الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج17)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 401

ومنها ما روي عن نفسه

قد تقدم نقله عن كتب القوم في (ج 7 ص 516 إلى ص 519) وننقله هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 109 ط حيدر آباد). روى من طريق الطبراني وابن سعيد عن علي قال: أنا أول رجل صلى مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلم. ورواه في (ج 14 ص 155 الطبع المذكور) بعينه. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ج 7 ص 517 مخطوط). روى من طريق أحمد عن حبة العرني قال: سمعت عليا عليه السّلام يقول. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ دمشق). ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 110 مخطوط) قال: عن الحكم ابن عيينة (رض) قال: خديجة أول من صدقت وعلي أول من صلى إلى القبلة. ومنهم العلامة الشيخ عبد الله مصطفى المراغي في (الفتح المبين) (ص 57 ط محمد علي عثمان بمصر) قال: روى عن علي فقال: أنا أول من صلى مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلم.

ص 402

ومنهم العلامة المعاصر العيني الحنفي في (مناقب سيدنا علي كرم الله وجهه) (ص 36 ط أعلم پريس). روى من طريق أحمد بن حنبل عن علي بعين ما تقدم عن (كنز العمال). وروى من طريق النسائي والحاكم عن سيدنا علي قال: أنا أول من صلى مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. ومنهم الحافط ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 47 ط بيروت). روى بسنده عن حبة العرني قال: سمعت عليا يقول: أنا أول من صلى مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلم. وفي (ص 50) روى بسند آخر عن حبة العرني أيضا قال: رأيت عليا يوما ضحك ضحكا - لم أره ضحك ضحكا أشد منه - حتى أبدى ناجذه، ثم قال: اللهم لا أعرف أن عبدا من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيها عليه السلام. ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في (الجوهرة) (ص 7 ط دمشق) قال: وروى شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حبة العرني قال: سمعت عليا يقول: أنا أول من صلى مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

في أنه صلى سبع سنين قبل أن يعبد أحد من الأمة

قد تقدم نقله عن كتب القوم في (ج 7 ص 566 إلى ص 573) وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

ص 403

فمنهم العلامة المولى علي المتقي الهند في (كنز العمال) (ج 15 ص 107 ط حيدر آباد الدكن). روى من طريق الحاكم وابن مردويه عن حبة بن جوين قال: قال علي: عبدت الله مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة. وفي (ص 108 الطبع المذكور): روى من طريق الطبراني في الأوسط عن حبة أن عليا قال: اللهم إنك تعلم أنه لم يعبدك أحد من هذه الأمة قبلي ولقد عبدتك قبل أن يعبدك أحد من هذه الأمة ست سنين. وفي (ص 110 الطبع المذكور): روى من طريق الطبراني وأحمد والحاكم عن حبة العرني قال: رأيت عليا ضحك على المنبر لم أره ضحك ضحكا أكثر منه حتى بدت نواجذه ثم قال: ذكرت قول أبي طالب، ظهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ونحن نصلي ببطن نخلة فقال: ماذا تصنعان يا ابن أخي؟ فدعاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إلى الإسلام، فقال: ما بالذي تقولان بأس ولكني والله لا تعلوني أستي أبدا، وضحك تعجبا لقول أبيه، ثم قال: اللهم ما أعرف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 110 مخطوط). روى الحديث عن حبة العرني بعين ما تقدم ثانيا عن (كنز العمال) من قوله: اللهم - الخ.

ص 404

ومنهم العلامة العيني الحيدرآبادي في (مناقب علي) (ص 43 ط أعلم پريس). روى من طريق الطبراني عن علي قال: لقد عبدت قبل أن يعبدك أحد من هذه الأمة. ومنهم العلامة الكازروني في (المنتقى) (ص 159 مخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (كنز العمال). ومنهم العلامة العيني الحيدرآبادي في (مناقب علي) (ص 17 ط أعلم پريس جهار مينار). روى الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (كنز العمال) إلى قوله: ثلاث مرات. ومنهم علامة الأدب والبلاغة عمرو بن بحر الجاحظ البصري في (العثمانية) (ص 302 ط دار الكتاب العربي القاهرة). قال: وإنه (أي علي) كان يقول: صليت قبل الناس سبع سنين. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 46 ط بيروت). روى بسنده عن حبة بن جوين، عن علي قال: ما أعلم أحدا من هذه الأمة بعد نبيها عبد الله قبلي، لقد عبدته قبل أن يعبده أحد منهم خمس سنين أو سبع. وقال ابن المقري: أو سبع سنين. وفي (ص 54) عن عبد الله بن يحيى قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: صليت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قبل أن يصلي معه أحد من الناس

ص 405

ثلاث سنين، وكان مما عهد إلي أن لا يبغضني مؤمن ولا يحبني كافر أو منافق، والله ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد إلي. وفي (ص 57) روى بسندين عن علي يقول: صليت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم سنين صلاة قبل أن يصلي معه أحد. فقلت - وقال زكريا قال قلت - لعبد الله بن نجي وإلا فصمت أذناك - زاد ابن بديل: ثلاثا. وقالا: - قال: وإلا فصمت أذناي. ومنهم العلامة الشيباني في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 2 مخطوط) قال: وقال عليّ عليه السّلام: ما أعلم أحدا من هذه الأمة بعد نبيها عبد الله غيري، عبدت الله قبل أن يعبده أحد منهم خمس سنين أو سبع. ومنهم العلامة ابن القيم الجوزية في (أحكام أهل الذمة) (ج 2 ص 505 ط الدكتور صبحي في جامعة دمشق). روى الحديث عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن علي بعين ما تقدم عن (المختار) لكنه ذكر بدل كلمة ما أعلم: ما أعرف، وبدل قوله خمس الخ: سبع سنين. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 8 مخطوط). روى عن حبة بعين ما تقدم ثالثا عن (كنز العمال). ومنهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 204 ط الأزهرية بمصر) قال: قال رضي الله عنه: عبدت الله خمس سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة.

ص 406

ومنهم العلامة العيني الحيدرآبادي في (مناقب علي) (ص 35 ط أعلم پريس ). روى من طريق الحاكم عن أبي ذر والنسائي عن علي قال: صليت قبل الناس سبع سنين. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 7 مخطوط). روى عن عليّ عليه السّلام قال: عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 110 مخطوط). روى الحديث عن طريق أبي عمرو عن علي بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) (ج 1 ص 57 ط القاهرة). روى عن ابن الفضيل، عن الأجلح، عن سلمة بن كهيل، عن حبة بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة).

في أن النبي (ص) بعث يوم الاثنين وصلى علي (ع) يوم الثلاثاء

قد تقدم نقله عن كتب القوم في (ج 7 ص 531 إلى ص 537) وننقله هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك، ويشتمل على أحاديث:

ص 407

الأول حديث أبي رافع

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 52 مخطوط) قال: حدثنا الحسن بن إسحاق التستري، نا يحيى الحماني، نا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال: صلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم غداة الاثنين وصلت خديجة رضي الله عنها يوم الاثنين من آخر النهار وصلى علي يوم الثلاثاء، فمكث علي يصلي مستخفيا سبع سنين وأشهرا قبل أن يصلي أحد. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 7 مخطوط). روى عن رافع قال: صلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين وصلت خديجة رضي الله عنها آخر يوم الاثنين وصلى عليّ عليه السّلام يوم الثلاثاء من الغد قبل أن يصلي مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أحد سبع سنين وأشهر. ومنهم علامة الأدب والبلاغة عمرو بن بحر الجاحظ البصري في (العثمانية) (ص 291 ط دار الكتاب العربي بالقاهرة). روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة).

ص 408

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 109 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث عن رافع بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة المولوي العيني الحيدرآبادي في (مناقب سيدنا علي) (ص 32 وص 35 ط أعلم پريس چهار مينار). روى الحديث من طريق أحمد والطبراني عن أبي رافع بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 39 ط بيروت). روى بسندين عن أبي رافع بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) في أحدهما إلى آخره وفي آخر إلى قوله: من الغد.

الثاني حديث أنس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 7 مخطوط). روى من طريق الترمذي عن أنس قال: استنبئ من يوم الاثنين وصلى عليّ عليه السّلام يوم الثلاثاء.

ص 409

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص (110 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث من طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). (ص 291 ط دار الكتاب العربي بالقاهرة). روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنه العلامة العيني الحيدرآبادي في (مناقب علي) (ص 40 ط أعلم پريس). روى الحديث من طريق الحاكم عن أنس بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 210 ط سنة 1390 ه‍). روى من طريق ابن شهاب وعبد الله بن محمد بن عقيل، وقتادة وعن أنس ابن مالك بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة محمد بن سليمان نزيل دمشق في (جمع الفوائد) (ج 2 ص 211 ط بلدة ميرية). روى عن أنس قال: بعث النبي صلّى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء. ومنهم العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 157 مخطوط). روى بعين ما تقدم عن (جمع الفوائد) ثم قال: وهو صبي. قال ابن الجوزي: وهو ابن سبع سنين وقيل أكثر.

ص 410

ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 40 ط بيروت). روى الحديث عن أبي رافع بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة).

الثالث حديث جابر

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أبو جعفر الاسكافي في (مناقضاته على الجاحظ في العثمانية) (ص 291 المطبوع مع العثمانية بدار الكتاب العربي بمصر). وروى إسماعيل بن عمرو، عن قيس بن الربيع، عن عبد الله بن محمد ابن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، وصلى علي يوم الثلاثاء بعده.

الرابع حديث علي (ع)

رواه جماعة من أعلام القوم:

ص 411

منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 113 ط حيدر آباد الدكن). روى من طريق أبي القاسم بن الجراح في أماليه عن علي قال: بعث النبي صلّى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء. ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عبد السلام الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 157 نسخة جامعة طهران مخطوطة) قال: قال المحب الطبري: بعث النبي وأسلم علي يوم الثلاثاء. ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسني في (حلي الأيام في سيرة الأنام وخلفاء الإسلام) (ص 195 ط القاهرة). روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن (كنز العمال). أقول: ويدل عليه الأحاديث الواردة في أنه صلّى الله عليه وآله وسلم وآله استنبئ يوم الاثنين صلى على يوم الثلاثاء، وقد أوردناها في (ج 7 ص 531 إلى ص 357) وسيجئ الاستدارك عليها فيما يأتي. ومنهم الشيخ عبد الله مصطفى المراغي في (الفتح المبين) (ج 1 ص 57 ط محمد علي عثمان بمصر) قال: ولد (أي علي) رضي الله عنه سنة 23 قبل الهجرة، وضمه النبي صلّى الله عليه وآله وسلم إليه معاونة لعمه أبي طالب على عيلته، فنشأ في بيت النبوة، فقد تربى في حجرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة، فتربى على أخلاق المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلم، ولما أتم العاشرة كان الوحي قد نزل على رسول الله يوم

ص 412

الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء. ومنهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 205 ط الأزهرية بمصر). روى بعين ما تقدم عن (جميع الفوائد). ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 110 مخطوط). روى بعين ما تقدم عن (جمع الفوائد). ومنهم العلامة العيني الحيدرآبادي في (مناقب علي) (ص 31 ط أعلم پريس چهار مينار). روى من طريق الترمذي والبغوي عن أنس ومن طريق الطبراني عن جابر بعين ما تقدم عن (جمع الفوائد). ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 7 مخطوط). روى بعين ما تقدم عن (جمع الفوائد). ومنهم العلامة توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 227 ط سنة 1390 ه‍). روى الحديث من طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن (جمع الفوائد). ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 43 ط بيروت). روى الحديث بسنده عن علي بعين ما تقدم عن (كنز العمال).

ص 413

ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في (تفريح الأحباب) (ص 347 ط دهلي). روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن (كنز العمال). ومنهم العلامة الشيخ قرني طلبه بدوي في (العشرة المبشرون بالجنة) (ص 205 ط محمد علي صبيح بمصر). روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن (كنز العمال).

خروج علي يصلي في أول البعثة خلف النبي (ص) مع خديجة

قد تقدم نقله عن كتب القوم في (ج 7 ص 556 إلى ص 563) وننقله هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: فمنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 7 مخطوط). روى عن عفيف الكندي قال: كنت امرأ تاجرا، فقدمت الحج فأتيت العباس ابن عبد المطلب لابتاع منه بعض التجارة وكان امرأ تاجرا، قال: فوالله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى السماء، فلما رآها قام يصلي، ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء فقامت خلفه فصلت، ثم خرج غلام حين راهق الحلم فقام معه يصلي قال: فقلت للعباس: يا عباس من هذا؟ قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي. قال: قلت من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة بنت خويلد. قال: فقلت: من هذا الفتى؟ قال: هذا ابن عمه علي بن أبي طالب. قال: قلت فما الذي يصنع؟ قال: يصلي وهو يزعم

ص 414

أنه نبي ولم يتبعه أحد على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى، وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر. قال: فكان عفيف وهو ابن الأشعث بن قيس يقول وأسلم بعد ذلك وحسن إسلامه: لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثانيا مع علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 158 مخطوط) قال: قال محمد بن عفيف: حدثني أبي أنه كان مع العباس قبل أن يظهر النبي (ص) فجاء شاب ثم استقبل الكعبة يصلي فجاء غلام فقام عن يمينه، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فقال العباس: أتعرف من هذا الشاب؟ قلت: لا قال: هذا محمد ابن أخي وهذا الغلام علي ابن أخي وهذه المرأة خديجة. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 96 ط حيدر آباد الدكن). روى من طريق ابن عساكر عن عفيف الكندي قال: جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فأتيت العباس وكان رجلا تاجرا، فإني عنده جالس أنظر إلى الكعبة وقد كلفت الشمس وارتفعت في السماء، فذهبت إذ أقبل شاب فنظر إلى السماء ثم قام مستقبل الكعبة، فلم ألبث إلا يسيرا حتى جاء غلام فقام عن يمينه، ثم لم ألبث إلا يسيرا حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة، فقلت: يا عباس أمر عظيم؟ فقال: أمر عظيم، تدري من هذا الشاب؟ هذا محمد بن عبد الله ابن أخي، تدري من هذا الغلام؟ هذا علي ابن أخي، تدري من هذه المرأة؟ خديجة بنت خويلد

ص 415

زوجته، إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين، ولا والله ما على ظهر الأرض أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. ومنهم العلامة النبهاني في (جواهر البحار) (ص 108 ط مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة). روى الحديث عن يحيى بن عفيف الكندي عن أبيه بعين ما تقدم عن (كنز العمال) بتغيير يسير لا يضر في المعنى. ومنهم الحافظ ابن حجر العسقلاني في (زوائد رجال الأئمة الأربعة) (ص 44 ط حيدر آباد). روى الحديث عن أياس بن عفيف بعين ما تقدم عن (كنز العمال). ومنهم العلامة أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير ابن زرع القرشي الشافعي الدمشقي المتوفى سنة 747 والمولود سند 701 في (السيرة النبوية) (ج 1 ص 430 ط عيسى الحلبي بمصر) قال: وقال ابن جرير: حدثني محمد بن عبيد المحاربي، حدثنا سعيد بن خثيم، عن أسد بن عبدة البجلي، عن يحيى بن عفيف قال: جئت زمن الجاهلية إلى مكة فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فلما طلعت شمس وحلقت في السماء وأنا أنظر إلى الكعبة أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل الكعبة فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام قام عن يمينه، فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقام خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجدا فسجدا معه. فقلت: يا عباس أمر عظيم. فقال: أمر عظيم. فقال: أتدري من هذا؟ فقلت: لا. فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، أتدري من

ص 416

الغلام؟ قلت: لا. قال: هذا علي بن أبي طالب، أتدري من هذه المرأة التي خلفهما؟ قلت: لا. قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي، وهذا حدثني أن ربك رب السماء والأرض أمره بهذا الذي تراهم عليه، وأيم الله ما أعلم على ظهر الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. ومنهم العلامة الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 86 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر الحارثي، قال أخبرنا أبو محمد الوراق، قال أخبرنا أبو يعلى ابن المثنى، أخبرنا عبد الرحمن بن صالح، عن سعيد بن خيثم الهلالي، عن أسد بن وداعة البجلي، قال حدثني ابن يحيى بن عفيف الكندي، عن أبيه، عن جده. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (كنز العمال) إلا في بعض الكلمات بما لا يضر في المعنى. ثم قال: رواه جماعة عن ابن خثيم وجماعة عن يحيى وله طرق، وفي الباب ورود عن ابن مسعود أيضا. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين) (ص 27 مخطوط). روى الحديث عن عفيف بعين ما تقدم عن (السيرة النبوية). ومنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي في الحنبلي في (الوفا بأحوال المصطفى) (ج 1 ص 167 ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة). روى الحديث عن عفيف بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة).

ص 417

ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 57 ط بيروت). روى الحديث بسنده عن عفيف بعين ما تقدم عن (كنز العمال). ومنهم العلامة توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 228 ط سنة 1390 ه‍) قال: روى الثعلبي بسنده عن عفيف الكندي قال: كنت تاجرا فقدمت مكة أيام الحج فنزلت في دار العباس بن عبد المطلب، فبينما أنا والعباس إذ جاء رجل شاب استقبل القبلة، وجاءه غلام فقام عن يمينه، وجاءت امرأة فقامت خلفه، فركعوا وسجدوا ثم رفعوا رؤوسهم فقلت: يا عباس أمر عظيم. فقال: أمر عظيم هذا محمد ابن أخي قول: إن الله بعثه رسولا وإن كنوز كسرى وقيصر ستفتح على يدي من آمن به، وهذا الغلام ابن أخي علي بن أبي طالب، وهذه زوجته خديجة بنت خويلد. ومنهم العلامة الشيخ سعيد بن محمد بن مسعود الشافعي الكازروني في (المنتقى في سيرة المصطفى) (ص 59 مخطوط). روى بإسناده عن أحمد بن حنبل قال حدثنا يعقوب، نا أبي، عن أبي إسحاق حدثني يحيى بن أبي الأشعث، عن إسماعيل بن أبي أياس بن عفيف الكندي عن أبيه، عن جده. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 110 مخطوط). روى من طريق أحمد عن عفيف الكندي بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة).

ص 418

ومنهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 205 ط الأزهرية بمصر). روى الحديث عن محمد بن عفيف بعين ما تقدم عن (المجالس المجتمعة).

طوافه بالبيت مع النبي وخديجة في أول البعثة

قد تقدم نقله عن كتب القوم في (ج 7 ص 563 إلى ص 566) وننقله هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: فمنهم العلامة الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 222 ط بيروت) قال: أخبرناه أبو بكر ابن فنجويه الإصبهاني بقراءتي عليه، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن محمود الإصبهاني أن عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أخبرهم، قال أخبرني يحيى بن حاتم العسكري، أخبرنا بشر بن مهران، أخبرنا شريك بن عبد الله. وأخبرناه أبو عبد الله الجرجاني - واللفظ له - قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق القاضي بالأهواز، أخبرنا أحمد بن زيد بن الجريش، أخبرنا يحيى ابن حاتم، أخبرنا أبو الحسن شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: أول من شيء علمته من أمر رسول الله أني قدمت مكة في عمومة لي وأناس من قومي نبتاع منها متاعا، وكان في أنفسنا شراء عطر، فأرشدنا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا، أبيض يعلوه حمرة وعليه ثوبان أبيضان، يمشي عن يمينه غلام أمرد حسن الوجه

ص 419

مراهق تقفوهما امرأة، ثم استقبل الركن ورفع يديه وكبر، فقام الغلام عن يمينه ورفع يديه ثم كبر، وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبرت فأطال القنوت. وذكر الحديث إلى قوله العباس: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله، والغلام علي ابن أبي طالب، والمرأة امرأته خديجة، ما على وجه الأرض أحد يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 404 ط لاهور). روى الحديث من طريق أحمد في (المناقب) والطبراني في (الكبير) عن عبد الله بن مسعود بعين ما تقدم عن (شواهد التنزيل). ومنهم العلامة المولوي العيني الحيدرآبادي في (مناقب سيدنا علي) (ص 21 ط أعلم پريس چهار مينار). روى من طريق البخاري في (التاريخ) والحاكم عن أحمد عن عفيف والطبراني وأحمد عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن (شواهد التنزيل) من قوله: إن ابن أخي - الخ.

كان علي إذا حضرت الصلاة يخرج مع النبي إلى شعاب مكة

قد تقدم نقله عن كتب القوم في (ج 7 ص 554 وص 555) وننقله هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: فمنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 8 مخطوط) قال: قال ابن إسحاق: وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم

ص 420

كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيا من عمه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه، فيصليان الصلاة فيها، فإذا أمسيا رجعا، فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا، ثم إن أبا طالب عبر عليهما يوم فوجدهما يصليان، فقال لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: يا ابن أخي ما هذا الدين أراك تدين به؟ قال: يا عم هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم. قال: وذكروا أنه قال لعلي: يا بني ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ قال: يا أبة آمنت برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وصدقت بما جاء به وصليت معه واتبعته. فقال: أما إنه لم يدعك إلا إلى الخير فالزمه. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 110 مخطوط). نقل عن ابن إسحاق بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة المؤرخ أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري في (السيرة النبوية) (ج 1 ص 263 ط مصطفى البابي الحلبي بمصر). نقل عن ابن إسحاق بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 404 ط لاهور). نقل عن ابن إسحاق وابن السمان بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 26 مخطوط). ذكر بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) إلى قوله: ثم إن أبا طالب.

ص 421

الباب الثالث

في علم علي (ع) أنموذج من كلمات أصحاب رسول الله (ص) في علمه كلام ابن عباس في علمه

قد تقدم ذلك في (ج 7 ص 623 إلى ص 630) وإنما ننقله هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: فمنهم العلامة توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 207 ط سنة 1390) قال: لما سئل ابن عباس: أين علمك من علم ابن عمك؟ قال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط. ومنهم العلامة المولوي محب الله السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 140 ط گلشن فيض في لكنهو) قال: أخرج أبو عمر عن عبد الله بن عباس قال: الله لقد أعطي علي بن أبي طالب

ص 422

تسعة أعشار العلم وأنتم والله لقد شاركتموه في العشر العاشر. ومن الأربعين لتاج الإسلام: وعلي أعلم بذلك الجزء. قال: وإذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل إلى غيره، وسؤال كبار الصحابة ورجوعهم إلى فتاواه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات مشهورة. ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي في (المناقب المرتضوية) (ص 246 بمبئي). روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (وسيلة النجاة). ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي في (الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية) (ج 1 ص 382 ط المكتبة الإسلامية). قال عبد الله بن عباس: أعطي علي تسعة أعشار العلم ووالله لقد شاركهم في العشر الباقي. ومنهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشهير بابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 45 ط دار المعارف في بيروت) قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر وأبو الفضل، قالا أنبأنا أبو القاسم الواعظ، أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان، أنبأنا علي بن حكيم، أنبأنا أبو مالك الخشني، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قسم علم الناس خمسة أجزاء فكان لعلي منها أربعة أجزاء ولسائر الناس جزء وشاركهم علي في الجزء فكان أعلم به منهم. وقال في (ص 46 الطبع المذكور): وأنبأنا شريك، عن ميسرة النهدي، عن المنهال ابن عمرو، عن سعيد بن

ص 423

جبير، عن ابن عباس قال: إنا إذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل به إلى غيره. وقال: أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن إسحاق النجار بالكوفة، أنبأنا أبو جعفر بن دحيم، أنبأنا أحمد بن حازم، أنبأنا عمرو بن حماد، عن أسباط، عن سماك ابن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: إذا بلغنا شيء تكلم به علي من فتيا أو قضاء وثبت لم نجاوزه إلى غيره. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 67). روى الحديث عن عبد الله بعين ما تقدم عن (الفتوحات).

كلام عبد الله بن مسعود في علمه

رواه جماعة من أعلام القوم: ومنهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشهير بابن عساكر المتوفى سنة 573 في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 25 ط دار المعارف في بيروت) قال: أخبرنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الإصبهاني، أنبأنا نذير بن جناح أبو القاسم القاضي، أنبأنا إسحاق بن محمد بن مروان، أنبأنا أبي، أنبأنا عباس بن عبيد الله، أنبأنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك، عن عبيدة، عن شفيق، عن عبد الله بن مسعود، قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن، وأن علي بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطن.

ص 424

ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 139 ط لكنهو). روى الحديث عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن (تاريخ ابن عساكر). ومنهم العلامة العيني الحنفي الحيدرآبادي في (مناقب علي) (ص 1 ط أعلم پريس چهار مينار). روى الحديث عن عبد الله بن مسعود بعين ما تقدم عن (وسيلة النجاة). ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي في (المناقب المرتضوية) (ص 263 بمبئ). روى الحديث عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن (وسيلة النجاة). ومنهم العلامة ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 475 ط حيدر آباد) قال: وحدثنا يحيى بن آدم وأبو زيد، عن مطرف، عن أبي إسحاق، عن سعيد ابن وهب قال: قال عبد الله: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 194 ط مكتبة الخانچي بمصر). روى الحديث عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة الشيخ المقري شمس الدين محمد بن محمد الجزري الدمشقي في (أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب) (ص 82 ط بيروت) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قراءة عليه، أخبرنا علي بن أحمد إجازة إن لم يكن

ص 425

سماعا، قال: كتب إلينا القاضي أبو المكارم الإصبهاني منها، أن الحسن بن أحمد المقري، أخبره، قال أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا نذير بن جناح القاضي، أخبرنا إسحاق بن محمد بن مروان، أخبرنا أبي، أخبرنا عباس بن عبيد الله، أخبرنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك، عن عبيدة، عن شقيق، عن عبد الله ابن مسعود. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ ابن عساكر). ومنهم العلامة المعاصر السيد أحمد الغماري في (فتح الملك العلي) (ص 43 ط القاهرة). روى الحديث عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 130 ط لاهور). روى الحديث من طريق أحمد عن عبد الله بن مسعود بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). وقال في (ص 105 الطبع المذكور): روى من طريق الحضرمي عن عبد الله بن مسعود قال: علماء الأرض ثلاثة عالم بالحجاز وعالم بالعراق وعالم بالشام، فأما عالم أهل الشام فهو أبو الدرداء، وأما عالم أهل الحجاز فعلي بن أبي طالب، وأما عالم أهل العراق فأخ لكم، وفي (ص 110 الطبع المذكور): روى من طريق الخوارزمي في (المناقب) والطبراني في الكبير عن زاذان عن عبد الله بن مسعود قال: قرأت على رسول الله (ص) سبعين سورة فختمت القرآن على خير الناس علي بن أبي طالب.

ص 426

ومنهم العلامة الحافظ البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 56 مخطوط). روى الحديث من طريق الحاكم عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن (تاريخ الخلفاء). ومنهم الحافظ السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ص 171 ط المدني بمصر) قال: أخرج ابن عساكر عن ابن مسعود قال: أفرض أهل المدينة وأقضاها علي ابن أبي طالب. ومنهم الحافظ علي بن الحسن الشهير بابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 25 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنبأنا علي بن الحسن الفقيه، أنبأنا أبو محمد المصري، أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد، أنبأنا الحسين بن حكم بن مسلم الحبري، أنبأنا إسماعيل بن صبيح، عن حباب بن نسطاس، عن محمد بن العرزقي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبيدة السلماني، قال: قال عبد الله بن مسعود: لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه المطايا. قال: فقال رجل: فأين أنت عن علي؟ قال: به بدأت إني قرأت عليه. وقال في (ج 3 ص 46 الطبع المذكور): أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر ابن حيويه، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا سليمان بن داود، أنبأنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت عكرمة يحدث عن ابن عباس قال: إذا حدثنا ثقة عن علي يقينا.

ص 427

في (ج 3 ص 34 و35 الطبع المذكور): روى بأسانيد متعددة عن عبد الله بن مسعود قال: أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب. وروى أيضا بسنده عنه قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب. وروى في (ج 3 ص 38 الطبع المذكور) بسنده عن عبد الله بن مسعود قال: يقولون: إن أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 350 ط دهلي) قال: وأخرج (أي ابن سعد) عن أبي هريرة قال عمر بن الخطاب: علي أقضانا. وأخرج (أي ابن سعد) عن ابن مسعود قال: أقضى أهل المدينة علي. وأخرج (أي ابن سعد) عن ابن عباس قال: إذا حدثنا ثقة عن علي فكنا لا نعدوها. ومنهم الحافظ علي بن الحسن الشهير بابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 38 ط دار المعارف في بيروت) قال: وأنبأنا محمد بن عثمان، أنبأنا أحمد بن عبد الله، أنبأنا أبو بكر بن عياش، عن مغيرة، عن الشعبي قال: ليس منهم أحد أقوى قولا في الفرائض من علي ابن أبي طالب.

ص 428

ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله القرشي الهندي في (تفريح الأحباب) (ص 350 ط دهلي). أخرج ابن عساكر عن ابن مسعود قال: أفرض أهل المدينة وأقضاهم علي ابن أبي طالب. وأخرج عن عائشة: إن عليا ذكر عندها فقال: أما إنه أعلم من بقي بالسنة.

كلام عائشة في علمه (ع)

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ علي بن الحسن الشهير بابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 48 ط دار المعارف في بيروت) قال: أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد ابن أحمد الكوسج ومحمد بن أحمد بن علي بن شكرويه، أنبأنا أبو علي الحسن ابن علي بن أحمد بن سليمان، أنبأنا محمد بن عبد الله بن بليل الهمداني، أنبأنا عباس الدوري، أنبأنا قبيصة بن عقبة، أنبأنا سفيان، عن سكتب، عن جسرة قالت: ذكر عند عائشة صوم عاشوراء فقالت: من يأمركم بصومه؟ قالوا: علي. قالت: إنه أعلم من بقي بالسنة. وقال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا ابن أبي داود، أنبأنا هشام بن يونس، أنبأنا يحيى بن بيان، عن سفيان، عن ححدب، عن حدعب التيمي، عن عطاء ابن أبي رباح، عن عائشة قالت: علي بن أبي طالب أعلمكم بالسنة. ورواه في (ص 48) بسند آخر عنها.

ص 429

ومنهم العلامة الحافظ عبد الرحمن جلال الدين السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ص 171 ط المدني بمصر) قال: وأخرج ابن عساكر عن عائشة أن عليا ذكر عندها فقالت: أما إنه أعلم من بقي بالسنة. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 286 ط اسلامبول). روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الخلفاء) (1).

(هامش)

(1) روى القوم في علمه عن الشعبي: منهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 37) قال: أخبرنا الشيخ جدي أبو نصر رحمه الله، قال أخبرنا أبو منصور الحسين بن محمد، أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن محمد المذكر، أخبرنا أبو العباس محمد ابن عبد الرحمن، أخبرنا ابن أبي خثيمة في تاريخه، وأخبرنا يحيى بن معين. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (الاستيعاب) سندا ومتنا *. وقال في (ج 1 ص 36 ط بيروت): أخبرنا أبو بكر الإصبهاني أخبرنا أبو الشيخ، أخبرنا محمد بن نصير ابن عبد الله، أخبرنا إسماعيل بن عمرو البجلي، أخبرنا سليم مولى الشعبي، = (*)*) روى العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 129 مخطوط) عن حميد بن عبد الله بن يزيد قال: ذكر عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قضاء قضى به علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فأعجب النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فقال: الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت. أخرجه أحمد في المناقب.

ص 430

(هامش)

= عن الشعبي قال: ما كان أحد من هذه الأمة أعلم بما بين اللوحين وبما أنزل على محمد من علي. وقال: أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني، قال أخبرنا أبي، قال حدثنا أبو علي الحسين بن حمدان المقري، حدثنا العباس بن الفضل بن شاذان، حدثنا أبي. وحدثنا ابن حيش، قال حدثني أحمد بن محمد بن الفضل، حدثنا الحسن ابن العباس، قالا حدثنا علي بن الأزهر، حدثنا همام بن زيد، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن عامر الشعبي قال: ما أحد أعلم بما بين اللوحين من كتاب الله - بعد نبي الله - من علي بن أبي طالب. منهم العلامة ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 475 ط حيدر آباد) قال: وأخبرنا يحيى بن معين، قال حدثنا عبدة بن سليمان، عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمد (ص) أحد أعلم من علي؟ قال: لا والله ما أعلمه. ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) (ج 4 ص 22 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (الاستيعاب) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 194 ط الخانجي بمصر). روى الحديث من طريق القلعي عن عطاء بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة المعاصر السيد أحمد الغماري في (فتح الملك العلي) (ص = (*)

ص 431

قول عمر لعلي: بأبي أنتم بكم هدانا الله عز وجل وبكم أخرجنا الله من الظلمات إلى النور

قد تقدم نقله عن كتب القوم في (ج 8 ص 205 وص 206) وننقله هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك: فمنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 139 ط لكنهو) قال: استعدى رجل على علي وكان علي جالسا في مجلس عمر، فالتفت عمر إلى علي فقال: يا أبا الحسن قم فاجلس مع خصمك. فقام علي فجلس مع خصمه،

(هامش)

= 48 ط مصر سنة 1389). روى الحديث عن ابن أبي خيثمة بعين ما تقدم عن (الاستيعاب) (سندا ومتنا. ومنهم العلامة الشيخ يوسف النبهاني البيروتي في (الشرف المؤبد) (ص 59 ط مصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 105 ط لاهور). روى الحديث عن عطاء بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الشهير بابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 53 ط بيروت). روى الحديث عن عطاء بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). (*)

ص 432

فناظر وانصرف الرجل ورجع علي إلى مجلسه، فتبين التغير في وجهه فقال: يا أبا الحسن إني أراك متغيرا أكرهت ما كان؟ قال: نعم، يا أمير المؤمنين. قال: ولم ذاك؟ قال: لأنك بحضرة خصمي فإنك قلت لي قم يا أبا الحسن ولم تقل: قم يا علي فاجلس مع خصمك. فأخذ عمر برأس علي وقبل بين عينيه ثم قال: بأبي أنتم بكم هدانا الله عز وجل وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور. ومنهم العلامة ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين) (ص 87). روى الحديث بعين ما تقدم عن (وسيلة النجاة) (1).

قول عمر في علي: إنه مولاي

رواه جماعة من أعلام القوم:

(هامش)

(1) روى ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 483 ط (بيروت) قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي، أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني. وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال قرئ على سعيد بن محمد بن أحمد البجيري، قالا أنبأنا أبو صالح شعيب بن محمد بن شعيب بن إبراهيم البيهقي، أنبأنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار، أنبأنا محمد بن يونس، أنبأنا وهب ابن عمرو بن عثمان - زاد البجيري: النمري. وقالا: عن أبيه، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقر عليا بالعلم غرا. (*)

ص 433

منهم العلامة الشهير بالقلندر في (الروض الأزهر (ص 366 ط لكنهو) قال: وروي أنه قيل لعمر: أنت تصنع لعلي شيئا ما تفعله ببقية الصحابة. فقال: إنه مولاي.

قول عمر: لا أبقاني الله بأرض لست بها يا أبا الحسن

قد تقدم نقله عن كتب القوم في (ج 8 ص 212 إلى ص 214) وننقله هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك: فمنهم العلامة المعاصر توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 207 ط سنة 1390 ه‍). قال: قال عمر: لا أبقاني الله بأرض لست بها يا أبا الحسن. ومنهم العلامة العيني الحيدرآبادي في (مناقب علي) (ص 45 ط أعلم پريس) قال: روى الحاكم عن عمر قال: لعلي لا أبقاني الله بأرض لست فيها يا أبا الحسن. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 127 مخطوط). روى عن يحيى بن عقيل قال: كان عمر يقول لعلي إذا سأله: فرج عني لا أبقاني الله بعدك.

ص 434

قول عمر لعلي: أطال الله بقاءك

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب السلامي البغدادي في (جامع العلوم والحكم) (ج 1 ص 106 ط مطابع الأهرام التجارية) قال: وروي عن رفاعة بن رافع قال: جلس إلى عمر علي والزبير وسعد ونفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فتذاكروا العزل فقالوا: لا بأس به. فقال: إنهم يزعمون أنها الموعودة الصغرى. فقال عليّ عليه السّلام: لا تكون موعودة حتى تمر على النارات السبع، تكون سلالة من طين ثم تكون نطفة ثم تكون علقة ثم تكون مضغة ثم تكون عظاما ثم تكون لحما ثم تكون خلقا آخر. فقال عمر: صدقت أطال بقاءك.

قول عمر في حق علي: الله أعلم حيث يجعل رسالته

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن قيم الجوزية الحنبلي المتوفى في سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 54 ط مطبعة شركة مساهمة مصرية) قال: إن عمر بن الخطاب سأل رجلا: كيف أنت؟ فقال: من يحب الفتنة،

ص 435

ويكره الحق ويشهد على ما لم يره. فأمر به إلى السجن، فأمر عليّ عليه السّلام برده، فقال: صدق. قال: كيف صدقته؟ قال: يحب المال والولد وقد قال الله تعالى (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)، ويكره الموت وهو الحق، ويشهد أن محمدا رسول الله ولم يره. فأمر عمر بإطلاقه وقال: الله أعلم حيث يجعل رسالته.

قول عمر لعلي: لا بقيت في قوم لست فيهم يا أبا الحسن

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة مجد الدين في (المختار) (ص 5 مخطوط). قال عمر بن الخطاب لعليّ عليه السّلام في كلام: لا بقيت في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.

قول عمر: لا بقيت معضلة ليس لها أبو الحسن

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المعاصر توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 198 ط سنة 1390 ه‍) قال: فكان (أي علي عليه السلام) من أفقه أصحابه وأقضاهم وأحفظهم وأرعاهم وأدقهم في الفتيا وأقربهم إلى الصواب، حتى قال فيه عمر: لا بقيت معضلة ليس لها أبو الحسن.

ص 436

ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي في (المصباح المضئ في خلافة المستضئ) (ج 1 ص 395) قال: وكان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.

قول عمر: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن

قد تقدم نقل عن كتب القوم في (ج 8 ص 193 إلى ص 200) وننقله هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك: فمنهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الشهير بابن عساكر المتوفى سنة 573 في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 39 ط دار المعارف في بيروت) قال: أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو سعيد ابن يحيى بن محمد بن يحيى الخطيب الاسفرائني، أنبأنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر، أنبأنا بشر بن موسى، أنبأنا الحميدي، أنبأنا سفيان، أنبأنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن علي بن أبي طالب. وقال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسن بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد الله بن محمد، أنبأنا عبيد الله بن عمر القواريري، أنبأنا مؤمل - يعني ابن إسماعيل -، أنبأنا ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن.

ص 437

[وقال ابن عساكر: و] رواها الكتاب الواقدي، عن القواريري. ومنهم العلامة أبو البركات نعمان أفندي الآلوسي في (غالية المواعظ) (ج 2 ص 06 ط المحمدية بالقاهرة). روى قول عمر بعين ما تقدم. ومنهم المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 67 ط الهند). روى عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم ثانيا عن (تاريخ دمشق). وفي (ص 87) رواه بعين ما تقدم أولا. ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله القرشي الهندي في (تفريح الأحباب) (ص 350 ط دهلي) قال: وأخرج (أي ابن سعد) عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 24 مخطوط). روى عن أحمد وأبي عمر عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ من معضل ليس لها أبو حسن. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 127 مخطوط). روى من طريق أبي عمر عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة).

ص 438

ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 5 من نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: قال ابن المسيب: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن. ومنهم العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) (ص 57 من النسخة الفتوغرافية). نقل عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (المختار). ومنهم العلامة المولى علي الهراوي في (مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح) (ج 11 ص 345 ط ملتان). نقل من طريق أحمد عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (المختار). ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 138 ط لكنهو). نقل عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (المختار).

قول عمر: علي أعلم الناس بما أنزل الله على محمد

رواه جماعة من أعلام القوم: فمنهم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 29 ط بيروت) قال: حدثني أحمد بن علي بن إبراهيم، قال أخبرنا أحمد بن محمد الصائغ،

ص 439

أخبرنا محمد بن حفص الجويني، أخبرنا الحسن بن عرفة، قال حدثني يحيى ابن يمان العجلي، عن عمار بن رزيق، عن عمير بن بشير الخثعمي قال: قال عمر: علي أعلم الناس بما أنزل الله على محمد.

قول عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن

قد تقدم نقله عن كتب القوم في (ج 8 ص 208 إلى ص 210) وننقله هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: فمنهم العلامة أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد الغساني سنة 241 في (أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار) (ج 1 ص 323 ط دار الثقافة بمكة) قال: حدثنا أبو الوليد، حدثنا محمد بن أبي عمر، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، عن أبيه، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب إلى مكة، فلما دخلنا الطواف قام عند الحجر وقال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله (ص) يقبلك ما قبلتك، ثم قبله ومضى في الطواف. فقال له علي عليه السلام: بلى يا أمير المؤمنين هو يضر وينفع. قال: ويم ذلك؟ قال: بكتاب الله تعالى. قال: وأين ذلك من كتاب الله. قال: قال الله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) الآية. قال: فلما خلق الله عز وجل آدم مسح ظهره فأخرج ذريته من صلبه فقررهم أنه الرب وهم العبيد ثم كتب ميثاقهم في رق، وكان هذا الحجر له عينان ولسان، فقال له:

ص 440

إفتح فاك، فألقمه ذلك الرق وجعله في هذا الموضع وقال: تشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة. قال: فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (القرى لقاصد أم القرى) (ص 246 ط مصر). روى الحديث من طريق البخاري بعين ما تقدم عن (أخبار مكة). ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 40 ط بيروت). روى بسنده عن سعيد بن المسيب بمثل ما تقدم عن (أخبار مكة) وفي آخره قال: فقال له عمر بن الخطاب: لا بقيت في قوم لست فيهم أبا حسن، أو قال: لا عشت في قوم لست فيهم أبا حسن. ومنهم العلامة فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي في (تبيين الحقائق) (ج 2 ص 16 ط الأميرية ببولاق مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (القرى) وفيه قوله: فقال عمر رضي الله عنه: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن. ومنهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الشهير بابن عساكر المتوفى سنة 573 في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 39 ط دار المعارف في بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمد الجوهري إملاءا، أنبأنا

ص 441

أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، حدثني أبي: أنبأنا هارون بن يوسف، أنبأنا ابن أبي عمر، أنبأنا عبد العزيز بن عبد الصمد، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري أنه سمع عمر يقول لعلي - [وقد] سأله عن شيء فأجابه فقال له عمر: - نعوذ بالله من أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 127 مخطوط). روى عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدم عن (تاريخ دمشق).

قول عمر: اللهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي

قد تقدم نقله عن كتب القوم في (ج 8 ص 207 وص 208) وننقله هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك: منهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 69) قال: وفي الرياض عن محمد بن الزبير قال: دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بشيخ قد التوت ترقوتاه من الكبر، فقلت: يا شيخ من أدركت؟ قال: عمر. قلت: فما غزوت؟ قال: اليرموك. قلت: فحدثني بشيء سمعته. قال: خرجت مع فئة حجاجا فأصبنا بيض نعام وقد أحرمنا، فلما قضينا نسكنا ذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر فادهر وقال: اتبعوني حتى انتهى إلى حجر رسول الله (ص) فضرب حجرة منها وأجابته امرأة، فقال: أين أبو الحسن؟ قالت لا فمر في فأدبر وقال: اتبعوني حتى انتهى إليه وهو يسوي التراب بيده، فقال: مرحبا يا أمير

ص 442

المؤمنين. فقال: هؤلاء أصابوا بيض نعام وهو محرمون. قال: أولا أرسلت إلي. قال: أنا أحق بإتيانك. قال: تضربون الفحل قلائص البكار بعدد البيض فما نتج منها أهدوه. قال عمر: فإن الإبل يحدع. قال علي: والبيض يمرض، فلما أدبر قال عمر: اللهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 24 مخطوط) قال: في بعض الآثار قال عمر (رض): اللهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي.

قول عمر: لولا علي لهلك عمر

قد تقدم نقل جملة من موارده عن كتب القوم في (ج 6 ص 182 إلى ص 193) وننقله هيهنا عمن لمن ننقل عنه هناك: فمنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 24 مخطوط). روى أن عمر رضي الله عنه أراد رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر، فقال له عليّ عليه السّلام: إن الله تعالى يقول (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) وقال الله تعالى (وفصاله في عامين)، فالحمل ستة أشهر والفصال في عامين، فترك عمر رجمها وقال: لولا علي هلك عمر. ومنهم العلامة المولى محمد بن عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 325 ط دهلي). روى من طريق أحمد في الفضائل عن أبي ظبيان أن عمر رضي الله عنه أتي

ص 443

بامرأة قد زنت فأمر برجمها، فذهبوا ليرجموها فرآهم علي في الطريق فقال: ما شأن هذه، فأخبروه فخلا سبيلها ثم جاء إلى عمر فقال له: لم رددتها؟ فقال: لأنها معتوهة وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يحتلم، والمجنون حتى يفيق. فقال عمر: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 139 ط لكنهو) قال: وفي فصل الخطاب: وفي عدة من المسائل رجع عمر إلى قول علي، ثم قال: عجزت النساء أن تلدن مثل علي بن أبي طالب، لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة الشيخ أبو سعيد الخادمي في (البريقة المحمودية) (ج 1 ص 211 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة) قال: وقال عمر رضي الله عنه حين نهاه (أي علي) عمر عن رجم من ولدت لستة أشهر ورجم الحاملة: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة المعاصر العيني الحنفي في (مناقب علي) (ص 46 ط أعلم پريس چهار مينار). روى عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم ثانيا عن (وسيلة النجاة). ومنهم العلامة المعاصر توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 207 ط القاهرة) قال: وقال عمر: لولا علي لهلك عمر.

ص 444

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 127 مخطوط). روى من طريق القلعي وابن السمان بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو النصر عبد الله بن علي الطوسي السراج الشافعي المتوفى سنة 456 بقليل في كتابه (اللمع في التصويف) (ص 181 ط دار الكتب الحديثة بمصر) قال: وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: لولا عليّ عليه السّلام لهلك عمر. ومنهم العلامة ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين) (ص 67). روى أن عمر كان يقول: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني في (مناقب الأئمة) (مخطوط نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق). روى قول عمر: لولا علي لهلك عمر.

جملة من موارد رجوع عمر إلى علي

قد تقدم نقل جملة منها في (ج 8 ص 215 إلى ص 236) وتقدم أيضا جملة أخرى منها في ذكر قضاياه في (ج 8 ص 77 وص 81) ونذكر هيهنا جملة أخرى: منها ماراه جماعة من أعلام القوم:

ص 445

منهم علامة الأدب أبو محمد القاسم بن علي الحريري في (درة الغواص في أوهام الخواص) (ص 77 ط مكتبة المثنى في بغداد) قال: وروي أنه لما كثر شرب الخمر في عهد عمر جمع الصحابة وقال: إني أرى الناس قد تتايعوا في شرب الخمر واستهانوا بحدها فماذا ترون؟ فقال له عليّ عليه السّلام: أرى أن أحده ثمانين لأني أراه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى وأحده حد المفتري. فاستصوب عمر رأيه وأخذ به. ومنهم أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الأسلمي المدني المتوفى سنة 207 في (فتوح الشام) (ج 2 ص 28 ط سنة 1860) قال: وفي الكتاب: إن المسلمين شربوا الخمر واستوجبوا الحد فيها فقدمت المدينة، فوجد عمر (رض) في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ومعه نفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فيهم عثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمن ابن عوف يتحدثون، فدفعت إليه الكتاب، فلما قرأه عمر جعل يفكر في ذلك ثم قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم جلد في شربها، ثم سأل عمر عليا رضي بالله عنه في ذلك فقال: ما ترى في هذا؟ فقال علي رضي الله تعالى عنه: إن السكران إذا سكر هذى وإذا هذى افترى وإذا افترى فعليه ثمانون جلدة فاجلد فيه ثمانون جلدة، فكتب عمر إلى أبي عبيدة: أما بعد فقد ورد كتابك وفهمته، من شرب الخمر فاجلده ثمانين جلدة ولعمري ما يصلح لهم إلا الشدة والفقر ولقد كان حقهم أن يحسنوا نياتهم ويرقبوا ربهم عز وجل ويعبدوه ويؤمنوا به ويشكروه، فمن عاد فأقم عليه الحد.

ص 446

ومنهم العلامة العسقلاني في (تلخيص التحبير) (ج 4 ص 75 ط الطباعة الفنية بالقاهرة). روى الحديث بمثل ما تقدم عن (درة الغواص) (1). ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 55 ط شركة مساهمة المصرية) قال: قال جعفر بن محمد: أتي عمر بن الخطاب بامرأة قد تعلقت بشاب من الأنصار وكانت تهواه، فلما لم يساعدها احتالت عليه، فأخذت بيضة فألقت صفارها وصبت البياض على ثوبها بين فخذيها، ثم جاءت إلى عمر صارخة فقالت: هذا الرجل غلبني على نفسي وفضحني في أهلي وهذا أثر فعاله. فسأل عمر النساء فقلن له: إن ببدنها وثوبها أثر المني، فهم بعقوبة الشاب، فجعل

(هامش)

(1) روى العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد العبدري القيرواني التلمساني المالكي الشهير بابن الحاج الفاسي المتوفى في أواخر القرن الثامن في (المدخل) (ج 3 ص 119 ط مصطفى البابي الحلبي بمصر): روى أن أبا بكر استشار الصحابة رضوان الله عليهم في رجل كان ينكح كما تنكح المرأة، فقال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: أرى أن يحرق. فكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد فأحرقه بالنار. (*)

ص 447

يستغيث ويقول: يا أمير المؤمنين تثبت في أمري فوالله ما أتيت فاحشة وما هممت بها، فقد راودتني عن نفسي فاعتصمت فقال عمر: يا أبا الحسن ما ترى في أمرهما؟ فنظر علي إلى ما على الثوب ثم دعاء بماء حار شديد الغليان فصب على الثوب فجمد ذلك البياض، ثم أخذه واشتمه وذاقه فعرف طعم البيض وزجر المرأة فاعترفت. وقال في تلك الصفحة أيضا: وأتي عمر بن الخطاب (رض) برجل أسود ومعه امرأة سوداء، فقال: يا أمير المؤمنين إني أغرس غرسا أسود وهذه سوداء على ما ترى فقد أتتني بولد أحمر. فقالت المرأة: والله يا أمير المؤمنين ما خنته وإنه لولده. فبقي عمر لا يدري ما يقول، فسأل عن ذلك عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال للأسود: إن سألتك عن شيء أتصدقني؟ قال: أجل والله. قال: هل واقعت امرأتك وهي حائض؟ قال: قد كان ذلك. قال علي: الله أكبر، إن النطفة إذا خلطت بالدم فخلق الله عز وجل منها خلقا كان أحمر، فلا تنكر ولدك فأنت جنيت على نفسك. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد الغساني المتوفى سنة 241 في كتابه (أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار) (ص 246 ط دار الثقافة بمكة) قال: حدثني جدي، قال حدثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن رجل، عن الحسين بن علي، إن عمر قال لعلي بن أبي طالب: لقد هممت أن

ص 448

أقسم هذا المال - يعني مال الكعبة - فقال له علي: إن استطعت ذلك، فقال عمر: وما لي لا أستطيع أولا تعينني على ذلك. فقال علي: إن استطعت ذلك، فردها عمر ثلاثا فقال عليّ عليه السّلام: ليس ذلك إليك. فقال عمر: صدقت. ومنها ما رواه من أعلام القوم: منهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 126 مخطوط). روى من طريق ابن السمان عن مسروق أن عمر أتي بامرأة قد نكحت في عدتها ففرق بينهما وجعل مهرها في بيت المال، فقال: لا يجتمعان أبدا. فبلغ عليا فقال: إن كان جهلا فلها المهر لما استحل من فرجها ويفرق بينهما فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب، فخطب عمر وقال: ألا ردوا الجاهلات إلى السنة ورجع إلى قول عليّ عليه السّلام. أخرج جميع هذه الأحاديث ابن السمان في كتاب الموافقة. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 127 مخطوط). روى عن موسى بن طلحة أن عمر اجتمع عنده مال فقسمه ففضل منه فضلة، فاستشار أصحابه في ذلك الفضل فقالوا: نرى أن تمسكه فإن احتجت إلى شيء كان عندك، وعلي في القوم لا يتكلم، فقال عمر: ما لك لا تتكلم يا علي؟ فقال: قد أشار عليك القوم. قال: فإني أرى أن تقسمه. ففعل.

ص 449

ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد أمين الصوفي السكري الحنفي في (سمير الليالي) (ج 2 ص 346 ط طرابلس) قال: روي أن رجلين دفعا إلى امرأة مائة دينار وديعة وقالا لها: لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه، وتوجها وبعد سنة جاء أحدهما وقال للمرأة: إن رفيقي قد مات فادفعي إلي الوديعة. فأبت وقالت له: قلتما لي لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه، فعجزها بالطلب واستعان عليها بأهلها وجيرانها حتى دفعتها إليه فأخذها وتوجه ثم حضر رفيقه وطلب منها الوديعة فقالت: إن رفيقك حضر إلي وزعم أنك مت فدفعتها إليه. فقال: أنا لا أصغي لهذا الكلام. وتوجه إلى سيدنا عمر بن الخطاب وعرض عليه قصته وطلب تضمينها المال، فطلبها سيدنا عمر وأرسلهما إلى علي بن أبي طالب فعرضا عليه واقعة الحال، فعلم أن الرجلين ما فعلا ذلك معها إلا مكرا وخديعة، فقال للرجل: أما قلتما للمرأة حينما دفعتما لها المال أن لا تدفعه إلا لكما سوية فاذهب وجئني برفيقك حتى تدفعه لكما. فتخلصت المرأة من مكرهما. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أبو الفرج الإصبهاني في (الأغاني) (ج 18 ص 298 ط دار الثقافة ببيروت) قال: أخبرني الحسن بن علي وعيسى بن الحسين الوراق، قالا ثنا ابن مهرويه،

ص 450

قال حدثني صالح بن عبد الرحمن الهاشمي، عن العمري، عن العتبي قال: أتي عمر بن الخطاب (رض) بجماعة فيهم أبو محجن الثقفي وقد شربوا الخمر فقال: أشربتم الخمر بعد أن حرمها الله ورسوله. فقالوا: ما حرمها الله ولا رسوله إن الله تعالى يقول (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعلموا الصالحات). فقال عمر لأصحابه: ما ترون فيهم؟ فاختلفوا فيهم، فبعث إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فشاوره فقال علي: إن كانت هذه الآية كما يقولون فينبغي أن يستحلوا الميتة والدم ولحم الخنزير، فسكتوا، فقال عمر لعلي: ما ترى فيهم؟ قال: أرى إن كانوا شربوها مستحلين لها أن يقتلوا وإن كانوا شربوها وهم يؤمنون أنها حرام أن يحدوا. فسألهم فقالوا: والله ما شككنا في أنها حرام ولكنا قدرنا إن لنا نجاة فيما قلناه، فجعل يحدهم رجلا رجلا وهم يخرجون حتى انتهى إلى أبي محجن، فلما جلده أنشأ يقول: ألم تر أن الدهر يعثر بالفتى * * ولا يستطيع المرء صرف المقادر صبرت فلم أجزع ولم أك كائعا * * لحادث دهر في الحكومة جائر وإني لذو صبر وقد مات إخوتي * * ولست عن الصهباء يوما بصابر رماها أمير المؤمنين بحتفها * * فخلانها يبكون حول المعاصر فلما سمع عمر قوله (ولست عن الصهباء يوما بصابر) قال: قد أبديت ما في نفسك ولأزيدنك عقوبة لإصرارك على شرب الخمر. فقال له علي (ع): ما ذلك لك وما يجوز أن تعاقب رجلا قال (لأفعلن وهو لم يفعل) وقد قال الله في الشعراء (وأنهم يقولون ما لا يفعلون). فقال عمر: قد استثنى الله منهم قوما فقال (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات). فقال علي عليه السلام: أفهؤلاء

 

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج17)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب