الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج21)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 351

ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في (الجوهرة) (ص 62 ط دمشق) قال: الترمذي: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، نا محمد بن فضيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي النصر، عن المساور الحميري، عن أمه، قال: دخلت على أم سلمة فسمعتها تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحب عليا منافق، ولا يبغضه مؤمن ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الجزري الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 833 في (أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب) (ص 52 ط بيروت) قال: وأخبرنا شيخنا رحله الافاق أبو حفص عمر بن الحسن الحلبي بقراءتي عليه غير مرة، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد السعدي، أنبأنا أبو حفص عمر بن البغدادي، أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الهروي، أنبأنا أبو عيسى الحافظ، حدثنا واصل بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن فضيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي نصر (الوراق)، عن المساور الحميري، عن أمه قالت: دخلت على أم سلمة رضي الله عنها فسمعتها تقول: كان رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن.

ص 352

ومنهم العلامة المولى ولي الله اللكهنوي في (مرآة المؤمنين) (ص 29 مخطوط) قال: وعن أم سلمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق. ومنهم العلامة الشيخ حسين بن مبارك بن الصيرفي الشافعي في (الأوامر والنواهي) (ص 26 نسخة مكتبة جستربيتي) قال: روي عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن. أخرجه الترمذي.

ومنها حديث زر بن حبيش عن علي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة الشيخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في (تلخيص المتشابه في الرسم) (ج 1 ص 221 ط دمشق) قال: أنا أبو بشر محمد بن أبي السري الوكيل، نا أحمد بن الفرج بن منصور الكاتب، أنا أحمد بن محمد بن سعيد، نا جعفر بن عنبسة بن عمرو، نا أبي، نا أيوب

ص 353

ابن شعيب بن عامر الضبعي القزاز، عن الأعمش وأخيه عمار بن شعيب كلاهما قال: حدثني عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي قال: عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي الشافعي في (سير أعلام النبلاء) (ج 6 ص 263 ط بيروت) قال: كتب إلي عبد الله بن يحيى الجزائري، أنبأنا إبراهيم بن بركات، أنبأنا أبو القاسم الحافظ، أنبأنا علي بن إبراهيم الحسيني، أنبأنا أحمد بن علي الحافظ، أخبرني عبد الملك بن عمر، أنبأنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو القاسم هبة الله ابن جعفر المقرئ، حدثنا محمد بن يوسف بن يعقوب، حدثنا إدريس بن علي، حدثنا السندي بن عدويه، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور بن معمر، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر، عن علي، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا علي إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق. ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي البكري الحنبلي الشهير بابن الجوزي في (تبصرة المبتدي) (ص 196 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال: قال أحمد: وحدثنا ابن نمير، حدثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر ابن حبيش قال: قال (علي): والله إنه لما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لا يبغضني إلا منافق ولا يحبني إلا مؤمن.

ص 354

ومنها حديث عبد الله بن عباس

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم الحافظ المناوي في (الجامع الأزهر في حديث النبي الأنور) (ج 2 ص 119) قال: عن ابن عباس: لا يحب عليا إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق. ومنهم العلامتان عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 9 ص 493 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحبك يا علي إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق، من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني، وحبيبي حبيب الله، وبغيضي بغيض الله، ويل لمن أبغضك بعدي (طس) عن ابن عباس رضي الله عنه.

ومنها حديث عباية بن ربعي عن علي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم:

ص 355

منهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الشافعي في (الكامل في الرجال) (ج 6 ص 2340 ط بيروت) قال: ثنا محمد بن الحسين المحاربي، ثنا عباد، ثنا عبد الله، عن الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية بن ربعي، عن علي قال: إنه لعهد عهده إلي النبي صلى الله عليه وسلم الأمي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.

ومنها حديث عبد الله بن حنطب

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: منهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 147 والنسخة مصورة من مكتبة اسلامبول) قال: وروي عن عبد الله بن حنطب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: يا أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها، قوة رجل من قريش تعدل قوة رجلين من غيرهم، وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم، يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي أقربها أخي وابن عمي علي ابن أبي طالب، فإنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني عذبه الله عز وجل.

ص 356

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص 189 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب (رض) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس أوصيكم بحب أخي وابن عمي علي بن أبي طالب، وإنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق. أخرجه أحمد في المناقب.

ومنها حديث أبي ذر

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: منهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 147 والنسخة مصورة من مكتبة اسلامبول) قال: وروي عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عنه: إن الله أخذ ميثاق المؤمن على حبك، وأخذ ميثاق المنافقين على بغضك، فلو ضربت خيشوم المؤمن ما أبغضك، ولو نثرت الدنانير على المنافق ما أحبك، لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.

ومنها ما روي مرسلا

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم:

ص 357

منهم العلامة محمد بن يحيى بهران اليماني الزيدي في (ابتسام البرق في شرح منظومة القصص الحق) (ص 283 ط بيروت) قال: وذكر الكفار والمنافقين في هذه الأحاديث وغيرها تدل على أن مبغضي علي عليه السلام وأهل بيته من الكفار والمنافقين، وهو مقتضى الحديث الصحيح (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق). ومنهم العلامة يحيى بن الحسن في (الطبقات والزهر في أعيان مصر) (والنسخة مصورة من مخطوطة دار الكتب المصرية) قال: وأخرج مسلم في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري في (تفسير آية المودة) (ص 73 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب قم الشخصية) قال: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق. فقال علي: والله إنه لعهد النبي الأمي إلي ألا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. ومنهم العلامة المؤرخ المحدث الشيخ أبو القاسم علي بن هبة الله الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في (الاشراف على معرفة الأطراف) (ج 4 ص 198 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي) قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحب عليا منافق، ولا يبغضه مؤمن.

ص 358

ومنهم العلامة الشيخ الدين أحمد بن صالح اليماني في (مطلع البدور ومجمع البحور) (ج 1 ص 7 والنسخة مصورة من جامعة دار الكتب العربية بمصر) قال: ما رواه مسلم في صحيحه من قوله صلى الله عليه وسلم لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. ومنهم العلامة محمد بن موسى الخوارزمي الحنفي في (الرسالة) (ص 12) قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق. ومنهم العلامة عبد الحق بن عثمان الحنفي في (الفائق في اللفظ الرائق) (ص 67 نسخة مكتبة جستربيتي) قال: قال صلى الله عليه وسلم: حب علي إيمان وبغضه نفاق. ومنهم العلامة عبد الله بن نوح المتولد سنة 1324 في (الإمام المهاجر) (ص 155 ط دار الشروق بجدة) قال: وقال صلى الله عليه وسلم: لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن. ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخافي في (التبر المذاب) (ص 36 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس أوصيكم بحب ذي القربى أخي وابن عمي علي بن أبي طالب، لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني عذابه الله بالنار.

ص 359

مستدرك ما ورد من الأحاديث في قول النبي صلى الله عليه وآله (من آمن بي فليتول علي بن أبي طالب)

وقد مضى نقل الأحاديث الواردة في ذلك من كتب أعلام العامة في (ج 7 ص 122 وج 17 ص 96 و97 وص 322)، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 171 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي ابن أبي طالب، فمن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله. قال في الهامش: رواه الديلمي صاحب (الفردوس) يرفعه بسنده عن عمار بن ياسر في (فضائل أمير المؤمنين). وقال أيضا:

ص 360

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي ابن أبي طالب، فمن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل. قال في الهامش: رواه الطبراني في (الكبير) وابن عساكر وصاحب (مسند الفردوس) هم جميعا يرفعه بسنده عن أبي سعيد بن محمد بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن جده. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 9 ص 269 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب، فإن ولايته ولايتي وولايتي ولاية الله (طك) عن محمد بن عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن جده. ومنهم العلامة أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الإفريقي المصري المتوفى سنة 711 في (لسان العرب) (ج 15 ص 408 ط بيروت) قال: وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تولاني فليتول عليا.

ص 361

مستدرك ما ورد من النص من رسول الله (ص) على أن من لم يوال عليا (ع) لم يشم رائحة الجنة

تقدم نقله عن كتب القوم في (ج 7 ص 177 وص 178 وج 17 ص 183)، ونروي هيهنا عمن لم نرو عنه هناك: فمنهم العلامة شيرويه بن شهردار الديلمي في (فردوس الأخبار) (ج 3 ص 409 ط بيروت) قال: (عن) علي بن أبي طالب: لو أن عبدا عبد الله مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى يحج ألف عام على قدميه ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها.

ص 362

ومنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهريار الديلمي الحنفي في (مسند الفردوس) (ج 3 ص 78 مخطوط) قال: قال صلى الله عليه وسلم: لو أن عبدا عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه ثم قتل بين الصفا والمروة ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها. ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في (توضيح الدلائل) (ص 188 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن علي أمير المؤمنين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال له: لو أن عبدا عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه ثم قتل مظلوما بين الصفا والمروة ولم يولك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها. رواه الصالحاني عن الشيخ محمد بن إسماعيل بن أبي نصر بصرف بدا بكفاذ عن سيد وقته وزمانه وأورع عصره وآنه أبي علي الحداد الحسن بن أحمد عن الحافظ الورع والإمام البارع أبي نعيم الاصفهاني بإسناده عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي رضي الله تعالى عنه وعنهم أجمعين.

ص 363

مستدرك ما ورد من قول رسول الله (ص) لأصحابه (امتحنوا أولادكم بحب علي عليه السلام)

قد مضى نقل ما يدل عليه من الأخبار عن كتب علماء العامة في (ج 7 ص 265 و266 وج 17 ص 249 وص 250)، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها في ما مضى: منهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 148 والنسخة مصورة من مكتبة طوب قبوسراي باسلامبول) قال: قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس امتحنوا أولادكم بحبه، فإن عليا لا يدعو إلى ضلال ولا يبعد عن هدى، فمن أحبه فهو منكم ومن أبغضه فليس منكم. وقال أيضا:

ص 364

قال أنس بن مالك: فكان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم وقف على طريق علي، وإذا نظر إليه توجه بوجهه تلقاه وأومى باصبعه: أي بني تحب هذا الرجل المقبل؟ فإن قال الغلام: نعم قبله، وإن قال: لا حرف به الأرض وقال له: الحق بأمك ولتلحق أمك بأهلها فلا حاجة لي في من لا يحب علي أين أبي طالب. ومنهم علامة التاريخ والحديث الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 2 ص 224 من ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ط بيروت) قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد، وأبو الحسن علي ابن عساكر بن سرور الخشاب، قالا أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد، أنبأنا المسدد بن علي، أنبأنا أبو القاسم بن القاسم الحلبي، أنبأنا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المكي، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، عن عباد الدبري بصنعاء سنة إحدى وسبعين ومائتين، أنبأنا عبد الرزاق، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يشهر عليا في موطن أو مشهد علا على راحلته وأمر الناس أن ينخفضوا دونه، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر عليا يوم خيبر فقال: يا أيها الناس من أحب أن ينظر إلى آدم في خلقه - وأنا في خلقي (كذا) - وإلى إبراهيم في خلته، وإلى موسى في مناجاته، وإلى يحيى في زهده، وإلى عيسى في سنه (كذا) فلينظر إلى علي بن

ص 365

أبي طالب، إذا خطر بين الصفين كأنما يتقلع من صخر أو يتحدر من دهر، يا أيها الناس امتحنوا أولادكم بحبه، فإن عليا لا يدعو إلى ضلالة ولا يبعد عن هدى، فمن أحبه فهو منكم، ومن أبغضه فليس منكم. قال أنس بن مالك: وكان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم يقف على طريق علي، وإذا نظر إليه يوجهه بوجهه تلقاءه وأومأ باصبعه: أي بني تحب هذا الرجال المقبل؟ فإن قال الغلام: نعم قبله، وإن قال: لا حرف به الأرض وقال له: الحق بأمك ولا تلحق أبيك بأهلها (كذا) فلا حاجة لي فيمن لا يحب علي بن أبي طالب. وروي عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: كنا نبور ونمتحن أولادنا بحب علي بن أبي طالب، ونعرف أنه لغير أبيه ببعضه عليا عليه السلام: منهم عبادة بن الصامت الصحابي الورع البدري أحد النقباء الصلحاء المتوفى سنة 34 بعد الهجرة، نقل عنه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم الحافظ المقرئ الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي في (أسنى المطالب) (ص 57 ط بيروت) قال: أخبرنا الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن الحسن الحنبلي القاضي في جماعة آخرين مشافهة، عن الإمام القاضي سليمان بن حمزة الدمشقي، أخبرنا محمد ابن فتيان البغدادي في كتابه، أخبرنا الإمام أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ،

ص 366

أخبرنا أبو سعد محمد بن الهيثم، أخبرنا أبو علي الطهراني، حدثنا أحمد بن موسى، حدثنا علي بن الحسين بن محمد الكاتب، حدثنا أحمد بن الحسين الخزاز، حدثنا حصين بن مخارق، عن زيد بن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإذا رأينا أحدهم لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا، وإنه لغير رشدة. وقال الحافظ المذكور في كتابه (أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب) ص 56 ط بيروت: أخبرنا الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن الحسن الحنبلي القاضي في جماعة آخرين مشافهة، عن الإمام القاضي سليمان بن حمزة الدمشقي، أخبرنا محمد بن فتيان البغدادي في كتابه، أخبرنا الإمام أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ، أخبرنا أبو سعد محمد بن الهيثم، أخبرنا أبو علي الطهراني، حدثنا أحمد بن موسى، حدثنا علي بن الحسين بن محمد الكاتب، حدثنا أحمد بن الحسين الخزاز، حدثنا (أبي، حدثنا) حصين بن مخارق، عن زيد بن عطاء أين السائب، عن أبيه، عن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإذا رأينا أحدهم لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا وأنه لغير رشدة. (قال المؤلف) قوله (لغير رشدة) هو بكسر الراء وإسكان الشين المعجمة،

ص 367

أي ولد زنا. وهذا مشهور من قديم (الأيام) وإلى اليوم: أنه ما يبغض عليا رضي الله عنه إلا ولد زنا وروينا ذلك أيضا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ولفظه: كنا معشر الأنصار نبور أولادنا بحبهم عليا رضي الله عنه، فإذا ولد فينا مولود فلم يحبه عرفنا أنه ليس منا. (قال المؤلف:) بالنون والباء الموحدة وبالراء: أي نختبر ونمتحن. ومنهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (ج 2 ص 224 من ترجمه سيدنا الإمام علي ط بيروت) قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو القاسم حسين بن محمد عن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه قال: كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب، فإذا رأينا أحدا لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا، وإنه لغير رشدة. ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري الخزرجي في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 148 نسخة مكتبة طوب قبوسراي) قال: عن عبادة بن الصامت قال: كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب، فإذا رأينا أحدا لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا وإنه لغير رشدة.

ص 368

ومنهم أبو سعيد الخدري الصحابي المعروف وهو سعد بن مالك بن سنان الخدري كان من ملازمي رسول الله صلى الله عليه وآله وروى عنه أحاديث كثيرة توفي بالمدينة سنة 74 بعد الهجرة النبوية. نقل عنه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي في (أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب) (ص 58) قال: وروينا ذلك أيضا من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ولفظه: كنا معشر الأنصار نبور أولادنا بحبهم عليا رضي الله عنه، فإذا ولد فينا مولود فلم يحبه عرفنا أنه ليس منا. وروى في كتابه (أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب) ص 57 مثله. وروى هذا الحديث محبوب بن أبي زناد - وهو شيخ من شيوخ المدينة كما ذكر ابن عساكر في (تاريخ دمشق) ج 2 ص 224 من ترجمة سيدنا الأمير عليه السلام - عن الأنصار رضي الله عنهم. نقل عنه جماعة من أعلام العامة: منهم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (ج 2 ص 224 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني

ص 369

أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن علي المطرز، أنبأنا عبد الرحمن بن عمر بن محمد المعدل بمصر، أنبأنا محمد بن الحرث بن الأبيض القرشي، أنبأنا عبد السلام بن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن صالح أبو صالح، أنبأنا مالك بن أنس، عن محبوب بن أبي الزناد، قال: قالت الأنصار: إن كنا لنعرف الرجل إلى غير أبيه ببغضه علي ابن أبي طالب. قال: وأنبأنا عبد الرحمن بن عمر، حدثناه أبو الحسن محمد بن إسحاق الملحمي، حدثني عبد السلام بن سهل السكري، أنبأنا إبراهيم بن صالح الحرار، أنبأنا مالك بن أنس، عن محبوب بن أبي الزناد، قال: قالت الأنصار: إن كنا لنعرف الرجل لغير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري الخزرجي في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 148 نسخة مكتبة طوب قبوسراي باسلامبول) قال: عن محبوب بن أبي الزناد قال: قالت الأنصار: إنا كنا لنعرف الرجل إلى غير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب. ورواه العلامة المذكور آنفا في كتابه (لسان العرب) ج 4 ص 87 وقال: ومنه الحديث: كنا نبور أولادنا بحب علي عليه السلام. ورواه أيضا العلامة اللغوي ابن الأثير في (النهاية في اللغة) في (ب ور) وقال: ومنه الحديث (كنا نبور أولادنا بحب علي عليه السلام).

ص 370

مستدرك ما ورد من النص من رسول الله (ص) على أن عليا (ع)يقاتل على التأويل (حديث خاصف النعل)

قد تقدمت الأحاديث الدالة عليه في (ج 6 ص 24 إلى ص 38 وج 16 ص 425 إلى ص 428)، ونستدرك هيهنا عن كتب علماء العامة التي لم ننقل عنها هناك: ويشتمل على أحاديث:

الأولى حديث عبد الرحمن بن بشير الأنصاري

ذكره جماعة من أعيان العامة في مجاميعهم:

ص 371

منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 20 والنسخة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: روى في (الإصابة) مرفوعا بسنده عن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: ليضربنكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله. فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. فقال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا ولكن خاصف النعل. فانطلقنا فإذا علي بخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة فبشرناه. وقال أيضا في ص 142: وفي (الإصابة) عن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: ليضربنكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله. فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. فقال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل. فانطلقنا فإذا علي يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة فبشرناه.

الثاني حديث أبي سعيد الخدري الأنصاري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

ص 372

منهم العلامة السيد حسين عليشاه بن السيد روشن علي شاه الحسيني النقوي البخاري الحنفي الهندي في (تحقيق الحقايق - گلزار مرتضوي - محبوب التواريخ) (ص ط مطبعة أحسن المطابع في لاهور) قال: ومن ذلك ما نقله القاضي الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي في كتابه المسمى بشرح السنة يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. فقال أبا بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: ولكن خاصف النعل، وكان علي قد أخذ نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخصفها، فقضى عليه السلام إن عليا يقوم بالقاتل على تأويل القرآن كما قام هو بالقاتل على تنزيله، فهذا منطوق الحديث. ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الشافعي في (الكامل في الرجال) (ج 7 ص 2666 ط بيروت) قال: ثنا أحمد بن حفص، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن عبد الملك، عن أبيه، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا في المسجد فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس إلينا ولكأنه على رؤوسنا الطير لا يتكلم أحد منا، فقال: إن منكم رجلا يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. فقام أبو بكر فقال: أنا هو يا رسول الله؟ فقال: لا. فقام عمر فقال: هو أنا يا رسول الله؟ فقال: لا ولكنه خاصف النعل في الحجر علي بن أبي طالب ومعه.

ص 373

نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلحها. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود البازلي في كتاب (غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام) (ص 74 نسخة مكتبة جستربيتي) قال: وقال أبو سعيد الخدري: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقطع شسع نعله، فأخذها علي يصلحها، فمضى صلى الله عليه وسلم فقال: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. فاستشرف له القوم، فقال صلى الله عليه وسلم: لكنه خاصف النعل. فلما جاء بشرناه بذلك، فلم يرفع به رأسا كأنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخافي في (التبر المذاب) ص 45 نسخة مكتبتنا العامة الموقوفة بقم) قال: وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. قال عمر: أنا يا رسول الله؟ قال: لا. ولكن خاصف النعل - وكان أعطى عليا نعله يخصفها. خرجه أبو حاتم. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشافعي في (توضيح الدلائل ص 215) (نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: عن أبي سعيد الخدري قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

ص 374

وقد انقطع شسع نعله، فدفعها إلى علي ليصلحها، ثم جلس وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت الناس على تنزيله. فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. فقال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل. قال: فأتينا عليا نبشره بذلك فكأنه لم يرفع به رأسا كأنه قد سمعه قبل. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 141 والنسخة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال النسائي: حدثنا أحمد بن شعيب، قال أخبرنا إسحق بن إبراهيم ومحمد ابن قدامة واللفظ له، وعن حرب، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله، فرمى به إلى علي رضي الله عنه فقال: إن منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. فقال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل. وقال أيضا: روى الإمام أحمد بن حنبل وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وأبو نعيم وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري، كما في (الجامع الكبير). ثم ذكر عين ما تقدم آنفا.

ص 375

ومنهم العلامة الشيخ قرني طلبة البدوي في (المبشرون بالجنة) (ص 208 ط محمد علي صبيح بمصر) قال: وأخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن ابن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: إنك تقاتل على القرآن كما قاتلت على تنزيله. ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في (دلائل النبوة) (ج 6 ص 435 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الجرفي ببغداد، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو نعيم، حدثنا فطر - يعني ابن خليفة -، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه قال: سمعت أبا سعيد الخدري قال: كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا من بعض بيوت نسأله، فقمنا معه غشى فانقطع شعس نعله، فأخذها علي رضي الله عنه فتخلف عليها ليصلحها، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمنا معه ننتظره ونحن قيام، وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر، فقال: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، فأتيته لأبشره قبل بها فكأنه لم يرفع به رأسا، كأنه شيء قد سمعه. وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد

ص 376

ابن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا ولكن خاصف النعل. قال: وكان أعطى عليا رضي الله عنه نعله يخصفها. وروى أيضا عن عبد الملك بن أبي غنية عن إسماعيل بن رجاء.

الثالث حديث ربعي بن حراش عن علي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 677 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاشر قريش لتنتهين أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان. قالوا: من هو يا رسول الله؟ وقال أبو بكر: من هو يا رسول الله؟ وقال عمر: من هو يا رسول الله؟ قال: هو خاصف النعل، وكان أعطى نعله عليا يخصفها قال: ثم التفت علي إلينا فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار.

ص 377

أخرج هذا الحديث في سننه الإمام الترمذي وفي سننه الإمام النسائي وفي سننه أبي داود والإمام أحمد بن حنبل وموفق بن أحمد، وأيضا والحافظ بن نعيم والخطيب والسمعاني في الفضائل وهم جميعا يرفعه بسنده إلى عن أبي ربيع بن حراش قال: حدثنا علي بن أبي طالب بالرحبة قال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين، فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا وليس بهم فقه في الدين، وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر قريش لتنتهين أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان. فقالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: هو خاصف النعل. وكان أعطى عليا نعله يخصفها. ثم التفت علي إلى من عنده وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. أخرج هذا الحديث في (سنن) الإمام الترمذي في (الذخائر) في ذكر أن عليا خاصف النعل، عن علي قال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين منهم سهل بن عمرو فقالوا: يا محمد خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا فرارا من أموالنا فارددهم إلينا. فقال - فذكره في (الذخائر) وقال: حديث حسن صحيح. وقال أيضا في ص 679:

ص 378

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر قريش والله ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للإيمان فيضربكم على الدين - أو يضرب بعضكم. قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكن ذلك الذي يخصف النعل. وقد كان أعطى عليا نعلا يخصفها. أخبرنا هذا الحديث في (سنن) الإمام النسائي يرفعه بسنده. أبو جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي، قال حدثنا الأسود بن عامر، قال حدثنا شريك، عن منصور، عن ربعي، عن علي عليه السلام قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم أناس من قريش فقالوا: يا محمد إنا جيرانك وحلفاؤك وإن من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا، فقال لأبي بكر: ما تقول؟ فقال: صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك. فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لعمر: ما تقول؟ قال: صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك. فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم - الحديث. ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحق بن موسى الأصفهاني الشافعي في (ما نزل من القرآن في علي) خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه (النور المشتعل) (ص 233) قال: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال حدثنا عمي وأبو مالك الجنبي، عن الأجلح الكندي،

ص 379

عن قيس الأشعري، عن ربعي بن حراش قال: خطبنا علي بن أبي طالب بالمدائن فقال: جاء سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أردد علينا أبناءنا وأرقاءنا فإنما خرجوا [إليك] تعوذا بالاسلام. فقال لهم صلى الله عليه وآله [وسلم]: ولن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للإيمان - الحديث بتمامه.

الرابع حديث وهب بن صفي البصري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 8 والنسخة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: روي في كتاب (السبعين) في فضائل سيدنا [كذا في المصدر]) بسنده عن وهب بن صفي البصري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل على تأويل القرآن.

الخامس حديث علي عليه السلام

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم مرفوعا عنه عليه السلام:

ص 380

منهم العلامة الشيخ محمد بن داود البازلي الكردي الحموي الشافعي في (غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام) (ص 71 نسخة مكتبة جستربيتي) قال: قال علي بن أبي طالب: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس بهم فقه في الدين وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا فارددهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر قريش تنتهين أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان. قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: خاصف النعل، وكان قد أعطى عليا نعله يخصفها. قال: ثم التفت إلينا علي فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخافي في (التبر المذاب) (ص 44 نسخة مكتبتنا العامة الموقوفة بقم) قال: وروى الترمذي عن علي قال: لما كان يوم الحديبية خرج لنا ناس من المشركين منهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين، فقالوا: يا رسول الله خرج إليك من أبنائنا وإخواننا وأقاربنا فارددهم إلينا فإن كان بهم فقه في الدين سنفقههم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر قريش لتنتهين أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف علي الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان.

ص 381

فقالوا: من هو يا محمد؟ وقال أبو بكر: من هو يا رسول الله؟ وقال عمر: من هو يا رسول الله؟ قال: هو خاصف النعل، وكان أعطى عليا نعله يخصفها. ثم التفت علي إلى من عنده وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

السادس ما روي عنه بنحو آخر

رواه جماع من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 324 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني وليعة: يا بني وليعة لتنتهين أو لأبعثن إليكم رجلا يمضي فيكم أمري يقتل المقاتلة أو يسبي الذرية. فأخذ بيد علي وقال: هو هذا - مرتين. وقال في الهامش: رواه الإمام أحمد بن حنبل في (مسند) ه يرفعه بسنده عن علي عليه السلام.

ص 382

السابع حديث عبد الله بن حنطب

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة الشيخ حسام الدين في كتابه المذكور آنفا (ص 324) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتنتهين يا بني وليعة أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي بمضي فيكم أمري يقتل المقاتلة ويسبي الذرية. ثم قال: فهو خاصف النعل. فالتفت إلى علي فأخذ بيده فقال: هو هذا. أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في (مسند) ه وفي (المناقب) وابن الإمام أحمد نحوه، وموفق بن أحمد الخوارزمي هم جميعا يرفعه بسنده إلى عن عبد الله بن حنطب قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم... ثم ذكر آية المباهلة فقال: فأبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والحسن والحسين وفاطمة من قوله (أنفسنا) نفس علي، ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم وحديث (لتنتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي) يعني عليا، فهذه خصوصية لهم لا يلحقهم فيها بشر.

ص 383

الثامن ما روي مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري الجاوي في (الإمام المهاجر) (ص 155 ط دار الشروق بجدة) قال: وقال صلى الله عليه وسلم: إنك تقاتل على القرآن كما كما قاتلت على تنزيله.

ص 384

مستدرك ما ورد من النص من رسول الله (ص)على أن عليا (ع) يحبه الله ورسوله وهو يحبهما

قد تقدمت أخبار كثير تدل عليه في باب (إعطاء الراية) و(حديث الطير) وغيرهما فراجع، وتقدم أيضا ما يدل عليه في (ج 6 ص 554 وج 17 ص 323) عن جماعة من علماء العامة في كتبهم ونستدرك النقل هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها في ما مضى: فمنهم الفاضل المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 145 مطبعة السعادة بالقاهرة) قال: ذكر في خطبة علي عليه السلام فاطمة عليها السلام أن عليا عليه السلام أقبل على الرسول صلى الله عليه وآله وهو عند أم سلمة وطرق الباب، فقالت: من بالباب؟ فقال الرسول صلى الله عليه وآله: قومي وافتحي الباب له، هذا رجل يحبه الله ورسوله ويحبهما.

ص 385

ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في كتابه (آل محمد) (ص 389 مصورة مكتبة السيد الأشكوري) قال: [قال] صلى الله عليه وسلم: ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. أخرجه في سننه الترمذي يرفعه بسنده إلى عن البراء بن عازب قال: بعث النبي جيشين وأمر على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد، فافتتح علي حصنا فأخذ منها جارية، فكتب معي خالد كتابا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسئ به، فقدمته عليه فقرأ الكتاب فتغير لونه فقال: ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: قلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وإنما أنا رسول، فسكت.

ص 386

مستدرك ما نقل في النص من رسول الله صلى الله عليه وآله إن عليا مع القرآن والقرآن مع علي

قد تقدم نقل الأحاديث الدالة عليه في (ج 5 ص 639 وج 16 ص 398)، ونروي هيهنا عمن لم نرو عنه هناك: منهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص 219 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن شهر بن حوشب قال: كنت عند أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: مرحبا بأبي ثابت أدخل، فدخلت فرجعت قالت: أين طارت القلوب مطارها؟ قال: مع علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه. قالت: وفقت والذي نفس أم سلمة بيده، لسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: علي مع القرآن والقرآن مع علي بن أبي طالب لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ولقد بعثت ابني عمرو ابن أخي عبد الله بن أبي أمية وأمرتهما أن يقاتلا مع علي من قاتله،

ص 387

ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمرنا أن نقر في حجالنا وفي بيوتنا لخرجت حتى أقف في صف علي. رواه الصالحاني بإسناده إلى ابن مردويه مسندا. ومنهم العلامة محمد بن علي الحنفي المصري في (إتحاف أهل الإسلام) (ص 66 والنسخة مصورة من مخطوطة المكتبة الظاهرية دمشق) قال: عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض. ومنهم الحافظ بن شيرويه الديلمي في (الفردوس) (ص 53 والنسخة مصورة من مكتبة الناصرية في لكهنو) قال: روي عن أم سلمة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي مع القرآن والقرآن 208 ط محمد علي صبيح بمصر) قال: وأخرج الطبراني في الأوسط الصغير عن أم سلمة قالت: سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول يقول: علي مع القرآن والقرآن مع علي، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض. تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 173

ص 388

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 81 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القرآن مع علي وعلي مع القرآن. قال في الهامش: رواه الديلمي يرفعه بسنده عن أم سلمة. وقال أيضا في ص 273: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي مع القرآن والقرآن مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم ذكر حديثا آخر مثله فقال: هذان الحديثان يروي الطبراني للأوسط والصغير وموفق بن أحمد والزمخشري في كتابه (ربيع الأبرار) والحمويني هم جميعا يرفعه بسنده عن شهر بن حوشب قال: كنت عند أم سلمة رضي الله عنها فبإذنها دخل البيت أبو ثابت مولى علي، فقالت: يا أبا ثابت. أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟ قال: أتبعت عليا. قالت: وفقت بالحق، والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول... ومنهم العلامتان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 4 ص 550 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض (طس، د) عن أم سلمة رضي الله عنها.

ص 389

ومنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهريار الديلمي الحنفي في (مسند الفردوس) (ج 3 ص 10 مخطوط) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القرآن مع علي وعلي مع القرآن لا يفترقان حتى يردا علي الحوض. ومنهم العلامة الشيخ يس بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في (الأنوار القدسية) (ص 22 ط السعادة بمصر) قال: قال صلى الله عليه وسلم: علي مع القرآن والقرآن مع علي. ومنهم العلامة محمد بن صالح السماوي اليماني في (الرسالة) (ص 5): علي مع القرآن والقرآن مع علي. ومنهم العلامة صاحب كتاب (فضائل الخلفاء) (ص 148): عن أم سلمة: القرآن مع علي وعلي مع القرآن.

ص 390

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله (إن الحق مع علي وعلي مع الحق)

قد تقدم ما يدل عليه من الأحاديث في (ج 5 ص 623 إلى ص 638 وج 16 ص 384 إلى ص 397)، ونستدرك هيهنا عن كتب العامة التي لم ننقل عنها: منهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري المتوفى سنة 710 في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 9 ص 124 والنسخة مصورة من مكتبة طوب قبوسراي بإسلامبول) قال: روي عن عبيد الله بن عبد الله المدني قال: حج معاوية بن أبي سفيان فمر بالمدينة وجلس فيه سعد بن وقاص وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، فالتفت إلى عبد الله بن عباس فقال: يا بن عباس إنك لم تعرف حقنا من باطل غيرنا فكنت علينا ولم تكن معنا، وأنا ابن عم المقتول ظلما - يعني عثمان بن عفان - وكنت أحق بهذا الأمر من غيري. فقال ابن عباس: اللهم إن كان هكذا فهذا

ص 391

وأومأ إلى ابن عمر - أحق بها منك، لأن أباه قتل قبل ابن عمك. فقال معاوية: ولا سواء، لأن أبا هذا قتله المشركين وابن عمي قتله المسلمون. فقال ابن عباس: هم والله أبعد لك وأدحض بحجتك. فتركه وأقبل على سعد فقال: يا أبا إسحاق أنت الذي لم يعرف حقنا وجلس فلم يكن معنا ولاع لينا. فقال سعد: إني قد رأيت الدنيا قد اظلمت فقلت لبعيري: اخ فأنخيته حتى انكشفت. قال: فقال معاوية: لقد قرأت ما بين اللوحين ما قرأت في كتاب عز وجل اخ. فقال سعد: اذ أبيت فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: أنت مع الحق والحق معك حيث ما دار. فقال معاوية: لتأتيني على هذا ببينة. قال: فقال سعد: هذه أم سلمة تشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاموا جميعا فدخلوا على أم سلمة، فقالوا: يا أم المؤمنين إن الأكاذيب قد كثرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا سعد يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم نسمعه، إنه قال، يعني لعلي: أنت مع الحق والحق معك حيثما دار. فقالت أم سلمة: في بيتي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي. قال: فقال معاوية لسعد: يا أبا إسحاق ما كنت ألوم منك الآن إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا وجلست عن علي لو سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنت خادما لعلي حتى أموت.

ص 392

ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 4 ص 141 والنسخة مصورة مصورة من مكتبة (جستربيتي) بايرلندة) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يوسف ابن بشر، أنبأنا محمد بن علي بن راشد الطبري بصور وأحمد بن حازم بن أبي غدرة الكوفي، قالا أنبأنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، حدثنا سهل بن شعيب النهمي، عن عبد الله بن عبد الله المدني، قال: حج معاوية بن أبي سفيان فمر بالمدينة فجلس في مجلس فيه سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، فالتفت إلى عبد الله بن عباس فقال: يا بن عباس إنك لم تعرف حقنا من باطل غيرنا فكنت علينا ولم تكن معنا، وأنا ابن عم المقتول ظلما (يعني عثمان) وكنت أحق بهذا الأمر من غيري فقال ابن عباس: اللهم إن كان هكذا فهذا - وأومأ إلى ابن عمر - أحق بها منك، لأن أباه قتل قبل ابن عمك. فقال معاوية: ولا سواء، إن أبا هذا قتله المشركون وابن عمي قتله المسلمون. فقال ابن عباس: هم والله أبعد لك وأدخص لحجتك. فتركه وأقبل على سعد فقال: يا أبا إسحاق أنت الذي لم يعرف حقنا، تجلس ولم يكن معنا ولا علينا قال: فقال سعد: إني رأيت الدنيا قد اظلمت، فقلت لبعيري: اخ فأنختها حتى انكشفت. قال: فقال معاوية: لقد قرأت بين اللوحتين ما قرأت في كتاب الله عز وجل اخ قال: فقال سعد: أما لنا سبب، فإني سمعت رسول

ص 393

الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: أنت مع الحق والحق معك حيث ما دار قال: فقال معاوية: لتأتيني على هذا بينة. قال: فقال سعد: هذه أم سلمة تشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا جميعا فدخلوا على أم سلمة، فقالوا: يا أم المؤمنين إن الأكاذيب قد كثرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا سعد يذكر عن النبي ما لم نسمعه، أنه قال، يعني لعلي: أنت مع الحق والحق معك حيثما دار. فقالت أم سلمة: في بيتي هذا قال رسول صلى الله عليه وسلم لعلي. قال: فقال معاوية لسعد: يا أبا إسحاق ما كنت ألوم الآن إذ سمعت هذا من رسول الله وجلست عن علي، لو سمعت هذا من رسول الله لكنت خادما لعلي حتى أموت. ومنهم العلامة حسام الدين المردي في (آل محمد) (ص 71 والنسخة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحق مع علي حيث دار. قال في الهامش: رواه الحمويني يرفعه بسنده عن أزرق بن قيس وعن ابن عباس. وقال أيضا في ص 72: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحق مع ذا الحق مع ذا، أي علي لا وقال في الهامش: يعني عليا، رواه أبو يعلى وأبو حاتم هما يرفعه بسنده عن أبي سعيد.

ص 394

ومنهم العلامة عمر بن عيسى الخطيبي الدهلقي في (فضائل الخلفاء) (ص 150) قال: وبالسماع العالي عن عبيد الله الكندري حليف لبني أمية من أهل المدينة قال: حج معاوية بن أبي سفيان فأتى مجلس في حلقة، فجلس بين يدي عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب، فضرب بيده على فخذ ابن عباس ثم قال: أنا كنت أحق وأولى بالأمر من ابن عمك. فقال ابن عباس: ولم؟ قال: لأبي ابن عم الخليفة المقتول ظلما. قال: هذا الرجل أولى بالأمر منك لأن به أتى هذا أقبل ابن عمك. قال: فانصاع [أكلمه يحود ابن عباس] فأقبل على سعد بن وقاص فقال: وأنت يا سعد الذي لم تعرف حقا من باطل غيرنا فتكون علينا أو معنا. قال: إني لما رأيت الظلمة قد غشيت الأرض قلت: هيج فأنخته حتى إذا أسفرت مضيت. قال: والله لقد قرأت المصحف - أو ما بين الدفتين - وما وجدت فيه (هيج). فقال سعد: أ ما إذا أبيت فإني سمعت رسول الله صلى الله وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: أنت مع الحق والحق معك لجئ ابن سعد معك أو لأفعلن. قال: أم سلمة. قال: فقام وقاموا معه حتى دخل على أم سلمة رضي الله عنها. قال: فبدأ معاوية فتكلم فقال: يا أم المؤمنين إن الكذابة قد كثرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزال قائل يقول (قال رسول الله) ما لم يقل، وإن سعدا روى حديثا يزعم إنك سمعتيه من رسول الله. قالت: ما هو؟ قال: زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت مع الحق والحق معك. قالت أم

ص 395

سلمة رضي الله عنها: صدق في بيتي قاله. فأقبل معاوية على سعد بن أبي وقاص فقال: الآن ألوم ما كنت عندي، والله لو سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زلت خادما لعلي بن أبي طالب حتى أموت. ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخافي في (التبر المذاب) (ص 48 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وروى أحمد بن موسى بن مردويه من عدة طرق عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحق مع علي وعلي مع الحق.

ص 396

مستدرك ما ورد من النص من رسول الله صلى الله عليه وآله على أن عليا عليه السلام وأصحابه على الحق

تقدمت الأخبار الدالة عليه من كتب العامة في (ج 5 ص 635 وج 17 ص 169)، ونستدرك هيهنا عمن لم ننقل عنهم في ما مضى: فمنهم العلامتان الشيخ عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 3 ص 638 طبع دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: تكون بين الناس فرقة واختلاف، فيكون هذا وأصحابه على الحق، يعني عليا (طب) عن كعب بن عجرة رضي الله عنه. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 685 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق، يعني عليا. قال في الهامش: رواه الطبراني في (الكبير) يرفعه بسنده إلى عن كعب بن عجرة.

ص 397

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام (الله وليي وأنا وليك)

قد تقدم ما يدل عليه من كتب علماء العامة في (ج 17 ص 307)، ونستدرك هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: منهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي المتوفى 365 في (الكامل في الرجال) (ج 3 ص 1070 ط بيروت) قال: أنا أبو يعلى، ثنا زكريا بن يحيى الكسائي، ثنا علي بن القاسم، عن معلى ابن عرفان، عن شقيق، عن عبد الله قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد علي وهو يقول: الله وليي وأنا وليك ومعاد من عاداك ومسالم من سالمت. وقال أيضا في ج 6 ص 2367: أخبرنا أبو يعلى، ثنا زكريا، ثنا يحيى الكسائي، ثنا علي بن القاسم، عن معلى بن عرفان، عن شقيق، عن عبد الله قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد علي وهو يقول: الله وليي وأنا وليك ومعاد ومسالم من سالمك.

ص 398

مستدرك ما ورد في النص من رسول الله صلى الله عليه وآله على أن من كنت وليه

فعلي وليه قد تقدم ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في (ج 6 ص 369 إلى ص 380 وج 17 ص 320)، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها في ما مضى: منهم العلامة محمد عبد المنعم خان الدهلوي الحنفي في (الرسالات النبوية) (ص 2 ط دهلي) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه [أي علي]: من كنت وليه فعلي وليه. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 456 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: النسائي: أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء الكوفي، قال حدثنا أبو معاوية، قال حدثنا الأعمش، عن سعيد بن عمير، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمل علينا عليا، فلما رجعنا سألنا: كيف رأيتم صحبة صاحبكم: فأما شكوته أن وأما شكاه غيري، فرفعت رأسي وكنت رجلا مكبابا وإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احمر فقال: من كنت وليه فعلي وليه.

ص 399

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله (من كنت إمامه فعلي إمامه)

قد تقدم ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في (ج 6 ص 377 و378)، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها في ما مضى: فمنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 457 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت إمامه فعلي إمامه. قال في الهامش: رواه في كتاب (مودة القربى) يرفعه بسنده إلى عن فاطمة.

ص 400

ما ورد في النص من رسول الله (ص) على أن من حشره الله يوم القيامة محبا لعلي (ع) يدخل الجنة

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم: فمنهم العلامة يحيى بن الحسن بن القاسم المتوفى سنة 1099 في (الطبقات والزهر في أعيان عصر) (ص 3 من مخطوطة دار الكتب المصرية) قال: روى عن أبي ذر قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات منه فوجدته مغمى مغمى عليه في حجر علي بن أبي طالب، فلما أفاق قال: يا أبا ذر أيما عبد مؤمن يصلي ركعتين في ظلام الليل ولم يد بهما أحدا إلا الله دخل الجنة. ثم أغمي عليه، فلما أفاق جلس متكئا على صدر علي وجعل يده في صدره ورأسه في نحره وقال: يا أبا ذر أيما عبد مؤمن صام يوما تطوعا ولم يرد به إلا وجه الله دخل الجنة، يا أبا ذر فأزيدك؟ قلت: نعم. قال: من حشره الله يوم القيامة محبا لهذا الرجل - وجعل يده في صدر علي - دخل الجنة.

 

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج21)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب