ص 451
عندك منهم وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: لا يشرب العبد الخمر حين
يشربها وهو مؤمن. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولى علي
المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 149 ط حيدر آباد). روى من طريق الطبراني في
(الأوسط) عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن ربما
شهدت وغبنا وربما شهدنا وغبت، ثلاث أسألك عنهن هل عندك منهم علم؟ قال علي: وما هن؟
قال: الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرا، والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرا. قال علي
نم، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: إن الأرواح في الهواء جنود مجندة
تلتقي فتشأم، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. قال: واحدة، والرجل يتحدث
بالحديث نسبه أو ذكره؟ قال علي: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول: ما
من القلوب قلب ولا وله سحابة كسحابة القمر بينا القمر يضئ إذ علته سحابة فأظلم إذا
تجلت. قال عمر: اثنتان، والرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب؟ قال: نعم
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول: ما من عبد ولا أمة ينام فيستقل نوما
إلا يعرج بروحه في العرش، فالتي لا تستيقظ إلا عند العرش فتلك الرؤيا التي تصدق،
والتي تستيقظ دون العرش فهي الرؤيا التي تكذب. فقال عمر: ثلاث كنت في طلبهن فالحمد
لله الذي أصبتهن قبل الموت.
ص 452
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ القرطبي الأندلسي في (جامع بيان
العلم وفضله) (ص 349 ط مكتبة دار الكتب الحديثة بمصر). روى عن عمر في المرأة التي
غاب عنها زوجها وبلغه عنها أنه يتحدث عندها فبعث إليها يعظها ويذكرها ويوعدها إن
عادت، فمخضت فولدت غلاما فصوت ثم مات، فشاور أصحابه في ذلك فقالوا: والله ما ترى
عليك شيئا ما أردت بهذا إلا الخير. وعلي حاضر، فقال له: ما ترى يا أبا حسن؟ فقال:
قد قال هؤلاء فإن يك هذا جهد رأيهم فقد قضوا ما عليهم وإن كانوا قاربوك فقد غشوك،
أما الإثم فأرجو أن يضعه الله عنك بنيتك وما يعلم منك، وأما الغلام فقد والله غرمت.
ومنهم العلامة الشيخ محمد يوسف بن الياس الهندي في (حياة الصحابة) (ج 2 ص 233 ط دار
القلم بدمشق) قال: وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن الحسن قال: أرسل عمر بن الخطاب رضي
الله عنه إلى امرأة مغيبة كان يدخل عليها فأنكر ذلك فأرسل إليها فقيل لها: أجيبي
عمر. فقالت: يا ويلتها ما لها ولعمر، فبينما هي في الطريق فزعت فضربها الطلق فدخلت
دارا فألقت ولدها، فصاح الصبي صيحتين ثم مات، فاستشار عمر أصحاب النبي صلّى الله
عليه وآله وسلم فأشار عليه بعضهم أن ليس عليك شيء إنما أنت دال ومؤدب وصمت عليّ
عليه السّلام، فأقبل على علي فقال: ما تقول؟ قال: إن كانوا قالوا برأيهم فقد أخطأ
رأيهم وإن كانوا قالوا في هواك فلم ينصحوا لك،
ص 453
أرى أن ديته عليك فإنك أنت أفزعتها وألقت ولدها في سببك. فأمر عليا عليه السّلام أن
يقسم عقله على قريش - يعني يأخذ عقله من قريش لأنه أخطأ. ومنهم العلامة الشيخ شمس
الدين أبو عبد الله محمد بن بكر الحنبلي الشهير بابن القيم في (أحكام أهل الذمة) (ص
511 ط مطبعة الإمام بالقاهرة) قال: وقال علي لعمر في المرأة التي أرسل إليها فأجهضت
ذا بطنها وقد استشار عثمان وعبد الرحمن فقالا: ليس عليك إنما أنت مؤدب، فقال له
علي: إن كانا اجتهدا فقد أخطئا وإن لم يجتهدا فقد غشاك، عليك الدية. فرجع عمر إلى
رأيه واعترف. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة باكثير الحضرمي في
(وسيلة المآل) (ص 125 مخطوط). روى عن عائشة رضي الله عنها أنه أتاها ابنا امرأة من
قريش فاستودعاها مائة دينار وقالا: لا تدفعيها إلى أحد منا دون صاحبه حتى تجتمع،
فلبث حولا ثم جاء أحدهما إليها وقال: إن صاحبي قد مات فادفعي إلي الدنانير. فأبت
فثقل عليها بأهلها فلم يزالوا بها حتى دفعتها إليه، ثم لبثت حولا آخر فجاء الآخر
فقال: إدفعي إلي الدنانير. فقالت: إن صاحبك جاءني فزعم أنك قد مت فدفعتها إليه.
فاختصما إلى عمر فأراد أن يقضي عليها قالت: أنشدك الله ارفعنا إلى علي، فرفعا إليه
فعرف أنهما قد مكرا بها فقال: أليس قد قلتما لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه؟
قال: بلى. قال: إذا فما لك عندنا بشيء اذهب فجئ بصاحبك حتى تدفعها إليكما.
ص 454
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص
25 مخطوط). روى عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده قال: أتي عمر رضي الله عنه بامرأة
حامل قد اعترفت بالفجور فأمر برجمها، فتلقاها عليّ عليه السّلام فقال: ما بال هذه؟
قالوا: أمر عمر برجمها. فردها عليّ عليه السّلام وقال: هذه سلطانك عليها فما سلطانك
على ما في بطنها ولعلك انتهرتها أو أخفتها. قال: قد كان ذلك. قال: أوما سمعت رسول
الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال: لأحد على معترف بعد بلاء، أنه من قيد أو حبس أو
تهدد فلا إقرار له. فخلا سبيلها. وقال: عن عبد الله بن الحسن قال: مر علي على عمر
وإذا امرأة حبلى ترجم فقال: ما شاهده. قالت: يذهبون بي ليرجموني. فقال: يا أمير
المؤمنين لأي شيء ترجم، إن كان لك سلطان عليها فما لك سلطان على ما في بطنها. فقال
عمر رضي الله عنه: كل أحد أفقه مني - ثلاث مرات - فضمها عليّ عليه السّلام حتى وضعت
غلاما ثم ذهب بها إليه فرجمها فهذه غير تلك. والله أعلم. ومنهم العلامة باكثير
الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 126 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث عن زيد بن
علي، عن أبيه، عن جده بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة).
ص 455
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ محمد الخضري بك من الشيخ
عفيفي المصري المالكي الباحوري في (إتمام الوفاء في سيرة الخلفاء) (ص 74 ط المكتبة
التجارية بمصر) قال: ولما قدم البشير على عمر بذخائر كسرى قال: إن قوما أدوا هذه
لذوو أمانة. فقال له علي: إنك عففت فعفت الرعية. ومما بعث به إليه بساط لكسرى يسمى
القطف وكان ستين ذراعا في ستين، فاستشار عمر أصحابه فيما يفعل به، فكلهم أشار عليه
يأخذه لنفسه إلا عليا فإنه قال له: يا أمير المؤمنين الأمر كما قالوا ولم يبق إلا
التروية، إنك إن تقبله على هذا اليوم لم تعدم في غد من يستحق به ما ليس له. قال:
صدقني ونصحتني فقسمه بينهم. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة
الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في
(الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 66 ط شركة مساهمة مصرية) قال: إن امرأة رفعت
إلى عمر بن الخطاب قد زنت، فسألها عن ذلك، فقالت: نعم يا أمير المؤمنين. وأعادت ذلك
وأبدته، فقال علي: إنها تستهل به استهلال
ص 456
من لا يعلم أنه حرام، فدرأ عنها الحد. وهذا من دقيق الفراسة. وفي (ص 64) قال: إن
عمر بن الخطاب أتي بامرأة زنت فأقرت فأمر برجمها، فقال علي: لعل بها عذرا. ثم قال
لها: ما حملك على الزنا؟ قالت: كان لي خليط وفي إبله ماء ولبن ولم يكن في إبلي ماء
ولا لبن، فظمئت فاستسقيته فأبى أن يسقيني حتى أعطيه نفسي، فأبيت عليه ثلاثا، فلما
ظمئت وظننت أن نفسي ستخرج أعطيته الذي أراد، فسقاني. فقال علي: الله أكبر (فمن اضطر
غير باع ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم). ومنها ما رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 25 مخطوط). روى عن عبد الرحمن
السلمي قال: أتي عمر رضي الله عنه بامرأة أجهدها العطش فمرت على راع فاستسقته فأبى
أن يسقيها إلا أن تمكنه من نفسها، ففعلت فشاور الناس في رجمها فقال له عليّ عليه
السّلام: هي مضطرة إلى ذلك فخل سبيلها، ففعل. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في
(وسيلة المآل) (ص 126 مخطوط). روى الحديث عن عبد الرحمن السلمي بعين ما تقدم عن
(مناقب العشرة). ومنها مارواه جماعة من أعلام القوم:
ص 457
منهم العلامة الحافظ أبو سليمان البستي في (معالم السنن في شرح سنن أب داود) (ج 3 ص
309 ط حلب) قال: قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن
أبي ظبيان، عن ابن عباس قال: أتي عمر بمجنونة قد زنت، فاستشار فيها أناسا فأمر بها
عمر أن ترجم، فمر بها علي كرم الله وجهه فقال: ما شأن هذه؟ فقالوا: مجنونة بني فلان
زنت فأمر بها أن ترجم. فقال: ارجعوا بها. ثم أتاه فقال: يا أمير المؤمنين أما علمت
أن القلم رفع عن ثلاثة: عن المجنون حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى
يعقل. قال: بلى. قال: فما بال هذه ترجم؟ قال: لا شيء. قال: فأرسلها. قال: فجعل
يكبر. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 25 مخطوط). وأيضا أبطل (أي
علي) رجم امرأة زنت أمر عمر برجمها فقال: هذه لا رجم عليها لأنها مبتلاة بني فلان
فلعله أتاها وهو بها. قال له عمر: لا أدري. قال: وأنا لا أدري، فترك رجمها. ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ منصور بن يونس الحنبلي في (كشف
القناع) (ج 6 ص 16 ط مكتبة النصر الحديثة بالرياض) قال: روي أن عمر بعث إلى امرأة
نفيسة كان رجل يدخل إليها فقالت: يا ويلها ما لها ولعمر، فبينما هي في الطريق إذ
فزعت فضربها الطلق فألقت ولدا
ص 458
فصاح الصبي صيحتين ثم مات، فاستشار عمر أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فأشار
بعضهم أن ليس عليك شيء إنما أنت وال ومؤدب، وصمت علي، فأقبل عليه عمر فقال: ما تقول
يا أبا الحسن؟ فقال: إن كانوا قالوا برأيهم فأخطأ رأيهم وإن كانوا قالوا في هواك
فلم ينصحوا لك، إن ديته عليك لأنك أفزعتها فألقته. فقال عمر: أقسمت عليك أن لا تبرح
حتى تقسمها على قومك.
إن أبا بكر لما سألوه عن وصف رسول الله (ص) قال إن الحديث عنه
شديد فأحالهم إلى علي

قد تقدم نقله في (ج 8 ص 238) عن جملة من أعلام القوم وننقله
هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك: فمنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 126
مخطوط) قال: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن اليهود جاؤا إلى أبي بكر فقالوا: صف لنا
صاحبك. فقال: يا معشر اليهود لقد كنت معه في الغار كأصبعي هاتين، ولقد صعدت معه جبل
حرا وخنصري في خنصره، ولكن الحديث عنه شديد وهذا علي بن أبي طالب. فأتوا عليّ بن
أبي طالب عليه السّلام وقالوا: يا أبا الحسن صف لنا ابن عمك. فوصفه لهم صلّى الله
عليه وآله وسلم.
إن معاوية أشكل عليه القضاء فكتب إلى أبي موسى أن يسأل ذلك عن علي

قد تقدم نقله عن جملة من أعلام القوم في (ج 8 ص 242 وص 243) وننقله
ص 459
هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك: فمنهم الحافظ الكبير عبد الرزاق الصنعاني (المصنف) (ج
9 ص 433 ط حبيب الرحمن الأعظمي في بيروت). عن عبد الرزاق، عن ابن جريح والثوري،
قالا أخبرنا يحيى بن سعيد، قال سمعت ابن المسيب، يقول: إن رجلا من أهل الشام يدعي
جبيرا وجد مع امرأته رجلا فقتله أو قتلهما - قال الثوري: فقتله - وإن معاوية رضي
الله عنه أشكل عليه القضاء فيه، فكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يسأل له عليا عن ذلك
فسأل عليا فقال: ما هذا ببلادنا لتخبرني. فقال: إنه كتب إلي أن أسألك عنه. فقال:
أنا أبو حسن القرم، يدفع برمته إلا أن يأتي بأربعة شهداء (1).
(هامش)
(1) تعلم عن أمير المؤمنين جماعة كثيرون رووا عنه أحاديث قال في (تاريخ ابن عساكر)
(ج 1 ص 7 ص بيروت): روى عنه بنوه الحسن والحسين، ومحمد وعمر، وعبد الله بن مسعود،
وعبد الله ابن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله جعفر، وعبد الله بن الزبير، وأبو
موسى الأشعري، وأبو سعيد الخدري، وأبو رافع، وصهيب، وزيد بن أرقم، وجابر بن عبد
الله، وأبو أمامة، وجرير بن عبد الله، وأبو سريجة حذيفة بن أسيد، وأبو هريرة،
وسفينة، وأبو جحيفة، وجابر بن سمرة، وعمرو بن حريث، وأبو ليلى، والبراء بن عازب،
وعمارة بن رومية، وبشر بن سحيم، وأبو الطفيل، وعبد الله بن ثعلبة بن صعير، وطارق بن
شهاب، وطارق بن أشيم الأشجعي، وعبد الرحمن بن أبزي الخزاعي، ومروان بن الحكم، وبشر
بن سحيم الغفاري وعبد الله بن ثعلبة، وشداد بن الهاد، وعبد الله بن الحرث بن هشام،
وسعيد بن المسيب، ومسعود بن الحكم الذرقي، وقيس بن أبي حازم، وعبيدة بن عمر = (*)
ص 460
الأحاديث المروية عنه (ع) في علمه

قد تقدم نقلها عن جماعة من أعلام القوم في (ج 7 ص
579 إلى ص 610) وننقل جملة منها هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك، ويشتمل على أحاديث:
منها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين)
(مخطوط). بأسناده عن السبيعي، قال حدثنا علي بن إبراهيم بن محمد العلوي، عن
(هامش)
= السلماني، وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع وعبد الرحمن ابن أبي
ليلى، والحرث بن سويد، وأبو عبد الرحمن السلمي، والأحنف بن قيس وقيس بن عباد، وأبو
الأسود الدئلي، وأبو رجاء العطاردي، والحرث بن عبد الله الهمداني الأعور، وعبد الله
بن حنين، وأبو القاسم أصبغ بن نباتة الحنظلي، وجرى ابن كليب السدوسي، وحجية بن عدي
الكندي، وأبو ظبيان حصين بن جندب وحصين بن الفزاري، وأبو ساسان حصين بن المنذر
الرقاشي وربعي بن حراش العبسي، وأبو مريم زر بن حبيش الأسدي وأبو سليمان زيد بن وهب
الجهني، وأبو عبيد سعد مولى ابن أزهر، وسعيد بن علاقة، وشريح بن النعمان وشتير ابن
شكل وشريح بن هاني، وشقيق بن سلمة الأسدي، وعاصم بن ضمرة السلولي وعامر بن شراحيل
الشعبي، وعابس بن ربيعة، وأبو معمر عبد الله بن سخيرة، وعبد الله بن سلمة المرادي
وخلق كثير سواهم. (*)
ص 461
الحسين بن الحكم، نبأ إسماعيل بن صبيح، نبأ أبو الجارود، عن حبيب بن يسار، عن زاذان
قال: سمعت عليا يقول: والذي فلق الحبة وبرء النسمة لو كسرت لي وسادة - يقول ثنيت -
فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل
الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم. ومنهم العلامة الشعراني في (الميزان
الكبرى) (ج 1 ص 106 ط القاهرة) قال: قال الإمام عليّ عليه السّلام: لو شئت لأوقرت
لكم ثمانين بعيرا من علوم النقطة التي تحت الباء. ومنها ما رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في (منال الطالب) (مخطوط) قال: قد كان
علي عليه السلام منطويا على يقين لا غاية لمداه ولا نهاية لمنتهاه، وقد صرح بذلك
تصريحا مبينا فقال عليه السلام: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا. ومنهم العلامة
المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 113 ط حيدر آباد الدكن). روى عن
ابن سعد، عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أنه قيل لعلي:
ص 462
ما لك أكثر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم حديثا؟ فقال: إني كنت إذا
سألته أنبأني وإذا سكت ابتدأني. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة
توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 217 ص سنة 1390 ه) قال: روى المدائني قال: خطب
علي عليه السلام فقال: لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل
الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني في (مودة القربى) (ص 126 ط لاهور).
روى عن أبي عبد الله الحافظ، عن شيوخه، عن أبي الخير البحري قال: رأيت أمير
المؤمنين عليا عليه السلام على منبر الكوفة وعليه مدرعة رسول الله صلّى الله عليه
وآله وسلم معتمدا بسيف رسول الله متعمما بعمامة رسول الله وفي أصبعه خاتم رسول
الله، فقعد على المنبر وكشف بطنه فقال: سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين الجوانح مني
علما جما - وأشار إلى بطنه - فقال: هذا سفط العلم،
ص 463
هذا لعاب رسول الله في فمي، ما زقني رسول الله زقا من غير وحي أوحى الله إني والله
لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل
بإنجيلهم حتى ينطق التوراة والإنجيل فيقول: صدق علي قد أفتاكم بما أنزل في وأنتم
تتلون الكتاب أفلا تعقلون. ومنهم العلامة السيد عطاء الله الدشتكي في (الأربعين) (ص
27 مخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم عن (مودة القربى). ومنهم العلامة المولوي محمد
مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 144 ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكنهو). روى عن
علي قال: سلوني عما دون العرش، فإن بين الجوانح علما جما هذا لعاب رسول الله صلّى
الله عليه وآله وسلم في فمي، هذا ما ذوقني رسول الله ذوقا فوالذي نفسي بيده لو أذن
لأهل التوراة والإنجيل إن تكلما لوضعت وسادة فأخبرت بما فيهما قصدقاني على ذلك.
وكان في المجلس رجل يقال له ذعلب اليماني فقال: ادعى هذا الرجل دعوى لأفضحته، فقام
فقال: نسألك. فقال علي: سل متفقها ولا تسأل تعنتا. فقال: أنت حملتني على ذلك، هل
رأيت ربك يا علي؟ فقال علي: ما كنت لأعبد ربا لم أره. فقال: رأيته؟ قال: لم تره
العيون بمشاهدة العيان لكن رأته القلوب بحقائق الايقان، أزلي واحد لا شريك له، أحد
لا ثاني له، فرد لا مثل له، لا يحويه مكان ولا يداوله زمان ولا يدرك بالحواس ولا
يقاس بالناس. فصاح ذعلب وسقط مغشيا عليه، فلما أفاق قال: عاهدت الله أن لا أسأل
أحدا بعد هذا تعنتا. فقال علي بن أبي طالب: هذا إن كان الأمر إليك.
ص 464
ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي في (المناقب المرتضوية) (ص 247 ط
بمبئ). روى الحديث نقلا عن (نزل السائرين) لابن الفخري بعين ما تقدم عن (مودة
القربى). ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الحسكاني في (شواهد
التنزيل) (ج 1 ص 35 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو عبد الله، قال أخبرنا أبي، قال أخبرنا
أبو علي بن حبيش الدينوري، قال حدثنا العباس بن الفضل المقري، حدثنا أبو حاتم
الرازي، حدثنا محمد بن سعيد الإصبهاني، حدثنا يحيى بن يمان، عن الثوري، عن جحدب بن
جرعب عن عطاء، عن عائشة قالت: علي أعلم أصحاب محمد صلّى الله عليه وآله وسلم. حدثنا
محمد بن مسعود بن محمد، قال حدثنا محمد بن نصير، حدثنا الحسن ابن موسى الخشاب،
حدثنا الحكم بن بهلول الأنصاري، عن إسماعيل بن همام، عن عمران بن قرة، عن أبي محمد
المديني، عن ابن أذينة، عن أبان ابن أبي عياش قال: حدثني سليم بن قيس الهلالي قال:
سمعت عليا يقول: ما نزلت على رسول الله آية من القرآن إلا أقرأنيها - أو أملاها -
على فأكتبها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها،
ودعا الله لي أن يعلمني فهمها وحفظها، فلم أنس منه حرفا واحدا. في حديث طويل
اختصرته.
ص 465
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي
من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 483 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا
أبو القاسم بن مسعد، أنبأنا حمزة ابن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا أبو
يعلى، أنبأنا كامل بن طلحة، أنبأنا ابن لهيعة، أنبأنا يحيى بن عبد الله، عن أبي عبد
الرحمن الحلبي، عن عبد الله ابن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه قال في مرضه:
ادعوا لي أخي. فدعي له عثمان فأعرض عنه، ثم قال: ادعوا لي أخي. فدعي له علي بن أبي
طالب، فستره بثوب وانكب عليه، فلما خرج من عنده قيل له: ما قال [النبي لك؟] قال:
علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب (1).
(هامش)
(1) قال العلامة الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 84 ط بيروت): حدثنا
الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ، حدثنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد البجلي ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، حدثنا إبراهيم بن هراسة، حدثنا
أبو العلاء، عن خالد بن الخفاف، عن عامر، عن ابن عباس قال: العلم عشرة أجزاء أعطي
علي بن أبي طالب منها تسعة، والجزء العاشر بن جميع الناس، وهو بذلك الجزء أعلم
منهم. وهذا باب واسع قد جمعته في كتاب مفرد، فمن أراد أن يتوسع فيه فليطالعه منه إن
شاء الله. (*)
ص 466
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أبو عبد الله القرشي الهاشمي
الهندي في (تفريح الأحباب) (ص 364 ط دهلي) قال: وقد أخرج ابن سعد وغيره، عن أبي
الطفيل، عن علي قال: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من
نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا ناطقا. ومنهم الحافظ علي بن الحسن الشهير
بابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 20 ط دار المعارف في بيروت)
قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو نصر بن
قتادة، أنبأنا أبو الحسن السراج - يعني محمد بن عبد الله -، أنبأنا مطين، أنبأنا
طاهر ابن أبي أحمد، أنبأنا أبو بكر بن عياش، عن ثوير، عن أبيه، عن علي قال: كان لي
لسان سئول وقلب عقول، وما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت بما نزلت وعلى من نزلت،
وإن الدنيا يعطيها من أحب ومن أبغض، وإن الإيمان لا يعطيه الله إلا من أحب. وقال في
(ص 21): أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو
عمر بن حيويه، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد ابن سعد،
أنبأنا أحمد بن عبد الله بن يونس، أنبأنا أبو بكر بن عياش، أنبأنا نصير، عن سليمان
الأحمسي، عن أبيه قال: قال علي: والله ما نزلت آية إلا
ص 467
وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا طلقا. ومنهم
العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 113 ط حيدر آباد الدكن).
روى من طريق ابن سعد وابن عساكر عن علي بعين ما تقدم ثانيا عن (تاريخ دمشق). ومنهم
العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 180 مخطوط) قال: قال عليّ عليه السّلام:
ما نزلت آية إلا وعلمت فيما نزلت وأين نزلت، إن الله تعالى وهب لي قلبا عقولا
ولسانا سؤلا. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو القاسم علي بن
الحسن بن هبة الله الشهير بابن عساكر المتوفى سنة 573 في (ترجمة الإمام علي من
تاريخ دمشق) (ج 3 ص 19 ط دار المعارف في بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنبأنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد
الفارسي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا أبو أحمد ابن الحسن السكوني الكوفي،
أنبأنا أحمد بن بديل، أنبأنا مفضل - يعني ابن صالح -، أنبأنا جابر بن يزيد الجعفي،
عن عبد الله بن يحيى، قال: سمعت
ص 468
عليا على المنبر يقول: والله ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد
إلي، وإني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه عليه السلام فبينها لي، وإني لعلى طريق
الواضح ألقطه لقطا. ومنهم العلامة الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 33 ط بيروت)
قال: أخبرنا أبو عمرو الحافظ، قال أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، قال أخبرنا أبو جعفر
الحضرمي، أخبرنا طاهر بن أبي أحمد، أخبرنا أبو بكر بن عياش، عن ثوير بن أبي فاختة،
عن أبيه، عن علي قال: كان لي لسان سؤل وقلب عقول وما نزلت آية إلا وقد علمت فيم
نزلت وعلى من نزلت وبما نزلت. وقال: أخبرنا أبو بكر الحارثي، أخبرنا أبو محمد
الرزاق، قال أخبرنا إسحاق بن جميل، أخبرنا أبو زرعة، أخبرنا أحمد بن يونس، أخبرنا
أبو بكر ابن عياش، عن نصير بن أبي الأشعث، عن سليمان الأحمسي، عن أبيه، عن علي عليه
السلام قال: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت: إن
ربي تعالى وهب لي قلبا عقولا ولسانا طلقا. أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، قال
أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، قال أخبرنا أبو أحمد البصري، قال حدثني المغيرة بن محمد،
قال حدثني إبراهيم بن محمد ابن عبد الرحمن الأزدي سنة ست عشرة ومائتين، عن منهال بن
عمرو، عن عباد بن عبد الله قال: قال علي: ما نزل في القرآن آية إلا وقد علمت أين
نزلت وفي من نزلت وفي أي شيء نزلت، وفي سهل نزلت أم في جبل.
ص 469
لم يكن أحد من أصحاب النبي (ص) يقول سلوني إلا علي (ع)

قد تقدم نقل جملة من
الأحاديث الدالة عليه عن جماعة من أعلام القوم في (ج 7 ص 610 إلى ص 623) وننقله
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك، ويشتمل على أحاديث: منها ما رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشهير بابن عساكر
المتوفى سنة 573 في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 24 ط دار المعارف في
بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا
عيسى ابن علي، أنبأنا عبد الله بن محمد، أنبأنا عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا سفيان بن
عيينة، عن يحيى بن سعيد - قال: أراه عن سعيد بن المسيب - قال: لم يكن أحد من أصحاب
النبي صلّى الله عليه وآله وسلم يقول (سلوني) إلا علي. قال عبد الله بن محمد: ورواه
غير عثمان، عن سفيان، عن يحيى، عن سعيد [بن المسيب] بغير شك.
ص 470
ومنهم العلامة أبو عمرو يوسف بن عبد البر النمري الأندلسي القرطبي المالكي في (جامع
بيان العلم وفضله) (ص 151 ط مكتبة دار الكتب الحديثة بمصر) قال: وأخبرنا عبد الوارث
بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا إبراهيم بن بشار،
قال حدثنا سفيان بن عيينة، قال حدثنا يحيى بن سعيد بن المسيب قال: ما كان أحد من
الناس يقول (سلوني) غير علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي
في (كنز العمال) (ج 15 ص 115 ط حيدر آباد الدكن). روى من طريق ابن عبد البر في
(الاستيعاب) عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عنه في (جامع بيان العلم وفضله). ومنهم
العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي نزيل مكة في (وسيلة المآل) (ص
127 من النسخة المخطوطة في المكتبة الظاهرية بدمشق). روى عن سعيد بن المسيب قال: لم
يكن أحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول (سلوني) إلا عليا كرم
الله وجهه. أخرجه أحمد في المناقب والبغوي في المعجم. وفي (ص 128): روى الحديث بعين
ما تقدم عن (جامع البيان).
ص 471
ويؤيده حديث ابن شبرمة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو القاسم علي بن
الحسن بن هبة الله الشافعي الشهير بابن عساكر المتوفى سنة 573 في (ترجمة الإمام علي
من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 23 ط دار المعارف في بيروت) قال: أخبرنا أبو المعالي عبد
الله بن محمد، أنبأنا أبو بكر بون خلف، أنبأنا الحاكم الإمام أبو عبد الله الحافظ،
قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت عبد الله بن الحسين بن الحسن الأشقر
ويقال له: ابن الطبال بالكوفة يقول سمعت محمد بن فضيل، يقول سمعت ابن شبرمة، يقول:
ما كان أحد يقول على المنبر (سلوني عن ما بين اللوحين) إلا علي بن أبي طالب. وقال
في (ج 3 ص 24): أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو
محمد ابن النحاس، أنبأنا أبو سعيد ابن الأعرابي، قال سمعت عبد الله بن الحسين -
يعني ابن الحسن الأشقر - يقول سمعت محمد بن فضيل، يقول سمعت ابن شبرمة، يقول: ما
كان أحد على المنبر يقول (سلوني عن ما بين اللوحين) إلا علي بن أبي طالب. ومنهم
الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 37) قال: أخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا
أبو محمد الإصبهاني، أخبرنا عبد الرحمن ابن محمد بن حماد الطهواني، أخبرنا الحسين
بن الحسن الأشقر، قال سمعت محمد بن فضيل، قال: سمعت ابن شبرمة يقول: ما كان أحد
يصعد على المنبر
ص 472
فيقول (سلوني عما بين اللوحين) إلا علي بن أبي طالب. أخبرنا سعيد بن محمد المديني
بها، قال أخبرتنا أم الفتح بنت أحمد بن كامل القاضي، أخبرنا أبو الطيب محمد بن
الحسين بن حميد اللحمي، قال سمعت عبد الله بن الحسين بن الحسن الأشقر، قال سمعت
محمد بن فضيل بن غزوان، يقول سمعت ابن شبرمة يقول: ما كان أحد يقوم على المنبر
فيقول (سلوني عما بين اللوحين) إلا علي بن أبي طالب. حدثناه عاليا الحاكم أبو عبد
الله الحافظ إملاءا وقراءة، قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب، قال سمعت عبد الله
بن الحسين الأشقر - ويقال له: ابن الطبال بالكوفة - يحدث بذلك.
وهاك جملة من
الأحاديث المتضمنة على قوله ذلك

منها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ
أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الشهير بابن عساكر المتوفى سنة 573 في
(ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 24 ط دار المعارف في بيروت) قال: أخبرنا
أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل ابن خيرون، قالا
أنبأنا عبد الملك بن محمد، أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد، أنبأنا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا الهيثم بن الأشعث، السلمي، أنبأنا أبو حنيفة
اليمامي الأنصاري، عن عمير بن عبد الله، قال:
ص 473
خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة فقال: أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فبين
الجنبين مني علم جم. قال: وأنبأنا محمد بن عثمان، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو
الأحوص، عن سماك، عن خالد بن عرعرة، قال: أتيت الرحبة فإذا أنا بنفر جلوس، قرب من
ثلاثين أو أربعين رجلا، فقعدت فيهم فخرج علينا علي فما رأيته أنكر أحدا من القوم
غيري، فقال: ألا رجل يسألني فينتفع وينفع نفسه. ومنها ماراه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد الغساني
المتوفى سنة 241 في كتابه (أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار) (ص 50 ط دار الثقافة
في مكة المكرمة) قال: حدثنا أبو الوليد، قال حدثنا مهدي بن أبي المهدي، قال حدثنا
عبد الله بن معاذ الصنعاني، قال حدثنا معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل
قال: شهدت عليا عليه السّلام وهو يخطب وهو يقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء
يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به، وسلوني عن كتاب الله فوالله ما منه آية إلا
وأنا أعلم أنها بليل نزلت أو بنهار أم بسهل نزلت أم بجبل. ومنهم العلامة النقشبندي
في (مناقب العشرة) (ص 25 من نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: روى الحديث من طريق
أبي عمرو بعين ما تقدم عن (أخبار مكة).
ص 474
ومنهم العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) (ص 57 مخطوط). روى الحديث بعين ما تقدم عن
(أخبار مكة). ومنهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن بن علي الجوزي البكري في
(زاد المسير) (ج 4 ص 245 ط دمشق): روى الحديث من قوله: والله ما من آية إلى قوله:
أم بنهار. ومنهم العلامة الشيخ قطب الدين أحمد الشهير بالشاه ولي في (قرة العينين)
(ص 187 ط دهلي). روى الحديث عن أبي عمرو عن أبي الطفيل بعين ما تقدم عن (أخبار
مكة). ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 128 مخطوط). روى الحديث
بعين ما تقدم عن (أخبار مكة). ومنهم الحافظ المؤرخ. بو بكر أحمد بن علي الخطيب
البغدادي في (الفقيه والمتفقه) (ج 2 ص 166 ط دار إحياء السنة النبوية). روى الحديث
بعين ما تقدم عن (أخبار مكة). ومنهم العلامة المولوي اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين)
(ص 67). روى الحديث بعين ما تقدم عن (أخبار مكة).
ص 475
ومنهم العلامة أبو عبد الله القرشي الهاشمي الهندي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل
والأصحاب) (ص 364 ط دهلي). أخرج ابن سعد وغيره، وعن أبي الطفيل، عن علي قال: سلوني
عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم نهارا أم في سهل أم في
جبل. ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 30 ط بيروت) قال: حدثني أبو
بكر أحمد بن محمد التميمي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الأصفهاني، عن محمد بن
الحسن بن علي بن بحر، عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن محمد بن ثور، عن معمر، عن
وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل قال: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: سلوني فوالله لا
تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به، وسلوني عن كتاب الله فوالله ما
منه آية إلا وأنا أعلم أين نزلت بليل أو بنهار أو بسهل نزلت أو في جبل. ومنهم
الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الشهير بابن عساكر المتوفى سنة
573 في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 21 ط دار المعارف في بيروت) قال:
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر ابن
حيويه، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا
عبد الله بن جعفر الرقي، أنبأنا عبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن وهب بن أبي ذبي، عن
أبي الطفيل، قال: قال علي: سلوني عن كتاب الله، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل
نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل.
ص 476
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيباني في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 5 من النسخة المخطوطة في مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: قال أبو الطفيل:
أقبل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ذات يوم حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال: أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله ما بين لوحي المصحف آية يخفى
علي فيما أنزلت ولا أين نزلت ولا ما عني بها. زاد في رواية: إن ربي وهب لي قلبا
عقولا ولسانا ناطقا. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة شهاب الدين
أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في (توضيح الدلائل) (مخطوط). وعن ابن طاوس، عن
الأعمش، عن عمور بن مرة، عن أبي البحتري رضي الله تعالى عنهم قال: رأيت عليا كرم
الله وجهه صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
متقلدا بسيفه متعمما بعمامته وفي إصبعه خاتمه، فقال رضوان الله تعالى عليه: سلوني
قبل أن تفقدوني، فإنما بين الجوانح مني علم جم، هذا سفط العلم وأشار إلى بطنه
وجوانحه، هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا ما زقني رسول الله زقا
من غير وحي
ص 477
أو وحي إلي، فوالله لو ثبت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم
ولأهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الله تعالى التوراة والإنجيل فيقول صدق علي قد
أفتاكم بما أنزل في وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون. رواه الصالحاني بإسناده. وعن
أبي الطفيل رضي الله عنه قال: شهدت عليا كرم الله تعالى وجهه وهو خطب ويقول: سلوني
سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به فإن تحت
الجوانح مني لعلما جما، سلوني عن كتاب الله عز وجل ما منه آية وإلا أعلم بليل أو
نهار أو بسهل نزلت أم بجبل. وفي رواية قال رحمه الله ورضوانه عليه: ما نزلت آية إلا
وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت، إن ربي عز وجل وهب لي قلبا عقولا ولسانا طلقا. رواه
الزرندي. وعن سعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنه قال: ما كان في أصحاب النبي صلّى
الله عليه وآله وسلم أحد يقول (سلوني) غير علي كرم الله تعالى وجهه. رواه الصالحاني
بإسناده عن الحافظ أبي بكر بن مردويه، عن أبي عبد الله الحافظ، عن محمد بن يعقوب،
عن العباس بن محمد الذوري، عن يحيى بن معين، عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد،
عن سعيد بن المسيب. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الفاضل
العالم المعاصر الأستاذ توفيق أعلم في (أهل البيت) (ص 216 ط سنة 1390 ه) قال:
ويقول الإمام: اسألوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده لا تسألوني في شيء فيما
بينكم وبين الساعة، ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا أنبأتكم
ص 478
بناعقها وقائدها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها. ومنها ما رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم العلامة أبو الفرج الأصفهاني في (الأغاني) (ج 13 ص 308 ط دار الفكر)
قال: حدثني أبو عبيد الله الصيرفي، قال حدثنا الفضل بن الحسن المصري، قال حدثنا أبو
نعيم، عن بسام الصيرفي، عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا عليه السلام يخطب فقال: سلوني
قبل أن تفقدوني. فقام إليه ابن الكواء فقال: ما الذاريات ذروا؟ قال: الرياح. قال:
ما المقسمات أمرا؟ قال: الملائكة. قال: فمن الذين بدلوا نعمة الله كفرا؟ قال:
الأفجران من قريش بنو أمية وبنو مخزوم. قال: فما كان ذو القرنين نبيا أم ملكا؟ قال:
كان عبدا مؤمنا - أو قال: صالحا - أحب الله وأحبه، ضرب ضربة على قرنه الأيمن فمات،
ثم بعث وضرب ضربة على قرنه الأيسر فما وفيكم مثله (1). ومنهم العلامة ابن المغازلي
في (مناقبه) (ص 430 ط طهران). روى الحديث عن أبي الطفيل بعين ما تقدم عن (الأغاني).
(هامش)
(1) أراد به نفسه وأنه يضرب ضربه إلى قرنه، وهو من جملة أخباره الغيبة. (*)
ص 479
ومنهم العلامة مجد الدين مبارك بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) (ص
9 من نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: قال النزال بن سيرة الهلالي: واقعنا من علي
ذات يوم طيب نفس ومزاح فذكر حديثا، وفيه قالوا: يا أمير المؤمنين حدثنا عن نفسك.
قال: قد نهى الله عن التزكية. فقالوا: إن الله تعالى يقول (وأما بنعمة ربك فحدث).
قال: كنت امرء ابتدئ فأعطي وأسكت فابتدأ، وإن تحت الجوارح مني لعلما جما، سلوني -
الحديث (1).
(هامش)
(1) وباقي الحديث هكذا: فقام ابن الكوا فقال: يا أمير قال الله تعالى في كتابه
(والذاريات ذروا). قال: هي الريح. قال: فأخبرنا عن (الحاملات وقرأ). قال: ثكلتك أمك
سل تفقها ولا تسأل تعنتا، سل عما يعينك فقال: قوله (والسماء ذات الحبك). قال: ويحك
ذات الخلق الحسن. قال: فأخبرنا عن قوله (وأحلوا قومهم دار البوار). قال: أولئك قريش
كفيتموهم. قال: فأخبرنا عن المجرة التي في السماء. قال: هي أبواب السماء التي صب
الله عز وجل منها الماء المنهمر على قوم نوح. قال: فأخبرنا عن قوس قزح. قال: ثكلتك
أمك لا تقل قزح فإن قزح الشيطان ولكن قل (قوس الله)، وهو أمان لأهل الأرض من الغرق.
قال: فأخبرنا عن هذا السواد الذي في القمر. قال: أعمى سأل عن عمياء، قول الله عز
وجل (فمحونا آية الليل). قال: فأخبرنا كم بين المشرق والمغرب؟ قال: مسيرة يوم للشمس
من قال غير هذا كذب. قال: يا أمير المؤمنين فأخبرنا عن قوله (قل هل أنبأكم
بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم صنعا). قال:
أولئك = (*)
ص 480
ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش
المسند ج 5 ص 345 ط الميمنية بمصر). روى من طريق الشعبي في طرق الإيمان عن ابن
عرعرة قال: قال علي: سلوني عما شئتم ولا تسألوني إلا عما ينفع أو يضر - الحديث (1).
(هامش)
= القسيسون والرهبان. ومد عليّ عليه السّلام بها صوته وقال: وما أهل النهر عنهم
ببعيد. قال: وما خرج أهل النهر بعد. (1) وباقي الحديث هكذا: فقال رجل يا أمير
المؤمنين ما (الذاريات ذروا)؟ قال: ويحك ألم أقل لك لا تسأل إلا عما ينفع أو يضر،
تلك الرياح. قال: فما (الحاملات وقرا)؟ قال: هي السحاب. قال: فما (الجاريات يسرا).
قال: تلك السفن. قال: فما (المقسمات أمرا). قال: تلك الملائكة. قال: فما (الجوار
الكنس). قال: الكواكب. قال: فما (السقف المرفوع). قال: السماء. قال: فما (البيت
المعمور). قال: بيت في السماء يقال له الضراح وهو بحيال الكعبة من فوقها حرمته في
السماء كحرمة البيت في الأرض يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة فلا يعودون
فيه أبدا. قال رجل: يا أمير المؤمنين أخبرني عن هذا البيت. قال: هو أول بيت وضع
للناس. قال: كانت البيوت قبله وقد كان نوح يسكن البيوت ولكنه أول بيت وضع للناس
مباركا وهدى للعالمين. قال: فأخبرني عن بنائه. قال: أوحى الله تعالى إلى إبراهيم
عليه السلام أن ابن لي بيتا، فضاق إبراهيم ذرعا، فأرسل الله إليه ريحا يقال لها
السكينة وقال لها الخجوج لها عينان ورأس، وأوحى الله تعالى إلى إبراهيم: أن يسير
إذا سارت ويقيل إذا قالت، فسارت حتى انتهت إلى موضع البيت فتطوقت عليه مثل الجحفة
وهي بأزاء البيت المعمور يدخله = (*)
ص 481
ومنهم الحافظ أبو جعفر بن جرير الطبري في (تفسير جامع البيان) (ج 21 ص 187 ط
القاهرة) قال: حدثنا ابن حميد، قال ثنا جرير، عن عبد الله بن الرفيع، عن أبي الطفيل
قال: قال ابن الكواء لعلي، فذكر نحوه. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال ثنا ابن ثور، عن
معمر، عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل، قال: شهدت عليا (رض) وقام إليه ابن
الكواء. فذكر نحوه. حدثنا أبو كريب، قال ثنا طلق بن غنام، عن زائدة، عن عاصم، عن
علي ابن ربيعة قال: سأل ابن الكواء عليا. فذكر بنحوه. حدثني يونس، قال أخبرنا ابن
وهب، قال ثنى يحيى بن أيوب، عن أبي
(هامش)
= كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة، فجعل إبراهيم وإسماعيل
يبنيانه كل يوم سافا، فإذا اشتد عليهما الحر استظلا في ظل الجبل، فلما بلغا موضع
الحجر قال إبراهيم لإسماعيل: ائتني بحجر أضعه يكون علما للناس. فاستقبل إسماعيل
الوادي وجاء بحجر، فاستصغره إبراهيم ورمى به قال: جئني بغيره، فذهب إسماعيل وهبط
جبرئيل على إبراهيم بالحجر الأسود وجاء إسماعيل فقال إبراهيم: قد جاء من لم يكلني
فيه إلى حجرك. فبنى البيت وجعل يطوفون حوله ويصلون حتى ماتوا وانقرضوا، فتهدم البيت
فبنته العمالقة فكانوا يطوفون به حتى ماتوا وانقرضوا، فتهدم البيت فبنته قريش فلما
بلغوا موضع الحجر اختلفوا في وضعه فقالوا: أول من يطلع الباب، فطلع النبي (ص)
فقالوا: قد طلع الأمين، فبسط ثوبا ووضع الحجر وسطه أمر بطون قريش فأخذ كل بطن منهم
بناحية من الثوب ووضع بيده. الحارث وابن راهويه والصابوني في المائتين، وروى بعضه
الأزرقي. (*)
ص 482
صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن أبي الصهباء البكري، عن عليّ بن أبي طالب عليه
السّلام نحوه. حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة أن رجلا سأل عليا
عليه السّلام. فذكر نحوه. حدثنا ابن حميد، قال ثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي
ثابت، عن أبي الطفيل، عن علي (رض) مثله. حدثنا ابن بشار، قال ثنا يحيى، عن سفيان،
عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبط الطفيل قال: سأل. فذكر مثله. ومنهم العلامة أبو عطا
الشهير بحسن الزمان الهندي في (الفقه الأكبر) (ج 2 ص 4 ط حيدر آباد) قال: قال ابن
أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن خالد قال: أتيت الرحبة فإذا بنفر جلوسا
قريبا من ثلاثين أو أربعين رجلا، فقعدت معهم فخرج علينا علي فما رأيت أنكر أحدا من
القوم غيري، فقال: ألا رجل يسأل فينتفع وينتفع جلساؤه. ولابن عبد البر في العلم عن
خالد بن عرعرة قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: ألا رجل يسأل فينتفع وينتفع جلساؤه.
ولابن أبي شيبة ومسند أبي يعلى وابن جرى والبيهقي في السنن وابن عبد البر في العلم
عن أبي صالح قال: قال علي: سلوني فإنكم لا تسألون مثلي. ومنها ما رواه القوم:
ص 483
منهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الشهير بابن عساكر
المتوفى سنة 473 في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 20 ط دار المعارف في
بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا
أبو القاسم السهمي، أنبأنا عبد الله بن عدي، أنبأنا محمد بن علي بن مهدي، أنبأنا
الحسن بن سعيد بن عثمان، أنبأنا أبي، أنبأنا أو مريم - يعني عبد الغفار بن القاسم -
أنبأنا حران بن أعين، أنبأنا أبو الطفيل عامر بن وائلة قال: خطب علي بن أبي طالب في
عامة فقال: يا أيها الناس إن العلم يقبض قبضا سريعا، وأني أوشك أن تفقدوني
فاسألوني، فلن تسألوني عن آية من كتاب الله إلا نبأتكم بها وفيما أنزلت، وإنكم لن
تجدوا أحدا من بعدي يحدثكم. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو
القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الشهير بابن عساكر المتوفى سنة 573 في
(ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 22 ط دار المعارف في بيروت) قال: أخبرنا
أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، وأبو الفضل بن خيرون، قالا
أنبأنا أبو القاسم ابن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصواف، أنبأنا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة، أنبأنا المنجاب بن الحرث، أنبأنا أبو مالك المحيي عن الحجاج، عن سلمة بن
كهيل، عن أبي الطفيل، قال: سمعت عليا وهو يخطب الناس فقال: يا أيها الناس سلوني
فإنكم لا تجدون أحدا بعدي هو أعلم بما تسألونه
ص 484
مني ولا تجدون أحدا أعلم بما بين اللوحين مني فسلوني. ومنها ما رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الشهير بابن عساكر
المتوفى سنة 573 في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 20 ط دار المعارف في
بيروت) قال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا
محمد ابن أحمد بن محمد بن رزقويه إملاء، أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز
أنبأنا محمد بن غالب بن حرب الضبي، أنبأنا أبو سلمة، أنبأنا ربعي بن عبد الله ابن
الجارود بن أبي سبرة، حدثني سيف بن وهب قال: دخلت على رجل بمكة يكنى أبا الطفيل،
فقال: أقبل علي بن أبي طالب، ذات يوم حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله ما بين لوحي المصحف آية تخفى علي فيما
أنزلت ولا أين نزلت ولا ما عنى بها. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة أبو المحاسن الروياني في (الإحكام على ما في مثالب النواصب) (ص 185 نسخة
مكتبة صاحب العبقات في لكنهو) قال: إنه ولد في زمن عمر مولودان ملتزقان أحدهما حي
والآخر ميت، فقال
ص 485
يفصل بينهما بحديد، فأمر أمير المؤمنين أن يحفر للميت قبر إلى قامة الحي ويهال عليه
التراب ويوضع الحي أياما. ففعل ذلك فتميز الحي من الميت. ومنها ما رواه جماعة من
أعلام القوم: منهم العلامة أبو المحاسن الروياني في (الإحكام على ما في مثالب
النواصب) (ص 185 نسخة مكتبة صاحب العبقات في لكنهو) قال: وأتي الثاني بامرأة تزوج
بها شيخ، فلما أن واقعها مات على بطنها، فجاءت بولد فادعا بنوه أنها فجرت، فأمر
برجمها فرآها أمير المؤمنين فقال: أي يوم تزوجها وفي أي يوم واقعها وكيف كان جماعه
لها. وقال: ردوا المرأة، فلما أن كان من الغد بعث إليها فجاءت ومعها ولدها، ثم دعا
أمير المؤمنين الصبيان فقال لهم: العبوا حتى إذا لهاهم اللعب صاح بهم أمير
المؤمنين، فاتكأ الغلام على يديه عند نهوضه فورثه من أبيه وجلد إخوته حد المفتري
وقال: عرفت ضعف الشيخ باتكاء الغلام على راحتيه حين أراد القيام. ومنها ما رواه
جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 30 ط بيروت)
قال: أخبرنا أبو عثمان الخيري بقراءتي عليه من أصله، أخبرنا أبو الفضل جعفر ابن
الفضل الوزير بمكة، قال أخبرنا علي بن محمد بن الجهم، أخبرنا أحمد
ص 486
ابن المنصور الرمادي، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، أخبرنا أبو بكر بن عياش، عن
عاصم بن بهدلة، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ما رأيت أحدا أقرأ من علي بن أبي
طالب، وكان يقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء من كتاب الله إلا أخبرتكم بليل
نزلت أم بنهار، أو في سهل أو جبل. و(رواه أيضا) ابنه الحسين الشهيد عنه. ومنها ما
رواه جماعة من أعلام القوم منهم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 30 ط
بيروت) قال: حدثني أبو العلى الحسين بن أحمد القاضي، قال أخبرنا أبو محمد التميمي
قال حدثنا أبو عمرو إسماعيل بن عبد الله، قال حدثنا أحمد بن الحرب الزاهد، حدثنا
صالح بن عبد الله الترمذي، حدثنا الحسين بن محمد، عن سليمان بن قرم عن سعيد بن
حنظلة، عن علقمة بن قيس قال: قال علي: سلوني يا أهل الكوفة قبل أن لا تسألوني،
فوالذي نفسي بيده ما نزلت آية إلا وأنا أعلم بها أين نزلت وفي من نزلت، في سهل أم
جبل أو في مسير أم في مقام. وفي (ص 33 الطبع المذكور): حدثني الحسين بن أحمد، قال
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد، قال حدثنا
أحمد بن حرب، قال أخبرنا صالح ابن عبد الله، عن الحسين بن محمد بن سليمان بن قرم،
عن سعيد بن حنظلة، عن علقمة بن قيس قال: قال علي: سلوني يا أهل الكوفة قبل أن لا
تسألوني، فوالذي نفسي بيده ما نزلت آية إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيمن نزلت، أفي
ص 487
سهل أم في جبل أم في مسير أم في مقام.
جملة من أقضيته البديعة

وهي كثيرة قد تقدم
نقل بعضها في (ج 8 ص 67 إلى ص 87) وننقل هيهنا جملة مما لم ننقلها هناك أو نقلناه
وننقله هيهنا عمن لم نرو عنه هناك: منها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 26 مخطوط) قال: روى عن زر بن حبيش: جلس
اثنان يتغديان ومع أحدهما خمسة أرغفة وآخر ثلاثة أرغفة، وجلس إليهم ثالث واستأذنهما
في أن يصيب من طعامهما فأذنا له، فأكلوا على السواء ثم ألقى إليهما ثمانية دراهم
وقال: هذا عوض ما أكلت من طعامكما، فتنازعا في قسمتها فقال صاحب الخمسة لي خمسة ولك
ثلاثة، وقال صاحب الثلاثة بل نقسمها على السواء، فترافعا إلى عليّ عليه السّلام
فقال لصاحب الثلاثة: إقبل من صاحبك ما عرض عليك، فأبى وقال: ما أريد إلا مر الحق.
فقال علي: لك في الحق درهم واحد وله سبعة: قال: وكيف ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال:
لأن الثمانية أربعة وعشرون ثلثا لصاحب الخسمة خمسة عشر ولك تسعة وقد استويتم في
الأكل فأكلت ثمانية ولك واحد وأكل صاحبك ثمانية وبقي له سبعة وأكل الثالث ثمانية
سبعة لصاحبك وواحدا لك. فقال: رضيت الآن. أخرجه القلقي.
ص 488
ومنهم العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 181 مخطوط). روى الحديث من طريق
الطبراني بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) مضمونا. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين
محب الله السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 14 ط گلشن فيض في لكنهو). روى الحديث من
طريق أبي عمر عن عاصم عن زر بن حبيش بمعنى ما تقدم لكنه ذكر في آخره قال: ولا يجب
لك في مر الحق إلا واحد. فقال له الرجل: فعرفني بالوجه في مر الحق حتى أقبل. فقال
علي: أليس الثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثا أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا يعلم
الأكثر منكم أكلا ولا الأقل، فتحملون في أكلكم على السواء. قال: بلى. قال: وأكلت
أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث، وأكل صاحب ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثا
أكل منها ثمانية، وبقي له سبعة أكلها صاحب الدراهم، وأكل لك واحد من تسعة فلك واحد
بواحدك وله سبعة. فقال الرجل: رضيت الآن. ومنهم العلامة الشيخ طه بن مهنا بن محمد
شارح صحيح البخاري في شرح (رسالة الحلبي) (ص 91 ط بولاق). روى عن زر بن حبيش بعين
ما تقدم عن (وسيلة النجاة). ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد العلي القرشي
الهندي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 361 ط دهلي). روى الحديث من
طريق الطبراني عن زر بن حبيش بمعنى ما تقدم عن (مناقب العشرة).
ص 489
ومنهم العلامة الشيخ عطاء حسيني بك الحنفي في (حلي الأيام في سيرة سيد الأنام) (ص
209 ط القاهرة). روى الحديث عن زر بن حبيش بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 182
مخطوط) قال: وتزوج رجل امرأتين فولدتا ذكرا وأنثى في ليلة واحدة، فاختصما في الصبي
إلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فأمرهما أن يزنا حليبهما فمن رجح لبنها فهي أم
الصبي لقوله للذكر مثل حظ الأنثيين). ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير) (ج 5 ص 193 وص 194 ط دار العربية ببغداد) قال:
حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا خالد بن سليمان الشيباني، عن عامر، عن رجل من
حضر موت، عن زيد بن أرقم أن عليا عليه السّلام كان باليمن فأتاه ثلاثة يتنازعون في
ولد كلهم يزعم أنه ابنه، فخلا باثنين فقال: أتطيبان نفسا لهذا بالولد؟ قالا: لا.
خلا باثنين فقال لهما مثل ذلك فقالا: لا. فقال: أراكم شركاء متشاكسون وأنا مقرع
بينكم، فأقرع بينه فجعل للذي أصابته
ص 490
القرعة وغرمه ثلثي الدية للباقين. وقال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا جندل
بن والق، ثنا عبد الرحيم بن سليمان (ح) وثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عثمان
بن أبي شيبة ثنا جرير، عن محمد بن سالم، عن عاصم، عن علي بن دري الحضرمي، عن زيد
ابن أرقم قال: كنت عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه كتاب من عليّ عليه
السّلام فيه: إن ثلاثة نفر يختصمون في غلام وطأوا أمه في الجاهلية في طهر واحد كلهم
يدعيه أنه ابنه، فقضيت بينهم أن أقرعت بينهم وجعلته للقارع منهم على أن للآخرين
ثلثي الدية. فضحك النبي صلّى الله عليه وآله وسلم حتى بدا ناجذاه، ثم قال: لا أعلم
فيها إلا ما قضى علي. ومنهم الحافظ أبو بكر بن عبد الله بن الزبير القرشي الأسدي
المكي الشافعي في (المسند) (ج 2 ص 345 ط مكتبة السلفية في المدينة المنورة) قال:
حدثنا الحميدي، قال ثنا سفيان، قال ثنا الأجلح بن عبد الله بن حجية الكندي، عن
الشعبي، عن عبد الله بن أبي الخليل، عن زيد بن أرقم قال: أتى علي بن أبي طالب
باليمن في ثلاثة نفر وقعوا على جارية لهم في طهر واحد فجاءت بولد، فقال علي لاثنين
منهم: أتطيبان به نفسا لصاحبكما؟ قالا: لا، ثم قال للآخرين: أتطيبان به نفسا
لصاحبكما؟ قال: لا. فقال علي: أنتم شركاء متشاكسون إني مقرع بينكم فأيكم أصابته
القرعة ألزمته الولد وأغرمته ثلثي قيمة الجاري لصاحبيه، فلما قدمنا على رسول الله
صلّى الله عليه وآله وسلم ذكرنا ذلك له فقال: ما أعلم فيها لا ما قال علي.
ص 491
ومنهم العلامة الشهير الزبير بكار القرشي في (الأخبار الموفقيات) (ص 363 ط بغداد).
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (مسند الحميدي). ومنهم العلامة المولوي ولي الله
اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 71). روى الحديث عن
زيد بن الأرقم بعين ما تقدم عن (مسند الحميدي). ومنها ما رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم اليماني الشيرواني في
(حديقة الأفراح لإزالة الأتراح) (ص 51 ط المطبعة الميمنية بالقاهرة) قال: روى الشيخ
بهاء الدين العاملي رحمه الله تعالى أن أعرابيا سأل عليا عليه السلام، فقال: إني
رأيت كلبا وطأة شاة فأولدها ولدا، فما حكم ذلك في الحل؟ فقال عليه السلام: اعتبره
في الأكل، فان أكل لحما فكلب، وإن أكل علف فشاة. فقال الأعرابي: رأيته هذا تارة
وهذا أخرى. فقال عليه السلام: اعتبره في الشرب، فإن كرع فهو شاة وإن ولغ فكلب. فقال
الأعرابي: وجدته ولع مرة ويكرع أخرى. فقال: اعتبره في المشي مع الماشية فإن تأخر
عنها فكلب وإن تقدم أو توسط فهو شاة. فقال: وجدته مرة هكذا ومرة هكذا. قال: اعتبر
في الجلوس فإن برك فشاة وإن أقعى فكلب. قال: إنه يفعل هذا مرة وهذا أخرى. قال:
اذبحه فإن وجدته له كرشا فهو شاة وإن وجدت أمعاء فكلب.
ص 492
فبهت الأعرابي عند ذلك من علم أمير المؤمنين عليه السلام. ومنها ما رواه جماعة من
أعلام القوم: منهم العلامة قطب الدين أحمد الشهير بالشاه ولي الله بن عبد الرحيم
العمري الفاروقي الدهلوي في (قرة العينين في تفضيل الشيخين) (ص 182 ط دهلي). روى عن
عطاء بن السائب، عن أبي ظبيان الجهني أن عمر بن الخطاب أتى بامرأة قد زنت فأمر
برجمها، فذهبوا ليرجموها فلقيهم علي فقال: ما هذه؟ قالوا: زنت فأمر عمر برجمها.
فانتزعها علي من أيديهم وردهم، فرجعوا إلى عمر فقال: ما ردكم؟ فقال: ردنا علي. قال:
ما فعل هذا علي إلا لشيء قد علمه فأرسل إلى علي فجاء وهو شبه المغضب فقال: ما لك
رددت هؤلاء؟ قال: أما سمعت النبي صلّى الله عليه وآله وسلم يقول (رفع القلم عن
ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المبتلى حتى يعقل). قال:
بلى. قال علي: فإن هذه مبتلاة بني فلان فلعله أتاها وهو بها. ومنهم العلامة أبو
الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي في (عون المعبود في شرح سنن أبي داود) (ج 12 ص 76
ط السقية بالمدينة المنورة) قال: حدثنا ابن السرح، أنبأنا ابن وهب، أخبرني جرير بن
حازم، عن سليمان ابن مهران، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس. فذكر الحديث بمثل ما تقدم
عن (قرة العينين). وقال حدثنا هناد، عن أبي الأحوص (ح)، وأخبرنا عثمان بن أبي شيبة،
ص 493
أخبرنا جرير المعنى، عن عطاء بن السائب، عن أبي ظبيان، قال: هناد الجنبي. فذكر
الحديث بمثل ما تقدم عن (قرة العينين). ومنهم الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي بن
عبد الله بن سلام بن سعد المنذري في (مختصر سنن أبي داود) (ج 6 ص 230 ط مطبعة
المحمدية بالقاهرة). روى الحديث عن ابن عباس بمثل ما تقدم في (قرة العينين) عن أبي
ظبيان. وفي (ص 231 الطبع المذكور): روى الحديث عن أبي ظبيان وهو حصين بن جندب بمثل
ما تقدم في (قرة العينين). ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أحمد
بن حنبل في (المسند) (ج 1 ص 77 ط الميمنية بمصر) قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي،
ثنا أبو سعيد، ثنا إسرائيل، ثنا سماك، عن حنش، عن علي قال: بعثني رسول الله صلّى
الله عليه وآله وسلم إلى اليمن، فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية للأسد، فبيناهم كذلك
يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر ثم تعلق رجل آخر حتى صاروا فيها أربعة، فجرحهم
الأسد فانتدب له رجل بحربة فقتله وماتوا من جراحتهم كلهم، فقاموا أولياء الأول إلى
أولياء الآخر فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم عليّ عليه السّلام على تفيئة ذلك
فقال: تريدون أن تقاتلوا ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم حي إني أقضي بينكم
قضاء
ص 494
إن رضيتم فهو القضاء وإلا حجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبي صلّى الله عليه وآله
وسلم فيكون هو الذي يقضي بينكم فمن من عدا بعد ذلك فلا حق له، اجمعوا من قبائل
الذين حفروا البئر ربع الدية وثلث الدية ونصف الدية والدية كاملة، فللأول الربع
لأنه هلك من فوقه، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية، وللرابع الدية كاملة،
فأبوا أن يرضوا فأتوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وهو عند مقام إبراهيم فقصوا
عليه القصة فقال: أنا أقضي بينكم واحتبى، فقال رجل من القوم: إن عليا قضى فينا،
فقصوا عليه القصة فأجازه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. ومنهم العلامة
الطحاوي المتوفى سنة 580 في (مشكل الآثار) (ج 3 ص 58 ط حيدر آباد الدكن) قال: حدثنا
فهد، قال ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، قال ثنا إسرائيل ابن يونس، عن سماك
بن حرب، عن حنش وهو ابن المعتمر، عن علي. فذكر الحديث بمعنى ما تقدم عن (المسند).
ثم قال: وحدثنا روح بن الفرج، قال ثنا يوسف بن عدي، ثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب،
عن حنش بن المعتمر. فذكر الحديث بمعناه أيضا. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب
العشرة) (ص 26 مخطوط). روى من طريق أحمد في المناقب عن عليّ عليه السّلام قال: إن
رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بعثه إلى اليمن فوجد أربعة وقعوا في حفرة حفرت
ليصار فيها الأسد سقط أولا رجل فتعلق بآخر وتعلق الآخر بآخر حتى تساقطوا الأربعة
فجرحهم الأسد وماتوا من جراحته، فتنازع أولياؤهم حتى هموا وكادوا يقتتلون فقال عليّ
عليه السّلام: أنا أقضي بينكم فإن رضيتم فهو القضاء وإلا حجزت
ص 495
بعضكم عن بعض حتى تأتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ليقضي بينكم، اجمعوا من
القبائل الذين حفروا البئر ربع الدية وثلثها ونصفها ودية كاملة، فللأول ربع الدية
لأنه أهلك من فوه، والذي يليه ثلثها لأنه أهلك من فوقه، والثالث النصف لأنه أهلك من
فوقه، للرابع الدية كاملة. فأبوا أن يرضوا فأتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله
وسلم فلقوه عند مقام إبراهيم فقصوا عليه القصة فقال: أقضي بينكم واحتبى ببرده، فقال
رجل من القوم: إن عليا قضى بيننا، فلما قصوا عليه القصة أجازه. ومنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن عمرو النبيل الضحاك الشيباني في (كتاب الديات) (ص 65 ط مطبعة التقدم)
قال: حدثني أحمد بن الفرات، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن حنش.
فذكر الحديث بمعنى ما تقدم عن (المسند). ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله القرشي
الحنفي الهندي في (تفريح الأحباب) (ص 321 ط دهلي). روى الحديث بمعنى ما تقدم عن
(المسند). ومنهم العلامة المولوي محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 152 ط
لكنهو). روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (المسند). ومنهم العلامة المولوي ولي الله
اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 70). روى الحديث
بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) و(المسند).
ص 496
ومنهم علامة الأدب أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم النيسابوري الميداني
المتوفى سنة 518 في (مجمع الأمثال) (ج 1 ص 91 ط مطبعة السعادة بمصر) قال: قال
المؤرخ: حدثني سعيد بن سماك بن حرب، عن أبيه، عن ابن المعتمر قال: أتي معاذ بن جبل
بثلاثة نفر قتلهم أسد في زيبة فلم يدر كيف يفتيهم، قال عليا عليه السّلام وهو محتب
بفناء الكعبة فقال: قصوا علي خبركم. قالوا: صدنا أسدا في زيبة، فاجتمعنا فتدافع
الناس عليها، فرموا برجل فيها فتعلق الرجل بآخر فتعلق الآخر بآخر فهووا فيها
ثلاثتهم، فقضى عليّ عليه السّلام أن للأول ربع الدية والثاني النصف والثالث الدية
كلها، فأخبر النبي (ص) بقضائه فيهم فقال: لقد أرشدك الله للحق. ومنهم العلامة
المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 103 ط حيدر آباد الدكن). روى
الحديث من طريق أبي داود الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وابن منيع وابن جرير وصححه
عن علي بعين ما تقدم عن (المسند). ومنهم العلامة الشيخ قطب الدين أحمد الشهير
بالشاه ولي الله بن عبد الرحيم العمري الفاروقي الدهلي في (قرة العينين في تفضيل
الشيخين) (ص 158 ط دهلي). روى الحديث من طريق أحمد بمعنى ما تقدم عنه في (المسند).
ص 497
ومنهم العلامة العسقلاني في (تلخيص التحبير) (ج 4 ص 30 شركة الطباعة الفنية
بالقاهرة). روى الحديث من طريق أحمد والبزار والبيهقي، عن حنش، عن علي بعين ما تقدم
عن (المسند) مخلصا. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 128 مخطوط).
روى الحديث من طريق أحمد في (المناقب) بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم
العلامة الشيخ مخدوم محمد هاشم السندي في (بذل القوة في حوادث سني النبوة) (ص 289 ط
لجنة الأدب في حيدر آباد پاكستان). روى الحديث بمعنى ما تقدم. ومنها ما رواه جماعة
من أعلام القوم: منهم الحافظ الكبير عبد الرزاق الصنعاني في (المصنف) (ج 9 ص 327 ط
حبيب الرحمن الأعظمي في بيروت). روى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري وقتادة قالا في
العينين الدية كاملة وفي العين نصف الدية فما ذهب فبحساب ذلك. قيل لمعمر: وكيف يعلم
ذلك؟ قال: بلغني عن علي أنه قال: يغمض عينه التي أصيبت، ثم ينظر بالأخرى فينظر أين
ينتهي بصره، ثم ينظر بالتي أصيبت فما نقص فبحسابه.
ص 498
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبي عبيد أحمد بن محمد بن أبي
عبيد العبيدي في (الغريين) (ص 174 مخطوط) قال: في حديث عليّ عليه السّلام: قاس عينا
ببيضة جعل عليها خطوطا يريد أن يعلم مقدار ما ذهب من ضوئها فيخط عليه الخطوط ويقول
للمصاب بعينه كم ترى من الخطوط، ثم يراها الصحيح ثم ينسب ذلك إليه. ومنها ما رواه
جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم
الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 61 ط
مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال: وقضى عليّ عليه السّلام في رجل فر من رجل يريد
قتله، فأمسكه له آخر حتى أدركه فقتله، ويقربه رجل ينظر إليهما وهو يقدر على تخليصه،
فوقف ينظر إليه حتى قتله، فقضى أن يقتل القاتل، ويحبس الممسك حتى يموت، وتفقأ عين
الناظر الذي وقف ينظر ولم ينكر.
ص 499
ومنهم علامة الفقه عبد الله بن مسلم الدينوري في (عريب الحديث) (ج 2 ص 116 ط
بغداد). روى الحديث إلى قوله (يريد). ومنهم العلامة الشهير الزبير بن بكار القرشي
في (الأخبار الموفقيات) (ص 88 ط بغداد) قال: روى عن شريح قال: تقدمت إلي امرأة
فقالت: إني امرأة ولي إحليل ولي فرج. فقال شريح لها: قد كان لأمير المؤمنين علي
عليه السلام في هذه قضية ورث من حيث جاء البول. فقالت: إنه يجئ منهما. فقال لها:
فمن أين سابق البول. قالت: ليس منهما يستوجبان (ويجيئان خ) في وقت واحد وينقطعان في
وقت واحد. فقال لها: إنك لتخبرني بعجب. قالت: أخبرك بما هو أعجب من هذا، تزوجني ابن
عم لي وأخدمني خادما فوطئتها فأولجتها، وإنما جئتك لما ولد لي لتفرق بيني وبين
زوجي. فقام شريح من مجلس القضاء فدخل على علي عليه السلام فأخبره، فقال علي: علي
بالمرأة، فأدخلت فقال: أحق ما يقول القاضي؟ قالت: هو كما قال. قال: فدعا بزوجها
فقال: هذه امرأتك وابنة عمك؟ قال: نعم. قال: فعلمت ما كان. قال: نعم. قال: أخدمتها
خادما فوطئتها فأولدتها أنت بعد. قال: نعم. قال: لا أنت أخس من خاصي أسد علي بدينار
الخادم وامرأتين، فجئ بهم فقال: خذوا هذه المرأة إن كانت امرأة فأدخلوها بيتا
وألبسوها ثيابا وعدوا أضلاع جنبيها، ففعلوا فقال: عدد الأيمن أحد عشر وعدد الأيسر
اثنا عشر. فقال علي: الله أكبر فأمر لها برداء وحذاء وألحقها بالرجال. فقال زوجها:
يا أمير المؤمنين زوجتي وابنة عمي فرقت بيني وبينها فألحقتها بالرجال، عمن أخذت هذه
القصة؟ قال: إني أخذتها عن أبي
ص 500
آدم عليه السلام، إن الله عز وجل خلق حواء ضلعا من أضلاع آدم، فأضلاع الرجال أقل من
أضلاع النساء بضلع. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ شمس
الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في (الطرق
الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 63 ط شركة مساهمة مصرية) قال: وقضى رضي الله عنه في
مولود ولد له رأسان وصدران في حقوا واحد، فقالوا له: أيورث ميراث اثنين أم ميراث
واحد؟ فقال: يترك حتى ينام ثم يصاح به، فإن انتبها جميعا كان له ميراث واحد، وإن
انتبه واحد وبقي الآخر، كان له ميراث اثنين. إلى أن قال: فقد روى محمد بن سهل،
حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، حدثني عمارة ابن زيد، حدثنا عبد الله بن العلاء، عن
الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أتي عمر بن الخطاب بانسان له رأسان وفمان
وأربع أعين وأربع أيد وأربع أرجل وإحليلان ودبران، فقالوا: كيف يرث يا أمير
المؤمنين؟ فدعا بعلي فقال: فيها قضيتان إحداهما: ينظر إذا نام، فإن غط غطيط واحد
فنفس واحدة، وإن غط كل منهما فنفسان، وأما القضية الأخرى: فيطعمان ويسقينان، فإن
بال منهما جميعا وتغوط منهما جميعا فنفس واحدة، وإن بال من كل واحد منهما على حدة
وتغوط من كل واحد على حدة فنفسان. فلما كان بعد ذلك طلبا النكاح فقال عليّ عليه
السّلام: لا يكون فرج في فرج وعين تنظر، ثم قال علي: أما إذ
|