ص 401
عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال: خلف رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعلي
بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. أخبرنا محمد بن
بشار، قال أنا محمد، قال أنا شعبة، عن سعد ابن إبراهيم، قال: سمعت إبراهيم بن سعد
يحدث عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى؟ أخبرنا عمرو بن علي قال: أنا يحيى بن سعيد، قال أنا موسى
الجهني، قال: دخلت على فاطمة بنت علي، فقال لها رفيقي: عندك شيء عن والدك مثبت؟
قالت: حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمقال لعلي: أنت
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين
بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 99 ط بيروت سنة
1408) قال: قال في الخميس: وفي رجب هذه غزوة تبوك أخر غزواته صلى الله عليه وسلم.
وأخرج النسائي عن سعد قال: خرج رسول الله (ص) في غزوة تبوك وخلف عليا فقال: أتخلفني
مع النساء والصبيان. فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا
نبي بعدي:
ص 402
ومنهم الشريف السيد عبد الله بن محمد الصديق بن أحمد الحسيني الادريسي المؤمني
الغماري الطنجي المعاصر المولود بثغر طنجة سنة 1328 في (الابتهاج بتخريج أحاديث
المنهاج) (ص 161 ط بيروت) قال: وأما الثانية: وهي الزيدية فتقول: لم يصرح النبي
عليه وآله الصلاة والسلام باستخلاف علي كرم الله وجهه، وإنما أومأ إليه بالنص الخفي
الذي يحتاج إلى تأمل في معناه حتى يستنبط منه ذلك: واستدلوا بحديث: (يا علي أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)، رواه الشيخان عن سعد
رضي الله عنه، وله أكثر من عشرين طريقا استوعبها الحافظ ابن عساكر في جز خاص. ومنهم
الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير المتوفى سنة 774 في (الفصول في سيرة الرسول) (ص
92 ط بيروت سنة 1405) قال: شكا علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين
استخلفه على المدينة فقال: أولا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا
نبي بعدي. ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان أحمد الطبراني المتوفى 360 في (المعجم
الكبير) (ج 19 ص 291 ط مطبعة الأمة بغداد) قال: حدثنا عبيد العجلي، ثنا الحسن بن
علي الحلواني، ثنا عمران بن أبان، ثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث، عن أبيه،
عن جده قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلملعلي: (أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى).
ص 403
ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن محمد بن الخضر الملا الموصلي المتوفى سنة 570 في
(الوسيلة) (ص 161 ط حيدر آباد الدكن) قال: وعن أنس (رض) قال: سمعت رسول الله صلّى
اللّه عليه وآله وسلميقول لعلي: يا علي أنت مني وأنا منك، أنت مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لا يوحى إليك. وفي أخرى: إلا أنه لا نبي بعدي. ومنهم الحافظ المحدث
الشيخ أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي في كتاب (المسند) (ج 1 ص 38 ط عالم الكتب
في بيروت) قال: حدثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا علي بن زيد بن جدعان قال: سمعت سعيد
ابن المسيب يقول: بلغني عن سعد بن أبي وقاص الحديث، ثم لقيت سعدا فحدثني أن رسول
الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمقال لعلي بن أبي طالب: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد أيمن بن عبد الله الشبراوي
القويسني في (فهرس أحاديث كشف الأستار) (ص 20 و21 ط بيروت سنة 1408) قال: أما ترضى
أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ (علي) أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى؟ (ابن عباس)
ص 404
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ صفي الرحمن المباركفوري الهندي في كتابه (الرحيق
المختوم) (ص 398 طبع دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وهكذا تجهر الجيش، فاستعمل
رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعلى المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري، وقيل سباع
بن عرفطة، وخلف على أهله علي بن أبي طالب، وأمره بالإقامة فيهم، وغمص عليه
المنافقون، فخرج فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فرده إلى المدينة وقال: ألا
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. ثم تحرك رسول الله
صلّى اللّه عليه وآله وسلمنحو الشمال يريد تبوك، ولكن الجيش كان كبيرا - ثلاثون ألف
مقاتل، لم يخرج المسلمون في مثل هذا الجمع الكبير قبله قط فلم يستطع المسلمون مع ما
بذلوه من الأموال أن يجهزوه تجهيزا كاملا، بل كانت في الجيش قلة شديدة بالنسبة إلى
الزاد والمراكب، فكان ثمانية عشر رجلا يعتقبون بعيرا واحدا، وربما أكلوا أوراق
الأشجار حتى تورمت شفاههم، واضطروا إلى ذبح العير - مع قلتها - ليشربوا ما في
كروشها من الماء، ولذلك سمي هذا الجيش جيش العسرة. ومنهم علامة التاريخ صارم الدين
إبراهيم بن محمد بن أيدمر بن دقماق القاهري المتولد سنة 750 والمتوفى سنة 809 في
(الجوهر الثمين في سيرة الخلفاء والسلاطين) (ج 1 ص 59 ط عالم الكتب في بيروت سنة
1405) قال: وروي عن سعد بن أبي وقاص، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة،
وأسماء بنت عميس، وجابر بن عبد الله، وجماعة يطول ذكرهم أن النبي
ص 405
صلى الله عليه وسلم قال لعلي: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى). وهو أحد العشرة
المشهود لهم بالجنة. زوجه النبي صلى الله عليه وسلم بابنته فاطمة الزهراء. ومنهم
العلامة الأمير علا الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في (الاحسان
بترتب صحيح ابن حبان) (ج 8 ص 221 ط بيروت) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى،
حدثنا داود بن عمرو الضبي، قال حدثنا حسان ابن إبراهيم، عن محمد بن سلمة بن كهيل،
عن أبيه، عن المنهال بن عمرو، عن عمارة بن سعد ابن أبي وقاص، عن أبيه، وعن أم سلمة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
غير أنه لا نبي بعدي. ذكر العلة التي من أجلها قال صلى الله عليه وسلم هذا القول
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان بعسكر مكرم، حدثنا محمد بن عبد الله بن
نمير، حدثنا أبو ربيعة، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي سعيد أو عن
أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأبا بكر رضي الله عنه، فلما
بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي رضي الله عنه، فأتاه فقال: ما شأني؟ قال خير إن النبي
صلى الله عليه وسلم بعثني ببراءة، فلما رجعنا انطلق أبو بكر رضي الله عنه فقال: يا
رسول الله ما لي؟ قال: خير أنت صاحبي في (النار) (كذا) إلا أنه لا يبلغ غيري أو رجل
مني - يعني عليا. وقال أيضا في ج 9 ص 41
ص 406
أخبرنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا يوسف بن الماجشون حدثنا محمد
بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى. قال فأجبت أن أسأله سعدا،
فنلت له: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. أخبرنا الحسن بن
سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر، عن شعبة، عن الحكم بن مصعب بن سعد،
عن سعد بن أبي وقاص قال: خلف رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعلي بن أبي طالب
رضي الله عنه في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. ومنهم العلامة
الشيخ أحمد بن محمد الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 39 نسخة مكتبتنا العامة
بقم) قال: عن سعد بن أبي وقاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. ومنهم الحافظ الشيخ جمال الدين السيوطي
المتوفى سنة 911 في (الزبرجد على مسند أحمد) (ج 2 ص 167 ط بيروت) قال: حديث: أنت
مني بمنزلة (هارون) من (موسى). قال (الرضي): قد تقدم مع آلة الشبه قرينة تدل على
الحديث المعين، فيتعلق بها حالان، وذلك قوله صلى الله عليه وسلم (أنت مني بمنزلة
هارون من موسى).
ص 407
قال: ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة الصحب المكرم وتقول: ما مولي مني بمنزلة
الثريا من المتناول. أي: بعيد مني بعدها. ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن مروان بن
محمد الدينوري المتوفى في سنة 330 في كتابه (المجالسة وجواهر العلم) (ص 474 طبع
معهد العلوم العربية في فرانكفورت) قال: حدثنا أبو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن بن
كامل الأسدي، نا يزيد بن مهران الجنار أبو خالد، نا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن
أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب
رضي الله عنه أنت مني بمنزلة هارون من موسى. ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر جابر
الجزائري في (العلم والعلماء) (ص 167 ط القاهرة سنة 1403) قال: وبعد فإن أول فضائل
أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ما تضمنته رواية أحمد رحمه الله تعالى والتي جاء
فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه يوم خلفه ورأه بالمدينة
وخرج بالناس إلى غزوة تبوك، وقال له علي: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟
قال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟ فهذه حقا
فضيلة لعلي رضي الله عنه من أسمى الفضائل وأعظمها.
ص 408
ومنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي
القرشي التيمي البكري البغدادي المتوفى سنة 597 في كتابه (الحدائق) (ج 1 ص 387 ط
بيروت سنة 1408) قال: حدثنا أحمد، قال حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، عن
الحكم، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، [عن سعد بن أبي وقاص] قال: خلف رسول الله صلّى
اللّه عليه وآله وسلمعلي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلفني في
النساء والصبيان: قال: أو ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي
بعدي. أخرجه البخاري عن مسدد عن يحيى. وأخرجه مسلم عن بندار عن غندر كلاهما عن
شعبة. وفي إفراد مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. ومنهم العلامة المعاصر
الشيخ محمد علي بن الشيخ البشير بن عبد الله المشهور بولد الأحيمر في (التبيين
المفيد في شرح عقيدة التوحيد) (للمكاشفي ص 97 ط القاهرة) قال: ولم يتخلف عن مشهد
شهده رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلممنذ قدم المدينة إلا تبوك، فإنه خلفه رسول
الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعلى المدينة وعلى عياله وقال له: أنت مني بمنزلة
هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
ص 409
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا يؤدي عني إلا أنا أو علي) 
تقدم
ما يدل عليه في ج 5 ص 274 وج 6 ص 589 إلى ص 591، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه
هناك: رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: منهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان
الحنفي اليريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 100 ط بيروت سنة 1408) قال:
وفي حديث آخر رواه النسائي والترمذي عن حبشي بن جنادة السلولي قال رسول الله (ص):
لا يؤدي عني إلا أنا أو علي. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في
(تهذيب خصائص النسائي) (ص 48 ط بيروت قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا إسمعيل،
عن أبي إسحق، عن حبشي بن جنادة السلولي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي
مني وأنا منه فلا يؤدي
ص 410
عني إلا أنا وعلي. ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن محمد الخضر الملا الموصلي في
(الوسيلة) (ص 170 ط حيدر آباد الدكن) قال: وعن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: علي مني ولا يبلغ عني إلا أنا أو هو.
ص 411
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله (أمرت أن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني
قاله في إبلاغ سورة براءة) 
قد تقدم ما يدل عليه من الأخبار عن كتب أعلام العامة في
ج 3 ص 327 إلى ص330 وج 14 ص 499 وص 500 وج 20 ص 62 إلى ص 63، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة الثعلبي في (الكشف والبيان) (ص
212) قال: فبعث رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأبا بكر تلك السنة أميرا على
الموسم ليقيم للناس الحج، وبعث بأربع آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم،
فلما سار دعا رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعليا فقال: أخرج بهذه القصة من
صدر براءة فأذن بذلك الناس إذا اجتمعوا. فخرج علي رضي الله عنه على ناقة رسول الله
صلّى اللّه عليه وآله وسلموهي العضباء حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه،
فرجع أبو بكر إلى النبي (ص) فقال. يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شيء؟
قال: لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.
ص 412
ومنهم العلامة الشيخ أبو العباس أحمد بن الخطيب الشهير بابن قنفذ القسنطيني المتوفى
سنة 810 في (وسيلة الإسلام بالنبي) (ص 113 ط بيروت) قال: وفي السنة أمر النبي صلى
الله عليه وسلم أبا بكر أن يقيم الحج بالناس، وهي أول حجة كانت في الإسلام، وكل فرض
فبالمدينة نزل إلا فرض الصلاة فبمكة. والسبب في حجه على ما أخرجه السهيلي وغيره أن
النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى تبوك نقض المشركون العهد الذي كان بينهم وبين
المسلمين في الطواف، وذكر مخالفة المشركين للمسلمين في الطواف وكونهم عراة في
طوافهم، فأمسك صلى الله عليه وسلم وبعث أبا بكر رضي الله عنه ونزلت بعده سورة براءة
بنقض العهد وانكشف سرائر المشركين، ولذلك تسمى الفاضحة. فأمر صلى الله عليه وسلم
عليا بن أبي طالب رضي الله عنه أن يخرج بها ويقرأها على الناس يوم النحر. فرجع أبو
بكر فقال: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: أردت أن يبلغ عني من هو من أهل بيتي، فمضى
وأقام أبو بكر الحج بالناس، وفعل علي ما أمره به وجعل المشركون أربعة أشهر من يوم
النحر ليرجع كل واحد إلى مأمنه ولا عهد له بعد ذلك. ومنهم العلامة عمر بن مظفر
الشهير بابن الورى في (تتمه المختصر) (ص 179) وفيها بعث أبا بكر ليحج بالناس ومعه
عشرون بدنة لرسول الله (ص) وثلاثمائة رجل، فلما كان بذي الحليفة أرسل عليا رضي الله
عنه في أثره وأمره بقراءة آيات من أول سورة البقرة على الناس: وأن ينادي: أن لا طوف
بالبيت بعد السنة
ص 413
عريان ولا يحج مشرك. فعاد أبو بكر وقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: لا ولكن لا
يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني. ومنهم العلامة السيد عبد القادر الحسيني الشافعي في
(عيون المسائل) (ص 83) قال: وروى الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم بعث بسورة التوبة
مع أبي بكر رضي الله عنه، ثم دعاه فقال: لا ينبغي لأحد أن يبلغ عني إلا رجل من
أهلي. فدعا عليا رضي الله عنه فأعطاه إياها. ومنهم العلامة الشيخ محمد مهدي عامر في
(القصة الكبيرة في تاريخ السيرة النبوية) (ص 332 ط مصر) قال: نزلت براءة على رسول
الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمبعد أن بعث أبا بكر الصديق ليقيم للناس الحج، فقيل:
يا رسول الله لو بعثت إلى أبي بكر ليبلغها الناس. فقال: لا يؤدي عني إلا رجل من أهل
بيتي. ثم دعا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقال له: أخرج بهذه القصة من صدر براءة
وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى: إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد
العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله عهد فهو له إلى مدته.
ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في كتاب (دلائل
النبوة) (ج 6 ص 296 ط بيروت) قال: وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن أيوب،
ص 414
أخبرنا الحسن بن علي المعمري، حدثنا إبراهيم بن زياد سيلان، قالا: حدثنا عباد بن
العوام، عن سفيان بن الحسين، عن مقسم، عن ابن عباس: أن رسول الله صلّى اللّه عليه
وآله وسلمبعث أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات واتبعه عليا، فبينا أبو بكر
ببعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمالقصواء، فخرج
أبو بكر فزعا، فظن أنه رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفإذا علي، فدفع إليه
كتاب رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفأمره على الموسم وأمر عليا أن ينادي
بهؤلاء الكلمات، فقام علي في أيام التشريق (إن الله برئ من المشركين ورسوله فسيحوا
في الأرض أربعة أشهر) لا يحجن بعد اليوم مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخلن
الجنة إلا مؤمن، وكان علي ينادي بها فإذا ابح قام أبو هريرة فنادى بها. وأخبرنا أبو
عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر: أحمد بن إسحاق الفقيه، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا
الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا أبو إسحاق الهمداني، عن زيد بن يثيع. قال: سألنا عليا
بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف
بالبيت عريان، ولا يجتمع مؤمن وكافر في المسجد الحرام بعد عامه هذا، ومن كان بينه
وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة
أشهر. أخبرنا الفقيه أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الاصبهاني، أخبرنا أبو
الشيخ الاصبهاني، حدثنا محمد بن صالح الطبري، حدثنا أبو حمة، حدثنا أبو قرة، عن ابن
جريح، أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن
النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا
بالعرج ثوب بالصبح، فلما استوى بالتكبير سمع الدعوة خلف ظهره، فوقف عن التكبير
فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه
ص 415
وسلم الجدعاء، لقد بدا لرسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلم[في الحج] فلعله أن
يكون عليها، فإذا علي عليها، فقال له أبو بكر: أمير أم رسول؟ قال بل رسول أرسلني
رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج، فقدمنا
مكة، فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا
فرغ قام علي، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم ذكر خطبته يوم عرفة، ويوم النحر،
ويوم النفر الأول، وقراءة علي على الناس براءة عقيب كل خطبة من خطبه. وقالا أيضا في
ص 298: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا محمد بن عمرو
بن خالد، حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: فلما أنشأ
الناس الحج تمام سنة تسع، بعث رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأبا بكر أميرا
على الناس، وكتب له سنن الحج، وبعث معه علي بن أبي طالب بآيات من براءة، وأمره أن
يؤذن بمكة وبمنى وبعرفة وبالمشاعر كلها بأنه: برئت ذمة الله وذمة رسوله من كل مشرك
حج بعد العام أو طاف بالبيت عريانا، وأجل من كان بينه وبين رسول الله صلّى اللّه
عليه وآله وسلمعهد أربعة أشهر، وسار علي على راحلته في الناس كلهم يقرأ عليه القرآن
(براءة من الله ورسوله) وقرأ عليهم (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) الآية.
وبمعناه ذكره أيضا موسى بن عقبة.
ص 416
ومنهم العلامة الشيخ محمد نووي الجاوي في (مراح لبيد) (ج 1 ص 330 ط دار الفكر سنة
1398) قال: روي أن رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأراد أن يحج سنة تسع فقيل له
المشركون يحضرون ويطوفون بالبيت عراة فقال: لا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك فبعث أبا
بكر تلك السنة أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة
ليقرأها على أهل الموسم. ثم بعث بعده عليا على ناقته العضباء ليقرأ على الناس صدر
براءة، وأمره أن يؤذن بمكة ومنى وعرفة أن قد برئت ذمة الله رسوله صلى الله عليه
وسلم من كل شرك، ولا يطوف بالبيت عريان فسار أبو بكر أميرا على الحاج وعلي بن أبي
طالب يؤذن ببراءة فلما كان قبل يوم التروية بيوم قام أبو بكر رضي الله عنه فخطب
الناس وحدثهم عن مناسكهم وأقام للناس الحج، والعرب في تلك السنة على معاهدهم التي
كانوا عليها في الجاهلية من أمر الحج حتى إذا كان يوم النحر قال علي ابن أبي طالب
رضي الله عنه فأذن في الناس بالذي أمر به وقرأ عليهم أول سورة براءة وقال علي بعثت
بأربع: لا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فهو
إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا
يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا في الحج فقال المشركون لعلي عند ذلك أبلغ
ابن عمك أنا قد نبذنا العهد وراء ظهورنا وأنا ليس بيننا وبينه عهد لا طعن بالرماح
وضرب بالسيوف.
ص 417
ومنهم العلامة الشيخ ابن أحمد الواحدي في (الوجيز في تفسير القرآن العزيز) (ص 330
بهامش (مراح لبيد) المذكور) قال: أمر الله تعالى رسوله أن يعلم مشركي العرب في يوم
الحج الأكبر ببرائته من عهودهم، فبعث عليا رضي الله عنه حتى قرأ صدر (برائة) عليهم
يوم النحر، ثم خاطب المشركين فقال: (فإن تبتم) أي رجعتم عن الشرك (فهو خير لكم) من
الإقامة عليه. الخ. ومنهم العلامة المعاصر الشيخ عبد الله بن نوح الجيانجوري
المتولد سنة 1324 في (الإمام المهاجر) (ط جدة ص 156) قال: بعث رسول الله صلّى اللّه
عليه وآله وسلمأبا بكر رضي الله عنه بالعشر الأولى من سورة براءة أذانا من الله
ورسوله ألا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا، ليحج ويقرأ الآيات، فلما غادر
المدينة بعث رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعلي ابن أبي طالب كرم الله وجهه
بأمر الله تعالى فركب ولحق أبا بكر وأخذ منه البراءة، وسأل أبو بكر رضي الله عنه عن
السبب، قال صلى الله عليه وسلم: (وإنه لا يؤدي علي إلا أنا أو رجل مني). ومنهم
الفاضل المعاصر الدكتور فوزي جعفر في كتابه (علي ومناوئوه) (ص 40 ط دار العلم
للطباعة بالقاهرة) قال: وبعثه يقرأ براءة على قريش وقال: لا يذهب إلا رجل مني وأنا
منه..
ص 418
ومنهم العلامة أبو نعيم عبيد الله بن الحسن الاصبهاني في (الجامع بين الصحيحين) (ص
731) قال: روى بإسناده عن حميد بن عبد الرحمان، إن أبا هريرة قال: أبو بكر بعثني في
تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى، أن لا يحج بعد العام مشرك ولا
يطوف بالبيت عريان. ثم حدث [أن] رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلم[وجه] لعلي بن
أبي طالب فأمره أن يؤذن ببراءة قال أبو هريرة: فأذن معنا في أهل منى ببرائة أن لا
يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس
أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 1 ص
246 ط دمشق) قالا: عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه
ببراءة إلى أهل مكة أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ولا تدخل
الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعهد
فأجله إلى مدته، والله برئ من المشركين ورسوله، فسار بها ثلاثا، ثم قال لعلي الحقه
فرد علي أبا بكر وبلغها أنت، ففعل، فلما قدم أبو بكر بكى فقال: يا رسول الله! حدث
في شيء؟ قال: ما حدث فيك إلا خير، ولكني أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني). (حم
وابن خزيمة وأبو عوانة قط في الإفراد). وقالا أيضا في ص 247:
ص 419
عن علي رضي الله عنه قال: (لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه
وسلم، دعا النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم
دعاني النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ منه، ورجع
أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله نزل في شيء؟ قال: لا
ولكن جبريل جاءني، فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك). (عم وأبو الشيخ وابن
مردويه). عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر
إلى مكة، فدعاه فبعث عليا، فقال: (لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي). (ش). وقالا أيضا
في ج 3 ص 485 عن أبي بكر رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة
إلى أهل مكة أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ولا تدخل الجنة إلا
نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعهد فأجله إلى
مدته، والله برئ من المشركين ورسوله، فسار بها ثلاثا، ثم قال لعلي: الحقه فرد علي
أبا بكر وبلغها أنت، ففعل، فلما قدم أبو بكر بكى، فقال: يا رسول الله! حدث في شيء؟
قال: ما حدث فيك إلا خير، ولكني أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني). (حم، وابن
خزيمة وأبو عوانة قط في الإفراد). وقالا أيضا في ص 486: عن علي رضي الله عنه قال:
(لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم، دعا النبي صلى الله
عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي
صلى الله عليه وسلم، فقال: أدرك أبا بكر فحيثما
ص 420
لحقته فخذ الكتاب منه، فاذهب إلى أهل مكة، فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت
الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! نزل
في شيء؟ قال: لا، ولكن جبريل جاءني، فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك). (عم
وأبو الشيخ وابن مردويه). وقالا أيضا في ص 487: عن علي رضي الله عنه: (أن النبي صلى
الله عليه وسلم، حين بعثه ببراءة قال: يا رسول الله! إني لست باللسن ولا بالخطيب،
قال: لا بد لي أن أذهب بها أنا، أو تذهب بها أنت، قال: فإن كان ولا بد فسأذهب أنا،
قال: انطلق فإن الله يثبت لسانك، ويهدي قلبك، ثم وضع يده على في، وقال: انطلق
واقرأها على الناس، وقال: إن الناس سيتقاضون إليك، فإذا أتاك الخصمان فلا تقضين
لواحد حتى تسمع كلام الآخر، فإنه أجدر أن تعلم لمن الحق). (عم وابن جرير). عن زيد
بن أثيع قال: (سألنا عليا صلى الله عليه وسلم بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال بعثت
بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم ومشرك
في المسجد الحرام بعد عامهم هذا، ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد
فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر). (الحميدي ص، ش، حم، والعدني
والدارمي ت، ك، وقال حسن صحيح ع، وابن المنذر قط، في الإفراد ورسته في الإيمان د،
ت، وابن مردويه ك، ق). وقالا أيضا في ص 489: عن أنس (أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث ببراءة مع أبي بكر رضي الله عنه إلى مكة، فدعاه فبعث عليا رضي الله عنه، فقال:
لا يبلغها إلا رجل من أهل
ص 421
بيتي). (ش). إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خص عليا عليه السلام بإعطاء
الراية يوم خيبر بعد ما أخبره بأنه لا يعطيه إلا لمن يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله. وقد تقدم نقل الأحاديث الدالة عليه في (ج 5 ص 368 إلى ص 468 وج 16 ص 220
إلى ص 276 وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك: ومنهم العلامة حسام الدين المردي
الحنفي في (آل محمد) (ص 170 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: في (سنن) النسائي:
أخبرنا العباس بن محمد الدوري، قال حدثنا أبو نوح قداد عن يونس بن أبي إسحق عن أبي
إسحق عن زيد بن سبيع عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بعث ببراءة أهل مكة مع أبي بكر ثم أتبعه بعلي فقال له: خذ الكتاب فامض به إلى مكة
قال فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب، فقال لرسول الله صلّى اللّه
عليه وآله وسلمأنزل في شيء قال صلى الله عليه وسلم لا إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو
رجل من أهل بيتي. ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي
في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 100 ط بيروت سنة 1408) قال: وأخرج النسائي عن أنس قال:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم براءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال: (لا ينبغي أن يبلغ
هذا إلا رجل من أهلي) فدعا عليا فأعطاه إياها. وأخرج أيضا عن علي أن رسول الله (ص)
بعث براءة إلى أهل مكة مع أبي بكر، ثم أتبعه بعلي فقال له: (خذ هذا الكتاب فأمض به
إلى أهل مكة) قال
ص 422
فلحقته وأخذت الكتاب منه، قال: فانصرف أبو بكر وهو كئيب قال يا رسول الله أنزل في
شيء؟ قال: (لا إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي). ومنهم العلامة أبو
القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر في (تاريخ دمشق) (ج 2 ص 376 ط بيروت).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر،
أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا عفان: أنبأنا حماد، أنبأنا سماك بن
حرب، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمبعث ببراءة مع أبي بكر
إلى أهل مكة، قال: ثم دعاه قال: فبعث بها عليا [و] قال: لا يبلغها إلا رجل من أهلي.
وقال في ص 377: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله
بن عمر ابن البقال، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن الحسن بن علي [بن] عياش المالكي
المحرمي الصيرفي، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان، أنبأنا الحسن
بن محمد بن الصباح، أنبأنا عفان: أنبأنا حماد، أنبأنا سماك، عن أنس، أن النبي صلى
الله عليه وسلم أرسل ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة فلما مضى دعاه فبعث عليا وقال:
لا يبلغها إلا رجل من أهلي / 175 / ب / ز. أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن
البغدادي، وأبو القاسم إسماعيل بن علي ابن الحسن الصوفي المعروف بالحمامي، قالا:
أنبأنا أبو الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن برزة الأردستاني باصبهان، أنبأنا أبو
طاهر بن محمش إملاءا بنيسابور،
ص 423
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آبادي، أنبأنا أبو قلابة، أنبأنا عبد الصمد
ابن عبد الوارث: أنبأنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن أنس بن مالك، أن النبي
صلى الله عليه وسلم بعث سورة براءة فدفعها إلى علي [كذا] وقال: لا يؤدي إلا أنا أو
رجل من أهل بيتي. أخبرنا أبو الحسن الفرضي، وأبو القاسم بن البسري قالا: أنبأنا أبو
نصر بن طلاب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، أنبأنا روح بن إبراهيم أبو سعدة الأنصاري
بالمصيصة، أنبأنا عبد الله بن الحسين بن جابر، أنبأنا الحسين بن محمد المروزي
أنبأنا سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس أن رسول الله (ص)
قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو علي بن أبي طالب. وقال أيضا في ص 378: عن مقسم عن ابن
عباس أن قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو علي ابن أبي طالب. وقال أيضا في ص 382: أخبرنا
أبو القسم الثحامي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله العمري. حيلولة: وأخبرنا أبو
الفتح محمد بن علي المصري، وأبو نصر عبد الله بن أبي عاصم الصوفي، وأبو علي عبد
الحميد بن إسماعيل، وأبو محمد الحسن بن أبي بكر ابن أبي الرضا الهامي [ظ] وابو
القاسم منصور بن ثابت البالكي [كذا] وأبو معصوم مسعود بن صاعد بن محمد الأنصاري،
وأبو المظفر عبد الوهاب بن عبد الملك بن محمد الفارسي بهراة [ظ] وأبو محمد خالد بن
محمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر أنبأنا أبو عبد الله المديني الرغرتاني برغرتان،
قالوا: أنبأنا أبو عبد الله
ص 424
محمد بن عبد الله بن محمد الفارسي، قالا: أنبأنا عبد الرحمن بن أبي بكر أحمد ابن
أبي شريح، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، أنبأنا العلا بن موسى أبو
الجهم الباهلي، أنبأنا سوار بن مصعب: عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: بعث
رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأبا بكر على الموسم، وبعث معه بسورة براءة
وأربع كلمات إلى الناس، فلحقه علي بن أبي طالب في الطريق فأخذ علي السورة والكلمات،
فكان يبلغ وأبو بكر على الموسم، فإذا قرأ السورة نادى ألا لا يدخل الجنة إلا نفس
مسلمة، ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان
بينه وبين رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعهد فأجله إلى مدته، حتى قال رجل
لولا أن يقطع الذي بيننا وبين ابن عمك / 151 / أ / من الحلف [كذا] فقال علي: لولا
أن رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأمرني أن لا أحدث شيئا حتى آتيه [ظ] لقتلتك.
فلما رجع أبو بكر مالي [ظ] هل نزل في شيء؟ قال لا إلا خير. قال: وماذا؟ قال: إن
عليا لحق بي وأخذ مني السورة والكلمات. فقال: أجل لم يكن يبلغها إلا أنا أو رجل
مني. وقال أيضا في ص 384: عن زيد بن يثيع، عن أبي بكر، أن النبي (ص) بعثه ببراءة
أهل مكة [وأنه] لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا
نفس مسلمة، [وأن] من كان بينه وبين رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلممدة فأجله
إلى مدته، و[أن [الله عز وجل برئ من المشركين ورسوله. قال: فسار بها ثلاثا ثم قال
لعلي: الحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت. قال: ففعل فلما قدم أبو بكر على النبي صلى
الله عليه وسلم بكى [و] قال: يا رسول الله حدث في شيء؟ قال: ما حدث فيك إلا خير،
ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا / 170 / ز / أو رجل مني.
ص 425
[وبالسند المتقدم] قال [عبد الله]: وحدثني محمد بن سليمان لوين، أنبأنا محمد بن
جابر: عن سماك عن حنش، عن علي، قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله
عليه وسلم دعا النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم
دعاني النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: أدرك أبا بكر فحيث لقيته فخذ الكتاب منه
فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم. قال: فلحقته بالجحفة وأخذت الكتاب منه، ورجع
أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا رسول الله [أ] نزل في شيء؟ قال:
لا ولكن جبرئيل جاءني فقال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك. وقال أيضا في ص 385:
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد بن
الحسن بن الخلال، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عمر بن محمد بن شهاب النفري [ظ] أنبأنا
أبو الحسن محمد بن نوح بن عبد الله الجنديسابوري للنصف من ذي القعدة سن تسع عشرة
وثلاثمأة، أنبأنا هارون - يعني ابن إسحاق الهمداني - أنبأنا عمرو بن حماد، عن أسباط
بن نصر: عن سماك، عن حنش عن علي عليه السلام حين بعثه ببراءة، قال: يا نبي الله إني
لست باللسن ولا بالخطيب. قال: ما بد من أن أذهب بها أنا أو يذهب بها أنت. قال: فإن
كان لا بد فأذهب بها أنا. قال: فانطلق فإن الله عز وجل يثبت لسانك ويهدي قلبك. قال:
ثم وضع يده على فيه وقال انطلق فاقرأها على الناس، وقال: إن الناس سيتقاضون إليك،
فإذا أتاك الخصمان فلا تقضين لواحد حتى تسمع كلام الآخر، فإنه أجدر أن تعلم لمن
الحق.
ص 426
وقال أيضا في ص 386: أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفرج محمد بن
أحمد بن علان، أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا محمد بن القاسم بن زكريا، أنبأنا عباد
بن يعقوب، أنبأنا أبو عبد الرحمن الأصماعي عن كثير النوا: عن جميع بن عمير، عن ابن
عمر، قال: كان في مسجد المدينة فقلت له: حدثني عن علي فأراني مسكنه بين مساكن رسول
الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمثم، قال: [أ] حدثك عن علي؟ قال قلت: نعم قال: فإن
رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمبعث أبا بكر بالكتاب، ثم بعث عليا على أثره
فأخذه [منه] فقال: ما لي يا علي أنزل في شيء؟ قال: لا. فرجع أبو بكر إلى رسول الله
صلّى اللّه عليه وآله وسلمفقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: لا ولكنه إنما يؤدي
عني أنا أو رجل من أهل بيتي، وإن عليا رجل أهل بيتي. وقال في ص 387: أخبرنا أبو
القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم / 151 / ب / بن عمر
الرملي، أنبأنا أبو عمر بن حيويه، أنبأنا أبو القاسم علي بن موسى الأنباري الكاتب،
أنبأنا أبو زيد عمر بن شعبة بن عبيدة، حدثني عمر بن الحسن الراسبي، حدثني ديلم بن
غزوان، عن وهب بن أبي ذبي الهنائي: عن أبي حرب بن [أبي] الأسود الديلي، عن ابن
عباس، قال بينا أنا مع عمر بن الخطاب في بعض طرق المدينة يده في يدي إذ قال لي: يا
ابن عباس ما أحسب صاحبك إلا مظلوما!!! فقلت: فرد إليه ظلامته يا أمير المؤمنين!!!
قال: فانتزع يده من يدي ونفر مني يهمهم ثم وقف حتى لحقته!!! فقال لي: يا ابن عباس
ما أحسب القوم إلا استصغروا صاحبك!!! قال قلت: والله ما استصغره رسول الله صلّى
اللّه عليه وآله وسلمحين أرسله وأمره أن يأخذ براءة من أبي بكر
ص 427
فيقرؤها على الناس!!! فسكت. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوي في (مرآة
المؤمنين) (ص 71) قال: [ما ترجمته] ومن جملتها [المناقب] أن رسول الله صلّى اللّه
عليه وآله وسلمجعل أبا بكر أميرا للحاج في السنة التاسعة، ولما سار أبو بكر نزل
الحكم بأنه يلزم إبلاغ الحكم بنفس رسول الله أو بمن يقوم مقام نفسه صلى الله عليه
وسلم، فبعث رسول الله عليا المرتضى عقيب أبي بكر. وقال أيضا في ص 71: أخرج النسائي
في الخصايص عن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم براءة مع أبي بكر، ثم دعاه
فقال: لا ينبغي أن يبلغ هذا عني إلا رجل من أهلي، فدعا عليا فأعطاه إياها، وفيه
أيضا أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا
أنا أو علي، وفيه أيضا عن زيد أن رسول الله بعث براءة إلى أهل مكة مع أبي بكر،، ثم
بعث بعلي فقال: خذ هذا الكتاب فامض إلى أهل مكة، قال فلحقته وأخذت الكتاب قال
فانصرف أبو بكر وهو كئب، قال أنزل في شيء قال لا إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل
من أهل بيتي. وقال أيضا في ص 72: وفيه عن سعد أنه قال: بعث رسول الله أبا بكر
ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فأخذها منه، ثم سارها فوجد أبو بكر في
نفسه، قال فقال رسول الله أنه لا يؤدي إلا أنا أو رجل مني. وفيه أيضا عن جابر أن
النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر عن الحج
ص 428
فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالمعرج (ثوب) بالصبح، ثم استوى ليكبر سمع الرغوة خلف
ظهره، فوقف عن التكبير فقال هذا رغوة ناقة رسول الله لقد بد الرسول في الحج فلعله
أن يكون رسول الله فيصلي وقد كان علي عليه السلام عليها فلما رآه قال أبو بكر أمير
أم رسول قال بل رسول أرسلني رسول الله ببراءة أقرها على الناس في موسم الحج. فقدمنا
مكة فلما كان قبل التروية بيوم فقام أبو بكر فخطب في الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى
إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ثم كان يوم النحر، فلما رجع أبو
بكر خطب الباس فحدثهم عن (...) وعن نحرهم وعن مناسكهم، فلما فرغ قام علي فقرأ على
الناس براءة حتى ختمها فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف
يقرؤون وكيف يرمون فعلمهم مناسكهم فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى
ختمها. ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن حسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي
المتوفى سنة 571 في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 6 ص 64 والنسخة مصورة من مخطوطة جامع
السلطان أحمد الثالث في اسلامبول) قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد
بن علي بن الحسن وأحمد بن محمد بن إبراهيم وأخبرنا عبد الله بن القصاري أنا أبي أبو
طاهر، قالا أنا إسماعيل بن عبد الله الصرصري أنا أبو العباس بن عقدة نا أحمد بن
يحيى الصوفي نا عبد الرحمان بن شريك حدثني أبي عن عروة يعني ابن عبد الله بن بشير
عن أبي جعفر قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ببراءة لما نزلت
فقرأها على أهل مكة وبعث أبا بكر على الموسم.
ص 429
ومنهم العلامة الشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن النفري القيرواني
المالكي في كتابه (الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ) (ص 296 ط بيروت)
قال: ورجع رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفي شوال، وبعث أبا بكر إلى الحج،
ونزلت بعده برائة، فبعث بها علي بن أبي طالب وأمره أن ينادي ببرائة في الناس. منهم
العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 130 ط
اسلامبول) قال: إن رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمبعث أبا بكر ببرائة إلى
مشركي قريش، فسار بها ليلا ونهارا، ثم قال لعلي: اتبع أبا بكر فخذها وبلغها، ورد
علي أبا بكر، فرجع أبو بكر، وقال: يا رسول الله أنزل في شيء: قال: لا، إلا خيرا إلا
أنه ليس يبلغ إلا أنا أو رجل مني، أو قال: من أهل بيتي. ومنهم العلامة الحافظ أبو
الربيع سليمان بن موسى الكلاعي المالكي الأندلسي المتوفى سنة 634 في (الاكتفاء في
مغازي رسول الله) (ص 410 طبع مطبعة الخانجي بالقاهرة) قال: فقيل لرسول الله صلى
الله عليه وسلم: لو بعثت إلى أبي بكر فقال: لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي، ثم
دعا علي بن أبي طالب فقال: أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر
إذا اجتمعوا بمنى: لأنه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت
عريان ومن كان له عند رسول الله
ص 430
صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته). وقال أيضا في ص 410: فخرج علي على ناقة رسول
الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمالعضباء، حتى أدرك أبا بكر الصديق بالطريق فلما رآه
أبو بكر قال: أمير أم مأمور قال بل مأمور ومضى، فأقام أبو بكر للناس الحج والعرب في
تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها في الجاهلية، حتى إذا كان يوم
النحر قام علي بن أبي طالب فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلّى اللّه عليه
وآله وسلموأجل الناس أربعة أشهر من يوم أذن فيهم ليرجع كل إلى قومه إلى مأمنه
وبلادهم، ثم لا عهد لمشرك ولا ذمة إلا أحد كان له عند رسول الله صلّى اللّه عليه
وآله وسلمعهد إلى مدة فهو له إلى مدته: فلم يحج بعد ذلك العام مشرك ولم يطف بالبيت
عريان وكانت براءة تسمى في زمان رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلم(المبعثرة) لما
كشفت من سرائر الناس.) ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في (منال الطالب) (ص
74 مخطوط) قال: عن ابن عباس، قال بعث رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأبا بكر
رضي الله عنه وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا عليه السلام فبينا أبو
بكر رضي الله عنه ببعض الطريق إذ سمع رغا ناقة رسول الله القصوى. فقام أبو بكر فزعا
يظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا علي عليه السلام فدفع إليه كتابا من
رسول الله وأمر عليا أن ينادي بهذه الكلمات فإنه لا يبلغ عني إلا رجل من أهلي
ص 431
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 17 ط القديم). وقال أيضا
في ص 73: ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في (منال الطالب في مناقب الإمام
علي بن أبي طالب) (ص 73 مخطوط). روى الترمذي بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبي بكر رضي الله عنه، ثم قال: لا
ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياه: ورواه في (مطالب
السئول) (ص 17 ط القديم) تأليف محمد بن طلحة الشافعي. ومنهم العلامة المولى محمد
عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في (تفريح الأحباب في مناقب
الآل والأصحاب) (ص 319 ط دهلي) قال: عن أبي سعيد الخدري أن عليا لما قرأ صدر براءة
الآيات التي أخذها من أبي بكر في الطريق ألا لا تدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ولا يقرب
المسجد بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله
صلّى اللّه عليه وآله وسلمعهد فأجله مدته. فقال بعض الكفار نحن نبرأ من عهدك وعهد
ابن عمك فقال علي لولا أن رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأمرني أن لا أحدث
أمرا حتى آتيه لقتلتك.
ص 432
قال الزهري إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن يقرأ براءة دون غيره لأن
عادة العرب أن لا يتولى العهود إلا سيد القبيلة وزعيمها أو رجل من أهل بيته يقوم
مقامة كاخ أو عم أو ابن أخ فأجري على عادتهم. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال
يوسف الحوت في (تهذيب خصائص النسائي) (ص 48 ط بيروت) قال: (أخبرنا) محمد بن بشار،
قال: حدثنا عفان وعبد الصمد قالا حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس قال بعث
النبي صلى الله عليه وسلم براءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال: لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا
رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياها. (أخبرنا) العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا
أبو نوح قداد عن يونس بن أبي إسحق عن زيد بن يثيغ عن علي رضي الله عنه أن رسول الله
صلّى اللّه عليه وآله وسلمبعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم أتبعه بعلي فقال
له: خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة، قال: فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو
كئيب فقال: لرسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأنزل في شيء؟ قال لا إلا أني أمرت
أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي. وقال أيضا في ص 49: (أخبرنا) زكريا بن يحيى قال:
حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا أسباط عن قطر عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن
رقيم عن سعد قال بعث رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأبا بكر ببراءة حتى إذا
كان ببعض الطريق أرسل عليا رضي الله عنه فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في
نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ص 433
لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني. (أخبرنا) إسحق بن إبراهيم بن راهويه قال: قرأت على
موسى بن طارق عن أبي صالح، قال حدثني عبد الله بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أن
النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا
معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن
التكبير فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمالجدعاء لقد بدا
لرسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفي الحج فلعله أن يكون رسول الله صلّى اللّه
عليه وآله وسلمفنصلي معه، فإذا علي رضي الله عنه عليها فقال له أبو بكر أمير أم
رسول قال: لا بل رسول أرسلني رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمببراءة أقرؤها على
الناس في مواقف الحج. فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس
فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ثم خرجنا
معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ
قام علي رضي الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان النفر الأول قام أبو
بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون أو كيف يرمون فعلمهم مناسكهم فلما فرغ قام علي
رضي الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها. ومنهم العلامة أبو المظفر يوسف بن
قزا وغلى المعروف بسبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى سنة 654 في (اللوامع في الجمع بين
الصحاح والجوامع) (ص 102 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة فيض الله أفندي في
اسلامبول) قال: وعن أنس بن مالك قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبي
بكر ثم دعاه فقال: لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي، فدعا عليا رضي الله
ص 434
عنه فأعطاه إياه، خرجه الترمذي. ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن محمد بن الخضر
الملاوية الأربلي المتوفى سنة 570 في (وسيلة المتعبدين) (ج 4 ص ط حيدر آباد الدكن
مطبعة دائرة المعارف العثمانية) قال: فلما دخلت سنة تسع، وأرسل رسول الله صلّى
اللّه عليه وآله وسلمأبا بكر ليحج بالناس من المدينة فسار أبو بكر حتى انتهى العرج،
فقام يصلي بالناس صلاة الصبح إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلّى اللّه عليه وآله
وسلم[العضباء] فوقف ولم يكبر وقال لعل رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعزم على
الحج فإذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه راكبها، فقال: يا أبا
الحسن! أنت أمير أو رسول؟ قال علي رضي الله عنه: بل رسول. فإن الله قد أنزل على
نبيه سورة براءة وأمره أن يقرأها على أهل مكة وأن لا يرد بها عنك إلا رجل من قومك،
فخرجا إلى مكة وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أميرا وعلي بن أبي طالب كرم الله
وجه مبلغا رسولا، وكان إذا خطب أبو بكر قام علي فأدي الرسالة وقرأ براءة على الناس
وأعلمهم أن لهم تأجيل: ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد
الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في (تحفة الاشراف) (ج 7 ص 349 ط بيروت) قال: حديث بعث
النبي صلى الله عليه وسلم عليا ببراءة في حجة أبي بكر تقدم في ترجمة عبد الله بن
عثمان بن خيثم عن أبي الزبير عن جابر في (مسند) جابر.
ص 435
ومنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في (الفائق من اللفظ الرائق)
(ص 95 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ولا يؤدي عني إلا أنا وعلي. ومنهم العلامة صاحب كتاب (الرسالة في نصيحة العامة) (ص
70 والنسخة مصورة من مكتبة امبروزيانا في ايطاليا) قال: حج أبو بكر بالناس ودفع
رسول الله (ص) البرائة إليه فنزل جبرئيل فقال: إن الله تعالى يقرءك السلام وقال: لا
يبلغها إلا أنت أو رجل منك، فأخذها من أبي بكر ودفعها إلى علي فقرأها عليه السلام
على أهل مكة. ومنهم العلامة شرف الدين أبو محمد عبد الرحمن بن خلف المالكي المتوفى
سنة 705 في (المختصر في سيرة النبي) (ص 111 نسخة مكتبة جستربيتي في ايرلندة) قال:
فلما كان بالعرج [أي بلغ أبو بكر بالعرج) لحقه علي بن أبي طالب رضي الله عنه على
ناقة رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمالقصوى فقال أبو بكر: استعملك رسول الله
صلّى اللّه عليه وآله وسلمعلى الحج؟ قال: لا، ولكن بعثني اقرأ البراءة على الناس
وانبذ إلى كل ذي عهد عهده فمضى أبو بكر فحج بالناس وقرأ علي بن أبي طالب براءة على
الناس يوم النحر عند الجمرة ونبذ إلى كل ذي عهد عهده وقال: لا يحج بعد العام مشرك
ولا يطوف بالبيت عريان ثم رجعا قافلين إلى المدينة.
ص 436
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله 
(لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله من
الأرض إلى السماء سبع سنين إلا مني ومن علي) 
قد تقدم ما يدل عليه من الأخبار عن كتب
أعلام العامة في ج 7 ص 364، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى.
ومنهم العلامة محمد بن المكرم الخزرجي الأنصاري اللغوي المحدث في (مختصر تاريخ
دمشق) (ج 17 ص 118 نسخة مكتبة طوب قبوسراي إسلامبول) قال: وعن أنس قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (صلى علي الملائكة وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين ولم
تصعد أو ترفع شهادة أن لا إله إلا الله من الأرض إلى السماء إلا مني ومن علي بن أبي
طالب).
ص 437
مستدرك إن الله تعالى آخى بين النبي صلى الله عليه وآله وبين علي أمير المؤمنين
صلوات الله عليه) 
وقد تقدم ما يدل عليه من الأخبار في مواضع كثيرة من هذا الكتاب
الشريف عن كتب أعلام العامة ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى.
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي
المتوفى حوالي سنة 1350 في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 43 ط بيروت سنة 1408) قال: وفي
أسد الغابة لابن الأثير الجزري، وإحياء العلوم للغزالي، وتاريخ الخميس للديار بكري:
بات علي كرم الله وجهه على فراش رسول الله (ص) فأوحى الله تعالى إلى جبريل وميكائيل
عليهما السلام أني أخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر
صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة وأحباها، فأوحى الله عز وجل إليهما أفلا كنتما
مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبي محمد فبات على فراشه يفديه ويؤثره بالحياة،
اهبطا إلى الأرض فاحفظاه
ص 438
من عدوه، فكان جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، وجبرائيل عليه السلام يقول: بخ
بخ من مثلك يا بن أبي طالب والله عز وجل يباهي بك الملائكة، فأنزل الله عز وجل على
رسول الله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة
الله والله رؤوف بالعباد) قال الديار بكري في تاريخه: وأقسام المشركون ساعة فجعلوا
يتحدثون فأتاهم آت وقال: ما تنظرون؟ قالوا ننتظر أن نصبح فنقتل محمدا. وفي تاريخ
أبي الفداء، فأتاهم آت وقال: إن محمدا خرج ووضع على رؤوسكم التراب فجعلوا ينظرون
فيرون عليا عليه برد النبي فيقولون: محمد نائم، فلم يبرحوا حتى أصبحوا فقام علي
فعرفوه وأقام علي بمكة حتى أدى ودائع النبي. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي
الحنفي في (آل محمد) (ص 170 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: أوحى الله إلى جبرئيل
وميكائيل إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عرم صاحبه، فأيكما يؤثر أخاه
عمره فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما إني آخيت بين علي وليي وبين محمد نبيي
فآثر علي حياته لنبيي، فرقد على فراش النبي يقيه بمهجته اهبطا إلى الأرض واحفظاه من
عدوه فهبطا فجلس جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجعل جبرئيل يقول: بخ بخ من
مثلك يا بن أبي طالب والله عز وجل يباهي بك الملائكة فأنزل الله: (ومن الناس من
يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) وشرى على نفسه لبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله ثم
نام مكانه. أخرج الثعلبي في تفسيره والحمويني وأبو نعيم والحافظ وابن عقبة وأبو
ص 439
السعادات في (فضائل العترة الطاهرة) والغزالي في الإحياء. ومنهم العلامة نور الدين
علي بن محمد بن أحمد المعروف بابن الصباغ المالكي في كتابه (الفصول المهمة) (ص 31 ط
مكتبة الحيدرية في النجف الأشرف) قال: وأورد الإمام حجة الإسلام أبو حامد محمد بن
محمد الغزالي ره في كتابه (إحياء علوم الدين) إن ليلة بات علي بن أبي طالب على فراش
رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل إني آخيت
بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحيوة؟ فاختار
كلاهما الحياة وأحباها. فأوحى الله تعالى إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب
حين آخيت بينه وبين محمد، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى
الأرض فاحفظاه من عدوه وكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ويقول بخ بخ من
مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة فأنزل الله: ومن الناس من يشري نفسه
ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد. ومنهم العلامة علي بن برهان الدين الحلبي
الشافعي في (السيرة الحلبية) (ج 1 ص 420 ط القاهرة) قال: روي أن الله تعالى أوحى
إلى جبرئيل وميكائيل إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما
يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل علي بن
أبي طالب أخيت بينه وبين محمد صلى الله
ص 440
عليه وسلم فبات على فراشه ليفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من
عدوه فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه فقال جبرئيل بخ بخ من مثلك يا
ابن أبي طالب باهى الله بك الملائكة، وأنزل الله عز وجل (ومن الناس من يشري نفسه
ابتغاء مرضات الله). ومنهم العلامة أبو الجود البتروني الحنفي في (الكوكب المضي في
فضل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي) (ص 45 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي في ايرلندة)
قال: إن رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلملما أمر بالجلاء من مكة إلى مدينة أمر
عليا أن ينام مكانه ليتوهم المشركون أنه هو، فنام علي مكان الرسول، فأوحى الله إلى
جبريل وميكائيل: إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه
بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله إليهما: أفلا كنتما مثل علي؟ آخيت بينه
وبين حبيبي محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، فاهبطا إلى الأرض
واحفظاه من عدوه، ففعلا فكان جبريل عند رأس علي وميكائيل عند رجليه وجبريل ينادي:
بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب؟ يباهي الله عز وجل الملائكة بك، وأنزل الله تعالى
إلى رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة
الله). ومنهم العلامة الشيخ حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري في (تاريخ الخميس)
(ج 325 1 ط بيروت) قال: قال الغزالي في الإحياء: إن ليلة بات علي بن أبي طالب على
فراش رسول الله
ص 441
صلى الله عليه وسلم أوحى الله إلى جبريل وميكائيل إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما
أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بحياة، فاختار كلاهما الحياة وأحباها، فأوحى
الله إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب؟ آخيت بينه وبين محمد، فبات علي على
فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فكان جبريل عند
رأسه وميكائيل عند رجليه ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب تباهى بك الملائكة
فأنزل الله تعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤف بالعباد.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الشافعي في (غاية المرام
في رجال البخاري إلى سيد الأنام) (ص 71 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي في
ايرلندة) قال: قال ابن الأثير: لما اتشح علي بردته صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة
أوحى الله تعالى إلى جبرائيل وميكائيل: إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من
عمر الآخر فأيكما يوقى صاحبه بالحياة، فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله إليهما:
أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمد نام على فراشه يفديه
بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، ففعلا فكان جبرئيل عند رأس
علي وميكائيل عند رجليه وجبريل ينادي: بخ بخ لك من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله
عز وجل الملائكة بك، فأنزل الله عز وجل على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في علي
عليه السلام: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله...) الآية.
ص 442
ومنهم العلامة الشيخ السيد سليمان بن إبراهيم بن الشيخ محمد الحسيني البلخي
القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 92 ط اسلامبول سنة 1301) قال: الثعلبي في تفسيره،
وابن عقبة في ملحمته، وأبو السعادات في فضائل العترة الطاهرة، والغزالي في الإحياء
بأسانيدهم عن ابن عباس وعن أبي رافع وعن هند ابن أبي هالة ربيب النبي صلى الله عليه
وآله وسلم أمة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها أنه قالوا قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أوحى الله إلى جبريل وميكائيل إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من
عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه عمره؟ فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما إني آخيت
بين علي وليي وبين محمد نبي فآثر على حياته لنبي فرقد على فراش النبي يقيه بمهجته
اهبطا إلى الأرض واحفظاه من عدوه، فهبطا فجعل جبريل عند رأسه وميكائيل عند رجليه
وجعل جبرائيل يقول بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب والله عز وجل يباهي بك الملائكة
فأنزل الله ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله. ومنهم العلامة الحافظ أبو
عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (239
بتحقيق محمد هادي الأميني) قال: ومن ذلك ما ذكره الثعلبي في تفسير قوله عز وجل:
(ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) إن النبي (ص) لما أراد الهجرة إلى
المدينة خلف علي ابن أبي طالب عليه السلام بمكة، لقضاء ديونه وأداء الودائع التي
كانت عنده، وأمر ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه
صلى الله عليه وسلم وقال له: اتشح ببردي الحضرمي الأخضر، ونم على فراشي فإنه لا يصل
منهم إليك مكروه إن شاء الله تعالى.
ص 443
ففعل ذلك علي عليه السلام فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل إني آخيت بينكما،
وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة،
فأوحى الله تعالى إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب؟ آخيت بينه وبين محمد فبات
على فراشه يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فنزلا،
فكان جبرئيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك يا علي بن
أبي طالب، يباهي الله تبارك وتعالى بك الملائكة فأنزل الله على رسوله (ص) وهو متوجه
إلى المدينة في شأن علي عليه السلام (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله).
قال ابن عباس: نزلت في عليه السلام حين هرب النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين
إلى الغار مع أبي بكر ونام على فراش النبي (ص)، هذا لفظ الثعلبي في تفسيره. ومنهم
العلامة المولوي ولي الله اللكهنوي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد
المرسلين) (ص 45) قال: في الإحياء للإمام حجة الإسلام أبي حامد محمد الغزالي: بات
علي بن أبي طالب على فراش رسول الله (ص)، فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل
عليهما السلام: إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر أيكما يؤثر
صاحبه بالحياة، فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله عز وجل: أفلا كنتما مثل علي بن
أبي طالب عليه السلام، آخيت بينه وبين محمد هو مسجاة على فراشه ففدى بنفسه وآثره
بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند
رجليه وجبرئيل ينادي: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي تعالى بك الملائكة، فأنزل
الله عز وجل (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤف بالعباد).
ص 444
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (السعيد حق السعيد من أحب عليا في
حياته وبعد موته) 
تقدم ما يدل عليه في ج 7 ص 253 إلى ص 255 وج 17 ص 229 إلى ص 231
وج 21 ص 295 إلى ص 297 ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه. رواه جماعة: منهم العلامتان
الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من (جامع الأحاديث) (ج 4 ص
749 ط دمشق) قالا: عن جميع بن عمير قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
الله عز وجل باهى بكم وغفر لكم عامة، وغفر لعلي خاصة، وإني رسول الله إليكم غير
محاب لقرابتي، هذا جبريل يخبرني أن السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد
موته، وأن الشقي كل الشقي من أبغض عليا في حياته وبعد موته.
ص 445
ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى 360 في (المعجم الكبير)
(ج 22 ص 415 ط مطبعة الأمة في بغداد) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا
جندل بن والق، ثنا محمد بن عمر المازني عن عباد الكلبي عن جعفر بن محمد بن محمد عن
أبيه عن علي بن حسين عن فاطمة الصغرى عن حسين بن علي عن أمه فاطمة بنت رسول الله
صلّى اللّه عليه وآله وسلمقالت: خرج علينا رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعشية
عرفة فقال: إن الله باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة، وإني رسول الله إليكم غير
محاب لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني أن السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته: وإن
الشقي كل الشقي من أبغض عليا في حياته وبعد موته).
ص 446
مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله (إن الله وجبرئيل يحبان عليا عليه السلام)

قد
تقدم ما يدل عليه في ج 6 ص 79 إلى ص 81 وج 16 ص 447 وص 448 وج 21 ص 305 إلى 307
ونستدرك هيهنا عن كتب أعلام العامة التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة أبو
حفص عمر بن محمد بن الخضر الموصلي في (الوسيلة) (ص 165 ط حيدر آباد الدكن) قال: وعن
الضحاك الأنصاري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلملعلي:
يا علي! إن جبريل قال: إنه يحبك: فقال علي: يا رسول الله وقد بلغت أن يحبني جبريل
عليه السلام؟ قال نعم ومن هو خير من جبريل، إن الله يحبك.
ص 447
مستدرك (من لا يحب عليا عليه السلام فإن أصله يهودي) 
تقدم ما يدل عليه في ج 7 ص 212
وص 215 وج 17 ص 198 ونستدرك هيهنا عن كتب أعلام العامة التي لم ننقل عنها فيما مضى:
فمنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري الدمشقي الشافعي المتوفى سنة
833 في (أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب) (ص 59 ط بيروت) قال: وأخبرنا الحافظ
أبو بكر بن المحب شيخنا مشافهة غير مرة، أخبرتنا أم محمد ابنة الكمال أحمد بمنزلها
بسفح [جبل] فاسيون، أخبرنا أبو المظفر بن المنى في كتابه أخبرنا محمد بن أبي بكر
الحافظ، أخبرنا أبو سعد محمد بن الهيثم ابن محمد، أخبرنا أبو علي الطهراني حدثنا
أحمد بن موسى حدثنا محمد بن أحمد ابن علي حدثنا إسحاق بن محمد بن الحسن الأبنوسي
[قال:] سمعت مسروق ابن المرزبان يقول: سمعت شريك بن عبد الله يقول: إذا رأيت الرجل
لا يحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاعلم أن أصله يهودي.
ص 448
مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله (علي يحب الله ورسوله وهما يحبانه) 
تقدم ما
يدل عليه من الأحاديث عن كتب أعلام العامة في ج 6 ص 554 وص 555 وج 8 ص 611 وص 612
وج 17 ص 131 وص 323 وص 324 وص 599 ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
مضى. رواه جماعة: فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم
الثاني من (جامع الأحاديث) (ج 4 ص 398 ط دمشق) قالا: عن البراء بن عازب قال: (بعث
رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمجيشين: على أحدهما علي بن أبي طالب رضي الله
وعليه، وعلى الآخر خالد بن الوليد رضي الله عنه، فقال: إن كان قتال فعلي على الناس،
فافتتح علي حصنا فاتخذ جارية لنفسه، فكتب خالد يسوء به، فلما قرأ رسول الله صلّى
اللّه عليه وآله وسلمالكتاب قال: ما تقول في رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله
ورسوله). (ش) وقالا أيضا في ج 6 ص 373:
ص 449
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (بعث رسول الله صلّى اللّه عليه وآله
وسلمجيشين: على أحدهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعلى الآخر خالد بن الوليد
رضي الله عنه، فقال: إن كان قتال فعلي على الناس، فافتتح علي حصنا فاتخذ جارية
لنفسه، فكتب خالد يسوء به، فلما قرأ رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمالكتاب
قال: ما تقول في رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله). (ش). وقالا أيضا في ج 8
ص 731: عن ابن عباس قال: أصابت نبي الله صلى الله عليه وسلم خصاصة فبلغ ذلك عليا
فخرج يلتمس عملا يصب فيه شيئا ليغيث به النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى بستانا لرجل
من اليهود فاستسقى له سبعة عشر دلوا، على كل دلو تمرة، فخيره اليهودي على تمرة،
فأخذ سبعة عشر عجوة، فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال، من أين لك هذا يا
أبا الحسن؟ قال: بلغني ما بك من خصاصة يا نبي الله! فخرجت التمس لك عملا لأصيب لك
طعاما، قال: حملك على هذا حب الله ورسوله؟ قال: نعم يا نبي الله، قال النبي صلى
الله عليه وسلم ما من عبد يحب الله ورسوله إلا الفقر أسرع إليه من جرية السيل على
وجهه، ومن أحب الله ورسوله فليعد للبلاء تجفافا دائما يعني. (كر وفيه حنش). ومنهم
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي بن عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742
في كتابه (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) (ج 5 ص 191 ط بيروت) قال: حديث (لأبعثن
رجلا يحب الله ورسوله، لا يخزيه الله أبدا)... س في السير (الكبرى 19) عن ابن مثنى،
عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة
ص 450
الوضاح، عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم، عنه به. وقال أيضا في ج 8 ص 179: قوله صلى
الله عليه وآله وسلم: لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله... ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ
محمد أيمن بن عبد الله بن حسن الشبراوي القويسني في (فهرس أحاديث كشف الأستار) (ص
93 ط بيروت سنة 1408) قال: (لأبعثن إليهم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله،
علي.