ص 555
فمنهم العلامة أبو حفص عمر بن محمد بن الخضر الموصلي في (الوسيلة) (ص 164 ط حيدر
آباد الدكن) قال: وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته. ومنهم العلامة الشيخ حسام
الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 617 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها، كذب من
زعم أنه يصل إلى المدينة إلا من قبل الباب. (أخبرنا) هذا الحديث أبو الحسن المعروف
بابن المغازلي يرفعه بسنده إلى محمد بن عبد الله قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عن
أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال: رسول الله صلّى اللّه عليه
وآله وسلم- الحديث. وقال أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي أنا مدينة
العلم وأنت بابها، كذب من زعم أنه يدخل المدينة بغير الباب، قال الله عز وجل:
(وأتوا البيوت من أبوابها)، وقال علي رضي الله عنه: علمني رسول الله صلّى اللّه
عليه وآله وسلمألف باب من العلم فانفتح من كل واحد منها ألف باب. قال في الهامش:
رواه ابن المغازلي يرفعه بسنده إلى محمد بن عبد الله قال: حدثنا علي بن موسى الرضا
عن أبيه عن آبائه عن إمام المتقين علي قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وآله
وسلم- الحديث.
ص 556
ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من (جامع
الأحاديث) (ج 4 ص 408 ط دمشق) قالا: حدثنا محمد بن إسماعيل الضراري، حدثنا عبد
السلام بن صالح الهروي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن
أراد المدينة فليأتها من بابها. حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي - وليس بالفراء -
حدثنا أبو معاوية - بإسناد مثله هذا الشيخ لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث -
إنتهى كلام ابن جرير. وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات حديث علي وابن عباس، وأخرج
(ك) حديث ابن عباس وقال: صحيح الاسناد، وروى (خط) في تاريخه عن يحيى بن معين أنه سئل
عن حديث ابن عباس فقال: هو صحيح، وقال (عد) في حديث ابن عباس: إنه موضوع، وقال
الحافظ صلاح الدين العلائي: قد قال ببطلانه أيضا الذهبي في الميزان وغيره، ولم
يأتوا في ذلك بعلة قادحة سوى دعوى الوضع دفعا بالصدر، وقال الحافظ ابن حجر في
لسانه: هذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم، أقل أحوالها أن يكون الحديث
أصلا، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع. وقال في فتوى هذا الحديث: أخرجه (ك) في
المستدرك وقال إنه صحيح، وخالفه ابن الجوزي فذكره في الموضوعات وقال: إنه كذب،
والصواب خلاف قولهما معا، وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى
الكذب، وببيان ذلك يستدعي طولا، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك انتهى. وقد كنت أجيب
بهذا الجواب دهرا إلى أن وقفت على
ص 557
تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح (ك) لحديث ابن عباس، فاستخرت
الله وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحة. والله أعلم.
ص 558
مستدرك مبيت أمير المؤمنين عليه السلام على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم

تقدم ما يدل عليه في ج 3 ص 24 إلى ص 33 وج 6 ص 479 إلى ص 481 وج 8 ص 334 إلى ص 348
وج 14 ص 116 وص 130 وج 21 ص 286 إلى ص 239، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما مضى:
فمنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في (الإمام المهاجر) (ص 151 ط دار الشروق
بجدة) قال: ولما اجتمعت قريش في دار الندوة، ومعهم إبليس في صورة شيخ نجدي أجمع
رأيهم على قتله صلى الله عليه وسلم، فأمر عليا فنام مكانه وغطى ببرد أخضر، فكان أول
من شرى نفسه. وفي هذا نزل قوله تعالى (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك
أو يخرجوك) الآية. وفي ذلك يقول: وقيت بنفسي خير من وطئ الثرى * ومن طاف بالبيت
العتيق وبالحجر
ص 559
رسول الله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر ولما هاجر النبي صلى
الله عليه وسلم إلى المدينة أمره أن يتخلف بعده ليؤدي عنه الودائع والأمانات للناس
عنده، ففعل ما أمره به، ثم لحق به بعد ثلاثة أيام، وهو بقباء. ومنهم العلامة أبو
بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في كتاب (دلائل النبوة) (ج 2 ص 466 طبع
دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، قال أخبرنا
أبو بكر محمد بن عبد الله ابن عتاب العبدي، قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن
المغيرة، قال أخبرنا إسماعيل ابن أبي أويس، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة،
عن عمه موسى بن عقبة. (ح)، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال أخبرني إسماعيل بن
محمد بن الفضل الشعراني، قال حدثنا جدي، قال حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال حدثنا
محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري، وهذا لفظ حديث إسماعيل، قال:
ومكث رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمبعد الحج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر، ثم
إن مشركي قريش اجتمعوا أن يقتلوه أو يخرجوه حين ظنوا أنه خارج، وعلموا أن الله عز
وجل قد جعل له مأوى ومنعة ولأصحابه، وبلغهم إسلام من أسلم، ورأوا من يخرج إليهم من
المهاجرين، فأجمعوا أن يقتلوا رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأو يثبتوه، فقال
الله عز وجل (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر
الله والله خير الماكرين). وبلغه صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم الذي أتى فيه أبا
بكر أنهم مبيتوه إذا أمسى على فراشه، فخرج رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلموأبو
بكر في جوف الليل قبل الغار غار ثور، وهو الغار الذي ذكر الله عز وجل في الكتاب،
وعمد علي بن أبي طالب فرقد على
ص 560
فراش رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلميواري عنه، وباتت قريش يختلفون ويأتمرون:
أيهم يجثم على صاحب الفراش فيوثقه، فكان ذلك أمرهم حتى أصبحوا، فإذا هم بعلي بن أبي
طالب رضي الله عنه، فسألوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرهم أنه لا علم له به،
فعلموا عند ذلك أنه قد خرج فارا منهم، فركبوا في كل وجه يطلبونه. وأيضا في ص 668
ذكر اجتماع قريش على قتله صلى الله عليه وآله وكيف يقتلونه، إلى أن قال: قال أبو
جهل بن هشام: والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه! قالوا: وما هو؟ قال: أرى
أن تأخذوا من كل قبيلة من قريش غلاما نهدا جلدا نسيبا وسيطا، ثم تعطوهم شفارا صارمة
ثم يجتمعوا فيضربوه ضربة رجل واحد، فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل، فلم تدر عبد
مناف بعد ذلك ما تصنع، ولم يقووا على حرب قومهم، فإنما أقصرهم عند ذلك أن يأخذوا
العقل فتدونه لهم، قال النجدي: لله در الفتى هذا الرأي وإلا فلا شيء. فتفرقوا على
ذلك واجتمعوا له وأي رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمالخبر، وأمر أن لا ينام
على فراشه تلك الليلة، فلم يبت رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمحيث كان يبيت،
وبيت عليا في مضجعه. وقال أيضا في ص 469: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب، قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال حدثنا يونس، عن ابن
إسحاق، قال: وأقام رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمينتظر أمر الله حتى إذا
اجتمعت قريش فمكرت به وأرادوا به ما أرادوا، أتاه جبريل عليه السلام فأمره أن لا
يبيت في مكانه الذي كان يبيت فيه، دعا رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمعلي بن
أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه وتسجى ببرد له أخضر ففعل، ثم خرج رسول الله صلّى
اللّه عليه وآله وسلمعلى
ص 561
القوم وهم على بابه، وخرج معه بحفنة من تراب فجعل يذرها على رؤوسهم، وأخذ الله عز
وجل بأبصارهم عن نبيه، وهو يقرأ (يس والقرآن الحكيم - إلى قوله - فأغشيناهم فهم لا
يبصرون) وروي عن عكرمة ما يؤكد هذا. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ صفي الرحمن
المباركفوري الهندي في كتابه (الرحيق المختوم) (ص 147 طبع دار الكتب العلمية في
بيروت) قال: ومع غاية استعداد قريش لتنفيذ خطتهم فقد فشلوا فشلا فاحشا، ففي هذه
الساعة الحرجة قال رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلملعلي بن أبي طالب: نم على
فراشي، وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم،
وكان رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمينام في برده ذلك إذا نام. ومنهم الشيخ
أبو إسحق إبراهيم بن السري بن سهل المعروف بالزجاج المتولد سنة 241 في بغداد
والمتوفى سنة 311 في كتابه (معاني القرآن وإعرابه) (ج 2 ص 448 ط عالم الكتب في
بيروت) قال: وكان المشركون قد أجمعوا على قتله صلى الله عليه وسلم، فمضى هو وأبو
بكر الصديق هاربا منهم في الليل وترك عليا على فراشه ليروا شخصه على الفراش فلا
يعلمون وقت مضيه.
ص 562
ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في
(جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 1 ص 30 ط دمشق) قالا: عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال: نام علي على فراش رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلموتسجى بثوبه، وكان
المشركون يرمون رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمإذ جاء أبو بكر فقال: أي رسول
الله! فأخرج علي رأسه فقال: لست برسول الله، أدرك رسول الله ببئر ميمون، فأتى رسول
الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفدخل معه، فكان المشركون يرمون عليا فيتضور، فلما
أصبح فقالوا: إنا كنا نرمي محمدا فلا يتضور وقد استنكرنا ذلك منك (أبو نعيم في
المعرفة، وفيه أبو بلج، قال (خ) فيه نظر). وقالا أيضا في ج 4 ص 706: عن ابن عباس
قال: نام علي رضي الله عنه على فراش رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلموتسجى
بثوبه، وكان المشركون يرمون رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمإذ جاء أبو بكر رضي
الله عنه فقال: أي رسول الله! فأخرج علي رأسه فقال: لست برسول الله، أدرك رسول الله
صلّى اللّه عليه وآله وسلمببئر ميمون، فأتى رسول الله صلّى اللّه عليه وآله
وسلمفدخل معه، فكان المشركون يرمون علا فيتضور، فلما أصبح فقالوا: إنا كنا نرمي
محمدا فلا يتضور وقد استنكرنا ذلك منك. وقالا أيضا في ج 8 ص 741: عن ابن عباس رضي
الله عنه قال: نام علي على فراش رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلموتسجى بثوبه،
وكان المشركون يرمون رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمإذ جاء أبو بكر رضي الله
عنه فقال: أي رسول الله! فأخرج علي رأسه فقال: لست
ص 563
برسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأدرك رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمببئر
ميمون، فأتى رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفدخل معه، فكان المشركون يرمون
عليا فيتضور، فلما أصبح فقالوا: إنا كنا نرمي محمدا صلى الله عليه وسلم فلا يتضور
وقد استنكرنا ذلك منك (أبو نعيم في المعرفة وفيه أبو بلج قال خ: فيه نظر). ومنهم
علامة اللغة شيخ الإسلام أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي المتوفى
سنة 817 في (الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر) (ص 192 ط بيروت سنة 1405) قال:
فلما رأى رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلممكانهم قال لعلي رضي الله عنه: نم على
فراشي وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم،
وكان رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمينام في برده ذلك إذا نام. قال: وخرج
عليهم رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمولا يرونه فجعل يثير التراب على رؤوسهم
وهو يتلو (يس والقرآن الحكيم) إلى قوله (فأغشيناهم فهم لا يبصرون). قال السيلهي:
وأما سبب منعهم من التهجم على علي في الدار مع قصر الجدار وأنهم إنما جاؤوا لقتله،
فذكر بعض أهل السير: أنهم لما هموا بالولوج عليه صاحت امرأة من الدار، فقال بعضهم
لبعض إنها لكنة في العرب أن يتحدث عنا أنا تسورنا الحيطان على بنات العم وهتكنا ستر
حرمنا، وفي قراءة الآيات من (يس) سر يوضحه ما روى الحارث بن أبي أمامة في مسنده: أن
النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في فضل (يس) أنها إن قرأها خائف أمن، أو جائع شبع،
أوعار كسي، أو عاطش سقي، أو سقيم شفي. الحديث. وقال أيضا في ص 194:
ص 564
ورقد علي رضي الله عنه على فراشه، فسأل أبو بكر عليا رضي الله عنهما فأخبره بمذهبه،
فخرج يطلبه حتى أصبحا في الغار، وبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عامر بن فهيرة -
يعني بزاد - وكان أمينا مؤتمنا، فأتاهم به ومكثا في الغار يومين وليلتين، وأتاهم
علي رضي الله عنه بالرواحل والدليل من آخر الليلتين من سوى التي خرج فيها. ومنهم
الفاضل المعاصر الشيخ يوسف بن عيسى القناعي الكويتي كان حيا في سنة 1384 في كتابه
(الملتقطات) (ج 6 ص 381 ط مطبعة حكومة الكويت) قال: عن ابن عباس رضي الله عنه في
قوله تعالى (وإذ يمكر بك الذين كفروا)، قال: تآمرت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا
أصبح فاثبتوه بالوثاق يريدون النبي (ص)، وقال بعضهم: بل أقتلوه، وقال بعضهم: بل
أخرجوه. فأطلع الله نبيه (ص) فبات علي كرم الله وجهه على فراش النبي وخرج النبي،
فلما أصبحوا تآمروا عليه، فلما رأوا عليا رد الله مكرهم، فقالوا لعلي: أين صاحبك؟
قال: لا أدرى، فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الأمر فقصدوا الجبل ومروا
بالغار فرأوا على بابه نسيج العنكبوت فقالوا: لو دخل هنا لم يكن نسيج العنكبوت على
بابه، وهكذا صرفهم الله عن نبيه فمكث (ص) فيه ثلاث ليالي. ومنهم العلامة المعاصر
الشيخ محمد عفيف الزعبي كان حيا سنة 1396 في (مختصر سيرة ابن هشام) (ص 96 ط بيروت
سنة 1403) قال: علي ينام على فراش الرسول:
ص 565
فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه. فلما رأى
رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلممكانهم قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي،
وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم. وكان
رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمينام في برده ذلك إذا نام. عن محمد بن كعب
القرظي قال: لما اجتمعوا له وفيهم أبو جهل بن هشام، فقال وهم على بابه: إن محمدا
يزعم أنكم إن تابعتموه كنتم ملوك العرب والعجم ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم
جنان كجنان الأردن، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح، ثم بعثتم من بعد موتكم، ثم جعلت
لكم نار تحرقون فيها. وخرج عليهم رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفأخذ حفنة من
تراب في يده، ثم قال: أنا أقول ذلك، أنت أحدهم. وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه
فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو هؤلاء الآيات من يس: (يس.
والقرآن الحكيم)، إلى (فأغشيناهم فهم لا يبصرون)، حتى فرغ رسول الله صلّى اللّه
عليه وآله وسلممن هؤلاء الآيات، ولم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا، ثم
انصرف إلى حيث أراد أن يذهب. فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال: ما تنتظرون ههنا؟
قالوا: محمدا. قال: خيبكم الله! قد والله خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلا إلا
وقد وضع على رأسه ترابا، وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم؟ فوضع كل رجل منهم يده
على رأسه فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائما عليه برده. فلم يبرحوا
كذلك حتى أصبحوا فقام علي (رض) عن الفراش فقالوا: والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا.
ص 566
ومنهم العلامة الشيخ جابر الجزائري في (العلم والعلماء) (ص 168 ط دار الكتب السلفية
بالقاهرة سنة 1403) قال: ما رواه أصحاب السير وصدقوا من أن النبي صلى الله عليه
وسلم لما حاصر بيته المشركون يريدون الفتك به فداه أبي وأمي، أمر عليا أن ينام على
فراشه إيهاما للمتربصين به، وخرج من بين أيديهم وهو لا يشعرون، وظل أولئك المشركون
على الباب يحاصرونه، وكلما استبطأوا خروجه نظروا من شقوق الباب فرأوا عليا على
الفراش نائما فظنوه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظلوا ينتظرون خروجه، وأخيرا قام
علي الفدائي الأول يمسح النوم عن عينيه، فلما رأوه عليا سقط في أيديهم وانصرفوا
خزايا خائبين. أليست هذه منقبة لعلي رضي الله عنه من أعظم المناقب وأسماها حيث فدى
رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمبنفسه؟ ومنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد
الرحمن بن علي بن محمد 0المشتهر بابن الجوزي القرشي التيمي البكري البغدادي المتوفى
سنة 597 في كتابه (الحدائق) (ج 1 ص 230 ط بيروت سنة 1408) قال: وروى الواقدي عن
أشياخ له: إن المشركين لما رأوا أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمقد حملوا
الذراري والأطفال إلى الأوس والخزرج عرفوا أنها دار منعة وأنهم قوم لهم بأس، فخافوا
خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمعوا في دار الندوة وتشاوروا في أمره إلى
أن اجتمع رأيهم على أن يأتي من كل قبيلة غلام فيأخذ سيفا ويضربونه ضربة رجل واحد
فيتفرق دمه في القبائل. وأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر وأمره أن
لا ينام في
ص 567
مضجعه تلك الليلة وأمر عليا أن يبيت في مضجعه وخرج رسول الله صلّى اللّه عليه وآله
وسلموهم جلوس فأخذ جفنه من البطح يذرها على رؤوسهم يتلو: (يس والقرآن الحكيم) إلى
قوله: (تنذرهم لا يؤمنون). وقال أيضا في ص 231: حدثنا أحمد: قال حدثنا عبد الرزاق،
قال أخبرنا معمر، قال وأخبرني عثمان الحزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره عن ابن
عباس: في قوله (وإذ يمكر بك الذي كفروا ليثبتوك) قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال
بعضهم: إذا أصبح فاثبتوه بالوثاق - يريدون النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم:
بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه. فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك،
فبات علي عليه السلام على فراش رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمتلك الليلة وخرج
النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي
صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا:
أين صاحبك؟ قال: لا أدري فاقتصوا أثره فلما بلغ الجبل اختلط عليهم فصعدوا في الجبل
فمروا بالغار فرأوا نسيج العنكبوت فقالوا: لو دخل هاهنا لم [يكن] نسج العنكبوت على
بابه، فمكث [فيه] ثلاث ليال. ومنهم الفاضل المعاصر عبد السلام هارون في كتابه
(تهذيب سيرة ابن هشام) (ص 112 ط بيروت سنة 1406) قال: فأتى جبريل عليه السلام رسول
الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت
فيه. فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام، فيثبون عليه،
ص 568
فلما رأى رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلممكانهم قال لعلي بن أبي طالب: نم على
فراشي، وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم.
وكان رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمينام في برده ذلك إذا نام. ومنهم الفاضل
الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 43
ط بيروت سنة 1408) قال: قال ابن الأثير في الكامل: فلما كان العتمة اجتمعوا على
بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه، فلما رآهم رسول الله (ص) قال لعلي بن أبي طالب:
نم على فراشي واتشح ببردي الأخضر فنم فيه فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهه. وأمره أن
يؤدي ما عنده من وديعة وأمانة وغير ذلك، وخرج رسول الله صلّى اللّه عليه وآله
وسلمفأخذ حفنة من تراب فجعله على رؤوسهم وهو يتلو هذه الآيات (يس، والقرآن الحكيم)
إلى قوله (فهم لا يبصرون) ثم انصرف فلم يروه. وفي الدر المنثور للسيوطي: أخرج
الحاكم، وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: شرى علي رضي الله عنه نفسه ولبس ثوب
النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه، وكان المشركون يظنون أنه رسول الله، وكانت
قريش تريد أن تقتل النبي (ص). وفي أسد الغابة لابن الأثير الجزري، وإحياء العلوم
للغزالي، وتاريخ الخميس للديار بكري: بات علي كرم الله وجهه على فراش رسول الله
(ص)، فأوحى الله تعالى إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام: إني آخيت بينكما وجعلت
عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة
وأحباها، فأوحى الله عز وجل إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت
ص 569
بينه وبين نبيي محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض
فاحفظاه من عدوه، فكان جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، وجبرائيل عليه السلام
يقول: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب والله عز وجل يباهي بك الملائكة، فأنزل الله عز
وجل على رسول الله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي (ومن الناس من يشري نفسه
ابتغاء مرضاة الله والله رؤف بالعباد). قال الديار بكري في تاريخه: وأقام المشركون
ساعة فجعلوا يتحدثون فأتاهم آت وقال: ما تنتظر؟ قالوا: ننتظر أن نصبح فنقتل محمدا.
وفي تاريخ أبي الفداء: فأتاهم آت وقال: إن محمدا خرج ووضع على رؤوسكم التراب فجعلوا
ينظرون فيرون عليا عليه برد النبي فيقولون: محمد نائم فلم يبرحوا حتى أصبحوا فقام
علي فعرفوه. وأقام علي بمكة حتى أدى ودائع النبي. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين
المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 170 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: أوحى الله إلى
جبرئيل وميكائيل: إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر
أخاه عمره؟ فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما: إني آخيت بين علي وليي وبين
محمد نبيي فآثر علي حياته لنبيي فرقد على فراش النبي يقيه بمهجته، اهبطا إلى الأرض
واحفظاه من عدوه، فهبطا فجلس جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجعل جبرئيل يقول:
بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب والله عز وجل يباهي بك الملائكة، فأنزل الله (ومن
الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) وشرى علي نفسه لبس ثوب النبي صلى الله عليه
وسلم ثم نام مكانه.
ص 570
أخرج الثعلبي في تفسيره والحمويني وأبو نعيم والحافظ وابن عقبة وأبو السعادات في
(فضائل العترة الطاهرة) والغزالي في الإحياء. ومنهم العلامة الشيخ محمد توفيق بن
علي البكري الصديقي المتولد سنة 1287 والمتوفى سنة 1351 في كتابه (بيت الصديق) (ص
294 ط مصر سنة 1323) قال: عنهم ثم اتفقوا على أن يتخيروا من كل قبيلة منهم فتى شابا
جلدا فيقتلونه جميعا فيتفرق دمه في القبائل ولا يقدر بنو عبد مناف على حرب جميعهم،
واستعدوا لذلك من ليلتهم، وجاء الوحي بذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى
رصدهم على باب منزله أمر علي بن أبي طالب أن ينام على فراشه ويتوشح ببرده، ثم خرج
رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفطمس الله تعالى على أبصارهم ووضع على رؤسهم
ترابا، وأقاموا طول ليلهم فلما أصبحوا خرج إليهم علي فعلموا أن النبي صلى الله عليه
وسلم قد نجا.
ص 571
مستدرك قول علي عليه السلام (من سوى بيننا وبين عدونا فليس منا) 
قد تقدم ما يدل
عليه من الأخبار عن كتب أعلام العامة في ج 9 ص 523، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم
ننقل عنها فيما مضى: فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد
عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 326 ط دمشق) قالا: عن
حبة قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء،
وحزبنا حزب الله، والفئة الباغية حزب الشيطان، ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا
(كر).
ص 572
مستدرك النص من رسول الله صلى الله عليه وآله (ما أنا أدخلته وأخرجكم بل الله أدخله
وأخرجكم) 
قد مضى ما يدل عليه من الأحاديث المأثورة عن كتب أعلام العامة في ج 6 ص
517 و518 وج 17 ص 288 إلى ص 290 وج 21 ص 282 إلى ص 285، ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم ننقل عنها فيما مضى: منهم الحافظ القاضي أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن
شعيب المشتهر بالنسائي الخراساني المتوفى سنة 303 في كتابه (فضائل الصحابة) (ص 15 ط
بيروت سنة 1405) قال: قرأت على محمد بن سليمان، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن
أبي جعفر محمد بن علي، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه - ولم يقل مرة عن
أبيه - قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده قوم جلوس، فدخل علي فلما دخل
خرجوا، فلما خرجوا تلاوموا فقالوا: والله ما أخرجنا وأدخله، فرجعوا فدخلوا، فقال:
والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم.
ص 573
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في (تهذيب خصائص النسائي) (ص 36 ط
بيروت) قال: أخبرنا علي بن محمد بن سليمان، عن ابن عتيبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي
جعفر محمد بن علي، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه - ولم يقل مرة عن أبيه -
قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده قوم جلوس، فدخل علي كرم الله وجهه،
فلما دخل خرجوا، فلما خرجوا تلاوموا فقالوا: والله ما أخرجنا إذ أدخله، فرجعوا
فدخلوا فقال: والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم. قال أبو عبد
الرحمن: هذا أولى بالصواب. أخبرنا أحمد بن يحيى الكوفي، قال أخبرنا علي وهو ابن
قادم، قال أخبرنا إسرائيل، عن عبد الله بن شريك، عن الحرث بن مالك قال: أتيت بمكة
فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت له: سمعت لعلي منقبة؟ قال: كنا مع رسول الله صلّى اللّه
عليه وآله وسلمفي المسجد فروي فينا لسده ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلّى
اللّه عليه وآله وسلموآل علي. قال: فخرجنا: فلما أصبح أتاه عمه فقال: يا رسول الله
أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما
أنا أمرت بإخراجكم وأسكنت هذا الغلام، إن الله هو أمر به. قال قطر عن عبد الله بن
شريك، عن عبد الله بن أرقم، عن سعد أن العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
سددت أبوابنا إلا باب علي، فقال: ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها.
ص 574
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله (ما أنا انتجيته ولكن الله عز وجل انتجاه)

قد تقدم ما يدل عليه من الأخبار المأثورة عن كتب العامة في ج 6 ص 525 إلى ص 531 وج
17 ص 53 إلى ص 55 وج 21 ص 275 إلى ص 281، ونستدرك النقل هيهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما مضى: فمنهم العلامة أبو حفص عمر بن محمد بن الخضر الموصلي في (الوسيلة)
(ص 167 ط حيدر آباد الدكن) قال: وعن جابر رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلّى
اللّه عليه وآله وسلمانتجى عليا يوما في غزاة الطائف فقالوا: لقد طالت مناجاتك مع
علي بن أبي طالب منذ اليوم فقال: ما انتجيته ولكن الله عز وجل انتجاه.
ص 575
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ
الأحمدي) (ص 93 ط بيروت سنة 1408) قال: أخرج الترمذي عن جابر قال: دعا رسول الله
صلّى اللّه عليه وآله وسلمعليا يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع
ابن عمه، فقال رسول الله (ص): ما انتجيته ولكن الله انتجاه. ودر معارج النبوة است
كه درهنگام خلوت ومشاورت نبى با علي امير المؤمنين عمر رضي الله عنه با حضرت رسول
(ص) گفته كه يا رسول الله با على راز مى گوئى وبا او خلوت مى كنى؟ آن سرور فرمود:
ما انتجيته ولكن الله انتجاه يعنى من با او راز نمى گويم بلكه خداى تعالى باو رازمى
گويد. محدث دهلوي در شرح مشكوة در معنى ولكن الله انتجاه فرمود كه يعنى خداى تعالى
امر كرده است مراكه رازگويم با او پس راز گفتم من بجهت فرمان بردارى كردن امر حق
تعالى را وتواند كه معنى آن باشد كه من ابتداى راز گفتن باوى نكردم وليكن خداى
تعالى راز مى گويد با وى والقأ اسرار مى كند در دل وى من نيز راز مى گويم باوى از
جهت موافقت ومتابعت فعل الهى. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد
الجواد في القسم الثاني من (جامع الأحاديث) (ج 4 ص 402 ط دمشق) قالا: عن جندب بن
ناجية - أو ناجية بن جندب -: لما كان يوم غزوة الطائف، قام النبي صلى الله عليه
وسلم مع علي رضي الله عنه مليا ثم مر، فقال له أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله
لقد طالت مناجاتك عليا منذ اليوم. فقال: ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه (طب).
ص 576
ومنهم العلامة اللغوي أبو الفضل جمال الدين محمد بن المكرم المشتهر بابن منظور
الأفريقي المتوفى سنة 711 في (لسان العرب) (ج 15 ص 308 ط بيروت) قال: وفي حديث علي
كرم الله وجهه: دعاه رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلميوم الطائف فانتجاه، فقال
الناس: لقد طال نجواه. فقال: ما انتجيته ولكن الله انتجاه.
ص 577
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله (علي مني وأنا منه) 
قد مضى ما يدل عليه من
الأحاديث الشريفة عن كتب العامة في ج 5 ص 274 إلى ص 317 وج 16 ص 136 إلى ص 167 وج
21 ص 122 إلى ص 149، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم
الحافظ القاضي أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب المعروف بالنسائي الخراساني
المتوفى سنة 303 في كتابه (فضائل الصحابة) (ص 14 ط بيروت سنة 1405) قال: أخبرنا
أحمد بن سليمان، قال أنا يحيى بن آدم، قال أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: حدثني
حبشي بن جنادة السلولي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي مني وأنا منه،
ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي. ومنهم العلامة الشيخ أبو حفص عمر بن محمد بن خضر
الموصلي المتوفى سنة 570 في (الوسيلة) (ص 161 ط حيدر آباد الدكن) قال: وعن أنس قال:
سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلميقول لعلي: يا علي
ص 578
أنت مني وأنا منك، أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا يوحى إليك. وفي أخرى:
إلا أنه لا نبي بعدي. وقال أيضا في ص 170: وعن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: علي مني، ولا يبلغ عني إلا أنا أو هو. ومنهم العلامة الشيخ أبو
القاسم علي بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر المتوفى سنة 573 في (تاريخ دمشق)
(ج 1 ص 150 ط بيروت) قال: أنبأنا يحيى بن إبراهيم الزهري، أنبأنا علي بن حكيم،
أنبأنا حبان بن علي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع، قال:
لما كان يوم أحد نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفر من قريش فقال لعلي: احمل
عليهم، فحمل عليهم فقتل هاشم بن أمية المخزومي وفرق جماعتهم، ثم نظر النبي صلى الله
عليه وسلم إلى جماعة من قريش فقال لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرق جماعتهم فقتل
فلانا الجمحي، ثم نظر إلى نفر من قريش فقال لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرق
جماعتهم وقتل أحد بني عامر بن لؤي، فقال له جبرئيل: إن هذه المؤاساة. فقال صلى الله
عليه وسلم: إنه مني وأنا منه. فقال جبرئيل: وأنا منكما يا رسول الله. بذل جهده عليه
السلام في نصرة الله ورسوله ثم يوم الخندق حين بلغت قلوب المهاجرين والأنصار
الحناجر، وزاغت أبصارهم، وظنوا بالله الظنون.
ص 579
ومنهم الشريف السيد عبد الله بن محمد الصديق بن أحمد الحسني الادريسي المؤمني
الغماري الطنجي المعاصر المولود بثغر طنجة سنة 1328 في (الابتهاج بتخريج أحاديث
المنهاج) (ص 167 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1405) قال: وحديث (ما تريدون من علي، ما
تريدون من علي، ما تريدون من علي، إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي)
رواه ابن أبي شيبة والترمذي والحاكم عن عمران بن حصين رضي الله عنه بإسناد صحيح.
ومنهم العلامة الدكتور فوزي جعفر في (علي ومناوئوه) (ص 41) قال: وأخرج الترمذي
بإسناد قوي عن عمران بن حصين في قصة قال فيها رسول الله: (ما تريدون من علي؟ إن
عليا مني وأنا من علي، وهو ولي كل مؤمن بعدي). ومنهم العلامة الحافظ أبو القاسم خلف
بن عبد الملك بن بشكوال الأنصاري الأندلسي القرطبي المتولد سنة 494 والمتوفى سنة
578 في قرطبة في كتابه (غوامض الأسماء المبهمة) (ج 8 ص 709 ط بيروت) قال: قرئ على
أبي محمد بن عتاب وأنا أسمع، عن أبيه قال: ثنا أبو محمد ابن ربيع، قال أنبأ محمد بن
معاوية، قال ثنا أحمد بن شعيب قال: أنبأ محمد بن عبد الله بن المبارك قال: ثنا يحيى
- وهو ابن آدم - قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، وهبيرة بن يريم
عن علي: أنهم اختصموا في ابنة
ص 580
حمزة فقضى رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلملخالتها، فقال: (إن الخالة أم) قلت:
يا رسول الله، ألا تزوجها؟ فقال: (إنها لا تحل لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة) وقال
لعلي: (أنت مني وأنا منك!) وقال لزيد: (أنت أخونا ومولانا!) وقال لجعفر: (أشبهت
خلقي وخلقي!). وقال أيضا: أنبأ به أبو الحسن بن مغيث، عن أبي عمرة أحمد بن محمد بن
يحيى قال: أنا ابن فطيس القاضي، قال ثنا أبو الحسن الدارقطني، قال أنبأ أبو بكر بن
فطيس قال: أنبأ إبراهيم بن دحيم قال: ثنا إبراهيم بن حمزة قال ثنا مؤمل، ثنا حماد
بن زيد قال: ثنا أيوب عن عكرمة: أن رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلملما قدم مكة
في عمرة القضاء، قالت عمارة ابنة حمزة بن عبد المطلب لعلي: أخرجوني معكم، علام
تدعونني هاهنا؟ وكان فيما صالح النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أتى النبي صلى الله
عليه وسلم منهم رده إليهم، قال: فقال لها علي: نعم نخرج معنا. قال: فقالت له فاطمة:
يا علي، اتق خفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لها: اسكتي! فأخرجها معه،
ونزلت هذه الآية: (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن) [الممتحنة: 10] فأخرج
الله النساء من ذلك، فاحتكم فيها علي وجعفر وزيد. فقال علي: خفرتي وأنا أحق بها!
وقال جعفر: خالتها عندي فأنا أحق بها! وقال زيد: ابنة أخي وأنا أحق بها! فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: (أما أنت يا جعفر فأشبه الناس بي خلقا وخلقا، وأما أنت يا علي
فمني وأنا منك، وأما أنت يا زيد فمولاي ومولاهما! وهي مع جعفر لأن خالتها عنده!).
ص 581
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 48
نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: روى عمران بن حصين أن رسول الله صلّى اللّه عليه
وآله وسلمقال: عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن. خرجه البغوي في المصابيح. وقال
أيضا في ص 42: وعن أبي رافع قال: لما قتل علي أصحاب الألوية يوم أحد قال جبرئيل
وأنا منكما يا رسول الله إن هذه لهي المواساة. فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وآله
وسلمإنه مني وأنا منه. فقال جبرئيل: وأنا منكما يا رسول الله. خرجه في الموافقة.
ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في (الجوهرة) (ص 63 ط دمشق) قال: الترمذي:
حدثنا إسماعيل بن موسى، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي ابن جنادة قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي. ومنهم
العلامتان عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 2 ص 198 ط دمشق)
قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مني وأنا منك - قاله لعلي رضي الله عنه
(ق) عن البراء رضي الله عنه (ك) عن علي رضي الله عنه (ز). وقالا أيضا في ج 7 ص 314:
ص 582
قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقع في علي، فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي
(حم) عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. وقالا أيضا في ص 554: عن رافع بن خديج رضي الله
عنه قال: قتل علي يوم أحد أصحاب الألوية، قال جبريل عليه السلام: يا رسول الله إن
هذه لهي المواساة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه مني وأنا منه. قال جبريل:
وأنا منكما يا رسول الله (طب). وقالا أيضا في القسم الثاني ج 4 ص 461: عن أسامة رضي
الله عنه قال: اجتمع علي وجعفر وزيد بن حارثة رضي الله عنه، فقال جعفر: أنا أحبكم
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله، وقال زيد:
أنا أحبكم إلى رسول الله، فقالوا: انطلقوا إلى رسول الله صلّى اللّه عليه وآله
وسلمحتى نسأله. فجاءوا يستأذنونه، فقال: أخرج فانظر من هؤلاء؟ فقلت: هذا جعفر وعلي
وزيد ما أقول أبي. قال: ائذن لهم، فدخلوا فقالوا: يا رسول الله من أحب إليك؟ قال:
فاطمة. قالوا: نسألك عن الرجال. قال: أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقك
خلقي وأنت مني وشجرتي، وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنا منك وأنت مني، وأما
أنت يا زيد فمولاي ومني والي وأحب القوم إلي (حم، طب، ض). ومنهم العلامة الشيخ تقي
الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المشتهر بابن تيمية الحراني الدمشقي الحنبلي
المتولد سنة 661 والمتوفى سنة 728 في كتابه (التفسير الكبير) (ج 5 ص 27 ط بيروت)
قال: كما قال له: أنت مني وأنا منك.
ص 583
ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم
الكبير) (ج 18 ص 128 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل،
ثنا العباس بن الوليد النرسي (ح). وحدثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد (ح). وحدثنا بشر
بن موسى والحسن بن المتوكل البغدادي، ثنا خالد بن يزيد العدني، قالوا ثنا جعفر بن
سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله
صلّى اللّه عليه وآله وسلمسرية فاستعمل عليهم عليا، فمضى على السرية، فأصاب علي
جارية، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه وآله
وسلمقالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمأخبرناه بما صنع، قال
عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله صلّى اللّه عليه وآله
وسلمفسلموا عليه ثم انصرفوا، فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأعرض
عنه، ثم قام آخر فقال: يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه، ثم
قام آخر منهم فقال: يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه، ثم قام
الرابع فقال: يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأقبل عليه رسول الله صلّى
اللّه عليه وآله وسلميعرف الغضب في وجهه فقال: ماذا تريدون من علي - ثلاث مرات - إن
عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي.
ص 584
ومنهم العلامة الأمير علا الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في
(الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان) (ج 9 ص 41 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو يعلى، حدثنا
الحسن بن عمر بن شقيق، حدثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله
بن الشخير، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمسرية
واستعمل عليهم عليا. قال: فمضى علي في السرية فأصاب جارية، فأنكر ذلك عليه أصحاب
رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفقالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى اللّه عليه
وآله وسلمأخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدأوا
برسول الله فسلموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن
عليا صنع كذا وكذا، فأعرض عنه ثم قام آخر فقال: يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع
كذا وكذا، فأقبل إليه رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلموالغضب يعرف في وجهه
فقال: ما تريدون من علي - ثلاثا - إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي.
ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة 654 في
(مطالب السؤل) (ص 18 ط طهران) قال: وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن.
ص 585
ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة
742 في كتابه (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) (ج 3 ص 13 ط بيروت) قال: حبشي بن جنادة
بن نصر السلولي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث (علي مني وأنا من علي، لا يؤدي
عني إلا أنا أو علي). ت في المناقب (71: 1) عن إسماعيل بن موسى، عن شريك، عن أبي
إسحاق، عنه به، وقال: حسن صحيح غريب. س فيه (المناقب، في الكبرى) عن أحمد بن
سليمان، عن يحيى ابن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق به. ق في السنة (11: 15 - 4: 6)
عن أبي بكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد وإسماعيل بن موسى، ثلاثتهم عن شريك به. وقال
أيضا في ج 8 ص 193: حديث: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا واستعمل عليهم علي بن
أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جارية... الحديث - وفيه: (إن عليا مني وأنا منه،
وهو ولي كل مؤمن من بعدي). ت في المناقب (67: 1) عن قتيبة، عن جعفر بن سليمان، عنه
به. وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث جعفر بن سليمان. س فيه
(المناقب، الكبرى 4: 10) عن قتيبة - بالفصل الأخير منه: (أن عليا مني)... الحديث.
ص 586
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في (تهذيب خصائص النسائي) (ص 46 ط
بيروت) قال: حدثنا بشر بن هلال، عن جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف ابن عبد
الله، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عليا مني وأنا
منه، وولي كل مؤمن بعدي. وقال في ص 54: أخبرنا أحمد بن شعيب، قال أخبرنا قتيبة بن
سعيد، قال حدثنا جعفر - يعني ابن سليمان - عن يزيد، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران
بن حصين قال: جهز رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمجيشا واستعمل عليهم علي بن
أبي طالب، فمضى في السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول
الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمإذا بعثنا رسول الله أخبرناه ما صنع، وكان المسلمون
إذا رجعوا من سفر بدؤا برسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفسلموا عليه فانصرفوا
إلى رحالهم، فلما قدمت السرية فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقام أحد
الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا، فأعرض عنه
رسول الله، ثم قام الثاني وقال مثل ذلك، ثم الثالث فقال مقالته، ثم قام الرابع فقال
مثل ما قالوا، فأقبل إليهم رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلموالغضب يبصر في وجهه
فقال: ما تريدون من علي، إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن من بعدي. أخبرنا
أحمد بن شعيب، قال أخبرنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي، عن ابن فضيل، عن الأجلح، عن
عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمإلى
اليمن مع خالد بن الوليد وبعث عليا رضي الله عنه على جيش آخر وقال: إن التقيتما
فعلي على الناس وإن تفرقتما فكل واحد منكما على
ص 587
جنده، فلقينا بني زبيد من أهل اليمن وظفر المسلمون على المشركين، فقاتلنا المقاتلة
وسبينا الذرية، فاصطفى علي جارية لنفسه من السبي، وكتب بذلك خالد ابن الوليد إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أنال منه، قال: فدفعت الكتاب إليه ونلت من علي
رضي الله عنه، فتغير وجه رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلموقال: لا تبغضن يا
بريدة لي عليا، إن عليا مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي. ومنهم العلامة المعاصر الشيخ
محمد علي بن الشيخ البشير بن عبد الله المشتهر بولد الأحمر في (التبيين المفيد في
شرح التوحيد) للمكاشفي (ص 98 ط القاهرة) قال: أخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن
ماجة: علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا علي.
ص 588
مستدرك في قول رسول الله صلى الله عليه وآله (من سب عليا فقد سبني) 
تقدم نقل ما يدل
عليه في ج 6 ص 423 وج 17 ص 2 إلى ص 7 وج 21 ص 554 إلى 564، ونستدرك هيهنا عمن لم
نرو عنه هناك: فمنهم العلامة أبو حفص عمر بن محمد بن الخضر الموصلي في (الوسيلة) (ص
176 ط حيدر آباد الدكن) قال: وروي أن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما كان يقوده
سعيد بن جبير، فمر على صفة زمزم وإذا قوم يشتمون علي بن أبي طالب كرم الله وجهه،
فقال: ذروني إليهم! فوقف عليهم فقال: أيكم الساب الله؟ قالوا: ما فينا أحد سب الله.
قال: فأيكم الساب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: ما فينا أحد سب رسول الله
صلى الله عليه وسلم. قال: فأيكم الساب علي بن أبي طالب؟ قالوا: أما هذا نعم، قال:
فأشهد أني سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلميقول: من سب عليا فقد سبني، ومن
سبني فقد سب الله، ومن سب الله أكبه الله عز وجل على منخريه في النار.
ص 589
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في (تهذيب خصائص النسائي) (ص 56 ط
بيروت) قال: ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: من سب عليا فقد سبني أخبرنا أحمد بن
شعيب، قال أخبرنا العباس بن محمد الدوري، قال حدثنا يحيى بن زكريا، قال أخبرنا
إسرائيل، عن أبي إسحق، عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي:
أيسب رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفيكم؟ قلت: سبحان الله - أو معاذ الله -
قالت: سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلميقول: من سب عليا فقد سبني. أخبرنا
أحمد بن شعيب، قال أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى الكوفي، قال جعفر بن
عون، عن سعد بن أبي عبد الله، قال حدثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة، قال: رأيت سعد
بن مالك بالمدينة فقال: ذكر لي أنكم تسبون عليا. قلت: قد فعلنا. قال: لعلك بنبه بعد
ما سمعت من رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمما سمعت. ومنهم العلامتان الشريف
عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من (جامع الأحاديث) (ج 4 ص 408 ط
دمشق) قالا: عن أبي عبد الله الجدلي قال: قالت لي أم سلمة رضي الله عنها: يا أبا
عبد الله أيسب رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلمفيكم ثم لا تغيرون؟ قلت: ومن يسب
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: يسب علي رضي الله عنه ومن يحبه وقد كان رسول
الله صلّى اللّه عليه وآله وسلميحبه (ش). وقالا أيضا في ج 6 ص 166:
ص 590
عن أبي عبد الله الجدلي قال: قالت لي أم سلمة: يا أبا عبد الله أيسب رسول الله صلّى
اللّه عليه وآله وسلمفيكم ثم لا تغيرون؟ قلت: ومن يسب رسول الله صلى الله عليه
وسلم؟ قالت: يسب علي ومن يحبه، وقد كان رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلميحبه
(ش).
ص 591
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله (... وأبوهما أفضل منهما) 
قد تقدم ما يدل
عليه من الأخبار عن كتب العامة في ج 5 ص 17 وج 9 ص 236 و240 وج 18 ص 409 وج 19 ص
233، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة شهاب الدين
أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في (توضيح الدلائل) (ص 353 نسخة مكتبة الملي بفارس)
قال: وعنه [أي حذيفة] رضي الله عنه قال: رأينا وجه رسول الله صلّى اللّه عليه وآله
وسلمتباشر بالسرور وقال: مالي لا أبش وقد أتاني جبرئيل فبشرني أن حسنا وحسينا سيدا
شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما. خرجه أبو علي بن شاذان.
ص 592
مستدرك (علي عليه السلام يصلي مع النبي صلى الله عليه وآله وليس معهما أحد إلا
خديجة) 
ومما تدل على ذلك حكاية عفيف الكندي: رواها جماعة من أعيان العامة في كتبهم
ونقلناها في ج 7 ص 556 إلى ص 563 وفي ج 17 ص 413 إلى ص 418، ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم ننقل عنها فيما مضى: منهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني
الشافعي المتوفى سنة 365 في (الكامل في الرجال) (ج 1 ص 390 ط دار الفكر بيروت) قال:
ثنا علي بن سعيد بن بشير، ثنا الحسين بن يزيد العربي، وأحمد بن رشد، قالا ثنا سعيد
بن خثيم، ثنا أسد بن عبد الله البجلي، عن يحيى بن عقيل، عن جده عفيف، قال: أتيت مكة
لأبتاع لأهلي عطرا وثيابا، فنزلت علي العباس بن عبد المطلب، فبينما أنا وهو ننظر
إلى الكعبة إذ أقبل فتى شاب فحلق نحو السماء ثم توجه نحو الكعبة، ثم جاء غلام حتى
قام إلى جنبه، ثم أقبلت امرأة فقامت خلفهما، فركع وركعوا ثم سجد فسجدوا، فقلت: يا
عباس أمر عظيم. قال:
ص 593
أمر عظيم. فقلت: من هذا الشاب؟ فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي،
تدري من هذا الغلام؟ قلت: لا. قال: هذا علي بن أبي طالب ابن أخي، تدري من هذه
المرأة؟ قلت: لا. قال: هذه خديجة بنت خويلد امرأة ابن أخي، وزعم ابن أخي هذا أن ربه
رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين، وهو عليه، وما أعلم على ظهر الأرض أحدا على
هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. وقال أيضا في ج 1 ص 410 في ترجمة إياس بن عفيف
الكندي: ثنا كهمس بن معمر، ثنا علي بن معبد، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي،
عن ابن إسحق، حدثني يحيى بن أبي الأشعث، عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي، عن
أبيه، عن جده قال: كنت أمرا تاجرا فقدمت للحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع
منه بعض التجارة وكان أمرا تاجرا، قال: فوالله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خبائه
فقام يصلي، ثم خرجت امرأة فقامت خلفه، ثم خرج غلام حين راهق الحلم فقام معه يصلي،
فقلت للعباس: من هذا؟ قال: هذا محمد وهذه امرأته خديجة وهذا الفتى علي - ثم ذكر
الحديث. ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي المتوفى سنة
450 في (أعلام النبوة) (ص 161 ط دمشق) قال: وروى يحيى بن عفيف عن أبيه عفيف قال:
جئت في الجاهلية إلى مكة فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فلما طلعت الشمس وتحاقت
في السماء أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء واستقبل الكعبة فقام مستقبلها، فلم يلبث
أن جاء غلام فقام عن يمينه، فلم يلبث أن جاءت امرأة فقامت عن خلفهما - إلى آخر
الحكاية.
ص 594
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير ابن ضوء بن كثير
بن زرع القرشي الشافعي الدمشقي المتولد سنة 701 والمتوفى سنة 747 في كتابه (السيرة
النبوية) (ج 1 ص 429 ط دار الإحياء في بيروت) قال: وقال يونس بن بكير، عن محمد بن
إسحاق، حدثني يحيى بن أبي الأشعث الكندي من أهل الكوفة، حدثني إسماعيل بن أبي إياس
بن عفيف، عن أبيه، عن جده عفيف، وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس لأمه، أنه قال: كنت
أمرا تاجرا فقدمت منى أيام الحج، وكان العباس بن عبد المطلب أمرا تاجرا، فأتيته
أبتاع منه وأبيعه. قال: فبينا نحن إذ خرج رجل من خباء فقام يصلي تجاه الكعبة، ثم
خرجت امرأة فقامت تصلي، وخرج غلام فقام يصلي معه. فقلت: يا عباس ما هذا الدين؟ إن
هذا الدين ما ندري ما هو. فقال: هذا محمد بن عبد الله، يزعم أن الله أرسله، وأن
كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به، وهذا الغلام ابن
عمه علي بن أبي طالب آمن به. قال عفيف: فليتني كنت آمنت يومئذ فكنت أكون ثانيا.
وتابعه إبراهيم بن سعد، عن إسحاق، وقال في الحديث: إذ خرج رجل من خباء قريب منه،
فنظر إلى السماء فلما رآها قد مالت قام يصلي. ثم ذكر قيام خديجة ورأه. وقال ابن
جرير: حدثني محمد بن عبيد المحاربي، حدثنا سعيد بن خثيم، عن أسد بن عبدة البجلي، عن
يحيى بن عفيف قال: جئت زمن الجاهلية إلى مكة، فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فلما
طلعت الشمس وحلقت في السماء
ص 595
وأنا أنظر إلى الكعبة أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء، ثم استقبل الكعبة فقام
مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت
خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فخر
الشاب ساجدا فسجدا معه. فقلت: يا عباس أمر عظيم. فقال: أمر عظيم. فقال: أتدري من
هذا؟ فقلت: لا. فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، أتدري من
الغلام؟ قلت: لا. قال: هذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أتدري من هذه المرأة التي
خلفهما؟ قلت: لا. قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي. وهذا حدثني أن ربك رب
السماء والأرض أمره بهذا الذي تراهم عليه، وأيم الله ما أعلم على ظهر الأرض كلها
أحدا على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في
(آل محمد) (ص 146 والنسخة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال النسائي: أخبرنا محمد
بن عبيد بن محمد الكوفي، قال حدثنا سعيد بن خثيم، عن أسد بن وداعة، عن أبي يحيى ابن
عفيف، عن أبيه، عن جده عفيف قال: جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي
من ثيابها وعطرها، فأتيت العباس بن عبد المطلب وكان رجلا تاجرا، فأنا عنده جالس حيث
أنظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس في السماء فارتفعت وذهبت إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى
السماء ثم قام مستقبل الكعبة، ثم لم ألبث إلا يسيرا حتى جاء غلام فقام على يمينه،
ثم لم ألبث إلا يسيرا حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام
والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة، فقلت:
يا عباس أمر عظيم. قال العباس: أمر عظيم، تدري من
ص 596
هذا الشاب؟ قلت: لا، قال هذا محمد بن عبد الله ابن أخي، أتدري من هذا الغلام هذا
علي بن أبي طالب ابن أخي، أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته، إن ابن
أخي هذا أخبرني أن ربه رب السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله
ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. ورواه أيضا في ص 112 عن
عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل يرفعه بسنده عن عفيف الكندي. وقال: ويروي في كتاب
(الإصابة) وفي (الذخائر). وقال أيضا: يروي هذا الحديث موفق بن أحمد والثعلبي. وذكر
فيه أن العباس قال: وإن الله بعثه رسولا وإن كنوز كسرى وقيصر ستفتح على يدي من آمن
به، وهذا الغلام ابن أخي علي بن أبي طالب، هذه زوجته خديجة بنت خويلد. وقال في ص
113: وأيضا هذا الحديث - أي حديث عفيف الكندي - في كتاب (الإصابة) وفي (ذخائر
العقبى) مذكور. ويروي عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل يرفعه عن مقسم. وقال في
الهامش: رواه الثعلبي وعبد الله بن أحمد وكتاب (الإصابة) هم جميعا يرفعه بسنده عن
مقسم وعن ابن عباس وعن الحسن البصري. وقال أيضا في ص 178: الإمام أحمد بن حنبل
بسنده عن عفيف الكندي في سبق إسلام خديجة وعلي مطولا في كتاب (الذخائر).
ص 597
ومنهم الحافظ القاضي أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق الأموي في
(معجم الصحابة) (ج 8 ص 136 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب اسلامبول بتركيا) قال:
حدثنا محمد بن يونس، حدثنا الحسن بن عنبسة الوراق، حدثنا سعيد بن خثيم، حدثنا عفيف
بن يحيى بن عفيف، عن أبيه، عن جده عفيف البجلي قال: قدمت مكة لأبتاع من عطرها،
فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فجاء شاب فدخل المسجد، وجاء شاب فدخل المسجد فقام
عن يمينه، وجاءت امرأة فقامت خلفهما، فكبر الشاب وركع فركعا وسجدا، فقلت: يا عباس
أمر عظيم. قال: هذا ابن أخي محمد، وهذا علي وهذه خديجة ما على هذا الدين غيرهم.
حدثنا محمد بن جرير، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحق، عن يحيى بن
الأشعث، عن إسماعيل بن أياس بن عفيف، عن أبيه، عن جده عفيف - فذكر نحوه. وقال عفيف
بعد ما أسلم يعني: كنت رابعا. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أبي بكر الأنصاري في
(الجوهرة) (ص 9 ط دمشق) قال: وروى إبراهيم بن سعد الزهري، عن ابن إسحاق، قال حدثني
يحيى بن أبي الأشعث، عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي، عن أبيه، عن جده، قال: كنت
أمرا تاجرا، فقدمت الحج، فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة وكان
أمرا تاجرا، فوالله إني لعنده إذ خرج رجل من خباء في بيت، فنظر إلى الشمس فلما رآها
قد مالت قام يصلي. قال: ثم خرجت امرأة
ص 598
من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل، فقامت خلفه تصلي، ثم خرج غلام حين راهق
الحلم من ذلك الخباء، فقام معه يصلي، فقلت للعباس: من هذا يا عباس؟ قال: هذا محمد
بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي. قلت: من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة بنت
خويلد. قلت: من هذا الفتى؟ قال: علي ابن أبي طالب ابن عمه. قلت: ما هذا الذي يصنع؟
قال: يصلي، وهو يزعم أنه نبي، ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الغلام،
وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر. فكان عفيف يقول وقد أسلم بعد ذلك وقد حسن
إسلامه: لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثانيا مع علي. ومنهم العلامة الشيخ
أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في (دلائل النبوة) (ج 2 ص 162 ط بيروت) قال: أخبرنا
أبو عبد الله الحافظ، قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال حدثنا أحمد بن عبد
الجبار، قال حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال حدثني يحيى بن أبي الأشعث
الكندي من أهل الكوفة، قال حدثني إسمعيل بن إياس بن عفيف، عن أبيه، عن جده عفيف أنه
قال: كنت أمرا تاجرا فقدمت مني أيام الحج وكان العباس بن عبد المطلب أمرا تاجرا،
فأتيته أبتاع منه وأبيعه. قال: فبينا نحن إذ خرج رجل من خباء يصلي فقام تجاه
الكعبة، ثم خرجت امرأة فقامت تصلي، وخرج غلام فقام يصلي معه، فقلت: يا عباس ما هذا
الدين إن هذا الدين ما ندري ما هو؟ فقال: هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله تبارك
وتعالى أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت
به، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به. قال عفيف: فليتني كنت آمنت به
يومئذ فكنت أكون ثالثا.
ص 599
تابعه إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحق، وقال في الحديث: إذ خرج رجل من خباء قريب
منه فنظر إلى السماء فلما رآها قد مالت قام يصلي، ثم ذكر قيام خديجة خلفه. ومنهم
العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص 174 نسخة
مكتبة الملي بفارس) قال: وعن عفيف الكندي (رض) قال: كنت تاجرا فقدمت الحج فأتيت
عباس ابن عبد المطلب لأبتاع بعض التجارة، وكان أمرا تاجرا. قال: فوالله إني عنده
بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه، فنظر إلى السماء فلما رآها قام يصلي، ثم خرجت
امرأة من ذلك الخباء فقامت خلفه فصلت، ثم خرج غلام قد رهق الحلم فقام معه يصلي.
قال: فقلت للعباس: يا عباس من هذا؟ قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن
أخي. قال: قلت من هذه الامرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة بنت خويلد. قال: فقلت من هذا
الفتى؟ قال: هذا ابن عمه علي بن أبي طالب. قال: قلت فما الذي يصنع؟ قال: يصلي وهو
يزعم أنه سيفتح له كنوز كسرى وقيصر. قال: فكان عفيف بن قيس يقول وأسلم بعد ذلك وحسن
إسلامه: لو كان الله تعالى رزقني لأسلم يومئذ فأكون ثانيا مع علي بن أبي طالب. رواه
الطبري وقال: أخرجه أحمد. ورواه الزرندي ولفظه: أنه قال العباس: وإن ابن أخي هذا
يزعم أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على
وجه الأرض كلها أحد غير هؤلاء الثلاثة. وكان عفيف يقول بعد أن أسلم ورسخ في
الإسلام: ليتني كنت مع الرابع [معهم الرابع]. وقال الشيخ الإمام الفائق العالم
بالشرائع والطرائق والحقائق جلال الحق والدين أحمد الخجندي ثم المدني روح الله
تعالى روجه وأناله كل مقام سني: وقد
ص 600
نشأ كرم الله وجهه وتربى في حجر النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم من الصفر وما
في السابقين الأولين المهاجرين من لم يعبد غير الله تعالى إلا هو، وهو في هذا الدين
أول شاب نشأ في عبادة الله تعالى واتباع رسوله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم.
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي في (تاريخ
الأحمدي) (ص 27 ط بيروت سنة 1408) قال: وأخرج النسائي في الخصائص عن عفيف قال: جئت
في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فأتيت العباس بن
عبد المطلب وكان رجلا تاجرا، فأنا عنده جالس حيث أنظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس في
السماء فارتفعت وذهبت إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى السماء، ثم قام مستقبل الكعبة، ثم
لم ألبث إلا يسيرا إذ جاء غلام فقام على يمينه، ثم لم ألبث إلا يسيرا حتى جاءت
امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام
والمرأة، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة، فقلت: يا عباس أمر عظيم. قال العباس: أمر
عظيم، أتدري من هذا الشاب؟ قلت: لا. قال: هذا محمد بن عبد الله ابن أخي، أتدري من
هذا الغلام؟ هذا علي ابن أخي، أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته، إن
ابن أخي هذا أخبرني أن ربه رب السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا
والله ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.