ص 351
(الآية الخمسون)
قوله تعالى: الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب
قد
تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 440) عن جماعة من العامة في
كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. فمنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي
في (المناقب) (ص 99 نسخة مكتبة صنعاء اليمن) قال: أخبرنا علي بن الحسن بن الطيب
إذنا، ثنا أبو علي الحسن بن معاذ الواسطي، ثنا أبو محمد جعفر بن نصير الخلدي، ثنا
عبيد بن خلف البزار، ثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم البلخي، ثنا علي بن ثابت
القرشي، ثنا أبو قتيبة تميم بن ثابت عن محمد بن سيرين في قوله تعالى: (طوبى لهم
وحسن مآب) قال: طوبى شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي بن أبي طالب ليس في الجنة
حجرة إلا منها غصن من أغصانها. ومنهم الحافظ الحسين الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 15
مخطوط) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثني الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال:
حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس (الذين آمنوا وعملوا الصالحات
طوبى لهم وحسن مآب) شجرة أصلها في دار علي عليه السلام في الجنة في دار كل مؤمن
منها غصن يقال لها شجرة طوبى، وحسن مآب حسن المرجع.
ص 352
ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 83 ط لاهور). روى من طريق ابن مردويه
عن محمد بن سيرين رض قال: هي (طوبى لهم الخ) شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي وليس
في الجنة حجرة إلا وفيها غصن من أغصانها. ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا)
(ص 40 مخطوط). روي الحديث من طريق محمد بن سيرين بعين ما تقدم عن (مناقب ابن
المغازلي). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 96 ط اسلامبول). روى
الثعلبي بسنده عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر الباقر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم
وحسن مآب) فقال: هي شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة فقيل له يا
رسول الله سألناك عنها فقلت: أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة فقال: إن داري
ودار علي واحد غدا في مكان واحد. قال: وروي الثعلبي في تفسيره قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم طوبى شجرة غرسها الله تبارك وتعالى بيده ونفخ فيها من روحه
تنبت بالحلي والحلل وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة. أيضا عن الباقر نحوه. وفي
(ص 131، الطبع المذكور) قال: أخرج الثعلبي عن الباقر رضي الله عنه قال: سئل رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى
لهم وحسن مآب) فقال: هي شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة فقيل له:
يا رسول الله سألناك عنها فقلت: هي شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفاطمة وفرعها
على أهل الجنة
ص 353
فقال: إن داري ودار علي وفاطمة واحد غدا في مكان واحد وهي شجرة غرسها الله تعالى
وتبارك بيده ونفخ فيها من روحه تنبت الحلي والحلل وأن أغصانها لترى من وراء سور
الجنة. ومنهم العلامة المحدث الواعظ السيد جمال الدين عطاء الله بن فضل الله
الحسيني الشيرازي الهروي المتوفى سنة 1000 في كتابه (الأربعين حديثا) (ص 55 مخطوط).
روى عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر مرسلا أنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم
عن قوله تعالى: (طوبى لهم وحسن مآب) قال: شجرة أصلها في داري وفرعها في الجنة وفي
رواية شجرة أصلها في داري وما من دار من دوركم إلا يدلي فيها غصن منها ثم سئل عنها
مرة اخرى فقال: شجرة أصلها في دار علي وفرعها في الجنة فقيل له: يا رسول الله سئلت
عنها؟ فقلت: أصلها في داري وفرعها في الجنة ثم سئلت عنها؟ فقلت: أصلها في دار علي
وفرعها في الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن داري ودار علي في الجنة واحدة
في مكان واحد. ومنهم العلامة الميبدي اليزدي في (شرح ديوان أمير المؤمنين) (ص 178
مخطوط). روى الثعلبي عن ابن عباس وابن سيرين إن طوبى في قوله تعالى: (إن الذين
آمنوا الخ) شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفي دار كل مؤمن غصن منه.
ص 354
(الآية الحادية والخمسون)

قوله تعالى: فأما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون

قد تقدم ما
ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 444) عن جماعة من العامة في كتبهم
ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. ويشتمل على أحاديث:
الأول حديث جابر

رواه
جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ ابن المغازلي في (المناقب) (ص 102 نسخة مكتبة
صنعاء اليمن) قال: قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الفندجاني قال: حدثنا هلال بن
محمد الحفار قال: حدثنا إسماعيل بن علي قال: حدثنا أبي علي قال: حدثنا علي ابن موسى
الرضا قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر قال: حدثنا أبي محمد بن علي
الباقر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة
الوداع بمنى حين قال: لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وأيم الله
لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم،
ص 355
ثم التفت إلى خلفه فقال: أو علي أو علي ثلاثا فرأينا إن جبرائيل غمزه وأنزل الله
على أثر ذلك (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون بعلي بن أبي طالب أو نرينك الذي
وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون) ثم نزلت (قل رب اما تريني ما توعدون فلا تجعلني في
القوم الظالمين) ثم نزلت فاستمسك بالذي اوحى إليك من أمر علي إنك على صراط مستقيم
وإن عليا لعلم للساعة ولك ولقومك وسوف تسألون عن علي بن أبي طالب. وقال في (ص 116
من النسخة المذكورة): أخبرنا أحمد بن محمد إجازة أنبأ عمر بن عبد الله بن شوذب، نبأ
محمد بن الحسن ابن زياد، نبأ يوسف بن عاصم، نبأ أحمد بن صبيح، نبأ يحيى بن يعلى، عن
عمر بن عيسى، عن جابر قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاما
نذهبن بك فانا منهم منتقمون قال: بعلي بن أبي طالب. ومنهم الحاكم الحسكاني في
(شواهد التنزيل) (ج 2 ص 152 ط بيروت) قال: أخبرنا عبد الرحمان بن علي بن محمد
البزاز، أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر ابن سعدان ببغداد، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل
بن علي الخزاعي بواسط، أخبرنا أبي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى،
حدثني أبي جعفر، حدثني أبي محمد بن علي الباقر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
إني لأدناهم من رسول الله في حجة الوداع بمنى، حين قال: لا ألفينكم ترجعون بعدي
كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفنني في الكتيبة التي
تضاربكم ثم التفت إلى خلفه فقال: أو علي أو علي - ثلاثا - فرأينا أن جبرئيل غمزه،
وأنزل الله على أثر ذلك: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون - بعلي بن أبي طالب -
فاستمسك بالذي أوحي إليك - من أمر علي - إنك على صراط مستقيم، وإن عليا
ص 356
لعلم للساعة، وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون عن محبة علي بن أبي طالب. أخبرنا
عمرو بن محمد، أخبرنا زاهد بن أحمد، أخبرنا محمد بن يحيى الصولي، أخبرنا المغيرة بن
محمد. وأخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد
البصري، قال: حدثني المغيرة بن محمد، قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمان
الأزدي الكوفي، حدثني أبو بكر ابن عياش، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن جابر ابن عبد
الله في قول الله تعالى: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) قال: بعلي ابن أبي طالب
عليه السلام. أخبرنا أبو نصر محمد بن عبد الواحد بن أحمد القروي قراءة، وأبو القاسم
القرشي - وهو بخطه عندي - قالا: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد القرشي، أخبرنا
يوسف ابن عاصم بن عبد الله الرازي، أخبرنا أحمد بن صبيح، أخبرنا يحيى بن يعلى، عن
عمر بن موسى. عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: لما نزلت على النبي صلى الله
عليه وآله وسلم: فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون قال: بعلي بن أبي طالب.
أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن، عن محمد بن إبراهيم، عن مطين، عن زريق ابن مرزوق، عن
الحكم بن ظهير، عن السدي في قوله (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) قال: بعلي.
ورواه جماعة عن الحكم، منهم ابن إبراهيم ورفعه إلى ابن عباس: فرات ابن إبراهيم قال:
حدثني الفضل بن يوسف القصباني، حدثني إبراهيم بن الحكم ابن ظهير، حدثني أبي، عن
السدي. ومنهم العلامة الشيخ سليمان االبلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع
المودة) (ص 234 ط اسلامبول) قال:
ص 357
روى نقلا عن صاحب الفردوس، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم في قوله تعالى: فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون: نزلت في علي بن أبي طالب أنه
ينتقم من الناكثين والمارقين والقاسطين بعدي. ومنهم العلامة الحنفي الآمرتسري في
(أرجح المطالب) (ص 74 ط لاهور). روى الحديث من طريق الديلمي في (الفردوس) والسيوطي
في (الدر المنثور) عن جابر بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة). ورواه أيضا عن جابر في
(36 و602).
الثاني ما رواه ابن عباس

رواه القوم: منهم العلامة البدخشي في (مفتاح
النجا) (ص 41 مخطوط) قال: وأخرج عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (فإما
نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) قال: منتقمون بعلي.
ص 358
الثالث حديث ابن عباس وجابر كليهما

رواه القوم: منهم االعلامة الشهير بابن حسنويه
في (در بحر المناقب) (ص 89 مخطوط). روى بإسناد يرفعه إلى أبي عبد الله وعبد الله بن
العباس وجابر بن عبد الله الأنصاري قال جابر: ما كان بيني وبين رسول الله صلى الله
عليه وسلم في حجة الوداع رجل أو رجلين أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول هنا لا ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم كتاب بعض وأيم الله إن فعلتموه لتعرفوني
في كتبه أضرب بها وجوهكم قال: فغمزه جبرئيل من خلفه فالتفت من قبل منكبيه الأيسر
فقال: أو علي أو علي فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون بعلي أو نرينك الذي وعدناهم
فإنا عليهم مقتدرون.
ص 359
الرابع حديث حذيفة

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من
المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 74 ط لاهور). روى من طريق الحافظ أبي نعيم عن حذيفة
رضي الله عنه قال: قوله تعالى: فإنا منهم منتقمون بعلي) أخرجه الحافظ أبو نعيم.
الخامس حديث أبي الأسود الدئلي

رواه القوم: منهم العلامة الشهير بابن حسنويه في (در
بحر المناقب) (ص 90 مخطوط). روى بإسناد يرفعه إلى الأسود الدئلي عن عمه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: لما نزلت هذه الآية فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون قال:
بعلي بن أبي طالب، بذلك أخبرني جبرئيل.
ص 360
(الآية الثانية والخمسون)

قوله تعالى: سلام على آل ياسين

قد تقدم ما ورد في نزولها
في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 449) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم. فمنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 73 ط
لاهور). روى من طريق الكلبي والإمام فخر الدين الرازي في (الأربعين) والسمهودي
الشافعي في (فضل المشرقين) وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والسيوطي في (الدر
المنثور) عن ابن عباس رضي الله عنه قال في قوله تعالى: سلام علي آل ياسين أي على آل
محمد صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 64) قال: نقل
جماعة من المفسرين عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: في قوله تعالى: سلام على آل
ياسين سلام على آل محمد صلى الله عليه وسلم. ومنهم الحافظ الحسكاني في (شواهد
التنزيل) (ج 3 ص 109 ط بيروت) قال: أخبرني أبو بكر المعمري، أخبرني أبو جعفر القمي،
أخبرني أبي، أخبرنا عبد الله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الإصبهاني قال:
أخبرنا محمد بن عمر النهدي قال: حدثني أبي، عن محمد بن مروان، عن محمد بن السائب،
عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله: (سلام على آل ياسين) قال: على آل محمد. حدثني أبو
حازم الحافظ، حدثنا بشر بن أحمد، حدثنا الهيثم بن خلف الدوري، حدثنا عباد بن يعقوب،
وأخبرني أبو القاسم الفارسي، أخبرني أبي
ص 361
قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي بالكوفة، أخبرنا عباد،
وأخبرنا أبو بكر الحارثي، أخبرنا أبو الشيخ، أخبرنا موسى بن هارون، أخبرنا عباد بن
يعقوب وحدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن أبي دارم. حدثنا أبو
جعفر الخثعمي، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن الأعمش، عن
مجاهد، عن ابن عباس في قوله تعالى: (سلام على آل ياسين) قال: هم آل محمد. وقال أبو
القاسم الفارسي: نحن هم أل محمد. وقال الحارثي: على آل محمد صلى الله عليه وسلم
ورواه جماعة سواهم عن عباد. ورواه داود بن غلية عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
مثله. قال: وحدثنا أبو جعفر إملاءا في المجلس الثاني والسبعين قال: حدثنا محمد بن
إبراهيم بن إسحاق، حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى أبو أحمد الجلودي
البصري، حدثنا محمد بن سهل، حدثنا الخضر بن أبي فاطمة البلخي، أخبرنا وهيب بن نافع،
قال: حدثني كادح، عن الصادق جعفر، عن أبيه عن آبائه، عن علي عليه السلام في قوله:
(سلام على آل ياسين) قال: ياسين: محمد ونحن آل ياسين. فرات قال: حدثني أحمد بن
الحسن، حدثني علي بن محمد بن مروان، حدثني أحمد بن نضر بن الربيع، عن محمد بن
مروان، عن أبان، عن سليم بن قيس العامري قال: سمعت عليا يقول: رسول الله ياسين ونحن
آله. أخبرونا عن أبي الخزاعي، أخبرنا أبو رجاء محمد بن حمدويه السجي كذا في
التفسير، عن بالويه، قال: حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن جيهان، عن محمد بن
زياد الجزري، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس في قوله: (وإن إلياس لمن المرسلين -
إلى قوله: - سلام على آل ياسين) يقول: سلام على آل محمد.
ص 362
أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله أخبرنا
محمد بن محمود العسكري، أخبرنا بشر بن موسى، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا سفيان الثوري،
عن منصور، عن مجاهد، عن عبد الله بن عباس في قول الله تعالى: (سلام على آل ياسين)
يعني على آل محمد، وياسين بالسريانية: يا انسان يا محمد. أخبرنا أبو عبد الله
الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري قال: حدثني الحسن بن
معاد، حدثني سليمان بن داود، عن الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك في قوله:
(سلام على آل ياسين) قال: هو محمد، وآله أهل بيته.
(الآية الثالثة والخمسون)

قوله
تعالى: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب

قد تقدم ما ورد في
نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 451) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك
النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. فمنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب)
(مخطوط) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان إذنا أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن
شوذب أخبرهم قال: نبأ محمد بن جعفر العسكري، نبأ محمد بن عثمان، نبأ إبراهيم ابن
محمد بن ميمون، نبأ علي بن عابس قال: دخلت أنال وأبو مريم على عبد الله بن عطا قال
أبو مريم: حدث عليا الحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر قال: كنت
ص 363
عند أبي جعفر جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام قلت: جعلني الله فداك هذا ابن
الذي عنده علم من الكتاب قال لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات
من كتاب الله عز وجل الذي عنده علم من الكتاب أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد
منه، وإنما وليكم الله ورسوله، الآية. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج
1 ص 307 ط بيروت) قال: حدثني أبو الحسن الفارسي وأبو بكر المعمري قالا: حدثنا أبو
جعفر محمد بن علي الفقيه إملاءا، قال: حدثنا محمد بن موسى المتوكل، حدثنا محمد بن
يحيى العطار، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن
راشد، عن عمرو بن مفلس، عن خلف، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: (ومن عنده علم الكتاب) قال: ذاك أخي
علي بن أبي طالب. أخبرنا أبو عبد الله الفارسي، أخبرنا أبو بكر المفيد، أخبرنا أبو
أحمد الجلودي قال: حدثني محمد بن سهل (حدثنا) زيد بن إسماعيل (حدثنا) داود ابن
المحبر (حدثنا) أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله
تعالى: (ومن عنده علم الكتاب) قال: علي بن أبي طالب. وأخبرونا عن أبي بكر عبد الله
بن محمد بن منصور بن الجنيد الرازي (أخبرنا) محمد بن الحسين بن اسكاب (أخبرنا) أحمد
بن مفضل (أخبرنا) مندل بن علي عن إسماعيل بن سليمان، عن أبي عمر زاذان، عن ابن
الحنفية (في قوله تعالى): (ومن عنده علم الكتاب) قال: هو علي بن أبي طالب. أخبرونا
عن أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي قال: حدثني الحسين ابن إبراهيم بن
الحسين الجصاص (حدثني) حسين بن حكم الحبري (حدثني)
ص 364
سعيد بن عثمان، عن أبي مريم قال: حدثني عبد الله بن عطاء قال: كنت جالسا مع أبي
جعفر في المسجد فرأيت ابنا لعبد الله بن سلام جالسا في ناحية فقلت لأبي جعفر: زعموا
(أن) أبا هذا عنده علم الكتاب (يعني) عبد الله بن سلام. فقال: لا إنما ذاك علي بن
أبي طالب. أخبرنا عمرو بن محمد بن أحمد بن العدل، أخبرنا زاهد بن أحمد، أخبرنا محمد
ابن يحيى الصولي، أخبرنا إبراهيم بن فهد (أخبرنا) محمد بن عقبة، والحسن بن حسين
(عن) قيس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله عز وجل: (ومن عنده علم
الكتاب) قال رجل من قريش: هم علي ولكنه لا نسميه (كذا). أخبرنا عقيل بن الحسين
(أخبرنا) علي بن الحسين (أخبرنا) محمد بن عبيد الله (أخبرنا) عمرو بن محمد الجمحي
(أخبرنا) عبد الله بن داود الحزيني (أخبرنا) أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح فيه
قوله تعالى: (ومن عنده علم الكتاب) قال: علي بن أبي طالب كان عالما بالتفسير
والتأويل والناسخ والمنسوخ والحلال والحرام. قال أبو صالح: سمعت ابن عباس مرة يقول:
هو عبد الله بن سلام، وسمعت منه في آخر عمره يقول: لا والله ما هو إلا علي بن أبي
طالب. ومنهم العلامة البدخشي بفي (مفتاح النجا) (ص 40 مخطوط) قال: أخرج عن ابن عباس
وعبد الرزاق الرسعني، عن محمد بن الحنفية رضي الله عنهما في قوله تعالى: (قل كفى
بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قالا: هو علي بن أبي طالب. ومنهم
العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 86
و111 ط لاهور). روى من طريق أبي نعيم والثعلبي والنظيري عن محمد بن الحنفية أنه
قال:
ص 365
ومن عنده علم الكتاب، علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة)
(ص 103 ط اسلامبول) روى صاحب المناقب عن زيد بن علي وعن محمد بن الحنفية وعن سلمان
الفارسي وعن أبي سعيد الخدري وإسماعيل السدي أنهم قالوا: في قوله تعالى: (كفى بالله
شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) هو علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة عبد
الله الشافعي في (مناقبه) (ص 157 مخطوط). روى نقلا عن الثعلبي إن المراد عن من عنده
علم الكتاب علي. ومنهم الحافظ حسين الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 15 مخطوط) قال:
حدثنا علي بن محمد قال: حدثني الحبري قال: حدثني سعيد بن عثمان، عن أبي مريم قال:
حدثني عبد الله بن عطا قال: كنت جالسا مع أبي جعفر في المسجد فرأيت ابنا لعبد الله
بن سلام جالسا في ناحية فقلت لأبي جعفر: زعموا أن هذا الذي عنده علم من الكتاب قال:
لا ذلك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين.
ص 366
(الآية الرابعة والخمسون)

قوله تعالى: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 457) عن جماعة من العامة
في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. فمنهم العلامة الحافظ الشيخ أبو
الحسن علي بن محمد الشهير بابن المغازلي الواسطي الشافعي المتوفى سنة 483 في كتابه
(المناقب) (مخطوط) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن الطيب الواسطي إذنا قال:
حدثنا أبو القاسم الصفار قال: حدثنا عمر بن أحمد بن هارون قال: حدثنا أحمد بن محمد
ابن سعيد الكوفي قال: حدثنا يعقوب بن يوسف قال: حدثنا أبو غسان قال: حدثنا مسعود بن
سعيد، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليها السلام في قوله تعالى: (أم
يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) قال: نحن الناس والله. ومنهم العلامة
الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 64). روى الحديث عن ابن المغازلي بعين ما تقدم عنه بلا
واسطة. ومنهم العلامة البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 274 ط اسلامبول). روي
الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي). ومنهم العلامة ابن أبي الحديد في
(شرح النهج) (ج 2 ص 236 ط القاهرة) قال:
ص 367
جاء في تفسير قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) أنها أنزلت
في علي. ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 6 مخطوط). روى الحديث بعين ما
تقدم عن (مناقب ابن المغازلي). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 76 ط
لاهور). روى الحديث نقلا عن المغازلي في (المناقب) وابن حجر في (الصواعق). ومنهم
العلامة ابن الصبان المصري في (إسعاف الراغبين) (ص 120 ط مصر) قال: وأخرج بعضهم عن
الباقر في قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) أنه قال: أهل
البيت هم الناس. ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في (أهل البيت)
(ص 62 ط مطبعة السعادة بالقاهرة). روى الحديث بعين ما تقدم عن (إسعاف الراغبين).
ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 143 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو
القاسم عبد الرحمان بن محمد الحسني، أخبرنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني جعفر
بن محمد بن سعيد الأحمسي، عن الحسن بن الحسين العرني، عن يحيى بن يعلى الربعي، عن
أبان بن تغلب: عن جعفر بن محمد في قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله
من فضله) قال: نحن المحسودون. أبو النضر العياشي عن محمد بن حاتم عن منصور بن أبي
مزاحم قال: حدثني أبو سعيد المؤدب، عن ابن عباس [في] قوله تعالى: (أم يحسدون الناس)
قال:
ص 368
نحن الناس المحسودون وفضلة النبوة. وعن حمدويه عن أيوب بن نوح بن دراج، عن محمد بن
الفضيل، عن أبي الصباح قال: قال لي جعفر بن محمد: يا أبا الصباح أما سمعت الله يقول
في كتابه: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)؟ الآية قلت: بلى أصلحك
الله. قال: نحن والله هم، نحن والله المحسودون. أخبرنا عمرو بن محمد العدل، أخبرنا
زاهد بن أحمد، عن محمد بن يحيى المراق، عن أحمد بن يزيد، عن أحمد بن يحيى بن جابر،
عن العباس بن هشام، عن أبيه قال: حدثني أبي قال: نظر خزيمة إلى علي بن أبي طالب
فقال له علي عليه السلام: أما ترى كيف أحسد على فضل الله بموضعي من رسول الله وما
رزقنيه الله من العلم فيه كذا؟ فقال خزيمة: رأوا نعمة لله ليست عليهم * عليك وفضلا
بارعا لا تنازعه
من الدين والدنيا جميعا لك المنى * وفوق المنى أخلاقه وطبايعه
فعضوا من الغيظ الطويل أكفهم * عليك ومن لم يرض فالله خادعه
ص 369
(الآية الخامسة والخمسون)

قوله تعالى: كمشكوة فيها مصباح

قد تقدم ما ورد في نزولها
في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 458) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم. فمنهم الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الشافعي المعروف بابن
المغازلي الواسطي المتوفى سنة 483 في كتابه (مناقب أمير المؤمنين) (مخطوط) قال:
أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب
أخبرهم، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن زياد، حدثنا أحمد بن الخليل ببلخ، حدثني محمد
بن أبي محمود قال: حدثنا يحيى بن أبي معروف قال: حدثنا محمد بن سهل البغدادي، عن
موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن عن قول الله عز وجل: (كمشكوة
فيها مصباح المصباح) قال: المشكاة فاطمة عليها السلام والمصباح الحسن والزجاجة
الحسين كأنها كوكب دري قال: كانت فاطمة عليها السلام كوكبا دريا من نساء العالمين
توقد من شجرة مباركة الشجرة المباركة إبراهيم لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا
نصرانية يكاد زيتها يضئ قال: يكاد العلم أن تنطق منها ولو لم تمسه العلم أن تنطق
منها نار نور على نور منها إمام بعد إمام يهدي الله لنوره من يشاء قال: يهدي الله
عز وجل لولايتنا من يشاء.
ص 370
(الآية السادسة والخمسون)

قوله تعالى: وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم
معفرة وأجرا عظيما

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 371) عن
جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. فمنهم العلامة ابن
المغازلي الشافعي في (المناقب) (ص 117 نسخة مكتبة صنعاء اليمن) قال: أخبرنا الحسن
بن أحمد بن موسى، نا هلال بن محمد، ثنا إسماعيل بن علي ابن رزين بن عثمان، أنبأ
أبي، أنبأ أخي دعبل بن علي، ثنا مجاشع، عن عمر ابن ميسرة بن عبد الكريم الجزري
الخدري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه سئل من قول الله عز وجل: (وعد الله الذين
آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) قال: سأل قوم النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قالوا: فيمن نزلت هذه الآية يا نبي الله؟ قال: إذا كان يوم القيامة عقد
لواء من نور أبيض فإذا مناد ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد فيقوم
علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيعطى اللواء من النور الأبيض بيده جميع السابقين
الأولين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة
ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى أجرهم ونورهم فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد
عرفتم صفتكم ومنازلكم من الجنة إن ربكم يقول لكم عندي مغفرة وأجر عظيم يعني الجنة
فيقوم علي والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل بهم الجنة ثم يرجع إلى منبره فلا يزال
يعرض
ص 371
عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار فذلك قوله
تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم) يعني السابقين الأولين
والمؤمنين وأهل الولاية (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) يعني
بالولاية بحق علي وحق علي واجب على العالمين.
(الآية السابعة والخمسون)

قوله تعالى:
فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام
في (ج 3 ص 482 وج 9 ص 125) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم
ننقل عنهم. وفيه أحاديث:
الأول ما رواه السدي

رواه القوم: منهم العلامة الثعلبي في
(الكشف والبيان) (مخطوط) قال: روى في تفسير يوسف القطان عن وكيع، عن الثوري، عن
السدي قال: كنت عند عمر بن الخطاب إذ أقبل عليه كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وحي
ابن أخطب فقالوا: إن في كتابك (وجنة عرضها السموات والأرض) إذا كانت
ص 372
سعة جنة واحدة بسبع سماوات وسبع أرضين فالجنان كلها يوم القيامة أين تكون؟ فقال
عمر: لا أعلم فبينما هم في ذلك إذ دخل علي عليه السلام فقال: أفي شيء كنتم؟ فألقى
اليهودي المسألة عليه فقال لهم: خبروني أن النهار إذا أقبل الليل أين يكون قالوا
له: في علم الله تعالى فقال علي عليه السلام كذلك الجنان تكون في علم الله فجاء علي
عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره بذلك فنزل (فسئلوا أهل الذكر
إن كنتم لا تعلمون). ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 334 ط بيروت)
قال: حدثنا عبدويه بن محمد بشيراز، حدثنا سهل بن نوح بن يحيى، حدثنا أبو الحسن
الحبابي، حدثنا يوسف بن موسى القطان، عن وكيع، عن سفيان، عن السدي، عن الحرث قال:
سألت عليا عن هذه الآية: (فاسألوا أهل الذكر) قال: والله إنا لنحن أهل الذكر، نحن
أهل العلم، ونحن معدن التأويل والتنزيل، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه.
ص 373
الثاني ما رواه جابر

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ عبيد الله
الحنفي الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 85 ط لاهور) قال: عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنه، قال: قال علي بن أبي طالب: نحن أهل الذكر - أخرجه الثعلبي
في (تفسيره) وصاحب (معالم التنزيل). ومنهم العلامة الخثعمي السهيلي في (التكملة) (ص
131 مخطوط). روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن (أرجح المطالب). ومنهم الحاكم
الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 335 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر الحرشي،
أخبرنا أبو منصور الأزهري، أخبرنا أحمد بن نجدة بن العريان، أخبرنا عثمان بن أبي
شيبة، أخبرنا يحيى بن يمان، عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر في قوله: (فاسألوا
أهل الذكر) قال: نحن أهل الذكر. أخبرنا أبو سعد المعادي، أخبرنا أبو الحسين
الكهيلي، أخبرنا أبو جعفر الحضرمي، أخبرنا إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي، أخبرنا
يحيى بن يمان به لفظا سواء، وأخبرنا أبو الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو بكر القاضي بن
الجعابي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن هلال، أخبرنا أبو هشام بن يمان به لفظا
سواء. ورواه أيضا سفيان بن وكيع، عن يحيى في العتيق، ورواه أيضا أبان بن تغلب، عن
أبي جعفر.
ص 374
أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري،
أخبرنا أحمد بن عمار، أخبرنا عبد الرحمان بن صالح، عن موسى بن عثمان الحضرمي، عن
جابر، عن محمد بن علي قال: لما نزلت هذه الآية: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا
تعلمون) قال: علي عليه السلام: نحن أهل الذكر الذي عنانا الله جل وعلا في كتابه.
أخبرنا أبو الحسين (الحسن (خ)) الفارسي، أخبرنا أبو بكر الفارسي ببيضاء فارس،
أخبرنا محمد بن القاسم، أخبرنا أبو نعيم إبراهيم بن ميمون، عن علي بن عابس، عن
جابر، عن أبي جعفر في قوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر) قال: نحن هم. وأخبرنا أبو
الحسن، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن زيدان، أخبرنا محمد بن ثواب الهبازي كذا أخبرنا
عبد الله بن الزبير، أخبرنا أبو موسى، عن سعد الاسكاف، عن محمد بن علي في قوله عز
ذكره: (فاسألوا أهل الذكر) قال: نحن هم. أخبرنا أبو العباس الفرغاني، أخبرنا أبو
المفضل الشيباني، أخبرنا أبو زيد محمد بن أحمد بن سلام الأسدي بالمراغة، أخبرنا
السري بن خزيمة الرازي، أخبرنا منصور بن أبي مويرة كذا عن محمد بن مروان، عن السدي،
عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر في قوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر) قال: هم الأئمة
من عترة رسول الله، وتلا (وأنزلنا عليكم ذكرا رسولا) 10 / الطلاق.
ص 375
الثالث ما رواه ابن عباس

رواه القوم: منهم العلامة علي بن عبد العالي المحقق الكرخي
المتوفى سنة 940 في كتابه (نفحات اللاهوت) (ص 41) قال: ونقل أن الحافظ محمد بن موسى
الشيرازي وهو من علماء أهل السنة روى واستخرجه من اثني عشر تفسيرا عن ابن عباس في
تفسير قوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) قال: هم محمد وعلي فاطمة
والحسن والحسين هم أهل الذكر والعلم والعقل والبيان وهم أهل بيت النبوة ومعدن
الرسالة ومختلف الملائكة والله ما سمي المؤمن مؤمنا إلا كرامة لأمير المؤمنين.
ص 376
(الآية الثامنة والخمسون)

قوله تعالى: عم يتسائلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه
مختلفون

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 484) عن جماعة من
العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. منهم العلامة أبو بكر مؤمن
الشيرازي في (رسالة الاعتقادات) على ما في (مناقب الكاشي) (ص 213 مخطوط). روى عبد
الخير عن علي قال: سأل صخر بن حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن الخلافة من
بعدك؟ قال: يا صخر الإمامة بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى فنزل (عم يتسائلون
الخ) إلى أن قال: فلا يبقى ميت في شرقي الأرض ولا غربيها في بحر ولا بر إلا منكر
ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين علي وخلافته يقولون للميت: من ربك وما دينك
ومن إمامك. ثم قال: قال الإمام الفاضل: أجمع المفسرون أن النبأ العظيم هو علي.
ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 495 ط اسلامبول): روى عن عبد الرحمان
بن كثير قال: سألت جعفر الصادق عن قوله تعالى: (عم يتسائلون عن النبأ العظيم)
وسألته عن قوله تعالى: (هنالك الولاية لله الحق) قال: ولاية أمير المؤمنين علي،
وكان يقول: ما لله نبأ هو أعظم مني ولا لله آية أكبر مني.
ص 377
ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 317 ط بيروت) قال: روى فرات بن
إبراهيم الكوفي قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد بن
حاتم، عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفر عن قول الله تعالى: (عم يتسائلون، عن
النبأ العظيم) فقال: كان علي يقول لأصحابه: أنا والله النبأ العظيم الذي اختلف في
جميع الأمم بألسنتها، والله ما لله نبأ أعظم مني، ولا لله آية أعظم مني. وحدثني
جعفر، قال: حدثني أحمد بن محمد الرافعي قال: أخبرني محمد بن حاتم، عن رجل من أصحابه
عن أبي حمزة به لفظا سواء. روى أبو النضر في تفسيره قال: حدثني إسحاق بن محمد
البصري قال: حدثني محمد بن الحسين بن شمون (سمعون (ل)) عن عبد الله بن عمرو، عن عبد
الله بن حماد الأنصاري، عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا جعفر عن قول الله: (عن النبأ
العظيم) قال: النبأ العظيم علي وفيه اختلفوا لأن رسول الله ليس فيه اختلاف. وأخبرنا
عقيل بن الحسين، أخبرنا، علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا أبو بكر
الآجري بمكة، أخبرنا موسى بن إبراهيم الخوري، أخبرنا يوسف بن موسى القطان، عن وكيع،
عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير عن علي بن أبي طالب قال: أقبل صخر بن حرب حتى جلس
إلى رسول الله فقال: الأمر بعدك لمن؟ قال: لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى. فأنزل
الله (عم يتسائلون) يعني يسألك أهل مكة عن خلافة علي (عن النبأ العظيم الذي هم فيه
مختلفون) فمنهم المصدق ومنهم المكذب بولايته، (كلا سيعلمون، ثم كلا سيعلمون) وهو رد
عليهم سيعرفون خلافته أنها حق إذ يسألون عنها في قبورهم فلا يبقى ميت في شرق ولا
عرب ولا بر ولا بحر إلا ومنكر ونكير يسألانه يقولان للميت: من ربك وما دينك ومن
نبيك ومن إمامك؟!.
ص 378
(الآية التاسعة والخمسون)

قوله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم

قد تقدم ما ورد في
نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 534) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك
النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. منهم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 57
ط بيروت). أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمد عبد الله بن أحمد، أخبرنا أبو جعفر عمر بن
أحمد بن عثمان الواعظ ببغداد، قال: حدثني أبي قال: حدثني حامد بن سهل، قال: حدثني
عبد الله بن محمد العجلي، قال: حدثنا إبراهيم أبو جابر، عن مسلم بن حنان، عن أبي
بريدة في قول الله: (إهدنا الصراط المستقيم) قال: صراط محمد وآله. أخبرنا عقيل بن
الحسين الفسوي، أخبرنا علي بن الحسين بن قيدة الفسوي أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد
الله، أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبيد ببغداد، أخبرنا عبد الله ابن أبي الدنيا، قال:
حدثنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا سفيان الثوري، عن أسباط ومجاهد، عن ابن عباس في
قول الله تعالى: (إهدنا الصراط المستقيم) قال: يقول: قولوا معاشر العباد: إهدنا إلى
حب النبي وأهل بيته. أخبرنا أبو الحسن المعادني بقراءتي عليه من أصله، قال: حدثنا
أبو جعفر محمد بن علي الفقيه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد
الرحمان ابن أبي حاتم، حدثنا هارون بن إسحاق قال: حدثني عبده بن سليمان، حدثنا كامل
بن العلاء كذا، حدثنا حبيب ابن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب: أنت الطريق الواضح وأنت
ص 379
الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين. وأخبرنا أيضا أبو جعفر عن محمد بن علي
العلوي، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن
المفضل، عن جابر بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله جعل عليا وزوجته وأبناء [ه] حجج الله على خلقه
وهم أبواب العلم في أمتي من اهتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم. أخبرني أبو بكر محمد بن
أحمد بن علي المعمري، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين الفقيه، أخبرنا أبي،
أخبرنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن الحسين
بن زيد، عن اليعقوبي، عن عيسى ابن عبد الله العلوي، عن أبيه. عن أبي جعفر الباقر،
عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره (من أرد (خ)) أن
يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنة بغير حساب فليتول وليي ووصيي وصاحبي
وخليفتي على أهلي علي بن أبي طالب، ومن سره (ومن أراد (خ)) أن يلج النار فليترك
ولايته فوعزة ربي وجلاله إنه لباب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وأنه الصراط المستقيم
وأنه الذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة. ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي
الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 85 و319 لاهور) قال: روى من طريق
الثعلبي وصاحب التنزيل عن مسلم بن حيان قال: سمعت أبا بريدة رضي الله عنه يقول: في
قوله تعالى (إهدنا الصراط المستقيم): صراط محمد وآله صلى الله عليه وسلم (1)
(هامش)
(1) قال العلامة السيد أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الحسيني الحضرمي (*)
ص 380
(الآية الستون)

قوله تعالى: وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات - الآية

قد تقدم ما
ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 535) عن جماعة من العامة في كتبهم
ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم.
منهم الحافظ الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 3 مخطوط) قال: حدثنا علي بن محمد قال:
حدثني الحبري قال: حدثني حسن بن حسين قال: حدثنا حنان بن علي العيري، عن الكلبي، عن
أبي صالح، عن ابن عباس قال: إنما نزل من القرآن في خاصة رسول الله صلى الله عليه
وسلم وعلي وأهل بيته دون الناس (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات - الآية) أنها
نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة ابن الحارث بن عبد المطلب. ومنهم الحاكم الحسكاني
في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 74 ط بيروت) قال: حدثونا عن القاضي أبي الحسين قالوا:
حدثنا محمد بن عثمان بن الحسن بن
(هامش)
= الشافعي شيخ شيخنا في الرواية من علماء القرن الرابع عشر في كتابه (رشفة الصادي)
(ص 25 ط القاهرة بمصر): اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم قال أبو
العالية: هم آل رسول الله صلى الله عليه وسلم. (*)
ص 381
عبد الله النصيبي ببغداد، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي بحلب،
حدثنا أبو الطيب علي بن محمد بن مخلد الدهان ببغداد، وأبو عبد الله الحسين بن
إبراهيم ابن الحسن الجصاص بالكوفة قالا: حدثنا الحسين بن الحكم بن مسلم الحبري،
حدثنا أبو عبد الله حسن بن حسين الأنصاري العابد، حدثنا أبو علي العرني، حدثنا حبان
بن علي العنزي فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تنزيل الآيات) سندا ومتنا.
(الآية
الحادية والستون)

قوله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلوة وأنها لكبيرة إلا على
الخاشعين

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 536) عن جماعة من
العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. منهم الحافظ الحسين بن
الحكم الحبري الكوفي في (تنزيل الآيات) (نسخة فوتوغرافية في جامعة طهران) قال:
حدثنا علي بن محمد قال: حدثني الحبري قال: حدثنا الحسن بن حسين قال: حدثنا حسان عن
الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: (استعينوا بالصبر والصلوة وأنها
لكبيرة إلا على الخاشعين) قال: الخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعني رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام. ومنهم العلامة ابن المغازلي على ما في
(مناقب عبد الله الشافعي) (ص 158 مخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم عن (تنزيل
الآيات).
ص 382
(الآية الثانية والستون)

قوله تعالى: ادخلوا في السلم كافة

قد تقدم ما ورد في
نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 534) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك
النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. ويشتمل على حديثين:
الأول رواه القوم:

منهم العلامة
ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (مخطوط). روى عن علي في قوله تعالى: (ادخلوا في
السلم كافة) قال: ولايتنا أهل البيت.
الثاني رواه القوم:

منهم العلامة الشيخ سليمان
البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 250 ط اسلامبول). روى عن
أبي جعفر الباقر في قوله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا ادخلوا في السلم كافة) يعني
ولاية علي عليه السلام والأوصياء بعده.
ص 383
(الآية الثالثة والستون)

قوله تعالى: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل
عمران على العالمين

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 573)
عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. منهم الحافظ
الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 118 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر ابن أبي
الحسن الحافظ، أخبرنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، أخبرنا أحمد بن الحسن، عن أبي
حصين بن مخارق، عن الأعمش عن شقيق قال: قرأت في مصحف عبد الله وهو ابن مسعود (إن
الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين). أخبرناه أيضا
عن السبيعي، عن ابن عقدة، أخبرنا أحمد بن هشيم بن أبي نعيم أخبرنا أبو جنادة
السلولي، عن الأعمش به سواء. وأخبرناه أيضا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر
الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، قال: حدثني المغيرة بن محمد، عن عبد العزيز بن
الخطاب، عن عمر وبن ثابت، عن أبي إسحاق، عن نمير بن عريب أن ابن مسعود كان يقرأ:
(إن الله اصطفى آدم) الآية، يقول ابن عباس كذا (وآل عمران وآل أحمد على العالمين)
قال الحسكاني: قلت: إن لم تثبت هذه القراءة فلا شك في دخولهم في الايه لأنهم آل
إبراهيم.
ص 384
ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 87 وص 319 ط لاهور). روى من طريق
الثعلبي في (تفسيره) عن الأعمش، عن أبي وائل عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن (شواهد
التنزيل).
(الآية الرابعة والستون)

قوله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا

قد تقدم
ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 539) عن جماعة من العامة في كتبهم
ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم ويشتمل على أحاديث:
الأول ما رواه القوم:

منهم الفاضل توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 61 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
وأخرج صاحب كتاب المناقب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهم، قال: كنا عند
النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقال: يا رسول الله سمعتك تقول: (واعتصوا
بحبل الله) فما حبل الله الذي نعتصم به؟ فضرب النبي صلى الله عليه وسلم يده في يد
علي وقال: تمسكوا بهذا هو حبل الله المتين.
ص 385
الثاني ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي
المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 274 ط اسلامبول) قال: أخرج الثعلبي في
تفسير قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) عن جعفر بن محمد رضي الله
عنهما قال: نحن حبل الله الذي قال الله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا):
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 6 مخطوط) روى الحديث من طريق الثعلبي
بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة). ومنهم العلامة الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 64)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة) ومنهم العلامة ابن الصبان في (إسعاف
الراغبين) (ص 120 ط مصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة) ومنهم العلامة
الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 76 ط لاهور). روى الحديث من طريق ابن حجر في
(الصواعق) بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة) ومنهم العلامة السيد أبو بكر الحضرمي في
(رشفة الصادي) (ص 70 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة). ومنهم
العلامة المولى محمد معين في (دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب) (ص 234 ط
كراتشي)
ص 386
روى الحديث من طريق الثعلبي بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة).
الثالث ما رواه
القوم:

منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي
الشهير بابن حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 63 مخطوط) روى بإسناد يرفعه إلى زين
العابدين رضي الله عنه قال: كان الحسين رضي الله عنه عند جده رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو بين أصحابه في المسجد فقال: أيها الناس يطلع عليكم من هذا الباب رجل
طويل من أهل الجنه يسأل عما يعنيه قال: فنظر الناس إلى الباب فخرج رجل طويل يشبه
رجال مصر فتقدم وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس ثم قال: يا رسول الله
سمعت الله عز وجل يقول: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فما الحبل الذي أمر
الله تعالى بالاعتصام به؟ فأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم مليا ثم رفع رأسه
وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: هذا حبل الله من تمسك به نجى
وعصم به في دنياه ولم يضل به في آخرته، فوثب الرجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام
واحتضنه من ورائه وهو يقول: اعتصمت بحبل الله وحبل أمير المؤمنين ثم قام وخرج، فقام
فلان وقال يا رسول الله: ألحقه وأسأله أن يستغفر لي فقال: إذن تجده قال: فلحقت
الرجل وسألته أن يستغفر لي فقال: أفهمت ما قال لي رسول الله وما قلت له، قال نعم
فإن كنت تتمسك بذلك حبل الله يغفر لك وإلا فلا غفر الله لك قال: فرجعت وسألته عن
ذلك الرجل فقال: هو أبو العباس الخضر عليه السلام.
ص 387
(الآية الخامسة والستون)

قوله تعالى: الذين استجابوا الله والرسول من بعد ما أصابهم
القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم

قد تقدم ما رواه في نزولها في شأنه عليه
السلام في (ج 3 ص 541) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم
ننقل عنهم منهم الحافظ الحسين بن الحكم الحبري في (تنزيل الآيات المنزلة في مناقب
أهل البيت) (ص 7 نسخة جامعة طهران المكتوبة سنة 661). قال قوله تعالى: (الذين
استجابوا الله والرسول الخ) نزل في علي عليه السلام وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم في أثر أبي سفيان حين ارتحل فاستجابوا لله ورسوله.
ص 388
(الآية السادسة والستون)

قوله تعالى: اصبروا وصابروا ورابطوا لعلكم تفلحون

قد تقدم
ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 542) عن جماعة من العامة في كتبهم
ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. منهم الحافظ الحبري في (تنزيل الآيات) (ص
667 نسخة جامعة طهران) قال: (قوله تعالى: اصبروا الخ) نزل في رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعلي عليه السلام وحمزة بن عبد المطلب ومنهم العلامة ابن المغازلي
الشافعي في (مناقب علي) (على ما في المناقب المخطوطة ص 159). قال: نزلت الآية في
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وحمزة
ص 389
(الآية السابعة والستون)

قوله تعالى: أولئك مع الذين أنعم الله عليهم

قد تقدم ما
ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 542) عن جماعة من العامة في كتبهم
ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. منهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي
الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 22 و59 و393 ط لاهور): روى نقلا عن
تفسير ابن الحجام عن ابن عباس في قوله تعالى: (من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين
أنعم الله عليهم) قال علي: يا رسول الله هل نقدر على أن نزورك في الجنة قال: يا علي
أن لكل نبي رفيقا أول من أسلم من أمته فنزلت هذه الآية (أولئك مع الذين أنعم الله
عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم عليا فقال: إن الله تعالى: قد أنزل بيان ما سألت فجعلك رفيقي
لأنك أول من أسلم وأنت الصديق الأكبر. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج
1 ص 153 ط بيروت) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد
بن عبيد الله، قال: حدثنا أبو عمر عبد الملك بن علي بكازرون، أخبرنا أبو مسلم الكشي
القعنبي، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى: (ومن
يطع الله) يعني في فرائضه وجعفر، ومن (الصالحين) الحسن والحسين (وحسن أولئك رفيقا)
فهو المهدي في زمانه.
ص 390
أخبرنا أبو العباس الفرغاني، أخبرنا أبو المفضل الشسباني أخبرنا أحمد بن مطرف بن
سواد أخبرنا أبو الحسين البستي قاضي الحرمين بمكة، قال: حدثني يحيى بن محمد معاذ بن
شاه السنجري، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أبي الصارم الهروي قال: حدثني مدركة بن
عبد الرحمان العبدي، عن أبان بن أبي عياش، عن سعيد بن جبير، عن سعد بن حذيفة، عن
أبيه حذيفة بن اليمان قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وقد
نزلت عليه هذه الآية: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا) فأقرأنيها صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا نبي الله
فداك أبي وأمي من هؤلاء أني أجد الله بهم حفيا! قال: يا حذيفة أنا من النبيين الذين
أنعم الله عليهم أنا أولهم في النبوة وآخرهم في البعث، ومن الصديقين علي بن أبي
طالب، ولما بعثني الله عز وجل برسالته كان أول من صدق بي، ثم من الشهداء حمزة
وجعفر، ومن الصالحين الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وحسن أولئك رفيقا المهدي
في زمانه قال: أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد
الله قال: حدثنا أبو عمر عبد الملك بن علي بكازرن، أخبرنا أبو مسلم الكشي القعنبي،
عن مالك عن سمي، عن أبي صالح، عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى: (ومن يطع الله)
يعني في فرائضه (والرسول) في سنته (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين) يعني علي بن أبي طالب وكان أول من صدق برسول الله صلى الله عليه وآله
والشهداء يعني علي بن أبي طالب وجعفر الطيار، وحمزة بن عبد المطلب والحسن
والحسين، هؤلاء سادات الشهداء (والصالحين) يعني سلمان وأبو ذر وصهيب وخباب وعمار
(وحسن أولئك) أي الأئمة الأحد عشر (رفيقا) يعني في الجنة (ذلك الفضل من الله وكفى
بالله عليما) منزل علي وفاطمة والحسن والحسين ومنزل رسول الله وهم في الجنة واحد.
ص 391
أخبرنا أبو سعد محمد بن علي الحبري وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الجودي قالا:
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي قال: قرئ على أبي الحسن بن علي بن مهرويه
القزويني بها في الجامع وأنا أسمع سنة تسع وثلاث مائة قال: حدثنا أبو أحمد داود بن
سليمان قال: حدثني علي بن موسى الرضا، قال: أخبرني أبي، عن أبيه جعفر، عن أبيه
محمد، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية: (أولئك الذين أنعم الله عليهم
قال: (من النبيين) محمد، و(من الصديقين) علي بن أبي طالب، و(من الشهداء) حمزة، و(من
الصالحين) الحسن والحسين (وحسن أولئك رفيقا) قال: القائم من آل محمد أخبرنا محمد بن
عبد الله بن عبيد الله، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى
الجلودي، أخبرنا إبراهيم بن فهد، أخبرنا محمد بن عقبة، أخبرنا الحسين بن الحسن،
أخبرنا عمرو بن ثابت، عن علي بن حزور، عن أصبغ بن نباتة قال: تلا ابن عباس هذه
الآية فقال: (من النبيين) محمد، و(من الصديقين) علي بن أبي طالب و(من الشهداء)
حمزة. ومنهم العلامة السيد أولاد حيدر المتوفى في أوائل القرن الرابع عشر في
(السراج المبين) (ص 636) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (أرجح المطالب)
ومنهم العلامة أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في (رسالة الاعتقاد) (ص 295) نقل عن عبد
الله بن عباس قال: (من يطع الله) يعني في فرائضه (والرسول) في سنته (فأولئك من
الذين أنعم الله عليهم من النبيين) يعني محمد صلوات الله عليه (والصديقين) يعني علي
بن أبي طالب.
ص 392
(الآية الثامنة والستون)

قوله تعالى: يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل
الله لكم

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 542) عن جماعة من
العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. منهم العلامة الآمرتسري في
(أرجح المطالب) (ص 76 ط لاهور) قال: روى من طريق ابن مردويه عن قتادة، عن ابن عباس
رضي الله قال: إنها نزلت في علي وأصحابه، وقال إن عليا وجماعه من أصحابه عنهم عثمان
بن مظعون أرادوا أن ينجلوا عن الدنيا ويتركوا النساء ويتربصوا، فنزلت هذه الآية.
ومنهم الحافظ الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 9 مخطوط) قال: حدثنا علي بن محمد قال:
حدثني الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان عن الكلبي، عن أبي صالح، عن
ابن عباس في قوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) الآية
نزلت في علي وأصحاب له منهم عثمان مطعون وعمار حرموا على أنفسهم الشهوات وهموا
بالإخصاء. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 194 ط بيروت) قال:
أخبرونا عن أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي، أخبرنا علي بن محمد
ص 393
الدهان، والحسين بن إبراهيم الجصاص، قالا: أخبرنا حسين بن الحكم عن حسن ابن حسين،
عن حبان بن علي عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس فذكر الحديث بعين ما تقدم عن
(تنزيل الآيات) أخبرنا أبو سعد الصفار المعادني، أخبرنا أبو الحسين الكهيلي، أبو
جعفر الحضرمي، عن محمد بن العلاء، عن زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن
إبراهيم بن الحرث التيمي: أن عليا وعثمان بن مظعون ونفرا من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم تعاقد وا أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يأتوا النساء ولا
يأكلوا اللحم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله تعالى: (يا
أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم). أخبرنا منصور بن الحسين،
أخبرنا محمد بن جعفر، عن إبراهيم بن إسحاق، عن الحسين بن علي، عن عمرو بن محمد، عن
أسباط، عن السدي في قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل
الله لكم) قال: جلس رسول الله ذات يوم فذكرهم ثم قام ولم يزدهم على التخويف فقال
ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم جلوس منهم علي بن أبي طالب
وعثمان بن مظعون: ما خفنا أن لم نحدث عملا، فحرم بعضهم أن يأكل اللحم والودك، وأن
يأكل بنهار، وحرم بعضهم النوم، وحرم بعضهم النساء فأنزل الله تعالى: (لا تحرموا
طيبات ما أحل الله لكم).
ص 394
(الآية التاسعة والستون)

قوله تعالى: الذين أمنوا ولم يلبسوا أيمانهم بظلم أولئك
لهم الأمن وهم مهتدون

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 543)
عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. منهم الحاكم
الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 197 ط بيروت) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين،
أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا محمد بن أبي الطيب
السامري، أخبرنا بشر بن موسى، عن الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن
مجاهد، عن ابن عباس في قول الله تعالى: (الذين آمنوا) يعني صدقوا بالتوحيد هو علي
بن أبي طالب (ولم يلبسوا) يعني لم يخلطوا نظيرها: (لم تلبسون الحق بالباطل) يعني لم
تخالطون. ولم يخالطوا إيمانهم (بظلم) يعني الشرك، قال ابن عباس: والله ما آمن أحد
إلا بعد شرك ما خلا عليا فإنه آمن بالله من غير أن أشرك به طرفة عين. (أولئك لهم
الأمن) من النار والعذاب (وهم مهتدون) يعني مرشدون إلى الجنة يوم القيامة بغير
حساب، فكان علي أول من آمن به وهو من أبناء سبع سنين. ومنهم العلامة الشهير بابن
حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 62 مخطوط) قال: روى بإسناد رفعه إلى أبي عبد الله
عليه السلام أنه قال: لما نزلت هذه الآية (الذين
ص 395
آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) قال: بولاية علي ابن
أبي طالب ولا يخلطوه بولاية فلان وفلان فهو التلبس بالظلم.
(الآية السبعون)

قوله
تعالى: ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه
السلام في (ج 3 ص 543) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم
ننقل عنهم. منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 111 ط
اسلامبول). روى في المناقب عن محمد الباقر وجعفر الصادق قالا: الصراط المستقيم
الإمام (ولا تتبعوا السبل) يعني غير الإمام فيفرق بكم عن سبيله ونحن سبيله.
ص 396
(الآية الحادية والسبعون)

قوله تعالى: وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم

قد
تقدم النقل منا في (ج 3 ص 543) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم. فمنهم العلامة الثعلبي في (الكشف والبيان) (ص 353 مخطوط). روى في
قوله تعالى في سورة الأعراف: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) عن ابن عباس
أنه قال: الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو
الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه. ومنهم العلامة الشيخ
كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي في (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) (ص
17 ط طهران) روى الحديث من طريق الثعلبي عن ابن عباس بعين ما تقدم عنه في (الكشف
والبيان). ومنهم الحافظ الذهبي في (ميزان الاعتدال) (ج 2 ص 3 ط القاهرة) روى الحديث
عن عاصم بن سليمان عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الكشف
والبيان). ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 198 ط بيروت) قال:
ص 397
أخبرنا عن أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي في تفسيره أخبرنا علي بن أحمد بن
عمرو، أخبرنا محمد بن منصور بن يزيد المرادي، أخبرنا محمد ابن جعفر بن راشد، قال:
حدثني أبي، عن حسين بن علوان عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالسا
عند علي فأتاه عبد الله بن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله:
(وعلى الأعراف رجال) فقال: ويحك يا ابن الكواء نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة
والنار، فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه
فأدخلناه النار. قال: وحدثنا أحمد بن نصر، أخبرنا أبرنا أبو جعفر الصبعي، حدثنا
إبراهيم بن سالم بن رشيد البصري، حدثنا عاصم بن سليمان أبو إسحاق، عن جويبر بن
سعيد، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: (وعلى الأعراف رجال) قال: الأعراف موضع عال
من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي وجعفر يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد
الوجوه. وأخبرنا عبد الرحمان بن علي بن محمد البزاز، حدثنا محمد بن أحمد الرقام ابن
أبي الفوارس ببغداد، حدثنا عبد الرحمان بن أحمد المخرمي، حدثنا محمد بن أحمد
الرقام، حدثنا إبراهيم بن رستم، حدثنا عاصم بن سليمان، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن
عباس في قوله تعالى: (وعلى الأعراف رجال) قال: موضع عال من الصراط يقال له: الأعراف
عليه العباس وحمزة وعلي وجعفر يعرفون محبيهم بسيماء الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 8 مخطوط) روى الحديث من طريق الثعلبي في
تفسير عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الكشف والبيان) ومنهم العلامة عبد الله الشافعي
في (المناقب) (ص 156 مخطوط).
ص 398
روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الكشف والبيان) ومنهم العلامة باكثير
الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 122 ط المكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث من طريق
الثعلبي عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الكشف والبيان) ومنهم العلامة الآمرتسري في
(أرجح المطالب) (ص 84 ط لاهور) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الكشف
والبيان).
(الآية الثانية والسبعون)

قوله تعالى: ونادى أصحاب الأعراف رجالا
يعرفونهم بسيماهم

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 545) عن
جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. منهم العلامة
البدخشي في (مفتاح النجا) (مخطوط) قال: أخرج ابن مردويه عن علي كرم الله وجهه في
قوله تعالى: (ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم) قال: نحن أصحاب الأعراف
من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنة. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 84
ط لاهور). روى الحديث من طريق ابن مردويه عن علي عليه السلام بعين ما تقدم عن
(مفتاح النجا) أقول: وتقدم ما يدل عليه في ذيل الآية السابقة.
ص 399
(الآية الثالثة والسبعون)

قوله تعالى: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 546) عن جماعة في كتبهم
ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل)
(ج 1 ص 206 ط بيروت) قال: حدثني محمد بن القاسم بن أحمد، حدثنا أبو سعيد محمد بن
الفضل بن محمد ابن صالح القزويني، حدثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم، حدثنا أبو سعيد
الأشج عن أبي خالد الأحمر، عن إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن
سعيد بن المسيب، عن ابن عباس قال: لما نزلت: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا
منكم خاصة) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي
فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي. وبه حدثنا الحسين بن علي عن عمرو بن محمد،
عن أسباط، عن السدي، عن أصحابه قالوا في قوله تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين
ظلوا منكم) قال: أهل بدر خاصة، قال: فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا، وكان من
المفتونين فلان وفلان وفلان وهم من أهل الحديث. أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن بن
علي، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سلمة أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان، عن عمر بن
محمد بن الحسين، عنه أبي الحسن بن
ص 400
دينار، عن الحسن، عن الزبير بن العوام أنه قرأ هذه الآية: (واتقوا فتنة) إلى آخرها
فقال: ما شعرت أن هذه الآية نزلت فينا إلا اليوم. يعني يوم الجمل في محاربته عليا.
وفي (ص 209). حدثنا سعيد بن أبي سعيد البلخي، عن أبيه، عن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن
عباس في قوله: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين) الآية، قال: حذر الله أصحاب محمد صلى
الله عليه وآله وسلم أن يقاتلوا عليا قال: وحدثنا الحماني عن وكيع، عن إسماعيل بن
أبي خالد، عن السدي في قوله تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)
قال: هم أهل الجمل. حدثنا محمد بن الفضل، عن هشام بن بكير الطويل، عن أبي إسحاق، عن
أبي عثمان النهدي قال: رأيت عليا يوم الجمل وتلا هذه الآية: (وإن نكثوا أيمانهم من
بعد عهدهم) فخلف علي بالله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت إلا اليوم. وبه أخبرنا
علي بن عابس، عن حبيب بن حسان، عن زيد بن وهب، قال سمعت حذيفة يقول: والله ما قوتل
أهل هذه الآية: (وإن نكثوا - إلى قوله: - فقاتلوا أئمة الكفر).
|