ص 251
منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 378 نسخة مكتبة السيد
الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا تركته وأخرجتكم ولكن الله
عز وجل تركه وأخرجكم. وفي هذا بيان قوله لعلي (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) قال
الله تعالى (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم
قبلة)، ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى وفيها منزلة علي من رسول الله صلى الله
عليه وسلم، ومع هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا إن هذا المسجد لا يحل إلا
لمحمد وآله.
ومنها حديث عبد الله بن عباس
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
منهم العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الهاشمي الحنفي الهندي في (تفريح
الأحباب) (ص 311 ط دهلي) قال: روي عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب علي. رواه الترمذي.
ص 252
ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 95 نسخة مكتبة السيد
الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمر بسد الأبواب إلا باب علي.
قال في الهامش: رواه الترمذي يرفعه بسنده عن ابن عباس. ومنهم العلامة المولوي ولي
الله اللكنهوي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 62) قال: عن
ابن عباس قال: أمر رسول صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فسدت الأبواب إلا باب
علي. وأيضا عن ابن عباس: سدوا أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد وهو جنب،
وهو طريقه ليس له طريق غيرها.
ومنها ما رواه جماعة من الصحابة
رواه جماعة من أعلام
العامة في كتبهم: منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 57
والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: أخرج ابن المغازلي الشافعي بسنده عن
حذيفة بن أسيد الغفاري وعن سعد بن أبي وقاص وعن البراء بن عازب وعن ابن عباس وعن
ابن عمر رضي الله
ص 253
عنهم جميعا قال كلهم: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فقال: إن الله
أوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا موسى وهارون، وإن الله أوحى
إلي أن ابني مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنا وأخي علي. وقال أيضا في ص 133: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن رجالا يجدون في أنفسهم شيئا، إني أسكنت عليا في المسجد
وأخرجتهم، والله ما أخرجتهم وأسكنته بل الله أخرجهم وأسكنه، إن الله عز وجل أوحى
إلى موسى وأخيه (أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة)
ثم أمر موسى أن لا يسكن مسجد ولا ينكح فيه ولا يدخله جنب إلا هارون وذريته، وإن
عليا مني بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي، لا يحل لأحد أن ينكح فيه النساء إلا علي
وذريته، فمن ساءه فهيهنا - وأشار صلى الله عليه وسلم بيده نحو الشام. وقال في
الهامش: رواه في (المناقب) عن أبي الطفيل وعن حذيفة بن أسيد الغفاري وعن أبي رافع
مولى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أيضا في ص 134 ما لفظه: إن عليا عليه السلام
احتج على أهل الشورى بسد الأبواب إلا باب علي، هذا الحديث (أي سد الأبواب إلا باب
علي) أخرجه موفق بن أحمد يرفعه بسنده عن أبي ذر وعن أبي الطفيل. أيضا الحمويني
يرفعه بسنده عن أبي مسعود وعن بريدة الأسلمي وعن ابن عباس وعن ابن عمر وعن أم سلمة.
وأيضا صاحب كتاب
ص 254
(المغازلي) يرفعه بسنده عن سعد بن أبي وقاص وعن عامر الشعبي. وصاحب (المناقب) عن
ابن عباس. ومنهم العلامة محمد بن يحيى اليماني الزيدي في (ابتسام البرق) (ط بيروت ص
6) قال: وأخرجه النسائي والحاكم من حديث ابن عباس وسعد بن أبي وقاص وزيد ابن أرقم
وجابر بن سمرة، وفي بعضها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما أنا أمرت بسدها
ولكن الله أمر بسدها، حين تكلم أناس في ذلك. وفي رواية: إني والله ما سددت شيئا ولا
فتحته ولكن أمرت بشيء فاتبعته - اه.
ما رواه علماء العامة مرسلا
منهم العلامة ابن
كرامة البيهقي الجشمي الخراساني الشافعي في (الرسالة التامة في نصيحة العامة) (ص 17
نسخة مكتبة امبروزيانا في ايطاليا) قال: وقال صلى الله عليه وآله في حديث سد
الأبواب التي كانت في المسجد من الدور: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي. فقال أبو
بكر: دع لي كوة يا رسول الله أنظر فيها. فقال: لا ولا رأس إبرة. وخرج حمزة يبكي
وقال: يا رسول الله أخرجت عمك وأسكنت ابن عمك. فقال: ما أنا أخرجتك ولا أنا أسكنته،
ولكن الله أخرجك وأسكنه. ثم قال: إن الله تعالى أمر موسى بن عمران أن يبني مسجدا
طاهرا لا يسكنه إلا هو وهارون وابنا هارون شبر وشبير، وأمرني أن ابني مسجدا
ص 255
لا يسكنه إلا أنا وعلي وابنا علي الحسن والحسين، سدوا هذه الأبواب إلا باب علي،
فإنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. ومنهم العلامة أبو البركات عبد
المحسن بن عثمان في (الفائق) (ص 83 نسخة مكتبة ايرلندة) قال: (قال النبي صلى الله
عليه وآله وسلم:) سدوا كل باب في المسجد إلا باب علي. ومنهم العلامة عبد الله بن
نوح الجيانجوري المتولد سنة 1324 في (الإمام المهاجر) (ص 153 ط دار الشروق بجدة)
قال: وقال صلى الله عليه وسلم: (إني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي). ومنهم
العلامة السيد أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الحافي (الخوافي) الشافعي في (التبر
المذاب) (ص 36 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وروي أيضا في (المسند) مرارا وفي كتاب
(الفضائل) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما: سدوا كل باب في المسجد إلا
باب علي، فسدت، فقال في ذلك قوم حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام فيهم
فقال: إن قوما قالوا في سد الأبواب وتركي باب علي، إني ما سددت ولا فتحت ولكني أمرت
فاتبعته.
ص 256
مستدرك حديث كان النبي صلى الله عليه وآله يحب لعلي عليه السلام ما يحب لنفسه ويكره
له ما يكره لنفسه 
قد تقدمت الأحاديث الدالة عليه من كتب العامة في (ج 6 ص 556 وص
557 وج 17 ص 64 وص 65)، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها في ما مضى: فمنهم
العلامة عبد الحميد الكشي المتوفى سنة 249 في (المسند) (ص 12 نسخة مكتبة ايا صوفيا)
قال: أخبرنا عبد الله بن موسى بن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي إني أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره
لنفسي. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي في (آل محمد) (ص 603 نسخة مكتبة
السيد الأشكوري) قال: روى الترمذي عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه
وسلم: يا علي
ص 257
أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي. وقال أيضا في ص 636: روى في كتاب
(مودة القربى) يرفعه بسنده عن علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال: يا علي إني أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي. وقال أيضا: روى
القاضي عبد الجبار في (الأمالي) يرفعه بسنده عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: يا علي إني أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي - الخ.
وقال أيضا في ص 637: روى عبد الرزاق في كتاب (الجامع) والبيهقي في (السنن) عن علي
عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث إلى آخره. ومنهم العلامتان
الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 7 ص 705 ط
دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره
لك ما أكره لنفسي، لا تلبس المعصفر، ولا تختم بالذهب. ولا تلبس القسى، ولا تركبن
على ميثرة حمراء فإنها من مياثر إبليس (القاضي عبد الجبار في أماليه عن علي رضي
الله عنه).
ص 258
مستدرك حديث المباهاة 
وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله باهى بعلي عليه
السلام على الملائكة 
تقدم ما يدل عليه في (ج 6 ص 101 إلى ص 107 وج 16 ص 470 إلى ص
477)، وننقل هيهنا عمن لم نرو عنه هناك: منهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن
شيرويه في (فردوس الأخبار) ج 1 ص 16) قال: وعن جابر أيضا (عن النبي صلى الله عليه
وآله) إن الله عز وجل: يباهي بعلي ابن أبي طالب كل يوم الملائكة حتى يقول: بخ بخ
هنيئا لك يا علي. ومكنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في كتابه (آل محمد) (ص
125 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال صلى الله عليه وسلم: إن الله
عز وجل يباهي بعلي بن أبي طالب كل يوم
ص 259
على الملائكة المقربين حتى يقول: بخ بخ هنيئا لك يا علي. رواه صاحب (مسند الفردوس)
يرفعه عن جابر. (قال) صلى الله عليه وسلم: إن الله يباهي بعلي كل يوم على الملائكة.
رواه الديلمي صاحب (المسند) في (الكنوز). ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن
الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 5 ص 278 والنسخة من
مخطوطة جامع السلطان أحمد في اسلامبول) قال: عمر بن الفضل بن أحمد بن عبد الله، أنا
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد، نا أبو الحسين عمر
بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني، حدثنا الحسن بن سهل بن عبد الرحمن الداري، نا
الحسن بن حفص، نا موسى بن عمر الكوفي، عن الحسن بن محبوب السراج، عن أبي حمزة
الثمالي، عن أبي جعفر - يعني محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -، عن أبيه
علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب قال: لما فتح الله
على نبيه صلى الله عليه وسلم مكة صلى بالناس الفجر من صبيحة ذلك، فضحك حتى بدت
نواجذه فقالوا: يا رسول الله ما رأيناك ضحكت مثل هذه الضحكة. فقال: وما لي لا أضحك
وهذا جبريل عليه السلام يخبرني عن الله عز وجل: إن الله باهى بي وبعمي العباس وبأخي
علي بن أبي طالب سكان الهواء وحملة العرش وأرواح النبيين وملائكة ست سماوات، وباهي
بأمتي أهل سماء الدنيا.
ص 260
ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد بن أحمد الخافي الحسيني في (التبر المذاب) (ص 47
نسخة مكتبتنا العامة الموقوفة بقم) قال: وعن ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم صف المهاجرين والأنصار صفين، ثم أخذ بيد علي عليه السلام والعباس فمر بين
الصفين، ثم ضحك فقال رجل: من أي ضحكت يا رسول الله فداك أبي وأمي؟ قال: هبط علي
جبرئيل فبشرني بأن الله باهى بالمهاجرين والأنصار أهل السماوات العلى، وباهى بي
وبعلي والعباس حملة العرش. خرجه أبو القاسم.
ص 261
مستدرك حديث رد الشمس لعلي (ع) بدعاء النبي (ص) 
قد
تقدم نقل الأحاديث الواردة فيه في (ج 5 ص 521 إلى ص 539 وج 16 ص 315 إلى ص 331).
وفيه أحاديث:
الأول حديث الحسين الشهيد بالطف
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
منهم العلامة الشيخ أحمد بن ثابت المشتهر بالخطيب البغدادي في (تلخيص المتشابه في
الرسم) (ط دمشق ج 1 ص 225) قال: حدثني الحسن بن أبي طالب قال: نا أحمد بن إبراهيم
بن شاذان، قال نا
ص 262
يوسف بن يعقوب النيسابوري، قال نا عمرو بن حماد، قال نا يزيد بن سعيد، قال نا
المطلب بن زياد، عن إبراهيم بن حيان، عن عبد الله بن الحسين، عن فاطمة الصغرى ابنة
الحسين، عن الحسين بن علي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر علي، وكان
يوحى إليه فلما سري عنه قال: يا علي صليت العصر؟ قال: لا. قال: اللهم إنك تعلم أنه
كان في حاجتك وحاجة رسولك، فرد عليه الشمس، فردها، فصلى علي، فغابت. ومنهم العلامة
السيد أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخافي في (التبر المذاب) (ص 42 نسخة مكتبتنا
العامة بقم) قال: وعن الحسين بن علي عليهما السلام قال: كان النبي صلى الله عليه
وسلم في حجر علي وهو يوحي إليه، فلما سري عنه قال: يا علي صليت العصر؟ قال: لا.
قال: اللهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة رسولك فرد عليه الشمس. فردها عليه فصلى
وغابت الشمس. خرجه الدولابي.
الثاني حديث فاطمة بنت علي
رواه جماعة من أعلام العامة
في كتبهم:
ص 263
منهم العلامة أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي الشافعي النيسابوري
البغدادي في (العرائس) (ص 96 النسخة من إحدى مكاتب اسلامبول) قال: أخبرنا أبو محمد
عبد الله بن حاتم الاصبهاني، قال حدثنا أبو بكر بن جعفر ابن المطير، قال حدثنا محمد
بن عبد الله الكندي، قال حدثنا عبد الله بن شريك، قال حدثنا عبدة بن عبد الله، قال:
دخلت على فاطمة بنت علي رضي الله عنها رأيت في عنقها خرزة ورأيت في يدها مسكتين وهي
عجوز - انتهى حديثها أن عليا رضي الله عنه دفع إليه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم
أوحي إليه فجلله بثوبه، فلم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس أو كادت أن تغيب، ثم إن نبي
الله سرى عنه الوحي فقال له: أصليت يا علي؟ فقال: لا. فقال النبي صلى الله عليه
وآله: اللهم أردد عليه الشمس، فرجعت الشمس حتى بلغت نصف المسجد. ومنهم العلامة جمال
الدين محمد بن مكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 20 ص 68 والنسخة مصورة من
مكتبة طوب قبوسراي اسلامبول) قال: قال عروة بن عبد الله بن قشير: دخلت على فاطمة
بنت علي بن أبي طالب فرأيت على عنقها خرزه ورأيت في يديها مسكتين وهي عجوز كبيرة،
فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: إنه يكره للمرأة أن تتشبه بالرجال ثم حدثتني أن أسماء بنت
عميس حدثتها أن علي بن أبي طالب دفع إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وقد أوحي إليه
فجلله بثوبه، فلم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس قالت: فلما سرى عن النبي صلى
ص 264
الله عليه وسلم رفع رأسه فقال: صليت يا علي العصر؟ قال: لا. قالت: فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: اللهم ردها على علي. قالت أسماء: فوالله لنظرت إليها بيضاء على
هذا الجبل حتى صلى، فرأيتها طلعت حتى صارت في وسط المسجد
الثالث حديث أسماء بنت
عميس
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامتان الشريف عباس بن أحمد صقر
وأحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 9 ص 166 ط دمشق) قالا: كان صلى الله عليه
وسلم إذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه، فأنزل عليه يوما وهو في حجر علي رضي الله
عنه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: صليت العصر؟ قال: لا، فدعى الله عز وجل
فرد عليه الشمس حتى صلى العصر (طك) عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها. ومنهم العلامة
عبد الله بن شيخ المحدثين المعروف بابن الحديدة الأنصاري في (مصباح المضئ) (ص 18
نسخة مكتبة العامة المرعشية بقم) قال: قال القاضي عياض: أخرج الطحاوي في (مشكل
الحديث) عن أسماء بنت عميس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوحى إليه ورأسه في حجر
علي رضي الله عنه، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه
ص 265
وسلم: أصليت يا علي؟ فقال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه كان
في طاعتك طاعة رسولك فاردد عليه الشمس. قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت
بعد ما غربت ووقعت على الجبال والأرض. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن يحيى بهران
اليماني الزيدي المتوفى سنة 954 في (ابتسام البرق في شرح منظومة القصص الحق في سيرة
خير الخلق) (ص 103 ط بيروت) قال: وروي عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يوحي إليه ورأسه في حجر علي رضي الله عنه، فلم يصل العصر حتى
غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إن عليا كان في طاعتك
وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس، فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعد أن غربت. وفي
رواية أخرى، فقام علي فصلى العصر. فلما قضا صلاته غابت الشمس فإذا النجوم مشتبكة.
ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 42 نسخة مكتبة السيد
الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصليت يا علي؟ قال: لا. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم: إنه إن كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه
الشمس. قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت ووقفت على الجبال
والأرض، وذلك بالصهباء في خيبر.
ص 266
قال: هذان الحديثان - أي شق القمر ورد الشمس - ثابتان ورواتهما ثقات عن أسماء بنت
عميس من طريقين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم
يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره. وقال في
الهامش: رواه في (الشفاء) خرجه الطحاوي في (مشكل الحديث) هما يرفعه بسنده عن أسماء
بنت عميس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أيضا في ص 57. قال النبي صلى الله
عليه وسلم: اللهم إن عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيك فرد عليه الشمس. قالت أسماء:
فطلعت عليه الشمس حتى على الجبال وعلى الأرض، وقام علي فتوضأ وصلى العصر، ثم غابت
الشمس وذلك بالصهباء الكبير. وقال في الهامش: رواه في (جمع الفوائد) يرفعه بسنده عن
أسماء بنت عميس قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالصهباء ثم أرسل عليا
في حاجة، فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر فوضع رأسه في حجر علي فلم
يحركه علي حتى غابت الشمس. وقال أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه
كان إن في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس. قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها
طلعت بعد ما غربت. وقال في الهامش: صححه الطحاوي والقاضي في (الشفاء): وحسنه شيخ
ص 267
الإسلام أبو زرعة وتبعه غيره. ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري
الخزرجي في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 7 ص 151 نسخة مكتبة طوب قبوسراي باسلامبول) قال:
وعن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر
علي عليه السلام، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: صليت يا علي؟ قال: لا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه كان في
طاعتك وطاعة نبيك فاردد عليه الشمس. قالت: أسماء فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد
ما غربت. ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخافي في (التبر
المذاب) (ص 42 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وعن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم في حجر علي، فكره علي أن يتحرك حتى غابت الشمس فلم يصل
العصر، ففرغ النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له علي أنه لم يصل، فدعا النبي صلى الله
عليه وسلم ربه عز وجل أن يرد الشمس عليه، فأقبلت لها خوار حتى ارتفعت قد ما كانت في
وقت العصر، فصلى ثم رجعت. خرجه الحاكمي.
ص 268
الرابع حديث جماعة من الصحابة
منهم جابر بن عبد الله الأنصاري وأم سلمة زوج النبي
صلى الله عليه وآله وأسماء بنت عميس وأبو سعيد الخدري وغيرهم رواه جماعة من أعلام
العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 53
نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: وفي كتاب (الارشاد): إن أم سلمة وأسماء بنت عميس
وجابر بن عبد الله وأبا سعيد الخدري وغيرهم من جماعة الصحابة رضي الله عنهم قالوا:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في منزل، فلما تغشاه الوحي توسد فخذ علي، فم
يرفع رأسه حتى غابت الشمس، وصلى علي صلاة العصر بالايماء، فلما أفاق صلى الله عليه
وسلم قال: اللهم أردد الشمس لعلي. فردت عليه الشمس حتى صارت في السماء وقت العصر
فصلى علي العصر ثم غربت. وقال في الهامش: رواه ابن المغازلي والحمويني وموفق بن
أحمد الخوارزمي وهم جميعا يرفعه بسنده عن أسماء بنت عميس وعن أم سلمة وعن جابر وعن
أبي سعيد وغيرهم.
ص 269
الخامس ما روي مرسلا
رواه جماعة من (عليه السّلام) لماء العامة في كتبهم: منهم
العلامة الشيخ بدر الدين محمود العيني الحنفي المتوفى سنة 825 في (عقود الجمان في
تاريخ أهل الزمان) (النسخة موجودة في المكتبة العامة المرعشية بقم ص 128) قال: روي
أن الشمس رجعت حتى صلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه صلاة العصر بعد ما فاتته بسبب
نوم النبي صلى الله عليه وآله على ركبته، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يردها عليه حتى يصلي العصر، فرجعت. قال ابن كثير: وقد صححه أحمد بن صالح المصري.
ومنهم العلامة الشيخ أبو العباس أحمد بن الخطيب المشتهر بابن قنفذ القسنطيني
الأندلسي المالكي في كتابه (وسيلة الإسلام بالنبي) (ص 98 ط دار العرب الإسلامي في
بيروت) قال: إن الشمس وقفت ثلاث مرات: مرة ليوشع بن نون النبي (ع)، ومرة للنبي صلى
الله عليه وسلم عند سؤال قريش عن عبيدهم وأصحابهم بعد مراجعته عن المعراج، والمرة
الثالثة وقوفه لعلي عليه السلام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وسبب ذلك: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يوحى إليه في حجر علي وعليه
ص 270
صلاة العصر، وتقل بعضهم أنها رجعت بعد أن غربت، وهي آية عظيمة. ومنهم العلامة الشيخ
محمد النووي الجاوي في تفسير (مراح لبيد) (ج 2 ص 467 ط دار الفكر بيروت) قال: ونام
رسول الله صلى الله عليه وآله ورأسه في حجر علي، فانتبه وقد غربت الشمس فردها وصلى.
وردها مرة أخرى لعلي فصلى العصر في وقته. ومنهم محمد بن علي الحنفي المصري في كتاب
(إتحاف أهل الإسلام) (ص 67 والنسخة مصورة من المكتبة الظاهرية بدمشق) قال: ومن
كراماته أن الشمس ردت عليه لما كان وجه رأس النبي صلى الله عليه وسلم في حجره
والوحي ينزل عليه وعلي لم يصل العصر فما أسري عنه صلى الله عليه وسلم إلا وقد غربت
الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه
الشمس، فطلعت بعد ما غربت. ومنهم العلامة محمد بن أحمد المغربي المالكي في كتاب
(نظم الدرر السنية في معجزات سيد البرية) (ص 24 والنسخة من مكتبة جستربيتي في
ايرلندة) قال: كان صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي رضي الله عنه،
فلم يصل علي العصر حتى غربت الشمس، فقال: اللهم إنه كان طاعتك وطاعة رسولك فاردد
عليه الشمس. قالت أسماء بنت عميس: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت. خرجه الطحاوي من
طريقين.
ص 271
ونظم هذا الحديث بأبيات وقال:

وصح رد المصطفى الشمس على * علي الولي فاعلا
إذا أسند
النبي رأسه إليه * والوحي نازل من الله عليه
فما انقضى إلا بفوت العصر * فحين لم
الأمر
وإنما اجتهد في بسرين * وقدم الأرجح في الفرضين
دعا الإله أن يرد الشمسا *
لكي يتم بالأداء الخمسا
إذا بها طالعة بعد الغروب * آبت وما العادة فيها ن تؤب
لكن
قدرة الإله صالحة * ودعوة النبي حتما ناجحة
ومنهم العلامة عبد الله بن نوح
الجيانجوري في (الإمام المهاجر) (ط دار الشروق بجدة ص 153) قال: وكان رأس رسول الله
صلى الله عليه وسلم في حجر علي وهو يوحى إليه، فلما سري عنه، قال: يا علي صليت
العصر؟ قال: لا. قال: اللهم إنك تعلم أنه في حاجتك وحاجة رسولك فرد عليه الشمس،
فردها عليه فصلى وغابت الشمس.
ص 272
مستدرك ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 
على أن الناس لو اجتمعوا على
حب علي عليه السلام لما خلق الله النار 
رواه جماعة من أعلام القوم: تقدم نقل ما يدل
عليه في (ج 7 ص 149 إلى ص 151 وج 17 ص 240 وص 241)، وننقل هيهنا عن الكتب التي لم
ننقل عنها فيما مضى: منهم العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي
الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص 186 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن ابن عباس (رض)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو اجتمع الخلائق كلهم على حب علي بن
أبي طالب لما خلق الله عز وجل النار. رواه الصالحاني. ومنهم العلامة شيرويه بن
شهردار الديلمي في (فردوس الأخبار) (ج 3 ص 419 ط دار الكتاب العربي بيروت) قال: عن
ابن عباس: (عن النبي صلى الله عليه وسلم:) لو اجتمع الناس على
ص 273
حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في
(آل محمد) (ص 31 نسخة مكتبة السيد الأشكوري بقم) قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: إذا اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب ما خلق الله النار. قال في الهامش:
رواه صاحب (مسند الفردوس) يرفعه بسنده عن عبد الله بن مسعود. وقال أيضا في ص 352:
قال صلى الله عليه وسلم: لما أسري بي إلى السماء لقتني الملائكة بالبشارة في كل
سماء، حتى لقيني جبرائيل في محفلة من الملائكة، فقال: يا محمد لو اجتمع أمتك على حب
علي بن أبي طالب ما خلق الله النار. قال في الهامش: رواه في كتاب (مودة القربى)
يرفعه بسنده عن علي عليه السلام. وقال أيضا في ص 364: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار. قال في الهامش:
رواه موفق بن أحمد الخوارزمي المكي، وفي كتاب (مودة
ص 274
القربى) هما يرفعه بسنديهما عن طاوس وعن ابن عباس. وقال أيضا: قال صلى الله عليه
وسلم: لو اجتمع الناس على حب علي لما خلق الله النار. قال في الهامش: رواه في كتاب
(مودة القربى) يرفعه بسنده عن ابن عباس. وقال أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله عز وجل النار. وقال في
الهامش: رواه موفق بن أحمد الخوارزمي المكي و(جامع الأنساب) هما يرفعه بسنده إلى عن
عمر بن الخطاب، وعن طاوس وعن ابن عباس.
ص 275
مستدرك حديث النجوى بالطائف 
وهو النص من رسول الله صلى الله عليه وآله على أن الله
تعالى أمره للمناجاة مع علي عليه السلام 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة
في كتبهم في (ج 6 ص 525 إلى ص531 وج 17 ص 53 إلى ص 55)، ونستدرك هيهنا عمن لم ننقل
عنهم: وفيه أحاديث:
منها حديث جابر الأنصاري
رواه جماعة من العامة في كتبهم:
ص 276
منهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الحموي الشافعي المتوفى
سنة 925 في كتابه (غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام) (ص 71 والنسخة
مصورة من مكتبة جستربيتي ايرلندة) قال: قال جابر بن عبد الله الأنصاري: لما كان يوم
الطائف دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فناجاه طويلا، فقال له بعض أصحابه:
لقد أطال نجوى ابن عمه: فقال صلى الله عليه وسلم: ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه.
ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الشافعي في الكامل في الرجال) (ج
1 ص 418 ط بيروت) قال: ثنا عبدان، ثنا وهب بن بقية، ثنا خالد، عن الأجلح، عن أبي
الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم انتجى عليا رضي الله عنه في غزوه
الطائف يوما، فقالوا: لقد طالت مناجاتك مع علي منذ اليوم؟ فقال: ما انتجيته ولكن
الله عز وجل انتجاه. ومنهم العلامة الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن المعروف بابن
عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 2 ص 308 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم بن
سمرقندي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعدة، أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف
أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، أنبأنا محمد بن أحمد بن أبي مقاتل،
أنبأنا الفضل بن يوسف الفضيلي، أنبأنا علي بن ثابت الدهان، أنبأنا محمد بن إسماعيل
بن رجاء الزبيدي، عن سالم بن أبي حفصة،
ص 277
عن أبي الزبير، عن جابر، قال: لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله صلى الله عليه
وسلم عليا طويلا، فلحق أبو بكر وعمر، فقالا: طالت مناجاتك عليا يا رسول الله. قال:
ما أنا أناجيه (كذا) ولكن الله انتجاه. (قال ابن عساكر:) قال أبي: لا أعلم رواه عن
أبي الزبير، عن سالم بن أبي حفصة من رواية محمد بن إسماعيل بن رجاء عنه. قلت: (بل)
رواه عن أبي الزبير جماعة. أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمد
الجوهري، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الشخير، أنبأنا محمد بن محمد
الباغندي، حدثني أحمد ابن يحيى الصوفي، أنبأنا مخول بن إبراهيم، أنبأنا عبد الجبار
بن العباس، عن عمار الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله
عليه وسلم انتجى عليا طويلا فقال أصحابه: ما أكثر ما يناجيه؟ فقال: ما أنا انتجيته
ولكن الله انتجاه. أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا
أبو عمر ابن مهدي، أنبأنا أبو العباس بن عقدة، أنبأنا أحمد بن يحيى - هو ابن زكريا
الصوفي -، أنبأنا عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي، أنبأنا أبي، أنبأنا
الأجلح بن عبد الله الكندي، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قام رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب يوم الطائف وأطال مناجاته، فرأى الكراهية في وجوه
رجال فقالوا: قد أطال مناجاته منذ اليوم. فقال: ما أنا انتجيته ولكن
ص 278
الله انتجاه. أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو البركات بن المباك، قالا أنبأنا
أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أبو حامد محمد بن هارون
الحضرمي، حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة، أنبأنا محمد بن الفضيل، أنبأنا
الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: لما كان الطائف دعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم عليا فناجاه طويلا. كذا قال (الراوي: الأعمش) وإنما هو الأجلح (لا الأعمش).
أخبرتنا به أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا ابن فضيل، أنبأنا الأجلح،
عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عليا فأطال نجواه، فقال بعض أصحابه: لقد أطال نجوى ابن عمه. فبلغه ذلك فقال: ما أنا
انتجيته بل الله انتجاه. أخبرنا أبو البركات الزيدي، أنبأنا أبو الفرج الشاهد،
أنبأنا أبو الحسين النحوي، أنبأنا أبو عبد الله المحاربي، أنبأنا عباد بن يعقوب،
أنبأنا أبو عبد الرحمن عن سالم بن أبي حفصة وإبراهيم بن حماد، عن أبي الزبير، عن
جابر، قال: لما أن كان يوم الطائف خلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي فناجاه
طويلا، وأبو بكر وعمر ينظران والناس، قال: ثم انصرف إلينا فقال الناس: قد طالت
مناجاتك اليوم يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا انتجيته
ولكن
ص 279
الله انتجاه. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الحنفي الهندي في (وسيلة النجاة) (ص
113 ط مطبعة گلشن الكائنة في لكهنو) قال: روي من طريق الترمذي عن جابر قال: دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه
مع ابن عمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما انتجيته ولكن الله انتجاه. ومنهم
العلامة منصور بن علي ناصف في (التاج الجامع) (ج 3 ص 298). روى الحديث عن جابر رضي
الله عنه بعين ما تقدم عن (وسيلة النجاة). ومنهم العلامة محمد عبد الله بن عبد
العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص
309 ط دهلي) قال: عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: دعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم عليا يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن
عمه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما انتجيته ولكن الله انتجاه - رواه
الترمذي. ومنهم الحافظ العلامة أبو نعيم الاصبهاني في (تاريخ أصبهان) (ج 1 ص 141 ط
ليدن) قال: حدثنا الحسين بن علي، ثنا أحمد بن محمد بن موسى، ثنا محمد بن العباس
ص 280
ابن أيوب، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي، ثنا مخول بن إبراهيم، ثنا عبد الجبار ابن
العباس الشبامي، (أخبرني) أحمد بن عمار الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر قال: ناجى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم الطائف فطالت نجواه، فقال أحد الرجلين
للآخر: لقد طالت نجواه لابن عمه. فبلغ ذلك النبي فقال: ما أنا انتجيته ولكن الله
انتجاه.
ومنها حديث جندب بن ناجية أو ناجية بن جندب
نقله جماعة من أعلام العامة في
كتبهم: منهم العلامة المولى علي الهندي في (كنزل العمال) (ج 15 ص 122 ط حيدر آباد
الدكن) قال: عن جندب بن ناجية أو ناجية بن جندب: لما كان يوم غزوة الطائف قام النبي
صلى الله عليه وسلم مع علي مليا ثم مر، فقال له أبو بكر: يا رسول الله لقد طالت
مناجاتك عليا منذ اليوم فقال: ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه (طب).
ومنها ما روي
مرسلا
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:
ص 281
فمنهم العلامة السيد أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخافي في (التبر المذاب) (ص 36
نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وروي أيضا في (المسند) أن النبي صلى الله عليه وسلم
دعا عليا في غزاة الطائف فانتجاه وأطال نجواه حتى كره قوم من الصحابة ذلك، فقال
قائل منهم: لقد أطال اليوم نجوى ابن عمه. فبلغه صلى الله عليه وسلم ذلك، فجمع منهم
قوما ثم قال: إن قائلا قال قد أطال نجوى ابن عمه، أما أني ما انتجيته ولكن الله
انتجاه.
ص 282
مستدرك ما روي أن النبي (ص) قال في علي(ع): (ما أنا أدخلته
وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم) 
قدم تقدم نقل ما يدل عليه في (ج 17 ص 288)،
ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم: منهم العلامة الشيخ جمال الدين بن المكرم في (مختصر
تاريخ دمشق) (ج 17 ص 152 نسخة طوب قبوسراي) قال: وعن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص
قال: دخل علي بن أبي طالب على النبي صلى الله عليه وسلم وعند ناس، فخرجوا يقولون:
ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج، ودخلوا فذكروا ذلك لرسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال: ما أنا أدخلته وأخرجتكم ولكن الله أدخله وأخرجكم.
ص 283
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله المولوي اللكنهوي في (مرآة المؤمنين) (ص 62 المخطوط)
قال: عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده قوم جلوس،
فدخل علي فلما دخل خرجوا، ولما خرجوا تلاوموا فقالوا: والله إنما أخرجنا وأدخله،
فرجعوا فقال: والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم. ومنهم الحافظ
أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر المتوفى سنة 573 في (تاريخ
مدينة دمشق) (ج 2 ص 312) قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، وأبو الحسن علي بن
أحمد، قالا أنبأنا وأبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمد بن عمر
بن بكير النجار، وأبو الحسن محمد بن الحسين بن عمر بن برهان الغز (ل) قالا: أنبأنا
أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، أنبأنا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد
المجذر، أنبأنا محمد بن سليمان لوين، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن
أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال: كان قوم عند النبي صلى الله عليه وسلم،
فدخل علي فخرجوا، فلما خرجوا تلاوموا فرجعوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، ما
أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم. قال (الخطيب): وأخبرنا أبو بكر
البرقاني، أنبأنا أحمد بن الحسين بن علي التميمي، أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق
الأسفرايني، أنبأنا أبو بكر المروزي قال: وذكر - يعني أحمد بن حنبل - اوينا فقال:
قد حدث حديثا منكرا عن ابن
ص 284
عيينة ما له أصل. قلت: إيش هو؟ قال: هو عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم
بن سعد، عن أبيه قصة علي رضي الله عنه: ما أنا بالذي أخرجتكم بل الله أخرجكم. فأنكر
إنكارا شديدا وقال: ما له أصل وقال: قال الخطيب: أظن (أن أبا) عبد الله أنكر على
لوين روايته متصلا، فإن الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة، غير أنه مرسل عن إبراهيم
بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك: أخبرناه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن
بن أحمد الجرشي، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، أنبأنا بحر بن نصر بن سابق
الخولاني، أنبأنا عبد الله بن وهب، أخبرني سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن
أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص قال: دخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده ناس: فخرجوا وهم يقولون:: ما أمرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن نخرج، فدخلوا فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: ما أنا أدخلته وأخرجتكم، ولكن الله أدخله وأخرجكم. قال الخطيب: ورواه الحميدي
أيضا عن سفيان: أخبرناه ابن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، أنبأنا
يعقوب بن سفيان، أنبأنا الحميدي، أنبأنا عمرو، قال: كنت أنا وأبو جعفر فمررنا
بإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، فقال لي: أنظروني حتى أسأله عن حديث يحدثه. قال عمرو:
فذهب إليه ثم جاءني فأخبرني أنه حدثه أن عليا أتى النبي صلى
ص 285
الله عليه وسلم وعنده ناس فدخل فلما دخل (علي) خرجوا، ثم إنهم قالوا: والله ما
أخرجنا رسول الله فلم خرجنا؟ فرجعوا فدخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: إني والله ما أخرجتكم وأدخلته ولكن الله هو أدخله
وأخرجكم.
ص 286
مستدرك حديث مبيت علي (ع) 
وهو قصة منام علي (ع) على فراش النبي (ص) ليلة الهجرة حين اتفق المشركون على قتله (ص) في
فراشه 
قد تقدم نبذة من الأخبار الدالة عليه عند ذكر قوله تعالى (ومن الناس من يشري
نفسه ابتغاء مرضاة الله) سورة البقرة: 207، في (ج 3 ص 24 إلى ص 33). وتقدم أيضا عند
ذكر الأخبار الدالة على مباهاة الملائكة بعلي عليه السلام لمنامه في فراش النبي صلى
الله عليه وسلم تلك الليلة في (ج 6 ص 479 إلى ص 481 وج 8 ص 334 إلى ص 348 وج 14 ص
116 إلى ص 130) عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها في
ما مضى:
ص 287
منهم العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في
(تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 317 ط دهلي) قال: عن عمرو بن ميمون قال:
إني جالس إلى ابن عباس إذ أتاه رهط يقعون في علي بن أبي طالب، فرد عليهم ابن عباس
وقال: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس علي ثوبه ونام على فراشه وكان
المشركون يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر وهو نائم فحسبه رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فصاح: يا نبي الله. فقال له علي: إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، فانطلق أبو بكر رضي الله عنه حتى لحق
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبات الكفار يرمون عليا بالحجارة وهو يتضور قد لف
رأسه في الثوب إلى الصباح. رواه أحمد. ومنهم العلامة صلاح الدين محمد بن شاكر
الدمشقي المتوفى سنة 764 في (عيون التواريخ) (ج 1 ص 44 من مخطوطة مكتبة جستربيتي في
ايرلندة) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: نم على فراشي واتشح ببردي
الأخضر ونم فيه فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهه، وأمره أن يؤدي عنه ما عنده من وديعة
وأمانة وغير ذلك.
ص 288
ومنهم العلامة شرف الدين أبو محمد عبد الرحمن بن حلف المالكي التوني المتوفى سنة
705 في (مختصر في سيرة النبي) (ص 39 نسخة مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال: وجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: إن الله أذن لي في
الخروج - إلى أن قال -: وأمر عليا أن يبيت في مضجعه تلك الليلة، فبات فيه علي رضي
الله عنه وتغشى بردا أحمر حضرميا كان رسول الله ينام فيه. ومنهم العلامة الشيخ أبو
الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الشافعي الدمشقي المولود سنة 701
والمتوفى سنة 774 في كتابه (السيرة النبوية) (ج 2 ص 234 ط دار الإحياء في بيروت)
قال: أما علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يتخلف حتى يؤدي عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم وليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده، لما يعلم من صدقه
وأمانته. وقال أيضا في ص 239: فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك
الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا
يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحوا ثاروا عليه، فلما رأوا عليا رد الله
عليهم مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ فقال: لا أدري.
ص 289
فاقتفوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا الجبل فمروا بالغار، فرأوا على
بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هاهنا أحد لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث
فيه ثلاث ليال. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود البازلي في (غاية المرام في رجال
البخاري إلى سيد الأنام) (ص 70 نسخة مكتبة جستربيتي) قال: قال ابن إسحق: أقام النبي
صلى الله عليه وسلم، بعد أن هاجر أصحابه إلى المدينة، أقام ينتظر مجئ جبريل عليه
السلام، وأمره أن يخرج من مكة بإذن الله في الهجرة إلى المدينة، حتى إذا اجتمعت
قريش فمكروا بالنبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وأمر أن لا يبيت في مكانه الذي
يبيت فيه، فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأمره أن يبيت على
فراشه ويتسجى ببرد له أخضر، ففعل. ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والقوم على
بابه، فتتابع الناس في الهجرة، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتن في دينه
علي، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أخبره (...) وأجله ثلاثا وأمره أن يؤدي إلى كل ذي
حق حقه، ففعل ثم لحق به صلى الله عليه وسلم وأخرج إليه أهله، وكان قد أمره أن يضطجع
على فراشه، وكان قريش ينظرون إلى الفراش فيرون عليا فيظنونه النبي صلى الله عليه
وسلم، حتى إذا أصبحوا رأوا عليا، فقالوا: لو خرج محمد لخرج بعلي معه، فحبسهم الله
تعالى بذلك عن طلبه صلى الله عليه وسلم...
ص 290
ومنهم العلامة المفسر الشيخ أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي النيسابوري الشافعي
المتوفى سنة 427 في كتابه (الكشف البيان في تفسير القرآن) (ج 2 ص 82 نسخة مصورة
مخطوطة جستربيتي بايرلندة) قال: ورأيت في بعض الكتب أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكة لقضاء ديونهم ورد
الودائع التي كانت عنده. ومنهم العلامة الشيخ أبو العباس أحمد بن الخطيب المعروف
بابن قنفذ القسنطيني الأندلسي المتوفى سنة 810 في (وسيلة الإسلام بالنبي) (ط دار
الغرب في بيروت) قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر، حتى انتهى
إلى غار بأسفل مكة، ثم أقام فيه ثلاثة أيام وترك علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرد
الودائع التي كانت عند النبي، وقدم إلى المدينة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في
جماعة كثيرة وعثمان وغيره بأرض الحبشة. ولما آيست قريش بعد البحث والوقوف على
الغار، واستد بابه بنسج العنكبوت وعمارة بالحمام، ركب صلى الله عليه وسلم راحلته
وركب أبو بكر أخرى ومعهما رجلان: عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق ودليلهما عبد
الله بن أريقط الليثي، وتبعه من المشركين سراقة فارسا، فلما قرب وقفت به فرسه في
وحل من غير وحل، فقال: يا محمد ادع الله لي وننصرف. ودعا له فارتفعت قوائمها من
الأرض ورجع، وأسلم بعد ذلك.
ص 291
سراقة رضي الله عنه. وإلى هذا أشار الشقراطسي بقوله: وفي سراقة آيات مبينة * إذ
ساخت الحجر في وحل بلا وحل ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور فوزي جعفر في كتابه (علي
ومناوئوه) (ص 32) قال: واجتمعت لذلك مشيختهم في دار الندوة عتبة وشيبة وأبو سفيان
من بني أمية، فتشاوروا في حبسه أو إخراجه عنهم، ثم اتفقوا على أن يتخيروا من كل
قبيلة منهم فتى شابا جلدا فيقتلونه جميعا فيتفرق دمه في القبائل ولا يقدر بنو عبد
مناف على حرب جميعهم، واستعدوا لذلك من ليلتهم... فلما رأى أرصادهم على باب منزله
أمر علي بن أبي طالب أن ينام على فراشه ويتوشح ببرده. وقد أمر النبي عليا أن يتخلف
بعده بمكة حتى يؤدي عنه الودائع التي كانت عنده للناس. فأقام علي بمكة ثلاث ليال
وأيامها حتى أدى عن رسول الله الودائع، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله، فقطع
الإمام المسافة بين مكة والمدينة وحده ماشيا حتى ورمت قدماه. ومنهم العلامة محمد بن
أبي بكر الأنصاري في (الجوهرة) (ص 13 ط دمشق) قال: ولما هاجر رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى المدينة أقام علي بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم، حتى إذا فرغ منها لحق
ص 292
برسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل معه على كلثوم بن هدم الأوسي. ومنهم العلامة
جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري المتوفى سنة 710 في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص
124 نسخة اسلامبول) قال: وعن عبد الله بن عباس قال: أنام رسول الله صلى الله عليه
وسلم عليا على فراشه ليلة انطلق إلى الغار، فجاء أبو بكر يطلب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأخبره علي أنه قد انطلق، فاتبعه أبو بكر وباتت قريش تنظر عليا وجعلوا
يرمونه، فلما أصبحوا إذا هم بعلي، فقالوا: أين محمد؟ قال: لا علم لي به. فقالوا: قد
أنكرنا تضورك، كنا نرمي محمدا فلا يتضور وأنت تتضور. وفيه نزلت هذه الآية (ومن
الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله). وعن أبي رافع أن عليا كان يجهز النبي صلى
الله عليه وسلم حين كان بالغار ويأتيه بالطعام، واستأجر له ثلاث رواحل للنبي صلى
الله عليه وسلم ولأبي بكر ودليلهم ابن أرقط، فخلفه النبي فخرج إليه أهله، فخرج
وأمره أن يؤدي عنه أمانته ووصايا من كان يوصي إليه وما كان يؤتمن عليه من مال، فأدى
علي أمانته كلها. وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج وقال: إن قريش لن يفقدوني ما
رأوك. فاضطجع علي على فراشه، وكانت قريش تنظر إلى فراش النبي صلى الله عليه وسلم
فيرون عليه رجلا يظنون أنه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا أصبحوا رأوا عليه
عليا فقالوا: لو خرج محمد لخرج بعلي معه، فحبسهم الله عز وجل بذلك عن طلب
ص 293
النبي صلى الله عليه وسلم حين رأوا عليا ولم يفقدوا النبي صلى الله عليه وسلم. وأمر
النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن يلحقه بالمدينة، فخرج علي في طلبه بعد ما أخرجه
إليه، فكان يمشي الليل ويكمن بالنهار حتى قدم المدينة، فلما بلغ النبي صلى الله
عليه وسلم قدومه قال: ادعوا لي عليا. قبل: يا رسول الله لا يقدر على أن يمشي، فأتاه
النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم اعتنقه وبكى رحمة له
مما رأى بقدميه من الورم وكانتا تقطران دما، فتفل النبي صلى الله عليه وسلم في يديه
ثم مسح بهما رجلين ودعا له بالعافية، فلم يشكهما علي حتى استشهد.
ص 294
مستدرك ما روي عن رسول الله (ص): (إن السعيد كل السعيد من أحب عليا
في حياته وبعد موته) 
قد تقدمت الأحاديث الدالة عليه في (ج 7 ص 252 إلى ص 256 وج 17
ص 229 إلى ص 231) عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم في ما مضى:
منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 107 نسخة مكتبة السيد
الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن السعيد كل السعيد حق السعيد
من أحب عليا في حياته وبعد موته. قال في الهامش: رواه الإمام أحمد بن حنبل يرفعه
بسنده عن فاطمة رضي الله تعالى عنها مرفوعا.
ص 295
وقال أيضا ص 112: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله باهى بكم الملائكة
وغفر لكم عامة، وباهى بعلي خاصة وغفر له خاصة، إني قائل لكم قولا غير مجاب فيه
لقرابتي: إن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته. قال في
الهامش: رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في كتاب (فضائل علي) وفي (المسند) يرفعه
بسنده عن علي أيضا. وقال أيضا في ص 120: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله
جل شأنه باهى وغفر لكم عامة ولعلي خاصة، وإني أرسلت إلى الناس جميعا غير مجاب
لقرابتي، إن السعيد كل السعيد وحق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته. أخرجه في
(مسند) أحمد بن حنبل. كتب إلينا أبو جعفر الحضري قال: حدثنا جندب بن والق، قال
حدثنا محمد بن عمر، عن عباد الكلبي، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن علي بن الحسين.
وأيضا عن فاطمة بنت الحسين هما عن الحسين عن أمه فاطمة رضي الله عنها وعنهم قالت:
خرج أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وقال لنا... ومنهم العلامة السيد
أحمد بن محمد بن أحمد الخافي الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 35 نسخة مكتبتنا
العامة بقم) قال: وروي أيضا في (المسند) وفي كتاب (فضائل علي) أن النبي صلى الله
عليه
ص 296
وسلم خرج على الحجيج عشية عرفة فقال لهم: إن الله باهى بكم الملائكة عامة وغفر لكم
وباهى بعلي خاصة وغفر له خاصة، إني قائل لكم قولا غير محاب فيه لقرابتي، إن السعيد
كل السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته. ومنهم العلامة شمس الدين محمد
بن محمد الجزري الدمشقي في (أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب) (ص 70) قال:
أخبرنا أبو العباس أحمد بن الطحان المقرئ شيخنا مشافهة، عن محمد بن محمد بن محمد
الشيرازي، أخبرنا محمود بن إبراهيم بن مندة الحافظ في كتابه (إلي) من أصبهان،
أخبرنا محمد بن بن أبي بكر الحافظ، أخبرنا الشيخ أبو سعد محمد بن الهيثم بن محمد،
أخبرنا أبو الحسين بن أبي القاسم، حدثنا أحمد بن موسى، حدثنا أحمد بن محمد بن السري
الكوفي، حدثنا الحسين بن جعفر القرشي، حدثنا جندل بن والق، حدثنا محمد بن عمر
الكاسي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين
بن علي رضي الله عنهما، عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم ورضي عنها،
قالت: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال: إن الله عز وجل باهى
بكم فغفر لكم عامة وغفر لعلي خاصة، وإني رسول الله إليكم غير هائب لقومي ولا محاب
لقرابتي، هذا جبريل عليه السلام يخبرني أن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليا
في حياتي وبعد وفاتي.
ص 297
ومنهم العلامة الشريف شهاب الدين أحمد بن جلال الدين عبد الله الحسيني الشافعي
الشيرازي في (توضيح الدلائل) (ص 236 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: عن فاطمة الزهراء
عليها السلام قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: إن الله عز وجل
باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة، وإني رسول الله غير هائب عن قومي ولا محابي
لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني أن السعيد كل السعيد من أحب عليا في حياته وبعد وفاته،
وأن الشقي كل الشقي من أبغض عليا في حياته وبعد وفاته. رواه الصالحاني وقال: أورده
إمام زمانه والمقدم على سائر أقرانه الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني في معجمه بإسناده. وقال أيضا في ص 190: وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وآله وبارك وسلم وعليها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن
السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته. أخرجه أحمد. ومنهم
العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري المتولد سنة 1324 في (الإمام المهاجر) (ص 156 ط
دار الشروق بجدة) قال: وقال صلى الله عليه وسلم: إن السعيد كل السعيد حق السعيد من
أحب عليا في حياته وبعد مماته.
ص 298
مستدرك ما ورد في النص من رسول الله (ص) 
على أن من أحب أن يحيى
حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام 
تقدم ما يدل
عليه من كتب العامة في (ج 5 ص 106 إلى ص 110 وج 17 ص245 إلى ص 248)، ونستدرك هيهنا
عمن لم نرو عنهم: وفيه أحاديث:
منها حديث حذيفة
رواه جماعة من أعلام العامة في
كتبهم:
ص 299
منهم العلامة محمد بن المكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 144 النسخة
مصورة من إحدى مكاتب اسلامبول) قال: روى عن حذيفة قال: رسول الله صلى الله عليه
وسلم: من أحب يحيى حياتي ويموت موتي فليتمسك بالقصبة الياقوت وليتول علي بن أبي
طالب. ومنهم العلامة عمر بن عيسى الدهلقي في (فضائل الخلفاء) (نسخة مكتبة آيا صوفيا
ص 148) قال: قال حذيفة بن اليمان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن
يحيى حياتي ويموت مماتي يتمسك القضيب الذي خلقه الله تعالى ثم قال كوني فليتمسك
وليتول علي بن أبي طالب بعدي. ومنهم العلامة الشيخ يس بن إبراهيم الشافعي في كتابة
(الأنوار القدسية ص 26) (ص طبع مطبعة السعادة بالقاهرة) قال: ونختم ترجمة هذا
الإمام بخبر رواه بعض الأعلام، وهو ما خرجه الحافظ أبو نعيم بسند قوي جدا عن حذيفة
مرفوعا: من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة الياقوتية التي خلقها
الله بيده ثم قال لها كوني فكانت فليتول علي ابن أبي طالب - إنتهى. ومنهم العلامة
شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص 190
نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم: من سره أن
ص 300
يحيى حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة الياقوتي التي خلقها الله تعالى بيده ثم قال
لها: كوني فكانت فيتول علي بن أبي طالب من بعدي. رواه الإمام الحافظ أبو نعيم في
كتاب (الحلية).
ومنها حديث ابن عباس
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم
العلامة المعاصر السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني الشافعي اليماني في (نثر الدر
المكنون) (ص 133 ط زهران بمصر) قال: وروى الحافظ أبو نعيم في الجزء الأول من الحلية
عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي
وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، رزقوا فهما
وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنا لهم الله شفاعتي.
ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في
(توضيح الدلائل) (ص 190 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن ابن عباس رضي الله تعالى
عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي
ويسكن جنة عدن التي غرس الله تعالى