الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج14)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 601

(الآية متمم المأتين)

قوله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 258 ط بيروت) أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد الحسني بن علي بن يزيد الجعفري قال: حدثني سعيد بن الحسن بن مالك، عن بكار، عن إسماعيل بن أمية غورك (كذا) عن عبد الحميد: عن أبي جعفر قال: لا نالتني شفاعة جدي إن لم يكن هذه الآية نزلت في علي خاصة (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، وسبحان الله وما أنا من المشركين) لفظا واحدا. فرات عن إسماعيل بن إبراهيم، ومحمد بن الحسين بن خطاب، عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن نجم: عن أبي جعفر قال: سألته عن قول الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) قال: (ومن اتبعني) علي بن أبي طالب. فرات قال: حدثني جعفر بن محمد، عن محمد بن تسنيم الحجال، عن ثعلبة، عن عمر بن حميد:

ص 602

عن أبي جعفر قال: سألته عن قول الله: (قل هذه سبيلي) قال: (من اتبعني) علي بن أبي طالب. فرات قال: حدثني أحمد بن القاسم، حدثنا محمد بن أبي عمر بن حرب ابن الحسين، ومحمد بن حفص بن راشد، قالا: أخبرنا شاذان الطحان، عن كهمش ابن الحسن، عن سلم الحذاء: عن زيد بن علي قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) من أهل بيتي لا يزال الرجل بعد الرجل يدعو إلى ما أدعوا إليه فرات قال: حدثني الحسين بن سعيد، حدثني محمد بن حماد بن عمرو الحناط، حدثني محمد بن الهيثم التميمي، حدثني حماد بن ثابت، عن أبي داود، عن أبان بن تغلب. عن جعفر بن محمد في هذه الآية: (أدعوا إلى الله على بصيرة) قال: هي والله ولايتنا أهل البيت لا ينكره أحد إلا ضال، ولا ينتقص عليا إلا ضال.

ص 603

(الآية الحادية بعد المأتين)

قوله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 317 ط بيروت) حدثنا أبو سعد السعدي إملاءا في الجامع، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن السقاء بواسط، أخبرنا عبد الله بن محمد بن إسحاق بن حماد بن إسحاق بن الضيف، أخبرنا يزيد ابن أبي حكيم، أخبرنا سفيان الثوري، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) قال: نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة، وجعفر وعقيل وأبي ذر، وسلمان وعمار والمقداد، والحسن والحسين عليهما السلام. أخبرنا المديني بقراءتي عليه، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن سليم النجاد ببغداد، أخبرنا أبو العباس ابن عقدة، أخبرنا أبو شيبة، أخبرنا أبو غسان، أخبرنا أبو شيبة، عن تميم بن عمير أبي اليقظان: عن عبد الله بن مليل قال: سمعت عليا يقول: نزلت هذه الآية: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) في ثلاث بطون من قريش: بني هاشم، وبني تيم بن مرة، وبني عدي بن كعب منهم. أخبرنا أبو نصر المقري، أخبرنا أبو عمرو المزكي، أخبرنا أبو إسحاق

ص 604

المفسر، أخبرنا يوسف بن القطان، أخبرنا حسين بن علي، أخبرنا ابن عيينة: عن أبي موسى قال: قال الحسن قرأ علي عليه السلام هذه الآية: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) فقال: فينا والله نزلت أهل بدر خاصة. وبه حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم أبان بن عبد الله، قال: حدثني نعيم بن أبي هند قال: حدثني ربعي بن خراش قال: إني لعند علي جالس إذ جاء ابن طلحة فسلم على علي فرحب به، فقال: ترحب بي يا أمير المؤمنين وقد قتلت والدي وأخذت مالي!! قال: أما مالك فهو ذي معزول في بيت المال فأخذ إلى مالك فخذه، وأما قولك: قتلت أبي فإني أرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) فقال رجل من همدان: الله أعدل من ذلك. فصاح عليه صيحة تداعى له القصر، قال: فمن إذا إذا لم نكن نحن أولئك. أخبرنا منصور المقري، أخبرنا أبو سعيد الرازي، أخبرنا محمد بن أيوب، أخبرنا علي بن محمد الطنافسي، أخبرنا وكيع، أخبرنا أبان بن عبد الله البجلي، عن نعيم بن أبي هند: عن ربعي قال: قال علي: إني أرجو أنا وطلحة والزبير أن نكون فيمن قال الله تعالى فيهم: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) فقام إليه رجل من همدان فقال: الله أعدل من ذلك يا أمير المؤمنين. فصاح به صيحة ظننت أن القصر تدهده لها ثم قال: من هم إذا لم نكن نحن هم. رواه جماعة عن وكيع، وأخرجه السبيعي في تفسيره. رواه عن يوسف عن وكيع. أخبرنا سعيد بن محمد، قال: أخبرنا أبو بكر النجاد، أخبرنا أبو عيسى أحمد

ص 605

ابن إسحاق الأنماطي، أخبرنا محمد بن علي الوراق، عن قبيصة قال: سمعت سفيان يقول في هذه الآية: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا) نزلت في أبي بكر وعمر وعلي وعثمان وابن مسعود رضي الله عنهم. أخبرنا منصور بن الحسين، أخبرنا محمد بن جعفر وإبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سهل، عن محمد بن يوسف، عن سفيان: عن الكلبي في قوله: (ونزعنا ما في صدورهم من غل) قال: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمان وسعد وسعيد وعبد الله بن مسعود. حدثني أبو مسعود البجلي، حدثنا أبو الحسن بن فراس، حدثنا محمد بن إبراهيم الذهلي، حدثنا سعيد بن محمد بن عبد الرحمان المخزومي، عن سفيان بن عيينة، عن إسرائيل أبي موسى: عن الحسن، عن علي بن أبي طالب إنه قال: فينا نرلت: (ونزعنا ما في صدورهم من غل) أهل بدر. ورواه أيضا أحمد بن حنبل عن سفيان. أخبرنا أبو سعد، أخبرنا أبو بكير، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، حدثني سفيان، عن أبي موسى. عن الحسن، عن علي بن أبي طالب قال: فينا والله نزلت: (ونزعنا ما في صدورهم من غل) الآية.

ص 606

(الآية الثانية بعد المأتين)

قوله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 244 ط بيروت). أخبرنا أبو نصر المفسر، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، أخبرنا أبو إسحاق المفسر عن ابن زنجويه، عن عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن إسماعيل: عن الشعبي قال: نزلت في علي والعباس تكلما في ذلك. وقال أيضا: حدثنا عقبة بن مكرم، عن ابن أبي عبدي (كذا) عن سعيد، عن إسماعيل: عن الشعبي قال: نزلت هذه الآية: (أجعلتم سقاية الحاج) الآية، في علي والعباس. أخبرنا ابن فنجويه، أخبرنا ابن شيبة عبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائي، أخبرنا أبو بكر ابن أبي شيبة، عن وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد: عن الشعبي في قوله: (أجعلتم سقاية الحاج) قال: نزلت في العباس وعلي رضي الله عنهما.

ص 607

وعن مروان بن معاوية، عن إسماعيل مثله. أخبرنا منصور بن الحسين، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا أمية بن خالد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة: عن الشعبي في قوله: (أجعلتم سقاية الحاج) الآية قال: نزلت في علي والعباس. وعن الحماني، عن محمد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد مثله. أخبرنا أبو عبد الله الدينوري قراءة، أخبرنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك، أخبرنا الحسين بن محمد بن بحتويه، أخبرنا عمرو بن عمروا بن ثور (كذا) وإبراهيم ابن أبي سفيان، قالا: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا قيس، عن أشعث ابن سوار: عن ابن سيرين قال: قدم علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة فقال للعباس: ياعم ألا تهاجر؟ ألا تلحق برسول الله؟ فقال: أعمر المسجد الحرام، وأحجب البيت. فأنزل الله: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله، والله لا يهدي القوم الظالمين). وقال لقوم قد سماهم: ألا تهاجرون؟ ألا تلحقون برسول الله؟ فقالوا: نقيم مع إخواننا وعشائرنا ومساكننا. فأنزل الله تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم). الآية: 24 / التوبة. وأخبرنا أبو عبد الله قال: حدثنا أبو علي المقري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى السوانيطي بحلب، حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، حدثنا بشر بن المنذر، عن أبي لهيعة، عن بكر بن سوادة: عن عروة بن الزبير: أن العباس بن عبد المطلب، وشيبة بن عثمان أسلما ولم يهاجرا، فقام العباس على سقايته وشيبة على حجابته، فقال العباس لعلي بن أبي طالب:

ص 608

أنا أفضل منك، أنا ساقي بيت الله - وكان بينهما كلام - فأنزل الله تعالى فيما تنازعا فيه: (أجعلتم سقاية الحاج). أخبرنا أبو نصر المفسر، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، أخبرنا أبو إسحاق المفسر، أخبرنا ابن زنجويه، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن عمرو: عن الحسن قال: لما نزلت: (أجعلتم سقاية الحاج) في عباس وعلي وعثمان وشيبة، تكلموا في ذلك الحديث. وبه حدثنا الحسين بن علي، عن عمرو، عن أسباط، عن السدي، عن أصحابه في قوله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج) إلى آخر الآيات قال: افتخر علي بن أبي طالب وشيبة والعباس ورجل قد سماه فقال العباس: أنا أسقي حجيج بيت الله وأنا أفضلكم. وقال علي: أنا هاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجاهدت معه. وقال شيبة: أنا أعمر مساجد الله، فأنزل الله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام - إلى قوله: - الفائزون). أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، أخبرنا أبو العباس الكديمي، أخبرنا أحمد بن معمر، عن الحسين بن عمرو الأسدي، عن السدي، عن أبي مالك: عن ابن عباس في قوله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج) قال: افتخر العباس بن عبد المطلب فقال: أنا عم محمد، وأنا صاحب سقاية الحاج، وأنا أفضل من علي (كذا) وقال شيبة بن عثمان: أنا أعمر بيت الله وصاحب حجابته وأنا أفضل. فسمعها علي وهما يذكران ذلك، فقال: أنا أفضل منكما، أنا المجاهد في سبيل الله. فأنزل الله فيهم، (أجعلتم سقاية الحاج) يعني العباس، (وعمارة المسجد الحرام) يعني شيبة، (كمن آمن بالله واليوم الآخر) إلى قوله: (أجر عظيم) ففضل عليا عليهما.

ص 609

حدثني الحاكم الوالد، حدثنا أبو محمد عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد، حدثنا علي بن محمد بن أحمد المصري، حدثنا حبرون بن عيسى، حدثنا يحيى ابن سليمان القرشي، حدثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر: عن أنس بن مالك قال: قعد العباس بن عبد المطلب، وشيبة صاحب البيت يفتخران حتى أشرف عليهما علي بن أبي طالب فقال له العباس: على رسلك يا ابن أخي. فوقف له علي فقال له العباس: إن شيبة فاخرني فزعم أنه أشرف مني. قال: فماذا قلت له ياعماه؟ قال: قلت له: أنا عم رسول الله ووصي أبيه وساقي الحجيج أنا أشرف منك. فقال علي لشيبة: فما قلت يا شيبة؟ قال: قلت له: أنا أشرف منك، أنا أمين الله على بيته وخازنه أفلا ائتمنك عليه كما ائتمنني!! فقال لهما علي: إجعلا لي معكما فخرا. قالا: نعم. قال: فأنا أشرف منكما، أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمة، وهاجر وجاهد. فانطلقوا ثلاثتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجثوا بين يديه فأخبر كل واحد منهم بمفخرته (ظ) فما أجابهم رسول الله بشيء، فانصرفوا عنه فنزل الوحي بعد أيام فيهم فأرسل إليهم ثلاثتهم حتى أتوه فقرأ عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أجعلتم سقاية الحاج) إلى آخر العشر قرأها أبو معمر، وهذا مختصر منه. أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خلف بن الخضر البخاري كتابة، أخبرنا عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحرث البخاري، أخبرنا حماد بن محمد بن حفص الجوزجاني، أخبرنا رقاد بن إبراهيم المروزي، أخبرنا أبو حمزة السكري عن ليث ابن أبي سليم، عن عثمان بن سليمان: عن أبي بريدة. عن أبيه قال: بينما شيبة والعباس يتفاخران إذ مر بهما علي بن أبي طالب فقال: فيما ذا تفاخران؟ فقال العباس: يا علي لقد أوتينا من الفضل ما لم يؤت أحد. فقال: وما أوتيت يا عباس؟ قال: أوتيت سقاية الحاج.

ص 610

فقال: ما تقول أنت يا شيبة؟ قال: قد أعطيت عمارة المسجد الحرام فقال لهما علي: استحييت لكما يا شيخان فقد أوتيت على صغري ما لم تؤتياه. فقالا: وما أوتيت يا علي؟ قال: ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله، فقام العباس مغضبا يجر ذيله حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له النبي: ما وراؤك يا عباس؟ فقال: أما ترى إلى ما استقبلني به هذا؟ قال: ومن ذاك؟ فقال: علي بن أبي طالب. فقال: ادعوا لي عليا. فدعي فقال له: يا علي ما الذي حملك على ما استقبلت به عمك؟ فقال: يا رسول الله صدمته بالحق أن غلظت له أنفا فمن شاء فليغضب ومن شاء فليرض إذ نزل جبرئيل فقال: يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول: اتل عليهم هذه الآية: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، لا يستوون عند الله، فقال العباس: إنا قد رضينا. ثلاث مرات. ورواه أسد بن سعيد الكوفي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: افتخر علي والعباس وشيبة. حدثت بذلك في العتيق. وروى نزول الآية في علي عليه السلام في (مقصد الراغب) نسخة جامعة مشهد.

ص 611

(الآية الثالثة بعد المأتين)

قوله تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 211 ط بيروت): حدثني الحسين بن محمد بن الحسين الثقفي، حدثنا أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عاصم الرازي إملاءا، حدثنا أبي ومحمد ابن يحيى بن أبي عمر العدني، قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: أخبرني عثمان، عن مقسم. عن ابن عباس في قول الله تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا) قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح محمد فأوثقوه بالوثاق. وقال بعضهم: اقتلوه. وقال بعضهم: بل أخرجوه فاطلع الله نبيه على ذلك، فبات علي بن أبي طالب على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلك الليلة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا وهم يظنون أنه رسول الله، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري. فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا فوق الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج

ص 612

العنكبوت فقالوا: لو دخل ههنا لم يكن على بابه نسج العنكبوت. رواه عن عبد الرزاق ابن راهويه، وسلمة، وعبد الله بن جعفر. أخبرنا أبو بكر التميمي، أخبرنا أبو بكر بن المقري، أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عمر، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم، عن ابن عباس. وأخبرنا منصور بن الحسين، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وأخبرنا محمد بن الحسين، أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا عبد الرحمان بن محمد، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن عثمان الجزري أن مقسما أخبره عن ابن عباس في قوله تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا) قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه في الوثاق يريدون النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر مثله سواء إلا ماغيرت إلى قوله - فلما أصبحوا ثاروا إليه - وقال ابن راهويه: فلما أصبحوا رأوا عليا. وساق مثله إلا ماغيرت إلى قوله: لو دخل ها هنا لم يكن ينسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاثا. وقال ابن راهويه. ثلاث ليال. وأخبرنا منصور، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن زنجويه، عن عبد الرزاق قال: سمعت أبي يحدث، عن عكرمة في قوله: (وإذ يمكر بك الذين كفروا) قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر إلى الغار، أمر عليا فنام في مضجعه وبات المشركون يحرسونه فلما رأوه نائما حسبوا إنه النبي وتركوه، فلما أصبح وثبوا إليه وهم يحسبون إنه النبي فإذا هم بعلي، قالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري. فركبوا الصعب والذلول في طلبه.

ص 613

أخبرنا محمد بن علي بن محمد المقري، أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق جدي قال: أخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر: عن ابن عباس في حديث.

(الآية الرابعة بعد المأتين)

قوله تعالى: (سنشد عضدك بأخيك)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 435 ط بيروت) قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن العقيقي ببغداد، سنة اثنتين وأربعين، حدثني أبو الحسين يحيى، حدثني أحمد بن يحيى الأودي، حدثني عمرو بن حماد العباد (كذا) حدثني عبد الله ابن المهلب البصري، عن المنذر بن زياد الضبي، عن ثابت البناني، والمنذر، عن أبان (كذا): عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: بعث النبي مصدقا إلى قوم فعدوا على المصدق فقتلوه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبعث عليا فقتل المقاتلة وسبي الذرية، فبلغ ذلك النبي فسره، فلما بلغ علي أدنى المدينة تلقاه رسول الله فاعتنقه وقبل بين عينية وقال: بأبي أنت وأمي من شد الله عضدي به كما شد عضد موسى بهارون. كذا ورد في الآثار للعقيقي.

ص 614

(الآية الخامسة بعد المأتين)

قوله تعالى: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 408 ط بيروت) أخبرنا عقيل قال: أخبرنا علي، أخبرنا محمد، أخبرنا عمر بن محمد الجمحي، أخبرنا يعقوب بن سفيان، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة: عن عبد الله بن مسعود في قول الله تعالى: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا) يعني جزيتهم بالجنة اليوم بصبر علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين في الدنيا على الطاعات وعلى الجوع والفقر، وبما صبروا على المعاصي وصبروا على البلا لله في الدنيا (أنهم هم الفائزون) والناجون من الحساب.

ص 615

(الآية السادسة بعد المأتين)

قوله تعالى: (وأنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 89 ط بيروت) حدثونا عن أبي بكر السبيعي قال: حدثنا علي بن محمد بن مخلد، والحسين بن إبراهيم الخصاص (كذا) قالا: حدثنا الحسين بن الحكم، عن الحسن العرني، عن حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس قال: الخاشع: الذليل في صلاته، المقبل عليها، يعني رسول الله وعليا، نزلت في علي وعثمان بن مظعون، وعمار بن ياسر وأصحاب لهم رضي الله عنهم. أخرجه الحسين الحبري في تفسيره، وأخبرنا به الجوهري عن المرزباني عن علي بن محمد بن عبيد الله، عن الحبري بذلك.

ص 616

(الآية السابعة بعد المأتين)

قوله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 379 ط بيروت). فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا جعفر بن أحمد الأودي، حدثنا جعفر بن عبد الله، حدثنا محمد بن عمر المازني، حدثنا يحيى بن راشد، عن كامل، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قول الله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى) أن من ترك ولاية علي أعماه الله وأصمه.

ص 617

(الآية الثامنة بعد المأتين)

قوله تعالى: (وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 238 ط بيروت). فرات بن إبراهيم، قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري، حدثني عباد، عن نصر بن مزاحم، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله تعالى: (وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص) يعني بني هاشم نوفيهم ملكهم الذي أوجب الله لهم غير منقوص، قال ابن عباس: وهو ستون مائة وسنة.

ص 618

(الآية التاسعة بعد المأتين)

قوله تعالى: (فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 443 ط بيروت) أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا أبو مروان عبد الملك بن مروان قاضي مدينة الرسول بها سنة سبع وأربعين وثلاث مائة، أخبرنا عبد الله بن منيع، عن آدم، عن سفيان، عن واصل الأحدب عن عطاء: عن ابن عباس قال: لما أنزل الله: (وآت ذا القربى حقه) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة وأعطاها فدكا (ظ) وذلك لصلة القرابة. (والمسكين): الطواف الذي يسألك، يقول: أطعمه. (وابن السبيل) وهو الضيف، حث على ضيافته ثلاثة أيام، وإنك يا محمد إذا فعلت هذا فافعله لوجه الله (وأولئك هم المفلحون) يعني أنت ومن فعل هذا من الناجين في الآخرة من النار الفائزين بالجنة.

ص 619

(الآية العاشرة بعد المأتين)

قوله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 442 ط بيروت). أخبرنا أبو الحسين الأهوازي، أخبرنا أبو بكر البيضاوي، أخبرنا محمد بن القاسم، عن عباد، عن الحسن بن حماد، عن زياد بن المنذر: عن أبي جعفر في قوله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) قال: فينا نزلت. فرات بن إبراهيم قال: حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي (ظ) قال: حدثنا الحسن بن الحسين، عن يحيى بن علي، عن أبان بن تغلب: عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) قال: نزلت فينا أهل البيت.

ص 620

(الآية الحادية عشر بعد المأتين)

قوله تعالى:(أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون) من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لات وهو السميع العليم، ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين، والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 440 ط بيروت). أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن محمد بن زكريا، أخبرنا أيوب بن سليمان، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح:

ص 621

عن ابن عباس في قوله تعالى: (أم حسب الذين يعملون السيئات) قال: نزلت في عتبة وشيبة والوليد بن عتبة، وهم الذين بارزوا عليا وحمزة وعبيدة. وفي قوله تعالى: (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لات وهو السميع العليم، ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه) قال: نزلت في علي وصاحبيه حمزة وعبيدة. وقال فارس أخبرنا بلال عن جارحة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) قال: يعني عليا وعبيدة وحمزة (لنكفرن عنهم سيئاتهم) يعني ذنوبهم، (ولنجزينهم - من الثواب في الجنة - أحسن الذي كانوا يعملون) في الدنيا (كذا) فهذه الثلاث آيات نزلت في علي وصاحبيه ثم صارت للناس عامة من كان على هذه الصفة.

ص 622

(الآية الثانية عشر بعد المأتين)

قوله تعالى: (آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا: آمنا وهم لا يفتنون)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 438 ط بيروت). حدثنا الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد ابن عثمان ببغداد، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، أخبرنا أحمد بن الحسن الخزاز، عن أبي حضيرة بن مخارق، عن عبيد الله بن الحسين، عن أبيه، عن جده: عن الحسين بن علي، عن علي: قال: لما نزلت (آلم أحسب الناس) الآية، قلت: يا رسول الله ما هذه الفتنة؟ قال: قال يا علي إنك مبتلي ومبتلى بك. حدثني أبو سعد السعدي حدثني أبو الحسن الركابي، حدثنا مطين، حدثنا عتبة بن أبي هارون المقري، حدثنا أبو يزيد خالد بن عيسى العكلي، عن إسماعيل ابن مسلم، عن أحمد بن عامر: عن أبي معاذ البصري قال: لما افتتح علي بن أبي طالب البصرة صلى بالناس الظهر، ثم التفت إليهم فقال: سلوا. فقام عباد بن قيس فقال: حدثنا عن الفتنة هل سألت رسول الله عنها؟ قال: نعم لما أنزل الله (آلم أحسب الناس أن يتركوا) إلى قوله تعالى: (الكاذبين) جثوت بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: بأبي أنت وأمي فما هذه الفتنة التي تصيب أمتك من بعدك؟ قال: سل عما بدا لك فقلت: يا رسول الله

ص 623

على ما أجاهد من بعدك؟ قال: على الأحداث يا علي قلت: يا رسول الله فبينها لي قال: كل شيء يخالف القرآن وسنتي الحديث.

(الآية الثالثة عشر بعد المأتين)

قوله تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 430 ط بيروت). حدثني أبو الحسن الفارسي، حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الفقيه، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم العجلي، حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن محمد بن سنان: عن المفضل بن عمر، قال: سمعت جعفر بن محمد الصادق يقول: إن رسول الله نظر إلى علي والحسن والحسين فبكى وقال: أنتم المستضعفون بعدي. قال المفضل: فقلت له: ما معنى ذلك يا ابن رسول الله؟ قال معناه: إنكم الأئمة بعدي إن الله تعالى يقول: (ونريد أن نمن. على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) فهذه الآية فينا جارية إلى يوم القيامة.

ص 624

أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سلمة، أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان، أخبرنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، أخبرنا شريك، عن عثمان، عن أبي صادق: عن ربيعة بن ناجذ، قال: علي: ليعطفن علينا الدنيا عطف الضروس على ولدها. ثم قرأ (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) الآية. وحدثنا طاهر بن أبي أحمد عن أبي الصباح بن يحيى، عن الحرث بن حصيرة، عن أبي صادق: عن حنش، عن علي قال: من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم فإنا وأشياعنا يوم خلق السماوات والأرض على سنة موسى وأشياعه وأن عدونا يوم خلق السماوات والأرض على سنة فرعون وأشياعه، فليقرأ هؤلاء الآيات: (إن فرعون علا في الأرض). (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا - إلى قوله: - يحذرون). فأقسم بالذي فلق الحبة، وبرأ النسمة وأنزل الكتاب على موسى صدقا وعدلا، ليعطفن عليكم هؤلاء الآيات (كذا) عطف الضروس على ولدها. ورواه أيضا عبيد بن حبس (كذا) عن الصباح كما في كتاب فرات. أخبرني أبو بكر المعمري، أخبرنا أبو جعفر القمي، أخبرنا محمد بن عمر الحافظ ببغداد، أخبرنا محمد بن حسين، أخبرنا أحمد بن غنم بن حكيم، أخبرنا شريح بن مسلمة، عن إبراهيم بن يوسف، عن عبد الجبار، عن الأعمش الثقفي، عن أبي صادق قال: قال علي: هي لنا - أوفينا - هذه الآية: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين). فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري ومحمد بن الحسين ابن زيد الخياط، قالا، حدثنا عباد بن يعقوب، عن إبراهيم بن محمد الخثعمي، عن

ص 625

عبد الجبار، عن أبي المغيرة قال: قال علي: فينا نزلت هذه الآية: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض). أبو النضر العياشي في تفسيره عن علي بن جعفر بن العباس الخزاعي ومحمد بن علي بن خلف العطار، عن عمرو بن عبد الغفار، عن شريك، عن عثمان بن أبي ربيعة، زرعه (ل) عن أبي صادق: عن ربيعة بن ناجذ، قال: سمعت عليا يقول وتلا هذه الآية: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) قال: ليعطفن هذه الآية على بني هاشم عطف الناب الضروس على ولدها. وله طرق عن شريك، عن محمد بن حاتم، عن أحمد بن سعيد، عن يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان، عن شريك به نحوه. أخبرنا الجماعة منهم أبو الحسن المصباحي وأبو حازم، وأبو سعيد السعدي وأبو سهل الجامعي، وأبو بكر ابن أبي طاهر السكري، قالوا: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن المقري، أخبرنا أبو جعفر الحضرمي، أخبرنا محمد بن مرزوق ظ، عن حسين الأشقر، عن محمد بن عتبة الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل: عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا بني هاشم أنتم المستضعفون المقهورون المستذلون بعدي. أخبرنا أبو عمرو الرزجاهي، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي الحضرمي، أخبرنا محمد بن مرزوق الرقي به لفظا سواء. أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا محمد بن القاسم بن زكريا، أخبرنا الحسن بن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الحسن بن محمد الأشتر، قال: حدثني أبي، عن محمد بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن محمد، عن أبيه محمد بن عبد الله، عن أبيه

ص 626

عبد الله بن حسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي عليه السلام قال: نحن المستضعفون، ونحن المقهورون، ونحن عترة رسول الله فمن نصرنا فرسول الله نصر، ومن خذلنا فرسول خذل، ونحن وأعداؤنا نجتمع (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا) الآية.

(الآية الرابعة عشر بعد المأتين)

قوله تعالى (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 417 ط بيروت). حدثني ابن فنجويه، حدثني ابن إسحاق بن محمد، قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن عيسى، حدثني علي بن علي، قال: حدثني أبو حمزة الثمالي قال: حدثني الكلبي، عن أبي صالح مولى أم هانئ: أن عبد الله بن عباس قال: نزلت هذه الآية فينا وفي بني أمية، سيكون لنا عليهم الدولة فتذل لنا أعناقهم بعد صعوبة، وهوان بعد عزة (كذا) ثم قرأ (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين).

ص 627

(الآية الخامسة عشر بعد المأتين)

قوله تعالى: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 384 ط بيروت) قال: حدثني أبو الحسن الفارسي، حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الفقيه، حدثنا أبي، حدثنا سعد بن عبد الله، حدثنا أحمد بن محمد خالد، عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد، عن جعفر بن أبيه، عن آبائه: عن علي قال: قال لي رسول الله: يا علي فيكم نزلت هذه الآية: (إن الذين سبقت لهم منا الحسني أولئك عنها مبعدون). وبه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي فيكم نزلت (لا يحزنهم الفزع الأكبر) 103 / الأنبياء: 21 الناس يطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعمون. وحدثونا عن أبي بكر السبيعي، عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن ليث ابن أبي سليمان (كذا) عن أبي عمر النعمان بن بشير - وكان من سمار علي وهو يقول: (لا يسمعون حسيسها).

ص 628

وأخبرناه أبو الحسن بن أبي بكر الحافظ بقراءتي عليه من أصل سماعه، قال: أخبرني أبي بقراءتي عليه، أخبرنا أبو القاسم البغوي قرئ عليه وأنا أسمع، أخبرنا عبيد الله بن عمر بهذا كما سويت.

(الآية السادسة عشر بعد المأتين)

قوله تعالى (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 444 ط بيروت). حدثنا المنتصر بن نصر عن حميد بن الربيع الخزاز، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري: عن أنس بن مالك في قوله: (ومن يسلم وجهه إلى الله) قال: نزلت في علي ابن أبي طالب، كان أول من أخلص لله الإيمان وجعل نفسه وعلمه لله. (وهو محسن) يقول: مؤمن مطيع (فقد استمسك بالعروة الوثقى) هي قوله: لا إله إلا الله (وإلى الله ترجع الأمور).

ص 629

(الآية السابعة عشر بعد المأتين)

قوله تعالى: (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا)

 رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 348 ط بيروت). أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا أبو مروان عبد الملك بن مروان قاضي مدينة الرسول، أخبرنا عبد الله بن منيع، أخبرنا علي بن الجعد، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبيه، وعطاء: عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى: (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل من لدنك سلطانا نصيرا) قال ابن عباس: والله لقد استجاب الله لنبينا دعاءه فأعطاه علي بن أبي طالب سلطانا ينصره على أعدائه.

ص 630

(الآية الثامنة عشر بعد المأتين)

قوله تعالى: (وبشر المخبتين) الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 397 ط بيروت). حدثونا عن أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد بن عفير الأنصاري، أخبرنا الحجاج بن يوسف، أخبرنا بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن الضحاك: عن ابن عباس في قوله تعالى: (وبشر المخبتين) قال: نزلت في علي وسفيان.

ص 631

(الآية التاسعة عشر بعد المأتين)

قوله تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 398 ط بيروت) أخبرنا أبو الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو بكر البيضاوي، أخبرنا محمد بن القاسم، أخبرنا عباد، عن حسن بن حماد، عن أبيه، عن زياد المديني: عن زيد بن علي أنه قرأ: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) الآية، وقال: نزلت فينا.

ص 632

(الآية متمم العشرين بعد المأتين)

قوله تعالى: (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 399 ط بيروت). أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمان بن الفضل، قال حدثني جعفر بن الحسين، قال حدثني أبي قال: حدثني محمد بن زيد، عن أبيه قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي فقلت (خ) له: (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق) قال: نزلت في علي وحمزة وجعفر، ثم جرت في الحسين عليهم السلام. أخبرنا أبو الحسين الحسن (خ) الجار، قال: أخبرنا أبو بكر القاضي، قال: حدثنا محمد بن القاسم، حدثنا عباد، حدثنا حسن بن حماد، عن أبيه، عن زياد المديني: عن زيد بن علي في قوله تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا - إلى آخر الآية - الذين أخرجوا من ديارهم) قال: نزلت فينا.

ص 633

(الآية الحادية والعشرون بعد المأتين)

قوله تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 400 ط بيروت) فرات بن إبراهيم، قال: حدثني الحسين بن سعيد، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض) الآية قال: فينا والله نزلت هذه الآية. فرات قال: حدثني أحمد بن القاسم بن عبيد، حدثنا جعفر بن محمد الجمال، حدثنا يحيى بن هاشم، حدثنا أبو منصور، عن أبي خليفة قال: دخلت أنا وأبو عبيدة الحذاء علي أبي جعفر فقال: يا جارية هلمي بمرفقة. قلت: بل نجلس. قال: يا أبا خليفة لا ترد الكرامة، إن الكرامة لا يردها إلا حمار فقلت له: كيف لنا بصاحب هذا الأمر حتى نعرفه؟ فقال: قول الله تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة آتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) إذا رأيت هذا الرجل منا فأتبعه فإنه هو صاحبه. فرات قال: حدثني الحسين بن علي بن زريع وإسماعيل بن أبان، عن فضيل ابن الزبير، عن زيد بن علي قال:

ص 634

إذا قام القائم من آل محمد يقول: يا أيها الناس نحن الذين وعدكم الله في كتابه: (الذين إن مكناهم في الأرض) الآية.

(الآية الثانية والعشرون بعد المأتين)

قوله تعالى: (وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون)

رواه القوم منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 402 ط بيروت). حدثونا عن أبي بكر السبيعي قال: حدثني وضيف بن عبد الله الأنطاكي، حدثنا جعفر بن علي، حدثنا حسن بن حسين بن علوان، عن سعد الاسكاف: عن الأصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام في قول الله تعالى (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) قال: عن ولايتنا. فرات بن إبراهيم قال: حدثني عبيد بن كثير، عن أحمد بن صالح صبيح (خ)، عن الحسين بن علوان، عن سعد: عن أصبغ، عن علي في قوله تعالى: (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) قال عن ولايته.

ص 635

(الآية الثالثة والعشرون بعد المأتين)

قوله تعالى: (من جاء بالحسنة فله خير منها، وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار)

 رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 425 ط بيروت). أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله عبد الرحمان (خ) بن الفضل، قال: حدثني جعفر بن الحسين، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن زيد، عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر يقول: دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال له: يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله تعالى: (من جاء بالحسنة - إلى قوله - يعملون)؟ قال: بلى جعلت فداك. قال: الحسنة حبنا أهل البيت، والسيئة بغضنا. ثم قرأ الآية. أخبرونا عن القاضي أبي الحسين النصيبي، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي بحلب، قال: حدثني الحسين بن إبراهيم الجصاص، قال: أخبرنا حسين بن الحكم حدثنا إسماعيل بن أبان، عن فضيل بن الزبير، عن أبي داود السبيعي:

ص 636

عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا (أ) عبد الله ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة، وبالسيئة التي من جاء بها أكبه الله في النار، ولم يقبل له معها عملا؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين. قال: الحسنة: حبنا، والسيئة: بغضنا لفظ الحافظ ما غيرت.

(الآية الرابعة والعشرون بعد المأتين)

قوله تعالى: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 418 ط بيروت). أخبرنا أبو الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو بكر البيضاوي، أخبرنا محمد بن القاسم أخبرنا عباد بن يعقوب، عن عيسى، عن أبيه: عن جعفر، عن أبيه قال: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) وذلك إن الله يفضلنا ويفضل شيعتنا بأن نشفع فإذا رأى ذلك من ليس منهم قال: فما لنا من شافعين. ورواه جماعة عن عيسى، ورواه غيره عن عيسى فرفعه. أخبرناه أبو علي الخالدي كتابة من هرات سنة تسع وتسعين وثلاث مائة وكتبته من خط يده، أخبرنا أبو عثمان سعيد بن عثمان بن سعيد بن يحيى بن حرب البغدادي، أخبرنا أبي، أخبرنا محمد بن يحيى بن ضريس، أخبرنا عيسى بن

ص 637

عبد الله العلوي، أخبرنا أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين: عن أبيه علي: قال: نزلت هذه الآية في شيعتنا (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) وذلك إن الله تعالى يفضلنا حتى أنا نشفع ويتشفع، فلما رأى ذلك من ليس منهم قالوا: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم).

(الآية الخامسة والعشرون بعد المأتين)

قوله تعالى: (واجعلنا للمتقين إماما)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 416 ط بيروت). فرات عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن سماعة، عن حبان، عن أبان بن تغلب قال: سألت جعفر بن محمد. عن قول الله تعالى: (الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين (واجعلنا للمتقين إماما) قال: نحن هم أهل البيت. فرات قال: حدثني علي بن حمدون، حدثنا علي بن محمد بن مروان، حدثنا علي بن يزيد، عن جرير، عن عبد الله بن وهب، عن أبي هارون: عن أبي سعيد في قوله تعالى: (هب لنا) الآية قال: النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلت: يا جبرئيل من أزواجنا؟ قال: خديجة. قال: ومن ذرياتنا؟ قال: فاطمة.: و(قرة أعين)؟ قال: الحسن والحسين. قال: (واجعلنا للمتقين إماما)؟ قال: علي عليه السلام.

ص 638

(الآية السادسة والعشرون بعد المأتين)

قوله تعالى: (ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 411 ط بيروت). فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني عبد الله بن محمد بن هاشم الدوري، حدثنا علي بن الحسين القرشي، قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمان الشامي، عن جويبر، عن الضحاك: عن ابن عباس في قول الله تعالى: (ومن يطع الله ورسوله ويخش الله - فيما سلف من ذنوبه - ويتقه - فيما بقي - فأولئك هم الفائزون) بالجنة قال: أنزلت في علي بن أبي طالب.

ص 639

(الآية السابعة والعشرون بعد المأتين)

قوله تعالى: (قل رب أما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وأنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 402 ط بيروت). حدثونا عن أبي بكر السبيعي، حدثنا أبو الطيب علي بن محمد بن مخلد الدهان الكوفي، وأبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسن الجصاص - واللفظ له - قال: أخبرنا حسين بن حكم قال: حدثنا سعد بن عثمان، عن أبي مريم قال: حدثني محمد بن السائب قال: حدثني أبو صالح قال: حدثني عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع - وهو بمنى -: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، والله لئن فعلتموها لتعرفني في كتيبة يضاربونكم. فغمز جبرئيل من خلفه منكبه الأيسر، فالتفت فقال: أو علي أو علي. فنزلت هذه الآية: (قل رب إما تريني ما يوعدون - إلى قوله -: لقادرون). ورواه الحسن بن صالح، عن سليمان، قال: حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر القابوسي، حدثنا أبي، حدثنا عباد بن ثابت، عن سليمان بن قرم، عن

ص 640

الكلبي، أبي صالج: عن جابر قال: أخبر الله نبيه محمدا أن أمته ستفتتن من بعده، ثم أنزل عليه: (قل رب إما تريني ما يوعدون) قال جابر: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول في حجة الوداع وركبتي تمس ركبته وهو يقول: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، أما لئن فعلتم لتعرفني في جانب الصف أقاتلكم مرة أخرى. فغمزه جبرئيل فالتفت إليه فقال: يا محمد أو علي. فأقبل علينا بوجهه فقال: أو علي. قرأت في التفسير العتيق: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن رجل، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح: عن جابر بن عبيد الله قال: أخبر الله نبيه أن أمته ستقاتل عليا بعده فأنزل الله: (قل رب إما تريني ما يوعدون، رب فلا تجعلني في القوم الظالمين). وفي سورة أخرى: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون، أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون) 43 - 44 / الزخرف فقال ظ رسول الله: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف، ولئن فعلتم لتعرفني غدا في الصف أقاتلكم مرة أخرى على الإسلام. قال: فغمزه الملك فقال: أو علي بن أبي طالب. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أو علي بن أبي طالب. حدثنا أبو الصلت الحسن بن صالح، حدثنا سليمان بن قرم، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله، عن النبي مثله. فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري، حدثنا عباد، حدثنا نصر، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن جابر بن عبد الله قال: أخبر جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أمتك سيفتنون

ص 641

من بعدك، فأوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (قل رب إما تريني - إلى قوله - الظالمين) قال: هم أصحاب الجمل فقال ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأنزل الله: (وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون) فلما نزلت هذه الآية جعل النبي لا يشك أنه سيرى ذلك، قال جابر: بينما أنا جالس إلى جنب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بمنى يخطب الناس (ف) حمد الله واثنى عليه وقال: أيها الناس أليس قد بلغتكم؟ قالوا: بلى. قال: ألا لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، أما لئن فعلتم ذلك لتعرفني في كتيبة أضرب وجوهكم فيها بالسيف. فكأنه غمز من خلفه فالتفت ثم أقبل علينا فقال: أو علي بن أبي طالب. فأنزل الله عليه: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) (أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون) قال: وقعة الجمل.

(الآية الثامنة والعشرون بعد المأتين)

قوله تعالى: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 314 ط بيروت). الجوهري عن محمد بن عمران، عن علي بن محمد قال: حدثني الحبري، عن حسين بن نصر قال: حدثني أبي، عن ابن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس قال: في قوله تعالى: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) قال: بولاية علي بن أبي طالب.

ص 642

(الآية التاسعة والعشرون بعد المأتين)

قوله تعالى: (لا قعدن لهم صراطك المستقيم)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 61 ط بيروت). قال: أخبرنا محمد بن الحسن، عن الحسن بن خرزاد، عن البرقي، عن علي، عن سعد. عن أبي جعفر، قال: آل محمد الصراط الذي دل الله عليه. حدثنا إبراهيم بن محمد بن فارس، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن بكير بن عبد الله الواسطي، عن أبيه قال: حدثني أبو بصير، عن أبي عبد الله قال: الصراط الذي قال إبليس: (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) 16 / الأعراف فهو علي. حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن علي الصيرفي، عن أبي جميلة قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر (كذا) قال: حدثني أخي عن قوله: (هذا صراط علي مستقيم) قال: هو أمير المؤمنين.

ص 643

(الآية متمم الثلاثين بعد المأتين)

قوله تعالى: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 132 ط بيروت). أخبرني الوالد، عن أبي حفص بن شاهين، أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصر (ظ)، أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان، عن ضرار بن صرد، عن علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن عمر بن عبيد الله (كذا) بن أبي رافع عن أبيه. عن أبي رافع: أن رسول الله بعث عليا في أناس من الخزرج حين انصرف المشركون من أحد، فجعل لا ينزل المشركون منزلا إلا نزله علي عليه السلام فأنزل الله في ذلك (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح يعني الجراحات - الذين قال لهم الناس - هو نعيم بن مسعود الأشجعي - إن الناس - هو أبو سفيان ابن حرب - قد جمعوا لكم فاخشوهم. فزادهم إيمانا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل، لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم).

ص 644

أخبرونا عن القاضي أبي الحسين النصيبي قال: أخبرنا أبو بكر السبيعي، أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن سلمة البزاز الكوفي، عن محمد ابن عبيد بن أبي الحرث الكوفي قال: حدثني أبي، عن موسى بن عمير، عن أبي صالح مولى أم هانئ: عن ابن عباس في قوله: (الذين استجابوا لله والرسول) هم وعلي وابن مسعود. في نزول قوله تعالى (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا) فيه وفي أصحابه. قال السبيعي: وحدثنا علي بن محمد الدهان، والحسين بن إبراهيم الجصاص، قالا: حدثنا الحسين بن الحكم، عن حسن بن حسين، عن حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله: (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة) الآية آل عمران نزلت في علي بن أبي طالب غشيه النعاس يوم أحد. وقوله: (الذين استجابوا لله والرسول - إلى قوله - أجر عظيم) نزلت في علي ابن أبي طالب وتسعة نفر منهم بعثهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي سفيان حين ارتحل، فاستجابوا لله ورسوله. في العتيق عن أبي رافع في (كذا). أبو النضر العياشي، عن جعفر بن أحمد قال: حدثني العمركي بن علي، وحمدان بن سليمان، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمان بن سالم الأشل، عن سالم بن أبي مريم: قال لي أبو عبد الله: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث عليا في عشرة استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح وقوله: (للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم) إنما أنزلت في أمير المؤمنين عليه السلام. أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران

ص 645

المرزباني: أن علي بن محمد بن عبيد الله الحافظ قال: حدثني الحسين بن الحكم الحبري، أخبرنا حسن بن حسين، عن حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله: (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا) نزلت في علي غشيه النعاس يوم أحد. وقوله: (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب) آل عمران نزلت في رسول الله خاصة وأهل بيته. وقوله: (الذين استجابوا لله والرسول) الآية، نزلت في علي وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثر أبي سفيان حين ارتحل، فاستجابوا لله ورسوله. وقوله: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا) أي أنفسكم (وصابروا) أي في جهاد عدوكم (ورابطوا) أي سبيل الله، نزلت في رسول الله وعلي وحمزة وعبد المطلب. وقوله: (واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام) نزلت في رسول الله وأهل بيته وذوي أرحامه، وذلك أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببه ونسبه (إن الله كان عليكم رقيبا) يعني حفيظا. وقوله: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله) الآية: 54 / آل عمران نزلت في رسول الله خاصة مما أعطاه الله من الفضل. وقوله: (إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم) نزلت في رسول الله وعلي وزيد حين أتاهم يستفتيهم في القبلتين أنا جمعته وقد عرفه بالإسناد المذكور.

ص 646

(الآية الحادية والثلاثون بعد المأتين)

قوله تعالى: (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين)

رواه القوم: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 231 ط بيروت). أخبرنا أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد القاضي بقراءتي عليه في داري من أصله، أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن النجار بالكوفة، أخبرنا أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان بن زياد القطان، عن أبي إسحاق بن يزيد، عن حكيم بن جبير: عن علي بن الحسين قال: إن لعلي أسماء في كتاب الله لا يعلمه الناس. قلت: وما هو؟ قال: (وأذان من الله ورسوله) علي والله الأذان يوم الحج الأكبر. ورواه عن حكيم قيس بن الربيع وحسين الأشقر، وأبو جارود. ورواه ابن أبي ذيب عن الزهري عن زين العابدين مثله، والأخبار متظاهرة بأن هذا المبلغ هو علي عليه السلام. أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد ببغداد، أخبرنا عثمان بن أحمد، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا إسماعيل بن

ص 647

عيسى، عن المسيب، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس قال: كان بين نبي الله صلى الله عليه وسلم وبين قبائل من العرب عهد، فأمر الله نبيه أن ينبذ إلى كل ذي عهد عهده من أقام الصلاة المكتوبة والزكاة المفروضة، فبعث علي بن أبي طالب بتسع آيات متواليات من أول براءة، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينادي بهن يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر، وأن يبرئ ذمة رسول الله من أهل كل عهد، فقام علي بن أبي طالب يوم النحر عند الجمرة الكبرى فنادى بهؤلاء الآيات. أخبرنا الشيخ جدي أبو نصر رحمه الله، أخبرنا أبو عمرو المزكي: أخبرنا أبو خليفة البصري محمد بن عبد الله الخزاعي، أخبرنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب: عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه فرده وقال: لا يذهب إلا رجل من أهل بيتي فبعث عليا (كذا). رواه جماعة عن حماد بن سلمة كذلك. أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني، أخبرنا أبو طاهر السلمي، أخبرنا أبو بكر جدي أخبرنا محمد بن بشار، أخبرنا عفان بن مسلم وعبد الصمد قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك: عن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم دعاه فقال: لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي. فدعا عليا فأعطاه إياها. أخبرناه علي بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبيدة، أخبرنا تمتام، أخبرنا عفان بن مسلم أبو عثمان الصفار، أخبرنا حماد بن سلمة عن سماك: عن أنس إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلما أدبر،

ص 648

دعاه وأرسل عليا وقال: لا يبلغها إلا رجل من قومي. حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قراءة وأملاه، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد عقبة الشيباني بالكوفة، أخبرنا الحسين بن الحكم الحبري، أخبرنا عفان. وأخبرنا أبو على السجستاني، أخبرنا أبو علي الرفا، أخبرنا علي ابن عبد العزيز بمكة، أخبرنا عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن سماك: عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث براءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلما أن قفاه دعاه فبعث عليا وقال: لا يبلغها إلا رجل من أهلي. لفظا واحدا إلا ما غيرت. قال الحاكم: يقول به حماد عن سماك وعنه ضيق بمرة. أخبرناه محمد بن موسى بن الفضل، أخبرنا محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرنا عفان، أخبرنا حماد، عن سماك بن حرب: عن أنس بن مالك أن رسول الله بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، ثم دعاه فبعث عليا فقال: لا يبلغها إلا رجل من أهلي. وقال عفان: أحسبه قال: أخبرنا سماك قال: سمعت أنس بن مالك. حدثني الأستاذ ظ أبو طاهر الزيادي، حدثنا أبو طاهر المحمد آبادي، حدثنا أبو قلابة الرقاشي، حدثنا عبد الصمد وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب: عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث سورة براءة مع أبي بكر، ثم أرسل إليه فأخذها ودفعها إلى علي وقال: لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي. أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني، أخبرنا أبو طاهر السلمي، أخبرنا جدي

ص 649

أبو بكر، أخبرنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، عن حماد، عن سماك: عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر، فلما بلغ ذا الحليفة قال: لا يؤذن بها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي. فبعث عليا. أخبرناه أبو عبد الرحمان محمد بن عبد الله البالوي، أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد القرشي، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن عاصم الرازي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المقدمي عن عبد الصمد، عن حماد، عن سماك: عن أنس قال: بعث رسول الله بسورة براءة مع أبي بكر فلما بلغ ذا الحليفة أرسل (إليه) فرده وأخذ منه فدفعها إلى علي وقال: لا يقيم بها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي. أخبرنا أبو القاسم منصور بن خلف المقري، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن موسى، عن إسماعيل بن يحيى الكرماني بن عمرو، عن حماد، عن سماك: عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث بالبراءة مع أبي بكر، ثم قال: لا يخطب بها إلا أنا أو رجل من أهلي. فبعث بها مع علي عليه السلام. وروي في الباب عن أمير المؤمنين عليه السلام. أخبرنيه الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ ببغداد، قال: حدثني أبي، حدثنا العباس بن محمد، عن عمرو بن حماد بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن سماك: عن حنش، عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه ببراءة قال: يا نبي الله إني لست باللسن ولا الخطيب. قال: ما بد من أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت. قال: فإن كان لا بد فسأذهب أنا. فقال: انطلق فإن

ص 650

الله عز وجل يثبت لسانك ويهدي قلبك. ثم وضع يده على فمي وقال: انطلق فاقرأها على الناس. أخبرنا الهيثم بن أبي الهيثم الإمام، أخبرنا بشر بن أحمد، أخبرنا ابن ناجية، أخبرنا عبد الله بن عمر بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي: عن علي قال: لما بعثه (كذا) رسول الله حين أذن في الناس بالحج الأكبر، قال علي ألا لا يحج بعد هذا العام مشرك، ألا ولا يطوف بالبيت عريان، ألا ولا يدخل الجنة إلا مسلم، ومن كانت بينه وبين محمد ذمة فأجله إلى مدته، والله برئ من المشركين ورسوله. أخبرنا علي بن أحمد بن عبيد، أخبرنا موسى بن محمد بن سعدان العصفري، أخبرنا حميد بن زنجويه، أخبرنا النضر بن شميل، عن شعبة، عن الشيباني، عن الشعبي: عن المحرز بن أبي هريرة، عن أبيه قال: كنت مع علي حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم بالبراءة فكنت أنادي حتى صحل صوتي. أخبرنا محمد بن علي بن محمد، أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد، أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرنا محمد بن سليمان الواسطي، أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا عباد، عن سفيان بن حسين، عن الحكم، عن مقسم: عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا فدفع إليه كتاب رسول الله، فبينا أبو بكر في الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله القصوى فخرج أبو بكر فزعا وظن أنه رسول الله، فإذا هو علي فدفع إليه كتاب رسول الله فأمره على الموسم وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات، فانطلقا فحجا فقام علي أيام التشريق

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج14)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب