ص 151
مع ضوابط وقيود يمتنع لأجلها مما يرى الصلاح فيه تكون أحواله الدنياوية إلى
الانتظام أقرب، ومن كان بخلاف ذلك تكون أحواله الدنياوية إلى الانتشار أقرب.
ص 152
الباب السادس عشر

في تواضعه عليه السلام
رواه جماعة من أعلام القوم وقد تقدم النقل
عنهم في (ج 8 ص 606 إلى ص 610) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة
الشهير بابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 1 ص 8 ط القاهرة) قال: قال صعصعة بن
صوحان وغيره من شيعته وأصحابه: كان فينا كأحد منا، لين جانب وشدة تواضع وسهولة
قياد، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف على رأسه. ومنهم العلامة
الشيخ فضل الله الجيلاني في (فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد) (ج 2 ص 9 ط
حيدر آباد) قال: حدثنا موسى بن بحر قال حدثنا علي بن هاشم بن البريد، قال حدثنا
صالح
ص 153
بياع الأكسية، عن جدته قالت: رأيت عليا رضي الله عنه اشترى تمرا بدرهم فحمله في
ملحفته، فقلت له (أو قال له رجل): أحمل عنك يا أمير المؤمنين. قال: لا أبو العيال
أحق أن يحمل. ومنهم العلامة مجد الدين ابن الأثير في (المختار) (ص 7 نسخة الظاهرية
بدمشق) روى الحديث عن صالح بياع الأكسية بعين ما تقدم عن (فضل الله الصمد). وقال:
قال صالح بن أبي الأسود عمن حدثه أن رأى عليا رضي الله عنه قد ركب حمارا ودلى رجليه
إلى موضع واحد ثم قال: أنا الذي أهنت الدنيا. ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في
(الاتحاف) (ج 6 ص 370 ط المطبعة الميمنية بحصر) قال: كان عليّ عليه السّلاميدخل
السوق ويحمل التمر والسويق والملح وأشباه ذلك في ثوبه تارة وفي يده أخرى ويقول: لا
ينقص الكامل من كماله * ما جر من نفع إلى عياله ومنهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في
(ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 200 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم ابن
السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد الله بن
محمد، حدثني جدي، أنبأنا علي بن هاشم. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (فضل الله
الصمد).
ص 154
ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 40 مخطوط) قال: أنه روي علي (ع)
اشترى تمرا بدرهم فحمله في ملحفته فقيل له: يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك. قال
رضي الله عنه: أبو العيال أحق بحمله. كما أخرجه البغوي في معجمه. ومنهم العلامة
الراغب الأصفهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 1 ص 262 ط بيروت) روى الحديث بعين ما
تقدم عن (مناقب العشرة) لكنه ذكر بدل قوله (ألا نحمله عنك) فقال له بعض أصحابه:
دعني أحمله. ومنهم العلامة الشيخ سراج الدين عمر الحلبي في (فتح الرحيم الرحمن) (ص
164 ط القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) لكنه ذكر بدل قوله (ألا
نحمله عنك) فسأله بعض أصحابه أن يحمله عنه.
ص 155
الباب السابع عشر

في فصاحته عليه السلام
رواه القوم وقد تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص
646 إلى ص 647) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة الشهير سبط ابن
الجوزي في (التذكرة) (ص 128 ط الغري سنة 1369) قال: كان علي عليه السلام ينطق بكلام
قد حف بالعصمة ويتكلم بميزان الحكمة كلام ألقى الله عليه المهابة فكل من طرق سمعه
راعه فهابه، وقد جمع الله له بين الحلاوة والملاحة والطلاوة والفصاحة، لم يسقط منه
كلمة ولا بارت له حجة، أعجز الناطقين وحاز قصب السبق في السابقين، ألفاظ يشرق عليها
نور النبوة ويحير الأفهام والألباب، وقد اخترت منه ما أودعته في هذا الكتاب من فنون
العلم والآداب، فنبتدي بالخطب، وقد أخبرنا السيد شريف أبو الحسن
ص 156
علي بن محمد الحسيني بإسناده إلى الشريف المرتضى قال: وقع إلي من خطب أمير المؤمنين
(ع) أربعمائة خطبة. وكتابنا هذا يضيق عن حصرها فنشرفه بما اتصل إلينا إسناده من
نظمها ونثرها.
ص 157
الباب الثامن عشر

اشتياقه عليه السلام إلى درجات الآخرة
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ الشهير بابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 303 ط
دار التعارف في بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن
الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا ابن أبي
الدنيا، حدثني هارون بن أبي يحيى، عن شيخ من قريش: إن عليا قال لما ضربه ابن ملجم:
فزت ورب الكعبة. ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن الحسين العكبري في (التبيان في
شرح الديوان) (ج 1 ص 36 ط مصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ دمشق).
ص 158
ومنهم العلامة الزبيدي في (الاتحاف) (ج 10 ص 319 ط القاهرة) روى الحديث بعين ما
تقدم عن (تاريخ دمشق). ومنهم العلامة المولوي محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة)
(ص 188 ط كلشن فيض لكهنو) روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ دمشق). ومنهم العلامة
محمد بن الحسن بن عبد الله الحسيني الشافعي في (مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب)
(ص 325 نسخة مكتبة سالار جنك في حيدر آباد الدكن) روى الحديث بعين ما تقدم عن
(تاريخ دمشق). ومنهم العلامة ابن أبي الدنيا في (رسالة مقتل علي) (مخطوط) روى
الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ دمشق).
ص 159
الباب التاسع عشر

تكفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي في صباوته
رواه جماعة من
أعلام القوم: منهم العلامة أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن
زرع القرشي الشافعي الدمشقي المتوفى سنة 747 والمولود سنة 701 في كتابه (السيرة
النبوية) (ج 1 ص 429 ط مطبعة عيسى البابي الحلبي) قال: قال ابن إسحاق: حدثني ابن
أبي نجيح، عن مجاهد قال: وكان مما أنعم الله به على علي أن قريشا أصابتهم أزمة
شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لعمه
العباس وكان من أيسر بني هاشم: يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب
الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق حتى نخفف عنه من عياله، فأخذ رسول الله صلّى
الله عليه وآله وسلم عليا فضمه إليه فلم يزل مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم
حتى بعثه الله نبيا فاتبعه علي وآمن به وصدقه.
ص 160
ومنهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن المظفر الشهير بابن الوردي في (تاريخه) (ج 1
ص 137 ط الغري) روى الحديث بعين ما تقدم عن (السيرة). ومنهم العلامة الصفوري في
(نزهة المجالس) (ج 2 ص 204 ط مطبعة الأزهرية بمصر) روى الحديث بمعنى ما تقدم عن
(السيرة). ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 603 ط كلشن
فيض لكهنو) ذكر ما تقدم عن (السيرة النبوية) بعينه سندا ومتنا. ومنهم الفاضلة
الكاتبة الأدبية المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطي أستاذة اللغة
العربية في عين شمس في (موسوعة آل النبي) (ص 596 ط بيروت) قال: وقد كان لمحمد عند
أبي طالب منزلة الابن كفله منذ بلغ الثامنة من عمره حتى إذا شب واستقل بحياته بعد
زواجه من السيدة خديجة، ضم إليه عليا ابن العم أبي طالب، وأنزله من بيته وفي قلبه
منزلة الولد.
ص 161
بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان له موضع في المسجد يتحنث فيه
كما كان لرسول الله

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولوي محمد مبين
الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 85 ط كلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال: وأخرج النسائي
عن سعيد بن عبيد قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن علي فقال: لا تسلني ولكن انظر
إلى بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: فإني أبغضه. قال: أبغضك
الله. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 139 مخطوط) قال: عن سعد بن
أبي وقاص رضي الله عنه قال: كان لعلي كرم الله وجهه موضع في المسجد يتحنث فيه كما
كان لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. أخرجه الحضرمي (1).
(هامش)
(1) روى القوم منهم العلامة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني العلوي الحسيني في
(مودة القربى) ص 42 ط لاهور قال: عن جميع بن عمير قال: قلنا لعائشة: كيف كان منزلة
علي من رسول الله؟ قالت: كان أقرب رجالنا على رسول الله (ص). (*)
ص 162
صعوده بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على منكبه لكسر الأصنام فوق الكعبة

قال
النبي (ص) له طوبى لك تعمل للحق، وطوبى لي أن أحمل للحق وقال له: رفعك محمد وأنزلك
جبرئيل، وقال علي أراني كان الحجب قد ارتفقت وتخيل لي أني لو شئت لنلت أفق السماء.
قد تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 679 إلى ص 691) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ عثمان ددة الحنفي سراج الدين العثماني المتوفى سنة 1200 في
(تاريخ الإسلام والرجال) (ص 88 نسخة مخطوطة في خزائن كتبنا) قال: وفي (شواهد
النبوة): سأل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عليا حين صعد على منكبيه: كيف
تراك؟ قال علي: أراني كأن الحجب قد ارتفقت وتخيل لي أني لو شئت لنلت أفق السماء.
فقال صلّى الله عليه وآله وسلم: طوبى لك تعمل للحق وطوبى لي أن أحمل للحق؟ أو كما
قال: إنتهى. قال: فصعدت البيت وكان عليه تمثال من صفر أو نحاس وهو أكبر أصنامهم،
وتنحى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وقال لي ألق صنمهم الأكبر، وكان متعمدا
على البيت بأوتاد حديد إلى الأرض، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: إيه
إيه عالجه جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، فجعلت أزاوله أو قال أعالجه
عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه، فتكسر كما تنكسر القوارير، ثم نزلت. وزاد الحاكم:
فما صعدت حتى الساعة ويروى أنه كان من قوارير، رواه الطبري.
ص 163
وقال: أخرجه أحمد ورواه الزرندي والصالحاني: ثم إن عليا أراد أن ينزل. فألقى نفسه
من صوب الميزاب تأدبا وشفقته على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، ولما وقع على
الأرض تبسم فسأله النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قال: لأني ألقيت نفسي من هذا
المكان الرفيع وما أصابني ألم. قال: كيف يصيبك ألم لقد رفعك محمد وأنزلك جبرائيل.
يقال: إن واحدا من الشعراء أشار إلى هذه القصة في هذه الأبيات: قيل لي قل في علي
مدحا * ذكر يخمد نارا مؤصده
قلت لا أقدم في مدح أمري * ضل ذو اللب إلى أن عبده
والنبي المصطفى قال لنا * ليلة المعراج لما صعده
وضع الله بظهري يده * فأحس القلب
أن قد برده
وعلي واضع أقدامه * في محل وضع الله يده
ومنهم العلامة ابن المغازلي
الشافعي في (مناقبه) (ص 202 ط الإسلامية بطهران) قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى
بن الطحان إجازة، عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى
الحنوطي، ثنا محمد بن الحسن الحساني، ثنا محمد بن غياث، ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد
بن زيد، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول
الله (ص) لعلي بن أبي طالب يوم فتح مكة: أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة. قال: بلى
يا رسول الله. قال: فأحملك فتناوله. فقال: بل أنا أحملك يا رسول الله. فقال (ص):
والله لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا، ولكن قف يا
علي. فضرب رسول الله (ص) بيده إلى ساقي علي فوق القربوس ثم اقتلعه من الأرض
ص 164
بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه، ثم قال له: ما ترى يا علي؟ قال: أرى إن الله عز
وجل قد شرفني بك حتى أني لو أردت أن أمس السماء لمسستها. فقال له: تناول الصنم يا
علي، فتناوله ثم رمى به ثم خرج رسول الله (ص) من تحت علي وترك رجليه، فسقط على
الأرض فضحك فقال له: ما أضحكك يا علي؟ فقال: سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شيء،
فقال رسول الله (ص): وكيف يصيبك شيء وإنما حملك محمد وأنزلك جبرئيل. وقال في (ص
429، الطبع المذكور): حدثنا أحمد عمر بن جعفر، عن عمر السوسي، قال حدثني أسباط بن
محمد، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي عليه السلام قال: انطلقت أنا ورسول
الله صلى الله عليه وآله حتى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله: اجلس لي: فصعد على
منكبي فذهبت أنهض به فرآني من ضعفي، فنزل رسول الله وجلس لي وقال: اصعد على منكبي.
قال: فنهض به فانه يخيل إلي لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال
صفرا ونحاس، فجعلت أزيله عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت
منه، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: اقذف به، فقذفته فتكسر كما تنكسر
القوارير، فنزلت فانطلقت أنا ورسول الله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا
أحد منهم. ومنهم العلامة أبو الفرج ابن الجوزي في (التبصرة) (ص 442) قال: أخبرنا
هبة الله بن محمد، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبيد الله بن
أحمد، حدثني أبي، حدثنا أسباط. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي)
سندا ومتنا.
ص 165
ومنهم العلامة الشيباني في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 3 نسخة المكتبة الظاهرية
بدمشق) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي). ومنهم العلامة القاضي
الشيخ حسين الدياربكري المكي في (تاريخ الخميس) (ج 2 ص 86 ط مطبعة الوهبية بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب) إلى قوله: حتى صعدت البيت. (1). ومنهم
العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 163 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم
ثانيا عن (المناقب) لكنه قال: فصعدت أي على ساعديه كما ورد. ومنهم العلامة السيد
علي بن شهاب الدين الهمداني الحسيني في (مودة القربى) (ص 76 ط لاهور قال: عن علي
قال: انطلق إلى كسر الأصنام فقال لي: اجلس، فجلست إلى جنب الكعبة، ثم صعد رسول الله
على منكبي وقال لي: انهض بي إلى الصنم، فنهضت به، فلما رأى ضعفي تحته قال: اجلس
فجلست ونزل عني، وجلس عليه السلام فقال: يا علي اصعد على منكبي، فصعد على منكبه ثم
نهض بي رسول الله حتى خيل لي أن لو شئت نلت السماء، وصعدت على الكعبة وتنحى رسول
الله فألقيت الصنم الأكبر صنم
(هامش)
(1) وزاد في النسخة المخطوطة التي عندنا: بعد قوله قال اصعد على منكبي: فصعدت على
منكبه.
ص 166
قريش وكان من نحاس موقدا بأوتاد من حديد إلى الأرض فقال رسول الله: عالجه، فلم أزل
أعالجه ورسول الله يقول: إيه إيه، فلم أزل حتى قلعته فقال: دقه فدققته وكسرته
ونزلت. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 151 ط حيدر
آباد الدكن) روى من طريق ابن أبي شيبة وأبي يعلى وأحمد وابن جرير والحاكم والخطيب
بعين ما تقدم ثانيا عن (مناقب ابن المغازلي) لكنه زاد بعد قوله (ومن خلفه): ورسول
الله يقول: هيه هيه، وأنا أعالجه حتى استمكنت منه. ومنهم العلامة العيني
الحيدرآبادي في (مناقب علي) (ص 40 ط أعلم بريش) روى شطرا من الحديث وهو قوله: فنزل
وجلس لي فقال: اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين
الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 74 ط كلشن فيض الكائنة في لكهنو) روى الحديث بالترجمة
الفارسية وذكر في ذيلها ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي) من قوله: فقال له ما ترى
يا علي. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 129 مخطوط) روى الحديث
بعين ما تقدم ثانيا عن (المناقب).
ص 167
ومنهم العلامة الشيخ أبو البركات نعمان أفندي الآلوسي البغدادي في (غالية المواعظ)
(ج 2 ص 88 ط الميرية ببولاق مصر) روى الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (المناقب).
ومنهم العلامة الشيخ جلال الدين السيوطي في (أنيس الجليس) (ص 148 ط سنة 1291) قال:
ورد في الخبر أن النبي عليه السلام لما فتح مكة ودخل الكعبة فرأى فيها ثلاثمائة
وستين صنما منصوبا حول الجدار في موضع عال، فقال النبي عليه السلام لعلي: يا علي
اجمع الحطب واشعل النار حتى يحرق هذه الأصنام. فقال علي واشعل النار، فقال النبي
عليه السلام: ضع قدمك يا علي على عضدي وخذ الأصنام الجدار وارمها في النار، ففعل
علي ما أمره النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وجعل يرمي الأصنام في النار. ومنهم
العلامة الشيخ مخدوم محمد هاشم بن عبد الغفور بن عبد الرحمن ابن عبد اللطيف بن عبد
الرحمن بن خير الدين الحارثي السندي الحنفي البهرامفوري في كتابه (بذل القوة في
حوادث سني النبوة) (ص 224 ط لجنة إحياء الأدب في حيدر آباد باكستان) قال: ثم بقي
صنم واحد كبير لخزاعة على سطح الكعبة، وكان من صفر موتدا بأوتاد الحديد في الأرض،
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لعلي رضي الله عنه: اجلس عند الكعبة، فجلس
علي رضي الله تعالى عنه فصعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلم على كتفي علي، فضعف
علي عن حمله لما كان فيه من ثقل النبوة،
ص 168
فجلس النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عند الكعبة وقال لعلي: اصعد، فصعد علي على
كتفي النبي وعلا على السطح وأخذ الصنم من ظهر الكعبة وألقاه على الأرض حتى انكسر.
ومنهم العلامة الدياربكري المكي في (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) (ج 2 ص 86 ط
المطبعة الوهبية بمصر سنة 1283) قال: ورواه الزرندي والصالحاني: ثم إن عليا أراد أن
ينزل فألقى نفسه من صوب الميزاب تأدبا وشفقة على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم،
ولما وقع على الأرض تبسم، فسأله النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عن تبسمه قال: لأني
ألقيت نفسي من هذا المكان الرفيع وما أصابني ألم. قال: كيف يصيبك ألم وقد رفعك محمد
وأنزلك جبريل.
كان لعلي عليه السلام اسطوانة يحرس منها النبي صلى الله عليه وآله
وسلم

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة السيد أحمد بن عبد الحميد العباسي في
(عمدة الأخبار) (ص 98 ط مطبعة المدني السيد أسعد الطرابزوني) قال: وأما الاسطوانة
التي خلف اسطوانة التوبة من جهة الشمال، فتعرف بالمحرس وباسطوانة أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب رضي الله عنه، لأنه كان يجلس عندها لحراسة النبي صلّى الله عليه وآله
وسلم، وهي المقابلة للخوخة التي كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يخرج منها
إذا كان في بيت عائشة إلى الروضة الشريفة للصلاة.
ص 169
ومنهم العلامة الأنصاري الخزرجي في (التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة)
(ص 34 ط المملكة العربية السعودية) ذكره بعين ما تقدم عن (عمدة الأخبار). ومنهم
العلامة الشيخ أبو النعيم رضوان الخلوتي الشاذلي المصري من علماء القرن الرابع عشر
في كتابه (روضة المحتاجين لمعرفة قواعد الدين) (ص 382 ط دار الفكر بيروت) قال:
الخامسة (أي من اسطوانات مسجد النبي (ص) اسطوانة علي رضي الله عنه، كان يجلس في
صفحتها التي تلي القبر يحرس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وهي خلف اسطوانة
التوبة من جهة الشمال، وكانت الخوخة التي يخرج منها صلّى الله عليه وآله وسلم من
بيت عائشة إلى الروضة في مقابلتها، وخلفها من الشمال أيضا اسطوانة الوفود كان صلّى
الله عليه وآله وسلم يجلس عندها لوفود العرب.
أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
عليا عليه السلام بصعوده على منكبه لكسر الأصنام

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة المولى محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل
والأصحاب) (ص 316 ط دهلي) قال: عن أبي مريم عن عليّ عليه السّلامقال: انطلقت أنا
والنبي صلى الله
ص 170
عليه وسلم حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله: اجلس فجلست فصعد على كتفي فذهبت
لأنهض به فلم أطق فرأى مني ضعفا فنزل وجلس لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم
وقال لي: اصعد على منكبي، فصعدت على منكبه فنهض بي وأنه ليخيل إلي لو شئت أن أنال
أفق السماء لنلته، حتى صعدت وعليه تمثال صفر أو نحاس، فجعلت أزاوله عن يمينه وشماله
وبين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه، قال: لي رسول الله صلّى الله عليه وآله
وسلم: اقذف به، فقذفته فتكسر كما تكسر القوارير. ثم نزلت وانطلقنا نستبق حتى
توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس (رواه أحمد). ومنهم العلامة الشيخ نجم
الدين الشافعي في (منال الطالب) (ص 51 مخطوط) روى الحديث من طريق أحمد بعين ما تقدم
عن (تفريح الأحباب). ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين)
(ص 42 مخطوط) روى الحديث نقلا عن (الخصائص) عن علي بعين ما تقدم عن (تفريح
الأحباب).
تفريجه لهموم النبي صلى الله عليه وآله

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 130 ط مطبعة
السعادة بالقاهرة) روى بسنده أن فاطمة رضي الله عنها قالت: أتيت النبي صلّى الله
عليه وآله وسلم
ص 171
فقلت: السلام عليك يا أبة. فقال: وعليك السلام يا بنية. فقلت: والله ما أصبح يا نبي
الله في بيت علي حبة طعام ولا دخل بين شفتيه طعام منذ خمس ولا أصبحت له ثاغية ولا
راغية ولا أصبح في بيته سفة ولا هفة. فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: ادني
مني، فدنوت فقال: أدخلي يدك بين ظهري وثوبي، فإذا حجر بين كتفي النبي صلّى الله
عليه وآله وسلم مربوط إلى صدره. فصاحت فاطمة صيحة شديدة فقال لها: ما أوقدت في بيت
آل محمد نار منذ شهر. ثم قال صلّى الله عليه وآله وسلم: أتدرين ما منزلة علي؟ إنه
كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشر سنة، وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشر سنة، وقتل
الأبطال وهو ابن تسع عشر سنة، وفرج همومي وهو ابن عشرين سنة، ورفع باب خيبر وهو ابن
نيف وعشرين وكان لا يرفعه خمسون رجلا. فأشرق وجه فاطمة ثم أتت عليا فإذا البيت قد
أنار بنور وجهها، فقال لها: يا ابنة محمد لقد خرجت من عندي ووجهك على غير هذه
الحالة. فقالت: إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم حدثني بفضلك فما تمالكت حتى
جئتك.
كحل النبي صلى الله عليه وآله عليا بريقه

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة ابن المغازلي في (مناقبه) (ص 49 مخطوط) قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد
بن عثمان، أنا أبو حفص عمر بن أحمد ابن شاهين إذنا، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا
سليمان بن الربيع النهدي، نا كادح الزاهد، عن المعلى بن عرفان، عن شفيق، عن ابن
مسعود، أن النبي
ص 172
صلّى الله عليه وآله وسلم كحل عين علي بريقه (1).
تزويجه صلّى الله عليه وآله وسلم
فاطمة من علي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم وقد تقدم النقل عنهم في (ج 6 ص
592، إلى ص 623) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة ابن المغازلي
الشافعي في (مناقبه) (ص 342 ط طهران) قال: حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي
المعروف بابن الراسبي الشافعي إملاء في جامع واسط، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن
تميم القاضي، حدثنا أبو أحمد محمد بن الحسين، حدثنا عمر بن الربيع، حدثني شيخ صالح
من أهل مكة، حدثنا دينار بن عبد الله الأنصاري، حدثنا محمد بن جنيد، عن الأعمش، عن
ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: كنت ذات يوم في المسجد
أصلي إذ هبط علي ملك له عشرون رأسا، فوثبت لأقبل رأسه فقال: مه يا محمد أنت أكرم
على الله من أهل السموات وأهل الأرضين أجمعين، وقبل رأسي ويدي فقلت: حبيبي جبرئيل
ما هذه الصورة التي لم تهبط
(هامش)
(1) قال العلامة الشيخ حسين الدياربكري في (تاريخ الخميس) (ج 2 ص 190 ط الوهبية
بمصر): روى ابن أبي شيبة عن علي قال: عممني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم
بعمامة سدل طرفها على منكبي وقال: إن الله أمدني يوم بدر ويوم حنين بملائكة معممين
هذه العمة، وقال: إن العمامة حاجز بين المسلمين والمشركين. (*)
ص 173
علي في مثلها قط؟ قال: ما أنا بجبرئيل ولكن أنا ملك يقال لي محمود بين كتفي مكتوب
(لا إله إلا الله محمد رسول الله) بعثني الله أزوج النور بالنور. قلت: ما النور؟
قال: فاطمة من علي، وهذا جبرئيل وإسرافيل وإسماعيل صاحب السماء الدنيا وسبعون ألف
ملك من الملائكة قد حضروا. فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: يا علي قد زوجتك
على ما زوجك الله من فوق سبع سماواته. ثم التفت النبي صلّى الله عليه وآله وسلم إلى
محمود فقال: مذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام،
وناوله جبرئيل قدحا فيه خلوق من الجنة وقال: حبيبي مر فاطمة أن تلطخ رأسها وبدنها
من هذا الخلوق، فكانت فاطمة عليها السلام إذا حكمت رأسها وبدنها من هذا الخلوق،
فكانت فاطمة عليها السلام إذا حكت رأسها شم أهل المدينة رائحة الخلوق. وقال: أخبرنا
أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن عابد
الخلال، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد البرائي، حدثنا الحسن بن حماد سجادة، حدثنا
يحيى بن معلى، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس: أنا أبا بكر
خطب فاطمة إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فلم يرد إليه جوابا، ثم خطبها عمر
فلم يرد إليه جوابا، ثم جمعهم فزوجها علي بن أبي طالب. وقيل: أقبل على أبي بكر وعمر
فقال: إن الله عز وجل أمرني أن أزوجها من علي ولم يأذن لي في افشائه إلى هذا الوقت
ولم أكن لأفشي ما أمر الله عز وجل به. وفي (ص 341، الطبع المذكور): أخبرنا أبو
الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن
محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي، حدثنا علي بن العباس
البجلي، حدثنا علي بن المثنى الطهوي،
ص 174
حدثنا زين بن الحباب، حدثنا ابن لهيعة - وهو عبد الله بن لهيعة ابن عقبة - حدثنا
أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: دخلت أم أيمن على النبي صلّى الله عليه وآله
وسلم وهي تبكي، فقال لها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: ما يبكيك لا أبكى الله
عينيك؟. قالت: بكيت يا رسول الله لأني دخلت منزل رجل من الأنصار وقد زوج ابنته رجلا
من الأنصار فنثر على رؤوسهم لوزا وسكرا، فذكرت تزويجك فاطمة من علي ولم تنثر عليها
شيئا. فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: لا تبكي يا أم أيمن فوالذي بعثني
بالكرامة واستخصني بالرسالة ما أنا زوجته ولكن الله تبارك وتعالى زوجه من فوق عرشه،
وما رضيت حتى رضي علي، وما رضي علي حتى رضيت وما رضيت حتى رضيت فاطمة، وما رضيت
فاطمة حيت رضي الله رب العالمين. يا أم أيمن لما زوج الله تبارك وتعالى فاطمة من
علي أمر الملائكة المقربين أن يحدقوا بالعرش وفيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل،
فأحدقوا بالعرش. وأمر الحور العين أن يتزين، وأمر الجنان أن يزخرف، فكان الخاطب
الله تبارك وتعالى، والشهود الملائكة. ثم أمر الله شجرة طوبى أن تنثر عليهم فنثرت
اللؤلؤ الرطب مع الدر الأخضر، مع الياقوت الأحمر، مع الدر الأبيض، فتبادرت الحور
العين يلتقطن من الحلي والحلل ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد عليهما السلام.
أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان
سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة، حدثنا محمد بن علي بن شاذان، حدثنا الحسن بن محمد بن
عبد الوحد، حدثنا زين بن الحباب، قال حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير، عن جابر
مثله. وفي (ص 344)، الطبع المذكور):
ص 175
أخبر أبو نصر أحمد بن موسى الطحان إجازة عن القاضي أبي الفرج أحمد ابن علي الخيوطي،
حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن نوح، حدثنا أحمد ابن هارون الكرخي الضرير، حدثنا
كامل بن طلحة، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس، عن جابر: لما
تزوج علي فاطمة زوجه الله إياها من فوق سبع سماوات، وكان الخاطب جبرئيل وكان
ميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفا من شهودها، فأوحى الله تعالى إلى شجرة طوبى أن
انثري ما فيك من الدر والجوهر. ففعلت، وأوحى الله تعالى إلى الحور العين أن القطن
فلقطن فهن يتهادين بينهن إلى يوم القيامة. قال: وحدثنا علي بن أحمد بن نوح، حدثنا
علي بن محمد بن بشار القاضي حدثنا نصر بن شعيب، حدثنا موسى بن إبراهيم، حدثنا موسى
بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن جده، عن جابر بن عبد الله قال: لما زوج النبي
صلّى الله عليه وآله وسلم عليا من فاطمة أتت قريش فقالوا: يا رسول الله زوجت فاطمة
عليا بمهر خسيس! فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: ما زوجت فاطمة من علي ولكن
الله زوجها عند شجرة طوبى، وحضر تزويجها الملائكة وأمر الله شجرة طوبى لتنثرين ما
عليك من الثمار، فنثرت الدار والياقوت والزبرجد الأخضر، وابتدر الحور العين يلتقطن
فهن يتهادين ويتفاخرن به إلى يوم القيامة ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت رسول الله
صلّى الله عليه وآله وسلم. فلما كان ليلة زفافها أمر رسول الله بقطيفة فثناها على
بغلته وأمر فاطمة أن تركب البغلة وأمر سلمان أن يقود البغلة وأمر بلالا أن يسوق
البغلة، فبينما هم في الطريق إذ سمعوا حسا، فالتفت النبي صلّى الله عليه وآله وسلم
فإذا هو بجبرئيل وميكائيل عليهما السلام مع سبعين ألفا من الملائكة، فقال لهم النبي
صلّى الله عليه وآله وسلم: ما الذي أحدركم؟ قالوا: جئنا لنزف فاطمة بنت رسول الله
إلى زوجها علي بن أبي طالب، فكبر جبرئيل وكبر ميكائيل وكبرت الملائكة وكبر رسول
الله صلى
ص 176
الله عليه وسلم، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة. ومنهم العلامة توفيق أبو
علم في (أهل البيت) (ص 151) قال: (وفي رواية) أنه قال: اللهم هذه ابنتي وأحب الخلق
إلي، اللهم وهذا أخي وأحب الخلق إلي، اللهم وهذا أخي وأحب الخلق إلي، اللهم اجعله
لك وليا وبك حفيا، وبارك له في أهله. ثم قال: يا علي أدخل أهلك بارك الله تعالى لك
ورحمة الله وبركاته عليكم إنه حميد مجيد، ثم خرج من عندهما فأخذ بعضادتي الباب
فقال: طهركما الله وطهر نسلكما أنا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما، استودعكما
الله وأستخلفه عليكما، ثم أغلق عليهما الباب بيده الكريمة. ومنهم الحافظ الصنعاني
في (المصنف) (ج 5 ص 485 ط بيروت) قال: عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة وأبي
يزيد المديني أو أحدهما شك أبو بكر أن أسماء ابنة عميس قالت: لما اهديت فاطمة إلى
علي لم نجد في بينه إلا رملا مبسوطا ووسادة حشوها ليف وجرة وكوزا، فأرسل النبي (ص)
إلى علي: لا تحدثن حدثا - أو قال لا تقربن أهلك - حتى آتيك، فجاء النبي (ص) فقال:
أثم أخي. فقالت أم أيمن وهي أم أسامة بن زيد وكانت حبشية وكانت امرأة صالحة: يا نبي
الله هو أخوك وزوجته ابنتك. وكان النبي آخى بين أصحابه وآخى بين علي ونفسه، فقال:
إن ذلك يكون يا أم أيمن. قال: فدعا النبي (ص) بإناء فيه ما شاء الله أن يقول، ثم
نضح على صدر علي ووجهه، ثم دعا فاطمة فقامت إليه تعثر في مرطها من الحياء فنضح
عليها من ذلك الماء وقال لها ما شاء الله أن يقول، ثم قال لها: أما إني لم آلك،
أنكحتك أحب أهلي إلي.
ص 177
ثم رأى رسول الله سوادا من وراء الستر أو من وراء الباب فقال: من هذا؟ (قالت:
أسماء). قال: أسماء ابنة عميس. قالت: نعم يا رسول الله. قال: أجئت كرامة لرسول الله
مع ابنته. قالت: نعم، إن الفتاة ليلة يبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريبا منها
إن عرضت حاجة أفضت بذلك إليها. قالت: فدعا لي دعاء إنه لأوثق عملي عندى. ثم قال
لعلي: دونك أهلك، ثم خرج فولى. قالت: فما زال يدعو لهما حتى توارى في حجره. ومنهم
العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد
المرسلين) (ص 72 مخطوط) قال: وأخرج أيضا عن أسماء بنت عميس قالت: كنت في زفاف فاطمة
بنت رسول الله (ص)، فلما أصبحنا جاء النبي فضرب الباب ففتحت له أم أيمن وكان في
لسانها لثغة وسمعن النساء صوت النبي فحنن واحسيت أنا في ناحية. قالت: فجاء علي فدعا
له علي فدعا له النبي ونضح عليه من الماء، ثم قال: ادعو لي فاطمة، فجاءت وعليها
خرقة من الحياء فقال: قد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي، ودعا لها ونضح عليها من الماء،
فخرج رسول الله (ص) فرأى سوادا فقال: من هذا؟ قلت: نعم. قال: كنت في زفاف فاطمة بنت
رسول الله تكرمنيها. قالت: قلت نعم فدعا لي. ومنهم العلامة القاضي حسين الدياربكري
في (تاريخ الخميس) (ج 1 ص 411 ط مصر) قال: وفي رواية عن علي: أن رسول الله صلّى
الله عليه وآله وسلم حين زوجه دعى بماء فمجه ثم صبه في فيه ثم رشه في جنبيه وبين
كتفيه وعوذه بقل هو الله أحد
ص 178
والمعوذتين، ثم قال: إني زوجتك خير أهل بيتي، كذا في (المنتقى). ومنهم العلامة
الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 191 مخطوط) روى الحديث عن جابر بعين ما تقدم عن
(مناقب ابن المغازلي) بتلخيص يسير ثم قال: وفي رواية: أن الله تعالى زوج عليا ليلة
أسري بي عند سدرة المنتهى، وأوحى إلى السدرة أن انثري ما عليك، فنثرت الدر والجوهر
والمرجان، فلما كان ليلة الزفاف أركبها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم على بغلته
الشهباء وأمر سلمان الفارسي أن يقودها والنبي صلّى الله عليه وآله وسلم يسوقها،
فلما كانوا في أثناء الطريق إذ سمع وجبة فإذا هو جبريل بسبعين ألفا من الملائكة،
فقال النبي: ما أهبطكم؟ قالوا: جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب. فكبر
جبرئيل وميكائيل والملائكة فصار التكبير على العرائس من تلك الليلة. وفي (ص 193):
في رواية: قال جبريل أمر الله الملائكة أن تجتمع عند البيت المعمور. ذكر النسفي أنه
في السماء الرابعة له أربعة أركان ركن من ياقوت أحمر وركن من زمرد أخضر وركن من فضة
بينها وركن من ذهب أحمر، فهبطت ملائكة الصفيح الأعلى، وأمر الله رضوان فنصب منبر
الكرامة على باب البيت المعمور، وأمر الله ملكا يقال له راحيل فعلى ذلك المنبر وحمد
الله وأثنى عليه بما هو أهله، فارتجت السماوات فرحا وسرورا وأوحى إلي أن أعقد عقد
النكاح، فإني زوجت عليا وليي فاطمة بنت محمد رسولي، فعقدت وأشهدت الملائكة وكتبت
شهادتهم في هذه الجريدة، وأمرني ربي أن أعرضها عليك وأختمها بخاتم مسك أبيض وأدفعها
إلى رضوان خازن الجنان.
ص 179
ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 1 ص 234 ط بيروت)
روى بسنده عن جابر بن عبد الله، قال: دخلت أم أيمن على النبي صلّى الله عليه وآله
وسلم وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك لا أبكى الله عينيك؟ قالت: بكيت يا رسول الله
لأني دخلت منزل رجل من الأنصار قد زوج ابنته رجلا من الأنصار، فنثر على رأسها اللوز
والسكر، فذكرت تزويجك فاطمة من علي بن أبي طالب ولم تنثر عليهما شيئا. فقال النبي
صلّى الله عليه وآله وسلم: لا تبكي يا أم أيمن فوالذي بعثني بالكرامة واستخصني
بالرسالة ما أنا زوجته ولكن الله زوجه، ما رضيت حتى رضي علي، وما رضيت فاطمة حتى
رضي الله رب العالمين، يا أم أيمن إن الله لما أن زوج فاطمة من علي أمر الملائكة
المقربين أن يحدقوا بالعرش فيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، وأمر الجنان أن تزخرف
فتزخرفت، وأمر الحور العين أن تتزين فتزين، وكان الخاطب الله، وكانت الملائكة
الشهود، ثم أمر شجرة طوبى أن تنثر فنثرت عليهم اللؤلؤ الرطب مع الدر الأبيض، مع
الياقوت الأحمر، مع الزبرجد الأخضر، فابتدر الحور العين من الجنان يرفلن في الحلي
والحلل يلتقطنه ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد. فهن يتهادينه بينهن إلى يوم
القيامة. ثم روى الحديث بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري بمثل ما تقدم عن (مناقب
ابن المغازلي) سندا ومتنا. ومنهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في
(الإشراف على فضل الأشراف) (ص 60 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية) قال: ذكر
حضور علي وقد كان غائبا فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وقال:
ص 180
يا علي إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة وإني قد زوجتكها على أربعمائة مثقال من الفضة.
فقال: قد رضيتها يا رسول الله. ثم إن عليا خر ساجدا لله شكرا فلما رفع رأسه قال له
رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: بارك الله لكما وبارك فيكما وأسعدكما وأخرج
منكما الكثير الطيب. قال أنس: والله لقد أخرج منهما الكثير الطيب. أخرجه أبو الحسن
بن شاذان فيما نقله عنه الحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين وقد أورده
المحب في ذخائره بدون قوله: يجمع الله شملهما - إلى قوله - وآمن الأمة. وقال: خرجه
أبو الخير القزويني الحاكمي وأورده أيضا منسوبا إلى تخريج الحاكمي. ومنهم العلامة
السيد علي بن شهاب الدين الهمداني الحسيني في (مودة القربى) (ص 120 ط لاهور) روى عن
موسى بن علي القريشي، عن قنبر، عن بلال بن حمامة قال: طلع علينا النبي (ص) ذات يوم
ووجهه مشرق كدائرة القمر، فقام عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله ما هذا النور.
فقال: بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي فاطمة أن الله زوج عليا فاطمة
وأمر رضوان خازن الجنان فيهن بالزينة والنور، فهز شجرة طوبى فحملت رقاقا - يعني
صكاكا - بعدد محبي أهل بيتي، وأنشأ من تحتها ملائكة من نور ودفع إلى كل ملك صكا،
فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة إلى الخلائق فلا يبقى محب إلا رفع إليه
صكا فيه فكاكا من النار. وفي نسخة أخرى: إلا وقعت في يده ورقة فيها صك وفيه نجاة من
النار، فأخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب الرجال والنساء من أمتي من النار. ومنهم
العلامة المولوي محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 220 مخطوط گلشن فيض
الكائنة في لكهنو) روى الحديث من طريق الخوارزمي بعين ما تقدم عن (مودة القربى).
ص 181
ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 19 مخطوط) روى من طريق أبي الخير
القزويني الحاكم قال: ولما خطبها عليّ عليه السّلامقال صلّى الله عليه وآله وسلم:
قد أمرني ربي عز وجل بذلك. قال أنس رضي الله عنه: فدعاني النبي صلّى الله عليه وآله
وسلم بعد أيام فقال: يا أنس أخرج وادع لي أبا بكر الصديق والفاروق وعثمان بن عفان
وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير وبعدة من الأنصار، قال:
فدعوتهم، فلما اجتمعوا عنده صلّى الله عليه وآله وسلم وأخذوا مجالسهم وكان عليّ
عليه السّلامغائبا في حاجة رسول الله، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: الحمد
لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه وسطواته،
النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه
وأكرمهم بنبيه محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، أن الله تبارك اسمه وتعالى عظمته جعل
المصاهرة سببا لاحقا وأمرا مفترضا أوشج به الأرحام وألزم الأنام فقال عز من قائل
(وهو الذي خلق من الماء بشرا وجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)، فأمر الله يجري إلى
قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره، ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب، يمحو الله
ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. ثم إن الله عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة بنت خديجة
من علي بن أبي طالب، فاشهدوا أني قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي ذلك علي
بن أبي طالب. ثم دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا ثم قال: انهبوا فنهبنا فبينا نحن
ننتهب إذ دخل علي على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، فتبسم النبي في وجهه ثم قال:
إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت بذلك.
ص 182
فقال: قد رضيت بذلك يا رسول الله. قال أنس: فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم:
جمع الله شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما كثيرا طيبا. قال أنس: فوالله
لقد أخرج منهما كثيرا طيبا. ومنهم العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 193
مخطوط) روى خطبته (ص) بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) ثم قال: فقال علي رضي الله
عنه: قد رضيت ذلك يا رسول الله. فقال: جمع الله شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما
وأخرج منكما كثيرا طيبا. ومنهم العلامة محب الله السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 220
ط كلشن فيض في لكهنو) قال: وفي فصل الخطاب عن أبي بكر أنه قال: لما زوج النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ابنته فاطمة من علي قال صلى الله عليه وآله وسلم: زينوا حبيبتي
وقرة عيني فاطمة بأفضل زينتكم وأكثروا الطيب ولا تنسوا الخباء عن فاطمة. ونزد بعضى
تزويج وى در ماه مبارك رمضان بعد از مراجعت از بدر، ونزد بعضى بعد از واقعه احد.
أخرج أبو عمر عن عبيد الله بن محمد بن سماك بن جعفر الهاشمي يقول: أنكح رسول الله
صلى الله عليه وآله فاطمة علي بن أبي طالب صلوات الله على نبينا وعليهما بعد واقعة
أحد، وكان سنها يوم تزوجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفا وسن علي يومئذ إحدى
وعشرين سنة وخمسة أشهر. وزفاف كرد در ذي الحجة ودعا كرد بنت عميس را كه در زفاف
حضرت زهرا حاضر بود.
ص 183
وأخرج النسائي عن أسماء بنت عميس قالت: كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، فلما أصبحنا جاء النبي فضرب الباب ففتحت له أم أيمن لقال: إذ كان
في لسانها لثغة، وسمعت النساء صوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتحبين قال: أخته
احتسب أنا في ناحية فقالت: فجاء علي صلوات الله عليه فدعا النبي صلّى الله عليه
وآله وسلم ونضح عليه من الماء ثم قال: أدعو إلي فاطمة، فجاءت عليها السلام وعليها
خرقة من الحياء، فقال: قد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي ودعا لها ونضح عليها من الماء،
فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فرأى سوادا قال: من هذا؟ قلت: أسماء. قال: بنت
عميس. قلت: نعم. قال: كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله تكرميها. قلت: نعم. قالت:
فدعا لي. هذا في إزالة الخفاء. وقال في (ص 223): وأخرج أحمد بن عطاء عن أبيه عن علي
أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أديم
حشوها ليف ورحى وسقاء وجرتين. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني
الشافعي ابن السيد جلال الدين عبد الله في (توضيح الدلائل) (المصور من مخطوطة
المكتبة الملية بفارس) روى الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (وسيلة النجاة). ومنهم
العلامة محمد بن مسلم بن عبد الله الشهاب الزهري في (المغازي النبوية) (ص 177 ط دار
الفكر بدمشق) عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة وأبي يزيد المديني، أو
ص 184
أحدهما - شك أبو بكر - أن أسماء ابنة عميس قالت: لما أهديت فاطمة إلى علي لم نجد في
بيته إلا رملا مبسوطا، ووسادة حشوها ليف، وجرة، وكوزا، فأرسل النبي صلّى الله عليه
وآله وسلم إلى علي: لا تحدثن حدثا - أو قال: لا تقربن أهلك - حتى آتيك، فجاء النبي
صلّى الله عليه وآله وسلم فقال: أثم أخي؟ فقالت أم أيمن - وهي أم أسامة بن زيد،
وكانت حبشية، وكانت امرأة صالحة - يا نبي الله هو أخوك وزوجته ابنتك؟ - وكان النبي
صلّى الله عليه وآله وسلم آخى بين أصحابه وآخى بين علي ونفسه - فقال: إن ذلك يكون
يا أم أيمن. قال: فدعا النبي صلّى الله عليه وآله وسلم بإناء فيه ماء، فقال فيه ما
شاء الله أن يقول، ثم نضح على صدر علي ووجهه. ثم دعا فاطمة فقامت إليه تعثر في
مرطها من الحياء، فنضح عليها من ذلك الماء، وقال لها ما شاء الله أن يقول، ثم قال
لها: أما أني لم آلك، أنكحتك أحب أهلي إلي، ثم رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله
وسلم سوادا من وراء الستر - أو من وراء الباب - فقال: من هذا؟ قالت: أسماء. قال:
أسماء ابنة عميس؟ قالت: نعم يا رسول الله، قال: أجئت كرامة لرسول الله مع ابنته؟
قالت: نعم، إن الفتاة ليلة يبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريبا منها إن عرضت
حاجة أفضت بذلك إليها. قالت: فدعا لي دعاءا إنه لأوثق عملي عندي، ثم قال لعلي: دونك
أهلك، ثم خرج فولى. قالت: فما زال يدعو لهما حتى توارى في حجره.
كان النبي صلى الله
عليه وآله وسلم يسار عليا ويناجيه يوم قبض وكان أقرب الناس به عهدا

رواه جماعة من
أعلام القوم وقد تقدم النقل عنهم في (ج 6 ص 534، إلى ص 536) وننقل ههنا عمن لم نرو
عنهم هناك:
ص 185
منهم العلامة الشيباني في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 5 من النسخة المخطوطة في
المكتبة الظاهرية بدمشق) قال: قالت أم سلمة: والذي أحلف به إن كان علي أقرب الناس
عهدا برسول الله (ص). قالت: غدا رسول الله غداة بعد غداة يقول جاء علي مرارا - قالت
وأظنه بعثه في حاجة - فجاء بعد فظننت أن له به حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند
الباب، فكنت من أدناهم إلى الباب، فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه ثم قبض في يومه
ذلك، فكان أقرب الناس به عهدا. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص
124 مخطوط) روى الحديث عن أم سلمة بعين ما تقدم عن (المختار). منهم العلامة المولى
علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 15 ص 128 ط حيدر آباد الدكن) روى الحديث عن
سلمة بعين ما تقدم عن - المختار) (1).
(هامش)
(1) روى القوم عن جماعة منهم: منهم العلامة الحافظ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن
حنبل إمام الحنابلة في (كتاب العلل ومعرفة الرجال) (ج 1 ص 147 ط أنقرة) حدثني أبي
قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن تمام بن عباس قال: كان علي أشدنا برسول الله
(ص) لزوقا وأولنا به لحوقا. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ
دمشق) (ج 3 ص 12 ط دار التعارف في بيروت) قال: روى بسندين عن قثم بن العباس قال:
إنه (أي عليا) كان أولنا به لحوقا = (*)
ص 186
ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 14 ط بيروت)
قال: روى بثلاثة أسانيد عن أم موسى، عن أم سلمة قالت: والذي أحلف به أن كان علي
لأقرب الناس عهدا برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. قالت: عدنا رسول الله صلّى
الله عليه وآله وسلم غداة بعد غداة يقول جاء علي مرارا. قالت: وأظنه كان بعثه في
حاجة. قالت: فجاء بعد فظننا أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب.
فكنت من أدناهم إلى الباب. فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه ثم قبض من يومه ذلك،
فكان أقرب الناس به عهدا. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة
المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 92 مخطوط) قال: لما مات رسول الله (ص)
كان رأسه في حجر علي.
(هامش)
= وأشدنا به لزوقا. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنكي محلى الحنفي
ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه (وسيلة النجاة) (ص 106 ط
مطبعة كلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال: أخرج الحاكم عن إسحاق قال: سألت قثم به
العباس: كيف ورث علي رسول الله دونكم. قال: لأنه كان أولنا به لحوقا وأشدنا به
لزوقا. (*)
ص 187
توليه لتجهيز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
تقدم جملة من الأحاديث في ذلك في
(ج 8 ص 696 إلى ص 704) ونزيد ههنا ما لم نورده هناك أو نقلناه عن غير هذه الكتب
التي نروي عنه هيهنا:
وهي أحاديث
منها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ
الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 36 مخطوط) قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، نا
أحمد بن سيار المروزي، نا عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة السكري، عن يزيد بن أبي
زياد، عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما ثقل
وعنده عائشة وحفصة إذ دخل علي عليه السّلام، فلما رآه دفع رأسه ثم قال: أدن مني،
فاستند إليه، فلم يزل عنده حتى توفي صلى الله عليه، فلما قضى قام عليّ عليه السّلام
وأغلق الباب، فجاء العباس رضي الله عنه ومعه بنو عبد المطلب، فقاموا على الباب،
فجعل عليّ عليه السّلام يقول: بأبي أنت طيبا حيا وطيبا ميتا، وسطعت ريح طيبة لم
يجدوا مثلها قط، فقال علي رضي الله عنه: أدخلوا علي الفضل بن العباس، فقالت
الأنصار: نشدناكم بالله نصيبنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأدخلوا رجلا
منهم يقال له: أوس بن خولي يحمل جرة بإحدى يديه، فسمعوا صوتا في البيت لا تجردوا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واغسلوا كما هو في قميصه،
ص 188
فغسله عليّ عليه السّلام يدخل يده تحت القميص والفضل يمسك الثوب عنه والأنصاري ينقل
الماء وعلى يد عليّ عليه السّلامخرقة ويدخل يده. ومنهم العلامة الشيخ محمد يوسف
الكاندهلوي الهروي في (حياة الصحابة) (ج 2 ص 603 ط دار القلم في دمشق) روى الحديث
من طريق الطبراني عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (المعجم الكبير). ومنهم الحافظ محمد
بن ابن حبان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي في كتاب (الثقات) (ج 2 ص 158 ط دائرة
المعارف العثمانية في حيدر آباد) قال: فقاموا فغسلوه وعليه قميصه، فأسنده علي إلى
صدره، فكان العباس والفضل والقثم يقلبونه وكان أسامة بن زيد وشقران مولياه يصبان
عليه الماء وعلي يغسله ويدلكه من ورائه، لا يفضي بيده إلى رسول الله وهو يقول: بأبي
أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة
الشيباني في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 5 من النسخة المخطوطة في المكتبة
الظاهرية بدمشق) قال: قالت عائشة وقد سألتها امرأتان فقالتا: أخبرينا عن علي فقالت:
أي شيء
ص 189
تسألنني عن رجل وضع يده من رسول الله (ص) موضعا فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه.
قالتا: فلم خرجتي عليه؟ فقالت: أمر قضى لوددت أني أفديه بما على الأرض. ومنهم
الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ص 15 ط بيروت) روى بسنده عن
جميع بن عمير أن أمه وخالته دخلتا على عائشة فقالتا: يا أم المؤمنين أخبرينا عن
علي. قالت: أي شيء تسألن عن رجل وضع يده من رسول الله (ص) موضعا فسالت نفسه في يده
فمسح بها وجهه، واختلفوا في دفنه فقال: إن أحب البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه.
قالت: فلم خرجت عليه؟ قالت: أمر قضي (و) لوددت أن أفديه بما على الأرض. ومنها ما
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ حسين الدياربكري المكي في (تاريخ
الخميس) (ج 2 ص 170 ط الوهبية بمصر) قال: في رواية قال علي: أوصاني رسول الله (ص)
لا يغسله غيري فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه. كذا في سيرة مغلطاي والشفاء.
وروى عنه أيضا قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: لا يغسلني إلا أنت.
ومنهم العلامة الشيخ محمد يوسف الأباضي الجزائري في (شامل الأصل والفرع) (ص 278 ط
القاهرة) قال: روى عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله
وسلم:
ص 190
لا يغسلني إلا أنت، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه. ومنهم العلامة الزبيدي
في (الاتحاف) (ج 10 ص 303 ط المطبعة الميمنية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن
(تاريخ الخميس). ومنهم العلامة النبهاني في (الأنوار المحمدية) (ص 591 ط الأدبية
بيروت) روى من طريق البزار والبيهقي عن علي بعين ما تقدم عن (شامل الأصل) والفرع).
ومنهم العلامة علاء الدين مغلطاي بن قليج التركماني في (الإشارة إلى سيرة المصطفى)
ص 80 ط القاهرة) روى عن علي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: لا
يغسلني أحد إلا أنت. ومنهم العلامة أبو نعيم الأصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 4 ص
78 ط السعادة بالقاهرة) روى عن النبي أنه أوصى فقال: إذا أنتم فرغتم من غسلي
فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد وجبريل يأتيني بحنوط من الجنة، فإذا أنتم وضعتموني على
السرير فضعوني في المسجد واخرجوا عني فإن أول من يصلي علي الرب عز وجل من فوق عرشه
ثم جبريل ثم مكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا، ثم ادخلوا
ص 191
فقوموا صفوفا لا يتقدم علي أحد. الحديث. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
الحافظ أبو عمرو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم بن النمري الأندلسي
القرطبي المولود سنة 368 والمتوفى سنة 463 في كتابه (الدرر في اختصار المغازي
والسير) (ص 287 ط القاهرة بتحقيق الدكتور شوقي ضيف) قال: لم يحضر غسله ولا تكفينه
إلا أهل بيته، غسله علي وكان الفضل بن عباس يصب عليه الماء والعباس يعينهم وحضرهم
شقران مولاه. ومنهم العلامة النبهاني في (الأنوار المحمدية) (ص 592 ط الأدبية
بيروت) قال: وأخرج البيهقي، عن الشعبي، قال: غسل علي النبي صلّى الله عليه وآله
وسلم فكان يقول وهو يغسله: بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا. وأخرج أبو داود، وصححه
الحاكم عن علي رضي الله عنه، قال: غسلته صلّى الله عليه وآله وسلم، فذهب أنظر ما
يكون من الميت، فلم أر شيئا، وكان طيبا حيا وميتا. وذكر ابن الجوزي أنه روي عن جعفر
بن محمد قال: كان الماء يستنقع في جفون النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، فكان علي
يحسوه - أي يشربه بفمه.
ص 192
ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد المعروف بابن الشيخ الأندلسي في (ألف باء)
(ج 2 ص 548 ط المطبعة الوهبية) قال: غسله (أي النبي ص) علي بن أبي طالب في قميصه،
وكان العباس وأسامة يناولانه الماء وراء الستر، قال علي: فما تناولت منه عضو وأردت
قلبه إلا انقاد كأنما يقلبه معي الرجال. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: ومنهم
الحافظ أبو الطيب السيد تقي الدين محمد بن أحمد بن علي الفاسي الحسني في (شفاء
الغرام بأخبار البلد الحرام) (ج 2 ص 386 ط دار إحياء الكتب العربية بمصر) قال: قالت
عائشة في حديث: وغسله (أي النبي صلى الله عليه وآله) علي رضي الله عنه، أسنده إلى
صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه لا يفضي بيده إلى رسول الله صلّى الله عليه
وآله وسلم والعباس وابناه الفضل وقثم يقلبونه معه وأسامة ابن زيد وشقران مولى النبي
يصبان الماء عليه وعلي يقول: بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا، ولم ير من رسول
الله شيء مما يرى من الميت. ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الوهاب الحنبلي في
في (مختصر سيرة الرسول) (ص 570 ط المطبعة السلفية في القاهرة) قال: قال ابن إسحاق:
حدثني عبد الله بن أبي بكر وحسين بن عبد الله وغيرهما
ص 193
إن علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وقثم بن العباس وشقران مولى رسول الله
وأسامة بن زيد هم الذين ولو اغسله - إلى أن قال - وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره
وعليه قميصه يدلكه به من ورائه لا يفضي بيده إلى رسول الله وعلي يقول: بأبي أنت
وأمي ما أطيبك حيا وميتا، ولم ير من رسول الله ما يرى من الميت. ومنها ما رواه
جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 19 مخطوط) قال:
روي أنه صلّى الله عليه وآله وسلم أوصى عليا رضي الله عنه أن يغسله، فقال له علي:
يا رسول الله أخشى أن لا أطيق ذلك. قال: إنك ستعان علي. قال الراوي: فقال علي رضي
الله عنه: فوالله ما أردت أن أقلب من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عضوا إلا
قلب لي. خرجه ابن الحضرمي. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 123
مخطوط) روى الحديث نقلا عن محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) عن الحسين بن علي بن
الحسين عن أبيه عن جده رضي الله عنهم بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنها ما
رواه جماعة من أعلام القوم:
ص 194
منهم العلامة القرماني المتوفى سنة 1019 في (أخبار الدول) (ص 91 ط بغداد) قال: في
شواهد النبوة سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن سبب زيادة فهمه وحفظه قال: لما
غسلت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم اجتمع ماء في جفونه فرفعته بلساني
وازدردته فأرى قوة حفظي منه، ثم إنهم لما فرغوا من دفنه صلى الله عليه وآله وسلم
خرجت فاطمة وقعدت تندب على قبر أبيها - الخ. ومنهم العلامة الشيخ حسين الدياربكري
في (تاريخ الخميس) (ج 2 ص 170 ط الوهبية بمصر) روى الحديث نقلا عن شواهد النبوة
بعين ما تقدم عن (أخبار الدول). ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة
المعاصر توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 234 ط بمصر سنة 1390 ه) قال: وفي هذا
الوقت قال العباس لعلي: أمدد يدك أبايعك فيقول الناس عم رسول الله بايع ابن عم رسول
الله فلا يختلف عليك اثنان. فأجابه علي ولم يرفع بصره عن الجثمان الكريم: لنا برسول
الله يا عم شغل.
ص 195
الباب متمم العشرين

في جملة من كراماته عليه السلام
منها ما رواه القوم وقد تقدم
نقله في (ج 8 ص 705) وننقل ههنا عمن لم نرو عنه هناك: منهم العلامة الصفوري في
(المحاسن المجتمعة) (ص 167 مخطوط) قال: ومن كراماته أنه كان رضيعا في مهده فقصدته
حية فانحدر من مهده وخنقها، فتعجبت أمه فسمعت هاتفا يقول: هذا حيدر انحدر من مهده
على عدوه فقتله. ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 705) وننقل ههنا عمن
لم نرو
ص 196
عنه هناك: منهم العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 167 مخطوط) قال: وأرسله
النبي صلّى الله عليه وآله وسلم (أي عليا) إلى قوم كفار لهم نحل كثير فكذبوه فقال:
يا نحل أخرج عنهم فإنهم قد طغوا، فطار النحل فافتقر القوم واشتد بهم الحاجة إلى
النحل لأن رزقهم كان منه، فأرسلوا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أن أرسل
إلينا رسولك فأرسلوا إليهم فأسلموا فقال: يا نحل بحق من أرسلني إليك ارجع إلى
مكانك. فرجع كله. وقيل: كان في غزوة فقوي الكفار عليه وكان لهم نحل كثير، فأوحى
الله إليه أخرج إلى نصرة علي، فخرج وصار يلسع القوم حتى أهلكهم. ومنها ما رواه
جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 82 ط
كلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال بالفارسية ما ترجمته: روي عن قيس عن أبيه سعد قال:
سمعت عليا قال: أصابني يوم أحد ست عشرة ضربة ألقاني على الأرض أربع منها، أقامني في
كل مرة رجل حسن الوجه والرائحة وكأني قول: قم إلى الكفار فإنك في طاعة الله ورسوله،
فذكرت ذلك لرسول الله فقال: فهل عرفته؟ فقلت: لا ولكنه كان يشبه دحية الكلبي.
ص 197
فقال: أقر الله عينك هو جبرئيل. ومنها ما رواه القوم وقد تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص
706 وص 707) وننقل ههنا عمن لم نرو عنه هناك: منهم العلامة النقشبندي في (مناقب
العشرة) (ص 25 من النسخة الظاهرية بدمشق) روى من طريق الملا في سيرته وأحمد عن أبي
ذر رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أدعو عليا، فأتيت
بيته فناديته فلم يجبني فعدت فأخبرت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فقال لي:
عد إليه أدعه فإنه في البيت، فعدت أناديه فسمعت صوت رحى تطحن، فشارفت فإذا الرحى
تطحن وليس معها أحد، فناديته فخرج إلي منشرحا فقلت له: إن رسول الله يدعوك، فجاء ثم
لم أزل أنظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ينظر إلي ثم قال: يا أبا ذر ما
شأنك؟ فقلت: يا رسول الله عجيب من العجب رأيت رحى تطحن في بيت علي وليس معها أحد
يديرها. فقال: يا أبا ذر إن لله ملائكة سياحين في الأرض قد وكلوا بمعونة آل محمد
صلّى الله عليه وآله وسلم. أخرجها الملا في سيرته وأحمد. ومنهم العلامة باكثير
الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 136 نسخة الظاهرية بدمشق) روى الحديث عن أبي ذر بعين
ما تقدم عن (مناقب العشرة).
ص 198
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد
المرسلين) (ص 78) روى الحديث عن أبي ذر بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم
العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الشافعي ابن السيد جلال الدين عبد الله في (توضيح
الدلائل) (من مخطوطة المكتبة الملية بفارس) روى الحديث من طريق الطبري عن أبي ذر
بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 709
وص 710) وننقل ههنا عن لم نرو عنه هناك: منهم العلامة ابن المغازلي في (مناقبه) (ص
133 مخطوط) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، نا أبو علي بن محمد
بن علي بن المعلى السلمي المعدل، ثنا علي بن عبد الله بن ميسر، ثنا جابر بن كردي،
ثنا يزيد بن هارون، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا أبو هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري
أن عليا احتاج حاجة شديدة ولم يكن عنده شيء، فخرج من البيت فوجد دينارا فعرفه فلم
يعرفه أحد، فقالت فاطمة عليها السلام: ما عليك لو جعلته على نفسك ابتعت به لنا
دقيقا فإن جاء صاحبه رددته عليه. قال: فخرج يبتاع به دقيقا فأتى رجلا معه دقيق
فقال: كم بدينار. فقال: كذا وكذا. فقال: كل
ص 199
فكال فأعطاه الدينار فقال: والله لا آخذه. قال: فرجع إلى فاطمة عليها السلام
فأخبرها فقالت: سبحان الله أخذت دقيق الرجل وجئت بدينارك. قال: حلف أن لا يأخذه فما
أصنع. قال: فمكث يعرف الدينار وهم يأكلون الدقيق حتى نفد ولم يعرفه أحد، فخرج يشتري
به دقيقا فإذا هو بذلك الرجل بعينه معه دقيق. قال: كم بدينار؟ قال: كذا بكذا. قال:
كل فكال له فأعطاه فحلف أن لا يأخذه فجاء بالدينار والدقيق فأخبر فاطمة عليها
السلام فقالت: سبحان الله جئت بالدقيق ورجعت بدينارك. فقال: فما أصنع حلف لا يأخذه
حتى ينفد. قالت: كان لك أن تبادره إلى اليمين. قال: فمكث يعرف الدينار وهم يأكلون
الدقيق حتى نفد. قال: فخرج يشتري دقيقا فإذا هو بذلك الرجل بعينه معه دقيق. قال: كم
بدينار؟ قال: كذا وكذا. قال: كل فكال له فقال علي: والله لتأخذنه ثم رمى به وانصرف.
قال رسول الله (ص) لعلي: يا علي كيف كان أمر الدينار، فأخبره أمره وما صنع، فقال
رسول الله: أتدري من الرجل، ذلك جبرئيل والذي نفسي بيده، لو لم تحلف ما زلت تجده ما
دام الدينار في يدك. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الصفوري في
(المحاسن المجتمعة) (ص 166 مخطوط) قال: ومن كراماته (أي علي) أنه كان يقاتل فانفك
زرد درعه فأخرج حديدة من وسطه ومدها كالعجين وقال: بلغنا أن الحديد لان لداود عليه
السلام وما لان له إلا بنا فكيف لنا.
ص 200
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة القاضي حسين الدياربكري المكي في
(تاريخ الخميس) (ج 2 ص 282 ط الوهبية بمصر) قال: وروي عن عمرو ذي مر قال: لما أصيب
علي بالضربة دخلت عليه وقد عصب رأسه. قال: قلت يا أمير المؤمنين أرني ضربتك. قال:
فحلها. فقلت: خدش وليس بشيء. قال: إني مفارقكم. فبكت أم كلثوم من وراء الحجاب، فقال
لها: اسكتي فلو ترين ما أرى لما بكيت. فقلت: يا أمير المؤمنين ماذا ترى؟ قال: هذه
الملائكة وفود والنبيون ومحمد صلّى الله عليه وآله وسلم يقول: يا علي أبشر فما تصير
إليه خير مما أنت فيه. ومنهم العلاقة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة
1293 في (ينابيع المودة) (ص 163 ط اسلامبول) قال: في المناقب عن حبيب بن عمرو قال:
دخلت على أمير المؤمنين علي في عيادته بعد جرحه فقال: يا حبيب أنا والله مفارقكم
الساعة، فبكيت وبكت ابنته أم كلثوم وقال لها: يا بنية لا تبكين فوالله لو ترين ما
يرى أبوك ما بكيت، أرى الملائكة وهم ملائكة الرحمة، وأرى النبيين والمرسلين وقوفا
عندي، وهذا أخي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذه فاطمة وخديجة وهؤلاء
حمزة وجعفر وعبيدة عندي ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي: إن أمامك خير لك
مما أنت فيه. ثم قال: الله الله الله، فتوفي (ص).
|