ص 201
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص
35 مخطوط) قال: وكان عليّ عليه السّلامجالسا في أصل جدار فقال له رجل: يا أمير
المؤمنين الجدار يقع. فقال له علي: امض كفى بالله حارسا، فقضى بين الرجلين وقام
فسقط الجدار. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 172 ط
مطبعة كلشن فيض الكائنة في لكهنو) روى عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: عرض بعلي رجلان
في خصومة فجلس في أصل جدار، فقال رجل: يا أمير المؤمنين الجدار يقع. فقال له: امض
كفى بالله حارسا، فقضى بين الرجلين فسقط الجدار. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل
بن محمد باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 136 ط دمشق) روى الحديث بعين ما تقدم
عن (وسيلة النجاة). ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوي في (مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 78 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (وسيلة
النجاة).
ص 202
ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 773) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم
هناك: منهم العلامة ابن المغازلي في (مناقبه) (المخطوط) قال: حدثنا محمد بن القاسم،
نا محمد بن الحسين، نا جندل بن والق الثعلبي، نا عمر بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن
السدي قال: كنت غلاما بالمدينة فجاء راكب على بعير فجعل يسب عليا وجعل الناس
يجتمعون حوله، فأقبل سعيد ابن أبي وقاص فرفع يديه وقال: اللهم إن كان يذكر عبدا
صالحا فأر الناس به حزنا، فنفر به بعيره فاندقت عنقه أبعده الله وأسحقه. ومنها ما
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في (منال الطالب
في مناقب الإمام علي بن أبي طالب) (ص 198 مخطوط) قال: ومنها (أي من كراماته) ما
رواه الحسن بن نكران الفارسي قال: كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقد شكى
إليه الناس أمر الفرات وإنه قد زاد الماء ما لا نحتمله ونخاف أن تهلك مزارعنا ونحب
أن تسأل الله تعالى أن ينقصه عنا، فقام ودخل بيته والناس مجتمعون ينتظرونه، فخرج
وقد لبس جبة رسول
ص 203
الله (ص) وعمامته وبرده وفي يده قضيبه، فدعا بفرسه فركبه ومشى الناس معه وأولاده
وأنا معهم رجالة حتى وقف على الفرات فنزل عن فرسه وصلى ركعتين خفيفتين ثم قام وأخذ
القضيب بيده ومشى على الجسر وليس معه غير ولديه الحسن والحسين وأنا، فأهوى إلى
الماء بالقضيب فنقص ذراعا فقال: أيكفيكم؟ فقالوا: لا يا أمير المؤمنين. فقام وأومئ
بالقضيب وأهوى به في الماء فنقصت الفرات ذراعا آخر، هكذا إلى أن نقصت ثلاثة أذرع
فقالوا: حسبنا يا أمير المؤمنين. فعاد وركب فرسه ورجع إلى منزله. وهذه كرامة عظيمة
ونعمة من الله جسيمة. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي في (توضيح الدلائل)
(من مخطوطة المكتبة الملية بفارس) روى الحديث من طريق أحمد في المناقب عن السدي
بمثل ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي). ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة المعاصر الشيخ محمد يوسف بن الياس الهندي في (حياة الصحابة) (ج 3 ص 25 ط
دار القلم بدمشق) روي من طريق الطبراني عن قيس بن أبي حازم قال: كنت بالمدينة فبينا
أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت، فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد
ص 204
ركب دابته وهو يشتم علي بن أبي طالب رضي الله عنه والناس وقوف حواليه، إذ أقبل سعد
ابن أبي وقاص فوقف عليهم فقال: ما هذا. فقالوا: رجل يشتم علي بن أبي طالب، فتقدم
سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال: يا هذا على ما تشتم علي ابن أبي طالب، ألم يكن
أول من أسلم، ألم يكن أول من صلى مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ألم يكن
أزهد الناس، ألم يكن أعلم الناس. وذكر حتى قال: ألم يكن ختن رسول الله صلّى الله
عليه وآله وسلم على ابنته، ألم يكن صاحب راية رسول الله في غزواته. ثم استقبل
القبلة ورفع يديه وقال: اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى
تريهم قدرتك. قال قيس: فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك
الأحجار فانفلق دماغه ومات. قال الحاكم ووافقه الذهبي: هذا حديث صحيح على شرط
الشيخين، وأخرجه أبو نعيم في (الدلائل) عن ابن المسيب نحو السياق الأول. ومنها ما
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة النبهاني البيروتي في (جامع كرامات
الأولياء) (ج 1 ص 155 ط مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة) قال: وأما علي كرم الله وجهه
فيروي أن واحدا من محبيه سرق وكان عبدا أسود فأتي به إلى علي فقال له: أسرقت؟ قال:
نعم، فقطع يده فانصرف من عنده فلقيه سلمان الفارسي وابن الكواء، فقال ابن الكواء:
من قطع يدك؟ فقال:
ص 205
أمير المؤمنين ويعسوب المسلمين وختن الرسول وزوج البتول. فقال: قطع يدك وتمدحه.
فقال. ولم لا أمدحه وقد قطع يدي بحق وخلصني. فسمع سلمان ذلك فأخبر به عليا، فدعا
الأسود ووضع يده على ساعده وغطاه بمنديل ودعا بدعوات فسمعنا صوتا من السماء ارفع
الرداء عن اليد، فرفعناه فإذا اليد قد برأت بإذن الله تعالى وجميل صنعه. ومنهم
العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 166 مخطوط) قال: رأيت في تفسير العلامي
في سورة الكهف أن عليا رضي الله عنه قطع يد عبد في سرقة، فقيل: من قطع يدك؟ فقال:
ابن عم الرسول وزوج البتول الطاهرة وأمير المؤمنين. فقيل: تمدحه وقد قطع يدك. فقال:
كيف لا أمدحه وقد قطعها بحق وخلصها من النار، فدعاه عليّ عليه السّلامووضع يده
مكانها وغطاها بمنديل ودعا، وإذا بقائل يقول: ارفع الرداء عن اليد، فرفعه فإذا هي
كما كانت. ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 710) وننقل ههنا عمن لم نرو
عنه هناك: منهم العلامة ابن كثير الدمشقي في (قصص الأنبياء) (ج 2 ص 230 ط مطبعة دار
التأليف بمصر) قال: وقد رواه الترمذي قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا صالح بن
أبي
ص 206
الأسود، عن محفوظ بن عبد الله الحضرمي، عن محمد بن يحيى قال: بينما علي بن أبي طالب
يطوف بالكعبة وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع ويا من لا يغلط السائلون ويا من
لم يتبرم بإلحاح الملحين ارزقني برد عفوك وحلاوة رحمتك. قال: فقال له علي: يا عبد
الله أعد دعاءك هذا. قال: أوقد سمعته؟ قال: نعم. قال: فادع به في دبر كل صلاة
فوالذي نفس الخضر بيده لو كان عليك من الذنوب عدد نجوم السماء ومطرها وحصباء الأرض
وترابها لغفر لك أسرع من طرفة عين. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة الصفوري في (محاسن المجتمعة) (ص 182 مخطوط) قال: قال ابن طرخان: جاءت امرأة
مسحورة. إلى عليّ عليه السّلامفقال: خذوا خرد لا فذروه في الدار، ففعلوا ثم طلبوه
بعد ساعة فوجوده قد اجتمع في مكان فحفروه فرأوا صورة شمع مثل صورة المرأة المسحورة.
ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 773) وننقل ههنا عمن لم نرو عنه هناك:
ص 207
منهم العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 166 مخطوط) قال: رأيت في شوارد
الملح أن رجلا قال لعلي رضي الله عنه: إني أريد السفر وأخاف من السبع، فدفع إليه
خاتمه وقال: قل له إذا جاءك: هذا خاتم علي ابن أبي طالب، ومهما رأيت منه فأخبرني.
فخرج الرجل فعارضه السبع فقال: هذا خاتم علي بن أبي طالب، فرفع رأسه إلى السماء
وهمهم ثم إلى الأرض كذلك ثم إلى المشرق ثم إلى المغرب ثم ذهب مهر ولا، فأخبرت عليا
بذلك فقال: أنه قال: وحق من رفعها وحق من وضعها وحق من أطلعها وحق من غيبها ما أسكن
بلادا يشكوني فيها لعلي بن أبي طالب. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في (منال الطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب)
(ص 197 مخطوط) قال: ومنها (أي من كراماته) ما رواه ابن شهرآشوب في كتابه أن عليا
عليه السلام لما قدم الكوفة وفد عليه طوائف من الناس، وكان فيهم فتى فصار من شيعته
يقاتل بين يديه في مواقفه، فخاطب امرأة من قوم عرب استوطنوا الكوفة فأجابوه
فتزوجها، فلما صلى علي عليه السلام يوما صلاة الصبح قال لبعض من عنده: اذهب إلى
محلة بني فلان تجد فيها مسجدا إلى جانب بيت تسمع فيه صوت رجل وامرأة يتشاجران
بأصوات مرتفعة فأحضرهما الساعة وقل لهما:
ص 208
أمير المؤمنين يطلبكما. فمضى ذلك الانسان فما كان إلا هنيئة حتى عاد ومعه ذلك الفتي
والمرأة، فقال لهما علي عليه السلام: فيم طال تشاجركما الليلة. فقال: الفتى: يا
أمير المؤمنين إن هذه المرأة خطبتها وتزوجتها فلما خلوت بها هذه الليلة وجدت في
نفسي منها نفرة منعتني أن ألم بها ولو استطعته إخراجها ليلا لأخرجتها عني قبل ظهور
النهار فنقمت على ذلك ونحن في التشاجر إلى أن جاء أمرك فحضرنا إليك. فقال علي عليه
السلام لمن حضره: رب حديث لا يؤثر من يخاطب به أن يسمعه غيره، فقام من كان حاضرا
ولم يبق عند علي عليه السلام غير الفتى والمرأة، فقال لها علي: أتعرفين هذا الفتى؟
فقالت: لا. فقال: إذا أنا أخبرتك بحاله تعلمينها فلا تنكريها. قالت: لا يا أمير
المؤمنين. قال: ألست فلانة بنت فلان. قالت: بلى. قاتل: أليس كان لك ابن عم وكل واحد
منكما راغب في صاحبه؟ قالت: بلى. قال: أليس أن أباك منعك عنه ومنعه عنك ولم يزوجه
بك وأخرجه من جواره لذلك؟ قالت: بلى. قال: ألست خرجت ليلة لقضاء الحاجة فاغتالك
وأكرهك ووطئك فحملت فكتمت أمرك عن أبيك وأعلمت أمك، فلما آن الوضع أخرجتك ليلا
فوضعت ولدا فلفته في خرقة وألقته من خارج الجدران حيث قضاء الحوائج فجاء كلب فشمه
فخشيت أن يأكله فرمته بحجر فوقعت في رأسه فشجته، فعدت إليه أنت وأمك فشدت أمك رأسه
بخرقة من جانب مرطها ثم تركتماه ومضيتما ولم تعلما حاله. فسكتت فقال لها: تكلمي
بحق. فقالت: بلى والله يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر ما علمه مني غير أمي. فقال:
قد اطلعني الله تعالى عليه فأصبح وأخذه بنو فلان فربي فيهم إلى أن كبر وقدم معهم
الكوفة وخطبك وهو ابنك. ثم قال للفتى: اكشف عن رأسك، فكشف رأسه فوجدت أثر الشجة
فيه. فقال عليه السلام:
ص 209
هذا ابنك قد عصمه الله مما حرمه عليه، فخذي ولدك وانصرفي فلا نكاح بينكما. ومنها ما
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 35 مخطوط)
قال: وجاءه في صفين جمل من إبل الشام وعليه راكبه وثقله وجعل يتخلل الصفوف حتى
انتهى إلى عليّ عليه السّلامفوضع مشفره ما بين رأس علي ومنكبه وجعل يحركها بجرانه،
فقال علي: والله إنها لعلامة بيني وبين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. قال:
فجد الناس في ذلك اليوم واشتد قتالهم. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد
باكثير الحضرمي الشافعي في (وسيلة المآل) (ص 136) روى من طريق المدني في سيرته عن
الحارث قال: كنت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه بصفين فرأيت بعيرا من إبل الشام
جاء وعليه راكبه وثقله فألقى ما عليه. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة).
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الشافعي ابن السيد جلال الدين عبد الله في
(توضيح الدلائل) (من مخطوطة المكتبة الملية بفارس) روى عن سفيان الثوري عن أبي
السحق السبيعي عن الحارث قال: كنت
ص 210
مع علي. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة) لكنه قال: جاء وعليه راكبه
وثقله فألقى ما عليه - الخ. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة
النجاة) (ص 175 ط مطبعة كلشن فيض في لكهنو) روى الحديث بعين ما تقدم عن (وسيلة
المآل). ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل
بيت سيد المرسلين) (ص 78 مخطوط) روى الحديث عن الحارث بعين ما تقدم عن (وسيلة
المآل). ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة
الإمام علي من تاريخ دمشق) (ص 206 ط بيروت) قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني عبد
الله بن يونس بن بكير الشيباني، عن أبيه، عن عبد الغفار بن القاسم الأنصاري، عن أبي
نمير الشيباني، قال: شهدت الجمل مع مولاي فما رأيت يوما قط أكثر ساعدا نادرا وقدما
نادرة من يومئذ، ولا بدار الوليد قط إلا ذكرت يوم الجمل. قال: فحدثني الحكم ابن
عتيبة أن عليا دعا يوم الجمل فقال: اللهم خذ أيديهم وأقدامهم.
ص 211
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني
السمهودي الشافعي في كتابه (الإشراف على فضل الأشراف) (النسخة المصورة من المكتبة
الظاهرية في دمشق أو الأحمدية في حلب ص 97) قال: وعن أبي ذر رضي الله عنه قال:
بعثني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أدعوه عليا، فأتيت بيته فناديت فلم
يجبني، فعدت فأخبرت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فقال: عد إليه ادعه فإنه في
البيت. قال: فعدت إليه أناديه فسمعت صوت رحى تطحن فتشارفت فإذا الرحى تطحن وليس
معها أحد يديرها، فناديته فخرج إلي منشرحا، فقلت: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله
وسلم يدعوك. فجاء ثم لم أزل انظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وينظر إلي
ثم قال: يا أبا ذر ما شأنك؟ فقلت: يا رسول الله عجبت من العجب رأيت رحى تطحن في بيت
علي وليس معها أحد يديرها. فقال: يا أبا ذر أما علمت أن لله ملائكة سياحين في الأرض
قد وكلوا بمعونة آل محمد صلّى الله عليه وآله وسلم. أخرجه الملا في سيرته. وعن
ربيعة السعدي عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم
يقول: يا أيها الناس إنه لم يعط أحد من ذرية الأنبياء الماضين ما أعطي الحسين بن
علي. ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 761 إلى ص 765) وننقل
ص 212
ههنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ
دمشق) (ج 3 ص 316 ط دار التعارف في بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر،
أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا
أبو بكر بن الطبري، قال: أنبأنا أبو الحسن بن الفضل القطان، أنبأنا عبد الله بن
جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، حدثني سعيد بن عفير، أنبأنا حفص بن عمران بن الوشاح،
عن السري بن يحيى، عن ابن شهاب، قال: قدمت دمشق وأنا أريد الغزو، فأتيت عبد الملك
لأسلم عليه، فوجدته في قبة على فرش يفوق النائم والناس تحته سماطان. فسلمت عليه
وجلست، فقال: يا ابن شهاب أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل علي بن أبي طالب؟
قلت: نعم. قال: هلم. فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة، وحول وجهه فأحنى علي
وقال: ما كان؟ فقلت: لم يرفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم. قال: فقال: لم يبق
أحد يعلم هذا غيري وغيرك، فلا يسمعن منك. قال: فما تحدثت به حتى توفي [عبد الملك].
ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 330 ط اسلامبول) قال: نقل عن جواهر
العقدين قال: أخرج البيهقي عن الزهري قال: دخلت على عبد الملك بن مروان فقال لي: يا
بن شهاب أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم. قال: هلم،
فقمنا حتى أتينا خلف العقبة وخلنا عن الناس، فقال لي: لم يرفع حجر من بيت المقدس
إلا وجد تحته
ص 213
دم. فقال: لم يبق أحد يعلم هذا غيري وغيرك فلا يسمعن هذا منك أحد. قال: فما حدثت به
حتى توفي. ومنهم العلامة ابن حجر الهيثمي في (الصواعق المحرقة) (ص 192 ط دار
الطباعة المحمدية بمصر) روى الحديث من طريق البيهقي عن الزهري أنه دخل على عبد
الملك فأخبره أنه يوم قتل علي لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط.
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 144 من نسخة الظاهرية بدمشق) روى
من طريق ابن الضحاك عن ابن شهاب قال: قدمت دمشق وأنا أريد العراق، أتيت عبد الملك
لأسلم عليه فوجدته في قبة وتحته سماطان من الناس، فسلمت ثم جلسته فقال: يا ابن شهاب
أتعلم. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة). ومنهم العلامة النقشبندي في
(مناقب العشرة) (ص 49 من النسخة الظاهرية بدمشق) قال: وظهر من الآيات صباح قتل عليّ
عليه السّلامفي بيت المقدس - أنه لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وجد تحته دم حزنا
عليه كرم الله وجهه. ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 759 إلى ص 761)
وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك:
ص 214
منهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد اليماني الشيرواني في (حديقة الأفراح لإزالة
الأتراح) (ص 95 ط القاهرة) نقل عن كتاب المناقب لأبي بكر الخوارزمي قال: قال أبو
القاسم بن محمد: كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام إبراهيم عليه
السلام، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: راهب قد أسلم وجاء إلى مكة وهو يحدث بحديث عجيب.
فأشرفت عليه فإذا شيخ كبير عليه جبة صوف وقلنسوة صوف عظيم الجثة وهو عند المقام
يحدث الناس وهم يستمعون منه، فقال: بينما أنا قاعد في صومعتي ببعض الأيام إذ أشرفت
منها اشرافة فاذا طائر كالنسر الكبير قد سقط على صخرة على شاطئ البحر فتقايأ فرمى
من فمه بربع انسان، ثم طار فغاب يسيرا ثم عاد وتقايأ ربعا آخر، ثم طار وعاد وتقايأ
هكذا إلى أن تقايأ من فمه أربعة أرباع انسان، ثم طار فدنت الأرباع بعضها ببعض
فالتأمت فقام منها انسان كامل وأنا أتعجب فيما رأيت، فإذا بالطائر قد أنقض عليه
فاختطف ربعه ثم طار، ثم عاد فاختطف ربعا آخر ثم طار، هكذا إلى أن اختطفه جميعه،
فبقيت متفكرا وأتحسر أن لا كنت سألته من هو وما قصته. فلما كان في اليوم الثاني
فإذا بالطائر قد أقبل وفعل كفعله بالأمس، فلما التأمت الأرباع وصارت شخصا كاملا
نزلت من صومعتي مبادرا إليه وسألته بالله من أنت يا هذا؟ فسكت، فقلت له: بحق من
خلقك إلا ما أخبرتني من أنت؟ فقال: أنا ابن ملجم. فقلت: ما قصتك مع هذا الطائر.
قال: قتلت علي بن أبي طالب فوكل بي هذا الطائر يفعل بي ما ترى كل يوم. فخرجت من
صومعتي وسألت عن علي بن أبي طالب فقيل لي: إنه ابن عم رسول الله صلى الله (ص)
فأسلمت وأتيت مأتاي هذا إلى بيت الله الحرام قاصدا الحجر وزيارة النبي عليه الصلاة
والسلام.
ص 215
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي نزيل مكة والمتوفى بها في (وسيلة المآل) (ص 157 نسخة
مكتبة الظاهرية بدمشق) نقل الواقعة بعين ما تقدم من (حديقة الأفراح). ومنها ما رواه
القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 759 إلى ص 761) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك:
منهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 44 المخطوط) روى عن هند بنت الجون: نزل
رسول الله (ص) خيمة خالتها أم معبد، فقام من رقدته فدعا بماء فغسل يديه ثم تمضمض
ومج في عوسجة إلى جانب الخيمة فأصبحنا وهي كأعظم دوحة وجاءت بثمر كأعظم ما يكون في
لون الورس ورائحة العنبر وطعم الشهد ما أكل منها جائع إلا شبع ولا ظمآن إلا روي ولا
سقيم إلا برئ ولا أكل من ورقها بعير ولا شاة إلا در لبنها، فكنا نسميها المباركة
وينتابها من البوادي من يستشفي بها (ويأتينا الأعراب من البوادي ممن يستشفي بها خ
ل) ويتزود منها، حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمرها واصفر ورقها، ففزعنا فما راعنا
إلا نعي رسول الله، ثم إنها بعد ثلاثين سنة أصحبت ذات شوك من أسلفها إلى أعلاها
وتساقط ثمرها وذهبت نضرتها، فما شعرنا إلا بقتل أمير المؤمنين علي، فما أثمرت بعد
ذلك وكنا ننتفع بورقها، ثم أصحبنا وإذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط وقد ذبل ورقها،
فبينا نحن فزعين مهمومين إذ أتانا خبر مقتل الحسين ويبست الشجرة على أثر ذلك وذهبت.
ص 216
ومنهم العلامة القاضي الشيخ محمد بن حسن المالكي الدياربكري في (تاريخ الخميس) (ج 1
ص 334 ط مطبعة الوهبية بمصر) روى الحديث نقلا عن (ربيع الأبرار) بعين ما تقدم عنه
بلا واسطة، وفي نسخة بدل أصفر: أصغر. ومنهم العلامة الشيخ علي بن الحسن باكثير
الشافعي في (التحفة العالية) (ص 16 مخطوط) نقل الحديث عن كتاب (قطف الأزهار) الذي
اختصره من (ربيع الأبرار). ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة شهاب
الدين أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في (توضيح الدلائل) (مخطوط المكتبة الملية
بفارس) قال: وعن مالك النخعي وهو الأشتر قال: دعاني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام وقد قعد على المائدة يتغدى، فأسرعت الإجابة إليه، فلما دخلت عليه قال:
مرحبا يا أخي ما الذي يبطئك عنا. قلت: حوائج عاقب بيني وبين قضاء واجب الموالاة يسر
الله تعالى قضاءها بيمنك وبركتك. قال أمير المؤمنين: وما تلك الحوائج؟ قلت: أما
أحدها فشسوع الدار وبعد المزار وليس لي إلا نعل حرن علي وكل، والثانية مرض عرض لي،
والثالثة إخراجات مهمة للعيال. فقال أمير المؤمنين أكرمه الله تعالى في عليين: يا
قنبر ائتني بالبغلة الشهباء التي على المعلف. فجاء بها قنبر فقال: يا مالك هذه فوق
بغلك وسأهيئ أمرك.
ص 217
ثم قال رضوان الله تعالى عليه: يا قنبر أسرج لي فرس رسول الله صلى الله عليه وآله
وبارك وسلم واتني بثياب رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم، فجاء بها أجمع،
فركب وركبت معه، فقال عليه السلام: يا مالك أتدري إلى أين نذهب؟ فقلت: الله ورسوله
ووصيه أعلم. فقال: يا مالك اتتني في يومي هذا فاختة فشكت شجاعا أكل بعض فراخها
وشفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم أن آتي عشها فأدفع عنها ذلك
الشجاع. قال: فأجرينا حتى انتهينا إلى دوحة عالية في الهواء، فقال أمير المؤمنين
شرفه الله تعالى بإكرامه: أيتها الفاختة عشك على هذه الدوحة. فقالت في نغمتها ما لم
أفهمه، فقام أمير المؤمنين تحت الشجرة وهي ترفع رأسها مرة وتقع أخرى تهدر، فلما
فرغت من شكواها وكلامها لأمير المؤمنين قلت: يا أمير المؤمنين ما قالت وما قلت لها،
قالت رحمة الله تعالى عليه: يا مالك قالت الفاختة آمنت بالله حقا وصدقت لنبينا
ورضيت من بعده، عليا والله يا أمير المؤمنين ما في الطيور طائر يحب عترة رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم أكثر من جنسي وجنس القبرة. فقلت لها: بارك الله
في نسلك ورمى الشجاع بصاعقة عظيمة ودعا بدعاء طويل فما استتم كلام أمير المؤمنين إذ
سقط من الشجرة أفعى متفسخا، ثم قال: يا مالك استجاب الله تعالى لي دعائي لها. قال:
وكنت لا أفهم معنى الدعاء ولا لفظه ولا أعقله، فقلت: يا أمير المؤمنين ما قلت في
نغمتك ودعائك هذه؟ فقال عليه السلام: تفسير هذه الكلمات التي قلتها سبحان من لا
تحده الصفات ولا يشتبه عليه الأصوات ولا يبرمه ازدحام الحاجات ولا يقلبه المسائل
وهو إلى العباد قريب وبإسعاف حاجاتهم غني رؤوف، يا مالك والذي بعث محمدا عليه
السلام بالحق نبيا إني لأعرف اللغات والنغمات في سائر الأصوات من طيور وحش وإنس
وجن، أتعجب من هذا يا مالك سترى
ص 218
إن شاء الله تعالى في مشهدنا هذا أعجب من طائر صغير أكلمه ويكلمني بعهد عهد إلي نبي
الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم وكنوز رموز فتحها علي بمفتاح الوصية. فقلت:
الحمد لله الذي وفقنا في خدمة مولانا أمير المؤمنين. ثم انصرفنا. أورد هذه الأربعة
بكمالها الإمام الصالحاني رحمة الله تعالى عليه. ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله
في (ج 8 ص 737) وننقل ههنا عمن لم نرو عنه هناك: منهم الحافظ أبو عبد الله محمد بن
محمد بن عثمان الذهبي الدمشقي المتوفى سنة 748 في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 83 ط حيدر
آباد الدكن) قال: قال شبابة بن سوار: أنا يزيد بن عياض وغير واحد، عن مجالد، عن
الشعبي إلى أن قال: قال: فهل تعرف رشيد الهجري؟ قال الشعبي: نعم، بينما واقف في
الهجريين إذ قال لي رجل: هل لك في رجل يحب أمير المؤمنين. قلت: نعم فأدخلني على
رشيد، فلما رآني أشار بيده إلي وأنشأ يحدث، قال: خرجت حاجا، فلما قضيت نسكي قلت: لو
أحدثت عهدا بأمير المؤمنين فمررت بالمدينة فأتيت باب علي، فقلت لانسان: استأذن لي
على سيد المسلمين. فقال: هو نائم وهو يظن أني أعني الحسن. فقلت: لست أعني الحسن
أنما أعني أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. قال: أوليس قد مات.
فقلت: أما والله إنه ليتنفس الآن بنفس حي ويعرق من الدثار الثقيل. فقال: أما إذا
عرفت سر آل محمد فادخل وسلم عليه واخرج، فدخلت على أمير المؤمنين، فأنبأني بأشياء
تكون، فقلت
ص 219
لرشيد: إن كنت كاذبا فلعنك الله، وقمت وبلغ الحديث زيادا فبعث إلى رشيد فقطع لسانه
وصلبه. ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 766) وننقل ههنا عمن لم نرو
عنه هناك: منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 263
طي دار التعارف ببيروت) قال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي
عثمان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن
أبي الدنيا، حدثني عيسى بن عبد الله مولى بني تميم، عن شيخ من بني هاشم قال: رأيت
رجلا بالشام قد اسود نصف وجهه وهو يغطيه، فسألته عن سبب ذلك، فقال: نعم قد جعلت لله
علي أن لا يسألني أحد عن ذلك إلا أخبرته، كنت شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب،
كثير الذكر له بالمكروه، فبينا أنا ذات ليلة نائم أتاني آت في منامي فقال: أنت صاحب
الوقيعة في علي؟ وضرب شق وجهي فأصبحت وشق وجهي أسود كما ترى. ومنهم العلامة المولى
حمد الله الهندي الداجوي الحنفي في (البصائر لمنكر التوسل بأهل المقابر) (ص 44 ط
اسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ ابن عساكر).
ص 220
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولوي الشهير بحسن الزمان في
(الفقه الأكبر) (ج 3 ص 18 ط حيدر آباد) قال: قال عبد الرزاق، نبأنا أبي، عن عبد
الملك ابن خشك، عن حجر المدني قال: قال لي علي بن أبي طالب: كيف بك إذ أمرت أن
تلعنني. قلت: وكائن ذلك. قال: نعم. قلت: فكيف أصنع. قال: العني ولا تبرأ مني. ومنهم
العلامة محمد مبين الهندي السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 176 ط كلشن فيض لكهنو) روى
عن عبد الرزاق عن حجر الدوئي بن عدي الكندي بعين ما تقدم عن (الفقه الأكبر). ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسني
الشافعي في (توضيح الدلائل) (نسخة المكتبة الملية بفارس) عن روح بن مقذ بن الأنقع
أحد خواص أمير المؤمنين علي قال: كنت مع أمير المؤمنين لنصف من شهر شعبان وهو يريد
موضعا كان يأويه بالليل
ص 221
للصلاة وأنا معه حتى أتى موضع ورده فنزل عن بغلته وسلم إلي مقودها، فما عبر ساعته
أو حمحمت البغلة وجعلت تنفر وتتقهر فلا أدري ما دعاها. فنظر أمير المؤمنين سوادا
فقال: سبع ورب الكعبة. فقام أمير المؤمنين رضوان الله تعالى عليه من محرابه متقلدا
بسيفه فجعله يخطو نحو السبع حتى دنا من الأسد فقال صائحا به: قف فخف الأسد وكل
ووقف، فعندها استعرف البغلة فقال أمير المؤمنين: ويلك يا ليث أما علمت أني الليث
والأسد والقسورة وحيدرة ما جاء بك إلينا أيها الليث، اللهم اطلق لسانه. فقال السبع:
يا أمير المؤمنين ويا وارث علم النبيين ويا مفرق بين الحق والباطل ما افترست منذ
ثلاثة أيام فقد أضربي الجوع فرأيتكم من فرسخين فقلت أظهر وأنظر من هؤلاء القوم فإن
كان لي بهم قدرة أحصل منهم فريسة. فقال أمير المؤمنين: أما علمت إني أسد الله وأبو
الأشبال الاثني عشر. فعند ذلك أمد السبع بين يديه وجعل أمير المؤمنين يمسح رأسه وهو
يقول: ما جاء بك يا ليث ليس أنت كلب الله في أرضه. وقال: أمير المؤمنين الجوع
الجوع، والله يا أمير المؤمنين نحن من قبيل سحل محبة الهاشميين لا نأكل معاشر
السباع رجلا يحبك ويحب عترتك. ثم قال: يا أمير المؤمنين أنا مسلط على من أبغضك من
كلاب الشام وكذلك أهل بيتي وهم فريستنا ونحن نأوي النيل. قال: فما جاء بك من
الكوفة. قال: أتيت في هذه الفيافي لعلي ألقاك وإني لمنصرف من ليلتي هذه إلى رجل
يقال له سنان بن وامل ممن أفلت من حرب صفين من أهل الشام وهو يريد القادسية ورزقني
في ليلتي هذه. ثم قام من بين يدي أمير المؤمنين رضوان الله عليه فقضيت عجبا من هذه
الحالة فقلت في نفسي: سبحان الله سبع تكلم مع أمير المؤمنين. فقال أمير المؤمنين:
ويلك مم تتعجب هذا أعجب أم للشمس والكوكب أم سائر ذلك،
ص 222
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو أخليت لأري الناس مما علمني رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم من الآيات والعجائب ولو أريهم ليرجعون الناس كفارا، ثم رجع أمير
المؤمنين كرم الله تعالى وجهه إلى مستقره ووجهني إلى القادسية لأستيقن الحال، فركبت
من ليلتي فوافيت باب القادسية قبل أن يقم المؤذن، فسمعت الناس يقولون: سنان افترسه
السبع، فأتيت أنا فيمن أتى إليه ننظره وما ترك إلا رأسه وبعض أعضائه مثل الأنامل
وأطراف الأصابع وأتى على باقيه كله، فحملت ورأسه إلى أمير المؤمنين فبقي متعجبا
وأخبرت الناس مما كان من حديث أمير المؤمنين والأسد، فجعل الناس يتبركون بتراب قدم
أمير المؤمنين ويستشفون به. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن
المغازلي في (مناقبه) (ص 166 مخطوط) قال: قال أبو الحسن علي بن محمد بن الشرقية:
حضر عندي في دكاني بالوارقين بواسط يوم الجمعة نعمة الله بن علي بن أحمد بن العطار،
وحضر أيضا عندي الأمير شرف الدين أبو الشجاع بن العنبري الشاعر، فسأل شرف الدين
القاضي جمال الدين أن يسمعه المناقب، فابتدأ بالقراءة عليه من نسختي التي بخطي في
دكاني يومئذ، وهو يرويها عن جده لأمه العدل المعمر محمد بن علي المغازلي عن أبيه
المصنف فقيها في القراءة وقد اجتمع عليهما جماعة إذ اجتاز أبو نصر قاضي العراق وأبو
العباس بن ربيعة، فوقفا يغوغيان وينكران عليه قراءة المناقب،
ص 223
وأطنب ابن قاضي العراق في التهزي والمجون وقال في جملة مقالته على طريق الاستهزاء:
أي قاضي اجعل لنا وضيعة كل يوم جمعة بعد الصلاة لسمعنا من هذه المناقب في المسجد
الجامع. فقال لهم القاضي نعمة الله بن العطار: مما أنتما من أهلها أنتما قد حضرتما
في درب الخطيب وذكرتما أن عليا ما كان يحفظ سورة واحدة من كتاب الله تعالى والمناقب
يتضمن إنه ما كان في الصحابة أقرأ من علي بن أبي طالب عليه السلام فما أنتما من
أهلها، فأكثرا الغوغاء والتهزي، فضجر القاضي نعمة الله بن العطار وقال بمحضر جماعة
كانوا وقوفا: اللهم إن كان لأهل بيت نبيك عندك حرمة ومنزلة فاخسف به داره وعجل
نكايته. فبات ليلته تلك وفي صبيحة يوم السبت سادس ذي القعدة من سنة ثمانين وخمسمائة
خسف الله تعالى بداره فوقعت هي والقنطرة وجميع المسناة إلى دجلة وتلف منه فيها جميع
ما كان يملك من مال وأثاث وقماش، فكانت هذه المنقبة من أطرف ما شوهد يومئذ من مناقب
آل محمد صلوات الله عليهم. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة شهاب
الدين أحمد الحسيني الشيرازي في (توضيح الدلائل) (نسخة المكتبة الملية بفارس) قال:
وعن شباب بن مذحج قال: كنت مع أمير المؤمنين على شاطئ الفرات وهو جالس يتكفر يعقد
أنامله كهيئة الحاسب فتوهمت أنه حاسب شيئا فبقيت أنظر إليه وهو غائص في بحر الفكر
وقد انتزع خفيه ووضعهما ناحية، ثم رفع
ص 224
رأسه بعد أن تفكر ساعة وقال: يا شباب قل لا إله إلا الله محمد رسول الله فقلتهما،
فقال: يا شباب من أخلصهما وعرف الولاية حقا حرم دمه ولحمه على النار إذ نعب غراب
وجعل يكثر من نعيبه فقال أمير المؤمنين: تعسا لهذا الغراب ما أفطنه. فقلت: يا أمير
المؤمنين أو تدري ما يقول هذا الغراب؟ فقال: نعم يقول: احذر الخف فإن عدو الله فيه،
ثم دنا أمير المؤمنين إلى الفرات ليجدد الوضوء إذ طار الغراب فأخذ خف أمير المؤمنين
في منقاره فعلى به في الهواء ثم قلبه فوقع منه أفعى أرقطا أسود، فقتله أمير
المؤمنين ثم قال: الحمد لله وحده والصلاة على نبيه محمد وآله، يا شباب هكذا عهدت
صنع مع رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك، فقلت: فداك أبي وأمي ما يقول الغراب في
نعيبه؟ قال: كان يقول الله وحده ومحمد نبيه وعلي وصيه. فقال أمير المؤمنين: يا غراب
ومن أين علمت أن فقلت: فداك أبي وأمي ما يقول الغراب في نعيبه؟ قال: كان يقول الله
وحده ومحمد نبيه وعلي وصيه. فقال أمير المؤمنين: يا غراب ومن أين علمت أن فيه أفعى؟
قال: لم أطر في هذه البقعة منذ ثلاثمائة سنة إلا يومي هذا، بعثني الله تعالى لأكلمك
وأعلمك. قال: ثم لبس خفيه فأخذ بيدي وقال: يا شباب عليك بأداء فرائض الله تعالى
ومحبة رسول الله وأهل بيته فإني متكفل لك بذلك واستودعك الله. ثم ودعني ومضى. ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من
تاريخ دمشق) (ج 1 ص 226 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، وأبو
الحسن علي بن أحمد، قالا:
ص 225
أنبأنا وأبو منصور ابن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني عبيد الله بن أحمد ابن
عثمان الصيرفي وأحمد بن عمر بن روح النهرواني، قالا: أنبأنا المعافى ابن زكريا،
أنبأنا محمد بن مزيد بن أبي الأزهر البوسنجي، أنبأنا إسحاق بن أبي إسرائيل، أنبأنا
حجاج بن محمد عن ابن جريح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: بينا نحن بفناء الكعبة
ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يحدثنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني
شيء عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة. قال: فتفل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم
وقال: لعنت - أو قال خزيت شك إسحاق - قال: فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا رسول
الله؟ أوما تعرفه يا علي؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: هذا إبليس، فوثب إليه فقبض
على ناصيته وجذبه فأزاله عن موضعه وقال: يا رسول الله أقتله؟ قال: أوما علمت. أنه
أجل إلى الوقت المعلوم؟ قال: فتركه من يده فوقف ناحية ثم قال: ما لي ولك يا بن أبي
طالب؟ والله ما أبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه، اقرأ ما قال الله تعالى (وأشركهم
في الأموال والأولاد) قال ابن عباس: ثم حدثنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم
فقال: لقد عرض لي في الصلاة فأخذت بحلقة فخنقته، فإني لأجد برد لسانه على ظهر كفي،
ولولا دعوة أخي سليمان لأريتكموه مربوطا بالسارية تنظرون إليه. (حيلولة) وأخبرناه
أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنحي، أنبأنا علي بن محمد بن علي بن يوسف
العلاف، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، أنبأنا أبو
عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن بكار، أنبأنا إسحاق بن محمد النخعي، أنبأنا أحمد
بن عبد الله الغداني، أنبأنا منصور ابن أبي الأسود، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد
الله، قال: قال علي بن أبي طالب: رأيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عند الصفا،
وهو مقبل على شخص
ص 226
في صورة الفيل وهو يلعنه، فقلت: ومن هذا الذي تلعنه يا رسول الله؟ قال: هذا الشيطان
الرجيم. فقلت: والله يا عدو الله لأقتلنك ولأريحين الأمة منك. قال: ما هذا جزائي
منك. قلت: وما جزاؤك مني يا عدو الله. قال: والله ما أبغضك أحد قط إلا شاركت أباه
في رحم أمه. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي في
(مناقبه) (ص 143 مخطوط) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، ثنا أبو
بكر القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلا الحنوطي الحافظ،
وأخبرنا القاضي أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب بن كماري الفقيه الحنفي،
أنبأ أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل، وأخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل
النحوي، ثنا أبو الحسن علي بن الحسن الطحان، قالوا أخبرنا أبو بكر محل بن عثمان بن
سمعان المعدل الحافظي، ثنا ابن الحسن أسلم بن سهل بن إسلام بن حبيب البزاز الحافظ،
ثنا أحمد بن زكريا بن سفيان، ثنا سعيد بن طهمان قال: سمعت هشاما وهو أبو معاوية
هشام بن يسير الواسطي يقول: أدركت خطباء أهل الشام بواسط في زمن بني أمية كان إذا
مات لهم ميت قام خطيبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر علي بن أبي طالب فسبه، فحضرتهم
يوما وقد مات لهم ميت فقام خطيبهم فحمد الله وأثنى عليه وذكر عليا عليه السلام
فسبه، فجاء ثور فوضع قرنيه في ثدييه وألزقه بالحائط فعصره حتى قتله، ثم رجع يشق
الناس يمينا وشمالا لا يهج أحدا ولا يؤذيه.
ص 227
ومنها ما رواه جماعه من أعلام القوم: منهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني في
(توضيح الدلائل) (نسخة المكتبة بفارس) قال: وعن شعبة بن الجميل الحامل عن أبيه قال:
كنت بين يدي أمير المؤمنين رضي الله تعالى واقفا على طرف مسجد رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وبارك وسلم بعد وفاته، فخرج أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه وسلمان
الفارسي وأبو ذر الغفاري رحمة الله تعالى عنه والمقداد بن أسود الكندي وعمار ابن
ياسر وخزيمة من ثابت وأبو دجانة سماك بن خريشة رضي الله تعالى عنه ورحمة الله
ورضوانه وفرس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مسرج ملجم واقف على باب المسجد
وأمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عند برد رسول الله وجماعة كثيرة من كبار الصحابة
على باب المسجد، فقال أمير المؤمنين لأحدهم: اركب، فدنا من الفرس ليركبه فدمعت عينا
الفرس حتى سالت دموعه وإذا ركله فرنحه فانقلب مستلقيا على قفاه، ثم حمحم الفرق
ممهما مع أمير المؤمنين ودمعه يسيل، فضج القوم بالبكاء وأنشد عليه أبو ذر الغفاري
أن يخبرهم بما قال الفرس في حمحمته، فقال عليه السلام: يقول ما علمت أني مرتجز فرس
النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم الذي اشتراه لنفسه خاصة وما استوى على متني
غير نبي الله ثم وصيه. فقال القوم بأجمعهم: نشهد أن لا إله إلا الله العلي الأعلى
وأن محمدا نبيه المصطفى وأنك وصيه المرتضى. ثم قام عليه السلام: يا عمار ويا سلمان
اذكرا يوم الغدير إذ دعاكما رسول
ص 228
الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم فقال: تمسكا بحبل موالاة علي فإنه العروة
الوثقى والحبل المتين والمودة الصحيحة المنجحة. ثم ركب الفرس وجماعة من الأولياء
معه حتى جاوز الجبانة وبلغ بقعة صافية، فقال رضوان الله تعالى عليه: احتفروا ههنا.
فاحتفر سلمان فأخرج صحيفة من صفر مكتوب عليها ثلاثة أسطر لا ندري بأي لغة هي
مكتوبة، فقلنا: أنت أعرف بقراءتها يا أمير المؤمنين لأنك وصي نبينا. قال عليه
السلام: إنها لصحيفة دفنت ههنا من لدن عهد آدم إلى هذا اليوم، وفي السطر الأول
مكتوب (بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى)
فأنا أول من خشيت الله تعالى وآمنت، وفي الثانية مكتوب (محمد رسول الله والذين معه
أشداء على الكفار) فكنت أنا وزيد بن الحارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله
وبارك وسلم، وفي الثالثة مكتوب (قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون عن ولاية علي ابن
أبي طالب ومن أعرض عن ولايته فقد أعرض عن نبوة محمد صلى الله عليه). ثم قال عليه
السلام: ردوها إلى مكانها. قال: فرجعنا ثاني يومنا على خفية من أمير المؤمنين فلم
نجد منها عينا ولا أثرا فرجعنا ثم قلنا: يا أمير المؤمنين كان من أحولانا كيت وكيت.
فقال: أما علمتم أني معدن أسرا رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم ومحرز
ميراثه، ثم تلا هذه الآية (وتعيها أذن واعية) ولم يعيها غيري.
استجابة دعواته عليه
السلام

ونذكر جملة من مواردها:
ص 229
منها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 771) وننقل ههنا عمن لم نرو عنه هناك:
منهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 33 مخطوط) قال: وسبه شخص وطلحة
والزبير رضي الله عنهم، فنهاه سعد بن مالك فلم ينته، فقال سعد: اللهم إن كان مسخطا
لك ما يقول (أي عليا عليه السلام) فأرني به واجعلها آية للناس. فخرج الرجل فإذا
بجني يشق الناس فأخذه ووضعه بين كركرتيه وبين البلاط فسحبه حتى قتله. ومنها ما رواه
جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن
أبي الدنيا في (مجابي الدعوة) (ص 25 ط هيوندى بهند) قال: عن سرية لعبد الله بن جعفر
قالت: دعاني علي وأنا حبلى، فمسح بطني وقال: اللهم اجعله ذكرا ميمونا. فولدت غلاما.
ومنهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في (ترجمة الإمام علي من تاريخه) (ج 3 ص 205 ط
بيروت) قال: أنبأنا أبو علي الحداد، وحدثني أبو مسعود المعدل عنه، أنبأنا أبو نعيم
ص 230
الحافظ، أنبأنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا أحمد بن الحسين الأنصاري، أنبأنا إسماعيل بن
محمد بن جبير، أنبأنا سعيد بن الحكم، أنبأنا هشيم، عن عمار، قال: حدث رجل عليا
بحديث فكذبه. فما قام حتى عمي. وقال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس، أنبأنا طراد بن
محمد، أنبأنا أبو الحسين ابن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا ابن أبي
الدنيا، حدثني شريح بن يونس، أنبأنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن عمار الحضرمي، عن
زاذان أبي عمر: أن رجلا حدث عليا بحديث فقال: ما أراك إلا قد كذبتني. قال: لم أفعل.
قال: أدعو عليك إن كنت كذبت. قال: أدعو، فدعا فما برح الرجل حتى عمي. ومنهم الحافظ
أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي في (مجابي الدعوة) (ص 19 ط
هيوندي بهند) روى الحديث عن زاذان أبي عمر بعين ما تقدم أولا عن (تارخ دمشق). ومنهم
العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 35 مخطوط) وحدث عليّ عليه السّلاميوما
حديثا فكذبه رجل، فقام علي رضي الله عنه: أدعو عليك إن كنت صادقا. قال: نعم، فدعا
عليه فلم ينصرف حتى ذهب بصره. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص
136 ط دمشق) روى الحديث من طريق الملا في سيرته وأحمد في المناقب عن زاذان بعين ما
تقدم عن (مناقب العشرة).
ص 231
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي بن السيد جلال الدين عبد
الله في (توضيح الدلائل) (من مخطوطة المكتبة الملية بفارس) روى الحديث عن علي بن
زاذان بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسين بك
المصري المتوفى بعد سنة 1327 بقليل في كتابه (حلي الأيام في سيرة سيد الأنام وخلفاء
الإسلام) (ص 209 ط مصر) روى من طريق الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن
زاذان بعين ما تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي
في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 78 مخطوط) روى الحديث بعين ما
تقدم عن (مناقب العشرة). ومنهم العلامة المولوي محمد مبين السهالوي في (وسيلة
النجاة) (ص 172 ط كلشن فيض الكائنة في لكهنو) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب
العشرة). ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ح 8 ص 748 إلى ص 755) وننقل ههنا
عمن لم نرو عنهم هناك:
ص 232
منهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 265 وص 295 ط
بيروت) قال: روى بسنده عن عبيد الله بن أبي رافع، قال: لقد سمعت عليا وقد وطئ الناس
على عقبيه حتى أدموهما وهو يقول: اللهم إني قد مللتهم وملوني، فأبدلني بهم خيرا
منهم وأبدلهم في شرا مني. قال [عبيد الله بن أبي رافع]: فما كان إلا ذلك اليوم حتى
ضرب على رأسه. ورواه في (ج 3 ص 6 و295) عن الحسن بن علي عنه. وفي (ج 3 ص 299، الطبع
المذكور): قال الحسن بن علي: وأتيته (أي عليا) سحرا فجلست إليه فقال: إني بت الليلة
أوقظ أهلي فملكتني عيناي وأنا جالس، فسنح لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم
فقلت: يا رسول الله ما لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ فقال لي: ادع الله عليهم.
فقلت: اللهم أبدلني بهم خيرا لي منهم، وأبدلهم بي شرا لهم مني. [قال: فبينا هو
يتكلم] و[إذا] دخل ابن النباح المؤذن على ذلك، فقال: الصلاة. فأخذت بيده فقام يمشي
وابن النباح بين يديه وأنا خلفه، فلما خرج من الباب نادى: أيها الناس الصلاة
الصلاة. وكذلك كان يصنع في كل يوم يخرج ومعه درته يوقظ الناس، فاعترضه الرجلان،
فقال بعض من حضر ذلك: فرأيت بريق السيف وسمعت قائلا يقول: لله الحكم يا علي لا لك.
ثم رأيت سيفا ثانيا فضربا جميعا، فأما سيف عبد الرحمن بن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه
ودخل إلى دماغه، وأما سيف شبيب فوقع في الطاق، وسمع عليا يقول: لا يفوتنكم الرجل.
وشد الناس عليهما من كل جانب، فأما شبيب فأفلت، وأخذ عبد الرحمن
ص 233
ابن ملجم فأدخل على علي فقال: أطيبوا طعامه وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا ولي دمي
ولي عفو أو قصاص، وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين، فقالت أم كلثوم بنت
علي: يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين؟ قال ابن ملجم: ما قتلت إلا أباك. قالت:
فوالله إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس. قال: فلم تبكين إذا؟ ثم قال:
والله لقد سممته شهرا - يعني سيفه - فإن أخلفني فأبعده الله وأسحقه. ومنهم الحافظ
أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس الشهير بابن أبي الدنيا في
(مجابي الدعوة) (ص 19 ط هيوندي بهند) روى عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال لي
الحسن بن علي: قال لي عليّ عليه السّلامأن رسول الله (ص) سنح لي الليلة في منامي،
فقلت: يا رسول الله ماذا لقيت من أمتك من الأولاد واللدد. قال: ادع عليهم. قلت:
اللهم أبدلني بهم من هو خيرا منهم وأبدلهم بي من هو شر مني لهم، فخرج فضربه الرجل
(1). ومنهم العلامة الأديب الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الديلمي في (عطف الألف
المألوف على اللام المعطوف) (ص 131 ط مطبعة المعهد العلمي الفرنسي) روى الحديث بعين
ما تقدم عن (مجابي الدعوة) لكنه ذكر بدل قوله
(هامش)
(1) أقول: ذكر هذا الخبر الحافظ الذهبي في (تاريخ الإسلام) ج 2 ص 205 مطبعة السعادة
بمصر. والحافظ السيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص 175 ط مطبعة المدني بالقاهرة فراجع.
ص 234
(من الأولاد واللد): من أودد اللدد. وفي (295 2): روى بسنده عن أبي عبد الرحمن
السلمي بعين ما تقدم عن (مجابي الدعوة). ومنهم العلامة المولوي محمد مبين السهالوي
في (وسيلة النجاة) (184 ط مطبعة كلشن فيض في لكهنو) قال: قدم ابن ملجم الكوفة فلقي
أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد إلى ليلة الجمعة سابع عشر رمضان سنة أربعين،
فاستيقظ علي وقال لابنه الحسن: رأيت الليلة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم
فقلت: يا رسول الله ما لقيت من أمتك. فقال لي: ادع الله عليهم. فقلت: اللهم أبدلني
بهم خيرا لي منهم وأبدلهم شرا لهم مني. ودخل النباح المؤذن فقال: الصلاة، فخرج على
الباب ينادي: أيها الناس الصلاة الصلاة. فأعترضه ابن ملجم فضربه بالسيف فأصاب جبهته
إلى قرنه وفصل إلى دماغه، فشد عليه الناس من كل جانب فأمسك وأوثق وأقام علي الجمعة
والسبت وتوفي الأحد وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وصلى عليه الحسن. ومنهم
العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل
والأصحاب) (ص 355 ط دهلي) روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (مجابي الدعوة). ومنهم
العلامة الزبيدي في (الاتحاف) (ج 10 ص 319 ط المطبعة الميمنية بمصر) قال: وقال أبو
بكر محمد بن الحسين الآجري في كتاب (الشريعة): وأخبرنا
ص 235
أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا أبو أسامة حدثنا أبو
جناب، حدثنا أبو عون الثقفي قال: كننت أقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وكان الحسن
بن علي يقرأ عليه، قال أبو عبد الرحمن: فاستعمل أمير المؤمنين عليّ عليه
السّلامرجلا من بني تميم يقال له: حبيب بن قرة على السواد وأمره أن يدخل الكوفة من
كان بالسواد من المسلمين، فقلت للحسن بن علي: إن ابن عم لي بالسواد أحب أن يقر
بمكانه. فقال: نغدو على كتابك قد ختم فغدوت عليه من الغد، فإذا الناس يقولون: قتل
أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين. فقلت للغلام: أتقربني إلى القصر، فدخلت القصر،
فإذا الحسن بن علي قاعد في المسجد في الحجرة وإذا صوائح فقال: أدن يا أبا عبد
الرحمن، فجلست إلى جنبه، فقال لي: خرجت البارحة وأمير المؤمنين يصلي في هذا المسجد،
فقال لي: يا بني إني بت الليلة أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر لسبع عشرة من
رمضان، فملكتني عيناي، فسنح لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول
الله ماذا لقيت من أمتكم الأولاد واللدد - قال: والولاد العوج واللدد الخصومات -
فقال لي: أدع عليهم. فقلت: اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم وأبدلهم بي شرا. قال:
وجاء ابن النباح، فأذنه بالصلاة، فخرج وخرجت خلفه، فاعتوره الرجلان، فأما أحدهما
فوقعت ضربته في الطاق، وأما الآخر فأثبتها في رأسه. قال ابن صاعد: قال أبو هشام:
قال أبو أسامة: إني لأغار عليه كما يغار الرجل على المرأة الحسناء. يعني هذا الحديث
لا تحدث به ما دمت حيا. ورواه صاحب (نهج البلاغة) وفيه: فقلت أبدلني الله بهم خيرا
وأبدلهم بي شرا لهم مني. ثم قال: وهذا من أفصح الكلام.
ص 236
ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين يوسف بن المقر الاتابكي الحنفي في (موارد اللطافة)
(نسخة مكتبة اسلامبول ص 23) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الاتحاف) من قوله (خرجت
البارحة) إلى قوله (فاعتوره رجلان)، ثم قال: أحدهما شبيب بن بحر الأشجعي فضربه
فوقعت الضربة في السدة، وأما الآخر فأثبتها في رأسه وهو عبد الرحمن بن ملجم. ومنها
ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 739 وص 740) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم
هناك: منهم الحافظ الدولابي في (الكنى) (ج 2 ص 100 ط مطبعة دائرة المعارف بحيدر
آباد الدكن) قال: حدثني عبد الله، قال حدثني أبي، قال حدثني الوليد بن القاسم، قال
قال لي عطاء وأبو محمد أن أباه أتى به علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ولي دراية
فمسح رأسي وقال: اللهم بارك فيه، فما زلت أرى البركة. حدثني عبد الله بن أحمد، قال
حدثنا أبي: قال حدثنا وكيع، حدثنا عطاء أبو محمد، قال: انطلقت مع أبي إلى علي فمسح
رأسي ودعا لي بالبركة. قال: فرأيت معه كثرة. ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في
(ج 8 ص 747) وننقل ههنا عمن لم ننقل عنه هناك:
ص 237
منهم العلامة صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي في (نكت الهميان في نكت العميان) (ص
265 ط مطبعة الجمالية بمصر) قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت عبد العزيز
بن عبد الملك الأموي، يقول سمعت إسماعيل بن محمد النحوي، يقول سمعت أبا العيناء
يقول: أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك وأدخلناه على الشيوخ بغداد فقبلوه، وكان أبو
العيناء يحدث بهذا بعد ما كان، وكان جد أبي العيناء الأكبر لقي علي بن أبي طالب رضي
الله عنه، فأساء المخاطبة بينه وبينه، فدعى عليه بالعمى له ولولده من بعده، فكل من
عمي من ولد أبي العيناء فهو صحيح النسب فيهم. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة
الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 205 ط دار التعارف بيروت) قال: وأنبأنا ابن أبي
الدنيا، أنبأنا خلف بن سالم، أنبأنا محمد بن بشر، عن أبي مكين قال: مررت أنا وخالي
أبو أمية على دار في صل حي من مراد، فقال: ترى هذه الدار. قلت: نعم. قال: فإن عليا
مر عليها وهم يبنونها فسقطت عليه قطعة فشجته فدعى الله أن لا يكمل بناؤها. قال: فما
وضعت عليها لبنة. قال: فكنت تمر عليها لا تشبه الدور. ومنهم العلامة مجد الدين ابن
الأثير في (المختار) (ص 7 مخطوط) روى عن أبي مكين بعين ما تقدم عن (تاريخ دمشق).
ص 238
ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 720) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم
هناك: منهم العلامة الشيخ تاج الدين أبو مصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي
السبكي الشافعي في (طبقات الشافعية الكبرى) (ج 2 ص 328 ط عيسى البابي الحلبي
بالقاهرة) قال: روي أن عليا وولديه الحسن والحسين رضي الله عنهم سمعوا قائلا يقول
في جوف الليل:
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم * يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد
نام وفدك حول البيت وانتبهوا * وعين جودك يا قيوم لم تنم
هب لي بجودك فضل العفو عن
زللي * يا من إليه راء الخلق في الحرم
أن كان عفوك لا يرجوه ذو خطأ * فمن يجود على
العاصين بالنعم
فقال عليّ عليه السّلاملولده: أطلب لي هذا القائل. فأتاه فقال: أجب
أمير المؤمنين. فأقبل يجر شقه حتى وقف بين يديه فقال: قد سمعت خطابك فما قصتك.
فقال: إني كنت رجلا مشغولا بالطرب والعصيان كان والدي يعظني ويقول: إن لله سطوات
ونقمات وما هي من الظالمين ببعيد. فلما ألح في الموعظة ضربته فحلف ليدعون علي ويأتي
مكة مستغيثا إلى الله، ففعل ودعا، فلم يتم دعاؤه حتى جف شقي الأيمن، فندمت على ما
كان مني وداريته وأرضيته إلى أن ضمن لي أنه يدعو لي حيث دعا علي، فقدمت إليه ناقة
فأركبته فنفرت الناقة ورمت به بين صخرتين فمات هناك. فقال له علي رضي الله عنه: رضي
ص 239
الله عنك إن كان أبوك رضي عنك. فقال: الله كذلك. فقام علي كرم الله وجهه وصلى ركعات
ودعى بدعوات أسرها إلى الله عز وجل، ثم قال: يا مبارك قم. فقام ومشى وعاد إلى الصحة
كما كان، ثم قال: لولا أنك حلفت أن أباك رضي عنك ما دعوت لك. ومنهم العلامة الشهير
سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 168 ط الغري سنة 1369) قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد
بن حمزة السلمي، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أبو نعيم الحافظ،
أخبرنا محمد بن حميد، ثنا عبد الله بن سعيد الرقي، حدثنا يزيد بن محمد بن سنان، عن
أبيه، عن جده قال: حدثني الحسن بن علي عليه السلام قال: بينا أنا ذات ليلة أطوف
بالبيت مع أبي عليه السلام وقد هدأت الأصوات ونامت العيون إذ سمع هاتفا يهتف بصوت
شجي ويقول:
يا من يجب دعا المضطر في الظلم * يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام
وفدك حول البيت وانتبهوا * يدعو وعينك يا قيوم لم تنم
بجودك فضل العفو عن جرمي * يا
من إليه أتى الحجاج في الحرم
إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف * فمن يجود على العاصين
بالكرم
قال الحسن: فقال لي أبي: يا بني أما تسمع صوت النادب لذنبه المستقبل لربه
الحقه فأتني به. قال: فحلقه وقلت: أجب ابن عم رسول الله. فقال: سمعا وطاعة، ثم جاء
فسلم عليه فرد عليه السلام فقال: ما اسمك؟ قال: منازل ابن لاحق. قال: من العرب أنت؟
قال: نعم. قال: وما شأنك وما قصتك؟ فبكى وقال: ما قصة من أسلمته ذنوبه وأوثقته
عيوبه. قال: اشرح حالك. قال:
ص 240
كنت شابا مقيما على اللهو واللعب والطرب وكان لي والد يعظني كثيرا ويقول: يا بني
احذر هفوات الشباب وعثراته فإن لله سطوات ونقمات وما هي من الظالمين ببعيد، فكان
كلما ألح علي بالموعظة ألححت عليه بالضرب، فألح علي يوما فأوجعته ضربا، فحلف ليأتين
البيت الحرام فيتعلق بأستار الكعبة ويدعو علي، فخرج على مكة وتعلق بأستار الكعبة
ودعا علي وقال:
يا من إليه أتى الحجاج قد قطعوا * أرض التهامة من قرب ومن بعد
إني
أتيتك يا من لا يخيب من * يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد
هذا منازل لا يرتد عن عققي *
فخذ بحقي يا رحمن من ولدي
وشل منه بحول منك جانبه * يا من تقدس لم يولد ولم يلد
قال: والله ما استتم كلامه حتى نزل بي ما ترى، ثم كف عن شقه الأيمن فإذا هو يابس.
قال: فلم أزل أترضاه وأخضع له وأسأله العفو عني إلى أن رق لي ووعدني أن يأتي المكان
الذي دعا علي فيه فيدعو لي هناك. قال: فحملته على ناقة عشراء (1)، وخرجت أقفو أثره
حتى إذا صرنا في وادي الأراك طار طائر من شجرة فنفرت الناقة فرمت به بين أحجار
فرضخت رأسه فمات، فدفنته هناك وأقبلت آيسا، وأعظم ما ألقاه أني لا أعرف بالمأخوذ
بعقوق والده. قال الحسن: فقال له أبي أبشر فقد أتاك الغوث. ثم صلى ركعتين وأمره
فكشف عن شقه فدعا له مرات يردد الأدعية ويمسح بيده على شقه، فعاد صحيحا كما كان
فكان عقل الرجل أن يذهب، فقال له أبي: لولا أنه وعد أبيك بالدعاء لك لما دعوت لك.
ثم قال: يا بني احذروا دعاء الوالدين فإن في دعائهما
(هامش)
(1) العشراء من النوق التي مضى لحملها عشرة أشهر أو ثمانية أو هي كالنفساء من
النساء. (*)
ص 241
النماء والانجبار والاستيصال والبوار.
أوصافه عليه السلام الجسمانية

رواها جماعة من
القوم وقد تقدم النقل عنهم في (ج 8 ص 665 إلى ص 667) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم
هناك: منهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 134 مخطوط) روى من طريق
الحافظ أبي نعيم عن حذيفة رضي الله عنه قال: كان علي أشبه إلى رسول الله صلّى الله
عليه وآله وسلم إلى صدره، فقلت لعلي: هلم أزوجك. فقال رسول الله صلّى الله عليه
وآله وسلم: هو أحق به. أخرجه الحافظ أبو نعيم. ومنهم العلامة الطبراني في (المعجم
الكبير) (ص 11 مخطوط) قال: حدثنا معاذ بن المثنى، نا مسدد، نا يحيى بن سعيد وحدثنا
عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري قالا: نا أبو صالح الحراني قال: قالا وكيع:
كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: رأيت عليا رضي الله عنه على المنبر
أبيض اللحية قد ملئت ما بين منكبيه، زاد يحيى بن سعيد في حديثه: على رأسه رغيبات.
نا عبد الله بن الصقر السكري نا إبراهيم بن المنذر الحزامي عن الواقدي قال: يقال:
كان علي بن أبي طالب آدم ربعة مسمنا ضخم المنكبين، طويل اللحية أصلع، عظيم البطن،
غليظ العينين، أبيض الرأس واللحية. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 5
مخطوط) قال: وكان عليّ عليه السّلامعظيم المنكبين لمنكبه مشاش كمشاش السبع
ص 242
الضاري لا يبين عضده من ساعده قد أدمج ادماجا شئن الكفين عظيم الكراديس أغيد كأن
عنقه إبريق فضة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه. وكان كثير شعر اللحية، وروي أنه
كان أصفر اللحية، والمشهور أنه كان أبيضها ويشبه أن يكون خضب مرة ثم ترك. وعن
الشعبي أنه قال: رأيت علي بن أبي طالب ورأسه ولحيته قطنة بيضاء وكان إذا مشى تكفأ
وإذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس وهو قريب إلى السمن شديد الساعد
واليد وإذا مشى إلى الحرب هرول ثبت الجنان قوي ما صارع أحدا قط إلا صرعه شجاع منصور
على من لاقاه. ومنهم العلامة المحدث الفقيه الشيخ علي بن محمد بن أحمد المالكي
المكي الشهير بابن الصباغ المتوفى سنة 855 في (الفصول المهمة) (ص 110 ط الغري) قال:
ومما رواه العز المحدث في صفته وذلك عند سؤال بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل له عند
صفته له فقال: كان ربعة من الرجال أدعج العينين حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر
حسنا ضخم البطن عريض المنكبين شئن الكفين كأن عنقه إبريق فضة أصلع كث اللحية له
مشاش كمشاش السبع الضاري لا يتبين عضده من ساعده وقد أدمجت ادماجا. ومنهم العلامة
ابن قتيبة في (غريب الحديث) (ص 473 ط العاني في بغداد) قال: وفي وصف علي عليه
السلام له (إنه أهدب الأشفار). أي: طويلا.
ص 243
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل في عد مناقب الآل) (ص 146 مخطوط) ذكر
في توصيفه ما تقدم عن (الفصول المهمة) وزاد: شثن الكفين عظيم الكراديس أغيد كأن
عنقه إبريق فضة أصلع ليس في شعر إلا من خلفه كثير شعر اللحية وكان لا يخضب وقد جاء
عنه الخضاب والمشهور أبيض اللحية، وكان إذا مشى تكفأ شديد الساعدين واليد إذا مشى
للحرب هرول، ثبت الجنان قوي الأركان ما صارع أحدا إلا صرعه. ومنهم العلامة الصفوري
في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 204 ط مطبعة الأزهرية بمصر) قال: كان (أي علي بن أبي
طالب) مربوع القامة، أدعج العينين عظيمهما، حسن الوجه، كأن وجهه القمر ليلة البدر،
عظيم البطن أعلاه علم وأسفله طعام، وكان كثير شعر اللحية، قليل شعر الرأس، كأن عنقه
إبريق فضة رضي الله عنه وعن أمه، وأخويه جعفر وعقيل، وعميه حمزة والعباس. ومنهم
العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في (تفريح
الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 348 ط دهلي) قال: وكان علي شيخا أصلع كثير
الشعر ربعة إلى القصر أقرب عظيم البطن عظيم اللحية جدا قد ملئت ما بين منكبيه بيضاء
كأنهما قطن آدم شديد الأدمة.
ص 244
ومنهم الحافظ المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في (أهل البيت) ص (196 ط القاهرة سنة
1390 ه) قال: وكان عليه السلام (أي علي (ع)) ربعة من الرجال إلى القصر أقرب وإلى
السمن أنجل (النجل سعة العين مع حسنها يقال رجل أنجل وامرأة نجلاء) أسمر، أصلع مبيض
الرأس واللحية طويلها، ثقيل العينين أزج الحاجبين حسن الوجه واضح البشاشة، أغيد
كأنما عنقه إبريق فضة، عريض المنكبين لهما مشاش كمشاش (المشاش رأس العظم) السبع
الضاري لا يتبين عضده من ساعده قد أدمجت ادماجا، وكان أبجر، أي كبير البطن، يتكفأ
في مشيته على نحو يقارب مشية النبي صلّى الله عليه وآله وسلم. وكان يتمتع قوة جسدية
بالغة في المكانة والصلابة والصبر على العوارض والآفات، ومن قوة تركيبه رضي الله
عنه أنه كان لا يبالي الحر والبرد ولا يحفل الطوارئ الجوية في صيف ولا شتاء (1).
(هامش)
(1) قال الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني الصنعاني المتوفى سنة 211
والمولد سنة 126 في كتابة (المصنف) (ج 1 ص 346 ط بيروت) روى عن عبد الرزاق عن معمر
عن جابر عن أبي جعفر قال: كان في خاتم علي (تعالى الله الملك). روى عن عبد الرزاق
عن الثوري عن جابر عن أبي جعفر قال: كان في خاتم علي (تعالى الله الملك). وقال
الحافظ ابن عساكر الدمشقي في (ترجمة الإمام علي من تاريخ
ص 245
دمشق) (ج 1 ص 17 ط بيروت) قال: ويقال إنه (أي علي) كان ربعة آدم، وقد قيل: أحمر ضخم
المنكبين طويل اللحية أصلع عظيم البطن أبيض الرأس واللحية.
ص 246
الباب متمم العشرين

في تاريخ شهادته عليه السلام
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
الحافظ الطبراني في (معجم الكبير) (ص 11 مخطوط) قال: حدثنا أحمد بن زيد، نا إبراهيم
بن المنذر، نا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: توفي علي وهو ابن ثمان وخمسين.
وقال: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري، نا يحيى بن بكير قال: قتل علي بن أبي
طالب يوم الجمعة يوم سبعة عشرين شهر رمضان سنة أربعين. قال: وحدثنا المقدام بن داود
نام علي بن معبد نا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله ابن محمد بن عقيل قال: قتل عليّ
عليه السّلامسنة أربعين. قال: وحدثنا عبيد بن غنام نا أبو بكر بن أبي شيبة قال: قتل
علي سنة أربعين وكانت خلافته خمس سنن وستة أشهر.
ص 247
ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 300 ط دار
التعارف في بيروت) قال: قال ابن سعد: ومكث علي يوم الجمعة وليلة السبت وتوفي ليلة
الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن
الفضل بن باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل في عد مناقب الآل) (ص 158) قال: ومدة عمره
رضي الله عنه ثلاث وستون سنة وقيل خمس وستون وقيل تسع وخمسون، ولم يذكر أبو بكر
أحمد بن الدراع في كتاب مواليد أهل البيت غير خمس وستين، صحب منها النبي صلّى الله
عليه وآله وسلم بمكة ثلاث عشر سنة وبالمدينة عشر سنين وعاش بعد النبي (ص) ثلاثين
سنة، وكانت مدة خلافته أربع سنين وتسعة أشهر وستة أيام وقيل ثلاثة أيام وقيل ثمانية
أيام. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 340 ط
بيروت) روى بتسعة أسانيد أن عليا (ع) قتل في سنة أربعين بعد الهجرة. ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ محمد رؤف الوقت في (مجموعة اليواقيت المصرية) (ص 215) قال: وقتل رضي
الله عنه ليلة سبع وعشرين من رمضان سنة أربعين هجرية
ص 248
ودفن بالكوفة أو بالبقيع وعمره ثلاث وستون سنة (1).
(هامش)
(1) روى في (ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 317 إلى ص 325 ط
بيروت): في سني عمر أمير المؤمنين علي عليه السلام حين استشهد سبع روايات (الأولى)
سبع وخمسين سنة رواها بخمسة أسانيد، (الثانية) ثمان وخمسين سنة رواها بعشرة أسانيد،
(الثالثة) سبع أو ثمان وخمسين سنة رواها بسند واحد، (الرابعة) ثلاث وستين سنة رواها
بأربعة أسانيد (الخامسة) أربع وستين سنة، رواها بسند واحد، (السادسة) خمس وستين سنة
رواها بأربعة أسانيد.
ص 249
الباب الحادي والعشرون

في كيفية شهادته عليه السلام
تقدم جملة من الأحاديث الواردة
في ذلك في (ج 8 ص 779 إلى ص 804) ونروي ههنا ما لم نرو هناك من غير الكتب المروية
ههنا: رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ الشهير بابن عساكر في (ترجمة الإمام
علي من تاريخ دمشق) (ج 3 ص 293 ط دار التعارف ببيروت) قال: أخبرنا أبو محمد السلمي
أنبأنا أبو بكر الخطيب حيلولة: وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر
بن الطبري قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الجبار بن العباس الهمداني
عن عثمان بن المغيرة قال: لما أن دخل شهر رمضان كان علي يتعشى ليلة عند الحسن
والحسين وابن عباس ولا يزيد على ثلاث لقم يقول:
ص 250
يأتيني أمر الله وأنا خميص - وفي نسخة وأنا أخمص - إنما هي ليلة أو ليلتين. قال:
فأصيب من الليل. ومنهم العلامة النقشبندي في (مناقب العشرة) (ص 49 مخطوط) روى من
طريق البغوي في معجمه عن الليث بن سعد: إن ابن ملجم ضرب عليا في صلاة الصبح على دهش
بسيف سمه بسم، ومات من يومه ودفن بالكوفة ليلا. ومنهم العلامة الطبراني في (المعجم
الكبير) (ص 12 مخطوط) قال: حدثنا أحمد بن علي الآبار، نا أبو أمية عمر بن هشام
الحراني نا عثمان بن عبد الرحمن الطرايفي نا إسماعيل بن راشد فروى عن محمد بن حنيف
في حديث قال: فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم فأدخل على رضي الله عنه فدخلت فيمن دخل من
الناس فسمعت عليا يقول: النفس بالنفس إن هلكت فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه
رأيي (إلى أن قال) وكان ابن ملجم مكتوفا بين يدي الحسن إذ نادته أم كلثوم بنت علي
وهي تبكي: يا عدو الله إنه لا بأس على أبي والله مخزيك. قال: فعلى م تبكين، والله
لقد اشتريته بألف وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة لجميع أهل المصر ما بقي منهم
أحد. فقال علي للحسن رضي الله عنهما: إن بقيت رأيت فيه رأيي وإن هلكت من ضربتي هذه
فاضربه ضربة ولا تمثل به فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ينهي عن
المثلة ولو بالكلب العقور (إلى أن قال) وقد كان عليّ عليه السّلامقال: يا بني عبد
المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون: قتل أمير المؤمنين قتل
|