ص 501
قد حدث فيهما الشهوة فإنهما سيموتان جميعا سريعا، فما لبثا أن ماتا وبينهما ساعة أو
نحوها. ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في (منال الطالب في مناقب الإمام علي
بن أبي طالب) (ص 118 مخطوط). فمنها (أي قضاوته الحق) إن سبعة أنفس خرجوا من الكوفة
مسافرين، فغابوا مدة ثم عادوا وقد فقد منهم واحد، فجاءت امرأته إلى علي عليه السلام
فقالت: يا أمير المؤمنين أن زوجي سافر هو وجماعته وقد أدوا دونه فأتيتهم وسألتهم
عنه فلم يخبروني بحاله وقد اتهمتهم بقتله وأسألك إحضارهم واستكشاف حالهم، فأحضرهم
عليه السلام وفرقهم وأقام كل واحد منهم إلى سارية من سواري المسجد ووكل بهم رجل
يمنع أن يقرب منه أحد ليحادثه، ثم استدعى واحدا فحدثه وسأله عن حال الرجال فأنكر،
فلما أنكر رفع عليه السلام صوته بالتكبير فقال: الله أكبر. فلما سمع الباقون صوت
علي عليه السلام مرتفعا اعتقدوا أن رفيقهم قد أقر وحكى لعلي صورة الحال، ثم
استدعاهم واحدا واحدا فأقروا بقتله بناءا على أن صاحبهم قد أخبر عليا عليه السلام
بما فعلوه. فلما أقروا بذلك قال الأول: يا أمير المؤمنين هؤلاء قد أقروا وأنا ما
أقررت. قال له علي عليه السلام: هؤلاء رفقاؤك قد شهدوا عليك فما ينفعك إنكارك بعد
شهادتهم فاعترف أنه شاركهم في قتله، فلما تكمل اعترافهم بقتله أقام عليهم حكم الله
تعالى وقتلهم به. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم:
ص 502
منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى
سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 53 ط مطبعة مصر شركة مساهمة
مصرية) قال: ومن الحكم بالفراسة والأمارات: ما رواه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع،
عن أبيه قال: خاصم غلام من الأنصار أمه إلى عمر بن الخطاب، فجحدته فسأله البينة فلم
تكن عنده، وجاءت المرأة بنفر فشهدوا أنها لم تتزوج وإن الغلام كاذب عليها وقد
قذفها، فأمر عمر بضربه، فلقيه عليّ عليه السّلام فسأل عن أمرهم فأخبر، فدعاهم ثم
قعد في مسجد النبي (ص) وسأل المرأة فجحدت، فقال للغلام: إجحدها كما جحدتك. فقال: يا
ابن عم رسول الله (ص) إنها أمي. فقال: إجحدها وأنا أبوك والحسن والحسين أخواك. قال:
قد جحدتها وأنكرتها. فقال علي لأولياء المرأة: أمري في هذه المرأة جائز؟ قالوا: نعم
وفينا أيضا. فقال علي: أشهد من حضر أني قد زوجت هذا الغلام من هذه المرأة الغريبة
منه، يا قنبر ائتني بطينة فيها دراهم، فأتاه بها فعد أربعمائة وثمانين درهما فدفعها
مهرا لها وقال للغلام: خذ بيد امرأتك ولا تأتينا إلا وعليك أثر العرس. فلما ولي
قالت المرأة: يا أبا الحسن الله الله هو النار هو والله ابني. قال: وكيف ذلك؟ قالت:
إن أباه كان زنجيا وأن إخوتي زوجوني منه فحملت بهذا الغلام، وخرج الرجل غازيا فقتل
وبعثت بهذا إلى حي بني فلان فنشأ فيهم وأنفت أن يكون ابني. فقال علي: أنا أبو
الحسن، وألحقه بها وثبت نسبه. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم:
ص 503
منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي سنة 751
في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 77 ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال:
وقال الأصبغ بن نباتة: بينا عليّ عليه السّلام جالسا في مجلسه إذ سمع صيحة فقال: ما
هذا؟ فقالوا: رجل سرق ومعه من يشهد عليه، فأمر بإحضارهم فدخلوا فشهد الشاهدان عليه
أنه سرق درعا، فجعل الرجل يبكي ويناشد عليا أن يتثبت في أمره، فخرج علي إلى مجمع
الناس بالسوق فدعا بالشاهدين فأشهدهما الله وخوفهما، فأقام على شهادتهما، فلما
رآهما لا يرجعان أمر بالسكين وقال: ليمسك أحدكما يده ويقطع الآخر. فتقدما ليقطعاه
فهاج الناس واختلط بعضهم ببعض وقام علي عن الموضع فأرسل الشاهدان يد الرجل وهربا.
فقال علي: من يدلني على الشاهدين الكاذبين؟ فلم يقف لهما أحد على خبر، فخلى سبيل
الرجل. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد
الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة
الشرعية) (ص 262 ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال: وقد روى زيد بن أرقم قال: أتي
عليّ عليه السّلام وهو باليمن بثلاثة وقعوا على امرأة في طهر واحد، فسأل اثنين
أتقران لهذا بالولد. قالا: لا، حتى سألهم جميعا، فجعل كلما سأل اثنين قالا: لا،
فأقرع بينهم فألحق الولد بالذي صارت إليه القرعة، وجعل عليه ثلثي الدية. قال: فذكرت
ذلك للنبي (ص)
ص 504
فضحك حتى بدت نواجذه. وفي لفظ (فذكرت ذلك للنبي فقال: لا أعلم إلا ما قال علي).
أخرجه الإمام أحمد في المسند وأبو داود والنسائي وابن ماجة والحاكم في صحيحه. ومنهم
العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 26 مخطوط). روى الحديث من طريق أحمد في
المناقب عن زيد بن أرقم بمعنى ما تقدم وفي آخره: فذكروا ذلك لرسول الله (ص) فقال:
لا أجد فيها لا ما قال علي. ومنهم العلامة القاضي محمد بن علي اليماني الصنعاني في
(إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول) (ص 257 ط مصطفى البابي الحلبي
بالقاهرة) قال: روى أحمد في (المسند) أن ثلاثة وقعوا على امرأة في طهر فأتوا عليا
يختصمون في الولد، فأقرع بينهم فبلغ النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فقال: لا أعلم
فيها إلا ما قال علي. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي
الشافعي نزيل مكة والمتوفى بها سنة 1047 في (وسيلة المآل في عد مناقب الآل) (ص 129
ألفه سنة 1027 باسم الشريف إدريس شريف مكة المكرمة والنسخة مصورة من النسخة
المخطوطة التي في المكتبة الظاهرية بدمشق الشام) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب
العشرة) إلى قوله: وروى ومنهم العلامة الشيخ قطب الدين أحمد الشهير بالشاه ولي الله
بن عبد الرحيم العمري الفاروقي الدهلوي في (قرة العينين في تفضيل الشيخين) (ص 158).
روى الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عن (الطرق الحكمية).
ص 505
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله
محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة
الشرعية) (ص 57 ط شركة مساهمة مصرية) قال: ورأيت في أقضية عليّ عليه السّلام نظير
هذه القضية وإن المضروب ادعى أنه أخرس، وأمر أن يخرج لسانه وينخس بإبرة فإن خرج
الدم أحمر فهو صحيح اللسان، وإن خرج أسود فهو أخرس. ومنها ما رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الزبيدي في (تاج العروس) (ج 8 ص 37 ط
القاهرة) في مادة (عول) قال: إن عليا عليه السّلام سئل عنها (أي مسألة من مات وله
ابنتان وأبوان وامرأة) وهو على المنبر من غير روية: صار ثمنها تسعا. ومنها ما رواه
جماعة من أعلام القوم:
ص 506
منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى
سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 199 ط مطبعة مصر شركة مساهمة
مصرية) قال: وقال ابن شيبة: حدثنا وكيع، حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن
الشعبي، عن مسروق أن سنة غلمان ذهبوا يسبحون فغرق أحدهم، فشهد ثلاثة على اثنين
أنهما أغرقاه، وشهد اثنان على ثلاثة أنهم أغرقوه، فقضى علي ابن أبي طالب على
الثلاثة بخمسي الدية وعلى الاثنين بثلاثة أخماسها. ومنها ما رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم علامة الفقه والأدب أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي المتوفى سنة 224 في
كتابه (غريب الحديث) (ج 3 ص 477 ط حيدر آباد) قال: وقال أبو عبيد: في حديثه (أي علي
عليه السلام) في الرجل الذي سافر مع أصحاب له فلم يرجع حين رجعوا، فأتهم أهله
أصحابه فرفعوهم إلى شريح، فسألهم البينة على قتله فارتفعوا إلى علي فأخبروه بقول
شريح فقال علي: أوردها سعد وسعد مشتمل * * يا سعد لا تروى بهذاك الإبل قال: أن أهون
السقي التشريع. قال: ثم فرق بينهم وسألهم فاختلفوا ثم أقروا بقتله.
ص 507
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى
سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 51 ط مطبعة شركة مساهمة مصرية)
قال: قال أصبغ بن نباتة: إن شابا شكا إلى عليّ عليه السّلام نفرا، فقال: إن هؤلاء
خرجوا مع أبي في سفر فعادوا ولم يعد أبي، فسألتهم عنه فقالوا: مات، فسألتهم عن ماله
فقالوا: ما ترك شيئا، وكان معه مال كثير، وترافعنا إلى شريح فاستحلفهم وخلى سبيلهم،
فدعا علي الشرط، فوكل بكل رجل رجلين وأوصاهم أن لا يمكنوا بعضهم يدنو من بعض، ولا
يمكنوا أحدا يكلمهم، ودعا كاتبه ودعا أحدهم فقال: أخبرني عن أبي هذا الفتى أي يوم
خرج معكم؟ وفي أي منزل نزلتم؟ وكيف كان مسيركم؟ وبأي علة مات؟ وكيف أصيب ماله؟
وسأله عمن غسله ودفنه؟ ومن تولى الصلاة عليه؟ وأين دفن؟ ونحو ذلك. والكاتب يكتب،
فكبر علي فكبر الحاضرون، والمتهمون لا علم لهم إلا أنهم ظنوا أن صاحبهم قد أقر
عليهم. ثم دعا آخر بعد أن غيب الأول عن مجلسه فسأله كما سأل صاحبه، ثم الآخر كذلك
حتى عرف ما عند الجميع، فوجل كل واحد منهم يخبر بضد ما أخبر. به صاحبه، ثم أمر برد
الأول فقال: يا عدو الله قد عرفت عنادك وكذبك بما سمعت من أصحابك وما ينجيك من
العقوبة إلا الصدق، ثم أمر به إلى السجن وكبر، وكبر معه الحاضرون. فلما أبصر القوم
الحال لم يشكوا أن صاحبهم أقر عليه، فدعا آخر منهم فهدده فقال: يا أمير المؤمنين
والله لقد كنت كارها لما صنعوا. ثم دعا الجميع فأقروا بالقصة، استدعى الذي في السجن
وقيل له: قد أقر أصحابك ولا ينجيك
ص 508
سوى الصدق، فأقر بكل ما أقر به القوم، فأغرمهم الماد وأفاد منهم بالقتيل. ومنها ما
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة السيد عباس بن علي بن نور الدين الموسوي
المكي في (نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس) (ج 1 ص 348 الطبعة القديمة بمصر). روى
سعد بن ظريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: أتي عمر بن الخطاب بجارية فشهد عليها شهود
أنها بغت، وكان من قصتها أنها كانت يتيمة عند رجل وكان للرجل امرأة كثيرا ما يغيب
عن أهله فشبت اليتيمة فتخوفت المرأة أن يتزوجها زوجها إذا رجع إلى منزله، فدعت
بنسوة من جيرانها فأمسكتها ثم افتضتها بأصبعها، فلما قدم زوجها سأل امرأته عن
اليتيمة، فرمتها بالفاحشة وأقامت البينة من جيرانها على ذلك. قال: فرفع الرجل ذلك
إلى عمر، فأرسلها عمر مع رجل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فأتوا عليا وقصوا
عليه القصة، فقال لامرأة الرجل: ألك بينة؟ قالت: نعم، هؤلاء جيراني يشهدون عليها
بما أقول، فأخرج علي السيف من غمده وطرحه بين يديه، ثم أمر بكل واحدة من الشهود،
فأدخلت بيتا ثم دعى بامرأة الرجل، فأدارها بكل واحدة من الشهود، فأدخلت إلى البيت
التي كانت فيه ثم دعى بإحدى الشهود وجثا على ركبتيه وقال لها: أتعرفيني أنا علي بن
أبي طالب وهذا سيفي وقد قالت امرأة الرجل ما قالت ورجعت إلى الحق وأعطيتها الأمان،
فأصدقيني وإلا ملأت سيفي منك. فالتفت المرأة إلى علي، فقالت: الأمان على الصدق.
فقال لها علي:
ص 509
فأصدقيني. قالت: ولا والله ما زنت اليتيمة ولكن امرأة الرجل لما رأت حسنها وجمالها
وهيئتها خافت فساد زوجها فسقتها المسكر ودعتنا فأمسكناها فافتضتها بأصبعها. فقال
علي عليه السلام الله أكبر، الله أكبر، أنا أول من فرق بين الشهود إلا دانيال عليه
السلام. ثم حد المرأة حد القاذف وألزمها ومن ساعدها على افتضاض اليتيمة المهر لها
أربعمائة درهم، وفرق بين المرأة والرجل وزوجه اليتيمة وساق عنه المهر إليها من
ماله. فقال عمر بن الخطاب: فحدثنا يا أبا الحسن بحديث دانيال عليه السلام. فقال: إن
دانيال كان غلاما يتيما لا أب له ولا أم وإن امرأة من بني إسرائيل عجوزا ضمته إليها
وربته، وإن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان وكان له صديق وكان من ملوك بني
إسرائيل وكان رجلا صالحا وكانت له امرأة جميلة وكان يأتي الملك فيحدثه، فاحتاج
الملك إلى رجل يبعثه في بعض أموره، فقال للقاضيين: اختارا لي رجلا أبعثه في بعض
أموري. فقالا: فلان. فوجهه الملك، فقال الرجل للقاضيين: أوصيكما بامرأتي خيرا.
فقالا: نعم، فخرج الرجل وكان القاضيان يأتيان باب الصديق، فعشقا امرأته فراوداها عن
نفسها، فأبت عليهما، فقالا لها: إن لم تفعلي شهدنا عليك عند الملك بالزنا ليرجمك،
فقالت: إفعلا ما شئتما، فأتيا الملك، فشهدا عليها أنها بغت وكان لها ذكر حسن جميل.
فدخل على الملك من أمر عظيم واشتد غمه وكان بها معجبا، فقال لهما: إن قولكما مقبول،
فأجلوها ثلاثة أيام ثم أرجموها، ونادى في مدينته احضروا قتل فلانة العابدة، فإنها
قد بغت وشهد عليها القاضيان بذلك، فأكثر الناس القول في ذلك، فقال الملك لوزيره: ما
عندك في هذا حيلة؟ فقال: لا والله
ص 510
ما عندي في شي، فما كان اليوم الثالث ركب الوزير وهو آخر أيامها، فإذا هو بغلمان
عراة يلعبون وفيهم دانيال، فقال دانيال: يا معاشر الصبيان تعالوا حتى أكون أنا
الملك وتكون أنت يا فلان العابدة ويكون فلان وفلان القاضيان الشاهدان عليها، ثم جمع
ترابا وجعل سيفا من قصب ثم قال للغلمان: خذوا بيد هذا فنحوه إلى موضع كذا والوزير
واقف، وخذا هذا فنحوه موضع كذا ثم دعى بأحدهما، فقال له: قل حقا فإنك إن لم تقل حقا
قتلتك. قال: نعم، في أي يوم؟ قال: يوم كذا وكذا. قال: في أي وقت؟ قال: في وقت كذا
وكذا. قال: في أي موضع؟ قال: في موضع كذا وكذا. قال: مع من؟ قال: مع فلان. فقال:
ردوا هذا إلى مكانه وهاتوا الآخر، فردوه وجاؤا بالآخر فسأله عن ذلك، فخالف صاحبه في
القول، فقال دانيال: الله أكبر، الله أكبر شهدا عليها بزور. ثم نادى الغلمان أن
القاضيين شهدا على فلانة بالزور، فاحضروا قتلهما، فذهب الوزير إلى الملك مبادرا،
فأخبره بالخبر، فبعث الملك إلى القاضيين، فأحضرهما ثم فرق بينهما وفعل بهما كما فعل
دانيال بالغلامين، فاختلفا كما اختلفا فنادى في الناس وأمر بقتلهما. ومنهم العلامة
الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم بن الجوزية الحنبلي المتوفى سند 751 في
(الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 72 ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال:
وقرأت في كتاب أقضية عليّ عليه السّلام بغير إسناد: أن امرأة رفعت إلى علي وشهد
عليها أنها بغت وكان من قضيتها: أنها كانت يتيمة عند رجل وكان
ص 511
للرجل امرأة وكان كثير الغيبة عن أهله فشبت اليتيمة فخافت المرأة أن يتزوجها فدعت
نسوة حتى أمسكنها فأخذت عذرتها بإصبعها، فلما قدم زوجها من غيبته رمتها المرأة
بالفاحشة، وأقامت البينة من جاراتها اللواتي ساعدنها على ذلك. فسأل المرأة: ألك
شهود؟ قالت: نعم هؤلاء جاراتي يشهدن بما أقول. فأحضرهن علي وأحضر السيف وطرحه بين
يديه وفرق بينهن فأدخل كل امرأة بيتا، فدعا امرأة الرجل فأدارها بكل وجه فلم تزل عن
قولها، فردها إلى البيت الذي كانت فيه ودعا بإحدى شهود وجثا على ركبتيه وقال: قالت
المرأة ما قالت ورجعت إلى الحق وأعطيتها الأمان، وإن لم تصدقيني لأفعلن ولأفعلن.
فقالت: لا والله ما فعلت إلا أنها رأت جمالا وهيبة فخافت فساد زوجها، فدعتنا
وأمسكناها حتى افتضتها بإصبعها. فقال علي: الله أكبر أنا أول من من فرق بين
الشاهدين. فألزم المرأة حد القذف وألزم النسوة جميعا العفو، وأمر الرجل أن يطلق
المرأة وزوجه اليتيمة وساق إليها المهر من عنده. ثم حدثهم: إن دانيال كان يتيما لا
أب له ولا أم، وأن عجوزا من بني إسرائيل ضمته وكفلته وإن ملكا من ملوك بني إسرائيل
كان له قاضيان. وكانت امرأته مهيبة جميلة، تأتي الملك فتناصحه وتقص عليه، وأن
القاضيين عشقاها فراوداها عن نفسها فأبت، فشهدا عليها عند الملك أنها بغت. فدخل
الملك من ذلك أمر عظيم واشتد غمه، وكان بها معجبا، فقال لهما: إن قولكما مقبول،
وأجلها ثلاثة أيام، ثم يرجمونها، ونادى في البلد: احضروا رجم فلانة. فأكثر الناس في
ذلك، وقال الملك لثقته: هل عندك من حيلة؟ فقال: ماذا عسى عندي - يعني وقد شهد عليها
القاضيان - فخرج ذلك الرجل في اليوم الثالث، فإذا هو بغلمان يلعبون وفيهم دانيال
وهو لا يعرفه، فقال دانيال:
ص 512
يا معشر الصبيان تعالوا حتى أكون أنا الملك وأنت يا فلان المرأة العابدة وفلان
وفلان القاضيين الشاهدين عليها. ثم جمع ترابا وجعل سيفا من قصب وقال للصبيان: خذوا
بيد هذا القاضي إلى مكان كذا وكذا، ففعلوا ثم دعى الآخر فقال له: قل الحق فإن لم
تفعل قتلتك بأي شيء تشهد؟ والوزير واقف ينظر ويسمع. فقال: أشهد أنها بغت. قال: متى؟
قال: في يوم كذا وكذا. قال: مع من؟ قال: مع فلان ابن فلان. قال: في أي مكان؟ قال:
في مكان كذا وكذا. فقال: ردوه إلى مكانه وهاتوا الآخر، فردوه إلى مكانه وجاءوا
بالآخر فقال: بأي شيء تشهد؟ قال: بغت. قال: متى؟ قال: يوم كذا وكذا. قال: مع من؟
قال مع فلان بن فلان. قال: وأين؟ قال: في موضع كذا وكذا. فخالف صاحبه. فقال دانيال:
الله أكبر شهدا عليا والله بالزور فاحضروا قتلهما. فذهب الثقة إلى الملك مبادرا
فأخبره الخبر، فبعث إلى القاضيين ففرق بينهم وفعل بهما ما فعل دانيال فاختلفا كما
اختلف الغلامان، فنادى الملك في الناس: أن احضروا قتل القاضيين فقتلهما ومنها ما
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم
الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 61 ط
شركة مساهمة مصرية) قال: وقضى علي في امرأة تزوجت، فلما كان ليلة زفافها أدخلت
صديقها
ص 513
الحجلة سرا وجاء الزوج فدخل الحجلة، فوثب إليه الصديق فاقتتلا فقتل الزوج الصديق،
فقامت إليه المرأة فقتلته، فقضى بدية الصديق على المرأة ثم قتلها بالزوج. وإنما قضى
بدية الصديق عليها لأنها هي التي كانت عرضته لقتل الزوج له فكانت هي المتسببة في
قتله وكانت أولى بالضمان من الزوج المباشر، لأن المباشر قتله قتلا مأذونا فيه دفعا
عن حرمته. فهذا من أحسن القضاء الذي لا يهتدي إليه كثير من الفقهاء وهو الصواب.
ومنهم العلامة السيد محمد مرتضى الزبيدي في (تاج العروس) (ج 4 ص 420 ط مصر) قال:
ومنه حديث علي رضي الله تعالى عنه أنه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية
أثلاثا، هن ثلاث جوار كن يلعبن فتراكبن فقرصت السفلى الوسطى فقمصت فسقطت العليا
فوقصت عنقها، فجعل ثلثي الدية على الثنتين وأسقط ثلث العليا لأنها أعانت على نفسها.
ومنهم العلامة الشيخ منصور بن يونس الحنبلي في (كشف القناع) (ج 6 ص 12 ط مكتبة
النصر الحديثة بالرياض) قال: إن ثلاث جوار اجتمعت فركب إحداهن على عنق أخرى وقرصت
الثالثة المركوبة فقمصت فسقطت الراكبة فوقصت عنقها فماتت، فرفع ذلك إلى علي فقضى
بالدية أثلاثا على عواقلهن وألقى الثلث الذي قابل فعل الواقصة لأنها أعانت على قتل
نفسها.
ص 514
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم علامة الأدب أبو محمد القاسم بن علي
الحريري في (درة الغواص في أوهام الخواص) (ص 52 ط مكتبة المثنى في بغداد) قال: وروى
في قضايا عليّ عليه السّلام أنه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثا،
وتفسيره أن ثلاث جوار ركب إحداهن الأخرى فقرصت الثالثة المركوبة فقمصت فسقطت
الراكبة ووقصت، فقضى للتي وقصت - أي اندق عنقها - بثلثي الدية على صاحبتيها وأسقط
الثلث باشتراك فعلها فيما أفضى إلى وقصها. والواقصة هاهنا معنى الموقوصة. ومنها ما
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن
القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص
78 ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال: وجاءت إلى عليّ عليه السّلام امرأة فقالت:
إن زوجي وقع على جاريتي بغير أمري. فقال للرجل: ما تقول؟ قال: ما وقعت عليها إلا
بأمرها. فقال: إن كنت صادقة رجمته وإن كنت كاذبة جلدتك الحد، وأقيمت الصلاة وقام
ليصلي ففكرت في نفسها فلم تر لها فرجا في أن يرجم زوجها ولا أن تجلد، فولت ذاهبة
ولم يسأل عنها علي.
ص 515
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة)
(ص 182 مخطوط) قال: في الفصول المهمة في معرفة الأئمة: جاء رجلان إلى النبي صلى
الله عليه وآله وسلم فقال أحدهما: يا رسول الله إن بقة هذا قتلت حماري. فبادر الرجل
وقال: لا ضمان على البهائم. فأمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عليا أن يقضي
بينهما، فقال: أكانا مرسلين أم مشدودين أم أحدهما مشدود والآخر مرسل؟ فقال: كان
الحمار مشدودا والبقرة مرسلة وصاحبها معها. فقال: على صاحب البقرة ضمان الحمار،
فأمضى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم حكمه. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الله حمادي البكري
الصديقي الحنبلي المتوفى سنة 597 في كتابه (أخبار الظراف والمتماجنين) (ص 16 ط
مكتبة الحديرية). روى عن حنش بن المعتمر أن رجلين أتيا امرأة من قريش فاستودعاها
مائة دينار وقالا: لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه حتى نجتمع، فلبثا حولا فجاء
أحدهما إليها فقال: إن صاحبي قد مات فادفعي إلي الدنانير. فأبت، فلم يزالوا بها حتى
دفعتها إليه، ثم لبث حولا فجاء الآخر فقال: إدفعي إلي الدنانير.
ص 516
فقالت: إن صاحبك جاءني فزعم أنك مت فدفعتها إليه. فاختصما إلى عمر بن الخطاب فأراد
أن يقضي عليها، فقالت: أنشدك الله أن تقضي بيننا ارفعنا إلى علي فرفعهما إلى علي،
فعرف أنهما قد مكرا بها، فقال: أليس قلتما لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه؟ قال:
بلى. فقال علي: ما لك عندنا شيء فجئ بصاحبك حتى ندفعها إليكما. ومنهم العلامة الشيخ
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في (الطرق
الحكمية ف السياسة الشرعية) (ص 36 ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية). روى الحديث بعين
ما تقدم عن (أخبار الظراف). ومنهم العلامة المولوي محمد مبين السهالوي في (وسيلة
النجاة) (ص 150 ط لكنهو). روى الحديث بعين ما تقدم عن (أخبار الظراف). ومنها ما
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 126
مخطوط) قال: وعن محمد بن يحيى بن حيان بن منقذ كانت تحته امرأتان هاشمية وأنصارية
فطلق الأنصارية ثم مات على رأس الحول، فجاءت الأنصارية وقالت: لن تنقضي عدتي.
فارتفعوا إلى عثمان وقال: ليس لي به علم، فارتفعوا إلى علي فقال علي:
ص 517
تحلفين عند منبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أنك لم تحيضي ثلاث حيضات فلك
الميراث، فحلفت وأشركت في الميراث. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة
751 في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 58 ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية)
قال: وأوصى رجل إلى آخر: أن يتصدق عنه من هذا الألف دينار بما أحب، فتصدق بعشرها،
وأمسك الباقي، فخاصموه إلى علي، وقالوا: يأخذ النصف ويعطينا النصف. فقال: أنصفوك.
قال: إنه قال لي: أخرج منها ما أحببت. قال: فأخرج عن الرجل تسعمائة والباقي لك.
قال: وكيف ذلك؟ قال: لأن الرجل أمرك أن تخرج ما أحببت وقد أحببت التسعمائة فأخرجها.
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله
محمد بن القيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة
الشرعية) (ص 66 ط مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية) قال: ومن قضايا عليّ عليه السّلام
أنه أتي برجل وجد في خربة بيده سكين
ص 518
متلطخ بدم وبين يديه قتيل يتشحط في دمه، فسأله فقال: أنا قتلته. قال: اذهبوا به
فاقتلوه. فلما ذهبوا به أقبل رجل مسرعا فقال: يا قوم لا تعجلوا ردوه إلى علي فردوه
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه أنا قتلته، فقال علي للأول: ما حملك على
أن قلت: أنا قاتله ولم تقتله؟ قال: يا أمير المؤمنين وما أستطيع أن أصنع؟ وقد وقف
العسس على رجل يتشحط في دمه وأنا واقف وفي يدي سكين وفيها أثر الدم وقد أخذت في
خربة فخفت أن لا يقبل مني وأن يكون قسامة، فاعترفت بما لم أصنع واحتسبت نفسي عند
الله. فقال علي: بئسما صنعت فكيف كان حديثك؟ قال: إني رجل قصاب، خرجت إلى حانوتي في
الغلس فذبحت بقرة وسلختها، فبينما أنا أصلحها والسكين في يدي أخذني البول، فأتيت
خربة كانت بقربى فدخلتها فقضيت حاجتي وعدت أريد حانوتي، فإذا أنا بهذا المقتول
يتشحط في دمه، فراعني أمره فوقفت أنظر إليه والسكين في يدي، فلم أشعر إلا بأصحابك
قد وقفوا علي فأخذوني، فقال الناس: هذا قتل هذا ما له قاتل سواه فأيقنت أنك لا تترك
قولهم لقولي فاعترفت بما لم أجنه. فقال علي للمقر الثاني: فأنت كيف كانت قصتك؟
فقال: أغواني إبليس فقتلت الرجل طمعا في ماله، ثم سمعت حس العسس فخرجت من الخربة
واستقبلت هذا القصاب على الحال التي وصف، فاستترت منه ببعض الخربة حتى أتى العسس
فأخذوه وأتوك به، فلما أمرت بقتله علمت أني سأبوء بدمه أيضا فاعترفت بالحق. فقال
للحسن: ما الحكم في هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين إن كان قد قتل نفسا فقد أحيا نفسا
وقد قال الله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا). فخلى علي عنهما وأخرج
دية القتيل من بيت المال.
ص 519
مقالة رسول الله (ص) له حيث بعثه قاضيا إلى اليمن: إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك

قد تقدم نقل الأحاديث الدالة عليها في (ج 8 ص 34 إلى ص 47) وننقلها هيهنا عمن لم
ننقل عنه هناك: فمنهم العلامة ابن المغازلي في (مناقبه) (ص 248 ط طهران). أخبرنا
أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الأزهري، أن أبا بكر أحمد بن إبراهيم بن
الحسن بن شاذان البزار أخبرهم إذنا، ثنا إسماعيل بن سعدان، أخبرنا أبي، ثنا عبيد
الله بن موسى، عن شيبان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، عن علي عليه السلام قال:
بعثني رسول الله (ص) إلى اليمن فقلت: يا رسول الله تبعثني إلى قوم شيوخ ذوي أسنان،
إني أخاف أن لا أصيب. فقال رسول الله: إن سيثبت لسانك ويهدي قلبك. وقال أيضا:
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى
الحافظ إذنا، حدثنا أحمد بن الفضل القاضي المنقري قدم علينا حدثنا أبو كريب محمد بن
العلا، حدثنا محمد بن معاوية، عن شيبان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، عن علي
عليه السلام بعين ما تقدم. أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو عمر محمد بن
العباس حيوية الخراز إذنا، حدثنا أبو عبيد بن حربويه، حدثنا الحسن بن الصباح، حدثنا
أبو معاوية الضرير، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي عليه
السلام قال: بعثني رسول الله (ص) إلى اليمن لأقضي بينهم. قال: فقلت
ص 520
يا رسول الله إني لا علم لي بالقضاء، فضرب يده على صدري وقال: اللهم أهد قلبه وثبت
لسانه. قال: فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا. أخبرنا محمد بن أحمد
بن عثمان، أخبرنا أبو الحسن محمد بن المظفر ابن موسى بن عيسى الحافظ إذنا، حدثنا
محمد بن الحسين بن حفص، حدثنا علي بن المثنى التهوي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد،
حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي عليه السلام
بعين ما مر ثانيا. ومنهم العلامة الشيخ غياث الدين محمد بن أبي الفضل محمد بن عبد
الله العاقولي في (الرصف) (ص 313 ط الكويت). روى من طريق أبي داود عن عليّ عليه
السّلام قال: بعثني رسول الله (ص) إلى اليمن قاضيا فقلت: يا رسول الله ترسلني وأنا
حدث السن ولا علم لي بالقضاء. فقال: إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك، فإذا جلس بين
يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنه أحرى أن تبين لك
القضاء. قال: فما زلت قاضيا - أو ما شككت في قضاء - بعد. ومنهم العلامة النقشبندي
في (مناقب العشرة) (ص 25 مخطوط) قال: قال عليّ عليه السّلام: بعثني رسول الله صلّى
الله عليه وآله وسلم إلى اليمن قاضيا وأنا حديث السن، فقلت: يا رسول الله تبعثني
إلى قوم يكون بينهم أحداث أي وقائع فلا علم لي بالقضاء. قال: إن الله سيهدي لسانك
ويثبت قلبك. قال: فما شككت في قضاء بين الاثنين. وفي وراية: إن الله يثبت لسانك
ويهدي قلبك. قال: ثم وضع يده على فمه. أخرجه أحمد.
ص 521
وفي رواية الإسماعيلي والحاكم عنه فقلت: يا رسول الله تبعثني إلى قوم ذوي أسنان
وأنا شاب لا أعلم القضاء، فوضع يده على صدري فقال: إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك.
ومنهم العلامة الروداني في (جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد) (ج 1 ص 259
ط الخيرية في ميرية الهند). روى من طريق الترمذي وأبي داود بعين ما تقدم عن
(الرصف). ومنهم العلامة محمد حبيب الله بن الشيخ السيد عبد الله المشهور بمايابي
الحلبي في (فتح المنعم ببيان ما احتيج لبيانه من زاد المسلم) (المطبوع بذيل زاد
المسلم ج 4 ص 217 ط شركة مساهمة مصرية في القاهرة) قال: قد بعث عليا النبي إلى
اليمن وهو شاب ليقضي بينهم فقال: يا رسول الله إني لا أدري ما القضاء. فضرب رسول
الله صدره بيده وقال: اللهم أهد قلبه وسدد لسانه. قال علي: فوالله ما شككت بعدها في
قضاء بين اثنين.
علمه (ع) بكل ما يكون إلى يوم القيامة

رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ على محفوظ المدرس بقسم التخصص بالأزهر في (الابداع في مضار
الابتداع) (ص 207 ط مطبعة السعادة بمصر). وأيضا من المشهورات جفر الإمام عليّ عليه
السّلام، كتب فيه كل ما يحتاج إليه من العلم وكل ما يكون إلى يوم القيامة - الخ.
وقد تقدم كلمات القوم المصرحة بعلمه بالجفر في (ج 8 ص 18 إلى ص 22) فراجع هناك.
ص 522
حفظه للقرآن على عهد رسول الله وما روي عنه في ترتيب نزول السور

رواه جماعة من
أعلام القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 1 ص 9 ط مصطفى البابي
الحلبي بمصر) قال: اتفق الكل على أن علي عليه السلام كان يحفظ القرآن على عهد رسول
الله صلّى الله عليه وآله وسلم ولم يكن غيره يحفظه، ثم هو أول من جمعه. إلى أن قال:
وإذا رجعت إلى كتب القراءات وجدت أئمة القراء كلهم يرجعون إليه كأبي عمرو ابن
العلاء وعاصم بن أبي النجود وغيرهما، لأنهم يرجعون إلى أبي عبد الرحمن السلمي
القارئ وأبو عبد الرحمن كان تلميذه وعنه أخذ القرآن. ومنهم العلامة ابن عبد البر في
(الاستيعاب) (ج 2 ص 477 ط حيدر آباد) قال: روى الحكم بن عتيبة عن أبي عبد الرحمن
السلمي قال: ما رأيت أحدا أقرأ من علي. ومنهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن
هبة الله الشافعي الشهير بابن عساكر المتوفى سنة 573 في (ترجمة الإمام علي من تاريخ
دمشق) (ج 3 ص 27 ط دار المعارف في بيروت) قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله
إذنا ومناولة وقرأ على إسناده، أنبأنا محمد ابن الحسين، أنبأنا المعافي بن زكريا،
أنبأنا محمد بن الحسن بن زياد، أنبأنا
ص 523
حسين بن الأسود، أنبأنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود،
عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ما رأيت أحدا أقرأ لكتاب الله من علي بن أبي طالب.
ومنهم العلامة الغرناطي في (مقدمة التفسير) (ص 13 ط المحمدية بالقاهرة) قال: قال
الشيخ أبو سهل: حدثنا أبو طلحة سريح بن عبد الكريم التميمي، ومحبر ابن محمد، وأبو
يعقوب يوسف بن علي، ومحمد بن فراس الطالقانيون قالوا: حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد
بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي، قال حدثنا سليمان بن حرب المكي، قال
حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن علي بن أبي طالب
عليه السّلام أنه قال: سألت النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عن ثواب القرآن،
فأخبرني بثواب كل سورة على نحو ما أنزلت من السماء، وبأن أول ما أنزل عليه بمكة
فاتحة الكتاب، ثم (س 96) اقرأ باسم ربك، ثم (س 68): نون والقلم، ثم (س 74): يا أيها
المدثر، ثم (س 73): يا أيها المزمل، ثم (س 81): إذا الشمس ثم (س 87): سبح اسم ربك،
ثم (س 92): والليل، ثم (ص 89): والفجر، ثم (س 93): والضحى، ثم (س 94): ألم نشرح، ثم
(س 103): والعصر، ثم (س 100): والعاديات، ثم (س 108): الكوثر، ثم (س 102): ألهاكم
ثم (س 107) أرأيت، ثم (س 109): الكافرون، ثم (س 105): ألم، ثم (ص 113): الفلق، ثم
(ص 114): الناس، ثم (س 112): الاخلاص، ثم (س 80): عبس، ثم (س 97): إنا أنزلناه، ثم
(س 91)، والشمس، ثم (س 85): البروج، ثم (س 95): والتين، ثم (س 106): لايلاف، ثم (س
101): القارعة، ثم (س 75): القيامة، ثم (س 104): همزة، ثم (س 77): المرسلات
ص 524
ثم (س 50): قاف، ثم (س 90): البلد، ثم (س 86): الطارق، ثم (س 54): الساعة، ثم (س
38): ص، ثم (س 7): المص، ثم (س 72): قل أوحي، ثم (س 36) يسن، ثم (س 25): الفرقان،
ثم (س 36): الملائكة، ثم (س 19): كهيعص، ثم (س 20): طه، ثم (س 56): الواقعة، ثم (س
26): الشعراء، ثم (س 27): النمل، ثم (س 28): القصص، ثم (س 17): سبحان، ثم (س 10):
يونس، ثم (س 11): هود، ثم (س 12): يوسف، ثم (س 15): الحجر، ثم (س 6): الأنعام، ثم
(س 37): الصافات، ثم (س 31): لقمان ثم (س 34): ثم (س 39) المدثر ثم الحواميمات (س
46) يتبع بعضها بعضا ثم (س 51): والذاريات، ثم (س 58): الغاشية، ثم (س 18): الكهف،
ثم (س 16): النمل، ثم (س 71): أرسلنا، ثم (س 13): إبراهيم، ثم (س 21): الأنبياء، ثم
(س 23): المؤمنون، ثم (س 32) ألم سجدة، ثم (س 52): والطور ثم (س 67): الملك، ثم (س
69): الحاقة، ثم (س 70): سأل سائل، ثم (س 78): عم يتسائلون، ثم (س 79): النازعات،
ثم (س 82): انفطرت، ثم (س 30): الروم، ثم (س 29): العنكبوت، ثم (س 83): المطففين،
ثم (س 84): انشقت. وما أنزل بالمدينة أول سورة (س 2): البقرة، ثم (س 8): الأنفال،
ثم (س 3): آل عمران، ثم (س 33): الأحزاب، ثم (س 60)، الممتحنة، ثم (س 4): النساء،
ثم (س 99): إذا زلزلت، ثم (س 57): الحديد، ثم (س 47): سورة محمد صلّى الله عليه
وآله وسلم، ثم (س 13): الرعد، ثم (س 55): الرحمن ثم (س 76): أتى، ثم (س 65):
الطلاق، ثم (س 98): لم يكن، ثم (س 59): الحشر، ثم (س 110): إذا جاء نصر الله، ثم (س
24): النور، ثم (س 22): الحج، ثم (س 63): المنافقون، ثم (س 58): المجادلة، ثم (س
49):
ص 525
الحجرات، ثم (س 66): التحريم، ثم (س 62): الجمعة، ثم (س 64): التغابن، ثم (ي 48):
الفتح، ثم (س 5): المائدة، ثم (س 9): التوبة، ثم (س 53): النجم. فهذا ما أنزل
بالمدينة، ثم قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: جميع سور القرآن مائة وأربع عشرة
سورة، وآيات القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية وست وثلاثون آية، وجميع حروف القرآن
ثلاث مائة ألف حرف واحد وعشرون ألف حرف ومائتان وخمسون حرفا، لا يرغب في تعلم
القرآن إلا السعداء ولا يعهد قراءته إلا أولياء الرحمن.
كان علي (ع) أقرأ الناس
للقرآن

قد تقدم نقل الأحاديث الدالة عليه في (ج 7 ص 637 إلى ص 639) وننقلها هيهنا
عمن لم ننقل عنه هناك: فمنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 1 ص 23 ط
بيروت) قال: أخبرنا أحمد بن الحسن الحرشي، قال حدثنا محمد بن يعقوب المعقلي، حدثنا
الحسن بن علي بن عفان، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر، عن عاصم عن أبي عبد
الرحمن السلمي قال: ما رأيت أحدا كان أقرأ للقرآن من علي. قال عاصم: أبو عبد الرحمن
قد قرأ على علي عليه السلام. حدثني أبو القاسم الفارسي، قال أخبرنا أبي، قال حدثنا
أبو العباس بن عقدة قال حدثني حريث بن محمد بن حريث بن قطن الحارثي، قال حدثني
إبراهيم بن الحكم بن ظهير، قال حدثني أبي، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس قال:
دعا عبد الرحمن بن عوف نفرا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم
ص 526
فحضرت الصلاة فقدموا علي بن أبي طالب لأنه كان أقرأهم. أخبرنا أبو سعيد الحافظ، قال
أخبرنا أبو الحسين الكهيلي بالكوفة سنة ثلاث وثمانين، أخبرنا أبو جعفر الحضرمي محمد
بن عبد الله بن نصيرة، أخبرنا ابن فضيل عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن [السلمي] قال:
ما رأيت أحدا أقرأ من علي. أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحسين المقري، أنبأنا أبي،
أخبرنا أبو القاسم زيد ابن علي بن أحمد المقرئ الكوفي، أخبرنا أحمد بن محمد بن
سعيد، أخبرنا الحسن بن العباس، أخبرنا حفص بن عمر، عن يحيى بن آدم قال: قلت لأبي
بكر بن عياش، يقولون إن عليا لم يقرأ القرآن. قال: أبطل من قال هذا. حدثنا عاصم بن
أبي النجود، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ما رأيت أقرأ من علي بن أبي طالب.
أخبرنا محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن الحسين بن محمد، عن ابن أبي داود، عن إسحاق
بن إبراهيم، عن سعد بن الصلت، عن عبد الجبار الهمداني، عن أبي إسحاق، عن أبي
الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: أقرض أهل المدينة وأقرأها علي بن أبي طالب عليه
السلام. أخبرنا محمد بن علي، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، أخبرنا أحمد بن محمد الحربي،
أخبرنا إبراهيم بن موسى الفراء، أخبرنا هشيم عانت، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن
عباس: أعلمنا بالقضاء وأقرأنا للقرآن علي بن أبي طالب. أخبرنا أبو سعيد المعادي،
أخبرنا أبو الحسين النهيكي [الكهيلي (خ)] قال: أخبرنا أبو جعفر الحضرمي، عن إبراهيم
بن عيسى بن عبد الله التنوخي، عن يحيى بن يعلى، عن حياة بن شريح، عن حميد بن هاني،
عن علي بن رباح قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم علي
وأبي.
ص 527
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي القايمازي
الشافعي في (معرفة القراء) (ج 3 ص 32 ط دار التأليف بمصر) قال: وروى عاصم بن أبي
النجود عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ما رأيت أحدا كان أقرأ من علي.
جمعه (ع)
للقرآن

قد تقدم نقل الأحاديث الدالة عليه في (ج 7 ص 635 إلى ص 637) وننقله هيهنا
عمن لم ننقل عنه هناك: فمنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ص 26 ط بيروت)
قال: أخبرنا أبو عبد الله الطبري، قال أخبرنا أبي، قال حدثنا أبو علي المقرئ حريث،
عن عبد الرحمن بن أبي حماد، عن الحكم بن ظهير، عن السدي، عن عبد خير، عن علي عليه
السلام أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فأقسم
أن لا يضع على ظهره رداء حتى يجمع القرآن، فجلس في بيته حتى جمع القرآن، فهو أول
مصحف جمع فيه القرآن، جمعه من قلبه، وكان عند آل جعفر. وحدثونا عن أبي العباس بن
عقدة، عن الحسن بن عباس، عن حفص بن عمر، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة
قال: لما بويع لأبي بكر تخلف علي في بيته، فلقيه عمر فقال: تخلفت عن بيعة أبي بكر؟
فقال: إني آليت يمينا حين قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لا أرتدي برداء
إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى أجمع القرآن فإني خشيت أن ينقلب القرآن. قرئ على
الحاكم أبي عبد الله سنة أربعمائة وأنا أصغي، حدثنا محمد بن
ص 528
يعقوب المقلي، قال حدثنا محمد بن منصور الكوفي، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن
ميمون، عن الحكم بن ظهير، عن السدي، عن عبد خير، عن يمان قال: لما قبض النبي صلى
الله عليه وسل أقسم علي - أو حلف - أن لا يضع رداءه على ظهر حتى يجمع القرآن. ومنهم
العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 112 ط حيدر آباد الدكن)
قال: روى عن عبد خير عن علي قال: لما قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أقسمت
أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت
القرآن. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل
بيت سيد المرسلين) (ص 77) قال: أسند عاصم (أي في قراءة القرآن) إلى علي وعبد الله
بن مسعود وزيد وأسند حمزة إلى عثمان وعلي. ومنهم المؤرخ الفاضل المعاصر خالد محمد
خالد المصري في (رجال حول الرسول) (ص 492 ط دار الكتاب العربي في بيروت) قال: توافر
الحفاظ والكتبة كما ذكرنا من قبل على حفظ القرآن وتسجيله، وكان على رأسهم علي بن
أبي طالب وأبي كعب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس زيد بن ثابت رضي الله عنهم
أجمعين.
ص 529
علمه (ع) بالتوراة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولوي الشهير بحسن
الزمان الهندي في (الفقه الأكبر) (ج 2 ص 26) قال: روى عن أصبغ بن نباتة قال: كنا
جلوسا عند علي بن أبي طالب فأتاه يهودي فقال: يا أمير المؤمنين متى كان الله؟ فقمنا
إليه فلهزناه حتى كدنا نأتي على نفسه، فقال علي: خلوا عنه. ثم قال: إسمع يا أخا
اليهود ما أقول لك بأذنك واحفظ بقلبك، فإنما أحدثك عن كتابك الذي جاء به موسى بن
عمران، فإن كنت قد قرأت وحفظته فإنك ستجده كما أقول: إنما يقال (متى كان) لمن لم
يكن ثم كان، فأما من لم يزل بلا كيف يكون بلا كينونة كان لم يزل قبل القبل وبعد
البعد لا يزال بلا كيف ولا غاية ولا ينتهى إليه غاية، انقطعت دونه الغايات فهو غاية
كل غاية. فبكى اليهودي وقال: والله يا أمير المؤمنين إنها لفي التوراة هكذا حرفا
حرفا وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله.
كان علي (ع) واضع علم
النحو

قد تقدم مداركه كن كتب القوم في (ج 7 ص 1 إلى ص 16) وننقل هيهنا عمن لم نرو
عنه هناك: منهم العلامة أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي الحلبي في (مراتب
النحويين) (ص 6 ط القاهرة) قال: ثم كان أول من رسم الناس النحو أبو الأسود الدؤلي
فيما حدثنا به أبو الفضل
ص 530
جعفر بن محمد بن بابتويه، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حميد، قال أخبرنا أبو
حاتم السجستاني. وأخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى، قال حدثنا بن يزيد النحوي، قال
حدثنا أبو عمرو الجرمي، عن الخليل قالوا: وكان أبو الأسود أخذ ذلك عن أمير المؤمنين
علي لأنه سمع لحنا فقال لأبي الأسود: أجعل للناس حروفا، وأشار إلى الرفع والنصب
والجر. ومنهم العلامة أبو سعيد بن الحسن بن عبد الله المرزبان السيرافي في (أخبار
النحويين البصريين) (ص 15 ط بيروت) قال: وقد اختلف الناس في السبب الذي دعا أبا
الأسود إلى ما رسمه من النحو فقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: أخذ أبو الأسود عن علي
بن أبي طالب العربية فكان لا يخرج شيئا مما أخذ عن علي بن أبي طالب إلى أحد حتى بعث
إليه زياد. الخبر. ومنهم العلامة أبو البركات عبد الرحمن كمال الدين بن محمد
الأنباري في (لمع الأدلة في أصول النحو (ص 46 ط مطبعة الكاثوليكية في بيروت) قال:
ثم لو لم يكن من الدلالة على صحته إلا أن وضع قواعد فصوله مرتبة على فروعه وأصوله
ذلك الحبر العظيم علي بن أبي طالب لكان ذلك كافيا، فإنه إذا كان قول واحد من
الصحابة حجة في قول أشرف أئمة الأئمة فما ظنك بقول ذلك الحبر العظيم علي بن أبي
طالب كرم الله وجهه. وقال في (ص 11 ط مصطفى البابي الحلبي بمصر): قال أبو عبيدة
معمر بن المثنى: أخذ أبو الأسود عن علي بن أبي طالب العربية، فكان لا يخرج شيئا مما
أخذه عن علي بن أبي طالب إلى أحد حتى
ص 531
بعث إليه زياد: إعمل شيئا تكون فيه إماما ينتفع الناس به وتعرب به كتاب الله
فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئا يقرء (إن الله برئ من المشركين ورسوله).
فقال: ما ظننت أن أمر الناس صار إلى هذا، فرجع إلى زياد فقال: أنا أفعل ما أمر به
الأمير فليبغني كاتبا لقنا يفعل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه، فأتي
بآخر قال أبو العباس: أحسبه منهم - الخ. ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد
الله محمد بن عثمان الذهبي القايمازي الشافعي في (معرفة القراء) (ج 4 ص 49 ط دار
التأليف بمصر) قال: عبد الله بن عياش بن ربيعة المخزومي المكي هو أول من وضع مسائل
في النحو بإشارة عليّ عليه السّلام، فلما عرضها على علي قال: ما أحسن هذا النحو
الذي نحوت، فمن ذلك سمى النحو نحوا، أخذه عنه ولده أبو حرب بن أبي الأسود ويحيى بن
يعمر وعبد الله بن بريدة وجماعة. ومنهم علامة الأدب الشيخ أبو الفتح ضياء الدين نصر
الله بن أبي الكرام محمد بن الأثير الشافعي الموصلي الجزري المتوفى سنة 637 في
كتابه (المثل السائر) (ج 1 ص 5 ط مطبعة حجازي بالقاهرة) قال: وأول من تكلم في النحو
أبو الأسود الدؤلي، وسبب ذلك أنه دخل على ابنة له فقالت له: يا أبة ما أشد الحر،
متعجبة ورفعت (أشد)، فظنها مستفهمة فقال: شهرنا حر. فقالت: يا أبة إنما أخبرتك ولم
أسألك. فأتى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال: يا أمير المؤمنين ذهبت لغة العرب
ويوشك أن تطاول عليها زمان أن تضمحل. فقال له: وما ذاك؟ فأخبره خبر ابنته، فقال:
هلم صحيفة. ثم أملى عليه (الكلام لا يخرج عن اسم وفعل وحرف جاء لمعنى)
ص 532
ثم رسم له رسوما فنقلها النحويين في كتبهم. ومنهم العلامة ابن منظور المصري في
(مهذب الأغاني) (ص 479 ط مصر). روى الحديث بعين ما تقدم عن (المثل السائر). ومنهم
العلامة الشيخ جمال الدين الحموي في (تجريد الأغاني) (القسم الثاني ج 1 ص 434 ط
شركة مساهمة مصرية بالقاهرة). روى الحديث بعين ما تقدم عن (المثل السائر). ومنهم
العلامة الشيخ أبو الخير محمد بن محمد بن يوسف الشافعي الجزري في (غاية النهاية) (ج
1 ص 345 ط مكتبة الخانجي بمصر) قال: ظالم بن عمرو بن سفيان أبو الأسود الدئلي قاضي
البصرة ثقة جليل، أول من وضع مسائل في النحو بإشارة عليّ عليه السّلام، فما عرضها
على علي قال: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت، فمن ثم سمي النحو نحوا، أسلم في حياة
النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ولم يره، فهو من المخضرمين، أخذ القراءة عرضا عن
(غا) عثمان بن عفان و(غا) عليّ بن أبي طالب عليه السّلامما، روى القراءة عنه أبو
حرب (غا) يحيى بن يعمر، توفي في الطاعون الجارف بالبصرة سنة تسع وستين. ومنهم
العلامة أبو المحاسن يوسف بن أحمد بن محمود اليغموري الدمشقي المتوفى سند 673 في
(نور القبس المختصر من المقتبس) (ص 4 ط المستشرق رودلف زلهايم بقسبادان) قال: كان
عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قد رسم لأبي الأسود الدئلي حروفا
ص 533
يعلمها الناس لما فسدت ألسنتهم، فكان لا يحب أن يظهر ذلك ضنا به بعد عليّ عليه
السّلام، فلما كان زياد وجه إليه أن اعمل شيئا تكون فيه إماما وينتفع به الناس، فقد
كنت شرعت فيه لتصلح ألسنة الناس، فدافع بذلك حتى مر يوما بكلاء البصرة، وإذا قارئ
يقرأ (إن الله برئ من المشركين ورسوله) وفي آخرين، حتى سمع رجلا قال: سقطت عصاتي.
فقال: لا يحل لي بعد هذا أن أترك الناس. فجاء إلى زياد فقال: أنا أفعل ما أمر به
الأمير، فليبغ لي كاتبا حصيفا ذكيا يعقل ما أقول. فأتي بكاتب من عبد القيس فلم
يرضه، فأتي بآخر من ثقيف، فقال له أبو الأسود: إذا رأيتني قد فتحت فمي بحرف فانقط
نقطة على أعلاه، وإذا ضممت فمي فانقط نقطة بن يدي الحرف، وإذا كسرت فاجعل النقطة
تحت الحرف، فإذا أتبعت ذلك غنة فاجعل النقطة نقطتين. ففعل. فهذا نقط أبي الأسود،
وعمل الرفع والنصب والجر. واختلف الناس إليه يتعلمون العربية. وفي (ص 7 الطبع
المذكور): قال أبو الأسود: دخلت يوما على علي بن أبي طالب، فرأيته مطرقا يفكر فقلت:
ما أراك يا أمير المؤمنين مفكرا؟ فقال: قد سمعت من بعض من معي لحنا، وقد هممت أن
أصنع كتابا أجمع فيه كلام العرب. فقلت: إن فعلت ذلك أحييت قوما وأبقيت العربية في
الناس. فألقى إلي صحيفة فيها (الكلام كله: اسم وفعل وحرف، فالاسم ما دل على المسمى،
والفعل ما دل على الحركة، والحرف ما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل). فاستأذنته في أن
أضع في نحو ما صنع شيئا أعرضه عليه، فأذن لي، فألفت كلاما وأتيته به، فزاد فيه
ونقص، وكان هذا أصل النحو.
ص 534
ومنهم العلامة أبو عبد الله القرشي الهاشمي الهندي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل
والأصحاب) (ص 363 ط دهلي) قال: روى عن أبي الأسود الدئلي قال: دخلت على أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب فرأيته مطرقا مفكرا، فقلت: فيم تتفكر يا أمير المؤمنين؟
فقال: إني سمعت ببلدكم هذا لحنا فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية. فقلت: إن فعلت
هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة. ثم أتيته بعد ثلاث فألقى إلي صحيفة فيها (بسم
الله الرحمن الرحيم. الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى والفعل ما
أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل). ثم قال لي: تتبعه
وزد فيه كما وقع لك، واعلم يا أبا الأسود أن الأشياء ثلاثة ظاهر ومضمر وشيء ليس
بظاهر ولا مضمر. قال أبو الأسود: فجمعت منها شيئا وعرضتها عليه، فكان من ذلك حروف
النصب فذكرت منها إن وأن وليت ولعل وكأن ولم أذكر لكن، فقال: لم تركتها؟ فقلت: لم
أحسبها منها. فقال: بل هي منها فردها إليها. رواه أبو القاسم الزجاجي في أماليه.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلي الحنفي ابن المولوي محب الله
السهالوي المتوفى سند 1125 في (وسيلة النجاة) (ص 143 ط لكنهو) قال: قال القاسم
الزجاجي في أماليه: حدثنا أبو جعفر محمد بن رستم الطبراني حدثنا أبو حاتم
السجستاني، حدثني يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا سعد ابن سليم الباهلي، حدثنا أبي،
عن جدي أبي الأسود الدئلي. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تفريح الأحباب) قال: هذا
ما قال السيوطي في تاريخه.
ص 535
ثم قال: وفي حياة الحيوان روي أن عليا وضع له: إن الكلام على ثلاثة أضرب اسم وفعل
وحرف، ثم دفعه إليه وقال: تمم على هذا. وسمي النحو نحوا لأن أبا الأسود قال:
استأذنت عليا في أن أضع نحو ما وضع فسمي لذلك نحوا. وأبو الأسود كان من سادات
التابعين، صحب عليا وشهد معه صفين وكان أكمل الرجال رأيا وأعزهم عقلا ويعد من
الشعراء المحدثين، قيل له: هل شهد معاوية بدرا؟ قال: نعم لكن من الجانب الآخر.
ومنهم الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي المصري المتوفى سنة
911 في كتابه (المزهر) (ج 2 ص 317 ط عيسى البابي الحلبي بمصر) قال: كان أول من رسم
للناس النحو أبو الأسود الدئلي، وكان أبو الأسود أخذ ذلك عن أمير المؤمنين عليّ بن
أبي طالب عليه السّلام، وكان أعلم الناس بكلام العرب، وزعموا أنه كان يجيب في كل
لغة. ومنهم الحافظ عبد الرحمن السيوطي المذكور في كتابه (الاقتراح في علم أصول
النحو) (ص 100 ط حيدر آباد الدكن) قال: اشتهر أن أول من وضع النحو عليّ بن أبي طالب
عليه السّلام لأبي الأسود. ومنهم الإمام فخر الدين محمد الرازي الشافعي قال في
كتابه (المحرر في النحو) (ص 100 ط القاهرة). رسم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام
لأبي الأسود باب أن وباب الإضافة وباب الإمالة، ثم صنف أبو الأسود باب العطف وباب
النعت، ثم صنف باب التعجب وباب الاستفهام، وتطابقت الروايات على أن أول من وضع
النحو
ص 536
أبو الأسود وأنه أخذه أولا عن علي. ومنهم العلامة صاحب (التحفة البهية) (ج 4 ص 51).
نقل عن السيوطي، عن أبي الفرج الأصفهاني أنه قال: أخبرنا أبو جعفر بن رستم الطبري
النحوي، عن عثمان المازني، عن أبي عمر الجرمي، عن أبي الحسن الأخفش، عن سيبويه، عن
الخليل بن أحمد، عن عيسى بن عمر، عن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، عن عنبسة الفيل
وميمون الأقرن، عن يحيى ابن يعمر الليثي أن أبا الأسود الدئلي دخل إلى ابنته
بالبصرة، ذكر القصة ثم ذكر حديثه مع عليّ عليه السّلام. منهم الفاضل المعاصر
الدكتور عبد الرحمن السيد في كتابه (مدرسة البصرة النحوية) (ص 49 توزيع دار المعارف
بمصر). بعد نقل كلمات عدة من المؤرخين وأرباب المعاجم قال: وهذه الروايات المتكاثرة
تكاد تجمع أيضا على أن أبا الأسود وضع النحو بإرشاد علي وبعضها تروى ذلك على لسان
أبي الأسود نفسه. وقال في (ص 50): والصحيح أن أول من وضع النحو عليّ بن أبي طالب
عليه السّلام، لأن الروايات كلها تسنده إلى أبي الأسود وأبو الأسود يسنده إلى علي.
ومنهم العلامة صاحب كتاب (سلاسل الذهب في علم النحو الأدب) (ص 9 و10 ط القاهرة).
ذكر عين مضمون ما نقلناه عن (المزهر) للسيوطي. وفي (ص 41 الطبع المذكور):
ص 537
ويقول السيرافي في كتابه أخبار النحويين البصريين (ص 15 و16) ما لفظه: وقد اختلف
الناس في السبب الذي دعى أبا الأسود ما رسمه من النحو، فقال أبو عبيدة معمر بن
المثنى: أخذ أبو الأسود عن علي بن أبي طالب العربية فكان لا يخرج شيئا مما أخذه عن
علي بن أبي طالب إلى أحد حتى بعث إليه زياد. الخبر. ونقل ذلك في (ص 42) عن الفهرست
لابن النديم (ص 60)، وعن إنباه الرواة للقفطي (ص 5)، وعن التحفة البهية (ص 50)، وعن
نزهة الالباء لابن الأنباري (ص 11). ونقل في (ص 43) عن الفهرست لابن النديم (ص 1
و2) إن أكثر العلماء على أن النحو أخذ عن أبي الأسود الدئلي وأنه أخذه عن أمير
المؤمنين علي ابن أبي طالب. ونقل في (ص 44) عن نزهة الالباء لابن الأنباري تفصيل
أخذ أبي الأسود النحو عن علي، أحال ذلك إلى نزهة الالباء (ص 1 و3). ونقل في (ص 45)
عن أبي عبيدة معمر بن المثنى وغيره أن أبا الأسود أخذ النحو عن عليّ عليه السّلام.
ونقل في (ص 45) من كتابه عن أبي حاتم السجستاني أن أبا الأسود ولد في الجاهلية وأخذ
النحو عن علي بن أبي طالب. وقال في (ص 46) ما لفظه: إن الصحيح أن أول من وضع النحو
عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. وكذا يظهر إلى أبي الأسود وأبو الأسود يسنده إلى
عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. وكذا يظهر من التحفة البهية (ص 52). وقال ما لفظه:
وفي إنباه الرواة (ج 1 ص 4 و9) وكذا في الفهرست (ص 60) الجمهور من أهل الرواية على
أن أول من وضع النحو أمير المؤمنين علي
ص 538
ابن أبي طالب عليه السّلام. ونقل عن القفطي عن كتابه إنباه الرواة (ج 1 ص 4) ما
لفظه: إني رأيت بمصر في زمن الطلب بأيدي الوراقين جزء فيه أبواب من النحو يجمعون
على أنها مقدمة علي بن أبي طالب التي أخذها عنه أبو الأسود الدئلي، وأهل مصر قاطبة
يرون بعد النقل والتصحيح أن أول من وضع النحو علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
إخباره (ع) عن المغيبات أخباره عن قتل طلحة والزبير وفتح بصرة

رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم العلامة المولوي الشهير بحسن الزمان في (الفقه الأكبر) (ج 3 ص 18 ط
حيدر آباد) قال: عن ابن عباس: أن عليا خطب الناس فقال: يا أيها الناس ما هذه
المقالة السيئة التي تبلغني عنكم، والله ليقتلن طلحة وابن الزبير وليفتحن البصرة
وليأتينكم مادة من الكوفة ستة آلاف وخمسمائة وستون أو خمسة آلاف وستمائة وستون. قال
ابن عباس فقلت الحرب خدعة. قال: فخرجت فأقبلت أسأل الناس كم أنتم؟ فقالوا: كما قال.
فقلت: هذا مما أسره إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، إنه علمه ألف ألف
كلمة كل كلمة تفتح ألف كلمة. أخرجه الإسماعيلي في معجمه والرواة فيه ثقات وقد صح.
ص 539
أخباره عن الخوارج الذين قتلوا عبد الله بن خباب إنهم لن يعبروا نهروان حتى لا ينجو
منهم عشرة ولن يقتل من عسكره عشرة

قد تقدم نقل ما ورد فيه في (ج 8 ص 88 إلى ص 95)
إنما ننقله هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك: منهم الحافظ الدارقطني في (سننه) (ج 3 ص
131 ط القاهرة سنة 1386) قال: نا ابن مبشر، نا محمد بن عبادة، نا يزيد بن هارون،
أنا سليمان التيمي، عن أبي مجارة: أن عليا عليه السّلام نهى أصحابه أن يبسطوا على
الخوارج حتى يحدثوا حدثا، فمروا بعبد الله بن خباب فأخذوه فانطلقوا به فمروا على
تمرة ساقطة من نخلة فأخذها بعضهم فألقاها في فمه، فقال له بعضهم: تمرة معاهد فيم
استحللتها؟ قال عبد الله بن خباب: أفلا أدلكم على من هو أعظم حرمة عليكم من هذا.
قالوا: نعم. قال: أنا فقتلوه فبلغ ذلك عليا فأرسل إليهم أن أقيدونا بعبد الله بن
خباب. قالوا: كيف نقيدك به وكلنا قتله؟ قال: وكلكم قتله. قالوا: نعم. قال: الله
أكبر ثم أمر أن يبسطوا عليهم. وقال: والله لا يقتل منكم عشرة ولا ينفلت منهم عشرة.
قالوا: فقتلوهم. قال: فقال أطلبوا منهم ذا الثدية. الحديث. ومنهم العلامة ابن
المغازلي الشافعي في مناقبه (ص 406 ط طهران) قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر
العطار الفقيه الشافعي رحمه الله، أنبأنا
ص 540
أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الملقب بابن السقا الحافظ الواسطي رحمه الله
إجازة أن أبا العباس سهل بن أحمد بن عثمان بن مخلد الأسلمي حدثهم من أصل كتابه، قال
حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى بن كنانة، حدثنا داود بن الفضل، حدثني الأسود بن
رزين، حدثنا عبيدة بن بشر الخثعمي، عن أبيه قال: خرج علي بن أبي طالب عليه السلام
يريد الخوارج إذ أقبل رجل يركض حتى انتهى إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام فقال:
يا أمير المؤمنين البشرى. قال: هات ما بشراك. قال: قد عبر القوم النهروان لما بلغهم
عنك وقد منحك الله أكتافهم. فقال: الله أنت رأيتهم قد عبروا. فقال: والله لأنا
رأيتهم حين عبروا فحلفه ثلاث مرات في كل ذلك يحلف له. فقال له أمير المؤمنين: كذبت
والذي فلق الحبة برأ النسمة ما عبروا النهروان ولن يبلغوا إلا ثلاث ولا قصر بوران
حتى يقتلهم الله على يدي، لا ينجو منهم تمام عشرة ولا يقتل منا عشرة عهدا معهودا
وقدرا مقدورا وقضاء مقضيا وقد خاب من افترى. ثم أقبل أيضا آخر حتى جاء ثلاثة كلهم
يقولون مقالة الأول ويقول لهم مثل ذلك. ثم ركب فأجال في ظهر بغلته ونهض الشاب وأجال
في ظهر فرسه وهو يقول في نفسه والله لانطلقن مع علي فإن كان القوم قد عبروا لأكونن
من أشد الناس على علي عليه السلام فلما انتهى إلى النهروان أصابوا القوم قد كسروا
جفون سيوفهم وعرقبوا دوابهم وجثوا على ركبهم وحكموا بحكم رجل واحد واستقبلوا عليا
بصدور الرماح فقال عليه السلام: حكم الله أنتظر فيكم، فنزل إليه الشاب فقال: يا
أمير المؤمنين إنني قد شككت في قتال القوم فاغفر ذلك لي. فقال علي: بل يغفر الله
الذنوب فأستغفره. ثم نادى علي عليه السلام قنبر قال: يا قنبر ناد القوم ما نقمتم
على أمير المؤمنين ألم يعدل في قسمتكم ويقسط في حكمكم ويرحم مسترحمكم لم يتخذ
ص 541
ما لكم دولا ولم يأخذ منكم إلا السهمين الذين جعلهما الله سهما في الخاصة وسهما في
العامة. إلى أن قال: فقتلوهم فلم ينج منهم تمام عشرة فقال: آتوني بذي الثدية فإنه
في القوم. فقلب الناس القتلى فلم يقدروا عليه، فأتى فأخبر بذلك فقال: الله أكبر
والله ما كذبت ولا كذبت وأنه لفي القوم. ثم قال: ائتوني بالبغلة فإنها هادية مهدية،
فركبها ثم انطلق حتى وقف على قليب ثم قال: قلبوا فقلبوا سبعة من القتلى فوجدوه
ثامنهم فقال: الله أكبر هذا ذو الثدية الذي خبرني رسول الله (ص) أنه يقتل مع شرخيل.
ثم قال: تفرقوا فلم يقاتل معه الذين اعتزلوا كانوا وقوفا في عسكره على حده. ومنهم
العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في (منال الطالب) (ص 191). وقتل من أصحاب علي عليه
السلام قيل رجلان وقيل تسعة بعده من أسلم من الخوارج المارقين وهي جملة كرامات علي
عليه السلام فإنه قال: نقتلهم ولا يقتل منا عشرة ولا يسلم منهم عشرة. إلى أن قال:
فقال عليه إسلام: التمسوا المخدج، فالتمسوه فلم يجدوه، فقام علي عليه السلام بنفسه
حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض قال أخرجوهم فوجدوه مما يلي الأرض. وقال في (ص
415 ط طهران): أخبرنا أحمد بن المظفر بن أحمد، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان
الحافظ إجازة إن أبا عبد الله محمود بن محمد وجعفر بن أحمد بن سنان الواسطيين
حدثاه، قالا حدثنا القاسم بن عيسى الطائي، حدثنا أبو سلمة عيسى بن ميمون الخواص، عن
العوام بن حوشب، عن أبيه، عن جده يزيد بن رويم قال: كنت عاملا لعلي بن أبي طالب
عليه السلام على باروسما ونهر الملك، فأتاه من أخبره
ص 542
أن الخوارج الذين قتلوا عبد الله بن خباب قد عبروا النهروان، فقال له علي عليه
السلام، لم يعبروا ولن يعبروا لم ينج منهم عشرة ولن يقتل منكم عشرة. قال: ثم جاء
القوم فبرز إليهم فقال: يا يزيد بن رويم أقطع أربعة آلاف خشبة أو قصبة. قال: فقطع
له ثم أوقفهم قال: فقاتلهم فلما فرغ من قتالهم قال لي: يا يزيد إطرح على كل قتيل
خشبة أو قصبة. قال: فركب بغلة رسول الله (ص) وأناس بين يديه ونحن على ظهر نهر لا
أمر بقتيل إلا طرحت عليه خشبة أو قصبة قال: حتى بقيت في يدي واحدة قال: فنظرت إليه
فإذا وجهه أريد وهو يقول: والله ما كذبت ولا كذبت. قال: فبينا أنا أمر بين يديه إذا
خرير ماء عند موضع دالية، فقلت: يا أمير المؤمنين هذا خرير ماء. فقال لي: فتشه،
ففتشته فإذا رجل قد صارت في يدي فقلت: هذه رجل، فنزل إلي فأخذنا الرجل الأخرى وجرها
وجررت فإذا رجل. قال: فقال لي مد يده فمددتها فاستوت قال: ثم قال: خلها فخليتها
فإذا هي كأني الثدي في صدره حتى صار على التراب فإذا المخدج فكبر علي فكبر الناس.
وقال: أخبرنا القاضي أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب بن ماري الفقيه
العراقي، نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفضل بن سهل، وأخبرنا أحمد بن محمد بن
المعلى، وأخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي نا أبو الحسن علي بن الحسن
الطحان، قال وحدثنا أبو بكر محمد بن سمعان، نا أبو الحسن بن سهل بن أسلم الواسطي،
نا القاسم بن عيسى. فذكر الحديث بعين ما تقدم سندا ومتنا. ومنهم العلامة المولى علي
المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 374 ط حيدر آباد) قال: روي من طريق الطبراني
في الأوسط عن جندب قال: لما فارقت الخوارج
ص 543
عليا خرج في طلبهم وخرجنا معه، فانتهينا إلى عسكر القوم فإذا لهم دوي كدوي النحل من
قراءة القرآن وإذا فيهم أصحاب النقبات وأصحاب البرانس، فلما رأيتهم دخلني من ذلك
شدة فتنحيت فركزت رمحي ونزلت عن فرسي ووضعت برنسي فنشرت عليه درعي وأخذت بمقود
فرسي، فقمت أصلي إلى رمحي وأنا أقول في صلاتي: اللهم إن كان قتال هؤلاء القوم لك
طاعة فأذن لي فيه، وإن كان
معصية فأرني برائتك. قال: فأنا كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب على بغلة رسول الله
صلّى الله عليه وآله وسلم، فلما جاء إلي قال: تعوذ بالله يا جندب من شر السخط، فجئت
أسعى إليه ونزل فقام يصلي إذ أقبل رجل على برذون يقرب به فقال: يا أمير المؤمنين.
قال: ما شأنك. قال: ألك حاجة في القوم؟ قال: وما ذاك. قال: قد قطعوا النهر فذهبوا.
قال: ما قطعوه. قلت: سبحان الله. ثم جاء آخر أرفع منه في الجري فقال: يا أمير
المؤمنين. قال: ما تشاء. قال: ألك حاجة في القوم؟ قال: وما ذاك. قال: قد قطعوا
النهر فذهبوا. قلت: الله أكبر. قال علي: ما قطعوه. قال: سبحان الله. ثم جاء آخر،
فقال: قد قطعوا النهر فذهبوا. قال علي: ما قطعوه. ثم جاء آخر يستحضر بفرسه. فقال:
يا أمير المؤمنين. قال: ما تشاء. قال: ألك حاجة في القوم؟ قال: وما ذاك. فقال: قد
قطعوا النهر فذهبوا. قال علي: ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن دونه، عهد من الله
ورسوله. قلت: الله أكبر. ثم قمت فأمسكت له بالركاب، ثم ركب فرسه ثم رجعت إلى درعي
فلبستها وإلى قوسي فعلقتها وخرجت أسايره، فقال لي: يا جندب. قلت: لبيك يا أمير
المؤمنين. قال: أما أنا فأبعث إليهم رجلا يقرأ المصحف يدعو إلى كتاب الله ربهم وسنة
نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل، يا جندب أما
ص 544
إنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة. فانتهينا إلى القوم وهم في معسكرهم الذي
كانوا فيه لم يبرحوا، فنادى علي في أصحابه فصفهم، ثم أتى الصف من رأسه ذا إلى رأسه
ذا مرتين، ثم قال: من يأخذ هذا المصحف فيمشي به إلى هؤلاء القوم فيدعوهم إلى كتاب
الله ربهم وسنة نبيهم وهو مقتول وله الجنة. فلم يجبه إلا شاب من بني عامر بن صعصعة
فقال له علي: خذ فأخذ المصحف فقال له: أما أنك مقتول ولست مقبلا علينا بوجهك حتى
يرشقوك بالنبل، فخرج الشاب بالمصحف إلى القوم، فلما دنى منهم حيث يسمعون قاموا
ونشبوا الفتى قبل أن يرجع. قال: فرماه انسان فأقبل بوجهه فقد، فقال علي: دونكم
القوم. قال جندب: فقتلت بكفي هذه بعد ما دخلني ما كان دخلني ثمانية قبل أن أصلي
الظهر وما قتل منا عشرة ولا نجى منهم عشرة كما قال (طس).
أخباره عن أن معاوية يعمر
حتى يلي الأمور

وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 163) وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك:
منهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الديلمي في (عطف الألف المألوف على اللام
المعطوف) (ص 131 ط المعهد العلمي الفرنسي) قال: روى أنه يوم صفين وقعت صيحة فخرج
علي بن أبي طالب فقالوا: ما الخبر؟ قالوا: مات معاوية. قال: إن معاوية لا يموت حتى
يلي الأمور.
ص 545
إخباره لحجر المدري أنه يؤمر بلعنه

وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 181) وننقله هيهنا عمن
لم ننقله عنه هناك: منهم العلامة الشيخ عطاء حسيني بك الحنفي في (حلي الأيام في
سيرة سيد الأنام وخلفاء الإسلام) (ص 209 ط القاهرة) قال: وروى عبد الرزاق عن حجر
المدري (1) قال: قال علي بن أبي طالب كيف بك إذ أمرت أن تعلنني؟ قلت: وهل يحدث.
قال: نعم. قلت: فكيف أصنع. قال: العني ولا تبرأ مني. قال: يأمرني محمد بن يوسف أخو
الحجاج - وكان أميرا على اليمن - أن ألعن عليا، فقلت: إن الأمير أمرني أن ألعن عليا
فالعنوه لعنه، فلم يقطن لذلك إلا رجل واحد فقط.
إخباره عن شهاد الحسين (ع)

قد تقدم
نقل إخباره عليه السلام عن ذلك في موارد في (ج 8 ص 141 إلى ص 152) وننقل جملة منها
عمن لم ننقل عنه هناك: منهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 27 من نسخة
مكتبة الظاهرية بدمشق). روى عن الأصبغ قال: أتينا مع عليّ عليه السّلام فمررنا
بموضع قبر الحسين رضي الله عنه، فقال عليّ عليه السّلام: هيهنا مناخ ركابهم وهيهنا
موضع رحالهم وهيهنا مهراق دمائهم، فتية من آل محمد صلّى الله عليه وآله وسلم
(هامش)
(1) وفي الصواعق: المرادي. (*)
ص 546
يقتلون بهذه العرصة. فبكى. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة
النجاة) (ص 171 ط لكنهو). روى الحديث من طريق صاحب الرياض بعين ما تقدم عن (مناقب
العشرة). ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 126 نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق). روى الحديث عن الأصبغ بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم
العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد
المرسلين) (ص 77 ط الهند). روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) وفي آخره
يصلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض.
إخباره أيضا عن شهادة الحسين (ع)

رواه
جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 145 مخطوط)
قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا أبو معاوية، عن
الأعمش، عن سلام أبي شرحبيل، عن أبي هرثمة قال: كنت مع عليّ عليه السّلام بنهري
كربلاء، فمر بشجرة تحتها بعر غزلان، فأخذ منه قبضة، فشمها ثم قال: يحشر من هذا
الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب.
ص 547
ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام الحسين بن علي من تاريخ دمشق) (ص 187 ط
بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر ابن
حيويه، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا
يحيى ابن حماد، أنبأنا أبو عوانة، عن سليمان قال: أنبأنا أبو عبيد الضبي قال: دخلنا
على أبي هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي - وهو جالس على دكان له - وله
امرأة يقال لها جرداء وهي أشد حبا لعلي وأشد لقوله تصديقا - فجاءت شاة له فبعرت
فقال: لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي. قالوا: وما علم علي بهذا؟ قال: أقبلنا
مرجعنا من صفين فنزلنا كربلا فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل، ثم
أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه ثم قال: أوه أوه يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون بغير
حساب. وقال: أخبرنا أبو طالب علي بن الرحمن، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو
محمد ابن النحاس، أنبأنا أبو سعيد ابن الأعرابي، أنبأنا أبو علي الحسن ابن علي بن
محمد بن هاشم الأسدي النحاس، أنبأنا منصور بن واقد الطنافسي أنبأنا عبد الحميد
الحماني، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن كدير الضبي قال: بينا أنا مع علي بكربلاء بين
أشجار الحرمل إذ أخذ بعرة فشمها ثم قال: ليبعثن الله من هذا الموضع قوما يدخلون
الجنة بغير حساب. وفي (235): أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي،
أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، أنبأنا علي بن
عمر الحافظ، أنبأنا محمد بن نوح الجنديسابوري، أنبأنا علي بن حرب الجنديسابوري،
أنبأنا
ص 548
إسحاق بن سليمان، أنبأنا عمرو بن أبي قيس، عن يحيى بن سعيد بن أبي حيان، عن قدامة
الضبي، عن جرداء بنت سمير، عن زوجها هرثمة بن سلمى قال: خرجنا مع علي في بعض غزوه
فسار حتى انتهى إلى كربلا، فنزل إلى شجرة فصلى إليها فأخذ تربة من الأرض فشمها ثم
قال: واها من تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب.
إخباره أيضا عن شهادة
الحسين (ع)

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير) (ص
145 مخطوط) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا سعد بن وهب الواسطي، نا جعفر
بن سليمان، عن شبيل بن غرزة، عن أبي حبرة قال: صحبت عليا عليه السّلام حتى أتى
الكوفة فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: كيف أنتم إذا نزل بذرية نبيكم
بين ظهرانيكم. قالوا: إذا نبلي الله فيهم بلاء حسنا. فقال: والذي نفسي بيده لينزلن
بين ظهرانيكم ولتخرجن إليهم، فلتقتلنهم ثم أقبل يقول: هم أوردوهم بالغرور وعردوا *
* أحبوا نجاة لا نجاة ولا عذر
إخباره أيضا عن شهادة الحسين (ع)

رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام الحسين بن علي من تاريخ دمشق) (ص
188 ط بيروت) قال: وأنبأنا ابن سعد، أنبأنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا إسرائيل عن
أبي إسحاق
ص 549
عن هانئ ابن هانئ، عن علي قال: ليقتلن الحسين بن علي قتلا، وإني لأعرف تربة الأرض
التي يقتل بها، يقتل بقرية قريب من النهرين.
إخباره أيضا عن شهادة الحسين (ع)

رواه
جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام الحسين بن علي من
تاريخ دمشق) (ص 234 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن
بن علي، أنبأنا محمد ابن العباس، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم،
أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا يحيى بن حماد، أنبأنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب، عن
ميمون عن شيبان بن مخرم - قال ميمون: وكان عثمانيا يبغض عليا - قال: رجعنا مع علي
من صفين، قال: فانتهينا إلى موضع قال فقال: ما يسمى هذا الموضع؟ قال: قلنا كربلا.
قال: كرب وبلاء. قال: ثم قعد على رابية وقال: يقتل هاهنا قوم هم أفضل شهداء على ظهر
الأرض، لا يكون شهداء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. قال: قلت: بعض كذباته
ورب الكعبة، قال: فقلت لغلامي - وثم حمار ميت - جئني برجل هذا الحمار فجاءني به
فأوتدته في المقعد الذي كان فيه قاعدا، فلما قتل الحسين قلت لأصحابي: انطلقوا ننظر،
فانتهينا معهم إلى المكان فإذا جسد الحسين على رجل الحمار وإذا أصحابه ربضة حوله.
وقال: أخبرناه أبو علي الحداد وغيره في كتبهم قالوا: أنبأنا أبو بكر ابن ربذة،
أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي، أنبأنا محمد ابن يحيى بن
أبي سمينة، أنبأنا يحيى بن حماد، أنبأنا أبو عوانة، عن عطاء بن
ص 550
السائب، عن ميمون بن مهران، عن شيبان بن مخرم - وكان عثمانيا - قال: إني لمع علي إذ
أتى كربلا فقال: يقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلا شهداء بدر. فقلت:
هذا بعض كذباته ثم رجل حمار ميت فقلت لغلامي: خذ رجل هذا الحمار فأوتدها في مقعده
وغيبها. فضرب الدهر ضربة، فلما قتل الحسين انطلقت ومعي أصحاب لي فإذا جثة الحسين بن
علي على رجل الحمار وإذا أصحابه ربضة حوله. ومنهم العلامة الكنجي في (كفاية الطالب)
(ص 427 ط المطبعة الحيدرية بالنجف) قال: أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل، أخبرنا ابن
أبي زيد، أخبرنا محمود، أخبرنا ابن فاذشاه، أخبرنا الإمام أبو القاسم الطبراني،
حدثنا محمد بن يحيى فذكر الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (تاريخ دمشق).
إخباره عن
شهادته

وقد تقدم في (ج ص 109 إلى ص 141) إخباره عن ذلك في موارد ومروي جملة منها
هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك:
فمنها حديث أبي الطفيل
رواه جماعة من أعلام القوم:
ص 551
منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 14 مخطوط) قال: حدثنا عبد الله بن
محمد بن سعيد بن أبي مريم، نا محمد بن يوسف الفريابي نا فطر بن خليفة، عن أبي
الطفيل قال: دعاهم عليّ عليه السّلام إلى البيعة، فجاء فيهم عبد الرحمن بن ملجم وقد
كان رآه قبل ذلك مرتين ثم قال: ما يحبس أشقاها والذي نفسي بيده ليخضبن هذه من هذه،
وتمثل بهذين البيتين: أشدد حيازيمك للموت * * فإن الموت آتيكا ولا تجزع من الموت *
* إذا حل بواديكا ومنهم العلامة القاضي الشيخ حسين الدياربكري في (تاريخ الخميس) (ج
2 ص 280 ط الوهبية بمصر). روى الحديث عن أبي الطفيل بعين ما تقدم عن (المعجم
الكبير). ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 7 من نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث عن أبي الطفيل بعين ما تقدم عن
(المعجم الكبير). ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3
ص 279 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو غالب ابن البناء، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن
حسنون، أنبأنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد الله السراج، أنبأنا عبد الله بن أبي
داود أنبأنا إسحاق بن إسماعيل، أنبأنا إسحاق بن سليمان، عن فطر بن خليفة، عن أبي
الطفيل، أن عليا لما جمع الناس للبيعة جاء عبد الرحمن بن ملجم فرده مرتين ثم قال
علي: ما يحبس أشقاها فوالله لتخضبن من هذه من هذا. ثم ذكر البيتين.
ص 552
ومنهم العلامة المولى محمد بن عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي
في (تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 340 ط دهلي). روى من طريق ابن الجوزي
عن أبي الطفيل عامر بن وائلة بن الأسقع قال: دعا أمير المؤمنين الناس إلى البيعة،
فجاءه عبد الرحمن بن ملجم المرادي، فرده مرتين ثم أتاه فقال: ما يحبس أشقاه ليخضبن
أو ليصبغن هذه من هذه. ومنهم العلامة أبو سعد عبد الكريم محمد في (الأنساب) (ج 3 ص
260 ط حيدر آباد) قال: وروى أن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام دعى الناس إلى البيعة
فجاء ابن ملجم فرده ثم جاء (فرده ثم جاء) فبايعه ثم قال عليّ عليه السّلام: ما يحبس
أشقاها، ما يحبس أشقاها، أما والذي نفسي بيده لتخضبن هذه - وأخذ بلحيته من هذا -
وأخذ برأسه، ثم تمثل. فذكر البيتين.
ومنها حديث عبد الله بن سبيع

رواه جماعة من
أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (ص 205 ط طهران) قال:
أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله، أخبرنا أبو محمد عبد
ص 553
الله بن عبيد الله بن يحيى، نبأ القاضي أبو عبد الله المحاملي، نبأ علي بن محمد ابن
معاوية، نبأ عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن سالم ابن أبي الجعد،
عن عبد الله بن سبيع قال: سمعت عليا على المنبر وهو يقول: ما ينتظر أشقاها عهد إلي
رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ليخضبن هذه من هذا - وأشار أبو داود إلى لحيته
ورأسه -. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 46 مخطوط) قال: وعن عبد
الله بن سبع قال: خطبنا عليّ عليه السّلام فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة
لتخضبن هذه من هذه. قال: فقال الناس: أعلمنا من هو لنبيره أو لنبيرن عشيرته. قال:
أنشدكم بالله أن لا يقتل بي غير قاتلي. قالوا: إن كنت قد علمت ذلك فاستخلف إذا.
قال: لا ولكن أكلكم إلى من وكلكم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. أخرجهما
أحمد. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 153 من نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق). روى الحديث من طريق أحمد عن عبد الله بن سبع بعين ما تقدم عن
(مناقب العشرة). ومنهم العلامة القاضي الدياربكري في (تاريخ الخميس) (ج 2 ص 280 ط
الوهبية بمصر). روى الحديث نقلا عن (ذخائر العقبى) من طريق أحمد عن عبد الله بن سبع
بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة).
ص 554
ومنهم العلامة الزبيدي في (الاتحاف) (ج 10 ص 318 ط الميمنية بمصر). روى عن عبد الله
بن سبع قال سمعت عليا عليه السّلام على المنبر يقول: ما ينتظر الأشق، عهد إلي رسول
الله لتخضبن هذه من هذا. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ
دمشق) (ج 3 ص 270 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنبأنا أبو محمد.
(حيلولة) وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي، قالا أنبأنا أحمد ابن
جعفر، أنبأنا عبد الله، حدثني أبي، أنبأنا وكيع، أنبأنا الأعمش، عن سالم ابن أبي
الجعد، عن عبد الله بن سبع، قال: سمعت عليا يقول: لتخضبن هذه من هذا، فما ينتظر بي
الأشقى. قالوا: يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته. قال: إذا تالله تقتلون بي
غير قاتلي. قالوا: فاستخلف علينا. قال: لا ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله
صلّى الله عليه وآله وسلم. قالوا: فما تقول لربك إذا أتيته؟ وقال وكيع مرة: إذا
لقيته؟ - قال: أقول: (اللهم تركتني فيهم ما بدا لك، ثم قبضتني إليك وأنت فيهم فإن
شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم). وقال: أنبأنا أو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد
الحداد، وأخبرني أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني عنه، أنبأنا أبو
علي أحمد بن محمد إبراهيم بن يزداد، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس،
أنبأنا أحمد بن يونس بن المسيب الضبي، أنبأنا محاضر، أنبأنا الأعمش، عن سالم عن عبد
الله بن سبع، قال: سمعت عليا يقول: لتخضبن هذه من هذه. ثم قال: وأخبرناه أبو القاسم
ابن السمرقندي، وأبو البركات ابن الأنماطي
ص 555
قالا: أنبأنا أبو الحسين ابن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا محمد بن هارون
الحضرمي، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الشهيدي، قال: سمعت أبا بكر ابن عياش يقول: خطب
علي بن أبي طالب فقال: ما يمنعه أن يقوم فيخضب هذه من هذا. قال الشهيدي: وسمعت أبا
بكر بن عياش يقول: عندي في هذا الحديث إسناد جيد، أخبرني الأعمش، عن سالم بن أبي
الجعد، عن عبد الله بن سبع أن عليا خطبهم بهذا الخطبة. كذا رواه وكيع، ومحاضر بن
المورع عن الأعمش. ورواه الشهيدي عن أبي بكر بن عياش ورواه الأسود بن عامر: شاذان
عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل. ورواه جوير بن عبد الحميد،
والحربي: عبد الله ابن داود، عن الأعمش، عن سلمة، عن سالم. ثم قال: فأما حديث أسود
بن عامر فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب. حيلولة:
وأخبرناه أبو علي الحسن بن المظفر، أنبأنا أبو محمد الجوهري، قالا: أنبأنا أبو بكر
بن مالك، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا أسود ابن عامر، أنبأنا أبو
بكر، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الله بن سبع، قال: خطبنا علي فقال: والذي
فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه. قال: قال الناس: فأعلمنا من هو والله
لنبيرنه أو لنبيرن عترته. قال: أنشدكم بالله أن يقتل بي غير قاتلي. قالوا: إن كنت
قد علمت ذلك استخلف إذن. قال: لا ولكن أكلكم إلى ما وكلكم إليه رسول الله صلّى الله
عليه وآله وسلم. ثم قال: وأما حديث جرير: فأخبرناه أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا
أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.
ص 556
حيلولة: وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه، وأبو منصور الحسين ابن طلحة بن
الحسين الصالحاني، قالا: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ،
قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا زهير - وقال ابن المقرئ: أنبأنا أبو خثيمة - أنبأنا
جرير عن الأعمش، عن سملة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن سبع، قال:
خطبنا علي بن أبي طالب فقال: والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لتخضبن هذه من هذه. يعني
لحيته من دم رأسه. الحديث. ثم قال: أنبأنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا،
أنبأنا البيع، أنبأنا أبو عبد الله المحاملي، أنبأنا يوسف بن موسى القطان، أنبأنا
جرير، عن الأعمش عن سملة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن سبع - هكذا
قال جرير - قال: قام علي فقال: والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لتخضبن هذه من دم هذا.
ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ نجمد الدين الشافعي في
(منال الطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب) (ص 199) قال: ومنها (أي من كراماته)
ما صدر في قضية مقتله عليه السلام، وتلخيص ذلك أنه عليه السلام لما فرغ من قتل
الخوارج المارقين عاد إلى الكوفة في شهر رمضان، فأم المسجد فصلى ركعتين ثم صعد
المنبر فخطب خطبة حسنة، ثم التفت إلى ابنه الحسن فقال: يا أبا محمد كم مضى من شهرنا
هذا؟ قال: ثلاث عشرة يا أمير المؤمنين. ثم التفت الحسين فقال: يا أبا عبد الله كم
بقي من
ص 557
شهرنا هذا يعني رمضان الذي هم فيه؟ فقال: سبع عشرة يا أمير المؤمنين فضرب يده إلى
لحيته وهي يومئذ بيضاء فقال: والله ليخضبها بدمها إذا انبعث أشقاها، ثم جعل يقول:
أريد حياته ويريد قتلي * * خليلي من عذيري من مراد إلى أن قال: فلما كان ليلة ثلاث
وعشرين من الشهر فقام ليخرج من داره إلى المسجد لصلاة الصبح وقال: إن قلبي يشهد أني
مقتول في هذا الشهر، وفتح الباب فتعلق الباب بمئزره فجعل ينشد: أشدد حيازيمك للموت
* * فإن الموت لاقيكا ولا تجزع من الموت * * إذا حل بواديكا فخرج فقتل.
ومنها حديث
فضالة بن أبي فضالة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ محمد بن الشيخ
جمال الدين العاقولي في (الرصف) (ص 396 ط الكويت) قال: روي عن فضالة بن أبي فضالة
الأنصاري وكان أبو فضالة من أهل بدر، قال خرجت مع أبي عائدا لعلي بن أبي طالب من
مرض أصابه ثقل منه. قال: فقال له أبي وما يقيمك بمنزلك لو أصابك أجلك لم يملك
الأعراب جهينة يتحمل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك. فقال علي
عليه السّلام
ص 558
: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عهد إلي أن لا أموت حتى أومر ثم تخضب هذه
- يعني لحيته - من دم هذه - يعني هامته - فقتل وقتل أبو فضالة مع علي يوم صفين. قال
البيهقي: ولهذا الحديث شواهد يقوى بشواهده. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب
العشرة) (ص 36 مخطوط). روى الحديث عن فضالة بمعنى ما تقدم عن (الرصف) لكنه قال:
فقال له عليّ عليه السّلام: إني لست بميت من وجعي هذا، إن رسول الله (ص) عهد إلي أن
لا أموت حتى أضرب ثم تخضب هذه يعني لحيته من هذه يعني هامته. ومنهم العلامة باكثير
الحضرمي في (وسيلة النجاة) (ص 136 من نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق). روى الحديث من
طريق ابن الضحاك عن فضالة بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة المولى
محمد بن عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في (تفريح الأحباب في
مناقب الآل والأصحاب) (ص 339 ط دهلي). روى الحديث عن فضالة بعين ما تقدم عن
(الرصف). ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان المالكي في (جمع
الفوائد) (ج 1 ص 323 ط ميرية بالهند). روى عن فضالة بن أبي فضالة قال: قال أبي لعلي
وقد عاده (أي عاد عليا) في مرض: ما يقيمك بمنزلك هذا، لو أصابك أجلك لم يك إلا
أعراب جهينة تحمل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك. قال علي:
ص 559
إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عهد إلي أني لا أموت حتى تؤمر ثم تخضب هذه
يعني لحيته من هذه يعني هامته.
ومنها حديث سعيد بن المسيب

رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 284 ط
بيروت) قال: كتب إلي أبو الغنائم محمد بن محمد بن أحمد، وحدثني أبو الحجاج يوسف ابن
مكي بن يوسف عنه، أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن
هارون الاجري، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري، أنبأنا أحمد بن الوليد
العجام، أنبأنا الوليد بن صالح، أنبأنا أبو ليلى الخراساني، عن أبي جرير، عن سعيد
بن المسيب، قال: رأيت عليا على المنبر وهو يقول: لتخضبن هذه من هذه - وأشار بيده
إلى لحيته وجبينه - فما يحبس أشقاها؟ قال: فقلت: لقد ادعى علي علم الغيب، فلما قتل
علمت أنه قد كان عهد إليه.
ومنها حديث عبيدة

رواه جماعة من أعلام القوم:
ص 560
منهم الحافظ أبو سليمان حمد بن إبراهيم الخطاب الخطابي البستي في (العزلة) (ص 79 ط
لجنة الشبيبة السورية بالقاهرة) قال: أخبرنا الشيخ أبو سليمان، قال حدثنا محمد بن
هاشم، قال حدثنا الديري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة
قال: سمعت عليا عليه السّلام يخطب فقال: اللهم إني قد سئمتهم وسئموني ومللتهم
وملوني فأرحني منهم وأرحهم مني، ما يمنع أشقاكم أن يخضبها بدم ووضع يده على لحيته.
ومنها حديث زيد بن وهب

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة
الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 278 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو علي بن المظفر،
أنبأنا أبو محمد الجوهري. حيلولة: وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن
المذهب، قالا أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني علي بن حكيم
الأودي، أنبأنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب، قال: قدم على علي قوم
من أهل البصرة من الخوارج فيهم رجل يقال له: الجعد بن بجعة، فقال له: اتق الله يا
علي فإنك ميت. فقال علي: بل مقتول ضربة على هذا يخضب هذه - يعني لحيته من رأسه -
عهد معهود وقضاء مقضي وقد خاب من افترى.
|