بن أبي الفتح الاسحاقي في أخبار الأول (ص 44 ط الشرفية بمصر) قال: أنه (أي النبي) صلى الله عليه وسلم، قال: أبشر يا أبا الحسن، فإن الله عز وجل قد زوجك بها في السماء قبل أن يزوجك بها في الأرض (1) ولقد هبط علي ملك من

(هامش)

(1) قال العلامة سراج الدين عمر الغرنوي الحنفي، في الغرة المنيفة (ص 47 ط أحمد خيري بالقاهرة) قال عن ابن مسعود (رض) أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي (رض): إن فاطمة زوجتك في الدنيا والآخرة.

ص 346

السماء، قبل أن تأتيني، فقال لي: السلام عليك يا رسول الله، أبشر باجتماع الشمل وطهارة النسل، فما استتم كلامه حتى هبط جبرئيل، فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم وضع من يده حريرة بيضاء مكتوب فيها سطران بالنور، فقلت: ما هذه الخطوط، فقال: إن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة، فاختارك من خلقه، وبعثك برسالته، ثم اطلع إليها ثانية فاختار لك منها أخا، ووزيرا، وصاحبا وحبيبا، فزوجه ابنتك فاطمة، فقلت: من هذا الرجل؟ فقال: أخوك في الدين، وابن عمك في النسب، وقد أمرني أن آمرك بتزويجها بعلي في الأرض، وأن أبشرهما بغلامين، زكيين، محبين، فضيلين، طاهرين، خيرين، في الدنيا والآخرة. ومنهم العلامة الصفوري في نزهة المجالس (ج 2 ص 223 ط القاهرة). روى حديثا (تقدم نقله في أحاديث انعقاد نطفة فاطمة من ثمار الجنة) وفيه: فلما كبرت (أي فاطمة) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ترى لمن هذه الحوراء؟ فجائه جبرئيل وقال: إن الله يقرئك السلام ويقول لك: اليوم كان عقد فاطمة في موطنها في قصر أمها في الجنة، الخاطب إسرافيل، وجبرئيل، وميكائيل، الشهود، والولي رب العزة، ولزوج علي رضي الله عنه.

ص 347

كيفية تزويج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة من علي عليهما السلام

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة السيد أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي (ص 9 ط مصر). روى عن أنس في حديث ، قال: ثم غشيه صلى الله عليه وسلم الوحي، فلما أفاق قال أمرني ربي أن أزوج فاطمة من علي، وأتاه صلى الله عليه وسلم ملك، وقال يا محمد صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى يقرئك السلام، ويقول لك: إني قد زوجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب، في الملأ الأعلى فزوجها منه في الأرض، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم لأنس: أخرج فادع لي أبا بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة والزبير، وعبد الرحمان بن عوف، وبعدة منهم، وعدة من الأنصار، فدعاهم فلما اجتمعوا وأخذوا مجالسهم، وكان علي غائبا، فقال صلى الله عليه وآله: الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، وسطوته، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميزهم بأحكامه، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وآله، إن الله تبارك اسمه، وتعالت عظمته، جعل المصاهرة سببا لاحقا، وأمرا مفترضا، أوشج به الأرحام، وألزم به الأنام، وقال عز من قائل: وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا، وكان ربك قديرا، فأمر الله يجري إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره، ولكل قضاء قدر، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، ثم إن الله عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن أبي طالب.

ص 348

ومنهم العلامة الآمرتسري من المعاصرين في أرجح المطالب (ص 262 ط لاهور) قال: عن أنس، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فغشيه الوحي، فلما أفاق قال: ها تدري جاء به جبرئيل، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أمرني ربي أن أزوج فاطمة من علي، فادع لي أبا بكر وعمر، فلما أقبل علي، فقال له: يا علي إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في وسيلة المآل (ص 82، نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث من طريق أبي الخير، بعين ما تقدم عن أرجح المطالب . ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين في فضائل سيدة النساء (ص 15 مخطوط) قال: قال حدثنا أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن يونس، قال: ثنا أبو زيد الأنصاري، ثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: أمرت بتزويجك من السماء. ومنهم العلامة الشيخ حسين بن محمد المالكي في تاريخ الخميس (ج 1 ص 362 ط مصر). روى كلامه صلى الله عليه وآله في تزويج فاطمة من علي بعين ما تقدم عن رشفة الصادي ، لكنه أسقط بعد قوله من عذابه: وسطوته، وزاد بعده: المرغوب إليه فيما عنده، وبعد قوله ميزهم بحكمه: وأحكمهم بعزته، وبعد قوله يجري إلى قدره: وقدره يجري إلى أجله.

ص 349

تاريخ تزويجها

نذكر كلمات جماعة ممن تعرض له من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي في البدء والتاريخ (ج 5 ص 20 ط الخانجي بمصر) قال: فاطمة زوجها (أي النبي صلى الله عليه وسلم) من علي بن أبي طالب بعد مقدمه المدينة بسنة، وبنى بها بعد النكاح بسنة، فولدت له الحسن سنة ثلاث من الهجرة الخ. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 26 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: تزوجها علي رضي الله عنها وهي ابنة خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، أو ستة ونصف، وسنه يومئذ رضي الله عنه إحدى وعشرون سنة وخمسة أشهر، ولم يتزوج عليها حتى ماتت. عن جعفر قال: تزوج علي فاطمة في صفر في السنة الثانية من الهجرة، وبنى بها في ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا من التاريخ. قال أبو عمر: بعد وقعة أحد وقال غيره: بعد بناء النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد تزوجها بسبعة أشهر ونصف. ومنهم العلامة الخوارزمي في مقتل الحسين (ص 83 ط الغري) قال: ذكر أبو عبد الله بن مندة الاصبهاني، في كتاب المعرفة أن عليا تزوج فاطمة بالمدينة بعد سنة من الهجرة، وابتنى بها بعد ذلك بنحو من سنة، وولدت لعلي الحسن والحسين والمحسن، وأم كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى. ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 316 ط الغري)

ص 350

قال: ذكر ابن سعد أيضا عن محمد بن علي، قال: تزوج علي فاطمة وذلك في رجب بعد الهجرة بخمسة أشهر، وبنى بها بعد مرجعه من بدر، وفاطمة يومئذ بنت ثمان عشرة سنة. ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في كتابه الثغور الباسمة في مناقب سيدتنا فاطمة (ص 6 ط بمبئي) قال: قال ابن مندة في المعرفة: تزوج في فاطمة بالمدينة بعد سنة من الهجرة، وبنى بها بعد ذلك بنحو من سنة، ثم نقل كلام ابن سعد المتقدم ثم قال: وقال غيره: تزوجها علي بعد وقعة أحد وسنها يومئذ خمس عشرة سنة ونصف. ومنهم العلامة الخطيب التبريزي في إكمال الرجال (ص 735 ط دمشق) قال: فاطمة الكبرى: هي فاطمة الكبرى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة وهي أصغر بناته في قول، وهي سيدة نساء العالمين. تزوجها علي بن أبي طالب في السنة الثانية من الهجرة في شهر رمضان وبنى عليها في ذي الحجة. ومنهم العلامة جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين (ص 188 ط مطبعة القضاء). وكان بناء علي رضي الله عنها بعد بدر بأربعة أشهر الحديث. ومنهم العلامة البدخشي في مفتاح النجا (مخطوط) قال: وكان هذا النكاح المبارك في السنة الثانية من الهجرة في رجب، وبنى بها علي كرم الله وجهه في ذي الحجة من هذه السنة، وقيل: بنى بها بعد تسع وعشرين ليلة من النكاح. ومنهم العلامة السيد أحمد بن إسماعيل البرزنجي المتوفى في أوائل

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج10)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب