الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج11)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 451

عدد أولاده

رواه القوم: منهم العلامة ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار، ص 195 ط مصر) قال: تنبيه: قال المناوي في (طبقاته): رزق الحسين من الأولاد خمسة، وهم: على الأكبر، وعلي الأصغر، وله العقب وجعفر وفاطمة وسكينة المدفونة بالمراغة بقرب نفيسة - ا ه، وكذا في (طبقات الشعراني) وزاد أن عليا الأصغر هو زين العابدين وقال كثيرون: أولاده ستة، وزادوا عبد الله، فأما علي الأكبر فقاتل بين يدي أبيه حتى قتل، وأما علي الأصغر زين العابدين، فكان مريضا بكربلاء ورجع مريضا إلى مكة وسيأتي ترجمته، وأما جعفر فمات في حيات أبيه دارجا، وأما عبد الله فجائه سهم وهو طفل فقتله بكربلاء، وأما فاطمة فتزوجت بابن عمها الحسن المثنى ثم بعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وولدت لكل منهما، وأما سكينة فستأتي ترجمتها. وقال الشيخ كمال الدين بن طلحة: كان للحسين من الأولاد الذكور ستة ومن الأناث ثلاث، فأما الذكور: فعلي الأكبر، وعلي الأوسط وهو زين العابدين، وعلي الأصغر ومحمد وعبد الله وجعفر، ثم ذكر أن المقتول في كربلاء بالسهم وهو طفل علي الأصغر وأن عبد الله قتل مع أبيه شهيدا، ثم قال: وأما البنات: فزينب وفاطمة وسكينة.

ص 452

 

نبذة من كراماته

 

 

تكلم رأسه الشريف

 

ونروي في ذلك روايتين:

الأولى ما رواه القوم:

منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى في أوائل القرن الثاني عشر في (مفتاح النجا، في مناقب آل العبا) (ص 145 المخطوط) قال: وروي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: مر به علي وهو على رمح وأنا في غرفة فلما حاذاني سمعته يقرأ (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) فقف والله شعري وناديت: رأسك والله يا ابن رسول الله وأمرك أعجب وأعجب.

الثانية ما رواه القوم:

منهم العلامة السيوطي في (الخصائص الكبرى) (ج 2 ص 127 ط حيدر آباد) قال: وأخرج ابن عساكر، عن المنهال بن عمرو، قال: أنا والله رأيت رأس الحسين

ص 453

حين حمل وأنا بدمشق وبين يدي الرأس رجل يقرء سورة الكهف حتى بلغ قوله تعالى: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) فأنطق الله الرأس بلسان ذرب فقال: أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي. ومنهم العلامة عبد الرؤوف المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 57 ط الأزهرية بمصر). روى الحديث من طريق ابن خالويه، عن الأعمش، عن منهال الأسدي بعين ما تقدم عن (الخصائص) لكنه قال: فنطق الرأس بلسان عربي فصيح وقال جهارا: أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار، ص 218 ط مصر): روى الحديث من طريق ابن خالويه عن الأعمش، عن منهال بن عمرو بعين ما تقدم عن (الكواكب الدرية). ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 125 ط مصر): روى الحديث من طريق ابن خالويه، عن الأعمش، عن منهال بعين ما تقدم عن (الخصائص)، وفي آخره: فنطق الرأس وقال: قتلي أعجب من ذلك.

ص 454

ما رجعت قطرة إلى الأرض من دمه الذي رماه إلى السماء

رواه القوم: منهم العلامة الگنجى الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 284 ط الغري) قال: أخبرنا العلامة محمد بن هبة الله بن مميل، أخبرنا الإمام الحافظ أحمد بن علي الخطيب، أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عبد الواحد ابن علي القاضي، حدثنا الحسين بن إسماعيل الضبي، حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا حسين بن زيد بن علي بن الحسين، عن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي حدثني مسلم بن رباح مولى علي بن أبي طالب قال: كنت مع الحسين بن علي بن أبي طالب يوم قتل فرمى في وجهه بنشابة فقال لي: يا مسلم ادن يديك من الدم فأدنيتهما فلما امتلأ قال: اسكبه في يدي فسكبته في يديه فنفح بهما إلى السماء وقال: اللهم أطلب بدم ابن بنت نبيك، قال مسلم: فما وقع إلى الأرض منه قطرة. قلت: رواه محدث الشام عن محمد العراق في كتابيهما.

ص 455

عدم تأثير العقوبة لرجل أمر بتعذيبه ببركة رأس الحسين

رواه القوم: منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 125 ط مصر) قال: اتهم شخص من أتباع السلطان الملك الناصر بأنه يعرف الدفائن والأموال التي بالقصر فأمر بتعذيبه وأخذ متولي العقوبة وجعل على رأسه خنافس وشد عليها قرمزيه يقال: إن هذه العقوبة أشد العقوبات وإن الانسان لا يطيق الصبر عليها ساعة إلا تنقب دماغه وتقتله فعل به ذلك مرارا وهو لا يتأوه وتوجد الخنافس ميتة فسألوه ما سبب هذا؟ فقال: حملت رأس الحسين (1) لما جاء، فعفا عنه.

(هامش)

(1) أي لم تأثر الخنافس فيه ببركة حمله رأس الحسين وكان ذلك في سبيل دفنه أو حفظه عن معرض الاهانة أو غيرهما من الأغراض الصحيحة. (*)

ص 456

رؤية بعض الزوار إياه جالسا على ضريح قبره

رواه القوم: منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 124 ط مصر) قال: ومن ذلك أيضا ما أخبر به العلامة الشيخ فتح الدين أبو الفتح الغمري الشافعي إنه كان يتردد إلى الزيارة غالبا فجلس يوما يقرء الفاتحة ودعا فلما وصل في الدعاء إلى قوله واجعل ثوابا مثل ذلك فأراد أن يقول في صحائف سيدنا الحسين ساكن هذا الرمس، فحصلت له حالة فنظر فيها إلى شخص جالس على الضريح وقع عنده أنه السيد الحسين رضي الله عنه فقال في صحائف هذا وأشار بيده إليه، فلما أتم الدعاء ذهب إلى الشيخ الجليل الشيخ عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه فأخبره بذلك فقال له الشيخ: صدقت وأنا وقع لي مثل ذلك، ثم ذهب إلى الشيخ كريم الدين الخلوتي رضي الله عنه فأخبره بذلك، فقال الشيخ كريم الدين: صدقت وأنا ما زرت هذا المكان إلا بإذن من النبي صلى الله عليه وسلم.

ص 457

سقوط رجل ميتا لأجل دعواه عليه

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن قيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 38 ط المحمدية في القاهرة) قال: إن رجلا ادعى عليه (الحسين) مالا، فقال الحسين: ليحلف على ما ادعاه ويأخذه فتهيأ الرجل لليمين وقال: والله الذي لا إله إلا هو، فقال الحسين: قل: والله والله والله ثلاثا، إن هذا الذي يدعيه عندي، وفي قبلي، ففعل الرجل ذلك وقام فاختلفت رجلاه وسقط ميتا، فقيل للحسين: لم فعلت ذلك؟ أي عدلت عن قوله: والله الذي لا إله إلا هو، إلى قوله: (والله والله والله) فقال: كرهت أن يثني على الله فيحلم عنه.

ص 458

 

إن السماء أمطرت يوم شهادته دما

 

 

ونروي في أحاديث:

الأول حديث نضرة الأزدية

روى عنها القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 89 ط الغري) قال: وبهذا الاسناد (أي الاسناد المتقدم في كتابه) عن يعقوب بن سفيان هذا حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثتنا أم سرق العبدية، حدثتني نضرة الأزدية قالت: لما قتل الحسين مطرت السماء دما فأصبحنا وكل شيء لنا ملئ دما ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 145 ط القدسي بالقاهرة) قال: وذكر أبو نعيم الحافظ في كتاب (دلائل النبوة) عن نضرة الأزدية أنها قالت: لما قتل الحسين بن علي أمطرت السماء دما فأصبحنا وجبابنا وجرارنا مملوءة دما. ومنهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه ج 4 ص 339 ط روضة الشام) قال: ويقال: إن السماء أمطرت يومئذ (أي يوم قتل الحسين) دما فأصبح أهل ذلك القطر وكل شيء لهم مملوء دما.

ص 459

ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 192ط عبد اللطيف بمصر). روى الحديث نقلا عن (دلائل النبوة) بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة السيوطي في (الخصائص الكبرى) (ص 126 ط حيدر آباد): روى الحديث من طريق البيهقي وأبي نعيم بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 197 مخطوط) روى الحديث عن نضرة بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 320 ط اسلامبول). روى الحديث نقلا عن (دلائل النبوة) بعين ماتقدم عن (ذخائر العقبى) لكنه ذكر بدل كلمة جبابنا: رحائنا. ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 123 ط مصر) قال: وروي أن السماء أمطرت دما فأصبح كل شيء لهم مملو دما. ومنهم العلامة الزبيدي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 12 ط مصر) قال: ومما ظهرت يوم قتل الحسين من الآيات أن السماء أمطرت دما وأن أوانيهم ملئت دما

ص 460

الثاني حديث أم سلمة

روى عنها القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 150 ط القدسي بالقاهرة) قال: عن أم سلمة قالت: لما قتل الحسين ناحت عليه الجن ومطرنا دما. خرجه ابن السري. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 197 مخطوط). روى الحديث عن أم سلمة بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى).

الثالث حديث أم سالم

روى عنها القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 145 ط القدسي بالقاهرة) قال: روى عن جعفر بن سليمان قال: حدثتني خالتي أم سالم قالت: لما قتل الحسين مطرنا مطرا كالدم على البيوت والخدر، قالت: وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة. خرجه ابن بنت منيع.

ص 461

ومنهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه ج 4 ص 339 ط روضة الشام): روى الحديث عن أم سالم بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 349 ط مصر): روى الحديث بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى) إلى قوله: قالت وبلغني.

الرابع حديث ابن عباس

رواه القوم: منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 357 ط اسلامبول) قال: وعن ابن عباس قال: إن يوم قتل الحسين قطرت السماء دما وإن هذه الحمرة التي ترى في السماء ظهرت يوم قتله ولم تر قبله.

الخامس حديث أبي سعيد

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 192ط عبد اللطيف بمصر) قال:

ص 462

قال أبو سعيد: ما رفع حجر من الدنيا إلا وتحته دم عبيط ولقد مطرت السماء دما بقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت. ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) (ص 284 ط الغري) قال: قال ابن سعد: ولقد مطرت السماء دما وبقي أثره في الثياب حتى تقطعت. ومنهم العلامة الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 221 ط مطبعة القضاء). روى الحديث بعين ما تقدم عن (التذكرة) ثم قال: وقال سليم القاضي: لما قتل الحسين رضي الله عنه مطرنا دما.

ص 463

حيطان دار الأمارة تسايل دما لما جئ برأسه

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 145 ط القدسي بالقاهرة) قال: روي من طريق ابن بنت منيع، وعن مروان مولى هند بنت المهلب قال: حدثني بواب عبيد الله بن زياد أنه لما جئ برأس الحسين بين يديه رأيت حيطان دار الأمارة تسايل دما. خرجه ابن بنت منيع. ومنهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه ج 4 ص 339 ط روضة الشام).روى الحديث عن بواب عبيد الله بن زياد بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق) (ص 192 ط عبد اللطيف بمصر) قال: لما جئ برأس الحسين إلى دار زياد سالت حيطانها دما. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيله المآل) (ص 197 مخطوط). روى الحديث عن مروان بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 322 ط اسلامبول). روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق).

ص 464

 

احمرار السماء بسبب شهادته

 

 

ونروي في ذلك أحاديث:

الأول حديث أم حكيم

رواه القوم: منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 145 من النسخة المخطوطة) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا منجاب بن الحارث، علي بن مسهر، حدثتني جدتي أم حكيم قالت: قتل الحسين بن علي وأنا يومئذ جويرية، فمكثت السماء أياما مثل العلقة. ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 196 ط مكتبة القدسي بالقاهرة). روى الحديث من طريق الطبراني، عن أم حكيم بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير) ثم قال: ورجاله رجال الصحيح. ومنهم العلامة السيوطي في (الخصائص الكبري) (ج 2 ص 127 ط حيدر آباد) قال: أخرج البيهقي، عن علي بن مسهر قال: حدثتني جدتي قالت: كنت أيام قتل الحسين جارية شابة فكانت السماء أياما عليلة.

ص 465

الثاني حديث عيسى بن الحارث الكندي

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 146، مخطوط) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا عثمان بن أبي شيبة، حدثني أبي، عن جدي، عن عيسى بن الحارث الكندي قال: لما قتل الحسين رضي الله عنه، مكثنا سبعة أيام إذا صليتا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا. ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 197 ط مكتبة القدسي في القاهرة). روى الحديث من طريق الطبراني، عن عيسى بن الحارث الكندي بعين ما تقدم عنه في (المعجم الكبير). ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 348 ط معمر). روى الحديث عن عيسى بن الحارث بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير) لكنه ذكر بدل قوله نظرنا: بصرنا. ومنهم العلامة المذكور في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 210 ط مصر). روى الحديث فيه أيضا عن عيسى بن الحارث بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم الحافظ السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ص 80 ط الميمنية بمصر) قال:

ص 466

لما قتل الحسين مكثت الدنيا سبعة أيام، والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة، والكواكب يضرب بعضها بعضا. ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 192 ط عبد اللطيف بمصر) قال: وأخرج عثمان بن أبي شيبة، أن السماء مكثت بعد قتله سبعة أيام ترى على الحيطان كأنها ملاحف معصفرة من شدة حمرتها، وضربت الكواكب بعضها بعضا ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 143 مخطوط).روى الحديث عن عيسى بن الحارث بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير) لكنه أسقط كلمة أطراف. ومنهم العلامة ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار، ص 251 ط مصر) قال: ومكثت الشمس سبعة أيام ترى على الحيطان. ثم ذكر بعين ما تقدم عن (المعجم).

الثالث حديث هلال بن ذكوان

رواه جماعة من القوم: منهم العلامة سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) (ص 284 ط الغري) قال: أخبرنا غير واحد، عن علي بن عبيد، أخبرنا علي بن أحمد اليسري، أخبرنا أبو عبد الله بن بطه، أخبرنا محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا هلال بن بشر بن عبد المطلب

ص 467

ابن موسى، عن هلال بن ذكوان قال: لما قتل الحسين مكثنا شهرين أو ثلاثة كأنما لطخت الحيطان بالدم من صلاة الفجر إلى غروب الشمس. ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (الكامل) (ج 3 ص 301 ط المنيرية بمصر) قال: ومكث الناس شهرين أو ثلاثة كأنما تلطخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع. ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 171 ط السعادة بمصر). روى الحديث عن الحصين بعين ما تقدم عن (الكامل). ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (179 ط الغري): روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكامل).ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول) (ص 109 ط بغداد). روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكامل).

الرابع حديث زيد بن أبي زياد

رواه القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 90 ط الغري) قال:

ص 468

وبهذا الاسناد (أي الاسناد المتقدم في كتابه) عن أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن يعقوب، سمعت العباس بن محمد الدوري، سمعت يحيى بن معين، حدثني جرير، عن زيد بن أبي الزناد، قال: قتل الحسين بن علي ولي أربع عشرة سنة، وصار الورس الذي في عسكره رمادا واحمرت آفاق السماء ونحروا ناقة في عسكره فكانوا يرون في لحمها المرار. ومنهم الحافظ الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 348 ط مصر): روى الحديث بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين) لكنة ذكر بدل كلمة المرر: النيران. ومنهم العلامة المذكور في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 311 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين) سندا ومتنا باديا عن يحيى ابن معين لكنه ذكر بدل كلمة المرار: النيران. ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي الحنفي في (تفسير القرآن) (المطبوع بهامش فتح البيان، ج 9 ص 162 ط بولاق مصر) قال: قال ابن أبي حاتم: وحدثنا علي بن الحسين، حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو زنيج، حدثنا جرير، عن زيد بن أبي زياد قال: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما احمرت آفاق السماء أربعة أشهر قال يزيد: واحمرارها بكائها، وهكذا قال السدي الكبير وقال عطاء الخراساني: بكائها أن تحمر أطرافها.ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 2 ص 354 ط حيدر آباد). روى الحديث بعين ما تقدم عن (سير أعلام النبلاء) سندا ومتنا. ومنهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه ج 4 ص 339 ط روضة الشام):

ص 469

روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام) من قوله: صار الورس. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد البيهقي في (المحاسن المساوي) (ص 62 ط بيروت) قال: واقتسموا ورسا كان معه فصار رمادا. ومنهم العلامة السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ص 80 ط الميمنية بمصر) قال: وصار الورس الذي في عسكرهم رمادا.

الخامس حديث الأسود بن قيس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 348 ط مصر) قال: روى من طريق المدائني، عن علي بن مدرك، عن جده الأسود بن قيس قال: احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر يرى فيها كالدم فحدثت بذلك شريكا فقال لي: ما أنت من الأسود؟ فقلت: هو جدي أبو أمي، فقال: أما والله إن كان لصدوق، الحديث. ومنهم العلامة المذكور في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 210 ط مصر). روى الحديث أيضا بعين ما تقدم عنه في (تاريخ الإسلام) سندا ومتنا. ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 192 ط عبد اللطيف بمصر): روى أنه احمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله.

ص 470

ومنهم العلامة أبو بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 197 ط القدسي بالقاهرة): روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق) لكنه أسقط كلمة ستة أشهر. ومنهم العلامة السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ص 80 ط الميمنية بمصر): روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق). ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (مخطوط): روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 322 ط اسلامبول): روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق. ومنهم العلامة ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار، ص 215 ط مصر): روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق).

السادس حديث جميل بن زيد.

رواه جماعة من القوم: منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 145 من النسخة المخطوطة) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا عبد الله بن يحيى بن الربيع بن أبي راشد الكاهلي، نا منصور بن أبي نويرة، عن أبي بكر بن أبي عياش، عن جميل بن زيد قال:

ص 471

لما قتل الحسين احمرت السماء، قلت: أي شيء يقول، فقال: إن الكذاب منافق إن السماء احمرت حين قتل.ومنهم العلامة نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 197، ط القدسي بالقاهرة). روى الحديث من طريق الطبراني، عن جميل بن زيد بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير).

السابع ما رواه ابن سيرين

رواه جماعة من القوم: منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 146 مخطوط) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا يحيى الحمامي، نا حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين قال: لم يكن في السماء حمرة حتى قتل الحسين. ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 90 ط الغري) قال: وبهذا الاسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن حماد بن زيد هذا، حدثنا هشيم عن ابن سيرين قال: قيل له: أتعلم هذه الحمرة في الأفق هم هي؟ قال: عرفت من يوم قتل الحسين بن علي. وروى هذا الحديث أبو عيسى الترمذي. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم البيهقي في (المحاسن والمساوي) (ص 62 ط بيروت) قال:

ص 472

وقال محمد بن سيرين: ما رؤيت هذه الحمرة في السماء إلا بعد ما قتل الحسين عليه السلام ولم تطمث امرأة بالروم أربعة أشهر إلا أصابها وضح فكتب ملك الروم إلى ملك العرب: قتلتم نبيا أو ابن نبي. ومنهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه ج 4 ص 339 ط روضة الشام). روى الحديث عن ابن سيرين بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 348 ط مصر): روى الحديث عن سليمان بن حرب، عن حماد بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين) سندا ومتنا. ومنهم العلامة المذكور في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 211 ط مصر): روى الحديث فيه أيضا بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين). ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 192 ط عبد اللطيف بمصر): روى الحديث عن ابن سيرين بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم العلامة نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 197 ط القدسي بالقاهرة): روى الحديث من طريق الطبراني، عن ابن سيرين بعين ما تقدم عنه عن المعجم الكبير). ومنهم العلامة المولى علي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند، ج 5 ص 113 ط الميمنية بمصر) قال: عن محمد بن سيرين قال: لم تر هذه الحمرة التي في آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علي.

ص 473

ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 322 ط اسلامبول). روى الحديث بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (مخطوط): روى الحديث بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير) (1). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 356 ط اسلامبول) قال: وحكى ابن سيرين: أن الحمرة لم تر قبل قتله. وعن سليم القاضي قال: مطر السماء دما أيام قتله. * هامش *(1) قال العلامة الشهير سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 283 ط الغري): ذكر ابن سعد في الطبقات: إن هذه الحمرة لم تر في السماء قبل أن يقتل الحسين قال جدي أبو الفرج في كتاب التبصرة: لما كان الغضبان يحمر وجهه عند الغضب فليستدل بذلك على غضبه، وإنه أمارة السخط والحق سبحانه ليس بجسم فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين بحمرة الأفق، وذلك دليل على عظم الجناية. وذكر جدي أيضا في هذا الكتاب: ولما أسر العباس يوم بدر سمع رسول الله أنينه فما نام تلك الليلة فكيف لو سمع أنين الحسين، قال: وهذا (والاسلام يجب ما قبله) فكيف يقدر الرسول أن يرى من ذبح الحسين وأمر بقتله وحمل أهله على أقتاب الجمال. ونقله عن ابن سعد الهيتمي في (الصواعق، (ص 192 ط عبد اللطيف بمصر) والقندوزي في (الينابيع، (ص 322 ط اسلامبول). (*)

ص 474

اظلمت الدنيا ثلاثة أيام بسبب شهادته

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 284 ط الغري) قال: قال ابن سيرين: لما قتل الحسين أظلمت الدنيا ثلاثة أيام، ثم ظهرت هذه الحمرة. ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 192 ط عبد اللطيف بمصر). روى الحديث نقلا عن ابن الجوزي بعين ما تقدم عنه في (التذكرة) لكنه أسقط كلمة: هذه. ومنهم العلامة الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 221 ط القضاء). روى الحديث من طريق ابن الجوزي في كتاب التبصرة بعين ما تقدم عن (التذكرة). ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (مخطوط). روى الحديث من طريق ابن الجوزي بعين ما تقدم عن (الصواعق).

ص 475

ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 123 ط مصر): روى الحديث إلى قوله: ثم ظهرت. ومنهم العلامة ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه ج 4 ص 339 ط روضة الشام) قال: وقالت أم حيان: أظلمت علينا الدنيا يومئذ ثلاثة أيام، ولم يمس أحد من زعفران قوم الحسين فجعله على وجهه إلا احترق.

ص 476

 

بكاء السماء على الحسين

 

 

ونروي فيه حديثين:

الأول ما رواه ابن سيرين

روى عنه القوم: منهم الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه، ج 4 ص 339 ط روضة الشام) قال: وقال ابن سيرين لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلا على الحسين. ومنهم الحافظ الگنجى في (كفاية الطالب) (ص 289 ط الغري) قال: وأخبرنا محمد بن هبة الله بن محمد الشافعي المفتي، أخبرنا أبو القاسم الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الخلال، أخبرنا سعيد بن أحمد العيار، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني، أخبرنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك القاضي الشيباني حدثنا أحمد بن الحسن الخزاز، حدثنا أبي، حدثنا حصين بن مخارق، عن داود بن أبي هند، عن ابن سيرين. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن تاريخ ابن عساكر. ومنهم العلامة الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 210 ط مصر):

ص 477

روى الحديث عن ابن سيرين بعين ما تقدم عن (تاريخ ابن عساكر). ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 284 ط الغري) قال: قال السدي: لما قتل الحسين بكت السماء وبكائها حمرتها. ومنهم العلامة الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 222 ط القضاء): روى الحديث عن السدي بعين ما تقدم عن (التذكرة). ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق) (ص 192 ط عبد اللطيف بمصر): روى الحديث عن السدي بعين ما تقدم عن (التذكرة) ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (مخطوط): روى الحديث عن الثعلبي بعين ما تقدم عن (التذكرة) ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة) (ص 322 ط اسلامبول): روى الحديث عن الثعلبي بعين ما تقدم عن (التذكرة). ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 123 ط مصر): روى الحديث نقلا عن المقريزي في (الخطط) بعين ما تقدم عن (التذكرة)

ص 478

الثاني ما رواه إبراهيم

روى عنه القوم: منهم الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 774 في (تفسير القرآن) (ج 9 ص 162 ط بولاق مصر) قال: وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا عبد السلام ابن عاصم حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا المستورد بن سابق عن عبيد المكتب، عن إبراهيم قال: ما بكت السماء منذ كانت الدنيا إلا على اثنين، قلت لعبيد: أليس السماء والأرض تبكي على المؤمن؟ قال: ذلك مقامه حيث يصعد عمله، قال: وتدري ما بكاء السماء؟ قلت: لا، قال تحمر وتصير وردة كالدهان إن يحيى بن زكريا عليه الصلاة والسلام، لما قتل احمرت السماء وقطرت دما، وإن الحسين بن علي رضي الله عنهما لما قتل احمرت السماء.

ص 479

كسوف الشمس بسبب شهادته

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 145 مخطوط) قال: حدثنا قيس أبي قيس النجاري، نا قتيبة بن سعيد، نا ابن لهيعة، عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنه انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي. ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 296 ط الغري): روى الحديث بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 89 ط الغري): قال: وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، حدثنا يعقوب بن سفيان الفسوي،: حدثني النضر بن عبد الجبار، أخبرني ابن لهيعة. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير) سندا ومتنا لكنه أسقط كلمة كسفت، وذكر بعد قوله أنها هي: يعني القيامة، إلى أن قال: انكسفت الشمس لقتله حتى بدت الكواكب نصف النهار وظن الناس أن القيامة قد قامت. ومنهم العلامة الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 220 ط القضاء): روى عن يزيد بن أبي زياد قال: شهدت مقتل الحسين، وأنا ابن خمسة عشر سنة.

ص 480

ومنهم العلامة نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 197 ط القدسي بالقاهرة): روى الحديث من طريق الطبراني، عن أبي قبيل بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين). ومنهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه ج 4 ص 339 ط روضة الشام) قال: ولما قتل الحسين اسودت السماء وظهرت الكواكب نهارا حتى رؤيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأحمر، ومكثت السماء سبعة أيام بلياليها كإنها علقة. ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 192 ط عبد اللطيف بمصر) قال: ومما ظهر يوم قتله من الآيات أيضا أن السماء اسودت اسودادا عظيما حتى رؤيت النجوم نهارا. ومنهم العلامة الشبراوي المصري في (الإتحاف بحب الأشراف) ص 12 ط مصر): روى الحديث بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين) ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) المطبوع بهامش نور الأبصار، ص 111 ط مصر روى الحديث بمعنى ما تقدم في (مقتل الحسين) ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) ص 321 ط اسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين).

ص 481

 

ما رفع حجر في الدنيا إلا وتحته دم عبيط

 

 

ونروي في ذلك أحاديث:

الأول ما رواه أبو سعيد

روى عنه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 192 ط عبد اللطيف بمصر) قال: قال أبو سعيد: ما رفع حجر من الدنيا (أي يوم شهادته) إلا وتحته دم عبيط. ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص 284 ط الغري: روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق) لكنه ذكر بدل أبي سعيد: ابن سعد. ومنهم العلامة جمال الدين الزرندي في (درر السمطين) (ص 220 ط مطبعة القضاء): روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق).

ص 482

والثاني ما رواه ابن عباس

روى عنه القوم: منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 357 ط اسلامبول) قال: وعن ابن عباس قال: إن قتل الحسين قطرت السماء دما وأن أيام قتله لم يرفع حجر في الدنيا إلا وجد دم.

الثالث ما رواه عمر بن علي

روى عنه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 349 ط مصر): قال وروى الواقدي عن عمر بن مخمد بن عمر بن علي، عن أبيه: أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت فقال: هل كان في قتل الحسين عليه السلام علامة؟ قال: ما كشف يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط. ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) ص 295 ط الغري) قال:

ص 483

قرأت على الحافظ يوسف بن خليل بحلب، أخبرنا عبد الله بن كارة، أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا عمر بن حيويه، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة، أخبرنا محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عمر بن محمد. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام) سندا ومتنا. ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 192 ط عبد اللطيف بمصر) قال: روي عن أبي سعيد أنه ما رفع حجر إلا وجد تحته دم عبيط. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) ص 320 ط اسلامبول). روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق). ومنهم العلامة الزبيدي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 12 ط مصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق). ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار، ص 215 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (مجمع الزوائد). ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (المخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق). ومنهم العلامة ابن كثير في (تفسيره) (المطبوع بهامش فتح البيان، ج 9 ص 162 ط بولاق بمصر) قال: وذكروا في مقتل الحسين رضي الله عنه أنه ما قلب حجر يومئذ إلا وجد تحته وأنه كسفت الشمس واحمر الأفق وسقطت حجارة.

ص 484

ما رفع حجر بالشام يوم قتل الحسين إلا عن دم

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 145، النسخة المخطوطة) قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، نا محمد بن المثنى، نا الضحاك بن مخلد عن ابن جريح، عن ابن شهاب قال: ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دم. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 145ط القدسي بالقاهرة) قال: لما قتل الحسين رضي الله عنه لم يرفع أو لم يقلع حجر بالشام إلا عن دم خرجهما ابن السري. ومنهم العلامة الشيخ مجيد الدين الحنبلي المقدسي في (الأنس الجليل) (ص 252 ط القاهرة): روى عن ابن شهاب: أنه في صبيحة قتل الحسين بن علي لم يرفع حجر في بيت المقدس إلا. وجد تحته دم، وكذلك يوم قتل والده على. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 197، المخطوط). روى الحديث عن ابن شهاب بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى).

ص 485

لم يرفع حجر بيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 145، المخطوط) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا يزيد بن مهران أبو خالد، نا أسباط بن محمد، عن أبي بكر الهذلي، عن الزهري قال: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنه لم يرفع حجر ببيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط. قال: وحدثنا علي بن عبد العزيز، نا إبراهيم بن عبد الله الهروي، أنا هشيم، أنا أبو معشر، عن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص، عن الزهري قال: قال لي عبد الملك بن مروان: أي واحد أنت إن أخبرتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين بن علي، قال: قلت: لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط، فقال لي عبد الملك: إني وإياك في هذا الحديث لقرينان.ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 2 ص 354 ط حيدر آباد) قال: وقال يعقوب بن سفيان، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن معمر قال: أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك، فقال الوليد:

ص 486

أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي؟ فقال الزهري: بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط. ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 296 ط الغري) قال: أخبرنا بما عنده يوسف الحافظ، أخبرنا ابن أبي زيد، أخبرنا محمد، أخبرنا ابن فاذشاه، أخبرنا أبو القاسم، حدثنا علي بن عبد العزيز. فذكر الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (المعجم الكبير) سندا ومتنا، ثم قال: أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير). ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 348 ط مصر): روى الحديث عن الزهري بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب). ومنهم العلامة المذكور في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 212 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب). ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 90 ط الغري) روى الحديث بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب) سندا ومتنا. ومنهم العلامة ابن عبد ربه في (عقد الفريد) (ج 2 ص 220 ط الشرقية بمصر) قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن ميسرة، قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي قال: حدثنا حماد بن عيسى الجهني، عن عمر بن قيس، وقال حماد بن عيسى: حدثني به عباد بن بشر، عن عقيل قالا: قال الزهري: خرجت مع قتيبة أريد المصيصة فقدمنا على أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وإذا هو قاعد في إيوان له وإذا سماطان من الناس على باب الإيوان فإذا أراد حاجة قالها للذي يليه حتى تبلغ المسألة

ص 487

باب الإيوان ولا يمشي أحد بين السماطين، قال الزهري: فجئنا فقمنا على باب الإيوان فقال عبد الملك للذي عن يمينه: هل بلغكم أي شيء أصبح في بيت المقدس ليلة قتل الحسين بن علي؟ قال: فسأل كل واحد منهما صاحبه حتى بلغت المسألة الباب، فلم يرد أحد فيها شيئا، قال الزهري فقلت: عندي في هذا علم، قال: فرجعت المسألة رجلا عن رجل حتى انتهت إلى عبد الملك قال: فدعيت فمشيت بين السماطين فلما انتهيت إلى عبد الملك سلمت عليه فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، قال: فعرفني بالنسب وكان عبد الملك طلا به للحديث فقال: ما أصبح ببيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي بن أبي طالب. وفي رواية علي بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله، عن أبي معشر، عن محمد بن عبد الملك بن سعيد بن العاص، عن الزهري أنه قال: الليلة التي قتل في صبيحتها الحسين بن علي، قال الزهري: نعم، فقلت: حدثني فلان لم يسمه أنه لم يرفع تلك الليلة التي صبيحتها قتل علي بن أبي طالب والحسين بن علي حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط، قال عبد الملك: صدقت حدثني الذي حدثك وإني وإياك في هذا الحديث لغريبان، ثم قال لي: ما جاء بك؟ قلت: مرابطا، قال: الزم الباب فأقمت عنده فأعطاني مالا كثيرا. ومنهم العلامة السيوطي في (الخصائص الكبري) ج 2 ص 126 ط حيدر آباد): روى الحديث من طريق البيهقي وأبي نعيم عن الزهري بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب) من قوله: بلغني - الخ.ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 196 ط القدسي بالقاهرة): روى الحديث من طريق الطبراني عن الزهري بعين ما تقدم ثانيا عن

ص 488

(المعجم الكبير) ثم قال: ورجاله ثقاة. ومنهم العلامة السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ص 80 ط الميمنية بمصر). روى الحديث بعين ما تقدم أولا عن (المعجم الكبير). ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (المخطوط): روى الحديث من طريق البيهقي وابن الأخضر، عن الزهري بعين ما تقدم ثانيا عن (المعجم الكبير). ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 123 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب) من قوله: بلغني - الخ. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 321 ط اسلامبول) قال: جمع الفوائد عن الزهري، ما رفع بالشام حجر إلا وجد تحته دم عبيط. ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار، ص 215 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم أولا عن (المعجم الكبير).

ص 489

اظلمت الهواء يوم قتله ثلاثا ولم يرفع حجر ببيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط

رواه جماعة من القوم: منهم العلامة السيوطي في (الخصائص الكبرى) (ج 2 ص 126 ط حيدر آباد) قال: وأخرج البيهقي عن أم حبان قالت: يوم قتل الحسين اظلمت علينا ثلاثا ولم يمس منا أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلا احترق، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط. ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 89 ط الغري) قال: وبهذا الاسناد أي الاسناد المتقدم في كتابه) عن يعقوب بن سفيان هذا، حدثني أيوب بن محمد الرقي، حدثني سلام بن سليمان الثقفي، عن زيد بن عمر الكندي، حدثتني أم حبان. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (الخصائص الكبري).

ص 490

امتناع العصافير من أكل الحب يوم العاشور

رواه القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) ج 2 ص 91 ط الغري) قال: وبهذا الاسناد (أي الاسناد المتقدم في كتابه) عن أبي عبد الله الحافظ، سمعت الزبير بن عبد الله، سمعت أبا عبد الله بن وصيف، سمعت المشطاح الوراق يقول: سمعت الفتح بن سحرف العابد يقول: كنت أفت الحب للعافير كل يوم فكانت تأكل، فلما كان يوم عاشوراء فتتت لها فلم تأكل فعلمت أنها امتنعت لقتل الحسين بن علي عليه السلام.

ص 491

سطوع النور مثل العمود من الإجانة التي فيها الرأس إلى السماء وترفرف الطيور حولها

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 101 ط الغري) قال: وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي: أن عمر بن سعد لما دفع الرأس إلى خولي بن يزيد الأصبحي ليحمله إلى عبيد الله بن زياد أتى به ليلا فوجد باب القصر مغلقا فأتى به منزله وله امرأتان: امرأة أسدية وامرأة حضرمية يقال لها: نوار فآوى إلى فراشها فقالت له: ما الخبر؟ قال: جئتك بالذهب، هذا رأس الحسين بن علي معك في الدار، فقالت: ويلك جاء الناس بالذهب والفضة، وجئت أنت برأس ابن رسول الله صلى الله عليه وآله. والله لا تجمع رأسي ورأسك وسادة أبدا. قالت: وقمت من فراشي إلى الدار، ودعوت الأسدية فأدخلتها عليه فما زلت والله أنظر إلى نور مثل العمود يسطع من الإجانة التي فيها الرأس إلى السماء، ورأيت طيورا بيضا ترفرف حولها وحول الرأس. ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (الكامل) (ج 3 ص 296 ط المنيرية بمصر): روى الحديث بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين) بتغيير يسير لا يعتنى به.

ص 492

تلطخ غراب بدم الحسين ثم طار فوقع بالمدينة على جدار دار فاطمة بنت الحسين عليه السلام

رواه القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 92 ط مطبعة الزهراء) قال: وبهذا الاسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أبي عبد الله الحافظ، حدثني أبو محمد يحيى بن محمد العلوي، حدثني الحسين بن محمد العلوي، حدثنا أبو علي الطرطوسي، حدثني الحسن بن علي الحلواني، عن علي بن معمر، عن إسحاق بن عباد، عن المفضل بن عمر الجعفي، سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين عليهما السلام قال: لما قتل الحسين جاء غراب فوقع في دمه ثم تمرغ ثم طار فوقع بالمدينة على جدار دار فاطمة بنت الحسين وهي الصغرى فرفعت رأسها إليه فنظرته فبكت وقالت: نعب الغراب فقلت من * تنعاه ويلك من غراب

قال الإمام فقلت من * قال الموفق للصواب

ص 493

إن الحسين بكربلا * بين المواضي والحراب

قلت الحسين فقال لي * ملقى على وجه التراب

ثم استقل به الجناح * ولم يطق رد الجواب

فبكيت منه بعبرة * ترضي الإله مع الثواب

قال محمد بن علي عليه السلام: فنعته لأهل المدينة، فقالوا جاءت بسحر بني عبد المطلب فما كان بأسرع من أن جاءهم الخبر بقتل الحسين عليه السلام.

ص 494

يبس شجرة نبتت بإعجاز النبي صلى الله عليه وآله عند شهادته

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 44 مخطوط) قال: عن هند بنت الجوز نزل رسول الله خيمة خالتها أم معبد فقام من رقدته فدعا بماء فغسل يديه ثم تمضمض ومج في عوسجة إلى جانب الخيمة فأصبحنا وهي كأعظم دوحة وجاءت بثمر كأعظم ما يكون في لون الورس ورائحة العنبر وطعم الشهد ما أكل منها جائع إلا شبع ولا ظمآن إلا روي ولا سقيم إلا برئ ولا أكل من ورقها بعير إلا سمن ولا شاة إلا در لبنها فكنا نسميها المباركة (وتأتينا الأعراب من البوادي، ممن يستشفي بها) ويتزود بها حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمر واصفر ورقها ففزعنا فما راعنا إلا نعي رسول الله ثم إنها بعد ثلاثين سنة أصبحت ذات شوك من أسفلها إلى أعلاها وتساقط ثمرها وذهبت نضرتها فما شعرنا إلا بمقتل أمير المؤمنين علي فما أثمرت بعد ذلك وكنا ننتفع بورقها، ثم أصبحنا وإذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط وقد ذبل ورقها فبينا نحن فزعين مهمومين إذ أتانا خبر مقتل الحسين ويبست الشجرة على أثر ذلك وذهبت. ومنهم العلامة الشيخ علي بن الحسن باكثير الشافعي المكي في (التحفة العلية والآداب العلمية) (ص 16 مخطوط). نقلها عن كتاب قطف الأزهار الذي اختصره من (ربيع الأبرار).

ص 495

ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 98 ط مطبعة الزهراء) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن الرئيس أبي الفتح هذا حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين الحنفي بالري، حدثنا عبد الله بن جعفر الطبري حدثنا عبد الله بن محمد التميمي، حدثنا محمد بن الحسن العطار، حدثنا عبد الله بن محمد الأنصاري، حدثنا عمارة بن زيد، حدثنا بكر بن حارثة عن محمد بن إسحاق، عن عيسى بن عمر، عن عبد الله بن عمرو الخزاعي، عن هند بنت الجون، قالت: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله بخيمة خالتي ومعه أصحاب له، فكان من أمره في الشاة ما قد عرفه الناس، فكان في الخيمة هو وأصحابه حتى أبرد، وكان اليوم قايظا شديدا حره، فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما ثم مضمض فاه ومجه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتي ثلاث مرات، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا، ثم مسح برأسه ما أقبل منه وأدبر مرة واحدة ثم غسل رجليه ظاهرهما وباطنهما والله ما عاينت أحدا فعل ذلك، ثم قام فصلى ركعتين فعجبت أنا وفتيات الحي من ذلك معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلى ركعتين فعجبت أنا وفتيات الحي من ذلك وما كان عهدنا بالصلاة ولا رأينا مصليا قبله، فلما كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عاليه وأبهى، وقد خضد الله شوكتها، ووشجت عروقها، وكثرت أفنانها، واخضر ساقها، ثم أثمرت بعد ذلك فأينعت بثمر كان كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق، ورائحة العنبر وطعم الشهد، والله ما أكل منها جائع إلا شبع ولا ظمآن إلا روي، ولا سقيم إلا برئ، ولا ذو حاجة وفاقة إلا استغنى، ولا أكل ورقها بعير ولا ناقة ولا شاة إلا سمنت ودر لبنها فرأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل عليه السلام، واخصبت بلادنا وأمرعت، فكنا نسمي تلك الشجرة المباركة، وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستظلون بها ويتزودون

ص 496

من ورقها في الأسفار ويحملون معهم للأرض القفار، فيقوم لهم مقام الطعام والشراب فلم نزل كذلك وعلى ذلك حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمارها واصفر ورقها فأحزننا ذلك، وفزعنا من ذلك، فما كان إلا قليل حتى جاء نعي رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا هو قد قبض ذلك اليوم فكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك في العظم والطعم والرائحة، فأقامت على ذلك نحو ثلاثين سنة، فلما كان ذات يوم أصبحنا وإذا بها قد شاكت من أولها إلى آخرها، وذهبت نضارة عيدانها وتساقطت جميع ثمرتها فما كان إلا يسير حتى وافي خبر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فما أثمرت بعد ذلك لا قليلا ولا كثيرا وانقطع ثمرها، ولم نزل نحن ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي به مرضانا ونستشفي به من أسقامنا، فأقامت على ذلك برهة طويلة ثم أصبحنا ذات يوم فإذا بها قد انبعث من ساقها دم عبيط وإذا بأوراقها ذابلة تقطر دما كماء اللحم، فقلنا قد حدثت حادثة عظيمة، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الحادثة، فلما أظلم الليل علينا سمعنا بكاء وعويلا من تحت الأرض، وجلبة شديدة ورجة وسمعنا صوت نائح يقول: أيا ابن النبي ويا ابن الوصي * بقية ساداتنا الأكرمينا وكثر الرنين والأصوات، فلم نفهم كثيرا مما كانوا يقولون فأتانا بعد ذلك خبر قتل الحسين عليه السلام ويبست الشجرة وجفت وكسرتها الأرياح والأمطار فذهبت ودرس أثرها. قال عبد الله بن محمد الأنصاري: فلقيت دعبل بن علي الخزاعي في مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وحدثته بهذا الحديث فلم ينكره. وقال: حدثني أبي عن جدي، عن أمه سعدي بنت مالك الخزاعية أنها أدركت تلك الشجرة وأكلت من ثمرها على عهد علي بن أبي طالب عليه السلام وأنها سمعت

ص 497

ليلة قتل الحسين عليه السلام نوح الجن فحفظت من جنية منهم هذين البيتين:

يا ابن الشهيد ويا شهيدا عمه * خير العمومة جعفر الطيار

عجبا لمصقول أصابك حده * في الوجه منك وقد علاك غبار

قال دعبل: قلت في قصيدة لي تشتمل على هذين البيتين:

زر خير قبر بالعراق يزار * واعص الحمار فمن نهاك حمار

لم لا أزورك يا حسين لك الفدا * قومي ومن عطفت عليه نزار

ولك المودة في قلوب ذوي النهى * وعلى عدوك مقتة ودمار

يا ابن الشهيد ويا شهيدا عمه * خير العمومة جعفر الطيار

عجبا لمصقول أصابك حده * في الوجه منك وقد علاه غبار

ص 498

سطوع النور من مكان رأسه إلى عنان السماء في وسط الليل، وإسلام الراهب بسببه وتحول ما أخذوا منه من الدنانير خزفا

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 273 ط مطبعة العلمية في النجف) قال: ذكر عبد الملك بن هاشم في كتاب (السيرة) الذي أخبرنا القاضي الأسعد أبو البركات عبد القوي ابن أبي المعالي ابن الحبار السعدي في جمادى الأولى سنة تسع وستمائة بالديار المصرية قراءة عليه ونحن تسمع قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الخلعي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن سعيد النخاس النيحي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن علي بن ذنجوية البغدادي، أخبرنا أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد الله البرقي، أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن هشام النحوي البصري قال: لما انفذ ابن زياد رأس الحسين عليه السلام إلى يزيد بن معاوية مع الأسارى موثقين في الحبال منهم نساء وصبيان وصبيات من بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أقتاب الجمال موثقين مكشفات الوجوه والرؤوس، وكلما نزلوا منزلا أخرجوا الرأس من صندوق أعد ومله فوضعوه على رمح وحرسوه طول الليل إلى وقت الرحيل، ثم يعيدونه إلى الصندوق ويرحلون فنزلوا بعض المنازل وفي ذلك المنزل دير فيه راهب فأخرجوا الرأس على عادتهم ووضعوه على الرمح وحرسه الحرس على عادتهم وأسندوا الرمح إلى الدير، فلما

ص 499

كان في نصف الليل رأى الراهب نورا من مكان الرأس إلى عنان السماء فأشرف على القوم وقال: من أنتم؟ قالوا نحن أصحاب ابن زياد قال: وهذا رأس من؟ قالوا رأس الحسين بن علي ابن أبي طالب ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: نبيكم؟ قالوا: نعم، قال: بئس القوم أنتم لو كان للمسيح ولد لأسكناه أحداقنا ثم قال: هل لكم في شيء؟ قالوا وما هو؟ قال: عندي عشره آلاف دينار تأخذوها وتعطوني الرأس يكون عندي تمام الليلة وإذا رحلتم تأخذوه قالوا وما يضررنا فناولوه الرأس وناولهم الدنانير فأخذه الراهب فغسله وطيبه وتركه على فخذه وقعد يبكي الليل كله فلما أسفر الصبح قال: يا رأس لا أملك إلا نفسي وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك محمد رسول الله، وأشهد الله أنني مولاك وعبدك، ثم خرج عن الدير وما فيه وصار يخدم أهل البيت. قال ابن هشام في السيرة: ثم إنهم أخذوا الرأس وساروا، فلما قربوا من دمشق قال بعضهم لبعض: تعالوا حتى نقسم الدنانير لا يراها يزيد فيأخذها منا فأخذوا الأكياس وفتحوها وإذا الدنانير قد تحولت خزفا وعلى أحد جانب الدينار مكتوب (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون - الآية) وعلى الجانب الآخر (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) فرموها في برداء. ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 102 ط مطبعة الزهراء) قال: وروي أن رأس الحسين عليه السلام لما حمل إلى الشام جن عليهم الليل، فنزلوا عند رجل من اليهود فلما شربوا وسكروا قالوا له: عندنا رأس الحسين، فقال لهم: أروني إياه فأروه إياه بصندوق يسطع منه النور إلى السماء، فعجب اليهودي واستودعه منهم فأودعوه عنده، فقال اليهودي للرأس وقد رآه بذلك الحال: اشفع لي عند جدك، فأنطق الله الرأس وقال: إنما شفاعتي للمحمديين ولست بمحمدي فجمع اليهودي أقربائه ثم أخذ الرأس ووضعه في طست وصب عليه ماء الورد وطرح

ص 500

فيه الكافور والمسك والعنبر، ثم قال لأولاده وأقربائه: هذا رأس ابن بنت محمد، ثم قال: والهفاه لم أجد جدك محمدا فأسلم على يديه، ثم والهفاه لم أجدك حيا فأسلم على يديك وأقاتل دونك، فلو أسلمت الآن أتشفع لي يوم القيامة؟ فأنطق الله الرأس فقال بلسان فصيح: إن أسلمت فأنا لك شفيع. قالها ثلاث مرات وسكت، فأسلم الرجل وأقرباؤه. أقول: لعل هذا الرجل اليهودي كان راهب قنسرين، لأنه أسلم بسبب رأس الحسين عليه السلام وجاء ذكره في الأشعار، وأورده الجوهري والجرجاني في مرائي الحسين كما سيرد عليك في موضعه إنشاء الله. ومثل هذا يجوز إذا أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سيكون بعد كذا وكذا كما أخبر عن بقيلة بنت الشماء الأزدية صاحبة الحيرة، وكما أخبر سفينة مولاه أنه يكلمه الأسد - الخ. ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 119 ط الميمنية بمصر) قال: ولما كانت الحرس على الرأس كلما نزلوا منزلا وضعوه على رمح وحرسوه، فرآه راهب دير، فسأل عنه، فعرفوه به، فقال: بئس القوم أنتم هل لكم في عشرة آلاف دينار وببيت الرأس عندي هذه الليلة، قالوا: نعم، فأخذه وغسله وطيبه ووضعه على فخذه وقعد يبكي إلى الصبح ثم أسلم لأنه رأى نورا ساطعا من الرأس إلى عنان السماء ثم خرج عن الدير وما فيه وصار يخدم أهل البيت. ومنهم العلامة أبو بكر الحضرمي في (رشفة الصادي) (ص 164 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (التذكرة) ملخصا. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص ص 325 ط اسلامبول):

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج11)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب