الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج14)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 551

(الآية الرابعة والستون بعد المأة)

قوله تعالى: (فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 383 ط بيروت). أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله أخبرنا محمد بن عبيد بن ربورا ببغداد، بباب الشام، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبيد، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح: عن ابن عباس قال: (أصحاب الصراط السوي) هو والله محمد وأهل بيته، والصراط: الطريق الواضح الذي لاعوج فيه، (ومن اهتدى) فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ص 552

(الآية الخامسة والستون بعد المأة)

قوله تعالى: (ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 352 ط بيروت). قرأت (ظ) في التفسير العتيق عن العباس بن الفضل، عن محمد بن فضيل، عن أبي حمزة الثمالي: عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين في قوله: (فأبى أكثر الناس إلا كفورا) قال: بولاية علي يوم أقامه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرات بن إبراهيم قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري، حدثنا أحمد بن الحسين، عن محمد بن حاتم، عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفر عن قول الله: (ولقد صرفنا) قال: يعني ولقد ذكرنا عليا في كل القرآن وهو الذكر، (فما يزيدهم إلا نفورا). فرات قال: حدثني محمد بن الحسن بن إبراهيم بن جعفر بن عبد الله، عن محمد ابن عمر المازني، عن عباد بن صهيب. عن جابر قال: قال أبو جعفر: قال الله: (ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس) يعني لقد ذكرنا عليا في كل آية، فأبوا ولاية علي (فما يزيدهم إلا نفورا).

ص 553

(الآية السادسة والستون بعد المأة)

قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) لتكونوا شهداء على الناس

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 92 ط بيروت). أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عمير، قال: حدثني بشر بن المفضل، عن عيسى بن يوسف، عن أبي الحسن علي بن يحيى، عن أبان بن أبي عياش: عن سليم بن قيس، عن علي عليه السلام قال: إن الله إيانا عنى بقوله تعالى: (لتكونوا شهداء على الناس) فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء على الناس على خلقه (خ) وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله جل اسمه فيهم: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا).

ص 554

(الآية السابعة والستون بعد المأة)

قوله تعالى: (وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ص 93 ط بيروت). أخبرنا أبو نصر المفسر قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر أنبأنا أبو إسحاق المفسر، أنبأنا محمد بن حميد الرازي، أنبأنا حكام أبو درهم قال: سمعت الحسن يقول: كان علي بن أبي طالب من المهتدين ثم تلا: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) الآية فكان علي أول من هداه الله مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأول من لحق النبي صلى الله عليه وآله فقال له الحجاج ترابي عراقي، قال: فقال الحسن: هو ما أقول لك حدثني السيد الزكي أبو منصور مظفر (ظفر خ) ابن محمد الحسيني رحمه الله قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي، أخبرنا أبو بكر محمد بن داود الأصفهاني، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن جعفر الهاشمي، أخبرنا أبو معمر المنقري، أخبرنا عبد الرزاق بن سعيد، أخبرنا محمد بن ذكوان، قال: حدثني محمد ابن خالد بن سعيد: أن الشعبي حدثهم قال: قدمنا على الحجاج بن يوسف البصرة وكان الحسن آخر من دخل، ثم جعل الحجاج يذاكرنا وينتقص عليا وينال منه، فنلنا منه مقاربة له وفرقا من شره والحسن ساكت عاض على إبهامه، فقال له الحجاج: يا أبا سعيد مالي أراك ساكتا؟ فقال

ص 555

الحسن: ماعسيت أن أقول قال الحجاج: أخبرني برأيك في أبي تراب. فقال الحسن: سمعت الله يقول: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله، وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم). فعلي ممن هداه الله ومن أهل الإيمان، وعلي ابن عم رسول الله وختنه على ابنته أحب الناس إليه، وصاحب سوابق مباركات سبقت له من الله، لا تستطيع أنت ردها ولا أحد من الناس أن يحظرها عليه. وذكر الحديث. قال: وحدثنا الغلابي عبد الله بن الضحاك قال: حدثني عبد الله بن عمر الهدادي (كذا) قال: قال الحجاج للحسن: ما تقول في أبي تراب؟ قال: ومن أبو تراب؟ قال: علي بن أبي طالب. قال: أقول إن الله جعله من المهتدين. قال: هات على ما تقول برهانا. قال: قال الله تعالى في كتابه: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن

ص 556

(الآية الثامنة والستون بعد المأة)

قوله تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 90 ط بيروت). حدثونا عن أبي بكر السبيعي قال: أخبرنا علي بن محمد بن مخلد، وحسين ابن إبراهيم الجصاص قالا: حدثنا حسين بن الحكم قال: حدثنا حسن بن حسين، عن حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس قال: مما نزل من القرآن خاصة في رسول الله وعلي وأهل بيته من سورة البقرة قوله تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) نزلت في علي خاصة وهو أول مؤمن وأول مصل بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ص 557

(الآية التاسعة الستون بعد المأة)

قوله تعالى: (ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب، وما عند الله خير للأبرار)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 138 ط بيروت). أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدثني محمد بن سهل قال: حدثني عبد الله بن محمد البلوي، أخبرني عمارة بن زيد، قال: حدثني عبيد الله بن العلاء، قال: أخبرني أبي، عن صالح بن عبد الرحمان: عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عليا يقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي ثم قال: يا أخي قول الله تعالى: (ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب، وما عند الله خير للأبرار) أنت الثواب وشيعتك الأبرار. أبو النضر العياشي، عن محمد بن نصير، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن زريع: عن الأصبغ بن نباتة، عن علي في قول الله: (ثوابا من عند الله) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت الثواب وأصحابك الأبرار.

ص 558

(الآية متمم السبعين بعد المأة)

قوله تعالى: (وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 375 ط بيروت). أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ الإصبهاني، أخبرنا محمد بن يحيى، أخبرنا إسحاق بن الفيض، أخبرنا سلمة بن الفضل، أخبرنا شملال بن إسحاق: عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر في قوله تعالى: (ثم اهتدى) قال: إلى ولايتنا أهل البيت. أخبرنا أبو الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو بكر البيضاوي، أخبرنا محمد بن القاسم، أخبرنا عباد بن يعقوب، أخبرنا مخول بن إبراهيم، عن جابر بن الحسن، عن جابر: عن أبي جعفر في قوله: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) قال: إلى ولايتنا أهل البيت. أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، أخبرنا موسى بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن موسى، أخبرنا عمر بن شاكر البصري:

ص 559

عن ثابت البناني في قوله: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) قال: إلا (إلى ظ) ولاية أهل بيته. حدثني أبو الحسن الفارسي - بحديث غريب - حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الفقيه، حدثني علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال حدثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن خالد، حدثنا سهل بن المرزبان، حدثنا محمد بن منصور، عن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الفيض، عن أبيه: عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم فقال: إن الله تعالى يقول: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) ثم قال لعلي بن أبي طالب: إلى ولايتك. فرات بن إبراهيم، عن محمد بن القاسم بن عبيد، عن الحسن بن جعفر بن إسماعيل الأفطس، عن الحسين بن محمد به سواء. وعن محمد بن عبد الله الحنظلي، عن عبد الرزاق، عن الحسن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده: عن أبي ذر في قول الله تعالى: (وإني لغفار) الآية، قال: لمن آمن بما جاء به محمد، وأدى الفرائض (ثم اهتدى) قال: اهتدى إلى حب آل محمد.

ص 560

(الآية الحادية والسبعون بعد المأة)

قوله تعالى: (وسيجزي الله الشاكرين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 136 ط بيروت). أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري قال: حدثني محمد بن زكريا الغلابي، عن أيوب بن سليمان، عن محمد بن مروان، عن جعفر بن محمد قال: قال ابن عباس: ولقد شكر الله تعالى عليا في موضعين من القرآن: (وسيجزي الله الشاكرين) و(سنجزي الشاكرين) 445 / آل عمران. وفي العتيق حدثنا محمد بن الحسين اللؤلؤي (الكوفي خ) عن موسى بن قيس عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة بن ناجذ السعدي: عن حذيفة بن اليمان قال: لما التقوا مع رسول الله بأحد وانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقبل علي يضرب بسيفه بين يدي رسول الله مع أبي دجانة الأنصاري حتى كشف المشركين عن رسول الله، فأنزل الله: (لقد كنتم تمنون الموت - إلى قوله - وسيجزي الله الشاكرين) عليا وأبا دجانة وأنزل تبارك وتعالى: (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير) والكثير عشرة ألف. إلى قوله: (والله يحب الصابرين) عليا وأبا دجانة.

ص 561

(الآية الثانية والسبعون بعد المأة)

قوله تعالى: (هدى للمتقين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 67 ط بيروت). أخبرنا عقيل بن الحسين بقراءتي عليه من أصله، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، عن أحمد بن عبد الله الدقاق ببغداد، عن عبد الله بن ثابت المقري قال: حدثني أبي، عن الهذيل بن حبيب بن أبي صالح، عن الضحاك: عن عبد الله بن عباس في قول الله عز وجل: (ذلك الكتاب لا ريب فيه) يعني لا شك فيه أنه من عند الله نزل (هدى) يعني بيانا ونورا (للمتقين) علي بن أبي طالب الذي لم يشرك بالله طرفة عين اتقى الشرك وعبادة الأوثان وأخلص لله العبادة، يبعث إلى الجنة بغير حساب هو وشيعته. ورواه في (مقصد الراغب) نسخة جامعة مشهد.

ص 562

(الآية الثالثة والسبعون بعد المأة)

قوله تعالى: (إن أولياؤه إلا المتقون)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 216 ط بيروت). أخبرنا عقيل بن الحسين، قال: أخبرنا علي بن الحسين قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا أبو مروان قاضي مدينة الرسول بها سنة أربع وأربعين وثلاث مائة، أخبرنا عبد الله بن منيع، أخبرنا علي بن الجعد، عن شعبة، عن قتادة، عن الحسن: عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى: (وما كانوا) يعني كفار مكة (أولياؤه إن أولياؤه إلا المتقون) يعني عن الشرك والكبائر، يعني علي بن أبي طالب وحمزة وجعفرا وعقيلا، هؤلاء هم أولياؤه (ولكن أكثرهم لا يعلمون). أخبرنا منصور بن الحسين، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق، أخبرنا إسحاق، عن القاسم بن يزيد الموصلي، عن أبي علي، عن أبي هارون: عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: آل محمد كل تقي. قال إبراهيم: أخبرنا الحسين بن علي، عن عمرو بن محمد، عن أسباط، عن السدي، عن أصحابه في قوله تعالى: (إن أولياؤه إلا المتقون) يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ص 563

(الآية الرابعة والسبعون بعد المأة)

قوله تعالى: فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة (وآتيناهم ملكا عظيما)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 146 ط بيروت). أخبرنا أبو نصر محمد بن عبد الواحد بن أحمد اللحياني، أخبرنا أبو محمد بن أحمد بن أبي حامد الشيباني، أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن علي الباشاني قال: حدثني الفضل بن شاذان، عن محمد بن أبي عمر الأزدي الثقة المأمون، عن هشام ابن الحكم: عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله: (وآتيناهم ملكا عظيما) قال: جعل فيهم أئمة من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله. ورواه جماعة عن أبي جعفر، منهم أبو النضر العياشي ظ، عن جعفر بن أحمد، قال: حدثني ابن شجاع، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن قريب، عن أبي خالد الكابلي: عن أبي جعفر في قول الله: (وآتيناهم ملكا عظيما) قلت: ما هذا الملك؟ فقال: أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، فهذا ملك عظيم. حدثنا محمد بن الحسين، عن يحيى بن خرزاد، عن البرقي، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي خالد، به سواء.

ص 564

(الآية الخامسة والسبعون بعد المأة)

قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا (لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 205 ط بيروت). في العتيق: روى عن يونس بن بكار، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله تعالى ذكره: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم - في آل محمد - وأنتم تعلمون).

ص 565

(الآية السادسة والسبعون بعد المأة)

قوله تعالى: (لتستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 75 ط بيروت). أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا المنتصر بن نصر بن تميم الواسطي بواسط عن محمد بن مدرك، عن مكي بن إبراهيم، عن سفيان، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن علقمة: عن عبد الله بن مسعود قال: وقعت الخلافة من الله عز وجل في القرآن لثلاثة نفر: لآدم عليه السلام لقول الله عز وجل: (وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) يعني آدم، قالوا: (أتجعل فيها) يعني أتخلق فيها (من يفسد فيها) يعني يعمل بالمعاصي بعد ما صلحت بالطاعة، نظيرها: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) يعني لا تعملوا بالمعاصي بعد ما صلحت بالطاعة، نظيرها: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها) يعني ليعمل فيها بالمعاصي (ونحن نسبح بحمدك يعني نذكرك، ونقدس لك) يعني ونطهر لك الأرض. (قال: إني أعلم ما لا تعلمون) يعني سبق علمي أن آدم وذريته سكان الأرض وأنتم سكان السماء. والخليفة الثاني داود صلوات الله عليه لقوله تعالى: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) يعني أرض بيت المقدس والخليفة الثالث علي بن أبي طالب لقول الله تعالى: (ليستخلفنهم في الأرض

ص 566

كما استخلف الذين من قبلهم) (55 / الشورى) يعني آدم داود. وبه حدثنا محمد بن عبد الله كذا قال: حدثنا محمد بن حماد الأثرم بالبصرة وعلي بن داود الفنطري، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن سلمان الفارسي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن وصيي وخليفتي وخير من أترك بعدي ينجز موعدي ويقضي ديني علي بن أبي طالب.

(الآية السابعة والسبعون بعد المأة)

قوله تعالى: (فوربك لنسألنهم أجمعين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 326). أخبرنا عقيل، أخبرنا علي، أخبرنا محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا أبو الحسين ابن ماهان الحوري بخور، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن مكرم البزاز، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن وكيع، عن سفيان: عن السدي في قوله تعالى: (فوربك لنسألنهم أجمعين) قال: عن ولاية علي، ثم قال: (عما كانوا يعملون) فيما أمرهم به وما نهاهم عنه، وعن أعمالهم في الدنيا، ثم قال: (فاصدع بما تؤمر) قال السدي: قال أبو صالح: قال ابن عباس: أمره الله أن يظهر القرآن، وأن يظهر فضائل أهل بيته كما أظهر القرآن.

ص 567

(الآية الثامنة والسبعون بعد المأة)

قوله تعالى: (يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 105 ط بيروت). أخبرنا أبو القاسم المغربي بقراءتي عليه من أصله، قال: أخبرنا أبو بكر ابن عبدان الحافظ بالأهواز قال: حدثني صالح بن أحمد، حدثني محمد بن عبيد ابن عتبه، حدثني محمد بن علي الذهني، حدثني أحمد بن عمران بن سلمة - وكان عدلا ثقة مرضيا - قال: أخبرنا سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة: عن عبد الله قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل، عن علي فقال: قسمت الحكمة عشرة أجزأ فأعطي علي تسعة أجزأ وأعطي الناس جزا واحدا. أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عتبة، أخبرنا أبو يوسف يعقوب ابن إسحاق، أخبرنا يحيى الحماني، عن أبي مالك الجنبي، عن بلال بن أبي مسلم، عن أبي صالح الحنفي: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن

ص 568

ينظر إلى إبراهيم في حلمه وإلى نوح في حكمته وإلى يوسف في اجتماعه فلينظر إلى علي بن أبي طالب (1) أخبرنا أبو نصر المفسر بقراءتي عليه من أصل نسخته بخطه، أخبرنا أبو عمرو ابن مطر، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق، أخبرنا محمد بن حميد الرازي، أخبرنا حكام عن سفيان قال: قال الربيع بن خيثم: ما رأيت رجلا من يحبه أشد حبا من علي بن أبي طالب، ولا من يبغضه أشد بغضا من علي ثم التفت فقال: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) يعني عليا. حدثني أبو القاسم ابن أبي الحسن الفارسي قال: حدثني أبي، حدثنا أبو العباس ابن عقدة، حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة، حدثنا عامر بن مفضل التغلبي قال: حضرت حسن بن صالح غير مرة أسأله عن المسألة فيقول: قال فيه حكيم الحكماء علي بن أبي طالب. هكذا بخط أبي الحسن في أصله وهو عندي. أخبرنا أبو سعد الرمحادي، أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، أخبرنا أبي، أخبرنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن سعيد بن مسروق، عن منذر، عن الربيع بن خيثم أنهم ذكروا عنده عليا فقال: لم أرهم يجدون عليه في حكمه والله تعالى يقول: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا). أخبرنا أبو سعد، أخبرنا أبو الحسين مطين، أخبرنا منجاب بن الحرث، قال: أخبرنا شريك، عن مالك بن مغول: عن عامر قال: ذكر عند الربيع بن خيثم علي فقال: ما رأيت أحدا محبه

(هامش)

(1) أقول: وقد تقدم نقل الحديث منا في الأحاديث الجامعة من كتب العامة فراجع.). (*)

ص 569

أشد حبا له، ولا مبغضه أشد بغضا له منه، وما رأيت أحدا من الناس يجد عليه في الحكم ثم قرأ: (ومن يؤتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) الآية. فقال الناس: ربيع بن خيثم ترابي. ولم يكونوا يدرون ما هو. وبهذا الإسناد، عن مطين، عن عبد الرحمان بن صالح الأزدي، عن محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن منذر، عن الربيع بن خيثم قال: إن عليا رجل إذا وجدت من يحبه يحبه الحب كله، وإذا وجدت من يبغضه يبغضه البغض كله، ثم صرف وجهه إلي فقال: والله إن كان لعالما بالقضاء، وقال الله: (ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) وذكر عليا. وعن منجاب بن الحرث عن حصين بن عمر بن الفرات الأحمسي، عن مخارق، عن طارق بن شهاب قال: كنت عند عبد الله بن عباس فجاء أناس من أبناء المهاجرين فقالوا: يا ابن عباس أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ قال: ملئ ملئ (كذا) جوفه حكما وعلما وبأسا ونجدة وقرابة من رسول الله. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمان بن أحمد بن عبد الله العدل، أخبرنا أبو العباس محمد ابن إسحاق، أخبرنا الحسن بن علي بن زياد، أخبرنا أبو نعيم ضرار بن صرد، أخبرنا ابن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن منذر الثوري: عن الربيع بن خيثم قال: قال علي بالقضاء ثم قال: قال الله عز وجل: (ومن يؤت الحكمة) الآية.

ص 570

(الآية التاسعة والسبعون بعد المأة)

قوله تعالى: (وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 331 ط بيروت). فرات بن إبراهيم الكوفي، عن محمد بن القاسم بن عبيد قال: حدثنا الحسن بن جعفر أبو موسى المشرقاني، عن عبد الله بن عبيد، عن علي ابن سعيد: عن أبي حمزة الثمالي، عن جعفر الصادق عليه السلام قال: قرأ جبرائيل على محمد هكذا: (وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا: أساطير الأولين).

ص 571

(الآية المتمم لثمانين بعد المأة)

قوله تعالى: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 322 ط بيروت). أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني محمد بن قاسم المحاربي، عن جعفر بن علي نجيح، عن حسين بن حسن، عن أبي مريم: عن الحكم في قوله تعالى: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) قال: كان والله محمد بن علي منهم. وأخبرنا علي بن محمد بن عمر، أخبرنا محمد بن القاسم، أخبرنا جعفر بن عبد الله المحمدي، أخبرنا حسن بن حسين، عن عبد الله بن بنان قال: سألت جعفر ابن محمد عن قوله: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) قال: رسول الله أولهم، ثم أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم الله أعلم. قلت: يا ابن رسول الله فما بالك أنت؟ قال: إن الرجل ربما كنى عن نفسه. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان الحسني، عن فرات ابن إبراهيم الكوفي، عن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عمر، عن عبد الكريم، عن إبراهيم ابن أيوب، عن جابر: عن أبي جعفر قال: بينما أمير المؤمنين في مسجد الكوفة إذ أتته امرأة تستعدي على زوجها، فقضى لزوجها، عليها، فغضبت فقالت: والله ما الحق فيما قضيت، ولا

ص 572

تقضي بالسوية، ولا تعدل في الرعية، ولا قضيتك عند الله بالمرضية! فنظر إليها مليا ثم قال: كذبت يا بذية يا بذية، يا سلقلقه - أو يا سلقى - فولت هاربة، فلحقها عمرو بن حريث فقال: لقد استقبلت عليا بكلام ثم إنه نزعك بكلمة فوليت هاربة؟ قالت: إن عليا والله أخبرني بالحق وشيء اكتمه من زوجي منذ ولي عصمتي. فرجع عمرو إلى أمير المؤمنين فأخبره بما قالت: وقال: يا أمير المؤمنين ما نعرفك بالكهانة. فقال: ويلك إنها ليست بكهانة مني ولكن الله أنزل قرآنا: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) فكان رسول الله هو المتوسم وأنا من بعده والأئمة من ذريتي بعدي هم المتوسمون، فلما تأملتها عرفت ما هي (كذا) بسيماها. فرات قال: حدثني جعفر بن محمد، حدثني الحسن بن محمد الجدلي، حدثني محمد بن عمرو، حدثني عبد الكريم، عن إبراهيم بن أيوب، عن جابر، عن أبي جعفر به سواء. وأخبرنا علي، قال: أخبرنا محمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن ثابت، أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرنا حسين، عن أبي مريم: عن الحكم بن عيينة في قوله: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) قال: المتفرسين، وكان أبو جعفر منهم. أبو النضر العياشي قال: حدثنا أبو العباس بن المغيرة، حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حزم وربعي، عن محمد بن مسلم: عن أبي جعفر في قول الله تعالى: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) قال: هم الأئمة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله. أبو النضر قال: حدثنا علي بن أبي علي قال: حدثني سلمة بن الخليل، عن محمد بن إسماعيل القزويني، عن إبراهيم بن أيوب المديني، عن عمرو بن سمي، عن جابر بن يزيد الجعفي قال:

ص 573

قال أبو جعفر: بينا أمير المؤمنين جالس في مسجد الكوفة إذ أتته امرأة مستعدية بزوجها فقضى للزوج عليها فغضبت به (كذا) وساقه بطوله معنى سواء.

(الآية الحادية والثمانون بعد المأة)

قوله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 200 ط بيروت). حدثني أبو بكر ابن أبي الحسين الحافظ، حدثنا أبو بكر ابن أبي الحسين الحافظ (كذا) أن عمر بن الحسن بن مالك أخبرهم، عن أحمد بن الحسن الخزاز عن أبي حصين بن مخارق، عن يحيى بن إسماعيل بن سعيد بن عروة البجلي، عن أبيه: عن عبد الله بن مليل، عن علي عليه السلام في قوله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل) قال: نزلت فينا. أخبرنا أبو سعد السعدي، أخبرنا أبو بكر القطيعي، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، حدثنا سفيان، عن موسى الجهني، عن الحسن بن علي قال: فينا والله نزلت: (ونزعنا ما في صدورهم من غل).

ص 574

(الآية الثانية والثمانون بعد المأة)

قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 350 ط بيروت). حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرزاق بالبصرة، حدثنا أبو داود السجستاني، حدثنا مسدد، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب: عن أبي هريرة قال: قال لي جابر بن عبد الله: دخلنا مع النبي مكة وفي البيت وحوله ثلاث مائة وستون صنما يعبد من دون الله، فأمر بها رسول الله فألقيت كلها لوجهها، وكان على البيت صنم طويل يقال له: هبل، فنظر رسول الله إلى أمير المؤمنين وقال له: يا علي تركب علي أو أركب عليك لألقي هبل عن ظهر الكعبة. قلت: يا رسول الله بل تركبني فلما جلس على ظهري لم أستطيع حمله لثقل الرسالة، فقلت: يا رسول الله بل أركبك، فضحك ونزل فطأطأ لي ظهره واستويت عليه، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو أردت أن أمس السماء لمسستها بيدي فألقيت هبل عن ظهر الكعبة فأنزل الله تعالى: (وقل جاء الحق) يعني قول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله (وزهق الباطل) يعني وذهب عبادة الأصنام (إن الباطل كان زهوقا) يعني ذاهبا. ثم دخل البيت فصلى فيه ركعتين. أخبرنا ابن مؤمن، أخبرنا أبو علي، أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي

ص 575

في جامع البصرة - سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة - قال: حدثني أبو يوسف يعقوب ابن سفيان، قال: حدثني عبد الله بن موسى، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم عن علقمة: عن عبد الله بن مسعود قال: حمل رسول الله الحسن والحسين على ظهره ثم مشى وقال: نعم المطي مطيكما ونعم الركبان أنتما، وأبوكما خير منكما.

(الآية الثالثة والثمانون بعد المأة)

قوله تعالى: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 338 ط بيروت). حدثنا الحاكم الوالد أبو محمد، حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد شفاها قال: أخبرني عمر بن الحسن بن علي بن مالك، أخبرنا جعفر بن محمد الأحمسي، أخبرنا حسن بن حسين، أخبرنا أبو معمر سعيد بن خيثم، وعلي بن القاسم الكندي ويحيى بن يعلى، وعلي بن مسهر، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية: عن أبي سعيد قال: لما نزلت: (وآت ذا القربى حقه) أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة فدكا.

ص 576

أخبرنا أبو بكر ابن أبي سعيد الحبري، أخبرنا أبو عمرو الحبري، أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال: قرأت على الحسين بن يزيد الطحان، عن سعيد بن خيثم، عن فضيل، عن عطية: عن أبي سعيد قال: لما نزلت هذه الآية: (وآت ذا القربى حقه) دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة وأعطاها فدكا. أخبرنا أبو 0 الخوري وأبو علي القاضي قالا: أخبرنا محمد بن نعيم أبو حامد أخبرنا أحمد بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا صالح بن أبي رميح الترمذي سنة خمس وعشرين وثلاث مائة، قال: حدثني أبو عبد الله بن أبي بكير بن أبي خيثمة، حدثني عباد بن يعقوب، حدثني علي بن هاشم، عن داود الطائي، عن فضيل بن مرزوق عن عطية: عن أبي سعيد قال: لما نزلت: (وآت ذا القربى حقه) دعا رسول الله فاطمة فأعطاها فدكا. أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المديني بها، قال: أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي ببغداد، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل البندار أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسين الدرهمي أخبرنا عبد الله بن داود، عن فضيل بذلك. أخبرنا زكريا بن أحمد بقراءتي عليه في داري من أصل سماعه، أخبرنا محمد بن الحسين بن النخاس ببغداد، أخبرنا عبد الله بن زيدان، أخبرنا أبو كريب معاوية بن هشام القصار، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية: عن أبي سعيد قال: لما نزلت: (وآت ذا القربى حقه) دعا رسول الله فاطمة فأعطاها فدكا.

ص 577

أخبرنا أبو سعد السعدي بقراءتي عليه في الجامع من أصل سماعه، أخبرنا أبو الفضل الطوسي، أخبرنا أبو بكر العامري، أخبرنا هارون بن عيسى، أخبرنا بكار بن محد بن شعبة، قال: حدثني أبي قال: حدثني بكر بن الأعتق (كذا) عن عطية العوفي. عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت على رسول الله: (وآت ذا القربى حقه) دعا فاطمة فأعطاها فدكا والعوالي وقال: هذا قسم قسمه الله لك لعقبك. حدثني أبو الحسن الفارسي، حدثنا الحسين بن محمد الماسرجسي، حدثنا جعفر بن سهل ببغداد، حدثنا المنذر بن محمد القابوسي، حدثنا أبي، حدثنا عمي، عن أبيه، عن أبان بن تغلب: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي قال: لما نزلت: (وآت ذا القربى حقه) دعا رسول الله فاطمة - 3 - فأعطاها فدكا.

ص 578

(الآية الرابعة والثمانون بعد المأة)

قوله تعالى: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة) أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه

 رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 342 ط بيروت). أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدثني أحمد بن عمار الحماني، عن علي بن مسهر، عن علي بن بذيمة: عن عكرمة في قوله: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة) قال: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين:

ص 579

(الآية الخامسة والثمانون بعد المأة)

قوله تعالى: (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 71 ط بيروت) أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى إملاءا، أخبرنا علي بن محمد القزيني، أخبرنا محمد بن محمد بن مخلد العطار، عن أحمد بن إسحاق بن يوسف الرقي، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله تعالى: (آمنوا كما آمن الناس) قال: علي بن أبي طالب وجعفر الطيار، وحمزة وسلمان وأبو ذر، وعمار، ومقداد، وحذيفة ابن اليمان وغيرهم.

ص 580

(الآية السادسة والثمانون بعد المأة)

قوله تعالى: (ويستنبئونك أحق هو قل أي وربي أنه لحق وما أنتم بمعجزين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 267 ط بيروت). أخبرني أبو بكر المعمري، أخبرنا أبو جعفر القمي، أخبرنا محمد بن الحسن ابن أحمد، أخبرنا محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن سليمان ابن داود المنقري: عن يحيى بن سعيد، عن جعفر الصادق، عن أبيه في قول الله تعالى: (ويستنبئونك أحق هو) قال: يستنبئك يا محمد أهل مكة عن علي بن أبي طالب أإمام؟! (قل إي وربي أنه لحق). وأخرجه العياشي في تفسيره عن علي بن محمد القاشاني الفارسي، عن القاسم بن محمد القرشي الإصبهاني، عن سليمان المنقري كذلك.

ص 581

(الآية السابعة والثمانون بعد المأة)

قوله تعالى: (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 104 ط بيروت). أبو نضر العياشي، عن حمدويه، عن محمد بن الحسين بن الخطاب، عن الحسن ابن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير: عن أبي جعفر عليه السلام قال: (مثل الذين ينفقون أموالهم) أنزلت كذا في علي عليه السلام. وقال: عن جعفر بن أحمد، قال: حدثني حمران والعمركي، عن العبيدي، عن يونس، عن أيوب بن حر كذا عن أبي بصير: عن أبي عبد الله قال: (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله) نزلت في علي عليه السلام.

ص 582

(الآية الثامنة والثمانون بعد المأة)

قوله تعالى: وعلامات (وبالنجم هم يهتدون)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 327 ط بيروت) أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمان بن الفضيل، قال: حدثني جعفر بن الحسين: قال: حدثني محمد بن يزيد، عن أبيه قال: سألت أبا جعفر عن قوله تعالى: (وبالنجم هم يهتدون) قال: النجم علي. فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني حسين بن سعيد، عن هاشم بن يونس عن حبان بن سرير، عن سالم: عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي قول الله تعالى: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) قال: النجم: محمد كذا و(العلامات) الأوصياء: عليهم السلام.

ص 583

(الآية التاسعة والثمانون بعد المأة)

قوله تعالى: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 272 ط بيروت). أبو النضر العياشي في تفسيره عن محمد بن يزداد، قال: حدثني محمد بن علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، وليث بن سعد المصري: عن جابر بن أرقم، عن أخيه زيد بن أرقم قال: إن جبرئيل الروح الأمين نزل على رسول الله بولاية علي بن أبي طالب عشية عرفة فضاق بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة تكذيب أهل الإفك والنفاق فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول له، وبكى صلى الله عليه وسلم فقال له جبرئيل يا محمد أجزعت من أمر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادهم وأهبط إلى جنودا من السماء فنصروني فكيف يقرون لعلي من بعدي فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك).

ص 584

حدثنا أبو الفضل علي بن الحسين الحافظ، عن القاضي أبي الحسين محمد بن عثمان بن الحسين النصيبي، وقال: حدثني أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي، عن علي بن جعفر بن موسى، عن جندل بن والق، عن محمد بن عمر، عن عبادة، عن جعفر بن عبادة: عن أبيه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت ربي خلاص قلب علي ومؤازرته ومرافقته، فأعطيت ذلك، فقال رجل من قريش: لو سأل محمد ربه شيئا فيه صاع من تمر كان خيرا له مما سأله، فبلغ ذلك النبي فشق عليه فأنزل الله تعالى: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك). وقرأت في التفسير العتيق الذي عندي: حدثنا محمد بن سهل أبو عبد الله الكوفي، عن عثمان بن يزيد، عن جابر بن يزيد: عن أبي جعفر محمد بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني سألت ربي مواخاة علي ومودته فأعطاني ذلك ربي فقال رجل من قريش: والله لصاع من تمر أحب إلينا مما سأل محمد ربه، أفلا سأل ملكا يعضده أو ملكا يستعين به على عدوه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشق عليه ذلك فأنزل الله تعالى عليه: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا: لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك، إنما أنت نذير، والله على كل شيء وكيل). ورواه أبو الجارود، عن أبي جعفر مثله. فهذا ما في تفسير المتقدمين، وأما مؤاخاته إياه فهو باب كبير جمعته على حدته. فرات بن إبراهيم، عن الحسن بن علي لؤلؤ، عن محمد بن مروان قال: حدثنا أبو حفص الأعشى، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت ربي مواخاة علي ومؤازرته وإخلاص قلبه ونصيحته فأعطاني فقال رجل من أصحابه: يا عجبا بمحمد والله لشنة بالية فيها صاع من تمر أحب

ص 585

إلي عما سأل، ألا سأل محمد ربه ملكا يعينه أو كنزا يتقوى به على عدوه، فبلغ ذلك النبي فضاق من ذلك صدره فأنزل الله: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك) الآية، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم سلاما بقلبه (كذا).

(الآية متمم التسعين بعد المأة)

قوله تعالى: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 223 ط بيروت). أخبرنا أبو سعد السعدي وأبو إبراهيم الواعظ بقراءتي على كل واحد من أصله، أخبرنا أبو بكر: هلال بن محمد بن محمد بالبصرة، أخبرنا محمد بن زكريا الغلابي، أخبرنا العباس بن بكار، عن عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: رأيت ليلة أسري بي إلى السماء على العرش مكتوبا: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ومحمد عبدي ورسولي أيدته بعلي. فذلك قوله: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين). وورد أيضا في الباب عن أنس: أخبرناه أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي بقراءتي عليه من أصله العتيق غير مرة أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ بجرجان، أخبرنا عيسى بن محمد بن

ص 586

عبد الله أبو موسى البغدادي بدمشق سنة ثلاث مائة، أخبرنا الحسين بن إبراهيم البابي عن حميد الطويل: عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله أيدته بعلي نصرته بعلي. ورواه أيضا ثابت البناني، عن أنس على لون آخر: أخبرنا محمد بن علي بن محمد المقري، عن أبي محمد بن عبد الأعلى المقري، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمان، أخبرنا محمد بن يونس، أخبرنا عبد الصمد ابن عبد الوارث، أخبرنا أبي، عن ثابت: عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاع جوعا شديدا، فهبط عليه جبرئيل بلوزة خضراء من الجنة فقال: افككها ففكها فإذا فيها مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به. وورد أيضا في الباب عن جابر بن عبد الله الأنصاري على لون آخر: أخبرنا أبو يحيى زكريا بن أحمد الجوري، أخبرنا يوسف بن أحمد العطار بمكة، أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي، أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن زكريا بن يحيى الكسائي، عن يحيى بن سالم، عن أشعب ابن عم حسين بن صالح، عن مسعر، عن عطية العوفي: عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مكتوب على باب الجنة قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي. وورد أيضا في الباب عن أبي الحمراء: حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ غير مرة، حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه حدثنا إبراهيم بن عبد السلام، حدثنا أحمد بن الحسن

ص 587

البصري، حدثنا ابن علية، يونس بن عبيد، عن سعيد بن جبير: عن أبي الحمراء قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لما أسري بي رأيت في العرش (لا إله إلا لله، محمد رسول الله أيدته بعلي). ورواه أيضا ثابت بن دينار أبي حمزة الثمالي، عن سعيد: حدثنا الحاكم، عن علي بن عبد الرحمان بن عبيد، السبيعي بالكوفة، حدثنا الحسين بن الحكم قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني أبو إسحاق. وأخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، أخبرنا أحمد بن حازم، أخبرنا إبراهيم الصيني، عن عمرو بن ثابت بن أبي المقدام، عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير: عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما أسري بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش الأيمن فإذا عليه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به. رواه عن إبراهيم الصيني جماعة

ص 588

(الآية الحادية والتسعون بعد المأة)

قوله تعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون)

 رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 265 ط بيروت) في العتيق: حدثنا سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك: عن ابن عباس قال: اختصم قوم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بعض أصحابه إن يحكم بينهم فحكم فلم يرضوا به، فأمر عليا أن يحكم بينهم فحكم بينهم فرضوا به، فقال لهم بعض المنافقين: حكم عليكم فلان فلم ترضوا به، وحكم عليكم علي فرضيتم به بئس القوم أنتم. فأنزل الله تعالى في علي: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع) إلى آخر الآية، وذلك أن عليا كان يوفق لحقيقة القضاء، من غير أن يعلم. أخبرنا أبو بكر التاجر، أخبرنا الحسن بن رشيق، أخبرنا محمد بن رزيق بن جامع بن سفيان بن بشر الأسدي، عن علي بن هاشم، عن إبراهيم بن حيان: عن أبي جعفر، قال: أمر عمر عليا أن يقضي بين رجلين فقضى بينهما، فقال الذي قضي عليه: هذا الذي يقضي بيننا؟ وكأنه ازدرى عليا، فأخذ عمر بتلبيبه

ص 589

فقال: ويلك وما تدري من هذا؟ هذا علي بن أبي طالب، هذا مولاي ومولى كل مؤمن فمن لم يكن مولاه فليس بمؤمن.

(الآية الثانية والتسعون بعد المأة)

قوله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 256 ط بيروت). أخبرنا أبو نصر المفسر، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، أخبرنا أبو إسحاق المفسر، عن ابن زنجويه، عن عبد الرزاق عن ابن عيينة، عن إسماعيل: عن الشعبي قال: نزلت في علي والعباس تكلما في ذلك. وقال أيضا: حدثنا عقبة بن مكرم، عن ابن أبي عبدي (كذا) عن سعيد، عن إسماعيل: عن الشعبي قال: نزلت هذه الآية: (أجعلتم سقاية الحاج) الآية، في علي والعباس.

ص 590

(الآية الثالثة والتسعون بعد المأة)

قوله تعالى: (والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 263 ط بيروت). أخبرنا أبو الحسين علي بن أبي طالب الحسني كتابة قال: أخبرني أبو عبد الله عروة بن يعقوب بن القاسم التميمي، أخبرنا الحسين بن أحمد الرازي، أخبرني أحمد بن نصير النهرواني، أخبرنا الحسن بن زكريا، أخبرنا الهيثم بن عبد الله الزماني، أخبرني المأمون، قال: حدثني الرشيد، قال: حدثني المهدي قال: حدثني المنصور، قال: حدثني أبي محمد، عن أبيه علي: عن أبيه عبد الله بن عباس في تفسير قول الله تعالى: (والله يدعوا إلى دار السلام) يعني به الجنة، (ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) يعني به إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام. فرات بن إبراهيم الكوفي، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن مروان، عن عامر السراج، عن فضيل بن الزبير قال: قال زيد بن علي في هذه الآية: (ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) قال: إلى ولاية علي بن أبي طالب. فرات بن إبراهيم قال: حدثني الحسين بن سعيد، عن هشام بن يونس اللؤلؤي عن عامر السراج به سواء.

ص 591

(الآية الرابعة والتسعون بعد المأة)

قوله تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 311 ط بيروت) أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، قال: حدثني المغيرة بن محمد، قال: حدثني جابر بن سلمة، قال: حدثني حسين بن حسن: عن عامر السراج: عن سلام الخثعمي قال: دخلت على أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام فقلت: يا ابن رسول الله قول الله تعالى: (أصلها ثابت وفرعها في السماء) قال: يا سلام الشجرة محمد والفرع علي أمير المؤمنين، والثمر الحسن والحسين، والغصن فاطمة، وشعب ذلك الغصن الأئمة من ولد فاطمة، والورق شيعتنا ومحبونا أهل البيت، فإذا مات من شيعتنا رجل تناثر من الشجرة ورقة، فإذا ولد لمحبينا مولود اخضر مكان تلك الورقة ورقة. فقلت: يا ابن رسول الله قول الله تعالى: (تؤتي أكلها كل حين

ص 592

بأذن ربها) ما يعني؟ قال: يعني الأئمة تفتى شيعتهم في الحلال والحرام في كل حج وعمرة. أخبرنا أبو القاسم القرشي وكتبه لي بخطه، قال: أخبرنا علي بن بندار، قال: حدثني أبو بكر الوراق (الرازي (خ)) قال: حدثني محمد بن أبي يعقوب، حدثني إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثني عبد الرزاق قال: حدثني أبي: عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف قال: قال عبد الرحمان: يا مينا ألا أحدثك حديثا قبل أن تشاب ظ الأحاديث بالأباطل؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أنا شجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها، وحسن وحسين ثمرها، ومحبيهم من أمتي أوراقها. ثم قال: هم في جنة عدن والذي بعثني بالحق. حدثني أبو عبد الله الدينوري، حدثنا محمد بن الحسن بن صقلاب، حدثنا محمد بن الفيض بن محمد بدمشق، عن موصل بن بهاب كذا عن عبد الرزاق، عن أبيه: عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف، عن أبيه قال: سمعت عبد الرحمان بن عوف يقول: خذوا مني حديثا قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل، سمعت رسول الله يقول: أنا الشجرة وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها وحسن وحسين ثمرها. وشيعتنا ورقها، وأصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنة. أخبرنا أبو عثمان الحبري، أخبرنا أبو الحسن محمد بن منصور النوشري أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن عمران البلخي، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ابن عباد بصنعاء اليمن، أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرني أبي. عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف قال: حدثني مولاي عبد الرحمان ابن عوف بحديث وذكر أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله، سمعته يقول:

ص 593

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أنا شجرة وعلي القلب وفاطمة اللقاح والحسن والحسين الثمر، وشيعتنا الورق، وحيث ينبت الشجر تساقط ورقها، ثم قال: في جنة عدن والذي بعثني بالحق. حدثنيه عاليا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن الموصل (كذا) النحوي بهمدان، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الذي بصنعاء، به كلفظ الدينوري سواء. أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا محمد بن القاسم، أخبرنا قسم بن هشام، أخبرنا إسماعيل بن أبان، عن صالح، عن أبي الأسود، عن زياد ابن المنذر: عن أبي جعفر قال: مثلنا أهل البيت كمثل شجرة قائمة على ساق: من تعلق بغصن من أغصانها كان من أهلها. قلت: من الساق؟ قال: علي. وقد تقدم نقل الحديث في الأحاديث الواردة في جميع الخمسة الطاهرة عليهم السلام فراجع.

ص 594

(الآية الخامسة والتسعون بعد المأة)

قوله تعالى: (ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 252 ط بيروت). أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عمار، أخبرنا زكريا بن يحيى أخبرنا مفضل بن يونس، عن تليد بن سليمان: عن الضحاك بن مزاحم في قول الله تعالى: (ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) الآية، قال: نزلت في الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين علي والعباس وحمزة في نفر من بني هاشم. أخبرني الحسين بن أحمد، قال: أخبرنا عبد الرحمان بن محمد، أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن أحمد بن حرب الزاهد، قال: حدثني صالح وعبد الله الترمذي، عن الحسين بن محمد، عن المسعودي، عن الحكم بن عيينة قال: أربعة لاشك فيهم أنهم ثبتوا يوم حنين فيهم علي بن أبي طالب.

ص 595

(الآية السادسة والتسعون بعد المأة)

قوله تعالى: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 284 ط بيروت). أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد الحسني عن فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري، عن عباد، عن الحسين بن حماد، عن أبيه، عن زياد المديني، عن زيد بن علي عليهما السلام في قوله: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض) قال: نزلت هذه فينا.

ص 596

(الآية السابعة والتسعون بعد المأة)

قوله تعالى: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 315 ط بيروت) أخبرنا أبو نصر عبد الرحمان بن علي بن محمد البزاز من أصل سماعه. أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر ببغداد، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الخزاعي، قال: حدثني أبي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا أبي، عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا دعوة أبي إبراهيم قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال: أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم إني جاعلك للناس إماما. فاستخف إبراهيم الفرح فقال: يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي. فأوحى الله عز وجل إليه أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا لا أفي لك به. قال: يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال: لا أعطيك لظالم من ذريتك. قال: ومن الظالم من ولدي الذي لا يناله عهدك؟ قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماما أبدا، ولا يصلح أن يكون إماما. قال إبراهيم: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام، رب إنهن أضللن كثيرا من الناس) قال النبي صلى الله عليه وسلم: فانتهت الدعوة إلي وإلى أخي علي، لم يسجد أحد لصنم قط، فاتخذني الله نبيا، وعليا وصيا. وقد تقدم نقل الحديث في الأوصاف المأثورة لعلي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فراجع.

ص 597

(الآية الثامنة والتسعون بعد المأة)

قوله تعالى: (وأولئك هم المفلحون)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 68 ط بيروت): أخبرنا محمد بن علي بن محمد المقري: أن أبي قال: حدثني أبو محمد بن بندار ابن إبراهيم الفقيه الجرجاني بقدارة، حدثني أبو حاتم سهل بن السري الخضر الحافظ، حدثنا الحسين بن الحسن بن الوضاح، حدثنا محمد بن يحيى بن ضريس بفيد، قال: حدثني عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب: قال: قال لي سلمان الفارسي: ما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أبا حسن وأنا معه إلا ضرب بين كتفي وقال: يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون. أخبرناه أبو بكر المعمري بقراءتي عليه، أخبرنا أبو جعفر الفقيه إملاءا، أخبرنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق، أخبرنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان، أخبرنا بكر بن عبد الله بن حبيب، أخبرنا عمرو بن عبد الله، أخبرنا الحسن بن الحسين بن عاصم: عن عيسى بن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي: عن أبيه عن جده عن علي قال: حدثني سلمان الخير فقال: يا أبا الحسن قلما أقبلت أنت وأنا عند رسول الله إلا قال: يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون يوم القيامة. ورواه عن الحسن حسين بن الحكم الحبري، بإسناده عن الجوهري البغدادي.

ص 598

وأخبرناه أبو القاسم سهل بن محمد بن عبد الله الإصبهاني بقراءتي عليه من أصله العتيق، أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين بن علي الحسني، أخبرنا أبو علي محمد بن عبد الرحمان الكسائي، أخبرنا عبد الله بن صالح البزاز، أخبرنا محمد بن يحيى بفيد، أخبرنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: أخبرنا أبي، عن أبيه، عن جده. عن علي قال: قال لي سلمان: قلما أطلعت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا معه إلا ضرب بين كتفي فقال: يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون. قال السيد أبو الحسن: قد وهم فيه، وعيسى بن محمد بن عبد الله بن عمر بن محمد، هو ابن الحنفية الفقيه فيما أظن، والله أعلم. حدثنا أبو بكر الحافظ بقراءته علينا من أصله، أخبرنا أبو القاسم جعفر ابن عبد الله بن يعقوب بن فناكي بالري أن محمد بن هارون الروياني أخبرهم، عن محمد بن يحيى بن ضريس الفيدي، عن عيسى بن عبد الله قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده. عن علي بن أبي طالب قال: قال لي سلمان: قلما أطلعت على رسول يا أبا حسن وأنا معه إلا ضرب بين كتفي وقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون.

ص 599

(الآية التاسعة والتسعون بعد المأة)

قوله تعالى (الذين أمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 304 ط بيروت). حدثني الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله، حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ببغداد، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال (كذا): حدثنا أحمد بن الحسين الخزاز، عن أبي حصين بن مخارق: عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن طوبى قال: هي شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة. ثم سئل عنها مرة اخرى فقال: هي في دار علي. فقيل له في ذلك؟ فقال: إن داري ودار علي في الجنة بمكان واحد. وفي العتيق: حدثنا بو سعد المعادي، حدثنا أبو الحسين الكهيلي، حدثنا أبو جعفر الحضرمي، عن جندل بن والق، عن إسماعيل بن أمية القرشي، عن داود ابن عبد الجبار - أظنه عن جابر -: عن أبي جعفر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى (طوبى لهم وحسن مآب) قال: (هي) شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل االجنة. ثم سئل عنها مرة أخرى قال: (طوبى) شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها

ص 600

على أهل الجنة. فقيل له: سألناك عنها يا رسول الله فقلت: أصلها في داري ثم سألناك مرة أخرى فقلت: شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة فقال: إن داري ودار علي واحدة. وفي العتيق: روى محمد بن الحسن الكوفي، عن إسماعيل به سواء. وحدثنا جندل بن والق، عن محمد القرشي، عن داود به سواء. أخبرنا عقيل، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا محمد بن خرزاد بالأهواز، أخبرنا بشر بن سليمان بن مطر، أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن الأعوج: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لعمر بن الخطاب: إن في الجنة لشجرة ما في الجنة قصر ولا دار ولا منزل ولا مجلس إلا وفيه غصن من أغصان تلك الشجرة وأصل تلك الشجرة في داري ثم مضى على ذلك ثلاثة أيام، ثم قال رسول الله: يا عمر إن في الجنة لشجرة ما في الجنة قصر ولا دار ولا منزل ولا مجلس إلا وفيه غصن من أغصان تلك الشجرة، أصلها في دار علي بن أبي طالب. قال عمر: يا رسول الله قلت ذلك اليوم: إن أصل تلك الشجرة في داري واليوم قلت: إن أصل تلك الشجرة في دار علي؟! فقال رسول الله: أما علمت أن منزلي ومنزل علي في الجنة واحد، وقصري وقصر علي في الجنة واحد، وسريري وسرير علي في الجنة واحد. والحديث اختصرته.

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج14)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب