الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج12)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 361

من خدمته فهو خير لكم . ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 312 ط الحلبي بمصر) . روي الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار) . ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 85 ط طهران) . روي الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار) . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 226 ط الغري) روي الحديث بمعنى ما تقدم عن (نور الأبصار) . ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يوسف القرماني في كتابه (أخبار الدول وآثار الأول) (114 ط بغداد) روي الحديث بمعنى ما تقدم عن (نور الأبصار) .

إخباره (ع) عن صيرورة جعفر بن عمر غنيا حسن الحال بعد ما كان فقيرا رث الهيئة

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 148 ط مصر) . روي عن الحسين بن موسى قال : كنا حول أبي الحسن علي الرضا ابن موسى ونحن شباب من بني هاشم إذ مر علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رث الهيئة فنظر بعضنا إلى بعض نظر مستهزء لهيئته وحالته فقال الرضا سترونه عن قريب كثير المال

ص 362

كثير الخدم حسن الهيئة ، فما مضى إلا شهر واحد حتى ولي أمر المدينة وحسنت حاله وكان يمر بنا كثيرا وحوله الخدم والحشم يسيرون بين يديه فنقوم له ونعظمه وندعو له . ومنهم العلامة المحدث البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 176 مخطوط) . روي الحديث بمعنى ما تقدم عن (نور الأبصار) لكنه ذكر بدل كلمة كثير الخدم حسن الهيئة : كثير الطبع . ومنهم العلامة أبو العباس أحمد القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 114 ط بغداد) روي الحديث بمعنى ما تقدم عن (نور الأبصار) لكنه ذكر بدل قوله سترونه عن قريب الخ : سترونه عن قريب بخدم وحشم .

اعطائه (ع) ثمانية عشر تمر لأبي حبيب بعدد ما أعطاه رسول الله (ص) من التمر في الرؤيا وإخباره عن رؤياه

 رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 122 ط البابي بحلب) قال : وروى الحاكم عن محمد بن عيسى عن أبي حبيب قال : رأيت النبي (ص) في المنام في المنزل الذي ينزل الحجاج ببلدنا ، فسلمت عليه ، فوجدت عنده طبقا من خوص المدينة فيه تمر صيحاني ، فناولني منه ثماني عشرة ، فتأولت أن أعيش عدتها فلما كان بعد عشرين يوما قدم أبو الحسن علي الرضا من المدينة ونزل ذلك

ص 363

المسجد وهرع الناس بالسلام عليه ، فمضيت نحوه ، فإذا هو جالس في الموضع الذي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فيه وبين يديه طبق من خوص المدينة فيه تمر صيحاني فسلمت عليه ، فاستدناني وناولني قبضة من ذلك التمر ، فاذا عدتها بعدد ما ناولني رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم ، فقلت : زدني ، فقال : لو زادك رسول الله صلى الله عليه وسلم لزدناك . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 228 ط الغري) روي الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق) . ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) ص 212 من النسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) . روي الحديث من طريق الحاكم عن أبي حبيب بعين ما تقدم عن (الصواعق) باختلاف يسير بما لا يضر بالمعنى . ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يوسف القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 114 ط بغداد) قال : روى الحاكم بإسناده عن أبي حبيب قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في مسجد وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني فوقفت بين يديه فقبض لي قبضة من التمر وناولنيها فعددتها فوجدتها ثماني عشرة تمرة فتأولت أني أعيش عدتها ، ثم بعد أيام جاء علي الرضى من المدينة فمضيت إليه فإذا هو في الموضع الذي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فيه والطبق والتمر بين يديه فناولني قبضة عدتها كقبضة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت زدني ، فقال لو زادك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لزدناك ، ونظر إلى رجل ، فقال : يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لا بد منه ، فمات بعد ثلاث .

ص 364

ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 176 مخطوط) روي الحديث نقلا عن أبي حبيب بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 147 ط مصر) روي الحديث نقلا عن أبي حبيب بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) . ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 311 ط الحلبي بالقاهرة) روي الحديث من طريق الحاكم عن أبي حبيب بعين ما تقدم عن (الصواعق) ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروسي المصري في (نتائج الأفكار القدسية) (ج 1 ص 80 ط دمشق) روي الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق) ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 385 ط لكهنو) . روي الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق)

نظر (ع) إلى رجل وقال له : أوص ، فمات الرجل بعد ثلاثة أيام

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 122 ط البابي بحلب) قال : قال (أي الرضا (ع)) لرجل : يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لا بد منه فمات الرجل بعد ثلاثة أيام ، ورواه الحاكم .

ص 365

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 229 ط الغري) . روي الحديث عن سعيد بن سعد بعين ما تقدم عن (الصواعق) . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 147 ط مصر) روي الحديث من طريق الحاكم بإسناده عن سعيد بن سعيد بعين ما تقدم عن (الصواعق) . ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 114 ط بغداد) روي الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق) ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 311 ط الحلبي بمصر) روي الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عن (الصواعق) ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروس المصري في (نتايج الأفكار القدسية) (ج 1 ص 80 ط دمشق) روي الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عن (الصواعق)

أخبر (ع) لبكر بن صالح عن تعدد حمل زوجته وإن أحدهما ذكر والآخر أنثى

رواه القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 228 ط الغري) قال :

ص 366

روي عن بكر بن صالح قال : أتيت الرضا (ع) فقلت : امرأتي أخت محمد بن سنان وكان من خواص شيعتهم بها حمل فادع الله أن يجعله ذكرا قال : هما اثنان فوليت وقلت اسمي واحدا محمد والآخر عليا ، فدعاني وردني فأتيته فقال سم واحدا عليا والأخرى أم عمرو ، فقدمت الكوفة فولدت لي غلاما وجارية فسميت الذكر عليا والأنثى أم عمرو كما أمرني ، وقلت لأمي ما معنى أم عمرو ؟ قالت : جدتك كانت تسمى أم عمرو . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 148 ط مصر) روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) إلا أنه أسقط أخت قوله : أخت محمد بن سنان وكان من خواص شيعتهم . ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 313 ط الحلبي بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) لكنه ذكر بدل كلمة شيعتهم : شيعتكم ، وأسقط قوله : فوليت إلى قوله : فدعاني وذكر بدل كلمة : علي في الموضعين : محمدا .

أخبر (ع) أنه يقتل أخاه المأمون

رواه القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 229 ط الغري) قال : روي عن الحسين بن يسار قال : قال لي الرضا : إن عبد الله يقتل محمدا ، فقلت

ص 367

عبد الله بن هارون يقتل محمد بن هارون ؟ قال : نعم عبد الله المأمون يقتل محمد الأمين فكان كما قال . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 147 ط مصر) روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) .

أخبر عليه السلام عن عدم بقاء ولاية العهد له

رواه القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 238 ط الغري) قال : وذكر المدايني قال : لما جلس الرضا ذلك المجلس (أي مجلس بيعة الناس له) وهو لابس تلك الخلع والخطباء يتكلمون وتلك الألوية تخفق على رأسه ، نظر أبو الحسن الرضا إلى بعض مواليه الحاضرين ممن كان يختص به وقد داخله من السرور ما لا عليه مزيد ، وذلك لما رأى فأشار إليه الرضا فدنا منه وقال له في إذنه سرا : لا تشغل قلبك بشيء مما ترى من هذا الأمر ولا تستبشر فإنه لا يتم . ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 178 مخطوط) روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) إلا أنه ذكر بدل قوله (ع) بشيء مما ترى : بهذا الأمر .

ص 368

أخبر (ع) قبل زوال دولة البرامكة عن ذلك ، وإخباره عن دفنه عند قبر هارون

رواه القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 227 ط الغري) روي عن مسافر قال : كنت مع أبي الحسن الرضا بمنى فمر يحيى بن خالد البرمكي وهو مغطى وجهه بمنديل من الغبار فقال الرضا (رض) : مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة ، فكان من أمرهم ما كان قال : وأعجب من هذا أنا وهارون كهاتين وضم أصبعيه السبابة والوسطى قال مسافر : فوالله ما عرفت معنى حديثه في هارون إلا بعد موت الرضا ودفنه إلى جانبه . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 147 طبع مصر) روى الحديث عن مسافر بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) . ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 312 ط الحلبي بمصر) روى الحديث عن مسافر بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة)

أخبر (ع) عن دفنه مع هارون في بيت واحد

رواه القوم : منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 148 ط مصر) قال :

ص 369

روي عن موسى بن عمران (1) قال : رأيت عليا الرضا بن موسى في مسجد المدينة وهارون الرشيد يخطب قال : تروني وإياه ندفن في بيت واحد . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 228 ط الغري) روي الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار) لكنه قال : أتروني . ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 312 ط الحلبي بمصر) روي الحديث عن موسى بن مروان (1) بعين ما تقدم عن (نور الأبصار)

أخبر (ع) في مكة في زمان حياة هارون أنه يدفن معه في أرض طوس

رواه القوم : منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 148 ط مصر) روي عن حمزة بن جعفر الأرجاني قال : خرج هارون الرشيد من المسجد الحرام من باب وخرج علي بن موسى الرضا من باب فقال الرضا : وهو يعني هارون الرشيد يا بعد الدار وقرب الملتقى يا طوس ستجمعيني وإياه . ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 313 ط الحلبي بمصر) . روي الحديث عن حمزة بن جعفر بعين ما تقدم عن (نور الأبصار)

(هامش)

(1) هكذا في نسخة جامع كرامات الأولياء وإن كان في نسخة نور الأبصار : عمران . (*)

ص 370

أخبر عن كيفية شهادته وموضع قبره وعجائب ظهرت منه عند دفنه

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 243 ط الغري) قال : قال هرثمة بن أعين وكان من خدام الخليفة عبد الله المأمون إلا أنه كان محبا لأهل البيت إلى الغاية ويعد نفسه من شيعتهم وكان قائما بخدمة الرضا وجمع مصالحه مؤثرا لذلك على جميع أصحابه مع تقدمه عند المأمون وقربه منه ، قال : طلبني سيدي أبو الحسن الرضا (ع) في يوم من الأيام . فقال لي يا هرثمة إني مطلعك على أمر يكون سرا عندك لا تظهره لأحد مدة حياتي فإن أظهرته حال حياتي كنت خصيما لك عند الله ، فحلفت له إني لا أتفوه بما يقوله لي مدة حياته . فقال لي : إعلم يا هرثمة إنه قد دنى رحيلي ولحوقي بجدي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله وإني أطعم عنبا ورمانا مفتوتا فأموت ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه وإن الله لا يقدره على ذلك . وأن الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول ولا يستطيعون حفر شيء منها فتكون تعلم يا هرثمة إنما مدفني في الجهة الفلانية من الحد الفلاني بموضع عينه له عنده ، فإذا أنا مت وجهزت فأعلمه بجميع ما قلته لك ليكونوا على بصيرة من أمري وقل له إن أوضعت في نعشي وأرادوا الصلاة علي فلا يصلى علي وليتأن بي قليلا فإن يأتيكم رجل عربي ملثم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء عليه

ص 371

وعثاء السفر ، فينيخ راحلته وينزل عنها فيصلي علي وصلوا معه علي فإذا فرغتم من الصلاة على وحملتموني إلى مدفني الذي عينته لك فاحفر شيئا يسيرا من وجه الأرض تجد قبرا مطبقا معمورا في قعره ماء أبيض إذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه ، والله والله يا هرثمة أن تخبر بهذا أو بشيء منه قبل موتي قال هرثمة فوالله ما طالت الأناة حتى أكل الرضا عند الخليفة عنبا ورمانا مفتوتا فمات . . . (إلى أن قال) . قال هرثمة : فدخلت على عبد الله المأمون لما رفع إليه موت أبي الحسن الرضا فوجدت المنديل في يده ، وهو يبكي عليه فقلت : يا أمير المؤمنين ثم كلام أتأذن لي أن أقوله لك ؟ . قال : قل قلت : إن الرضا أسر إلي في حياته بأمر وعاهدني أن لا أبوح به لأحد إلا لك عند موته وقصصت عليه القصة التي قالها لي من أولها إلى آخرها وهو متعجب من ذلك ثم أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته إلى المصلى وتأنينا بالصلاة عليه قليلا فإذا بالرجل قد أقبل على بعير من جهة الصحراء كما قال ونزل ولم يكلم أحدا فصلى عليه وصلى الناس معه وأمر الخليفة بطلب الرجل فلم يروا له أثرا ولا لبعيره . ثم إن الخليفة قال : نحفر له من خلف قبر الرشيد ، فقلت له يا أمير المؤمنين ألم نخبرك بمقالته قال نريد ننظر إلى ما قلته فعجز الحافرون فكانت الأرض أصلب من الصخر الصوان وعجزوا عن حفرها وتعجب الحاضرون عن ذلك . وتبين للمأمون صدق ما قلته له عنه فقال : أرني الموضع الذي أشار إليه فجئت بهم إليه فما كان إلا أن كشف التراب عن وجه الأرض فظهرت الأطباق فرفعناها فظهر من تحتها قبر معمول وإذا في قعره ماء أبيض وعلمت الخليفة فحفروا قبره على الصفة التي ذكرتها له وأشرف عليه المأمون وأبصره ، ثم إن ذلك الماء

ص 372

نشف من وقته فواريناه ورددنا فيه الأطباق على حالها والتراب ولم يزل الخليفة المأمون يتعجب بما رأى ومما سمعه مني ويتأسف عليه ويندم وكلما خلوت في خدمته يقول لي يا هرثمة كيف قال لك أبو الحسن الرضا ؟ فأعيد عليه الحديث فيتلهف ويتأسف ويقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 215 ط العثمانية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) من أوله إلى آخره . ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في (أئمة الهدى) (ص 127 ط القاهرة بمصر) روى الحديث عن هرثمة بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) من قوله : قد دنى رحيلي ولحوقي بآبائي إلى قوله : فهذا مدفني فادفنوني ، ثم قال : وقد وفق كما أخبر بمدينة طوس (1) . ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة 654 في كتابه (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) (ص 86 ط طهران) قال :

(هامش)

(1) قال العلامة العارف الشيخ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن الشافعي النيسابوري المتوفى سنة 465 في كتابه (الرسالة القشيرية) (ص 10 طبع القاهرة) أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي كان من مشايخ الكبار مجاب الدعوة يستشفى بقبره يقول البغداديون : قبر معروف ترياق مجرب وهو من موالي علي بن موسى الرضا رضي الله عنه إلى أن قال : إنه أسلم على يدي علي بن موسى الرضا ورجع إلى منزله ودق الباب فقيل : من بالباب ؟ فقال : معروف فقال : على أي دين جئت ؟ فقال : على الدين الحنيف فأسلم أبواه . (*)

ص 373

ومما تلقته الاسماع بالاستماع ونقلته الألسن في بقاع الأصقاع أن الخليفة المأمون وجد في يوم عيد انحراف مزاج أحدث عنده ثقلا عن الخروج إلى الصلاة بالناس ، فقال لأبي الحسن الرضا (ع) يا أبا الحسن قم وصل بالناس ، فخرج الرضا (ع) وعليه قميص قصير أبيض وعمامة بيضاء لطيفة وهما من قطن وفي يده قضيب فأقبل ماشيا يأم المصلى وهو يقول : السلام على أبوي آدم ونوح السلام على أبوي إبراهيم وإسماعيل ، السلام على أبوي محمد وعلي ، السلام على عباد الله الصالحين . فلما رآه الناس هرعوا إليه وانثالوا عليه لتقبيل يده فأسرع بعض الحاشية إلى الخليفة المأمون فقال : يا أمير المؤمنين تدارك الناس واخرج إليهم وصل بهم وإلا خرجت الخلافة منك الآن ، فحمله على أن خرج بنفسه وجاء مسرعا والرضا بعد من كثرة الزحام لم يخلص إلى المصلى فتقدم المأمون وصلى بالناس فلما انقضي ذلك قال هرثمة بن أعين : فذكر الحديث بمعنى ما تقدم عن (الفصول المهمة) من أولها إلى آخرها . ومنهم الشيخ عبد الرؤف المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 256 ط الأزهرية بمصر) قال : إنه أخبره يأكل عنبا ورمانا فيموت فيريد المأمون دفنه خلف الرشيد فلا يمكنه ، فكان كذلك . ومنهم العلامة المحدث البدخشي في كتابه (مفتاح النجا) (ص 82 مخطوط) . روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة)

ص 374

عرض المأمون الخلافة عليه (ع) وامتنع عن قبولها

رواه القوم : منهم العلامة عباس بن علي بن نور الدين الموسوي المكي في (نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس) (ج 1 ص 265 ط القاهرة) قال : أسند الاصبهاني في (مقاتل الطالبيين) قال : أخبرني ببعضه الحسن بن علي بن حمزة عن عمه محمد بن علي ، وأخبرني بأشياء منهم أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن الحسن العلوي وجمعت أخبارهم أن المأمون بن الرشيد هارون وجه إلى جماعة من آل أبي طالب ، فحملوا إليه من المدينة وفيهم أبو الحسن علي بن موسى الرضا فأخذ بهم على طريق البصرة مع قائد من أهل خراسان ، فقدم بهم على المأمون ، فأنزلهم دارا وأنزل علي بن موسى دارا وجه إليه الفضل بن سهل فاعله أنه يريد العقد له بالبيعة وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن على ذلك ، ففعل واجتمعا بحضرته ، فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ، ويعرفه ما في إخراج الأمر من أهله عليه . فقال له : إني عاهدت الله أن أخرجها إلى آل أبي طالب إن ظفرت بالمخلوع وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل فاجتمعا معه على ما أراد ، فأرسلهما إلى الرضا عليه الرضا ، فعرضا ذلك عليه ، فأباه ، فلم يزالا به وهو يأبى ذلك ويمتنع منه إلى أن قال له أحدهما : إن فعلت وإلا فعلنا بك ومنعنا وتهدده . ثم قال له : والله لو أمرني لضربت عنقك إذا خالفت ما يريد ثم دعى به المأمون ، فخاطبه في ذلك فامتنع ، فقال مأمون مثل المقال الأول وتهدده وقال

ص 375

له : إن عمر جعل الأمر شورى في ستة أحدهم أبوك وقال : ومن خالف فاضربوا عنقه ولا بد من قبول ذلك ، فأجابه الرضا إلى ما طلب ، هكذا ذكره أبو الفرج الاصبهاني . ومنهم العلامة محمد خواجه پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في (ينابيع المودة) ص 384 ط اسلامبول) قال : ولما أراد المأمون أن يتقرب إلى الله وإلى رسوله بالبيعة لعلي الرضا رضي الله عنه ، كتب إليه أن يقدم إلى مرو فاعتل عليه بعلل كثيرة فما زال المأمون يكاتبه حتى علم الرضا أنه لا يكف عنه فخرج من المدينة وسار على طريق البصرة والأهواز وفارس ونيسابور حتى دخل مرو شاهجهان فعرض عليه المأمون الخلافة فأبى وجرت في ذلك مخاطبات كثيرة وألح عليه المأمون مرة بعد أخرى وفي كلها يأبى . وقال : بالعبودية لله أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو الرفعة عند الله تعالى ، وكلما ألح عليه يقول : اللهم لا عهد إلا عهدك ولا ولاية إلا من قبلك لإقامة دينك وإحياء سنة نبيك فإنك نعم المولى ونعم النصير . قال المأمون : إن لم تقبل الخلافة فكن ولي عهدي فأبى أيضا وقال والله لقد حدثني أبي عن آبائه رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أخرج من الدنيا قبلك مظلوما تبكي علي ملائكة السماء والأرض وادفن في أرض الغربة ثم ألح المأمون إلحاحا كثيرا فقبل ولاية العهد وهو باك حزين على شرط أن لا ينصب أحدا معزولا ولا يعزل أحد منصوبا فرضي المأمون ذلك الشرط وجعله ولي عهده وأمر الناس بالبيعة له وأمر الجنود أن يرزق من خزائنه وضربت الدراهم والدنانير باسمه وأمر الناس بلبس الخضرة وترك السواد وزوجه ابنته أم حبيب فبويع بولاية العهد ليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين .

ص 376

ولما نظر المأمون إلى أولاد العباس رضي الله عنه وهم وثلاثة وثلاثين ألفا من كبير وصغير ونظر إلى أولاد علي رضي الله عنه ، فلم يجد أحدا أحق بالخلافة من علي الرضا رضي الله عنه .

نبذة من فقرات كتاب المأمون في عهده إليه (ع) بالخلافة بعده

رواها جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 239 ط الغري) روى ذلك مطولا ومن جملة فقراته : جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين في الخلافة ونظامها والقيام بشرائعها وأحكامها - إلى أن قال : محبة أن يلقى الله سبحانه وتعالى مناصحا له في دينه وعباده ومختار لولاية عهده ورعاية الأمة من بعده أفضل من يقدر عليه في دينه وورعه وعلمه وأرجاهم للقيام بأمر الله تعالى وحقه مناجيا لله تعالى بالاستخارة في ذلك ومسئلته الهامة ما فيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره معملا فكره ونظره فيما فيه طلبه والتماسه في أهل بيته من ولد عبد الله بن عباس وعلي بن أبي طالب مقتصرا ممن علم حاله ومذهبه منهم على علمه وبالغا في المسألة ممن خفى عليه أمره جهده وطاقته رضاه وطاعته حتى استقصى أمورهم معرفة ابتلى أخبارهم مشاهدة واستبرأ أحوالهم معاينة وكشف ما عندهم مسائلة ، وكانت خيرته بعد استخارة الله تعالى واجتهاده نفسه في قضاء حقه في عباده وبلاده في الفئتين جميعا علي بن موسى الرضا بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، لما رأى من فضله البارع وعلمه

ص 377

الذايع وورعه الظاهر الشايع وزهده الخالص النافع وتخليته من الدنيا وتفرده عن الناس ، وقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه مطبقة والألسن عليه متفقة والكلمة فيه جامعة والأخبار واسعة ، ولما لم نزل نعرفه من الفضل يافعا وناشئا وحدثا وكهلا ، فلذلك عقد بالعهد والخلافة من بعده واثقا بخيرة الله تعالى في ذلك إذا علم الله تعالى أنه فعله إيثارا له وللدين ونظرا للاسلام وطلبا للسلامة وثبات الحجة والنجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين . دعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصته وقواده وخدمه فبايعه الكل مطيعين مسارعين مسرورين عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعته على الهوى في ولده وغيره ممن هو أشبك رحما وأقرب قرابة وسماه الرضا إذ كان رضيا عند الله تعالى وعند الناس وقد أثر طاعة الله والنظر لنفسه وللمسلمين والحمد لله رب العالمين وكتب بيده في يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين . وهذه صورة ما على ظهر العهد مكتوبا بخط الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام من غير اختصار : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وصلواته على نبيه محمد خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين . أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر : إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفقه للرشاد ، عرف من حقنا ما جهله غيره فوصل أرحاما قطعت وأمن نفوسا فزعت بل أحياها بعد أن كانت من الحياة أيست فأغناها بعد فقرها وعرفها بعد نكرها مبتغيا بذلك رضى لرب العالمين لا يريد جزاء من غيره وسيجزي الله الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين . وأنه جعل إلي عهده والأمرة الكبرى إن بقيت بعده ، فمن حل عقدة أمر الله بشدها أو قصم عروة أحب الله اتساقها فقد أباح الله حريمه وأحل محرمه إذ

ص 378

كان بذلك زاريا على الإمام منتهكا حرمة الإسلام وخوفا من شتات الدين واضطراب أمر المسلمين وحذر فرصة تنتهز وعلقة تبتدر ، جعلت لله على نفسي عهدا إن استرعاني أمر المسلمين وقلدني خلافة العمل فيهم عامة وفي بني العباس بن عبد المطلب خاصة أن أعمل فيهم بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أسفك دما ولا أبيح فرجا ولا مالا إلا ما سفكته حدوده وأباحته فرائضه وأن أتحرى جهدي وطاقتي ، وجعلت بذلك على نفسي عهدا مؤكدا يسئلني الله عنه فإنه عز وجل يقول : (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا) . وإن أحدثت أو غيرت أو بدلت كنت للعزل مستحقا وللنكال متعرضا وأعوذ بالله من سخطه وإليه أرغب في التوفيق لطاعته والحول بيني وبين معصيته في عافية لي وللمسلمين والجامعة الجفر يدلان على ضد ذلك ، وما أدري ما يفعل الله بي ولا بكم إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين . لكنني امتثلت أمر أمير المؤمنين وآثرت رضاه والله تعالى يعصمني وإياه وأشهدت الله على نفسي بذلك وكفى الله شهيدا وكتبت بخطي بحضرة أمير المؤمنين أطال الله بقاه والحاضرين من أولياء نعمته وخواص دولته وهم : الفضل بن سهل وسهل بن الفضل والقاضي يحيى بن أكثم وعبد الله بن طاهر وثمامة بن الاشرش وبشر بن المعتمر وحماد بن النعمان وذلك في شهر رمضان سنة إحدى ومأتين . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 211 ط العثمانية بمصر) نقل عن (الفصول المهمة) ما تقدم عنه بطوله ، وقد صححنا ما نقلناه عن (الفصول المهمة) بالتطبيق مع نسخة (نور الأبصار) لكون نسخته مغلوطة في بعض الموارد .

ص 379

ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 387 ط لكهنو) . روي الحديث بعين ما تقدم ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 362 ط الغري) روي شطرا منه ومن جملة فقراته : واختار له ما عنده ولديه جعل قوام الدين بالخلافة كما ختم به الرسالة فنظام أمور عباده بالخلافة وإتمامها وإعزازها (إلى أن قال) : ولم أزل منذ أفضت إلي الخلافة أنظر فيمن أقلده أمرها ، وأجتهد فيمن أوليه عهدها ، فلم أجد من يصلح له إلا أبا الحسن علي بن موسى الرضا لما رأيت من فضله البارع وعلمه النافع وورعه الباطن والظاهر وتخليه عن الدنيا وأهلها وميله إلى الآخرة وإيثاره لها . وقد تحقق عندي وتيقنت فيه ما الأخبار عليه متواطئة ، والألسن عليه متفقة فعقدت له العهد واثقا بخيرة الله في ذلك نظرا للمسلمين وإيثارا لإقامة شعائر الدين وطلبا للنجاة يوم يقوم الناس لرب العالمين . وكتب عهد الله بخطه لتسع وقيل لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين وقد بايع أهل بيتي وخاصتي وولدي وأهلي وجندي وعبيدي ، اللهم صل على سيدنا محمد وآله والسلام . ثم ذكر ما كتبه (ع) على خلف الكتاب ملخصا . ومنهم العلامة الشهير بابن الطقطقي البغدادي في (الفخري) (ص 161 ط بغداد) قال : كان المأمون قد فكر في حال الخلافة بعده وأراد أن يجعلها في رجل يصلح لها لتبرأ ذمته ، كذا زعم فذكر أنه اعتبر أحوال أعيان البيتين ، البيت العباسي والبيت العلوي ، فلم ير فيهما أصلح ولا أفضل ولا أروع ولا أدين من علي بن موسى الرضا

ص 380

عليهما السلام فعهد إليه وكتب بذلك كتابا بخطه وألزم الرضا (ع) بذلك فامتنع ثم أجاب ووضع خطه في ظاهر كتاب المأمون بما معناه (أني قد أجبت امتثالا للأمر ، وإن كان الجفر والجامعة يدلان على ضد ذلك وشهد بذلك الشهود) . ومنهم العلامة المنشي النسابة أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي المصري المتوفى سنة 821 في كتابه (صبح الأعشى) (ج 9 ص 365 طبع القاهرة) قال : في كتاب كتبه المأمون بيده إلى الرضا (ع) : فكانت خيرته بعد استخارته لله وإجهاده نفسه في قضاء حقه وبلاده ، من البيتين جميعا (علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب) لما رأى من فضله البارع ، وعلمه الناصع ، وورعه الظاهر ، وزهده الخالص ، وتخليه من الدنيا ، وتسلمه من الناس ، وقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه متواطئة والألسن عليه متفقة ، والكلمة فيه جامعة ، ولما لم يزل يعرفه به من الفضل يافعا وناشئا وحدثا ومكتهلا . فعقد له بالعقد والخلافة إيثارا لله والدين ، ونظرا للمسلمين ، وطلبا للسلامة وثبات الحجة والنجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين (1) وفي ص 391 الطبع المذكور .

(هامش)

(1) قال القاضي المؤرخ أبو عمر محمد بن يوسف الكندي المصري في (ولاة مصر) (ص 191 ط بيروت) : ثم وليها السري بن الحكم الثانية من قبل المأمون على صلاتها وخراجها (إلى أن قال) ثم ورد عليه كتاب المأمون يأمره بالبيعة لولي عهده علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ، العلوي وسماه الرضا ، ورد الكتاب بذلك في المحرم سنة اثنتين فبويع له بمصر وقام في فساد ذلك إبراهيم بن المهدي ببغداد فأخبرني أحمد بن يوسف بن إبراهيم عن أبيه كتب إبراهيم بن المهدي إلى وجوه الجند بمصر يأمرهم بخلع المأمون وولي عهده . (*)

ص 381

أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر : إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ، ووفقه للرشاد ، عرف من حقنا ما جهله غيره فوصل أرحاما قطعت ، وأمن أنفسا فزعت ، بل أحياها وقد تلفت ، وأغناها إذا افتقرت .

كتاب ذي الرياستين الفضل بن سهل إليه (ع) في تفويض ولاية العهد إليه

ذكره القوم : منهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي القزويني المتوفى سنة 623 في (التدوين) (ج 4 ص 51 ط طهران المأخوذة من نسخة مكتبة الاسكندرية بمصر) قال : علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن الرضا من أئمة أهل البيت وأعاظم ساداتهم وأكابرهم ، وبايع له أمير المؤمنين المأمون ، وجعله ولي عهده سنة إحدى ومأتين . ثم مات قبل المأمون ولما عزم المأمون على تفويض العهد إليه بسعي ذي الرياستين الفضل بن سهل كتب إليه ذو الرياستين : بسم الله الرحمن الرحيم لعلي بن موسى الرضا وابن رسول الله صلى الله عليه وسلم المصطفى المهتدى به المقتدى بفعله الحافظ لدين الله الخازن لوحي الله ، من وليه الفضل بن سهل الذي بذل في رد حقه إليه مهجه ووصل فيه بنهاره . سلام عليك أيها المهتدى ورحمة الله وبركاته ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأسئله أن يصلي على محمد عبده ورسوله . أما بعد فإني أرجوا أن الله قد أدى لك وأذن لك في ارتجاع حقك وأن

ص 382

يجعلك الإمام الوارث ويري أعدائك ومن رغب عنك ما كانوا يحذرون ، وإن كتابي هذا عن إرماغ (1) من أمير المؤمنين عبد الله الإمام المأمون ومني على رد مظلمتك عليك وإثبات حقوقك في يديك والتحلي منها إليك على ما أسأل الذي وقف عليه أن يبلغني ما أكون به أسعد العالمين عند الله ، ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم من المؤدين ولف عليه من المعاونين حتى أبلغ في توليتك ودولتك كالجنتين فإذا أتاك كتابي جعلت فداك وأمكنه ، أن لا تضعه من يذل حتى تصير إلى باب أمير المؤمنين الذي يراك شريكا في أمره سقيفا (2) في نسبه وأولى الناس بما تحت يده فقلت ما أنا بخيرة الله محفوفا وبملائكته محفوظا وبكلائته محروسا وأن الله كفيل لك بكل ما يجمع حسن العائدة عليك وصلاح الأمة بك ، وحسبنا الله ونعم الوكيل السلام عليك ورحمة الله وبركاته وكتبت بخطي .

كتابه عليه السلام لما جعل المأمون العهد إليه

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي القزويني في (التدوين (ج 4 ص 51 ط طهران) قال : ولما جعل المأمون العهد إلى الرضا كتب : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وصلاته على نبيه محمد في الأولين والآخرين وآله الطيبين . أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين : إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفقه بإرشاد ، عرف من حقنا ما

(هامش)

(1) التلفيق . (2) أي رفيقا .

ص 383

جهله غيره ، فوصل أرحاما قطعت وأمن أنفسا فزعت بل أحياها وقد تلفت وأعناها إذا صغرت ، مبتغيا رضا رب العالمين لا يريد جزاء إلا من عنده ، وسيجزي الله الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين . وأنه جعل إلي عهده والأمرة الكبرى إن بقيت بعده ، فمن حل عقدة أمرها شدها وفصم عروة أحب الله إثباتها فقد أباح حرمه وأحل محرمه إذا كان بذلك زاريا على الإمام منتهكا حرمة الإسلام ، وقد جعلت لله على نفسي إن استرعاني أمر المسلمين وقلدني خلافته ، العمل فيهم بطاعته وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن لا استفك دما حراما ولا أبيح فرجا إلا ما سفكته حدوده وأباحته فرائضه ، وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي وجعلت بذلك عهدي على نفسي عهدا مؤكدا يسألني عنه فإنه يقول : (أوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا) فإن جدت أو بدلت كنت للعن مستحقا وللنكال متعرضا ، وأعوذ بالله من سخطه وإليه أرغب في تسهيل سبيلي إلى طاعته والحول بيني وبين معصيته في عافية لي وللمسلمين إن الله على كل شيء قدير . والجفر والجامعة يدلان على الضد من ذلك وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن الحكم إلا لله يقضي الحق وهو خير الفاصلين ، لكني امتثلت أمير المؤمنين وآثرت رضاه والله يعصمني وإياه وهو حسبي وحسبه ونعم الوكيل . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 378 ط لكهنو) روى الحديث بعين ما تقدم عن (التدوين) .

ص 384

نهي الحسن بن سهل المأمون عن تسليم العهد إليه عليه السلام

قال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 237 ط الغري) : ذكر جماعة من أصحاب السير ورواة الأخبار بأيام الخلفاء أن المأمون لما أراد ولاية العهد للرضا (ع) وحدث نفسه بذلك وعزم عليه ، أحضر الفضل بن سهل وأخبره بما عزم عليه ، وأمر مشاورة أخيه الحسن في ذلك ، فاجتمعا وحضرا عند المأمون فجعل الحسن يعظم ذلك ويعرفه ما في إخراج الأمر عن أهل بيته . فقال المأمون : عاهدت الله أني إن ظفرت بالمخلوع سلمت الخلافة إلى ذي فضل من بني آل أبي طالب وهو أفضل ولا بد من ذلك ، فلما رأيا تصميمه وعزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته فقال : فذهبا إلى الرضا وأخبراه بذلك وإلزام المأمون له بذلك ، فامتنع فلم يزالا به حتى أجاب على أنه لا يأمر ولا ينهى ولا يولي ولا يعزل ولا يتكلم بين اثنين في حكم ولا يغير شيئا هو قائم على أصوله ، فأجابه المأمون إلى ذلك .

ص 385

مبايعة المأمون له وأمره بضرب الدينار والدرهم باسمه وطرح شعار السواد وأمره بلبس الخضر الذي هو شعار العلويين

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم الحافظ الشهير أبو بكر أحمد بن علي الشافعي المتوفى سنة 463 في (تاريخ بغداد) (ج 10 ص 184 ط القاهرة) قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق ، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال : المأمون عبد الله بن الرشيد وكنيته أبو جعفر ولد بالياسرية ثم استخلف وبايع لعلي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وسماه الرضا وطرح السواد والبس الناس الخضرة فمات على سرخس . ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 1 ص 266) قال : وأمر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها اسمه وزوجه ابنته أم حبيبة وأمره فحج بالناس وخطب للرضا في كل موضع بولاية العهد (1)

(هامش)

(1) وقال في (ج 1 ص 266) حدثني أحمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن الحسن العلوي قال حدثنا من سمع عبد الجبار بن سعيد يخطب تلك السنة على منبر ، المدينة فقال في الدعاء له : ولي عهد المسلمين ابن موسى بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي ستة آباء همو ماهم * * أكرم من يشرب صوب الغمام (*)

ص 386

ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن طولون الدمشقي الحنفي في (الشذرات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشرية) (ص 97 طبع بيروت) قال : كان المأمون زوجه ابنته أم حبيب ، وجعله ولي عهد وضرب اسمه على الدينار والدرهم وكان السبب في ذلك أنه استحضر أولاد العباس : الرجال منهم والنساء ، وهو بمدينة مرو ، فكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفا ما بين الكبار والصغار واستدعى عليا المذكور ، رضي الله عنه ، فأنزل له أحسن منزل ، وجمع له خواص الأولياء ، وخبرهم أنه نظر في أولاد العباس وأولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنهم فلم يجد في وقته أحد أفضل ولا أحق بالأمر من علي الرضا رضي الله عنه ، فبايع له وأمر بإزالة السواد والأعلام - الحديث .

زوج المأمون ابنته منه (ع)

ذكره القوم : منهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي القزويني المتوفى سنة 623 في (التدوين) (ج 4 ص 52 النسخة الفتوغرافية في كلية طهران المأخوذة من نسخة مكتبة الاسكندرية بمصر) قال : قال الخليل الحافظ : حدثني أبو الحسين أحمد بن محمد بن المرزبان الزاهد ، ثنا أحمد بن الفضل بن خزيمة ببغداد ، ثنا إبراهيم بن حامد بن شبيب الاصبهاني ، ثنا أحمد بن محمد ، سمعت يحيى بن أكثم يقول : لما أراد المأمون أن يزوج ابنته من الرضا قال لي يا يحيى تكلم قال فأجللته أن أقول له أنكحت قال فقلت له يا أمير المؤمنين أنت الحاكم الأكبر وأنت أولى بالكلام . فقال : الحمد لله الذي تصاغرت الأمور لمشيته ، ولا إله إلا الله إقرارا بربوبيته

ص 387

وصلى الله على محمد عبده ، أما بعد فإن الله تعالى جعل النكاح الذي رضيه حكما وأنزله وحيا سببا للمناسبة ، ألا وإني قد زوجت ابنتي من علي بن موسى الرضا ومهرتها والسلام . وسمع علي بن موسى إياه وعمومته عبد الله وإسحاق وعليا بني جعفر وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي وسمع منه المعلى بن منصور الرازي وآدم بن أبي إياس ومحمد بن أبي رافع ونصر بن علي الجهضمي وغيرهم .

حديث سلسلة الذهب حدثه عليه السلام حين أشرف على أهل نيشابور

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة العبد الرؤف المناوي في (شرح جامع الصغير) (ص 410 مخطوط) قال : في تاريخ نيسابور للحاكم أن عليا الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين لما دخل نيسابور كان في قبة مستورة على بغلة شهباء وقد شق بها السوق فعرض له الإمامان الحافظان أبو زرعة وابن أسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث من لا يحصى فقالا : أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك نذكرك به ، فاستوقف غلمانه وأمر بكشف المظلة وأقر عيون الخلايق برؤية طلعته فكانت له ذوابتان متدليتان على عاتقه والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ما بين باك وصارخ ومتمرغ في التراب ومقبل حافر بغلته وعلا الضجيج فصاحت الأئمة الأعلام : معاشر الناس

ص 388

انصتوا واسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذونا بصراخكم ، وكان المستملي أبو زرعة والطوسي فقال الرضا : حدثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن عن أبيه شهيد كربلاء عن أبيه علي المرتضى ، قال حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثني جبريل قال حدثني رب العزة سبحانه يقول : كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي . ثم أرخى الستر على القبة وسار فعد أهل المحابر والذرى الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا . وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري : اتصل هذا الحديث بهذا السند ببعض أمراء السامانية فكتبه بالذهب وأوصى أن يدفن معه في قبره فرئي في النوم بعد موته فقيل ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي بتلفظي بلا إله إلا الله وتصديقي بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وذكر الجمال الزروندي في معراج الوصول إلى الحافظ أبي نعيم : روى هذا الحديث بسنده عن أهل البيت إلى علي سيد الأولياء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء ، قال : حدثني جبرئيل سيد الملئكة ، قال : قال الله تعالى إني أنا لا إله إلا أنا فاعبدوني فمن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالاخلاص دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 235 ط الغري) قال : وقال المولى السعيد إمام الدنيا محمد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان في محرم سنة ست وتسعين وخمسمأة قال : أورد صاحب كتاب (تاريخ نيشابور) في

ص 389

كتابه ، فذكر الحديث بعين ما نقل عن (شرح الجامع الصغير) بتغيير بعض عبائر مقدمة الحديث بما لا يهم ذكره ثم نقل كلام القشيري بعين ما تقدم عنه . ومنهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 453 مخطوط) قال : كان يقول يحيى بن الحسن الحسني في إسناد صحيفة الرضا (ع) : لو قرء هذا الاسناد على أذن مجنون لأفاق : ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 361 ط الغري) قال : ذكر عبد الله بن أحمد المقدسي في كتاب (أنساب القرشيين) نسخة يرويها علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي (ع) عن النبي صلى الله عليه وسلم أسناد لو قرئ على مجنون برئ . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 122 ط البابي بحلب) قال : ولما دخل نيسابور كما في تاريخها وشق سوقها وعليه مظلة لا يرى من ورائها ، تعرض له الحافظان أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي ومعهما من طلبة العلم والحديث ما لا يحصى ، فتضرعا إليه أن يريهم وجهه ، ويروي لهم حديثا عن آبائه ، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (شرح الجامع الصغير) لكنه أسقط كلمة سبحانه في متن الحديث . ثم قال : قال : أحمد لو قرئت هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنته . ومنهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي الشافعي القزويني المتوفى سنة 623 في (التدوين) (ج 2 ص 87 النسخة الفتوغرافية في كلية طهران المأخوذة من نسخة مكتبة الاسكندرية بمصر) قال : أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين الصغير ابن علي بن الحسين بن علي بن

ص 390

أبي طالب ، سمع علي بن موسى الرضا وكان قد قدم قزوين واليا عليها من قبل الحسن ابن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن علي بن أبي طالب ومات الحسن بن زيد بطبرستان . حدث محمد بن علي بن الجارود عن علي بن أحمد البجلي ، ثنا أحمد بن يوسف المؤدب ، ثنا أحمد بن عيسى العلوي ، ثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله (ص) عن جبرئيل (ع) عن الله عز وجل : لا إله إلا الله حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي . ومنهم العلامة المؤرخ الشيخ أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني في كتابه (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 115 ط بغداد) نقل الحديث عن (تاريخ نيشابور) بعين ما تقدم عن (الجامع الصغير) بتغير بعض عبائر مقدمة الحديث ثم ذكر كلام القشيري ما تقدم عنه . ومنهم العلامة محمد خواجه پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في (ينابيع المودة) ص 385 ط اسلامبول) قال : عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان الهروي قال : كنت مع علي الرضا رضي الله عنه حين خرج من نيسابور وهو راكب بغلته الشهباء فإذا أحمد بن الحرب ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وعدة من أهل العلم قد تعلقوا بلجام بغلته فقالوا : يا ابن رسول الله بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته عن أبيك عن آبائه رضي الله عنهم ، فأخرج رأسه الشريف من مظلته وقال : لقد حدثني أبي موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : سمعت جبرائيل (ع) يقول : سمعت الله جل جلاله يقول : إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني من جاء بشهادة أن

ص 391

لا إله إلا الله بالاخلاص دخل حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي . وفي رواية فلما مرت الراحلة فنادانا إلا بشروطها وأنا من شروطها ، قيل من شروطها الاقرار بأنه مفترض الطاعة . وفي أنساب السمعاني توفي الرضا رضي الله عنه سنة ثلاث ومأتين وقد سم في ماء الرمان . ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 179 مخطوط) نقل الحديث عن (تاريخ نيشابور) بتغيير بعض عبائر مقدمة الحديث بما لا يهم ذكره ، ثم نقل كلام القشيري بعين ما تقدم عنه . ومنهم المحقق المؤرخ المعاصر بهجت أفندي في (تاريخ آل محمد صلى الله عليه وآله) (ص 190 ط مطبعة آفتاب) روى الحديث بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب) بترجمته الفارسية . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 143 ط مصر) نقل الحديث عن (تاريخ نيشابور) بعين ما تقدم عن (شرح الجامع الصغير) إلى قوله : قال الأستاذ أبو القاسم . ثم قال : قال أحمد رضي الله عنه : لو قرء هذا الاسناد على مجنون لأفاق من جنونه . ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في (الإتحاف) (ج 3 ص 147 ط الميمنية بمصر) قال : قلت : هذا الحديث قد وقع لي في مسلسلات شيخ شيوخنا أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد الحنفي المكي فيما قرئته على شيخي الإمام رضي الدين عبد الخالق ابن أبي بكر المزجاجي الحنفي مدينة زبيد في شهور سنة 1162 قال : حدثنا به أبو عبد الله المكي المذكور قرائة عليه ، أخبرنا الحسن بن علي بن يحيى المكي إلى أن قال :

ص 392

حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الكاظم ، حدثني أبي علي ابن محمد بن علي ، حدثني أبي علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى الكاظم ، حدثني أبي جعفر الصادق ، حدثني أبي محمد الباقر ، حدثني أبي علي زين العابدين ، حدثني أبي الحسين بن علي ، حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، حدثني محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، حدثني جبريل سيد الملئكة (ع) قال : قال الله سيد السادات جل وعلا : إني أنا الله لا أنا الله لا إله إلا أنا ، من أقر لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي . هكذا أورده نور الدين بن الصباغ في (الفصول المهمة) وأبو القاسم القشيري في (الرسالة) .

حديث آخر ألقاه (ع) على علماء نيشابور حين تعلقوا بلجام بغلته وطلبوا منه حديثا يلقيه عليهم

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الشيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي المتوفى بعد سنة 884 بقيل في (نزهة المجالس ومنتخب النفائس) (ج 1 ص 22 ط عثمان خليفة بالقاهرة) قال : ورأيت في كتاب (نثر الدرر) دخل علي بن موسى نيسابور ، فتعلق العلماء بلجام بغلته ، وقالوا : بحق آبائك الطاهرين حدثنا حديثا سمعته من آبائك ، فقال : حدثني أبي موسى ، قال : حدثني أبي جعفر ، قال : حدثني أبي الباقر ، قال : حدثني أبي زين العابدين ، قال : حدثني أبي الحسين ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين قال : سمعت النبي (ص) يقول :

ص 393

(الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان) . قال الإمام أحمد : لو قرئت هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه ، قيل : إنه قرء على مصروع ، فأفاق . ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 12 ج 3 ط مطبعة العرفان بيروت) قال : وفي سنن ابن ماجة حدثنا سهل بن أبي سهل ومحمد بن إسماعيل قالا : حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان الهروي قال : حدثنا علي الرضا بن موسى . فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (نزهة المجالس) لكنه أسند قوله : لو قرأ الخ - إلى أبي الصلت قال أبو الصلت : لو قرء هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه . ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) (المخطوط ص 180) قال : وحديث أبي الصلت قال : كنت مع علي بن موسى الرضا رضي الله عنه وقد دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء فغدا إلى طلبه علماء البلد أحمد بن حرب وياسين ابن النضر ويحيى بن يحيى وعدة من أهل العلم فتعلقوا بلجامه ، فقالوا بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك قال : حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر ، قال حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمد بن علي ، قال حدثني أبي سيد العابدين علي بن الحسين ، قال حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي قال سمعت أبي سيد العرب علي ابن أبي طالب . فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (نزهة المجالس) .

ص 394

سبب شهادته عليه السلام

رواه القوم منهم العلامة العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 181 مخطوط) وروي عن محمد بن علي بن حمزة بن منصور بن بشير عن أخيه قال : أمرني المأمون أن أطول أظفاري على العادة ولا أظهر لأحد ذلك ثم استدعاني فأخرج لي شيئا يشبه التمر الهندي وقال : اعجن هذا بيديك جميعا ففعلت ثم قام وتركني ودخل على الرضا رضي الله عنه فقال له ما خبرك ؟ قال أرجو أن أكون صالحا قال المأمون وأنا اليوم بحمد الله صالح . ثم دعاني وقال إيتنا برمان فأتيته فقال لي اعتصره بيديك ففعلت وسقاه المأمون للرضا رضي الله عنه بيده وكان ذلك سبب وفاته ، ولم يلبث إلا يومين حتى مات . قال : وروي عن أبي الصلت قال : دخلت على الرضا رضي الله عنه وقد خرج المأمون من عنده فقال لي يا أبا الصلت قد فعلوها وجعل يوحد الله ويمجده . ومنهم العلامة قاضي القضاة المولى صدر جهان أبي عمر منهاج الدين عثمان بن محمد الجوزجاني الحنفي المتوفى سنة 658 في (طبقات ناصري) (ص 113 ط يوهنى محله) إن المأمون أرسل رجاء بن أبي الضحاك وأحضره (ع) بخراسان وأخذ له البيعة بالخلافة بعده بإشارة فضل بن سهل فاغتاظ العباسيون لذلك فخلعوه عن الخلافة ، وبايعوا إبراهيم بن المهدي ، فندم المأمون وسمه (ع) .

ص 395

نبذة من كلماته (ع)

منها إن الله هو المالك لما ملكهم ، والقادر على ما أقدرهم ، فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله عنها صادا ، وإن ائتمر بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل ، وإن لم يحل وفعلوا فليس هو الذي أدخلهم فيه . رواه العلامة المعاصر الشيخ محمد مصطفى أبو العلاء المالكي في (حديث الإسلام) (ج 1 ص 198 ط مصطفى الحلبي) ومن كلامه (ع) أعظم الرزايا موت العلماء رواه العلامة العارف الشيخ ضياء الدين عبد العزيز بن أحمد الديريني المتوفى سنة 694 في (طهارة القلوب) (ص 218 ط محمد على صبيح بالقاهرة) . ومن كلامه (ع) أيها الناس إن لنا عليكم حقا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكم علينا حق به ، فإذا أديتم إلينا ذلك وجب لكم علينا الحكم والسلام . قاله (ع) حين قال له المأمون : قم واخطب الناس ، فقام وتكلم فحمد الله وأثنى عليه وثنى بذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقاله . رواه ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 238 ط الغري) .

ص 396

ومن كلامه (ع) القناعة تجمع إلى صيانة النفس ، وعز القدرة طرح موتة الاستكثار والتعبد لأهل الدنيا ، ولا ملك طريق القناعة إلا رجلان إما متقلل يريد أجر الآخرة ، أو كريم يتنزه عن آثام الدنيا . رواه العلامة النسابة الشيخ شهاب الدين أحمد النويري في (نهاية الإرب) ومن كلامه (ع) لأخيه زيد حين جنى : يا زيد لعله غرك قول أهل دار البطيخ بالكوفة : إن فاطمة (ع) أحصنت فرجها فرحم الله ذريتها على النار ، أتدري لمن ذلك إنما هو للحسن والحسين ، يا زيد لئن كانا بطاعتهما وطهارتهما يدخلان الجنة وتدخلها أنت بمعصيتك إنك لخير منهما . رواه العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 126 مخطوط) . ومن كلامه (ع) اعذر أخاك على ذنوبه * * واصبر وغط على عيوبه واصبر على سفه السفيه * * وللزمان على خطوبه ودع الجواب تفضلا * * وكل الظلوم إلى حسيبه رواه الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 209 ط العثمانية بمصر) . عن أبي الحسين القرظي عن أبيه قال : حضرنا مجلس أبي الحسن الرضا فجاء رجل فشكا عليه أخا له فأنشأ الرضا يقوله .

ص 397

ومن كلامه (ع) من صام أول يوم يوم من رجب في ثواب الله وجبت له الجنة ، ومن صام يوما من وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر ، ومن صام يوما في آخره جعله الله من أملاك الجنة وشفعه الله في أمه وأبيه وأخوانه وأعمامه وأخواله وخالاته ومعارفه وجيرانه وإن كان فيهم من هو مستوجب النار . رواه في (نور الأبصار) (ص 209 ط العثمانية بمصر) ومن0 كلامه (ع) أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاث مواطن : يوم يولد المولود ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا وقد سلم الله على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال : وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا . وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن أيضا فقال : وسلام علي يوم ولدت يوم أموت يوم ابعث حيا . رواه في (الفصول المهمة) (ص 235 ط الغري) عن ياسر الخادم قال : سمعت أبا الحسن علي موسى الرضا يقوله ورواه في (نور الأبصار) (ص 208 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه (ع) كان يوسف بن يعقوب نبيا فلبس أقبية الديباج المزورة بالذهب والقباطي المنسوجة بالذهب وجلس على متكئات آل فرعون وحكم وأمر ونهى ، وإنما يراد

ص 398

عن الإمام قسط وعدل إذا قال صدق وإذا حكم عدل وإذا وعد أنجز ، إن الله لم يحرم ملبوسا ولا مطعما وتلا قوله تعالى : (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) . قاله (ع) حين دخل علي بن موسى الرضا (ع) بنيشابور قوم من الصوفية فقالوا إن أمير المؤمنين المأمون لما نظر فيما ولاه من الأمور فرآكم أهل البيت أولى من قام بأمر الناس ، ثم نظر في أهل البيت فرآك أولى بالناس من كل واحد منهم فرد هذا الأمر إليك ، والإمامة تحتاج إلى من يأكل الخشن ويلبس الخشن ويركب الحمار ويعود المريض ويشيع الجنائز قال : وكان الرضا متكئا فاستوى جالسا ثم قاله رواه في (الفصول المهمة) (ص 236 ط الغري) ورواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 210 ط العثمانية بمصر) ورواه العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 3 ص ط القاهرة) لكنه أسقط قوله : والقباطي المنسوجة ، وذكر بدل قوله جلس : يجلس ، وبدل قوله ويحكم وحكم وأمر ونهى (1)

(هامش)

(1) قال الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) (ج 2 ص 282 ط حيدر آباد الدكن) قال الحسين بن خالد الصيرفي كنت عند علي بن موسى فسئلته عن شيء فأجابني بشيء لم أفهمه فقال لي : يا أبا عبد الله الصالح فبكيت فقال لم تبكي ؟ قلت فرحا بقولك لي الصالح ، فقال قال الله : أولئك الذين أنعم الله عليهم الآية . قال : فالنبيون محمد والصديقون والشهداء نحن وأنتم الصالحون ، فوالله ما نزلت إلا فيكم ولا عني بها غيركم . (*)

ص 399

ومن كلامه (ع) لما سئل عنه يكلف الله العباد ما لا يطيقون ؟ قال : هو أعدل من ذلك فقيل يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون ؟ قال : هم أعجز من ذلك . رواه العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) في فصل (المسمين بعلي) أبي عثمان المازني . ومن كلامه (ع) شعرا كلنا نأمل مدا في الأجل * * والمنايا هن آفات الأمل لا يغرنك أباطيل المنا * * والزم الفصل ودع عنك العلل إنما الدنيا كظل زائل * * حل فيه راكب ثم رحل رواه العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) في فصل (المسمين بعلي) عن محمد بن يحيى بن أبي عباد حدثني عمي قال : سمعت علي بن موسى الرضا يوما ينشد شعرا ، فذكرها .

قصيدة دعبل في مدح آل رسول الله وإنشادها له عليه السلام

رواها جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 230 ط الغري) قال : ونقل الطوسي ره في كتابه عن أبي الصلت الهروي قال : دخل دعبل الخزاعي

ص 400

على علي بن موسى الرضا بمرو فقال يا ابن رسول الله إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك وأحب أن تسمعها مني فقال له الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا : هات هات فأنشأ يقول :

ذكر محل الربع من عرفات * * فأجريت دمع العين على الوجنات

وقد خانني صبري وهاجت صبابتي * * رسوم ديار أقفرت وعرات

مدارس آيات خلت من تلاوة * * ومنزل وحي مقفر العرصات

لآل رسول الله بالخيف من منى * * وبالبيت والتعريف والجمرات

ديار علي والحسين وجعفر * * وحمزة والسجاد ذي الثفنات

ديار لعبد الله والفضل صنوه * * نجى رسول الله (ص) في الخلوات

منازل كانت للصلاة وللتقى * * وللصوم والتطهير والحسنات

منازل جبريل الأمين يحلها * * من الله بالتسليم والرحمات

منازل وحي الله معدن علمه * * سبيل رشاد واضح الطرقات

قفا نسأل الدار التي حف أهلها * * متى عهدهم بالصوم والصلوات

فأين الأولى شطت بهم غربة النوى * * فأمسين في الأقطار مفترقات

أحب قصي الدار من أجل حبهم * * وأهجر فيهم أسرتي وثقات

وهم آل ميراث النبي إذا انتموا * * فهم خير سادات وخير حماة

مطاعيم في الاعسار في كل مشهد * * لقد شرفوا بالفضل والبركات

أئمة عدل يقتدى بفعالهم * * ويؤمن فيهم زلة العثرات

فيا رب زد قلبي هدى وبصيرة * * وزد حبهم يا رب في حسناتي

لقد آمنت نفسي بهم في حياتها * * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي

ألم تر أني مذ ثلاثين حجة * * أروح وأغدو دائم الحسرات

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج12)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب