الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج19)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 351

ومن كلامه في أصحاب الأخدود:

كان أصحاب الأخدود خدوا الخدود وملؤوها نارا، فألقوا فيها من آمن بالله وتركوا من كفر، فألقوا بضعة وثمانين مؤمنا، حتى أتوا على عجوز كبيرة وابنها خلفها صبي صغير، فلما رأت النار كيف تأخذهم، جزعت قالت: يا بني أما ترى؟ قال لها ابنها: يا أمتاه امضي ولا تنافقي. فمضت واقتحم ابنها على أثرها. قال الحسن: كانت لذعة نار ثم لا نار عليهم آخر ما عليهم. ثم قال: يا سبحان الله، ما أصبر الله، أنهم يعذبون أولياءه بالنار وهو يدعوهم إلى التوبة، ثم قرأ إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات . يقول: أحرقوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا (الآية: 10). أي: فلو تابوا لتاب الله عز وجل عليهم. رواه أبو الحجاج مجاهد بن حبر المكي المخزومي في تفسيره ج 2 ص 747 ط مجمع البحوث باكستان.

شطر من خطبة له عليه السلام:

أما بعد فإن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا، وإن لهذا الأمر مدة، والدنيا دار زوال، وقد قال الله: وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين . رواه في أنساب الأشراف (ص 68 ط دار التعارف في بيروت). وروى في غيرها من كتب العامة تقدم النقل عن بعضهم في (ج 11 ص 199).

ص 352

ومن كلام له عليه السلام في الموعظة:

يا ابن آدم عف محارم الله تكن عابدا، وارض بما قسم الله سبحانه تكن غنيا، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عدلا. إنه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيرا، ويبنون مشيدا، ويأملون بعيدا، أصبح جمعهم بورا، وعملهم غرورا، ومساكنهم قبورا يا ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فخذ مما في يديك لما بين يديك، فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع. وكان يتلو بعد هذه الموعظة: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى . رواه في التذكرة الحمدونية (ص 100 ط بيروت) قال: وكان الحسن ابن علي عليهما السلام يقوله في مواعظه. ومن خطبة له (ع): إن الحلم زينة، والوقار مروءة، والعجلة سفه، والسفه ضعف، ومجالسة أهل الدناءة شين، ومخالطة الفساق ريبة. رواها في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 263 ط بيروت) عن الحرمازي قال: خطب الحسن بن علي بالكوفة فقالها.

ومن كتابه في جواب الحسن البصري في المسألة عن القدر:

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد انتهى إلي كتابك عند حيرتك وحيرة من زعمت من أمتنا

ص 353

والذي عليه رأي أن من لم يؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى فقد كفر ومن حمل المعاصي على الله فقد فجر، إن الله لا يطاع بإكراه ولا يعصى بغلبة ولا يميل العباد من ملكه لكنه المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه قدرهم فإن استمروا بالطاعة لم يكن لهم صادا ولا لهم مانعا وإن أتوا بالمعصية وشاء أن يمن عليهم فيحول بينهم وبينها فعل وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها إجبارا ولا ألزمهم إكراها باحتجاجه عليهم إن عرفهم ومكنهم وجعل لهم السبيل إلى أخذ ما دعا لهم الله وترك ما نهاهم عنه ولله الحجة البالغة. والسلام. رواه في وسيلة النجاة (ص 244 ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو). ورواه في مرآة المؤمنين (ص 211 مخطوط). وقد تقدم نقله عن غيرهما من كتب العامة في ج 11 ص 233.

ومن كلامه عليه السلام:

إن عليا كان سهما لله صائبا في أعدائه وكان في محلة العلم أشرفها وأقربها من رسول الله ص ، وكان رباني هذه الأمة لم يكن لمال الله بالسروقة، ولا في أمر الله بالنومة، أعطى القرآن عزيمة علمه فكان منه في رياض مونقة، وأعلام بينة، ذاك علي بن أبي طالب يا لكع. رواه في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق (ص 203 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشاد بن نظيف، أنبأنا الحسن ابن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا أحمد بن علي الرراق، أنبأنا إبراهيم بن بشار، أنبأنا نعيم بن موزع، أنبأنا هشام بن حسان، قال: بينا نحن عند الحسن إذ أقبل رجل من الأزارقة فقال له: يا با سعيد ما تقول في علي بن أبي طالب، قال: فاحمر وجنتا الحسن وقاله.

ص 354

ومن كلامه عليه السلام لجعيد: يا جعيد إن الناس أربعة: فمنهم من له خلاق وليس له خلق، ومنهم من له خلق وليس له خلاق، ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق فذاك أشر الناس، ومنهم من له خلق وخلاق فذاك أفضل الناس؟. رواه في تاريخ دمشق لابن عساكر (ص 159 ط بيروت). عن جعيد بن همدان أنه ع قال له ذلك.

ومن كلماته عليه السلام:

هلاك الناس في ثلاث في الكبر والحرص والحسد، فالكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس، والحرص عدو النفس وبه أخرج آدم من الجنة، والحسد رائد السوء ومنه قتل هابيل قابيل. رواه في مرآة المؤمنين (ص 212 مخطوط).

ومن كلامه عليه السلام:

من لم يتمن غير ما اختار الله له فقد اتكل على حسن اختيار الله فهذا أحد الوقوف على الرضا بما يعرف القضا. رواه في وسيلة النجاة (ص 244 ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو) نقلا عن الصواعق قال: لما قيل إن أبا ذر يقول الفقر أحب إلي من الغنى والسقم أحب إلي من الصحة، فقال: رحم الله أبا ذر وأما أنا أقول، فذكره. ورواه في مرآة المؤمنين (ص 210) لكنه قال: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله له. ورواه في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 262 ط بيروت) قال:

ص 355

قال المبرد: قيل للحسن بن علي: إن أبا ذر يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة. فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن شيئا، وهذا حد الوقوف على الرضى بما تصرف به القضاء. وروي في غيرها من كتب العامة تقدم النقل من بعضها في (ج 11 ص 237).

ومن كلامه عليه السلام:

اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس علي - فكان مما صنع الله له أنه احتسب نفسه. رواه في ترجمة الإمام حسن بن علي من تاريخ دمشق ص 213 ط بيروت بأربعة أسانيد عن رقبة بن مصقلة قال: لما حضر الحسن بن علي قال: أخرجوني انظر في ملكوت السماء، فلما أخرج قاله. ومن كلامه (ع): من أحبنا لله نفعه الله تعالى بحبنا ومن أحبنا لغير الله فإن الله يقضي في الأمور ما يشاء، أما إن حبنا أهل البيت يساقط الذنوب كما تساقط الريح الورق عن الشجر. رواه في وسيلة المآل (ص 61) قال: وقال الحافظ جمال الدين الزرندي قال: أبو سعيد الخدري رضي الله عنه سمعت الحسن بن علي رضي الله عنها يقوله.

ومن كلامه عليه السلام:

شر من المرزئة سوء الخلف. من أقبل مع أمر ولي مع انقضائه. راكب

ص 356

الحرون أسير نفسه، والجاهل أسير لسانه. المراء يفسد الصداقة القديمة، ويحلل العقدة الوثيقة، وأقل ما فيه المغالبة، والمغالبة أمتن أسباب القطيعة. رواه في التذكرة الحمدونية (ص 270 ط بيروت).

ومن منظومه عليه السلام:

وكتب إليه رجل هذين البيتين:

لم يبق لي مما يباع بحجة * وكفاك منظر حالتي عن مخبري

إلا بقية ماء وجهي صنتها * من أن يباع فقد وجدت المشتري

فأرسل إليه بعشرة آلاف درهم وكتب إليه:

عاجلتنا فأتاك عاجل برنا * قلا وإن أمهلتنا لم نقلل

فخذ القليل وكن كأنك لم تسل * ونكون نحن كأننا لم نسأل

رواه في وسيلة المآل ص 240 ط لكنهو.

ومن كلماته عليه السلام:

خير المال ما وقي به العرض. رواه في الاعجاز والايجاز (ص 37 ط دار البيان في بغداد). كنس الفناء وغسل الإناء مجلبة الغنى. رواه في تعليم المتعلم طريق التعلم (ص 36 ط مطبعة الميرية بمصر). الكرم هو التبرع قبل السؤال. رواه في التمثيل والمحاضرة (ص 30 ط مطبعة دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة). الطعام أيسر من أن يقسم عليه إذا دعي الرجل إلى أكله فلم يأكل.

ص 357

رواه في أنساب الأشراف (ص 25 ط دار التعارف في بيروت). الأمين آمن، والبرئ جرئ، والخائن خائف، والمسئ مستوحش. رواه في التذكرة الحمدونية (ص 270 ط بيروت). خير المال ما وقي به العرض. رواه في الجوهر النفيس في سياسة الرئيس (ص 129 ط دار الطليعة في بيروت). لما قيل له: إن أبا ذر يقول الفقر أحب إلي من الغنى والسقم أحب إلي من الصحة. قال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له، وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء. رواه في ترجمة الإمام حسن (ع) من تاريخ دمشق (ص 159 ط بيروت) عن محمد بن يزيد المبرد. وروي في غيره من كتاب العامة وقد تقدم النقل عن بعضها في (ج 11 ص 237). إن أشد الناس حسرة يوم القيامة رجلان: رجل نظر إلى ماله في ميزان غيره سعد به وشقي هو به، ورجل نظر إلى علمه في ميزان غيره سعد به وشقي هو به. رواه في جامع بيان العلم وفضله (ص 251 ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة). تعلموا العلم فإنكم أن تكونوا صغار قوم تكونوا كبارهم غدا، فمن لم يحفظ فليكتب. رواه في جامع بيان العلم وفضله (ص 107 ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة) قال:

ص 358

أخبرنا قاسم بن محمد أبو محمد رحمه الله، قال أخبرنا خالد بن سعد، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن حيون، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا مطلب بن زياد، قال حدثنا محمد بن أبان، قال: قاله الحسن بن علي لبنيه وبني أخيه، فذكره. وتقدم نقله عن غيره من الكتب في (ج 11 ص 235).

ومن كلامه عليه السلام لما سئل عن الصمت:

هو سير العمر وزين العرض وفاعله في راحة. رواه في مرآة المؤمنين (ص 312).

ومن كلماته في جواب الأسئلة:

نقل الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده فيها أن عليا سأل ابنه الحسن ع عن أشياء من أمر المروة فقال: يا بني ما السداد؟ فقال: يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف. قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة. قال: فما المروة. قال: العفاف وإصلاح المال. قال: فما الدقة. قال: النظر في اليسير ومنع الحقير. قال: فما اللؤم. قال: إحراز المرء نفسه وبذله عرضه. قال: فما السماح. قال: البذل في العسر واليسر. قال: فما الشح. قال: إن ما في يدك سرفا وما أنفقته تلفا. قال: فما الأخاء. قال: المساواة في الشدة والرخاء قال: فما الجبن. قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو. قال: فما الغنيمة قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة. قال: فما الحلم. قال: كظم الغيظ وملك النفس. قال: فما الغنى. قال: رضى النفس بما قسم الله لها وإن قل وإنما الغنى عز النفس. قال: فما الفقر. قال: شره النفس في كل شيء. قال:

ص 359

فما المنعة. قال: شدة البأس ومنازعة أعز الناس. قال: فما الذل. قال: الفزع عن المصدوقة (الصدقة خ ل) قال: فما العي. قال: العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطة. قال: فما الجرأة. قال: موافقة الأقران. قال: فما الكلفة قال: كلامك فيما لا يعنيك. قال: فما المجد. قال: أن تعطي في العزم وإن تعفو عن الجرم. قال: فما العقل. قال: حفظ القلب كلما استوعيته. قال: فما الخرق قال: معاداتك إمامك ودفعك عليه كلامك. قال: فما السناء. قال: إتيان الجميل وترك القبيح. قال: فما الحزم. قال: طول الأناة والرفق بالولاة. قال: فما السفه. قال: اتباع الدناة ومصاحبة الغواة. قال: فما الغفلة. قال: ترك المسجد وطاعتك المفسد. قال: فما الحرمان. قال: تركك حظك وقد عرض عليك. قال: فمن السيد. قال: الأحمق في ماله والمتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب المهتم بأمر عشيرته هو السيد، (فهذه الأجوبة الصادرة منه على البديهة من غير روية شاهدة له ع ببصيرة باصرة وبديهة حاضرة ومادة فضل وافرة وفكرة على استخراج الغوامض قادرة). رواه في مطالب السؤول (ص 68 ط طهران). ورواه في مرآة المؤمنين (ص 212) بتلخيص يسير وتقدم نقله عن سائر كتب القوم في (ج 11 ص 107). وروي شطر منها في تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن ابن علي (ص 166 ط بيروت).

ومن كلامه عليه السلام:

حين سأله معاوية عن الكرم والمروءة والنجدة أما الكرم فالتبرع بالمعروف، والاعطاء قبل السؤال، والاطعام في المحل

ص 360

وأما النجدة فالذب عن الجار في المواطن، والإقدام في الكريهة، وأما المروءة فحفظ الرجل دينه وإحرازه نفسه من الدنس، وقيامه لضيفه، وأداء الحقوق، وإفشاء السلام. رواه في الجوهر النفيس في سياسة الرئيس (ص 118 ط دار الطليعة في بيروت).

جوابه عليه السلام لمعاوية

قال له معاوية: وتجلدي للشامتين أريهم * أني لريب الدهر لا أتضعضع

فقال ع في جوابه: وإذا المنية أنشبت أظفارها * ألفيت كل تميمة لا تنفع

رواه في وسيلة النجاة ص 241 ط لكنهو.

ص 361

فضائل سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام

(ميلاده عليه السلام)

رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 256 إلى ص 259) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم الحافظ الطبراني في المعجم الكبير (ص 142 ط المكتبة السلفية بالمدينة المنورة) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا عبد الله بن سعيد الكندي، نا حفص ابن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: لم يكن بين الحسن والحسين إلا طهر. ومنهم العلامة أحمد بن أحمد الصغير الشافعي في تحفة الراغب (ص 3 ط محمد أفندي) قال: ولد الحسين رضي الله عنه سنة أربع على الصحيح، وكانت ولادته لخمس

ص 362

خلون من شعبان، علقت به أمه الطاهرة الزهراء بعد ولادة أخيه الإمام الحسن رضي الله عنه بخمسين ليلة، وقد حنكه النبيّ صلّى عليه وآله وسلم. ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي في كفاية الطالب (ص 269 ط الغري) قال: أخبرنا بذلك الحافظ يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب، قال قرأت على عبد الله بن كاره ببغداد، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، عن أبي عمر بن حيويه، عن أبي الحسن أحمد بن معروف، حدثنا الحسن بن الفهم، حدثنا محمد بن سعد كاتب الواقدي، قال: الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم يكنى أبا عبد الله، وأمه فاطمة بنت رسول الله ص ، وأمها خديجة بنت خويلد ابن أسد، علقت بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة، وكان بين ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة، وولد الحسين ع لليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة. قلت: أخرجه ابن سعد في الطبقة السابعة، ورواه محدث الشام عنه وعن غيره من أهل التواريخ في مناقبه. ومنهم الحافظ الشيخ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الشافعي المتوفى سنة 748 في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 380 ط بيروت) قال: قال الزبير: مولده في خامس شعبان سنة أربع من الهجرة.

ص 363

قال جعفر الصادق: بين الحسن والحسين في الحمل طهر واحد. قد مرت في ترجمة الحسن ع عدة أحاديث متعلقة بالحسين. ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 416 ط مكتبة السعادة بالقاهرة) قال: تقول أسماء بنت عميس: بعد حول من مولد الحسن ولدت السيدة الزهراء الحسين، فجاءني النبي ص وقال: يا أسماء هاتي ابني، فدفعته إليه ص في خرقة بيضاء، فاستبشر به وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم وضعه في حجره وبكى. قالت أسماء: فقلت فداك أبي وأمي مم بكاؤك؟ قال: على ابني هذا. قلت: إنه ولد الساعة. قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية، لا أنالهم الله شفاعتي.

ص 364

استدراك جملة مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

(في فضائل الحسين عليه السلام) (غير ما تقدم عنه فيه وفي أخيه الحسن مشتركا)

الحديث الأول

ما روى القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 293 إلى ص 302) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في كتابه مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين (ص 203) قال: وعن أبي هريرة سمعت أذني هاتان وأبصرت عيناي هاتان رسول الله ص وهو آخذ بكفيه بكفه جميعا وقدماه على قدم رسول الله وهو يقول: حزقة حزقة عين بقة، فرقى الغلام حتى يضع قدميه على صدر رسول الله ص وقال له: افتح، ثم قبله ثم قال: اللهم أحبه فإني أحبه.

ص 365

ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في الجامع الكبير (كما في جامع الأحاديث ج 2 ص 74 ط دمشق) روى من طريق الحاكم عن أبي هريرة قال: قال النبي ص : أحب الله من أحب حسينا. ومنهم العلامة أحمد بن أحمد الصغير المصري الشافعي في تحفة الراغب في سيرة جماعة من أعيان أهل البيت الأطائب (ص 4 ط محمد أفندي مصطفى) قال: روى خيثمة بن سليمان، عن أبي هريرة أن النبيّ صلّى عليه وآله وسلم جلس في المسجد فقال: أين لكع، فجاء الحسين يمشي حتى سقط في حجره، فجعل أصابعه في لحية رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، ففتح صلى الله عليه وسلم فمه - أي الحسين - فأدخل فاه في فيه ثم قال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه. ومنهم العلامة محمد إكرام الدين في سعادة الكونين (ص 35) روى عن البراء قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم في حق الحسين: اللهم إني أحبه فأحبه. ومنهم العلامة الشيخ عبد المنعم صالح العلي البغدادي في الدفاع عن أبي هريرة (ط النهضة في بيروت ص 173) روى عن أبي هريرة قال: ما رأيت الحسين بن علي إلا فاضت عيني دموعا، وذاك أن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم خرج يوما فوجدني في المسجد، فأخذ

ص 366

بيدي واتكأ علي، فانطلقت معه حتى جاء سوق بني قينقاع قال: وما كلمني، فطاف ونظر ثم رجع ورجعت معه، فجلس في المسجد واحتبى وقال لي: ادع لي لكاع. فأتى حسين يشتد حتى وقع في حجره، ثم أدخل يده في لحية رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، فجعل رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يفتح فم الحسين، فيدخل فاه فيه ويقول: اللهم إني أحبه فأحبه.

الحديث الثاني

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم (في ج 11 ص 316) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في وسيلة النجاة (ص 266 ط گلشن فيض في لكهنو) قال: أخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وآله وأحبهم إليه الحسين بن علي عليه السلام، رأيت يجئ وهو ساجد، فركب رقبته - أو قال ظهره - فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل، ولقد رأيته وهو راكع فيفرج بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر. ومنهم العلامة الصنعاني في المصنف (ج 2 ص 34) روى عن عبد الرزاق، عن ابن جريح، عن عطاء قال: كان رسول الله ص يأخذ حسينا في الصلاة فيحمله قائما حتى إذا سجد وضعه. قلت: أفي المكتوبة؟ قال: لا أدري.

ص 367

وروى أيضا عن عبد الرزاق، عن ابن جريح، ع عمرو بن دينار: أن النبي ص كان يسجد فيرقى حسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخره، فإذا سجد عاد فرقى على ظهره. قال: فإذا رفع رأسه أخره.

الحديث الثالث

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 316) وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلى الحنفي ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه وسيلة النجاة (ص 266 طبع مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو) روى عن ابن عباس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وعلى فخذه الأيمن الحسين [وعلى فخذه الأيسر إبراهيم ابنه] وهو يقبل هذا تارة وذلك أخرى، وهبط جبرئيل فقال: الحمد لله إن الله يقرؤك السلام، وقال: إن الله تعالى لا يجمع لك هذين فاختر أيهما شئت. فنظر إلى إبراهيم وبكى ونظر إلى الحسين وبكى ثم قال: إن إبراهيم إن مات لم يحزن عليه غيري وأم الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا فآئر حزني على حزنهما، فقبض إبراهيم فقد فديت الحسين به فقبض بعد ثلاث، وكان إذا رأى الحسين مقبلا قبله وضمه إلى صدره.

ص 368

الحديث الرابع

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 296 إلى ص 297) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة البدخشي في مفتاح النجاة (ص 136 مخطوط) قال: وأخرج أبو يعلى عن أبي عبيدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: لا يزال هذا الدين قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد.

الحديث الخامس

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 296 إلى 297) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة الصيادي في كتابه ضوء الشمس في شرح قوله ص بني الإسلام على الخمس (ص 98) قال: روى خيثمة بن سليمان عن أبي هريرة أن النبيّ صلّى عليه وآله وسلم جلس في المسجد، فجاء الحسين يمشي حتى سقط في حجره، فجعل أصابعه في لحية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ففتح صلى الله عليه وسلم فمه - أي الحسين - فأدخل فاه في فيه ثم قال: اللهم إني أحبه وأحب من يحبه.

ص 369

الحديث السادس

ما رواه القوم وقد تقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 557 إلى ص 568) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة ابن المغازلي في المناقب (ص 388) قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه الله، حدثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، حدثنا سري بن منصور بن عمار، حدثنا أبي، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام أخذوا الرأس وأسروا به، فلما صار الليل قعدوا يشربون ويتحيون بالرأس، فخرجت عليه كف من حائط فيها قلم من حديد وكتبت سطرا بدم: أترجوا أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب

الحديث السابع

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 334) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة ابن المغازلي في المناقب (ص 79 ط الإسلامية بطهران) قال: أخبرنا أحمد بن محمد إجازة، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب، حدثنا

ص 370

أبي، حدثنا إبراهيم بن عبد السلام، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن إسماعيل، عن أبيه مجالد بن سعيد، عن عامر بن سعد البجلي قال: لما قتل الحسين بن علي رأيت النبيّ صلّى عليه وآله وسلم في المنام فقال: ائت البراء بن عازب فاقرأه مني السلام وأخبره أن قتلة الحسين في النار وإن كاد الله عز وجل أن يسحت الناس بعذاب عظيم. قال: فأتيت البراء فذكرت ذلك له، فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال رسول الله: من رآني في المنام فقد رآني.

الحديث الثامن

ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الفاضل العالم الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 429) قال: وعن زيد بن زياد قال: خرج رسول الله ص من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة، فسمع حسينا يبكي فقال: ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني. ومنهم العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 284 ط بيروت) قال: وفي مراسيل يزيد بن أبي زياد، أن النبي ص سمع حسينا يبكي، فقال لأمه: ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.

ص 371

الحديث التاسع

قد تقدم نقل الحديث منا في (ج 10 ص 533) عن جماعة ونروي ههنا عمن لم نروه عنهم هناك: منهم العلامة ابن المغازلي في المناقب (ص 373 ط الإسلامية بطهران) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو بكر بن إبراهيم وأبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، قالا حدثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر، حدثنا الحسن بن حماد، حدثنا يحيى بن يعلى، عن سفيان ابن عيينة، عن أبي موسى، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يمص لعاب الحسن والحسين كما يمص الرجل التمرة. ومنهم العلامة السيد أبو الهدى ابن الحسن الصيادي الرفاعي النسب الخالدي في كتابه ضوء الشمس في شرح قوله ص بني الإسلام على الخمس (ص 98) قال: وروى أبو الحسن ابن الضحاك عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يمص لعاب الحسين كما يمص الرجل التمرة. ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في كتابه أهل البيت (ص 429) روى الحديث عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن ضوء الشمس .

ص 372

الحديث العاشر

ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 11 ص 460 ط بيروت) قال: أخبرنا تاج الدين عبد الخالق، أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة (ح) وأخبرنا أبو سعيد الزيني، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف، قالا أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد، أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي، أخبرنا القاسم ابن أبي المنذر الخطيب، أخبرنا علي بن إبراهيم القطان، حدثنا محمد بن يزيد الحافظ، حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: رأيت النبيّ صلّى عليه وآله وسلم حامل الحسين على عاتقه ولعابه يسيل عليه.

الحديث الحادي عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 334) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة شمس الدين الذهبي الدمشقي في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 283 ط بيروت) قال: وروى شداد أبو عمار، عن واثلة بن الأسقع، قصة الكساء.

ص 373

أحمد: حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن راشد، عن يعلى العامري، قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: حسين سبط من الأسباط، من أحبني فليحب حسينا. وفي لفظ: أحب الله من أحب حسينا. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في اتحاف أهل الإسلام (في نسخة مصورة بمكتبة الظاهرية بدمشق) روى الحديث عن يعلى بعين ما تقدم عن سير أعلام النبلاء . ومنهم العلامة السيد عبد القادر الطبري الشافعي في كتابه عيون المسائل (ص 91 ط السلام بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن سير أعلام النبلاء . وروى عن يعلى بن مرة قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: حسين مني وأنا، من حسين أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط.

الحديث الثاني عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 397) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة الشيخ قطب الدين أحمد الشهير بولي الله الدهلوي المتوفى 1176 في إزالة الخفاء (ص 596 ط كراتشي) في المشكاة معزوا إلى البيهقي عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت

ص 374

على رسول الله ص فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة. قال: وما هو؟ قالت: إنه شديد. قال: وما هو؟ قال: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري. فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: رأيت خيرا، تلد فاطمة إن شاء الله غلاما يكون في حجرك. فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، فدخلت يوما على رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فوضعته في حجره، ثم كانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله تهريقان الدموع. قالت: فقلت يا نبي الله بأبي - الخ. ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في كتابه مرآة المؤمنين (ص 227) روى الحديث بعين ما تقدم عن إزالة الخفاء . ومنهم العلامة الشيخ محمد مبين الهندي اللكنهوئي في وسيلة النجاة (ص 276 ط مطبعة گلشن فيض) روى الحديث نقلا عن المشكاة بعين ما تقدم عن إزالة الخفاء . ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في أشعة اللمعات في شرح المشكاة (ج 4 ص 709 ط نول كشور في لكهنو) روى الحديث عن أم الفضل بعين ما تقدم عن إزالة الخفاء .

ص 375

الحديث الثالث عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 372 إلى ص 376) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة الإمام أحمد بن حنبل في المسند (ج 1 ص 85) روى بإسناده عن عبد الله بن نجي أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي: اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: وماذا؟ قال: دخلت على النبي ص ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان. قال: بلى قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات. قال: فقال هل لك أن أشمك من تربته. قال: قلت نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا. ومنهم العلامة ابن المغازلي في المناقب (ص 397 ط الإسلامية بطهران) قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه أنه سافر مع علي عليه السلام وكان صاحب مطهرته، فلما جاء نينوى وهو منطلق إلى صفين فإذا علي عليه السلام يقول: صبرا أبا عبد الله صبرا أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: من ذا أبو عبد الله؟ قال علي عليه السلام: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وعيناه تفيضان فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان. قال: قام من عندي جبرئيل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات.

ص 376

وقال: هل لك أن أشمك من تربته. فقلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا. ومنهم العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء (ص 288 ط بيروت) قال: قال أحمد في مسنده : أخبرنا محمد بن عبيد، حدثنا شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو سائر إلى صفين، ناداه علي: اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: وما ذاك؟ قال: دخلت علي النبي ص ذات يوم وعيناه تفيضان، فقال: قام من عندي جبرئيل فحدثني أن الحسين يقتل، وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب، أقل: فأعطانيها، فلم أملك عيني. وفي (ج 3 ص 290): أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن عائشة، أو أم سلمة، أن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم قال لها: لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها، فقال: إن حسينا مقتول، وإن شئت أريتك التربة - الحديث. ورواه عبد الرزاق، أخبرنا عبد الله مثله، وقال: أم سلمة، ولم يشك. ويروى عن أبي وائل، وعن شهر بن حوشب، عن أم سلمة. ورواه ابن سعد من حديث عائشة. وله طرق أخرى. ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 232) قال: وأخرج ابن سعد عن الشعبي قال: مر علي رض بكربلا عند مسيره إلى صفين وحاذى نينوى قربه على الفرات، فوقف وسأل عن اسم هذه الأرض،

ص 377

فقيل كربلا، فبكى حتى بل الأرض من دموعه، ثم قال: دخلت على رسول الله ص وهو يبكي فقلت: ما يبكيك؟ قال: كان عندي جبرئيل آنفا وأخبرني أن ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال له كربلا، ثم قبض جبرئيل قبضة من تراب شمني إياها فلم أملك عيني أن فاضتا. ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الهندي في كنز العمال (ج16 ص 265 ط حيدرآباد الدكن) روى الحديث عن نجي بعين ما تقدم عن المسند . ومنهم العلامة أبو البركات نعمان أفندي في غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ (ج 2 ص 89). روى الحديث عن نجي بعين ما تقدم عن المسند . ومنهم العلامة الشيخ أبو محمد محمود بن الحاج محمد بن خطاب السبكي في المنهل العذب المورود في شرح سنن أبي داود (ج 9 ص 309 ط الاستقامة في القاهرة) روى الحديث عن نجي بعين ما تقدم عن مناقب ابن المغازلي . ومنهم العلامة الحافظ الذهبي في المنتقى من منهاج الاعتدال (ص 154) قال: وروي عن علي كرم الله وجهه ورضي عنه أنه لما مر بكربلاء قال: صبرا أبا عبد الله، يعني الحسين رضي الله عنه.

ص 378

الحديث الرابع عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 324) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة ابن المغازلي في المناقب (ص 68 ط الإسلامية بطهران) روى بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن موسى بن عمران سأل ربه عز وجل فقال: يا رب إن أخي هارون قد مات فاغفر له. فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى لو سألتني في الأولين والآخرين لأجبتك، ما خلا قاتل الحسين ابن علي فإني أنتقم له من قاتله.

الحديث الخامس عشر

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي في المناقب (ص 66 ص الإسلامية بطهران) روى بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار منكس في النار حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم عز وجل من شدة ريح نتنه، وفيها خالد ذائق العذاب الأليم لا يفتر عنهم ساعة ويسقى من حميم، الويل لهم من عذاب الله عز وجل. ورواه في (ص 403) بسند آخر.

ص 379

الحديث السادس عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 317 إلى 322) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الحنفي الشهير بابن الوردي المتوفى سنة 749 في كتابه تاريخ ابن الوردي (ج 1 ص 237 ط مطبعة الحيدرية في الغري الشريف) قلت: في الحديث عن النبيّ صلّى عليه وآله وسلم: إن الله قتل بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، ووعدني أن يقتل بابني هذا - يعني الحسين - سبعين ألفا، وكان كما قال، والله أعلم. ومنهم الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمد بن عثمان الذهبي الدمشقي المتوفى سند 748 في تذكرة الحفاظ (ج 1 ص 77 ط حيدرآباد الدكن) قال: حدثنا محمد بن شداد، أخبرنا أبو نعيم، أنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم: أني قتلت بيحيى سبعين ألفا، وأني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا. غريب، وعبد الله خرج له [مسلم].

الحديث السابع عشر

ما رواه جماعة من أعلام القوم:

ص 380

منهم العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 280 ط بيروت) روى هانئ بن هانئ، عن علي، قال: الحسين أشبه برسول الله صلّى عليه وآله وسلم من صدره إلى قدميه. وقال حماد بن زيد، عن هشام، عن محمد، عن أنس، قال: شهدت ابن زياد حيث أتي برأس الحسين، فجعل ينكت بقضيب معه، فقلت: أما إنه كان أشبهما بالنبيّ صلّى عليه وآله وسلم. ورواه جرير بن حازم، عن محمد.

الحديث الثامن عشر

ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 282 ط بيروت) روى عن موسى بن عثمان الحضرمي - شيعي واه - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: كان الحسين عند النبيّ صلّى عليه وآله وسلم وكان يحبه حبا شديدا، فقال: اذهب إلى أمك. فقلت: أذهب معه؟ فقال: لا، فجاءت برقة، فمشى في ضوئها حتى بلغ إلى أمه.

الحديث التاسع عشر

ما رواه جماعة من أعلام القوم:

ص 381

منهم العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 3 ص 282 ط بيروت) روى عن وكيع: حدثنا ربيع بن سعد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر، أنه قال - وقد دخل الحسين المسجد -: من أحب أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا.

الحديث العشرون

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي المتوفى 571 في تاريخ مدينة دمشق (ج 6 والنسخة مصورة من مخطوطة جامع السلطان أحمد الثالث من آل عثمان في اسلامبول) قال: أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين ابن النقور، قالا حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا داود بن رشيد حدثنا علي بن هاشم، عن أبيه، عن إسماعيل بن رجا، عن أبيه قال: كنت في مسجد رسول الله صلّى عليه وآله وسلم في حلقة فيها أبو سعيد الخدري وعبد الله ابن عمر، فمر بنا حسين بن علي فسلم فرد القوم، فسكت عبد الله بن عمر حتى إذا فرغوا رفع عبد الله بن عمر صوته فقال: وعليك ورحمة الله وبركاته. ثم أقبل على القوم فقال: ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء. قالوا: بلى قال: هو هذا الماشي ما كلمني كلمة منذ ليالي صفين، ولأن يرضى عني أحب إلي من أن تكون لي حمر النعم. فقال أبو سعيد: ألا تعتذر إليه. قال: بلي. قال: فتواعدا أن يغدوا إليه،

ص 382

فغدوت معهما فاستأذن أبو سعيد فأذن له، فدخل ثم استأذن لعبد الله بن عمر فلم يزل به حتى أذن له، فلما دخل قال أبو سعيد: يا بن رسول الله إنك لما مررت أمس فأخبره بالذي كان من قول عبد الله بن عمر، فقال له حسين: أعلمت يا عبد الله أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قال: إي ورب الكعبة. قال: فما حملك على أن تقاتلني وأبي يوم صفين، فوالله لأبي كان خيرا مني. قال: أجل. ومنهم العلامة شمس الدين أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي الشافعي المتوفى 748 في سير أعلام النبلاء (ج 3 ط مؤسسة الرسالة في بيروت) يونس بن أبي إسحق، عن العيزار بن حريث قال: بينا عمرو بن العاص في ظل الكعبة إذ رأى الحسين، فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في عيون التواريخ (المخطوط والنسخة مصورة من نسخة موجودة في استامبول ج 3 ص 47) وقال محمد بن سعد في الطبقات: بينا عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلا، فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء. ومنهم العلامة القاضي نعمان بن أبي عبد الله التميمي المالكي ثم الإسماعيلي المتوفى سنة 363 في المناقب والمثالب (والنسخة مصورة في المكتبة الملية الكائنة في لندن) قيل: كان عبد الله بن عمر يوما جالسا مع قوم إذ مر بهم الحسين بن علي صلوات الله عليهما، فقال عبد الله بن عمر: أما والله إنه كان لأحب أهل الأرض إلى أهل السماء.

ص 383

جملة من كرامات الحسين عليه السلام (ابتلاء قاتليه)

الأولى

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 465 إلى ص 466) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العالم الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي اللبناني في كتابه الدرر واللآل في بدايع الأمثال (ص 9 ط الاتحاد في بيروت) قال: روي من طريق الطبراني عن أم حكيم قالت: قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية، فمكثت السماء أياما مثل العلقة طب . عن عيسى بن الحرث الكندي قال: لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا إلى السماء على طرف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا طب .

ص 384

الثانية

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 552) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى أوائل القرن الثاني عشر في كتابه مفتاح النجا في مناقب آل العبا (ص 151 المخطوط) قال: وحكي عن الواقدي أن شيخا حضر قتله فقط فعمي، فسئل عن سببه فقال: إنه رأى النبيّ صلّى عليه وآله وسلم حاسرا عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع ورأى عشرة من قاتلي الحسين رضي الله عنه مذبوحين بين يديه، ثم لعنه وسبه، ثم أكحله بمرود من دم الحسين رضي الله عنه فأصبح أعمى.

الثالثة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 531 إلى ص 532) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى أوائل القرن الثاني عشر في كتابه مفتاح النجا في مناقب آل العبا (المخطوط ص 151) قال: وحكي أيضا أن شخصا منهم (أي من قاتلي الحسين) علق في لبب فرسه رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما، فرأى بعد أيام ووجهه أشد سوادا من

ص 385

القار، فقيل له: إنك كنت أنضر العرب وجها. فقال: ما مرت علي ليلة من حين حملت تلك الرأس إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني فيها وأنا أركض فيصفعاني كما ترى. ثم مات على أقبح حالة.

الرابعة

ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا الأموي مولاهم المتوفى سنة 281 في كتابه مجاب الدعوة (ص 38 طبع هيوندى من أعمال بمبئي بالهند) قال ما لفظ: عن سفيان بن عيينة، قال حدثتني جدتي أم أبي، قالت: أدركت رجلين من الجعفيين ممن شهد قتل الحسين رضي الله عنه، فأما أحدهما فطال ذكره حتى تلفه، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه فيشربها حتى يأتي على آخرها. قال سفيان: أدركت ابن أحدهما به خبل أو نحو هذا. أقول: ونقل الخبر الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (ج 2 ص 354).

الخامسة

ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن المغازلي في المناقب (ص 384 ط الإسلامية بطهران) قال: حدثنا أسلم، قال أحمد بن إسماعيل بن عمر، حدثنا سليمان بن منصور،

ص 386

حدثنا علي بن عاصم، عن حصين قال: كنت بالكوفة فجاءنا قاتل الحسين بن علي عليهما السلام، فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا طليت رمادا. قال علي بن عاصم: قلت لحصين: مثل ما كنت يومئذ. قال: رجل متأهل.

السادسة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 506 إلى ص 510) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة ابن المغازلي في المناقب (ص 384 ط الإسلامية بطهران) قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن خضر الأزدي إجازة أن أبا يعقوب يوسف ابن يعقوب النجيرمي حدثهم، قال حدثنا أبو يحيى الساجي، حدثنا إسماعيل ابن بنت السدي، حدثنا دويد الجعفي، عن أبيه قال: لما قتل الحسين عليه السلام انتهبت جزور من عسكره، فلما طبخت إذا هي دم فأكفوها.

السابعة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 542 إلى 545) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلى الحنفي ابن المولوي محب الله السهالوي في كتابه وسيلة النجاة (ص 307 ط مطبعة گلشن فيض في لكهنو) نقل قصة تسلل الحية في رأس ابن زياد مرتين أو ثلاثا لما جيئ به إلى

ص 387

الكوفة عن الصواعق بعين ما نقلنا عنه في (ج 11 ص 544) فراجع.

الثامنة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 333) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي فرنگى محلى الحنفي ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1235 في وسيلة النجاة (ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو ص 307) روى عن عامر بن سعد البجلي أنه قال يوم قتل الحسين بن علي: رأيت النبيّ صلّى عليه وآله وسلم في المنام فقال لي: رأيت البراء بن عازب فأقرأه مني السلام وأخبره أن قتلة الحسين في النار وأن ينجى أهل الأرض عن العذاب الأليم، فأتيت البراء فأخبرته فقال: صدق الله ورسوله، قال رسول الله ص : من رآني فإن الشيطان لا يتصور في صورتي. أخرجه ابن الأخضر، وهذا عذاب الآخرة وهو أشد وأبقى، وأما عذاب الدنيا فقد قال الزهري: لم يبق أحد ممن حضر قتله إلا عوقب في الدنيا إما بقتل أو سواد الوجه أو عمى أو زوال الملك في مدة يسيرة.

التاسعة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 506 إلى ص 510) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

ص 388

منهم العلامة ابن المغازلي في المناقب (ص 383 ط الإسلامية بطهران) قال: قال: حدثنا أسلم، حدثنا إسماعيل بن عيسى، حدثنا يزيد بن هارون، حدثتني أمي، عن جدها قال: أدركت قتل الحسين بن علي عليهما السلام، فلما قتل خرج أناس إلى إبل كانت معه فانتهبوها، فلما كان الليل رأيت فيها النيران فاحترق كل ما أخذ من عسكره.

العاشرة

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 525) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة إبراهيم بن محمد البيهقي البغدادي المتوفى سنة 300 بقليل في المحاسن والمساوئ (ص 62 ط دار صادر في بيروت) قال: قيل: ودخل سنان بن أنس على الحجاج بن يوسف فقال: أنت قتلت الحسين بن علي؟ قال: نعم. فقال: أما إنكما لن تجتمعا في الجنة. فذكروا أنهم رأوه موسوسا يلعب ببوله كما يلعب الصبيان.

الحادى عشر

ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 552 إلى ص 555) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

ص 389

منهم العلامة ابن المغازلي في المناقب (ص 405 ط الإسلامية بطهران) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن أبي مسلم القرضي، أخبرنا محمد بن القاسم الأنباري النحوي، حدثنا موسى بن إسحق الأنصاري، حدثنا هارون بن حاتم، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن ثابت ابن إسماعيل، عن أبي النضر الحرمي قال: رأيت رجلا سمج العمى، فسألته عن سبب ذهاب بصره، فقال: كنت فيمن حضر عسكر عمر بن سعد، فلما جاء الليل رقدت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام وبين يديه طشت فيها دم وريشة في الدم وهو يؤتي بأصحاب عمر بن سعد فيأخذ الريشة فيخط بها أعينهم، فأتي بي فقلت: يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم. فقال: أفلم تكثر عدونا، فأدخل إصبعيه في الدم السبابة والوسطى وأهوى بها إلى عيني فأصبحت أعمى. ومنهم العلامة البدخشي في مفتاح النجا (ص 151 مخطوط) قال: وحكي أيضا أن شخصا رأى النبيّ صلّى عليه وآله وسلم في النوم وبين يديه طست فيها دم والناس يعرضون عليه فيلطخهم. قال: حتى انتهيت إليه فقلت: ما حضرت. فقال لي: هويت فأومئ إلي بإصبعه فأصبحت أعمى.

ص 390

ملخص ما رواه ابن عساكر (في ترجمة الإمام الحسين بن علي ع من تاريخ دمشق) (المطبوع في بيروت)

الحديث الأول

رواه في (ص 81): بسنده عن يعلى، قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: حسين سبط من الأسباط، من أحبني فليحب حسينا.

الحديث الثاني

رواه في (ص 82): بسنده عن يعلى قال: جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، فأخذ أحدهما فضمه إلى إبطه وأخذ الآخر فضمه إلى إبطه الآخر،

ص 391

وقال: هذان ريحانتاي من الدنيا من أحبني فليحبهما. ثم قال: الولد مجبنه مبخلة مجهلة.

الحديث الثالث

رواه في (ص 82): بسنده عن يعلى بن مرة، قال: خرجنا مع النبيّ صلّى عليه وآله وسلم، فدعينا إلى طعام فإذا الحسين يلعب في الطريق، فأسرع النبيّ صلّى عليه وآله وسلم أمام القوم ثم بسط يديه فجعل الحسين يمر مرة هاهنا ومرة هاهنا فيضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه فقبله فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحبه الحسن والحسين سبطان من الأسباط.

الحديث الرابع

رواه في (ص 92): بسنده عن أبي هريرة، قال: كنت مع رسول الله صلّى عليه وآله وسلم في سوق من أسواق المدينة، فانصرف وانصرفت معه، فقال: ادع الحسين ابن علي، فجاء الحسين بن علي يمشي، فقال النبيّ صلّى عليه وآله وسلم بيده هكذا فقال الحسين بيده هكذا، فالتزمه فقال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

ص 392

الحديث الخامس

رواه في (ص 109): بسنده عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: جاء حسين يشتد والنبيّ صلّى عليه وآله وسلم يصلي، فالتزم عنقه فقام [النبي] وأخذ بيده، فلم يزل يمسكه حتى ركع.

الحديث السادس

رواه في (ص 127): بسنده عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلّى عليه وآله وسلم يمص لسان الحسين بن علي كما يمص الصبي التمرة.

الحديث السابع

رواه في (ص 132): بسنده عن يزيد بن أبي زياد، قال: خرج النبيّ صلّى عليه وآله وسلم من بيت عائشة، فمر على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكي، فقال لفاطمة: أي بنية ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.

الحديث الثامن

رواه في (ص 149):

ص 393

بسنده عن عبد الله بن عبيدة بن عمير، قال: حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد معه. قال: وأنبأنا الفضل بن دكين، أنبأنا حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: إن الحسين بن علي حج ماشيا وإن نجائبه تقاد وراءه.

الحديث التاسع

رواه في (ص 150): بسنده عن مصعب بن عبد الله قال: حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا.

الحديث العاشر

رواه في (ص 155): بسنده عن أبي عون، قال: لما خرج الحسين بن علي من المدينة يريد مكة، مر بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له: أين فداك أبي وأمي؟ قال: أردت مكة. قال: وذكر له أنه كتب إليه شيعته بها - فقال له ابن مطيع: أين فداك أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر إليهم. فأبى حسين فقال له ابن مطيع: إن بئري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة. قال: هات من مائها. فأتى من مائها في الدلو، فشرب منه ثم تمضمض ثم رده في البئر، فأعذب وأمهى.

ص 394

الحديث الحادي عشر

رواه في (ص 165): بثلاثة أسانيد عن عبد الله بن نجي عن أبيه: أنه سافر مع علي بن أبي طالب - وكان صاحب مطهرته - فلما حاذوا نينوى - وهو منطلق إلى صفين - نادى علي: صبرا أبا عبد الله، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: من ذا أبو عبد الله؟ قال: دخلت على رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وعيناه تفيضان، فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: [ما أغضبني أحد] بل قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا.

الحديث الثاني عشر

رواه في (ص 167): بسنده عن عامر الشعبي قال: قال علي - وهو على شاطئ الفرات - صبرا أبا عبد الله، ثم قال: دخلت على رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وعيناه تفيضان فقلت: أحدث حدث؟ قال: أخبرني جبرئيل أن حسينا يقتل بشط الفرات. ثم قال: أتحب أن أريك من تربته؟ قلت: نعم، فقبض قبضة من تربتها فوضعها في كفي، فما ملكت عيناي أن فاضتا.

ص 395

الحديث الثالث عشر

رواه في (ص 151): عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: مر الحسين بمساكين يأكلون في الصفة، فقالوا: الغداء، فنزل وقال: إن الله لا يحب المتكبرين ، فتغدا معهم ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني. قالوا: نعم. فمضى بهم إلى منزله فقال للرباب: أخرجي ما كنت تدخرين.

الحديث الرابع عشر

رواه في (ص 168): بثلاثة أسانيد عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر على النبيّ صلّى عليه وآله وسلم فأذن له وكان في يوم أم سلمة، فقال النبيّ صلّى عليه وآله وسلم: يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، قال: فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فاقتحم ففتح الباب فدخل، فجعل يتوثب على ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجعل النبيّ صلّى عليه وآله وسلم يلثمه ويقبله، فقال الملك: أتحبه؟ قال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: نعم.

الحديث الخامس عشر

رواه في (ص 171):

ص 396

بسنده عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم لنسائه: لا تبكوا هذا الصبي - يعني حسينا - قال: فكان يوم أم سلمة فنزل جبرئيل فدخل رسول الله صلّى عليه وآله وسلم الداخل وقال لأم سلمة: لا تدعي أحدا يدخل علي، فجاء الحسين فلما نظر إلى النبيّ صلّى عليه وآله وسلم في البيت أراد أن يدخل، فأخذته أم سلمة فاحتظنته وجعلت تناغيه وتسكته، فلما اشتد في البكاء خلت عنه فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، فقال جبرائيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمتك ستقتل ابنك هذا. فقال النبيّ صلّى عليه وآله وسلم: يقتلونه وهم مؤمنين بي؟ قال: نعم يقتلونه. فتناول جبرئيل تربة فقال: بمكان كذا وكذا. فخرج رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وقد احتضن حسينا كاسف البال مهموما، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه، فقالت: يا نبي الله جعلت لك الفداء أنك قلت لنا: لا تبكوا هذا الصبي وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء فخليت عنه. فلم يرد رسول الله صلّى عليه وآله وسلم عليها، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال لهم: إن أمتي يقتلون هذا وفي القوم أبو بكر وعمر وكانا أجرأ القوم عليه، فقالا: يا نبي الله يقتلونه وهم مؤمنين؟ قال: نعم هذه تربته، فأراهم إياها.

الحديث السادس عشر

رواه في (ص 172): بسندين عن أم سلمة أن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم اضطجع ذات ليلة فاستيقظ وهو خاثر ثم رجع فرقد فاستيقظ وهو خاثر - زاد أبو غالب: ثم رجع فاستيقظ وهو خاثر. وقالا: - دون ما رأيت منه في المرة الأولى ثم، اضطجع

ص 397

فاستيقظ وفي يده تربة حمراء فقلت: ما هذه يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبرئيل أن ابني هذا يقتل بأرض العراق، يعني الحسين. إنتهى حديث أبي يعقوب: ورواه أبو غالب: فقلت لجبرئيل: أرني من تربة الأرض التي يقتل بها. قال: فهذه تربتها.

الحديث السابع عشر

رواه في (ص 175): بسنده عن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فنزل جبرئيل فقال: يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلى الحسين - فبكى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: يا أم سلمة وديعة عندك هذه التربة. قالت: فشمها رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وقال: ريح كرب وبلاء. قالت: وقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل. قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم تعني وتقول: إن يوما تحولين دما ليوم عظيم.

الحديث الثامن عشر

رواه في (ص 176):

ص 398

بسنده عن داود قال: قالت أم سلمة: دخل الحسين على رسول الله صلّى عليه وآله وسلم ففزع، فقالت أم سلمة: ما لك يا رسول الله؟ قال: إن جبرئيل أخبرني أن ابني هذا يقتل وأنه اشتد غضب الله على من يقتله.

الحديث التاسع عشر

رواه في (ص 176): بسنده عن أم سلمة، قالت: كان جبرئيل عند النبيّ صلّى عليه وآله وسلم والحسين معي، فبكى فتركته فدنا من النبيّ صلّى عليه وآله وسلم فقال جبرئيل: أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. قال جبرئيل: إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها؟ فأراه إياه فإذا الأرض يقال لها: كربلاء.

الحديث العشرون

رواه في (ص 177): بسنده عن عبد الله بن سعيد عن عائشة أو أم سلمة - قال وكيع شك هو يعني عبد الله بن سعيد - أن النبيّ صلّى عليه وآله وسلم قال لإحداهما: لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها، فقال لي: إن ابنك هذا الحسين مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها؟ قالت: فأخرج - زاد الجوهري إلى النبي وقالا: - تربة حمراء.

ص 399

الحديث الحادي والعشرون

رواه في (ص 178): بسنده عن أم سلمة قالت: كان النبيّ صلّى عليه وآله وسلم نائما في بيتي فجاء الحسين قالت: فقصد الباب فسبقته على الباب مخافة أن يدخل فيوقظه. قالت: ثم غفلت في شيء فدب فدخل فقعد على بطنه، قالت: فسمعت نحيب رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، فجئت فقلت: يا رسول الله والله ما علمت به؟ فقال: إنما جاءني جبرئيل عليه السلام وهو على بطني قاعد فقال لي: أتحبه؟ فقلت: نعم قال: إن أمتك ستقتله ألا أريك التربة التي يقتل بها؟ قال: فقلت: بلى. قال: فضرب بجناحه فأتى بهذه التربة، قالت: فإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول: يا ليت شعري من يقتلك بعدي؟.

الحديث الثاني والعشرون

رواه في (ص 179): بسنده عن عائشة قالت: كانت له مشربة وكان النبيّ صلّى عليه وآله وسلم إذا أراد لقي جبرئيل لقيه فيها، فلقيه رسول الله صلّى عليه وآله وسلم مرة من ذلك فيها وأمر عائشة أن لا يصعد إليه أحد، فدخل حسين بن علي ولم علم عائشة حتى غشيها، فقال جبرئيل: من هذا؟ فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: هذا ابني. فأخذه النبيّ صلّى عليه وآله وسلم فجعله على فخذه، فقال جبرئيل: أما إنه سيقتل، فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: ومن يقتله؟ قال: أمتك،

ص 400

فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: أمتي تقتله؟ قال: نعم فإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل بها، فأشار له جبرئيل إلى الطف بالعراق وأخذ تربة حمراء فأراه إياها، فقال: هذه تربة مصرعه.

الحديث الثالث والعشرون

رواه في (ص 181): بسنده عن زينب قالت: بينا رسول الله صلّى عليه وآله وسلم في بيتي وحسين عندي حين درج، فغفلت عنه فدخل على رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فجلس على بطنه، قالت: فبال عليه فانطلقت لأخذه، فاستيقظ رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فقال: دعيه. فتركته حتى فرغ، ثم دعا رسول الله بماء فقال: إنه يصب من الغلام ويغسل من الجارية، فصبوا صبا. ثم توضأ رسول الله ثم قام يصلي، فلما قام احتضنه إليه، فإذا ركع أو جلس وضعه، ثم جلس فبكى ثم مد يده، فدعا الله تعالى، فقلت حين قضى الصلاة: يا رسول الله إني رأيتك اليوم صنعت شيئا ما رأيتك تصنعه [قبل اليوم]؟ قال: إن جبرئيل أتاني فأخبرني أن هذا تقتله أمتي. فقلت: [يا جبرئيل] أرني [تربة مصرعه] فأراني تربة حمراء.

الحديث الرابع والعشرون

رواه في (ص 182): بسندين عن شداد قال: قالت أم الفضل بنت حرث - زوجة العباس بن

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج19)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب