الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج14)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 101

يا نبي الله؟ فقال: إنك إلى خير، إنك إلى خير. وعطاء هو ابن أبي رباح. ورواه عن عبد الملك (هذا) جماعة: أخبر أبو سعد السعدي، أخبرنا أبو بكر القطيعي، أخبرنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال حدثني أبي، حدثني عبد الله بن نمير، حدثني عبد الملك بن أبي سليمان: عن عطاء بن أبي رباح قال: حدثني من سمع أم سلمة تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه فقال لها: ادعي زوجك وابنيك فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له على دكان (كذا) وكان تحته كساء خيبري وأنا في الحجرة أصلي فأنزل الله عز وجل هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت: فأدخلت رأسي في البيت وقلت: أنا معكم يا رسول الله؟ قال: إنك إلى خير، إنك إلى خير. قال عبد الملك وحدثني بها أبو ليلى عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء. وحدثني داود ابن أبي عوف، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة بمثله سواء. ورواة أيضا أبو ليلى الكندي عنها: أخبرنا أبو سعد بن علي، أخبرنا أبو الحسين الكهيلي، أخبرنا فغشاهم به، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت: فأدخلت رأسي في البيت وقلت: أنا معكم يا رسول الله؟ قال: إنك إلى خير، إنك إلى خير.

ص 102

قال عبد الملك: وحدثني بها أبو ليلى عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء. وحدثني داود بن أبي عوف، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة بمثله سواء. ورواة أيضا أبو ليلى الكندي عنها: أخبرنا أبو سعد بن علي، أخبرنا أبو الحسين الكهيلي، أخبرنا عن عقرب، عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل ومحمد وعلي وفاطمة وحسن وحسين، وجبرئيل يملي على رسول الله، ورسول الله يملي على علي:. أخبرنا أبو القاسم بن أبي الوفاء، وأبو عبد الله الثقفي من أصل سماعهما: أن أبا سعد بن حمدويه الزاهد أخبرهم قال: أخبرنا عبد الله بن أبي داود السخري، أخبرنا أبو الربيع سليمان بن داود المصري، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي - وهو عمار الدهني -، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء، عن عمرة الهمدانية قالت: قالت أم سلمة: أنت عمرة؟ قلت: نعم يا أماه ألا تخبريني؟ وأيضا أخبرناه أبو عمر البسطامي، أخبرنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني، أخبرنا الحسن بن الفرح الغرني، أخبرنا عمرو بن خالد الحراني، أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي: عن عمرة الهمدانية أنها دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (و) قالت: يا أمتاه ألا تخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا فمحب ومبغض (له) قالت لها أم سلمة: أتحبينه؟ قالت: لا أحبه ولا أبغضه - يريد علي بن أبي طالب - فقالت لها أم سلمة: أنزل الله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وما في البيت إلا جبرئيل ورسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين وأنا، فقلت: يا رسول الله أنا من أهل البيت؟ فقال رسول الله: أنت من صالح نسائي (كذا) فلو كان قال: نعم، كان أحب إلى مما تطلع عليه الشمس وتغرب.

ص 103

والحديثان لفظا سواء. ورواة أيضا الطحاوي عن فهد، عن سعيد بن كثير بن عفير، قال: حدثني ابن لهيعة به. أخبرنا أبو سعد ابن علي، أخبرنا أبو الحسين الكهيلي، أخبرنا أبو جعفر الحضرمي، أخبرنا عباد بن يعقوب، أخبرنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش، عن بعض أشياخه: عن أم سلمة قالت أتى رسول الله منزلي فقال لي: لا تأذن لأحد علي. فجاءت فاطمة فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها، ثم جاء الحسن فلم أستطع أن أحجبه عن أمه وجده، ثم جاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه عن أمه وجده وأخيه، ثم جاء علي فلم أستطع أن أحجبه عن زوجته وابنيه، قالت: فجمعهم رسول الله حوله وتحته كساء خيبري فجللهم رسول الله جميعا ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقلت: يا رسول الله وأنا معهم؟ فوالله ما قال: وأنت معهم ولكنه قال: إنك على خير، وإلى خير. فنزلت عليه: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ورواه أيضا سالم بن عبد الله عن عطية، عن أبي سعيد الخدري: أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله أن أبا حفص بن شاهين أخبرهم ببغداد قال: أخبرنا عبد الله بن سليمان، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي الكرماني بن عمرو، قال: حدثنا أبو حماد سالم بن عبد الله: عن عطيه العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: حين نزلت (وأمر أهلك بالصلاة) كان النبي يجئ إلى باب على صلاة الغداة ثمانية أشهر، يقول: الصلاة رحمكم الله، (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) الآية. حدثنا أبي، حدثنا محمد بن علي بن مهران، حدثنا عبيد الله بن موسى،

ص 104

حدثنا عمران أبو عمر الأزدي: عن عطية، عن أبي سعيد قال: نزلت هذه الآية في نبي الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين. حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا محمد بن عثمان العجلي، ويعقوب بن سفيان، قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا عمران: عن عطية، عن أبي سعيد، قال: لما نزلت الآية: (إنما يريد الله) في نبي الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين فجللهم رسول الله بكساء خيبري فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وأم سلمة على باب البيت فقالت: وأنا؟ قال: وأنت إلى خير. حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا حماد بن الحسن النهشلي، وأبو أمية الطرسوسي، ويعقوب بن إسحاق، وأبو سفيان صالح بن حكيم البصري قالوا: حدثنا بكر بن زياد العنزي، حدثنا مندل، عن الأعمش: عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله: نزلت هذه الآية في خمسة: في وفي علي وحسن وحسين وفاطمة (إنما يريد الله) الآية. حدثنا يحيى، حدثنا محمد بن عبيد بن عبيد الكندي، حدثنا إبراهيم بن خالد بن ميمون، حدثنا علي بن عابس، عن أبي الجحاف، عن عطية، عن أبي سعيد. وعن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: نزلت هذه الآية: (إنما يريد الله) في خمسة، في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم. حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا جعفر بن مسافر، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا منصور بن أبي الأسود، قال: سمعت أبا داود، قال: سمعت أبا الحمراء يقول: حفظت من رسول الله سبعه أشهر - أو ثمانية -

ص 105

يجئ عند وقت كل صلاة إلى باب فاطمة وحسن وحسين فيقول: الصلاة يرحمكم الله (إنما يريد الله) الآية. حدثنا علي بن محمد بن أحمد المصري، قال حدثني الحسن بن علي بن أشعث ، حدثني محمد بن يحيى بن سلام، عن أبيه. وحدثني يونس بن إسحاق، عن أبي داود: عن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر مع رسول الله كيوم واحد، فسمعت النبي صلى الله عليه وآله إذا طلع الفجر جاء إلى باب على وفاطمة فقال: الصلاة ثلاثا (إنما يريد الله) الآية. حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا عبيد الله بن محمد العبسي، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد: عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة بعد أن بنى بها علي ستة أشهر فيقول: الصلاة (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) الآية. ورواه أيضا عمران بن مسلم أبو عمر عن عطية: حدثني أبو طالب حمزة بن محمد بن عبد الله الجعفري، حدثني أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بدمشق: حدثني أبو الحسين عثمان بن محمد بن علان النبيه الدهني، حدثني محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثني علي بن الحسن سالم الأزدي، حدثني أسباط بن محمد، عن عمران بن مسلم: عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية (إنما يريد الله) في النبي وفاطمة والحسن والحسين وعلي فألقى عليهم الكساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ص 106

(الآية الرابعة)

قوله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام عن جماعة من أعلام العامة في (ج 3 ص 2، إلى ص 22 و531، إلى ص 533 وج 6 ص 92، إلى ص 101) ونستدرك النقل هيهنا عمن لا ننقل عنهم: ويشتمل على أحاديث:

الأول حديث ابن عباس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي في (مناقبه) (ص 112 مخطوط) قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أنبأ أبو محمد عبد العزيز ابن أبي صابر إذنا، أنبأ إبراهيم بن إسحاق بن هاشم بدمشق، نبأ عبيد الله بن جعفر العسكري بالرقة، نبأ يحيى بن عبد الحميد، نبأ حسين الأشقر، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدهما.

ص 107

ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص. 13 ط الأعلمي ببيروت) قال: حدثني القاضي أبو بكر الحيري، حدثني أبو العباس الضبعي، حدثني الحسين ابن علي بن زياد السري، حدثني يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثني حسين الأشقر، قال: حدثني قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدهما. وأخبرنيه الحاكم الولد، عن ابن شاهين، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن عبيد بن الحسن بن قنفذ البزاز، عن الحماني. ورواة عن يحيى جماعة. وأخبرنيه أبو السكري، أخبرنا أبو عمرو الحبري، أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا يعقوب بن سفيان أخبرنا يحيى بن عبد الحميد، أخبرنا حسين، أخبرنا قيس، أخبرنا الأعمش، عن سعيد: عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجرا) قالوا: يا رسول الله من قرابتك التي افترض الله علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدها. أخبرناه أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، أخبرنا محمد بن عيسى الواسطي، وأحمد بن عمار، قالا: حدثنا يحيى الحماني، حدثنا حسين، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد: عن ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا: يا رسول الله ومن هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال:

ص 108

فاطمة وعلي وولدهما. وقال أحمد بن عمار في حديثه: من قرابتك الذي افترض الله علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدهما. ثلاث مرات يقولها. ورواه عن حسين بن حسن الأشقر جماعة سوى يحيى. حدثنيه أبو حازم الحافظ من أصل سماعه، حدثنا بشر بن أحمد، حدثنا الهيثم بن خلف الدوري، حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم، حدثنا حسين الأشقر، حدثنا قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس قال: لما نزلت (قال لا أسألكم عليه أجرا) الآية، قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين نودهم فيك؟ قال: علي وفاطمة وولدها. أخبرنا أبو نصر المفسر، وأبو نصر منصور بن عبد القاهر البغدادي قالا: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج، حدثنا محمد بن عبد الله سليمان الحضرمي. وأخبرنا محمد بن عبد الله الرزجاهي، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي الحضرمي. وحدثني أبو عبد الله الدينوري، حدثنا برهان بن علي الصوفي، حدثنا محمد ابن عبد الله الحضرمي، حدثنا حرب بن الحسن الطحان، حدثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابنيها. وقال الإسماعيلي: وابنيها. حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ وهو بخطه عندي قال: أخبرني مخلد بن جعفر الدقاق، أخبرني محمد بن جرير الطبري قال: حدثني القاسم بن إسماعيل، حدثني أبو المنذر حسين بن حسن الأشقر، عن قيس، عن أبي الربيع، عن الأعمش،

ص 109

عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس في قوله عز وجل (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قال: علي وفاطمة والحسن والحسين. أخبرنا أبو سعد ابن علي أخبرنا أبو الحسين الكهيلي الحضرمي، أخبرنا محمد بن مرزوق، قال: حدثني حسين الأشقر، قال: حدثنا نضر بن زياد، عن عثمان بن أبي اليقظان، عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس قال: قالت الأنصار فيما بينهم: لو جمعنا لرسول الله مالا يبسط فيه يده ولا يحول بينه وبين أحد فقالوا: يا رسول الله إنا أردنا أن نجمع لك من أموالنا شيئا يبسط فيه يدك لا يحول بينك وبين أحد. فأنزل الله (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى). ورواه أيضا طاووس اليماني عن ابن عباس: أخبرنا أبو عمرو البسامي، أخبرنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني، أخبرنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا سهل بن بكار، أخبرنا شعبة، أخبرنا عبد الملك بن ميسرة، عن طاووس: عن ابن عباس قال: لم يكن بطن من بطون قريش إلا لرسول الله فيه قرابة فنزلت هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) أي) إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم. وقال حدثني عبد الله بن أحمد الهروي، حدثني عبد الله بن أحمد الحمودي حدثني إبراهيم بن خريم الشاشي، حدثني عبد بن حميد الكشي، حدثني سليمان ابن داود، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت طاوسا يقول: سأل رجل عن ابن عباس في قوله: (إلا المودة في القربى) فقال ابن جبير: القربى آل محمد. فقال ابن عباس: عجلت، إنه لم يكن

ص 110

فخذ من قريش إلا كان بينهم وبين رسول الله قرابة فقال: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) إلا أن تصلوا قرابتي أو ما بيني وبينكم من القرابة. ورواه أيضا ابن راهويه في مسنده عن عبدي كذا عن شعبة. ورواه أيضا يوسف عنه: وبه حدثنا عبد بن حميد، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمه، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران: عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) أي إلا أن تودوني في قرابتي ولا تؤذوني. ورواه أيضا عامر الشعبي عنه: وبه حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن داود، عن الشعبي: عن ابن عباس قال: إلا أن تصلوا قرابتي ولا تكذبوني. أخبرنا الهيثم بن أبي الهيثم القاضي، أخبرنا بشر بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا أبو بكر الختلي ببغداد، أخبرنا نضر بن علي قال أخبرني أبي، عن شعبة، عن داود، عن الشعبي قال: خالفني أهل الكوفة فيها فكتبت إلى ابن عباس ما أراد الله من قوله: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قال: أن تصلوني في قرابتي. أخبرونا عن أبي رجاء السنحي في تفسيره قال: أخبرنا إلياس بن الفضل، أخبرنا أبو نوفل بن داود، عن ابن السائب، عن أبي صالح: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة وليس بيده شيء، وكانت تنوبه نوائب وحقوق، فكان يتكلفها وليس بيده سعة، فقالت الأنصار فيما بينها: هذا

ص 111

رجل قد هداكم الله على يديه وهو ابن أختكم تنوبه نوائب وحقوق وليس في يده سعة، فاجمعوا له طائفة من أموالكم ثم ائتوه بها يستعين بها على ما ينوبه، ففعلوا ثم أتوه بها فنزل: (قل لا أسألكم عليه أجرا) يعني على الإيمان والقرآن ثمنا، يقول رزقا ولا جعلا إلا أن توادوا قرابتي من بعدي. فوقع في قلوب القوم شيء منها، فقالوا استغنى عما في أيدينا أراد أن يحثنا على ذوي قرابته من بعده، ثم خرجوا فنزل جبرئيل فأخبره أن القوم قد اتهموك فيما قلت لهم. فأرسل إليهم فأتوه فقال لهم، أنشدكم بالله وما هداكم لدينه أتتهمونني فيما حدثتكم به على ذوي قرابتي؟ قالوا: لا يا رسول الله إنك عندنا صادق بار، ونزل (أم يقولون افترى على الله كذبا) الآية فقام القوم كلهم فقالوا، يا رسول الله فإنا نعهد أنك صادق ولكن وقع ذلك في قلوبنا وتكلمنا به وإنا نستغفر الله ونتوب إليه. فنزل: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) الآية. ومنهم العلامة الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 66 نسخة الظاهرية بدمشق) روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما. أخرجه في المناقب والطبراني في الكبير وابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في مناقب الشافعي والواحدي في الوسيط (1)

(الهامش)

(1) ثم قال: جزم به الثعلبي والبغوي بنقله عن ابن عباس في تفسيره قوله تعالى (أم يقولون افترى على الله كذبا) إلى قوله (يقبل التوبة) فقالا: قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزل قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا) الآية قال قوم في تقولهم: ما يزيد إلا يحثنا على أقاربه من بعده فأخبر جبرئيل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم أنهم اتهموه (*)

ص 112

وفي (ص 77، من النسخة المذكورة). روى الحديث من طريق أحمد في (المناقب). ومنهم العلامة الشيخ عبد القادر الشافعي السنندجي في (تقريب المرام في شرح تهذيب الأحكام) (ص 332 مطبعة الامرية ببولاق). روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي).

الثاني حديث علي

رواه القوم: منهم العلامة الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 142 ط الأعلمي ببيروت) قال: أخبرنا أبو بكر الحارثي، أخبرنا أبو الشيخ الإصبهاني، أخبرنا عبد الله بن محمد بن زكريا، أخبرنا إسماعيل بن يزيد، أخبرنا قتيبة بن مهران، أخبرنا عبد الغفور، حدثنا أبو الصباح، عن أبي هاشم الرماني، عن زاذان:

(هامش)

= فأنزل الله تعالى (أم يقولون افترى على الله كذبا) الآية فقال القوم يا رسول الله نشهد أنك صادق فنزل (وهو يقبل التوبة عن عباده) وهذا التناسب هو الذي حمل السدي على أن قال في قوله تعالى (إن الله غفور لذنوب آل محمد شكور لحسناتهم) نقله عنه القرطبي وغيره وكل ذلك جار على ما تقدم من التفسير في قوله تعالى (إلا المودة في القربى) أي قربى النبي صلى الله عليه وسلم وهم أهل بيته وهذا القول هو المشهور في تفسيره هذه الآية المنقول عن كثير من المفسرين (*).

ص 113

عن علي قال: فينا في (آل حم) آية أنه لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن، ثم قرأ (أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى). ورواه أيضا مصبح بن هلقام، عن عبد الغفور، فأسنده إلى النبي. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 65 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث من طريق أبي حيان والواحدي عن علي بعين ما تقدم عن (شواهد التنزيل).

الثالث حديث علي بن الحسين

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 65 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال: وروى السدي عن أبي الديلم قال: لما جيىء بعلي بن الحسين رضي الله عنهما بعد قتل أبيه إلى الشام قال رجل من أهل الشام: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة، فقال له علي بن الحسين رضي الله عنهما أقرأت القرآن قال: نعم، قال: أقرأت ال حم قال: قرأت القرآن ولم أقر ال حم قال: ما قرأت (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قال وانكم أنتم هم قال: نعم أخرجه الطبراني في تفسيره وأخرج أيضا من طريق أبي إسحاق السبيعي قال: سألت عمرو بن سعيد رحمه الله تعالى عن قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)

ص 114

فقال: قربى النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد رضا المصري المالكي في (الحسن والحسين) (ص 7 ط القاهرة). روى الحديث عن أبي الديلم بعين ما تقدم عن (وسيلة المآل).

الرابع حديث أبي أمامة الباهلي

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 140 ط بيروت) قال: حدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي قدم حاجاه أن أبا الحسن ثمل ابن عبد الله الطرسوسي حدثهم ببخارا، وقال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بجند يسابور، حدثنا الحسن كذا بن إدريس التستري، حدثنا أبو عثمان الجحدري: طالوت بن عباد، عن فضال بن جبير: عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقت وعلي كذا من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي ثم لم يدرك محبتنا أكبه الله على منخريه في النار. ثم قرأ (قل لا أسألكم

ص 115

عليه أجرا إلا المودة في القربى) (1)

*(الهامش)*

(1) قال الفاضل المعاصر العلامة الأستاد توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 15 ط السعادة بمصر): ويشير لتلك الآية الكريمة (أي آية المودة) سيدي محيي الدين بن عربي في قوله:

أري حب أهل البيت عندي فريضة * علي رغم أهل البعد يورثني القربا

فما اختار خير الخلق منا جزأه * علي هدية إلا المودة في القربى

ويشير الإمام الشافعي إلى مضمون الآية الكريمة فيقول:

يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله

ويقول الشيخ شمس الدين بن العربي:

رأيت ولا آل طه فريضة * على رغم أهل البعد يورثني القربى

فما طلب المبعوث أجرا على الهدى * بتبليغه إلا المودة في القربى. (*)

ص 116

(الآية الخامسة)

قوله تعالى: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله

قد تقدم النقل منا (في ج 3 ص 23) عن جماعة في كتبهم ونستدرك هيهنا عمن لم ننقل عنهم ويشتمل على أحاديث.

الأول حديث ابن عباس

رواه القوم: منهم العلامة أحمد بن محمد النيسابوري الثعلبي في (الكشف والبيان) (مخطوط) قال: روي محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله القائني قال: حدثني أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي ببغداد قال: حدثني أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي بحلب حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني محمد بن منصور قال: حدثني أحمد بن عبد الرحمان، حدثني الحسن بن محمد بن فرقد، حدثني الحكم بن ظهير قال: حدثنا السدي في قول الله عز وجل (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) قال: قال ابن عباس في نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام حين هرب النبي صلى الله عليه وسلم

ص 117

من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ونام علي فراش النبي صلى الله عليه وسلم (1) ومنهم الحاكم عبيد الله الحسكاني من أعلام القرن الخامس في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 97 ط الأعلمي ببيروت) قال: أخبرنا أبو بكر التميمي، أخبرنا أبو بكر القتاب، أخبرنا أبو بكر ابن أبي عاصم القاضي ومحمد بن الليثي كذا، أخبرنا يحيى بن حماد، أخبرنا أبو عوانة، عن يحيى بن سليم، عن ابن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون. عن ابن عباس قال: وكان - يعني عليا - أول من أسلم من الناس بعد خديجة برسول الله (بالنبي (خ)) صلى الله عليه وآله ولبس ثوبه ونام مكانه فجعل المشركون يرمونه كما كانوا يرمون رسول الله وهم يحسبون أنه نبي الله، فجاء أبو بكر وقال: يا نبي الله. فقال علي: إن نبي الله قد ذهب نحو بئر ميمون. وكان المشركون يرمون عليا وهو يتضور حتى أصبح فكشف عن رأسه فقالوا: كنا نرمي صاحبك ولا يتضور، وأنت تتضور استنكرنا ذلك منك. أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني، قال: أخبرنا أبو طاهر السلمي، أخبرنا جدي أبو بكر علي بن مسلم، أخبرنا أبو داود، عن أبي عوانة، عن أبي بلج. عن عمرو بن ميمون الأودي، عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما

(الهامش)

(1) قال العلامة الفاضل الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي في (البدء والتاريخ) (ج 4 ص 168 ط الخانجي بمصر). في ذكر واقعة ليلة المبيت: وجمعوا من فتيان قريش أربعين شابا وأعطوهم السيوف وأمروهم أن يغتالوا النبي صلى الله عليه وسلم ويقتلوه قالوا: فأتوا داره وأحاطوا به يرصدونه حتى ينام فيبيتون به وأتاه الخبر من السماء فثبت حتى أمسى ثم اضطجع على فراشه وتجلل ربطة له خضرا والرصد يرون ما صنعه ويترقبون نومه فدعى عليا وقال: نم على فراشي). (*)

ص 118

انطلق ليلة الغار أنام عليا في مكانه وألبسه برده فجاءت قريش تريد أن تقتل النبي فجعلوا يرمون عليا وهم يرونه النبي صلى الله عليه وآله وقد لبس برده وجعل علي يتضور، فنظروا فإذا هو علي فقالوا: إنك أنت تتضور وكان صاحبك لا يتضور وقد أنكرنا ذلك. وأخبرنا الحاكم أبو عبد الله، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، قال: أخبرنا زياد بن الخليل التستري، أخبرنا كثير بن يحيى أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون: عن عباس قال: شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله ثم نام مكانه. أخبرنا الحاكم الوالد، عن أبي حفص بن شاهين، قال أخبرنا أحمد بن محمد ابن سعيد الهمداني قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمان بن سراج، ومحمد بن أحمد ابن الحسين القطواني قالا: حدثنا عباد بن ثابت قال: حدثني سليمان بن قرم قال: حدثني عبد الرحمان بن ميمون أبو عبد الله قال: حدثني عبد الرحمان أبي: عن عبد الله بن سليمان (عباس خ ل) أنه سمعه يقول: أنام رسول الله عليا على فراشه ليلة انطلق إلى الغار، فجاء أبو بكر يطلب رسول الله فأخبره علي أنه قد انطلق، فأتبعه أبو بكر وباتت قريش تنظر عليا وجعلوا يرمونه، فلما أصبحوا إذا هم بعلي فقالوا: أين محمد؟ قال: لا علم لي به. فقالوا: قد أنكرنا تضورك كنا نرمي محمدا فلا يتضور وأنت تتضور وفيه نزلت هذه الآية: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله). قال سليمان بن قرم: وحدثني كثير أبو إسماعيل عن ميمون أبي عبد الله أنه سمع عبد الله بن عباس مثله. ومنهم العلامة الشيباني في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 4 مخطوط في المكتبة الظاهرية بدمشق).

ص 119

قال ابن عباس رضي الله عنه أنام رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا على فراشه ليلة انطلق إلى الغار فجاء أبو بكر رضي الله عنه يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره علي أنه قد انطلق فأتبعه أبو بكر وباتت قريش وجعلوا يرمونه فلما أصبحوا إذا هم بعلي قالوا أين محمد قال: لا علم لي فقالوا: قد أنكرنا تضورك كنا نرمي محمدا فلا يتضور وأنت تتضور وفيه نزلت هذه الآية: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله). ورواه العلامة الحبري في تنزيل الآيات (ص 4 مخطوط) قال حدثنا علي ابن محمد قال: حدثني الحبري قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا أبو عوانه عن أبي صلح، عن عمر بن ميمون، عن ابن عباس فذكرها. وروى العلامة العيني في (مناقب علي) (ص 56 ط أعلم پريس چهار منار) عن ابن عباس منامه عليه السلام على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة. ومنهم العلامة المعاصر السيد العلوي الطاهر الحداد في (القول الفصل) (ج 2 ص 220). روى شطرا من الحديث وقال: قال ابن عباس وشرى على نفسه فلبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم نام مكانه قال ابن عباس: وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أبو بكر (رض) وعلي نائم قال: وأبو بكر يحسب أنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: فقال: يا نبي الله فقال له علي: إن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه قال: فأنطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال: وجعل علي رضي الله عنه يرمي بحجارة كما كان يرمي نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتضور وقد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا إنك للئيم وكان صاحبك لا يتضور ونحن نرميه وأنت تتضور.

ص 120

الثاني حديث علي بن حسين

رواه القوم: منهم العلامة الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 101 ط الأعلمي ببيروت) قال: حدثني الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو، حدثنا عبيد بن قنفذ البزاز بالكوفة، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا قيس عن حكيم بن جبير: عن علي بن الحسين قال: إن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضات الله علي بن أبي طالب. وأخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، أخبرنا العباس بن الفضل، والحسين بن حميد، وأحمد بن عمار، قالوا حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن حكيم ابن جبير: عن علي بن الحسين قال: أول من شرى نفسه لله عز وجل علي، ثم قرأ (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله). زاد الحاكم: عند مبيته على فراش رسول الله. ثم قالا: وقال علي بن أبي طالب:

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول ألهي خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر

ص 121

وبات رسول الله في الغار آمنا * موقي وفي حفظ الإله وفي ستر

وبت أراعيهم وما يثبتونني * وقد وطنت (نفسي) على القتل والاسر

ورواه غير الحماني عن قيس، عن حكيم، عن علي بن حسين في قوله: (ومن الناس من يشري نفسه) قال: نزلت في علي بن أبي طالب لما توجه رسول الله إلى الغار وأنام عليا على فراشه، وفي ذلك يقول علي:

وقيت بنفسي خير من وطي الحصى * وأكرم خلق طاف بالبيت والحجر

وبت أراعي منهم ما ينوبني * وقد صبرت نفسي على القتل والاسر

محمد لما خاف أن يمكرا به فنجاه ذو الطول العظيم من المكر

وبات رسول الله في الغار آمنا * فما زال في حفظ الإله وفي ستر

ومنهم الحافظ الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 76 ط تبريز). روى بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني محمد بن عبد الله الحافظ، حدثني أبو أحمد بكر بن حمدان بمرو وحدثني عبيد الله بن سعد البزاز بالكوفة، حدثني يحيى بن عبد الحميد الحماني فذكر الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (شواهد التنزيل) سندا ومتنا. ومنهم العلامة البلخي القندوزي في (ينابيع المودة)) ص 92 ط اسلامبول). رواه نقلا عن الموفق بن أحمد بعين ما تقدم عنه في (المناقب) لكنه ذكر بدل كلمة الحصى: الثرى. ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (ص 73 مخطوط). أخبرني الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان المقدسي بقراءتي عليه بمدينة نابلس قلت له: أخبرك الشيخ القاضي جمال الدين أبو القاسم

ص 122

عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري إجازة قال: نعم، قال: أنا أبو عبد الله بن الفضل بن أحمد إذنا قال: أنا شيخ السنة أحمد بن الحسين أبو بكر الحافظ إجازة إن لم يكن سماعا قال: أنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع قال: ثنا بالكوفة قال: ثنا يحيى عبد الحميد الحمامي فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب).

الثالث حديث الحكم بن ظهير

رواه القوم: منهم الحاكم عبيد الله الحسكاني من أعلام القرن الخامس في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 100 ط الأعلمي ببيروت) قال: حدثونا عن أبي بكر السبيعي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، حدثنا محمد بن منصور بن يزيد، حدثنا أحمد بن أبي عبد الرحمان الاصناعي، حدثنا الحسين بن محمد بن فرقد الأسدي، حدثنا الحكم بن ظهير السدي في حديث الغار، قال: فأتى غار ثور، وأمر علي بن أبي طالب فنام على فراشه وانطلق النبي صلى الله عليه وآله فجاء أبو بكر في طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له علي: قد خرج، فخرج في أثره فسمع النبي صلى الله عليه وآله وطئ أبي بكر خلفه فظن أنه من المشركين فأسرع فكره أبو بكر أن يشق على النبي فتكلم فعلم النبي كلامه فانطلقا حتى أتيا الغار، فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل دخل أبو بكر قبله فلمس بيده مخافة أن يكون دابة أو حية أو عقرب يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما لم يجد شيئا قال لرسول الله: ادخل فدخل وكانت عيون

ص 123

المشركين يختلفون ينظرون إلى علي نائما على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه برد لرسول الله أخضر، فقال بعضهم لبعض شدوا عليه فقالوا: الرجل نائم ولو كان يريد أن يهرب لهرب، ولكن دعوه حتى يقوم فتأخذوه أخذا. فلما أصبح كذا قام علي فأخذوه فقالوا: أين صاحبك؟ قال: ما أدري. فأيقنوا أنه قد توجه إلى يثرب وأنزل الله في علي: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) الآية.

الرابع حديث أبي سعيد الخدري

رواه القوم: منهم الحاكم عبيد الله الحسكاني من أعلام القرن الخامس في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 96 ط الأعلمي ببيروت) قال: أخبرنا أبو سعد السعدي بقراءتي عليه من أصل سماعه بخط السلمي، أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن زكريا الطحان ببغداد، أخبرنا إبراهيم بن أحمد البذوري أخبرنا أبو أيوب سليمان بن أحمد الملطي، عن سعيد بن عبد الله الرفا، عن علي بن حكام الرازي، عن شعبة، عن أبي سلمة، عن أبي نضرة: عن أبي سعيد الخدري قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يريد الغار، بات علي بن أبي طالب على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل: إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فكلاهما اختاراها وأحبا الحياة، فأوحى الله إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم فبات على فراشه يقيه بنفسه، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه. فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادي

ص 124

بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب الله عز وجل يباهي بك الملائكة فأنزل الله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، والله رؤف بالعباد).

الخامس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المقريزي في (امتناع الأسماع) (ص 38 ط القاهرة) قال: أمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن ينام على فراشه ويتشح ببرده الحضرمي الأخضر وأن يؤدي عنه ما عنده من الودائع والأمانات ونحو ذلك فقام علي مقامه عليه السلام وغطى ببرد أخضر فكان أول من شرى نفسه وفيه نزلت (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله). وخرج صلى الله عليه وسلم وأخذ حفنة من تراب وجعله على رؤوسهم وهو يتلوا الآيات من (يس والقرآن الحكيم إلى قوله فهم لا يبصرون) فطمس الله تعالى أبصارهم فلم يروه وانصرف وهم ينظرون عليا فيقولون إن محمدا لنائم حتى أصبحوا فقام علي عن الفراش فعرفوه وأنزل الله تعالى في ذلك (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك) الأنفال وسأل أولئك الرهط عليا رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا أدري أمرتموه بالخروج فخرج فضربوه وأخرجوه إلى المسجد فحبسوه ساعة ثم دخلوا عليه فأدى أمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة الحمويني في (مناهج الفاضلين) (مخطوط). نقل عن ابن الأثير في الخلاف الجامع بين الكاشف والكشاف نزول الآية في علي ليلة المبيت. ومنهم العلامة أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي

ص 125

الحنفي المتوفى سنة 383 في (تفسير القرآن) (ج 2 ص 51 النسخة المخطوطة): أمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بأن يبيت في مكانه ثم خرج ومعه أبو بكر ونام علي مكانه وأهل مكة يحرسونه ويظنون أنه في البيت ثم دخلوا البيت بعد هوى من الليل لينالوا غرضهم من النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو علي، فقالوا: يا علي أين محمد؟ قال: لا أدرى، فطلبوه فلم يجدوه. ومنهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمان بن محمد الجوزي البكري الحنبلي البغدادي المتوفى سنة 597 والمولود سنة 508 في (زاد المسير في علم التفسير) (ج 3 ص 346 ط المكتب الإسلامي دمشق): قال أهل التفسير: لما بويع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، وأمر أصحابه أن يلحقوا بالمدينة، أشفقت قريش أن يعلو أمره، وقالوا: والله لكأنكم به قد كر عليكم بالرجال، فاجتمع جماعة من أشرافهم ليدخلوا دار الندوة، فيتشاوروا في أمره فاعترضهم إبليس في صورة شيخ كبير فقالوا: من أنت؟ قال: أنا شيخ من أهل نجد، سمعت ما اجتمعتم له، فأردت أن أحضركم، ولن تعدموا من رأيي نصحا، فقالوا: ادخل، فدحل معهم، فقالوا: انظروا في أمر هذا الرجل، فقال بعضهم: احبسوه في وثاق، وتربصوا به ريب المنون، فقال إبليس: ما هذا برأي، يوشك أن يثب أصحابه فيأخذوه من أيديكم. فقال قائل: أخرجوه من بين أظهركم. فقال ما هذا برأي، يوشك أن يجمع عليكم ثم يسير إليكم. فقال أبو جهل: نأخذ من كل قبيلة غلاما، ثم نعطي كل غلام سيفا فيضربوه به ضربة رجل واحد، فيفرق دمه في القبائل، فما أظن هذا الحي من قريش يقوى على ضرب قريش كلها، فيقبلون العقل ونستريح. فقال إبليس: هذا والله الرأي، فتفرقوا عن ذلك، وأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن لا يبيت في مضجعه، وأخبره بمكر القوم،

ص 126

فلم يبيت في مضجعه تلك الليلة، وأمر عليا فبات في مكانه، وبات المشركون يحرسونه، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، أذن له الله في الخروج إلى المدينة، وجاء المشركون لما أصبحوا، فرأوا عليا، فقالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره حتى بلغوا الجبل، فمروا بالغار، فرأوا نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخله لم يكن عليه نسج العنكبوت. ومنهم السيد أحمد بن إسماعيل البرزنجي الشافعي مفتي مدينة في (مقاصد الطالب) (ص 7 ط گلزار حسيني). ذكر قصة ليلة الهجرة إلى أن قال: فأحاطوا بالدار يريدون قتل سيد الأبرار إلى أن قال: فأمر عليا أن يتشح بردائه المعروف وينام في فراشه المألوف فامتثل أمره وفوض إلى الله أمره وفده بمهجته فكان ذبحا عظيما وثالث الذبيحين عند من كان عليما وأنزل الله فيه عند بعض أهل السير (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله). ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 409 ط لاهور). روى عن محمد بن كعب النوفلي، قال: قام علي عن فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدنوا القوم مذ يعرفونه، فقالوا له، أين صاحبك؟ قال: لا أدري أدر قليبا كنت عليه، أمروه بالخروج فخرج فانتهروه وضربوه، وأخرجوه إلى المسجد، فحبسوه ساعة، ثم تركوه. أخرجه ابن جرير الطبري في (تاريخه).

ص 127

السادس

ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الثعلبي في (الكشف والبيان) (مخطوط). روى بإسناده عن ابن عباس وأبي رافع وهند بن أبي هالة أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه فكلاهما كرها الموت فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل وليي علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد نبيي فآثره بالحياة على نفسه ثم ظل أرقده على فراشه يقيه بمهجته اهباطا إلى الأرض جميعا واحفظاه من عدوه، فهبط جبرائيل فجلس عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجعل جبرائيل يقول: بخ بح من مثلك يا ابن أبي طالب والله يباهي بك الملائكة فأنزل الله (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) وأورد هذه الرواية في ملحمته بعينه. وأورد أيضا هذه الرواية أبو السعادات في كتابه: فضائل العشرة بعينه. ومنهم العلامة القاضي الشيخ حسين بن محمد بن حسن المالكي الديار بكري المتوفى سنة 966 وقيل: سنة 982 في (تاريخ الخميس في أحوال نفس نفيس) (ج 1 ص 325 ط المطبعة الوهبية بمصر سنة 1283). قال الغزالي في (الأحياء): إن ليلة بات علي بن أبي طالب على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم أوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل: أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بحياة، فاختار كلاهما الحياة وأحباها، فأوحى الله إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب

ص 128

آخيت بينه وبين محمد، فبات علي على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ينادي: بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب تباهى بك الملائكة، فأنزل الله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤف بالعباد). وقيل في علي حين نام على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الغار. ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 145 مخطوط). روى الحديث نقلا عن زهر الرياض للنسقي بعين ما تقدم عن (تاريخ الخميس) إلى قوله: فأنزل الله. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي محلى الحنفي ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه (وسيلة النجاة) (ص 78 طبع مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال: في إحياء العلوم لحجة الإسلام محمد الغزالي في بيان الايثار بات علي بن أبي طالب على فراش رسول الله فأوحى عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر أيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة فأوحى الله عز وجل أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب صلوات الله على نبينا وعليه آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه ففديه بنفسه وآثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك با ابن أبي طالب يباهي تعالى بك الملائكة، فأنزل الله عز وجل (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد). و(في ص 77) روى نزول الآية في علي نقلا عن السيوطي في (دار المنثور) وفيه: أن الله تعالى باهى بعلي بجميع الخلائق.

ص 129

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي المصري في (الفصول المهمة) (ص 29 ط الغري). قال بعض أصحاب الحديث: وأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل أن أنزلا إلى علي عليه السلام واحرساه في هذه الليلة إلى الصباح فنزلا إليه وهما يقولان بخ بخ من مثلك يا علي باهى الله بك ملائكته. ومنهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 209 ط القاهرة). روى الحديث نقلا عن النسفي بعين ما تقدم عن (المحاسن المجتمعة). ومنهم العلامة الكازروني في (المنتقى) (ص 79 مخطوط). روى الحديث نقلا عن (إحياء العلوم) بعين ما تقدم عن (تاريخ الخميس). ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 79 ط العامرة بمصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة). ومنهم العلامة القلندر الهندي في (روض الأزهر) (ص 371 ط حيدر آباد). روى الحديث نقلا عن الغزالي بعين ما تقدم عن (تاريخ الخميس). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 70 ط لاهور). روى الحديث نقلا عن (إحياء العلوم) بعين ما تقدم عن (تاريخ الخميس) ثم قال: أخرجه الثعلبي في تفسيره والحافظ أبو نعيم في (الحلية). ورواه أيضا في (ص 507).

ص 130

ورواه (في ص 407) لكنه ذكر فيه: فنزل جبرئيل عند رأسه والميكائيل عند قدميه والملائكة تنادي بخ بخ الخ. ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في (اتحاف السادة المتقين) (ج 8 ص 202 ط الميمنية بمصر). وبات علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مخرجه إلى الغار فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل عليهما السلام إني آخيت بينكما. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الخميس) ثم قال: رواه أحمد من حديث ابن عباس شرى على نفسه ولبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه الحديث.

ص 131

(الآية السادسة)

قوله تعالى: ندع أبنائنا وأبنائكم ونساء نا ونساء كم وأنفسنا وأنفسكم الآية

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 46) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم ويشتمل على أحاديث:

الأول حديث سعد

رواه القوم: منهم العلامة محمد بن عيسى الترمذي في (جامع الترمذي) (ج 4 ص 82 ط مصر) قال: حدثنا قتيبة نا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية (ندع أبناء نا وأبناءكم ونساء نا ونساءكم الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي هذا حديث حسن غريب صحيح. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 124 ط الأعلمي ببيروت) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن إبراهيم قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الزاهد،

ص 132

قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار. عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. رواه مسلم ابن الحجاج في مسنده الصحيح وأبو عيسى الترمذي في جامعه جميعا عن قتيبة وذكرا الحديث بطوله. ومنهم العلامة الشيخ علي بن محمد بن أبي العزيز الحنفي المكي من علماء القرن السابع الهجري (ص 311). روى الحديث بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم العلامة علي بن محمد بن محمد بن أبي العز الحنفي من علماء المائة السابعة في (مختصر شرح العقايد الطحاوية) (ط دار النذير في بغداد). روى الحديث بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم العلامة العيني الحيدر آبادي في (مناقب علي) (ص 54 ط أعلم پريش). روى الحديث عن سعد بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم العلامة الشيخ أبو الفاضل محمد بن الشيخ جمال الدين عبد الله العاقولي الشافعي في (الرصف لما روي عن النبي من الفضل والوصف) (ص 382 ط مكتبة الأمل السالمية بالكويت). روى الحديث عن سعد بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمان بن علي بن محمد الجوزي في (زاد المسير في علم التفسير) (ج 1 ص 399 ط دمشق).

ص 133

روى الحديث نقلا عن (صحيح مسلم) عن سعد بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم العلامة الأستاذ توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ج 195 ط السعادة بالقاهرة). روى حديث المباهلة بمعنى ما تقدم عن (جامع الترمذي). وفي (ص 54) روى الحديث وزاد: فأجابهم صلى الله عليه وآله: أباهلكم بخير أهل الأرض وأكرمهم عند الله إلي أن قال: فقال الأسقف: أرى وجوها لو سأل الله بها أحد أن يزيل أحدا من مكانه لأزال (1) ومنهم العلامة السيد علي الهمداني في (مودة القربى) (ص 31 ط لاهور).

(الهامش)

(1) ثم قال: ولا يكتفى بذلك بل يدعم قوله بالبرهان واليمين التي تؤيد مقالته (أفلا تنظرون محمدا رافعا يديه ينظر ما تجيبان به - وحق المسيح إذا نطق فوه بكلمة لا نرجع إلى أهل ولا إلى مال!!). وجعل يصيح بهم: (ألا ترون إلى الشمس قد تغير لونها، والأفق تنجع فيه السحب الداكة، والريح تهب هائجة سوداء حمراء وهذه الجبال يتصاعد منها الدخان، لقد أطل علينا العذاب، انظروا إلى الطير وهي تفئ حواصلها، وإلى الشجر كيف تتساقط أوراقه، والى الأرض كيف ترجف تحت أقدامنا). الله أكبر لقد غمرت المسيحين عظمة تلك الوجوه المقدسة وآمنوا بما لها من الكرامة والشأن عند الله، ووقفوا خاضعين أمام النبي صلى الله عليه وسلم ونفذوا طلباته وقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، أن العذاب تولى على أهل نجران ولولا عفوا لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولأستأصل الله نجران وأهله، حتى الطير على الشجر، وما حال الحول على النصارى كلهم) (*).

ص 134

روى الحديث عن سعد بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) لكنه ذكر بدل كلمة أهلي أهل بيتي. ومنهم العلامة الطحاوي في (العقيدة الطحاوية) (ص 311 ط دار النذير) قال: لما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) دعى رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. ومنهم العلامة الراغب الأصفهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 1 ص 345 ط بيروت). لما أنزل الله تعالى آية المباهلة دعى النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين فدعا بهما إلى المباهلة. ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في (مشكاة المصابيح) (ج 11 ص 370 ط ملتان). روى الحديث من طريق مسلم عن سعد بعين ما تقدم عن (العقيدة الطحاوية) لكنه ذكر بدل قوله أهلي: أهل بيتي. ومنهم العلامة السيد صديق حسن خان في (الادراك الخ) (ص 49) روى الحديث عن سعد بعين ما تقدم عن (العقيدة الطحاوية). ومنهم العلامة الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 6 مخطوط). حدثنا علي بن محمد قال: حدثني الحبري قال: حدثني إسماعيل بن أبان قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي وفاطمة والحسن والحسين.

ص 135

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 76 نسخة الظاهرية بدمشق). روى الحديث من طريق مسلم والترمذي عن سعد بعين ما تقدم عن العقيدة الطحاوية). ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي ابن المولوي محب الله السهاوي المتوفى سنة 1225 في كتابه (وسيلة النجاة) (ص 205 طبع مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو). روى الحديث عن سعد بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم العلامة الشيخ علي بن محمد بن محمد بن أبي العز الحنفي المكي من علماء القرن السابع الهجري (طبع دار النذير للطباعة والنشر الكائنة في بغداد) (ص 311). روى الحديث بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم العلامة أبو عثمان عمرو بن محبوب في (التاج الجامع) (ج 3 ص 296 ط). روى الحديث بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم العلامة الشيخ أبو الفاضل العاقولي في (الرصف) (ص 369 ط كويت). روى الحديث من طريق مسلم والترمذي عن سعد بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي). ومنهم العلامة الرفاعي في (ضوء الشمس) (ص 99 ط اسلامبول). روى الحديث عن سعد بن أبي وقاص بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي).

ص 136

ومنهم الحافظ الشيخ عبد الرحمان السيوطي في (معترك الأقران في إعجاز القرآن) (ج 2 ص 52 ط دار الفكر العربي) قال: ولما نزلت الآية أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصارى نجران ودعاهم إلى المباهلة، ودعا بعلي وفاطمة والحسن والحسين، فلم يقدروا على المباهلة لعلمهم أنهم على الباطل، وأعطوا الجزية على البقاء في دينهم. ومنهم الفاضل المعاصر الزائد محمد مهدي عامر المصري في (قصة كبيرة في تاريخ السيرة) (ص 337 ط دار الكاتب العربي للطباعة والنشر). روى حديث المباهلة وفيه: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه فاطمة وعلي والحسن والحسين: ودعا نصارى نجران للمباهلة فامتنعوا وقالوا: هذه وجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها.

الثاني حديث جابر بن عبد الله

رواه القوم منهم العلامة أبو الفرج ابن الجوزي في (زاد المسير في علم التفسير) (ج 1 ص 399 ط دمشق). قال جابر بن عبد الله: قدم وفد نجران فيهم السيد والعاقب فذكر الحديث إلى أن قال: فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه أن يغادياه فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه فأقرا له بالخراج.

ص 137

ومنهم العلامة الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 122 ط الأعلمي ببيروت) قال: أخبرني الحاكم الوالد، عن أبي حفص ابن شاهين، قال: أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، أخبرنا يحيى بن الحاتم العسكري، أخبرنا بشر بن مهران، عن محمد بن دينار، عن داود بن أبي هند: عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال: قدم وفد أهل نجران على النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم العاقب والسيد فدعاهما إلى الإسلام فقالا: أسلمنا قبلك. قال كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام. فقالا: هات أنبئنا. قال: حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه أن يغاديانه بالغداة، فغدا رسول الله وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيئا، وأقرا له بالخراج فقال النبي: والذي بعثتي بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا، قال جابر: فنزلت هذه الآية: (ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) قال الشعبي: أبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب عليه السلام. وفي (ص 125، الطبع المذكور). أخبرنا جماعة منهم أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن سليمان بقراءتي عليه: قال أخبرنا أبو العباس الميكالي، أخبرنا عبدان الأهوازي، أخبرنا يحيى بن حاتم العسكري، أخبرنا بشر بن مهران، عن محمد بن دينار، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي: عن جابر بن عبد الله قال: قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم العاقب والسيد، فدعاهما إلى الإسلام فتلاحيا وردا عليه، فدعاهما إلى الإسلام فتلاحيا وردا عليه الملاعنة على أن يغادياه بالغداة، فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن

ص 138

والحسين ثم أرسل عليهما فأبيا أن يجيئا، وأقرا له بالخراج فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا. وفيهم نزلت: (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناؤكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم). قال الشعبي: قال: جابر: (أنفسنا) رسول الله وعلي بن أبي طالب، و(ابناءنا) الحسن والحسين، و(نساءنا) فاطمة عليها السلام. ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (نسخة صنعاء اليمن) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان أنا محمد بن إسماعيل الوراق اذنا، نبأ أبو بكر ابن أبي داود. نبأ يحيى بن حاتم العسكري، نبأ يسر بن مروان. نبأ محمد بن ذيبان عن داود ابن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال: قدم وفد نجران على النبي صلى الله عليه وآله وسلم العاقب والطيب فدعاهما إلى الإسلام فقالا: أسلمنا يا محمد قبلك قال: كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما منعكما من الإسلام قالا: فهات أنبئنا قال: حب الصليب وشرب الخمر وأكل الخنزير، فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه أن يغادياه بالغداة فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيئا وأقرا بالخراج فقال النبي صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا قال جابر: فيهم نزلت هذه الآية (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) الآية قال الشعبي: أبناءنا الحسن والحسين ونسائنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب عليه السلام.

ص 139

الثالث حديث ابن عباس

رواه القوم: منهم الحافظ الحسين بن الحكم الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 5 نسخة فوتوغرافية في جامعة طهران). حدثنا علي بن محمد قال: حدثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حسان، عن الكلبي، عن أبي صلح، عن ابن عباس قال: (هل أنبئكم بخير من ذلكم للذين انفقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار) في علي وحمزة وعبيدة بن حارث وقوله (تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي عليه السلام نفسه ونساءنا ونساءكم فاطمة وأبناءنا وأبنأءكم حسن وحسين والدعاء على الكاذبين العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابهم. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 122 ط الأعلمي ببيروت). حدثنا محمد بن أبي سعيد المقري قال: حدثني أبو حامد أحمد بن خليل ببلخ، حدثنا أبو الأشعث يزيد بن زريع عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم) فبلغنا والله أعلم أن وفد نجران قدموا على نبي الله وهو بالمدينة ومعهم السيد والعاقب وأبو حنس وأبو الحرث

ص 140

- واسمه عبد المسيح - وهو رأسهم وهو الأسقف وهم يؤمئذ سادة أهل نجران فقالوا: يا محمد لم تذكر صاحبنا؟ - وساق نحوه إلى قوله -: ونزل جبرئيل فقال: إن مثل عيسى عند الله - إلى قوله - لهو العزيز الحكيم). وساق نحوه إلى قوله: قالوا نلاعنك. فخرج رسول الله وأخذ بيد علي بن أبي طالب ومعه فاطمة وحسن وحسين فقال هؤلاء أبناؤنا ونساؤنا وأنفسنا فهموا أن يلاعنوا ظ ثم إن أبا الحرث قال للسيد والعاقب: والله ما نصنع بملاعنة هذا شيئا، فصالحوه على الجزية. قالوا صدقت يا أبا الحرث. فعرضوا على رسول الله الصلح والجزية فقبلها وقال: أما والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما أحال الله لي الحول وبحضرتهم منهم بشر إذا (كذا) لأهلك الله الظالمين. وفي (ص 123، الطبع المذكور). أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قراءة عليه واملاءا قال: أخبرنا أبو الحسين علي عبد الرحمان بن ماتي الدهقان بالكوفة من أصل كتابه، أخبرنا الحسين ابن الحكم الحبري، أخبرنا حسن بن حسين العرني عن حبان علي العنزي، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله عز وجل: (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) قال: نزلت في رسول الله وعلي أنفسنا ونساءنا فاطمة وأبناءنا حسن وحسين، والدعاء على الكاذبين نزلت في العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابهم. وفي (ص 126، الطبع المذكور). حدثني الحسين بن أحمد قال: أخبرنا عبد الرحمان بن محمد، أخبرنا إسماعيل ابن عبد الله بن خالد، أخبرنا أحمد بن حرب الزاهد، أخبرنا صالح بن عبد الله الترمذي، أخبرنا محمد بن الحسين، عن الكلبي، عن أبي صالح: وفي (ص 127، الطبع المذكور).

ص 141

عن ابن عباس في قوله: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم) الآيات، فزعم أن وفد نجران قدموا على نبي الله المدينة منهم السيد والحرث وعبد المسيح فقالوا: يا محمد لم تذكر صاحبنا؟ قال: ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى بن مريم تزعم أنه عبد. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هو عبد الله ورسوله فقالوا: هل رأيت أو سمعت فيمن خلق الله عبدا مثله؟! فأعرض نبي الله عنهم ونزل عليه جبرئيل فقال (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب) الآية. فغدوا إلى نبي الله فقالوا: هل سمعت بمثل صاحبنا؟ قال: نعم نبي الله آدم خلقه من تراب ثم قال له، كن فكان قالوا: ليس كما قلت: فأنزل الله: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) الآيات. قالوا: نعم نلاعنك فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي ابن عمه علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: هؤلاء أبناؤنا ونساؤنا وأنفسنا. فهموا أن يلاعنوه ثم إن الحرث قال لعبد المسيح: ما نصنع بملاعنة هذا شيئا لئن كان كاذبا ما ملاعنته بشيء ولئن كان صادقا لنهلكن إن لاعناه، فصالحوه على ألفي حلة كل عام، فزعم إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: والذي نفس محمد بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم أحد إلا أهلكه الله عز وجل. وله طرق عن الكلبي، وطرق عن ابن عباس، رواه عن الكلبي حبان علي العنزي ومحمد بن فضيل ويزيد بن زريع. ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (ص 115 نسخة مكتبة صنعاء يمن) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم، ثنا جعفر بن محمد الحلودي، ثنا قاسم بن محمد بن حماد، ثنا حيدل بن والق، عن محمد بن عثمان المازني، عن الكلبي، عن كامل ابن العلاء، عن بي صالح

ص 142

عن ابن عباس في قول الله عز وجل ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما قال: لا تقتلوا أهل بيت نبيكم إن الله عز وجل يقول في كتابه: (تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) قال: كان ابنا هذه الأمة الحسن والحسين وكان نسائها فاطمة وأنفسهم النبي وعلي. (1)*(الهامش)*(1) قال العلامة الشيخ عبد الله بن الشيخ بن عبد الوهاب الحنبلي الوهابي المتوفى سنة 1242 في كتابه (مختصر سيرة الرسول) (طبع المطبعة السلفية في القاهرة ص 426) عند نقل قصة المباهلة: فلما أصبح الغد بعد ما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميل له وفاطمة تمشي عند ظهره للمباهلة وله يؤمئذ عدة نسوة فقال شرجيل: إن كان هذا الرجل نبيا مرسلا فلاعناه لا يبقى وجه الأرض منا شعرة ولا ظفر إلا هلك، فقال له صاحباه: فما الرأي فقد وضعتك الأمور على ذراع فهات رأيك. فقال: رأيي أن أحكمه: فإني أرى رجلا لا يحكم شططا أبدا فقال له: أنت وذاك، فلقي شرجيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت خيرا من ملاعنتك فقال: وما هو؟ قال شرجيل: أحكمك فمهما حكمت فينا فهو جائز. فرجع رسول الله ولم يلاعنهم حتى إذا كان من الغد أتوه فكتب لهم هذا الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما كتب محمد النبي رسول الله لنجران إذا كان عليهم حكمه: في كل ثمرة وفي كل صفراء وبيضاء وسوداء ورقيق فأفضل عليهم وترك ذلك كله على ألفي حلة في كل رجب ألف حلة وكل صفر ألف حلة وكل حلة أوقية ما زادت على الخرج أو نقصت عن الأوراقي فبحساب، وما قضوا من دروع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بحساب وعلى نجران مثواة رسلي ومنعهم من عشرين فدونه ولا يحبس رسول فوق شهر وعليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا إذا كان كيد باليمن ذو معذرة، وما هلك مما أعاروا رسولي من دروع أو خيل أو ركاب فهو ضمان على رسولي حتى يؤديه إليهم. (*)

ص 143

الرابع حديث حذيفة

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 126 ط بيروت) قال: وروى عن يحيى بن حاتم أبو بكر بن أبي داود، وفي تفسير السبيعي وفي العتيق: حدثنا أبو نعيم الفضل ابن دكين، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه عن أبي إسحاق السبيعي، عن حبلة بن زفر كذا: عن حذيفة بن اليمان قال: جاء العاقب والسيد أسقفا نجران يدعوان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الملاعنة، فقال العاقب للسيد: إن لاعن بأصحابه فليس بنبي وإن لاعن بأهل بيته فهو نبي؟! فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فدعا عليا فأقامه عن يمينه ثم دعا الحسن فأقامه عن يساره ثم دعا الحسين فأقامه عن يمين علي ثم دعا فاطمة فأقامها خلفه فقال العاقب للسيد: لا تلاعنه إنك إن لاعنته لا نفلح نحن ولا أعقابنا؟! فقال رسول الله: لو لاعنوني ما بقيت بنجران عين تطرف.

(هامش)

= ولنجران وحشيتها جوار الله وذمة النبي على أنفسهم وسكنهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم وأن لا يغيروا مما كانوا عليه ولا يغير حق من حقوقهم ولا ملتهم ولا يغير أسقف من أساقافتهم ولا راهب من رهبانيتهم ولا وقة من وقهية وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير وليس عليهم دية ولا دم جاهلية ولا يخسرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش (*).

ص 144

الخامس حديث عمرو بن سعيد بن معاذ

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 120 ط بيروت) قال: حدثني الحاكم الوالد رحمه الله، عن أبي حفص بن شاهين في تفسيره، عن موسى بن القاسم، عن محمد بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، عن عتبة بن جبيرة [كذا] عن حصين بن عبد الرحمان، عن عمرو بن سعيد ابن معاذ، قال: قدم وفد نجران العاقب والسيد فقالا: يا محمد إنك تذكر صاحبنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هو عبد الله ونبيه (ورسوله (خ)). قالا: فأرنا فيمن خلق الله مثله وفيما رأيت وسمعت. فأعرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنهما يومئذ ونزل عليه جبرئيل بقوله تعالى: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب) الآية 59 / آل عمران فعادا وقالا: يا محمد هل سمعت بمثل صاحبنا قط؟ قال: نعم. قالا: من هو؟ قال: آدم، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم) الآية. قالا: فإنه ليس كما تقول. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعالوا ندع ابناءنا وأبنأءكم ونساءنا ونساءكم) الآية فأخذ رسول الله بيد علي ومعه فاطمة وحسن وحسين وقال: هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا. فهما أن يفعلا، ثم إن السيد قال للعاقب: ما تصنع بملاعنته؟ لئن كان كاذبا ما تصنع بملاعنته، ولئن كان

ص 145

صادقا لنهلكن!!! فصالحوه على الجزية، فقال النبي صلى الله عليه وآله يومئذ: والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم منهم أحد.

السادس حديث أبي رياح

رواه القوم: منهم العلامة السيد على الهمداني في (مودة القربى) (ص 32 ط لاهور) قال: وعن أبي رياح مولى أم سلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علم الله تعالى في الأرض عبادا أكرم من علي وفاطمة والحسن والحسين لأمرني في أن أباهل بهم ولكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء وهم أفضل الخلق فغلبت بهم النصارى.

السابع حديث أبي البختري

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 128 ط بيروت) أخبرنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن عبد الله، أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، عن قتيبة بن سعيد، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن عطاء بن السائب: عن أبي البختري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يلاعن أهل نجران بالحسن والحسين وفاطمة: كذا.

ص 146

والأولى أن يستقصيه من أراد ما عني الآية في تفسير القرآن وفي كتاب الارشاد إلى إثبات نسب الأحفاد، فلذلك أحلت على هذا الكتاب فمن أحب الوقوف عليه رجع إليه إن شاء الله.

الثامن ما روى مرسلا

رواه القوم: منهم العلامة الديار بكري في (تاريخ الخميس في أحوال نفس نفيس) (ج 2 ص 196 ط المطبعة الوهبية بمصر). في أنوار التنزيل روى أنهم لما دعوا إلى المباهلة قالوا: حتى تنظر إلى أن قال: فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو صلى الله عليه وسلم يقول إذا أنا دعوت فأمنوا فقال أسقفهم: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله تعالى أن يزيل جبلا عن مكانه لأزاله. ومنهم العلامة الشيخ تقي الدين علي بن محمد الحموي في (خزانة الأدب وغاية الارب) (ص 373 ط بيروت). روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الخميس) لكنه ذكر بدل كلمة الجبال جبلا. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنكي الحنفي ابن المولوي في (وسيلة النجاة) (ص 67 ط مطبعة گلشن في لكهنو). روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الخميس) إلى قوله: عن مكانه لأزاله وزاد:

ص 147

فلا تباهلوا فتهلكوا فاذعنوا لرسول الله وبذلوا له الجزية ألفي حلة حمراء وثلاثين درعا من حديد فقال النبي صلي الله عليه وآله: والذي نفسي بيده لو تباهلوا لمسخوا قردة وخنازير ولاصطرم عليهم الوادي نارا واستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر وهو دليل على نبوة وفضل من أتى بهم من أهل بيته. ومنهم العلامة ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي في (طوالع الأنوار) (مخطوط) قال: إنه ثبت بالأخبار الصحيحة أن المراد من قوله تعالى: حكاية: (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) علي ولا شك أن عليا ليس نفس محمد بعينه بل المراد به أن عليا بمنزلة النبي وأن عليا هو أقرب الناس إلى رسول الله فضلا وإذا كان كذلك كان أفضل الخلق بعده الخ. ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 53 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال: وقد نزلت هذه الآية (أي آية المباهلة) سنة عشر من الهجرة، ويأتي نزولها عند ذكر وفد نجران. وقد روى الجمهور بطرق مستفيضة، أنها نزلت في أهل البيت وأن أبناءنا إشارة إلى سيدنا الحسن وسيدنا الحسين، رضي الله عنهما، ونساءنا إلى فاطمة، وأنفسنا إلى علي ولا يجوز (أما أنفسنا) أن يكون المراد به غير علي بن أبي طالب، لما ذكره صاحب مجمع البيان وغيره، من أنه لا يجوز أن يدعو الانسان نفسه، وإنما يصح أن يدعو غيره، وإذا كان قوله وأنفسنا أن يكون إشارة إلى غير الرسول وجب أن يكون إشارة إلى علي لأنه لا أحد يدعي دخول غير أمير المؤمنين علي وزوجته وولديه في المباهلة. والحاصل أن أنفسنا مراد به علي بن أبي طالب، إما وحده أو مع النبي صلى الله عليه وسلم اختار الأول الشعبي فيما حكاه عنه الواحدي، فقال: أبناءنا الحسن والحسين،

ص 148

ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب - واختار الثاني جابر فيما حكاه عنه صاحب الدر المنثور، فقال: أنفسنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي، وأبناءنا الحسن والحسين، ونساءنا فاطمة.

(الآية السابعة)

قوله تعالى: فتلقى آدم من ربه كلمات

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 76) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. فمنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (ص 29 نسخة مكتبة صنعاء يمن) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة، أنا أبو أحمد عمر بن عبيد الله بن شوذب، ثنا محمد بن عثمان قال: حدثني محمد بن سليمان بن الحارث، نا محمد بن علي ابن خلف العطار من رؤساء الزيدية بالكوفة شيخ الناصر للحق، نا حسين بن الأسعد، نا عمر بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله عن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت على فتاب عليه.

ص 149

(الآية الثامنة)

قوله تعالى: إني جاعلك للناس إماما

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ح 3 ص 80) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. فمنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (ص 102 نسخة مكتبة صنعاء يمن) قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن موسى الغندجاني - أنبأ أبو الفتح هلال ابن محمد الخفار، نبأ إسماعيل بن علي بن رزين قال: حدثني أبي وإسحاق بن إبراهيم الديزيني قالا: نبأ عبد الرزاق قال: حدثني أبي، عن مينا مولى عبد الرحمان ابن عوف، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا دعوة أبي إبراهيم قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال: أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم: إني جاعلك للناس إماما فاستحف إبراهيم الفرح قال: يا رب ومن ذريتي (في ذريتي) أئمة مثلي فأوحى إليه أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا إلا أفى لك قال: يا رب ما العهد الذي لا يفي به قال: لا أعطيك لظالم من ذريتك قال إبراهيم عندها (فاجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فانتهت الدعوة إلى وإلى علي لم يسجد أحد منا لصنم قط، فأخبر بي الله نبيا واتخذ عليا وصيا.

ص 150

(الآية التاسعة)

قوله تعالى: إن االذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا

قد تقدم النقل منا في (ج 3 ص 82) عن جماعة في كتبهم ونستدرك هيهنا عمن لم ننقل عنهم ويشتمل على أحاديث.

الأول ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 125 ط مكتبة القدسي في القاهرة). عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا) قال: محبة في قلوب المؤمنين رواه الطبراني في (الأوسط). ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 364 ط الأعلمي ببيروت). أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن بن علي، أخبرنا محمد بن إبراهيم الكوفي المؤدب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان، عن عون بن سلام، عن بشر بن عمارة الخثعمي، عن أبي روق الهمداني، عن الضحاك:

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج14)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب