الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج21)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 601

عليه وآله أهل بيته فاجتمعوا ثلاثين رجلا، فأكلوا وشربوا فقال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي وهو معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ قال: فعرض ذاك عليهم، فقال رجل: يا رسول الله كنت بحرا من يطيق هذا، حتى عرض على واحد واحد فقال علي: أنا. وقال أيضا: حدثنا أبو هشام الرفاعي قال حدثنا يحيى بن آدم، قال قلت لشريك: ما تقول في الرجل يقول لورثته: من يضمن عني ديني، فضمنه بعضهم ولا يسمى. فقال: من أجازه فهو أحسن قولا ممن لم يجزه، حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد، عن علي أن النبي صلى الله عليه قال: من يضمن عني ديني ويقضي عداتي ويكون معي في الجنة؟ أو نحوذا، قلت: أنا. وحدثنا أبو هشام الرفاعي، قال حدثنا يحيى، قال حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر - إن شاء الله شك يحي - عن علي، عن النبي صلى الله عليه مثله.

ص 602

مستدرك النص من رسول لله (ص) على أن الله تعالى جعل ذريته في صلب علي عليه السلام

 قد تقدم ما يدل عليه في (ج 7 ص 4 إلى ص 9 وج 17 ص 292)، وننقل هيهنا عن كتب علماء العامة التي لم ننقل عنها: فمنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في (استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول) (ص 44 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب. أخرجه الطبراني في ترجمة الحسن.

ص 603

ومنهم العلامة أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 41 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وعن ابن عباس قال: كنت أنا والعباس جالسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل علي، فسلم فرد عليه النبي وقام إليه وعانقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه، فقال العباس: يا رسول الله أتحب هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله يا عم الله أشد حبا له مني، إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا. خرجه الحاكمي. ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن نوح الجيانجوري الجاوي في (الإمام المهاجر) (ص 222 ط دار الشروق بجدة) قال: وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا، وأشار إلى علي. ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني الشافعي اليماني في (نثر الدر المكنون) (ص 129 ط مطبعة زهران بمصر) قال: وأخرج الطبراني في (الكبير) من طريق يحيى بن العلاء الرازي عن جابر ابن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله يجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب.

ص 604

ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الشافعي المتوفى سنة 365 في (الكامل في الرجال) (ج 7 ص 2657 ط دار الفكر في بيروت) قال: ثنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، حدثني عبد الرحمن بن القاسم القطان الكوفي، حدثنا عباد بن زياد الكوفي، ثنا يحيى بن العلاء الرازي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال النبي صلى الله عليه وسلم: جعل الله كل نبي ذريته من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي. ومنهم العلامة الديلمي في (فردوس الأخبار) (ج 1 ص 19 مصورة مكتبة فبيض الله افتدى بإسلامبول) قال: وعن جابر: إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن الله جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 16 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: روى الدار قطني بسنده عن عاصم بن ضمرة وعن هبيرة وعن عمرو بن واثلة قالوا: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت أبو ولدي. وقالوا: قال علي كرم الله وجهه يوم الشورى: والله لأحتجن عليهم بما لا يستطيع قريشيهم ولا عربيهم ولا عجميهم رده، ثم قال لهم خصالا صدقوها - إلى أن قال -: أنشدتكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله مني؟ وهل فيكم من جعله الله نفس نبيه وأبناءه أبناءه ونساءه نساءه غيري؟ قالوا: لا. وقال: فأنشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله

ص 605

صلى الله عليه وسلم: أنت الساب عليا لئن وردت عليه الحوض وما أراك ترده مشمرا عن ذراعيه بذود الكفار والمنافقين عن حوض رسول الله. وقال أيضا في ص 115: روى الطبراني والديلمي بسنده عن جابر مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تعالى عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب. وقال أيضا: روى الطبراني والخطيب البغدادي بسنده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي ابن أبي طالب. ومنهم العلامة يحيى الموفق بالله الشجري في (الأمالي) ج 1 ص 152 ط القاهرة) قال: أخبرنا ابن ريذة قراءة عليه باصبهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا عبادة بن زناد الأسدي، قال حدثنا يحيى بن العلاء الرازي عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي من صلبه، وإن الله عز وجل جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب.

ص 606

ومنهم العلامتان عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 2 ص 297 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب (طب) عن جابر (خط) عن ابن عباس رضي الله عنهم. ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في (الجوهرة) (ص 64 ط دمشق) قال: وقال خزيمة بن خازم: حدثني أبو جعفر المنصور، قال حدثني أبي محمد ابن علي بن عبد الله بن عباس، قال حدثني أبي علي بن عبد الله قال حدثني أبي عبد الله بن عباس قال: كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل علي بن أبي طالب فسلم، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبش به، وقام إليه واعتنقه، وقبل بين عينيه، وأجلسه عن يمينه، فقال العباس: يا رسول الله أتحب هذا؟ فقال النبي عليه السلام: يا عم رسول الله والله لله أشد حبا له مني، إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا. ومنهم العلامة المولى الكردستاني الشافعي في (المحمدية في تلخيص المسمين بمحمد بن من تاريخ بغداد) (ص 3 نسخة جستربيتي) قال: بإسناده عن عبد الله بن عباس قال: كنت أنا وأبي العباس جالسين عند رسول

ص 607

الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل علي بن أبي طالب، فسلم فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبش به وقام إليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه، فقال العباس: أتحب هذا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عم رسول الله والله لله أشد حبا له مني، إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا.

ص 608

مستدرك النص من رسول الله (ص) على أن النظر إلى وجه علي عليه السلام عبادة

تقدمت الأخبار الدالة عليه من علماء العامة في كتبهم في (ج 7 ص 89 إلى ص 110 وج 17 ص 139)، ونستدرك هيهنا عمن لم ننقل عنهم في ما مضى: فمنهم العلامة الشيخ أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي في (فردوس الأخبار) (ج 5 ص 42 ط دار الكتاب العربي في بيروت) قال: عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة. وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم: النظر إلى ابن أبي طالب عبادة.

ص 609

ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في (تاريخ دمشق) (ج 7 ص 466 النسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد الخياط وحدي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني وحدي، حدثني أحمد بن عبد الله وحدي، حدثني أبو عمر وعثمان بن عمر بن عبد الرحمن الشافعي المعروف بابن أخي النجار بدمشق وحدي، حدثني أحمد بن عيسى الوشا وحدي، حدثنا يريد بن العتاب وحدي، حدثني عبد الرزاق وحدي، حدثني معمر وحدي، حدثني هشام بن عروة وحدي، حدثتني عائشة وحدي قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن الحنفي المصري في (تفسير آية المودة) (ص 75 نسخة مكتبة اسلامبول) قال: روت عائشة قالت: رأيت أبي يديم النظر إلى وجهه، فسألته عن ذلك فقال: يا بنتي وما يمنعني من ذلك وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الحموي الشافعي في (غاية المرام) (النسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال: روت عائشة قالت: رأيت أبي يديم النظر إلى وجه علي، فسألته عن ذلك فقال: بنية

ص 610

وما يمنعني من ذلك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة، وإنه صلى الله عليه وسلم سماه يعسوب المؤمنين. ومنهم العلامة الشيخ قرني طلبة بدوي في (العشرة المبشرون بالجنة) (ص 208 ط محمد علي صبيح يمصر) قال: وأخرج الطبراني والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: النظر إلى علي عبادة. ومنهم المؤرخ الكبير عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني في (التدوين في أخبار القزوين) (ج 127 2 ط بيروت) قال: إبراهيم بن محمد البصير القارئ، سمع محمد بن إسحاق بن محمد الكيساني بقزوين إبراهيم بن محمد القزاز، سمع أبا عبد الله المعسلي حديثه عن علي بن إبراهيم ابن سلمة، ثنا محمد بن إدريس الحنظلي، ثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبرى، ثنا عمران ابن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين، حدثني أبي، عن أبيه، عن خده قال: قال عمران بن حصين: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة. وقال في ج 3 ص 391: أنبأ السيد محمد بن الحسين بن داود بن علي الحسني سنة إحدى وأربعمائة، ثنا أبو طاهر المحمد آبادي، ثنا محمد بن يونس موسى القرشي، ثنا إبراهيم بن

ص 611

إسحاق، حدثني عبد الله بن عبد ربه العجلي، ثنا شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن حيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: النظر إلى علي عبادة. ومنهم العلامة أحمد بن محمد الخافي (الخوافي) الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 57 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: عد عمران بن حصين فإنه مريض، فأتاه وعنده معاذ وأبو هريرة، فأقبل عمران يحد النظر إلى علي، فقال له معاذ: لم تحد النظر إليه؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة. فقال معاذ: وأنا سمعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو هريرة: وأنا سمعته من رسول الله. خرجه الفزاري. وقال أيضا: وعن عائشة قالت: رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه علي، فقلت: يا أبتي رأيتك تكثر النظر إلى وجه علي. فقال: يا بنية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة. خرجه ابن السمان. ومنهم العلامتان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج ص 12 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله وسلم: النظر إلى علي عبادة (طب) والرافعي عن عمران بن حصين (ك)، وتعقب عن قتادة عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي سعيد

ص 612

الخدري عن عمران بن حصين الشيرازي في الألقاب، وتعقب عن ابن مسعود رضي الله عنه. وقال أيضا في ص 13: قال النبي صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة (ابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها). ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي الشافعي في (سير أعلام النبلاء) (ج 15 ص 542 ط المؤسسة الرسالة في بيروت) قال: أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا جعفر الهمداني، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا علي بن بالري، أخبرنا أبو سعد السمان، أخبرنا أبو العباس بن الحاج وأبو علي بن مهدي الرازي، قالا أخبرنا أبو الفوارس بن السندي، حدثنا محمد ابن حماد الطهراني، أخبرنا عبد الرزاق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة. ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري الجاوي في (الإمام المهاجر) (ص 155 ط دار الشروق بجدة) قال: وقال صلى الله عليه وسلم: النظر إلى علي عبادة.

ص 613

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 100 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجهك يا علي عبادة، أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، من أحبك أحبني، وحبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك. قال في الهامش: رواه الإمام أحمد بن حنبل في المسند يرفعه بسنده إلى عن علي وعن ابن عباس. وقال أيضا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة. كان أبو بكر يكثر النظر إلى وجه علي فسألته عائشة فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة. وقال أيضا في ص 101: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة. عن جابر مرفوعا: يا علي عد عمران بن الحصين فإنه مريض، فأتاه وعنده معاذ وأبو هريرة، فأقبل عمران يحد النظر إلى علي، فقال له معاذ بن جبل: لم تحد النظر إليه؟ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة. فقال معاذ وأبو هريرة، إنا سمعناه هكذا. أخرجه ابن أبي القربى والإمام أحمد والطبراني وابن المغازلي يرفعه بسنده

ص 614

عن عمران بن حصين وعن واثلة بن الأسقع وعن أبي هريرة، قالوا وكذا أيضا مرفق بن أحمد أخرج هذا الحديث بسنده عن هؤلاء المذكورين وعن ابن مسعود، أيضا الحمويني أخرجه بسنده عن ثوبان وعن أبي سعيد الخدري وعن عمران بن حصين، وأخرجه أبو الحسن الحربي بسنده عن ابن مسعود مرفوعا جامع الأنساب والذخائر وزوائد المسند والجامع الكبير. وقال أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر إلى علي عبادة. قال في الهامش: رواه الإمام أحمد بن حنبل والطبراني في (الكبير) والحاكم هم جميعا يرفعه بسنده عن ابن مسعود وعن عمران بن حصين. وقال أيضا في ص 646: [قال] صلى الله عليه وسلم: يا علي عد عمران بن الحصين فإنه مريض، فأتاه وعنده معاذ وأبو هريرة، فأقبل عمران يحد النظر إلى علي، فقال له معاذ بن جبل: لم تحد النظر إليه؟ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة. فقال معاذ وأبو هريرة: إنا سمعناه هكذا. أخرج هذا الحديث ابن أبي القربى يرفعه بسنده إلى عن جابر مرفوعا في كتاب (الذخائر) المذكور. وأيضا عن ابن مسعود مرفوعا: النظر إلى وجه علي عبادة. أخرجه أبو الحسن الحربي في (الذخائر) المذكور.

ص 615

وأيضا أخرجه الإمام أحمد بن حنبل يرفعه بسنده إلى عن طلق بن محمد قال: رأيت عمران بن حصين يحد النظر إلى علي، فقيل له فقال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى علي عبادة. في (جمع الفوائد) مذكور أيضا، وأخرجه للمعجم الكبير يرفعه بسنده عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر إلى علي عبادة. في (جمع الفوائد) مذكور أيضا، أخرجه ابن المغازلي والموفق بن أحمد الخوارزمي والحمويني هم جميعا يرفعه بسنده إلى عن عمران بن حصين واثلة بن الأسقع وعن أبي هريرة وعن ابن مسعود وعن ثوبان وعن أبي سعيد الخدري قالوا معا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص 235) قال: قالت عائشة: رأيت أبي يكثر النظر إلى وجه علي عليه السلام، فقلت: يا أبته رأيتك تكثر النظر إلى وجه علي. فقال: يا بنية سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة. رواه الطبري وقال: أخرجه ابن السمان في (الموافقة)، ورواه الصالحاني وعنده (ذكر علي عبادة). وقال أيضا:

ص 616

عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة. رواه الطبري وقال: أخرجه أبو الحسن الحريق. وقال أيضا: وعن عمرو بن العاص مثله. قال الطبري: وأخرجه الأبهري.

ص 617

مستدرك النص من رسول الله (ص) على أن من زعم أنه يحبه ويبغض عليا فهو كاذب

قد تقدمت الأخبار الدالة عليه في (ج 6 ص 546 وج 17 ص 57)، ونروي هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: وهي أحاديث:

منها حديث صلصال

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 18 ص 148 والنسخة مصورة من مكتبة اسلامبول) قال: روى بإسناده عن صلصال بن الدلهمس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم

ص 618

في جماعة من أصحابه فدخل علي بن أبي طالب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، ألا من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله فمن أحب الله أدخله الجنة، ومن أبغضك فقد أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله النار.

ومنها حديث عبد الله بن مسعود

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 147 والنسخة مصورة من مكتبة اسلامبول) قال: وروي عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من زعم أنه آمن بي وما جئت به وهو يبغض عليا فهو كاذب ليس بمؤمن.

ومنها حديث أبي سعيد الخدري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة محمد بن المكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 146 نسخة مكتبة طوب قبوسراي باسلامبول) قال: وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: يا

ص 619

علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك.

ومنها حديث أنس بن مالك

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم: منهم العلامة عبد الله بن عدي الجرجاني الشافعي في (الكامل في الرجال) (ج 2 ص 773 ط دار الفكر في بيروت) قال: ثنا عبد الله بن سلميان بن الأشعث، ثنا هشام بن يونس اللؤلؤي، ثنا حسين ابن سليمان الطلحي، عن عبد الملك بن عمير، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك.

ومنها حديث جابر

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة محمد بن مكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 146 والنسخة مصورة من مكتبة طوب قبوسراي في اسلامبول) قال: وروي عن جابر قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في

ص 620

المسجد وهو آخذ بيد علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم زعمتم أنكم تحبوني؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا.

ومنها حديث ابن عباس

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 617 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا منك. وقال في الهامش: رواه الحمويني في (فرائد السمطين) يرفعه بسنده إلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص 621

مستدرك قصة بعث النبي صلى الله عليه وآله عليا إلى اليمن وإسلام أهل اليمن بيده عليه السلام

وفيه أحاديث:

منها حديث البراء بن عازب

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي الشافعي في (السيرة النبوية) (ج 4 ص 201 ط بيروت) قال: حدثنا أحمد بن عثمان، حدثنا شريح بن مسلمة، حدثنا إبراهيم بن يوسف ابن أبي إسحاق، حدثني أبي، عن أبي إسحاق، سمعت البراء بن عازب قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خالد إلى اليمن، قال: ثم بعث

ص 622

عليا بعد ذلك مكانه قال: مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب ومن شاء فليقبل، فكنت فيمن عقب معه. قال: فغنمت أو افي ذات عدد. انفرد به البخاري من هذا الوجه. وقال أيضا في ج 4 ص 203: وقال الحافظ البيهقي: أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو إسحاق المزكى، حدثنا عبيده بن أبي السفر، سمعت إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام. قال البراء: فكنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد، فأقمنا ستة أشهر يدعوهم إلى الإسلام، فلم يجيبوه، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علي بن أبي طالب وأمره أن يقفل خالدا، إلا رجلا كان ممن مع خالد فأحب أن يعقب مع علي فليعقب معه. قال البراء: فكنت فيمن عقب مع علي، فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا، ثم قدم بنا فصلى بنا علي، ثم صفنا واحدا، ثم تقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمت همدان جميعا، فكتب علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب خر ساجدا ثم رفع رأسه فقال: السلام على همدان، السلام على همدان.

ص 623

ومنهم المؤرخ الكبير عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني في (التدوين في أخبار القزوين) (ج 429 2 ط بيروت) قال: الحسن بن ماك أخو أبي القاسم عبد العزيز بن ماك، سمع أبا الحسن القطان في إملاء له من الطوالات، ثنا أبو جعفر الحضرمي محمد بن عبد الله بن سليمان، ثنا محمد بن العلاء ثنا يحيى بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن يوسف، عن عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البرء ثنا بن عازب رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه. آله وسلم خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام فكنت في من سار معه فأقام عليهم، ستة أشهر فلم يجيبوه إلى شيء، فبعث رسول الله صلى الله عليه آله وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أثره وأمره أن يقفل خالد بن الوليد بمن معه فإن أراد أحد ممن مع خالد أن يعقب معه تركه. قال البراء رضي الله عنة: فكنت فيمن عقب مع علي رضي الله عنه الفجر، فلما فرغ صفنا صنا واحدا: ثم تقدم بين أيدينا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم فرأ عيلهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابه خر ساجدا، ثم جلس، فقال: السلام على همدان - ثلاث مرات - ثم تابع أهل اليمن على الإسلام.

ص 624

ومنهم العلامة أبو أحمد بن الحسين البيهقي في (دلائل النبوة) (ج 396 5 ط بيروت) قال: وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، نبأنا أبو عبد الله أحمد بن علي الجوز جاني، حدثنا أبو عبيده بن أبي السفر، قال: سمعت إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء: أن النبي بعث خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام، قال البراء: فكنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد، فأقمنا ستة أشهر ندعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث علب بن أبي طالب رضي الله عنه فأمره أن يقفل خالدا إلى رجل كان ممن يمم مع خالد ومن أحب أن يعقب مع علي فليعقب معه. قال البراء: فكنت فيمن عقب مع علي، فلما دنونا من القوم خرجوا لنا فصلى بنا علي ثم صفنا صفا واحدا، صم تقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمت همدان جمعا، فكتب علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب خرسا جدا، ثم رفع رأسه فقال: السلام على همدان، السلام على همدان. أخرجه البخاري، [في الصحيح] مختصرا من وجه آخر عن إبراهيم بن يوسف.

ص 625

ومنهم العلامة أبو نعيم عبيد الله الحسن الاصبهاني في (الجامع بين الصحيحين) (ص 731) قال: وروي عن براء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه خالد بن الوليد إلى اليمن يدعوهم إلى كتاب الله ويعرض عليهم الإسلام، فأقام خالد بن الوليد عندهم سته أشهر فما يجيبوه إلى شيء. قال فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في أثره، فقال له: من أحب تقفل من أصحاب خالد فاقفله ومن أحب المقام معك فليقم. قال براء: كنت فيمن اختار المقام مع علي، فبلغ أهل اليمن قد علي بن أبي طالب، فاحتشدوا. قال: فأصبح علي فصلى بنا الصبح، فصفنا صفين فاجتمعت همدان فقرأ عليهم علي بن طالب كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام. قال فأسلمت همدان كلها في يوم واحد، فكتب علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام همدان، فلما ورد الكتاب على رسول الله خر رسول الله ساجدا ثم قال: السلام عليكم يا همدان، السلام عليكم يا همدان، السلام عليكم يا همدان - ثلاثا - الحمد لله. فتتابع أهل اليمن في الإسلام. ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني الشافعي اليماني من مشائخنا في الرواية في كتابه (نثر الدر المكنون) (ص 43 ط مطبعة زهران بالربيعة بمصر) قال: وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم

ص 626

خالد بن الوليد إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام. قال البراء: فكنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد رضي الله عنهما، فأقمنا ستة أشهر يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث عليا عليه السلام وأمره أن يقفل خالدا إلا رجلا ممن كان مع خالد أحب أن يعقب مع علي عليه الإسلام فليعقب معه. قال البراء رضي الله عنه: فكنت فيمن عقب مع علي عليه السلام، فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا، ثم تقدم بنا فصلي بنا علي كرم الله وجهه، ثم صفنا صفا واحدا وتقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمت همدان جميعا، فكتب علي عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإسلامهم، فلما قرأ صلى الله عليه وآله وسلم الكتاب خر ساجدا ثم رفع رأسه فقال: السلام على همدان، السلام على همدان. ثم تتابعت أهل اليمن على الإسلام. رواه الاسماعيلي، وقال: رواه البخاري مختصرا وتمامه صحيح على شرطه. وقال أيضا في ص 74: بعثه [أي علي بن أبي طالب] صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن من بلاد مذحج في رمضان سنة عشر من الهجرة وعقد له لواء. قال الواحدي: أخذ عمامته فلفها مثنية مربعة فجعلها في رأس الرمح، ثم دفعها إليه وعممه صلى الله عليه وآله وسلم بيده المباركة ثلاثة أكوار وجعل له ذراعا بين يديه وشبرا من ورائه، وقال

ص 627

له: امض ولا تلتفت. فقال علي كرم الله وجهه: يا رسول الله ما أصنع؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك وادعهم إلى قول (لا إله إلا الله) فإن قالوا: نعم فأمرهم بالصلاة، فإن أجابوا فلا تبغ منهم غير ذلك، والله لأن يهدي بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت. فخرج إلى مذحج في ثلاثمائة فارس، وكانت أول خيل دخلت بلاد مذحج، فلما انتهى إليهم فرق أصحابه فأتوا بنهب.. بفتح النون - وغنائم نعم وشاة، ثم لقي جمعهم، فدعاهم إلى الإسلام فأبوا ورموا أصحابه عليه السلام بالنبل والحجارة، ثم خرج رجل من مذحج يدعو إلى البراز، فبرز إليه الأسود بن خزاعي فقتله وأخذ سلبه، ثم صف علي كرم الله وجهه أصحابه ودفع لواءه إلى مسعود بن سنان الأسلمي، ثم حمل عليهم فقتل منهم عشرين رجلا، فانهزموا وتفرقوا، فكف علي عليه السلام عن طلبهم، ثم دعاهم إلى الإسلام، فأسرع إلى إجابته ومتابعته نفر من رؤسائهم، وقالوا: نحن على من ورائنا من قومنا وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله تعالى، فجمع علي كرم الله وجهه الغنائم فجزأها على خمسة أجزاء وكتب في سهم منها (لله) وأقرع عليها، فخرج أولا سهم الخمس، وقسم الباقي على أصحابه، وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك مع عبد الله بن عمرو بن عوف المزني يخبره الخبر، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم كتب إلى علي عليه السلام أن يوافيه الموسم، فانصرف عبد الله بن عمرو إلى علي بذلك فقفل كرم الله وجهه راجعا. ثم رجع عليه السلام فوافى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة قدمها

ص 628

للحج - أي حجة الوداع -. والذي في البخاري: لما قدم علي كرم الله وجهه قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: بما أهللت يا علي؟ قال: بما أهل به النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال: فاهدوا مكث حراما، وكان علي كرم الله وجهه تعجل إلى رسول الله وخلف على الجيش والخمس أبا رافع، وكان في الخمس من ثياب اليمن أحمال معكومة ونعم وشاة مما غنموا، فسأل الجيش أبا رافع أن يكسوهم، فكسا كل رجل منهم حلة من الخمس، فلما دنا القوم من مكة خرج علي كرم الله وجهه يتلقاهم فإذا عليهم الحلل، فقال لأبي رافع: ويلك ما هذا؟ قال: كسوت القوم ليتجملوا إذا قدموا في الناس. قال: ويلك انزع قبل أن تنتهي به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فانتزع الحلل وردها في البز، فاشتكى الناس عليا عليه السلام فقال صلى الله عليه وسلم لعلي: ما لأصحابك يشكونك؟ قال: قسمت عليهم ما غنموا وحبست الخمس حتى يقدم عليك فترى فيه رأيك. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القوم خطيبا على ماء بقرب المدينة يدعى بغدير خم سيأتي في الخاتمة من عدة روايات.

ومنها حديث بريدة

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:

ص 629

منهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في (دلائل النبوة) (ج 5 ص 395 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الله الأديب، أنبأنا أبو بكر الاسماعيلي، أخبرنا ابن خزيمة، أنبأنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا روح ابن عبادة، حدثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا إلى خالد بن الوليد ليقبض الخمس، فأخذ منه جارية، فأصبح ورأسه يقطر. قال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال بريدة: وكنت أبغض عليا، فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما صنع علي، فلما أخبرته قال: أتبغض عليا؟ قلت: نعم قال: فأحبه فإن له في الخمس أكثر من ذلك. رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن بشار. ومنهم العلامة الشيخ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الشافعي الدمشقي المتوفى سنة 774 في (السيرة النبوية) (ج 4 ص 201 ط دار الإحياء في بيروت) قال: ثم قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار روح بن عبادة، حدثنا علي ابن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا إلى خالد بن الوليد ليقبض الخمس، وكنت أبغض عليا فأصبح وقد اغتسل، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟ فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه

ص 630

وسلم ذكرت ذلك له فقال: يا بريدة تبغض عليا؟ فقلت: نعم. فقال: لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك. انفرد به البخاري دون مسلم من هذا الوجه. وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عبد الجليل، قال: انتهيت إلى حلقة فيها أبو مجلز وابنا بريدة، فقال عبد الله بن بريدة: حدثني أبي بريدة قال: أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا قط، قال: وأحببت رجلا من قريش لم أحبه إلا على بغضه عليا. قال: فبعث ذلك الرجل على خيل، فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه عليا. قال: فأصبنا سبيا. قال: فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابعث إلينا من يخمسه. قال: فبعث إلينا عليا وفي السبي وصيفة من أفضل السبي. قال: فخمس وقسم فخرج ورأسه يقطر، فقلنا: يا أبا الحسن ما هذا؟ فقال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي، فإني قسمت وخمست فصارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صارت في آل علي ووقعت بها. قال: فكتب الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: ابعثني، فبعثني مصدقا قال: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول: صدق. قال فأمسك يدي والكتاب فقال: أتبغض عليا؟ قال: قلت: نعم. قال: فلا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حبا، فوالذي نفس محمد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة.

ص 631

قال: فما كان من الناس أحد بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلي من علي. قال عبد الله بن بريدة: فوالذي لا إله غيره ما بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث غير أبي بريدة.

ومنها حديث أبي سعيد الخدري

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في (دلائل النبوة) (ج 5 ص 398 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد، أنبأنا أبو سهل بن زياد القطان، حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثنا أخي، عن سليمان بن بلال، عن سعيد بن إسحاق ابن كعب بن عجزة، عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة، عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن. قال أبو سعيد: فكنت ممن خرج معه، فلما أخذ من إبل الصدقة سألناه أن تركب منها ونريح إبلنا، فكنا قد رأينا في إبلنا خللا، فأبي علينا وقال: إنما لكم منها سهم كما للمسلمين. قال: فلما فرغ علي وانطلق من اليمن راجعا أمر علينا انسانا وأسرع هو فأدرك

ص 632

الحج فلما قضى حجته قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم. قال أبو سعيد: وقد كنا سألنا الذي استخلفه ما كان علي منعنا (إياه) نفعل، فلما جاء عرف في إبل الصدقة أن قد ركبت رأى أثر المركب، فذم الذي أمره ولامه فقلت: أنا إن شاء الله إن قدمت المدينة لأذكرن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأخبرنه ما لقينا من الغلظة والتضييق. قال: فلما قدمنا المدينة غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد أن أفعل ما كنت حلفت عليه، فلقيت أبا بكر خارجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقف معي ورحب بي وسألني وسألته، وقال: متى قدمت؟ قلت: قدمت البارحة، فرجع معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل فقال: هذا سعد ابن مالك بن الشهيد. قال: أئذن له، فدخلت فحييت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءني وسلم علي وسألني عن نفسي وعن أهلي فأحفى المسألة، فقلت له: يا رسول الله ما لقينا من علي من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق. فانتبذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلت أنا أعدد ما لقينا منه حتى إذا كنت في وسط كلامي ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذيه - وكنت منه قريبا - ثم قال: سعد ابن مالك الشهيد! مه بعض قولك لأخيك علي، فوالله علمت أنه أخشن في سبيل الله. وما أدري لا جرم والله لا أذكره بسوء أبدا سرا ولا علانية.

ص 633

ومنها حديث أبي رافع

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة المعاصر السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني الشافعي اليماني من مشائخنا في الرواية في (نثر الدر المكنون) (ص 41 طش مطبعة زهران بمصر) قال: وعن أبي رافع قال: بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا إلى اليمن فعقد له لواء، فلما مضى قال: يا أبا رافع الحقه ولا تدعه من خلفه ولتقف ولا تلتفت حتى أجيئه، فأتاه فأوصاه بأشياء فقال: يا علي لئن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس. أخرجه الطبراني.

ومنها حديث علي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة المعاصر السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني الشافعي اليماني في (نثر الدر المكنون) (ص 41 ط زهران بمصر) قال:. هن علي عليه السلام قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ناس من

ص 634

اليمن فقالوا: ابعث فينا من يفقهنا في الدين ويعلمنا السنن ويحكم فينا بكتاب الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انطلق يا علي إلى أهل اليمن ففقهم في الدين وعلمهم السنن واحكم فيها بكتاب الله فقلت: إن أهل اليمن قوم يأتوني من القضاء ما لا علم لي به، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم صدري ثم قال: اذهب فإن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك. فلما شككت في قضاء بن اثنين حتى الساعة. أخرجه ابن جرير.

ص 635

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إن عليا قفل الجنة والنار ومفتاحهما)

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 562 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن عباس عليك بعلي، فإن الحق على لسانه وجنانه، وإنه قفل الجنة ومفتاحها وقفل النار ومفتاحها: به يدخلون الجنة وبه يدخلون النار.

ص 636

مستدرك النص من رسول الله صلى الله عليه وآله

على أن مبارزة علي يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة

قد تقدم نقل الأحاديث الدالة عليه في (ج 16 ص 402 إلى 405)، وإنما ننقل هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها هناك منهم العلامة أبو نصر شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في (مسند الفردوس) (ج 3 ص 145 والنسخة مخطوطة) قال: قال صلى الله عليه وسلم: لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو عبدود يوم الخندق، أفضل من عمر أمتي إلى يوم القيامة. ومنهم العلامة الشيخ أبو سعيد الخادمي في (البريقة الخادمية) ج 1 ص 211 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة) قال: وإنه أشجع الناس في الحروب، حتى قال صلى الله تعالى عليه وسلم يوم الأحزاب: لضربة علي خير من عبادة الثقلين. وتواترت وقعته في خيبر وغيره وأنه

ص 637

اشتهر حسن خلقه ومزيد قوته في بدنه حي قطع باب خيبر بيده. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 362 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمبارزة علي لعمرو بن عبدود أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة. وقال في الهامش: رواه الحاكم وتعقبه هما يرفعه بسندهم عن بهر بن حكيم عن أبيه وعن جده.

ص 638

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله: من لم ينصر عليا فليس مني

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 642 نسخة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي ستقاتلك الفئة الباغية وأنت على الحق فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني. قال في الهامش: رواه ابن عساكر يرفعه بسنده إلى عن عمار بن ياسر.

ص 639

مستدرك حديث (إن الله فرض على الناس طاعة علي عليه السلام كطاعة النبي ص)

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 126 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي، وفرض عليكم طاعة علي بعدي ونهاكم عن معصيته - الحديث.

ص 640

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله أمرني بحب أربعة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم العلامة محمد بن علي الحنفي المصري في (إتحاف أهل الإسلام) (ص 64 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: وأخرجه الترمذي والحاكم وصححه عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم. قيل يا رسول الله سمهم لنا. قال: علي منهم - يقول ذلك ثلاثا - وأبو ذر والمقداد وسلمان. ومنهم العلامتان عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 6 ص 727 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نزل علي الروح الأمين فحدثني أن الله تعالى

ص 641

يحب أربعة من أصحابي: علي وسلمان وأبو ذر والمقداد. (حل) وابن عساكر عن أبي بريدة عن أبيه. ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن حسن الشهيد بابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 4 ص 227 مصورة مخطوطة مكتبة جامع السلطان أحمد بإسلامبول) قال: وأخبرتنا أم الرضا (صنو) بنعت حمد بن علي بم محمد الحبال: قالت أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم، قالت حدثنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمد بن شاه، أنبأنا أبو عيسى محمد بن أحمد بن إبراهيم الثلاثائي بالبطرة، نا أبو عمرو نصر بن علي الجهضمي، نا أبو أحمد الزبيري، عن شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرني ربي عز وجل بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم: إن منهم علي بن أبي طالب والمقداد ابن الأسود وأبا ذر الغفاري وسلمان الفارسي. أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، نا جعفر بن عبد الله، نا محمد بن هارون، نا ابن إسحاق، أنا الأسود بن عامر، أنا شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمرني الله بحب أربعة من أصحابي علي والمقداد وسلمان وأبي ذر.

ص 642

ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الذكي عبد الرحمن بن يوسف عبد الملك الكلبي المزي المتوفى سنة 742 في كتابه (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) (ج 21 ص 112 والنسخة مصورة من مكتبة جامع السلطان أحمد باشا بإسلامبول) قال: ذكر في ترجمة أبي ذر الغفاري: وقال عبد الله بن بريدة عن أبيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أمرت بحب أربعة من أصحابي وأخبرني الله أنه يحبهم. قلت: من هم يا رسول الله؟ قال: علي وأبو ذر وسلمان والمقداد.

ص 643

قول النبي صلى الله عليه وسلم (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما)

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: ومنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة الله بن سيد الكل القفطي في كتابه (الأنباء المستطابة) (ص 64 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: ومن ذلك ما روى جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابناي هؤلاء سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما.

ص 644

مستدرك النص من رسول الله (ص) على أن الله تعالى ورسوله وجبريل راضون عن علي (ع)

قد تقدم نقل الأخبار الدالة عليه في (ج ص 82 وج 17 ص 32)، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: منهم العلامة يحيى بن موفق بالله الشجري في (الأمالي) (ج 1 ص 140 ط القاهرة) قال: قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن محمد بن العباس المزني القنطري، قال حدثنا حرب بن الحسن الطحان، قال حدثنا يحيى بن يعلى، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث عليا عليه السلام مبعثا، فلما قدم

 

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج21)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب