الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج11)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 401

يبكون حزنا على الحسين، وجبرئيل معه قبضة من تربة الحسين تفوح مسكا أذفر فدفعها إلى النبي وقال: يا حبيب الله هذه تربة ولدك الحسين بن فاطمة وسيقتله اللعناء بأرض كربلاء، فقال النبي: حبيبي جبرئيل، وهل تفلح أمة تقتل فرخي وفرخ ابنتي؟ فقال جبرئيل: لا، بل يضربهم الله بالاختلاف فتختلف قلوبهم وألسنتهم آخر الدهر (1)

(هامش)

(1) ثم قال: وقال شرحبيل بن أبي عون: إن الملك الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما كان ملك البحار، وذلك أن ملكا من ملائكة الفراديس نزل إلى البحر ثم نشر أجنحته عليه وصاح صيحة قال فيها: يا أهل البحار البسوا ثياب الحزن فإن فرخ محمد مقتول مذبوح، ثم جاء إلى النبي فقال: يا حبيب الله تقتتل على هذه الأرض فرقتان من أمتك إحداهما ظالمة متعدية فاسقة تقتل فرخك الحسين ابن ابنتك بأرض كرب وبلاء وهذه التربة عندك، وناوله قبضة من أرض كربلاء وقال له: تكون هذه التربة عندك حتى ترى علامة ذلك ثم حمل ذلك الملك من تربة الحسين في بعض أجنحته فلم يبق ملك في سماء الدنيا إلا شم تلك التربة وصار لها عنده أثر وخبر، قال: ثم أخذ النبي تلك القبضة التي أتاه بها ثم دفع تلك القبضة إلى أم سلمة وأخبرها بقتل الحسين بشاطئ الفرات وقال: يا أم سلمة خذي ثم دفع تلك القبضة إلى أم سلمة وأخبرها بقتل الحسين بشاطئ الفرات وقال: يا أم سلمة خذي هذه التربة إليك فإنها إذا تغيرت وتحولت دما عبيطا فعند ذلك يقتل ولدي الحسين، فلما أتى على الحسين من ولادته سنة كاملة هبط على رسول الله اثنا عشر ملكا: أحدهم على صورة الأسد والثاني على صورة الثور، والثالث على صورة التنين، والرابع على صورة ولد آدم، والثمانية الباقون على صور شتى محمرة وجوههم قد نشروا أجنحتهم وهو يقولون: يا محمد سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل وسيعطى مثل أجر هابيل، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل، قال: ولم يبق في السماء ملك إلا ونزل على النبي يعزيه بالحسين ويخبره بثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته، والنبي يقول: اللهم اخذل من خذله، واقتل من قتله ولا تمتعه بما طلبه. (*)

ص 402

ومنهم العلامة الشيخ يوسف النبهاني في (الفتح الكبير) (ج 1 ص 22 ط مصر). روى الحديث من طريق الحاكم عن أم الفضل بعين ما تقدم عن (الصواعق). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 319 ط اسلامبول). روى الحديث عن (الصواعق) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.

ص 403

حديث أنس بن مالك في إخبار النبي صلى الله عليه وآله عن شهادته

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو نعيم الاصفهاني في (دلائل النبوة) (ص 485 ط حيدر آباد الدكن) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن كوثر، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الصمد بن حسان ثنا عمارة بن زاذان، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك المطر أن يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأذن له فقال لأم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخلن أحد قال: فجاء الحسين بن علي رضي الله عنه فوثب حتى دخل فجعل يصعد على منكب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له الملك أتحبه؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: نعم، قال: فإن من أمتك من يقتله وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، قال: فضرب بيده فأراه ترابا أحمر فأخذته أم سلمة رضي الله عنها، وفي رواية سليمان بن أحمد، فشمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ريح كرب وبلاء، فقال: كنا نسمع أنه يقتل بكربلاء. ومنهم الحافظ أحمد بن حنبل في (المسند) (ج 3 ص 242 ط الميمنية بمصر): روى بإسناده عن أنس بن مالك: أن ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأذن له، فقال صلى الله عليه وآله لأم سلمة: أملكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، قال: وجاء الحسين ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى منكبه وعلى عاتقه، قالت: فقال الملك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أتحبه؟ قال: نعم، قال: إن أمتك

ص 404

ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه فضرب بيده فجاء بطينة حمراء، فأخذتها أم سلمة فصيرتها في خمارها، قال: قال ثابت: بلغنا أنها كربلاء. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 146 ط مكتبة القدسي بمصر). روى عن أنس بن مالك قال: أستأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأذن له وكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل أحد فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين بن علي طفر فاقتحم فدخل فوثب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يلثمه ويقبله، فقال له الملك أتحبه؟ قال: نعم، قال: إن أمتك ستقتله وإن شئت أريك المكان الذي يقتل به فأراه فجاء بسهلة أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت: كنا نقول إنها كربلاء خرجه البغوي في معجمه ثم قال: وخرجه أبو حاتم في صحيحه وقال: إن شئت أريك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: نعم، فقبض قبضة من المكان الذي قتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة. ثم ذكر باقي الحديث، ثم قال: ورواه من طريق أحمد في (مسنده) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. ومنهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 144، مخطوط) قال: حدثنا بشر بن موسى، نا عبد الصمد بن حسان المروزي (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ومحمد بن محمد التمار البصري، وعبدان بن أحمد قالوا: نا شيبان بن فرخ قالا: نا عمارة بن زاذان الصيدلاني قالا: نا ثابت البناني عن أنس بن مالك. فذكر صدر الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (ذخائر العقبى) وذيله بما تقدم عنه أولا لكنه ذكر بدل قوله طفر واقتحم فدخل فوثب على رسول الله: ففتح الباب فجعل

ص 405

يتقفر على ظهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 1 ص 160 ط النجف) قال: وأنبأني الإمام صدر الحفاظ أبو العلاء الحسين بن أحمد الهمداني، أخبرني زاهر ابن طاهر الكتاب، أخبرني محمد بن عبد الرحمن الخبروردي، أخبرني محمد بن أحمد بن حمدان الخيري، أخبرني أحمد بن علي بن المثنى، حدثني شيبان، حدثني عمارة ابن زاذان، حدثني ثابت البناني عن أنس بن مالك. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى) مع الزيادة التي نقلها عن أبي حاتم لكنه أسقط قوله: فوثب مع رسول الله. وذكر بدل قوله يلثمه: يلتزمه. ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 3 ص 10 ط مصر). روى عن عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس بعين ما تقدم أولا عن (ذخائر العقبى) لكنه ذكر بدل قوله فوثب على رسول الله: فجعل يتوثب على ظهر النبي، وأسقط بعد قوله يلثمه: يقبله، ثم قال عمارة صالح الحديث، رواه الناس عن شيبان عنه. ومنهم العلامة المذكور في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 194 ط مصر). روى الحديث فيه أيضا بعين ما تقدم عنه في (تاريخ الإسلام) سندا ومتنا. ومنهم الحافظ ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 6 ص 229 ط القاهرة). روى الحديث عن أحمد، عن عبد الصمد. فذكره بعين ما تقدم عن (دلائل النبوة) سندا ومتنا إلا أنه ذكر بدل قوله إن من أمتك من يقتله: إن أمتك تقتله، وفي آخر الحديث: فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته في طرف ثوبها، فكنا نسمع يقتل بكربلاء.

ص 406

ثم رواه من طريق أحمد بعين ما تقدم ثانيا عن (ذخائر العقبى) ثم قال: وروى هذا الحديث من غير وجه عن أم سلمة. ورواه الطبراني عن أبي أمامة، وفيه قصة أم سلمة. ومنهم العلامة الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 187 ط مكتبة القدسي بمصر). روى الحديث من طريق أحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني بأسانيد بعين ما تقدم عن (المسند). ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 190 ط عبد اللطيف بمصر). روى الحديث من طريق البغوي في معجمه عن أنس بعين ما تقدم أولا عن (ذخائر العقبى). ثم قال وأخرجه أيضا أبو حاتم في (صحيحه) وروى أحمد نحوه وروى عبد بن حميد وابن أحمد نحوه أيضا لكن فيه أن الملك جبريل فإن صح فهما واقعتان، وزاد الثاني أيضا أنه صلى الله عليه وآله وسلم شمها وقال: ريح كرب وبلاء. وأخرج أحمد: لقد دخل على البيت ملك لم يدخل على قبلها فقال لي: إن ابنك هذا حسينا مقتول وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال: فأخرج تربة حمراء. ومنهم العلامة السيوطي في (الخصائص) (ج 2 ص 125 ط حيدر آباد) قال: وأخرج البيهقي وأبو نعيم، عن أنس قال: أستأذن ملك المطر أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأذن له فدخل الحسين فجعل يقع على منكب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال الملك أتحبه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: نعم، قال: فإن أمتك تقتله وإن شئت أريتك

ص 407

المكان الذي يقتل فيه، فضرب بيده فأراه ترابا أحمر فأخذته أم سلمة فصرته في ثوبها فكنا نسمع أنه يقتل بكربلاء. ومنهم العلامة المذكور في (الحبائك في أخبار الملائك) (ص 44 ط دار التقريب بالقاهرة). روى الحديث فيه أيضا من طريق البغوي في (معجم الصحابة) والطبراني عن أنس بعين ما تقدم أولا عن (ذخائر العقبى) لكنه أسقط قوله: قال ثابت - الخ. ورواه من طريق الطبراني عن أبي الطفيل بعين ما تقدم ثانيا عن (مجمع الزوائد). ومنهم العلامة العارف الشيخ عبد الوهاب الشعراني المصري في (مختصر تذكرة الشيخ أبي عبد الله القرطبي) (ص 119 ط مصر): روى الحديث من طريق أحمد عن أنس بعين ما تقدم عنه في (المسند). ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 181 مخطوط). روى الحديث من طريق البغوي بعين ما تقدم أولا عن (ذخائر العقبى). ورواه أيضا من طريق ابن أبي حاتم بعين ما تقدم ثانيا عنه. ورواه أيضا من طريق أحمد بعين ما تقدم ثالثا عنه. ومنهم العلامة النبهاني في (الأنوار المحمدية) (ص 486 ط الأدبية ببيروت). روى الحديث من طريق البغوي بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى) ملخصا. ومنهم العلامة السيد محمد بن رسول الحسيني البرزنجي في (الاشاعة في أشراط الساعة) (ص 24 ط مصر) قال: جاء من طرق صحح الحاكم بعضها أن جبريل، وفي رواية ملك القطر جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره الحسين مقتول وأراه من تربة الأرض التي يقتل فيها

ص 408

فأعطاه لأم سلمة وأخبرها أن يوم قتله يتحول دما، فكان كذلك وشم صلى الله عليه وآله وسلم ذلك فقال: ريح كرب وبلاء. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 319 ط اسلامبول): روى الحديث من طريق البغوي في (معجمه) وأبو حاتم في (صحيحه) وأحمد وابن أحمد وعبد بن حميد وابنه عن أنس بعين ما تقدم أولا عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة الشيخ حسن الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 114 ط الشرقية بمصر): روى الحديث من طريق البغوي في (معجمه) عن أنس بعين ما تقدم أولا عن (ذخائر العقبى).

ص 409

حديث أبي الطفيل في إخباره صلى الله عليه وآله بشهادته

رواه القوم: منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 190 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن أبي الطفيل قال: استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة فقال: لا يدخل علينا أحد، فجاء الحسين بن علي رضي الله عنهما فدخل فقالت أم سلمة: هو الحسين، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: دعيه فجعل يعلو رقبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويعبث به والملك ينظر، فقال الملك: أتحبه يا محمد؟ قال: أي والله إني لأحبه، قال: أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان، فقال بيده فتناول كفا من تراب فأخذت أم سلمة التراب فصرته في خمارها فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء. رواه الطبراني وإسناده حسن.

ص 410

حديث المسور بن مخرمة في إخباره صلى الله عليه وآله بشهادته

رواه القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 1 ص 162 ط النجف) قال: قال المسور بن مخرمة: ولقد أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملك من ملائكة الصفيح الأعلى لم ينزل إلى الأرض منذ خلق الله الدنيا، وإنما استأذن ذلك الملك ربه ونزل شوقا منه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما نزل إلى الأرض أوحى الله عز وجل إليه: أيها الملك أخبر محمدا بأن رجلا من أمته يقال له يزيد يقتل فرخك الطاهر وابن الطاهرة نظيرة البتول مريم ابنة عمران، فقال الملك: إلهي وسيدي لقد نزلت وأنا مسرور بنزولي إلى نبيك فكيف أخبره بهذا الخبر؟ ليتني لم أنزل عليه، فنودي الملك من فوق رأسه: أن امض لما أمرت، فجاء وقد نشر أجنحته حتى وقف بين يديه فقال: لسلام عليك يا حبيب الله إني استأذنت ربي في النزول إليك فليت ربي دق جناحي ولم آتك بهذا الخبر ولكني مأمور يا نبي الله، إعلم أن رجلا من أمتك يقال له يزيد يقتل فرخك الطاهر ابن فرختك الطاهرة نظيرة البتول مريم ابنة عمران ولم يمتع من بعد ولدك وسيأخذه الله معافصة على أسوء عمله فيكون من أصحاب النار، قال: ولما أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبي في سفر فلما كان في بعض الطريق وقف فاسترجع ودمعت عيناه فسئل عن ذلك، فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشاطئ الفرات يقال لها كربلاء يقتل فيها ولدي الحسين بن فاطمة، فقيل: من يقتله

ص 411

يا رسول الله؟ فقال: رجل يقال له يزيد لا بارك الله في نفسه، وكأني أنظر إلى مصرعه ومدفنه بها وقد أهدي رأسه، والله ما ينظر أحد إلى رأس ولدي الحسين فيفرح إلا خالف الله بين قلبه ولسانه، يعني ليس في قلبه ما يكون بلسانه من الشهادة، قال: ثم رجع النبي من سفره ذلك مغموما فصعد المنبر فخطب ووعظ، والحسين بين يديه مع الحسن، فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسين، ورفع رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إني محمد عبدك ونبيك وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي وأرومتي ومن أخلفهما في امتي، اللهم وقد أخبرني جبرئيل بأن ولدي هذا مقتول مخذول، اللهم فبارك لي في قتله واجعله من سادات الشهداء، إنك على كل شي قدير اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله، قال فضج الناس في المسجد بالبكاء، فقال النبي أتبكون ولا تنصرونه، اللهم فكن له أنت وليا وناصرا.

ص 412

حديث سعيد بن جمهان في إخباره صلى الله عليه وآله عن شهادته

رواه القوم: منهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الدمشقي المتوفى 748 في (تاريخ الإسلام) (ج 3 ص 11 ط مصر) قال: وروى عن حماد بن زيد، عن سعيد بن جمهان: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاه جبرئيل بتراب من تراب القرية التي يقتل فيها الحسين وقيل له اسمها كربلاء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كرب وبلاء. ومنهم العلامة المذكور في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 195 ط مصر). روى الحديث عن حماد، عن سعيد بن جمهان بعين ما تقدم عنه في (تاريخ الإسلام).

ص 413

حديث أسماء بنت عميس في إخباره صلى الله عليه وآله عن شهادته

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة القاضي الشيخ بن محمد الديار بكري في (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) (ج 1 ص 418 ط الوهبية بمصر). عن أسماء بنت عميس قالت: عق النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسن يوم سابعة بكبشين أملحين وأعطى القابلة الفخذ وحلق رأسه وتصدق بزنة الشعر ثم طلى رأسه بيده المباركة بالخلوق، ثم قال: يا أسماء الدم من فعل الجاهلية، فلما كان بعد حول ولد الحسين فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ففعل مثل الأول، قالت وجعلته في حجره فبكى صلى الله عليه وآله وسلم قلت: فداك أبي وأمي مم بكائك؟ فقال: إن ابني هذا ستقتله الفئة الباغية من أمتي لا أنالهم الله شفاعتي، يا أسماء لا تخبري فاطمة فإنها قريبة عهد بولادة.خرجه الإمام علي بن موسى الرضا. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 220 ط اسلامبول). روى قوله صلى الله عليه وآله بعين ما تقدم عن (تاريخ الخميس). ومنهم العلامة الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 183 ط مكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الخميس) من قوله: فبكى صلى الله عليه وآله وسلم - الخ. ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 109، مخطوط). روى الحديث نقلا عن (تاريخ الخميس) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.

ص 414

حديث خالد بن عرفطة في إخباره صلى الله عليه وآله عن شهادته

رواه القوم: منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 194 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن عمارة بن يحيى بن خالد بن عرفطة قال: كنا عند خالد بن عرفطة يوم قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، فقال لنا خالد: هذا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي. رواه الطبراني والبزار، ورجال الطبراني رجال الصحيح.

ص 415

ما رواه عليه السلام بنفسه حين نظر إلى شمر

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ السيوطي في (الخصائص الكبرى) (ج 2 ص 125 ط حيدر آباد الدكن). وأخرج ابن عساكر، عن محمد بن عمرو بن حسن قال: كنا مع الحسين رضي الله عنه بنهر كربلاء فنظر إلى شمر بن ذي الجوشن فقال: صدق الله ورسوله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل بيتي، وكان شمر أبرص. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 13 ص 113 ط الثانية في حيدر آباد الدكن). روى الحديث من طريق ابن عساكر بعين ما تقدم عن (الخصائص). ومنهم العلامة المذكور في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند، ج 5 ص 112 ط الميمنية بمصر): روى الحديث من طريق ابن عساكر بعين ما تقدم عن (الخصائص). ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 126 مخطوط). روى الحديث من طريق ابن عساكر بعين ما تقدم عن (الخصائص) إلى قوله: وكان شمر. ورواه جماعة مرسلا: منهم العلامة القرماني في (أخبار الدول) (ص 108 ط بغداد) قال: وفي بهجة المحاسن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى كأن كلبا أبقع ولغ في دمه فأول

ص 416

أن رجلا يقتل الحسين ابن بنته فكان شمر قاتل الحسين رضي الله عنه أبرص فتأخرت الرؤيا بعده صلى الله عليه وآله وسلم خمسين سنة. ومنهم العلامة القاضي شيخ حسين بن محمد الديار البكري في (تاريخ الخميس) (ج 2 ص 299 ط الوهبية بمصر): رواه نقلا عن البهجة بعين ما تقدم عن (أخبار الدول). ومنهم الحافظ السيوطي الشافعي في (الكنز المدفون) (ص 82 ط بولاق) قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى كلبا أبقع يلغ في دمه فكان شمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين رضي الله عنه وكان أبرص، وكان تأخر هذه الرؤيا خمسين سنة. ومنهم العلامة برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون المالكي في (الديباج المذهب) (ص 358 ط القاهرة). روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكنز المدفون). ومنهم العلامة الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي في كتابه (إنسان العيون) الشهير بالسيرة الحلبية (ج 1 ص 235 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكنز المدفون).

ص 417

 

نبذة من صفاته

 

 

شباهته بالنبي صلى الله عليه وآله

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 148 مخطوط) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا الحسين بن عبيد الله الكوفي، نا النضر بن شميل، نا هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أنس قال: كنت عند ابن زياد حين أتى برأس الحسين، فجعل يقول بقضيب في أنفه: ما رأيت مثل هذا حسنا، فقلت: أما إنه كان من أشبههم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 168 ط اسلامبول). روى عن ابن سيرين، عن أنس قال: كان الحسين بن علي أشبههم برسول الله صلى الله عليه وآله. ومنهم الحافظ الفقيه أبو الفضل العراقي في (طرح التثريب في شرح التقريب) (ج 1 ص 41 ط مصر): نقل عن الترمذي: أن الحسين أشبه الناس بالنبي. ومنهم العلامة الشعراني في (مختصر التذكرة) (ص 190 ط مصر): روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن (طرح التثريب). ومنهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 146 مخطوط) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، نا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي قال: لكان جسد الحسين شبه جسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ص 418

 

عبادته

 

 

كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن عبد ربه الأندلسي في (عقد الفريد) (ج 2 ص 220 ط مصر): قال: وقيل لعلي بن الحسين: ما كان أقل ولد أبيك؟ قال: العجب كيف ولدت له كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة فمتى كان يتفرغ للنساء. ومنهم العلامة أبو الفداء إسماعيل صاحب بلدة حماة في (المختصر في أخبار البشر) (ج 1 ص 191 ط مصر): قيل: وكان (أي الحسين بن علي عليهما السلام) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة. ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 198 ط الميمنية بمصر) قال: حكى: أنه (أي الحسين بن علي عليهما السلام) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.

ص 419

حج خمسا وعشرين حجا ماشيا (ونجائبه تقاد معه)

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي في (صفة الصفوة) (ج 1 ص 321 ط حيدر آباد). روى عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: حج الحسين بن علي رضي الله عنه خمسا وعشرين حجة ماشيا، ونجائبه تقاد معه. ومنهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 146، مخطوط) قال: حدثنا علي، نا الزبير قال: وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: حج الحسين رضي الله عنه خمسا وعشرين حجة ماشيا. ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) (ج 2 ص 20 ط مصر). روى الحديث عن الزبير بن بكار بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 207 ط القاهرة). روى الحديث عن محمد بن سعد، عن يعلى بن عبيد، عن عبد الله بن الوليد الوصافي عن عبد الله بن عبيد الله بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). قال: وحدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن الحسين بن علي حج ماشيا، وإن نجائبه لتقاد ورائه.

ص 420

ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب الشعراني في (مختصر تذكرة القرطبي) (ص 120 ط مصر): روى الحديث عن مصعب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة مبارك بن الأثير في (المختار) (ص 22 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث عن مصعب بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 192 ط مصر). وقال مصعب الزبيري: حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا. ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 1 ص 155 ط الغري) قال: روي أن الحسين بن علي حج خمسا وعشرين حجة ماشيا.ومنهم العلامة الشيخ محمد بن محمد مخلوف المالكي في (الطبقات المالكية) ج 2 ص 89 ط القاهرة) قال: أما الحسين فكان فاضلا كثير الصوم والصلاة، حج خمسا وعشرين ماشيا. ومنهم العلامة ابن عبد ربه الأندلسي في (عقد الفريد) (ج 2 ص 220 ط مصر) قال: علي بن عبد العزيز، عن الزبير، عن مصعب بن عبد الله قال: حج الحسين خمسة وعشرين حجة ملبيا ماشيا. ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 201 ط القاهرة):

ص 421

روى الحديث من طريق الطبراني بعين ما تقدم عن مصعب بن عبد الله في (عقد الفريد). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 224 ط اسلامبول). روى الحديث عن مصعب بعين ما تقدم عنه في (عقد الفريد) ثم قال: أخرجه أبو عمرو وصاحب الصفوة، والبغوي. ومنهم العلامة الملك المؤيد أبو الفداء إسماعيل صاحب بلدة حماة المتوفى سنة 732 في (المختصر في أخبار البشر) (ج 1 ص 191 ط مصر). روى الحديث مرسلا. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 183 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث من طريق صاحب الصفوة والبغوي في معجمه بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة).

ص 422

اصفرار لونه عند الوضوء من خوف القيام بين يدي الله

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ نور الدين علي بن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 183 ط الغري) قال: إنه (أي الحسين عليه السلام) كان إذا قام للصلاة يصفر لونه، فقيل له: ما هذا نراه يعتارك عند الوضوء؟ فيقول: ما تدرون بين يدي من أريد أن أقوم.

ص 423

من دعائه عند وضع خده على المقام

رواه القوم: منهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 210، مخطوط) قال: رؤي الحسين بن علي عليهما السلام يطوف بالبيت ثم صار إلى المقام فصلى ثم وضع خده على المقام فجعل يبكي ويقول: عبيدك ببابك خويدمك ببابك سائلك ببابك مسكينك ببابك يردد ذلك مرارا، ثم انصرف فمر بمساكين معهم فلق خبز يأكلون فسلم عليهم فدعوه إلى طعامهم فجلس معهم وقال: لولا أنه صدقة لأكلت معكم، ثم قال: قوموا إلى منزلي فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدارهم.

ص 424

من دعائه في سجوده في مسجد المدينة

رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد موفق بن أحمد أخطب خوارزم في (مقتل الحسين) (ج 1 ص 152 ط الغري) قال: وروي في المراسيل أن شريحا قال: دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا الحسين بن علي فيه ساجد يعفر خده على التراب وهو يقول: سيدي ومولاي ألمقامع الحديد خلقت أعضائي، أم لشرب الحميم خلقت أمعائي، إلهي لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بكرمك، ولئن حبستني مع الخاطئين لأخبرنهم بحبي لك، سيدي إن طاعتك لا تنفعك، ومعصيتي لا تضرك، فهب لي ما لا ينفعك، واغفر لي ما لا يضرك فإنك أرحم الراحمين.

ص 425

شهامته

رواه جماعة من أعلام القوم منهم العلامة العسقلاني في (الإصابة) (ج 1 ص 332 ط مصطفى محمد بمصر) قال: وقال يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد بن حنين، حدثني الحسين بن علي قال: أتيت عمر وهو يخطب على المنبر فصعدت إليه فقلت: انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك، فقال عمر: لم يكن لأبي منبر، وأخذني فأجلسني معه أقلب حصى بيدي، فلما نزل انطلق بي إلى منزله فقال لي: من علمك؟ قلت: والله ما علمني أحد قال: بأبي لو جعلت تغشانا، قال: فأتيته يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع ابن عمر فرجعت معه فلقيني بعد قلت: فقال لي: لم أرك؟ قلت: يا أمير المؤمنين إني جئت وأنت خال بمعاوية فرجعت مع وابن عمر فقال: أنت أحق من ابن عمر فإنما أنبت ما ترى في رؤسنا الله ثم أنتم، سنده صحيح وهو عند الخطيب. ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 3 ص 9 ط مصر) قال: قال حماد بن زيد: ثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد بن حسين. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (الإصابة). ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 277 ط الغري) قال: أخبرنا القاضي أبو نصر ابن الشيرازي، أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي

ص 426

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري وثابت بن بندار، قالا: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر محمد بن الحسن قالا: أخبرنا الوليد بن بكر، أخبرنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد بن حنين عن حسين بن علي عليه السلام قال: صعدت إلى عمر وهو على المنبر، فقلت: انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك، فقال: من علمك هذا؟ قلت: ما علمنيه أحد، فقال: منبر أبيك والله وهل أنبت على رؤسنا الشعر إلا أنتم. قلت: رواه أحمد بن حنبل في مسنده، وذكره محمد بن سعد في كتابه وطرقه محدث الشام بطرق شتى.

ص 427

شجاعته (1)

فمما روي في ذلك ما رواه القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 38 ط الغري) قال: قال بعض من شهد الوقعة (أي الطف): ما رأيت مكثورا قط، قتل ولده وإخوته وبنو عمه، وأهل بيته، أربط جأشا ولا أمضى جنانا ولا أجرى من الحسين عليه السلام ولا رأيت قبله ولا بعده مثله، لقد رأيت الرجال تنكشف عنه إذا شد فيهم انكشاف المعزي إذا عاث فيها الذئب. ومنهم الحافظ محمد بن جرير الطبري في (تاريخ الأمم والملوك) (ج 4 ص 345 ط الاستقامة بمصر) قال: قال أبو مخنف: عن الحجاج بن عبد الله بن عمار بن يغوث البارقي، قال عبد الله ابن عمار: فوالله ما رأيت مكسورا (2) قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط

(هامش)

(1) ما برز عنه من الشجاعة يوم العاشور كان مما يحير العقول، ذكرنا ما ورد فيها من طرق القوم في كتاب أفردناه لخصوص مقتله، وليس يختص ذلك بواقعة كربلاء بل له سابقة في حروب أبيه، قال العلامة الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 192 ط مصر). قال أبو عبيدة المثنى: كان على المسيرة يوم الجمل الحسين. (2) هكذا في النسخة ولعله من غلطها، والصحيح مكثور بالثاء المثلثة بقرينة سائر الكتب الواردة فيها هذه الرواية. (*)

ص 428

جأشا ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما، والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله، أن كانت الرجالة لتنكشف من عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب. ومنهم العلامة مجد الدين المبارك بن الأثير الجزري في (النهاية) (ج 4 ص 10 المنيرية بمصر) قال: في حديث مقتل الحسين رضي الله عنه: ما رأينا مكثورا أجرأ مقدما منه. (المكثور المغلوب وهو الذي تتكاثر عليه الناس، فقهروه أي ما رأينا مقهورا أجرأ إقداما منه). ومنهم العلامة المحدث الشهير الشيخ محمد طاهر بن علي الصديقي النسب الهندي الفتني الوطن المتوفى سنة 986 في كتابه (مجمع بحار الأنوار) (ج 3 ص 198 ط نول كشور في لكهنو). روى الحديث بعين ما تقدم عن (النهاية).

ص 429

رضائه بقضاء الله

فمما روي في ذلك ما رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (مقتل الحسين) (ص 147 ط الغري) قال: وبهذا الاسناد (أي الاسناد المتقدم في كتابه) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ سمعت الحافظ الزبير بن عبد الواحد، سمعت ابن أحمد بن زكريا، سمعت إسماعيل بن يحيى المزني، سمعت الشافعي يقول: مات ابن للحسين عليه السلام فلم ير به كآبة فعوتب على ذلك فقال: إنا أهل بيت نسأل الله عز وجل فيعطينا، فإذا أراد ما نكره فيما يحب رضينا.

ص 430

تواضعه

فمما روي في ذلك ما رواه القوم: منهم العلامة العارف الشيخ نصر بن محمد السمرقندي الحنفي في (تنبيه الغافلين) (ج ص 66 ط القاهرة) قال: (قال رض) (يعني الفقيه): حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا سفيان بن مسعر أنه قال: بلغني عن الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما أنه مر بمساكين وهم يأكلون كسرا لهم على كساء فقالوا: يا أبا عبد الله الغداء، قال: فنزل وقال عليه السلام: إنه لا يحب الله المستكبرين فأكل معهم ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني، فانطلقوا معه فلما أتوا المنزل قال لجاريته: أخرجي ما كنت تدخرين. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد في (مقتل الحسين) (ص 155 ط الغري) قال: كان (أي الحسين بن علي) يجالس المساكين ويقرء: (إن الله لا يحب المتكبرين) ومر على صبيان معهم كسرة فسألوه أن يأكل معهم فأكل، ثم حملهم إلى منزله فأطعمهم وكساهم، وقال: إنهم أسخى مني لأنهم بذلوا جميع ما قدروا عليه وأنا بذلت بعض ما أقدر عليه.

ص 431

حلمه

فمما روي في ذلك ما رواه القوم: منهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 209 مطبعة القضاء) قال: وروي عن علي بن الحسين قال: سمعت الحسين يقول: لو شتمني رجل في هذه الأذن وأومى إلى اليمنى واعتذر لي في الأخرى لقبلت منه، وذلك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رض) حدثني أنه سمع جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا يرد الحوض م لم يقبل العذر من محق أو مبطل. ومما روي في ذلك ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 183 مخطوط) قال: وجنى بعض أرقائه جناية توجب التأديب فأمر بضربه، فقال: يا مولاي قال الله تعالى: (والكاظمين الغيظ) قال: خلوا عنه قد كظمت غيظي، قال: (والعافين عن الناس) قال: غفرت لك، والله يحب المحسنين) فقال: أنت حر لوجه الله تعالى وأمر له بجائزة حسنة.

ص 432

علمه بكنه معاني القرآن

فمما روي في ذلك ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 402 ط اسلامبول) قال: عن الإمام الحسين بن علي رضي عنهما أنه سأله رجل عن معنى (كهيعص) فقال له: لو فسرتها لك لمشيت على الماء. ومما روي في ذلك ما رواه القوم: منهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 75 ط القاهرة) قال: رأيت في (عيون المجالس): سمع الحسين بن علي رضي الله عنهما رجلا على كرسي يقول: (سلوني عما دون العرش) فقال: قد ادعى دعوى عريضة، ثم قال له: أيها المدعي أخبرني عن شعر لحيتك، أشفع هو أم وتر؟ فسكت وقال: علمني يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: شفع، فإن الله تعالى قال: ومن كل شيء خلقنا زوجين) فالمخلوقات زوج والوتر هو الله تعالى.

ص 433

علمه بالمغيبات

رواه القوم: منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 337 ط اسلامبول): ونقل أن أم سلمة رضي الله عنها قالت: يا بني لا تحزن بخروجك إلى العراق فأنا سمعت جدك رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يقتل ولدي الحسين بالعراق بأرض يقال له: كربلا، فقال: يا أماه والله أعلم ذلك وإني مقتول لا محالة وأعرف اليوم الذي اقتل فيه وأعرف من يقتلني، وأعرف البقعة التي ادفن فيها، وأعرف من يقتل من أهل بيتي وشيعتي. وإن أردت يا أماه حفرتي ومضجعي ثم أشار بيده الشريفة إلى جهة كربلاء فانخفضت الأرض حتى أراها مضجعه ومدفنه ومشهده فبكت بكاء شديدا.

حديث آخر في علمه بها

رواه القوم: منهم العلامة أبو جعفر محمد بن حبيب البغدادي في (أسماء المغتالين) (ص 173 ط القاهرة) قال: عبد الله بن بشار بن أبي عقب الشاعر، وكان رضيع الحسين بن علي بن أبي طالب وكان يجالس عبيد الله بن الحر الجعفي، فيخبره بما خبره عن علي رضي الله عنه، وهو صاحب أشعار الملاحم، وكان يقول: إن الحسين رضي الله عنه قال لي: إنك تقتل، يقتلك عبيد الله بن زياد بالجازر، وقال ابن الحر: إن ابن أبي عقب كان يخبرني

ص 434

عن الحسين رضي الله عنه أشياء يكذبها عليه، ويزعم أن ابن زياد يقتله، فأتاه عبيد الله ابن الحر ليلا مشتملا على السيف، فناداه، فخرج إليه، فقال: أبلغ معي إلى حاجة لي، فخرج معه ابن أبي عقب، فلما برز إلى السبخة ضربه بالسيف حتى مات.

حديث آخر فيه أيضا

رواه جماعة من القوم: منهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 3 ص 53 ط مصر) قال: وروى ابن عيينة عمن حدثه، عن سالم قال: قال عمر بن سعد للحسين: إن قوما من السفهاء يزعمون أني قاتلك، قال: ليسوا بسفهاء ولكنهم حلماء، ثم قال: والله إنه لتقر عيني أنك لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا. ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 451 ط حيدر آباد). روى الحديث عن الحميدي، عن سفيان، عن سالم بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام) لكنه ذكر بعد قوله سفهاء ثم قال: والله إنك لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا.

ص 435

احترامه للحرم

رواه جماعة من القوم: منهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي في (تاريخ الإسلام) (ج 3 ص 12 ط مصر) قال: قال طاوس: عن ابن عباس قال: استشارني الحسين في الخروج فقلت: لولا أن يزري بي وبك لنشبت يدي في رأسك، فقال: لإن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن أستحل حرمتها - يعني الحرم - فكان ذلك الذي سلى نفسي عنه. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 150 ط القدسي بالقاهرة). روى الحديث من طريق ابن بنت منيع بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 318 ط اسلامبول). روى الحديث نقلا عن جمع الفوائد، عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام).

ص 436

مروءته

فمما روي فيها ما رواه القوم: منهم الحافظ محمد بن جرير الطبري في (تاريخ الأمم والملوك) (ج 4 ص 301 ط الاستقامة بمصر) قال: وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي اليربوعي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين في حر الظهيرة، والحسين وأصحابه معتمون متقلد وأسيافهم فقال الحسين لفتيانه: اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا، فقام فتيانه فرشفوا الخيل ترشيفا فقام فتية وسقوا القوم من الماء حتى أرووهم وأقبلوا يملئون القصاع والأنوار والطساس من الماء ثم يدنونها من الفرس فإذا عب فيه ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه وسقوا آخر حتى سقوا الخيل كلها. وفي (ص 302، الطبع المذكور). قال هشام: حدثني لقيط عن علي بن طعان المحاربي كنت مع الحر بن يزيد فجئت في آخر من جاء من أصحابه، فلما رأى الحسين ما بي وبفرسي من العطش قال: أنخ الراوية والراوية عندي السقاء، ثم قال: يا ابن أخي أنخ الجمل فأنخته فقال: اشرب فجعلت كلما شربت سال الماء من السقاء، فقال الحسين: أخنث السقاء أي اعطفه قال: فجعلت لا أدري كيف أفعل، قال: فقام الحسين فخنثه فشربت وسقيت فرسي. ومنهم العلامة ابن الأثير في (الكامل) (ج 3 ص 279 ط المنيرية بمصر): روى الحديث بعين ما تقدم أولا عن (تاريخ الأمم) لكنه أسقط قوله والحسين وأصحابه معتمون متقلدو أسيافهم.

ص 437

ومنهم العلامة أخطب خوارزم في (مقتل الحسين) (ج 1 ص 229 ط الغري): روى الحديث نقلا عن أحمد بن أعثم الكوفي بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام) أولا وثانيا.

حديث آخر في مروءته

رواه القوم: منهم الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 147 مخطوط) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، نا محمد بن بشر، نا سفيان عن أبي الحجاف، عن موسى بن عمير، عن أبيه قال: أمر الحسين مناديا فنادى: لا يقتل معنا رجل عليه دين، فقال رجل: إن امرئتي ضمنت ديني فقال حسين رضي الله عنه: وما ضمان امرئة.

حديث آخر أيضا في مروءته

رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد موفق بن أحمد في (مقتل الحسين) (ج 1 ص 149 ط الغري) قال: أخبرني الإمام الأجل مجد الدين قوام السنة أبو الفتوح محمد بن أبي جعفر الطائي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن أحمد البيهقي سنة اثنتين وخمسمائة بباب المدينة بمرو في الجامع، أخبرنا الإمام حقا

ص 438

وشيخ الإسلام صدقا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمد بهراة، أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن علي، حدثنا علي ابن خشرم سمعت يحيى بن عبد الله بن بشير الباهلي، حدثنا ابن المبارك أو غيره، شك الباهلي، قال: بلغني أن معاوية قال ليزيد: هل بقيت لذة من الدنيا لم تنلها؟ قال: نعم أم أبيها هند بنت سهيل بن عمرو خطبتها، وخطبها عبد الله بن عامر بن كريز فتزوجته وتركتني، فأرسل معاوية إلى عبد الله بن عامر وهو عامله على البصرة، فلما قدم عليه قال: انزل عن أم أبيها لولي عهد المسلمين يزيد، قال: ما كنت لأفعل قال: أقطعك البصرة فإن لم تفعل عزلتك عنها قال: وإن، فلما خرج من عنده قال له مولاه امرئة بامرئة أتترك البصرة بطلاق امرئة، فرجع إلى معاوية فقال: هي طلاق فرده إلى البصرة، فلما دخل تلقته أم أبيها فقال استتري فقالت: فعلها اللعين واستترت قال: فعد معاوية الأيام حتى إذا انقضت العدة وجه أبا هريرة يخطبها ليزيد وقال له أمهرها بألف ألف، فخرج أبو هريرة فقدم المدينة، فمر بالحسين بن علي عليه السلام فقال ما أقدمك المدينة يا أبا هريرة؟ قال: أريد البصرة أخطب أم أبيها لولي عهد المسلمين يزيد، قال: فترى أن تذكرني لها، قال: إن شئت، قال: قد شئت فقدم أبو هريرة البصرة فقال لها: يا أم أبيها إن أمير المؤمنين يخطبك لولي عهد المسلمين يزيد، وقد بذل لك في الصداق ألف ألف، ومررت بالحسين بن علي فذكرك، قالت: فما ترى يا أبا هريرة، قال: ذلك إليك قالت: فشفة قبلها رسول الله صلى الله عليه وآله أحب إلي، قال: فتزوجت الحسين بن علي، ورجع أبو هريرة فأخبر معاوية قال: فقال له: يا حمار ليس لهذا وجهناك، قال: فلما كان بعد ذلك حج عبد الله بن عامر فمر بالمدينة فلقي الحسين بن علي فقال له: يا ابن رسول الله تأذن لي في كلام أم أبيها فقال: إذا شئت، فدخل معه البيت واستأذن على أم أبيها فأذنت له، ودخل معه الحسين، فقال لها عبد الله بن عامر، يا أم أبيها ما فعلت الوديعة التي استودعتك؟

ص 439

قالت: عندي يا جارية هاتي سفط كذا، فجائت به ففتحته وإذا هو مملو للئالي وجوهر يتلألأ، فبكى ابن عامر، فقال الحسين: ما يبكيك؟ فقال: يا ابن رسول الله أتلومني على أن أبكي على مثلها في ورعها، وكمالها، ووفائها، قال: يا ابن عامر نعم المحلل كنت لكما، هي طلاق فحج فلما رجع تزوج بها. قلت: وأورد هذه الحكاية أبو العلاء الحافظ وساقها عن الحسن بن علي، على ما أخبرني إجازة قال: أخبرني عبد القادر بن محمد اليوسفي، أخبرني الحسن بن علي الجوهري، أخبرني محمد بن العباس أخبرني أحمد بن معروف الخشاب، أخبرني حسين بن محمد، أخبرني محمد بن سعد، أخبرني علي بن محمد عن الهذلي، عن ابن سيرين قال: كانت هند بنت سهيل بن عمرو عند عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، وكان أبا عذرتها، ثم طلقها فتزوجها عبد الله بن عامر بن كريز ثم طلقها، فكتب معاوية إلى أبي هريرة أن يخطبها ليزيد بن معاوية فلقيه الحسن بن علي فقال: أين تريد؟ قال: اخطب هند بنت سهيل ليزيد بن معاوية قال: فاذكرني لها فأتاها أبو هريرة فأخبرها الخبر فقالت: اختر لي، قال، أختار لك الحسن فتزوجها، قال: فقدم عبد الله بن عامر المدينة فقال للحسن: إن لي عندها وديعة فدخل إليها والحسن معه وجلست بين يديه فرق ابن عامر فقال الحسن: ألا أنزل لك عنها فلا أراك تجد محللا خيرا لكما مني، فقال: وديعتي فأخرجت سفطين فيهما جوهر ففتحهما، وأخذ من كل واحدة قبضة وترك الباقي، وكانت تقول: سيدهم حسن، وأسخاهم ابن عامر، وأحبهم إلي عبد الرحمن بن عتاب. ومنهم العلامة الشيخ تقي الدين أبو بكر بن علي الحنفي في (ثمرات الأوراق) (ج 7 ص 174 ط القاهرة): أورد الواقعة لكنه ذكر اسم المرئة أرينب بنت إسحاق، واسم زوجها عبد الله ابن سلام.

ص 440

كرمه

فمما ورد في ذلك: رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد في (مقتل الحسين) (ص 155 ط الغري) قال: وروي أن أعرابيا من البادية قصد الحسين عليه السلام فسلم عليه فرد عليه السلام وقال: يا أعرابي فيم قصدتنا؟ قال: قصدتك في دية مسلمة إلى أهلها، قال: أقصدت أحدا قبلي؟ قال: عتبة بن أبي سفيان فأعطاني خمسين دينارا فرددتها عليه، وقلت: لأقصدن من هو خير منك وأكرم وقال عتبة: ومن هو خير مني وأكرم لا أم لك، فقلت: إما الحسين بن علي، وإما عبد الله بن جعفر، وقد أتيتك بدءا لتقيم بها عمود ظهري وتردني إلى أهلي، فقال الحسين: والذي فلق الحبة، وبرء النسمة، وتجلى بالعظمة ما في ملك ابن بنت نبيك إلا مائتا دينار فاعطه إياها يا غلام، وإني أسئلك عن ثلاث خصال إن أنت أجبتني عنها أتممتها خمسمائة دينار، فقال الأعرابي: أكل ذلك احتياجا إلى علمي، أنتم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، فقال الحسين: لا ولكن سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أعطوا المعروف بقدر المعرفة فقال الأعرابي: فسل ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقال الحسين: ما أنجى من الهلكة؟ فقال: التوكل على الله، فقال: ما أروح للمهم؟ قال: الثقة بالله، فقال: أي شيء خير للعبد في حياته؟ قال: عقل يزينه حلم، فقال: فإن خانه ذلك؟ قال: مال يزينه سخاء وسعة، فقال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: الموت والفناء خير له من الحياة والبقاء، قال:

ص 441

فناوله الحسين خاتمه وقال: بعه بمائة دينار، وناوله سيفه وقال: بعه بمائتي دينار واذهب فقد أتممت لك خمسمائة دينار، فأنشأ الأعرابي يقول: قلقت وما هاجني مقلق * وما بي سقام ولا موبق

ولكن طربت لآل الرسول * ففاجائني الشعر والمنطق

فأنت الهمام وبدر الظلام * ومعطي الأنام إذا أملقوا

أبوك الذي فاز بالمكرمات * فقصر عن وصفه السبق

وأنت سبقت إلى الطيبات * فأنت الجواد وما تلحق

بكم فتح الله باب الهدى * وباب الضلال بكم مغلق

وجائت هذه الحكاية بألفاظ أخرى: فروي أن هذا الأعرابي سلم على الحسين بن علي فسأله حاجة وقال: سمعت جدك رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا سئلتم حاجة فاسئلوها من أحد أربعة: إما من عربي شريف، أو مولى كريم، أو حامل القرآن، أو ذي وجه صبيح، فأما العرب فشرفت بجدك، وأما الكرم فدأبكم وسيرتكم، وأما القرآن ففي بيوتكم نزل، وأما الوجه الصبيح فإني سمعت جدك رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا أردتم أن تنظروا إلي فانظروا إلى الحسن والحسين، فقال الحسين له: ما حاجتك؟ فكتبها على الأرض، فقال له الحسين: سمعت أبي عليا عليه السلام يقول: قيمة كل امرء ما يحسنه، وسمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: المعروف بقدر المعرفة، فأسئلك عن ثلاث خصال: فإن أجبتني عن واحدة فلك كل ما عندي، وقد حملت إلي صرة مختومة وأنت أولى بها، فقال: سل عما بدا لك فإن أجبت وإلا تعلمت منك فأنت من أهل العلم والشرف، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فقال الحسين: أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله والتصديق برسوله، قال: فما نجاة العبد من الهلكة؟ فقال: الثقة بالله، قال:

ص 442

فما يزين المرء؟ قال: علم معه الحلم، قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: فمال معه كرم قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: فقر معه صبر، قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: فصاعقة تنزل عليه من السماء فتحرقه. فضحك الحسين عليه السلام، ورمى له بالصرة وفيها ألف دينار وأعطاه خاتمه وفيه قيمته مائتا درهم وقال: يا أعرابي أعط الذهب إلى غرمائك واصرف الخاتم في نفقتك، فأخذ ذلك الأعرابي وقال: (الله أعلم حيث يجعل رسالته). وجائت رواية أخرى بسندي المتصل: أن أعرابيا جاء إلى الحسين بن علي فقال له: يا ابن رسول الله إني قد ضمنت دية كاملة، وعجزت عن أدائها فقلت في نفسي: أسئل أكرم الناس وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال الحسين: يا أخا العرب أسئلك عن ثلاث مسائل فإن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال، وإن أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال: وإن أجبت عن كل أعطيتك المال كله. فقال الأعرابي: يا ابن رسول الله أمثلك يسئل من مثلي؟! وأنت من العلم والشرف، فقال الحسين: بلى سمعت جدي رسول الله يقول: المعروف بقدر المعرفة، فقال الأعرابي: سل عما بدا لك فإن أجبت، وإلا تعلمت الجواب منك، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقال الحسين: أي الأعمال أفضل؟ فقال: الإيمان بالله، قال: فما النجاة من الهلكة؟ قال: الثقة بالله، قال: فما يزين الرجل؟ قال: علم معه حلم، قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: فمال معه مروءة، قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: ففقر معه صبر، قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه، فضحك الحسين ورمى بصرة إليه فيها ألف دينار وأعطاه خاتمه وفيه قص قيمته مائتا درهم، وقال له: يا أعرابي اعط الذهب لغرمائك واصرف الخاتم في نفقتك، فأخذ الأعرابي منه ومضى وهو يقول: (الله أعلم حيث يجعل رسالته). ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري الشافعي البغدادي المتوفى بعد سنة 884 في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 233 ط القاهرة) قال:

ص 443

قال أعرابي للحسين رضي الله عنه: سمعت جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إذا سألتم حاجة فاسألوها من أحد أربعة، إما عربي شريف، وإما مولى كريم، أو حامل القرآن أو صاحب وجه صبيح، فأما العرب فقد تشرفت بكم، وأما الكرم فهو سيرتكم، وأما القرآن ففيكم نزل، وأما الوجه الصبيح فقد سمعت جدك النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إذا أردتم النظر إلي فانظروا الحسن والحسين، فقال له: ما حاجتك؟ فكتبها على الأرض فقال الحسين رضي الله عنه: سمعت جدي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: المعروف بقدر المعرفة، وقال أبي رضي الله عنه: قيمة كل امرء ما يحسنه، فأسألك عن ثلاث مسائل فإن أجبت عن واحدة فلك ثلث هذه الصرة، أو اثنتين فلك ثلثاه، أو عن الثلاثة فكلها، فقال: اسأل قال: أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله، قال: فما نجاة العبد من الهلكة؟ قال: الثقة بالله، قال: فما يزين العبد؟ قال: علم معه حلم، قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: مال معه كرم، قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: فقر معه صبر، قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: فصاعقة تحرقه، فضحك الحسين وأعطاه الصرة بكاملها. حكاه الرازي في أول البقرة. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة 658 في (مقتل الحسين) (ص 153 ط الغري) قال: وقيل: سأل رجل الحسين حاجة فقال له: يا هذا سؤالك إياي يعظم لدي ومعرفتي بما يجب لك يكبر علي، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله قليل وما في ملكي وفاء بشكرك فإن قبلت الميسور، دفعت عني مرارة الاحتيال لك، والاهتمام بما أتكلف من واجب حقك، فقال الرجل: أقبل يا ابن رسول الله اليسير، وأشكر العطية، وأعذر على المنع، فدعا الحسين بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها ثم قال له: هات الفاضل من الثلاثمائة ألف فأحضر خمسين ألفا

ص 444

قال: فما فعلت الخمسمائة دينار، قال: هي عندي قال: أحضرها، قال: فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال: هات من يحمل معك هذا المال فأتاه بالحمالين فدفع إليهم الحسين رداءه لكراء حملهم حتى حملوه معه، فقال مولى له: والله ما بقي عندنا درهم واحد، فقال لكني أرجو أن يكون لي بفعلي هذا أجر عظيم.

كرمه وفتوته

فمما روي فيهما ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ نور الدين علي بن الصباغ المالكي المتوفى 855 في (الفصول المهمة) (ص 159 ط الغري) قال: قال أنس كنت عند الحسين عليه السلام فدخلت عليه جارية فجائته بطاقة ريحان، فقال: أنت حرة لوجه الله تعالى، فقلت له: جارية تحييك بطاقة ريحان لا حظ لها ولا بال فتعتقها فقال: أما سمعت قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها) وكان أحسن منها عتقها. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 183 مخطوط) قال: وروي عن أنس أنه قال: كنت عند الحسين فدخلت عليه جارية له فجائته بطاقة ريحان فعتقها فقال: أما سمعت قول الله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها).

ص 445

ومما روي في ذلك

ما رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق الخطيب الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 1 ص 153 ط الغري) قال: خرج الحسن عليه السلام إلى سفر فأضل طريقه ليلا فمر براعي غنم فنزل عنده فألطفه وبات عنده، فلما أصبح دله على الطريق فقال له الحسن: إني ماض إلى ضيعتي ثم أعود إلى المدينة ووقت له وقتا وقال له: تأتيني به، فلما جاء الوقت شغل الحسن بشيء من أموره عن قدوم المدينة، فجاء الراعي وكان عبدا لرجل من أهل المدينة فصار إلى الحسين وهو يظنه الحسن فقال: أنا العبد الذي بت عندي ليلة كذا، ووعدتني أن أصير إليك في هذا الوقت وأراه علامات عرف الحسين أنه الحسن، فقال الحسين له: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لفلان، فقال: كم غنمك؟ قال: ثلاثمائة فأرسل إلى الرجل فرغبه حتى باعه الغنم والعبد فأعتقه، ووهب له الغنم مكافأة لما صنع مع أخيه وقال: إن الذي بات عند أخي وقد كافأتك بفعلك معه.

ص 446

ومما روي في ذلك

ما رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد في (مقتل الحسين) (ص 153 ط الغري) قال: قال الحسن البصري كان الحسين بن علي سيدا زاهدا ورعا صالحا ناصحا حسن الخلق، فذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستانه، وكان في ذلك البستان غلام له اسمه صاف، فلما قرب من البستان رأى الغلام قاعدا يأكل خبزا، فنظر الحسين إليه وجلس عند نخلة مستترا لا يراه، فكان يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب، ويأكل نصفه الآخر، فتعجب الحسين من فعل الغلام فلما فرغ من أكله قال الحمد لله رب العالمين اللهم اغفر لي، واغفر لسيدي وبارك له كما باركت على أبويه برحمتك يا أرحم الراحمين فقام الحسين وقال: يا صافي، فقام الغلام فزعا وقال: يا سيدي وسيد المؤمنين إني ما رأيتك فاعف عني، فقال الحسين: اجعلني في حل يا صافي لأني دخلت بستانك بغير إذنك، فقال الصافي، بفضلك يا سيدي وكرمك وسؤددك تقول هذا، فقال الحسين: رأيتك ترمي بنصف الرغيف للكلب وتأكل النصف الآخر فما معنى ذلك، فقال الغلام: إن هذا الكلب ينظر إلي حين آكل، فأستحي منه يا سيدي لنظره إلي وهذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء فأنا عبدك، وهذا كلبك فأكلنا رزقك معا، فبكى الحسين وقال: أنت عتيق لله وقد وهبت لك ألفي دينار بطيبة من قلبي فقال الغلام: إن أعتقتني فأنا أريد القيام ببستانك، فقال الحسين: إن الرجل إذا تكلم بكلام فينبغي أن يصدقه بالفعل فأنا قد قلت دخلت بستانك بغير إذنك، فصدقت قولي، ووهبت البستان

ص 447

وما فيه لك غير أن أصحابي هؤلاء جائوا لأكل الثمار والرطب فاجعلهم أضيافا لك وأكرمهم من أجلي أكرمك الله يوم القيامة، وبارك لك في حسن خلقك وأدبك، فقال الغلام: إن وهبت لي بستانك فأنا قد سبلته لأصحابك وشيعتك، قال الحسن: فينبغي للمؤمن أن يكون كنافلة رسول الله صلى الله عليه وآله (1).

ومما روي في ذلك

ما رواه القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ص 147 ط الغري) قال: وبهذا الاسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) قال: أخبرنا الإمام أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب بنيسابور سنة أربع مائة، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة، حدثني أبي، حدثني علي بن موسى، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين عليهما السلام، أن أباه الحسين بن علي دخل المستراح فوجد لقمة ملقاة فدفعها إلى غلام له فقال: يا غلام اذكرني هذه اللقمة إذا خرجت، فأكلها الغلام فلما خرج الحسين قال: يا غلام اللقمة، قال: أكلتها يا مولاي قال: أنت حر لوجه الله تعالى فقال له رجل: اعتقته يا سيدي قال: نعم سمعت جدي رسول لله صلى الله عليه وآله يقول: من وجد لقمة ملقاة فمسح منها ما مسح وغسل منها ماغسل وأكلها لم يسغها في جوفه حتى يعتقه الله من النار، ولم أكن لأستعبد رجلا أعتقه الله من النار.

(هامش)

(1) النافلة: الذرية من الاحقال والأسباط. (*)

ص 448

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 183 مخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين) لكن في آخره يقول: من وجد لقمة ملقاة فمسح أو غسل ثم أكلها أعتقه الله من النار ولم أكن أستعبد رجلا أعتقه الله من النار.

عفوه وكرمه

ومما روي في ذلك ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ نور الدين علي بن الصباغ المالكي المتوفى 855 في (الفصول المهمة) (ص 159 ط الغري) قال: وجنى بعض أقاربه جناية توجب التأدب فأمر بتأديبه فقال: يا مولاي قال الله تعالى: (الكاظمين الغيظ) قال عليه السلام: خلوا عنه، فقد كظمت غيظي، فقال: (والعافين عن الناس) قال عليه السلام: قد عفوت عنك، فقال: (والله يحب المحسنين) قال: أنت حر لوجه الله تعالى، وأجازه بجائزة سنية.

ص 449

رد حسل الضب إليه ببركته عليه السلام

رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق الخطيب الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ص 144 ط الغري) قال: وجاء في المرسل: إن فاطمة عليها السلام جائت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهي تبكي فقال: ما يبكيك؟ قال: ضاع مني الحسين فلا أجده، فقام النبي صلى الله عليه وآله وقد اغرورقت عيناه وذهب ليطلبه فلقيه يهودي فقال: يا محمد مالك تبكي؟ فقال: ضاع ابني، فقال: لا تحزن فإني رأيته على تل كذا نائما، فقصده عليه السلام واليهودي معه فلما قرب من التل رأى ضبا بفمه غصن أخضر وأرق يروحه به فلما رأى الضب النبي قال له بلسان فصيح: السلام عليك يا زين القيامة وشهد له بالحق وكان معه حسل صغير له فقال: لم أر أهل بيت أكثر بركة من أهل بيتك لأن ولدي ضاع مني لثلاث سنين فطفت عليه أطلبه فلم أجده فلما رأيت ولدك آنفا وجدته، فأنا أكافئه، وقال الحسل (1): يا رسول الله أخذني السيل فأدخلني البحر ثم ضربت بي الأمواج إلى جزيرة كذا فلم أجد سبيلا ومخرجا حتى هبت ريح فأخذتني وألقتني عند أبي، فقال النبي صلى الله عليه وآله: من تلك الجزيرة هنا ألف فرسخ، فأسلم اليهودي بذلك وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.

(هامش)

(1) الحسل: بكسر وسكون السين: ولد الضب. (*)

ص 450

إبائه عن قبول صلة معاوية

رواه القوم: منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص (159 ط الغري قال: وقيل: إن معاوية لما قدم مكة وصله (أي الحسين عليه السلام) بمال كثير وثياب وافرة وكسوة فاخرة، فرد الجميع عليه ولم يقبل منه شيئا، فهذه سجية الجود وشنشنة الكرم وصفة من حوى مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم.

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج11)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب