الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج20)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 151

الآية الخامسة والخمسون قوله تعالى:

هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين سورة الأنفال:6 2.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في (ج 3 ص 194 وج 14 ص 585) عن كتب جماعة من العامة، ونستدرك النقل ههنا عمن لم ننقل عنهم: منهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المشتهر بابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 2 ص 419) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن سليمان العوفي النصيبي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المهري (كذ)، أنبأنا عباس بن بكار، أنبأنا خالد بن أبي عمرو الأسدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش لا إله إلا الله وحدي لا شريك لي،

ص 152

ومحمد عبدي ورسولي، أيدته بعلي وذلك قوله في كتابه هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين علي وحده. ومنهم العلامة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام الذي خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه النور المشتعل (ص 82 ط وزارة الارشاد الإسلامي بطهران) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال حدثنا الحسين بن إسماعيل المهري، قال حدثنا عباس بن بكار، قال حدثنا خالد بن أبي عمرو الأسدي، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد عبدي ورسولي، أيدته بعلي بن أبي طالب ، وذلك قوله تعالى في كتابه هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين يعني علي بن أبي طالب عليه السلام. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي في كتاب آل محمد (ص 244 نسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: أخرج أبو نعيم الاصفهاني الحافظ بسنده عن أبي هريرة وعن صالح وعن أنس وعن جعفر الصادق عليه السلام وعن إمام المفسرين ابن عباس في قوله تعالى هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين قالوا: نزلت في علي، وإن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم قال: رأيت مكتوبا على العرش لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد عبدي ورسولي، أيدته ونصرته بعلي بن أبي طالب .

ص 153

الآية السادسة والخمسون قوله تعالى:

إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا الآيات. سورة الانسان: 5.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في (ج 3 ص 157 وص 583 وج 14 ص 446) عن كتب جماعة من العامة، ونستدرك النقل ههنا عمن لم ننقل عنهم: منهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي ابن السيد جلال الدين عبد الله في توضيح الدلائل (ص 169 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: قوله تعالى: إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا الآيات عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: آجر علي كرم الله تعالى وجهه نفسه وسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح، فقبض الشعير وطحن منه فجعلوا منه شيئا

ص 154

ليأكلوه يقال له الحريزة دقيق بلا دهن، فلما تم إنضاجه أتى مسكين يسأل فأطعموه إياه، ثم صنعوا الثلث الثاني فلما تم أتى يتيم فسأل فأطعموه إياه، ثم صنعوا الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه إياه وطووا يومهم فنزلت. وهذا قول الحسن وقتادة. قال أهل العلم: وهذا يدل على أن الثواب مرجو فيهم وإن كانوا من غير أهل الذمة، وهذا إذا أعطوا من غير الزكاة والكفارة. وقال سعيد بن جبير: الأسير المجوس من أهل القبلة، رواه الطبري وقال: خرجه الواحدي. وفي فرائد التفسير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إن حسنا وحسينا رضي الله تعالى عنهما مرضا، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما أن يصوموا ثلاثة أيام إن برءا عما بهما، فشفيا واختبزت فاطمة رضي الله تعالى عنها خمسة أقراص من دقيق الشعير على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليكم يا أهل بيت رسول الله محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فآثروه ولم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياما، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، فلما أصبحوا أخذ علي رضي الله تعالى عنه بيد حسن وحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع وقال: ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم.

ص 155

فانطلق صلى الله عليه وآله معهم فرأى فاطمة عليها السلام في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها، فساءه ذلك فنزل جبرئيل وقال: خذها يا محمد هنأك الله تعالى في أهل بيتك فاقرأ السورة. وفي ص 322 قال: قوله تعالى إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا الآية، قال الواقدي في كتاب أسباب النزول: إن عليا عليه السلام آجر نفسه يسقي نخيلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحنوا ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الخزيرة، فلما تم انضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم انضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الباقي فلما تم انضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك فأنزلت فيهم هذه الآية، والله سبحانه أعلم. وروى الطبري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن نزولها في شأنهم. ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في توضيح الدلائل (ص 322 والنسخة مصورة من مكتبة الملي بفارس) قال: عن ذلك ما قال الإمام الصالحاني: قرأت على استاذي الحافظ أبو موسى المديني عودا على بدء قلت له: أخبركم الإمام أبو نصر أحمد بن عمر ن حمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله تعالى، أنا الحاكم أبو منصور محمد بن أحمد بن محمد بنوقان طوس، أنا أحمد بن محمد بن بن إبراهيم النيسابوري، أنا عبد الله بن حامد، أنا أبو محمد

ص 156

أحمد بن عبد الله المزني، نبأ أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهل الباهلي بالبصرة، حدثني محمد بن زكريا البصري، حدثني شعيب بن واقد المزني، نبأ القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعنهم في قوله الله عز وجل يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ، قال: مرض الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما، فعادهما رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وبارك وسلم وعادهما عامة العرب، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا وكل نذر لا يكون على وفاء فليس بشيء. فقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: إن برئا مما بهما صمت لله سبحانه وتعالى ثلاثة أيام شكرا، وقالت جارية لهم يقال لها فضة نوبية: إن برئ سيداي مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكرا، فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد صلى الله عليه وآله وبارك وسلم قليل ولا كثير، فانطلق علي رحمة الله ورضوانه عليه إلى جار يقال له شمعون بن حابا فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير. وفي رواية ابن جريح عن عطاء ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: فآجر نفسه ليلة يسقي النخيل بشيء من الشعير معلوم. وفي رواية ابن مهران: استقرض على أن يعطيه جزة من صوف تغزلها فاطمة عليها السلام، فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليها السلام بذلك فقبلت وأطاعت، فقامت إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم

ص 157

قرصا، وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم المغرب ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله تعالى على موائد الجنة. فسمعه علي رضوان الله تعالى عليه فأنشأ يقول:

فاطمة ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين

أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين

يشكو إلى الله ويستكين * يشكو إلينا الجايع الحزين

كل امرئ بكسبه رهين

فأجابته فاطمة رضي الله تعالى عنها:

أمرك سمع لي وطاعة * ما بي من لوم ولا ضراعة

أطعمه ولا أبالي الساعة * أرجو لئن أشبع من مجاعة

أن الحق الأخيار والجماعة * وأدخل الخلد ولي شفاعة

قال: فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذا أتاهم يتيم فوقف بالباب فقال: السلام عليكم لأهل بيت محمد يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة أطعموني أطعمكم الله تعالى على مائدة الجنة. فسمته علي عليه السلام فأنشأ يقول:

ص 158

فاطمة بنت سيد الكريم * بنت نبي ليس بالليئم

قد جاءنا الله بذا اليتيم * من رحم اليوم فهو رحيم

قد حرم الخلد على اللئيم * يزل في النار إلى الجحيم

شرابه الصديد والحميم

فقالت فاطمة عليها السلام: أطعمه اليوم ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي

أمسوا جياعا وهم أشبالي * يكفيني الرحمن ذو الجلال

فأعطوه الطعام فمكثوا يومين وليلتين ولم يذوقوا إلا الماء، فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي في فطحنته واختبزته، وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم، ثم أتى المنزل ووضع الطعام بين يديه فأتاهم أسير فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا أطعموني فإني أسير محمد، فأنشأ علي عليه السلام:

فاطمة بنت النبي أحمد * بنت النبي السيد المسود

هذا أسير النبي المهتد * مقفل في غلبه مقيد

يشكو إلينا الجوع في تمدد * من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الموحد * ما يزرع الزراع سوف يحصد

فقالت فاطمة عليها السلام: لم يبق مما جئت غير صاع * قد دميت كفي مع الذراع

ص 159

ابناي والله من الجياع * أبوهما في المكرمات ساع

يصطنع المعروف بابتداع * عبل الذارعين شديد الباع

يا رب لا تتركهما ضياع قال: فأعطوه الطعام ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء، فلما كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم أخذ علي الحسن بيمناه والحسين بيسراه وأقبل نحو رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وبارك وسلم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع، فلما بصر النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم قال: يا أبا الحسن ما أشد ما يسؤني ما بكم، انطلقوا يعني إلى فاطمة رضي الله تعالى عنها. وفي راوية فوثب النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم حتى دخل على فاطمة رضي الله عنها حتى وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها، ثم قال صلى الله عليه وآله وبارك وسلم لهم، أنتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم، فهبط جبرئيل عليه الصلاة والسلام فقال: يا محمد خذ هنأك الله في أهل بيت فقال صلى الله عليه وبارك وسلم: وما آخذ؟ فأقرأه هل أتى على الانسان حين من الدهر إلى قوله تعالى إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا الآيات. أقول: هذه رواية الإمام الصالحاني عن أستاذه الحافظ أبي موسى المدني.

ص 160

ومنهم العلامة جمال الدين إسماعيل بن الحسين الشافعي المتوفى سنة 630 في نهاية البيان في تفسير القرآن (ج 8 ص 107 من مصورة مكتبة جستربيتي في ايرلنده) قال: في قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه الآية: اختلفوا في من نزلت على ثلاثة أقوال: أحدها أنها نزلت في علي كرم الله وجهه، آجر نفسه يستسقي نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح، فلما قبض الشعير طحن ثلثه فأصلحوا منه شيئا يأكلونه يقال له الخزيرة، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا له الطعام، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم انضاجه أتى يتيم فأطعموه، ثم عمل الثلث الباقي فلما تم انضاجه جاء أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك، فنزلت هذه الآيات. رواه عطاء عن ابن عباس. والثاني: أنها نزلت في علي وفاطمة وجارية لهما يقال لها فضة، والقصة على ما روى مجاهد عن ابن عباس قال: مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله صلّى عليه وآله وسلمومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وعادهما العرب، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت عن ولديك - أن قال: فقال علي كرم الله وجهه: إن برأ ولدي مما بهما صمت ثلاثة أيام الله شكرا، وقالت فاطمة كذلك، وقالت فضة كذلك، فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير، فانطلق علي كرم الله وجهه لي شمعون اليهودي فاستقرض منه ثلاث آصع الطعام من شعير.

ص 161

وفي حديث آخر: فانطلق علي كرم الله وجهه إلى جار له من اليهود يقال له شمعون فقال له: هل لك أن تعطيني جزا من صوف تغزلها لك بنت محمد بثلاثة آصع من شعير؟ قال: نعم، فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة بذلك فقبلت وأطاعت، وقامت إلى صاع فطحنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرصا، وصلى علي كرم الله وجهه مع النبيّ صلّى عليه وآله وسلمالمغرب، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، فأتى مسكين فوقف بالباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة. فسمعه علي كرم الله وجهه فأنشأ يقول:

فاطم يا ذي المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين

أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين

يشكو إلى الله ويستكين * يشكو إلينا جائع حزين

كل امرئ بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستبين

وللبخيل موقف مهين * يهوى به النار إلى السجين

شرابها الحميم والغسلين

فأنشأت فاطمة تقول: أمرك يا بن العم طاعة * ما بي من لوم ولا وضاعة

هديت في الخير له صناعة * أطعمه ولا أبالي الساعة

أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة * إن الحق الأخيار والجماعة

وادخل الخلد ولي شفاعة

ص 162

فأطعموه الطعام ومكثوا يومهم وليلهم لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما كان يوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع فطحنته وصلى علي كرم الله وجهه مع النبي عليه السلام، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، فأتاهم يتيم فوقف على الباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فسمع علي كرم الله وجهه فقال: فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالذميم

قد جاءنا الله بذي اليتيم * يؤل في الباب إلى الحميم

مورده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم

ينزل في النار إلى الجحيم * شرابه الصديد والحميم

وصاحب البخل أخو الزنيم * هذا صراط الله المستقيم

فأنشأت فاطمة تقول: إني لأعطيه ولا أبالي * وأورث الله على عيالي

أمسوا جياعا وهم أشبالي * أصغرهم يقتل في القتال

للقاتل الويل مع الوبال * تهوى به النار إلى سفال

مصفد اليدين بالأغلال

فأعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته وخبزته وصلى علي مع النبي عليه السلام ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاه أسير فوقف بالباب

ص 163

فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد عليه السلام تأسروننا ولا تطعموننا أطعموني فإني أسير محمد عليه السلام أطعمكم الله من موائد الجنة. فسمعه علي كرم الله وجهه فأنشأ يقول:

فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسود

هذا أسير للنبي المهتدي * مكبل في غله مقيد

يشكو إلينا الجوع قد تمدد * من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الممجد * ما يزرع الزراع سوف يحصد

فأطعمي من غير من أنكد * حتى تجازى بالذي لا ينفد

فأنشأت فاطمة تقول:

لم يبق مما جئت غير صاع * قد دميت كفي مع الذراع

ابناي والله من الجياع * أبوهما الخير ذو اصطناع

يصطنع المعروف بابتباع * عبل الذراعين طويل الباع

وما على رأسي من قناع * إلا قناع نسجه نساع

فأطعموه الطعام، فلبثوا ثلاثة أيام مع لياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم أخذ علي بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين وأقبل نحو رسول الله وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع، فلما بصر به النبي عليه السلام قال: يا أبا الحسن ما أشد ما يسؤوني ما أرى بكم، وقام فانطلق إلى فاطمة وهي في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها، فساءه ذلك

ص 164

وقال: واغوثا بالله أهل بيت محمد يموتون جوعا. فهبط جبريل فقال: يا محمد خذها هنأك الله في أهل بيتك. قال: وما آخذ يا جبريل؟ فأقرأه هل أتى على الانسان إلى آخر السورة. ومنهم العلامة ناصر الدين محمد بن عبد الله في فتح الرحمن في تفسير القرآن (ص 167 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي في ايرلنده) قال: وروى مجاهد عن ابن عباس أن هذه السورة نزلت في علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وجارية لهم يقال لها فضة. قال ابن عباس: مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله صلّى عليه وآله وسلموعامة الصاحبة، فقالوا لعلي رضي الله عنه: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا. فقال علي رضوان الله عليهم أجمعين: إن برئا صمت لله ثلاث أيام شكرا، وقالت فاطمة كذلك، وقالت جارية لهم نوبية يقال لها فضة كذلك فعافاهما الله تعالى وليس عند آل محمد صلى الله عليه وسلم قليل ولا كثير، فانطلق علي إلى شمعون اليهودي الخيبري فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير، فلما جاء به وضعوا في ناحية البيت، فقامت فاطمة إلى صاع منها فطحنته واختبزته، وصلى علي رضوان الله عنه المغرب مع رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، فأتاهم مسكين فوقف بالباب وقال: السلام عليكم يا آل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين أطعموني الله على موائد الجنة. فسمعه علي رضي الله عنه فأنشأ يقول:

ص 165

فاطم ذات الخير واليقين * يا بنة خير الناس بالمكين

أما تري ذا البائس المسكين * يسألنا يقول أطعموني

قالت فاطمة رضي الله عنها:

أمرك سمع لي نعم وطاعة * ما بي من لوم ولا وضاعة

أطعمه ولا أبالي الساعة * أرجو لأن أشبع عن مجاعة

أن ألحق الأخيار والجماعة * وأدخل الجنة لي شفاعة

فأعطوه الطعام وطووا ليلهم ونهارهم ولم يذوقوا غير الماء، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع فطحنته فاختبزته، وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، فأتاهم يتيم فقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة يتيم من أولاد المسلمين استشهد والدي يوم العقبة أطعموني أطعمكم الله، فسمعه علي فأنشأ يقول:

فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالذميم

قد جاءنا الله بذي اليتيم * فأطعميه رغبة التكريم

غذاءنا لي رحمة الرحيم

قالت فاطمة رضي الله عنها:

أطعمه الآن ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي

أمسوا جياعا وهم أشبالي * يكفيني الرحمن ذو الجلال

قال: فأعطوه الطعام فمكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلا الماء، فلما كان في

ص 166

اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الثالث وطحنته واختبزته، وصلى علي ثم أتى المنزل، ووضع الطعام بين يديه فأتاهم أسير، وقال: السلام عليكم يا آل بيت النبوة أسرونا وشددونا ولا يطعمونا أطعموني أطعمكم الله، فسمعه علي رضي الله عنه، فأنشأ يقول:

فاطمة بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسدد

هذا أسير للنبي المهتد * مثقل بغله مقيد

من يطعم اليوم يجد بوعد * عند العلي الواحد الممجد

فقالت فاطمة رضي الله عنها:

لم يبق مما جئت غير صاع * قد دميت كفي مع الذراع

ابناي والله من الجياع * أبوهما في المكرمات ساعي

يا رب لا تتركهما ضياع

قال: فأعطوه الطعام، ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء، فكان في اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم أخذ علي الحسن بيمينه والحسين بيساره، وهما يرعشان كالفراخ من شدة الجوع، فلما بصر به النبيّ صلّى عليه وآله وسلم قال: يا أبا الحسن ما أشد ما يسؤني ما أرى بكم، ثم انطلق إلى فاطمة فانطلقوا معه وهي في محرابها، لما بصر بها النبيّ صلّى عليه وآله وسلموقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع غارت عيناها، قال: واغوثاه بالله آل محمد يموتون جوعا، فهبط جبرئيل عليه السلام وقال: يا محمد ما هنأك الله به في أهل بيتك، فقرأ عليه هل أتى على

ص 167

الانسان إلى آخرها، وأثنى عليهم، آمنهم من خوف يوم القيام وهو اليوم العبوس القمطرير أي الشديد. ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المتوفى سنة 597 في كتابه تبصرة المبتدي (والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال: قوله تعالى: ويطعمون الطعام على حبه روى عطا عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب، آجر نفسه يسقي نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح، فلما قبض الشعير طحنوا ثلثه وأصلحوا منه ما يأكلون، فلما استوى أتى مسكين فقال: أنا مسكين، فأخرجوه إليه ثم عملوا الثلث الثاني فلما تم أتاه يتيم فأطعموه ذلك، وعملوا الباقي فلما تم أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا، فنزلت هذه الآيات. قوله على حبه أي حب الطعام، المعنى وهم يشتهونه. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوي في مرآة المؤمنين (ص 62 مخطوط) قال: وروي أنه لم ينزل سورة بتمامها إلا في حق علي بن أبي طالب، قال في الكشاف: عن ابن عباس، إن الحسن والحسين مرضا، فعادهما رسول الله ص في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إن يبرءا مما بهما يصوموا ثلاثة أيام، فشفيا وما معهم شيء، فاستقرض

ص 168

علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعا فاختبزت خمسة أقراص على عددهم، فوضعوا بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة. فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء، فأصبحوا صياما، فلما أمسوا وضعوا الطعام بين أيديهم، ووقف عليهم يتيم فآثروه، فوقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، فلما أصبحوا أخذ علي رضي الله عليهم بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال: ما أشد ما يسؤني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل وقال: خذها (أي السورة) يا محمد هنأك الله في أهل بيتك فأقرأ السورة. ومنهم العلامة الشيخ أبو المعالي محمد بن الحسن بن علي بن حمدون في التذكرة الحمدونية (ص 70 ط بيروت) قال: روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: مرض الحسن والحسين وهما صبيان، فعادهما رسول الله صلّى عليه وآله وسلمومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال عمر: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا إن عافاهما الله، فقال: أصوم ثلاثة أيام شكرا لله تعالى، وكذلك قالت فاطمة، وقال الصبيان: نحن كذلك أيضا نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهما فضة. فألبسهما الله تعالى عافيته، فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق علي إلى جار له يهودي اسمه شمعون

ص 169

فأخذ منه جزة صوف تغزلها فاطمة بثلاث أصوع شعير، فكانوا كلما قدموا طعامهم جاءهم مسكين فآثروه به ليالي صومهم، حتى نزلت: ويطعمون الطعام على حبه . ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في منال الطالب (ص 126 مخطوط) قال: ومما اعتمد من الطاعة وسارع فيه إلى العبادة ما رواه الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي رحمه الله وغيره من أئمة التفسير يرفعه بسنده أن عليا عليه السلام آجر نفسه ليلة إلى الصبح يسقي نخلا بشيء من شعير، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه وجعلوا منه شيئا يأكلونه يسمى الخزيرة، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه وطووا علي وفاطمة والحسن والحسين، فاطلع الله سبحانه على نيتهم وأن القصد في ذلك الفعل وجه الله تعالى طلبا لنيل ثوابه ونجاة من عقابه، فأنزل الله سبحانه ويطعمون الطعام على حبه إلى آخر الآيات. فأثنى عليهم وذكر المجازاة على هذه الحالة بقوله سبحانه فوقاههم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة السرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا * متكئين على الأرائك إلى آخر الآيات. ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي الشهير بابن الجوزي في تبصرة المبتدي (200 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال: لما جاءت المديحة على الإيثار ووصف نعيم الجنة لم يذكر في ذلك الحور

ص 170

حفظا لقلب فاطمة، وكيف يذكر الحور وهن مماليك مع الحرة، سبحان من كسى أهل البيت نورا، وجعل عليهم حندقا، نفى الرجس وثبورا، فاذا تلقوا يوم القيامة تلقوا حبورا، إن هذا كان لكم جزاء وشكورا، ادخرنا لكم نعيما مقيما، ومنحناكم فضلا جزيلا عميما، وجزينا من كان للفقراء رحيما، أو لستم أطعمتم مسكينا ويتيما ورحمتم مأسورا، وكان سعيكم مشكورا، من مثل علي من مثل فاطمة، كم صبرا على أمواج بلايا متلاطمة، فآثرا الفقراء ونار الجوع متلاطمة، فلهم نضارة الوجوه والأهوال للوجوه حاطمة، يا سرعان ما نقلب حزنهم سرورا، وكان سعيكم مشكورا، كانت فاطمة بنت النبيّ صلّى عليه وآله وسلمأحب الناس إليه، وكان علي رضي الله عنه أعز الخلق عليه، وجعل الله ريحانتيه من الدنيا ولديه، فإذا أحضرهم الحق غدا عنده ولديه، أكرمهم إكراما عظيما موفورا، وكان سعيكم مشكورا. واعجبا ذكر في هذه الآيات نعيم الجنات من الملبوس والمشروب والمطعومات والأرائك والقصور والعيون الجاريات، ولم يذكر النساء وهن غاية اللذات احتراما لفاطمة أكرم البنات، ومن يصف الزهراء لا يذكر حورا، إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا.

ص 171

الآية السابعة والخمسون قوله تعالى:

هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم سورة النحل: 76.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في (ج 3 ص 448) عن كتب جماعة من العامة، ونستدرك هاهنا عمن لم ننقل عنهم في كتبهم: منهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في توضيح الدلائل (ص 163 والنسخة مصورة من مكتبة الملي بفارس) قال: قوله تعالى هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم وبالاسناد المذكور عن عطا عن أبي جعفر رضي الله تعالى عنهم قال: علي بن أبي طالب يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم. رواه الإمام الصالحاني.

ص 172

الآية الثامنة والخمسون قوله تعالى:

يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس سورة المائدة: 67.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام في (ج 2 ص 415 وج 3 ص 512 وج 14 ص 32) عن جماعة من العامة ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنه أو نقلنا إجمالا وننقل هاهنا تفصيلا: منهم العلامة المفسر المحدث الشيخ أبو أسحق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري المتوفى سنة 427 أو سنة 437 في الكشف والبيان في تفسير القرآن (ص 168 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال: وقال أبو جعفر محمد بن علي معناه: بلغ ما أنزل إليك في فضل علي بن أبي طالب، فلما نزلت الآية أخذ عليه السلام بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

ص 173

أنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد أنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، أنا الحجاج بن مهناك، أنا حماد، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: لما نقلنا مع رسول الله صلّى عليه وآله وسلمفي حجة الوداع كنا بغدير خم فنادى إن الصلاة جامعة، وكسح رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم تحت شجرتين وأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: أفلست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وآل من والاه وعاد من عاده. قال فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. وذكر أيضا بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله يا أيها الرسول بلغ قال: نزلت في علي رضي الله عنه، أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ فيه، فأخذ عليه السلام بيد علي وقال من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . ومنهم العلامة الشيخ أبو سعيد محسن بن كرامة الجشمي البيهقي المشتهر بابن البدر في كتابه التهذيب في التفسير (ج 3 ص 106 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جار الله أفندي في اسلامبول) قال: لما نزلت هذه الآية (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل... الخ) أخذ بيد علي عليه السلام وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من

ص 174

عاداه. فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. عن ابن عباس والبراء بن عازب. ومنهم العلامة يحيى بن الموفق بالله الشجري في الأمالي (145 ط القاهرة) قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن أحمد العتيقي البزاز بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد المخزومي، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي الكاتب، قال حدثني الحسين بن الحكم الحبري، قال حدثنا الحسن بن الحسين، عن حيان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز وجل يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين نزلت في علي عليه السلام، أمر رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام تخريج العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي (ص 86 ط وزارة الارشاد الإسلامي بطهران). حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، قال حدثنا علي بن عابس، عن أبي الجحاف التميمي

ص 175

داود بن أبي عوف، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى عليه وآله وسلم في علي بن أبي طالب عليه السلام يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس . ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل (ص 158 نسخة الملي بفارس) قال: وبالاسناد المذكور عن أبي الجارود أبي حمزة قال يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك نزلت في شأن الولاية. وفي رواية أبي بكر بن عياش عن عاسم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك إن عليا مولى المؤمنين وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس .

ص 176

الآية التاسعة والخمسون قوله تعالى:

يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم سورة التحريم: 8.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن علي بن أبي طالب عليه السلام في (ج 3 ص 385) عن جماعة من أعلام العامة في كتبهم، ونستدرك هاهنا عمن لم ننقل عنه هناك: منهم العلامة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي (ص 262 ط وزارة الارشاد الإسلامي بطهران) قال: وفيما أخبرني به إبراهيم بن محمد إجازة، قال حدثنا يعقوب بن إسحاق بن دينار، قال حدثنا حي بن خالد الهاشمي، قال حدثنا سلام الطويل، عن زبيد

ص 177

اليامي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم عليه السلام لخلته من الله، ومحمد صلى الله عليه وآله لأنه صفوة الله، ثم علي عليه السلام يزف بينهما إلى الجنان. ثم قرأ ابن عباس يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه قال: علي وأصحابه. ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل (ص 169 والنسخة مصورة من مكتبة الملي بفارس) قال: عن ابن عباس قال: أول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم لخلته من الله تعالى ثم محمد صلى الله عيه وآله لأنه صفوة الله، ثم علي عليه السلام يزف بينهما إلى الجنان زفا. ثم قرأ يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه . رواه الإمام الصالحاني بالإسناد المذكور.

ص 178

الآية الستون قوله تعالى:

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين سورة التوبة.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في (ج 3 ص 296 وج 14 وص 119) عن كتب جماعة من العامة، ونستدرك هاهنا عمن لم ننقل عنهم في كتبهم: منهم العلامة الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المشتهر بابن عساكر الدمشقي في كتابه ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (ج 2 ص 421) قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر ابن مهدي، أنبأنا أبو العباس بن عقدة، أنبأنا يعقوب بن يوسف بن زياد، أنبأنا حسين بن حماد، عن أبيه، عن جابر، عن أبي جعفر في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين . قال: مع علي بن أبي طالب.

ص 179

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في توضيح الدلائل (ص 160 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وبالاسناد المذكور عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: وكونوا مع الصادقين مع علي بن أبي طالب. رواه الصالحاني. وفي رواية الزندي: مع علي وأصحابه. ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أسحق بن موسى الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه النور المشتعل (ص 102 ط وزارة الارشاد الإسلامي بطهران) قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مخلد، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، قال حدثنا محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة. وحدثنا سليمان بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عثمان، قال حدثنا إبراهيم ابن محمد بن ميمون، قال حدثنا محمد بن الزبرقان، عن السري، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس مثله.

ص 180

حدثنا محمد بن عمر بن سالم، قال حدثنا محمد بن الحارث، قال حدثنا أحمد بن الحجاج، قال حدثنا عمي محمد بن الصلت، قال حدثنا أبي، عن جعفر ابن محمد في قوله عز وجل اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال: (يعني مع) محمد وعلي صلى الله عليهما وعلى آلهما.

ص 181

الآية الحادية والستون قوله تعالى:

يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة سورة المجادلة: 12.

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في (ج 3 ص 129 وج 14 ص 200 إلى ص 217) عن جماعة من العامة في كتبهم، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم: فمنهم علامة التفسير أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي المخزومي في تفسيره (ج 3 ص 660 ط بيروت) قال: أنبأ عبد الرحمن، قال نا إبراهيم، قال ثنا آدم، قال نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول الخ قال: نهوا عن مناجاة النبيّ صلّى عليه وآله وسلمحتى يقدموا صدقة، فلم يناجه أحد إلا علي بن أبي طالب عليه السلام، فإنه قدم دينارا فتصدق به وناجى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن

ص 182

عشر خصال ثم نزلت الرخصة فقال ءأشفقتم الآية. ومنهم الحافظ المحدث أبو محمد عبد (عبد الحميد) بن حميد بن نصر الكشي المتوفى سنة 249 في كتابه المسند (ص 15 والنسخة مصورة من مخطوطة جامع ايا صوفيا باسلامبول) قال: حدثني ابن أبي شيبة، ثنا يحيى بن آدم، قال حدثني عبد الله الأشجعي، عن سفيان بن سعيد، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة الأنماري، عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة قال لي رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: ما ترى دينار. قال: قلت لا يطيقونه. قال: فكم؟ قلت: شعيرة. قال: إنك لزهيد. قال: فنزلت ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقة الآية، فبي خفف الله عن هذه الأمة. ومنهم العلامة أبو القاسم هبة الله بن سلامة النحوي في الناسخ والمنسوخ (ص 41 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال: سورة المجادلة نزلت بالمدينة بإجماعهم وفيها آية واحدة منسوخة وهي إحدى فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لأنه روي عنه أنه قال: في كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي إلى يوم القيامة. فقيل: ما هي؟ قال: إن رسول الله صلّى عليه وآله وسلملما كثرت عليه المسائل برم بها خيفة أن يفرض

ص 183

على أمته فعلم الله ذلك، فأنزل الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلكم خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم فأمسكوا عن سؤاله. فقال علي بن أبي طالب: ولم أكن أملك إذ ذاك إلا دينارا، فصرفته بعشرة دراهم وكنت كلما أردت أن أسأله عن مسألة صدقت بدرهم حتى لم يبق معي غير درهم فصدقت به وسألته فنسخت الآية فنزل ناسخها ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله خبير بما تعملون فصارت ناسخة. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي في توضيح الدلائل (ص 167 والنسخة مصورة من مكتبة الملي بفارس) قال: وبالاسناد المذكور عن مجاهد قال: لقد إذا ناجيتم الرسول كان عنده دينار فصرفه بعشرة دراهم، فكان كلما ناجى النبي صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم تصدق بدرهم حتى تورت (كذا) ثم. نسخت. رواه الإمام الصالحاني. وعن مجاهد أيضا في هذه الآية قال: نهى أن يناجي أحد منهم رسول الله صلى الله عيه وعلى آله وبارك وسلم حتى يقدم بين يدي ذلك صدقة، فكان علي رضي الله تعالى عنه أول من تصدق، فناجاه لم يناجه أحد غيره، ثم نزل التخفيف رواه

ص 184

الإمام الحافظ أبو بكر الخطيب. وروى مجاهد أيضا عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الرضي الأكبر قال: آية في كتاب الله تعالى لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، آية النجوى كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم وكلما أردت أن أناجي رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وبارك وسلم قدمت درهما، فنسختها الآية الأخرى ءأشفقتم الآية رواه الإمام الواحدي. وروي أن الكلمات التي ناجى بها علي رضي الله تعالى عنه رسول الله صلّى عليه وآله وسلموعلى آله وبارك وسلم وقدم قبلها عشر صدقات هي أنه سأله: أولا ما الوفاء؟ قال صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: التوحيد بشهادة أن لا إله إلا الله. ثم قال كرم الله تعالى وجهه: وما الفساد؟ قال صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: الكفر والشرك بالله عز وجل. ثم قال نضر الله تعالى وجهه الكريم: وما الحق؟ قال صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: الإسلام والقرآن والولاية. قال إنه تعالى بقربه: وما الحيلة؟ قال صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: ترك الحيلة. ثم قال زاد الله تعالى قربته عنده: وما علي؟ قال صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: طاعة الله تعالى ورسوله. ثم قال آتاه الله تعالى مسؤله: وكيف أدعو الله تعالى؟ قال صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: بالصدق واليقين. ثم قال حقق الله تعالى آماله: وماذا اسأل الله تعالى. قال صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: العافية. ثم قال أعطاه الله تعالى ما يتمناه: وماذا أصنع لنجاة نفسي؟ قال صلى الله عليه

ص 185

وعلى آله وبارك وسلم: كل حلالا وقل صدقا. ثم قال نور الله تعالى قبره بأنوار التجلي: وما السرور؟ قال صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: الجنة. ثم قال لقاه الله تعالى لقاءه: وما الراحة؟ قال صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: لقاء الله تعالى فلما فرغ من نجواه نسخ حكم الصدقة. رواه الزرندي في تفسيره المسمى، وقال نقله الإمام حسام الدين محمد بن عثمان بن محمد العليآبادي في تفسيره المسمى بمطالع المعاني . ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في منال الطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ص 124 مخطوط) قال: مما سارع علي عليه السلام فيه إلى طاعة ربة وسابق إلى امتثال الأمر به فانفرد لذلك بعبادة أزلفته إلى مقام لم يعمل به أحد غيره من آل رسول الله ص ولا من صحبه ما بيانه وشرحه ما أورده أئمة التفسير الثعلبي والواحدي رضي الله عنهما وغيرهما: إن الأغنياء كانوا قد أكثروا مناجاة رسول الله ص وغلبوا الفقراء على المجالس عنده حتى كره رسول الله ذلك فقدموا بين يدي نجويكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فأمر بالصدقة أمام المناجاة، فأما أهل العسرة فلم يجدوا وأما الأغنياء فبخلوا، فخف ذلك على رسول الله ص واشتد على أصحابه، فنزلت الآية التي بعدها رخصة فنسختها. فقال علي عليه السلام: إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم

ص 186

الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة لما نزلت كان لي دينار فبعته بدراهم، وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت حتى فنيت الدراهم، فنسخت الآية بقوله ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون . وقال أيضا في 125: نقل الثعلبي رحمه الله في تفسيره يرفعه بسنده قال: قال علي عليه السلام: لما نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول دعاني رسول الله صلّى عليه وآله وسلم فقال: ما ترى ترى دينار. فقلت: لا يطيقونه. قال: فكم. قلت: حبة أو شعير. قال: إنك لزهيد، فنزلت ءأشفقتم فبي خفف الله عز وعلا عن هذه الأمة، فلم يعمل بها أحد قبلي ولا أحد بعدي. وأيضا قال في هذه الصفحة: قال ابن عمر رضي الله عنه: ثلاث كن لعلي لو أن لي واحدة منهم كانت أحب إلي من حمر النعم: تزويجه فاطمة، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوي في مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين (ص 61) قال: قال الكلبي: صدق به في عشر كلمات سألهن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم. وعن ابن عمر قال: كان لعلي لو كانت لي واحدة منهن أحب إلي من

ص 187

حمير النعيم: تزويجه بفاطمة، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى. ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الخزرجي التلمساني المتوفى سنة 789 في تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول صلى الله عليه وآله ص 610 ط القاهرة) قال: وذكر أبو محمد بن عطية في التفسير عند قوله عز وجل يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم . صح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: ما عمل بها أحد غيري وأنا كنت سبب الرخصة والتخفيف عن المسلمين، وذلك إذا أردت مناجاة النبي عليه السلام في أمر ضروري فصرفت دينار بعشرة دراهم ثم ناجيته عشر مرات أقدم في كل مرة درهما. وروي عنه أنه تصدق في كل مرة بدينار. قال علي رضي الله عنه ثم فهم رسول الله صلّى عليه وآله وسلمأن هذه العبادة قد شقت على الناس، فقال لي: يا علي كم ترى أن يكون حد هذه الصدقة؟ أتراه دينارا؟ قلت: لا. قال: فنصف دينار؟ قلت: لا. قال: فكم؟ قلت: حبة من شعير. قال: إنك لزهيد، فأنزل الله عز وجل الرخصة. إنتهى.

ص 188

ومنهم العلامة الشيخ إسماعيل بن هبة الله بن أبي الرضا بن هبة الله بن محمد الشافعي كان حيا سنة 631 في كتابه غاية الوسائل في معرفة الأوائل (ص 14 والنسخة مصورة من مكتبة جامع السلطان أحمد الثالث بإسلامبول) قال: أول من عمل بآية النجوى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عن أبي أيوب الأنصاري قال: لما نزلت آية النجوى أشفق الناس وبخلوا، فناجى علي رسول الله صلّى عليه وآله وسلمعشر نجويات وتصدق كل مرة بدينار، فلما علم الله بخلهم أنزل الرخصة فلم يعمل بها إلا علي رضي الله عنه. وآية النجوى قوله عز وجل يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة والرخصة فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة الآية. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوي في مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين (ص 6) قال: قال في الكشاف: روي أن الناس أكثروا مناجاة رسول الله صلّى عليه وآله وسلمبما يريدون حتى أملوه وأبرموه، فأريد أن يكفوا عن ذلك فأمروا بأن من أراد أن يناجيه قدم قبل مناجاته صدقة. قال علي: لما نزلت دعاني رسول الله صلّى عليه وآله وسلموسمل فقال: ما تقول في دينار. قلت: لا يطيقونه. قال: كم. قلت: حبة أو شعيرة. قال: إنك لزهيد، فلما رؤا ذلك اشتد عليهم فارتدعوا وكفوا أما الفقير فلمعسرته وأما الغني فلشحته. وقيل: كان ذلك عشر ليالي ثم نسخ. وقيل: ما كان إلا ساعة من نهار.

ص 189

وعن علي رضي الله تعالى عنه: إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، كان لي دينار فصرفته فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم. ومنهم العلامة الشيخ نصير الدين محمد بن عبد الله المتوفى سنة 882 في تفسير فتح الرحمن (والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي) قال: وقيل: لم يعمل بهذه الآية قبل نسخها سوى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، قال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وآله حتى تصدقوا، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب، قدم دينارا صدقة ثم ناجى النبي صلى الله عليه وآله، فسأله عن عشر خصال ثم نزلت الرخصة. قال ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال علي رضي الله عنه: آية في كتاب الله عز وجل لم يعمل بها أحد غيري، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا جئت رسول الله صلّى عليه وآله وسلمأناجيه تصدقت بدرهم، فناجيته عشر مرار أتصدق في كل مرة بدرهم، فنسخت ولم يعمل بها أحد بعدي. ثم تلا يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة الآية. وقال ابن جرير بسنده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: ما ترى دينار؟ قلت: لا يطيقون. قال: نصف دينار؟ قلت: لا يطيقون. قال: ما ترى. قلت: شعيرة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لزهيد. قال علي: بي خفف الله عن هذه الأمة.

ص 190

ثم ذكر الآيات وقال: رواه الترمذي، عن سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة الأنماري، عن علي بن أبي طالب، قال: لما نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول الخ، قال لي النبي صلى الله عليه وآله: ما ترى دينار؟ قلت: لا يطيقونه. وذكره بتمامه مثله ثم قال: هذا حديث حسن. ومنهم العلامة الشيخ محمود بن عمر اليسالوري الحنفي المتوفى في القرن السابع في بساتين العلماء ورياحين الفقهاء (ص 336 والنسخة مصورة من مكتبة مادريد باسبانيا) قال: قوله وصدقة بين يدي نجواه إشارة إلى قوله إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة وفي التفسير كان في ابتداء العهد ذلك وجبا، حتى أن علي بن أبي طالب ملك ثلاثة دراهم فتصدق بواحدة ويتناجى الرسول في وقايع ثلاث، ثم احتاج إلى تناجيه مرة أخرى وما بقي شيء يتصدق به، فشق ذلك عليه حتى نسخ الله الآية بقوله وإن لم تفعلوا وتاب الله عليكم . ومنهم علامة الأدب والبلاغة عمرو بن بحر الجاحظ البصري في كتابه العثمانية (ص 318 ط دار الكتاب العربي بالقاهرة) قال: وأنتم رويتم أيضا: أن الله تعالى لما أنزل آية النجوى فقال يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلكم خير لكم الآية، لم يعمل بها إلا علي بن أبي طالب وحده، مع إقراركم بفقره وقلة ذات يده، وأبو

ص 191

بكر في الذي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته، فعاتب الله المؤمنين في ذلك فقال ء أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فجعله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه، وهو إمساكهم عن تقديم الصدقة. فكيف سخت نفسه بإنفاق أربعين ألفا وأمسك عن مناجاة الرسول وإنما كان يحتاج إلى إخراج درهمين. ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام تخريج العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي (ص 249 ط وزارة الارشاد الإسلامي بطهران) قال: حدثنا أحمد بن فرج، قال حدثنا أبو عمر الدوري، قال حدثنا محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا الآية، قال: إن الله عز وجل حرم كلام رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم وأصحاب رسول الله بخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه، قال: وتصدق علي، ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره. حدثنا سليمان بن أحمد، قال حدثنا بكر بن سهل، قال حدثنا عبد الغني بن سعيد، قال حدثنا موسى بن عبد الرحمن، قال حدثنا ابن جريح، عن عطاء، عن ابن عباس. وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز وجل يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة :

ص 192

لم يكن أحد يقدر أن يناجي رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم حتى يتصدق قبل ذلك، فكان أول من تصدق علي بن أبي طالب عليه السلام، فصرف دينار بعشرة دراهم وتصدق بها، وناجى رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم بعشر كلمات ثم نسخ الله تعالى ذلك. ومنهم العلامة القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن الماوردي الشافعي المتوفى سنة 450 في أدب القاضي (نسخة إحدى مكاتب اسلامبول ص 58) قال: وأما القسم الخامس في زمان النسخ، وهو على ثلاث أضرب يجوز النسخ في أحدها ولا يجوز في الآخر وعلى خلاف في الثالث، والضرب الأول الذي يجوز النسخ فيه وهو بعد اعتقاد المنسوخ والعمل به فيرد النسخ بعد العمل بالمنسوخ، فهذا جائز سواء عمل به جميع الناس كاستقبال بيت المقدس أو عمل به بعضهم كفرض الصدقة في مناجاة الرسول نسخت بعد أن عمل بها علي بن أبي طالب وحده.

ص 193

الآية الثانية والستون قوله تعالى:

يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين سورة الأنفال: 64.

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في (ج 3 ص 196 وج 14 ص 247) من علماء العامة في كتبهم، ونستدرك هاهنا عمن لم ننقل عنهم: فمنهم العلامة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحق ابن موسى الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه النور المشتعل (ص 92 ط وزارة الارشاد الإسلامي بطهران) قال: حدثنا محمد بن عمر بن سالم، قال حدثنا علي بن الوليد بن جابر، قال حدثنا علي بن حفص بن عمر العبسي، قال حدثني محمد بن الحسين بن زيد، عن أبيه،

ص 194

عن جعفر بن محمد، عن أبيه في قوله تعالى يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام. حدثنا محمد بن عمر، قال حدثنا علي بن عباس، قال حدثنا علي بن حفص ابن عمر، قال حدثنا القاسم وعبد الله ابنا الحسين بن زيد، عن أبيهما، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه مثله.

ص 195

الآية الثالثة والستون قوله تعالى:

اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا سورة المائة: 3.

قد تقدم ما ورد في نزول هذه الكريمة من الأخبار في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في (ج 3 ص 320 وج 14 ص 289) عن جماعة من أعلام العامة في كتبهم، ونستدرك النقل هاهنا عمن لم ننقل عنهم: منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي من أعيان المائة الرابع عشر في آل محمد (ص 49 والنسخة مصورة من مكتبة العلامة المحقق السيد الأشكوري) قال: عن سليم بن قيس الهلالي عن علي أنه قال: فنزلت اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا قالوا: يا رسول الله هذه الآيات في علي خاصة قال: بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. قالوا:

ص 196

بينهم لنا. قال: علي أخي ووارثي ووصيي وولي كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم التسعة من ولد الحسين، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض. وقال أيضا في ص 197: روى الحمويني بسنده عن علي عليه السلام وعن سلمان وعن سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت عليا في مسجد المدينة في خلافة عثمان أن جماعة المهاجرين والأنصار يتذاكرون فضائلهم وعلي عليه السلام ساكت، فقالوا: يا أبا الحسن تكلم. فقال: يا معشر قريش والأنصار أسألكم بمن أعطاكم الله هذا الفضل أبأنفسكم أو بغيركم؟ قالوا: أعطانا الله ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم. قال: ألستم تعملون أن رسول الله صلّى عليه وآله وسلم قال: أيها الناس إن الله جل جلاه أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس يكذبني فأوعدني ربي. ثم قال: أتعلمون إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال آخذا بيدي: من كنت مولاه فعلي مولاه، الله وآل من والاه وعاد من عاداه. فقام سلمان وقال: يا رسول الله ولاء علي ماذا؟ قال: ولاؤه كولائي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه، فنزلت اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا . فقال صلى الله عليه وسلم: الله أكبر بإكمال الدين وإتمام النعمة ورضاء ربي برسالتي وولاية علي بعدي. قالوا: يا رسول الله هذه الآيات في علي خاصة. قال: بلى فيه وفي

ص 197

أوصيائي إلى يوم القيامة. قالوا: بينهم لنا. قال: علي أخي ووارثي ووصيي وولي كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم التسعة من ولد الحسين، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض. قالوا: قد سمعنا ذلك وشهدنا. ومنهم العلامة شرف الإسلام حسن بن حسين المتوفى بعد سنة 1222 في مطلع الأقمار ومجمع الأنهار (ص 176) قال: قال في تفريج الكروب في حرف الدال المهملة ما لفظه: دعا النبي صلى الله عليه وآله الناس إلى غدير خم وأمر ما كان تحت الشجرة أن يقم وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إلى علي عليه السلام، فأخذ بضبعه فرفعها حتى رأى الناس بياض إبطه صلى الله عليه وآله وسلم، ثم لم يفترقا حتى نزلت اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا . وقال: ومما يدل على أن نزول قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي الآية، يوم غدير خم ما رواه في أنوار اليقين للإمام المنصور بالله الحسن بن بدر الدين قال فيه ما لفظه: وروينا بالإسناد عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب عليه السلام. ثم ساق الحديث إلى أن قال: فأنزل الله قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم . إنتهى.

ص 198

وروى مثل رواية أبي هريرة ابن المغازلي الشافعي في مناقبه، وقد ذكر أن نزول الآية في يوم غدير خم كما أورده في أنوار اليقين. إنتهى. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي ابن السيد جلال الدين عبد الله في توضيح الدلائل (ص 156 المصور من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: وبالاسناد المذكور عن مجاهد رضي الله تعالى عنه قال: نزلت هذه الآية بغدير خم فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وبارك وسلم: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي. رواه الإمام الصالحاني. ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني الشافعي المتوفى سنة 430 في ما نزل من القرآن في عليه عليه السلام تخريج العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه النور المشتعل (ص 56 ط وزارة الارشاد الإسلامي بطهران) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثني الحماني، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا الناس إلى علي عليه السلام في غدير خم وأمر بما تحت الشجر من الشوك فقم وذلك يوم الخميس، فدعا عليا عليه السلام فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض أبطي رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم، ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية

ص 199

اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا . فقال رسول الله صلّى عليه وآله وسلم: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي عليه السلام من بعدي. ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. فقال حسان بن ثابت: ائذن لي يا رسول الله أن أقرأ في علي أبياتا تسمعهن. فقال: قل على بركة الله فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش اتبعوا قولي بشهادة من رسول الله صلّى عليه وآله وسلم وسلم في الولاية ماضية، ثم قال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالغدير المناديا

يقول: فمن مولاكم ووليكم؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا

إلهك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا

فقال له: قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا

هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا

ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن المكرم الأنصاري الخزرجي في مختصر تاريخ دمشق (ج 17 ص 143 نسخة مكتبة طوب قبو سراي باسلامبول) قال: قال أبو سعيد الخدري لما نصب رسول الله صلّى عليه وآله وسلمعليا بغدير خم فنادى له بالولاية، هبط جبرئيل عليه السلام بهذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم

ص 200

وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا وقال أبو سعيد الخدري: نزلت هذه الآية يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك على رسول الله صلّى عليه وآله وسلميوم غدير خم في علي بن أبي طالب.

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج20)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب