ص 101
عن أبي ذر . قال : وعي علما ثم عجز فيه . قالوا : أخبرنا عن حذيفة . قال : أعلم
أصحاب محمد بالمنافقين . قالوا : أخبرنا عن سلمان . قال : أدرك العلم الأول والعلم
الآخر ، بحر لا ينزح قعره منا أهل البيت . قالوا : أخبرنا عنك . قال : إياها أردتم
، كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت (ابن سعد ، والمروزي في العلم والدورقي ، كر)
. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول صلى الله
عليه وسلم) (ص 33 ط القاهرة سنة 1399) قال : عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن
أبي طالب ، عن أبيه أنه قيل لعلي : مالك أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
حديثا ؟ قال : إني كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت ابتدأني . ومنهم العلامة السيد
أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 57 نسخة مكتبتنا العامة
بقم) قال : وروى صاحب كتاب (قوت القلوب) أنه قيل لعلي عليه السلام : صف لنا أصحابك
؟ فقال : عن أيهم تسألون ؟ قالوا : عن سلمان . قال : أدرك علم الأول والآخر ، قالوا
: فعمار . قال : هو من ملأ إيمانا مشامته . قالوا : أبو ذر . قال : جمع العلم
والزهد ، لا يخاف في الله لومة لائم ، ما أظلت الخضراء أصدق لهجة منه . قالوا :
حذيفة . قال : صاحب السر أعطى المنافقين . قالوا : فأخبر عن نفسك . قال : إياي
أردتم ، كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت .
ص 102
ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في
(جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 386 ط دمشق) قال : عن علي رضي الله عنه قال :
كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني وإذا سكت ابتدأني (ش ، ت)
والشاشي ، (حل) والدورقي (ك ، ص) . وقالا أيضا في ص 393 . عن محمد بن عمر بن علي بن
أبي طالب أنه قيل لعلي رضي الله عنه : مالك أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم حديثا ؟ فقال : إني كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت ابتدأني (ابن سعد) . عن
هبيرة قال : شهدت عليا رضي الله عنه وسئل عن حذيفة قال : سأل عن أسماء المنافقين
فأخبر بهم ، وسئل عن نفسه قال : كنت إذا سألت أجبت وإذا سكت ابتدئت (ك) . وقالا
أيضا في ص 634 : عن عمير بن عبد الملك قال : خطبنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه
على منبر الكوفة ، قال : كنت إن لم أسأل النبي صلى الله عليه وسلم ابتدأني ، وإن
سألته عن الخبر أنبأني .
ص 103
وقالا أيضا في القسم الثاني ج 4 ص 416 : عن زاذان قال : بينا الناس ذات يوم عند علي
رضي الله عنه إذ وافقوا منه نفسا طيبة فقالوا : حدثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين .
قال : عن أي أصحابي ؟ قالوا : عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . قال : كل أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أصحابي ، فأيهم تريدون ؟ قالوا : النفر الذين رأيناك
تلفظهم بذكرك والصلاة عليهم دون القوم . قال : أيهم ؟ قالوا : عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه . قال : علم السنة ، وقرأ القرآن وكفى به علما ، ثم ختم به عنده . فلم
يدروا ما يريد بقوله (كفى به علما) كفى بعبد الله أم كفى بالقرآن قالوا : فحذيفة
رضي الله عنه ؟ قال : علم - أو علم أسماء المنافقين - وسأل عن المعضلات حتى عقل
منها ، فإن سألتموه عنها تجدوه بها عالما . قالوا : فأبو ذر رضي الله عنه ؟ قال :
وعى علما وكان شحيحا حريصا على دينه ، حريصا على العلم ، وكان يكثر السؤال فيعطى
ويمنع ، أما إنه قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ . قالوا : فسلمان رضي الله عنه ؟ قال
: امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟ علم العلم الأول وأدرك
العلم الآخر وقرأ الكتاب الأول وقرأ الكتاب الآخر ، وكان بحرا لا ينزف . قالوا :
فعمار بن ياسر رضي الله عنه ؟ قال : ذاك امرؤ خلط الله الإيمان بلحمه ودمه وعظمه
وشعره وبشره ، لا يفارق الحق ساعة حيث زال زال معه ، لا ينبغي للنار أن تأكل منه
شيئا . قالوا : فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين قال : مهلا نهى الله عن التزكية . فقال
قائل : فإن الله عز وجل يقول (وأما بنعمة ربك فحدث) قال : فإني أحدثكم بنعمة ربي ،
كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت ، فبين الجوانح مني ملئ علما جما . فقام عبد
الله بن الكوا الأعور من بني بكر بن وائل فقال : يا أمير المؤمنين (ما الذاريات
ذروا) قال : الرياح . قال : (فما الحاملات وقرا) ؟ قال : السحاب . قال :
ص 104
(فما الجاريات يسرا)) ؟ قال : السفن . قال : (فما المقسمات أمرا) ؟ قال : الملائكة
ولا تعد لمثل هذا ، ولا تسألن عن مثل هذا . قال : (فما السماء ذات الحبك) ؟ قال :
ذات الخلق الحسن ، فما السواد الذي في جوف القمر ؟ قال : أعمى سأل عن عمياء ، ما
العلم أردت بهذا ، ويحك سل تفقها ولا تسأل تعبثا - أو قال : تعنتا - سل عما يعنيك
ودع ما لا يعنيك قال : فوالله إن هذا ليعنيني ، فإن الله تعالى يقول (وجعلنا الليل
والنهار آيتين فمحونا آية الليل) السواد الذي في جوف القمر . قال : فما المجرة ؟
قال شرج السماء ، ومنها فتحت أبواب السماء بماء منهمر زمن الغرق على قوم نوح . قال
: فما قوس قزح ؟ قال : لا تقل قوس قزح ، فإن قزح هو الشيطان ، ولكنه القوس وهي أمان
من الغرق . قال : فكم بين السماء إلى الأرض ؟ قال : قدر دعوة عبد دعا الله ، لا
أقول غير ذلك . قال : فكم بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم للشمس من حدثك غير
هذا فهو كذب . قال : فمن الذين قال الله تعالى (وأحلوا قومهم دار البوار) قال :
دعهم فقد كفيتهم . قال : فما ذو القرنين ؟ قال : رجل بعثه الله إلى قوم عمالا كفرة
أهل الكتاب ، كان أوائلهم على حق فأشركوا بربهم وابتدعوا في دينهم وأحدثوا على
أنفسهم ، فهم الذين يجتهدون في الباطل ويحسبون أنهم على حق ، ويجتهدون في الضلالة
ويحسبون أنهم على هدى ، فضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
ورفع صوته وقال : وما أهل النهروان منهم ببعيد . فقال ابن الكوا : لا أسأل سواك ولا
أتبع غيرك ، قال : إن كان الأمر إليك فافعل (ابن منيع ، (ض) .
ص 105
ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة
742 في كتاب (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) (ج 7 ص 415 ط بيروت) قال : حديث : كنت
إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني ، وإذا سكت ابتدأني . ت في المناقب
(72 : 2) عن خلاد بن أسلم البغدادي ، عن النضر بن شميل ، عن عوف الأعرابي ، عنه به
. وقال : حسن غريب من هذا الوجه . ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي
في (توضيح الدلائل) (ص 179 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال : وعن علي رضي الله تعالى
عنه قال : كنت إذا سألت النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني ، وإذا سكت ابتدأني . رواه
في المشكاة ، قال : وأخرجه الترمذي وقال : حديث حسن غريب لا ومنهم العلامة الشيخ
حاسم الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 319 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال :
النسائي : أخبر أحمد بن شعيب ، قال أخبرنا يوسف بن سعيد ، قال أخبرنا حجاج بن خديج
، قال حدثنا أبو حرب ، عن أبي الأسود ورجل آخر ، عن زاذان قال : قال علي : كنت
والله إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت . وقال في ص 318 : النسائي : أخبرنا أحمد بن
شعيب ، قال أخبرنا محمد بن بشار ، قال حدثني
ص 106
أبو المساور ، قال حدثنا عوف ، عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي ، عن علي رضي
الله عنه قال : كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت وإذا سكت ابتدأني
. وقال أيضا : النسائي : أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال أخبرنا محمد بن المثنى ، قال
حدثنا أبو معاوية ، قال حدثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البحتري ، عن علي
رضي الله عنه قال : كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت . ومنهم الفاضل المعاصر
الشريف كمال يوسف الحوت في (تهذيب خصائص النسائي) (ص 68 ط بيروت) قال : أخبرنا أحمد
بن شعيب ، قال أخبرنا محمد بن بشار ، قال حدثني أبو المساور ، قال حدثنا عوف ، عن
عبد الله بن عمرو بن هند الجملي ، عن علي رضي الله عنه قال : كنت إذا سألت رسول
الله صلى الله عليه وسلم أعطيت وإذا سكت ابتدأني . أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال
أخبرنا محمد بن المثنى ، قال حدثنا أبو معاوية ، قال حدثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة
، عن أبي البحتري ، عن علي رضي الله عنه قال : كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت
. وقال أيضا في ص 69 : أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال أخبرنا يوسف بن سعيد ، قال أخبرنا
حجاج بن خديج ، قال حدثنا أبو حرب ، عن أبي الأسود ورجل آخر ، عن زاذان قال : قال
علي رضي الله عنه : كنت والله إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت .
ص 107
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (علي يحب الله ورسوله وهما يحبانه) حديث
الراية . 
قد تقدم نقل ما يدل عليه في الأحاديث عن كتب أعلام العامة في ج 4 ص 407
و412 إلى ص 450 وج 5 ص 69 إلى ص 468 وج 16 ص 220 إلى ص 267 ، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى : فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين
قلعجي في (آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم) (ص 9 ط القاهرة) قال : وسمعته يقول
يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فتطاولنا
لها ، فقال : أدعوا لي عليا . فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح
الله عليه . وذكر في ص 57 مثله بعينه : وقال أيضا في ص 78 : عن عمرو بن ميمونة قال
: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا :
ص 108
يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء . قال : فقال ابن عباس : بل
أقوم معكم . قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى . قال : فابتدءوا فتحدثوا : فلا ندري
ما قالوا . قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر : وقعوا في
رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم (لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله
ورسوله)) قال فاستشرف لها من استشرف ، قال أين علي ؟ فقالوا : هو في الرحل يطحن .
قال وما كان أحدكم ليطحن) ؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في
عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي . قال : ثم بعث فلانا
بسورة التوبة ، فبعث عليا خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا
منه . قال : وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ قال : وعلي معه جالس
، فأبوا ، فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة . قال : أنت وليي في الدنيا
والآخرة . قال : فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا
والآخرة؟ فأبوا : قال : فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة . فقال : أنت وليي
في الدنيا والآخرة . قال : وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة . قال : وأخذ رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين ، فقال (إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الأحزاب : 33) . وقال أيضا في ص
93 . عن عمرو بن ميمونة قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا :
ص 109
يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم
قال وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدوا فتحدثوا ، فلا ندري ما قالوا ، قال
: فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر : وقعوا في رجل قال له النبي
صلى الله عليه وسلم (لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا ، يحب الله ورسوله) قال :
فاستشرف لها من استشرف . قال : أين علي ؟ فقالوا : هو في الرحل يطحن . قال : وما
كان أحدكم ليطحن ؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر . قال ، فنفث في عينيه ، ثم هز
الراية ثلاثا فأعطاها إياه ، فجاء بصفية بنت حيي . قال : ثم بعث فلانا بسورة التوبة
، فبعث عليا خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه . قال :
وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ قال : وعلي معه جالس ، فأبوا ،
فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة . قال : أنت وليي في الدنيا والآخرة . قال
فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا . قال :
فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة . فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة .
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 101 ط
القاهرة سنة 1399) قال : عن سهل بن سعد رضي الله عنه ، سمع النبي صلى الله عليه
وسلم يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه ، فقاموا يرجون لذلك
أيهم يعطى ، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال : أين علي ؟ فقيل : يشتكي عينيه .
فأمر فدعي له ، فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء ، فقال : تقاتلهم
.
ص 110
حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام
وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لإن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم . عن أبي
حازم قال : أخبرني سهل رضي الله عنه (يعني ابن سعد) قال : قال النبي صلى الله عليه
وسلم يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه
الله ورسوله . فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى . فغدوا كلهم يرجوه ، فقال : أين علي ؟
فقيل : يشتكي عينيه ، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع . فأعطاه ،
فقال : أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم
ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لإن يهدي الله بك رجلا خير لك من
أن يكون لك حمر النعم . عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه . قال : فبات الناس يدوكون
ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم
يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : يشتكي عينيه يا رسول الله
قال : فأرسلوا إليه فأتوني به . فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن
به وجع ، فأعطاه الراية فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال :
انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من
حق الله فيه ، فوالله لإن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم
. عن أبي حازم قال : أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ،
ص 111
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما
أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال : أين
علي بن أبي طالب ؟ فقيل : هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال : فأرسلوا إليه . فأتي
به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له : فبرأ حتى كأن لم يكن به
وجع ، فأعطاه الراية . فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال :
انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من
حق الله فيه ، فوالله لن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم .
قال سلمة بن الأكوع ، من حديث طويل . . ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد ، فقال : لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله قال : فأتيت عليا ، فجئت به أقوده
وهو أرمد ، حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبصق في عينيه فبرأ ،
وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال : قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب إذا
الحروب أقبلت تلهب فقال علي : أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره قال : فضرب رأس مرحب فقتله ، ثم كان الفتح على يديه . عن
عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما
منعك أن تسب أبا التراب ؟ فقال : : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلن أسبه ، لإن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم :
ص 112
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له (خلفه في بعض مغازيه) فقال له علي : يا
رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم
خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال : فتطاولنا لها ،
فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله
عليه . ولما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي . عن أبي حازم ،
أخبرني سهل بن سعد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه
الراية رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال : فبات
الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها . قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : هو
يا رسول الله يشتكي عينيه . قال : فارسلوا إليه ، فأتي به ، فبصق رسول الله صلى
الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية .
فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل
بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لإن
يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم . عن عامر بن سعد بن أبي
وقاص ، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما يمنعك أن تسب أبا
تراب ؟ قال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه ، لإن
تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لعلي وخلفه في بعض مغازيه
ص 113
فقال له علي : يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي
وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال
: فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتاه وبه رمد ، فبصق في عينه ، فدفع
الراية إليه ، ففتح الله عليه . وأنزلت هذه الآية (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم
. .) الآية (آل عمران : 61) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا
وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي . عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان أبي يسمر مع
علي ، وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ، فقيل له : لو
سألته فسأله فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين يوم
خيبر ، فقلت : يا رسول الله إني أرمد العين . قال : فتفل في عيني وقال : اللهم أذهب
عنه الحر والبرد . فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ . وقال : لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار . فتشرف لها أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم فأعطانيها . عن عامر بن سعد عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه ، فقال علي : أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ قال
يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟ . وسمعته
يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . فتطاولنا
لها ، فقال : ادعوا عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح
الله عليه . ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله
عليه
ص 114
وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي . عن عمرو بن ميمونة قال
: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط : فقالوا : يا أبا عباس إما أن تقوم
معنا وإما أن يخلونا هؤلاء . قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معكم . قال : وهو يومئذ
صحيح قبل أن يعمى . قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا . قال : فجاء ينفض
ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر : وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله
عليه وسلم (لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا ، يحب الله ورسوله) . قال : فاستشرف لها
من استشرف ، قال ، : أين علي ؟ قالوا : هو في الرحل يطحن . قال : وما كان أحدكم
ليطحن ؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية
ثلاثا فأعطاها إياه ، فجاء بصفية بنت حيي . قال : ثم بعث فلانا بسورة التوبة ، فبعث
عليا خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه . قال : وقال لبني
عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ قال : وعلي معه جالس ، فأبوا فقال علي :
أنا أواليك في الدنيا والآخرة . قال : أنت وليي في الدنيا والآخرة . قال : فتركه ثم
أقبل على رجل منهم قال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ فأبوا ، فقال علي : أنا
أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة . قال : وكان أول من
أسلم من الناس بعد خديجة . قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على
علي وفاطمة وحسن وحسين فقال (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) (الأحزاب : 33)
ص 115
قال : وشرى علي نفسه ، لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه . قال : وكان
المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء أبو بكر وعلي نائم قال : وأبو
بكر يحسب أنه نبي الله . قال فقال : يا نبي الله قال : فقال له علي : إن نبي الله
صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه . قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه
الغار . قال : وجعل علي يرمي بالحجارة كما كان يرمي نبي الله صلى الله عليه وسلم ،
وهو يتضور قد لف رأسه بالثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه ، فقالوا : إنك
للئيم كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور ، استنكرنا ذلك . قال : وخرج بالناس في
غزوة تبوك . قال : فقال له علي : أخرج معك ؟ قال : فقال له نبي الله (لا) ، فبكى
علي ، فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنك لست بنبي ، إنه
لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي . قال : وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أنت وليي في كل مؤمن بعدي . وقال : سدوا أبواب المسجد غير باب علي ، فقال : فيدخل
المسجد جنبا ، وهو طريقه ليس له طريق غيره . قال : وقال : من كنت مولاه فإن مولاه
علي . قال : وأخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة ، فعلم
ما في قلوبهم ، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد ؟ قال : وقال نبي الله صلى الله عليه
وسلم لعمر حين قال : ائذن لي فلأضرب عنقه ، قال : أو كنت فاعلا ، وما يدريك لعل
الله قد اطلع إلى أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم . عن سهل بن سعد ، أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين
ص 116
هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . قال
: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها . فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، قال : فقال أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا :
هو يا رسول الله يشتكي عينيه . قال : فأرسلوا إليه ، فأتي به ، فبصق رسول الله صلى
الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية .
فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل
بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لإن
يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم . عن عبد الله بن بريدة ،
عن أبيه بريدة الأسلمي قال : قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصن أهل
خيبر أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب ، ونهض معه من نهض من
المسلمين ، فلقوا أهل خيبر ، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما
كان الغد دعا عليا وهو أرمد ، فتفل في عينه وأعطاه اللواء ، ونهض الناس معه ، فلقي
أهل خيبر ، وإذا مرحب يرتجز بين أيديهم ويقول : لقد علمت خيبر أني مرحب * شاكي
السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب * إذا الليوث أقبلت تلهب قال : فاختلف هو
وعلي ضربتين ، فضربه علي على هامته حتى عض السيف منها بأضراسه ، وسمع أهل المعسكر
صوت ضربته . قال : وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح له ولهم . وقال أيضا في ص 149
:
ص 117
عن البراء قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشين وأمر على أحدهما علي بن أبي
طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد ، وقال : إذا كان القتال فعلي . قال : فافتتح علي
حصنا فأخذ منه جارية ، فكتب معي خالد كتابا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشي به .
قال : فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ الكتاب : فتغير لونه ثم قال : ما
ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ؟ قال : قلت أعوذ بالله من غضب الله
وغضب رسوله ، وإنما أنا رسول . فسكت . وقال أيضا في ص 165 : عن ابن عمر قال : كنا
نقول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم : رسول الله خير الناس ، ثم أبو بكر ، ثم عمر
، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لإن تكون لي واحدة منهم أحب إلي من حمر النعم :
زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنته وولدت له ، وسد الأبواب إلا بابه في
المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر . عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم خيبر : لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله عليه . قال :
فقال عمر : فما أحببت الإمارة قبل يومئذ ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إلي
، فلما كان الغد دعا عليا عليه السلام ، فدفعها إليه فقال : قاتل ولا تلتفت حتى
يفتح عليك ، فسار قريبا ثم نادى : يا رسول الله علام أقاتل ؟ قال : حتى يشهدوا أن
لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا فعلوا ذلك فقد
منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقه وحسابهم على الله عز وجل . عن سهل بن سعد أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله
على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم
يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن
يعطاها . قال : فقال أين علي بن أبي طالب ؟
ص 118
فقال : هو يا رسول الله يشتكي عينيه . قال : فأرسلوا إليه فأتي به ، فبصق رسول الله
في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن في عينيه وجع ، فأعطاه الراية ، فقال علي :
يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا . فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم
ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله ، فوالله لئن يهدي الله بك
رجلا واحدا خير لك من أن تكون لك حمر النعم . عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال :
حاصرنا خيبر ، فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع
ولم يفتح له ، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد
، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله
ورسوله ويحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح له ، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا ،
فلما أن أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الغداة ثم قام قائما ، فدعا باللواء
والناس على مصافهم ، فدعا عليا وهو أرمد ، فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له
. قال : بريدة وأنا فيمن تطاول لها . عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه بريدة الأسلمي
قال : لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصن أهل خيبر أعطى رسول الله صلى الله
عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب ، ونهض معه من نهض من المسلمين ، فلقوا أهل خيبر ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأعطين اللواء رجلا يحب الله ورسوله ويحبه
الله ورسوله . فلما كان الغد دعا عليا وهو أرمد ، فتفل في عينه وأعطاه اللواء ونهض
الناس معه فلقي أهل خيبر ، وإذا مرحب يرتجز بين أيديهم ويقول : لقد علمت خيبر أني
مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب * إذا الليوث أقبلت تلهب
ص 119
قال : فاختلف هو وعلي ضربتين ، فضربه علي على هامته حتى عض السيف منها بأضراسه ،
وسمع أهل العسكر صوت ضربته . قال : وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح له ولهم .
ومنهم المحدث الحافظ أبو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني المكي المتوفى 228
في كتابه (السنن) (ج 3 ق 2 ص 178 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : حدثنا سعيد ،
قال نا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم أن سهلا أخبره أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله عليه ، فبات الناس
يدوكون أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم
يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : يا رسول الله يشتكي عينيه
، فأرسل إليه فأتي به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرئ
حتى كأنه لم يكن به وجع وأعطاه الراية ، فقال علي رضي الله عنه : أقاتلهم حتى
يكونوا مثلنا . قال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم
بما يجب عليهم من حق الله فيه ، لإن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر
النعم . حدثنا سعيد ، قال : نا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل بن سعد ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، إلا أنه قال : والله لإن يهدي بهداك رجلا واحدا
خير لك من حمر النعم . وقال أيضا ص 179 : حدثنا سعيد ، قال نا خالد بن عبد الله ،
عن سهل بن أبي صالح ، عن أبيه .
ص 120
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لأعطين الراية غدا رجلا يحب
الله ورسوله يفتح الله عليه . قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة قبل يومئذ ،
فدعا عليا رضي الله عنه فدفعها إليه ، وقال : انطلق ولا تلتفت ، فمشى ساعة ثم وقف
ولم يلتفت ، فقال : يا رسول الله على ما أقاتل الناس ؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن
لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك منعوا منك دماءهم وأموالهم
إلا بحقها وحسابهم على الله . ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في
(تهذيب خصائص النسائي) (ص 20 ط بيروت) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى السجستاني ، قال
أخبرنا نصر بن علي ، قال حدثنا عبد الله بن داود ، عن عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه
أن سعدا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح الله بيده ، فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى علي .
أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي : حدثنا عبد الله ، أخبرنا ابن أبي ليلى ، عن الحكم
بن منهال ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال لعلي وكان يسير معه : إن الناس
قد أنكروا منك شيئا ، تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحر في الخشن والثوب
الغليظ . فقال : ألم تكن معنا بخيبر قال : بلى . قال : بعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم أبا بكر وعقد له لواء ، فرجع وبعث عمر وعقد له لواء فرجع ، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار
، فأرسل إلي وأنا أرمد فتفل في عيني فقال : اللهم اكفه أذى الحر والبرد ، قال : ما
وجدت حرا بعد ذلك ولا بردا . أخبرنا محمد بن علي بن هبة الواقدي ، قال أخبرنا معاذ
بن خالد : قال أخبرنا
ص 121
الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة قال : سمعت أبي بريدة يقول : حاصرنا خيبر ،
فأخذ الراية أبو بكر ولم يفتح له ، فأخذه من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له ، وأصاب
الناس شدة وجهد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني دافع لوائي غدا إلى رجل
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له . وبتنا طيبة أنفسنا أن
الفتح غدا ، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الغداة ثم جاء قائما ورمى
اللواء والناس على أقصافهم ، فما منا إنسان له منزلة عند الرسول صلى الله عليه وسلم
إلا وهو يرجو أن يكون صاحب اللواء ، فدعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أرمد ،
فتفل ومسح في عينيه ، فتفل ومسح في عينيه ، فدفع إليه اللواء وفتح الله عليه .
قالوا : أخبرنا ممن تطاول بها . أخبرنا محمد بن بشار بن دار البصري ، أخبرنا محمد
بن جعفر ، قال حدثنا عوف ، عن ميمون ، عن أبي عبد الله عبد السلام : إن عبد الله بن
بريدة حدثه عن بريدة الأسلمي قال : فلما كان يوم خيبر نزل رسول الله صلى الله عليه
وسلم بحصن أهل خيبر ، أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء عمر فنهض فيه من
نهض من الناس فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه ، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأعطين اللواء رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله . فلما كان من الغد تصادر أبو بكر وعمر ، فدعا عليا وهو
أرمد ، فتفل في عينيه ونهض معه من الناس من نهض ، فلقي أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز :
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب إذا الليوث أقبلت تلهب * أطعن أحيانا
وحينا أضرب فاختلف هو وعلي ضربتين ، فضربه على هامته حتى مضى السيف منها منتهى
ص 122
رأسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته ، فما تنام آخر الناس مع علي حتى فتح لأولهم .
أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ، عن أبي حازم ، قال
أخبرني سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه
الراية غدا رجلا يفتح الله عليه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما أصبح
الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطى ، فقال : أين علي
بن أبي طالب ؟ فقالوا : علي يا رسول الله يشتكي عينيه قال : فأرسلوا إليه ، فأتي به
فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ،
فأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : أنفذ
على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من الله ،
فوالله لإن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم . أخبرنا أبو
الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي قال حدثنا يعلى بن عبيد ، قال حدثنا يزيد بن كيسان ،
عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأدفعن
الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فتطاول القوم فقال : أين
علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : يشكي عينيه . قال : فبصق نبي الله في كفيه ومسح بهما
عيني علي ودفع إليه الراية ففتح الله على يديه . أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال :
أخبرنا يعقوب ، عن سهل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله عليه . قال عمر
بن الخطاب : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي
بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال : أمش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ، فسار علي ثم
وقف فصاح : يا رسول الله على ماذا
ص 123
أقاتل الناس ؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ،
فإذا فعلوا ذلك قد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله . أخبرنا
إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ، قال أخبرنا جرير ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله
يفتح عليه . قال عمر : فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ قال : فاستشرفت لها ، فدعا
عليا فبعثه ثم قال : اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك ولا تلتفت قال : فمشى ما شاء
الله ثم وقف ولم يلتفت فقال : علام نقاتل الناس ؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا
إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا دماءهم وأموالهم إلا
بحقها وحسابهم على الله . أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي قال : حدثنا
أبو هاشم المخزومي ، قال حدثنا وهب ، قال حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر ، لأدفعن الراية إلى
رجل يحب الله ورسوله ويفتح الله عليه قال عمر : فما أحببت الإمارة قط قبل يومئذ ،
فدفعها إلى علي رضي الله تعالى عنه . قال : قال ولا تلتفت ، فسار قريبا قال : يا
رسول الله علام نقاتل ؟ قال : على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول
الله فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى .
أخبرنا العباس بن عبد الحطيم العبدي البصري ، قال أخبرنا عمر بن عبد الوهاب قال
أخبرنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن منصور عن ربعي ، عن عمران بن الحصين أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله - أو قال :
يحبه الله ورسوله - فدعا عليا وهو أرمد ، ففتح الله على يديه . أخبرنا إسحق بن
إبراهيم بن راهويه ، أخبرنا النضر بن شميل ، قال أخبرنا يونس ، عن أبي إسحق ، عن
هبيرة بن هديم قال : جمع الناس الحسن بن علي
ص 124
وعليه عمامة سوداء لما قتل أبوه فقال : لقد كان قتلتم بالأمس رجلا ما سبقه الأولون
ولا يدركه الآخرون ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لأعطين الراية غدا
رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره
ثم لا ترد رايته حتى يفتح الله عليه ، ما ترك دينارا ولا درهما إلا سبعمائة أخذها
عياله من عطاء كان أراد أن يبتاع بها خادما لأهله . أخبرنا ميمون بن المثنى ، قال
حدثنا أبو الوضاح وهو أبو عوانة ، قال حدثنا أبو بلج بن أبي سليم ، قال حدثنا عمرو
بن ميمونة ، قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس
إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء قال : فقال ابن عباس ، بل أقوم معكم قال :
وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى . قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا : قال :
فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله لا يخزيه الله أبدا ،
قال : فاستشرف لها من استشرف فقال : أين أبي أبي طالب ؟ قيل : هو في الرحى يطحن .
قال : وما كان أحدكم ليطحن . قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، فتفل في عينيه ثم
هز الراية ثلاثا فدفعها إليه ، فجاء بصفية بنت حيي ، وبعث أبا بكر بسورة التوبة
وبعث عليا خلفه فأخذها منه فقال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه . قال : وقال
لبني عمه ، أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ قال : وعلي معه جالس ، فقال علي : أنا
أواليك في الدنيا والآخرة ؟ قال : وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة . قال :
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال : وشرى علي نفسه ،
لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء أبو بكر وعلي نائم ، قال
ص 125
وأبو بكر يحسبه أنه نبي الله ، قال : فقال له علي : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم
قد انطلق نحو بئر ميمونة فأدركه قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار . قال : وجعل
علي يرمى بالحجارة كما كان يرمي نبي الله وهو يتضور قال : لف رأسه في الثوب لا
يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا : إنك لئيم كان صاحبك نرميه فلا يتضور وقد
استنكرنا ذلك . قال : وخرج بالناس في غزوة تبوك قال : فقال له علي : أخرج معك .
فقال له نبي الله . لا ، فبكى علي فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من
موسى إلا أنك لست بنبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي . قال : قال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم : أنت وليي على كل مؤمن بعدي . قال : وسد أبواب المسجد غير
باب علي قال : فقال فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره . قال : وقال من
كنت مولاه فإن مولاه علي . قال : وأخبرنا الله عز وجل في القرآن قد رضي عنهم من
أصحاب الشجرة ، فعلم ما في قلوبهم ، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد . قال : وقال نبي
الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال ائذن لي فلأضرب عنقه قال : أو كنت فاعلا ،
وما يدريك لعل الله قد أطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم . ومنهم الحافظ
الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند
علي بن أبي طالب) (ج 1 ص 17 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال : عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى : قال : كان (أبي يسمر مع علي فكان) علي رضي
ص 126
الله عنه يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين وفي الصيف في القباء المحشو
والثوب الثقيل . فقال الناس لعبد الرحمن : لو قلت لأبيك فإنه يسمر معه فسألت أبي
قلت ، إن الناس قد رأوا من أمير المؤمنين شيئا استنكروه ، قال : وما ذاك ؟ قالوا :
يخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل ولا يبالي ذلك ولا يتقي حرا
ويخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين والملائتين لا يبالي ذلك ولا يتقي بردا
، فهل سمعت في ذلك شيئا فقد أمروني أن أسألك أن تسأله إذا سمرت عنده . فقال : يا
أمير المؤمنين إن الناس قد تفقدوا منك شيئا ، قال : وما هو ؟ قال : تخرج في الحر
الشديد في القباء المحشو أو الثوب الثقيل وتخرج في البرد الشديد في الثوبين
الخفيفين وفي (الملاءتين) لا تبالي ذلك ولا تتقي بردا . قال: أوما كنت معنا يا أبا
ليلي بخيبر ؟ قال : بلى والله قد كنت معكم . قال : فإن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه ، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى
انتهى إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأعطين الراية رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار ، فأرسل إلي فدعاني فأتيته وأنا
أرمد لا أبصر شيئا ، فتفل في عيني وقال : اللهم اكفه (ألم) الحر والبرد ، فما آذاني
بعده حر ولا برد (ش ، حم ، ه ، والبزار ، وابن جرير ، وصححه ، طس ، ك ، ق في
الدلائل ض) . وقال أيضا في ص 171 : عن علي رضي الله عنه قال : سار رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى خيبر ، فلما أتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر ومعه
الناس إلى مدينتهم وإلى قصرهم ، فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه ، فجاء
يجبنهم ويجبنونه ، فساء ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لأبعثن عليهم رجلا
يحب الله ورسوله
ص 127
ويحبه الله ورسوله يقاتلهم حتى يفتح الله له ليس بفرار . فتطاول الناس لها ومدوا
أعناقهم يرونه أنفسهم رجاء ما قال ، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة فقال :
أين علي ؟ فقالوا : هو أرمد . قال : أدعوه لي ، فلما أتيته فتح عيني ثم تفل فيها ثم
أعطاني اللواء ، فانطلقت به سعيا خشية أن يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم
حدثا أو في ، حتى أتيتها فقاتلتهم ، فبرز مرحب يرتجز وبرزت له أرتجز كما يرتجز حتى
التقينا ، فقتله الله بيدي ، وانهزم أصحابه فتحصنوا وأغلقوا الباب ، فأتينا الباب
فلم أزل أعالجه حتى فتحه الله . وقال أيضا في ص 181 : عن علي : ما رمدت ولا صدعت
منذ دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي الراية يوم خيبر (ق في الدلائل) . (عن
علي) ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهي وتفل في عيني يوم
خيبر حين أعطاني الراية (ش ، ومسدد ، وابن جرير وصححه ، ع ، ض) ومنهم الحافظ المؤرخ
شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في (تاريخ الإسلام ووفيات
المشاهير والأعلام) (ج 2 ص 407 ط بيروت سنة 1407) قال : وقال يعقوب بن عبد الرحمن ب
عن أبي حازم أخبرني سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر :
لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال
: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، كلهم يرجو أن
ص 128
يعطاها . فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ قيل : هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال :
فأرسلوا إليه . فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له ، فبرأ
حتى لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا
مثلنا ؟ قال أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما
يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لإن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون
لك حمر النعم ، أخرجاه عن قتيبة ، عن يعقوب . وقال سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن
أبي هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله
ورسوله يفتح الله على يديه . فقال عمر : فما أحببت الإمارة قط حتى يومئذ . فدعا
عليا فبعثه ، ثم قال : اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك ولا تلتفت قال علي : علام
أقاتل الناس ؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ،
فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله . أخرجه
مسلم ، وأخرجا نحوه من حديث سلمة بن الأكوع . وقال عكرمة بن عمار : حدثني إياس بن
سلمة بن الأكوع ، حدثني أبي أن عمه عامرا حدثهم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
: غفر لك ربك . قال : وما خص بها أحد إلا استشهد . فقال عمر : هلا متعتنا بعامر ؟
فقدمنا خيبر ، فخرج مرحب وهو يخطر بسيفه ويقول : قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي
السلاح بطل مجرب إذا الحرب أقبلت تلهب . فبرز له عامر ، وهو يقول : قد علمت خيبر
أني عامر * شاكي السلاح بطل مغامر
ص 129
قال : فاختلفا ضربتين ، فوقع سيف مرحب في ترس عامر ، فذهب عامر يسفل له فرجع بسيفه
على نفسه فقطع أكحله وكانت فيها نفسه . قال سلمة : فخرجت فإذا نفر من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم يقولون : بطل عمل عامر قتل نفسه ، فأتيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأنا أبكي ، قال مالك ؟ فقلت ، قالوا إن عامرا بطل عمله . قال : من قال
ذلك ؟ قلت : نفر من أصحابك فقال : كذب أولئك بل له من الأجر مرتين . قال : فأرسل
إلى علي يدعوه وهو أرمد فقال : لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه
الله ورسوله . قال : فجئت به أقوده . قال : فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في
عينيه فبرأ ، فأعطاه الراية . قال : فبرز مرحب وهو يقول : قد علمت خيبر أني مرحب *
شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب قال : فبرز له علي رضي الله عنه وهو
يقول : أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل
السندره فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله ، وكان الفتح . أخرجه مسلم . وقال البكائي :
قال ابن إسحاق ، فحدثني محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبي الهيثم بن نصر الأسلمي أن
أباه حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : في مسيره لخيبر - لعامر بن
الأكوع : خذ لنا من هناتك فنزل يرتجز ، فقال : والله لولا الله ما اهتدينا * ولا
تصدقنا ولا صلينا إنا إذا قوم بغوا علينا * وإن أرادوا فتنة أبينا فأنزلن سكينة
علينا * وثبت الأقدام أن لاقينا
ص 130
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يرحمك الله . فقال عمر : وجب والله يا رسول
الله لو أمتعتنا به . فقتل يوم خيبر شهيدا . وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق :
حدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي ، عن أبيه عن سلمة بن الأكوع قال : فخرج علي
رضي الله عنه بالراية يهرول وأنا خلفه حتى ركزها في رضم من حجارة تحت الحصن فاطلع
إليه يهودي من رأس الحصن فقال : من أنت ؟ قال : أنا علي بن أبي طالب قال : غلبتم
وما أنزل على موسى فما رجع حتى فتح الله عليه . وقال يونس بن بكير ، عن المسيب بن
مسلم الأزدي ، حدثنا عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم ربما أخذته الشقيقة فيلبث اليوم واليومين لا يخرج ، ولما نزل خيبر أخذته
الشقيقة فلم يخرج إلى الناس ، وأن أبا بكر أخذ راية رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم نهض فقاتل قتالا شديدا ، ثم رجع فأخذها عمر فقاتل قتالا هو أشد قتالا من القتال
الأول ، ثم رجع . فأخبر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لأعطينها غدا رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة وليس ثم علي . فتطاولت لا قريش ،
ورجا كل رجل منهم أن يكون صاحب ذلك . فأصبح وجاء علي على بعير حتى أناخ قريبا ، وهو
أرمد قد عصب عينه بشق برد قطري . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك ؟ قال :
رمدت بعدك . قال : أدن مني ، فتفل في عينه ، فما وجعها حتى مضى لسبيله ، ثم أعطاه
الراية فنهض بها ، وعليه جبة أرجوان حمراء قد أخرج خملها ، فأتى مدينة خيبر . وخرج
مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر مظهر يماني وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه وهو يرتجز
فارتجز علي واختلفا ضربتين ، فبدره علي بضربة ، فقد الحجر والمغفر ورأسه ووقع في
الأضراس ، وأخذ المدينة .
ص 131
وقال عوف الأعرابي ، عن ميمون أبي عبد الله الأزدي ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال :
فاختلف مرحب وعلي ضربتين ، فضربه علي على هامته حتى عض السيف بأضراسه . وسمع أهل
العسكر صوت ضربته ، وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح الله له ولهم . وقال يونس ،
عن ابن إسحاق ، حدثني عبد الله بن الحسن ، عن بعض أهله عن أبي رافع مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : خرجنا مع علي حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم برايته
فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يديه ،
فتناول علي الحصن فترس به عن نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه .
ثم ألقاه من يده . فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم ، نجهد أن نقلب الباب
فما استطعنا أن نقلبه . رواه البكائي ، عن أبي إسحاق ، عن أبي رافع منقطعا ، وفيه :
فتناول علي بابا كان عند الحصن والباقي بمعناه . وقال إسماعيل بن موسى العبدي : ثنا
مطلب بن زياد ، عن ليث بن أبي سليم ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال : دخلت عليه فقال
: حدثني جابر بن عبد الله أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه
فافتتحوها ، وأنه خرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلا . تابعه فضيل بن عبد الوهاب ،
عن مطلب . وقال يونس بن بكير ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن الحكم
والمنهال بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان علي يلبس في الحر والشتاء
القباء المحشو الثخين وما يبالي الحر ، فأتاني أصحابي فقالوا ، إنا قد رأينا من
أمير المؤمنين شيئا فهل رأيته ؟ فقلت : وما هو ؟ قالوا : رأيناه يخرج علينا في الحر
الشديد في القباء المحشو وما يبالي الحر ، ويخرج علينا في البرد الشديد في
ص 132
الثوبين الخفيفين وما يبالي البرد ، فهل سمعت في ذلك شيئا ؟ فقلت : لا . فقالوا :
سل لنا أباك فإنه يسمر معه . فسألته فقال : ما سمعت في ذلك شيئا . فدخل عليه فسمر
معه فسأله فقال علي : أو ما شهدت معنا خيبر ؟ قال : بلى قال : فما رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين دعا أبا بكر فعقد وبعثه إلى القوم فانطلق فلقي القوم ، ثم
جاء بالناس وقد هزموا ؟ فقال : بلى . قال : ثم بعث إلى عمر فعقد له وبعثه إلى القوم
، فانطلق فلقى القوم فقاتلهم ثم رجع وقد هزم ، * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عند ذلك (لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله عليه غير
فرار) فدعاني فأعطاني الراية ، ثم قال : اللهم اكفه الحر والبرد ، فما وجدت بعد ذلك
حرا ولا بردا . وقال أبو عوانة عن مغيرة الضبي عن أم موسى قالت : سمعت عليا يقول :
ما رمدت ولا صدعت مذ دفع إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم خيبر رواه
الطيالسي في مسنده .
ص 133
مستدرك في النص على أن النبي صلى الله عليه وآله والوصي وأولادهما عليهم السلام من
شجرة واحدة 
قد تقدم نقل ما يدل عليه من الأخبار عن كتب أعلام العامة في ج 5 ص 255
إلى ص 266 وج 7 ص 180 إلى ص 183 وج 9 ص 150 وج 16 ص 120 إلى ص 132 وج 18 ص 344 وج
21 ص 438 إلى ص 443 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى : منهم
العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي المعروف بابن عساكر في
(تاريخ مدينة دمشق) (ج 3 ص 15 والنسخة مصورة من مكتبة السلطان أحمد الثالث
بإسلامبول) قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، حدثنا إسماعيل بن مسعدة ،
أخبرنا حمزة ابن يوسف ، أخبرنا أبو أحمد بن عدي ، نا عمر بن سنان ، أخبرنا الحسن بن
علي أبو عبد الغني الأزدي ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن مينا مولى عبد الرحمن
بن عوف أنه قال : لا تسألوني قبل أن تشوب الأحاديث الأباطيل ، قال رسول الله صلى
ص 134
الله عليه وسلم : أنا الشجرة وفاطمة أصلها أو فرعها علي لقاحها والحسن والحسين
ثمرها وشيعتنا ورقتها ، والشجرة أصلها في جنة عدن ، والأصل والفرع واللقاح والورق
والثمر في الجنة . ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الشافعي في
(الكامل في ضعفاء الرجال) (ج 2 ص 748 ط بيروت) قال : ثنا عمر بن سنان ، ثنا الحسن
بن علي الأزدي أبو عبد الغني ، ثنا عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن مينا بن أبي مينا
مولى عبد الرحمن بن عوف ، عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال : ألا تسألوني قبل أن تشيب
الأحاديث بالأباطيل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا شجرة وفاطمة
أصلها أو فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها ، فالشجرة أصلها
في جنة عدن ، والأصل والفرع واللقاح والورق والثمر في الجنة . وفي ص 2451 من ج 6
قال : أخبرنا عمر بن سنان ، ثنا الحسن بن علي أبو عبد الغني الأزدي ، ثنا عبد
الرزاق ، عن أبيه ، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف ، عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال
: لا تسألوني قبل أن نسيت الأحاديث الأباطيل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنا الشجرة وفاطمة أصلها أو فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها ومنشأ ورقها ،
فالشجرة أصلها في جنة عدن ، والأصل والفرع واللقاح والورق والثمر في الجنة .
ص 135
ومنهم العلامة شهاب الدين محمد بن أحمد المصري الحنفي في (تفسير آية المودة) (ص 46)
قال : وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أنا
شجرة وفاطمة حملها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها ، والمحبون لأهل بيتي ورقها هم
في الجنة حقا حقا . ومنهم العلامة محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر السخاوي
الشافعي في (استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول) (ص 35 والنسخة مصورة من
مخطوطة مكتبة اسلامبول) قال : وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول : وأنا شجرة وفاطمة حملها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها
والمحبون لأهل بيتي ورقها ، فهم في الجنة حقا حقا . أورده الديلمي في مسنده . ومنهم
العلامة أبو حفص عمر بن محمد بن الخضر الملا الموصلي في (الوسيلة) (ص 166 ط حيدر
آباد) قال : وعن جابر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات وأنا
وعلي عنده ، فأومى النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي وقال : يا علي ضع خمسك في خمسي
- يعني كفك في كفي - ثم قال : يا علي خلقت أنا وأنت من شجره واحدة ، أنا أصلها وأنت
فرعها والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة ، يا علي لو أن
أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا أو صلوا حتى يكونوا كالاوتار ثم أبغضوك لأكبهم الله
على وجوههم في النار .
ص 136
ومنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في (الفائق من اللفظ الرائق)
(ص 71 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب ايرلندة) قال : خلق الله الأنبياء من أشجار شتى
وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمارها
وأشياعنا أوراقها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجى ، ومن زاغ عنها هوى . وفي ص 98
قال : فاطمة شجرة أنا أصلها وعلي لقاحها والحسن والحسين أغصانها ومحبوهم ورقها ،
فبهم أمرت بالمباهلة . ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمد اليماني في
(مطلع البدور ومجمع البحر) (ج 1 ص 9 والنسخة مصورة من مخطوطة دار الكتب العربية)
قال : وعن ابن عباس (رض) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسمل يقول : أنا شجرة
، وفاطمة حملها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ، والمحبون لأهل بيتي ورقها ،
هم في الجنة حقا حقا . أخرجه الديلمي . ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن
الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 3 ص 15 والنسخة
مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال : أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن
عبد القادر بن محمد بن يوسف ،
ص 137
أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف ابن زنبور
، أخبرنا أبو بكر محمد بن السدي بن عثمان الثمار ، أخبرنا نصر بن شعيب ، أخبرنا
موسى بن نعمان ، أخبرنا ليث بن سعد ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني وإلا فصمتا وهو يقول : أنا شجرة وفاطمة
حملها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمرتها والمحبون أهل البيت ورقها ، وكلنا في
الحنة حقا حقا . ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في (توضيح
الدلائل) (ص 122 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال : عن جابر رضي
الله عنه : إن النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم كان بعرفات وعلي عليه السلام
تجاهه ، قال : يا علي ادن مني ، ضع خمسك في خمسي ، يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة ،
أنا أصلها ، وأنت فرعها ، والحسن والحسين أغصانها ، من تعلق بغصن منها أدخله الله
الجنة . ومنهم العلامة يحيى بن الحسن بن القاسم المتوفى سنة 1099 في (الطبقات
والزهر في أعيان مصر) (ص 3 المخطوطة من دار الكتب المصرية) وعن النبي صلى الله عليه
وسلم : قال يا علي نحن شجرة أنا أصلها ، وفاطمة فرعها ، وأنت لقاحها والحسن والحسين
ثمرتها ، والشيعة ورقها ، لو أن رجلا صام حتى يكون كالوتر وصلى حتى يكون كالحني
وكان في قلبه وزن ذرة من بغضك أكبه الله على وجهه في النار ، يا علي لا يحبك إلا
مؤمن ولا يبغضك إلا منافق وقد نظمه بعضهم فقال :
ص 138
يا حبذا شجر في الخلد نابتة * ما مثلها نبتت في الخلد من شجر
المصطفى أصلها والفرع
فاطمة * ثم اللقاح علي سيد البشر
والهاشميان سبطاها لها ثمر * والشيعة الورق المتلف
بالشجر
هذا مقال رسول الله جاء به * أهل الروايات في العالي من الخبر
ذكر ذلك في
السفينة الحاكم الآبي . ومنهم أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في (فردوس
الأخبار) (ص 8 والنسخة من مكتبة اسلامبول) قال : عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنا
شجرة ، وفاطمة حملها ، وعلي لقاحها ، والحسين والحسين ثمرها ، والمحبين أهل بيتي
ورقها من الجنة حقا حقا .
ص 139
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 
(من أحب أن يحيى حياتي ويموت موتي .
. . فليتول علي بن أبيطالب فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة) . 
تقدم نقل
ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج 5 ص 104 إلى ص 114 ، ونستدرك هيهنا عمن لم
نرو عنه فيما مضى : منهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد المدنيان
في (جامع الأحاديث) (ج 9 ص 279 ط دمشق) قالا : قال النبي صلى الله عليه وسلم : من
أحب أن يحيى حياتي ويموت موتتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي عز وجل غرس قصبانها
بيده فليتول علي بن أبي طالب ، فإنه لن يخرجكم من هذه (هدى ظ) ولن يدخلكم في ضلالة
(طك) عن زيد بن أرقم .
ص 140
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يا علي أحب لك ما أحب لنفسي وأكره
لك ما أكره لنفسي) . 
تقدم نقل ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج 6 ص 556 وص 557
وج 17 ص 64 وص 65 ، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق : منهم العلامتان الشريف
عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (ج 7 ص 703 ط دمشق)
قالا : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا علي إني أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما
أكره لنفسي) لا تقرأ وأنت راكع . . . . الحديث (عبد الرزاق) (هق) عن علي . ومنهم
الحافظ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة
1353 في (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي) (ج 2 ص 157 ط دار الفكر في بيروت) قال :
قوله : يا علي أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي .
ص 141
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله (خاطبني ربي بلغة علي عليه السلام) 
تقدم
نقل ما يدل عليه في ج 5 ص 251 وج 6 ص 138 ، وننقل هيهنا عمن لم نرو عنه فيما مضى :
منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 234 والنسخة مصورة من
مكتبة السيد الأشكوري) قال : (قال) صلى الله عليه وسلم : خاطبني ربي بلغة علي
وألهمت أن قلت : يا رب خاطبتني أنت أم علي ؟ فقال : يا محمد أنا شيء لا كالأشياء
ولا أقاس بالناس ولا أوصف بالشبهات ، خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك (1) ،
واطلعت على قلبك فلم أجد في قلبك أحب إليك من علي ، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك
.