الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج14)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

 

ص 451

الذي خصنا بذلك. والحديث اختصرته. أخبرنا عقيل قال: أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السمان ببغداد، أخبرنا عبد الله بن ثابت المقري قال: حدثني أبي، عن أبي الهذيل، عن مقاتل، عن الأصبغ بن نباتة، وعن سعيد ابن جبير: عن ابن عباس في قول الله تعالى: (إن الأبرار يشربون) قال: يعني الصديقين في إيمانهم علي وفاطمة والحسن والحسين، يشربون في الآخرة من كأس خمر كان مزاجها من عين ماء يسمى الكافور، ثم نعتهم فقال: (يوفون بالنذر) يعني يتمون الوفاء به (ويخافون يوما كان شره مستطيرا) قد على وفشا وعم، نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين، وذلك إنهما مرضا مرضا شديدا فعادهما رسول الله ومعه وجوه أصحابه فقال: يا علي انذر أنت وفاطمة نذرا إن عافي الله ولديك أن تفي به وساقه بطوله. أخبرني أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني كتابه، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، أخبرنا بكر بن سهل الزمياطي كذا، أخبرنا عبد الغني بن سعيد، عن موسى بن عبد الرحمان، عن ابن جريح، عن عطاء: عن ابن عباس في قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه) قال: وذلك إن علي بن أبي طالب آجر نفسه ليسقي نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة، فلما تم انضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام، ثم عملا كذا الثلث الثاني فلما تم انضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا يومهم ذلك. أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قراءة عليه ببغداد من أصله

ص 452

أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن عبيد المرزباني قراءة عليه في شعبان سنة إحدى وثلاثين وثمانين (خ) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الله الحافظ قراءة عليه في قطيعة جعفر، قال: حدثني الحسين بن الحكم الحبري حدثنا حسن بن حسين، حدثنا حبان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزأ ولا شكورا، إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا) الآيات قال: نزلت في علي بن أبي طالب أطعم عشاءه وأفطر على القراح. حدثونا عن أبي العباس المعقلي قال: حدثنا الحسن بن علي، حدثنا أبو معاوية، عن سفيان، عن سالم الأفطس، عن مجاهد في قوله تعالى: (إنما نطعمكم لوجه الله) قال: لم يقولوا حين أطعموهم (نطعمكم لوجه الله) ولكن علمه الله من قلوبهم فأثنى به عليهم ليرغب فيه الراغب. حدثني سعيد الحبري، حدثنا أبو الحسن بن مقسم المقري قال: سمعت أبا إسحاق الزجاج يقول في قوله: (ويطعمون الطعام على حبه) هذه الهاء تعود على الطعام، المعني: يطعمون الطعام أشد ما يكون حاجتهم إليه، وصفهم الله تعالى بالإثرة على أنفسهم. وورد في الباب عن زيد بن أرقم، رواه فرات عن سقين الكديمي فساويته. أخبرناه أبو القاسم القرشي والحاكم، قالا: أخبرنا أبو القاسم الماسرخسي أخبرنا أبو العباس محمد بن يونس الكديمي، أخبرنا حماد بن عيسى الجهني، أخبرنا النهاس بن فهم، عن القاسم بن نواف الشيباني عن زيد بن أرقم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله تشد على بطنه الحجر من الغرث، فظل يوما صائما ليس عنده شيء فأتى بيت فاطمة والحسن والحسين متكئا فقال رسول الله: يا فاطمة أطعمي إبني

ص 453

فقالت: ما في البيت إلا بركة رسول الله فألقاهما (كذا) رسول الله بريقه حتى شبعا وناما، وأفطر فينا رسول الله (ولنا) ثلاثة أقراص من شعير، فلما أفطر وضعناها بين يديه، فجاء سائل فقال: أطعموني مما رزقكم الله فقال رسول الله يا علي قم فأعطه. قال: فأخذت قرصا فأعطيته، ثم جاء ثان فقال رسول الله: قم يا علي فأعطه فقمت فأعطيته، فجاء ثالث فقال: قم يا علي فأعطه. قال: فأعطيته، وبات رسول الله طاويا وبتنا طاوين، فلما أصبحنا مجهودين ونزلت هذه الآية: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا). ثم إن الحديث بطوله اختصرته في مواضع (1)

(هامش)

(1) ثم قال: اعترض بعض النواصب على هذه القصة بأن قال: اتفق أهل التفسير على أن هذه السورة مكية، وهذه القصة كانت بالمدينة - إن كانت - فكيف كانت سبب نزول السورة، وبان بهذا أنها مخترعة!!!. قلت: كيف يسوغ له دعوى الاجماع مع قول الأكثر: أنها مدنية!!!. فلقد حدثونا عن أبي الشيخ الإصبهاني (قال: حدثنا) بهلول الأنباري (حدثنا) محمد بن عبد الله أبي جعفر الرازي (حدثنا) عمر بن هارون (حدثنا) عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس. وحدثنا أبو نصر المفسر (حدثنا) عمي أبو حامد إملاءا سنة سبع / 183 / ب / وأربعين (وثلاث مائة، قال: أخبرنا) أبو يوسف يعقوب بن محمود المقري (حدثنا) محمد بن يزيد السلمي (حدثنا) زيد بن أبي موسى (حدثنا) عمر بن هارون، عن عثمان بن عطاء عن أبيه: عن ابن عباس أنه قال: أول ما أنزل بمكة (إقرأ باسم ربك الذي خلق) وذكر (كلامه) إلى قوله: هذا ما نزل بمكة (وهي) خمسة وثمانون سورة، فأول ما نزل بالمدينة البقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والممتحنة، وإذا زلزلة، والحديد، (*)

ص 454

[...]

(هامش)

= ومحمد، والرعد، والرحمان، وهل أتى على الانسان، والطلاق. وذكر إلى قوله: فذلك ثمانية وعشرون سورة ما نزل بالمدينة. هذا لفظ أبي نصر، وقال بهلول: ثم أنزل بالمدينة البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلة، ثم الحديد، ثم سورة محمد، ثم الرعد، ثم سورة الرحمان، ثم هل أتى على الانسان، ثم الطلاق.. ذكر إلى قوله: فذلك ثمانية وعشرون. وزاد: قال عمر بن هارون: (و) حدثني ابن جريح، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس نحوه. ورواه عن عثمان، عن عطاء جماعة: أخبرونا عن أحمد بن حرب الزاهد، قال حدثني صالح بن عبد الله الترمذي في التفسير من تأليفه (عن) عمر بن هارون: عن ابن جريح، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس. وعن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس: أن سورة هل أتى مدنية. ورواه عن مجاهد بن أبي نجيح، وأبو عمرو ابن أبي العلاء المقري. وأخبرنا علي بن أحمد (أخبرنا) أحمد بن عبيد (أخبرنا) محمد بن الفضيل بن جابر (أخبرنا) إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الرحمان القرشي (عن) حصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس أنه / 184 / أ / قال: أول ما أنزل الله على نبيه من القرآن (إقرأ باسم ربك الذي خلق) وساق الحديث إلى قوله: ثم هاجر إلى المدينة وأنزل الله عليه بالمدينة البقرة، والأنفال - إلى (قوله) - ثم الرحمان، ثم هل أتى على الانسان، ثم الطلاق، ثم لم يكن، الحديث بطوله. (و) رواه جماعة عن إسماعيل. قرأت في التفسير تأليف أبي القاسم عبد الله بن محمشاد بن إسحاق (قال): كتب إلينا = (*)

ص 455

[...]

(هامش)

= أبو سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني (حدثنا) عبد الله بن محمد بن سليم (حدثنا) صالح ابن محمد الترمذي (حدثنا) محمد بن مروان، عن الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباس قال: أول شيء نزل بمكة إقرأ باسم ربك، ثم ن والقلم، ثم والضحى، ثم يا أيها المزمل، ثم يا أيها المدثر، ثم تبت، ثم إذا الشمس كورت. ذكر إلى قوله: وهي ثلاثة وثمانون سورة مما نزل بمكة. وأول شيء نزل بالمدينة ويل للمطففين، ثم البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلة، ثم الحديد، ثم سورة محمد صلى الله عليه وآله، ثم هل أتى على الانسان، ثم الطلاق. وذكر (كلامه) إلى قوله: وإذا كانت فاتحة سورة نزلت بمكة كتبت (السورة) مكية، ثم يزيد الله فيها ما يشاء بالمدينة، فذلك ثلاثون سورة نزلت بالمدينة. حدثني حمزة بن عبد العزيز الصيدلاني (حدثنا) أبو عمرو، (حدثنا) محمد بن جعفر السختياني (حدثنا) أبو نعيم الجرجاني قراءة عليه بهرات سنة ست عشرة وثلاث مائة فأقر به، (حدثنا) أبو العباس ابن الوليد بن مزيد البيروتي، قال: أخبرني محمد بن شبيب بن شابور، قال: أخبرني عثمان بن عطاء، عن أبيه عطاء الخراساني قال: هذا كتاب ما ذكر لنا من تفسير القرآن وتنزيل سورة / 184 / ب / الأول فالأول (مما نزلت) بمكة، وما أنزل بعد ذلك بالمدينة. وذكر (كلامه) إلى قوله: ثم كان أول ما أنزل بالمدينة سورة البقرة. وذكر إلى قوله: ثم هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا. وذكر الحديث أخبرنا أبو نصر المقري (أخبرنا) أبو عمرو بن مطر إملاءا في المحرم سنة تسع وخمسين (حدثنا) جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ (حدثنا) محمد بن علي الثقفي قال: حدثني علي بن الحسين بن واقد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني بريد، عن عكرمة، والحسن = (*)

ص 456

[...]

(هامش)

= ابن أبي الحسن: أن أول ما أنزل الله من القرآن بمكة (إقرأ باسم ربك (الذي خلق)) ون والقلم. وذكر (كلامه) إلى قوله: وما أنزل الله بالمدينة (ويل للمطففين والبقرة، والأنفال، وآل عمران، والأحزاب - (وساق كلامه) إلى (قوله) -: والرحمان، وهل أتى على الانسان، ويا أيها النبي إذا طلقتم. الحديث. أخبرنا الحاكم أبو عبد الله، قال: أخبرني أبو محمد ابن زياد العدل (أخبرنا) محمد بن إسحاق (أخبرنا) يعقوب بن إبراهيم الدورقي (أخبرنا) أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي (أخبرنا) علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه قال: حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسن قالا: ما أنزل الله من القرآن بمكة (إقرأ باسم ربك) وذكر إلى قوله و(أما) ما أنزل بالمدينة (فهي) ويل للمطففين، والبقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة، والنساء، وإذا زلزلة، والحديد، ومحمد، والرعد، والرحمان، وهل أتى على الانسان، والاطلاق، ولم يكن. وذكر الحديث (وقد) اختصرته أنا وساويته في إسناده. أخبرونا عن أبي أحمد بن عدي (قال: أخبرنا) محمد بن المعافى ابن أبي حنظلة أملا قصدا (كذا) (أخبرنا) محمد بن خلف (أخبرنا) آدم ابن أبي أياس (أخبرنا) أبو شيبة / 185 / أ /:. عن عطاء الخراساني قال: كانت: إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتب مكية، ثم يزيد الله فيها ما يشاء بالمدينة، وكان أول ما نزل بالمدينة، سورة البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلة، ثم الحديد، ثم سورة الرعد، ثم سورة الرحمان، ثم هل أتى، الحديث. حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب (حدثنا) أبو الحسن محمد بن حسين ابن نحيد البغوي بها، (حدثنا) أبو النضر محمد بن أحمد الملقاني (حدثنا) المطهر = (*)

ص 457

[...]

(هامش)

= ابن الحكم الكرابيسي (حدثنا) علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه قال: أول ما نزل من القرآن بمكة بلا اختلاف (إقرأ باسم ربك) يا أيها المزمل - (وساق الكلام) إلى (قوله:) وأول ما نزل بالمدينة البقرة، ثم الأنفال إلى قوله: (يا أيها النبي حسبك الله) ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلة، ثم الحديد، ثم محمد، ثم الرعد، ثم الرحمان، ثم هل أتى على الانسان، ثم الطلاق، ثم لم يكن، ثم الحشر. وساق الحديث. (*)

ص 458

(الآية الثانية والتسعون)

قوله تعالى: إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في ((ج 3 ص 583) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 327 ط بيروت) قال: حدثني الحسين بن محمد بن الحسين الجبلي، حدثني موسى بن محمد، حدثني الحسن بن علوية، حدثني المسيب بن شريك قال: حدثني الكلبي قال: استعمل رسول الله عليا على بني هاشم فكان إذا مر ضحكوا به، فنزلت هذه الآية. حدثني أبو القاسم الهاشمي، عن أبي النضر العياشي قال: حدثني جعفر بن محمد، حدثني أحمد، حدثني حمدان بن سليمان، والعمركي بن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الرحمان بن سالم، عن أبي عبد الله في قوله تعالى: (إن الذين أجرموا) إلى آخر السورة، قال: نزلت في علي، والذين استهزؤا به من بني أمية، أن عليا مر على نفر من بني أمية وغيرهم من المنافقين فسخروا منه، ولم يكونوا يصنعون شيئا إلا نزل به كتاب، فلما رأوا ذلك مطوا بحواجبهم فأنزل الله تعالى: (وإذا مروا بهم يتغامزون). حدثونا عن أبي بكر محمد بن صالح السبيعي، حدثنا علي بن محمد الدهان، والحسين بن إبراهيم الجصاص قالا: حدثنا حسين بن الحكم، قال: حدثنا حسن

ص 459

ابن حسين، حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: (إن الذين أجرموا) إلى آخر السورة قال: (فالذين آمنوا) علي بن أبي طالب وأصحابه و(الذين أجرموا) منافقوا قريش. وبه عن سعيد بن أبي سعيد البلخي، عن أبيه، عن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: (إن الذين أجرموا) قال: هم بنو عبد شمس، مر بهم علي بن أبي طالب ومعه نفر فتغامزوا به وقالوا: هؤلاء هم الضلال. فأخبر الله تعالى: ما للفريقين عنده جميعا يوم القيامة وقال: (فاليوم الذين آمنوا) - وهم علي وأصحابه - (من الكفار يضحكون) على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون) بتغامزهم وضحكهم وتضليلهم عليا وأصحابه، فبشر النبي عليا وأصحابه الذين كانوا معه إنكم ستنظرون إليهم وهم يعذبون في النار. وفي تفسير مقاتل - رواية إسحاق عنه - في قوله تعالى: (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون) قال: وذلك إن علي بن أبي طالب انطلق في نفر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسخر منهم المنافقون وضحكوا وقالوا: (إن هؤلاء لضالون) يعني يأتون محمدا يرون أنهم على شيء. فنزلت هذه الآية قبل أن يصل علي ومن معه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (إن الذين أجرموا) يعني المنافقين (كانوا من الذين آمنوا) يعني عليا وأصحابه (يضحكون) إلى آخرها. حدثنا الأستاذ أبو القاسم بن حبيب قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن المأمون حدثنا أبو ياسر عمار بن عبد المجيد، حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم التغلبي، عن مقاتل بهذا التفسير. ومنهم الحافظ الحسين الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 31 مخطوط) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثني الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال:

ص 460

حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون) إلى آخر السورة فالذين آمنوا علي بن أبي طالب عليه السلام والذين كفروا منافقي قريش. ومنهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 186 ط تبريز) قال: قوله تعالى: (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون) قيل إن علي بن أبي طالب عليه السلام جاء في نفر من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسخر به المنافقون وتضاحكوا وتغامزوا، ثم قالوا لأصحابهم: رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه فأنزل الله هذه الآية قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن مقاتل والكعبي.

ص 461

(الآية الثالثة والتسعون)

قوله تعالى: لتسئلن يومئذ عن النعيم

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 585) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم ويشتمل على حديثين:

الأول ما رواه أبو سعيد

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 112 ط اسلامبول). روى من طريق الديلمي في كتاب الفردوس بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في هذه الآية: (لتسألن يومئذ عن النعيم) أنهم مسئولون عن ولاية علي بن أبي طالب.

الثاني رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم علامة النحو والأدب والتفسير أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي المتوفى سنة 370 في (ثلاثين سورة) (ص 172 ط دار الكتب بمصر).

ص 462

(لتسئلن يومئذ عن النعيم) قيل: (عن) ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام. ومنهم جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي المتوفى سنة 750 في (نظم درر السمطين) (ص 109 ط مطبعة القضاء). قال الإمام أبو الحسن الواحدي (ح) هذه الولاية التي أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي (رض) مسئول عنها يوم القيامة. ومنهم الحافظ أبو نعيم في (ما نزل من القرآن في علي) (على ما في المناقب المخطوطة لعبد الله الشافعي ص 157). روى بسند يرفعه إلى جعفر بن محمد في قوله تعالى: (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) يعني الأمن والصحة وولاية علي عليه السلام. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 368 ط بيروت) حدثونا عن أبي بكر السبيعي، عن علي بن العباس المقانعي، عن جعفر بن محمد بن الحسين، عن حسن بن حسين قال: حدثنا أبو (حفص الصا) ئغ، عن جعفر ابن محمد في قوله تعالى: (لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: نحن نعيم. وقرأ: (وإذ تقول) (للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه) الأحزاب. فرات قال: حدثني علي بن العباس، حدثني الحسن بن محمد المزني، والحسن ابن الحسين، عن أبي حفص قال: سمعت جعفر. به سواء. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 88 ط لاهور). روى من طريق النظيري بعين ما تقدم عن (شواهد التنزيل).

ص 463

(الآية الرابعة والتسعون)

قوله تعالى: ولسوف يعطيك ربك فترضى.

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 586) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. ويشتمل على أحاديث:

الأول ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 345 ط بيروت). روى فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري، حدثني عباد، عن نصر، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) قال: يدخل الله ذريته الجنة. حدثني الحسين بن محمد الثقفي، حدثني الحسين بن محمد بن حبيش المقري، حدثني محمد بن عمران. ابن أحمد المدادي، حدثني عمرو بن عاصم، حدثني حرب بن شريح البزاز، حدثني أبو جعفر محمد بن علي قال: حدثني عمي محمد بن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشفع لأمتي حتى ينادي ربي رضيت يا محمد فأقول: رب رضيت.

ص 464

ثم قال: إنكم معشر أهل العراق تقولون: إن أرجى آية من القرآن (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) قلت: إنا لنقول ذلك. قال: ولكنا أهل البيت نقول: إن أرجى آية في كتاب الله قوله تعالى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) وهي الشفاعة. وقال محمد جرير الطبري في تفسيره: حدثني عباد بن يعقوب قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن ابن عباس في قوله: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) قال: من رضاء محمد صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل من أهل بيته النار. ومنهم الحافظ السيوطي في (إحياء الميت) المطبوع بهامش الاتحاف (ص 114 ط مصطفى الحلبي بمصر). روى نقلا عن ابن جرير في (تفسيره) بعين ما تقدم نقله عنه في (شواهد التنزيل). ومنهم الحافظ السيوطي في (الدرج المنيفة) (ص 6 ط حيدر آباد). روى فيه أيضا عن جرير، عن ابن عباس بعينه. ومنهم الحافظ المذكور في (السبل الجلية) (ص 5 ط حيدر آباد). روى فيه أيضا عن جرير، عن ابن عباس بعينه. ومنهم العلامة الشيخ محمد الصبان المصري في (إسعاف الراغبين) (ص 120 المطبوع بهامش نور الأبصار). روى الحديث نقلا عن القرطبي عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الاتحاف). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 71 ط لاهور). روى الحديث من طريق ابن المغازلي في (المناقب) وابن جرير في (تفسيره) والسيوطي في (إحياء الميت) عن ابن عباس بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.

ص 465

الثاني ما رواة جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الحافظ الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الشهير بابن المغازلي الواسطي الشافعي المتوفى سنة 483 في (المناقب). في قوله: (لسوف يعطيك ربك فترضى): قال: رضى محمد صلى الله عليه وسلم أن يدخل أهل بيته الجنة. ومنهم الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 46 ط اسلامبول). روى في جواهر العقدين عن ابن عباس وزيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم قالا: في قوله تعالى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) إن من رضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل الله أهل بيته الجنة. ومنهم العلامة عبد الله الشافعي في (المناقب) (ص 256 مخطوط). نقله عن (مناقب ابن المغازلي).

الثالث ما رواه القوم:

منهم العلامة السيد حسن خان الحسيني الحنفي ملكبهوپال الهند المتوفى سنة 1307 في (فتح البيان) (ج 10 ص 298 ط الميرية ببولاق مصر): روي من طريق العسكري في المواعظ وابن مردويه وابن النجار عن جابر ابن عبد الله بعين ما تقدم ثانيا عن (شواهد التنزيل).

ص 466

ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 342 ط بيوت) قال: أخبرنا أبو الحسن الشيرازي، أخبرنا أبو الحسن البصري، أخبرنا محمد بن يونس، أخبرنا حماد بن عيسى غريق الجحفة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: دخل رسول الله على فاطمة وعليها كساء من جلد الإبل، فلما رآها بكى وقال: يا فاطمة تعجلي مرارة الدنيا بنعيم الآخرة (الجنة (ل)) غدا. فأنزل الله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى). وحدثناه عبد الله بن يوسف إملاءا سنة ثلاث مائة وتسع وتسعين، حدثنا أبو قتيبة سلم بن الفضل الأزدي بمكة، حدثنا الكديمي، حدثنا حماد الجهني، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على فاطمة وعليها كساء من جلد الإبل وهي تطحن، فدمعت عيناه فقال: يا فاطمة تعجلي مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة. قال: فأنزل الله (ولسوف يعطيك ربك فترضى).

ص 467

(الآية الخامسة والتسعون)

قوله تعالى: ألقيا في جهنم كل كفار عنيد

روى في ذلك حديثان

الأول ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الخوارزمي في (جامع مسانيد أبي حنيفة) (ج 2 ص 284) قال: أبو حنيفة دخل على سليمان بن مهران الأعمش ومعه ابن أبي ليلى وابن شبرمة في مرضه الذي مات فيه فقال له أبو حنيفة: يا أبا محمد إنك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا فقد كنت تحدث عن علي بن أبي طالب أحاديث إن سكت عنها كان خيرا فقال الأعمش: ألمثلي يقال: هذا أسندوني أسندوني حدثني أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة يقول الله تبارك وتعالى لي ولعلي: أدخلا الجنة من أحبكما وأدخلا النار من أبغضكما وذلك قوله تعالى: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) الآية فقال أبو حنيفة قوموا لا يجيئ بأعظم من هذا. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحسن بن خسرو في مسنده عن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، عن أبي محمد الجوهري، عن الحافظ محمد المظفر، عن أبي بكر محمد بن عمر بن موسى الهمداني، عن إسحاق النخعي، عن محمد بن الطفيل، عن شريك بن عبد الله قال: كنا عند الأعمش إ دخل أبو حنيفة.

ص 468

وأخرجه القاضي عمر بن الحسن الأشناني، عن إسحاق بن محمد بن أبان، عن أبي يحيى عبد الحميد الحماني، عن شريك بن عبد الله أنه قال: كنا عند الأعمش إذ دخل عليه أبو حنيفة وابن أبي ليلى وابن شبرمة. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 189 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو الفضل جمهور بن حيدر القرشي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن العباس العصمي، أخبرنا علي بن محمد بن يزك الطوسي ببغداد، أخبرنا إسحاق بن محمد البصري، أخبرنا محمد بن الطفيل. وأخبرنا أبو طالب حمزة بن محمد بن عبد الله الجعفري، أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق، أخبرنا أبو الأغر أحمد بن جعفر الملطي، أخبرنا محمد بن الليث الجوهري، أخبرنا محمد الطفيل، أخبرنا شريك بن عبد الله قال: كنت عند الأعمش وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالوا: يا أبا محمد إنك في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث فتب إلى الله منها!! فقال: أسندوني أسندوني. فأسند. فقال: حدثنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لي ولعلي: ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا الجنة من أحبكما، فذلك قوله تعالى: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا بنا لا يجيئ بشيء أشد من هذا. دخل أحدهما في الآخر، والمعنى واحد. ورواه أيضا الحماني من شريك: حدثنيه أبو الحسن المصباحي، حدثنا أبو القاسم ابن علي بن أحمد بن واصل، حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان، حدثنا يعقوب بن إسحاق من ولد عباد

ص 469

ابن العوام، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، عن شريك، عن الأعمش قال: حدثني أبو المتوكل الناجي. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لمحمد وعلي: أدخلا الجنة من أحبكما وأدخلا النار من أبغضكما، فيجلس علي على شفير جهنم فيقول لها: هذا لي وهذا لك، وهو قوله: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد). ومنهم العلامة الشيخ أبو محمد عبد القادر المصري في (الجواهر المضيئة) (ج 2 ص 5 00 ط حيدر آباد) قال: وذكر الغزنوي عن شريك بن عبد الله قال: كنا عند الأعمش في مرضه الذي توفي فيه، فدخل عليه أبو حنيفة وابن أبي ليلى وابن شبرمة، وكان الإمام أكبرهم، فبدأ الكلام وقال: اتق الله فإنك في أول يوم من الآخرة وقد كنت تحدث عن علي رضي الله عنه بأحاديث لو أمسكتها لكان خيرا لك، فقال الأعمش: أسندوني لمثلي يقال: هذا، حدثني فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (جامع المسانيد) وفي آخره قال الإمام: قوموا حتى لا يجيئ بأعظم من هذا قال: فوالله ما جزنا الباب حتى مات وكما يعيشون يموتون وكما يموتون يحشرون وقد قال تعالى: كما بدأكم تعودون. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 85 ط اسلامبول) قال: أخرج صاحب الأربعين عن إسحاق بن محمد النخعي أن بعض الفقهاء من أهل الكوفة جاءوا عند الأعمش في مرضه وقالوا له: إنك كنت تحدث فضائل علي فلا تحدثها من بعد فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (جامع المسانيد).

ص 470

الثاني ما رواه القوم:

منهم الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 85 ط استانبول) قال: وفي المناقب عن محمد بن حمران، عن جعفر الصادق في تفسير (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) قال: إذا كان يوم القيامة وقف محمد صلى الله عليه وسلم وعلي عليه السلام على الصراط وينادي: ألقيا في جهنم كل كفار بنبوتك يا محمد وعنيد بولايتك يا علي. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 191 ط بيروت). روى عن فرات بن إبراهيم، قال: حدثني جعفر بن محمد بن مروان، قال: حدثني أبي، حدثنا عبيدة بن يحيى بن مهران الثوري، عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه، جده: عن علي في قوله: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) قال: قال لي رسول الله: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش فيقول الله لي ولك: قوما فألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار. قال: وحدثني محمد بن أحمد الصوفي، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدثني أحمد بن عمار، حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا أبو عبد الرحمان المسعودي، عن علي بن هاشم، عن سعد ابن طريف: عن عكرمة في قوله تعالى: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) قال: النبي وعلي يلقيان.

ص 471

(الآية السادسة والتسعون)

قوله تعالى: وكل شيء أحصيناه في إمام مبين

روى فيه حديثان

الأول ما رواه عمار بن ياسر

رواه القوم: منهم الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ط اسلامبول) قال: عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام سائرا فمررنا بواد مملؤة نملا فقلت: يا أمير المؤمنين ترى أحد من خلق الله يعلم عدد هذا النمل قال: نعم يا عمار أنا أعرف رجلا يعلم عدده وكم فيه ذكر وكم فيه أنثى فقلت: من ذلك الرجل؟ فقال: يا عمار ما قرأت في سورة (يسن) (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) فقلت: بلى يا مولاي فقال: أنا ذلك الإمام المبين.

ص 472

الثاني ما رواه أبو الجارود

رواه القوم: منهم الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) قال: وفي المناقب بالسند عن أبي الجارود من محمد الباقر، عن أبيه، عن جده الحسين عليهم السلام قال: لما نزلت هذه الآية (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) قالوا يا رسول الله هو التوراة أو الإنجيل أو القرآن قال: لا فأقبل إليه أبي عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله وسلم: هو هذا الإمام الذي أحصى الله فيه علم كل شيء.

ص 473

(الآية السابعة والتسعون)

قوله تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك أولئك هم الفاسقون

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأنه عليه السلام في (ج 3 ص 501) عن جماعة من العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم. منهم العلامة الشيخ أبو محمد ابن حيان الأصفهاني في (أخلاق النبي) (ص 207) قال: قال أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في (رسالة الاعتقاد) عن عبد الله بن مسعود قال: اختص الولاية في القرآن بثلاث: بآدم حيث قال: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) وداود حيث قال: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) وبعلي حيث قال: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم

ص 474

في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم) يعني آدم وداود (وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى) يعني الإسلام (وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) يعني أهل مكة أمنا في المدينة (يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك) يعني بولاية علي بن أبي طالب وخلافته (أولئك هم الفاسقون). ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 412 ط بيروت) قال: أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن، قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سلمة المؤدب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان بن أيوب، أخبرنا محمد بن مرزوق، أخبرنا أبو عبد الله البصري، أخبرنا حسين الأشقر، أخبرنا صباح بن يحيى المزني، عن الحرث بن حصيرة، عن أبي صادق: عن حنش ظ أن عليا قال: إني أقسم بالذي فلق الحبة وبرأ النسمة وأنزل الكتاب على محمد صدقا وعدلا ليعطفن عليكم هذه الآية: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) الآية. روى فرات بن إبراهيم قال: حدثني جعفر بن محمد بن شيرويه القطان، قال: حدثنا حريث بن محمد، حدثنا إبراهيم بن حكم بن أبان، عن أبيه، عن السدي: عن ابن عباس في قوله: (وعد الله الذين آمنوا) إلى آخر الآية، قال: نزلت في آل محمد صلى الله عليه وسلم. روى فرات: عن أحمد بن موسى، عن مخول، عن عبد الرحمان، عن القاسم بن عوف، قال: سمعت عبد الله بن محمد يقول: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات) الآية، قال: هي لنا أهل البيت.

ص 475

(الآية الثامنة والتسعون)

قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم وإذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون

رواه القوم: منهم الحافظ الحسين الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 8 مخطوط) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثني الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم وإذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي.

ص 476

(الآية التاسعة والتسعون)

قوله تعالى: أنبئكم بخير من ذلكم

رواه القوم: منهم العلامة ابن المغازلي في (المناقب) (مخطوط). روى قوله تعالى: (أنبئكم بخير من ذلكم) الآيات أنها نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 116 ط بيروت). روى الحديث بعين ما تقدم. ومنهم العلامة الحبري في (تفسيره) (الحديث الثامن، على ما في تعليقة شواهد التنزيل) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين، قال: حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس قال: (في قوله تعالى): (هل أنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله، والله بصير بالعباد، الذين يقولون: ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار) (إنها نزلت) في علي وحمزة وعبيدة بن الحرث. ورواه بحذف السند عن حسين بن الحكم في الحديث.

ص 477

(الآية المتمم المأة)

قوله تعالى: الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم

رواه القوم: منهم الحافظ الحسين بن الحكم الحبري الكوفي في (تنزيل الآيات) (نسخة فوتوغرافية في جامعة طهران). قوله (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون) نزلت في علي وعثمان بن مظعون وعمار بن ياسر وأصحاب لهم.

(الآية الحادية والمأة)

قوله تعالى: الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون

رواه القوم: منهم العلامة البرزنجي الشافعي في (الإشاعة في أشراط الساعة) (ص 69 ط مصر) قال: قوله تعالى: (الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) إشارة إلى علي كرم الله وجهه وأن ما فعله من انتصاره على أهل البغي مما يثاب ويمدح عليه وكذلك قوله (وجزأ سيئة سيئة مثلها) إلى عفوه وكرمه ومن ثم نادى يوم الجمل أن لا يتبع منهزمهم ولا يجهز على جريحهم ولا يؤخذ أموالهم وقوله تعالى: (فمن

ص 478

عفى وأصلح فأجره على الله) إشارة إلى نزول الحسن بن علي عن الخلافة وعفوه عن إساءة معاوية وأهل الشام وإصلاحه بين المسلمين وحقنه دمائهم.

(الآية الثانية والمأة)

قوله تعالى: والشمس وضحيها والقمر إذا تليها والنهار إذا جليها والليل إذا يغشيها

رواه القوم: منهم الحافظ العسقلاني في (لسان الميزان) (ج 5 ص 329 ط حيدر آباد الدكن) قال: محمد بن إسماعيل الرقي، عن محمد بن عمرو الحوضي، عن موسى بن إدريس عن أبيه، عن جده، عن ليث، عن مجاهد قال: قال: النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن والشمس وضحيها واسم علي والقمر إذا تليها واسم الحسن والحسين والنهار إذا جليها واسم بني أمية والليل إذا يغشيها الحديث ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 333 ط بيروت). روى عن فرات بن إبراهيم قال: حدثني الحسين بن سعيد، حدثني إبراهيم ابن بهرام، حدثني محمد بن فرات، عن جعفر، عن أبيه، عن ابن عباس في قول الله تعالى: (والشمس وضحاها) قال: (هو) رسول الله (والقمر إذا تلاها) قال: (هو) علي بن أبي طالب (والنهار إذا جلاها) قال: الحسن والحسين (والليل إذا يغشاها) قال: بنو أمية. وقال: حدثني عبد الله بن زيدان بن يزيد، قال: حدثني محمد بن الأزهر

ص 479

ابن عثمان الخراساني، حدثني عبد الرحمان بن محمد بن داود النعماني (اليماني (ل)) ابن أخت عبد الرزاق، حدثني بشر بن السري، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس في قول الله تعالى: (والشمس) قال: هو النبي صلى الله عليه وسلم (والقمر إذا تلاها) قال: هو علي (والنهار إذا جلاها) قال: الحسن والحسين (والليل إذا يغشاها) قال: بنو أمية. و(ورد) في الباب عن الباقر والصادق وعكرمة (في) طرق.

(الآية الثالثة والمأة)

قوله تعالى: وأما من أوتي كتباه بيمينه

رواه القوم: منهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 85 لاهور): روى من طريق ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: (وأما من أوتي كتابه بيمينه) هو علي بن أبي طالب.

ص 480

(الآية الرابعة والمأة)

قوله تعالى: إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي

رواه القوم: منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) (ج 6 ص 76 ط حيدر آباد الدكن) قال: حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور سمعت المغيرة بن سعيد يقول: (إن الله يأمر بالعدل) علي (والاحسان) فاطمة (وإيتاء ذي القربى) الحسن والحسين (وينهى عن الفحشاء والمنكر) قال: فلان أفحش الناس والمنكر فلان

ص 481

(الآية الخامسة والمأة)

قوله تعالى اتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا

رواه القوم: منهم الحافظ الحسين الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 7 مخطوط) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثني الحسين بن الحبري قال: حدثنا حسن ابن حسين قال: حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: (اتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) نزلت في رسول الله صلى الله عليه وأهل بيته وذوي أرحامه وذلك أن كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببه ونسبه (إن الله كان عليكم رقيبا) يعني حفيظا.

ص 482

(الآية السادسة والمأة)

قوله تعالى: ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر وقوله تعالى: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلوة وآتى الزكوة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين

رواه القوم: منهم العلامة الحافظ الحسين بن الحكم الحبري الكوفي في (تنزيل الآيات) (ص 12 مخطوط) قال: قوله (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر) نزلت في العباس بن عبد المطلب وأن طلحة بن عثمان من بني عبد الدار وقوله: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلوة وآتى الزكوة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن كونوا من المهتدين) نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة.

ص 483

(الآية السابعة والمأة)

قوله تعالى: وإذا لقوا الذين آمنوا الخ

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ عبيد الله الآمرتسري الحنفي من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 81 لاهور) قال: روى من طريق بن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنه أن عبد الله بن أبي وأصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: عبد الله بن أبي لأصحابه: انظروا كيف أر هؤلاء السفهاء عنكم فأخذ بيد علي فقال: مرحبا يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختنه، وسيد بني هاشم ما خلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علي: يا عبد الله إتق الله ولا تنافق أشر خلق الله، فقال: مهلا يا أبا الحسن إن إيماننا كإيمانكم، ثم تفرقوا، فقال ابن أبي لأصحابه: كيف رأيتم ما فعلت فأثنوا عليه خيرا، ونزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإذا لقوا الذين آمنوا الخ). وفي (ص 82، الطبع المذكور). روى من طريق ابن مردويه عن مقاتل بن سليمان قال: إنه نزلت في علي وذكر أن نفرا من المنافقين كان يؤذونه ويكذبون عليه.

ص 484

(الآية الثامنة والمأة)

قوله تعالى: ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا

رواه القوم: منهم الحافظ الحسين الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 9 مخطوط) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثني الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا) علي بن أبي طالب عليه السلام. ومنهم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ح 185 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو العباس المحمدي، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبيد الله الدقاق المعروف بابن السماك ببغداد، أخبرنا عبد الله بن ثابت المقري قال: حدثني أبي، عن الهذيل، عن مقاتل، عن الضحاك: عن ابن عباس قال: أتى عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي الله صلى الله عليه وسلم عند صلاة الظهر فقالوا: يا رسول الله إن بيوتنا قاصية ولا نجد مسجدا دون هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا لنا العداوة وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يجالسونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا فبيناهم يشكون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ نزلت هذه الآية: (إنما وليكم الله ورسوله الآية إلى قوله: الغالبون). فلما قرأها عليهم قالوا: رضينا بالله

ص 485

وبرسول وبالمؤمنين. فأذن بلال بالصلاة وخرج رسول الله إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدعاه رسول الله فقال له: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم قال: ماذا؟ قال: خاتم فضة. قال: من أعطاكه؟ قال: ذاك الرجل القائم. فإذا هو علي بن أبي طالب، قال: على أي حال أعطاكه؟ قال: أعطانيه وهو راكع. فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كبر عند ذلك، وقال: يقول الله تعالى: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون). ورواه أيضا عن الحماني، عن محمد بن فضيل مثله في العتيق.

(الآية التاسعة والمأة)

قوله تعالى: والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون.

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (ص 185) قال: قوله تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الخ) نزلت في علي خاصة وهو أول من صلى بعد النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة الحبري في (تنزيل الآيات المنزلة في مناقب أهل البيت) (النسخة المخطوطة لجامعة طهران). روى بسنده عن ابن عباس، نزول هذه الآية في علي خاصة.

ص 486

(الآية العاشرة والمأة)

قوله تعالى: فاستمسك بالذي اوحى إليك إنك على صراط مستقيم

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 98 ط اسلامبول). روي من طريق ابن المغازلي بسنده عن محمد الباقر، عن جابر، عن (بن ظ) عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع بمعنى: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فأنزل الله هذه الآية ثم أنزل الله (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم وأنه (أي عليا) لعلم للساعة ولقومك ولسوف تسألون) عن حب علي وقول الله عز وجل: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه).

ص 487

(الآية الحادية عشر والمأة)

قوله تعالى: وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم

رواه القوم: منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 113 ط اسلامبول). روى في تفسير ابن المغازلي (وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم) قال جعفر الصادق عليه السلام: الصراط المستقيم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

ص 488

(الآية الثانية عشر والمأة)

قوله تعالى: الذين آمنوا وهاجرا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله - الآية

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) على ما في مناقب عبد الله الشافعي (ص 159) قال: قوله تعالى: (الذين آمنوا وهاجروا الخ) في علي بن أبي طالب خاصة. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 333 ط بيروت) قال: أخبرنا عقيل، أخبرنا علي، أخبرنا محمد، أخبرنا محمد بن حماد الأثرم بالبصرة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار الزيادي، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، وسعيد، عن قتادة، عن عطاء: عن عبد الله بن عباس (في قوله تعالى) (والذين هاجروا في الله) قال: هم جعفر وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عقيل (كذا) ظلمهم أهل مكة وأخرجوهم من ديارهم حتى لحقوا بحبشة.

ص 489

(الآية الثالثة عشر والمأة)

قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته، الآية

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 227 ط بيروت). روى فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري (ظ) حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثني علي بن هلال الأحمسي، عن عبيد بن عبد الرحمان التيمي، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله الله تعالى: (يؤتكم كفلين من رحمته) قال: الحسن والحسين (ويجعل لكم نورا تمشون به) قال: علي بن أبي طالب عليه السلام. وبه حدثنا عبد العزيز، قال: حدثني محمد بن زكريا، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا شعيب بن واقد، سمعت الحسين بن زيد يحدث، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه: عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قول ا تعالى (يؤتكم كفلين من رحمته) قال: الحسن والحسين (ويجعل لكم نورا تمشون به) قال: علي بن أبي طالب عليهم السلام.

ص 490

حدثونا عن أبي بكر السبيعي، حدثنا علي بن العباس المقانعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين، حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي شعيب، عن جابر: عن أبي جعفر في قوله: (يؤتكم كفلين من رحمته) قال: الحسن والحسين (ويجعل لكم نورا تمشون به) قال: إمام عدل يأتمون به، علي بن أبي طالب عليهم السلام. أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن عيسى قال: حدثني أحمد بن عمار، حدثني القاسم بن أبي شيبة، حدثني عبد الله بن واصل، عن سعد بن طريف: عن أبي جعفر في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته وجعل لكم نورا تمشون به) قال: من تمسك بولاية علي فله نور. ومنهم الحافظ الدولابي في (الكنى والأسماء) (ج 1 ص 170 ط حيدر آباد الدكن) قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن العلوي، عن الحسن بن يحيى بن زيد بن علي قال: أخبرنا ابن عبد الرحمان الأصباعي، عن أبي داود الطهوي بن عيسى بن مسلم، عن أبي الجارود، عن زيد بن علي في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته الآية) قال: هو مودتنا أهل البيت.

ص 491

(الآية الرابعة عشر والمأة)

قوله تعالى: وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة

رواه القوم: منهم ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) على ما في مناقب عبد الله الشافعي (ص 159) قال: قوله تعالى: (وإذا جائك الذين يؤمنون الخ) نزلت في علي وحمزة وجعفر وزيد. ومنهم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 196 ط بيروت) قال: أخبرونا عن أبي بكر السبيعي، عن علي بن محمد، والحسين بن إبراهيم قالا: حدثنا حسين بن حكم، عن حسن بن حسين، عن حبان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا) الآية قال: نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة وجعفر وزيد صلوات عليهم أجمعين.

ص 492

(الآية الخامسة عشر والمأة)

قوله تعالى: فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين

رواه القوم: منهم العلامة الحبري في (تنزيل الآيات) (ص 17 من النسخة المخطوطة لجامعة طهران) روى عن ابن عباس في قوله: (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين) نزلت في علي عليه السلام خاصة (وتنذر به قوما لدا) نزلت في بني أمية وبني المغيرة.

(الآية السادسة عشر والمأة)

قوله تعالى: ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي في (در بحر المناقب) (ص 116 مخطوط).

ص 493

روى بإسناد يرفعه إلى المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه قال: كنا مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم اعضدني واشدد أزري واشرح صدري وارفع ذكري فنزل جبرائيل عليه السلام وقال: إقرأ يا محمد قال: وما أقر قال: إقرأ (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك) بعلي صهرك فقرئها النبي صلى الله عليه وسلم وأثبتها ابن مسعود فأسقطها الحافظ عثمان.

(الآية السابعة عشر والمأة)

قوله تعالى: ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل

رواه القوم: منهم العلامة السيد محمد بن رسول البرزنجي في (الإشاعة في أشراط الساعة) (ص 69 ط مصر) قال: قوله: (لمن انتصر بعد ظلمه - الآية) إشارة إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما وقيامه على يزيد وقتاله على حقه إلى أن قتل هو وأهل بيته.

ص 494

(الآية الثامنة عشر والمأة)

قوله تعالى: حتى تأتيهم البينة وقوله: من بعد ما جائتهم البينة

رواه القوم: منهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 87 ط لاهور) قال: روى من طريق ابن المنذر والسيوطي في (الدر المنثور) عن ابن جريح في قوله تعالى: (حتى تأتيهم البينة) قال: محمد، وفي قوله تعالى: (من بعد ما جائتهم البينة) قال: آل محمد.

 (الآية التاسعة عشر والمأة)

قوله تعالى: إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم

رواه القوم: منهم العلامة السيد محمد البرزنجي في (الإشاعة في أشراط الساعة) (ص 69 ط مصر) قال:

ص 495

قوله تعالى: (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق لهم عذاب أليم، إشارة إلى يزيد ومن بعده من بني أمية وغيرهم والله أعلم برموز كتابه وابرار خطابه.

(الاية متمم العشرين والمأة)

قوله تعالى: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه

رواه القوم: منهم العلامة الخثعمي السهيلي في (التكملة) (ص 119 مخطوط) قال: روى في قوله تعالى: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) قيل: إنها نزلت في الحرورية وهم الخوارج الذين قاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه حكاه الطبري والله أعلم.

ص 496

(الآية الحادية والعشرون والمأة)

قوله تعالى: وجنات من أعناب وزرع ونخيل

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 289 ط بيروت) قال: أخبرنا حمزة بن محمد بن عبد الله الجعفري، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق، عن علي بن محمد بن كامل النخعي - هو أبو القاسم القاضي - عن علي بن موسى الأودي، عن عبيد الله بن موسى العبسي قال: حدثنا أبو حفص العبدي، عن أبي هارون العبدي قال: سألت أبا سعيد الخدري، عن علي بن أبي طالب خاصة فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول. خلق الناس من أشجار شتى، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة فأنا أصلها وعلي فرعها، فطوبى لمن استمسك بأصلها وأكل من فرعها. أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدثني يحيى ابن البختري. وأخبرنا أبو نصر المفسر، أخبرنا أبو عمرو بن مطر إملاءا سنة تسع وأربعين وثلاث مائة، أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد البختري ببغداد، أخبرنا عثمان بن عبد الله القرشي، أخبرنا عبد الله بن لهيعة، أخبرنا أبو الزبير: عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان بعرفات وعلي تجاهه فقال: يا علي ادن

ص 497

مني (و) ضع خمسك في خمسي (ظ) يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها، يا علي من تعلق بغصن منها (أ) دخله الله الجنة. هذا لفظ المفسر، والمعنى واحد. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 75 ط لاهور). روى الحديث من طريق أبي بكر بن مردويه عن جابر بن عبد الله بعين ما تقدم عن (شواهد التنزيل) ثم قال: وهو صحيح على رأي الحاكم.

(الآية الثانية والعشرون والمأة)

قوله تعالى: وقال الانسان ما لها

رواه القوم: منهم العلامة المولى محمد صالح الحنفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 277 بمبئي) قال: روى في كفاية المؤمنين عن الحسين بن علي قرأت عند أمير المؤمنين سورة الزلزلة فلما انتهيت إلى الآية (وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها) قال: أنا الانسان الذي يسأل من الأرض عن أخبارها فسأله رجل عن قوله تعالى: وعلى الأعراف رجال قال: نحن الأعراف نعرف محبينا وأنصارنا.

ص 498

(الآية الثالثة والعشرون والمأة)

قوله تعالى: هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا

رواه القوم: منهم العلامة الخثعمي السهيلي في (التكملة) (ص 128 مخطوط) روى في قوله تعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا) أنهم أهل حرورا وهم الخوارج الذين قاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(الآية الرابعة والعشرون والمأة)

قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة

رواه القوم: منهم العلامة الثعلبي في (كشف البيان) (مخطوط) قال: روى في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب قال: في الجنة لؤلؤءتان إلى بطنان العرش أحدهما بيضاء والأخرى صفراء في كل واحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكوابها من عرق واحد فالبيضاء لمحمد وأهل بيته والصفراء لإبراهيم وأهل بيته.

ص 499

(الخامسة والعشرون بعد المأة)

سورة البرائة

رواه القوم: منهم العلامة مؤلف كتاب (الرصف لما روي عن النبي من الفضل والوصف) (ص 370 ط مكتبة الأمل السالمية بالكويت). روى من طريق الترمذي عن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال: لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياه. ومنهم الحافظ الشيخ محمد المشتهر بشاه ولي الله الحنفي الدهلوي في (إزالة الخفاء) (ج 2 ص 99 ط كراتشي) قال: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، فأمره أن يؤذن ببرائة، فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببرائة أن لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. وفي (ص 32) روى عن طريق أحمد عن علي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جائني جبرئيل، فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگى محلى الحنفي ابن المولوي محب السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه (وسيلة النجاة) (طبع مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو ص 93) قال: أخرج أحمد عن علي أن النبي بعثه ببراءة فقال: إني لست باللسن ولا

ص 500

بالخطيب قال: ما يدلي أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت قال: فإن كان لا بد فأذهب أنا قال: فانطلق فإن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك ثم وضع يده على فمه. ومنهم العلامة الشيخ عبد الله الحنبلي الوهابي في (مختصر سيرة الرسول) (ص 412 ط القاهرة). روى من طريق النسائي عن جابر أن النبي أرسل عليا بعد أبي بكر فقال له: أرسلني رسول الله ببرائة أقرئها على الناس - إلى أن قال - ثم أردف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعلي بن أبي طالب وأمره أن يؤذن ببرائة الخ. ومنهم العلامة المعاصر محمد مهدي المصري في (قصة كبيرة في تاريخ السيرة) (ص 332) قال: نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يبعث أبا بكر الصديق ليقيم للناس الحج فقيل: (يا رسول الله لو بعثت إلى أبي بكر ليبلغها الناس) فقال: (لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي). ثم دعا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقال له: (أخرج بهذه القصة من صدر براءة، وأذن يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى: أنه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله عهد فهو له إلى مدته). ومنهم العلامة الشيخ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي الشافعي 817 م في (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) (ج 1 ص 125 ط القاهرة) قال: ثم نسخ عهد كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين رده عليهم على لسان علي يوم عرفة في أول سورة براءة (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر - إلى قوله -: فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين).

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج14)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب