ص 451
الله عليه وسلم ، ثم تلا هذه الآية (واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب) ثم قال
: أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، وأنا ابن النبي ، أنا ابن الداعي إلى الله
بإذنه ، وأنا ابن السراج المنبر ، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل
البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذين افترض
الله مودتهم وولايتهم فيما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم (قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى) .
ص 452
مستدرك قول أمير المؤمنين عليه السلام (علمني رسول الله (ص)
ألف باب ومن كل باب يفتح ألف باب) 
تقدم نقل ما يدل عليه في ج 6 ص 40 إلى ص 42 وج 17
ص 465 ، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه هناك : فمنهم العلامة حسام الدين المردي
الحنفي في كتابه (آل محمد) (ص 516 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال : عن الأصبغ بن
نباتة - وهو من كتاب أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه ، وقال الأصبغ : قال سمعت
عليا رضي الله عنه يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمني ألف باب ، وكل باب
منها يفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف باب ، حتى علمت ما كان وما يكون إلى يوم القيامة
، وعلمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب أيضا قال : الإمام زين العابدين والإمام
محمد الباقر والإمام جعفر الصادق : علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ألف باب
يفتح من كل باب ألف باب ، قال الله
ص 453
عز وجل (إن هذا لفي الصحف الأولى ، صحف إبراهيم وموسى) وهما الاسم الأكبر ، فلم تزل
الوصية في عالم حتى دفعوها إلى محمد ، وبعد بعثته سلم له العقب من المستحفظين ،
فلما استكملت أيام نبوته أمره الله تبارك وتعالى : اجعل الاسم الأكبر وميراث العلم
وآثار علم النبوة عند علي فإني لم أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي وتعرف
به ولايتي ويكون حجة لمن يولد بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر ، فأوصى إليه
بألف كلمة وألف باب يفتح كل كلمة ألف كلمة وألف باب . ومنهم الحافظ الشيخ جلال
الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند علي بن أبي
طالب) (ج 1 ص 253 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال : عن ابن عباس : أن
عليا رضي الله عنهما خطب الناس فقال : يا أيها الناس ما هذه المقالة السيئة التي
تبلغني عنكم ، والله ليقتلن طلحة والزبير ولتفتحن البصرة وليأتينكم مادة من الكوفة
ستة آلاف وخمس آية وستين أو خمسة آلاف وستمائة وخمسين . قال ابن عباس : فقلت الحرب
خدعة . قال : فخرجت فأقبلت أسأل الناس كم أنتم ؟ فقالوا كما قال : فقلت : هذا مما
أسره إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه علمه ألف ألف كلمة كل كلمة تفتح ألف
كلمة (الاسماعيلي في معجمه ، وفيه الأجلح صدوق) .
ص 454
ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من (جامع
الأحاديث) (ج 4 ص 421 ط دمشق) قالا : عن ابن عباس رضي الله عنه قال : إن عليا رضي
الله عنه خطب الناس فقال : يا أيها الناس ما هذه المقالة السيئة التي تبلغني عنكم ؟
والله لتقتلن طلحة والزبير ولتفتحن البصرة ولتأتينكم مادة من الكوفة ستة آلاف
وخمسمائة وستون - أو خمسة آلاف وستمائة وخمسون - قال ابن عباس رضي الله عنه : فقلت
الحرب خدعة ، قال : فخرجت فأقبلت أسأل الناس : كم أنتم ؟ فقالوا كما قال : فقلت :
هذا مما أسره إليه رسول الله ، أنه علمه ألف ألف كلمة ، كل كلمة تفتح ألف كلمة .
وقالا أيضا في ص 746 : عن علي رضي الله عنه قال : علمني رسول الله صلى الله عليه
وسلم ألف باب كل باب يفتح ألف باب . ومنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن
معبد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في (المجروحين من المحدثين والضعفاء
والمتروكين) (ج 2 ص 14 ط بيروت) قال : وروى ابن لهيعة ، عن حيي بن عبد الله
المعافري ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو : أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال في مرضه : أدعو إلي أخي ، فدعي له عمر فأعرض عنه ، ثم قال : أدعو إلي
أخي ، فدعي له أبو بكر فأعرض عنه ، ثم قال : ادعوا لي أخي ، فدعي له عثمان فأعرض
عنه ، ثم دعي علي بن أبي
ص 455
طالب فستره بثوبه وأكب عليه ، فلما خرج من عنده قيل له : ما قال ؟ قال : علمني ألف
باب كل باب (يفتح) ألف باب . أخبرناه أبو يعلى ، قال حدثنا كامل بن طلحة ، قال
حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثني حيي بن عبد الله المعافري ، عن أبي عبد الله الحبلي
ص 456
مستدرك في قول السبط الأكبر عليه السلام (لم يسبقه أحد . . .) 
تقدم نقل ما يدل عليه
في ج 4 ص 411 إلى ص 425 وج 15 ص 632 إلى ص 637 عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك هيهنا
عمن لم نرو عنه هناك : منهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في
(توضيح الدلائل) (ص 280) قال : وعن أبي الطفيل وجعفر بن حيان قالا : لما قتل علي بن
أبي طالب وفرغ منه قام الحسن بن علي رضوان الله تعالى عليهما خطيبا ، فحمد الله
تعالى وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس والله لقد فارقكم رجل ما سبقه أحد كان قبله
ولا يدركه أحد بعده ، والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم يعطيه
الراية ويبعثه في السرية فيقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره عليهما السلام
فما يرجع حتى يفتح الله تعالى على يديه ، والله لقد قتل في الليلة التي قبض فيها
روح موسى عليه
السلام ، وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بعيسى عليه السلام ، وفي الليلة التي
أنزل فيها القرآن ، وفي الليلة التي فتح الله تعالى على رسول صلى الله عليه وآله
وبارك وسلم التي كانت صبيحتها يوم بدر ، وفي الليلة التي قتل فيها يوشع
ص 457
ابن نون فتى موسى عليهما السلام ، وليلة كان كذا وكذا ، والله ما ترك من صفراء ولا
بيضاء إلا ثمان مائة درهم أو سبعمائة درهم وخمسين درهما أو تسعمائة درهم فضلت من
عطائه كان أعدها لخادم يشتريه لأم كلثوم - أو قال لأهله - الخ . ومنهم العلامة يحيى
بن الموفق بالله الشجري في (الأمالي) (ج 1 ص 142 ط القاهرة) قال : (وبه) قال أخبرنا
عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه ببغداد ، قال حدثنا أبو
الحسن محمد بن الحسن بن كوثر البويهاري ، قال حدثنا محمد بن سليمان ، قال حدثني
عبيد الله - يعني ابن موسى ، قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي إسحاق ، عن
هبيرة بن بريم : أن الحسن بن علي عليهما السلام قام فخطب الناس فقال : لقد فارقكم
بالأمس رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يبعثه فيعطيه الراية ثم لا ترتد حتى يفتح الله عز وجل عليه ، جبريل عن يمينه
وميكائيل عن يساره ، ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد
أن يشتري بها خادما . ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي
الحسيني البغدادي في (عيون الأخبار في مناقب الأخيار) (ص 27 نسخة الواتيكان) قال :
أخبرنا أحمد بن الحسن الفارسي ، أنبأ جعفر بن الخلدي ، أنبأ القاسم بن محمد الدلال
، أنبأ إبراهيم بن الحسين الثغابي ، أنبأ شعيب بن راشد ، عن أبي إسحق ، عن هبيرة بن
بريم ، أن عليا رضي الله عنه لما توفي قام الحسن فصعد المنبر ثم قال : يا أيها
الناس إنه قد قبض الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه
ص 458
الآخرون ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث فيكتنفه جبرئيل عن يمينه
وميكائيل عن يساره ، حتى يفتح الله عز وجل ، وما ترك إلا سبعمائة درهم فضلت من
عطائه أراد أن يبتاع بها خادما ، ولقد قبض في الليلة التي عرج فيها بعيسى ابن مريم
عليه السلام .
ص 459
مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام (تذود الناس عن حوضي) 
تقدم
نقل ما يدل عليه في ج 17 ص 310 ، ونستدرك ها هنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما
تقدم : فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في
القسم الثاني من (جامع الأحاديث)) (ج 4 ص 749 ط دمشق) قالا : عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : أنت أمامي يوم
القيامة ، فيدفع إلي لواء الحمد فأدفعه إليك ، وأنت تذود الناس عن حوضي (كر) ص 460
مستدرك (امتناعه عليه السلام عن محو اسم رسول الله صلى الله عليه وآله) تقدم نقل ما
يدل عليه في ج 8 ص 637 إلى ص 642 وج 18 ص 61 وص 63 ، وننقل هيهنا عمن لم نرو عنه
هناك : منهم العلامة محمد بن مسلم بن عبد الله الشهاب الزهري في (المغازي النبوية)
(ص 58 ط دار الفكر بدمشق) قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن عكرمة بن عمار قال : أخبرنا
أبو زميل سماك الحنفي أنه سمع ابن عباس يقول : كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي
طالب . عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر : قال سألت عنه الزهري فضحك ، وقال : هو علي
بن أبي طالب ، ولو سألت عنه هؤلاء قالوا : عثمان ، يعني بني أمية . ومنهم العلامة
أبو القاسم هبة الله ابن سيد الكل في (الأنباء المستطابة في فضل الصحابة) (ص 16
والنسخة مصورة من مخطوطة جستربيتي بايرلندة) قال : كتب علي في كتاب الصلح (بسم الله
الرحمن الرحيم ، محمد رسول الله)
ص 461
أباه سهيل بن عمرو أن يكتبه في كتاب الصلح لما كتب علي بسم الله الرحمن الرحيم فقال
سهيل : ما حكيناه عنه ، وكذا لما كتب (محمد رسول الله) أباه أيضا وقال : ما حكيناه
عنه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اكتب ما يريدون فإني أشهد أني رسول الله
وأنا محمد بن عبد الله . قال علي عليه السلام : لا أستطيع أن أمحو اسمك في النبوة ،
فقال : ضع يدي عليها . ومنهم العلامة أبو الحسن علي بن محمد الخزرجي التلمساني
المتوفى سنة 789 في كتابه (تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله) (ص
174) قال : أخرج البخاري عن البراء : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن
يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة ، فاشترطوا عليه ألا يقيم بها إلا ثلاث
ليال ، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح ، ولا يدعو منهم أحدا ، فأخذ يكتب الشرط بينهم
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ، فقالوا :
لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك ، ولكن اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن
عبد الله . قال : أنا والله محمد بن عبد الله ، وأنا والله رسول الله . قال : وكان
لا يكتب ، فقال لعلي : امح رسول الله . فقال علي : والله لا محاة أبدا . قال :
فأرنيه ؟ قال : فأراه فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده . وقال أيضا في ص 178 :
روى النسائي رحمه الله تعالى عن علي رضي الله عنه قال : إني كنت كاتب رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم الحديبية ، وكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله
عليه وسلم (سهيل بن عمرو) فقال سهيل بن عمرو : لو علمنا
ص 462
أنه رسول الله ما قاتلناه ، أمحها ، فقلت : هو والله رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإن رغم أنفك ، لا والله لا أمحوها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرني
مكانها . فأريته فمحاها وقال : أما إن لك مثلها ستأتيها وأنت مضطهد . وفي الكامل في
التاريخ لابن الأثير في أخبار الحكمين : لما حضر عمرو بن العاص عند علي رضي الله
عنه لتكتب القضية بحضوره ، فكتبوا : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تقاضى عليه أمير
المؤمنين . فقال عمرو : هو أميركم وأما أميرنا فلا فقال له الأحنف : لا تمح اسم
أمير المؤمنين ، فإني أتخوف إن محوتها ألا ترجع إليك أبدا ، لا تمحها وإن قتل الناس
بعضهم بعضا . فأبى ذلك علي رضي الله عنه مليا من النهار ، ثم إن الأشعث بن قريش قال
: امح هذا الاسم فمحي . فقال علي رضي الله عنه : الله أكبر سنة بسنة ، والله إني
لكاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وكتبت (محمد رسول الله) فقالوا :
لست برسول الله ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك ، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمحوه ، فقلت : لا أستطيع . فقال : أرنيه ، فأريته فمحاه بيده وقال : إنك ستدعى إلى
مثلها فتجيب . ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 94
نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال : (قال) صلى الله عليه وسلم : امح رسول الله ، قال
علي : لا والله لا أمحوك أبدا ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب فمحاه ،
وليس يحسن يكتب ، فكتب مكان رسول الله (محمد بن عبد الله) وكتب : هذا ما قضى عليه
محمد بن عبد الله أن لا يدخل مكة بالسلاح إلا بالسيف في القراب ، وأن لا يخرج من
أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه ، ولا يمنع أحدا من أصحابه إن أراد أن يقيم بها . فلما
دخلها ومضى الأجل أتوا عليا - إلى آخر القصة .
ص 463
رواه البخاري والنسائي هما يرفعه بسنده عن البراء . وقال أيضا في ص 95 : أخبرنا
عمرو بن علي ، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال حدثنا عكرمة ابن عمار ، قال
حدثنا أبو زميل ، قال حدثني عبد الله بن عباس : قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه
وسلم يوم الحديبية صالح المشركين فقال لعلي رضي الله عنه : اكتب (هذا ما صالح عليه
محمد رسول الله) ، فقال المشركون : لا والله ما نعلم إنك رسول الله ، لو نعلم إنك
رسول الله لأطعناك ، فاكتب محمد بن عبد الله . فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم
: امح يا علي رسول الله ، اللهم إنك تعلم أني رسولك ، امح يا علي واكتب : هذا ما
صالح عليه محمد بن عبد الله ، فوالله رسول الله خير من علي وقد محا نفسه ، ولم يكن
محوه ذلك يمحاه من النبوة ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم ، فرجع منهم ألفان وخرج
سائرهم فقتلوا على ضلالتهم ، فقتلهم المهاجرون والأنصار . رواه في سنن النسائي
يرفعه بسنده عن عبد الله بن عباس . ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان
الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان) (ج 7 ص 181 ط
بيروت) أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي ، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال أخبرنا
عيسى بن يونس ، قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : لما
حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها ، ويقيم
بها ثلاثا ، ولا يدخلها إلا بجلباب السلاح السيف وقرابه ، ولا يخرج معه أحد ممن دخل
معه ، ولا يمنع أحدا يمكث فيها ممن كان معه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعلي : أكتب الشرط بيننا : هذا ما ماضى عليه محمد رسول
ص 464
الله صلى الله عليه وسلم . فقال المشركون : لو علمنا أنك رسول الله بايعناك ، ولكن
اكتب محمد بن عبد الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امحه واكتب (محمد ابن
عبد الله) . فقال علي : لا أمحوه . فقال رسول الله : أمحه واكتب محمد بن عبد الله .
فقال علي : لا أمحوه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرني مكانه حتى أمحوه ،
فمحاه وكتب محمد بن عبد الله ، فأقام بها ثلاثا : فلما كان آخر اليوم الثالث قالوا
لعلي : قد مضى شرط صاحبك فمره فليخرج فأخبره بذلك قال : نعم وقال أيضا في ص 189 :
أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك ، قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي ، قال حدثنا
عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : اعتمر النبي صلى
الله عليه وسلم في ذي القعدة ، فأبى أهل مكة أن يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم
بها ثلاثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا : هذا ما ماضى عليه محمد رسول الله .
فقالوا : لا نقر بهذا ، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا ، ولكن أنت محمد بن
عبد الله . فقال : أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله . فقال لعلي : امح رسول
الله . قال : والله لا أمحوك أبدا ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس
يكتب فأمر فكتب مكان رسول الله محمدا ، فكتب : هذا ما ماضى عليه محمد بن عبد الله
أن لا يدخل مكة بالسلاح إلا السيف في القرب ، ولا يخرج منها بأحد يتبعه ، ولا يمنع
أحدا من أصحابه أن أراد أن يقيم بها . فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا : قل
لصاحبك فليخرج عنا فقد مضى الأجل ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعتهم بنت
حمزة تنادي : يا عم يا عم : فتناولها علي رضوان الله عليه فأخذها بيدها وقال لفاطمة
: دونك ابنة عمك ، فحملتها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر فقال علي : أنا أخذتها وهي
ابنة عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها
ص 465
تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي ، فقضى بها رسول الله لخالتها وقال : الخالة بمنزلة
الأم ، وقال لعلي : أنت مني وأنا منك ، وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخلقي ، وقال لزيد
: أنت أخونا ومولانا .
ص 466
مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (يا علي إنك ستبلى بعدي فلا تقاتلن) 
تقدم
نقل ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج 7 ص 330 ، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه
فيما مضى : منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 634 مصورة
مكتبة السيد الأشكوري بقم) قال : (قال) صلى الله عليه وسلم : يا علي إنك ستبلى بعدي
، فلا تقاتلن . وقال في الهامش : رواه أبو يعلى .
ص 467
مستدرك قول رسول الله (ص): (يا علي لإن يهدي الله على يديك رجلا
خير لك مما طلعت عليه الشمس) 
تقدم نقل ما يدل عليه في ج 5 ص 371 وص 373 وص 375 وص
377 وج 16 ص 251 وج 18 ص 75 وضمن حديث الراية ، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما
سبق : منهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من
(جامع الأحاديث) (ج 4 ص 376 ط دمشق) قالا : عن أبي رافع قال : بعث النبي صلى الله
عليه وسلم عليا رضي الله عنه إلى اليمن يعقد له لواء ، فلما مضى قال : يا أبا رافع
الحقه ولا تدعه من خلفه ، وليقف ولا يلتفت حتى أجيئه ، فأتاه فأوصاه بأشياء ، فقال
: يا علي لإن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس (طب) . وقالا
أيضا في ج 5 ص 329 : عن أبي رافع رضي الله عنه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم
عليا رضي
ص 468
الله عنه إلى اليمن يعقد له لواء ، فلما مضى قال : يا أبا رافع الحقه ولا تدعه من
خلفه ، وليقف ولا يلتفت حتى أجيئه ، فأتاه فأوصاه بأشياء فقال : يا علي لإن يهدي
الله تعالى على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس (طب) .
ص 469
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله (يا علي يوم القيامة أنت وولدك على خيل
بلق) 
تقدم نقل ما يدل عليه من الأحاديث المأثورة في ج 6 ص 165 وج 9 ص 228 وص 508 وج
16 ص 519 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى : منهم العلامة أبو
حفص عمر بن محمد بن الخضر الملا الموصلي في (الوسيلة) (ص 172 ط حيدر آباد الدكن)
قال : وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : يا علي إذا كان يوم القيامة كنت
أنت وولداك على خيل بلق متوجة بالدر والياقوت ، يأمر الله جل جلاله بكم إلى الجنة
والناس ينظرون .
ص 470
ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في القسم الثاني من
(جامع الأحاديث) (ج 4 ص 752 ط دمشق) قالا : علي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى
الله عليه وسلم : يا علي إذا كان يوم القيامة أثبت أنت وولدك على خيل بلق متوجين
بالدر والياقوت ، فيأمر الله بكم إلى الجنة والناس ينظرون .
ص 471
مستدرك حديث (تزويج فاطمة من علي عليهما السلام بأمر من الله تعالى) 
قد تقدم نقل ما
يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج 4 ص 460 وص 472 إلى ص 474 وج 6 ص 592 وج 10 ص
326 وج 17 ص 83 إلى ص 94 وج 19 ص 123 إلى ص 147 ، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم
ننقل عنها فيما مضى : منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص
23 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاني ملك
فقال : يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك : إني زوجت
فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى فزوجها منه في الأرض . قال في
الهامش : رواه الإمام علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم . الذخائر . وقال أيضا :
ص 472
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاني ملك فقال : يا رسول الله إن الله تبارك
وتعالى يقول لك : إني قد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدرر واليواقيت وأصناف الجواهر
وأن تنثر على الحور العين عند عقد نكاح فاطمة منك بأخيك علي وقد سر بذلك أهل
السماوات ، وسيولد بينهما ولدان هما سيدان في الدنيا والآخرة وقد تزين أهل الجنة
لذلك ، فأقر عيناك يا محمد فإنك سيد الأولين والآخرين . قال في الهوامش : رواه
الإمام علي الرضا يرفعه بسنده عن علي مرفوعا . الذخائر وقال أيضا في ص 24 : قال
النبي صلى الله عليه وسلم : يا أنس أتدري ما جاء به جبرئيل ؟ قلت : الله ورسوله
أعلم قال : أمرني الله تبارك وتعالى أن أزوج فاطمة من علي ، فانطلق وادع لي رؤساء
المهاجرين والأنصار : ثم خطب خطبة التزويج لعلي من فاطمة رضي الله عنها . ثم ذكر
خطبته صلى الله عليه وسلم : الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته - إلى أن قال
صلى الله عليه وسلم : وإن الله تبارك وتعالى أمرني أن أزوج فاطمة ابنتي من علي بن
أبي طالب فاشهدوا أني قد زوجته - الخ . وقال في ص 111 : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : إن الله أمرني أن أزوج فاطمة بعلي (من علي) . وقال في الهامش : رواه
الطبراني في (الكنوز) عن ابن مسعود (جامع الصغير وقال أيضا :
ص 473
(قال) صلى الله عليه وسلم : إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة على خمس الدنيا أو على
ربعها - شك عتبة - فمن مشى على الأرض وهو يبغضك فالدنيا عليه حرام ومشى عليها حراما
. أخرجه في كتاب (مودة القربى) يرفعه بسنده عن عتبة بن الأزهري وعن يحيى بن عقيل
قال : سمعت عليا يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (جامع الأنساب) . وقال في ص
113 : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أزوج
فاطمة من علي . قال في الهامش : رواه الطبراني في الكبير يرفعه بسنده عن ابن مسعود
. وذكره في ص 115 أيضا بعينه . وقال أيضا في ص 113 : قال النبي صلى الله عليه وسلم
: إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أزوج فاطمة لعلي . وقال أيضا في ص 115 : قال صلى
الله عليه وسلم : إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن أبي طالب فاشهدوا أني قد
زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي ، ثم دعا صلى الله عليه وسلم : وقال
في الهامش : رواه النسائي وابن عساكر هما يرفعه بسنده عن أنس . وقال أيضا :
ص 474
قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة
مثقال فضة ، أرضيت بذلك ؟ قال : رضيت بذلك يا رسول الله . ثم خر علي ساجدا لله شكرا
، فلما رفع رأسه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : بارك الله لكما وبارك فيكما
وأعز جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب . وأخرج أكثره أبو الخير القزويني الحاكمي
والعقد له مع غيبته سائغ لأن من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن ينكح من شاء على من
شاء بلا إذن لأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم . وقال أيضا في ص 128 : إن الله يأمرك
أن تزوج فاطمة من علي . قال في الهامش : رواه أبو علي الحسن بن شاذان يرفعه بسنده
عن أنس (أن) جبرئيل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم . . . وقال أيضا في ص 568 :
(قال) صلى الله عليه وسلم : يا أنس أتدري ما جاء به جبرئيل ؟ قلت : الله ورسوله
أعلم . قال : أمرني الله تبارك وتعالى أن أزوج فاطمة من علي ، فانطلق فادع لي رؤساء
المهاجر والأنصار ، فجمعوا ثم خطب خطبة التزويج لعلي من فاطمة رضي الله عنهما .
أخرج هذا الحديث أبو الخير القزويني الحاكمي في كتاب (الذخائر) يرفعه بسنده إلى عن
أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غشيه الوحي فلما أفاق قال لي . . . . قال في
الهامش : رواه أبو الخير القزويني الحاكمي يرفعه بسنده عن أنس (في الذخائر) .
ص 475
وقال أيضا : (قال صلى الله عليه وسلم) : يا أنس أتدري بما جاءني به جبرئيل عليه
السلام من عند صاحب العرش عز وجل ؟ قلت : بأبي وأمي بما جاءك جبرئيل ؟ قال : قال
جبريل : إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تزوج فاطمة بعلي ، فانطلق فادع لي أبا بكر
وعمر وعثمان وطلحة والزبير ونفرا من الأنصار ، قال : فانطلقت فدعوتهم ، فلما أن
أخذوا مجالسهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحمد لله المحمود بنعمته ،
المعبود بقدرته ، المطاع سلطانه ، المرهوب عن عذابه وسطوته ، النافذ أمره في سمائه
وأرضه ، الذي خلق الخلق بقدرته ، وميزهم بأحكامه ، وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن الله تبارك اسمه وتعالت عظمته جعل المصاهرة سببا حقا
وأمرا مفترضا وحكما عادلا وخيرا جامعا ، وانتج بها الأرحام والتزم بها الأنام ،
وقال عز وجل من قائل (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)
فأمر الله تعالى يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، ولكل قضاء قدر ولكل قدر
أجل ولكل أجل كتاب (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ويحكم ما يريد وعنده أم الكتاب . ثم
قال : إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة بعلي بن أبي طالب ابن عمي ، فاشهدوا أني
قد زوجته بها . وقال: يا علي إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أزوجك فاطمة وأني قد
زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة . فقال علي : قد رضيتها يا رسول الله ، ورضيت بذلك
عن الله العظيم ورسوله الكريم . ثم إن الله عز وجل أمرني أن أزوجك فاطمة على
أربعمائة مثقال فضة أرضيت بذلك ؟ قال : قد رضيت بذلك يا رسول الله . ثم إن عليا خر
ساجدا لله شكرا ، فلما رفع رأسه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : جمع الله
شملكما وأعز جدكما وأطاب نسلكما وجعل نسلكما مفاتيح
ص 476
الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة ، وبارك الله لكما وبارك فيكما وبارك عليكما وأسعد
جدكما وأخرج منكما كثيرا طيبا ، اللهم إنهما مني وأنا منهما ، اللهم كما أذهبت عني
الرجس وطهرتني فأذهب عنهما الرجس وطهرهما وطهر نسلهما . فجمع الله شملهما وأطاب
نسلهما . وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة . ثم حضر علي وكان
غائبا فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أنس : والله لقد أخرج الله منهما
الكثير الطيب . وقال في الهامش : رواه في سننه النسائي وابن عساكر وأبو علي الحسن
بن شاذان فيما نقله عنه الحافظ جمال الدين الزرندي في (نظم درر السمطين) . وقد
أورده المحب الطبري وأخرجه أبو الخير القزويني الحاكمي هم جميعا يرفعه بسنده إلى
أنس : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فغشيه الوحي - الخ . ومنهم العلامة المولوي
ولي الله اللكهنوئي في (مرآة المؤمنين) (ص 169) قال : وهم خوارزمي از علي مرتضى
عليه السلام روايت كرد كه گفت وى فرمود رسولخدا (ص) آمد مرا فرشته وگفت اى محمد
بدرستيكه خداى تعالى درود ميفرستد برتو وسلام ميگويد كه تزويج كن فاطمه را از علي ،
پس تزويج كرد رسولخدا (ص) فاطمة را از علي وبدرستيكه اهل آسمان خوش شدند وشادمان
گشتند وقريب است كه پيدا شود از اين هر دو پسر كه آنها سروران جوانان اهل جنت
خواهند بود وبآنها زينت يابد اهل جنت پس بشارت بادترا يا محمد بدرستيكه تو بهتر
اولين وآخرين هستي .
ص 477
ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 133
نسخة مكتبة توب قبو سراي) قال : وروي عن أبي هريرة قال : لما خطب علي فاطمة من رسول
الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها ، فقال : أي بنية إن ابن عمك عليا قد خطبك فماذا
تقولين ؟ فبكت ثم قالت : كأنك يا أبه إنما ادخرتني لفقير قريش . فقال : والذي بعثني
بالحق ما تكلمت في هذا حتى أذن الله فيه من السماء فقالت فاطمة : رضيت بما رضي الله
لي ورسوله . فخرج من عندها واجتمع المسلمون إليه ، ثم قال : يا علي اخطب لنفسك فقال
علي : الحمد لله الذي لا يموت ، وهذا محمد رسول الله زوجني فاطمة ابنته على صداق
مبلغه أربعمائة درهم ، فاسمعوا ما يقول واشهدوا قالوا : ما تقول يا رسول الله ؟ قال
: أشهدكم أني قد زوجته . وروى عن جابر بن عبد الله قال : دخلت أم أيمن على النبي
صلى الله عليه وسلم وهي تبكي ، فقال لها : ما يبكيك ؟ لا أبكى الله عينيك . قالت :
بكيت يا رسول الله لأني دخلت منزل رجل من الأنصار قد زوج ابنته رجلا من الأنصار
فنثر على رأسها اللوز والسكر ، فذكرت تزويجك فاطمة من علي بن أبي طالب ولم تنثر
عليها شيئا . فقال صلى الله عليه وسلم : لا تبكي يا أم أيمن ، فوالذي بعثني
بالكرامة واستخصني بالرسالة ما أنا زوجته ولكن الله زوجه ، ما رضيت حتى رضي علي وما
رضيت فاطمة حتى رضي الله رب العالمين ، يا أم أيمن إن الله عز وجل لما أن زوج فاطمة
من علي أمر الملائكة المقربين أن يحدقوا بالعرش ، فمنهم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل
، وأمر الجنان أن تزخرف فتزخرفت ، وأمر الحور العين أن تتزين فتزينت . وكان الخاطب
الله تعالى ، وكان الملائكة الشهود ، ثم أمر شجرة طوبى أن تنثر فنثرت عليهم اللؤلؤ
الرطب مع الدر الأبيض مع الياقوت الأحمر مع الزبرجد
ص 478
الأخضر، فابتدر حور العين من الجنان يرفلن في الحلي والحلل يلتقطنه ويقلن : هذا من
نثار فاطمة بنت محمد ، فهن يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة . ومنهم الفاضل الأمير
أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 53 ط
بيروت سنة 1408) قال : ودر مدارج النبوة آمده كه از وقائع سنه ثانيه ، نكاح فاطمة
زهرا وعلي مرتضى رضي الله عنهما . وروايت مى كند أنس رضي الله عنه كه بودم من نزد
رسول الله صلى الله عليه وسلم پس در گرفت آن حضرت را حالتي كه در ميگرفت اورا نزد
وحى وربوده شد از خود پستر گشاده شد آن حالت ، به حال خود آمد وفرمود : يا أنس آمد
مرا جبرئيل عليه السلام از نزد پروردگار عرش وگفت : به درستى خداى تعالى امر مى كند
تورا كه تزويج كنى فاطمه را با على . ونيز در مدارج النبوة است كه ذكر كرده است
جزري در حصن حصين از صحيح ابن حبان كه چون تزويج كرد آن حضرت صلى الله عليه وسلم
على را ، فاطمه در آمد در خانه وگفت مر فاطمة را : بيار مرا آبى ، پس گرفت فاطمه
قدح چوبين را وپر كرد آن را به آب ، پس گرفت آن حضرت آن را وانداخت آب دهن مبارك
خود را دروى وفرمود فاطمه را : پيش آى ، آمد فاطمه ، پس پاشيد آب را در ميان سينه
شريف وسر مبارك وى وفرمود : خداوندا من پناه ميدهم به تو او را وذريت اورا از شيطان
رانده شده ، پستر گفت : پشت كن اي فاطمه به جانب من پس پشت كرد به جانب آن حضرت ،
پس ريخت آب آن حضرت ميان شانه هاى او وفرمود : خداوند من پناه ميدهم به تو اورا
وذريت اورا از شيطان رجيم . باز فرمود آن حضرت : بياريد مرا آب ، گفت علي : دانستم
آنچه ميخواهد آن حضرت ، پس ايستادم وپر كردم كاسه وآوردم آب را ، پس گرفت آن حضرت
ص 479
آن را وبيانداخت آب دهن خود را در وى وگفت مرا : پيش آى ، پس پيش آمدم پس انداخت آب
را بر سر من وپيش روى من وفرمود : (اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم) ،
بستر گفت دراى باهل خود باسم الله والبركة . ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر
خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 52 ط بيروت سنة 1408) قال
: أخرج الطبراني في معجمه الكبير عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي . . . . وقال أيضا في ص 53 : وفي الرياض
المستطابة ليحيى العامري : اختصه - أي علي - بتزويج سيدة نساء العالمين ، وأخبر أن
ذلك بوحي من الله تعالى وأن الله جعل ذرية نبيه في صلبه . ومنهم الفاضل المعاصر
الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله) (ص 41 ط
القاهرة سنة 1399) قال : أما علمت أن الله عز وجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم
أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحته واتخذته وصيا -
قاله لفاطمة (طب عن أبي أيوب)
ص 480
ومنهم العلامة الشيخ أبو محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة
1278 في (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 19 ط المطبعة الفاسية) قال
: وروى أبو بكر بن الخزاز في كتاب (المناقب) وغيره عن بلال بن حمامة رضي الله عنه
قال : طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم متبسما ضاحكا ووجهه مشرق
كدائرة القمر ، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله ما هذا النور ؟
قال : بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي ، وأن الله تعالى زوج عليا من
فاطمة وأمر رضوان خازن الجنان بهز شجرة طوبى ، فحملت رقاقا - يعني صكاكا - بعدد
محبي أهل البيت ، وأنشأ تحتها ملائكة من نور ودفع إلى كل ملك صكا ، فإذا استقرت
القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا يبقى محب لأهل البيت ودفعت إليه صكا
فيه فكاكه من النار ، فصار أخي ابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من
النار . ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ابن محمد
الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 41 ط
مطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال : إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي
(طب عن ابن مسعود) . وقال أيضا في ص 43 : يا أنس أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند
صاحب العرش ؟ قال : إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي (هق ، والخطيب ، وابن عساكر
عن أنس) قال :
ص 481
كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فغشيه الوحي ، فلما سرى عنه قال - فذكره وقال
أيضا في ص 87 : عن أنس رضي الله عنه قال : كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم
فغشيه الوحي ، فلما سرى عنه قال : أتدري يا أنس ما جاء به جبرئيل من عند صاحب العرش
؟ قال : إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي رضي الله عنهما (خط ، كر ، ك) . ومنهم
الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في القسم
الثاني من (جامع الأحاديث (ج 4 ص 488وج 6 ص 299 وج 7 ص 67 ط دمشق) قالا : عن أنس
رضي الله عنه قال : كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم فغشيه الوحي ، فلما سرى
عنه قال : أتدري يا أنس ما جاء به جبريل من عند صاحب العرش ؟ قلت : بأبي وأمي ! وما
جاء به جبريل من عند صاحب العرش ؟ قال : إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي رضي
الله عنه (خط ، كر ، ك) . ومنهم العلامة أحمد بن محمد الحافي (الخوافي) في (التبر
المذاب) (ص 42 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال : وعن أنس قال : كنت عند النبي صلى
الله عليه وسلم فغشيه الوحي ، فلما أفاق قال : أتدري ما جاء به جبرئيل ؟ قلت : الله
ورسوله أعلم . قال : أمرني ربي أن أزوج فاطمة من علي ، فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان
وطلحة والزبير وبعدة من الأنصار . فلما أقبل علي قال صلى الله عليه وسلم له : يا
علي إن الله أمرني أن
ص 482
أزوجك فاطمة وقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة أرضيت ؟ قال : رضيت يا رسول الله .
ثم قام علي وخر ساجدا شكرا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : جعل الله منكما
الكثير الطيب . خرجه القزويني . وفي ص 440 قال : وعن أنس : بينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم في المسجد إذ قال لعلي : هذا جبرئيل يخبرني أن الله عز وجل زوجك فاطمة
وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك ، وأوحى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر
والياقوت ، فنثرت عليهم ذلك ، فابتدرت إليه الحور يلتقطن في أطباقهن الدر والياقوت
، فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة . خرجه الملا . ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن
محمد بن الخضر الموصلي في (الوسيلة) (ص 164 ط حيدر آباد الدكن) قال : وعن أنس رضي
الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد فجاء علي رضي
الله عنه فقال له : يا علي ما جاء بك ؟ فقال : جئت أسلم عليك يا رسول الله . فقال :
هذا جبرئيل يخبرني أن الله تبارك وتعالى زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين ألف
ألف ملك ، فأوحى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت ، فنثرت عليهم الدر
والياقوت ، فابتدرت إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدر والياقوت ، فهم يتهادونه
بينهم إلى يوم القيامة . ومنهم العلامة الشريف السيد إبراهيم المدني الحسني
السمهودي في (الإشراف على فضل الأشراف) (ص 59) قال : وعن أنس قال : كنت عند النبي
صلى الله عليه وسلم فغشيه الوحي ، فلما أفاق
ص 483
قال لي : يا أنس أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش عز وجل ؟ قلت : بأبي
أنت وأمي ما جاءك به جبرئيل ؟ قال : قال : إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة بعلي ،
فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ونفرا من الأنصار قال : فانطلقت
فدعوتهم ، فلما أخذوا مقاعدهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحمد لله
المحمود بنعمته - وذكر الخطبة المشتملة على التزويج وفي آخرها - يجمع الله شملهما ،
وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة - ثم ذكر حضور علي وقد كان
غائبا ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يا علي إن الله أمرني أن أزوجك
فاطمة وإني قد زوجتكها على أربعمائة مثقال من الفضة فقال : قد رضيتها يا رسول الله
. ثم إن عليا خر ساجدا لله شكرا ، فلما رفع رأسه قال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم : بارك الله لكما وبارك فيكما وأسعدكما وأخرج منكم الكثير الطيب . أخرجه أبو
الحسن بن شاذان فيما نقله عنه الحافظ جمال الدين الزرندي في (نظم درر السمطين) وقد
أورده المحب في (ذخائره) بدون قوله : يجمع الله شملهما - إلى قوله - وأمن الأمة ،
وقال : خرجه أبو الخير القزويني الحاكمي . وأورده أيضا منسوبا إلى تخريج الحاكمي
بزيادة قصة في خطبة أبي بكر لها رضي الله عنها ، فقال عليه السلام : لم يبرز القضاء
، ثم خطبها عمر مع عدة من قريش ، كلهم يقول مثل قوله لأبي بكر ثم ذكر خطبة علي وساق
الحديث بنحوه . ومنهم الحافظ ابن شيرويه الديلمي في (الفردوس) (ص 44 نسخة مكتبة
الناصرية في لكهنو) قال : أخبرنا والذي نور الله حضرته : قال أخبرنا أبو علي الحسين
بن حبش المقرئ
ص 484
قال حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن هارون الدقاق ، قال حدثنا علي بن عباد ، قال
حدثنا عبد الملك بن حيان ، قال حدثنا محمد بن بيان العرقي من أهل ساحل دمشق ، قال
هيثم ، عن يونس ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذ غشيه الوحي ، فلما أفاق قال : يا أنس إن الله عز وجل أمرني أن
أزوج فاطمة من علي ، فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعدتهم من
الأنصار فانطلقت ودعوتهم ، فلما أخذوا مجالسهم قال رسول الله : الحمد لله المحمود
بنعمته - الخ . ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن
أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي المتولد سنة 691 والمتوفى سنة 751 في كتاب (اجتماع
الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية) (ص 54 ط بيروت سنة 1404) قال : وقد روى
في حديث خطبة علي رضي الله عنه لفاطمة رضي الله عنها : إن النبي صلى الله عليه وسلم
لما استأذنها قالت : يا أبت كأنك أنما ادخرتني لفقير قريش . فقال : والذي بعثني
بالحق نبيا ما تكلمت بهذا حتى أذن الله فيه من السماء فقالت : رضيت بالله وبما رضي
الله لي . ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود البازلي الكردي الحموي الشافعي في
(غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام) (ص 295 والنسخة مصورة من مخطوطة
جستربيتي بايرلندة) قال : قال في (الروض الفائق) ولقد خطب فاطمة أبو بكر وعمر ،
فقال صلى الله عليه وسلم : أمرها إلى الله تعالى ، ثم إن أبا بكر وعمر وسعد بن معاذ
كانوا جلوسا
ص 485
في المسجد ، فتذاكروا أمر فاطمة ، فقال أبو بكر : قد خطبها الأشراف فردهم صلى الله
عليه وسلم وقال : أمرها إلى الله ، وأن عليا لم يخطبها ولا أدري يمنعه من ذلك إلا
قلة ذات اليد ، وأن الله ورسوله إنما يحبساها من أجله ، ثم أقبل أبو بكر عليهما
وقال : هل لكما أن نأتي إلى علي فنذكر له أمرها ، فإن منعه من ذلك قلة ذات اليد
واسيناه ، فأتوا عليا فرأوه ينضح الماء على نخل من الأنصار بأجرة ، فقال : ما
وراءكم ؟ قالوا : يا أبا الحسن إنه لم يبق خصلة من الخير إلا ولك فيها سابقة ، وقد
خطب الأشراف فاطمة وفوض صلى الله عليه وسلم أمرها إلى الله تعالى ، فما خطبك ألا
تخطبها وإنا نرجو إنما يحبسها لأجلك ، فتغرغرت عينا علي بالدمع ، وقال : لقد هيجت
لي ساكنا ، ووالله إن لي فيها لرغبة ويمنعني من ذلك قلة ما في اليد . فقال أبو بكر
: لا تقل ذلك فإن الدنيا عنده هباء منثور . ثم أقبل علي إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فوجده عند أم سلمة ، فطرق الباب فقالت : من بالباب ؟ فقال (ص) هذا رجل
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فافتحي له . قالت : فداك أبي وأمي من هو ؟ قال :
هذا أخي وأحب الناس إلي . قالت : فقمت مبادرة أكاد أعثر في مرطي ، ففتحت الباب فإذا
بعلي بن أبي طالب ، فوالله ما دخل علي حتى علم أني رجعت إلى خدري ، فدخل فسلم فجلس
وجعل يطرق إلى الأرض كأنه طالب حاجة يستحيي أن يسألها ، فقال صلى الله عليه وسلم :
ابد ما في نفسك فكل حاجاتك مقضية : فقال : فداك أبي وأمي أنت تعلم يا رسول الله إنك
أخذتني من عمك : فإن الله تعالى قد هداني بك واستنقذتني عما كان عليه آبائي وأجدادي
من الشرك ، وأنت ذكري ووسيلتي في الدنيا والآخرة ، وقد أحببت ما شد الله به عضدي أن
يكون لي بيت وزوجة أسكن إليها وقد أتيتك خاطبا ، فتهلل وجه النبي صلى الله عليه
وسلم ، ثم تبسم في وجه علي ، وقال : هل معك شيء تصدقها ؟ قال : ما يخفى عليك أمري ،
ما أملك إلا درعي وسيفي وناضحي ،
ص 486
فقال (ص) : أما سيفك فلا غناء لك عنه تجاهد به في سبيل الله ، وأما ناضحك فتكتسب
عليه لأهلك ، ولكن أزوجك على درعك - وكانت تساوي أربعمائة درهم . ثم قال : أبشر يا
علي فإن الله قد زوجك بها في السماء قبل أن أزوجك في الأرض ، ولقد هبط علي ملك من
السماء قبل أن تأتي ، لم أر مثله في الملائكة بوجوه شتى وأجنحة شتى ، فسلم وقال :
أبشر باجتماع الأهل وطهارة النسل . فقلت : وما ذاك ؟ فقال : يا محمد اسمي استطاييل
الملك الموكل بإحدى قوائم العرش ، سألت الله تعالى أن يأذن لي ببشارتك ، وهذا
جبرئيل على أثري يخبرك عن ربك بكرم الله تعالى فما استتم كلامه حتى هبط جبرئيل فسلم
ووضع ، في يده حريرة بيضاء ، فيها سطران مكتوبان بالنور ، فقلت : ما هذه الخطوط ؟
قال : إن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارك من خلقه وبعثك برسالته ، ثم اطلع
ثانية فاختار لك منها أخا ووزيرا وصاحبا وحبيبا فزوج ابنتك فاطمة من علي بن أبي
طالب ، وأن الله تعالى أوحى إلى الجنان أن تزخرفي ، وإلى الحور أن تتزين ، وإلى
شجرة طوبى أن تحملي الحلي والحلل ، وأمر الملائكة أن تجتمع في السماء الرابعة عند
البيت المعمور وهبطت ملائكة الأعلى ، وأمر الله تعالى رضوان أن ينصب منبر الكرامة
على باب البيت المعمور ، وهو المنبر الذي خطب عليه آدم عليه السلام حين علمه الله
الأسماء، وأمر ملكا من ملائكة الحجب يقال : له راحيل ، فعلا المنبر وحمد الله تعالى
وأثنى عليه بما هو أهله ، فارتجت السماء فرحا . قال جبرئيل : وأوحى ربك إلي أن أعقد
عقدة النكاح بينهما ، ففعلت وأشهدت الملائكة ، وكتبت شهادتهم في هذه الحريرة ،
وأمرني أن أعرضها عليك وأختمها بخاتم مسك أبيض ، وأدفعها إلى رضوان خازن الجنان ،
وأمر الله تعالى شجرة طوبى أن تنثر ما فيها من الحلي والحلل فنثرت ، والتقطه الحور
العين والملائكة
ص 487
ليتهادونه إلى يوم القيامة ، وأمرني أن أبشرك بغلامين نجيبين خيرين في الدنيا
والآخرة . قال صلى الله عليه وسلم : فوالله يا علي ما عرج الملك حتى طرقت الباب ،
ألا وإني منفذ فيك أمر ربي ، فاذهب فإني ذاهب إلى المسجد ومزوجك على رؤوس الناس ،
وذاكر من فضلك ما تقر به عينك . قال علي : فخرجت ولا أعقل من الفرح ، فاستقبلني أبو
بكر وعمر فقالا : ما وراؤك ؟ فأخبرتهما الخبر ، ففرحا ودخلا المسجد ، فوالله ما
توسطنا حتى دخل صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه سرورا ، فقال : يا بلال اجمع
المهاجرين والأنصار فانطلق بلال ، وجلس صلى الله عليه وسلم قريبا من منبره ، فاجتمع
الناس فرقى المنبر ، وحمد الله تعالى وأثنى عليه ، فقال : يا معشر المسلمين إن
جبرئيل أتاني فأخبرني أن الله أشهد عند البيت المعمور أنه زوج أمته فاطمة ابنتي من
عبده علي في السماء ، وأمرني أن أزوجه في الأرض وأشهدكم على ذلك . ثم جلس وأمر عليا
فخطب ، ثم زوجها منه على أربعمائة درهم ، ثم انصرف إلى منزله وأمر أمهات المؤمنين
أن يأتين فاطمة ، ففعلن وضربن على رأسها بالدفوف قال علي : فأخذت الدرع وذهبت به
إلى السوق ، وبعت بأربعمائة درهم من عثمان ، فأقبضني الثمن وقبض الدرع ، فقال : يا
علي ألست الآن أحق بالدرع منك وأنت أحق بالدراهم مني ؟ قال : بلى . قال : فإن الدرع
هبة مني إليك ، فأخذ علي الدرع والدراهم ، وأتى بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وأخبره الخبر ، فدعى لعثمان بخير . ثم قبض من الدراهم قبضة ودعى بأبي بكر ، وقال :
اشتر بهذه ما يصلح لفاطمة في بيتها ، وأرسل معه بلالا وسلمان ليعيناه على حمل ما
يشتري ، وكانت
ص 488
الدراهم ثلاثة وستين درهما ، فاشترى فراشا من خيش حشوه الصوف فيه نطعا من أدم
ووسادة من أدم حشوه الليف ، وقربة للماء وكيزانا وستر صوف . فحمل أبو بكر بعضه
وسلمان بعضه وبلال بعضه ، ووضعوه بين يديه صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه بكى ، ثم
رفع رأسه وقال : اللهم لقوم شعارهم الخوف منك ، ودفع باقي الدراهم إلى أم سلمة
واستحفظها . قال علي : ومكثت شهرا لا أعاوده صلى الله عليه وسلم حياء ، ولكن كلما
خلى بي يقول لي : يا علي زوجتك سيدة نساء العالمين ، فلما انتهى شهر دخل علي أخي
عقيل وقال : ما فرحت بشيء كفرحي بتزويجك ، فإن تدخل قرت أعيننا باجتماع النسل .
فقلت : والله إني أحب ذلك ولكني استحيي أن أقول له صلى الله عليه وسلم فقال عقيل :
أقسمت عليك إلا ما قمت معي ، فقمت معه نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأينا
في الطريق أم أيمن مولاته وذكرنا لها ذلك ، فقالت : مهلا حتى أكلمه ، فإن كلام
النساء أوقع في النفس ، فرجعت إلى أم سلمة وأعلمتها بذلك ، فاجتمعن أمهات المؤمنين
في بيت عائشة وأحدقن به وقلن فديناك بآبائنا وأمهاتنا إنا اجتمعنا لأمر لو أن خديجة
في الحياة لقرت بذلك عينا . فلما سمع ذكر خديجة بكى صلى الله عليه وسلم فقال : أين
مثل خديجة ، صدقتني حين كذبني الناس ، وواستني مالها حين حرمني الناس ، وأعانتني
على ديني ودنياي . فقالت أم سلمة : خديجة كذلك ، ولكن هذا ابن عمك يريد أن يدخل على
أهله ، فقال : أرسلي إلى أم أيمن ، وأمر بها إلى علي أن تنطلق إلى علي فتأتيني به ،
فخرجت أم أيمن وإذا علي ينتظرها ، فقالت : أجب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتاه في
حجرة عائشة وجلس مطرقا ، فأعلمه صلى الله عليه وسلم أنه يدخل على أهله ليلته ، ودفع
إليه عشرة دراهم ، وقال : اشتري بهذا سمنا وتمرا وأقطا ، ففعل وأتى به ، فحسر صلى
الله عليه وسلم عن ذراعيه وشد في التمر بالسمن ، ثم خلط
ص 489
بالأقط ، فجعله حيسا ، وقال : يا علي ادع لي عشرة وغطى الحيس بالمنديل ، فورد عشرة
عشرة ، وهكذا حتى أكل من ذلك سبعمائة رجل كما هو لم ينقص من ذلك شيء ، فلما دخل
الليل ودخل على فاطمة رآها تبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ أما ترضي أن أكون لك بعلا
وتكوني لي أهلا . قالت : بلى ، ولكني تفكرت في حالي وأمري عند ذهاب عمري ونزولي في
قبري ، فشبهت دخولي في فراشي بمنزلي كدخولي إلى لحدي وقبري ، فأنشدك الله أن قمت
إلى الصلاة فنعبد الله تعالى هذه الليلة ، فكانا يقطعان الليل والنهار بالصلاة حتى
مضت عليهما ثلاثة أيام ، حتى باهى الله بهما الملائكة المقربين وجعلهما شفيعا في
العصاة والمذنبين . ومنهم الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في
(المعجم الكبير) (ج 10 ص 193 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال : حدثنا أبو مسعود عبد
الرحمن بن الحسين الصابوني التستري ، ثنا إسماعيل ابن موسى السدي ، ثنا بشر بن
الوليد الهاشمي ، ثنا عبد النور بن عبد الله المسمعي عن شعبة بن الحجاج ، عن عمرو
بن مرة ، عن إبراهيم ، عن مسروق ، عن عبد الله ابن مسعود عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي رضي الله عنهما . وقال أيضا في
ج 22 ص 407 : حدثنا علي بن سعيد الرازي وعبد الرحمن بن الحسين الصابوني التستري ،
قالا ثنا إسماعيل بن موسى السدي ، ثنا بشر بن الوليد الهاشمي ، ثنا عبد النور بن
عبد الله المسمعي ، عن شعبة بن الحجاج ، عن عمرو بن مرة ، عن إبراهيم . قال : حدثني
مسروق ، عن عبد الله بن مسعود قال : سأحدثكم بحديث سمعته من
ص 490
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أزل أطلب الشهادة للحديث فلم أرزقها ، سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك يقول ونحن نسير معه : إن الله أمرني أن أزوج
فاطمة من علي ففعلت : قال جبرائيل عليه السلام : إن الله بنى جنة من لؤلؤة قصب بين
كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشذرة بالذهب ، وجعل سقوفها زبرجدا أخضر ، وجعل
فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت . ثم جعل عليها غرفا لبنة من فضة ولبنة من ذهب
ولبنة من در ولبنة من ياقوت ولبنة من زبرجد ، ثم جعل فيها عيونا تنبع في نواحيها
وحفت بالأنهار ، وجعل على الأنهار قبابا من در قد شعبت بسلاسل الذهب وحفت بأنواع
الشجر ، وبنى في كل غصن قبة ، وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس
والاستبرق ، وفرش أرضها بالزعفران وفتق بالمسك والعنبر ، وجعل في كل قبة حوراء
والقبة لها مائة باب على كل باب حارسان وشجرتان ، في كل قبة مفرش ، وكتاب مكتوب حول
القباب آية الكرسي قلت لجبريل : لمن بنى الله هذه الجنة ؟ قال : بناها لابنتك فاطمة
وعلي بن أبي طالب سوى جنانها تحفة أتحفها وأقر عينيك يا رسول الله . ومنهم العلامة
السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص
333 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال : وعن أمير المؤمنين عمر : وقد ذكر عنده أمير
المؤمنين المرتضى علي عليه السلام قال : ذلك صهر رسول الله صلى الله عليه وآله
وبارك وسلم ، نزل جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة
ابنتك من علي . وقال أيضا في ص 334 : عن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال : لما
أراد رسول الله صلى الله عليه وآله
ص 491
وبارك وسلم أن يوجه فاطمة إلى علي عليهما السلام أخذتها رعدة ، فقال صلى الله عليه
وآله وبارك وسلم : يا بنية لا تجزعي إني لم أزوجك من علي إن الله أمرني أزوجكه .
روى الستة الطبري وقال في الأول : خرجه الإمام علي بن موسى الرضا في مسنده ، وفي
الثاني خرجه الملا في سيرته ، وفي الثالث خرجه الغساني ، وفي الرابع خرجه الإمام
علي بن موسى ، وفي الخامس خرجه ابن السمان في الموافقة ، وفي السادس خرجه الغساني .
عن جابر رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم في يوم
شديد الحر قائظ ، فقال : يا أيها الناس أنا وأهل بيتي سادات أهل الجنة في الجنة ،
ألا وإن الله عز وجل قد أوحى إلي من فوق سبع سماوات على لسان جبرئيل أن أزوج فاطمة
من علي ، فإن الله عز وجل زوجها من فوق سبع سماوات ، وشهد ملائكتها جبرئيل وميكائيل
وإسرافيل في سبعين ألفا من الملائكة الكروبيين وسبعين ألفا من الملائكة عليهم
السلام يسجد أحدهم سجدة ولا يرفع رأسه حتى تقوم الساعة ، فأوحى الله تعالى إليهم
إرفعوا رؤوسكم واشهدوا أملاك علي بفاطمة ، وكان الخطيب جبرئيل وشاهدان ميكائيل
وإسرافيل ، ثم أوحى الله تعالى إلى شجرة طوبى وأمر الحور العين فحضرن ، فقال لها :
أنثري ما فيك ، فنثرت شجرة طوبى ما فيها من جوز ولوز وسكر جوز من در ولوز من ياقوت
وسكر من سكر الجنة ، فالتقطته حور العين ، فهو عندهن في الأطباق تهادينه يقلن : هذا
من نثار تزويج فاطمة بعلي . رواه الصالحاني وقال فيه : أخبرنا أبو موسى المديني ،
فذكر إسناده . وقال أيضا في ص 337 : عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال :
سأحدثكم بحديث سمعته من
ص 492
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك يقول ونحن نسير معه : إن الله عز وجل
أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت ذلك ، قال جبرئيل عليه السلام : إن الله عز وجل
بنى جنة من لؤلؤ قصب بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة ومن ياقوت مشذرة بالذهب ، وجعل
سقوفها زبرجد أخضر ، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة باليواقيت ثم جعل عليها غرفا
لبنة من فضة ولبنة من ذهب ولبنة من زبرجد ، ثم جعل فيها عيونا تنبع في نواحيها وحفت
بالأنهار ، وجعل على الأنهار قبابا من در قد شعب بسلاسل الذهب وحفت بأنواع الشجر ،
وبنى في كل غصن قبة ، وجعل في كل قبة أريكة من در بيضاء غشاؤها السندس والاستبرق ،
وفرش أرضها بالزعفران ، وفتقت بالمسك والعنبر ، وجعل في كل قبة حورا ، والقبة لها
مائة باب على كل باب جاريتان وشجرتان ، في كل قبة مفرش وكتاب مكتوب حول القباب آية
الكرسي ، فقلت : يا جبرئيل لمن بنى الله تعالى هذه الجنة ؟ قال : هذه جنة بنى الله
تعالى لعلي وفاطمة ابنتك سوى جناتهما ، تحفة أتحفها الله تعالى إليهما لتقر عينك يا
رسول الله . رواه الصالحاني عن إسناده الحافظ أبي موسى بإسناده قال : حديث غريب من
حديث شعبة لا أعرفه إلا من رواية عبد النور عنه ثم من رواية بشر عن عبد النور .
وقال أيضا في ص 338 : وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنها قال : لما زوج رسول
الله صلى الله عليه وسلم فاطمة من علي عليهما السلام أتاه ناس من قريش فقالوا : إنك
زوجت عليا بمهر خسيس . فقال (ص) : ما أنا زوجت عليا ولكن الله زوجة ليلة أسري بي
عند سدرة المنتهى ، أوحى الله عز وجل إلى السدرة أن انثري ما عليك ، فنثرت الدر
والجوهر والمرجان ، فابتدرن الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن ويقلن هذا
من نثار فاطمة بنت محمد ، فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي صلى الله
ص 493
عليه وسلم ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة اركبي ، وأمر سلمان أن
يقودها والنبي يسوقها ، فبينا هو في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم
وجبة ، وإذا هو جبرئيل في سبعين ألفا ، فقال النبي : فبم أهبطتم إلى الأرض . قالوا
: جئنا لنزف فاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب ، فكبر جبرئيل وكبر ميكائيل وكبرت
الملائكة صلى الله عليهم ، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة . رواه الإمام
الحافظ الخطيب البغدادي بإسناده . وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : لما
كانت الليلة التي زفت فيها فاطمة إلى علي عليهما السلام كان النبي صلى الله عليه
وآله وبارك وسلم أمامهما وجبرئيل عن يمينهما وميكائيل عن يسارهما وسبعون ألف ملك من
خلفهما ، يسبحون الله عز وجل ويقدسونه حتى طلع الفجر . رواه الطبري وقال : خرجه
الحافظ أبو القاسم الدمشقي ، ورواه الصالحاني وعنده (أمامها) عوض قدامها و(وراءها)
بدل خلفها . وقال أيضا في ص 339 : وعن الإمام أبي حنيفة الكوفي بمكة وقد كلله
الطالبيون قياما وقعودا ، قال : أخبرنا أبو الزبير ، عن جابر رضي الله تعالى عنه
قال : هبط على النبي صلى الله عليه وسلم - يعني ملكا - فقال : ما اسمك ؟ فقال : أنا
محمود . قال : حدثني محمود فيم هبطت ؟ قال : لتزوج النور من النور . فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : فما النور من النور ؟ قال : تزوج فاطمة من علي ، وهذا جبرئيل عليه
السلام يقفو أثري مع عشرين فوجا من الملائكة عليهم السلام ، قد أوحى الله تعالى إلى
شجر الجنان أن يحملن الحلي والحلل وأن تنثر ذلك على الملائكة فأوحى الله تعالى وقد
أخذت محاسنهن يتوقفن للنثار . قال فاجتمعت الملائكة وخطب النبي صلى الله عليه وسلم
ص 494
فزوج فاطمة من علي عليهما السلام ، فلما ولت الملائكة نظر النبي صلى الله عليه وسلم
في كتفي محمود فإذا فيه مكتوب (لا إله إلا الله ، محمد رسول الله أيده بعلي) . قال
النبي صلى الله عليه وسلم : يا محمود منذ كم هذا مكتوب بين كتفيك ؟ قال : يا محمد
والذي بعثك بالحق نبيا إن هذا مكتوب بين كتفي من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة
وعشرين ألف سنة رواه الصالحاني عن أبي موسى بإسناده وقال هذا حديث غريب جدا .
ص 495
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يا علي إن لك من الثواب ما لو قسم
على أهل الأرض لوسعهم) 
تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب علماء العامة في ج 6 ص 170 إلى
ص 173 وننقل هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق : فمنهم العلامة أبو حفص
عمر بن محمد بن الخضر الملا الموصلي في (الوسيلة) (ص 171 ط حيدر آباد الدكن) قال :
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي إن لك
من الثواب ما لو قسم على أهل الأرض لوسعهم .
ص 496
مستدرك حديث (إن علي عليه السلام كان يرشد الضال وينشد الضال ويعين الضعيف وكان
يأمر الناس بالمعروف) 
تقدم نقل ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج 18 ص 68 ،
ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق : منهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر
وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من (جامع الأحاديث) (ج 4 ص 434 ط دمشق) قالا : عن
زاذان عن علي رضي الله عنه ، أنه كان يمشي في الأسواق وحده وهو وال يرشد الضال ،
وينشد الضال ، ويعين الضعيف ، ويمر بالبياع والبقال ، فيفتح عليه القرآن ويقرأ :
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا) ويقول : نزلت
هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة من سائر الناس (كر) .
ص 497
مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لو لم يخلق الله عليا ما كان لفاطمة
كفو) 
تقدم نقل ما يدل عليه في ج 7 ص 1 وج 17 ص 35 وج 19 ص 117 ، وننقل هيهنا عمن لم
نرو عنه هناك : فمنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 369
مصورة مكتبة السيد الأشكوري) قال : (قال) صلى الله عليه وسلم : لو لم يخلق الله
عليا ما كان لفاطمة كفوء . رواه الديلمي صاحب (الفردوس) يرفعه بسنده عن أم سلمة .
وقال أيضا : (قال) صلى الله عليه وسلم : لو لم يخلق علي ما كان لفاطمة كفوء . رواه
في كتاب (مودة القربى) بسنده عن أم سلمة .
ص 498
وقال أيضا : (قال) صلى الله عليه وسلم : لو لم يخلق علي ما كان لفاطمة كفوء . رواه
الديلمي .
ص 499
حديث قول النبي صلى الله عليه وآله (يا علي إن الله ألف بين روحي وروحك) . 
ذكره
جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب
النيسابوري المتوفى سنة 406 في كتابه (عقلاء المجانين) (ص 153 ط دار الكتب العلمية
في بيروت بتحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول) قال : قال صعصعة بن صوحان : خرجنا مع
الحجاج حاجا إلى بيت الله الحرام ، فبينما نحن في بعض الطريق إذا نحن بصوت أعرابي
يلبي بين الغيضة - إلى أن قال : فقال الحجاج : ما تقول في حق علي بن أبي طالب ؟ قال
: الأعرابي : وما عسى أن أقول في ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته
البتول ، ومن قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا علي إن الله ألف بين روحي
وروحك وكان عرشه على الماء وزوجك فاطمة واختارك لها من قبل أن يخلق الدنيا بألف
عام) فقال الحجاج : فما تقول في الحسن والحسين ؟ قال الأعرابي : وما عسى أن أقول
فيمن ولدتهما البتول ورباهما الرسول وراعاهما جبرائيل ، فهل لهما مثل وعديل ؟
ص 500
حديث قول رسول الله صلى الله عليه وآله (أنا وعلي وفاطمة والحسنان في قبة يوم
القيامة) . 
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : منهم العلامة الحافظ الشيخ جلال
الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 46 ط المطبعة
العزيزية بحيدر آباد الهند سنة 1406) قال : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين يوم
القيامة في قبة تحت العرش (طب عن أبي موسى) .