الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج22)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 51

ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البرناوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 102 ط بيروت سنة 1408) قال: أخرج الحاكم في المستدرك وصححه عن جابر قال رسول الله (ص): والذي بعثني بالحق لو فعلوا لأمطر الوادي عليهم نارا. قال جابر: فيهم نزلت (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين). قال جابر: أنفسنا رسول الله وعلي، وأبناءنا الحسن والحسين، ونساءنا فاطمة. ومنهم العلامة الشيخ قرني طلبة بدوي في (العشرة المبشرون بالجنة) (ص 206 ط مطبعة محمد علي صبيح بمصر) قال: وأخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) الخ، دعا رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. ومنهم العلامة صلاح الدين محمد بن شاكر الشافعي في (عيون التواريخ) (ج 1 ص 144 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي في ايرالندة) قال: وأما نصارى نجران فإنهم أرسلوا العاقب والسيد في نفر منهم إلى رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلموأرادوا مباهلته، فخرج رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمومعه علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، فلما رأوهم قالوا: هذه وجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها، ولم يباهلوه وصالحوه على ألفي حلة ثمن كل حلة أربعون درهما، وعلى أن يضيفوا رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم،

ص 52

وجعل لهم ذمة الله وعهده، وشرط عليهم أن لا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به. ومنهم العلامة محمد علي الأندلسي في (الدرر واللآل) (ص 208 ط بيروت) قال: ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره حديث دعوة وفد نجران للمباهلة وهو الذي قرأ عليه رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمقوله تعالى (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) الآية. وفيه: غدا رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلممحتضنا للحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم: إذا أنا دعوت فأمنوا. فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا. ومنهم العلامة الشيخ أبو الجود البتروني الحنفي في (الكوكب المضئ) (ص 43) قال: أخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 9 ط المطبعة الفاسية) قال: وقال تعالى (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع

ص 53

أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم - إلى - الكاذبين)، قال في الكشاف: لا دليل أقوى من هذا على أن فضل أصحاب الكساء وهم علي وفاطمة والحسنان، فهذا لما نزلت عليه صلى الله عليه وسلم فاحتضن الحسن وأخذ بيد الحسين ومشت فاطمة خلفه وعلي خلفها، فعلم أنهم المراد من الآية. وإن أولاد فاطمة وذريتهم يسمون أبناءه صلى الله عليه وسلم وينسبون إليه نسبة صحيحة نابعة في الدنيا والآخرة.

ص 54

الآية الرابعة قوله تعالى

(وكفى الله المؤمنين القتال) (سورة الأحزاب: 25)

قد تقدم ما ورد من الأحاديث في نزولها في شأن سيدنا الأمير عليه السلام عن كتب العامة في ج 3 ص 376 وج 14 ص 327 وج 20 ص 139، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوس الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 70 ط بيروت سنة 1408) قال: وفي الدر المنثور: أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذا الحرف (وكفى الله المؤمنين القتال) بعلي ابن أبي طالب.

ص 55

الآية الخامسة قوله تعالى

(وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) (سورة الأعراف: 46).

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأن سيدنا الأمير علي بن أبي طالب عليه السلام في ج 3 ص 543 وج 14 ص 396 إلى ص 398 عن جماعة من أعلام العامة في كتبهم، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم: فمنهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله اللكهنوي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 19) قال: قوله تعالى (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) ثعلبي در تفسير آيه از ابن عباس آورده أنه قال: الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

ص 56

ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحنفي جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 34 ط المطبعة الفاسية) قال: وأخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى (وعلى الأعراف رجال) الآية. عن ابن عباس أنه قال: الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي وجعفر يعرفون محبيهم ببياض الوجوه، ومبغضيهم بسواد الوجوه.

ص 57

الآية السادسة قوله تعالى (والسابقون أولئك المقربون) (سورة الواقعة: 10)

قد تقدم ما ورد في شأن نزولها في سيدنا الأمير علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في ج 3 ص 114 وج 14 ص 190 عن كتب العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم العلامة الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 30 ط بيروت سنة 1408) قال: وفي الدر المنثور للسيوطي وفتح القدير للشوكاني: أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى (والسابقون أولئك) أنبأنا قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى، وعلي بن أبي طالب سبق إلى رسول الله (ص). وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله (والسابقون أولئك) وقال نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في يس وعلي بن أبي طالب، وكل رجل منهم سابق أمته وعلي أفضلهم.

ص 58

الآية السابعة قوله تعالى

(ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) (سورة الأعراف: 43)

قد تقدم ما ورد من الأخبار في نزولها في شأن سيدنا الأمير علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عن كتب أعلام العامة في ج 14 ص 573، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم الشيخ أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل المتوفى سنة 290 في كتابه (السنة) (ص 235 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405) قال: حدثني أبي، حدثنا سفيان، عن أبي موسى وهو إسرائيل أبو موسى، عن الحسن، عن علي قال: فينا والله نزلت (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين).

ص 59

الآية الثامنة قوله تعالى

(واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) (سورة الزخرف: 45)

قد تقدم ما ورد من الأخبار في نزولها في شأن سيدنا الأمير علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في ج 3 ص 144 وج 14 ص 218، ونستدرك هيهنا عن كتب أعلام العامة التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة المفسر الشيخ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي المتوفى سنة 437 في (الكشف والبيان في تفسير القرآن) قال: أخبرنا الحسن بن محمد الدينوري، حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الأزدي الموصلي، حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان البغدادي، حدثنا علي بن جابر، حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله ومحمد بن إسماعيل، قالا حدثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن سوقة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني ملك فقال: يا محمد واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ قال: قلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب.

ص 60

الآية التاسعة قوله تعالى

(ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) (سورة الزخرف: 57)

قد مضى ما ورد في نزولها في شأن سيدنا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ج 3 ص 397 وج 14 ص 337 وج 20 ص 144 وص 145، ونستدرك النقل هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 3 ص 724 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ملأ من قريش، فنظر إلي وقال: يا علي إنما مثلك في هذه الآية كمثل عيسى بن مريم أحبه قومه فأفرطوا فيه فصاح الملأ الذين عنده وقالوا: شبه ابن عمه بعيسى، فأنزل القرآن (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون).

ص 61

الآية العاشرة قوله تعالى

(هذان خصمان اختصموا في ربهم) (سورة الحج: 19)

قد مضى ما ورد في نزولها في شأن سيدنا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في ج 3 ص 552 وج 14 ص 407 وج 20 ص 148 عن كتب العامة، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم الحافظ القاضي أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب المشتهر بالنسائي الخراساني المتوفى سنة 303 في كتابه (فضائل الصحابة) (ص 21 ط بيروت سنة 1405) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال أنا عبد الرحمن، قال أنا سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، قال: سمعت أبا ذر يقسم: لقد نزلت هذه الآية (خصمان اختصموا في ربهم) في علي وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة، اختصموا يوم بدر.

ص 62

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 3 ص 511 ط دمشق) قالا: عن قيس بن عباد، عن علي رضي الله عنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. قال قيس: وفيهم نزلت (هذان خصمان اختصموا في ربهم) قال: هم الذين بارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة (ش، خ، ن، وابن جرير والدورقي ق في الدلائل). وقال في ص 512: عن علي رضي الله عنه قال: فينا نزلت هذه الآية (هذان خصمان اختصموا في ربهم) في الذين بارزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة وعتبة بن ربيعة وشيبة ابن ربيعة والوليد بن عتبة (العدني وعبد بن حميد ك، وابن مردويه). ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في كتابه (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) (ج 7 ص 439 ط بيروت) قال: حديث: فينا نزلت هذه الآية وفي مبارزتنا يوم بدر (هذان خصمان اختصموا في ربهم). الحديث. وأول حديث معتمر: قال علي: أول من يجثوا للخصومة... الحديث. خ في التفسير عن حجاج بن المنهال - وفي المغازي عن محمد بن عبد الله

ص 63

الرقاشي كلاهما عن معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عنه به، وفيه (المغازي 8: 9) عن إسحاق بن إبراهيم الصواف، عن يوسف بن يعقوب الدوسي، عن سليمان التيمي به. س في السير (الكبرى 49: 2) عن هلال بن بشر البصري، عن يوسف بن يعقوب به. روى عن قيس بن عباد، عن أبي ذر، وسيأتي - (ح 11974). وقال أيضا في ح 9 ص 182: حديث: نزلت (هذان خصمان اختصموا في ربهم) في ستة من قريش: علي، وحمزة، وعبيدة، وشيبة، وعتبة، والوليد. خ في المغازي (8: 8) عن قبيصة - و(8: 10) عن يحيى بن جعفر، عن وكيع - كلاهما عن سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عنه به. وفيه (المغازي 8: 11) عن يعقوب بن إبراهيم - وفي التفسير (22: 3: 1) عن حجاج بن المنهال - كلاهما عن هشيم، عن أبي هاشم به. وقال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز - قوله. م في آخر كتابه (التفسير 8: 11) عن عمرو بن زرارة، عن هشيم به. و(8: 2) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع به. و(8: 2) عن ابن مثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان به. س في السير (الكبرى 49: 2) وفي المناقب (الكبرى 4: 18) عن أحمد بن منيع، عن هشيم به. و(السير، الكبرى 49: 1، والمناقب الكبرى؟) عن سليمان بن عبيد الله بن عمرو الغيلاني، عن بهز، عن شعبة، عن أبي هاشم يحيى بن دينار به، وفيهما (السير الكبرى؟ والمناقب، الكبرى 8 و16) وفي التفسير (في الكبرى) عن بندار، عن ابن مهدي به. ق في الجهاد. عن يحيى بن حكيم وحفص بن عمرو الزبالي، كلاهما عن ابن مهدي به و(29: 1) عن محمد بن إسماعيل، عن وكيع به. رواه سليمان التيمي عن أبي

ص 64

مجلز عن قيس بن عباد عن علي وقد مضى (ح 10256). ومنهم الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير المتوفى سنة 774 في (الفصول في سيرة الرسول) (ص 36 ط بيروت 1405) قال: وفي الصحيح أن عليا رضي الله عنه كان يتأول قوله تعالى (هذان خصمان اختصموا في ربهم) في برازهم يوم بدر.

ص 65

الآية الحادية عشر قوله تعالى

(أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (سورة هود: 17)

قد مضى ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا الأمير علي بن أبي طالب عليه السلام في ج 3 ص 352 وج 14 ص 309 وج 20 ص 33 عن جماعة من أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه: فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 3 ص 493 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على بينة من ربه وأنا شاهد منه (ابن مردويه كر). عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفمن كان على بينة من ربه) أنا (ويتلوه شاهد منه) علي (ابن مردويه). عن علي رضي الله عنه قال: ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفة من القرآن،

ص 66

فقال له رجل: ما نزل فيك؟ قال: أما تقرأ سورة هود؟ (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعلى بينة من ربه، وأنا شاهد منه. (ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة).

ص 67

الآية الثانية عشر قوله تعالى

(والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم) (سورة الحديد: 19)

 قد تقدم ما ورد من الأحاديث الشريفة في نزولها في شأن سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ج 3 ص 243 وج 14 ص 545 وج 20 ص 132 عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة السيد أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 48 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وقوله تعالى (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون). قال الإمام أحمد: نزلت في علي عليه السلام.

ص 68

الآية الثالثة عشر قوله تعالى (وتعيها أذن واعية) (سورة الحاقة: 12)

قد تقدم ما يدل عليه من الأحاديث المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله في نزولها في شأن سيدنا ومولانا علي عليه السلام في ج 3 ص 147 وج 14 ص 220 وج 20 ص 92 عن كتب العامة، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم العلامتان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في القسم الثاني من (جامع الأحاديث) (ج 4 ص 431 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي، وأنزلت هذه الآية (وتعيها أذن واعية) فأنت أذن واعية لعلمي (حل). عن علي رضي الله عنه في قوه عز وجل (وتعيها أذن واعية) قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي! فما سمعت من رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمشيئا فنسيته (ض) وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة).

ص 69

وقالا أيضا في ص 748: عن بريدة قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلملعلي رضي الله عنه: إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك وأن تعي، وأن حقا على الله أن تعي، ونزلت (وتعيها أذن واعية) قال: إذا غفلت عن الله (كرو قال: هذا إسناد لا يعرف والحديث شاذ). ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد الحسيني الشافعي الخافي في (التبر المذاب) (ص 49 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وروى الإمام أبو إسحق الثعلبي في تفسيره: لما نزلت (وتعيها أذن واعية) قال رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلملعلي: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي، فما نسيت شيئا بعد ذلك وما كان لي أن أنسى. وذكر الثعلبي والواحدي قال: سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلميقول لعلي: إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي، وحق على الله أن تعي. فنزلت الآية. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 248 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: سألت ربي أن يجعلها في أذن علي. قال علي: ما سمعت من رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمشيئا إلا وعيته وحفظته ولم أنسه، لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أذنك يا علي. قال: أذني الأذن الواعية.

ص 70

وفي شرح المواقف في قوله تعالى (وتعيها أذن واعية) أي حافظة. أكثر المفسرين على أنه علي. وقول علي كرم الله وجهه: لو كسرت لي الوسادة ثم جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الانجيل بإنجيلهم وبين أهل القرآن بقرآنهم، وقوله: والله ما من آية نزلت في بر أو سهل أو جبل في ليل أو نهار إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وفي أي شيء نزلت. وقال صلى الله عليه وسلم: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي ففعل. فكان علي رضي الله عنه يقول: ما سمعت من رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمكلاما إلا وعيته وحفظته ولم أنسه. قال في الهامش: رواه أبو نعيم الحافظ، وأخرج موفق بن أحمد الخوارزمي، هما يرفعه بسنديهم عن ميمون بن برهان وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي.

ص 71

الآية الرابعة عشر قوله تعالى (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (سورة الرعد: 7)

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأحاديث في شأن مولانا الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام في ج 3 ص 88 وص 532 وج 14 ص 166 إلى ص 181 وج 20 ص 59 إلى ص 61 عن كتب العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم العلامة أبو حفص عمر بن محمد بن الخضر الموصلي في (الوسيلة) (ص 167 ط حيدر آباد الدكن) قال: وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما نزلت (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال عليه السلام: أنا المنذر وعلي الهادي، ثم قال: بك يا علي يهدى المهتدون. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 3 ص 236 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي

ص 72

المهتدون من بعدي (الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنه). وقالا أيضا في القسم الثاني ج 3 ص 494: عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)، قال علي: رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمالمنذر وأنا الهادي (ابن أبي حاتم طس، ك وابن مردويه كر).

ص 73

الآية الخامسة عشر قوله تعالى

(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (سورة المائدة: 55)

قد تقدم في نزولها من الأخبار المأثورة في شأن سيدنا ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام في ج 2 ص 399 وج 3 ص 502 وج 14 ص 2 وج 20 ص 20 عن كتب العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى: منهم العلامتان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 4 ص 422 من القسم الثاني ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: نزلت الآية على رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفي نعته (إنما وليكم الله ورسوله) إلى آخر الآية، خرج النبي صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي، فإذا سائل، فقال: يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا، إلا ذاك الراكع - لعلي بن أبي طالب - أعطاني خاتمه (الشيخ وابن مردويه ضعيف).

ص 74

وقالا أيضا في ص 744: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للسائل: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع، فأنزل الله فيه (إنما وليكم الله ورسوله)، وكان في خاتمه مكتوب: سبحان من فخرني بأني له عبد، ثم كتب في خاتمه بعد: الملك لله. ومنهم العلامة المفسر الشيخ عماد الدين أبو الحسن علي بن محمد ابن علي الطبري المشتهر بالكيا الهراسي المتولد بطبرستان سنة 450 والمتوفى ببغداد سنة 504 في (أحكام القرآن) (ج 4 - 3 ص 84 ط بيروت سنة 1405) قال: قوله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله) الآية يدل على أن العمل القليل لا يبطل الصلاة، فإن التصرف بالخاتم في الركوع عمل جاء به في الصلاة، ولا يبطل الصلاة. وقوله (ويؤتون الزكاة وهم راكعون) يدل أيضا على أن صدقة التطوع تسمى زكاة، فإن عليا تصدق بخاتمه تطوعا في الركوع. ومنهم العلامة أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 48 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وأما ما نزل فيه من الآيات الكريمة قوله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) نزلت في علي عليه السلام لما تصدق بخاتمه المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة.

ص 75

الآية السادسة عشر قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) الخ (سورة البقرة: 274)

تقدم ما ورد في نزولها في شأن سيدنا ومولانا علي عليه السلام عن جماعة من أعلام العامة في ج 3 ص 246 وج 14 ص 249 وج 20 ص 44، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد توفيق بن علي البكري الصديقي المتوفى سنة 1351 في كتابه (بيت الصديق) (ص 273 ط مصر) قال: ونزلت فيه [أي في علي بن أبي طالب] أيضا آية (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية). ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 48 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وقوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) روى

ص 76

الجمهور أنها نزلت في علي عليه السلام، كان معه أربعة دراهم أنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وفي السر درهما وفي العلانية درهما. ومنهم العلامة الشيخ بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي المصري المتوفى سنة 794 في (البرهان في علوم القرآن) (ج 1 ص 159 ط بيروت سنة 1391) قال: وقوله (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) قيل نزلت في علي، وكان معه أربع دوانق، فتصدق بواحد بالنهار وآخر بالليل وآخر سرا وآخر علانية.

ص 77

الآية السابعة عشر قوله تعالى (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) (سورة المائدة: 53)

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأخبار في شأن سيدنا ومولانا علي أمير المؤمنين عليه السلام في ج 3 ص 197 وج 14 ص 248 من كتب العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم العلامة السيد أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 48 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وقوله تعالى (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) قال الثعلبي: نزلت في علي عليه السلام.

ص 78

الآية الثامنة عشر قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) (سورة المجادلة: 12)

قد تقدم في نزولها من الأحاديث في شأن سيدنا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ج 3 ص 129 وج 14 ص 200 إلى 217 وج 20 ص 181 إلى ص 192، ونستدرك هيهنا عن كتب العامة التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم العلامة المفسر الشيخ أبو الحسن أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري المتوفى سنة 437 وقيل 427 في تفسيره (الكشف والبيان في تفسير القرآن) (في تفسير سورة المجادلة الآية 12) قال: قال مجاهد: نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قدم دينارا فتصدق به ثم نزلت الرخصة. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) فإنها فرضت ثم نسخت. أخبرني عبد الله بن حامد إجازة، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحق الفقيه،

ص 79

قال أخبرنا علي بن صقر بن نصر، قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال حدثنا أبو عبد الرحمن الإيجي، عن سفيان، عن عثمان بن المغيرة، عن... عن علي بن علقمة الأنماري، عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) دعاني رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفقال لي: ما ترى، ترى دينارا؟ قلت: لا يطيقونه. قال: كم؟ قلت: حبة أو شعيرة. قال: إنك لزهيد، فنزلت (أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) الآية. قال علي: فبي خفف الله سبحانه عن هذه الأمة، ولم ينزل في أحد قبلي ولم ينزل في أحد بعدي. قال ابن عمر: كان لعلي بن أبي طالب ثلاث لو كان لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم: تزويجه فاطمة، وأعطاه الراية يوم خيبر، وآية النجوى. ومنهم العلامة الأمير علا الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في (الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان) (ط بيروت ج 9 ص 47) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة الأنماري، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى دينارا؟ قلت: لا يطيقونه. قال: فكم؟ قلت: شعيرة. قال: إنك لزهيد، فنزلت (أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) الآية. قال: فبي خفف الله عن هذه الأمة. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أبو صخرة ببغداد بين الصورين، قال حدثنا

ص 80

محمد بن عبد الله بن عمار، قال حدثنا قاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان الثوري، عن عثمان الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني، عن علي بن علقمة الأنماري، عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي مرهم أن يتصدقوا. قال: يا رسول الله بكم؟ قال: بدينار. قال: لا يطيقونه. قال: فبنصف دينار. قال: لا يطيقونه. قال: فبكم؟ قال: بشعيرة. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: إنك لزهيد. قال: فأنزل الله (أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) قال: فكان علي يقول: بي خفف عن هذه الأمة. ومنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي التيمي البكري البغدادي الحنبلي المتوفى سنة 597 في كتابه (نواسخ القرآن) (ص 236 ط بيروت) قال: قال أحمد: وبنا عبد الرزاق، قال بنا ابن عينية، عن سليمان الأحول، عن مجاهد: (فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: أمر أن لا يناجي أحد النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتصدق بين يدي ذلك، وكان أول من تصدق علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه، فناجاه فلم يناجه أحد غيره، ثم نزلت الرخصة (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) قال عبد الرزاق: وبنا معمر عن قتادة (إذا ناجيتم الرسول) إنها منسوخة ما كانت إلا ساعة من نهار.

ص 81

ومنهم الفاضلان المعاصران الشيخ محمد علي الصابوني الأستاذ بجامعة أم القرى في مكة المكرمة والدكتور صالح أحمد رضا الأستاذ المساعد بجامعة محمد بن سعود الإسلامية في (مختصر تفسير الطبري) (ج 2 ص 605 ط بيروت سنة 1405) قالا: وقد روي عن علي كرم الله وجهه أنه قال: إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، كان لي دينار فاشتريت به عشرة دراهم، فكلما ناجيت الرسول صلى الله عليه وسلم قدمت بين يدي نجواي درهما، ثم نسخت فلم يعمل بها أحد. ومنهم الشيخ أبو إسحق إبراهيم بن السري بن سهل المعروف بالزجاج المتولد سنة 241 في بغداد والمتوفى بها سنة 311 في كتابه (معاني القرآن وإعرابه) (ج 5 ص 140 ط عالم الكتب في بيروت) قال: فروي أن عليا رحمه الله أراد أن يناجي النبي صلى الله عليه وسلم، فتصدق بدينار باعه بعشرة دراهم قبل مناجاته، ثم نسخ ذلك الزكاة، فقال عز وجل (أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله) أي أطيعوه في كل أمر، ودخل في ذلك التفسح في المجلس لتقارب الناس في الدنو من النبي عليه السلام.

ص 82

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 3 ص 527 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: إن في كتاب الله آية لم يعمل بها أحد قبلي ولم يعمل بها أحد بعدي آية النجوى، كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمتصدقت بدرهم حتى نفدت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) ثم نسخت فلم يعمل بها أحد، فنزلت (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) إلى آخر الآية (ص، ش، وابن راهويه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ك). عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى، دينارا؟ قلت: لا يطيقونه. قال: فنصف دينار؟ قلت: لا يطيقونه. قال: فكم؟ قلت: شعيرة. قال: إنك لزهيد، فنزلت (أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) الآية، فبي خفف الله عن هذه الأمة (ش وعبد بن حميد ت وقال حسن غريب ع وابن جرير وابن المنذر والدورقي حب وابن مردويه ص). ومنهم العلامة الأديب أبو عبيد قاسم بن سلام المتوفى سنة 224 في كتابه (الناسخ والمنسوخ) (ص 327 طبع معهد تاريخ العلوم العربية والاسلامية في فرانكفورت سنة 1405) قال: أخبرنا علي، قال حدثنا أبو عبيد، قال حدثنا حجاج، عن ابن جريح في هذه الآية قال: نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتصدقوا، فلم يناجه أحد

ص 83

إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقدم دينارا تصدق به، ثم أنزلت الرخصة فقال (أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات)، يقول: أشق عليكم تقديم الصدقة. قال: فوضعت عنهم وأمروا بمناجاة رسول الله بغير صدقة حين شق ذلك عليهم. وقال أيضا في ص 373: أخبرنا علي، قال حدثنا أبو عبيد، قال حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ليث، عن مجاهد قال علي رضي الله عنه: إن في كتاب الله عز وجل لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، كان لي دينار فصرفته، فكنت إذا ناجيت رسول الله تصدقت بدرهم حتى نفد ثم نسخت. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) (ج 7 ص 436 ط بيروت) قال: علي بن علقمة الأنماري الكوفي عن علي حديث: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) الحديث. ت في التفسير (58 المجادلة: 3) عن سفيان ابن وكيع، عن يحيى بن آدم، عن عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عنه به. وقال: حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه. وتمام الحديث في الترمذي ج 5 ص 406 نشر المكتبة الإسلامية لصاحبها الحاج رياض الشيخ بتحقيق وتعليق إبراهيم عطوة وعوض هكذا: عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول

ص 84

فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى دينارا؟ قال [قلت]: لا يطيقونه. قال: فنصف دينار؟ قلت: لا يطيقونه. قال: فكم؟ قلت: شعيرة. قال: إنك لزهيد. قال فنزلت (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) الآية. قال: فبي خفف الله عن هذه الأمة. ومنهم علامة النحو والأدب أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل ابن يونس المرادي النحاس الصفار المصري المتوفى سنة 338 في (اعراب القرآن) (ج 4 ص 379 طبع بيروت) قال: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: كانوا قد آذوا النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة سرارهم، فأراد الله جل وعز أن يخفف عنه، فأمرهم بهذا، فتوقفوا عن السرار ثم وسع عليهم ولم يضيق. قال مجاهد: لم يعمل أحد بهذه الآية إلا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، تصدق بدينار ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم ثم نسخت، وقال رحمة الله عليه: بي خفف عن هذه الأمة، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى أيتصدق من سار بدينار؟ قلت: لا. قال: فبدرهم؟ قلت: لا. قال: كم بكم؟ قلت: بحبة من شعير. فقال: إنك لزهيد، ثم نزل التخفيف (فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم) أي لا يكلف من لا يجد. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في (تهذيب خصائص النسائي) (ص 85 ط بيروت) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار، قال حدثنا قاسم الحرمي، عن سفيان، عن عثمان وهو ابن مغيرة، عن سالم، عن علي بن علقمة، عن علي رضي الله عنه

ص 85

قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلملعلي رضي الله عنه: مرهم أن يتصدقوا. قال: بكم يا رسول الله؟ قال: بدينار. قال: لا يطيقون. قال: فبنصف دينار. قال: لا يطيقون. قال: فبكم؟ قال: بشعيرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لزهيد، فأنزل الله (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) الآية، وكان علي رضي الله عنه يقول: خفف بي عن هذه الأمة.

ص 86

الآية التاسعة عشر قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) (سورة الشعراء: 214)

قد تقدم ما ورد في نزولها من الأحاديث في شأن سيدنا الأمير صلوات الله عليه في ج 3 ص 560 وج 14 ص 423 وج 20 ص 119 إلى ص 125، ونستدرك هيهنا عن كتب أعلام العامة التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامتان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 4 ص 393 من القسم الثاني ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا، فقال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي. وقال رجل: يا رسول الله أنت كنت بحرا، من يقوم بهذا؟ ثم قال الآخر، فعرض هذا على أهل بيته واحدا واحدا، فقال علي: أنا (حم) وابن جرير وصححه والطحاوي (ض).

ص 87

وقالا أيضا في ص 395: عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلم(وأنذر عشيرتك الأقربين) دعاني رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفقال: يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني مهما أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال: يا محمد إنك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة، واجعل لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته لهم فجئت به، فلما وضعته تناول النبي صلى الله عليه وسلم جشب حزبة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال: بسم الله، فأكل القوم حتى نهلوا عنه، ما نرى إلا آثار أصابعهم، والله بن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم ثم قال: اسق القوم يا علي! فجئتهم بذلك العس، فشربوا منه حتى رووا جميعا وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله. فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لقد سحركم صاحبكم. فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان الغد قال: يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا مثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ثم اجمعهم لي، ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته، ففعل به كما فعل بالأمس، فأكلوا وشربوا حتى نهلوا، ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب

ص 88

جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على أمري هذا؟ فقلت - وأنا أحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا -: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي فقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لعلي (ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم، حق معا في الدلائل). وقالا أيضا في ص 410: عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) دعا النبي صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وصنع لهم طعاما ليس بالكثير، فقال: كلوا بسم الله من جوانبها فإن البركة تنزل من ذروتها، ووضع يده أولهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم دعا بقدح فشرب أولهم ثم سقاهم فشربوا حتى رووا، فقال أبو لهب: لقد سحركم، وقال: يا بني عبد المطلب إني جئتكم بما لم يجئ به أحد قط، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وإلى الله، وإلى كتابه، فنفروا وتفرقوا، ثم دعاهم الثانية على مثلها، فقال أبو لهب كما قال المرة الأولى، فدعاهم ففعلوا مثل ذلك، ثم قال لهم - ومد يده -: من يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووليكم من بعدي؟ فمددت يدي وقلت: أنا أبايعك - وأنا يومئذ أصغر القوم، عظيم البطن، فبايعني على ذلك، قال: وذلك الطعام أنا صنعته (ابن مردويه). عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي يقضي ديني، وينجز بوعدي (ابن مردويه).

ص 89

ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 31 ط بيروت سنة 1408) قال: قال أبو الفداء في تاريخه: كانت دعوة رسول الله إلى الإسلام سرا ثلاث سنين، ثم أمر الله رسوله بإظهار الدعوة. وفي معالم التنزيل للبغوي ولباب التأويل للخازن البغدادي ودلائل النبوة للبيهقي وجمع الجوامع للسيوطي وكنز العمال لعلي المتقي وتاريخ الرسل والملوك للحافظ ابن جرير والكامل لابن الأثير الجزري والكتاب المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء وفي الكتب الأخرى من التفاسير والأحاديث والسير: عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلم(وأنذر عشيرتك الأقربين) دعاني رسول الله فقال: يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، وعرفت أني إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره، فصمت عليها فجاءني جبرئيل فقال لي: يا محمد إنك إن لم تفعل ما تؤمر يعذبك ربك، فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلغهم ما أمرت به، ثم دعوتهم ففعلت ما أمرني به، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس رضي الله عليهما وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعته فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله (ص) حدية من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الجفنة، ثم قال (خذوا باسم الله)، فأكل القوم حتى مالهم بشيء حاجة، وأيم الله أن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم، ثم قال: اسق القوم، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم يشرب مثله، فلما أراد رسول الله أن يكلمهم

ص 90

بدره أبو لهب فقال: سحركم صاحبكم. فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله، فقال الغد: يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام مثل ما صنعت ثم اجمعهم. ففعلت، ثم جمعتهم فدعاني بالطعام فقربته ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا وشربوا ثم تكلم رسول الله فقال: يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم. فأحجم القوم عنها جميعا، فقلت وأنا أحدثهم سنا: يا نبي الله أنا وزيرك عليه. قال: فأخذ برقبتي فقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. فقال القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع. قال أبو الفداء: واستمر النبي على ما أمره الله ولم يبعد عنه قومه في أول الأمر ولم يردوا عليه حتى عاب آلهتهم ونسب قومه وآباءهم إلى الكفر والضلال، وأجمعوا على عداوته، وذب عن رسول الله عمه أبو طالب، فجاء رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب منهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد مناف، وأبو سفيان بن أمية بن عبد شمس، وأبو البختري بن هشام بن الحارث بن أسد، والأسود بن المطلب بن أسد، وأبو جهل بن هشام بن المغيرة، والوليد بن المغيرة المخزومي عم أبي جهل ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان، والعاص بن وائل السهمي وهو أبو عمرو بن العاص، فقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك قد عاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا فانهه عنا أو خل بيننا وبينه، فردهم أبو طالب ردا حسنا، واستمر رسول الله على ما هو عليه، فعظم عليهم فأتوا أبا طالب ثانيا وقالوا له ما قالوه أولا، فقالوا له: إن لم تنهه وإلا نازلناك وإياه حتى يهلك أحد الفريقين، فعظم على أبي طالب ذلك، فقال لرسول الله: يا ابن أخي إن قومك قالوا لي كذا

ص 91

وكذا، فظن رسول الله أن عمه خاذله، فقال رسول الله: يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا الأمر. ثم استعبر رسول الله فبكى وقام فولى، فناداه أبو طالب: أقبل يا ابن أخي، وقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبدا. فأخذت كل قبيلة تعذب من أسلم منها ومنع الله رسوله بعمه أبي طالب.

ص 92

الآية العشرون قوله تعالى (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) (سورة السجدة: 18)

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأن سيدنا الأمير علي بن أبي طالب عليه السلام في ج 3 ص 367 وج 14 ص 300 وج 20 ص 37 عن جماعة من أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عمن لم ننقل عنه فيما مضى: فمنهم الشيخ أبو إسحق إبراهيم بن السري بن سهل المعروف بالزجاج المتولد سنة 241 في بغداد والمتوفى سنة 311 في كتابه (معاني القرآن وإعرابه) (ج 4 ص 208 ط عالم الكتب في بيروت) قال: وقوله (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) جاء في التفسير أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام وعقبة بن أبي معيط، فالمؤمن علي رضي الله عنه، والفاسق عقبة بن أبي معيط، فشهد الله لعلي بالإيمان وأنه في الجنة بقوله (أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى).

ص 93

ومنهم علامة النحو والأدب أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحاس الصفار المصري المتوفى سنة 338 في (اعراب القرآن) (ج 3 ص 296 ط بيروت) قال: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) لأن لفظ (من) تؤدي عن الجماعة، فلهذا قال (لا يستوون) هذا قول كثير من النحويين، وقال بعضهم: يستوون لاثنين إلا أن الاثنين جمع، لأنه واحد جمع مع آخر. والحديث يدل على هذا القول، لأنه عن ابن عباس رحمه الله وغيره، قال: نزلت (أفمن كان مؤمنا) في علي بن أبي طالب رضي الله عنه (كمن كان فاسقا) في الوليد بن عقبة بن أبي معيط (1). (هامش ص 93) وقال العلامة أبو جعفر النحاس المذكور في ذلك الكتاب ج 3 ص 158. (ويوم يعض الظالم على يديه..) الماضي عضضت، وحكى الكسائي عضضت بفتح الضاد الأولى، وجاء التوقيف عن أهل التفسير، منهم ابن عباس وسعيد بن المسيب أن الظالم ههنا عقبة بن أبي معيط، وأن خليله أمية بن خلف. فعقبة قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمية قتله النبي صلى الله عليه وسلم، فكان هذا من دلائل النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه خبر عنهما بهذا فقتلا على الكفر، ولم يسميا في الآية لأنه أبلغ في الفائدة، ليعلم أن هذه سبيل كل ظالم قبل من غيره في معصية الله جل وعز.

ص 94

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي الصابوني المكي في كتابه (صفوة التفاسير) (ج 2 ص 800 ط بيروت سنة 1406) قال: روي أنه كان بين علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط تنازع وخصومة، فقال الوليد بن عقبة لعلي: أسكت فإنك صبي وأنا والله أبسط منك لسانا وأشجع منك جنانا وأملأ منك حشوا في الكتيبة، فقال له علي: اسكت فإنك فاسق، فنزلت (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون).

ص 95

الآية الواحدة بعد العشرين قوله تعالى (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) (سورة التحريم: 4)

قد تقدم ما ورد في نزوله في سيدنا الأمير عليه السلام في ج 3 ص 311 وج 14 ص 278 عن كتب العامة، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 3 ص 529 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفي قوله تعالى (وصالح المؤمنين) قال: هو علي بن أبي طالب (ابن أبي حاتم).

ص 96

الآية الثانية بعد العشرين قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (سورة الشورى: 23)

قد تقدم ما ورد في نزولها في حق سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عن كتب العامة في ج 3 ص 2 إلى 22 وص 531 إلى ص 533 وج 14 ص 106 إلى ص 115 وج 20 ص 78 و79، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 11 ط المطبعة الفاسية) قال: وقال تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) إلى قوله (تفعلون) روى الطبراني في المعجم الكبير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم كلهم عن ابن عباس قال: لما نزل قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) الآية، قالوا: يا رسول الله

ص 97

من هؤلاء الذين أمرنا الله مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وأبناؤهما. وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير في قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قال: قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج الطبراني والبزار عن الحسن بطرق بعضها حسن أنه خطب خطبة بليغة، قال: أنا الحسن بن محمد صلى الله عليه وسلم، أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا من أهل البيت الذين افترض الله تعالى مودتهم وموالاتهم فقال (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى). وفي رواية (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) قال: اقتراف الحسنة موتنا أهل البيت. وأخرج الشعبي وابن أبي حاتم عن ابن عباس في (ومن يقترف حسنة) الآية قال: المودة لآل محمد صلى الله عليه وسلم. إنتهى.

ص 98

الآية الثالثة بعد العشرين قوله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) (سورة مريم: 96)

قد تقدم ما ورد في شأن نزولها في حق مولانا وسيدنا الأمير علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عن كتب أعلام العامة في ج 3 ص 82 وج 14 ص 150 إلى ص 165 وج 18 ص 541 وج 20 ص 51 إلى 55، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 10 ط المطبعة الفاسية) قال: وقال عز من قائل (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)، أخرج الثعلبي عن محمد بن الحنفية أنه قال في هذه الآية: لا يبقى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته. وذكر الثعلبي في تفسيره: أنها نزلت في علي. ولله در القائل وهو زبينا بن

ص 99

إسحاق النصراني كما في البحر لأبي حيان: عدي وتيم لا أحاول ذكرهم * بسوء ولكني محب لهاشم

وما تعتريني في علي ورهطه * إذا ذكروا في الله لومة لائم

يقولون ما بال النصارى تحبهم * وأهل النهى من أعرب وأعاجم

فقلت لهم إني لأحسب حبهم * سرى في قلوب الخلق حتى البهائم

ص 100

مستدرك قول ابن عباس: ما أنزل الله سورة في القرآن إلا كان علي رضى الله عنه أميرها وشريفها

تقدم ما يدل عليه في ج 3 ص 476 إلى ص 480 وج 4 ص 313 وص 314 وج 15 ص 623 إلى ص 625، ونستدرك هنها عمن لم نرو عنه فيما مضى: فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من (جامع الأحاديث) (ج 4 ص 377 ط دمشق) قالا: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما أنزل الله سورة في القرآن إلا كان علي رضي الله عنه أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما قال لعلي إلا خيرا (أبو نعيم). ما نزلت في القرآن آية (يا أيها الذين آمنوا) إلا كان لعلي عليه السلام محضها ولبابها. تقدم نقله عن كتب علماء العامة في ج 3 ص 476 وج 4 ص 314 وج 14

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج22)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب