ص 501
(الآية السادسة والعشرون والمأة)
قوله تعالى: إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله
ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون
رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني النيشابوري الحنفي المذهب من أعلام القرن الخامس
في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 186 ط بيروت). أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن
الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا عبدويه بن محمد بشيراز، حدثنا سهل بن
نوح بن يحيى، حدثنا يوسف ابن موسى القطان، عن وكيع، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن
عطاء: عن ابن عباس في قوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين آمنوا) قال: يعني صدقوا
بالله ورسوله ثم لم يشكوا في إيمانهم. نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب
وجعفر الطيار. ثم قال: (وجاهدوا - الأعداء - في سبيل الله في طاعته - بأموالهم
وأنفسهم أولئك هم الصادقون) يعني في أيمانهم فشهد الله لهم بالصدق والوفاء.
ص 502
(الآية السابعة والعشرون بعد المأة)

قوله تعالى: يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك
من المؤمنين

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من
المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 87 ط لاهور): روى نقلا عن النظيري في (الخصائص
العلوية) عن محمد بن علي بن الحسين، في قوله تعالى: - (يا أيها النبي حسبك الله ومن
اتبعك من المؤمنين)، قال: نزل في علي عليه السلام.
ص 503
(الآية الثامنة والعشرون بعد المأة)

قوله تعالى: وما يستوي الأعمى والبصير ولا
الظلمات ولا النور، ولا الظل ولا الحرور، وما يستوي الأحياء ولا الأموات

رواه
القوم: منهم الحاكم الحسكاني النيشابوري الحنفي المذهب من أعلام القرن الخامس في
(شواهد التنزيل) (ج 2 ص 101 ط بيروت). أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن
الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله أخبرنا عبد الملك بن علي، أخبرنا أبو عمر، أخبرنا
أبو مسلم الكشي، أخبرنا يحيى ابن عبد الله بن بكير، عن مالك، عن ابن شهاب الزهري،
عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله الله تعالى: (وما يستوي الأعمى) قال: أبو جهل ابن
هشام (والبصير) قال: علي بن أبي طالب، ثم قال: (ولا الظلمات) يعني أبو جهل المظلم
قلبه بالشرك (ولا النور) يعني قلب علي المملوء من النور، ثم قال: (ولا الظل) يعني
بذلك مستقر علي في الجنة (ولا الحرور) يعني به مستقر أبي جهل في جهنم، ثم جمعهم
فقال: ((وما يستوي الأحياء ولا الأموات) كفار مكة.
ص 504
روى محدثو العامة نزول آيات أخرى في أمير المؤمنين عليه السلام أو فيه وفي سائر أهل
البيت ذكرها الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) لم ننقلها عن غيره في هذا المجلد
الذي قد خصصناه بالنقل عن كتب لم ننقل عنها في المجلد الثاني والثالث وهي هذه الآية
وما نوردها على تلوها إلى آخر هذا المجلد.
ص 505
(الآية التاسعة والعشرون بعد المأة)

قوله تعالى: (وآتى المال على حبه ذوي القربى
واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب.

رواه القوم: منهم الحاكم
الحسكاني النيشابوري الحنفي المذهب من أعلام القرن الخامس في (شواهد التنزيل) (ج 1
ص 103 ط بيروت). حدثونا عن أبي بكر السبيعي عن علي بن العباس بن الوليد البجلي، عن
محمد ابن مروان الغزال، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير قال: حدثني أبي: عن السدي قال:
نزلت في علي بن أبي طالب في ناسخ القرآن ومنسوخه (كذا).
ص 506
(الآية المتمم للثلاثين بعد المأة)

قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا
واتقوا الله لعلكم تفلحون

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج
1 ص 139 ط بيروت). حدثنا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي أن أبا القاسم
الطبراني كتب إليه تحت ختمه أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق، عن
معمر، عن الزهري، عن كذا: عن ابن عباس قال في تفسيره: (يا آيها الذين آمنوا اصبروا
وصابروا) علي واتقوا الله في محبة علي، محبة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه
وأولاده. أخبرونا عن أبي بكر السبيعي، عن علي بن محمد الدهان والحسين بن إبراهيم
الجصاص، قالا: حدثنا الحسين بن الحكم، عن حسن بن حسين، عن حبان، عن الكلبي، عن أبي
صالح: عن ابن عباس في قوله: (اصبروا) يعني في أنفسكم (وصابروا) يعني مع عدوكم.
(ورابطوا) في سبيل الله (واتقوا الله لعلكم تفلحون) نزلت في رسول الله وعلي وحمزة
بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنهم. ورواه العلامة في (مقصد الراغب) نسخة مكتبة
جامعة مشهد.
ص 507
(الآية الحادية والثلاثون بعد المأة)

قوله تعالى: إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من
ثلثي الليل ونصفه وثلثه (وطائفة من الذين معك)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في
(شواهد التنزيل) (ج 2 ص 291 ط بيروت) قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ - هو
بخطه عندي - أخبرنا علي بن عبد الرحمان السبيعي، أخبرنا الحسين بن الحكم الحبري،
أخبرنا الحسن بن الحسين، أخبرنا عبيدة بن حميد، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن
عباس في قوله تعالى: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة
من الذين معك). قال: علي وأبو ذر. أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين،
أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا محمد بن مهدي السيرافي، أخبرنا أبي، أخبرنا محمد
بن النضر قال: حدثني أيوب بن سليمان الحيطي، عن محمد بن مروان، عن السدي، عن قتادة،
عن عطاء، عن ابن عباس في قوله تعالى: (إن ربك يعلم أنك يا محمد - تقوم - تصلى -
أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك) قال: فأول من قام الليل معه
علي، وأول من بايع معه علي، وأول من هاجر معه علي.
ص 508
(الآية الثانية والثلاثون بعد المأة)

قوله تعالى: فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 267 ط بيروت) قرأت (ظ)
في التفسير العتيق، قال: حدثنا محمد بن شجاع، عن محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى،
عن كعب بن عجرة وعبد الله بن مسعود، قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم وسئل عن
علي فقال: علي أقدمكم إسلاما وأوفركم إيمانا وأكثركم علما وأرجحكم حلما وأشدكم في
الله غضبا، علمته علمي واستودعته سري ووكلته بشأني فهو خليفتي في أهلي وأميني في
أمتي. فقال بعض قريش: لقد فتن علي رسول الله حتى ما يرى به شيئا!!! فأنزل الله
تعالى: (فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون). حدثني علي بن حمدون، عن عباد، عن رجل قال:
أخبرنا زياد بن المنذر، عن أبي عبد الله الجدلي، عن عبد الله بن مسعود، قال: غدوت
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخلت المسجد والناس أجفل ما كانوا كأن على
رؤسهم الطير، إذ أقبل علي بن أبي طالب حتى سلم على النبي، فتغامز به بعض من كان
عنده، فنظر إليهم النبي فقال: ألا تسألوني عن أفضلكم؟ قالوا: بلى. قال: أفضلكم علي
بن أبي طالب أقدمكم إسلاما وأوفركم إيمانا وأكثركم علما وأرجحكم حلما وأشدكم غضبا
في الله نكاية في العدو، فهو عبد الله وأخو رسوله، فقد
ص 509
علمته علمي، واستودعته سري وهو أميني على أمتي. فقال بعض من حضر: لقد افتن علي رسول
الله حتى لا يرى به شيئا. فأنزل الله (فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون). وورد أيضا عن
الإمام جعفر الصادق. أبو النصر في تفسيره عن جعفر بن أحمد، عن أبي الخير، عن جعفر
بن محمد الخزاعي، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله يقول: نزل (وإن لك لأجرا غير
ممنون) في تبليغك في علي ما بلغت. وساقها إلى أن بلغ إلى قوله: (بأيكم المفتون).
حدثني أبو الحسن الفارسي قال: حدثني أبو القاسم علي بن محمد التاجر القمي حدثني
حمزة بن القاسم العلوي، حدثني سعد بن عبد الله، حدثني أحمد بن محمد ابن خالد، قال:
حدثني جدي، عن أبيه كذا عمن حدثه: عن جابر، قال: قال أبو جعفر: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك. فقال رجل من المنافقين: لقد
فتن رسول الله بهذا الغلام. فأنزل الله (فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون).
ص 510
(الآية الثالثة والثلاثون بعد المأة)

قوله تعالى: إذ انبعث أشقاها

رواه القوم: منهم
الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 337 ط بيروت). أخبرنا علي بن أحمد،
أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا عاصم بن علي، عن قيس بن الربيع،
عن مسلم الأعور، عن حجية بن عدي، عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول الله: يا علي
من أشقى الأولين؟ قلت: عاقر الناقة. قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قلت: لا أدري
قال: الذي يضربك على هذه كعاقر ناقة الله أشقى بني فلان من ثمود. أخبرنا عبد
الرحمان بن الحسن، أخبرنا محمد بن إبراهيم، أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان،
أخبرنا موسى بن عبد الرحمان الكندي، أخبرنا محمد بن كثير، عن ابن أبي الزناد، عن
زيد بن أسلم، عن نباتة بن أسد، عن علي عليه السلام قال: إن الصادق المصدق عهد إلى
لينبعثن أشقاها فليقتلك كما انبعث أشقى ثمود. أخبرنا أبو القاسم القرشي، أخبرنا أبو
بكر ابن قريش، أخبرنا الحسين بن سفيان، أخبرنا سعيد بن كثير بن شهير بن نهير.
وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن معاذ، أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل أخبرنا
الفضل بن محمد، أخبرنا سعيد بن أبي مريم قالا: حدثنا أبي لهيعة قال: حدثني ابن
الهاد، عن عمر بن صهيب، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لعلي:
من أشقى الأولين؟ قال: الذي عقر الناقة. قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قال: لا
أدري. قال: الذي يضربك على هذه. وأشار النبي بيده إلى
ص 511
يافوخه. قال: فكان علي يقول: يا أهل العراق أما والله لوددت أن لو انبعث أشقاكم
فخضب هذه اللحية من هذه. ووضع يده على مقدم رأسه. فقال ابن الهاد: فحدثني إبراهيم
بن سعيد بن عبيد بن السباق، عن جده أنه سمع علي بن أبي طالب يقول ذلك. هذا لفظ ابن
أبي مريم، ورواه أبو يحيى البزار في كتاب الفتن، عن محمد بن يحيى، عن سعيد ابن أبي
مريم كذلك. أخبرنا أبو بكر التميمي، أخبرنا أبو بكر القباب، أخبرنا أبو بكر
الشيباني، أخبرنا الحسن بن علي الحلواني، أخبرنا أبو الليث بن سعد قال: حدثني خالد
بن يزيد، عن سعيد ابن أبي هلال. عن زيد بن أسلم أن أبا سنان الدؤلي حدثه أنه عاد
عليا في شكوة اشتكاها فقال له: لقد تخوفنا عليك يا أبا حسن في شكواك هذا. فقال:
ولكني والله ما تخوفت على نفسي منه، لأني سمعت الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم
يقول: إنك ستضرب ضربة ها هنا، وضربة ههنا - وأشار إلى صدغيه - يسيل دمها حتى يخضب
لحيتك ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود. وبهذا الإسناد، قال
الحسن بن علي الحلواني: أخبرنا الهيثم بن الأشعث، أخبرنا أبو حنيفة اليماني، عن
عمير بن عبد الملك قال: خطب علي عليه السلام على منبر الكوفة فأخذ بلحيته ثم قال:
متى ينبعث أشقاها حتى يخضب هذه من هذه. وقال أبو يحيى البزار في كتاب الفتن: أخبرنا
محمد بن يحيى، أخبرنا محمد بن عبيد، قال: حدثني مختار بن نافع، عن أبي مطر، قال:
قال علي: متى ينبعث أشقاها!! قيل: ومن أشقاها؟ قال: الذي يقتلني. وقال البزار أيضا:
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو نعيم، حدثنا مطر قال: حدثني أبو الطفيل قال: دعا على
الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمان بن
ص 512
ملجم المرادي فرده مرتين ثم بايعه ثم قال: ما يجلس كذا أشقاها ليخضبن هذه من هذه.
يعني لحيته من رأسه، ثم تمثل بهذين البيتين: شد حيازيمك للموت فإن الموت يأتيك ولا
تجزع من القتل إذا حل بواديك حدثني أبو يحيى سهل بن عبد الله بن محمد، إن جده محمد
بن عبد الله بن دينار أخبره إجازة قال: أخبرنا أبو يحيى البزار بهذا الكتاب. أخبرنا
أبو القاسم القرشي، أخبرنا أبو بكر ابن قريش، أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا محمد
بن سلمة المرادي، أخبرنا حجاج بن سليمان، عن ابن لهيعة، قال: حدثني أبو يونس مولى
أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فجاء علي فسلم فأقعده رسول الله إلى جنبه فقال: يا علي من أشقى الأولين؟ قال: الله
ورسوله أعلم. قال: عاقر الناقة، فمن أشقى الآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال:
فأهوى بيده إلى لحية علي فقال: يا علي الذي يخضب هذه من هذا ووضع يده على قرنه، قال
أبو هريرة: فوالله ما أخطأ الموضع الذي وضع رسول الله يده عليه. حدثني أبو القاسم
السبيعي وأبو حازم العبدي أن أبا محمد ابن أبي حامد الشيباني أخبرهم قال: أخبرنا
أبو علي أحمد بن محمد بن رزين الهروي، أخبرنا علي بن حشرم، أخبرنا عيسى بن يونس ابن
أبي إسحاق، عن محمد ابن يزيد بن خيثم، عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثني يونس بن
خيثم أبو محمد. عن عمار بن ياسر، قال: كنت أنا وعلي في غزوة ذي العسيرة، فنزلنا
منزلا فرأينا رجالا من بني مدلج ظ يعملون في نخل لهم فأتيناهم فنظرنا إليهم
ص 513
ساعة، فغشينا النعاس، فعمدنا إلى صور من النخل فنمنا تحته في دقعاء من التراب، فما
أهبنا إلا رسول الله فحركنا برجله فقمنا وقد تتربنا، فيومئذ قال لعلي: يا أبا تراب
- لما كان يرى عليه من الدقعاء - ألا أنبئك بأشقى الناس رجلين: أحمير ثمود الذي عقر
الناقة، والذي يضربك على هذا حتى تبل منه هذه - وأومى إلى رأسه ولحيته. وأخبرناه
أبو بكر التميمي، أخبرنا أبو بكر القباب، أخبرنا أبو بكر ابن أبي عاصم، أخبرنا أبو
أيوب، أخبرنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق بذلك. ومما يتصل بهذه القصة ما
أخبرناه أبو بكر الحرشي، أخبرنا أبو أحمد عبد الله ابن عدي الحافظ بجرجان، أخبرنا
يحيى بن محمد بن يحيى، أخبرنا عمي حرملة ابن يحيى، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا ابن
لهيعة، أخبرنا أبو قبيل المعافري: عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله يقول:
ألا إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي إلا من قتل علي بن أبي طالب. أخبرنا عقيل بن
الحسين، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا محمد بن عبيد بن
إسماعيل الصفار بالبصرة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي، أخبرنا عبد الرزاق،
عن معمر، عن قتادة، عن عكرمة: عن ابن عباس قال: قال لي رسول الله: أشقى الخلق قدار
بن قدير عاقر ناقة صالح، وقاتل علي بن أبي طالب. ثم قال ابن عباس: ولقد أمطرت
السماء يوم قتل علي دما يومين متتابعين. أخبرنا أبو سعيد، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا
عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثني وكيع، قال: حدثني قتيبة بن قدامة الرواسي،
عن أبيه، عن الضحاك ابن مزاحم قال: قال رسول الله: يا علي تدري من شر الأولين؟ -
وقال وكيع مرة: عن
ص 514
الضحاك، عن علي قال: قال رسول الله: يا علي تدري من أشقى الأولين؟ - قلت: الله
ورسوله أعلم. قال: عاقر الناقة. ثم قال: تدري من أشقى الآخرين؟ قلت: الله ورسوله
أعلم. قال: قاتلك. أقول: وقد تقدم الأحاديث الواردة في هذا الباب في المجلد السادس
فراجع.
(الآية الرابعة والثلاثون بعد المأة)

قوله تعالى: وهو اعلم بالمهتدين

رواه
القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 269 ط بيروت). أخبرنا أبو
عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، قال: حدثني
عمرو بن محمد بن تركي، أخبرنا محمد بن الفضل، أخبرنا محمد بن شعيب، عن عمرو بن شمر،
عن دلهم بن صالح: عن الضحاك بن مزاحم قال: لما رأت قريش تقديم النبي عليا وإعظامه
له، نالوا من علي وقالوا: قد افتتن به محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فأنزل الله
تعالى (ن والقلم وما يسطرون) (هذا) قسم أقسم الله به (ما أنت) يا محمد (بنعمة ربك
بمجنون، وإنك لعلي خلق عظيم) يعني القرآن وساق الكلام إلى قوله: (إن ربك هو أعلم
بمن ضل عن سبيله) وهو النفر الذين قالوا ما قالوا (وهو أعلم بالمهتدين) يعني علي بن
أبي طالب. ورواه طاووس عن الإمام الباقر عليه السلام مثله.
ص 515
شعر - أخبرني السيد أبو الحمد به - لأبي نواس: واليت آل محمد وهو السبيل إلى
الهداية وبرئت من أعدائهم وهو النهاية في الكفاية
(الآية الخامسة والثلاثون بعد
المأة)

قوله تعالى: (ومن يعرض عن ذكر ربه) يسلكه عذابا صعدا

رواه القوم: منهم
الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 290 ط بيروت). فرات بن إبراهيم قال:
حدثني جعفر بن محمد الفزاري قال: حدثني محمد ابن أحمد المدائني قال: حدثني هارون بن
مسلم، عن الحسين بن علوان، عن علي بن غراب، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في
قوله تعالى: (ومن يعرض عن ذكر ربه) قال: ذكر ربه ولاية علي بن أبي طالب عليه وعلى
أولاده السلام.
ص 516
(الآية السادسة والثلاثون بعد المأة)

قوله تعالى: كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب
اليمين في جنات يتسائلون

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2
ص 293 ط بيروت). أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن الحافظ، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن
سلمة أخبرنا مطين، أخبرنا أحمد بن صبيح الأسدي، أخبرنا عنبسة بن نجاد العابدي، عن
جابر: عن أبي جعفر في قول الله تعالى: (إلا أصحاب اليمين) قال: نحن وشيعتنا أصحاب
اليمين. ورواه السبيعي عن مطين بالإجازة. حدثني القاضي أبو بكر الحبري، حدثنا أبو
منصور بن محمد بن أحمد بن الأهوازي كذا أخبرنا الأزهر الهروي، أخبرنا أحمد بن نجدة
بن العريان، أخبرنا عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا عنبسة العابد، عن جابر: عن أبي جعفر
في قوله: (كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين) قال: هم شيعتنا أهل البيت.
ص 517
(الآية السابعة والثلاثون بعد المأة) قوله تعالى: (لا يتكلمون إلا من أذن له
الرحمان) وقال صوابا

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص
321 ط بيروت). فرات بن إبراهيم قال: حدثني القاسم بن الحسن بن الحسن بن حازم القرشي
حدثني الحسين بن علي النقاد، عن محمد بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على
محمد بن علي (ف) قلت له: يا بن رسول الله حدثني بحديث ينفعني. قال: يا أبا حمزة كل
الناس يدخل الجنة إلا من أبى. قلت هل يوجد أحد يأبى أن يدخل الجنة؟! قال: نعم من لم
يقل لا إله إلا الله محمد رسول الله. قلت: إني تركت المرجئة والقدرية والحرورية
وبني أمية يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال: أيهات أيهات إذا كان يوم
القيامة سلبهم الله إياها فلم يقلها إلا نحن وشيعتنا، والباقين منها برأ، أما سمعت
الله يقول: (يوم يقوم الروح والملائكة صفا، لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال
صوابا) يعني من قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. وقال أيضا: حدثني علي بن
محمد بن عمر الزهري قال: حدثني محمد بن العباس بن عيسى، عن الحسين بن علي بن أبي
حمزة، عن صالح بن سهل، عن أبي الجارود قال:
ص 518
قال أبو جعفر في قوله تعالى: (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن
له الرحمان) قال: إذا كان يوم القيامة خطف قول: لا إله إلا الله. عن قلوب العباد في
الموقف إلا من أقر بولاية علي وهو قوله: (إلا من أذن له الرحمان) يعني من أهل ولاية
علي، فهم الذين يؤذن له بقول: لا إله إلا الله.
(الآية الثامنة والثلاثون بعد
المأة)

قوله تعالى: (وجوه يومئذ مسفرة) ضاحكة مستبشرة

رواه القوم: منهم الحاكم
الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 324 ط بيروت). أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا
علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، وعمر بن محمد الجمحي بمكة قالا: أخبرنا
علي بن عبد العزيز البغوي، أخبرنا أبو نعيم أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت: عن أنس
بن مالك قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: (وجوه يومئذ مسفرة) قال:
يا أنس هي وجوهنا بني عبد المطلب أنا وعلي وحمزة وجعفر والحسن والحسين وفاطمة، نخرج
من قبورنا ونور وجوهنا كالشمس الضاحية يوم القيامة، قال الله تعالى: (وجوه يومئذ
مسفرة) يعني مشرقة بالنور في أرض القيامة (ضاحكة مستبشرة) بثواب الله الذي وعدنا.
ص 519
(الآية التاسعة والثلاثون بعد المأة)

قوله تعالى: (وأما من خاف مقام ربه) ونهى
النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد
التنزيل) (ج 2 ص 323 ط بيروت). أخبرنا عقيل، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن
عبيد الله، أخبرنا محمد بن عبيد بن إسماعيل الصفار بالبصرة، أخبرنا علي بن حرب
الطائي، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن مجاهد: عن ابن عباس في قوله تعالى:
(فأما من طغى) يقول: علاء وتكبر وهو علقمة بن الحرث بن عبد الله بن قصي وآثر الحياة
الدنيا وباع الآخرة بالدنيا، فإن الجحيم هي مأوى من كان هكذا (وأما من خاف مقام
ربه) يقول: علي بن أبي طالب خاف مقام بين يدي ربه وحسابه وقضاءه بين العباد، فانتهى
عن المعصية، ونهى نفسه عن الهوى يعني عن المحارم التي يشتهيها النفس، فإن الجنة هي
مأواه خاصة، ومن كان هكذا عاما.
ص 520
(الآية متمم الأربعين بعد المأة)

قوله تعالى: (ومزاجه من تسنيم، عينا يشرب بها
المقربون)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 326 ط
بيروت). حدثنا الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله أن عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ
حدثه ببغداد شفاها أن أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ حدثهم (عن) أحمد بن الحسن، عن
أبي حصين بن مخارق، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر، عن علي بن حسين: عن جابر بن عبد
الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: (ومزاجه من تسنيم) قال: هو
أشرف شراب الجنة يشربه آل محمد، وهم المقربون السابقون: رسول الله وعلي ابن أبي
طالب وخديجة وذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان.
ص 521
(الآية الحادية والأربعون بعد المأة)

قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا)

رواه
القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 130 ط بيروت). حدثني أبو
الحسن محمد بن القاسم الفارسي، حدثنا أبو جعفر محمد بن علي، حدثنا حمزة بن محمد
العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن معبد، عن الحسين ابن خالد: عن علي بن موسى
الرضا، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين
فليوال عليا وليأتم بالهداة من ولده. أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي قال: أخبرنا
محمد بن أحمد بن محمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الجلودي قال: حدثني
محمد بن سهل، عن عبد العزيز بن عمرو، عن الحسن بن الحسين الفريعي (ظ)، عن أبان بن
تغلب: عن جعفر بن محمد قال: نحن حبل الله الذي قال الله: (واعتصموا بحبل الله
جميعا) الآية فالمستمسك بولاية علي بن أبي طالب المستمسك بالبر (كذا) فمن تمسك به
كان مؤمنا، ومن تركه كان خارجا من الإيمان. وأخبرناه عن أبي بكر محمد بن الحسين بن
صالح السبيعي في تفسيره، عن علي ابن العباس المقانعي، عن جعفر بن محمد بن حسين، عن
حسن بن حسين، عن يحيى ابن علي به سواء إلى قوله: (ولا تفرقوا) وقوله: ولاية علي، من
استمسك به
ص 522
كان مؤمنا، ومن تركه خرج من الإيمان. وبه حدثنا حسن بن حسين، حدثنا أبو حفص الصائغ،
عن جعفر بن محمد في قوله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) قال: نحن حبل
الله. حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ جملة كذا قال: حدثني عبد العزيز بن نصر
الأيوبي كذا حدثنا سليمان بن أحمد الحصي، حدثنا أبو عمارة البغدادي حدثنا عمر بن
خليفة أخو هوذة، عن عبد الرحمان بن أبي بكر المليكي، عن محمد ابن شهاب الزهري، عن
نافع: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي جبرئيل: قال
الله تعالى: ولاية علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي.
(الآية الثانية
والأربعون بعد المأة)

قوله تعالى: ووالد وما ولد

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني
في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 331 ط بيروت). قال أبو النصر: حدثني محمد بن نصير، حدثني
أحمد بن محمد بن الحسين ابن سعيد، عن إسماعيل بن عباد، عن حسين بن أبي يعفور، عن
بعض أصحابه: عن أبي جعفر في قول الله عز وجل: (ووالد ما ولد) قال: الوالد أمير
المؤمنين، وما ولد الحسن والحسين عليهم السلام:. حدثنا إسحاق بن محمد البصري قال:
حدثني محمد بن الحسن بن شيبان، عن
ص 523
عبد الله بن عمرو بن الأشعث، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عمرو بن شمر، عن
جابر قال: سألت أبا جعفر عن قول الله: (ووالد وما ولد) قال: علي وما ولد.
(الآية
الثالثة والأربعون بعد المأة)

قوله تعالى: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك
راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في
(شواهد التنزيل) (ج 2 ص 330 ط بيروت). فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني علي بن
محمد الزهري قال: حدثني إبراهيم بن سليمان، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمان بن
سالم: عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، في قوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة) إلى
آخر السورة، قال: نزلت في علي.
ص 524
(الآية الرابعة والأربعون بعد المأة)

قوله تعالى: فلا اقتحم العقبة

رواه القوم:
منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 332 ط بيروت). فرات بن إبراهيم،
قال: حدثني عبيد بن كثير، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن فضيل، عن أبان بن تغلب:
عن أبي جعفر وسئل عن قول الله تعالى: (فلا اقتحم العقبة) فضرب بيده إلى صدره فقال:
نحن العقبة من اقتحمها نجا. قال: وحدثنا جعفر الفزاري كذا عن محمد بن خالد البرقي،
عن محمد بن
فضيل به سواء.
ص 525
(الآية الخامسة والأربعون بعد المأة)

قوله تعالى: وأما بنعمة ربك فحدث

رواه القوم:
منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 347 ط بيروت). فرات قال: حدثني
عبيد بن كثير، عن محمد بن راشد، عن عيسى بن عبد الله عن أبيه، عن جده عمر، عن علي
بن أبي طالب قال: خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون وبهم ينصرون وبهم يمطرون عبد الله بن
مسعود وأبو ذر وعمار وسلمان والمقداد، وحذيفة، وأنا إمامهم السابع، قال الله: (وأما
بنعمة ربك فحدث). حدثني أبو بكر النجار، عن أبي القاسم عبد الرحمان بن محمد الحسني،
عن فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني عبيد بن كثير، عن محمد بن راشد، عن عيسى ابن
عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام قال:
خلقت الأرض لسبعة الحديث.
ص 526
(الآية السادسة والأربعون بعد المأة)

قوله تعالى: (والتين والزيتون، وطور سينين)
وهذا البلد الأمين

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 351
ط بيروت). فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري قال: حدثني أحمد بن الحسين
الهاشمي، عن محمد بن حاتم، عن محمد بن الفضيل بن يسار، قال: سألت أبا الحسن عن قول
الله تعالى: (والتين) قال: الحسن ثم قال: (والزيتون) الحسين. وعن قوله: (وطور سنين)
قال: إنما هو طور سيناء، وذلك أمير المؤمنين (وهذا البلد الأمين) قال: ذاك رسول
الله (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) قال: ذلك أمير المؤمنين وشيعتهم كلهم (فلهم
أجر غير ممنون). حدثني جعفر بن محمد بن مروان، قال: حدثني أبي، عن عمر بن الوليد،
عن محمد بن الفضل الصيرفي قال: سألت موسى بن جعفر أبا الحسن عن قول الله: (والتين
والزيتون) قال: التين: الحسن. والزيتون: الحسين. فقلت له: (وطور سينين)؟ قال: إنما
هو طور سيناء. قلت: فما يعني بقوله: طور سيناء؟ قال: ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب. قال: قلت: (وهذا البلد الأمين)؟ قال: ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ص 527
وهو سبلنا آمن الله به الخلق في سبيلهم، ومن النار إذا أطاعوه. قلت: قوله: (إلا
الذين آمنوا وعملوا الصالحات)؟ قال: ذاك أمير المؤمنين وشيعته (فلهم أجر غير ممنون)
قال: قوله: (فما يكذبك بعد بالدين) قال: معاذ الله، لا والله ما هكذا قال تبارك
وتعالى، ولا كذا أنزلت، إنما قال: فما يكذبك بالذين أليس الله بأحكم الحاكمين. ابن
مروان. فرات قال: حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم، عن داود بن محمد النهدي، عن
محمد بن الفضيل الصيرفي قال: سألت موسى بن جعفر، عن قول الله: (والتين والزيتون)
قال: أما التين فالحسن، وأما الزيتون فالحسين و(طور سينين) أمير المؤمنين (وهذا
البلد الأمين) رسول الله، هو سبيل آمن الله به الخلق في سبلهم، ومن النار إذا
أطاعوه (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) ذاك أمير المؤمنين علي وشيعتهم (فلهم أجر
غير ممنون). وفي رواية عن موسى بن جعفر في قوله تعالى: (فما يكذبك بعد بالدين) قال:
يعني ولاية علي بن أبي طالب.
ص 528
(الآية السابعة والأربعون بعد المأة)

قوله تعالى: فإذا فرغت فانصب

رواه القوم: منهم
الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 349 ط بيروت). حدثني علي بن موسى بن
إسحاق، عن محمد بن مسعود بن محمد، عن جعفر ابن أحمد، قال: حدثني حمدان والعمركي، عن
العبيدي، عن يونس، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي بصير: عن أبي عبد الله في قوله تعالى:
(فإذا فرغت فانصب) قال: يعني انصب عليا للولاية. وعن يونس، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله في قوله: (فإذا فرغت فانصب) يعني عليا للولاية. حدثنا جبرئيل بن أحمد،
قال: حدثني الحسن بن خرزاد، قال: حدثني غير واحد عن أبي عبد الله في قوله تعالى:
(فإذا فرغت فانصب) قال: يعني فإذا فرغت فانصب عليا للناس. حدثنا علي بن محمد، قال:
حدثني محمد بن أحمد، عن العباس، عن عبد الرحمان بن حماد، عن الفصل، عن أبي عبد الله
في قول الله: (فإذا فرغت فانصب) يعني انصب عليا للولاية.
ص 529
(الآية الثامنة والأربعون بعد المأة)

قوله تعالى: (فأما من ثقلت موازينه فهو في
عيشة راضية)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 367 ط
بيروت). عن ابن مؤمن بإسناده قال: حدثنا محمد بن عبيد الصفار، حدثنا عبد الله بن
داود، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح: عن ابن عباس قال: أول من يرجح كفة
حسناته في الميزان يوم القيامة علي بن أبي طالب - وذلك إن ميزانه لا يكون فيه إلا
الحسنات - ويبقى كفة السيئات فارغة لا سيئة فيها، لأنه لم يعض (يعص ظ) الله طرفة
عين! فذلك قوله: (فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية) أي في عيش في جنة قد رضي
عيشه فيها.
ص 530
(الآية التاسعة والأربعون بعد المأة)

قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر)

رواه القوم:
منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 376 ط بيروت). حدثني أبو الحسن
محمد بن القاسم، حدثني أبو بكر محمد بن أبي عمرو التاجر حدثني علي بن محمد بن حمدان
الصفار ابن الأعرابي قال: حدثني أبو عبد الرحمان الهاشمي قال: حدثني الزبير ابن أبي
بكر، حدثنا محمد بن يحيى قال: خطب الحسين عائدة بنت شعيب بن بكار بن عبد الملك،
فقال: كيف نزوجك على فقرك؟! فقال الحسين بن علي بن أبي طالب: تعيرنا بالفقر وقد
نحلنا الله الكوثر؟. وأخبرنا الوالد، عن أبي حفص ابن شاهين في التفسير قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن الحسن، عن أبي حصين، عن عمرو بن خالد: عن
زيد بن علي، عن آبائه، عن علي -: - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
أراني جبرئيل منازلي ومنازل أهل بيتي على الكوثر. وبه حدثنا حصين، عن أبي حمزه، عن
علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أريت
الكوثر في الجنة قلت منازلي ومنازل أهل بيتي. حدثني الماوردي قال: حدثني أبو عبد
الله الحسين بن علي بن جعفر
ص 531
الإصبهاني، حدثني سليمان بن أحمد اللخمي، حدثني روح بن الفرج حدثني يوسف بن عدي،
حدثني حماد المختار، عن عطية العوفي: عن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول الله فقال:
قد أعطيت الكوثر. قلت: وما الكوثر؟ قال: نهر في الجنة، وعرضه وطوله ما بين المشرق
والمغرب، لا يشرب أحد منه فيظمأ، ولا يتوضى منه أحد أبدا فيشعث، لا يشربه انسان خفر
ذمتي ولا من قتل أهل بيتي.
(الآية متمم الخمسين بعد المأة)

قوله تعالى: (وقليل من
الآخرين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 218 ط بيروت)
قال: أخبرنا أبو يحيى زكريا بن أحمد بقراءتي عليه في داري من أصل سماعه، أخبرنا أبو
الطيب محمد بن الحسين النخاس ببغداد، أخبرنا علي بن العباس بن الوليد، أخبرنا جعفر
بن محمد بن الحسين الرماني، أخبرنا حسن بن حسين الأنصاري: أخبرنا محمد بن فرات قال:
سمعت جعفر بن محمد وسأله رجل عن هذه الآية: (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين) قال:
الثلة من الأولين ابن آدم المقتول، ومؤمن آل فرعون، وصاحب ياسين (وقليل من الآخرين)
علي بن أبي طالب.
ص 532
ورواه الشعبي عن علي بن العباس في تفسيره (كذا) وله طرق عن جعفر. أخبرنا محمد بن
عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى
بن أحمد، قال: حدثني محمد بن زكريا، حدثني شعيب بن واقد، عن محمد بن سهل: عن جعفر
بن محمد في قوله تعالى: (ثلة من الأولين) قال: ابن آدم الذي قتله أخوه، (وقليل من
الآخرين) قال: علي بن أبي طالب. ورواه عن جعفر بن محمد عليهما السلام فرات بن
إبراهيم الكوفي قال: حدثني الحسين بن سعيد، عن عباد، عن محمد بن فرات، عن جعفر بن
محمد وسألته عن قول الله: (ثلة من الأولين). فقال (ظ): ابن آدم المقتول ومؤمن آل
فرعون، وحبيب صاحب ياسين (وقليل من الآخرين) قال: علي بن أبي طالب. وورد أيضا عن
مكحول مثله.
ص 533
(الآية الحادية والخمسون بعد المأة)

قوله تعالى: (أن للمتقين مفازا) حدائق وأعنابا،
وكواعب أترابا، وكأسا دهاقا، لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا، جزأ من ربك عطاء حسابا

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 319 ط بيروت). أخبرنا
عقيل، أخبرنا علي، أخبرنا محمد، أخبرنا محمد بن حماد بالبصرة، أخبرنا علي بن داود
القنطري، أخبرنا مسدد، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن: عن ابن عباس في قوله
تعالى، (إن للمتقين مفازا) قال: هو علي بن أبي طالب، هو والله سيد من اتقى الله
وخافه، اتقاه عن ارتكاب الفواحش، وخافه عن اقتراف الكبائر (مفازا) نجاة من النار
والعذاب، وقربا من الله في منازل الجنة.
ص 534
(الآية الثانية والخمسون بعد المأة)

قوله تعالى: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب
(أو ألقى السمع وهو شهيد)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج
2 ص 192 ط بيروت) أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ، أخبرنا عبد
العزيز ابن يحيى بن أحمد، قال: حدثني عمرو بن محمد، حدثني محمد بن الفضل، حدثني
محمد بن شعيب اللخمي، عن قيس بن الربيع، عن منذر الثوري. عن محمد بن الحنفية عن علي
في قوله تعالى: (إن في ذلك الذكرى لمن كان له قلب) قال: أنا ذو القلب الذي عني الله
بهذا. وبه أي بالسند السالف عن علي قال: أنا ذلك الذكرى. حدثنا أبو الحسن بن ماهان
الخورني بخور، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين ابن مكرم البزاز، حدثنا يعقوب بن
إبراهيم الذورقي، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن السدي. عن عطاء عن ابن عباس قال: أهدي
إلى رسول الله ناقتين عظيمتين، فنظر إلى أصحابه وقال: هل فيكم أحد يصلي ركعتين لا
يهتم فيهما من أمر الدنيا بشيء
ص 535
ولا يحدث قلبه بفكر الدنيا كي أعطيت إحدى الناقتين له. فقام علي ودخل في الصلاة،
فلما سلم هبط جبرئيل فقال: أعطه إحداهما فقال رسول الله: إنه جلس في التشهد فتفكر
أيهما يأخذ. فقال جبرئيل: تفكر أن يأخذ أسمنهما فينحرها ويتصدق بها لوجه الله، فكان
تفكره لله لا لنفسه ولا للدنيا. فأعطاه رسول الله كلتاهما وأنزل الله (إن في ذلك)
أي في صلاة علي لعظة لمن كان له قلب أي عقل أو ألقى السمع يعني استمع بأذنيه إلى ما
تلاه بلسانه وهو شهيد يعني حاضر القلب لله عز وجل. قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ما من عبد صلى لله ركعتين لا يتفكر فيهما من أمور الدنيا بشيء إلا رضي الله
عنه وغفر له ذنوبه.
(الآية الثالثة والخمسون بعد المأة)

قوله تعالى: (وأصحاب اليمين
ما أصحاب اليمين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص. 22
ط بيروت). أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ، أخبرنا عبد
العزيز ابن يحيى بن أحمد بن عيسى قال: حدثني محمد بن زكريا، حدثني جعفر بن محمد ابن
عمارة قال: حدثني أبي، عن جابر الجعفي: عن أبي جعفر محمد بن علي قال: قال علي بن
أبي طالب: أنزلت النبوة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وأسلمت غداه يوم
الثلاثاء فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا
ص 536
أصلى عن يمينه وما معه أحد من الرجال غيري فأنزل الله (وأصحاب اليمين) إلى آخر
الآية. ويشهد له حديث عبد الله بن مسعود الذي. أخبرنا أبو بكر ابن فنجويه الإصبهاني
بقراءتي عليه، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن محمود الإصبهاني أن عبد الله بن
جعفر بن أحمد بن فارس أخبرهم قال: أخبرني يحيى بن حاتم العسكري، أخبرنا بشر بن
مهران، أخبرنا شريك بن عبد الله. وأخبرنا أبو عبد الله الجرجاني - واللفظ له - قال:
أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق القاضي بالأهواز، أخبرنا أحمد بن زيد بن الجريش،
أخبرنا يحيى بن حاتم، أخبرنا بشر بن مهران، أخبرنا أبو الحسن شريك، عن عثمان بن
المغيرة، عن زيد بن وهب: عن عبد الله بن مسعود، قال: أول شيء علمته من أمر رسول
الله أني قدمت مكة في عمومة لي وأناس من قومي نبتاع منها متاعا، وكان في أنفسنا
شراء عطر، فأرشدنا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم،
فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذا أقبل رجل من باب الصفا، أبيض يعلوه حمرة وعليه
ثوبان أبيضان، يمشي عن يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق تقفوهما امرأة، ثم استقبل
الركن ورفع يديه وكبر، فقام الغلام عن يمينه ورفع يديه ثم كبر، وقامت المرأة خلفهما
فرفعت يديها وكبرت فأطال القنوت. وذكر الحديث إلى قول العباس: هذا ابن أخي محمد بن
عبد الله والغلام علي بن أبي طالب، والمرأة امرأته خديجة، ما على وجه الأرض أحد
يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة.
ص 537
(الآية الرابعة والخمسون بعد المأة)

قوله تعالى: أولئك كتب في قلوبهم الإيمان
وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم
ورضوا عنه، أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون

رواه القوم: منهم الحاكم
الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 244 ط بيروت) حدثونا عن أبي العباس بن عقدة
قال: حدثني حريث عن محمد بن حريث، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن حسين بن زيد، عن
جعفر بن محمد، عن أبيه في قوله تعالى. (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر إلى
آخر القصة، قال: نزلت في علي بن أبي طالب. وحدثونا عن أبي بكر محمد بن الحسين بن
صالح السبيعي قال: حدثني المنذر ابن محمد بن المنذر القابوسي قال: حدثني أبي قال:
حدثني عمي الحسين بن سعيد ابن أبي الجهم، عن أبيه، عن أبان بن تغلب:
ص 538
عن علي بن محمد بن بشر، قال: كنت عند محمد بن علي جالسا إذ جاء راكب أناخ بعيره ثم
أقبل حتى دفع إليه كتابا، فلما قرأه قال: ما يريد منا المهلب فوالله ماعندنا اليوم
من دنيا، ولا لنا من سلطان. فقال: جعلني الله فداك إنه من أراد الدنيا والآخرة فهو
عندكم أهل البيت. قال: ما شاء الله أما إنه من أحبنا في الله نفعه الله بحبنا ومن
أحبنا لغير الله فإن الله يقضي في الأمور ما يشاء، إنما حبنا أهل البيت شيء يكتبه
الله في قلب العبد، فمن كتبه الله في قلبه لم يستطع أحد أن يمحوه، أما سمعت الله
يقول: (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) إلى آخر الآية، فحبنا أهل
البيت من أصل الإيمان.
(الآية الخامسة والخمسون بعد المأة)

قوله تعالى: (ربنا اغفر
لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك
رؤف رحيم

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 248 ط
بيروت). أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الحبري، أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن شعيب
الحافظ، أخبرنا أبو نصر منصور بن محمد بن أحمد النجاري، أخبرنا علي بن يوسف، أخبرنا
أبو صفوان إسحاق بن عمار، أخبرنا أحمد النجاري، أخبرنا مكي
ص 539
ابن إبراهيم، أخبرنا عثمان الشحام: عن سلمة بن الأكوع قال: بينما النبي ببقيع
الغرقد وعلي معه فحضرت الصلاة، فمر به جعفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جعفر
صل جناح أخيك. فصلى النبي بعلي وجعفر، فلما انفتل من صلاته قال: يا جعفر هذا جبرئيل
يخبرني عن رب العالمين أنه صير لك جناحين أخضرين مفضضين بالزبرجد والياقوت تغدو
وتروح حيث تشاء. قال علي: فقلت: يا رسول الله هذا لجعفر فما لي؟ قال النبي صلى الله
عليه وسلم: يا علي أو ما علمت أن الله عز وجل خلق خلقا من أمتي يستغفرون لك إلى يوم
القيامة؟ قال علي: ومن هم يا رسول الله؟ قال: قول الله عز وجل في كتابه المنزل علي:
(والذين جاؤا من بعدهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا
تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم) فهل سبقك إلى الإيمان أحد يا
علي. الحديث بطوله. أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي، أخبرنا محمد بن أحمد
بن أحمد بن يحيى، أخبرنا محمد الحافط، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عمار،
أخبرنا زكريا ابن يحيى، أخبرنا حسين بن حسن، عن عيسى بن راشد، عن أبي بصير، عن
عكرمة: عن ابن عباس قال: فرض الله الاستغفار لعلي في القرآن على كل مسلم قال: وهو
قوله: (يقولون: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) وهو السابق. حدثني
أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكيان (ظ) حدثني أبو صالح محمد بن عيسى بن عبد الرحمان،
حدثني الحسين بن عبيد الله بن الخصيب ببغداد، حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري قال:
حدثني المأمون قال: حدثني الرشيد، قال: حدثني المهدي قال: حدثني المنصور، عن أبيه،
عن أبيه:
ص 540
عن عبد الله بن عباس قال: كنت مع علي بن أبي طالب فمر بقوم يدعون فقال: ادعوا لي
فإنه أمرتم بالدعاء لي، قال الله عز وجل: (والذين جاؤا من بعدهم يقولون: ربنا اغفر
لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) وأنا أول المؤمنين إيمانا.
(الآية السادسة
والخمسون بعد المأة)

قوله تعالى: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا) كأنهم
بنيان مرصوص

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 251 ط
بيروت). أخبرنا الشريف أبو عثمان سعيد بن العباس القرشي بقراءتي عليه من أصله
أخبرنا أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن محمد بن السري بن جندب الأزدي ببوشنج، أخبرنا
الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، أخبرنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة الإصبهاني،
أخبرنا بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن الضحاك: عن ابن عباس في قوله تعالى:
(إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنه بنيان مرصوص) أنه قيل له: من هؤلاء؟
قال: حمزة أسد الله وأسد رسوله، وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحرث والمقداد بن
الأسود.
ص 541
أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى، أخبرنا
الحسين بن معاذ، أخبرنا محمد بن عقبة، عن حسين بن حسن، عن مقاتل بن سليمان، عن
الضحاك: عن ابن عباس قال: كان علي إذا صف في القتال كأنه بنيان مرصوص فأنزل الله
تعالى هذه الآية. ورواه أيضا فرات عنه، وكذا الحافظ عنه كما سويت. وحدثونا عن أبي
بكر السبيعي، عن علي بن محمد بن مخلد، والحسين بن إبراهيم، قالا: حدثنا حسين بن
حكم، حدثنا حسن بن حسين، حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله
جل وعز: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا) قال: نزل في علي وحمزة وعبيدة،
وسهل ابن حنيف، والحرث بن الصمة وأبي دجانة. وروى نزوله في (مقصد الراغب) نسخه
جامعة مشهد.
ص 542
(الآية السابعة والخمسون بعد المأة)

قوله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 246 ط بيروت).
أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري
قال: حدثني محمد بن سهل، حدثنا أحمد بن عمر الدهان، حدثنا محمد بن كثير مولى عمر بن
عبد العزيز، حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: إن رجلا جاء إلى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فشكا إليه الجوع فبعث إلى بيوت أزواجه فقلن ماعندنا إلا
الماء! فقال: e من لهذا الليلة؟ فقال علي: أنا يا رسول الله. فأتى فاطمة فأعلمها
فقالت: ما عندنا إلا قوت الصبية، ولكنا نؤثر به ضيفنا فقال علي: نومي الصبية، وأنا
أطفئ للضيف السراج. ففعلت وعشى الضيف، فلما أصبح أنزل الله عليهم هذه الآية:
(ويؤثرون على أنفسهم) الآية. أخبرنا عقيل، أخبرنا علي، أخبرنا محمد، أخبرنا الحسن
بن محمد بن عثمان الفسوي (ظ) حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثني آدم بن أبي أناس،
حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد: عن ابن عباس في قول الله: (ويؤثرون على أنفسهم
ولو كان بهم خصاصة) قال: نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين:.
ص 543
(الآية الثامنة والخمسون بعد المأة)

قوله تعالى: فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 295 ط بيروت). فرات بن
إبراهيم الكوفي، عن جعفر بن محمد بن عتبة الجعفي، عن العلاء بن الحسن، عن حفص بن
حفص الثغري، عن عبد الرزاق، عن سورة الأحول: عن عمار بن ياسر، قال: كنت عند أبي ذر
الغفاري في مجلس لابن عباس وعليه فسطاط وهو يحدث الناس إذ قام أبو ذر حتى ضرب بيده
إلى عمود الفسطاط، ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته
باسمي أنا جندب ابن جنادة أبو ذر الغفاري سألتكم بحق الله وحق رسوله أسمعتم رسول
الله يقول: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء ذا لهجة (كذا) أصدق من أبي ذر؟ قالوا:
اللهم نعم. قال: أتعلمون أيها الناس أن رسول الله جمعنا يوم غدير خم ألف وثلاث مائة
رجل، وجمعنا يوم سمرات خمسمائة رجل، وفي كل ذلك يقول: اللهم من كنت مولاه فإن عليا
مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام عمر فقال: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب
أصبحت مولاي ومولا كل مؤمن ومؤمنة. فلما سمع ذلك معاوية بن أبي سفيان، اتكأ على
المغيرة بن شعبة، وقام وهو يقول: لا نقر لعلي بولاية، ولا نصدق محمدا في مقالة.
فأنزل الله تعالى على نبيه (فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى، ثم ذهب إلى أهله
يتمطى، أولى لك فأولى) تهددا من الله
ص 544
تعالى وإشهادا. فقالوا: اللهم نعم. فرات قال: حدثني إسحاق بن محمد بن القاسم بن
صالح بن خالد الهاشمي، حدثنا أبو بكر الرازي، حدثنا محمد بن يوسف بن يعقوب بن
إبراهيم بن تيهان بن عاصم بن زيد بن ظريف مولى علي بن أبي طالب، حدثنا محمد بن عيسى
الدامغاني، حدثنا سلمة بن الفضل، عن أبي مريم، عن يونس بن حسان، عن عطية: عن حذيفة
بن اليمان قال: كنت والله جالسا بين يدي رسول الله وقد نزل بنا غدير خم، وقد غص
المجلس بالمهاجرين والأنصار، فقام رسول الله على قدميه فقال: يا أيها الناس إن الله
أمرني بأمر فقال: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) ثم نادى علي بن أبي
طالب فأقامه عن يمينه ثم قال: يا أيها الناس ألم تعلموا أني أولى منكم بأنفسكم؟
قالوا: اللهم بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من
عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. فقال حذيفة: فوالله لقد رأيت معاوية قام وتمطى
وخرج مغضبا واضع يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري ويساره على المغيرة بن شعبة ثم
قام يمشي متمطئا وهو يقول: لا نصدق محمدا على مقالته ولا نقر لعلي بولايته. فأنزل
الله (فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى، ثم ذهب إلى أهله يتمطى) فهم به رسول الله أن
يرده فيقتله فقال له جبرائيل: لا تحرك به لسانك لتعجل به. فسكت عنه. وقد تقدم نقل
الأحاديث في حديث الغدير.
ص 545
(الآية التاسعة والخمسون بعد المأة)

قوله تعالى: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك
هم الصديقون والشهداء عند ربهم) لهم أجرهم ونورهم

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني
في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 223 ط بيروت). أخبرنا أبو أحمد بن أبي الحسن الميكالي
بقراءتي عليه في قصره من أصله، أخبرنا أبو العباس الكرخي، أخبرنا أبو بكر بن كامل،
أخبرنا محمد بن يونس. وحدثني أبو الحسن المصباحي، حدثنا أبو سهل سعيد بن محمد بن
عيينة القاضي، حدثنا أبو الوليد هشام بن أحمد بن مسروق النصيبي، حدثنا محمد بن
يونس، حدثنا الحسن بن عبد الرحمان الأنصاري الكوفي، حدثنا عمرو بن جميع، عن ابن أبي
ليلى، عن أخيه عيسى: عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين، وحزبيل مؤمن آل فرعون،
وعلي بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم. أخبرنا الجماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر محمد بن
عبد الله الريونجي، أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا الحسن بن عبد الرحمان.
ص 546
وأخبرنا أبو عبد الله الدينوري قراءة - واللفظ له - أخبرنا هارون بن محمد بن هارون،
أخبرنا حازم بن يحيى الحلواني، أخبرنا الحسن بن عبد الرحمان بن محمد عيسى بن عبد
الرحمان، عن أبيه: عن جده أبي ليلى - واسمه داود بن بلال بن أحيحة - قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي
قال: (يا قوم اتبعوا المرسلين) وحزبيل مؤمن آل فرعون وهو الذي قال: (أتقتلون رجلا
أن يقول: ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم) وعلي بن أبي طالب الثالث وهو
أفضلهم. أخبرنا أبو سعيد الجرجاني، أخبرنا أبو محمد التميمي، أخبرنا أبو يحيى
البزاز، أخبرنا أحمد بن داود الحنظلي، أخبرنا الحسن بن عبد الرحمان به مثله. أخبرنا
أبو طالب الجعفري، أخبرنا أبو الحسين الكلابي، أخبرنا عثمان بن محمد ابن علان
الدهني، أخبرنا محمد بن بشر بن موسى، ومحمد بن عبد الله بن سليمان، قالا: حدثنا
الحسن بن عبد الرحمان بذلك. وأخبرناه عاليا عبد الرحمان بن الحسن، أخبرنا محمد بن
إبراهيم بن سلمة أخبرنا مطين، أخبرنا الحسن بن عبد الرحمان به كلفظ محمد بن يونس
سواء، إلا أنه زاد الثالث (كذا).
ص 547
(الآية متمم الستين بعد المأة)

قوله تعالى: وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله
لغفور رحيم

رواه القوم:
منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 329 ط بيروت). أخبرنا عن أبي بكر
محمد بن عبد الله بن الجراح المروزي، أخبرنا أبو رخاء محمد بن حمويه السبخي، أخبرنا
الحسن بن هارون ظ الهمداني، أخبرنا عبد الله بن واقد الحراني، عن عثمان بن سعيد، عن
مجاهد: عن ابن عباس قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دار الندوة
إذ قال لعلي: أخبرني بأول نعم أنعمها الله عليك. قال: أن خلقني ذكرا ولم يخلقني
أنثى. قال: فالثانية. قال: الإسلام. قال: فالثالثة قال: فتلا علي هذه الآية: (وإن
تعدوا نعمة الله لا تحصوها) فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بين كتفيه وقال: لا
يبغضك إلا منافق.
ص 548
(الآية الحادية والستون بعد المأة)

قوله تعالى: (وجعلنا لهم لسان صدق عليا)

رواه
القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 357 ط بيروت). أخبرنا عبد
الرحمان بن علي بن محمد بن موسى البزاز، من أصله العتيق، أخبرنا هلال بن محمد بن
جعفر بن سعدان ببغداد، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الخزاعي، أخبرنا أبي قال:
أخبرنا علي بن موسى الرضا قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا أبي جعفر بن محمد قال:
أخبرنا أبي محمد بن علي قال: أخبرنا أبي علي ابن الحسين قال: أخبرني أبي الحسين بن
علي قال: أخبرني علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليلة
عرج بي إلى السماء حملني جبرائيل على جناحه الأيمن فقيل لي: من استخلفته على أهل
الأرض؟ فقلت خير أهلها لها أهلا: علي بن أبي طالب أخي وحبيبي وصهري يعني ابن عمي.
فقال لي: يا محمد أتحبه؟ فقلت: نعم يا رب العالمين. فقال لي: أحبه ومر أمتك بحبه،
فإني أنا العلي الأعلى اشتقت له من أسمائي اسما فسميته عليا، فهبط جبرائيل فقال: إن
الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: إقرأ. قلت: وما أقرأ؟ قال: (ووهبنا لهم من رحمتنا
وجعلنا لهم لسان صدق عليا).
ص 549
(الآية الثانية والستون بعد المأة)

قوله تعالى: (هنالك الولاية لله الحق) هو خير
ثوابا وخير عقبا

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 356 ط
بيروت). حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو محمد الحسين، حدثنا محمد بن
يحيى العقيقي، حدثنا علي بن أحمد بن علي العلوي، عن أبي الحسن بن سليمان، عن محمد
بن أيوب المزني، عن أبي حمزة الثمالي: عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله الله تعالى:
(هنالك الولاية لله الحق) قال: تلك ولاية أمير المؤمنين التي لم يبعث نبي قط إلا
بها.
ص 550
(الآية الثالثة والستون بعد المأة)

قوله تعالى: (وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 381 ط بيروت). أخبرنا
الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله أن أبا حفص أخبرهم ببغداد قال: أخبرنا أحمد بن
محمد بن سعيد الهمداني، أخبرنا أحمد بن الحسن الخزاز، أخبرنا حصين، عن عبد الله بن
الحسن، عن أبيه، عن جده قال: قال أبو الحمراء خادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
لما نزلت هذه الآية: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) كان النبي صلى الله عليه
وآله وسلم يأتي باب علي وفاطمة عند كل صلاة فيقول: الصلاة رحمكم الله (إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) الآية 33 الأحزاب.
|