الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج18)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 51

علمت أني لم أخلف في منزلي شيئا، واستحييت أن أقول: لا، فقال لي: إما [أن] تقول: نعم، فنمضي معك، وإما أن تقول: لا فندعك. قال: فقلت: نمضي يا رسول الله. فمضى هو وعلي إلى منزل فاطمة، فلما دخل قام النبي عليه السلام: هاتي ما عندك يا فاطمة. قال: فأخرجت إليه مائدة عليها طعام طيب لم أر أحسن منه لونا، ولا أطيب ريحا. فنظير إليها علي نظرا وأحد النظير، فقالت: ما أشد نظرك يا أبا الحسن. قال: وكيف لا يكون كذلك وقد زعمت أنه لا شيء عندك. فقالت: والله ما كذبتك. فقال له النبي عليه السلام: هذا رزق من الله بدل دينارك، الحمد لله الذي جعلك مثلا لزكريا عليه السلام، وجعلها مثلا لمريم: (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال: يا مريم أنى لك هذا؟ قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) [37 آل عمران]. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني في (توضيح الدلائل) (نسخة مكتبة الملي بفارس) روى الحديث بمثل ما تقدم عن (المعيار والموازنة). ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة الراغب الإصبهاني المتوفى سنة 565 في (محاضرات الأدباء) (ج 3 ص 228 ط دار الحياة بيروت) قال: كان لأمير المؤمنين عليه السلام جارية وعلى بابها مؤذن إذ اجتازت به يقول

ص 52

لها: أنا أحبك، فحكت الجارية لأمير المؤمنين فقال لها: قولي له وأنا أحبك فماذا، فقالت له، فقال: نصبر إلى يوم يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، فأخبرت أمير المؤمنين بذلك، فدعاه وقال: خذ هذه الجارية فهي لك. ومنها ما تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 578) وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في (شرح الرسالة القشيرية) (المطبوع بهامش نتائج الأفكار القدسية ج 3 ص 201 ط عبد الوكيل بدمشق) قال: وقيل بكى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوما، فقيل له: ما يبكيك. فقال: مع كمال وهذه الدنيا وإنفاقه جميع ما في بيت المال ولم يأتني ضيف منذ سبعة أيام وأنا أخاف أن يكون الله تعالى قد أهانني ونقص درجتي. ومنهم العلامة الشيخ أبو سعيد الخادمي الحنفي في (البريقة المحمدية في شرح الطريقة الأحمدية)) ج 3 ص 7 ط مصطفى الحلبي وأولاده بالقاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية). ومنها ما رواه القوم:

ص 53

منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 2 ص 450 ط بيروت) قال: روى بثلاثة أسانيد عن محمد بن كعب القرظي، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: لقد رأيتني وأني لأربط الحجر على بطني من الجوع وإن صدقتي اليوم لتبلغ أربعة آلاف من الدينار. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني ابن السيد جلال الدين عبد الله في (توضيح الدلائل) (من مخطوطة المكتبة الملي بفارس) روى الحديث من طريق الصالحاني عن محمد بن كعب بعين ما تقدم عن (تاريخ دمشق). ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 679 مخطوط) قال: قال أبو نيزر (وهو من أبناء ملوك العجم رغب في الإسلام وهو صغير، فأتى رسول الله (ص) فأسلم وكان معه فلما توفي رسول الله (ص) صار مع فاطمة وولدها) جاءني علي وأنا أقوم بالضيعتين عين أبي نيزر والبغيغة فقال لي: هل عندك طعام؟ فقال: طعام لا أرضاه لك فقرع من قرع الضيعة صنعته باهالة سنخه. فقال: علي به، فقام إلى الربيع فغسل يده ثم أصاب منه شيئا ثم رجع إلى الربيع فغسل يده بالرمل ثم ضم يديه فشرب بهما حسى من الماء

ص 54

وقال: يا أبا نيزر إن الأكف أنظف الآنية ثم مسح ندى الماء على بطنه ثم قال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله. ثم أخذ المعول وأخذ يضرب في العين فأبطأ عليه الماء وخرج وجبينه ينضح عرقا وهو ينشفه بيده، ثم عاد وأقبل يضرب فيها وهو يهمهم فانثالت كأنها عنق جزور، فخرج مسرعا قال: أشهد الله أنها صدقة علي. ثم قال: أيتني بدواة وصحيفة، فكتب (هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين تصدق بالضيعتين المعروفتين يعني أبي نيزر والبغيغة على فقراء أهل المدينة وابن السبيل ليتقي الله بهما وجهه حر النار يوم القيامة، لا تباعان ولا توهبان حتى يرثهما الله وخير الوارثين إلا أن يحتاج الحسن والحسين فهما طلق لهما ليس لأحد غيرهما). فركب الحسن دين فحمل إليه معاوية لعين أبي نيزر مائتي ألف دينار فقال: إنما تصدق بها أبي ليتقي الله وجهه حر النار وليست بائعها بشيء. ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في (الجوهرة) (ص 91 ط دمشق) قال: روى الحديث عن أبي نيزر بعين ما تقدم عن (ربيع الأبرار). ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ أحمد بن عبد الحميد العباسي في (عمدة الأخبار) (ص 349 ط مطبعة المدني بالقاهرة) قال: سويقة تصغير سوق، موضع قرب المدينة يسكنه آل علي بن أبي طالب

ص 55

رضي الله عنه، وكان محمد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن ابن حسن بن علي بن أبي طالب خرج على المتوكل، فأنفذ إليه أبا التياح في جيش ضخم، فظفر به وبجماعة من أهله، فأخذهم وقيدهم وقتل بعضهم وأخرب سويقة وعقر بها نخلا كثيرا وعقر منازلهم وحمل محمد بن صالح إلى سامراء وما أفلحت سويقة بعد ذلك وكانت من جملة صدقات علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

ص 56

الباب التاسع

في تصلبه في دين الله تعالى

ونذكر أنموذجا من شواهده:

منها

ما تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 639 إلى 640) وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة النسابة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري في (نهاية الإرب) (ج 17 ص 293 ط بالقاهرة) قال: فقال علي رضي الله عنه: والله ما كذبنا ولا كذبنا، وسل سيفه، وقال لها: أخرجي الكتاب وإلا والله لأجردنك، ولأضربن عنقك، فلما رأت الجد أخرجته من ذوائبها قد خبأته في شعرها، فخلوا سبيلها، ولم يتعرضوا لما معها، ورعوا بالكتاب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

ص 57

فأرسل إلى حاطب فأتاه، فقال له: (هل تعرف الكتاب)؟ قال: نعم. قال: (ما حملك على ما صنعت)؟ فقال: يا رسول الله، ما كفرت منذ أسلمت، ولا غششتك منذ نصحتك، ولا أحببتهم منذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة من يمنع عشيرته، وكنت غريبا فيهم، وكان أهلي بين ظهرانيهم، فخشيت على أهلي، فأردت أن أتخذ عندهم يدا، وقد علمت أن الله ينزل بهم بأسه، وأن كتابي لا يغني عنهم شيئا، فصدقه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وعذره، فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: (وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع على أهل بدر يوم بدر فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم يوم بدر). ومنهم العلامة المولى صفي الدين يوسف بن عبد الله اللؤلؤي الاندخودى في (ينابيع العلوم) (ص 140 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (نهاية الإرب). ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله الحنبلي في (مختصر سيرة الرسول) (ص 335 ط المطبعة السلفية في القاهرة) روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (نهاية الإرب) لكنه أسقط قوله ولأضربن عنقك. ومنهم العلامة الشيخ النجم الدين الشافعي في (منال الطالب) (ص 147 مخطوط) روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (نهاية الإرب).

ص 58

ومنها إباؤه عن إبقاء الظلمة على ولاية النواحي

قد تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 629) وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم الفاضلان المعاصران الشيخ محمد أبو الفضل إبراهيم والشيخ علي محمد البجاوي المصريان المالكيان في كتابهما (أيام العرب في الإسلام (ص 331 ط دار إحياء الكتب العربية لعيسى الحلبي وشركائه) قال: ثم رأى علي أن يكون أول أعماله عزل جميع ولاة عثمان قبل أن تصل إليه بيعة أهل الأمصار وقد حذره عاقبة ذلك المغيرة بن شعبة أولا وابن عباس ثانيا فأبى ذلك إباءا تاما قال ابن عباس: دعاني عثمان فاستعملني على الحج فخرجت إلى مكة فأقمت للناس الحج وقرأت علهم كتاب عثمان إليهم ثم قدمت المدينة وقد بويع لعلي فأتيته في داره فوجدت المغيرة بن شعبة مستخليا به فحبسني حتى خرج من عنده فقلت: ماذا قال لك هذا. فقال قال لي قبل مرته هذه: أرسل إلى عبد الله بن عامر وإلى معاوية وإلى عمال عثمان بعهودهم وأقرهم على أعمالهم ليبايعوا لك الناس فإنهم يهدئون البلاد ويسكنون الناس، فأبيت ذلك عليه يومئذ وقلت: لا وليت هؤلاء ولا مثلهم يولى، فانصرف من عندي وأنا أعرف فيه يرى أني مخطئ، ثم عاد إلي الآن فقال: إني أشرت عليك أول مرة بالذي أشرت عليك وخالفتني فيه ثم رأيت بعد ذلك رأيا وأنا أرى أن تصنع الذي رأيت فتنزعهم وتستعين بمن تئق به فهم أهون شوكة مما كان.

ص 59

قال ابن عباس فقلت لعلي: أما المرة الأولى فقد نصحك وأما المرة الأخيرة فقد غشك. فقال علي: ولم نصحني؟ قلت: لأنك تعلم أن معاوية وأصحابه أهل دنيا فمتى تثبتهم لا يبالوا بمن ولي هذا الأمر ومتى تعزلهم يقولوا: أخذ الأمر بغير شورى ويؤلبون عليك فينقض عليك أهل الشام وأهل العراق مع أني لا آمن طلحة والزبير أن يكرا عليك. فقال علي: أما ما ذكرت من إقرارهم فو الله ما أشك إن ذلك خير في عاجل الدنيا لإصلاحها، وأما الذي يلزمني من الحق والمعرفة بعمال عثمان فوالله لا أولي أحدا منهم أبدا فإن أقبلوا فذلك خير لهم وإن أدبروا بذلت لهم السيف. ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري المقدسي الحنبلي في (المصباح المضي في كتاب النبي) (ج 1 ص 237 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الدكن) قال: ولما قتل عثمان وبايع الناس عليا رضي الله عنهما دخل عليه المغيرة فقال له: يا أمير المؤمنين إن لك عندي نصيحة. قال: وما هي؟ قال: إن أردت أن يستقيم لك الأمر، فاستعمل طلحة بن عبيد الله على الكوفة، والزبير بن العوام على البصرة، وابعث إلى معاوية بعهده إلى الشام حتى تلزمه طاعتك، فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك. فقال علي رضي الله عنه: أما طلحة والزبير فسأرى رأيي فيهما، وأما معاوية فلا والله لا أراني الله مستعملا ولا مستعينا به ما دام على حاله ولكني أدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه المسلمون فإن أبى حاكمته إلى الله تعالى.

ص 60

ومنها إحراقه عليه السلام لمن يدعي ربوبيته

قد تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 642 إلى ص 646) وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي (ع) من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 179 ط دار التعارف بيروت) قال: أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن، أنبأنا علي بن الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد ابن الأعرابي، أنبأنا أبو يحيى محمد بن سعيد، أنبأنا شابة بن سوار، أنبأنا خارجة بن مصعب، عن سلام بن أبي القاسم، عن عثمان بن أبي عثمان قال: جاء أناس إلى علي بن أبي طالب من الشيعة فقالوا: يا أمير المؤمنين أنت هو. قال: من أنا. قالوا: أنت هو. قال: ويلكم من أنا؟ قالوا: أنت ربنا أنت ربنا. قال: ارجعوا. فأبوا فضرب أعناقهم ثم خد لهم في الأرض ثم قال: يا قنبر ائتني بحزم الحطب فأحرقهم بالنار ثم قال: لما رأيت الأمر أمرا منكرا * أوقدت ناري ودعوت قنبرا ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 133 مخطوط) روى من طريق المخلص الذهبي عن عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال أتي علي كرم الله وجهه فقيل له: إن هاهنا قوما على باب المسجد يزعمون أنك ربهم

ص 61

فدعاهم وقال ويلكم ما تقولون؟ قالوا: نعم أنت ربنا خالقنا ورازقنا. قال ويلكم إنما أنا عبد الله مثلكم آكل الطعام كما تأكلوا وأشرب كما تشربون إن أطعته أثابني إن شاء وإن عصيته خشيت أن يعذبني فاتقوا الله وارجعوا، فأبوا فطردهم فلما كان الغد غدوا عليه فجاء قنبر فقال: وإنهم رجعوا يقولون ذلك الكلام. فقال: أدخلهم علي فقالوا له بمثل ما قالوا أولا وقال لهم مثل ما قال، وقال لهم: إنكم ضالون مفتونون. فلما كان اليوم الثالث أتوه فقالوا له مثل ذلك القول فقال: إن قلتم ذلك لأقتلنكم أخبث قتلة، فأبوا أن ينتهوا عن قولهم فخد لهم أخدودا بين باب المسجد والقصر وأوقد فيه نارا وقال: إني طارحكم فيها أو ترجعون، فأبوا فقذف بهم فيها. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 33 من نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) روى الحديث من طريق الذهبي بعين ما تقدم عن (وسيلة المآل). ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن قيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 13 و19 ط المحمدية في القاهرة) وذكر تحريق عليّ عليه السّلامالزنادقة في الأخاديد وأنه قال: لما رأيت الأمر أمرا منكرا * أججت ناري ودعوت قنبرا

ومنها إباؤه عن محو اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

قد تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 637 إلى ص 642) وننقل هاهنا عمن

ص 62

لم نرو عنهم هناك: منهم الحافظ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفرايني المتوفى سنة 316 في (المسند) (ج 4 ص 238 ط دائرة المعارف حيدر آباد الدكن) قال: حدثنا أبو أمية وعمار قالا ثنا عبيد الله بن موسى، قال أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء، قال اعتمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه حتى قاضاهم على أن يقيم ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضي عليه محمد رسول الله، قالوا: لا نقر بهذا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا ولكن أنت محمد بن عبد الله. قال: أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله. قال لعلي: امح رسول الله. قال: والله لا أمحوك أبدا، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب، فكتب: هذا ما قاضي عليه محمد بن عبد الله أن لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب ولا يخرج من أهلها بأحد أراد أن يتبعه، ولا يمنع أحدا من أصحابه إذا أراد أن يقيم بها، فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا: قل لصاحبك يخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وذكر الحديث. ورواه العلامة الديار بكري المكي في (تاريخ الخميس) (ج 2 ص 21 ط مطبعة الوهبية بمصر). ورواه العلامة الكازروني في (المنتقى) (مخطوط). ورواه العلامة المعاصر محمد مهدي عامر في كتابه (القصة الكبيرة في تاريخ السيرة) (ص 246 ط دار الكاتب العربي بمصر).

ص 63

ورواه العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الحنفي في (أئمة الهدى) (ص 69 ط القاهرة). ورواه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المري المتوفى سنة 742 في (تحفة الأشراف لمعرفة الأطراف) (ج 23 ص 52 دار القيامة في بمباي). ورواه العلامة النسابة الشيخ أبو العباس القلقشندي المصري في كتابه (صبح الأعشى) (ج 14 ص 79 المطبعة الأميرية بالقاهرة). ورواه المولى محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 99 ط مطبعة كلشن فيض في لكهنو). ورواه العلامة الشيخ عبد الحق في (أشعة اللمعات في شرح المشكاة) (ج 3 ص 442). ورواه العلامة عمر بن مظفر الحنفي الشهر بابن الوردي في (تاريخ ابن الوردي) (ج 1 ص 214 ط الحيدرية في النجف). ورواه علامة الأدب والبلاغة عمر بن بحر الجاحظ البصري في (العثمانية) (ص 78 ط مطبعة دار الكتاب العربي بالقاهرة). ورواه العلامة الشيخ محمد نوري الجاوي في (مراح لبيد) (ج 2 ص 310 ط دار الفكر سنة 1398).

ومنها أمره عليه السلام بالمعروف في الأسواق (1)

تقدم النقل عن بعضهم في (ج 8 ص 662، إلى ص 664) وممن لم

(هامش)

(1) روى القوم منهم العلامة القاضي الشيخ حسين بن محمد بن حسن = (*)

ص 64

ننقل عنهم هناك: منهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي البغدادي المتوفى سنة 597 في (التبصرة) (ج 1 ص 444 ط عيسى الحلبي بالقاهرة) قال: أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا الجوهري، أنبأنا ابن حيوية، حدثنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، حدثنا محمد بن سعد، أنبأنا الفضل بن دكين، حدثنا الحر بن جرموز عن أبيه قال: رأيت عليا وعليه قطريتان إزار إلى نصف الساق ورداء مشمر ومعه درة له يمشي بها في الأسواق يأمرهم بتقوى الله وحسن البعى ويقول: أوفوا الكيل والميزان.

(هامش)

= المالكي الديار بكري المتوفى سنة 966 وقيل سنة 982 في (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) (ج 2 ص 145 ط المطبعة الوهبية بمصر سنة 1283): روى نقلا عن (ذخائر العقبى) من طريق أبي عمرو عن البراء بن عازب قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام وكنت فيمن سار معه فأقام عليهم ستة أشهر لا يجيبونه إلى شيء فبعث النبي صلّى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب وأمر أن يرسل خالدا ومن معه إلا من أراد البقاء مع علي فيتركه فكنت فيمن بقي مع علي فلما انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر فجمعوا له فصلى بنا الفجر فلما فرغ صفنا صفا واحدا ثم تقدم بين أيدينا فحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأسلمت همدان كلها في يوم واحد وكتب بذلك كتابا إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فلما قرأ كتابه خر ساجدا لله وقال: السلام على همدان مرتين - أخرجه أبو عمر. (*)

ص 65

ومنهم العلامة الشيباني في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 6 من النسخة الظاهرية بدمشق) روى الحديث بعين ما تقدم عن (التبصرة). ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 334 ط دهلي) روي عن الحسن بن جرموز المرادي عن أبيه قال: رأيت عليا كرم الله وجهه يخرج من هذا القصر - يعني قصر الكوفة - وعليه أزار إلى أنصاف ساقيه ورداء مشمرا قريبا منه ومعه الدرة يمشي بها في الأسواق ويقول: يا قوم اتقوا الله، وفي رواية يقول أوفوا الكيل والميزان ولا تنفحوا اللحم، وفي رواية ويرشد الضالة ويعين الحمال على الحمولة ويقرأ (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض) الآية، ويقول: هذه الآيات نزلت في الولاة وذوي القدرة من الناس. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 142 مخطوط) روى الحديث من طريق أبي عمرو عن البراء بعين ما تقدم عن (تاريخ الخميس). ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد يوسف الحنفي في (حياة الصحابة) (ج 1 ص 175 ط دار القلم بدمشق) روى الحديث من طريق البيهقي عن البراء بعين ما تقدم عن (تاريخ الخميس).

ص 66

ومنهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 193 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، وأبو المحاسن أسعد ابن علي بن الموفق، وأبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، وأبو عبد الله محمد بن العمر كي بن نصر، قالوا أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر، أنبأنا عبد الله بن حمد بن حيويه، أنبأنا إبراهيم بن خزيم، أنبأنا عبد بن حميد، أنبأنا محمد بن عبيد، أنبأنا المختار بن نافع، عن أبي المطر، قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارك فإنه أبقى لثوبك وأنقى لك، وخذ من رأسك إن كنت مسلما (قال): فمشيت خلفه وهو بين يدي مؤتزر بإزار، مرتدي برداء ومعه الدرة كأنه أعرابي بدوي. فقلت: من هذا، فقال لي رجل: أراك غريبا بهذا البلد. فقلت أجل رجل من أهل البصرة، فقال: هذا علي أمير المؤمنين. حتى انتهى إلى دار بني أبي معيط وهو سوق الإبل فقال: بيعوا ولا تحلفوا فإن اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة. ثم أتى أصحاب التمر فإذا خادم تبكي فقال: ما يبكيك، فقالت: باعني هذا الرجل تمرا بدرهم فرده مولاي (ظ) فأبى أن يقبله. فقال له علي: خذ تمرك وأعطها درهمها فإنها ليس لها أمر. فدفعه فقلت: أتدري من هذا، فقال: لا. فقلت: هذا علي أمير المؤمنين فصب (ظ) تمرة وأعطاها درهمها (و) قال: أحب أن ترضى عني يا أمير المؤمنين، قال: ما أرضاني عنك إذا أوفيتهم حقوقهم. ثم مر (عليه السلام) مجتازا بأصحاب التمر، فقال: يا أصحاب التمر أطعموا المساكين يرب كسبكم، ثم مر مجتازا ومعه المسلمون حتى انتهى إلى أصحاب السمك فقال: لا يباع في سوقنا طافي.

ص 67

ثم أتى دار فرات وهي سوق الكرابيس، فأتى شيخا فقال: يا شيخ احسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم، فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، ثم أتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرصغين إلى الكعبين (وهو) يقول في لبسه: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي. فقيل له: يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته من رسول الله (ص)؟ قال: لا بل شيء سمعته من رسول الله يقول عند الكسوة. فجاء أب الغلام صاحب الثوب فقيل له: يا أبا فلان قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم. قال: أفلا أخذت منه درهمين، فأخذ أبوه درهما ثم جاء به أمير المؤمنين وهو جالس مع المسلمين على باب الرحبة فقال: أمسك هذا الدرهم. فقال: ما شأن هذا الدرهم؟ فقال: كان قميصا ثمن الدرهمين، قال: باعني رضاي وأخذ رضاه.

ومنها

ما رواه القوم: منهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 40 مخطوط) قال: وروي من طريق حمد في المناقب أنه رضي الله عنه أتى أصحاب التمر وجارية تبكي عند التمار فقال: ما شأنك؟ فقالت باعني تمرا بدرهم فرده مولاي فأبى أن يقبله. فقال: يا صاحب التمر خذ تمرك وأعطها درهما فإنها خادم وليس لها أمر، فدفع عليا فقال المسلمون تدري من دفعت؟ قال: لا. قالوا أمير المؤمنين. فصب تمرها وأعطاها درهمها وقال: أحب أن ترضى عني. فقال: ما أرضاني عنك إذا أوفيت الناس حقوقهم.

ص 68

ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ محمد بن يوسف في (حياة الصحابة) (ج 2 ص 553 ط حيدر آباد الدكن) قال: وأخرج ابن عساكر عن زاذان عن عليّ عليه السّلامأنه كان يمشي في الأسواق وحده وهو وال يرشد الضال وينشد الضال ويعين الضعيف ويمر البياع والبقال فيفتح عليه القرآن (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا) ويقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة على سائر الناس. ومنهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 194 ط بيروت) قال: أنبأنا المختار بن نافع، عن أبي المطر، قال: خرجت من المجسد فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارك فإنه أبقى لثوبك وأنقى لك، وخذ من رأسك إن كنت مسلما. [قال]: فمشيت خلفه وهو بين يدي مؤتزر بإزار مرتدي برداء ومعه الدرة، أنه أعرابي بدوي. فقلت: من هذا؟ فقال لي رجل: أراك غريبا بهذا البلد؟ فقلت: أجل رجل من أهل البصرة، فقال: هذا علي أمير المؤمنين حتى انتهى إلى دار بني أبي معيط وهو سوق الإبل فقال: بيعوا ولا تحلفوا فإن اليمين تنفق السلعة. وتمحق البركة. ثم أتى أصحاب التمر فإذا خادم تبكي فقال: ما يبكيك؟ فقالت: باعني هذا الرجل تمرا بدرهم فرده مولاي [ظ] فأبى أن

ص 69

يقبله. فقال له علي: خذ تمرك وأعطها ودرهمها فإنها ليس لها أمر. فدفعه فقلت: أتدري من هذا؟ فقال: لا. فقلت: هذا علي أمير المؤمنين فصب [ظ] تمره وأعطاها درهما [و] قال: أحب أن ترضى عني يا أمير المؤمنين. قال: ما أرضاني عنك إذا أوفيتهم حقوقهم. ثم مر [عليه السلام] مجتازا بأصحاب التمر، فقال: يا أصحاب التمر أطعموا المساكين يرب كسبكم. ثم مر مجتازا ومعه المسلمون حتى انتهى إلى أصحاب السمك فقال: لا يباع في سوقنا طافي. ثم أتى دار فرات - وهي سوق الكرابيس - فأتى شيخا فقال: يا شيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم، فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، ثم أتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئا. فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرصغين إلى الكعبين [وهو] يقوله في لبسه: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي. فقيل له: يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؟ قال: لا بل شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقوله عند الكسوة. فجاء أب الغلام صاحب الثوب فقيل له: يا أبا فلان قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم. قال: أفلا أخذت منه درهمين؟ فأخذ أبوه درهما ثم جاء به أمير المؤمنين وهو جالس مع المسلمين على باب الرحبة، فقال: أمسك هذا الدرهم. فقال: ما شأن هذا الدرهم؟ فقال: كان قميصا ثمن الدرهمين. قال: باعني رضاي وأخذ رضاه.

ص 70

ومنهم العلامة الشيخ محمد يوسف بن الياس الهندي في (حياة الصحابة) (ج 3 ص 107 ط دار القلم بدمشق) روى الحديث من طريق ابن راهويه وأحمد وعبد بن حميد وأبي يعلى والبيهقي وابن عساكر عن أبي مطر بعين ما تقدم عن (تاريخ دمشق).

ص 71

الباب العاشر

في شجاعة علي عليه السلام كان علي عليه السلام حامل راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

وأنه شهد المشاهد كلها إلا غزوة تبوك لأن النبي استخلفه على المدينة تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 348 إلى ص 350 وص 473 وص 523 إلى ص 531) وفي (ج 5 ص 358 إلى ص 467) وفي (ج 4 ص 265 وص 454 وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 14 مخطوط) قال: حدثنا فضيل بن محمد الملاطي، نا موسى بن داود، نا قيس بن الربيع عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: رفع رسول الله صلى الله عليه الراية إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو ابن عشرين سنة. وفي (ج 6 ص 18 ط الموطن العربي في بغداد):

ص 72

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا جبارة بن المغلس، ثنا أبو شيبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: كانت راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في المواطن كلها راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب وراية الأنصار مع سعد بن عبادة. ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (مناقبه) (مخطوط) قال: حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن كأس النخعي القاضي، قال حدثنا محمد ابن عبد الله بن المنادي، قال حدثنا سبابة بن سوار، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن الحجاج بن أرطاة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: إن رسول الله (ص) دفع الراية إلى علي عليه السلام يوم بدر وهو ابن عشرين سنة. وفي ص (132): أخبرنا محمد بن إسماعيل، أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن السقا الحافظ، نا علي بن العباس المقالعي، نبأ محمد بن عمر الأنصاري، نبأ سيابة ابن سوار الفزاري، عن قيس، عن حجاج بن أرطاة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: دفع رسول الله (ص) الراية إلى علي عليه السلام يوم بدر وهو ابن عشرين سنة. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 30 مخطوط) قال: ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان لواء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بيده دفعه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إلى علي رضي الله عنه.

ص 73

ومنهم العلامة القاضي حسين الدياربكري في (تاريخ الخميس) (ج 1 ص 371 ط الوهبية بمصر) قال: وكان أمام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم رايتان سوداوان إحداهما مع علي بن أبي طالب يقال لها: العقاب، والأخرى مع بعض الأنصار وكانت إبل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يومئذ سبعين بعيرا، فاعتقبوها وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد يعتقبون بعيرا. ومنهم العلامة الشيخ أبو محمد بن حيان الأصفهاني في (أخلاق النبي) (ص 145) قال: أخبرنا بهلول الأنباري عن أبيه عن جده عن أبي شيبة عن الحكم عن مقسم، عن ابن عباس: أن عليا رضي الله عنه كان صاحب راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يوم بدر، وفي المواطن كلها كان صاحب راية المهاجرين عليا رضي الله عنه وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 116 مخطوط) روى عن أحمد في (المناقب) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان علي آخذ راية النبي (ص) يوم بدر. قال الحكم: يوم بدر والمشاهد. ومنهم الفاضلة الكاتبة الأديبة المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمان بنت الشاطي في (موسوعة آل النبي) (ص 604 ط دار الكتاب العربي في بيروت) قال: كان (علي) حامل (العقاب) في خيبر: وهي أول راية للرسول، وكذلك

ص 74

حمل علي لواء الرسول في غزوة بني قريظة، ولواء المهاجرين يوم أحد. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 80 ط لكهنو) قال: كان مصعب حامل لواء النبي يوم أحد فلما استشهد أعطاه عليا فقاتل علي صاحب لواء قريش فقتله. ومنهم العلامة المعاصر خالد محمد خالد فلما أستشهد أعطاه عليا فقاتل علي صاحب لواء قريش فقتله. ومنهم العلامة المعاصر خالد محمد خالد في (رجال حول الرسول) (ص 642 ط دار الكتب العربي في بيروت) قال: كان لرسول الله (ص) في المواطن كلها رايتان مع علي بن أبي طالب راية المهاجرين ومع سعد بن عبادة راية الأنصار. ومنهم العلامة الشيخ عثمان ددة الحنفي سراج الدين العثماني في (تاريخ الإسلام والرجال) (ص 81 نسخة مخطوطة في خزانة كتبنا) قال: وأمر سعد بن عبادة أن يدخل في بعض الناس من كدا (اسم محل من أطراف مدينة الرسول) فذكروا أن سعدا حين وجه داخلا قال: اليوم يوم الملحمة * اليوم تستحل الحرمة فسمعه رجل من المهاجرين، قيل: عمر بن الخطاب (رض)، فقال: يا رسول الله اسمع ما قال سعد ما هنأ من أن يكون له في قريش صولة وصدقة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب: أدركه فخذ الراية، فكن أنت الذي تدخل بها. ويقال: أخذت الراية من سعد ودفعت إلى ابنه قيس بن سعد، ويقال: أمر الزبير بأخذ الراية وجعله مكان سعد على الأنصار مع المهاجرين.

ص 75

ومنهم الفاضل المعاصر الرائد محمد مهدي عامر المصري في (تاريخ السيرة) (ص 286) قال: وكان رسول الله (ص) قد عهد إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة أن يدخلوها بغير قتال وألا يقاتلوا إلا من قاتلهم، فقال سعد بن عبادة حين وجه داخلا مكة: اليوم يوم الملحمة * اليوم تستحل الحرمة فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام) إلى آخره. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 93 ط حيدر آباد الدكن) قال: روي من طريق الطبراني أنه: بعث النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عليا إلى اليمن فعقد له لواء فلما مضى قال: يا أبا رافع إلحقه ولا تدعه من خلفه وليقف ولا يلتفت حتى أجيئه، فأتاه فأوصاه بأشياء فقال: يا علي الآن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت على الشمس. ومنهم العلامة مبارك بن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 2 مخطوط) قال: من ذلك وشهد المشاهد كلها إلا تبوك فإن رسول الله (ص) استخلفه على أهله وهو أخو رسول ا لله صلّى الله عليه وآله وسلم وابن عمه وممن شهد له بالجنة وتوفي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وهو عنه راض.

ص 76

ومنهم العلامة ابن قيم الجوزية في (أحكام أهل الذمة) (ج 2 ص 504 ط الدكتور صبحي في دمشق) قال: وذكر مقسم عن ابن عباس أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم دفع الراية إلى علي وله عشرون سنة - أراد الراية يوم بدر - وكانت في السنة الثانية من الهجرة، وأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، فهذا يدل على أن إسلامه كان لخمس سنين، فإنه إذا كان له يوم بدر عشرون سنة كان بينه وبين المبعث خمس عشرة، ولا يصح أن تكون هذه راية فتح خيبر، لأنه يلزم أن يكون وقع المبعث سنة واحدة. ومنهم العلامة الذهبي في (تهذيب التهذيب) (ج 2 ص 747 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) روى عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم العلامة الشيخ طه بن مهنا الجبريتي في (تعليقة على رسالة الحلبي) (ص 91 ط بولاق مصر) قال: وقد صلى إلى القبلتين وهاجر وشهد بدارا والحديبية وسائر المشاهد، وأبلى ببدر وأحد والخندق وخيبر بلاءا عظيما، وكان لواء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في مواطن كثيرة بيده، وكان يوم بدر بيده على اختلاف في ذلك، ولما تقل مصعب بن عمير يوم أحد وكان اللواء بين دفعه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إلى علي. وقال محمد بن إسحق شهد علي بن أبي طالب بدرا وهو ابن خمس وعشرين سنة - إنتهى.

ص 77

ولم يختلف عن مشهد شهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مذ قدم المدينة إلا تبوك فإنه خلفه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم على المدينة وعلى عياله، وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. ومنهم العلامة المؤرخ عطا حسني في (حلى الأيام) (ص 196 ط المطبعة القديمة بمصر) قال: لقد صحب رسول الله (ص) في كل غزواته إلا تبوك حيث أن أنابه عنه في المدينة، وأجمع المؤرخون على شجاعته في كل الوقائع التي شهدها مع رسول الله، حتى أن النبي أعطاه اللواء أكثر من مرة.

ومما روي في شجاعته

ما رواه القوم: منهم العلامة السدوسي في (حذف النسب من قريش) (ص 16 ط دار العروبة بمصر) قال: وعلي بن أبي طالب صلوات الله ورضوانه عليه، شهد مع رسول الله صلى الله عليه مشاهده، وبارز يوم بدر ويوم الخندق وفي غير مشهد، ولم يبارزه رجل إلا قتله. ومنها ما تقدم نقله في (ج 8 ص 398 إلى ص 400) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك:

ص 78

منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 114 ط حيدر آباد الدكن) روى عن طريق ابن عساكر عن قيس قال: دخل الأشعث بن قيس على علي في شيء فتهدده بالموت. فقال علي: بالموت تهددني؟ ما أبالي سقط علي أو سقطت عليه. ومنها ما قد تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 325) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة الشيخ عبد الله بن الحسين بن عبد الله الحنبلي البغدادي العكبري المتوفى سنة 616 والمولود سنة 528 في (التبيان في شرح الديوان أي ديوان المتنبي) (ج 3 ص 312 ط الحلبي بمصر) قال: من فعل علي عليه الصلاة والسلام: كان درعه صدرا بلا ظهر، لأنه كان لا يولي قط. ومنهم الحافظ الهروي في (الغريبين) (ص 548 مخطوط) قال: في حديث علي رضي الله عنه: كانت درعه صدرا، فقيل له: لو أحرزت ظهرك. قال: إن مكنت منه فلا والت أي لا نجوت.

ص 79

ومنهم العلامة أبو عبد الله الزبير بن بكار القرشي في (الأخبار الموفقيات) (ص 343) ط العاني في بغداد) قال: حدثني الزبير قال: حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: كان علي بن أبي طالب حذرا في الحروب شديد الروغان من قرنه لا يكاد أحد يتمكن منه، وكانت درعه صدرا لا ظهر لها، فقيل له: ألا تخاف أن تؤتى من قبل ظهرك. فيقول: إذا أمكنت عدوي من ظهري فلا أبقى الله عليه إن أبقى علي. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 863 ط بيروت) روى الحديث عن مصعب بن عبد الله بعين ما تقدم عن (الأخبار الموفقيات) مع زيادة. ومنها ما قد تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 328 وص 329) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم علامة الأدب أبو محمد القاسم بن علي الحريري في (درة الغواص في أوهام الخواص) (ص 14 ط المثنى في بغداد) قال: وفيما يؤثر من شجاعة عليّ عليه السّلامأنه كان إذا اعتلى قد وإذا اعترض قط، فالقد قطع الشيء طولا والقط قطعه عرضا.

ص 80

ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة محمد مبين في (وسيلة النجاة) (ص 183 ط كلشن فيض في لكهنو) قال: أخرج الحاكم عن أبي الأسود والديلمي عن علي قال: أتاني عبد الله بن سلام وقد وضعت رجلي في الغرز وأنا أريد العراق، فقال: لا تأتي العراق فإنك إن أتيته أصابك به ذباب السيف. قال علي: وأيم الله لقد قالها رسول الله قبلك قال أبو الأسود: فقلت في نفسي بالله ما رأيت كاليوم رجل محارب يحدث الناس بمثل هذا. ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (ص 32 مخطوط) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل النحوي إجازة إن أبا القاسم علي بن طلحة النحوي أخبرهم، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح، حدثنا محمد بن القاسم، قال حدثني أبي ك حدثنا أحمد بن عبيد، حدثنا الواقدي، حدثنا ابن أبي سبره، عن ثور بن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رجلا قال له: أكان علي بن أبي طالب يباشر القتال بنفسه؟ قال: إي والله، ما رأيت رجلا أطرح لنفسه في متلف من علي، فلربما رأيته يخرج حاسرا بيده السيف إلى الرجل الدراع فيقتله.

ص 81

نزر مما برز من شجاعته في غزوة بدر

رواه جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 350 إلى ص 358) وننقل ههنا عمن لم نرو هناك: منهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عماد الدين أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن يوسف بن محمد المقدسي الحنبلي الشهير بابن قدامة المتوفى سنة 745 والمولود سنة 704 في (المحرر في الحديث في بيان الأحكام الشرعية) (ص 138 ط مصطفى محمد صاحب المكتبة التجارية بالقاهرة) قال: روي عن حارثة بن مضارب عن علي قال: تقدم - يعني عتبة بن ربيعة - وتبعه ابنه وأخوه، فنادى: من يبارز، فانتدب له شباب من الأنصار، فقال: من أنتم، فأخبروه، فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيدة بن الحارث، فأقبل حمزة إلى عتبة وأقبلت إلى شيبة واختلفت بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم ملنا إلى الوليد، فقتلناه واحتملنا عبيدة. ومنهم العلامة القسطلاني في (إرشاد الساري) (ج 7 ص 294 ط حسين بيك حسني بمصر). روى حديث مبارزة علي يوم بدر عن (صحيح البخاري) عن الثوري وهشيم إلى أبي ذر. وعن النسائي من طريق يوسف بن يعقوب عن سليمان التيمي بهذا الإسناد

ص 82

إلى علي. وعن أبي نعيم في مستخرجه ما في رواية معتمر بن سليمان. وعن الحاكم من طريق أبي جعفر الرازي، ورواه عبد بن حميد عن يزيد ابن هارون وعن حماد بن مسعدة كلاهما عن سليمان التيمي كرواية معتمر. ومنهم العلامة محمد مبين في (وسيلة النجاة) (ص 79 ط كلشن فيض لكهنو) قال: قتل علي وليد بن عبد ود يوم بدر وكان جبريل وميكائيل عن يمينه وشماله. نزر مما برز من شجاعته في غزوة أحد قد تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 359 إلى ص 382) وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة القاضي حسين الدياربكري المكي في (تاريخ الخميس) (ج 1 ص 427 ط مطبعة الوهبية بمصر) قال: وقال ابن هشام: حدثني سلمة بن علقمة الحارثي، قال: لما اشتد القتال يوم أحد جلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم تحت راية الأنصار وأرسل إلى علي بن أبي طالب أن قدم الراية، فتقدم علي، فقال: أنا أبو القصم - ويقال: القسم بالقاف والفاء، فيما قاله ابن هشام - فناداه أبو سعيد بن أبي طلحة وهو صاحب لواء المشركين: أن هل لك يا أبا القصم في البراز من حاجة. فقال: نعم، فبرزا بين الصفين، فاختلفا ضربتين، فضربه علي، فصرعه ثم انصرف ولم يجهز عليه، فقال له أصحابه: أفلا أجهزت عليه. قال: إنه استقبلني بعورته

ص 83

فعطفتني عليه الرحم، فعرفت أن الله قتله. ويقال: إن أبا سعيد خرج من بين الصفين وطلب من يبارزه مرارا، فلم يخرج إليه أحد، فقال: يا أصحاب محمد زعمتم أن قتلاكم في الجنة وقتلانا في النار، كذبتم واللات لو تعلمون ذلك حقا لخرج إلي بعضكم، فخرج إليه علي، فاختلفا ضربتين فقتله علي. وفي (ج 1 ص 435 ط المطبعة الوهبية بمصر): روى عن علي بن أبي طالب لما غلب المشركون واختلط الناس غاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عن نظري، فذهبت أطلبه في القتلى فما وجدته، فقلت في نفسي: إن رسول الله لا يفر في القتال وليس هو في القتلى، فما أظن إلا أن الله تعالى قد غضب علينا بسوء فعلنا فرفع نبيه من بيننا، فالأولى أن أقاتل المشركين حتى أقتل، فسللت سيفي وحملت على جماعة من المشركين، فانكشفوا فإذا برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم حيا سويا، فعرفت أن الله تعالى حفظه بملائكته الكرام. ومنهم العلامة محمد بن عبد الله الإسكافي في (المعيار والموازنة) (ص 91) قال: وكان أبو الحسن لهذه الأمور جامعا، وكان بالسيف ضروبا، وبالرمح طعانا، وبالفراسة والشجاعة موصوفا، وبالشدة معروفا، وللحذر مستعملا. ويدلك على ذلك ما وصفه به وحشي حيث إنه قال: لما وقفت نفسي (بعير) قريبا من أحد أردت النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فإذا هو لا تناله الأيدي. ثم أقبل علي بيده يسف يفري، وخيل إلي أن في كل جارحة من جوارحه عينا تنظر إلي، فلما نظرت إلى من هذه حاله قلت: تراكها تراكها، لست من

ص 84

هذا ولا هذا مني. ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 80 ط كلشن فيض كلهنو). نقل عن ابن هشام بعين ما تقدم أولا عن (تاريخ الخميس). ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 148 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق). روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه خرج طلحة بن أبي يوم أحد وكان صاحب لواء المشركين، فقال: يا أصحاب محمد تزعمون أن الله يجعلنا بأسيفاكم إلى النار ويعجلكم بأسيافنا إلى الجنة فأيكم يبرز إلي فبرز إليه علي ابن أبي طالب وقال: والله لا أفارقك حتى أعجلك بسيفي إلى النار. فاختلفا بضربتين فضربه علي على رجله فقطعها وسقط إلى الأرض، فأراد علي أن يجهز عليه فقال: أنشدك الله والرحم يا بن عم. فانصرف عنه إلى موقفه، فقال المسلمون: هلا أجهزت عليه. فقال: ناشدني الله ولن يعيش، فمات وبشر النبي صلّى الله عليه وآله وسلم بذلك فسر وسر المسلمون وكان الفتح يوم أحد بصبر عليّ عليه السّلامفي ذلك اليوم وثباته وحسن بلائه في ذلك الموقف وشدة بأسه على أولئك القوم وتوالي وثباته. ومنهم الفاضل المعاصر محمد مهدي عامر المصري في (قصة كبيرة في تاريخ السيرة) (ص 177 ط دار الكاتب العربي) قال: وبايع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم على الموت وقتئذ ثمانية ثلاثة من

ص 85

المهاجرين وهم علي والزبير وطلحة، وخمسة من الأنصار وهم أبو دجانة والحارث بن الصمة والحباب وعاصم وسهل بن حنيف، فقاتلوا دونه ولم يقتل منهم أحد يومئذ، وانفرد علي بن أبي طالب بفرقة فيها عكرمة بن أبي جهل، فدخل وسطهم بالسيف يضرب به وهم مشتملون عليه حتى بلغ آخرهم، ثم كر فيهم ثانيا حتى رجع من حيث جاء. ومنهم العلامة أبو العون وأبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن سالم السفاريني النابلسي الحنبلي المولود سنة 1114 المتوفى في أواخر القرن الثاني عشر في (نفثات صدر المكمد في شرح ثلاثيات مسند أحمد) (ج 1 ص 639 ط منشورات المكتب الإسلامي بدمشق) قال: وقاتل عليّ عليه السّلاممن ناحية وأبو دجانة رضي الله عنه من ناحية وسعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه من ناحية، وانفرد عليّ عليه السّلامبفرقة من المشركين فيها عكرمة بن أبي جهل فدخل وسطهم بالسيف يضرب به، وقد اشتملوا عليه حتى أفضى إلى آخرهم، ثم كرهم ثانيا حتى رجع من حيث جاء رضي الله عنه.

نزر مما برز من شجاعته في ليلة الهجرة

تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 334 إلى ص 348) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة الشيخ عبد الله مصطفى المراغي في (الفتح المبين) (ص 57 ط محمد علي عثمان بمصر) قال: ولما كانت الليلة التي عزم المشركون فيها على تنفيذ مكرهم بقتل رسول

ص 86

الله صلّى الله عليه وآله وسلم، أمره الرسول أن ينام على فراشه مطمئنا إياه أن لا خوف عليه، فنام مفديا رسول الله بنفسه في سبيل الله، وخرج الرسول مهاجرا، فمكث رضي الله عنه يؤدي عن رسول الله الودائع والأمانات التي كانت عنده لقريش ثم هاجر إلى المدينة. وهي شجاعة عرف بها علي في كل أدوار حياته، وهو حامل لواء النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في أكثر الغزوات. ومنهم الحافظ ابن عساكر الدمشقي في (ترجمة الإمام علي (ع) من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 183 ط بيروت): روي عن أبي رافع أن عليا كان يجهز النبي صلّى الله عليه وآله وسلم حين كان بالغار، ويأتيه بالطعام، واستأجر له ثلاث رواحل، للنبي ولأبي بكر، ودليلهم ابن أرهط، وخلفه النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فخرج إليه أهله، وأمره أن يؤدي عنه أمانته ووصايا من كان يوصي إليه، وما كان يؤتمن عليه من مال، فأدى أمانته أن يضطجع على فراشه ليلة خرج وقال إن قريشا لن يفقدوني ما رأوك. فاضطجع علي (على) فراشه، وكانت قريش تنظر إلى فراش النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فيرون عليه رجلا يظنون النبي صلّى الله عليه وآله وسلم حتى إذا أصبحوا رأوا عليه عليا فقالوا: لو خرج محمد لخرج بعلي معه. فحبسهم الله عز وجل بذلك عن طلب النبي صلّى الله عليه وآله وسلم حين رأوا عليا ولم يفقدوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وأمر النبي (ص) عليا أن يلحقه بالمدينة، فخرج علي في طلبه بعد ما أخرج إليه (فكان يمشي) من الليل ويكمن بالنهار حتى قدم المدينة، فلما بلغ النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قدومه قال: ادعوا لي عليا (فقالوا: إنه) لا يقدر أن يمشي، فأتاه النبي صلّى الله عليه وآله وسلم. فلما رآه النبي صلّى الله عليه وآله وسلم اعتنقه وبكى (رحمة له مما رأى) بقدميه من الورم

ص 87

وكانتا تقطران دما. فتفل النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في يديه ثم مسح بهما رجليه ودعا له بالعافية فلم يشتكهما علي حتى استشهد. ومنهم العلامة الشيخ سعيد بن محمد بن مسعود الشافعي الكازروني المتوفى سنة 858 في (المنتقى في سيرة المصطفى (ص)) (ص 78 والنسخة مخطوطة في خزانة كتبنا) قال: فلما رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مكانهم قال لعلي: نم على فراشي واتشح ببردي الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهه منهم وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ينام في برده ذلك إذا نام، فبات عليّ عليه السّلامعلى فراش النبي تلك الليلة، وخرج النبي حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليا رد الله مكرهم. إلى أن قال: وروي أنهم ضربوا عليا وحبسوه ساعة ثم تركوه. ومنهم الحافظ السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ص 166 ط مطبعة المدني بالقاهرة) قال: ولما هاجر صلّى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة أمره أن يقيم بعده (عليا) بمكة أياما حتى يؤدي عنه الأمانة والودائع والوصايا التي كانت عند النبي عليه الصلاة والسلام ثم يلحقه بأهله، ففعل ذلك وشهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بدرا وأحدا وسائر المشاهد إلا تبوك فإن النبي استخلفه على المدينة، وله في جميع المشاهد آثار مشهورة، وأعطاه النبي عليه الصلاة والسلام اللواء في مواطن كثيرة.

ص 88

ومنهم العلامة المولى علي الهروي في (مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح) (ج 11 ص 218 ط مكتبة اعدادية في ملتان): روى من طريق أحمد عن ابن عباس قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي صلّى الله عليه وآله وسلم - فقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه. فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك، فبات علي على فراش النبي. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن المنتقى إلى كلمة (مكرهم). ومنهم العلامة محمد بن حباب بن أحمد بن حاتم البستي في (الثقات) (ج 1 ص 115) قال: وأمر النبي عليا فبات في مضطجعه الذي به وأخبره بمكر القوم. ومنهم العلامة الشيخ محمد النووي في (مراح لبيد) (ج 1 ص 320 ط دار الفكر سنة 1398) قال: وأمر عليا أن يبيت في مضجعه وقال له: تسج ببردتي فإنه لن يخلص إليك أمر تكرهه. ومنهم العلامة محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري في (المغازي النبوية) (ص 99 ط دار الفكر بدمشق) قال: قال معمر: وأخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره في قوله (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك) قال: تشاورت قريش بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي صلّى الله عليه وآله وسلم،

ص 89

وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: أن أخرجوه، فاطلع الله نبيه على ذلك، فبات علي على فراش النبي صلّى الله عليه وآله وسلم تلك الليلة، وخرج النبي حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبون أنه النبي، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليا رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري. إلى أن قال: ونام [علي] على فراش النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، وباتوا يحرسونه يحسبون أنه النبي، فلما أصبحوا قام علي لصلاة الصبح، بادروا إليه فإذا هم بعلي. ومنهم العلامة السيد عبد القادر بن محمد الحسيني الطبري الشافعي المكي إمام مسجد الحرام والقدس في (عيون المسائل في أعيان الرسائل) (86 ط مطبعة السلام بمصر) قال: فعند ذلك أخبر عليا رضي الله عنه بأمرهم وأمره أن ينام عوضه في مضجعه الذي كان ينام فيه، وقال له: لن يصل إليك منهم أمر تكرهه. وفي (ص 87): وبات علي على الفراش وهم يرجمونه فلم يضطرب ولم يكترث، إلى أن كان أثناء الليل هجموا عليه ودخلوا شاهرين السيوف، فثار في وجوههم فعرفوه ورد الله كيدهم في نحرهم فقالوا: أين صاحبك؟ فقال: لا أدري، فخرجوا وتركوه وكفاه الله شرهم. وأوحى الله تعالى إلى جبريل وميكائيل أن انزلا إلى علي واحرساه في هذه الليلة إلى الصباح، فنزلا عليه وهما يقولان: بخ بخ من مثلك يا علي قد باهى الله بك ملائكته.

ص 90

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور فوزي جعفر في (علي ومناؤه) (ص 31 ط دار العلم للطباعة بالقاهرة) قال: يقول ابن هشام: إن رسول الله أمر عليا قبل هجرته أن ينام على فراشه ويتسجى ببرده الحضرمي الأخضر بعد أن أخبره بخروجه من مكة. ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في (منال الطالب) (ص 143 مخطوط) قال: ونهاه جبرئيل أن ينام في مضطجعه أمر عليا عليه السلام بأن يبيت في المضطجع الذي كان يبيت فيه النبي (ص)، فقال: اتسج ببردي الحضرمي فإنه لن يخلص إليك منهم أمر تكرهه. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد مهدي عامر في كتابه (القصة الكبيرة في تاريخ السيرة النبوية) (ص 96 ط وزارة الثقافة المصرية بالقاهرة): روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (المراح). ومنهم العلامة المولوي محب الله السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 75 و76 ط كلشن فيض في لكهنو) روى الحديث بعين ما تقدم ثم قال: قال محمد بن إسحاق في قصة مقدم النبي المدينة: وأقام علي بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله (ص). ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في (أشعة اللمعات في شرح المشكاة) (ج 4 ص 588 ط مكتبة نورية رضوية سكهر دربار ماركيت لاهور) روى من طريق أحمد عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (المنتقى) من قوله:

ص 91

فبات علي - إلى قوله - رد الله مكرهم. ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 208 ط القاهرة سنة 1390) قال: في أسد الغابة بسنده عن ابن إسحاق قال: أقام رسول الله (ص) ينتظر الوحي بالإذن له بالهجرة إلى المدينة حتى إذا اجتمعت قريش فكرت بالنبي، فدعا علي بن أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه ويتسجى ببرد له أخضر، ففعل ثم خرج رسول الله (ص) على القوم وهم على بابه. قال ابن إسحاق: وتتابع الناس في الهجرة، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتن في دينه علي بن أبي طالب، وذلك أن رسول الله (ص) أخره بمكة وأمره أن يؤدي إلى كل ذي حق حقه، ففعل ثم لحق برسول الله (ص). وفي هذا يقول أحد الشعراء:

ومواقف لك دون أحمد جاوزت * بمقامك التعريف والتحديدا

فعلى الفراش يبيت ليلك والعدى * تهدى إليك بوارقا ورعودا

فرقدت مثلوج الفؤاد كأنما * يهدى القراع لسمعك التغريدا

فكفيت ليلته وقمت معارضا * بالنفس لا فشلا ولا رعديدا

واستصبحوا فرأوا دون مرادهم * جبلا أشم وفارسا صنديدا

رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى * أوما دروا كنز الهدى مرصودا

ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب الحنبلي الوهابي في (مختصر سيرة الرسول) (ص 164 ط مطبعة السلفية في القاهرة): روى الحديث بعين ما تقدم عن (المنتقى) إلى قوله: شيئا تكرهه.

ص 92

إلى أن قال: ثم يطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول الله (ص) فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائم عليه برده، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي عن الفراش. وقال في (ص 166): أخبر عليا بخروجه وأمره أن يتخلف بعده حتى يؤدي عنه الودائع التي كانت عنده للناس. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 28 مخطوط) قال: ليس ثوب النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ليلة اجتماع أعدائه لكيده، فأبقى عليا رضي الله عنه في مرقده. وفي (ص 9): نقل كلام محمد بن إسحاق بعين ما تقدم عن (وسيلة النجاة). ومنهم الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله القرطبي في (الدرر والمغازي) (ص 85 ط القاهرة) قال: أمر النبي (ص) علي بن أبي طالب أن ينام على فراشه. ومنهم العلامة الشيخ محمد حبيب المشهور بما يأبى الجكني في (فتح المنعم) (المطبوع بذيل زاد المسلم ج 4 ص 142 ط شركة مساهمة مصرية بالقاهرة) قال: إن المشركين اجتمعوا لقتل رسول الله (ص) وبيتوه، فأمر عليا أن يرقد على فراشه، إلى أن قال: فدخلوا الدار فوجدوا عليا على الفراش فلم

ص 93

يتعرضوا له.

نزر مما ورد من شجاعته في غزوة خيبر

تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 383 إلى ص 396) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر ابن عاصم النمري الأندلسي القرطبي المولود سنة 368 والمتوفى سنة 463 في كتابه (الدرر في اختصار المغازي والسير) (ص 211 ط القاهرة بتحقيق الدكتور شوقي ضيف) قال: حدثني بريدة بن سفيان بن فروة، عن أبيه سفيان، عن سلمة بن الأكوع - وذكر من حديث أبي رافع مولى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قال: خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله برايته إلى حصن من حصون خيبر، فلما دنى من الحصن خرج إليه أهله وقاتلهم، فضربه رجل من يهود فألقى ترسه من يده، فتناول علي بابا كان عند الحصن فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة وأنا ثامنهم نجتهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 150 مخطوط) روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن عليا كرم الله وجهه حمل باب خيبر يوم فتحها وأنهم جربوه فلم يحمله إلا أربعون رجلا، وفي بعض الروايات - أنه لما قد مرحب درقه على نصفين دنى علي من باب خيبر وهو أربعة

ص 94

أذرع طولا في خمسة أشبار عرضا في أربعة أصابع سمكا فاقتلعه وهو مثبت في صخرة وأثر أصابعه الخمس في الابهام من قدامه والأربع الأصابع من خلفه وذلك الأثر إلى الآن باق. ومنهم العلامة المعاصر العيني الحنفي في (مناقب علي) (ص 14 ط أعلم بريس) روى من طريق ابن أبي شيبة في (مصنفه) عن جابر بن سمرة والبيهقي والحاكم عن جابر وابن إسحاق عن أبي رافع: أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها، وأنه جرب فلم يحمله أربعون رجلا. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 120 ط حيدرآباد الدكن) روى من طريق ابن أبي شيبة: أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها، وأنه جرب فلم يحمله إلا أربعون رجلا. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 22 مخطوط) روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (الدرر) مرسلا. ومنهم العلامة المولى علي الهروي في (مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح) (ج 11 ص 340 ط ملتان) روى الحديث من طريق أحمد في (المناقب) بعين ما تقدم عن (الدرر).

ص 95

ومنهم العلامة أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 115 مخطوط) روى الحديث عن أبي رافع بعين ما تقدم عن (الدرر). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 226 ط لاهور) روى الحديث عن أبي رافع بعين ما تقدم عن (الدرر). ومنهم العلامة الشيخ عثمان ددة الحنفي في (تاريخ الإسلام والرجال) (ص 41) روى نقلا عن (المنتقى) و(التوضيح) عن أبي رافع بعين ما تقدم عن (الدرر) من قوله: فلقد رأيتني. ومنهم العلامة العيني الحيدرآبادي في (مناقب علي) (ص 40 ط اعلم بريس في حيدر آباد الدكن) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الدرر). ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 22 مخطوط) قال: عن جابر رضي الله عنه أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتوحها، وبعد ذلك لم يحمله أربعون رجلا. وفي طريق آخر: اجتمع عليه سبعون رجلا فكان جهدهم أن أعادوا الباب أخرجه الحاكمي في (الأربعين).

ص 96

ومنهم العلامة المولى علي الهروي في (مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح) (ج 11 ص 340 ط ملتان) روى الحديث من طريق الحاكمي نقلا عن أحمد عن جابر بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) أولا وثانيا. ومنهم الشيخ عثمان ددة الحنفي في (تاريخ الإسلام والرجال) (ص 41) روى الحديث من طريق البيهقي عن جابر بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) أولا وثانيا. ومنهم العلامة الشيخ حسين الدياربكري في (تاريخ الخميس) (ج 2 ص 51 ط الوهبية بمصر) روى الحديث من طريق البيهقي بمعنى ما تقدم عن (مناقب العشرة) أولا وثانيا. ومنهم العلامة العيني في (مناقب علي (ع)) (ص 40 ط أعلم بريس) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) أولا. ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 348 ط دهلي) روى من طريق ابن عساكر عن جابر بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) ثانيا.

ص 97

ومنهم العلامة محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي في (تفريح الأحباب) (ص 348 ط دهلي) قال: وخرج ابن إسحاق في المغازي عن أبي رافع أن عليا تناول بابا عند الحصن حصن خيبر فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو قاتل حتى فتح الله، ثم ألقاه فلقد رأيتنا ثمانية نفر نجعل أن نقلب ذلك الباب فما استطعنا أن نقلب. ومنهم العلامة الشيخ محمد مهدي عامر في (القصة الكبيرة في تاريخ السيرة) (ص 259 ط وزارة المصرية بالقاهرة) قال: وعن أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أنه قال: خرجت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين بعثه رسول الله برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود فطاح ترسه من يده، فتناول علي باب كان عند الحصن فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، ما يقدر أحد أن يقلب هذا الباب. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي (ع) من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 206 ط بيروت) روى بسنده عن أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال: خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود، فطرح ترسه من يده فتناول علي بابا من عند الحصن فتترس به عن نفسه لم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه

ص 98

من يده، فلقد رأيتني في نفر - يعني سبعة وأنا ثامنهم - نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما استطعنا أن نقلبه. ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في (مثال الطالب) (ص 172 مخطوط) روى الحديث عن أبي رافع بعين ما تقدم عن (تاريخ ابن عساكر). ومنهم العلامة السيد عباس بن علي الموسوي المكي في (نزهة الجليس) (ج 1 ص 166 ط القديمة بمصر) قال: ومن ضربات علي عليه السلام المشهورة ضربته مرحبا، فإنه ضربه على البيضة، فقدها وقده نصفين. وما أحلى قول أبي الحسين الجزار يمدح علي ابن سيف الدين فلج بقصيدة منها: أقول لفقري مرحبا لتيقني * بأن عليا بالمكارم قاتله ومنهم العلامة علاء الدين مغلطاي بن قليج الحنفي في (سيرة مغلطاي) (ص 63 ط السعادة بمصر) قال: وقلع علي باب خيبر ولم يقبله سبعون رجلا إلا بعد جهد، واستشهد من المسلمين خمسة عشر وقتل من اليهود ثلاثة وتسعون. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 87 مطبعة كلشن فيض الكائنة في لكهنو) نقل عن المواهب اللدنية ما تقدم عن (السيرة) بعينه.

ص 99

ومنهم العلامة حسن بن محمد المشاط في (إنارة الدجى) (ج 2 ص 125 مطبعة المدني بالقاهرة) روى مسلم في (صحيحه) من حديث أياس بن سلمة، عن أبيه سلمة بن الأكوع: وخرج مرحب فقال: قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب إذ الحروب أقبلت تلهب فقال علي: أنا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابا كريه المنظرة أوفيهم بالصاع كي السندرة قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه، كما قال الناظم (وفاز بالفتح) وظفر بالنصر، تترس علي باب الحصن. أقول: وقد تقدم تفصيل واقعة خيبر في أحاديث إعطاء الراية (1).

ما برز من شجاعته في مبارزة بني قريظة

تقدم النقل عن جماعة من أعلام القوم في (ج 8 ص 472) وننقل ههنا

(هامش)

(1) قال في (الفتوحات الربانية) (ج 5 ص 69 ط مكتبة الإسلامية للحجاج رياض الشيخ): وكان عليّ عليه السّلامسمي في ابتداء ولادته حيدرة، وكان مرحب قد رأى في المنام أن أسدا يقتله، فذكره علي بذلك ليخيفه ويضعف نفسه. قالوا: وكانت أم علي سمته أول ولادته باسم جده لأمه أسد بن هشام ابن عبد مناف وكان أبو طالب غائبا فلما قدم سماه عليا، وسمي الأسد حيدرة لغلظه والحادر الغليظ القوي، ومعناه أنا الأسد في جرأته وإقدامه.

ص 100

عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 85 ط كلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال: قال ابن إسحاق: حدثني من أثق به من أهل العلم أن علي بن أبي طالب صاح وهم محاصر بني قريظة ويدنوه إلى الإيمان وتقدم هو قال: لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصنهم. فقالوا: يا محمد فنزلوا على حكم سعد بن معاذ. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 137 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) نقل عن ابن هشام ما تقدم نقله عن ابن إسحاق لكنه قال: صاح يا كتيبة الإسلام.

نزر مما ورد من شجاعته في غزوة الخندق

تقدم النقل عن جماعة من أعلام القوم في (ج 8 ص 367 إلى ص 382) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة القاضي الشيخ حسين بن محمد بن حسن المالكي الدياربكري المكي في (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) (ج 1 ص 486 ط المطبعة الوهبية بمصر سنة 1283) ذكر في نقل غزوة الخندق بعد ما سأل عمرو المبارز: فقام علي وقال: أنا

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج18)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب