ص 301
ومنهم العلامة الدكتور الفاضل المعاصر محمد أحمدي أبي النور مدرس الحديث في منهج
السنة (ص 73 ط دار التراث العربي بميدان المشهد الحسيني في القاهرة) روى الحديث
بعين ما تقدم عن أنساب الأشراف .
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدلع لسانه
للحسن عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 53 و83)
وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطاء حسني بك
في حلي الأيام في سيرة سيد الأنام (ص 219 ط القاهرة) قال: وروى ابن سعد عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن قال: كان رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يدلع لسانه للحسن بن
علي، فإذا رأى الصبي حمرة اللسان فيهش إليه. ومنهم الحافظ الذهبي في سير أعلام
النبلاء (ج 3 ص 259 ط بيروت) قال: روى عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي
عوف الجرشى، عن معاوية، قال: رأيت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يمص لسانه أو شفته
- يعني الحسن - وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلّى عليه وآله وسلم.
ثم قال: رواه أحمد.
ص 302
حمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له في حال الصلاة وغيرها

رواه جماعة من
أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 727 إلى ص 732 وج 11 ص 53 إلى 83) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: وفيه أحاديث: منها ما رواه جماعة من أعلام
القوم: منهم الحافظ الصنعاني في المصنف (ج 2 ص 256 ط بيروت) روى عبد الرزاق، عن
ابن جريج قال: قلت لعطاء: الامرأة يبكى ابنها وهي في المكتوبة أتتوركه. قال: نعم قد
كان النبيّ صلّى عليه وآله وسلم أخذ حسنا في الصلاة فحمله قائما حتى إذا سجد وضعه.
قلت: في المكتوبة. قال: لا أدري. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم:
ص 303
منهم العلامة الشيخ أبو الفضل محمد ابن الشيخ جمال الدين عبد الله العاقولي الشافعي
في الرصف لما روي عن النبي من الفضل والوصف (ص 373 ط مكتبة الأمل السالمية
بالكويت) روى من طريق الترمذي عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم حامل الحسن بن علي على عاتقه، فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غلام. فقال النبيّ
صلّى عليه وآله وسلم: نعم الراكب هو. ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في أشعة
اللمعات في شرح المشكاة (ج 4 ص 706 ط نول كشور في لكهنو) روى الحديث عن طرق
الترمذي بعين ما تقدم عن الرصف . ومنهم العلامة الشيخ محمد علي اللبناني في
الدرر واللآل (ص 206 ط الاتحاد في بيروت) روى الحديث بعين ما تقدم عن الرصف .
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنكي محلى في وسيلة النجاة (ص 236 ط
گلشن فيض في لكهنو) روى الحديث من طرق الترمذي عن ابن عباس بعين ما تقدم عن الرصف
ص 304
ومنهم الفاضل عطاء حسن بك المصري في كتابه حلي الأيام في سيرة سيد الأنام (ص
219 ط القاهرة) روى الحديث من طريق الحاكم عن ابن فاضل بعين ما تقدم عن الرصف .
ومنهم العلامة المولى ولي الله اللكنهوئي في كتابه مرآة المؤمنين في مناقب أهل
بيت سيد المرسلين (ص 205 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن الرصف . ومنها ما
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في مرآة
المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين (ص 203 قال: أخرج النسائي والطبراني
والبيهقي عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا فتقدم النبي ص فوضعه ثم كبر
الصلاة، فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها. قال أبي: فرفعت رأسي فإذا صبي على
رسول الله ص وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلّى عليه وآله
وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى
ظننا أنه قد حرث أمرا وأنه يوحى إليك. قال: كل ذلك لم يكن ولكني ابني ارتحلني فكرهت
أن أعجله حتى يقضي حاجته.
ص 305
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في كتابه
أنساب الأشراف (ص 19 ط دار التعارف في بيروت) روى عن البهي مولى الزبير، عن عبد
الله بن الزبير، أن الحسن بن علي كان يجئ والنبيّ صلّى عليه وآله وسلم راكع فيفرج
له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر ومنهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله
اللكنهوئي في كتابه مرآة المؤمنين (ص 203) روى الحديث بعين ما تقدم عن أنساب
الأشراف . ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي في اتحاف أهل الإسلام (نسخة
مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: أخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال: أشبه أهل
النبيّ صلّى عليه وآله وسلم به وأحبهم إليه الحسن رأيته يجئ وهو ساجد فيركب رقبته -
أو قال ظهره - فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل، ولقد رأيته وهو راكع يفرج له رجليه
حتى يخرج من الجانب الآخر.
ص 306
ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسني بك في كتابه حلي الأيام في سيرة سيد الأنام
(ص 219 ط القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن الاتحاف . ومنها ما رواه جماعة
من أعلام القوم: منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في أنساب الأشراف (ص 7 طبع
دار التعارف بيروت) قال: وقال المدائني، عن أبي معشر، عن الضمري، عن زيد بن أرقم:
أن الحسن خرج وعليه بردة له والنبيّ صلّى عليه وآله وسلم يخطب، فعثر الحسن فسقط،
فنزل رسول الله صلّى عليه وآله وسلم من المنبر، وابتدر الناس فحملوه إليه وتلقاه
صلى الله عليه وسلم فحمله ووضعه في حجره وقال: إن الولد فتنة.
ص 307
قال رسول الله صلى الله عليه وآله (الحسن مني والحسين من علي)

رواه جماعة من أعلام
القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 68 و69) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم
هناك: منهم العلامة محمد معين السندي في دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب
(ص 98) قال: وقد المقدام بن معدي كرب وعمر بن أبي سفيان على معاوية فقال معاوية:
أما علمت أن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما توفي، فترجع المقدام رضي الله تعالى
عنه، فقال له: يا فلان أتعدها مصيبة. فقال له: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم في حجره فقال: هذا مني وحسين من علي.
ص 308
ومنهم الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلام بن سعد المنذري المتوفى
656 في مختصر سنن أبي داود (ج 6 ص 70 ط مطبعة المحمدية بالقاهرة) قال: فقال
معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي، فرجع المقدام، فقال له رجل: أتراها
مصيبة. قال له: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلّى عليه وآله وسلم في حجره
فقال: هذا مني وحسين من علي. ومنهم العلامة محمد مبين المولوي السهالوي في وسيلة
النجاة (ص 238 ط لكنهو) روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الحسن مني
والحسين من علي. ومنهم العلامة محمد إكرام الدين في سعادة الكونين (ص 8 ط دهلي)
روى الحديث بعين ما تقدم عن وسيلة النجاة . ومنهم الحافظ الذهبي في سير أعلام
النبلاء (ج 3 ص 258) روى عن بجير، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب،
قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: حسن مني والحسين من علي.
ص 309
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شأن الحسن (اللهم إني أحبه فأحبه)
ونروي
فيها ثلاثة أحاديث:
الأول حديث أبي هريرة

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل
عنهم في (ج 11 ص 13 إلى 24) وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة
الشيخ عبد الحق في أشعة اللمعات في شرح المشكاة (ج 4 ص 697 ط نول كشور في
لكنهو) روى عن أبي هريرة قال: وجئت مع رسول الله صلّى عليه وآله وسلم في طائفة من
النهار حتى أتى خباء فاطمة فقال: أثم لكع يعني حسنا، فلم
ص 310
يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه، فقال رسول الله صلّى عليه وآله
وسلم: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي
الفرنگي محلى الحنفي في كتابه وسيلة النجاة (ص 236 ط گلشن فيض) روى الحديث عن
أبي هريرة بعين ما تقدم عن أشعة اللمعات . ورواه في (ص 237) نقلا عن صحيح
البخاري عن أبي هريرة قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في سوق من أسواق
المدينة، فانصرف وانصرفت فقال: أين لكع - ثلاثا - ادع الحسن بن علي، فقام الحسن بن
علي يمشي وفي عنقه السحاب، فقال النبي بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا، فألزمه
فقال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه. قال أبو هريرة: فما كان أحد أحب إلي من
الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله ما قال، انتهى. ومنهم العلامة الشيخ عبد المنعم
صالح البغدادي في الدفاع عن أبي هريرة (ص 171 ط بيروت) قال: يقول أبو هريرة،
قام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السحاب، فقال النبيّ صلّى عليه وآله وسلم بيده
هكذا، فقال الحسن بيده هكذا، فالتزمه فقال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
وقال أبو هريرة: فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم ما قال.
ص 311
ويروي لنا أبو هريرة صورة أخرى للحسن رضي الله عنه مع النبيّ صلّى عليه وآله وسلم،
فيقول: لا أزال أحب هذا الرجل بعد ما رأيت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يصنع ما
يصنع، رأيت الحسن وهو في حجر النبيّ صلّى عليه وآله وسلم، وهو يدخل أصابعه في لحية
النبيّ صلّى عليه وآله وسلم، والنبي يدخل لسانه في فمه، ثم قال: اللهم إني أحبه
فأحبه.
الثاني حديث البراء

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي
في كتابه مناقب علي بن أبي طالب (ص 139 ط مطبعة الإسلامية بطهران) قال: أخبرنا
أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد بن محمد الدليلي الإصبهاني فيما كتب به إلي أن
أبا بكر محمد بن أحمد بن جشنس حدثهم، قال حدثنا محمد ابن علي بن مخلد، حدثنا
إسماعيل بن عمرو البجلي، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب،
قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الحسن بن علي فقال: اللهم أني أحبه
فأحبه وأحب من يحبه. ومنهم العلامة الشيخ غياث الدين محمد بن أبي الفضل محمد بن عبد
الله العاقولي في كتابه الرصف (ص 373 ط الكويت) روى عن البراء قال: رأيت رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم والحسن على
ص 312
عاتقه يقول: اللهم إني أحبه فأحبه. أخرجه البخاري ومسلم. ومنهم العلامة أبو الفرج
الحنبلي المعروف بابن الجوزي في المصباح المضئ في خلافة المستضئ (ص 367 ط
بغداد) روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم عن الرصف . ومنهم العلامة المولوي محمد
مبين الهندي الحنفي في كتابه وسيلة النجاة (ص 236 ط گلشن فيض في لكهنو) روى
الحديث عن البراء بعين ما تقدم عن الرصف . ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسني
بك في كتابه حلي الأيام (218 ط القاهرة) روى الحديث عن البراء بعين ما تقدم عن
الرصف . ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن الحنفي البغدادي
المعروف بابن الجوزي في المصباح المضئ (ص 367 ط مطبعة الأوقاف في بغداد) قال:
ففي الصحيحين: من حديث البراء قال: رأيت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم واضعا الحسن
ابن علي على عاتقه وهو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه.
ص 313
الثالث حديث سعيد بن زيد

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن حجر
العسقلاني في المطالب العالية (ج 4 حديث 3988 ط الكويت) روى عن سعيد بن زيد أن
النبيّ صلّى عليه وآله وسلم أخذ الحسن بن علي فقال: اللهم أني أحبه فأحبه.
ص 314
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شأنه (من أحبني فليحب الحسن)

رواه جماعة
من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 30 إلى 40) وإنما ننقل ههنا عمن لم
ننقل عنهم هناك: منهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطاء حسني بك المصري في كتابه حلي
الأيام في سيرة سيد الأنام (ص 219 ط القاهرة) وروى الحاكم عن زهير بن الأقمر قال:
قام الحسن بن علي يخطب، فقام رجل من أزد شنوأة فقال: أشهد لقد رأيت رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم وقد وضع الحسن في صبوته وهو يقول: من أحبني فليحبه وليبلغ الشاهد
الغائب. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في كتابه مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين (ص 204 مخطوط) روى الحديث عن طريق أحمد عن زهير بعين
ما تقدم عن حلي الأيام .
ص 315
ومنهم العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 254) نقل عن المسند قال:
حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن
الأقمر، قال: بينما الحسن يخطب بعد ما قتل علي، إذ قام رجل من الأزد آدم طوال،
فقال: لقد رأيت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم واضعه في حبوته يقول: من أحبني
فليحبه، فليلغ الشاهد الغائب. ولولا عزمة رسول الله صلّى عليه وآله وسلم ما حدثتكم.
ومنهم العلامة عبد الله بن محمد المعروف بابن الشيخ في طبقات المحدثين (ص 33
النسخة الموجودة بالظاهرية بدمشق) روى عن حميد بن وهب أبو وهب، روى عنه عامر بن
إبراهيم، روى عن إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عرق، ثنا محمد بن إبراهيم بن عامر،
عن عمه، عن أبيه قال ثنا حميد بن وهب أبو وهب، قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي
جحيفة قال: رأيت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه. وقال رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم: إن ابني هذا سيد، ومن أحبني فليحب هذا في حجري. ومنهم
العلامة شمس الدين الذهبي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 748 في سير أعلام النبلاء
(ج 3 ص 253 ط بيروت) روى الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عن حلي الأيام
سندا ومتنا.
ص 316
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري المتوفى سنة 1206 في اتحاف أهل
الإسلام (والنسخة مصورة من المخطوطة بمكتبة الظاهرية بدمشق) روى الحديث بعين ما
تقدم عن حلي الأيام .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيه وفي أسامة (اللهم
إني أحبهما فأحبهما)

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 27 إلى
ص 29) وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة الشيخ عبد الحق في
أشعة اللمعات في شرح المشكاة (ج 4 ص 698 ط نول كشور في لكنهو) روى من طريق
البخاري عن أسامة بن زيد عن النبيّ صلّى عليه وآله وسلم كان يأخذه والحسن فيقول:
اللهم أحبهما فأني أحبهما. وفي رواية قال: كان رسول الله صلّى عليه وآله وسلم
يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: اللهم
ارحمهما فإني أرحمهما.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله (من آذى هذا أي الحسن فقد
آذاني)

رواه جماعة من أعلام القوم:
ص 317
منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في الجامع الكبير (كما في جامع الأحاديث ج 7 ص
143 ط دمشق) روى من طريق الطبراني عن أنس رضي الله عنه: قال بينا رسول الله صلّى
عليه وآله وسلم راقد على قفاه إذ جاء الحسن يدرج حتى قعد على صدره، ثم بال عليه
فجئت أميطه عنه. قال: قال النبيّ صلّى عليه وآله وسلم: ويحك يا أنس، دع ابني وثمرة
فؤادي، فإن من آذى هذا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله. ومنهم العلامة المناوي في
الجامع الأزهر (كما في جامع الأحاديث ج 8 ص 614 ط دمشق) روى الحديث عن أنس بعين
ما تقدم عن الجامع الكبير .
ص 318
تحفظ أمير المؤمنين عليه السلام له

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة السيد
إبراهيم الحسيني المدني السمهودي في الإشراف على فضل الأشراف (ص 51 من النسخة
المصورة من المكتبة الظاهرية في دمشق أو الأحمدية في حلب) قال: لما رأى علي بن أبي
طالب الحسنين رضي الله عنهما يسرع إلى الحرب في بعض أيام صفين، قال: أيها الناس
أملكوا عني هذين الغلامين فإني أنفس لهما على القتل أخاف أن ينقطع بهما نسل رسول
الله صلّى عليه وآله وسلم
ص 319
حمله عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم (في ج 11 ص 115 إلى ص
122) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: وفيه أحاديث: منها ما رواه جماعة من
أعلام القوم: منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في وسيلة النجاة (ص 240 ط
گلشن فيض في لكنهو) قال: وأخرج ابن سعد، عن ابن عمر إسحق قال: كان مروان أميرا
علينا، فكان يسب عليا كل جمعة على المنبر والحسن يسمع فلا يرد شيئا، ثم أرسل إليه
رجلا بعلي بعلي وبك وبك وبك وبك، وما وجدت مثلك الا كبغلة يقال لها
ص 320
من أبوك فيقول: أمي الفرس. فقال الحسن: ارجع إليه فقل: إني والله لا أمحو عنك شيئا
مما قلت بأن أسبك، ولكن موعدي وموعدك إلى الله، فإن كنت صادقا جزاك الله بصدقك وإن
كنت كاذبا فالله أشد نقمة. وأخرج ابن سعد عن زلق بن سوار قال: كان بين الحسن وبين
مروان، فأقبل عليه مروان فجعل يغلظ به والحسن ساكت، فامتخط مروان بيمينه فقال له
الحسن: ويحك أما علمت اليمين للوجه والشمال للفرج أف لك، فمسك مروان بيمينه. وأخرج
ابن عساكر عن جويرة بن أسماء قال: لما مات الحسن بكى مروان في جنازته، فقال الحسين:
أتبكيه وقد كنت تجرعه على ما تجرعه. فقال: كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا، وأشار
بيده إلى الجبل. هذا كله في تاريخ السيوطي. ومنهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله
اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 210 مخطوط) روى الحديث الأول بعين ما تقدم عن
وسيلة النجاة . ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص
115) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة المولوي محمد مبين
الهندي الفرنگي محلى في وسيلة النجاة (ص 241 ط گلشن فيض في لكنهو) قال: أخرج
ابن سعد، عن عمر بن إسحق قال: صحبت الحسن بن علي مدة
ص 321
ما سمعت منه كلمة فحش وأذى إلا مرة فإنه كان بين الحسن وعمر بن عثمان ابن عفان
خصومة في أرض، فعرض الحسين أمرا لم يرضاه عمر، فقال الحسن: فليس له عنده إلا ما رغم
أنفه. قال: فهذا أشد كلمة وما سمعنا منه قط. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين
الهندي في وسيلة النجاة (ص 241 ط گلشن فيض في لكنهو) قال: لم يسمع منه كلمة فحش
ولا كلام يؤذي أحدا من الناس وكان عشرته مع جميع الناس بأخلاق حميدة. ومنها ما رواه
جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 115 إلى ص 122) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في كتابه وسيلة
النجاة (ص 238 ط لكنهو) قال: روايت كرده اند كه آنحضرت در كوفه بر در سراى خود
نشسته بود أعرابى از باديه وارد شد وبا وى به بى ادبى پيش آمد ودر حق آنحضرت ومادر
وپدرش سخنان ناسزا گفت ودشنام داده، آنحضرت خادم را آواز داد وفرمود يك بدره سيم
بيار تا آورد آن اعرابى را داد وفرمود: مرا معذور دار كه در خانه من جز اين نمانده
است والا بتو زيادتر از اين ميدادم. چون اعرابى اين سخن شنيد گفت اشهد انك ابن رسول
الله، من گواهى ميدهم كه تو پسر پيغمبرى ومن اين بتجربه حلم تو آمده بودم.
ص 322
كرمه عليه السلام

ونروي فيه أحاديث: منها ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل
عنهم في (ج 11 ص 132 إلى 137) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم
العلامة الشيخ عبد الرحمن جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي البغدادي الحنبلي
المتوفى سنة 597 في كتابه سلوة الأحزان بما روي عن ذوي العرفان (ص 132 طبع
مطبعة المعارف بالاسكندرية) قال: وروي أن الحسن بن علي ابن بنت رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم خرج من ماله مرتين لله وقاسم ربه في ماله ثلاث مرات.
ص 323
ومنهم العلامة البلاذري في أنساب الأشراف (ص 9 ط دار التعارف في بيروت) روى من
طريق المدائني عن علي بن زيد قال: إن الحسن قاسم الله ماله ثلاث مرات، حتى أنه كان
ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويمسك خفا ويعطي خفا. ومنهم العلامة المولوي ولي الله
اللكنهوئي في مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين (ص 208) قال: وفي
الصواعق أخرج أبو نعيم أنه: خرج من ماله مرتين وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات،
حتى أنه كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا. ومنهم العلامة السيد عبد
القادر الطبري الشافعي في عيون المسائل (ص 9 ط دار السلام بمصر) قال: وكان
الحسن يتصدق بنعل ويمسك أخرى، وخرج من ماله كله مرتين. ومنهم العلامة محمد مبين
الهندي في وسيلة النجاة (ص 238 ط گلشن فيض في لكهنو) روى الحديث بعين ما تقدم
عن أنساب الأشراف . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في المصباح المضيئ (ج 1 ص
368 ط بغداد) روى الحديث بعين ما تقدم عن مرآة المؤمنين .
ص 324
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي
الفرنگي محلى الحنفي ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه
وسيلة النجاة (ص 238 ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو) در فصل الخطاب آورده كه روزى
امام حسن صلوات الله على نبينا وعليه نشسته بود ونان ميخورد ومردى درآمد وگفت: مرا
هزار درم وام است، آنحضرت فرمود تا ويرا ده هزار درهم دادند وآنمرد بيروت رفت.
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 138 إلى 140)
وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله
اللكنهوئي في كتابه مرآة المؤمنين (ص 208) قال: وسمع رجلا يسأل ربه عز وجل عشرة
آلاف درهم، فبعث بها إليه، وجاءه رجل يشتكي عليه حاله وفقره وخلو ذات يده بعد أن
كان فريا، فقال: يا هذا حق سؤالك إياي أن معظم لدى ومعرفتي مما يجب لك لكثير علي
وترى يعجز عن نيلك مما أنت أهله والكثير في ذات الله تعالى قليل وما في ملكي وفاء
ص 325
لشكرك. قال: فعلت الميسور ورفعت عني مؤنة الاحتيال والاهتمام لما أتكلف من واجبك
فقلت. فقال: يا بن بنت رسول الله ص اقبل القليل واشكر العطية واعذر على المنع،
فدعى الحسن بوكيله وحاسبه على نفقاته حتى استقصاها وقال: هات الفاضل من الثلاثمائة
ألف. فأحضر خمسين ألف درهم وقال: ما فعلت في خمسمائة دينار التي معك. قال: هي عندي.
قال: أحضرها، فأحضرها فدفعها. والحسين أيضا أتى الرجل واعتذر منه وزاد في الأحباء
فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال: هات من يحملها لك، فأتاه بحمالين فدفع
إليهم الحسن أكبر الحمالين. فقال مواليه: ما عندنا درهم. فقال: ولكني أرجو أن يكون
لي عند الله أجر عظيم. وأضافت أياد الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر عجوز فأعطاها
[الحسن] ألف دينار وألف شاة وأعطاها الحسين مثل ذلك، وأعطاها عبد الله بن جعفر
مثليهما ألفي شاة وألفي دينار. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل
عنهم في (ج 11 ص 138 إلى ص 140) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم
العلامة السيد مصطفى بن محمد العروسي المصري الشافعي المتوفى سنة 1293 في كتابه
نتائج الأفكار القدسية في بيان معاني شرح الرسالة القشيرية (طبع عبد الوكيل
الدروبي في دمشق ج 3 ص 200) قال: وقيل سأل رجل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله
عنه شيئا من الدنيا فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار وقال: ائت بحمال يحمله -
أي ما
ص 326
أعطيته لك - فأتى بحمال فأعطاه أي الحمال طيلسانه وقال: يكون كراء الحمال من قبلي
في ذلك، دلالة على أن الحسن دفع للسائل جميع ماله من النقد بدليل أنه دفع للحمال
طيلسانه إذ لو كان عنده من النقد ما يعطيه في أجرة الحمل لم يعطه طيلسانه أجرة.
ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 153) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة الشيخ أبو سعيد الحنفي المتوفى سنة 1168
بقليل في البريقة المحمدية في شرح الطريقة الأحمدية (ج 4 ص 109 ط مصطفى الحلبي
بمصر) قال: أخرج أبو يعلى عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما أنه دخل المتوضأ
فأصاب كسرة في مجرى الغائط والبول، فأخذها فأماطها من الأذى ثم غسلها ثم دفعها
لغلامه فقال: ذكرني بها إذا توضأت. فلما توضأ قال: ناولنيها. قال: أكلتها. قال:
اذهب فأنت حر، لأني سمعت فاطمة رضي الله تعالى عنها وعن أبويها أنه صلى الله عليه
وآله وسلم قال: من أخذ لقمة أو كسرة من مجرى الغائط والبول فأماط عنها الأذى وغسلها
ثم أكلها لم تستقر في بطنه حتى يغفر له، فما كنت لأستخدم رجلا من أهل الجنة. قال
الهيثمي: رجاله ثقات. إنتهى.
ص 327
ومنها ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 148 و149) وإنما ننقل هيهنا عمن
لم ننقل عنهم هناك: منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في كتابه أنساب الأشراف
(ص 25 ط دار التعارف في بيروت) قالوا: وتزوج الحسن امرأة من أهل اليمن فبعث إليها
بعشرة آلاف درهم وطلاقها، فقالت: متاع قليل من حبيب مفارق، فقال الحسن: لو راجعت
امرأة راجعت هذه. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولوي محمد
مبين الهندي في كتابه وسيلة النجاة (ص 240 ط گلشن فيض) قال: ومرويست كه بسائلى
ده هزار درهم عطا فرمود واو با خازن متقاضي ومستعجل بود خازن گفت مگر چيزى فروخته
اى امام عليه السلام بشنيد وبزجر خازن را فرمود كه او بهترين امتعه خود - يعنى عرض
خود را - عرضه كرده.
ص 328
حج عليه السلام خمسا وعشرين حجة ماشيا

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم
في (ج 11 ص 123 إلى ص 131) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم علامة
التاريخ والنسب البلاذري في أنساب الأشراف (ص 9 ط دار التعارف في بيروت) روى من
طريق المدائني، عن خلاد بن عبيدة، عن علي بن زيد قال: حج الحسن رحمه الله خمس عشرة
حجة ماشيا، والنجائب لتقاد معه. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في وسيلة
النجاة (ص 238 ط گلشن فيض) روى الحديث بعين ما تقدم عن أنساب الأشراف .
ص 329
ومنهم العلامة السيد عبد القادر الطبري الشافعي في عيون المسائل (ص 90 ط دار
السلام بمصر) قال: وحج مرارا ماشيا والنجائب تقاد معه، وكان يقول: استحي من الله
تعالى أن ألقاه ولم أمش إلى بيته. ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في سير أعلام
النبلاء (ج 3 ص 253 ط بيروت) قال: قيل أنه رأى الحسن حج خمس عشرة مرة، وحج كثيرا
منها ماشيا من المدينة إلى مكة ونجائبه تقاد معه. ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج
البغدادي المعروف بابن الجوزي المتوفى سنة 597 في المصباح المضيئ (ج 1 ص 368 ط
مطبعة الأوقاف في بغداد) قال: أخبرنا محمد بن أبي طاهر، قال أنبأنا الجوهري، قال
أخبرنا أبو عمر بن حيويه، قال أنبأنا أحمد بن معروف، قال أنبأنا الحسين بن الفهم،
قال أنبأنا محمد بن سعد، قال أنبأنا علي بن محمد، عن خلاد بن عبيدة، عن علي بن زيد
قال: حج الحسن خمس عشرة حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه. ومنهم العلامة المولوي
ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين (ص 228)
قال: وفي الاستيعاب قال مصعب بن الزبير: حج الحسن بن علي رضي الله عنهما
ص 330
خمسا وعشرين حجة ماشيا. ومنهم العلامة فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي في تبيين
الحقايق (ج 2 ص 93 طبع بيروت) قال: وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما يمشي في حجه
ونجائبه تقاد بين يديه.
ص 331
جملة من كرامات الحسن عليه السلام

منها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة
محمد مبين المولوي في وسيلة النجاة (ص 242 ط لكهنو) قال بالفارسية ما ترجمته:
خرج الحسن بن علي عليه السلام في بعض أسفاره ومعه رجل من بلد الزبير كان يقول
بإمامته. قال: فنزلوا من منهل من تلك المناهل. قال: نزلوا تحت نخل يابس قد يبس من
العطش. قال: ففرش للحسن تحت نخلة وللزبيري بحذائه تحت نخلة أخرى قال: فقال الزبيري
ورفع رأسه: لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه. قال: فقال له الحسن ع : وإنك
لتشتهي الرطب؟ قال: نعم فرفع الحسن عليه السلام يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه
الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت وحملت رطبا. قال: فقال له الحمال
الذي أكتروا منه: سحر والله، قال: فقال له الحسن: ويلك ليس بسحر ولكن
ص 332
دعوة ابن النبي مجابة. قال: فصعدوا إلى النخلة حتى صرموا مما كان فيها ما كفاهم.
ومن كراماته عليه السلام

ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الحافظ ابن
عساكر في ترجمة الإمام حسن بن علي ع من تاريخ دمشق (ص 245 ط بيروت) روى
بسنده عن الأعمش قال: خرى رجل على قبر الحسن فجن فجعل ينبح كما ينبح الكلاب. قال:
فمات فسمع من قبره يعوي ويصيح. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في مرآة
المؤمنين (ص 208) قال: روى في الشواهد أنه قد أصابه في بعض أسفاره إلى الحج
ماشيا ورم الساق، فقال له بعض مواليه: لو ركبت حتى يشفى ورم رجلك. فأبى وقال: إنه
إذا وصلت إلى هذا المنزل يستقبلك رجل أسود معه الدهن فابتع شيئا منه فقلت له: وكيف
ذلك ولم نجد في هذه المنازل أحدا معه دواء؟ فلما وصلنا المنزل فإذا بالأسود فطلبت
منه الدهن فقال: لمن تشتري هذا؟ فقلت: للحسن ابن علي. فقال: رح بي إليه. فلما وصل
إليه اشتكى وجع المخاض لزوجته وقال: ادع لها أن يرزقها ولدا سالما. فقال له: ارجع
إلى مكانك أن الله تعالى سيرزقها ولدا ذكرا يكون من شيعتنا فكان كما قال.
ص 333
طعنه رجل في حال الصلاة (فوقع في وركه)

رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم
في (ج 11 ص 158 إلى 160) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة ابن
المغازلي في المناقب (ص 382 ط طهران) قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد
الوهاب بن طاوان، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى
الخيوطي، وأخبرنا القاضي أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب بن كماري الفقيه
الغرافي، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري، وأخبرنا أبو غالب
محمد بن أحمد بن سهل النحوي، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين الجاذري، قالوا حدثنا
أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان المعدل، حدثنا أسلم بن سهل ابن أسلم، حدثنا وهب بن
بقية، أخبرنا خالد بن حصين، عن أبي جميلة: أن الحسن بن علي حين قتل علي عليه السلام
استخلف فبينا هو يصلي بالناس إذ
ص 334
وثب عليه رجل فطعنه فوقع في وركه، فمرض منها شهرا ثم قام على المنبر فقال: يا أهل
العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم وإنا أهل البيت الذين قال الله تعالى
فيهم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، فما زال يتكلم
حتى ما رأيت أحدا في المسجد إلا باكيا. ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في
مرآة المؤمنين (ص 209) روى الحديث بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي لكنه
قال: وثب إليه رجل فطعنه بخنجر وهو ساجد.
ص 335
في كيفية شهادته عليه السلام

رواها جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الذهبي في
سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 274 ط بيروت) قال: قال قتادة: قال الحسن للحسين: قد
سقيت السم غير مرة، ولم أسق مثل هذه، إني لأضع كبدي. فقال: من فعله؟ فأبى أن يخبره.
قال الواقدي: حدثنا عبد الله ابن جعفر، عن عبد الله بن حسن، قال: كان الحسن كثير
النكاح، وقل من حظيت عنده، وقل من تزوجها إلا أحبته وصبت به، فيقال: إنه كان سقي ثم
أفلت، ثم سقي فأفلت، ثم كانت الآخرة، وحضرته الوفاة، فقال الطبيب: هذا رجل قد قطع
السم أمعاءه. وقد سمعت بعض من يقول: كان معاوية قد تلطف لبعض خدمه أن يسقيه سما.
أبو عوانة: عن مغيرة، عن أم موسى، أن جعدة بنت الأشعث بن قيس، سقت الحسن السم،
فاشتكى، فكان توضع تحته طشت، وترفع أخرى نحوا من أربعين يوما.
ص 336
ابن عيينة: عن رقبة بن مصقلة: لما احتضر الحسن بن علي، قال: أخرجوا فراشي إلى
الصحن، فأخرجوه، فقال: اللهم إني أحتسب نفسي عندك، فإنها أعز الأنفس علي. وروى في
(ص 277): عن ابن إسحاق: حدثني مساور السعدي، قال: رأيت أبا هريرة قائما على مسجد
رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يوم مات الحسن يبكي، وينادي بأعلى صوته: يا أيها
الناس! مات اليوم حب رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، فابكوا. قال جعفر الصادق: عاش
الحسن سبعا وأربعين سنة. قلت: وغلط من نقل عن جعفر أن عمره ثمان وخمسون سنة غلطا
بينا. قال الواقدي، وسعيد بن عفير، وخليفة: مات سنة تسع وأربعين. وقال المدائني،
والغلابي، والزبير، وابن الكلبي، وغيرهم: مات سنة خمسين، وزاد بعضهم: في ربيع
الأول. وقال البخاري: سنة إحدى وخمسين. وغلط أبو نعيم الملائي وقال سنة ثمان
وخمسين. ومنهم العلامة الشيخ يحيى بن أبي بكر العامري اليماني في الرياض
المستطابة (ص 286 ط مكتبة المعارف في بيروت) قال: قال ابن حجر في التهذيب تبعا
لغيره: مات شهيدا بالسم سنة تسع وأربعين، وغسله إخوته الحسين ومحمد والعباس، ودفن
إلى جنب العباس. ومنهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في أنساب الأشراف (ص 59 ط
دار التعارف في بيروت) قال: قال الهيثم بن عدي: دس معاوية إلى ابنة سهيل بن عمرو
امرأة الحسن مائة
ص 337
ألف دينار على أن تسقيه شربة بعث بها إليها ففعلت. وحدثني روح بن عبد المؤمن، حدثني
عمي، عن أزهر، عن ابن عون قال: خرج الحسن بن علي على من كان يجالسه فقال: لقد لفظت
الساعة طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود، ولقد سقيت السم غير مرة، وما سقيته أشد من
مرتي هذه، ثم دخل عليه من الغد وهو يكيد بنفسه. (وفي ص 62): ويقال: إن الحسن أوصى
أن يدفن مع النبيّ صلّى عليه وآله وسلم الحسين فأظهر الحسين ذلك قبل موت الحسن،
فأنكروه مروان بن الحكم وكتب يقول إلى معاوية، فكتب إليه معاوية: إذا مات الحسن
فامنع من ذلك أشد المنع كما منعنا من دفن عثمان مع النبيّ صلّى عليه وآله وسلم.
فأتى الحسين الحسن فأخبره بذلك فقال: يا أخي اجتنبت القتال في حياتي أفتريد أن يكون
ذلك عند سريري؟ فضمن له أن لا يفعل. ويقال: إنه لم يجر بينه وبين الحسين في ذلك
شيء، فلما توفي أراد الحسين دفنه مع النبيّ صلّى عليه وآله وسلم فمنعه مروان من
ذلك، وكاد أن يكون بين الحسين وبينه في ذلك شر، فأمسك الحسين عن دفنه مع النبي صلى
الله عليه وآله وسلم. ومنهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله اللكنهوئي في مرآة
المؤمنين (ص 214) قال: قال الحافظ أبو عمرو بن عبد البر في الاستيعاب: قال قتادة
بن أبي بكر بن حفص: سمت الحسن بن علي عليهما السلام بنت الأشعث بن قيس الكندي،
ص 338
وقالت طائفة كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك وقال: وفي حياة
الحيوان الكبير: وكان الحسن بن علي رضي الله عنه قد سمته امرأته جعدة بنت الأشعث
فمكث يرفع من تحته كذا كذا طنا من دم وكان رضي الله عنه يقول: سميت السم مرارا ما
أصابني فيها ما أصابني في هذه المرة.
ص 339
مكالمته مع أخيه الحسين حين الموت

رواها القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 174)
وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة محمد بن الحسن بن عبد الله
الحسيني الشافعي في مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب (ص 325 نسخة مكتبة سالار
جنك في حيدرآباد الدكن) قال: لما احتضر (الحسن) دخل عليه أخوه الحسين فوجده جزعا
فقال: يا أخي لأي شيء تجزع من الموت تقدم على رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وعلي
بن أبي طالب وهما أبواك وعلى خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وهما أماك وعلى حمزة
وجعفر وهما عماك. فقال: يا أخي إني أقدم على أمر عظيم. ثم قال: اللهم إني أحتسب
نفسي عندك. وتوفي رضي الله عنه. ومنهم العلامة يحيى بن معين في تاريخه (مخطوط)
روى الحديث بعين ما تقدم إلى قوله وهما عماك ثم قال: فقال يا أخي إني أقدم على
أمر لم أقدم على مثله.
ص 340
ملخص ما رواه ابن عساكر من فضائله عليه السلام في ترجمته من تاريخ
دمشق المطبوع في بيروت

ففي (ص 20 إلى 22): روى بسبعة أسانيد عن أبي بكر أنه وضعه على عاتقه وقال:
بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي. وروى بسند واحد عن أبي مليكة: كانت فاطمة تنقزه
وتقول: بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي. وفي (ص 23 إلى 26): روى بخمسة أسانيد عن عبد
الله بن الزبير: أنا أحدثكم بأشبه أهله إليه وأحبهم إليه الحسن بن علي. وفي (ص 27
إلى 28 و29 إلى 32): روى بأحد عشر سندا عن أنس وأبي جحيفة قال: كان الحسن بن علي
أشبههم
ص 341
وجها برسول الله ص وكان أشبه الناس به الحسن بن علي. وفي (ص 37 إلى 56): روى
بثلاث وثلاثين سندا قال ص : اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه. وفي (ص 51 إلى
56): روى بأربعة أسانيد قال ص : من أحبني فليحب هذا (أي الحسن) من أحبني فليحبه
فليبلغ الشاهد الغائب. وفي (ص 79): روى بخمسة أسانيد قال ص : من أحب أن ينظر إلى
سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا (أي الحسن). وفي (ص 103): روى بسبعة أسانيد عن
أبي هريرة قال للحسن: ارفع ثوبك حتى أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلّى عليه وآله
وسلم يقبل، فرفع عن بطنه فوضع فمه على سرته. وفي (ص 104): روى بسنده عن أبي جعفر
ع : بينما الحسن مع رسول الله ص إذ عطش فاشتد ظمأه فطلب له النبي ماء فلم يجد،
فأعطاه رسول الله لسانه فمصه حتى روي. وفي (ص 107): روى بسنده عن أبي هريرة قال:
رأيت رسول الله ص حامل الحسن بن علي
ص 342
على عاتقه ولسانه يسيل عليه. وفي (ص 108 وص 107): روى بسندين أن النبي ص يمص
لعاب الحسن والحسين كما يمص الرجل التمرة. وفي (ص 113): روى بسنده عن ابن عمر قال:
كان على الحسن والحسين تعويذان فيهما زغب من زغب جناح جبرئيل. وفي (ص 121): روى
بسند واحد أن النبي ص قال: ألا إن الحسن بن علي قد أعطي من الفضل ما لم يعط أحد
من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم خليل الله. وفي (ص 114): روى
بسندين عن محمد بن سيرين قال: نظر النبي ص إلى الحسن بن علي فقال: يا بني اللهم
سلمه وسلم منه. وفي (ص 142): روى بثلاثة أسانيد عن ابن عباس: ولقد حج حسن بن علي
خمسة وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات حتى
أنه كان يعطي الخف ويمسك النعل.
ص 343
وفي (ص 142): روى بسندين عن علي بن زيد بن جذعان قال: حج الحسن بن علي خمس عشر مرة
ماشيا وخرج من ماله مرتين وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا
ويعطي خفا ويمسك خفا. وفي (ص 143): روى بسندين عن ابن نجيح: إن الحسن بن علي حج
ماشيا وقسم ماله نصفين. وفي (ص 147): روى بسند واحد عن ابن سيرين أن الحسن بن علي
كان يجيز الرجل الواحد بمائة ألف. وفي (ص 147): روى بسندين عن سعيد بن عبد العزيز
أن الحسن بن علي بن أبي طالب سمع إلى جنبه رجلا يسأل أن يرزقه الله عشرة آلاف درهم
فانصرف فبعث بها إليه. وفي (ص 148): روى بسنده عن أبي إسحق في حديث فمر الحسن بن
علي ع واشترى الغلام والحائط وجاء إلى الغلام فقال: يا غلام قد اشتريتك فقام
قائما فقال السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي. قال: وقد اشتريت الحائط وأنت
حر لوجه الله والحائط هبة مني إليك. قال: فقال الغلام يا مولاي قد وهبت الحائط للذي
وهبتني له.
ص 344
وفي (ص 156): روى بسنده عن ابن سيرين قال: كان الحسن بن علي ع لا يدعو إلى
طعامه أحدا إلا وهو يقول: هو أهون من أن يدعى إليه أحد. وفي (ص 156): روى بسنده عن
جويرة بن أسماء قال: لما مات الحسن بن علي ع بكى مروان في جنازته، فقال له
الحسين: أتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه؟ فقال إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا -
وأشار بيده إلى الجبل. وفي (ص 158): روى بسنده عن ابن عون عن عمير بن إسحق قال: ما
تكلم عندي أحد كان أحب إلي إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي ع الخ. وفي (ص
159): روى بسنده عن محمد بن يزيد المبرد قال: قيل للحسن بن علي إن أبا ذر يقول:
الفقر أحب إلي من الغنى والسقم أحب إلي من الصحة. فقال: رحم الله أبا ذر أما أنا
فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله
تعالى له وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء؟. وفي (228): روى بسنده عن
عمرو بن مفجة قال: أول ذل دخل على العرب بموت الحسن بن علي.
ص 345
وفي (229): روى بسنده عن مساور مولى بني سعد بن بكر قال: رأيت أبا هريرة قائما على
باب مسجد رسول الله ص يوم مات الحسن بن علي ويبكي وينادي بأعلى صوته: يا أيها
الناس مات اليوم حبيب رسول الله ص فابكوا.
ص 346
جملة من خطبه وكلماته
من خطبة له عليه السلام بعد بيعة الناس له:

نحن حزب الله
الغالبون، ونحن عترة رسوله الأقربون، ونحن أهل بيته الطيبون، ونحن أحد الثقلين
اللذين خلفهما جدي صلى الله عليه وسلم في أمته، ونحن ثاني كتاب الله، فيه تفصيل كل
شيء، لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فالمعول علينا في
تفسيره ولا نتظنى تأويله، فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة إذا كانت بطاعة الله عز وجل،
وطاعة رسوله مقرونة، قال جل شأنه يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولي الأمر منكم . رواها في أهل البيت (ص 73 ط السعادة بالقاهرة). ورويت في
غيره من الكتب تقدم نقلها في (ج 11 ص 206 و207).
ومن خطبة له عليه السلام يوم شهادة
أمير المؤمنين (ع):

روى حفص بن خالد، عن أبيه عن جده قال: لما قتل علي قام الحسن
ص 347
ابن علي خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد والله لقد قتلتم الليلة رجلا
في ليلة نزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى بن مريم، وفيها قتل يوشع ابن نون فتى
موسى. [خالد بن جابر عن أبيه عن] الحسن مثله، وزاد: وفيها تيب على بني إسرائيل،
وقال: والله ما سبقه أحد كان قبله ولا يلحقه أحد كان بعده، وإن كان النبيّ صلّى
عليه وآله وسلم ليبعثه في السرية، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، والله ما ترك
صفراء ولا بيضاء إلا ثمانية أو سبعمائة درهم أرصد بها لخادم يشتريها (هما لأبي
يعلى). رواها في المطالب العالية (ج 4 ص 324 ط الكويت). ورواها في التبصرة
(ج 1 ص 448 طبع عيسى الحلبي بالقاهرة). أخبرنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب،
أنبأنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا وكيع، عن شريك، عن
أبي إسحاق عن هبيرة قال: خطبنا الحسن بن علي فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه
الأولون بعلم ولم يدركه الآخرون كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه
بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا ينصرف حتى يفتح له. ورواها في
وسيلة النجاة (ص 245 ط كلشن فيض في لكهنو). قال: أخرج الحاكم مسلسلا بالسادات
الأشراف حدثنا أبو محمد الحسن ابن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العقيع الحسيني حدثنا
إسماعيل بن محمد ابن إسحق بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين حدثني عمي علي
بن جعفر بن محمد حدثني الحسين بن زيد عن عمر بن علي عن أبي علي بن الحسين
ص 348
قال: خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: لقد قبض في
هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون وقد كان رسول الله يعطي
رايته فيقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فما يرجع حتى يفتح الله عليه، وما
ترك على الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطاياه أراد أن يبتاع بها
خادما لأهله. ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن
علي وأنا ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا ابن الوصي وأنا ابن البشير وأنا
ابن النذير وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه وأنا ابن السراج المنير وأنا من أهل
البيت الذي كان جبرئيل ينزل إلينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذي أذهب
الله عنهم الرجس فطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل
مسلم فقال تبارك وتعالى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا فاقتراف الحسنة مودتنا
أهل البيت.
ومن خطبة له عليه السلام:

اتقوا الله أيها الناس حق تقاته فإنا أمراؤكم
وأضيافكم ونحن أهل البيت الذين قال الله: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا [33 / الأحزاب] والله لو طلبتم ما بين جابلق وجابرس مثلي في
قرابتي وموضعي ما وجدتموه!! ثم ذكر ما كان عليه أبوه من الفضل والزهد والأخذ بأحسن
الهدي وخروجه من الدنيا خميصا لم يدع إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه فأراد أن
يبتاع بها خادما. فبكى الناس ثم بايعوه، وكانت بيعته التي أخذ على الناس أن يحاربوا
من حارب، ويسالموا من سالم. فقال بعض من حضر: والله ما ذكر السلم إلا ومن
ص 349
رأيه أن يصالح معاوية أو كما قال. رواه في أنساب الأشراف (ص 29 ط دار التعارف
في بيروت). ورويت عن غيره من الكتب تقدم النقل عن بعضها في (ج 11 ص 217).
ومن خطبة
له عليه السلام:

بعد الحمد والثناء ثم قال: إن أكيس الكيس التقى، وأحمق الحمق
الفجور أيها الناس إنكم لو طلبتم بين جابلق وجابرس رجلا جده رسول الله صلّى عليه
وآله وسلم ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين، وإن الله قد هداكم بأولنا محمد، وإن
معاوية نازعني حقا هو لي فتركته لصلاح الأمة وحقن دمائها، وقد بايعتموني على أن
تسالموا من سالمت، وقد رأيت أن أسالمه وقد بايعته، ورأيت أن ما حقن الدماء خير مما
سفكها، وأردت صلاحكم وأن يكون ما صنعت حجة على من كان يتمنى هذا الأمر، وإن أدري
لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين . ثم سكت وتفرق الناس. رواه في أنساب الأشراف (ص
43 ط دار التعارف في بيروت). ورواه في وسيلة النجاة (ص 249 ط لكنهو) بتغيير
يسير. ورواه الباقلاني في مناقب الأئمة (ص 231 نسخة الظاهرية بدمشق) بعين ما
تقدم عن أنساب الأشراف إلى قوله حقا هو لي. ثم قال: فنظرت لصلاح أمة محمد صلى
الله عليه وبايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت ولقد رأيت أن -
أسالم معاوية وأن أضع الحرب وقد بايعته ورأيت أن حقن الدماء خير من سفكها فأردت
صلاحكم وأن يكون ذلك حجة على من كان يتمنى ما أقضي إليه من الأمر لعله فتنة لكم
ومتاع إلى حين. ورواه في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 271 ط بيروت).
ص 350
عن هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، أن الحسن خطب، فقال: إن أكيس الكيس التقى، وإن أحمق
الحمق الفجور. ألا وإن هذه الأمور التي اختلفت فيها أنا ومعاوية، تركت لمعاوية
إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم. وروي في غيرها من كتب العامة تقدم النقل عنها في
(ج 11 ص 200 إلى ص 205).
ومن خطبة له عليه السلام:

أيها الناس إنكم قد أكثرتم في
هذين الرجلين وإنما بعثا ليحكما بالكتاب على الهوى فحكما بالهوى على الكتاب، ومن
كان هكذا لم يسم حكما ولكنه محكوم عليه، وقد أخطأ عبد الله بن قيس إذ جعلها لعبد
الله بن عمر فأخطأ في ثلاث خصال: واحدة أنه خالف أباه إذ لم يرضه لها ولا جعله من
أهل الشورى، وأخرى أنه لم يستأمره في نفسه، وثالثة أنه لم يجتمع عليه المهاجرون
والأنصار الذين يعقدون الإمارة ويحكمون بها على الناس، وأما الحكومة فقد حكم النبي
عليه بالصلاة والسلام سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم بما يرضى الله به ولا شك ولو
خالف لم يرضه رسول الله صلّى عليه وآله وسلم. ثم جلس. رواها في العقد الفريد (ج
2 ص 207 ط المطبعة الشرقية بالقاهرة). قال: لما انقضى أمر الحكمين واختلف أصحاب علي
قال بعض الناس: ما منع أمير المؤمنين أن يأمر بعض أهل بيته فيتكلم فإنه لم يبق أحد
من رؤساء العرب إلا وقد تكلم. قال: فبينما علي يوما على المنبر إذ التفت إلى الحسن
ابنه فقال: قم يا حسن فقل في هذين الرجلين عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص فقام
الحسن فقالها.
|