الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج11)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 501

روى الحديث نقلا عن (الصواعق) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. وفي (ص 352، الطبع المذكور) قال: قال أبو مخنف: نصبوا الرمح الذي عليه الرأس الشريف، إلى أن قال: فلما جن الليل نظر الراهب إلى الرأس الشريف المكرم رأى نورا قد سطع منه إلى عنان السماء ورأى أن الملائكة ينزلون ويقولون: يا أبا عبد الله عليك السلام فبكى وقال لهم: ما الذي معكم؟ قالوا: رأس الحسين بن علي، فقال: من أمه؟ قالوا: أمه فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى، قال: صدقت الأحبار، قالوا: ما الذي قالت الأحبار؟ قال: يقولون: إذا قتل نبي أو وصي أو ولد نبي أو ولد وصي تمطر السماء دما فرأينا أن السماء تمطر دما، وقال: واعجباه من أمة قتلت ابن بنت نبيها. ثم قال: أنا أعطيكم عشرة آلاف درهم أن تعطوني الرأس الشريف فيكون عندي فقالوا: أحضر عشرة آلاف درهم فأحضرها لهم فأخذ الرأس المبارك المكرم وجعله في حجره ويقبله ويبكي ويقول: ليت أكون أول قتيل بين يديك فأكون غدا معك في الجنة واشهد لي عند جدك رسول الله صلى الله عليه وآله بأني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وأحسن إسلامه (1).

(هامش)

قال الملامة النسابة الشيخ أبو العباس القلقشندي في (صبح الأعشى) (ج 3 ص 351 ط القاهرة): ومن غريب ما اتفق من بركة هذه الرأس الشريفة ما حكاه القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر: أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب حين استولى على هذا القصر بعد موت العاضد: آخر خلفاء الفاطميين بمصر قبض على خادم من خدام القصر وحلق رأسه وشد عليها طاسا داخله خنافس فلم يتأثر بها، فسأله السلطان صلاح الدين عن ذلك وما السر فيه، فأخبر أنه حين أحضرت الرأس الشريفة إلى المشهد حملها على رأسه فخلى عنه السلطان وأحسن إليه. ونقله في (مآثر الانافة في معالم الخلافة) (ص 117 ط الكويت). (*)

ص 502

كل طعام لقتلة الحسين وشراب لهم صار دما يوم قتله رواه القوم: منهم جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 220 مطبعة القضاء) قال: روى أبو الشيخ في كتاب (السنة) بسنده: إنه يوم قتل الحسين أصبحوا من الغد وكل قدر لهم طبخوها صار دما، وكل إناء لهم فيه ماء صار دما.

 

ص 503

صار الورس الذي أخذ من عسكر الحسين رمادا

 

 

ونروي في ذلك أحاديث:

الأول حديث زيد بن أبي الزناد

وقد تقدم نقله في (إحمرار السماء بسبب شهادته).

الثاني حديث سفيان عن جدته

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 147 نسخة المخطوطة) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان حدثتني جدتي أم أبي قال: رأيت الورس الذي من عسكر الحسين صار مثل الرماد. ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 211 ط مصر) قال: قال ابن عيينة: حدثتني قالت: لقد رأيت الورس عاد رمادا، ولقد رأيت اللحم كان فيه النار حين قتل الحسين.

ص 504

ومنهم العلامة المذكور في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 348 ط مصر): روى الحديث فيه أيضا عن ابن عيينة بعين ما تقدم عن (سير أعلام النبلاء). ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 2 ص 354 ط حيدر آباد): روى الحديث من طريق الحميدي عن ابن عيينة بعين ما تقدم عن (سير أعلام النبلاء). ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتله) (ج 2 ص 90 ط الغري) قال: وبهذا الاسناد (أي الاسناد المتقدم في كتابة) عن يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر الحميدي، حدثنا سفيان، حدثتني جدتي. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (سير أعلام النبلاء) وزاد: لقد رأيت اللحم كأن فيه المرار، وذلك ورس وابل كانت للحسين ونهبت لما قتل. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 144 ط القدسي بالقاهرة) قال: وعن سفيان أيضا: أن رجلا ممن شهد قتل الحسين كان يحمل ورسا فصار ورسه رمادا، أخرجه الملا في سيرته. ومنهم العلامة أبو بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 197 ط القدسي بالقاهرة): روى الحديث من طريق الطبراني بعين ما تقدم عنه في (المعجم الكبير) ثم قال: ورجاله رجال الصحيح. ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 192 ط عبد اللطيف بمصر) قال: وأخرج أبو الشيخ: أن الورس الذي كان في عسكرهم تحول رمادا، وكان في

ص 505

قافلة من اليمن تريد العراق فوافتهم حين قتله. وحكى ابن عيينة عن جدته أن جمالا ممن انقلب ورسه رمادا، أخبرنا بذلك. ومنهم العلامة الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 220 ط القضاء): روى عن يزيد بن أبي زياد قال: شهدت مقتل الحسين وأنا ابن خمسة عشر سنة فصار الورس في عسكرهم رمادا ومنهم العلامة السيوطي في (الخصائص) (ج 2 ص 126 ط حيدر آباد): روى الحديث من طريق البيهقي وأبي نعيم، عن سفيان، عن جدته بعين ما تقدم عن (سير أعلام النبلاء). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 321 ط اسلامبول). نقل عن (الصواعق) بعين ما تقدم عنه.

الثالث حديث أبي حفصة

رواه القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 90 ط الغري) قال: وبهذا الاسناد، عن يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو نعيم، حدثني عقبة بن أبي حفصة، عن أبيه قال: إن كان الورس من ورس الحسين بن علي ليقال به هكذا (أي يفرك) فيصير رمادا.

ص 506

قسموا لحم ناقة من عسكره في الحي فالتهبت القدور نارا

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم جمال الدين الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 220 ط القضاء) قال: وروى أيضا بسنده إلى حمامة بنت يعقوب الجعفية، قالت: كان في الحي رجل ممن شهد قتل الحسين، فجاء بناقة من نوق الحسين عليه السلام فنحرها وقسمها في الحي، فالتهبت القدور نارا فأكفيناها. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد البيهقي في (المحاسن والمساوي) (ص 62 ط بيروت) قال: وكانت معه إبل فجزروها فصارت جمرة في منازلهم. ومنهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 147، مخطوط) قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، نا إسماعيل بن موسى السدي، نا دويد الجعفي عن أبيه قال: لما قتل الحسين رضي الله عنه انتهبت جزور من عسكره، فلما طبخت إذا هي دم، فاكفوها. ومنهم الحافظ الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 196 ط مكتبة القدسي في القاهرة). روي الحديث من طريق الطبراني، عن دويد بعين ما تقدم عنه في (المعجم الكبير) ثم قال: ورجاله ثقاة).

ص 507

جعلوا شيئا من تركته على جفنة فصارت نارا

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (ج 4 ص 340 ط روضة الشام) قال: وقال حميد الطحان: كنت في خزاعة، فجاؤا بشيء من تركة الحسين فجعلوه على جفنة فلما وضعت صارت نارا. ومنهم الحافظ علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 196، ط مكتبة القدسي في القاهرة). روى الحديث من طريق الطبراني، عن حميد الطحان بمعنى ما تقدم عن (تاريخ دمشق).

 

ص 508

صار لحم الإبل التي نهبت من عسكر الحسين مثل العلقم

 

 

ونروي في ذلك حديثين:

الأول حديث جميل بن مرة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 348 ط مصر) قال: وقال حماد بن زيد: حدثني جميل بن مرة قال: أصابوا إبلا في عسكر الحسين عليه السلام يوم قتل فنحروها وطبخوها فصارت مثل العلقم. ومنهم العلامة المذكور في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 211 ط مصر). روى الحديث أيضا عن حماد بن زيد، عن جميل بن مرة بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام). ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 2 ص 354 ط حيدر آباد). روى الحديث عن حماد، عن جميل بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام) لكنه زاد بعد قوله: مثل العلقم - فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا. ومنهم الحافظ عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة 911 في (الخصائص الكبري) (ج 2 ص 126 ط حيدر آباد)

ص 509

روى الحديث من طريق البيهقي، عن جميل بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب). ومنهم العلامة المذكور في (تاريخ الخلفاء) (ص 80 ط الميمنية بمصر) قال. ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها مثل النيران وطبخوها فصارت مثل العلقم. ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 90 ط النجف): روى بإسناده عن حماد بن زيد، عن جميل بن مرة بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام). ومنهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (ج 4 ص 340 ط روضة الشام): روى الحديث بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب). ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 277 ط مطبعة العلمية في النجف) قال: أخبرنا غير واحد، عن عبد الوهاب بن المبارك، أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار، أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا أحمد بن عبد الله بن سالم، حدثنا علي بن سهل حدثنا خلد بن حداش حدثنا حماد بن زيد، عن ابن مرة، عن أبي الوصي، ومروان بن الوصين قال: نحرت الإبل التي حمل عليها رأس الحسين وأصحابه فلم يستطيعوا أكل لحومها وكانت أمر من الصبر.

ص 510

ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 123 ط مصر): روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام).

الثاني حديث أبي الزناد

وقد تقدم نقله (في احمرار السماء بسبب شهادته).

ص 511

ما تطيبت امرأة بطيب نهب من عسكره إلا برصت

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن عبد ربه في (عقد الفريد) (ج 2 ص 220 ط الشرقية بمصر) قال: (ابن عبد الوهاب) عن يسار بن عبد الحكم قال: انتهب عسكر الحسين فوجد فيه طيب فما تطيبت به امرأة إلا برصت. ومنهم العلامة الدينوري في (عيون الأخبار) (ج 1 ص 212 ط مصر) قال: روى سنان بن حكيم، عن أبيه قال: انتهب الناس ورسا في عسكر الحسين بن علي يوم قتل، فما تطيبت منه امرئة إلا برصت.

ص 512

صارت الدنانير التي أخذت من عسكره خزفا

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم أحمد بن حجر الهيتمي المتوفى 972 في (الصواعق المحرقة) (ص 197 ط الميمنية بمصر) قال: وكان مع أولئك الحرس (أي الحرس الذين أسروا بأهل البيت إلى الشام) دنانير أخذوها من عسكر الحسين ففتحوا أكياسها ليقتسموها فرأوها خزفا وعلى أحد جانبي كل منها (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) وعلى الآخر: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 325 ط اسلامبول): نقل عن (الصواعق) ما تقدم عنه بلا واسطة.

ص 513

كلام الزهري في ابتلاء قتلة الحسين

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق) (ص 193 ط الميمنية بمصر) قال: عن الزهري لم يبق ممن قتله إلا من عوقب في الدنيا إما بقتل أو عمى أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة. ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 290 ط الغري): روى الحديث عن الزهري بعين ما تقدم عن (الصواعق). ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 123 مصر): روى الحديث عن الزهري بعين ما تقدم عن (الصواعق) لكنه أسقط قوله: عمى ومنهم العلامة ابن الصبان المصري في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار، ص 192 ط مصر): روى عن الزهري بعين ما تقدم عن (نور الأبصار) لكنه ذكر بدل قوله ممن قتل الحسين: ممن حضر قتل الحسين. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 322 ط اسلامبول): روى الحديث نقلا عن (الصواعق) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة (1)

(هامش)

(1) ونقل في (ص 321، الطبع المذكور) عن جمع الفوائد: أنه روى عن الشعبي قال: رأيت رجالا من السماء نزلوا معهم حراب يتبعون قتلة الحسين فما لبثت أن نزل المختار فقتلهم. (*)

ص 514

ابتلاء رجل حال بين الحسين عليه السلام وبين الماء بالعطش فكان يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره حتى انقد بطنه

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 91 ط الغري) قال: وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين ابن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه، عن جده قال: كان رجل من أبان بن دارم يقال له زرعة، شهد قتل الحسين عليه السلام، ورماء بسهم فأصاب حنكه فجعل يتلقى الدم بكفه ويقول به هكذا إلى السماء فيرمي به، وذلك أن الحسين عليه السلام دعا بماء ليشرب، فلما رماه حال بينه وبين الماء فقال الحسين: (اللهم أظمئه اللهم أظمئه) قال: فحدثني من شهده وهو يجود أنه يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون وهو يقول: أسقوني أهلكني العطش فيؤتى بعس عظيم فيه السويق والماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم فيشربه ويعود فيقول: أسقوني أهلكني العطش قال: فانقد بطنه كانقداد البعير. وذكر أعثم الكوفي، هذا الحديث مختصرا وسمى الرامي عبد الرحمن الأزدي وقال: فقال الحسين: اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له أبدا. قال القاسم بن الأصبغ:

ص 515

لقد رأيتني عند ذلك الرجل وهو يصيح العطش والماء يبرد له فيه السكر والأعساس فيها اللبن وهو يقول: ويلكم اسقوني قد قتلني العطش فيعطى القلة والعس، فإذا نزعه من فيه يصيح اسقوني وما زال حتى انقد بطنه ومات اشر ميتة. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 144 ط مكتبة القدسي): روى الحديث من طريق ابن أبي الدنيا عن العباس بن هشام بن محمد الكوفي عن أبيه، عن جده بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين) لكنه أسقط قوله: فجعل يتلقى بكفه ويقول به هكذا إلى السماء، وذكر قوله: اللهم أظمئه مرة واحدة. ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 195 ط الميمنية بمصر): روى الحديث بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين) بتلخيص يسير. ومنهم الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا الأموي المتوفى سنة 281 في (مجابي الدعوة) (ص 37 ط بمبئي): روى عن العباس بن هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه، عن جده قال: كان رجل من بني دارم يقال له زرعة بن شريك التميمي شهد قتل الحسين فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه فجعل يتلقى الدم ثم يقول هكذا إلى السماء ودعا الحسين بماء ليشرب ظمأه رماه حال بينه وبين الماء فقال: اللهم أظمه اللهم أظمه. قال: فحدثني من شهد وهو يموت وهو يصيح من الحر في بطنه والبرد من ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون وهو يقول: اسقوني أهلكني العطش فيؤتى بعس عظيم فيه السويق أو الماء أو اللبن لو شربه خمسة لكفاهم، قال: فيشربه ثم يعود: اسقوني أهلكني العطش قال: فانقد بطنه كانقداد البعير.

ص 516

موت رجل من ساعته لما قال الحسين: رب حزه إلى النار

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ محمد بن جرير الطبري في (تاريخ الأمم والملوك) (ج 4 (ص 327 ط الاستقامة بمصر) قال: قال أبو مخنف فحدثني حسين أبو جعفر قال: ثم إن رجلا من بني تميم يقال له عبد الله بن حوزة، جاء حتى وقف أمام الحسين فقال: يا حسين يا حسين، فقال حسين ما تشاء؟ قال: أبشر بالنار، قال: كلا إني أقدم على رب رحيم وشفيع مطاع من هذا؟ قال له أصحابه: هذا ابن حوزة، قال: رب حزه إلى النار، قال: فاضطرب به فرسه في جدول فوقع فيه وتعلقت رجله بالركاب ووقع رأسه في الأرض ونفر الفرس فأخذه يمر به فيضرب برأسه كل حجر وكل شجرة حتى مات. وقال: قال أبو مخنف عن عطاء بن السائب، عن عبد الجبار بن وائل الحضرمي، عن أخيه مسروق بن وائل قال: كنت في أوائل الخيل ممن سار إلى الحسين فقلت أكون في أوائلها لعلي أصيب رأس الحسين فأصيب به منزلة عند عبيد الله بن زياد قال: فلما انتهينا إلى حسين تقدم رجل من القوم يقال له ابن حوزة، فقال: أفيكم حسين؟ قال: فسكت حسين، فقالها ثانية فسكت حتى إذا كانت الثالثة، قال: قولوا له: نعم هذا حسين فما حاجتك؟ قال: يا حسين أبشر بالنار، قال: كذبت بل أقدم على رب غفور وشفيع

ص 517

مطاع فمن أنت؟ قال: ابن حوزة قال: فرفع الحسين يديه حتى رأينا بياض إبطيه من فوق الثياب ثم قال: اللهم حزه إلى النار، قال: فغضب ابن حوزة فذهب ليقحم إليه الفرس وبينه وبينه نهر، قال: فعلقت قدمه بالركاب وجالت به الفرس فسقط عنها قال: فانقطعت قدمه وساقه وفخذه وبقي جانبه الآخر متعلقا بالركاب، قال: فرجع مسروق وترك الخيل من ورائه، قال: فسألته فقال: لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا أقاتلهم أبدا قال: ونشب القتال. وقال: قال أبو مخنف: أما سويد بن حية فزعم لي أن عبد الله بن حوزة حين وقع فرسه بقيت رجله اليسرى في الركاب وارتفعت اليمنى فطارت وعدا به فرسه يضرب رأسه كل حجر وأصل شجرة حتى مات. ومنهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 136 مخطوط) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، نا محمد بن سعيد بن الاصبهاني، نا شريك، عن عطاء بن السائب، عن وائل، أو وائل بن علقمة أنه شهد ما هناك قال: قام رجل فقال: أفيكم حسين؟ قالوا: نعم، فقال: أبشر بالنار، فقال: أبشر برب رحيم وشفيع مطاع قال: من أنت؟ قال: أنا ابن جويزة، أو حويزة قال: فقال: اللهم جره (1) إلى النار، فنفرت به الدابة، فتعلقت رجله في الركاب، قال: فوالله ما بقي عليها منه إلا رجله. ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 94 ط مطبعة الزهراء) قال: وأخبرني الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني إجازة أخبرني محمود بن إسماعيل الصيرفي، أخبرني أحمد بن محمد بن الحسين الطبراني.

(هامش)

(1) وفي بعض نسخ الكتب الآتية: حزه. (*)

ص 518

فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (معجم الطبراني) سندا ومتنا. وفي (ج 1 ص 248، الطبع المذكور) قال: قال (أبو مخنف) أقبل رجل من عسكر عمر بن سعد يقال له مالك بن جريرة على فرس له حتى وقف على الحفيرة وجعل ينادي بأعلى صوته: أبشر يا حسين فقد تعجلت النار في الدنيا قبل الآخرة، فقال له الحسين: كذبت يا عدو الله، أنا قادم على رب رحيم وشفيع مطاع ذاك جدي محمد، ثم قال الحسين لأصحابه: من هذا؟ فقيل له: هذا مالك بن جريرة، فقال الحسين: اللهم جره إلى النار، وأذقه حرها قبل مصيره إلى نار الآخرة، فلم يكن بأسرع من أن شب به الفرس فألقاه على ظهره فتعلقت رجله بالركاب فركز به الفرس حتى ألقاه في النار فاحترق، فخر الحسين عليه السلام ساجدا ثم رفع رأسه وقال يا لها من دعوة ما كان أسرع إجابتها. ومنهم العلامة الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 144 ط مكتبة القدسي بمصر): روى الحديث عن علقمة بن وائل أو وائل بن علقمة بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير) لكنه قال: أنا جريرة. ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (الكامل) (ج 3 ص 289 ط مصر): روى الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (تاريخ الأمم والملوك) بتقديم وتأخير في بعض فقراته. ومنهم العلامة الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 287 ط الغري) قال: أخبرنا القاضي أو نصر بن هبة الله الشيرازي بدمشق، أخبرنا علي بن الحسن الشافعي أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أخبرنا عبد الصمد ابن علي، أخبرنا عبيد الله بن محمد

ص 519

ابن إسحاق، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عمي، حدثنا ابن الاصبهاني عن شريك، عن عطا بن السائب، عن علقمة بن وائل. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير) لكنه قال: أنا حويزة، ثم قال: قلت: رواه غير واحد من أهل السير والتواريخ، وهذا لفظ مؤرخ الشام وأخرجه الطبراني، عن علي بن عبد العزيز، عن ابن الاصبهاني وشك في وائل بن علقمة أو ابن وائل، وقال: حويزة أو جويزة. ومنهم العلامة أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 197، مخطوط). روى الحديث عن علقمة بن وائل بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 342 ط اسلامبول) قال: ثم (أي بعد إرساله عليه السلام أنس إلى القوم ليعظهم) إن عمر بن سعد جعل في الميمنة من جيشه سنان بن أنس النخعي، وجعل في الميسرة الشمر بن ذي الجوشن الضبابي مع كل واحد منهما أربعة آلاف فارس ووقف عمر وباقي أصحابه في القلب، وجعل الحسين رضي الله عنه في الميمنة من جيشه زهير بن القين معه عشرون رجلا، وجعل في الميسرة حبيب بن مظاهر في ثلاثين فارس، ووقف هو وباقي جيشه في القلب، وحفروا حول الخيمة خندقا وملئوه نارا حتى يكون الحرب من جهة واحدة، فقال رجل ملعون: عجلت يا حسين بنار الدنيا قبل نار الآخرة، فقل الحسين رضي الله عنه: تعيرني بالنار وأبي قاسمها وربي غفور رحيم؟! ثم قال لأصحابه أتعرفون هذا الرجل؟ فقالوا: هو جبيرة الكلبي لعنه الله، فقال الحسين: اللهم أحرقه بالنار في الدنيا قبل نار الآخرة فما استتم كلامه حتى تحرك به جواده فطرحه مكبا على رأسه في وسط النار فاحترق فكبروا ونادى مناد من السماء هنيت بالإجابة سريعا يا ابن رسول الله، قال عبد الله ابن مسرور: لما رأيت ذلك رجعت عن حرب الحسين.

ص 520

موت رجل آخر ممن منعه الماء بالعطش

رواه القوم: منهم أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 195 ط الميمنية بمصر) قال: ولما منعوه وأصحابه الماء ثلاثا قال له بعضهم: انظر إليه كأنه كبد السماء لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا، فقال له الحسين: اللهم اقتله عطشا فلم يرو مع كثرة شربه للماء حتى مات عطشا.

ص 521

صيرورة رجل أعمى وسقوط رجليه ويديه لأجل إرادته انتزاع تكته عليه السلام وقد تركه لما سمع من الزلزلة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 102 ط الغري) قال: ورثى رجل بلا يدين ولا رجلين وهو أعمى يقول: ربي نجني من النار، فقيل له: لم تبق عليك عقوبة وأنت تسأل النجاة من النار؟ قال: إني كنت فيمن قاتل الحسين بن علي في كربلاء، فلما قتل رأيت عليه سراويل وتكة حسنة، وذلك بعد ما سلبه الناس فأردت أن انتزع التكة فرفع يده اليمنى ووضعها على التكة فلم أقدر على دفعها فقطعت يمينه، ثم أردت انتزاع التكة فرفع شماله ووضعها على التكة فلم أقدر علي دفعها فقطعت شماله، ثم هممت بنزع السراويل فسمعت زلزلة فخفت وتركته فألقى الله علي النوم فنمت بين القتلى فرأيت كأن النبي محمدا صلى الله عليه وآله أقبل ومعه علي وفاطمة والحسن عليهما السلام، فأخذوا رأس الحسين فقبلته فاطمة وقالت: يا بني قتلوك قتلهم الله، وكأنه يقول: ذبحني شمر وقطع يدي هذا النائم وأشار إلي، فقالت فاطمة قطع الله يديك ورجليك وأعمى بصرك وأدخلك النار، فانتبهت وأنا لا أبصر شيئا ثم سقطت يداي ورجلاي مني فلم يبق من دعائها إلا النار.

ص 522

موت عمرو بن الحجاج بالعطش لدعائه عليه لأجل منعه عن الماء

رواه القوم: منهم العلامة ابن كثير في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 175 ط السعادة بمصر) قال: وجعل أصحاب عمر بن سعد يمنعون أصحاب الحسين من الماء وعلى سرية منهم عمرو بن الحجاج فدعا عليهم بالعطش، فمات هذا الرجل من شدة العطش.

ص 523

انقطاع يد من سلب عمامة الحسين من المرفق ولم يزل كان فقيرا

رواه القوم: منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 348 ط اسلامبول) قال: قال أبو مخنف: لما أخذ الكندي عمامة الحسين رضي الله عنه، قالت زوجة الكندي: ويلك قتلت الحسين وسلبت ثيابه؟! فوالله لا جمعت معك في بيت واحد، فأراد أن يلطمها فأصاب مسمار يده فقطعت يده من المرفق ولم يزل كان فقيرا. ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 34 ط الغري) قال: وجاء الكندي فأخذ البرنس وكان من خز، فلما قدم به بعد ذلك على امرأته أم عبد الله ليغسله من الدم، قالت له امرأته: أتسلب ابن بنت رسول الله برنسه وتدخل بيتي أخرج عني حشا الله قبرك نارا، وذكر أصحابه أنه يبست يداه ولم يزل فقيرا بأسوء حال إلى أن مات.

ص 524

إصابة أنواع البلايا لأهل بيت رجل أهان على قبره عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 147، مخطوط) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، نا إسحاق بن إبراهيم المروزي، نا جرير، عن الأعمش قال: خرى رجل من بني أسد على قبر حسين بن علي رضي الله عنه، قال: فأصاب أهل ذلك البيت خبل وجنون وجذام ومرض وفقر. ومنهم العلامة الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 197 ط مكتبة القدسي بمصر). روى الحديث من طريق الطبراني، عن الأعمش بعين ما تقدم عنه في (المعجم الكبير) ثم قال: ورجاله رجال الصحيح. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه ج 4 ص 342 ط روضة الشام) قال: قال الأعمش: أحدث رجل من أهل الشام على قبر الحسين فابتلي بالبرص من ساعته ثم قال: وفي لفظ: أصاب أهل ذلك البيت. فذكره بعين ما تقدم.

ص 525

قام سنان بن أنس عند الحجاج وقال: أنا قاتل الحسين فاعتقل لسانه وذهب عقله

رواه القوم: منهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه ج 4 ص 340 ط روضة الشام) قال: وقال الحجاج يوما: من كان له بلاء فليقم، فقام قوم يذكرون خدمتهم لبني أمية، وقام سنان بن أنس وقال: أنا قاتل حسين، ثم رجع إلى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله، فكان يأكل ويحدث في مكانه.

ص 526

صيرورة من أخذ سراويل الحسين زمنا ومن أخذ عمامته مجذوما ومن أخذ درعه معتوها

رواه القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 37 ط الغري) قال: وقال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهما السلام: وجد فيه ثلاث وثلاثون طعنه وأربع وثلاثون ضربة، وأخذ سراويله بحير بن عمرو الجرمي، فصار زمنا مقعدا من رجليه، وأخذ عمامته جابر بن يزيد الأزدي، فاعتم بها فصار مجذوما، وأخذ مالك ابن نسر الكندي درعه فصار معتوها. وارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة مظلمة، فيها ريح حمراء، لا يرى فيها عين ولا أثر، حتى ظن القوم أن العذاب قد جاءهم، فلبثوا بذلك ساعة ثم انجلت عنهم.

ص 527

رأى المحشر رجل ممن منع الحسين عن الماء فاستقى النبي فقال: اسقوه قطرانا فكلما شرب صار الماء في فمه قطرانا

رواه القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 103 ط مطبعة الزهراء) قال: وحدثنا عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي إملاء، حدثنا الشيخ الإمام أبو يعقوب يوسف بن محمد البلالي، حدثنا السيد الإمام المرتضى أبو الحسن محمد ابن محمد الحسيني الحسني، أخبرنا الحسين بن محمد الفارسي، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن عيسى، حدثنا أبو جعفر محمد بن منصور المرادي المصري، حدثنا عيسى ابن زيد بن حسين، عن أبي خالد، عن زيد قال: قال الحسن البصري: كان يجالسنا شيخ نصيب منه ريح القطران، فسألناه عن ذلك فقال: إني كنت فيمن منع الحسين بن علي عن الماء، فرأيت في منامي كأن الناس قد حشروا فعطشت عطشا شديدا فطلبت الماء فإذا النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعليهما السلام على الحوض فاستسقيت من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اسقوه فلم يسقني أحد فقال ثانيا فلم يسقني أحد، فقال ثالثا، فقيل: يا رسول الله إنه ممن منع الحسين من الماء، فقال: اسقوه قطرانا، فأصبحت أبول القطران، ولا آكل طعاما إلا وجدت منه رائحة القطران، ولا أذوق شرابا إلا صار في فمي قطرانا. وروي عن مينا أنه قال: ما بقي من قتلة الحسين أحد لم يقتل إلا رمي بداء في جسده قبل أن يموت.

ص 528

إن الحسين دعا على الحصين بالعطش فكان يشرب الماء فما يروى حتى مات

رواه القوم: منهم العلامة ابن الأثير الجزري في (الكامل) (ج 3 ص 283 ط المنيرية بمصر) قال: ونادى عبد الله بن أبي الحصين الأزدي وعداده في بجيلة: يا حسين أما تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا، فقال الحسين: اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له أبدا، قال: فمرض فيما بعد فكان يشرب الماء القلة ثم يقئ ثم يعود فيشرب حتى يتغرغر ثم يقئ ثم يشرب فما يروى فما زال كذلك حتى مات.

ص 529

رمي رجل الحسين وهو يشرب فقال: لا أرواك الله فشرب حتى تفطر

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 146 مخطوط) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا أبو غسان نا عبد السلام بن حرب، عن الكلبي قال: رمى رجل الحسين وهو يشرب، فشد شدقه فقال: لا أرواك الله، قال: فشرب حتى تفطر. ومنهم العلامة الخوارزمي في (المقتل) (ج 2 ص 94 ط الغري): روى بسنده عن الطبراني بعين ما تقدم عنه بلا واسطة سندا ومتنا لكنه ذكر بدل كلمة تفطر: نفط. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 144 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: عن رجل من كليب قال: صاح الحسين بن علي اسقونا ماء فرمى رجل بسهم فشق شدقه فقال: لا أرواك الله، فعطش الرجل إلى أن رمى نفسه في الفرات فشرب حتى مات. خرجه الملا. ومنهم العلامة الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 287 ط الغري) قال:

ص 530

أخبرنا المعمر بقية السلف محمد بن سعيد بن الموفق بن الخازن النيسابوري ببغداد أخبرتنا فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الأبري، أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزيبي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا، أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه، عن جده قال: كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين عليه السلام فرمى الحسين عليه السلام بسهم فأصاب حنكه فجعل يلتقي الدم ثم يقول هكذا إلى السماء فيرمي به وذلك أن الحسين عليه السلام دعا بماء ليشرب، فلما رماه حال بينه وبين الماء قال: اللهم ظمئه، قال: فحدثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المرج (1) والثلج وخلفه الكانون وهو بقول: اسقوني أهلكني العطش، فيؤتى بالعس العظيم فيه السويق والماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم فيشربه ثم يعود ويقول: اسقوني أهلكني العطش، فانقدت بطنه كانقداد البعير. قلت: رواه ابن أبي الدنيا في كتابه وابن عساكر في تاريخه عن ابن طاووس عن طراد فكأني سمعته عنه. أخبرني بهذا شيخي شيخ الشيوخ عبد الله بن عمر بن حمويه، أخبرتنا شهدة. فذكره، وبه قال الطبراني: حدثنا الحضرمي. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 196 مخطوط): روى الحديث بعين ما تقدم عن (كفاية الطالب) لكنه أسقط قوله فجعل يلتقي الدم ثم يقول هكذا إلى السماء فيرمي به، وبدل قوله اللهم ظمئه: اللهم أظمئه.

(هامش)

(1) الظاهر أنه من غلط النسخة والصحيح: المراوح كما في نسخة وسيلة المآل. (*)

ص 531

صيرورة حرملة على أقبح صورة وكان يساق إلى النار في كل ليلة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 291 ط الغري) قال: وحكى هشام بن محمد، عن القسم بن الأصبغ المجاشعي قال: أتي بالرؤوس إلى الكوفة إذا بفارس أحسن الناس وجها قد علق في لبب فرسه رأس غلام أمرد كأنه القمر ليلة تمه والفرس يمرح فإذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض فقلت له: رأس من هذا؟ فقال: رأس العباس بن علي، قلت: ومن أنت؟ قال حرملة بن الكاهل الأسدي، قال: فلبثت أياما وإذا بحرملة وجهه أشد سوادا من القار فقلت له: لقد رأيتك يوم حملت الرأس وما في العرب أنضر وجها منك وما أرى اليوم لا أقبح ولا أسود وجها منك! فبكى وقال: والله منذ حملت الرأس وإلى اليوم ما تمر علي ليلة إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني فيها وأنا أنكص فتسعفني كما ترى ثم مات على أقبح حال. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 330 ط اسلامبول): روى الحديث عن هشام ملخصا بإسقاط ما يزيد على أصل المطلب.ومنهم العلامة ابن الصبان المصري في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار، ص 192 ط مصر) قال:

ص 532

وأخرج أيضا أن شخصا علق رأسه الكريم في لبب فرسه فرئي بعد أيام ووجهه أشد سوادا من القار، فقيل له: إنك كنت أنضر العرب وجها، فقال: ما مرت علي ليلة من حين حملت ذلك الرأس إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني فيها وأنا أنكص فتسفعني كما ترى، ثم مات على أقبح حاله. ومنهم العلامة السيد محمد مؤمن الحسيني الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 123 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (إسعاف الراغبين) لكنه أسقط قوله: فقيل له، إلى قوله: كما ترى ثم قال: إن رجلا أنكر ذلك فوثبت النار على جسده فحرقته.

ص 533

ابتلاء رجلين شهدا قتل الحسين بالعذاب العجيب

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ابن أبي الدنيا الأموي المتوفى 281 في (مجابي الدعوة) ص 38 ط بمبئي): روى سفيان بن عيينة قال: حدثتني جدتي أم أبي قالت: أدركت رجلين من الجعفيين ممن شهد قتل الحسين رضي الله عنه فأما أحدهما فطال ذكره حتى تلفه وأما الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه فيشربها حتى يأتي على آخرها. قال سفيان: أدركت ابن أحدهما به خبل أو نحو هذا. أقول: ونقل الخبر الحافظ ابن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 2 ص 354). ومنهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 147، مخطوط) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان، حدثتني جدتي أم أبي قال: شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن علي قالت: وأما أحدهما، فطال ذكره حتى كاد يلفه، وأما الآخر، فكان يستقبل الراوية بفيه حتى يأتي على آخرها، قال سفيان: رأيت ولد أحدهما كان به حبلا وكأنه مجنون. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 144 ط مكتبة القدسي بمصر): روى من طريق الملا عن سفيان قال: حدثتني جدتي أنها رأت رجلين ممن

ص 534

شهد قتل الحسين، وقالت. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير) لكنه ذكر في آخره: فيشربها إلى آخرها فما يروى ثم قال: وخرجه منصور بن عمار أكمل من هذا عن أبي محمد الهلالي قال: شرك منا رجلان في دم الحسين بن علي رضي الله عنهما، فأما أحدهما فابتلي بالعطش فكان لو شرب راوية ما روى، وقال: وأما الآخر فابتلي بطول ذكره، وكان إذا ركب يلويه على عنقه كأنه حبل. ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 92 ط مطبعة الزهراء) قال: بهذا الاسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن ابن أبي الدنيا حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثني سفيان، حدثتني جدتي أم أبي قالت: أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى) ثانيا. (ثم قال) قال سفيان وأدركت ابن أحدهما خبل أو نحوه. ومنهم العلامة الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 212 ط مصر) قال: ابن عيينة: حدثتني جدتي أم أبي قالت: أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين، فأما أحدهما: فطال ذكره حتى كان يلفه، وأما الآخر: فكان يستقبل الراوية فيشربها كلها. ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 2 ص 354 ط حيدر آباد). روى الحديث عن ابن عيينة عن جدته بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين). ومنهم العلامة السيوطي في (الخصائص الكبري) (ج 2 ص 127 ط حيدر آباد):

ص 535

روى الحديث من طريق أبي نعيم، عن سفيان، عن جدته بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 193 ط عبد اللطيف بمصر) حيث قال: وأخرج منصور بن عمار: أن بعضهم ابتلي بالعطش، وكان يشرب راوية ولا يروى، وبعضهم طال ذكره حتى كان إذا ركب الفرس لواه على عنقه كأنه حبل. ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 197 ط مكتبة القدسي بالقاهرة): روى الحديث عن سفيان، عن جدته بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير) ثم قال قال سفيان: رأيت ولد أحدهما كأن به خبل وكأنه مجنون. رواه الطبراني ورجاله إلى جده سفيان ثقات. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 197 مخطوط): روى الحديث عن أبي محمد الهلالي بعين ما تقدم ثانيا عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 322 ط اسلامبول). روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق المحرقة).

ص 536

قال رجل أنا ممن شهد قتل الحسين وما أصابني بلاء فأخذته النار من ساعته وصار فحمة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ص 62 ط الغري) قال: أبو عبد الله غلام الخليل رحمه الله قال: حدثنا يعقوب بن سليمان قال: كنت في ضيعتي فصلينا العتمة وجعلنا نتذاكر قتل الحسين عليه السلام فقال رجل من القوم: ما أحد أعان عليه إلا أصابه بلاء قبل أن يموت، فقال شيخ كبير من القوم: أنا ممن شهدها وما أصابني أمر كرهته إلى ساعتي هذه وخبا السراج، فقام يصلحه فأخذته النار وخرج مبادرا إلى الفرات وألقى نفسه فيه فاشتعل وصار فحمة. وفي (ج 2 ص 97) قال: وأخبرنا سيد الحفاظ هذا إجازة، أخبرنا الرئيس أبو الفتح الهمداني كتابة حدثنا أبو الحسين بن يعقوب، حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن الجراح وزير المقتدر بالله، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن المقري، حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى حدثنا عمر بن شبة، حدثنا عبيد بن حماد، حدثني عطاء بن مسلم قال: قال السدي: أتيت كربلاء أبيع البز بها، فعمل لنا شيخ من طئ طعاما فتعشينا عنده فذكر قتل الحسين عليه السلام فقلت: ما شرك أحد في قتله إلا مات بأسوء ميتة. فقال: ما أكذبكم يا أهل العراق، فأنا ممن شرك في قتله فلم يبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد بنفط، فذهب ليخرج الفتيلة بإصبعه فأخذت النار فيها، فذهب ليطفئها بريقه فذهبت

ص 537

النار بلحيته فعدا فألقى نفسه في الماء فرأيته والله كأنه حممة. ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 2 ص 355 ط حيدر آباد) قال: قال ثعلب: حدثنا عمر بن شبة النميري، حدثني عبيد بن جنادة، أخبرني عطاء ابن مسلم. فذكر الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (مقتل الحسين). ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في (المختار) (ص 22 نسخة الظاهرية بدمشق): روى الحديث عن السدي بعين ما تقدم ثانيا عن (مقتل الحسين) لكنه أسقط قوله: فذهب ليطفئها، إلى قوله: بلحيته، وذكر بدل كلمة البز: بوريا. ومنهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في (تاريخه) (على ما في منتخبه ج 4 ص 340 ط روضة الشام) قال: وقال أحد موالي بني سلامة: كنا في ضيعتنا بالنهرين وكنا نتحدث بالليل بأنه ما من أحد أعان على قتل الحسين إلا أصابته بلية قبل أن يخرج من الدنيا، فقال رجل من طي كان معنا هو أعان على قتله وما أصابه إلا خير، قال: فخبا السراج فقام الطائي يصلحه فعلقت النار في سبابته فأخذ يطفيها بريقه فأخذت بلحيته فمر يعدو نحو الفرات فرمى بنفسه في الماء فأتبعناه فجعل إذا انغمس في الماء رفرفت النار عليه فإذا ظهر أخذته حتى قتلته. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) ص 145 (ط القدسي بالقاهرة): روى الحديث من طريق ابن الجراح، عن السدي بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب) لكنه زاد قوله: بأسوء موتة، وآيات ظهرت لمقتله.

ص 538

ومنهم العلامة الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 279 ط الغري) قال: وأخبرنا القاضي أبو نصر ابن الشيرازي، أخبرنا علي بن الحسن الشافعي، أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أخبرنا أبو علي بن شاذان أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم، حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى، حدثني عمر بن شبه، حدثني عبيد بن حناد قال: أخبرني عطاء بن مسلم قال: قال السدي. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب). ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 292 ط الغري). روى الحديث عن السدي بعين ما تقدم عن (كفاية الطالب) وفي آخره: فلما كان آخر الليل إذا بصياح قلنا ما الخير؟ قالوا: قام الرجل يصلح المصباح فاحترقت إصبعه ثم دب الحريق في جسده فاحترق. قال السدي فأنا والله رأيته كأنه حممة. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 197 مخطوط): روى الحديث عن السدي بعين ما تقدم عن (كفاية الطالب). ومنهم العلامة جمال الدين الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 221 ط القضاء) قال: ونقل أبو الشيخ في كتابه بسنده إلى يعقوب بن سليمان قال: كنت في ضيعتي فصلينا العتمة ثم جلسنا جماعة فذكروا الحسين بن علي (رض)، فقال رجل: ما من أحد أعان على قتل الحسين إلا أصابه قبل أن يموت بلاء، ومعنا شيخ كبير، فقال: أنا ممن شهده وما أصابني أمر أكرهه إلى ساعتي هذه، قال: فطفئ السراج، فقام ليصلحه فثارت النار فأخذته، فجعل ينادي: النار النار وذهب فألقى نفسه في الفرات ليغتمس فيه فأخذته النار حتى مات. وفي رواية: فلم يزل حتى مات.

ص 539

ومنهم العلامة الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 211 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (مقتل الحسين). ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 193 ف 3 ط عبد اللطيف بمصر) حيث قال: وأخرج أبو الشيخ أن جمعا تذاكروا أنه ما من أحد أعان على قتل الحسين إلا أصابه بلاء قبل أن يموت؟ فقال شيخ: أنا أعنت وما أصابني شيء، فقام ليصلح السراج فأخذته النار، فجعل ينادي: النار النار وانغمس في الفرات، ومعذلك فلم يزل به حتى مات. ونقل سبط ابن الجوزي عن السدي أنه أضافه رجل بكربلاء فتذاكروا أنه ما تشارك أحد في دم الحسين إلا مات أقبح موتة، فكذب المضيف بذلك وقال إنه ممن حضر، فقام آخر الليل يصلح السراج فوثبت النار في جسده فأحرقته. قال السدي: فأنا والله رأيته كأنه حممة. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 322 ط اسلامبول). روى الحديث نقلا عن (الصواعق) بعين ما تقدم عنه أولا وثانيا. ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (المخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق). ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار، ص 191 ط مصر): روى الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (الصواعق).

ص 540

قام رجل في مجلس عبيد الله وقال: أنا قاتل الحسين فاسود وجهه

رواه القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 149 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: عن عبد ربه أن الحسين بن علي رضي الله عنهما لما أرهقه القتال وأخذ السلاح قال: ألا تقبلون مني ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من المشركين قال: كان إذا جنح أحدهم للسلم قبل منه، قالوا: لا، قال: فدعوني أرجع، قالوا: لا، قال: فدعوني آتي أمير المؤمنين فأخذ له رجل السلاح، وقال: أبشر بالنار، قال: أبشر إن شاء الله تعالى برحمة ربي وشفاعة نبيي صلى الله عليه وسلم فقتل وجئ برأسه إلى بين يدي ابن زياد فنكته بقضيب، وقال: لقد كان غلاما صبيحا ثم قال أيكم قاتله، فقام رجل فقال: أنا قتلته، فقال: ما قال لك، فأعاد الحديث فاسود وجهه.

ص 541

اضطرم وجه عبيد الله بن زياد نارا حين قتل الحسين

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 145، مخطوط) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا أبو غسان نا عبد السلام بن حرب، عن عبد الملك بن كردوس، عن حاجب عبيد الله بن زياد قال: دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين، فاضطرم في وجهه نارا، فقال: هكذى بكمه على وجهه، فقال: هل رأيت؟ قلت: نعم، فأمرني أن أكتم ذلك. ومنهم الحافظ علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 196، ط مكتبة القدسي في القاهرة). روى الحديث من طريق الطبراني، عن حاجب عبيد الله بن زياد بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 87 ط الغري) قال: وأنبأني الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني بها، أخبرني محمود بن إسماعيل الصيرفي، أخبرني أحمد بن محمد بن الحسين، أخبرني الطبراني، حدثني محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثني محمد بن يحيى الصيرفي، حدثني أبو غسان، حدثني عبد السلام بن حرب عن عبد الملك بن كردوس، عن حاجب عبيد الله بن زياد. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير) لكنه زاد قبل قوله فقال هل رأيت: والتفت إلي.

ص 542

تخللت الرؤس حية فدخلت منخري عبيد الله بن زياد ثم تغيبت مرتين أو مرارا

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الترمذي في (صحيحه) (ج 13 ص 197 ط الصادي بمصر) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير قال: لما جيئ برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهو يقولون: قد جاءت قد جاءت فإذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيئة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ثم قالوا: قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا. ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 84 ط الغري) قال: أخبرنا العالم العابد الأوحد، أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، عن مشايخه الثلاثة محمود بن أبي القاسم الأزدي وأبي نصر الترياقي، وأبي بكر الغورجي، ثلاثتهم عن أبي محمد الجراحي، عن أبي العباس المحبوبي، عن الحافظ أبي عيسى الترمذي. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (صحيحه) سندا ومتنا. ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (أسد الغاية) (ج 2 ص 22 ط مصر، سنة 1285):

ص 543

روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن (صحيحه) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 145 المخطوط) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا محمد بن عبد الله بن نمير، نا أبو معاوية. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم العلامة الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 128 ط مكتبة القدسي بمصر): روى الحديث عن عمارة بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 359 ط دار المعارف بمصر). روى الحديث عن عمارة بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) لكنه ذكر بدل كلمة منخريه: منخره. ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب الشعراني في (مختصر تذكرة القرطبي) (ص 192 ط القاهرة) قال: وروى الترمذي عن عمارة بن عمر، قال: لما جئ برأس عبيد الله بن زياد وألقيت تلك الرؤوس في رحبة المسجد صار كل من دخل يقول: خاب عبيد الله وأصحابه وخسروا دنياهم وآخرتهم ثم تباكى الناس حتى انتحبوا من البكاء على الحسين وأولاده وأصحابه، فبينما الناس كذلك إذا جائت حية سوداء فدخلت في منخري عبيد الله بن زياد، فمكثت هنيهة ثم خرجت، فغابت ثم جائت فدخلت منخريه ثانيا حتى فعلت ذلك ثلاث مرات من بين تلك الرؤوس يقولون: قد خاب عبيد الله وأصحابه وخسروا. ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (جامع الأصول) (ج 10 ص 25 ط السنة المحمدية بمصر):

ص 544

روى الحديث نقلا عن (صحيح الترمذي) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. ومنهم العلامة الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 221 ط القضاء): روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن (صحيحه).ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 196 ط الميمنية بمصر): روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن (صحيحه). ومنهم العلامة محمود بن أحمد العيني في (عمدة القاري) (ج 16 ص 241 ط القاهرة) قال: ولما ابن زياد جئ برأسه وبرؤوس أصحابه وطرحت بين يدي المختار وجاءت حيه دقيقة تخللت الرؤوس حتى دخلت في فم ابن مرجانة وهو ابن زياد، وخرجت من منخره ودخلت في منخره وخرجت من فيه وجعلت تدخل وتخرج من رأسه بين الرؤوس. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 321 ط اسلامبول): روى الحديث نقلا عن (جمع الفوائد) عن عمارة بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم العلامة ابن الصبان المصري في (إسعاف الراغبين) (ص 185 ط مصر):

ص 545

روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن (صحيحه) لكنه ذكر بدل كلمة منخريه: منخره. ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 126 ط مصر) قال: (روى الترمذي) أنه لما جئ برأسه ونصب في المسجد معه رؤوس أصحابه جائت حية فتخللت الرؤوس حتى دخلت في منخره فمكثت هنيئة، ثم خرجت فعلت ذلك مرتين، أو ثلاثا، وكان نصبها في محل رأس الحسين. ذكره الشيخ عبد الرحمن الأجهوري في كتابه (مشارق الأنوار) ومثله في (أسد الغابة) وزاد ابن الأثير: هذا حديث، صحيح، أخرجه الثلاثة.

ص 546

خروج يد كتب على جبهة يزيد حرمانه من الشفاعة

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ أبو إسحاق برهان الدين محمد بن إبراهيم بن يحيى في (غرر الخصائص الواضحة) (ص 276 ط مصر) قال: ويقال: إنه لما حمل رأس الحسين رضي الله عنه إلى يزيد بن معاوية ووضع بين يدية خرجت كف يد من الحائط فكتبت في جبهته: أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب

ص 547

إن رجلا سب الحسين فطمس الله بصره

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم أحمد بن حنبل في (كتاب المناقب) (مخطوط) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: حدثني عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا قرة، قال: سمعت أبا رجاء يقول: لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت إن رجلا من بني الهجيم قدم من الكوفة فقال: ألم تروا إلى هذا الفاسق ابن الفاسق إن الله قتله يعني الحسين بن علي عليهما السلام، قال: فرماه الله بكوكبين في عينيه وطمس الله بصره. ومنهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 145، مخطوط) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن حنبل، نا بكر بن خلف، نا أبو عاصم ح وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا أبو عامر العقدي كلاهما عن قرة بن خالد قال: سمعت أبا رجاء العطاردي. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب) لكنه ذكر بدل كلمة بني الهجيم: بلهجيم.ومنهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (ج 4 ص 340 ط روضة الشام) قال: قال أبو رجاء: إن جارا من بلهجيم جائنا من الكوفة فقال: ألم تروا إلى الفاسق ابن الفاسق الحسين بن علي قتله الله، فرماه الله بكوكبين من السماء في عينيه فذهب بصره. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ط القدسي بالقاهرة):

ص 548

روى الحديث من طريق أحمد، عن أبي رجاء بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 296 ط الغري) قال: به (أي السند المتقدم في كتابه) حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا بكر بن خلف حدثنا أبو عاصم، عن قرة بن خالد. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 194 ط عبد اللطيف بمصر) قال: ومر أن أحمد روى أن شخصا قال: قتل الله الفاسق ابن الفاسق الحسين فرماه الله بكوكبين في عينيه فعمى. ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 196، ط مكتبة القدسي في القاهرة) روى الحديث من طريق الطبراني عن أبي رجاء بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى). ثم قال: ورجاله رجال الصحيح، لكنه ذكر بني الهجيم. ومنهم العلامة الشهير بالقرماني في (أخبار الدول) (ص 109 ط بغداد) قال: وتكلم رجل في الحسين بكلمة فرماه الله بكوكب من السماء. ومنهم العلامة مجد الدين ابن الأثير الجزري في (المختار) (ص 22 مخطوط): روى الحديث عن أبي رجاء العطاردي بعين ما تقدم عن (المناقب) من قوله قدم علينا - الخ، ثم قال: قال أبو رجاء: فأنا رأيته. ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 2 ص 355 ط حيدر آباد):

ص 549

روى الحديث عن قرة بن خالد، عن أبي رجاء بعين ما تقدم عن (تاريخ دمشق). ومنهم العلامة الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 211 ط مصر). روى الحديث عن قرة، عن أبي رجاء بعين ما تقدم عن (مجمع الزوائد). ومنهم العلامة المذكور في تاريخ السلام) (ج 2 ص 348 ط مصر): روى الحديث عن قرة بن خالد، عن أبي رجاء بعين ما تقدم عن (مجمع الزوائد). ومنهم جمال الدين الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 220 ط مطبعة القضاء) قال: قال سفيان بن عيينة (و ح) حدثتني جدتي أم عيينة أن حمالا كان يحمل ورشا فهوى قتل الحسين فصار ورشه رمادا (ثم قال): قال أبو رجاء العطاردي (ح) لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت، فإن جارا لنا من هذيل قدم المدينة فقال: قتل الله الفاسق ابن الفاسق الحسين بن علي، فرماه الله بكوكبين فطمس عينيه. ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 151 مخطوط): روى الحديث من طريق أحمد عن أبي رجاء بعين ما تقدم عن (مجمع الزوائد). ومنهم العلامة السيد أبو بكر العلوي الحسيني الحضرمي في (رشفة الصادي) (ص 63 ط مصر):

ص 550

روى الحديث عن أبي رجاء بعين ما تقدم عن (مجمع الزوائد) ثم نقل كلام جماعة. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 220 ط اسلامبول): روى الحديث من طريق الطبري وأحمد بعين ما تقدم ثانيا عن (نظم درر السمطين) ورواه في ص 322 نقلا عن الصواعق بعين ما تقدم عنه لكنه ذكر بدل كلمة قتل الله، الخ. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 197 مخطوط). روى الحديث عن أبي رجاء بعين ما تقدم عن (المناقب).

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج11)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب