الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج12)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 401

أرى فيئهم في غيرهم متقسما * * وأيديهم من فيئهم صفرات

إذا وتروا مدوا إلى أهل وترهم * * أكفا عن الأوتار منقبضات

وآل رسول الله (ص) نحف جسومهم * * وآل زياد غلظوا الفقرات

سأبكيهم ما ذر في الأفق شارق * * ونادى منادي الخير بالصلوات

وما طلعت شمس وحان غروبها * * وبالليل أبكيهم وبالغدوات

ديار رسول الله (ص) أصبحن بلقعا * * وآل زياد تسكن الحجرات

وآل زياد في القصور مصونة * * وآل رسول الله في الفلوات

فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد * * تقطع نفسي أثرهم حسرات

خروج إمام لا محالة خارج * * يقوم على اسم الله بالبركات

يميز فينا كل حق وباطل * * ويجزي على النعماء والنقمات

فيا نفس طيبي ثم يا نفس فاصبري * * فغير بعيد كلما هو آت

وهي قصيدة طويلة عدد أبياتها مأة وعشرون اقتصرت منها على هذا القدر . ولما فرغ دعبل (ره) من إنشادها نهض أبو الحسن الرضا (ص) وقال لا تبرح فأنفذ إليه صرة فيها مأة دينار واعتذر إليه فردها دعبل وقال والله ما لهذا جئت وإنما جئت للسلام عليه والتبرك بالنظر إلى وجهه الميمون وإني لفي غنى فإن رأى أن يعطيني شيئا من ثيابه للتبرك فهو أحب إلي ، فأعطاه الرضا جبة خز ورد عليه الصرة وقال للغلام قل له خذها ولا تردها فإنك ستصرفها أحوج ما تكون إليها فأخذها وأخذ الجبة . ثم أقام بمرو مدة فتجهزت قافلة تريد العراق فتجهز صحبتها فخرج عليهم اللصوص في أثناء الطريق ونهبوا القافلة عن آخرها ولزموا جماعة من أهلها فكتفوهم وأخذوا ما معهم ومن جملتهم دعبل فساروا بهم غير بعيد ثم جلسوا يقتسمون أموالهم فتمثل مقدم اللصوص وكبيرهم يقول :

ص 402

أرى فيئهم في غيرهم متقسما * * وأيديهم من فيئهم خلوات ودعبل يسمعه فقال أتعرف هذا البيت لمن ؟ قال وكيف لا أعرفه وهو لرجل من خزاعة يقال له دعبل شاعر أهل البيت (ع) قاله في قصيدة مدحهم بها فقال دعبل فأنا والله صاحب القصيدة وقائلها فيهم فقال ويلك أنظر ماذا تقول قال والله الأمر أشهر من ذلك واسئل أهل القافلة وهؤلاء الممسوكين معكم يخبروكم بذلك فسئلهم فقالوا بأسرهم هذا دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت المعروف الموصوف ثم إن دعبل أنشدهم القصيدة من أولها إلى آخرها عن ظهر قلب فقالوا قد وجب حقك علينا وقد أطلقنا القافلة ورددنا جميع ما أخذنا منها إكراما لك يا شاعر أهل البيت ثم إنهم أخذوا دعبل وتوجهوا به إلى قم ووصلوه بمال وسئلوه في بيع الجبة التي أعطاها له أبو الحسن الرضا ودفعوا له فيها ألف دينار فقال لا أبيعها وإنما أخذتها للتبرك معي من أثره ، ثم إنه رحل من عندهم من قم بعد ثلاثة أيام فلما صار خارج البلد على نحو ثلاثة أميال وقيل ثلاثة أيام خرج على قوم من أحداثهم أخذوا الجبة منه فرجع إلى قم وأخبر كبارهم بذلك . فأخذوا الجبة منهم وردوها عليه ثم قالوا نخشى أن تؤخذ هذه الجبة منك يأخذها غيرنا ثم لا ترجع إليك ، فبالله إلا ما أخذت الألف وتركتها فأخذ الألف منهم وأعطاهم الجبة ثم سافر عنهم . وعن أبي الصلت (ره) قال قال دعبل رضي الله عنه لما أنشدت مولاي الرضا هذه القصيدة وانتهيت إلى قولي : خروج إمام لا محالة قائم * * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * * ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا ثم رفع رأسه وقال يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذا البيت أتدري من هذا الإمام الذي تقول ؟ قلت : لا أدري إلا أني سمعت يا مولاي

ص 403

بخروج إمام منكم يملأ الأرض عدلا فقال : يا دعبل الإمام عبدي محمد ابني وبعده علي ابنه وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا . ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) روى الحديث بإسناده الطويل عن أبي الصلت بعين ما نقله عنه في (الفصول المهمة) مع زيادة . ومنهم القاضي أبو علي الحسن بن علي بن داود التنوخي المتوفى سنة 384 في (الفرج بعد الشدة) (ص 329 ط القاهرة) روى عن دعبل بن علي الخزاعي الشاعر قال : لما قلت قصيدة (مدارس آيات خلت من تلاوة) قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا رضوان الله عليهم أجمعين وهو بخراسان ولي عهد المأمون ، فوصلت إليه ، فأنشدته فاستحسنها ، وقال : لا تنشدها لأحد حتى آمرك واتصل خبري بالمأمون ، فأحضرني وسئلني عن خبري ثم قال لي : يا دعبل أنشدني (مدارس آيات خلت من تلاوة) . فقلت : لا أعرفها يا أمير المؤمنين ، فقال : يا غلام أحضر أبا الحسن علي بن موسى قال : فلم يكن بأسرع من أن أحضر ، فقال له يا أبا الحسن سألت دعبلا عن (مدارس آيات) فذكر أنه لا يعرفها ، فالتفت إلي أبو الحسن فقال : أنشده يا دعبل فأنشدت القصيدة ولم ينكر ذلك المأمون إلى أن بلغت إلى بيت فيها وهو هذا . قال رسول الله هب لي رقابهم * * وآل زياد غلظ الرقاب ثم تممتها إلى آخرها ، فاستحسنها وأمر لي بخمسين ألف درهم وأمر لي علي بن موسى بقريب منها ، فقلت له : يا سيدي أريد أن تهب لي ثوبا يلي بدنك أتبرك به وأجعله كفنا ، فوهب لي قميصا قد ابتذله ومنشفة وأظنه قال : وسراويل قال : ووصلني ذو الرياستين

ص 404

وحملني على برذون أصغر خراساني ، فكنت أسايره في يوم مطير وعليه ممطر خز وبرنس ومنشفة ، فأمر لي به ودعى بغيره جديدا ، فلبسه وقال إنما آثرتك باللبس لأنه خز الممطرين . قال : فأعطيت به ثمانين دينارا ، فلم تطب نفسي ببيعه وقضيت حاجتي وكررت راجعا إلى العراق فلما صرت بعض الطريق خرج علينا أكراد يعرفون بالسرنجان فسلبوني وسلبوا القافلة ، وكان ذلك في يوم مطير ، فاعتزلت في قميص خلق قد بقي علي وأنا متأسف من دون ما كان معي على القميص والمنشفة اللذين وهبهما لي علي بن موسى الرضا رضي الله عنهما إذ مر بي واحد من الأكراد تحته الأصفر الذي حملني عليه ذو الرياستين وعليه الممطر الخز ثم وقف بالقرب مني وابتدء ينشد : (مدارس آيات) ويبكي ، فلما رأيت ذلك عجبت من لص يتشيع ، ثم طمعت في القميص والمنشفة . فقلت : يا سيدي لمن هذه القصيدة ؟ فقال : وما أنت وذلك ويلك . فقلت له : فيه سبب أخبرك به ، فقال : هي أشهر بصاحبها من أن يجهل ، فقلت : ومن هو ؟ قال : دعبل الخزاعي شاعر آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا سيدي أنا والله دعبل وهذه قصيدتي ، فقال : ويلك ما تقول ؟ قلت : الأمر أشهر من ذلك ، فأسأل أهل القافلة بصحة ما أخبرتك به ، فقال لا جرم والله ولا يذهب من القافلة خلالة فما فوقها ، ثم نادى في الناس من أخذ شيئا يرده على صاحبه ، فردوا على الناس أمتعتهم وعلي جميع ما كان معي ما فقد أحد عقالا ثم انصرفنا إلى شأننا . فقال راوي هذا الخبر عن دعبل : فحدثت بهذا الحديث علي بن بهز الكردي فقال لي : ذلك والله أبي الذي فعل هذا .

ص 405

ومنهم العلامة الشهير سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 238 ط الغري) ذكر من قصيدة دعبل البيت البيت : 3 و4 و5 و10 و11 و12 و13 و18 و19 و21 و25 و26 و27 و28 و29 . لكنه ذكر بدل كلمة مقفر ، موحش ، وبدل قوله : غلظوا الفقرات غلظة وبدل قوله : وأهجر فيهم أسرتي وثقاتي ، وأهجر فيكم زوجتي وبناتي ، وبدل قوله فأمسين في الأقطار ، أفانين بالأطواف وذكر جملة أخرى من أبياتها هي :

واكتم حبك مخافة كاشح * * عنيف لأهل الحق غير موات

قبور بكوفان وأخرى بطيبة * * وأخرى بفخ نالها صلواتي

وأخرى بأرض الجوزجان محلها * * وقبر بباخمرى لدى الغربات

وقبر ببغداد لنفس زكية * * تضمنها الرحمن في الغرفات

فأما الممضات التي ليس بالغا * * مبالغها مني بكنه صفات

نفوس لدى النهرين من أرض كربلا * * معرسهم فيها بشط فرات

تقسمهم نهب المنون فما ترى * * لهم عفرة مغشية الحجرات

وقد كان منهم بالحجون وأهلها * * ميامين نحارون في السنوات

إذا فخروا يوما أتوا بمحمد * * وجبريل والقرآن ذي السورات

ملامك في أهل النبي فإنهم * * أوداي ما عاشوا وأهل ثقاتي

تخيرتهم رشدا لأمري لأنهم * * على كل حال خيرة الخيرات

فيا رب زدني في يقيني بصيرة * * وزد حبهم يا رب في حسنات

بنفسي أنتم من كهول وفتية * * لفك عناة أو لحمل ديات

لقد خفت في الدنيا وأيام عيشها * * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي

ص 406

ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي المصري في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 60 ط مصطفى الحلبي بمصر) قال : ونقل الطوسي في كتابه عن أبي الصلت الهروي قال : دخل دعبل الخزاعي على علي بن موسى الرضا (ع) بمرو فساق الحديث بعين ما تقدم نقله عن (الفصول المهمة) ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة 654 في (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) (ص 85 ط طهران) قال : ومنها حديث دعبل بن علي الخزاعي الشاعر قال دعبل : لما قلت (مدارس آيات خلت الخ) قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا (ع) وهو بخراسان ولي عهد المأمون فأحضرني وسألني عن خبري . ثم قال لي يا دعبل أنشدني (مدراس آيات خلت من تلاوة) فقلت ما أعرفها يا أمير المؤمنين فقال يا غلام أحضر أبا الحسن علي بن موسى الرضا فلم يكن إلا ساعة حتى حضر فقال له يا أبا الحسن سألت دعبلا (مدارس آيات خلت من تلاوة) فذكر أنه لا يعرفها فقال لي أبو الحسن يا دعبل أنشد أمير المؤمنين فأخذت فيها فأنشدتها فاستحسنها فأمرني بخمسين ألف درهم وأمر لي أبو الحسن الرضا بقريب من ذلك فقلت يا سيدي إن رأيت أن تهبني شيئا من ثيابك ليكون كفني فقال نعم ، ثم دفع لي قميصا قد ابتذله ومنشفة لطيفة وقال لي احفظ هذا تحرس به - إلى أن قال : ثم كررت راجعا إلى العراق فلما صرت في الطريق خرج علينا الأكراد فأخذونا وكان ذلك اليوم يوما مطيرا فبقيت في قميص خلق وضر شديد متأسف من جميع ما كان معي على القميص والمنشفة ومفكر في قول سيدي الرضا ، إذ مر بي من الأكراد الحرامية - إلى أن قال : ووقف بالقرب مني ليجتمع إليه أصحابه وهو ينشد :

ص 407

(مدارس آيات خلت من تلاوة) ويبكي فلما رأيت ذلك عجبت من لص من الأكراد يتشيع ثم طمعت في القميص والمنشفة . فقلت يا سيدي لمن هذه القصيدة ؟ فقال وما أنت وذلك ويلك فقلت لي فيه سبب أخبرك به فقال هي أشهر بصاحبها أن تجهل فقلت من ؟ فقال : دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل محمد جزاه الله خيرا قلت له سيدي فأنا والله دعبل وهذه قصيدتي قال ويلك ما تقول قلت الأمر أشهر في ذلك فاسأل أهل القافلة فاستحضر منهم جماعة وسألهم عني فقالوا بأسرهم هذا دعبل بن علي الخزاعي فقال قد أطلقت كلما أخذ من القافلة فما فوقها كرامة لك ثم نادى في أصحابه من أخذ شيئا فليرده فرجع على الناس جميع ما أخذ منهم ورجع إلى جميع ما كان معي ثم بدرقنا إلى الماء فحرست أنا والقافلة ببركة ذلك القميص والمنشفة . وأورد بعد ذكر الواقعة بعض أبيات القصيدة وهي من أول القصيدة إلى البيت التاسع على الترتيب المتقدم عن (الفصول المهمة) ثم ذكر الحادي عشر ، لكنه ذكر بدل كملة فأمسين : أفانين والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والتاسع عشر والرابع والعشرين ، لكنه ذكر بدل قوله تسكن الحجرات : أصبحت غمرات ، والخامس والعشرين وزاد في أثنائها وآخرها أبياتا أخرى وهي :

ديار عفاها جور كل منابذ * * ولم تعف بالأيام والسنوات

منازل وحي الله ينزل حولها * * على أحمد الروحات والغدوات

إذا لم نناج الله في صلواتنا * * بذكرهم لم تقبل الصلوات

وآل رسول الله غلت رقابهم * * وآل زياد غلظ القصرات

وآل رسول الله تدمي نحورهم * * وآل زياد زينوا الحجلات

وآل رسول الله تسبى حريمهم * * وآل زياد آمنوا السربات

فيا وارثي علم النبي وآله * * عليكم سلام دائم النفحات

ص 408

لقد آمنت نفسي بكم في حياتها * * وإني لأرجو الأمن بعد مماتي

ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 206 ط العثمانية بمصر) ذكر ما تقدم عن (الفصول المهمة) بعينه من أوله إلى قوله في الآخر : أتدري من هذا الإمام ، وزاد في أبيات القصيدة قوله : وقل عرى صبري وهاجت صبابتي * * رسوم ديار أقفرت وعرات

أشعار أبي نواس في مدحه (ع)

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 179 مخطوط) قال : وذكر العلامة شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم الأربلي المعروف بابن خلكان في تاريخه أن بعض أصحاب أبي نواس الحسن بن هاني الحكم الشاعر المشهور قال له : ما رأيت أوقح منك ما تركت شيئا إلا قلت فيه شعرا وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا فقال والله ما تركت ذلك إلا إعظاما له وليس قدر مثلي أن يقول في مثله ثم أنشد بعد ساعة هذا الأبيات :

قيل لي أنت أحسن الناس طرا * * في فنون من المقال النبيه

لك من جيد المديح قريض * * يثمر الدر في يدي مجتنيه

فعلى ما تركت مدح ابن موسى * * والخصال التي تجمعن فيه

قلت لا أستطيع مدح إمام * * كان جبريل خادما لأبيه

ومنهم علامة علم المسالك والممالك الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي في (البدء والتاريخ) (ج 1 ص 181 ط مطبعة الخانجي بمصر) قال : واحتج بعض المتأخرين بقول شاعر يمدح ابن موسى الرضا ويقال : هو

ص 409

لأبي نواس (خفيف) :

(قيل لي أنت أوحد الناس في كل مقال من الكلام النبيه)

(لك من جيد الكلام نظام * * يجتنى الدر من يدي مجتنيه)

(فلماذا تركت مدح ابن موسى * * والخصال التي تجمعن فيه)

(قلت : لا أهتدي لمدح إمام * * كان جبريل خادما لأبيه)

ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 1 ص 266) ذكر أبيات أبي نواس هكذا :

(قيل لي أنت أفصح الناس طرا * * في المعاني وفي الكلام النبيه)

(لك من جيد القريض مديح * * ينثر الدر من يدي مجتنيه)

(فلما ذا لم تمتدح نجل موسى * * والصفات التي تحكمن فيه)

(قلت لا أستطيع مدح إمام * * كان جبريل خادما لأبيه)

ثم قال : لا شك أن ناظم هذا العقد الجوهر ، يغفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر . ومنهم العلامة اليافعي الشافعي المتوفى سنة 768 في (مرآة الجنان) (ج 2 ص 12 ط حيدر آباد) ذكر قول أبي نواس وأبياته بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) . ومنهم العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) فصل المسمين بعلي) ذكر أبيات أبي نواس بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) ومنهم العلامة ابن طولون الدمشقي في (الشذرات الذهبية) (97 طبع بيروت) ذكر قول أبي نواس وأبياته بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) .

ص 410

أشعار أخرى له أيضا في مدحه (ع)

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 229 ط الغري) قال : وعن محمد بن يحيى الفارسي قال نظر أبو نواس إلى علي الرضا بن موسى ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له فارهة ، فدنا منه وسلم عليه وقال يا ابن رسول الله قلت فيك أبياتا أحب أن تسمعها مني فقال قل فأنشأ أبو نواس يقول : مطهرون نقيات ثيابهم * * تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا من لم يكن علويا حين تنسبه * * فما له في قديم الدهر مفتخر أولئك القوم أهل البيت عندهم * * علم الكتاب وما جائت بها السور قال : قد جئتنا بأبيات ما سبقك بها أحد ما معك يا غلام من فاضل نفقتنا ؟ قال ثلاثمأة دينار قال ادفعها إليه ثم بعد أن ذهب إلى بيته قال لعله استقلها سق يا غلام إليه بغلة . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 206 ط العثمانية بمصر) روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) ومنهم العلامة الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 60 ط مصر) . ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 65) ذكر البيتين الأولين لكنه ذكر بدل كلمة ثيابهم : جيوبهم وبدل كلمة كلما : أينما ، ثم ذكر البيتين الآخرين هكذا : الله لما برى خلقا وأتقنهم * * صفاكم واصطفاكم أيها البشر فأنتم الملاء الأعلى وعندكم * * علم الكتاب وما جاءت به السور

ص 411

أشعار إبراهيم بن إسماعيل في مدحه عليه السلام

رواه القوم : منهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد النويري في (نهاية الإرب) (ج 5 ص 167 ط القاهرة) قال : قال إبراهيم بن إسماعيل في علي بن موسى الرضا : إن الرزية يا ابن موسى لم تدع * * في العين بعدك للمصائب مدمعا والصبر يحمد في المواطن كلها * * والصبر أن نبكي عليك ونجزعا (1)

(هامش)

(1) قال العلامة النسابة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري المصري في كتابه (نهاية الإرب) (ج 5 ص 166 طبع القاهرة) : ودخل البلاذري على علي بن موسى الرضا يعزيه بابنه فقال : أنت تجل عن وصفنا ، ونحن نقصر عن عظتك ، وفي علمك ما كفاك ، وفي ثواب الله ما عزاك . (*)

ص 413

الإمام التاسع محمد بن علي الجواد عليه السلام

ص 414

تاريخ ولادته ووفاته (ع)

نذكر في ذلك كلام جماعة : منهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 310 ط الغري) قال : الإمام بعد الرضا الجواد محمد المرتضى كان مولده في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومأة ، وقبض ببغداد في ذي القعدة سنة عشرين ومأتين وله يومئذ خمس وعشرون سنة ودفن مع جده موسى (ع) وخلف من الولد الهادي عليا (ع) . ومنهم العلامة الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 3 ص 55 ط مصر) قال : أخبرني علي بن أبي علي ، حدثنا الحسن بن الحسين الثعالبي ، أخبرنا أحمد ابن عبد الله النازع ، حدثنا حرب بن محمد المؤدب ، حدثنا الحسن بن محمد العمى البصري حدثني أبي ، حدثنا محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان قال : مضى أبو جعفر محمد بن علي وهو ابن خمس وعشرين سنة وثلاثة أشهر واثنى عشر يوما ، وكان مولده سنة مأة وخمس وتسعين من الهجرة ، وقبض في يوم الثلاثة لست ليال خلون من ذي الحجة سنة مأتين وعشرين . أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا بن إسحاق البغوي ، أخبرنا الحارث ابن محمد ، حدثنا محمد بن سعد قال : سنة عشرين ومأتين فيها توفي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ببغداد . ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 87 ط طهران) قال : أما ولادته ففي ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان سنة مأة وخمس وتسعين وقيل

ص 415

عاشر رجب منها - أما نسبه فأبوه أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم (إلى أن قال) وأما عمره فإنه مات في ذي الحجة من سنة مأتين وعشرين فيكون عمره خمسا وعشرين سنة (1) . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 368 ط الغري) قال : ولد (أي محمد الجواد) سنة خمس وتسعين ومائة من الهجرة وتوفي سنة مائتين وعشرين وهو ابن خمس وعشرين سنة وكان على منهاج أبيه في العلم والتقى والزهد والجود . وكان يلقب بالمرتضى والقانع وكانت وفاته ببغداد خامس ذي الحجة ودفن إلى جانب جده موسى بن جعفر (ع) بمقابر قريش وقبره ظاهر يزار ، وأمه سكينة وكان له أولاد المشهور منهم على الإمام أبو الحسن العسكري . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 248 ط الغري) قال : ولد أبو جعفر محمد الجواد بالمدينة تاسع عشر شهر رمضان المعظم سنة خمس وتسعين ومائة للهجرة ، وأما نسبه أبا وأما فهو محمد الجواد بن علي بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .

(هامش)

(1) قال في (مطالب السئول) (ص 87 ط طهران) : أما مناقبه فما اتسعت حلبات مجالها ولا امتدت أوقات آجالها بل قضت عليه الأقدار الإلهية بقلة بقائه في الدنيا بحكمها واستجالها ، فقل في الدنيا مقامه وعجل القدوم عليه لزيادة حمامه فلم تطل بها مدته ، ولا امتدت فيها أيامه غير أن الله عز وجل خصه بمنقبة متأنقة في مطالع التعظيم بارقة أنوارها مرتفعة في معارج التفصيل قيمة أقدارها بادية لعقول أهل المعرفة آثارها . (*)

ص 416

وفي (ص 257 - الطبع المذكور) . قبض أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا (ع) ببغداد وكان سبب وصوله إليها إشخاص المعتصم له من المدينة فقدم بغداد مع زوجته أم الفضل بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومائتين وتوفي بها في آخر ذي القعدة الحرام وقيل توفي بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة من السنة المذكورة ودفن في مقابر قريش في ظهر جده أبي الحسن موسى الكاظم ، ودخلت امرأته أم الفضل إلى قصر المعتصم فجعلت مع الحرم وكان له من العمر خمس وعشرون سنة وأشهر وكانت مدة إمامته سبعة عشر سنة (إلى أن قال) ويقال إنه مات مسموما ، وخلف من الولد عليا الإمام وموسى وفاطمة وأمامة ابنين وابنتين . ومنهم العلامة ابن تيمية في (منهاج السنة) (ج 2 ص 127) قال : محمد بن علي الجواد كان من أعيان هاشم وهو معروف بالسخاء والسودد ولهذا سمي الجواد ومات وهو شاب ابن خمس وعشرين سنة ولد سنة خمس وتسعين بعد المأة ومات سنة عشرين أو سنة تسع عشرة بعد المأتين . ومنهم العلامة السيد عباس بن علي المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 69) قال : وكانت ولادته يوم الثلاثاء خامس شهر رمضان وقيل منتصفه سنة خمس وسبعين ومأة وتوفي يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي قعدة سنة عشرين ومأتين وقيل تسع عشرة ومائتين ببغداد ، وقيل إنه مات مسموما سمته زوجته ودفن عند جده موسى الكاظم .

ص 417

ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 123 ط القاهرة) قال : ثم قدم بها يطلب المعتصم لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومأتين وتوفي فيها في آخر ذي القعدة ودفن في مقابر قريش في ظهر جده الكاظم وعمره خمس وعشرون سنة ويقال : إنه سم أيضا عن ذكرين وبنتين أجلهم . ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في كتاب (أئمة الهدى) (ص 135 ط القاهرة بمصر) قال : خاف الملك المعتصم على ذهاب ملكه إلى الإمام محمد الجواد له قدر عظيم علما وعملا ، فطلبه من المدينة المنورة مع زوجته أم الفضل بنت المأمون بن الرشيد إلى بغداد في 28 من المحرم سنة 220 ه‍ - ثم أوعز المعتصم إلى أم الفضل أخته زوجة الإمام فسقته سما وتوفي منه في آخر ذي القعدة سنة 220 ه‍ ودفن بمقابر قريش عند قبر جده الإمام موسى الكاظم وقد كان عمره 25 وأشهرا رضي الله عنه وعليه السلام . ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3 ص 13 ط العرفان) : ذكر ما تقدم عن (الصواعق) بعينه .

ص 418

النص على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السلام

ونذكر في ذلك أحاديث

الأول

ما رواه القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 247 ط الغري) روي عن صفوان بن يحيى قال قلت للرضا قد كنا نسئلك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر من القائم بعدك ؟ فتقول يهب الله لي غلاما وقد وهبك الله وأقر عيوننا به فإن كان كون ولا أرانا الله لك يوما فإلى من ؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه وعمره إذ ذاك ثلاث سنين فقلت وهو ابن ثلاث قال وما يضر من ذلك فقد قام عيسى بالحجة وهو ابن أقل من ثلاث من سنين .

الثاني ما رواه القوم

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 247 ط الغري) قال : وعن معمر بن خلاد قال سمعت الرضا (ع) يقول وذكر شيئا فقال ما حاجتكم إلى ذلك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيرته مكاني وقال : إنا أهل يبت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة .

ص 419

الثالث ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 247 ط الغري) قال : روي عن الجيراني عن أبيه قال كنت واقفا بين يدي أبي الحسن الرضا بخراسان فقال قائل يا سيدي إن كان كون إلى من ؟ فقال : إلى ابني أبي جعفر فكأن السائل استصغر من أبي جعفر فقال الرضا إن الله بعث عيسى بن مريم نبيا صاحب شريعة مبتدئة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر .

الرابع ما رواه القوم

منهم العلامة خواجه پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في (ينابيع المودة) ص 386 ط اسلامبول) قال : وروي أن محمد الجواد دخل على عم أبيه علي بن جعفر الصادق فقام واحترمه وعظمه فقالوا : إنك عم أبيه وأنت تعظمه فأخذ بيده لحيته وقال إذا لم ير الله هذه الشيبة للإمامة أراها أهلا للنار إذا لم أقر بإمامته .

ص 420

اختبار المأمون له فوجده يخبر عن المغيبات

نقله القوم منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 248 ط الغري) . قال : اتفق أن المأمون خرج يوما يتصيد فاجتاز بطرف البلد وثم صبيان يلعبون ومحمد الجواد واقف عندهم فلما أقبل المأمون فر الصبيان ووقف محمد الجواد وعمره إذ ذاك تسع سنين فلما قرب منه الخليفة نظر إليه وكان الله تعالى ألقى في قلبه مسحة قبول ، فقال له يا غلام ما منعك أن لا تفر كما فر أصحابك فقال له محمد الجواد مسرعا يا أمير المؤمنين فر أصحابي خوفا والظن بك حسن إنه لا يفر منك من لا ذنب له ولم يكن بالطريق ضيق فأنتهي عن أمير المؤمنين ، فأعجب المأمون كلامه وحسن صورته . فقال ما اسمك يا غلام ؟ فقال : محمد بن علي الرضا فترحم الخليفة على أبيه وساق جواده إلى نحوه وجهته كان معه بزاة الصيد فلما بعد عن العمارة أخذ الخليفة بازيا منها وأرسل على دراجة فغاب البازي عنه قليلا ثم عاد وفي منقاره سمكة في يده وكر راجعا إلى داره وترك الصيد في ذلك اليوم وهو متفكر فيما صاده البازي من الجو فلما وصل موضع الصبيان وجدهم على حالهم ووجد محمدا معهم فتفرقوا على جاري عادتهم إلا محمدا فلما دنى منه الخليفة ، قال يا محمد قال لبيك يا أمير المؤمنين قال ما في يدي فأنطقه الله تعالى بأن قال إن الله تعالى خلق في بحر قدرته المستمسك في الجو ببديع حكمته سمكا صغارا فصاد منها بزاة الخلفاء كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى فلما سمع المأمون كلامه تعجب منه وأكثر وجعل يطيل النظر فيه

ص 421

وقال أنت ابن الرضا حقا وبيت المصطفى (ص) صدقا . وأخذه معه وأحسن إليه وقربه وبالغ في إكرامه وإجلاله وإعظامه فلم يزل مشفقا لما ظهر له أيضا بعد ذلك من بركاته ومكاشفاته وكراماته وفضله وعلمه وكمال عقله وظهور برهانه مع صغر سنة ولم يزل المأمون متوفرا على تبجيله وعطائه وإكرامه . ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 87 ط طهران) : روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) معنى لكنه ذكر بدل كلمة : تسع سنين ، إحدى وعشرة سنة . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق المحرقة) (ص 123 ط البابي بحلب) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) بعينه ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 115 ط بغداد) روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (الفصول المهمة) ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3 ص 13 ط العرفان) روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (الفصول المهمة) ومنهم العلامة المعاصر السيد عبد الغفار الهاشمي في (أئمة الهدى) (ص 129 ط القاهرة) روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) ملخصا . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 217 ط العثمانية بمصر) روي الحديث بمعنى ما تقدم عن (الفصول المهمة)

ص 422

عجز العلماء عن مناظرته (ع)

رواه جماعة من أعلام القوم منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي في كتابه (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) (المخطوط ص 184) قال في شرح أحوال الرضا (ع) : وأراد (أي المأمون) أن ينكحه (أي ابن الرضا) ابنته أم الفضل (1) فشق ذلك على العباسيين وخافوا أن ينتهي الأمر معه إلى ما انتهى مع الرضا رضي الله عنه ، فمنعوه من ذلك فذكر لهم أنه إنما اختاره لتبريزه على كافة أهل الفضل علما ومعرفة مع حداثته فتنازعوا في اتصاف أبي جعفر رضي الله عنه بذلك وقالوا قد رضينا لك يا أمير المؤمنين ولأنفسنا بامتحانه فخل بيننا وبينه لنرسل إليه من يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة فإن أصاب لم يكن لنا اعتراض في أمره

(هامش)

(1) قال العلامة القاضي الرشيد أبو الحسن أحمد بن القاضي الرشيد ابن الزبير من أعيان القرن الخامس في (الذخاير والتحف) (ص 101 ط كويت) . قال : قال الريان بن ابن خال المعتصم : لما أراد عبد الله المأمون بالله أن يزوج ابنته أم الفضل بابي جعفر محمد بن علي الرضا اجتمع إليه أهل بيته وعلية الناس (أي أشرافهم) فعقد بينهما النكاح وأولم عليها المأمون وليمة عظيمة وذلك في سنة اثنتين ومأتين وجلس الناس على مراتبهم الخاص والعام . قال الريان فإني كذلك إذ سمعت كلاما كأنه من كلم الملاحين في مجاوباتهم فإذا بالخدم يجرون سفينة من فضة فيها قلوس من ابريسم مملوئة غالية فخضبوا لحى أهل الخاصة بها ، ثم مدوا الزورق إلى أهل العامة فطيبوهم . (*)

ص 423

وإن عجز عن ذلك قد كفينا الخطب في معناه فقال لهم المأمون شأنكم وذاك متى أردتم ، فخرجوا من عنده وأجمع رأيهم على يحيى بن أكثم وهو يومئذ قاضي القضاة على أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب عنها فاجتمعوا في اليوم الموعود وحضر معهم يحيى بن أكثم وجلس المأمون وأبو جعفر في مكانهما فسأل يحيى أبا جعفر رضي الله عنه مسائل وأجابه أبو جعفر بأحسن جواب . فقال المأمون يا أبا جعفر إن أردت أن تسأل يحيى ولو مسألة واحدة ، فقال : أبو جعفر رضي الله عنه ليحيى أسألك ؟ قال ذلك إليك جعلت فداك فإن عرفت جواب ما سألتني وإلا استفدته منك . فقال أبو جعفر رضي الله عنه ما تقول في رجل نظر إلى امرأة في أول النهار فكان نظره إليها حراما عليه ، فلما ارتفع النهار حلت له ، فلما زالت الشمس حرمت عليه ، فلما كان وقت العصر حلت له ، فلما غربت الشمس حرمت عليه ، فلما دخل وقت العشاء حلت له ، فلما كان نصف الليل حرمت عليه ، فلما طلع الفجر حلت له ما حال هذه المرأة وبماذا حلت وحرمت عليه ؟ قال يحيى بن أكثم والله لا أهتدي إلى جواب هذه المسألة ولا أعرف الوجه فيه فإن رأيت أن تفيدنا فقال له أبو جعفر رضي الله عنه : هذه أمة لرجل من الناس نظر إليها أجنبي في أول النهار فكان نظره إليها حراما عليه ، فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلت له ، فلما كان الظهر أعتقها فحرمت عليه ، فلما كان العصر تزوجها فحلت له ، فلما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه ، فلما كان وقت العشاء الآخرة كفر عن الظهار فحلت له ، فلما كان نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه ، فلما كان وقت الفجر راجعها فحلت له فلما فرغ أبو جعفر رضي الله عنه من كلامه أقبل المأمون على العباسيين وقال قد عرفتم ما تنكرون ثم زوجه في ذلك المجلس ابنته أم الفضل . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 249 ط الغري)

ص 424

روي الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) بنحو أبسط . ومنهم العلامة المعاصر محمد عبد الغفار الهاشمي في (أئمة الهدى) (ص 129 ط مصر) روي الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) ملخصا ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 116 ط بغداد) روي الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) ملخصا ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3 ص 13 ط مطبعة العرفان ببيروت) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) مخلصا . ومنهم العلامة الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 66 ط مصر) . روي الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) ملخصا ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 217 ط العثمانية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) ملخصا . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 123 ط البابي بحلب) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا)

حمل شجرة النبقة ببركة صلاته (ع) عندها

رواه القوم : منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 151 ط مصر) قال : حكي أنه لما توجه أبو جعفر محمد الجواد إلى المدينة الشريفة خرج معه

ص 425

الناس يشيعونه للوداع فسار إلى أن وصل إلى باب الكوفة عند دار المسيب فنزل هناك مع غروب الشمس ودخل إلى مسجد قديم مؤسس بذلك الموضع ليصلي فيه المغرب وكان في صحن المسجد شجرة نبق لم تحمل قط فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل الشجرة وقام يصلي فصلى معه الناس المغرب ، ثم تنفل بأربع ركعات وسجد بعدهن للشكر ثم قام فودع الناس وانصرف فأصبحت النبقة وقد حملت من ليلتها حملا حسنا فرآها الناس وقد تعجبوا من ذلك غاية العجب . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 252 ط بغداد) روي الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار) ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 116 ط بغداد) روى الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار) ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 1 ص 168 ط الحلبي بالقاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار) ثم قال : وكان ما هو أغرب من ذلك وهو أن نبق هذه الشجرة لم يكن له عجم ، فزاد تعجبهم من ذلك وهذا من بعض كراماته الجليلة ومناقبه الجميلة .

ص 426

تمسح السباع به ومسحه لها بكمه وعدم إيذائها له

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 219 ط العثمانية بمصر) قال : نقل بعض الحفاظ أن امرأة زعمت أنها شريفة بحضرة المتوكل فسئل عمن يخبره بذلك فدل على محمد الجواد فأرسل إليه فجاء فأجلسه معه على سريره وسأله فقال : إن الله حرم لحم أولاد الحسين على السباع فتلقى للسباع فعرض عليها ذلك فاعترفت المرأة بكذبها ، ثم قيل للمتوكل ألا تجرب ذلك فيه فأمر بثلاثة من السباع فجيئ بها في صحن قصره ثم دعا به فلما دخل من الباب أغلقه والسباع قد اصمت الاسماع من زئيرها فلما مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه وقد سكنت فتمسحت به ودارت حوله وهو يمسحها بكمه ثم ربضت فصعد للمتوكل فتحدث معه ساعة ثم نزلت ففعلت معه كفعلها الأول حتى خرج فاتبعه المتوكل بجائزة عظيمة ، وقيل للمتوكل أفعل كما فعل ابن عمك فلم يجسر عليه وقال تريدون قتلي ثم أمرهم أن لا يفشوا ذلك .

ص 427

تسييره لرجل من محرابه بالشام إلى مسجد الكوفة ومنه إلى مسجد الحرام ثم إرجاعه له إلى محرابه في ساعة واحدة

رواه القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 253 ط الغري) روي عن أبي خالد قال كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتى به من الشام مكبلا بالحديد وقالوا إنه تنبأ فأتيت باب السجن ودفعت شيئا للسجان حتى دخلت عليه فإذا برجل ذي فهم وعقل ولب فقلت : يا هذا ما قصتك ؟ قال : إني كنت رجلا بالشام أعبد الله تعالى في الموضع الذي يقال إنه نصب فيه رأس الحسين (ع) فبينما أنا ذات يوم في موضعي مقبل على المحراب أذكر الله إذ رأيت شخصا بين يدي فنظرت إليه فقال قم فقمت معه فمشي قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي : تعرف هذا المسجد ؟ قلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصلى فصليت معه ثم خرج فخرجت معه فمشي قليلا فإذا نحن بمكة المشرفة فطاف بالبيت فطفت معه ثم خرج فخرجت معه فمشي قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت فيه بالشام ثم غاب عني ، فبقيت متعجبا مما رأيت فلما كان العام المقبل فإذا بذلك الشخص قد أقبل علي فاستبشرت به فدعاني فأجبته ففعل بي كما فعل بي العام الماضي ، فلما أراد مفارقتي قلت له سئلتك بحق الذي أقدرك على ما رأيت منك إلا

ص 428

ما أخبرتني من أنت فقال أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ، فحدثت بعض من كان يجتمع لي بذلك فرفع ذلك إلى محمد بن عبد الملك الزيات فبعث إلي من أخذني في موضعي وكبلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبسني كما ترى وادعى علي بالمحال قلت له فأرفع عنك قصة إلى محمد بن عبد الملك الزيات ؟ قال إفعل فكتبت عنه قصة وشرحت فيها أمره ورفعتها إلى محمد ابن عبد الملك فوقع على ظهرها : قل للذي أخرجك من الشام إلى هذه المواضع التي ذكرتها يخرجك من السجن الذي أنت فيه ، فقال أبو خالد فاغتممت لذلك وسقط في يدي وقلت إلى غد آتيه وآمره بالصبر وأعده من الله بالفرج وأخبره بمقالة هذا الرجل المتجبر قال فلما كان من الغد باكرت السجن فإذا أنا بالحرس والجند وأصحاب السجن وناس كثير في هرج فسألت ما الخبر فقيل لي أن الرجل المتنبي المحمول من الشام فقد البارحة من السجن وحده بمفرده وأصبحت قيوده والأغلال التي كانت في عنقه مرمى بها في السجن لا ندري كيف خلص منها فلم يوجد له أثر ولا خبر ولا يدرون أغمس في الماء أم عرج به إلى السماء فتعجبت من ذلك وقلت استخفاف ابن الزيات بأمره واستهزائه بما وقع به على قصته خلصه من السجن . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 219 طبع العثمانية بمصر) روي الحديث نقلا عن (فصول المهمة) بعين ما تقدم عن بلا واسطة لكنه ذكر بدل كلمة ذات يوم : ذات ليلة .

نبذة من كلماته (ع)

ما عظمت نعم الله على أحد إلا عظمت إليه حوائج الناس فمن لم يتحمل تلك المؤونة عرض تلك النعمة للزوال . رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري)

ص 429

ورواه في (نور الأبصار) (220 ط العثمانية بمصر) ورواه العلامة الشيخ عبد الهادي الأبياري المصري المعاصر في كتاب (جالية الكدر في شرح منظومة البرزنجي) (ص 206 ط مصر) ومن كلامه (ع) من استغنى بالله افتقر الناس إليه ، ومن اتقى الله أحبه الناس . رواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه (ع) من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة . رواه في (تاريخ بغداد) (ج 3 ص 54 ط السعادة بمصر) قال : أخبرني محمد بن الحسين القطان ، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، حدثنا أبو جعفر الحسن بن علي بن جعفر القمي ، حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الأسدي (1) عن عبد الرحمن بن أبي عران عن الحسن بن علي بن جعفر القمي ، حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الأسدي عن عبد الرحمن عن محمد بن زيد الشبيه قال : سمعت ابن الرضا محمد بن علي بن موسى يقوله . ورواه في (الفصول المهمة) (ص 254 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) ورواه في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 70)

(هامش)

(1) الظاهر سقوط الحيلولة بين الأسدي الأول وقوله عن عبد الرحمان (*)

ص 430

ومن كلامه (ع) الجمال في اللسان ، والكمال في العقل رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه (ع) الشريف كل الشريف من شرفه علمه ، والسؤدد كل السؤدد لمن اتقى الله ربه . رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 231 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه (ع) الناس أشكال وكل يعمل على شاكلته ، والناس أخوان فمن كانت إخوته في غير ذات الله تعالى فإنها تعود عدواة وذلك قوله عز وجل : الأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين . رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه (ع) حسب المرء من كمال المروة أن لا يلقي أحدا بما يكره ، ومن حسن خلق الرجل كفه أذاه ، ومن سخائه بره بمن يجب حقه عليه ، ومن كرمه إيثاره على نفسه ، ومن صبره قلة شكواه ومن عقله إنصافه من نفسه ومن إنصافه قبول الحق إذا بان له ومن

ص 431

نصحه نهيه عما لا يرضاه لنفسه ، ومن حفظه لجوارك تركه توبيخك عند أشنانك مع علمه بعيوبك ، ومن رفقه تركه عذلك بحضرة من تكره ، ومن حسن صحبته لك إسقاطه عنك مؤنة التحفظ ومن علامة صداقته لك كثرة موافقته وقلة مخالفته ، ومن شكره معرفته إحسان من أحسن إليه ، ومن تواضعه معرفته بقدره ، ومن سلامته قلة حفظه لعيوب غيره وعنايته بصلاح عيوبه . رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل كلمة اشنانك : ذنب أصابك . ومن كلامه (ع) لا تعالجوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم وارحموا ضعفاءكم واطلبوا من الله الرحمة بالرحمة فيهم . رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه (ع) من استحسن قبيحا كان شريكا فيه . رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر)

ص 432

ومن كلامه (ع) موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل ، وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر . رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري) نقلا عن كتاب الجنابذي . ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل كلمة أكثر في الموضعين : أكبر . ومن كلامه (ع) العامل بالظلم والمعين عليه والراضي شركاء . رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه (ع) لو سكت الجاهل ما اختلف الناس . رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه (ع) لا زال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى أن يبلغ ثماني عشرة سنة ، فإذا

ص 433

بلغها غلب عليه أكثرها فيه وما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من الله إلا كتب الله على اسمه شكرها له قبل أن يحمده ، ولا أذنب العبد ذنبا فعلم أن الله يطلع عليه إن شاء عذبه وإن شاء غفر له إلا غفر له قبل أن يستغفر . رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه (ع) من أخطأ وجوه المطالب خذلته وجوه الحيل والطامع في وثاق الطل ، ومن طلب البقاء فليعد للمصائب قلبا صبورا . رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 221) لكنه أسقط كلمة وجوه وذكر بدل كلمة الطل : الذل . ومن كلامه (ع) لا تفسد الظن على صديق قد أصلحك اليقين له ، ومن وعظ أخاه سرا فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه . رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه (ع) القصد إلى الله بالقلوب أبلغ من إثبات الجوارح بالأعمال . رواه في (الفصول المهمة) (ص 254 ط الغري)

ص 434

ومن كلامه (ع) لقيس بن سعد حين قدم من مصر : يا قيس إن للمحن أخريات لا بد أن ينتهى إليها فيجب على العاقل أن ينام لها إلى إدبارها فإن مكابدتها بالحيلة عند إقبالها زيادة فيها . رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل قيس : بشر . ومن كلامه (ع) مقتل الرجل بين فكيه والرأي مع الإناءة ، وبئس الظهر وبئس الظهير الرأي القصير الرأي الفطير . رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) ، لكنه ذكر بدل كلمة فكيه : كفيه ، على ذكر الرأي الفطير . ومن كلامه (ع) العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى والصبر زينة البلاء والتواضع زينة الحسب والفصاحة زينة الكلام والحفظ زينة الرواية وخفض الجناح زينة العلم وحسن الأدب زينة العقل وبسط الوجه زينة الكرم وترك المن زينة المعروف والخشوع زينة الصلاة والتنفل زينة القناعة وترك ما لا يعني زينة الورع .

ص 435

رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) لكنه ذكر بدل كلمة العقل : الورع ، وأسقط قوله : زينة الكرم إلى قوله : والتنفل . ومن كلامه (ع) لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد ثم اتقى الله تعالى لجعل منها مخرجا . رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري) وفي (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه (ع) يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم . رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري) . ومن كلامه (ع) من أمل إنسانا هابه ، ومن جهل شيئا عابه ، والفرصة خلسة ، ومن كثر همه سقم جسده ، وعنوان صحيفة المسلم حسن خلقه . رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري) ورواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر) ، لكنه ذكر بدل كلمة جسده : جسمه .

ص 436

ومن كلامه (ع) أربع خصال تعين المرء على العمل : الصحة والغنى والعلم والتوفيق . رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري) . ومن كلامه (ع) من أمل فاجرا كان أدنى عقوبته الحرمان . رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري) . وفي (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) . ومن كلامه (ع) كيف يضيع من الله كافله وكيف ينجو من الله طالبه . رواه في (الفصول المهمة) نقلا عن تذكرة ابن حمدون . ومن كلامه (ع) إن لله عبادا يخصهم بدوام النعم فلا تزال فيهم ما بذلوا لها فإذا منعوها نزعها عنهم وحولها إلى غيرهم . رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري) . ورواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل قوله ما بذلوا لها : ما بذلوها ، وبدل كلمة فإذا : فإن .

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج12)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب