ص 151
ومن كرامتها عليهما السلام
ما تقدم نقله عن أعلام القوم (ج 10 ص 316) وننقل مثله
ههنا من لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في
الإشراف على فضل الأشراف (ص 97 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية بحلب)
قال: وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلّى عليه وآله وسلم أدعو عليا،
فأتيت بيته فناديت فلم يجبني، فعدت فأخبرت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فقال: عد
إليه ادعه فإنه في البيت. قال: فعدت إليه أناديه، فسمعت صوت رحى تطحن، فتشارفت فإذا
الرحى تطحن وليس معها أحد يديرها. فناديته فخرج إلي منشرحا، فقلت: إن رسول الله
صلّى عليه وآله وسلم يدعوك.
(هامش)
= صدرها، فقالت: أما إنك مغموم فو عزة الله تعالى وجلاله أنك لما أطعمت ذلك الشيخ
الرمانة زال عن قلبي اشتهاء الرمان. ففرح علي بكلامها فأتى رجل فقرع الباب فقال علي
رض : من أنت؟ فقال: أنا سلمان الفارسي افتح الباب. فقام علي وفتح الباب ورأى
سلمان الفارسي وبيده طبق مغطى رأسه بمنديل، فوضعه بين يديه فقال علي: ممن هذا يا
سلمان؟ فقال: من الله إلى الرسول ومن الرسول إليك. فكشف الغطاء فإذا فيه تسع
رمانات، فقال: يا سلمان لو كان هذا إلي لكان عشرا لقوله تعالى من جاء بالحسنة فله
عشر أمثالها . فضحك سلمان فأخرج رمانة من كمه فوضعها في الطبق فقال: يا علي والله
كانت عشرا ولكن أردت بذلك أن أجربك. (*)
ص 152
فجاء ثم لم أزل أنظر إلى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وينظر إلي، ثم قال: يا أبا
ذر ما شأنك؟ فقلت: يا رسول الله عجبت من العجب، رأيت رحى تطحن في بيت علي وليس معها
أحد يديرها، فقال: يا أبا ذر أما علمت أن الله ملائكة سياحين في الأرض قد وكلوا
بمعونة آل محمد صلى الله عليه وسلم. أخرجه الملا في سيرته.
ص 153
غشوتها حين سمعت الأذان (بعد رحلة رسول الله ص)

قد تقدم نقله عن أعلام القوم في (ج
10 ص 436) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة توفيق أبو علم في أهل
البيت (ص 166 ط السعادة بمصر) روى أنه لما قبض الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع
بلال عن الأذان وقال: لا أؤذن لأحد بعد النبيّ صلّى عليه وآله وسلم، وأن فاطمة رضي
الله عنها قالت ذات يوم: أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي بالأذان، فبلغ ذلك بلال رضي
الله عنه، فأخذ في الأذان، فقال الله أكبر الله أكبر ، ذكرت أباها وأيامه فلم
تتمالك نفسها من البكاء، فلما بلغ إلى قوله وأشهد أن محمدا رسول الله شهقت
فاطمة رضي الله عنها وسقطت لوجهها وغشي عليها، فقيل لبلال: أمسك فقد فارقت ابنة
رسول الله الحياة الدنيا، وظنوا أنها قد ماتت، فلم يتم الأذان فأفاقت فسألته عن
اتمامه، فلم يفعل وقال لها: يا سيدة النساء إني أخشى عليك
ص 154
مما تنزلنيه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان، فأعفته من ذلك. وروى عن علي رضي الله عنه
قال: غسلت النبيّ صلّى عليه وآله وسلم في قميصه، فكانت فاطمة رضي الله عنها تقول:
أرني القميص، فإذا شمته غشي عليها، فلما رأيت ذلك منها غيبته.
ص 155
رثاؤها للنبي صلى الله عليه وآله

وقد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج
10 ص 428) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد
بن عبد الوهاب الحنبلي النجدي الوهابي في مختصر سيرة الرسول (ص 464 ط السلفية
في القاهرة) قال: وعن أنس بن مالك قال: لما ثقل النبيّ صلّى عليه وآله وسلم جعل
يتغشاه، فقالت فاطمة: واكرب أباه. فقال: ليس على أبيك كرب بعد اليوم. فلما مات
قالت: يا أبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتا من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبرئيل
ننعاه، فلما دفن قالت فاطمة: يا أنس أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله التراب.
ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني اليمني
الشافعي المتوفى سنة 360 في المعجم الصغير (ج 2 ص 112 طبع المكتبة السلفية
بالمدينة المنورة) قال: حدثنا موسى بن عيسى الزبيدي بمدينة زبيد باليمن، حدثنا أبو
حمة محمد
ص 156
ابن يوسف الزبيدي، حدثنا ابن قرة موسى بن طارق، قال: ذكر ابن جريح عن معمر، عن
ثابت، عن أنس بن مالك قال: قالت فاطمة: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
يا أبتاه من ربه ما أدناه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل أنعاه.
ومنهم الحافظ الصنعاني في المصنف (ج 3 ص 553 ط بيروت) روى الحديث عن عبد
الرزاق، عن معمر، عن ثابت البنايي، عن أنس بعين ما تقدم عن المعجم الصغير .
ومنهم العلامة الشيخ علي بن عبد الكافي السبكي في المجموع شرح المهذب (ج 5 ص
278 ط القاهرة) روى الحديث من طريق البخاري عن أنس بعين ما تقدم عن مختصر سيرة
الرسول . ومنهم العلامة السيد خير الدين أبو البركات نعمان أفندي الآلوسي البغدادي
في غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ (ج 2 ص 130 ط القاهرة) روى الحديث بعين
ما تقدم عن مختصر سيرة الرسول . ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي بن محمد البكري
الصديقي في دليل الفالحين في شرح رياض الصالحين (ص 147 ط مصطفى الحلبي
بالقاهرة) روى الحديث من طريق البخاري عن أنس بعض ما تقدم عن مختصر
ص 157
سيرة الرسول . ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في أشعة اللمعات في شرح المشكاة
(ج 4 ص 620 ط نول كشور في لكهنو) روى الحديث من طريق البخاري عن أنس بعين ما تقدم
عن مختصر سيرة الرسول . ومنهم العلامة الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي في حياة
الصحابة (ج 2 ص 327 ط حيدرآباد الدكن) روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن مختصر
سيرة الرسول ثم قال: قال حماد: فكان ثابت إذا حدث بهذا الحديث بكى حتى تخلف
أضلاعه. ومنهم العلامة توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 164) روى الحديث بعين ما
تقدم عن مختصر سيرة الرسول . ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي
الأشعري المكي المتوفى سنة 1057 في الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (ج
4 ص 160 ط المكتبة الإسلامية في بيروت) روى شطرا من الحديث: يا أبتاه جنة الفردوس،
إلى ننعناه .
ص 158
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي بن محمد علان بن إبراهيم البكري الصديقي في دليل
الفالحين في شرح رياض الصالحين (ص 147 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة) روى الحديث من
طريق البخاري عن أنس بعين ما تقدم عن مختصر سيرة الرسول .
ص 159
من منظومها في رثاء النبي صلى الله عليه وآله

تقدم نقله عن جماعة من أعلام القوم في
(ج 10 ص 435) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
نفسي على زفراتها محبوسة * يا
ليتها خرجت مع الزفرات
لا خير بعدك في الحياة وإنما * أبكي مخافة أن تطول حياتي
رواه في وسيلة النجاة (ص 28 ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو). ومن منظومها أيضا في
ذلك:
إذا اشتد شوقي زرت قبرك باكيا * أنوح وأشكو، ما أراك مجاوبي
يا ساكن الغبراء
غالبني البكا * وذكرك أنساني جميع المصائب
فإن كنت عن عيني في التراب مغيبا * فما
كنت عن قلبي الحزين بغائب
رواه في وسيلة النجاة (ص 28 و231 ط مطبعة گلشن فيض في
لكنهو). ومن منظومها في رثاء النبي ص أيضا:
ص 160
قل صبري وبان عني عزائي * بعد فقدي لخاتم الأنبياء
عين يا عيني اسكبي الدمع سحا *
وبك لا تنجلي بفيض الذماء
يا رسول الله له يا خيرة الله * وكهف الأيتام والضعفاء
قد
بكت الجبال والوحش والطير * كذا الأرض بعد سح السماء
وبكاك الحجون والركن والمشعر *
يا سيدي مع البطحاء
وبكاك الإسلام إذ صار في النا * س غريبا من سائر الغرباء
لو ترى
المنبر الذي كنت تعلو * ه علاه الظلام بعد الضياء
رواه في أهل البيت (ص 162 ط
مطبعة السعادة بالقاهرة). ومن منظومها في رثائه ص :
أغبر آفاق السماء وكورت *
شمس النهار وأظلم العصران
فالأرض من بعد النبي كئيبة * أسفا عليه كثيرة الرجفان
فليبكه شرق البلاد وغربها * ولتبكه مضر وكل يمان
وليبكه الطود المعظم جوده * والبيت
ذو الأستار والأركان
يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه * صلى عليك منزل القرآن
رواه في
أهل البيت (ص 164 ط مطبعة السعادة بالقاهرة). ومن منظومها في رثاء النبي ص
أيضا:
قل للمغيب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صبت علي مصائب لو
أنها * صبت على الأيام عدن لياليا
قد كنت ذات حمى بظل محمد * لا أختشي ضيما وكان
جماليا
فاليوم أخشع للذليل وأتقي * ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا
فإذا بكت قمرية في
ليلها * شجنا على غصن بكيت صباحيا
ص 161
فلا جعلن الحزن بعدك مؤنسي * ولأجعلن الدمع فيك وشاحيا
ماذا على من شم تربة أحمد *
أن لا يشم مدى الزمان غواليا
رواه في أهل البيت (ص 192 ط السعادة بمصر). ورواه
في روضة المحتاجين (ص 263 ط دار الفكر في بيروت) هكذا:
قد كنت لي جبلا ألوذ
بظله * في غدوتي وصبحتي ومسائيا
واليوم أخضع للذليل واتقي * منه وأطلب حاجتي
متراخيا
ولئن بكت قمرية القالها * ليلا على فنن بكيت صباحيا
ماذا على من شم تربة
أحمد * إن لم يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام عدن
لياليا
وروى البيتين الأخيرين في نفثات صدر المكمد (ج 2 ص 489 ط بيروت) عن علي
(ع) قال: إنها أخذت قبضة من تراب النبي ص فوضعتها على عينيها ثم قالتها. ورواه
في الفتوحات الربانية ج 3 ص 160 وفي ضوء الشمس ص 74 وزاد المسلم ج 1 ص
368 ط جواد حسني في مطبعة الحلبي بالقاهرة و وسيلة النجاة ص 231 ط مطبعة گلشن
فيض الكائنتة في لكنهو و غالية المواعظ ج 2 ص 130 و وسيلة النجاة ص 28 ط
مطبعة كلشن فيض الكائتة في لكنهو وأهل البيت . ومن منظومها في رثاء النبي ص
على قبره:
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * وغاب مذ غيبت عنا الوحي والكتب
فليت قبلك
كان الموت صادفنا * لما نعيت وحالت دونك الكتب
ص 162
رواه في أهل البيت (ص 164 ط مطبعة السعادة بالقاهرة). ومن منظومها أيضا في رثاء
النبي ص :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت حاضرها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك
فقد الأرض وابلها * فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب
رواه في غريب الحديث لابن قتيبة
(ص 590 ط العاني في بغداد). وتمثلت بهذه الأبيات عند وفاة النبي ص :
قد كنت لي
جبلا ألوذ بظله * فاليوم تسلمني لاجرد ضاحي
قد كنت جار حميتي ما عشت لي * واليوم
بعدك من يريش جناح
وأغض من طرف وأعلم أنه * قد مات خير فوارسي وسلاحي
حضرت منيته
فأسلمني العزا * وتمكنت ريب المنون جراحي
رواه في أهل البيت (ص 162 مطبعة
السعادة بمصر).
ص 163
خطبة الزهراء عليها السلام في مسجد النبي صلى الله عليه وآله

قد تقدم نقله منا عن
جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 296 إلى ص 307) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم
هناك: منهم العلامة توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 158 ط السعادة بمصر) قال: من
خطبتها: الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم. من عموم
نعم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام نعم والاها، جم عن الاحصاء عددها، ونأى عن
الجزاء أمدها، وتفاوت عن الادراك أبدها وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها، واستحمد
إلى الخلائق بأجزائها وثنى بالندب إلى أمثالها. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، كلمة جعل الاخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وأنار في التفكير
معقولها، الممتنع عن الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته، ابتدع
الأشياء لا من شيء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها، كونها بقدرته،
وذراها بمشيته، من غير حاجة
ص 164
منه إلى تكوينها ولا فائدة له في تصويرها إلا تثبتا لحكمته، وتنبها على طاعته،
وإظهارا لقدرته، وتعبدا لبريته، وإعزازا لدعوته، ثم جعل الثواب على طاعته، ووضع
العقاب على معصيته، زيادة لعباده عن نقمته، وحياشة لهم إلى جنته. وأشهد أن أبي
محمدا عبده ورسوله، اختاره وانتجبه قبل أن أرسله، وسماه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل
أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علما من
الله تعالى بمآل الأمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بمواقع المقدور. ابتعثه الله
تعالى إماما لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذا لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقا
في أديانها، عكفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله
تعالى بأبي محمد صلى الله عليه وسلم ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار
غممها، وقام في الناس بالهداية، وأنقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم إلى
الدين القويم، ودعاهم إلى الصراط المستقيم. ثم قبضه إليه قبض رأفة واختيار، ورغبة
وإيثار، فمحمد صلى الله عليه وسلم عن تعب هذه الدار في راحة، قد حف بالملائكة
الأبرار، ورضوان الرب الغفار، ومجاورة الملك الجبار، صلى الله على أبي نبيه، وأمينه
على وحيه وصفيه، وخيرته من الخلق ورضيه. والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. ثم
التفتت إلى أهل الجلس وقالت: أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه،
وأمناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه إلى الأمم، وزعيم حق له فيكم، وعهد قدمه إليكم،
وبقية استخلفها عليكم، كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء
اللامع، بينة بصائره، منكشفة سرائره، متجلية ظواهره مغتبط به أشياعه، قائد إلى
الرضوان أتباعه، مؤد إلى النجاة استماعه، به تنال حجج الله المنورة، وعزائمه
المفسرة، ومحارمه المخدرة، وبنيانه الجارية،
ص 165
وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة. فجعل الله
الإيمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس
ونماء في الرزق، والصيام تثبيتا للاخلاص، والحج تشييدا للدين، والعدل تنسيقا
للقلوب، وطاعتنا نظاما للملة، وإمامتنا أمانا من الفرقة، والجهاد عزا للاسلام، وذلا
لأهل الكفر والنفاق، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر مصلحة للعامة، وبر الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منشأة في العمر،
والقصاص حقنا للدماء، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين
تغيير للنجس، والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس، واجتناب القذف حجابا عن اللعنة،
وترك السرقة إيجابا للعفة، وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية، فاتقوا الله حق
تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فإنما
يخشى الله من عباده العلماء . ثم قالت عليها السلام: أيها الناس اعلموا أني فاطمة
وأبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أقول عودا وبدءا ولا أقول ما غلطا، ولا أفعل ما
أفعل شططا (لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف
رحيم) فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، ولنعم
المعزي إليه، فبلغ الرسالة، صادعا بالنذارة، مائلا عن مدرجة المشركين، ضاربا ثبجهم
آخذا بكظمهم، داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يكسر الأصنام، وينكث
الهام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، حتى تفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه،
ونطق زعيم الدين، وخرست شقائق الشياطين، وطاح وشيط النفاق، وانحلت عقدة الكفر
والشقاق، وفهتم بكلمة الاخلاص، في نفر من البيض الخماص، وكنتم على شفا حفرة من
ص 166
النار، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام تشربون الطرق،
وتقتاتون القد، أذلة خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك
وتعالى بأبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد اللتيا والتي وبعد أن مني بهم الرجال
وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله). وقالت: هذا
كتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة، وزواجره لائحة،
وأوامره واضحة، قد خلفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تدبرون، أم بغيره تحكمون (بئس
للظالمين بدلا، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي (أفحكم الجاهلية تبغون، ومن أحسن من الله حكما لقوم
يوقنون). أفلا تعلمون: بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته، أيها (وفي رواية
ويها) أيها المسلمون أغلب على إرثي، يا بن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا
أرث أبي، لقد جئت شيئا فريا، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ
يقول (وورث سليمان داود) وقال فيما اقتص في خبر يحيى بن زكريا عليهما السلام إذ
يقول (رب هب لي من لدنك وليا يرثني) ويرث من آل يعقوب) وقال (وأولوا الأرحام بعضهم
أولى ببعض في كتاب الله) وقال (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) وقال
(إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين). وزعمتم أن لا
حظوة لي ولا أرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصكم الله بآية أخرج منها أبي صلى الله
عليه وسلم. أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان، أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة، أم
أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وأمي وعمي، فدونكما مخطومة مرحولة، تلقاك يوم
حشرك، فنعم الحكم الله،
ص 167
والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم إذ تندمون
(لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) ما وعيتم
ووسعتم الذي تسوغتم (فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد). ألا
وقد قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم، والغدرة التي استشعرتها
قلوبكم، ولكنها فيضة النفس، وبثة الصدر، ونفثة الغيظ، وتقدمة الحجة. فدونكموها
فاستبقوها دبرة الظهر، نقبة الخف، باقية العار، موسومة بغضب الله وشنار الأبد،
موصولة بنار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة. فبعين الله ما تفعلون (وسيعلم
الذين ظلموا أي منقلب تنقلبون) وأنا ابنة (نذير لكم بين يدي عذاب شديد) (فاعملوا
إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون). وقال: وفي كتاب بلاغات النساء، قال الإمام أبو
الفضل أحمد بن طاهر: لما اجتمع أبو بكر رضي الله عنه على منع فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فدك وبلغ ذلك فاطمة لاثت خمارها على رأسها وأقبلت في لمة
من حفدتها، تطأ ذيولها ما تخرم من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا حتى
دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، فنيطت دونها ملاءة، ثم أنت أنة
أجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس، فأمهلت حتى سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم،
فافتتحت الكلام بحمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعاد
القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها ومقالتها. ومن خطبة لها (ع) لما عادتها
من النساء لما اشتد عليها المرض: فحمدت الله تعالى وصلت على أبيها وقالت: أصبحت
والله عائفة لدنياكم،
ص 168
قالية لرجالكم، لفظتهم بعد أن عجمتهم، وشنأتهم بعد أن صبرتهم، فقبحا لفلول الحد،
واللعب بعد الجد، وقرع الصفاة، وصدع القناة، وخطل الآراء، وزلل الأهواء، لبئسما
قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون لا جرم والله لقد قلدتهم
ربقتها، وحملتهم أوبقتها، وشنت عليهم غارتها، فجدعا وعقرا وبعدا للقوم الظالمين.
ويحهم أنى زعزعوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة والدلالة، ومهبط الروح الأمين،
والطبين بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين. وما الذي نقموا من أبي
الحسن، نقموا منه والله نكير سيفه، وقلة مبالاته بحتفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته،
وتنمره في ذات الله عز وجل. وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة وزالوا عن قبول
الحجة الواضحة لردهم إليها وحملهم عليها وتالله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم ولسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشته ولا يكل سائره ولا يميل
راكبه، ولأوردهم منهلا نميرا صافيا رويا فضفاضا، تطفح ضفتاه، ولا يترنق جانباه، ولا
صدرهم بطانا، ونصح لهم سرا وإعلانا، ولم يكن يتحلى عمن الغنى بطائل، ولا يحظى من
الدنيا بنائل، غير ري الناهل، وشبعة الكافل، ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من
الكاذب (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن
كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون). والذين ظلموه من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا
وما هم بمعجزين. ألا هلم فاستمع، وما عشت أراك الدهر عجبا، وإن تعجب فعجب قولهم ليت
شعري إلى أي لجأ لجأوا، وإلى أي سناد استندوا، وعلى أي عماد اعتمدوا، وبأي عروة
تمسكوا، وعلى أي ذرية قدموا واحتنكوا (لبئس المولى ولبئس العشير وبئس للظالمين
بدلا).
ص 169
استبدلوا والله الذنابى بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم (يحسبون أنهم
يحسنون صنعا ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) ويحهم (أفمن يهدي إلى الحق أحق
أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون)... الخ. رواها في أهل
البيت (ص 176 ط مطبعة السعادة بالقاهرة).
ص 170
في كيفية دفنها عليهما السلام

رواها جماعة من أعلام القوم: منهم
الحافظ الصنعاني في المصنف (ج 3 ص 521 ط بيروت) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن
عروة، عن عائشة: أن عليا دفن فاطمة ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر. ومنهم الفاضل
العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 185 ط مطبعة السعادة
بالقاهرة) قال: فقد دفنت (أي الزهراء ع) ليلا ولم يحضر مع الإمام سوى الصفوة
المختارة من أصحابه، ولما علم المسلمون وفاتها جاءوا إلى البقيع فوجدوا أربعين
قبرا، فأشكل عليهم موضع قبرها من سائر القبور، فضج الناس ولام بعضهم بعضا، وقالوا
لم يخلف نبيكم إلا بنتا واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ولا
تعرفوا قبرها.
ص 171
ثم قال ولاة الأمر منهم: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها
فنصلي عليها ونزور قبرها، فبلغ ذلك الإمام علي، فخرج مغضبا قد احمرت عيناه ودرت
أوداجه، وعليه قباؤه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة، وهو متكئ على سيفه ذي
الفقار، حتى ورد البقيع فبادر إلى الناس النذير وقالوا: هذا علي بن أبي طالب قد
أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآخر
فتلقاه بعضهم فقال له: ما لك يا أبا الحسن، والله لننبشن قبرها ولنصلين عليها، فضرب
الإمام بيده إلى جوامع ثوبه، فهزه ثم ضرب به الأرض وقال: أما حقي فقد تركته مخافة
أن يرتد الناس، وأما قبر فاطمة فوالله الذي نفس علي بيده لأن رمت وأصحابك شيئا من
ذلك لأسقين الأرض من دمائكم، فإن شئت فأعرض. فتلقاه آخر فقال: يا أبا الحسن، بحق
رسول الله وبحق من فوق العرش ألا خليت عنه، فإنا غير فاعلين شيئا تكرهه، فخلى عنه
وتفرق الناس ولم يعودوا إلى ذلك.
ص 172
أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنها أول أهله لحوقا به

قد تقدم نقله منا عن
جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 439 إلى ص 451) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم
هناك: منهم العلامة زين الدين في تاريخ ابن الوردي (ص 181 ط الغري) قال: وسار
فاطمة رضي الله عنها في مرضه، فبكت ثم سارها فضحكت، فلما مات أخبرت بأنه قال لي في
الأولى: أني ميت من وجعي هذا فبكيت، وقال في
الثانية: إنك أول أهلي لحوقا بي فضحك، فكان كما قال. والله أعلم 1.
(هامش)
(1) قال الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 166 ط
مطبعة السعادة بالقاهرة): وروي أنها أي فاطمة (ع) ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس،
ناحلة الجسم منهدة الركن، باكية العين، محترقة القلب، يغشى عليها ساعة بعد ساعة،
(*)
ص 173
ورواه في جواهر السيرة النبوية (ص 24 مكتبة محمد علي بمصر) ورواه في وسيلة
النجاة (ص 227 ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو). ورواه في تفريح الأحباب في
مناقب الآل والأصحاب (ص 407 ط دهلي). ورواه في القصة الكبيرة في تاريخ السيرة
(ص 355 ط دار الكاتب العربي). ورواه في أشعة اللمعات في شرح المشكاة (ج 4 ص 625
ط نول كشور في لكهنو). ورواه في مرقاة المفاتيح (ج 11 ص 249 ط ملتان). ورواه في
حياة الصحابة (ج 2 ص 314 ط حيدرآباد الدكن). ورواه في المطالب العالية (ج 4
ص 69 ط الكويت).
(هامش)
وتقول لولديها: أين أبوكما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرة بعد مرة، أين أبوكما الذي
كان أشد الناس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان على الأرض، ولا أراه يفتح هذا الباب
أبدا، ولا يحملكما على عاتقه كما كان لا يزال يفعل؟. (*)
ص 174
كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام (في وفاة فاطمة ع)

رواه جماعة
من أعلام القوم: منهم العلامة شهردار بن شيرويه الديلمي في فردوس الأخبار (ص
185 مخطوط) روى عن جابر قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم لعلي: سلام الله عليك
أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتي من الدنيا، فعن قليل ينهد ركناك، والله خليفتي
عليكم. قال: فلما قبض رسول الله ص قال علي: هذا أحدر كني الذي قال لي رسول
الله، فلما ماتت فاطمة قال: هذا الركن الثاني.
ص 175
وفاة فاطمة عليها السلام وتجهيزها

قد تقدم نقل ذلك عن جماعة من أعلام القوم في (ج
10 ص 456) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منم العلامة الشيخ محمد بن علان
الصديقي الشافعي الأشعري المكي المتوفى سنة 1057 في الفتوحات الربانية على
الأذكار النواوية (ج 2 ص 51 ط المكتبة الإسلامية في بيروت) قال: توفيت فاطمة رضي
الله عنها بعد النبيّ صلّى عليه وآله وسلم بستة أشهر، وقيل بثمانية أشهر، وقيل غير
ذلك، ليلة الثلاثاء، لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة. واختلف في سنها يوم
وفاتها، فقيل ثمان، وقيل تسع وعشرون، وقيل ثلاثون، وقيل خمس وثلاثون، وقطع الحافظ
ابن حجر أنها ماتت وقد جاوزت العشرين بقليل، والخلاف في عمرها بحسب الخلاف في
ميلادها. وغسلها علي وأسماء بنت عميس، وكانت أوصتها بذلك وقالت لها: يا أسماء إني
استقبح أن يطرح على المرأة ثوب وتحمل على النعش كالرجل، فوصفت
ص 176
لها أسماء فعل أهلا الحبشة ودعت بجرائد رطبة فأرتها ذلك، فأوصتها أن يعمل لها مثله،
فهي أول من غطي نعشه. ودفنت ليلا، وتولى ذلك علي والعباس، وأخفي قبرها، وذكر ابن
عبد البر أن الحسن دفن إلى جنب أمه. ا ه. وقبر الحسن معروف في قبة واحدة، هو
والعباس بن عبد المطلب. ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في سير أعلام النبلاء
(ج 2 ص 128 ط بيروت) قال: وقال سعيد بن عفير: ماتت - أي فاطمة - ليلة الثلاثاء
لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة. وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها، ودفنت
ليلا. وروى يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: مكثت فاطمة بعد النبيّ
صلّى عليه وآله وسلم ستة أشهر وهي تذوب. وقال أبو جعفر الباقر: ماتت بعد أبيها
بثلاثة أشهر. وعن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: كان بين فاطمة وبين أبيها شهران.
وعن أبي جعفر الباقر: أنها توفيت بنت ثمان وعشرين سنة. ولدت وقريش تبني الكعبة.
قال: وغسلها علي. وذكر المسبحي: أن فاطمة تزوج بها علي بعد عرس عائشة بأربعة أشهر
ونصف، ولفاطمة يومئذ خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف. قتيبة بن سعيد: حدثنا محمد بن
موسى، عن عون بن محمد بن علي، عن أمه أم جعفر. وعن عمارة بن مهاجر، عن أم جعفر: أن
فاطمة قالت لأسماء بنت عميس: إني أستقبح ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب
فيصفها
ص 177
قالت يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم
طرحت عليها ثوبا. فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا
يدخلن أحد علي. فلما توفيت، جاءت عائشة لتدخل، فقالت أسماء: لا تدخلي. فشكت إلى أبي
بكر. فجاء، فوقف على الباب، فكلم أسماء. فقالت: هي أمرتني. قال: فاصنعي ما أمرتك،
ثم انصرف. قال ابن عبد البر: هي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة. ومنهم
العلامة أبو البقاء عبد الله بن الحسين في اعراب الحديث (ص 243 ط دمشق مطبعة
زيد بن ثابت) قال: فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أمها خديجة بنت
خويلد تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الثامنة عشرة من عمرها وولدت له
الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب، وعاشت بعد أبيها ستة أشهر وهي أول من جعل له النعش
في الإسلام، عملته لها أسماء بنت عميس وكانت قد رأته يصنع في بلاد الحبشة. ومنهم
العلامة جلال الدين السيوطي في أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب (ص 195 والنسخة
مصورة من مكاتب اروپا) قال: ومن خصائص فاطمة أنها كانت لا تحيض وكانت إذا ولدت طهرت
من نفاسها بعد ساعة، ولذلك سميت الزهراء ولما جاعت وضع صلى الله عليه وسلم
ص 178
يده على صدرها فما جاعت بعد، ولما احتضرت غسلت نفسها وأوصت أن لا يكفنها أحد فدفنها
علي رضي الله عنه بغسلها ذلك. ومنهم العلامة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله النصري
المتوفى سنة 281 في تاريخ أبي زرعة الدمشقي (ج 1 ص 290 ط مطبعة المفيد في دمشق)
قال: حدثنا أبو زرعة، عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني الحكم بن نافع قال: أخبرنا
شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري قال: توفيت - يعني فاطمة - بعد رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم بستة أشهر، فدفنها علي بن أبي طالب ليلا، رحمة الله عليها.
ص 179
رثاء علي عليه السلام لفاطمة

تقدم نقل رثائها ع عن عدة من كتب العامة في (ج 10
ص 482): ومن رثائه فيها قوله:
لكل اجتماع من خليلين فرقة * وكل الذي دون الفراق
قليل
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد * دليل على أن لا يدوم خليل
وكيف هناك العيش من
بعد فقدهم * لعمرك شيء ما إليه سبيل
هذا في مدارج النبوة. ورواه في وسيلة النجاة
(ص 229 ط مطبعة گلشن فيض في لكهنو) وروي البيتين الأولين في الأخبار الموفقيات
(ص 193 ط بغداد) لكنه ذكر بدل قوله فاطما بعد أحمد : واحدا بعد واحد. وروي
البيت الثاني في المغازي (ص 58 ط النجف). لكنه ذكر: واحدا بعد واحد. ومن رثائه
عليه السلام لفاطمة ع :
ص 180
ما لي مررت على القبور مسلما * قبر الحبيب فلم يرد جوابي
يا قبر ما لك لا تجيب
مناديا * أمللت بعدي خلة الأحباب
رواه في أهل البيت (ص 185 ط مطبعة السعادة
بالقاهرة).
ص 181
مستدرك فضائل الحسنين عليهما السلام (الواردة فيهما مشتركا)
ميلادهما عليهما السلام

قد تقدم نقل أحاديث في ذلك في (ج 11 ص 2) عن جماعة وننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم
هناك: منهم العلامة ابن أبي الدنيا في رسالة مقتل علي كرم الله وجهه (نسخة
مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: الحسن بن علي ولد للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من
الهجرة، وسماه رسول الله ص حسنا، ومات لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين
والحسين بن علي ولد لخمس ليال من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل يوم الجمعة يوم
عاشورا في المحرم سنة إحدى وستين.
ص 182
عق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسن والحسين

رواه القوم وتقدم النقل
عنهم في (ج 10 ص 511 إلى ص 518) وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم
العلامة أحمد بن حنبل في مسنده (ج 5 ص 355 ط الميمنية بمصر) قال: حدثنا عبد
الله، حدثني أبي، ثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة
قال: سمعت أبي يقول: إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين. وروي
ذلك في المعجم الكبير ص 13، وفي المعجم الصغير (ج 2 ص 45) وفي مختصر سنن
أبي داود (ج 4 ص 129 ط المحمدية بالقاهرة) وفي المحاسن المجتمعة (ص 205)، وفي
مناقب ابن المغازلي مخطوط وفي مفتاح النجاة (ص 110 مخطوط)، وفي وسيلة
المآل ص 159، وفي شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (نسخة مخطوطة عندنا
في المكتبة العامة).
تسمية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهما بالحسن والحسين

قد
تقدم نقلها عن أعلام القوم في (ج 10 ص 492 إلى 506) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل
عنهم هناك:
ص 183
منهم العلامة ابن المغازلي في المناقب (ص 379 ط الإسلامية بطهران) أخبرنا أبو
طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان
البزاز إذنا، حدثنا عمرو بن حريث، عن ذرعة بن عبد الرحمن، عن أبي الخليل، عن سلمان
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا وأني سميت
ابني الحسن والحسين بما سمى به هارون ابنيه شبرا وشبيرا. ومنهم العلامة القاضي
نعمان بن أبي عبد الله التميمي المتوفى سنة 363 في المناقب والمثالب (ص 324
نسخة المكتبة الملية في لندن) قال: وقال النبي ص : سميت ابني هذين الحسن والحسين
باسم ابني هارون شبر وشبير. ومنهم العلامة أبو العون الحنبلي السفارينى في شرح
ثلاثيات مسند أحمد (ج 2 ص 557) قال: والحسن: هو أبو محمد سبط رسول الله وريحانته
وآخر الخلفاء بمنصبه وقد روي عن رسول الله ص قال: الحسن والحسين اسمان من أسماء
أهل الجنة، ما سمعت العرب بمثلهما في الجاهلية. ومنهم العلامة علاء الدين علي
المتقي الهندي في كنز العمال (ج 16 ص 272 ط حيدرآباد الدكن) روى من طريق
الطبراني عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء
ص 184
رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فقال: أروني ابني ما سميتموه. قلت: سميته حربا قال:
بل هو حسن. فلما ولد الحسين سميته حربا، فجاء رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فقال:
ايتوني بابني ما سميتموه، فقلت: سميته حربا. فقال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث
سميته حربا، فقال: بل هو محسن، ثم قال: إني سميتهم بأسماء ولد هارون: شبرا وشبيرا
ومشبرا. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 226)
قال: قال رسول الله ص : الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنة، ما سميت بها
العرب في الجاهلية. ومنهم العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 247 ط
بيروت) قال: يحيى بن عيسى التميمي، حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: علي:
كنت رجلا أحب الحرب، فلما ولد الحسن، هممت أن اسميه حربا، فسماه رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم الحسن، فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حربا، فسماه الحسين، وقال:
إنني سميت ابني هذين باسم ابني هرون شبر وشبير. عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد
بن علي، عن أبيه: أنه سمى ابنه الأكبر حمزة، وسمى حسينا بعمه جعفر، فدعاه النبيّ
صلّى عليه وآله وسلم فقال: قد غيرت اسم ابني هذين فسمى حسنا وحسينا.
ص 185
ومنهم العلامة عطا حسني بك في حلي الأيام (ص 218 ط القاهرة) روى الحديث بعين ما
تقدم عن شرح ثلاثيات مسند أحمد . ومنهم العلامة المولوي محمد أمين الهندي الحنفي
في وسيلة النجاة (ص 261 ط گلشن فيض في لكهنو) روى الحديث عن البغوي في
الايضاح وابن حجر في الصواعق . ومنهم العلامة الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن
همام في المصنف (ج 4 ص 335) رواه عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة
قال: لما ولدت فاطمة الحسن بن علي جاءت به إلى رسول الله ص فسماه حسنا، فلما
ولدت حسينا جاءت به إلى رسول الله ص فقالت: يا رسول الله هذا أحسن من هذا -
تعني حسينا - فشق له من اسمه فسماه حسينا. ومنهم العلامة المنشئ النسابة الشيخ أبو
العباس أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي المتوفى سنة 821 في صبح الأعشى (ج 1 ص
430 ط القاهرة) قال: أول من سمي بالحسن والحسين السبطان ولدا أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم
ص 186
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 206) روى الحديث
نقلا عن الاستيعاب عن علي بعين ما تقدم عن كنز العمال .
ص 187
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين

قد تقدم نقله منا في (ج
10 ص 519 إلى ص 530) عن جماعة وننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة
الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري المكي المتوفى سنة 1057 في الفتوحات
الربانية على الأذكار النواوية (ج 4 ص 46 ط المكتبة الإسلامية في بيروت) قال:
وروينا في صحيح البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله
صلّى عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان
وهامة ومن كل عين لامة ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق صلى الله
عليهم أجمعين. ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد الهجري في شرح الخمسمائة
(ص 132) روى تعويذه صلى الله عليه وآله الحسنين بما تقدم عن الفتوحات الربانية .
ص 188
ومنهم العلامة الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 273) روى تعويذه صلى الله
عليه وآله الحسنين بعين ما تقدم عن الفتوحات الربانية . ومنهم الحافظ جلال الدين
السيوطي في الجامع الكبير (كما في جامع الأحاديث ج 7 ص 52 ط دمشق) روى من طريق
ابن سعد عن ابن عباس، ومن طريق الطبراني وابن سعد وابن عساكر عن ابن مسعود قال
النبيّ صلّى عليه وآله وسلم: هاتوا ابني حتى أعوذهما بما عوذ إبراهيم ابنيه إسماعيل
وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة . ومنهم
العلامة المناوي في جامع الأزهر (كما في جامع الأحاديث ج 9 ص 145 ط دمشق) روى
من طريق الطبراني عن علي قال: كان صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول:
أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة . ومنهم العلامة
عامر بن عمر الضبي المتوفى سنة 250 في الآمال (ص 18 من النسخة المصورة الموجودة
في المكتبة العامة) روى الحديث بعين ما تقدم عن الجامع الأزهر .
ص 189
شباهتهما بالنبي صلى الله عليه وآله

قد تقدم نقلها في (ج 10 ص 534 إلى ص 543) عن
جماعة وننقل ههنا عمن لم ننقله عنهم هناك: منهم العلامة الحافظ أبو بكر أحمد بن
الحسين البيهقي في دلائل النبوة (ج 1 ص 26 ط الجمهورية المتحدة العربية) قال:
وأخبرنا أبو علي الروذباري، قال أخبرنا ابن شوذب، قال حدثنا شعيب ابن أيوب، قال
حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال:
الحسن أشبه برسول الله صلّى عليه وآله وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه
برسول الله صلّى عليه وآله وسلم، ما كان أسفل من ذلك. ومنهم العلامة علاء الدين علي
المتقي الهندي في كنز العمال (ج 16 ص 267 ط حيدرآباد الدكن) روى من طريق أبي
نعيم والطبراني عن علي قال: قال رسول الله ص من سره أن ينظر إلى أشبه الناس
برسول الله صلّى عليه وآله وسلم ما بين عنقه إلى وجهه فلينظر إلى الحسن بن علي، ومن
سره أن ينظر أشبه الناس برسول الله صلّى عليه وآله وسلم ما بين عنقه إلى كعبه خلقا
ولونا فلينظر إلى الحسين ابن علي.
ص 190
ومنهم العلامة علاء الدين علي المتقي الهندي في كنز العمال (ج 16 ص 269 ط
حيدرآباد الدكن) روى الحديث عن علي (ع) بعين ما تقدم عن الدلائل . ومنهم العلامة
الشيخ ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 206) روى الحديث عن علي ع
بعين ما تقدم عن الدلائل . ومنهم العلامة الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي الأنسي
اللبناني في الدرر واللآل في بدايع الأمثال (ج 206 ط الاتحاد في بيروت) روى
الحديث بعين ما تقدم عن الدلائل . ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن جمال الدين
أبي الحسن علي بن محمد في التبصرة (ص 453) روى الحديث عن علي ع بعين ما
تقدم عن الدلائل . ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في أشعة اللمعات في شرح
المشكاة (ج 4 ص 705 ط نول كشور في لكهنو) روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما
تقدم عن الدلائل .
ص 191
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح
(ج 11 ص 393 ط ملتان) روى الحديث عن طريق الترمذي عن علي ع بعين ما تقدم عن
الدلائل . ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري المكي
المتوفى 1057 في الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (ج 3 ص 326 ط بيروت)
روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن الدلائل . ومنهم العلامة البلاذري في أنساب
الأشراف (ص 9 ص دار التعارف في بيروت) قال: وكان الحسن بن علي يكنى أبا محمد،
وكان يشبه النبيّ صلّى عليه وآله وسلم من أعلى رأسه إلى سرته، وكان الحسين يشبه
النبيّ صلّى عليه وآله وسلم من سرته إلى قدميه. ومنهم العلامة السخاوي في استجلاب
ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول (ص 49 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي
في اسلامبول) روى الحديث من طريق الترمذي وابن حبان عن هانئ بن هاني عن علي رضي
الله عنه بعين ما تقدم عن دلائل النبوة .
ص 192
كان الحسن والحسين أحب أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه

قد تقدم نقله في
(ج 10 ص 655 إلى ص 660) عن جماعة وننقل ههنا عمن لم ننقله عنهم هناك: منهم العلامة
الشيخ أبو الفضل محمد بن الشيخ جمال الدين العاقولي الشافعي في فضائل الحسنين في
كتاب الرصف لما روي عن النبي من الفضل والوصف (ص 373 ط مكتبة الأمل السالمية
بالكويت) روى من طريق الترمذي عن أنس قال: سئل رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: أي
أهل بيتك أحب إليك؟ قال: الحسن والحسين، وكان يقول لفاطمة: ادعوا إلي ابني فيشمهما
ويضمهما إليه. ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في مرقاة المفاتيح في شرح
مشكاة المصابيح (ج 11 ص 391 ط ملتان) روى الحديث من طريق الترمذي عن أنس بعين ما
تقدم عن الرصف .
ص 193
ومنهم العلامة السيد محمد أبي الهدى الصيادي الرفاعي في ضوء الشمس (ص 97) قال:
أخرج الترمذي عن أنس أن النبيّ صلّى عليه وآله وسلم قال: أحب أهل بيتي إلي الحسن
والحسين. ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في أشعة اللمعات (ج 4 ص 704 ط نول كشور
في لكهنو) روى الحديث من طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن الرصف . ومنهم
العلامة الشيخ عبد الرؤوف المناوي في كنوز الحقائق (ص 6) روى الحديث عن أنس
بعين ما تقدم عن ضوء الشمس . ومنهم العلامة توفيق أبو علم في أهل البيت (ص
273) روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن الرصف . ومنهم العلامة السيد عبد الله
بن إبراهيم ميرغني الحنفي في الدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة (نسخة
مكتبة الظاهرية بدمشق) روى الحديث بعين ما تقدم عن ضوء الشمس . ومنهم العلامة
السيد محمد بن جعفر في نظم المتناثر (ص 125 ط دار المعارف بحلب) روى الحديث
بعين ما تقدم.
ص 194
ومنهم العلامة عطاء حسني بك في حلي الأيام في سيرة سيد الأنام وخلفاء الإسلام
(ص 219 ط القاهرة) روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن ضوء الشمس . ومنهم العلامة
الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 252 ط بيروت) روى عن يوسف بن إبراهيم عن
أنس: سئل رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: أي أهلك أحب إليك؟ قال: الحسن والحسين،
وكان يشمهما ويضمهما إليه. ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم ميرغني الحسيني
الحنفي في الدرة اليتيمة (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: قال رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم: أحب أهل بيتي إلي الحسن والحسين.
ص 195
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضمهما إليه ويشمهما

قد تقدم ما يدل عليه
وننقل ههنا عمن لم ننقل عنه سابقا: فمنهم العلامة الشيخ عبد الحق في أشعة اللمعات
في شرح المشكاة (ج 4 ص 28 ط نول كشور في لكهنو) روى الحديث عن يعلى قال: إن حسنا
وحسينا رضي الله عنهما استبقا إلى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فضمهما إليه.
ومنهم العلامة الشيخ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن المباركفوري الحنبلي الظاهري في
تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي (ج 3 ص 119 ط بيروت) قال: وروى الترمذي من
حديث أنس أن النبي ص كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما إليه.
ص 196
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبلهما

قد تقدم نقله في (ج 11 ص 63 إلى 64)
عن جماعة من أعلام القوم وننقل ههنا عمن لم ننقله عنهم هناك: منهم العلامة الحافظ
أبو بكر عبد الله بن الزبير القرشي المكي الشافعي المتوفى سنة 219 في المسند (ج
2 ص 471 ط المكتبة السلفية الواقعة في المدينة المنورة) قال: حدثنا الحميدي، قال
ثنا سفيان، قال ثنا الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: أبصر
الأقرع بن حابس رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وهو يقبل الحسن أو الحسين رضي الله
عنهما، فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم قط. فقال النبيّ صلّى عليه
وآله وسلم: لا يرحم من لا يرحم. ومنهم العلامة المنذري في الترغيب والترهيب (ج
4 ص 252) روى الحديث بعين ما تقدم عن المسند .
ص 197
اعتراك الحسنين والنبي صلى الله عليه وآله يؤلب الحسن (وجبرئيل يؤلب الحسين)

رواه
جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة علاء الدكن المتقي الهندي في كنز العمال (ج
16 ص 269 ط حيدرآباد الدكن) روى عن طريق ابن شاهين عن علي أن النبيّ صلّى عليه وآله
وسلم: كان قاعدا في موضع الجنائز فطلع الحسن والحسين فاعتركا، فقال رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم وعلي جالس: ويها حسين خذ حسنا. فقلت: تؤلب على حسن وهو أكبرهما يا
رسول الله. فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: هذا جبريل قائم وهو يقول ويها حسين
خذ حسنا.
ص 198
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 224) قال: في
الإصابة عن أبي هريرة قال: كان الحسن والحسين يصطرعان بين يدي رسول الله ص فجعل
يقول هو حسن فسألت فاطمة لم تقول هو حسن. فقال: إن جبرئيل يقول هو حسين. ومنهم
العلامة ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية (ج 4 ص 71 ط الكويت) روى الحديث
بعين ما تقدم عن مرآة المؤمنين . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي
في وسيلة النجاة (ص 267 ط مطبعة گلشن فيض) روى الحدث بعين ما تقدم عن مرآة
المؤمنين . ومنهم العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 284 ط بيروت)
روى عن عبد العزيز الدراوردي وغيره، عن علي بن أبي علي اللهبي، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، قال: قعد رسول الله صلّى عليه وآله وسلم موضع الجنائز، فطلع الحسن والحسين
فاعتركا، فقال النبيّ صلّى عليه وآله وسلم: أيها حسن. فقال علي: يا رسول الله! أعلى
حسين تؤلبه؟ فقال: هذا جبريل يقول: أيها حسين. ويروي عن أبي هريرة مرفوعا نحوه.
ص 199
حمل النبي صلى الله عليه وآله لهما

قد تقدم نقل الحديث فيه منا في (ج 10 ص 714 إلى
722) عن جماعة وننقل ههنا عمن لم ننقله عنهم هناك: منهم العلامة الشيخ زين الدين
عمر بن المظفر الشهير بابن الوردي في ذيل تاريخ أبي الفداء (ط الغري الشريف ج 1
ص 224) قال: روي أنه ص مر بالحسن والحسين رض وهما يلعبان، فطأطأ لهما عنقه
وحملهما وقال: نعم المطية مطيتهما ونعم الراكبان هما 1.
(هامش)
(1) قال العلامة إبراهيم بن محمد البيهقي في المحاسن والمساوئ ص 67 ط بيروت):
أنشد الحميري في الحسن والحسين: أتى حسنا والحسين الرسول * وقد برزا حجرة يلعبان
فضمهما وتفداهما * وكانا لديه بذاك المكان ومر وتحتهما عاتقاه * فنعم المطية
والراكبان (*)
ص 200
ومنهم العلامة أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري الشافعي المتوفى سنة 461
أو سنة 469 في الوسيط في الأمثال (ص 142 ط دار الكتب في الكويت) روي أنه كان النبيّ
صلّى عليه وآله وسلم يصلي والحسن والحسين يتناوبان ركوبه، فلما فرغ قال: نعم المطية
مطيتكما، ولنعم الراكبان أنتما، وأبوكما خير منكما. ومنهم العلامة الخطيب أحمد بن
علي بن ثابت البغدادي في المتفق
والمفترق (مخطوط) روى بسنده عن عمر بن الخطاب قال: رأيت الحسن والحسين على عاتقي
رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فقلت: نعم الفرس ركبتما. فقال رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم: نعم الفارسان هما. ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن مسعود الأندلسي
المعروف بابن الخصال في مناقب أزواج النبي (ص 72 والنسخة مصورة من مكاتب اروپا)
قال: وروي أن الحسن والحسين رضي الله عنهما ارتحلا رسول الله صلّى عليه وآله وسلم
فاستخف حملهما ووطأهما ظهره توطئة الكرامة لهما، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه
وقد رآه تحتهما: نعم الراحلة راحلتكما. فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: ونعم
الراكبان هما.
|