ص 501
حديث (ركوب علي عليه السلام الناقة بأمر النبي صلى الله عليه وآله وتحركها بعد
ركوبه عليه السلام وبناء مسجد قباء على مدار هذه الناقة) .
ذكره جماعة من الأعلام
في مؤلفاتهم : فمنهم العلامتان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد
الجواد المدنيان في القسم الثاني من (جامع الأحاديث) (ج 4 ص 402 ط دمشق) قالا : عن
جابر : لما سأل أهل قباء النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني لهم مسجدا قال رسول الله
: ليقم بعضكم فيركب الناقة ، فقام أبو بكر رضي الله عنه فركبها وحركها فلم تنبعث ،
فرجع فقعد ، فقام عمر رضي الله عنه فركبها فحركها فلم تنبعث ، فرجع فقعد ، فقام علي
رضي الله عنه فلما وضع رجله في غرز الركاب وثبت به ، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : يا علي ارخ زمامها ، وابنوا على مدارها فإنها مأمورة (طب) .
ص 502
مستدرك قول أمير المؤمنين (ع) (ما رمدت منذ بصق رسول الله (ص) في عيني يوم خيبر ولا صدعت منذ مسح وجهي)

قد تقدم نقل ما يدل عليه من الأحاديث
عن كتب أعلام العامة في ج 17 ص 132 إلى ص 134 ومواضع أخرى من هذه الموسوعة الكبيرة
، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم الفاضلان المعاصران
الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم
الثاني ج 4 ص 334 ط دمشق) قالا : عن علي رضي الله عنه قال : ما رمدت مذ تفل رسول
الله صلى الله عليه وسلم في عيني (حم ، ع ، ض) . عن علي رضي الله عنه قال : ما رمدت
ولا صدعت منذ دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي الراية يوم خيبر (ط ، ق في
الدلائل) . عن علي رضي الله عنه قال : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى
ص 503
الله عليه وسلم وجهي وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية (ش ومسدد وابن جرير
وصححه ، ع ، ص) . ومنهم العلامة الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة
458 في (الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد) (ص 194 ط عالم الكتب في بيروت سنة
1405) قال : وبصق في عين علي رضي الله عنه يوم خيبر من رمد كان بها ودعا له فبرأ
حتى كأن لم يكن به وجع ، ثم لم يشك عينيه بعد . ومنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان
بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في (المجروحين من المحدثين
والضعفاء والمتروكين) (ج 3 ص 16 ط بيروت) قال : روى عن أبي وائل عن عبد الله : أن
النبي عليه الصلاة والسلام كحل عين علي ببزاقه . رواه عنه جعفر بن عون . ومنهم
الفاضل المعاصر الشريف على فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهري المولود
بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه (أحسن القصص) (ج 3 ص 212 ط دار
الكتب العلمية في بيروت) قال : وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد : أن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم قال يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ،
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . فبات الناس يدوكون (أي يخوضون ويتحدثون)
ليلتهم أيهم
ص 504
يعطاها ؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلهم يرجو أن
يعطاها فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقيل هو يشتكي عينيه . قال : فأرسلوا إليه ،
فأتي به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عينيه ودعا له فبرئ ، حتى كأن
لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية .
ص 505
مستدرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أوصى عليا عليه السلام أن يغسله)

تقدم نقل الأحاديث الدالة على ذلك عن كتب أعلام العامة في ج 7 ص 29 إلى ص 36 وج 8 ص
696 إلى ص 704 وج 18 ص 187 إلى ص 194 ، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها
فيما سبق : فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى
سنة 911 في كتابه (مسند علي بن أبي طالب) (ج 1 ص 340 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد
الهند) قال : عن علي بن حسين ، عن أبيه ، عن جده قال : أوصى النبي صلى الله عليه
وسلم عليا أن يغسله ، فقال علي رضي الله عنه : يا رسول الله أخشى أن لا أطيق ذلك ،
فقال : إنك ستعان . قال علي : فوالله ما أردت أن أقلب من رسول الله عضوا إلا قلب
(كر) .
ص 506
ومنهم الحافظ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة 354 في كتابه
(الثقات) (ج 2 ص 158 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد) قال : فأسنده (ص) علي
إلى صدره ، فكان العباس والفضل والقثم يقلبونه ، وكان أسامة بن زيد وشقران مولياه
يصبان عليه الماء ، وعلي يغسله ويدلكه من ورائه ، لا يفضي بيده إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا . ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور محمد صالح البنداق في كتابه (في صحبة النبي صلى الله عليه وآله) (ص
229 ط دار الآفاق الجديدة بيروت سنة 1398) قال : وتقول بعض المصادر أن وفاة النبي
كانت يوم الاثنين في 12 ربيع الأول سنة 11 ه ، 8 يونيه سنة 632 م عن 63 عاما .
فتولى غسله علي بن أبي طالب والعباس ابن عبد المطلب والفضل بن العباس وقثم بن
العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله ، فكان علي بن أبي طالب بسنده إلى صدره
، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه ، وكان أسامة بن زيد وشقران مولاه هما
اللذان يصبان الماء عليه ، وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره ، وعليه قميصه يدلكه به من
ورائه ، لا يفضي بيده إلى رسول الله ، وعلي يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا
وميتا .
ص 507
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول صلى الله
عليه وآله) (ص 174 ط القاهرة سنة 1399) قال : عن عامر قال : غسل رسول الله صلى الله
عليه وسلم علي بن أبي طالب والفضل ابن العباس وأسامة بن زيد ، وكان علي يغسله ويقول
: بأبي أنت وأمي طبت ميتا وحيا . عن عامر قال : كان علي يغسل النبي صلى الله عليه
وسلم ، والفضل وأسامة يحجبانه . عن الشعبي قال : غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
والعباس قاعد والفضل محتضنه ، وعلي يغسله وعليه قميص ، وأسامة يختلف . عن علي قال :
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ألا يغسله أحد غيري ، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا
طمست عيناه . قال علي : فكان الفضل وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر وهما
معصوبا العين . قال علي : فما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا حتى
فرغت من غسله . عن سعيد بن المسيب قال : غسل النبي صلى الله عليه وسلم علي ، وكفنه
أربعة علي والعباس والفضل وشقران . عن عبد الواحد بن أبي عون قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعلي ابن أبي طالب في مرضه الذي توفي به : اغسلني يا علي إذا مت
. فقال : يا رسول الله ما غسلت ميتا قط . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك
ستهيأ أو تيسر . قال علي : فغسلته فما آخذ عضوا إلا تبعني ، والفضل آخذ بحضنه يقول
: اعجل يا علي انقطع ظهري .
ص 508
ومنهم العلامة أبو الطيب محمد صديق بن حسن بن علي الحسيني القنوجي البخاري المتوفى
سنة 1307 في (لقطة العجلان) (ص 143 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405) قال :
وكان الذي تولى غسله علي بن أبي طالب والعباس والفضل وقثم ابنا العباس وأسامة بن
زيد وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان العباس وابناه يقلبونه وأسامة
وشقران يصبان الماء وعلي يغسله ، وعليه قميصه وهو يقول : بأبي أنت وأمي طبت حيا
وميتا . ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ صفي الرحمن المباركفوري الهندي في كتابه
(الرحيق المختوم) (ص 432 طبع دار الكتب العلمية في بيروت) قال : ويوم الثلاثاء
غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن يجردوه من ثيابه ، وكان القائمون
بالغسل العباس وعليا والفضل وقثم ابني العباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأسامة بن زيد وأوس بن خولي ، فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه ، وأسامة
وشقران يصبان الماء ، وعلي يغسله ، وأوس أسنده إلى صدره ، ثم كفنوه في ثلاثة أثواب
بيض سحولية من كرسف ، ليس فيها قميص ولا عمامة أدرجوه فيها إدراجا . ومنهم العلامة
الشيخ عبد الباسط بن خليل بن شاهين الشيخي الحنفي الملطي المتولد سنة 844 في ملطية
والمتوفى بالسل سنة 920 في كتابه (غاية السؤل في سيرة الرسول) (ص 266 ط بيروت سنة
1408) قال : المروي في هذا الباب لدى ابن ماجة (السنن ص 471 ح 1467) أن عليا
ص 509
لما غسل النبي صلى الله عليه وسلم ذهب يلتمس منه ما يلتمس من الميت ، فلم يجده ،
فقال : بأبي الطيب طبت حيا وطبت ميتا . ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادرخان
الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 120 ط بيروت سنة 1408) قال :
قال ابن الوردي في تاريخه : تولى غسله علي والعباس والفضل وقثم ابنا العباس وأسامة
بن زيد أو شقران مولى النبي (ص) ، فكان العباس وأبناؤه يقلبونه وأسامة وشقران يصبان
الماء وعلي يغسله . وفي تاريخ الخميس : كان العباس والفضل وقثم يقلبونه وكان أسامة
وشقران يصبان الماء عليه وأعينهم معصوبة . أخرج ابن سعد في الطبقات عن علي قال :
قال : أوصاني النبي (ص) أن لا يغسله أحد غيري ، فإنه لا يرى عورتي أحد إلا طمست
عيناه . وفي الإستيعاب لابن عبد البر عن ابن عباس قال : لعلي أربعة خصال ليست لأحد
غيره ، هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي كان معه
في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره ، وهو الذي غسله وأدخله في قبره .
ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في (دلائل النبوة)
(ج 7 ص 173 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
عبدان ، قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال أخبرنا ابن ملحان ، قال حدثنا يحيى بن
بكر ، عن الليث .
ص 510
(ح) وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ، قال أخبرنا جدي يحيى بن منصور القاضي ،
قال حدثنا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي ، قال حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا ليث بن
سعد ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرنا عبيد الله ابن عبد الله بن
عتبة ، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه عليه وسلم قالت : لما ثقل النبي واشتد به
الوجع ، استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي ، فأذن له فخرج بين رجلين ، تخط رجلاه في
الأرض بين العباس وبين رجل آخر . قال عبيد الله : فأخبرت عبد الله بن عباس بالذي
قالت عائشة ؟ فقال لي : هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسمه عائشة ؟ قلت : لا .
قال : علي رضي الله عنه . وقال أيضا في ص 243 : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال
أخبرنا عبد الله بن محمد الكعبي ، قال حدثنا إسماعيل بن قتيبة ، قال حدثنا أبو بكر
بن شيبة ، قال حدثنا محمد بن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ،
قال : غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه . وعلى النبي صلى الله
عليه وسلم قميصه ، وعلى يد علي خرقة يغسله بها ، فأدخل يده تحت القميص وغسله
والقميص عليه . أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان
، قال حدثنا أحمد بن يوسف السلمي ، قال حدثنا عبيد الله بن موسى ، قالا أخبرنا
إسماعيل هو ابن أبي خالد ، عن عامر ، قال من غسل النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال :
غسله علي وأسامة والفضل بن العباس . قال : وأدخلوه قبره ، وكان علي يقول وهو يغسله
: بأبي وأمي طيبا حيا وميتا . أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال أخبرنا أبو عبد
الله محمد بن يعقوب ، قال حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، قال حدثنا مسدد ، قال حدثنا
عبد الواحد بن زياد ، قال حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب قال : قال
علي بن أبي
ص 511
طالب رضي الله عنه : غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت أنظر ما يكون من
الميت فلم أر شيئا ، وكان طيبا حيا وميتا صلى الله عليه وسلم ، وولي دفنه واجنانه
دون الناس أربعة علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحد
لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحدا نصب عليه اللبن نصبا . وقال أيضا في ص 244 :
وروى أبو عمر بن كيسان (القصار يروي ، عن مولاه ، عن زيد بن بلال روى عنه عبد الصمد
بن النعمان ، والقاسم بن مالك ، وأسباط - قاله مسلم بن الحجاج) عن يزيد بن بلال ،
قال سمعت عليا يقول : أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله أحد غيري ،
فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه . قال علي ، فكان العباس وأسامة يناولان
الماء وراء الستر ، قال علي : فما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا حتى
فرغت من غسله . أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال حدثنا أبو بكر بن إسحاق ، قال
أخبرنا محمد ابن غالب ، قال حدثنا عبد الصمد بن النعمان ، قال حدثنا أبو عمر ابن
كيسان - فذكره . اخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب ، قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال حدثنا يونس ، عن أبي معشر ، عن محمد بن
قيس ، قال : كان الذي غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ، والفضل
بن عباس يصب عليه الماء ، قال : فما كنا نريد أن نرفع منه عضوا لنغسله إلا رفع لنا
، حتى انتهينا إلى عورته فسمعنا من جانب البيت صوتا : لا تكشفوا عن عورة نبيكم .
وقال أيضا في ص 253 :
ص 512
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، قال حدثنا زياد بن
الخليل التستري ، قال حدثنا مسدد ، قال حدثنا عبد الواحد ، عن معمر ، عن الزهري ،
عن سعيد بن المسيب ، عن علي قال : قال علي رضي الله عنه : غسلت النبي صلى الله عليه
وسلم وذهبت أنظر ما يكون من الميت ، فلم أر شيئا ، وكان طيبا حيا وميتا ، وولي دفنه
واجنانه دون الناس أربعة علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، ولحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحد ونصب عليه اللبن نصبا . أخبرنا أبو
عبد الله الحافظ ، قال أخبرنا أبو عبد الله الاصبهاني ، قال حدثنا الحسن بن الجهم ،
قال : حدثنا الحسين بن الفرج ، عن الواقدي ، قال حدثنا ابن أبي سبرة ، عن عباس بن
عبد الله بن معبد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم موضوعا على سريره ، من حين زاغت الشمس من يوم الاثنين إلى أن زاغت الشمس يوم
الثلاثاء ، يصلي الناس عليه ، وسريره على شفير قبره ، فلما أرادوا أن يقبروه نحوا
السرير قبل رجليه ، فأدخل من هناك ، ونزل في حفرته العباس بن عبد المطلب وعلي بن
أبي طالب وقثم بن العباس والفضل بن العباس وشقران . وقال أيضا في ص 258 : أخبرنا
أبو عبد الله الحافظ ، قال أخبرنا أبو عبد الله الاصفهاني ، قال حدثنا الحسن ابن
الجهم ، قال حدثنا الحسين بن الفرج ، قال حدثنا الواقدي بن عتبة ، قال : ألقى
المغيرة (خاتمه في قبر النبي صلى الله عليه وسلم) فقال علي : إنما ألقيته لتقول
نزلت قبر النبي ، فنزل فأعطاه أو أمر رجلا فأعطاه .
ص 513
ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في
(جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 69 ط دمشق) قالا : عن جابر بن عبد الله : أن
كعب الأحبار قدم زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ونحن جلوس عنده : يا أمير
المؤمنين ما كان آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : سل عليا .
فقال : أين هو ؟ هو ذا ، فسأله فقال علي : أسندته إلى صدري ، فوضع رأسه على منكبي
وقال : الصلاة الصلاة . فقال كعب : كذلك عهد الأنبياء وبه أمروا وعليه يبعثون . قال
: فمن غسله يا أمير المؤمنين ؟ قال : سل عليا ، فسأله فقال : كنت اغسله وكان عباس
جالسا ، وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء (ابن سعد) . وقالا أيضا في ص 713 :
عن علي رضي الله عنه قال : أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله أحد غيري ،
فإنه لا يرى عورتي أحد إلا طمست عيناه . زاد ابن سعد : قال علي رضي الله عنه : فكان
الفضل وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين ، قال علي : فما
تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا حتى فرغت من غسله . ومنهم الفاضل
المعاصر عبد السلام هارون في كتابه (تهذيب سيرة ابن هشام) (ص 349 ط بيروت سنة 1406)
قال : قال ابن إسحاق : فلما بويع أبو بكر رضي الله عنه أقبل الناس على جهاز
ص 514
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء . فحدثني عبد الله بن أبي بكر وحسين بن
عبد الله وغيرهما من أصحابنا : أن علي ابن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل
بن العباس وقثم بن العباس وأسامة ابن زيد وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
هم الذي ولوا غسله ، وأن أوس بن خولي أحد بني عوف قال لعلي بن أبي طالب : أنشدك
الله يا علي وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان أوس من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأهل بدر - قال : ادخل . فدخل فجلس ، وحضر غسل رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه
معه ، وكان أسامة بن زيد وشقران مولاه هما اللذان يصبان الماء وعلي يغسله ، قد
أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه ، لا يفضي بيده إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، وعلي يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا . ولم ير من رسول
الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يرى من الميت . ومنهم العلامة المولوي ولي الله
اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين) (ص 93) قال : قال محمد
بن إسحق : حدثني عبد الله بن أبي بكر وحسين بن عبد الله وغيرهما من أصحابنا أن علي
بن أبي طالب رضي الله عنه والعباس بن عبد المطلب والفضل ابن عباس وقثم بن عباس
وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله هم الذين تولوا غسله ، والأوس بن خولي أحد بني
الخزرج قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أنشدك الله يا علي وحظنا من رسول الله -
وكان أوس من أصحاب رسول الله وأهل
ص 515
بدر - قال أدخل ، فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستند علي إلى صدره
والفضل ، وكان العباس والعباس وقثم يغسلونه معه وأسامة بن زيد وشقران مولياه وهما
اللذان يصبان الماء عليه ، وعلي بن أبي طالب يغسله وقد أسنده إلى صدره وعليه قميصه
يدلكه به من ورائه لا يفضي بيده إلى رسول الله ، وهو يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك
حيا وميتا ، ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يرى من الميت . ثم قال ابن
إسحق : وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وقثم بن
العباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ص 516
بسم الله الرحمن الرحيم
مستدرك النعوت التي وصف بها النبي صلى الله عليه وآله علي
بن أبي طالب عليه السلام . 
قد تقدم في المجلد الرابع والمجلد الخامس عشر والمجلد
العشرين والمجلد الثاني والعشرين من هذه الموسوعة الكبيرة الشريفة - ملحقات الإحقاق
- ما ورد من الآثار النبوية والأحاديث المصطفوية في شأن سيدنا ومولانا قائد الغر
المحجلين سيد المسلمين أخي سيد المرسلين أبي الحسن والحسين زوج سيدة نساء العالمين
الذي لولاه لما كان - لما خلق لها كفو أبدا ، والذي لو لم يكن سيفه لم يستقم أمر
الدين ، والذي رجح إيمانه على السماوات والأرضين ، والذي زين خلافة المسلمين يعسوب
المؤمنين ، سيد الأولين والآخرين ، قاتل القاسطين والمارقين والناكثين ، خاتم
الوصيين ، مدينة الهدى وغاية المنى ، ولي كل مؤمن ومؤمنة ، أول من صلى مع النبي صلى
الله عليه وسلم ، وأول من آمن وأسلم ، إمام الأتقياء سند الأولياء ،
ص 517
أخي الملائكة قسيم النار والجنة ، الصديق الأكبر ، خير البشر الرؤف بالرعية والأبصر
بالقضية ، حبيب رب العالمين وخليل سيد المرسلين علي بن أبي طالب روحي وأرواح
العالمين له الفداء ، نقلا عن كتب أعلام العامة وأكابر رواتهم وأعاظم ثقاتهم .
ونستدرك في هذا المجلد - وهو الثالث والعشرون من ملحقات الإحقاق - عن كتبهم التي لم
نرو عنها فيما سبق . ونسأل الله تعالى التوفيق للاتمام ، ونرجو من سيدنا الأمير
سلام الله عليه أحسن القبول والانعام .
ص 518
مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام ((هو الصديق الأكبر) 
تقدم
نقل ما يدل عليه من الأخبار عن كتب أعلام العامة في ج 4 ص 26 إلى ص 35 وص 209 إلى ص
217 وص 368 إلى ص 371 وج 6 ص 160 وج 7 ص 131 وج 15 ص 283 إلى ص 300 وص 342 وص 345
وص 512 وج 16 ص 514 وج 20 ص 224 و227 إلى ص 229 وص 259 إلى ص 263 وص 376 إلى ص 379
وص 454 و459 و466 و472 وج 20 ص 376 إلى ص 379 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم
ننقل عنها فيما مضى : منهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل
بيت الرسول صلى عليه وآله) (ص 213 ط القاهرة سنة 1399) قال : عن عباد بن عبد الله ،
قال : قال علي : أنا عبد الله ، وأخو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا الصديق
الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ، صليت قبل الناس لسبع سنين .
ص 519
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في
كتابه (مسند علي بن أبي طالب) (ج 1 ص 18 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال
: عن عباد بن عبد الله قال : سمعت عليا رضي الله عنه يقول : أنا عبد الله وأخو
رسوله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفترى ، ولقد صليت قبل الناس
سبع سنين (ش ، ن في الخصائص ، وابن أبي عاصم في السنة ، عق ، ك ، وأبو نعيم في
المعرفة) . وقال أيضا في ص 242 : عن سليمان بن عبد الله ، عن معاذة العدوية قالت :
سمعت عليا وهو يخطب على منبر البصرة يقول : أنا الصديق الأكبر ، آمنت قبل أن يؤمن
أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم (محمد بن أيوب الرازي في جزئه ، عق ، وقال قال (خ) لا
يتابع سليمان عليه ولا يعرف سماعه من معاذة . ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين
بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 164 ط بيروت سنة
1408) قال : وفي الرياض النضرة : لم يزل اسمه في الجاهلية والإسلام عليا وكان يكنى
أبا الحسن وسماه رسول الله (ص) صديقا .
ص 520
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام (أنا دار
الحكمة وعلي بابها) 
تقدم نقل ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج 5 ص 507 إلى ص
516 وج 16 ص 304 إلى ص 309 ، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما مضى : فمنهم الفاضل
المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله) (ط
القاهرة سنة 1399) قال : عن الصنابحي ، عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها . ومنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن
حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في (المجروحين من المحدثين
والضعفاء والمتروكين) (ج 2 ص 94 ط بيروت) قال : عمر بن عبد الله الرومي ، روى عن
شريك ، عن سلمة بن كهيل ، عن الصنابحي عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها .
ص 521
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله (علي موضع سري) 
قد تقدم نقل ما يدل عليه
في ج 4 ص 76 وص 350 وج 15 ص 574 إلى ص 577 وج 21 ص 600 عن كتب أعلام العامة ،
ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن
حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في (المجروحين من المحدثين
والضعفاء والمتروكين) (ج 1 ص 279 ط بيروت) قال : عن أنس ، عن سلمان ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم : أنه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : هذا وصيي وموضع سري وخير
من أترك بعدي .
ص 522
حديث (إن عليا عليه السلام أقرب الخلق من رسول الله صلى الله عليه وآله موقفا يوم
القيامة) 
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة يحيى بن الموفق
بالله الشجري في (الأماني) (ج 1 ص 141 ط القاهرة) قال : أخبرنا الشريف أبو طالب
يحيى بن الحسين بن هارون الحسني البطحاني إجازة ، وحدثنا جماعة ، قال حدثنا أبو
العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله ، قال حدثنا أبو زيد عيسى بن محمد العلوي
، قال حدثنا محمد بن منصور المرادي ، قال حدثنا الحكم بن سليمان ، عن نصر بن مزاحم
، عن أبي خالد ، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي ، عن أبيه عن جده ، عن علي
عليهم السلام قال : كان لي عشر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحب أن لي
بإحداهن ما طلعت عليه الشمس . قال لي : يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وأقرب
الخلق مني موقفا يوم القيامة ، ومنزلي مواجه منزلك في الجنة كما يتواجه منزل
الآخرين في
ص 523
الدنيا ، وأنت الوارث والوصي والخليفة في الأهل والمال والمسلمين ، وأنت صاحب لوائي
في الدنيا والآخرة ، وليك وليي ووليي ولي الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله .
ص 524
مستدرك في أن عليا عليه السلام أقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله 
قد
تقدم نقل ما يدل عليه في ج 6 ص 534 إلى ص 536 وج 17 ص 56 وج 20 ص 334 و335 عن كتب
أعلام العامة ، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما سبق : منهم العلامة
الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري
المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (61 ط المطبعة العزيزية بحيدر
آباد الهند سنة 1406) قال : عن فاطمة الزهراء عن أم سلمة قالت : والذي أحلف به إن
كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، عدنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم قبض في بيت عائشة ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة بعد غداة
يقول : جاء علي - مرارا - وأظنه كان بعثه في حاجة ، فجاء بعد فظننا أنه له إليه
حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا بالباب ، فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض
من يومه ذلك ، فكان أقرب الناس به عهدا (ش) .
ص 525
مستدرك حديث (أن عليا عليه السلام سيد المسلمين) 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب
أعلام العامة في ج 4 ص 11 إلى ص 16 وص 32 وص 78 وص 99 وص 245 وص 344 وص 345 وص 381
وج 15 ص 3 إلى ص 19 وج 20 ص 295 و296 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها
فيما سبق : منهم الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911
في (مسند علي بن أبي طالب) (ج 1 ص 187 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد) قال : عن
الشعبي قال : قال لعلي رضي الله عنه : مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين قيل لعلي
: فما كان شكرك ؟ قال : حمدت الله على ما آتاني ، وسألته الشكر على ما أولاني ، وأن
يزيدني مما أعطاني (صل) .
ص 526
مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله (علي أعلم الأمة) 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن
كتب أعلام العامة في ج 20 ص 406 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما
سبق : فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ابن محمد
الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 60 ط
المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند سنة 1406) قال : عن بريدة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لفاطمة : زوجتك خير أمتي ، أعلمهم علما وأفضلهم حلما وأولهم
سلما (خط في المتفق) .
ص 527
مستدرك حديث (علي عليه السلام سيف الله) 
قد تقدم نقل ما يدل عليه من كتب العامة في
ج 4 ص 115 وص 225 وص 297 وج 15 ص 435 إلى ص 437 وج 20 ص 518 ، ونستدرك هيهنا عن
كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن
المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتاب (الدرر المكنونة
في النسبة الشريفة المصونة) (ص 7 ط المطبعة الفاسية) قال : وفي (فضائل أهل البيت)
لابن المؤيد الحموي ، عن جابر رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم
يوما في بعض حيطان المدينة ويد علي في يده ، قال : فمررنا بنخلة فصاح النخل : هذا
محمد سيد الأنبياء وهذا علي سيد الأولياء وأبو الأئمة الطاهرين ، ثم مررنا بنخل
فصاح النخل : هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا علي سيف الله . فالتفت
النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : سمه الصيحاني ، فسمي من ذلك اليوم الصيحاني .
ص 528
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص
127) قال عند عده نعوت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : ومنها سيف الله
، قال الإمام الفقيه المذكور (قده) هكذا جاء في الحديث ، فإنه أهلك الله تعالى به
أعداءه ، فكان واسطة وسببا لإفناء أعداء الله في أرضه ، كما أن السيف آلة المحارب
في إهلاك قرنه المبارز .
ص 529
حديث قول النبي صلى الله عليه وآله (علي أفضلهم حلما) 
رواه جماعة من أعلام العامة
في كتبهم : فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في
كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 42 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال :
زوجتك خير أهلي ، أعلمهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما - قاله لفاطمة (الخطيب في
المتفق والمفترق عن بريدة) وقال أيضا في ص 60 : عن بريدة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لفاطمة : زوجتك خير أمتي ، أعلمهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما
(خط في المتفق) .
ص 530
مستدرك حديث (علي أول من آمن) 
قد تقدم نقل ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج 4
ص 157 وص 160 وص 163 وص 164 وص 218 وص 361 وج 15 ص 350 وص 351 وج 20 ص 507 إلى ص
509 ، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى : فمنهم الحافظ الشيخ جلال
الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في (الوسائل في مسامرة الأوائل) (ص 82 ط بيروت
سنة 1406) قال : وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال : أول من آمن من الناس بعد خديجة
علي . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد صالح البنداق في (صحبة النبي) (ص 98 ط دار
الآفاق الجديدة بيروت سنة 1398) قال : كانت خديجة أم المؤمنين أول من آمن ، ثم آمن
من الصبيان علي عليه السلام .
ص 531
مستدرك أن عليا عليه السلام هو أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وآله 
تقدم نقل ما
يدل عليه من الأخبار عن كتب أعلام العامة في ج 7 ص 513 وص 514 وص 519 إلى ص 521 وج
17 ص 397 إلى ص 420 وج 20 ص 498 إلى 502 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما مضى : فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في (مسند
علي بن أبي طالب) (ج 1 ص 8 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال : عن علي رضي
الله عنه قال : أنا أول رجل صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم (ط ، ش ، حم ، وابن
سعد) . ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في
(المعجم الكبير) (ج 10 ص 226 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال : حدثنا عبدان بن أحمد ،
ثنا يحيى بن حاتم العسكري ، ثنا بشر بن مهران
ص 532
ثنا شريك ، عن عثمان بن المغيرة ، عن زيد بن وهب ، عن ابن مسعود قال : أول شيء علمت
من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قدمت مكة في عمومة لي ، فأرشدنا على العباس
بن عبد المطلب ، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم ، فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده
إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعد إلى أنصاف أذنيه ، أشم أقنى
أذلف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية دقيق المسربة شثن الكفين والقدمين عليه
ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر ، يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو
محتلم ، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها ، حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ، ثم استلم
الغلام ثم استلمت المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة يطوفان معه ، ثم
استلم الركن ورفع يديه وكبر وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه وقامت المرأة خلفهما
فرفعت يديها وكبرت ، وأطال القنوت ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه من الركوع
فقنت وهو قائم ، ثم سجد وسجد الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع ويتبعانه . قال
: فرأينا شيئا لم يكن نعرفه بمكة ، فأنكرنا فأقبلنا على العباس فقلنا : يا أبا
الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أشئ حدث ؟ قال : أجل والله ، أما تعرفون هذا
؟ قلنا : لا قال : هذا ابن أخي محمد بن عبد الله والغلام علي بن أبي طالب والمرأة
خديجة بنت خويلد ، أم والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا
هؤلاء الثلاثة . ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ علي بن جابر الحربي في (منهج الدعوة
النبوية) (ص 179 ط الزهراء للإعلام العربي في مدينة نصر القاهرة سنة 1406) قال :
وقال أنس : بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، وصلى علي يوم الثلاثاء .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الصلاة انطلق هو وعلي بن أبي طالب
ص 533
إلى بعض الشعاب بمكة يصليان ويعودان ، فعثر عليهما أبو طالب فقال : يا ابن أخي ما
هذا الدين ؟ قال : دين الله وملائكته ورسله ، ودين أبينا إبراهيم بعثني الله به إلى
العباد ، وأنت أحق من دعوته إلى الهدى وأحق من أجابني ، قال : لا أستطيع أن أفارق
ديني ودين آبائي ، ولكن والله لا تخلص قريش إليك بشيء تكرهه ما حييت . وقال لعلي :
ما هذا الدين الذي أنت عليه ؟ قال : يا أبت آمنت بالله وبرسوله وصليت معه . فقال :
إنه لا يدعوك إلا إلى الخير فالزمه . ثم توالت الاتصالات الفردية من فرد إلى فرد ،
مأخوذ فيها بعين الاعتبار الأقرب فالأقرب ثم الأصلح فالأصلح ، فكان أن أسلم الصديق
الحميم الذي امتاز بأن كل إسلامه بغير كبوة . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد
المعطي أمين قلعجي في ((آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله) (ص 17 ط القاهرة سنة
1399) قال : عن ابن عباس قال : أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة
علي . وقال مرة : أسلم . عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي ، عن أبيه ، عن جده ،
قال : كنت امرءا تاجرا ، فقدمت الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض
التجارة وكان امرءا تاجرا ، فوالله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه ،
فنظر إلى الشمس ، فلما رآها مالت يعني قام يصلي . قال : ثم خرجت امرأة من ذلك
الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي ، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من
ذلك الخباء فقام معه يصلي . قال : فقلت للعباس : من هذا يا عباس ؟ قال : هذا محمد
بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي . قال فقلت : من هذه المرأة ؟ قال : هذه امرأته
خديجة ابنة
ص 534
خويلد . قال قلت : من هذا الفتى ؟ قال : هذا علي بن أبي طالب ابن عمه . قال فقلت :
فما هذا الذي يصنع ؟ قال : يصلي ، وهو يزعم أنه نبي ، ولم يتبعه على أمره إلا
امرأته وابن عمه هذا الفتى ، وهو يزعم أنه سيفتح عليه كنوز كسرى وقيصر . قال : فكان
عفيف - وهو ابن عم الأشعث ين قيس - يقول وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه : لو كان الله
رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثالثا مع علي بن أبي طالب . وقال أيضا في ص 22 : عن ابن
عباس قال : أول من صلى علي . عن حبة العرني قال : سمعت عليا يقول : أنا أول رجل صلى
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن إسحاق : ثم كان أول ذكر من الناس آمن
برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى معه وصدق بما جاءه من الله تعالى علي بن أبي
طالب بن عبد المطلب ابن هاشم رضوان الله وسلامه عليه وهو يومئذ ابن عشر سنين . وكان
مما أنعم الله به على علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان في حجر رسول الله صلى
الله عليه وسلم قبل الإسلام . قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي نجيح عن
مجاهد عن جبر أبي الحجاج قال : كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب ومما صنع الله
له وأراده به من الخير أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثير
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس عمه - وكان من أيسر بني هاشم : يا عباس
إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا إليه
فلنخفف عنه من عياله آخذ من بنيه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه فقال العباس :
نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف
عن الناس ما هم فيه . فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما .
ص 535
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فضمه إليه وأخذ العباس جعفرا فضمه إليه فلم
يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبيا فاتبعه علي رضي الله عنه
وآمن به وصدقه ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه . قال ابن إسحاق :
وذكر بعض أهل العلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى
شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيا من أبيه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر
قومه فيصليان الصلوات فيها فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا . ثم
أن أبا طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا
بن أخي ما هذا الدين الذي أراك تدين به ؟ قال : أي عم دين الله ودين ملائكته ودين
رسله ودين أبينا إبراهيم - أو كما قال صلى الله عليه وسلم - بعثني الله به رسولا
إلى العباد وأنت أي عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني
إليه وأعانني عليه - أو كما قال . فقال أبو طالب : أي ابن أخي إني لا أستطيع أن
أفارق دين آبائي وما كانوا عليه ولكن والله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت .
وذكروا أنه قال لعلي : أي بني ما هذا الدين الذي أنت عليه ؟ فقال : يا أبت آمنت
بالله وبرسول الله وصدقته بما جاء به وصليت معه لله واتبعته فزعموا أنه قال له :
أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فالزمه . وقال أيضا في ص 26 : عنم زيد بن أرقم قال :
أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي .
ص 536
مستدرك حديث (علي عليه السلام أول من أسلم) 
قد تقدم نقل ما يدل عليه من الأخبار عن
كتب أعلام العامة في ج 4 ص 163 و164 وج 7 ص 495 إلى ص 497 وج 15 ص 357 إلى ص 365 وج
17 ص 377 إلى ص 379 وج 20 ص 452 إلى ص 482 ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل
عنها فيما مضى : منهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن
محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص
42 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند سنة 1406) قال : واتخذته وصيا - قاله
لفاطمة (طب عن أبي أيوب) وفيه عباية بن ربعي شيعي غال . أما ترضين أني زوجتك أول
المسلمين اسلاما وأعلمهم علما فإنك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم قومها أما ترضين
يا فاطمة أن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر
بعلك (ك وتعقب عن أبي هريرة
ص 537
طب وتعقب خط عن ابن عباس) . زوجتك خير أهلي أعلمهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما -
قاله لفاطمة (الخطيب في المتفق والمفترق عن بريدة) . لقد زوجتكه وأنه لأول أصحابي
سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما (طب عن أبي إسحاق) أن عليا لما تزويج فاطمة قال لها
النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره . وقال أيضا في ص 60 : عن بريدة قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة : زوجتك خير أمتي أعلمهم علما وأفضلهم حلما وأولهم
سلما (خط في المتفق) . ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى
سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 11 ص 25 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال : حدثنا محمد بن
العباس الأخرم الاصبهاني ثنا زهير بن محمد ثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن
أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أول من أسلم علي رضي الله عنه . وقال الحافظ
المذكور في كتابه (الأوائل) ص 149 ط بيروت بضميمة (الوسائل) للسيوطي : حدثنا الحسن
بن عبد الأعلى النرسي الصنعاني حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان الثوري عن سلمة بن
كهيل عن أبي صادق عن عليم الكندي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : أول هذه
الأمة ورودا على نبيها أولها اسلاما علي بن أبي طالب .
ص 538
حدثنا العباس بن الفضيل الأسفاطي حدثنا عبد العزيز بن الخطاب حدثنا علي بن غراب عن
يوسف بن صهيب عن أبي بردة عن أبيه قال : خديجة أول من أسلم مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم علي . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت
الرسول صلى الله عليه وآله) (ص 17 ط القاهرة) قال : عن زيد بن أرقم قال : أول من
أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه . وقال أيضا في ص 26 : عن
مجاهد قال : أول من صلى علي وهو ابن عشر سنين . وعن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة
قال : أسلم علي وهو ابن تسع سنين . وعن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب :
أن علي بن أبي طالب حين دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام كان ابن تسع
سنين . قال الحسن ابن زيد : ويقال دون التسع سنين ولم يعبد الأوثان قط لصغره . وعن
ابن عباس قال : أول من أسلم من الناس بعد خديجة علي . قال محمد ابن عمر وأصحابنا
مجمعون أن أول أهل القبلة الذي استجاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت
خويلد ثم اختلف عندنا في ثلاثة نفر أيهم أسلم أولا في أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة
وما نجد إسلام علي صحيحا إلا وهو ابن إحدى عشرة سنة . وقال أيضا في ص 78 : عن عمرو
بن ميمونة قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط
ص 539
فقالوا : يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء . قال : فقال ابن عباس
بل أقوم معكم . قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى . قال : فابتدؤا فتحدثوا . فلا
ندري ما قالوا . قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر : وقعوا
في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم (لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله
ورسوله) قال : فاستشرف لها من استشرف قال : أين علي ؟ فقالوا : هو في الرحل يطحن .
قال (وما كان أحدكم ليطحن) ؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر . قال : فنفث في
عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي . قال : ثم بعث فلانا
بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه .
قال : وقال لبني عمه (أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ قال : وعلي معه جالس فأبوا
فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة . قال : أنت وليي في الدنيا والآخرة . قال
: فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال (أيكم يواليني في الدنيا والآخرة) ؟ فأبوا . قال
: فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة . فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة .
قال : وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة . قال : وأخذ رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : (إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الأحزاب : 33) .
ص 540
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد صالح البنداق في (صحبة النبي) (ص 102 ط دار
الآفاق الجديدة في بيروت سنة 1398) قال : علي بن أبي طالب : أول الشباب اسلاما أسلم
وهو ابن ثمان سنين واستشهد سنة 40 ه وسنة 63 . ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد
بن علي بن الشيخ البشير بن عبد الله المشهور بولد الأحيمر في (التبيين المفيد في
شرح عقيدة التوحيد . للمكاشفي (ص 97 ط القاهرة) قال : وقال (النبي صلى الله عليه
وآله وسلم) : وأنه أول أصحابي إسلاما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما . ومنهم الحافظ
الشيخ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني المولود
بعكا في صفر سنة 260 والمتوفى سنة 360 في (الأوائل) (ص 66 ط مؤسسة الرسالة في بيروت
سنة 1408) قال : وقد أخرج الخطيب البغدادي من حديث سلمان الفارسي عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : أولكم واردة على الحوض أولكم اسلاما : علي بن أبي طالب . كما أخرج
أيضا من حديث ابن عباس أنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد علي
يقول : هذا أول من يصافحني يوم القيامة . وقال أيضا في ص 78 : حدثنا الحسن بن عبد
الأعلى النرسي الصنعاني حدثنا عبد الرزاق حدثنا
ص 541
سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم الكندي عن سلمان الفارسي رضي
الله عنه قال : أول هذه الأمة ورودا على نبيها أولها إسلاما . علي بن أبي طالب .
وقال أيضا : حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم
عن عبد الله بن عباس قال : أول من أسلم علي رضي الله عنه . وقال أيضا في ص 79 :
حدثنا أبو يزيد القراطيسي حدثنا أسد بن موسى حدثنا شعبة عن عمرو ابن مرة عن أبي
حمزة الأنصاري عن زيد بن أرقم قال : أول من أسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
قال ابن إسحاق : ثم كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى
معه وصدق بما جاء من الله تعالى : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم رضي الله
عنه وهو يومئذ ابن عشر .
ص 542
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (هو ولي كل مؤمن) 
تقدم نقل ما يدل
عليه من كتب أعلام العامة في ج 4 ص 79 و121 99 135إلى ص 139 ص 330 277 و331 و358
إلى 359 وج 5 ص 35 وص 37 وص 41 وص 42 وص 58 وص 98 وص 288 إلى ص 304 وج 15 ص 92 إلى
ص 114 وج 16 ص 151 و152 وج 20 ص 348 إلى ص 362 ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما
سبق : فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول صلى
الله عليه وآله) (ص 58 ط القاهرة سنة 1399) قال : قال (عمرو بن ميمون قال : إني
لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا أبا عباس . . .) قال : وقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم : أنت وليي في كل مؤمن بعدي . وقال أيضا في ص 81 : عن
عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا واستعمل
ص 543
عليهم علي بن أبي طالب فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم أخبرناه بما صنع علي . وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدءوا برسول الله صلى
الله عليه وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم فلما قدمت السرية سلموا على
النبي صلى الله عليه وسلم فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ألم تر إلى علي بن
أبي طالب صنع كذا وكذا ؟ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام الثاني
فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قام الرابع
فقال مثل ما قالوا فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف في وجهه فقال :
ما تريدون من علي ؟ ما تريدون من علي ؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي
. وقال أيضا في ص 82 : عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
سرية وأمر عليهم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فأحدث شيئا في سفره فتعاقد
أربعة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يذكروا أمره لرسول الله صلى الله عليه
وسلم . قال عمران : وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلى الله عليه وسلم
فسلمنا عليه . قال : فدخلوا عليه فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله إن عليا فعل
كذا وكذا فأعرض عنه . ثم قام الثاني فقال : يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا
فأعرض عنه . ثم قام الثالث فقال : يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا فأعرض عنه .
ثم قام الرابع فقال : يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا . قال : فأقبل رسول الله
صلى الله عليه وسلم على الرابع وقد تغير وجهه فقال : دعوا عليا دعوا عليا إن عليا
مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي .
ص 544
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين
إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد فقال : إذا
التقيتم فعلي على الناس وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده . وقال لبني عمه
(أيكم يواليني في الدنيا والآخرة) ؟ قال : وعلي معه جالس فأبوا فقال علي : أنا
أواليك في الدنيا والآخرة . إلى أن قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي وإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي
. وقال أيضا قي ص 86 : ثم قام الرابع فقال مثل ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ما لهم ولعلي إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي . وقال أيضا في ص
92 في حديث عن عمران بن الحصين : ما لهم ولعلي ؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل
مؤمن بعدي . وقال أيضا : عن ابن عباس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي :
أنت ولي كل مؤمن بعدي . وقال أيضا في ص 93 : وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
: أنت وليي في كل مؤمن بعدي .
ص 545
ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم
الكبير) (ج 12 ص 99 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال : وقال له : أنت ولي كل مؤمن بعدي .
ومنهم العلامة الشريف أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن ابن علي بن لطف الله الحسيني
البخاري القنوجي الدهلوي الهوپائي الهندي المتوفى سنة 1307 في (الموعظة الحسنة) (ص
201 ط بيروت سنة 1405) قال : وإن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن . ومنهم
العلامة عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر بن الهيثم القاضي البغدادي المعروف بأبي
البقال من أعلام المائة الرابعة في (مسند الإمام زيد بن علي ابن الحسين عليهما
السلام) (ص 361 ط بيروت سنة 1403) قال : حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي
رضي الله عنهم قال : من قال في موطن قبل وفاته : رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبعلي وأهل بيته أولياء كان له سترا من النار وكان
معنا غدا هكذا وجمع بين إصبعيه .
ص 546
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله (علي أول أهل الجنة دخولا) 
تقدم نقل ما
يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 4 ص 289 وج 15 ص 433 وج 20 ص 491 وص 492 ونستدرك
هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد
الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند علي بن أبي طالب) (ج 1 ص
143 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال : عن علي رضي الله عنه قال : أخبرني
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين .
قلت : يا رسول الله فمحبونا ؟ قال : من ورائكم (ك) . وقال الحافظ المذكور في كتابه
(مسند فاطمة عليها السلام) ص 45 : إن أول من يدخل الجنة أنا وأنت وفاطمة والحسن
والحسين . قال علي : فمحبونا ؟ قال : من ورائكم (ك وتعقب عن علي) .
ص 547
ومنهم العلامة الشيخ أبو محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد
سنة 1278 في كتابه (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة (ط دار الطباعة
بالمغرب) قال : روى الثعلبي عن علي قال : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حسد الناس فقال لي : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت
والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتنا خلف أزواجنا . وروى الطبراني
عن أبي رافع : أنه صلى الله عليه وسلم قال لعلي عليه السلام : أول أربعة يدخلون
الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهرنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن
أيماننا وشمايلنا وأخرجه أيضا الإمام أحمد في (المناقب) بنحوه .
ص 548
مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله (علي أكثرهم علما) 
ذكره جماعة من الأعلام :
فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام)
(ص 42 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند سنة 1406) قال : لقد زوجتكه وإنه لأول
أصحابي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما (طب عن أبي إسحاق) . إن عليا لما تزوج فاطمة
قال لها النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره . ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن
أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام)
(ج 3 ص 628) قال : ويروى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة : قد
زوجتك أعظمهم حلما وأقدمهم سلما وأكثرهم علما . وروى نحوه جابر الجعفي - وهو متروك
- عن ابن بريدة عن أبيه .
ص 549
مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام (إنه سعيد في الدنيا)

تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 15 ص 258 وص 524 ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم ننقل عنها فيما سبق : فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد
الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 5 ص 759 ط دمشق) قالا : قال النبي صلى الله عليه وسلم
: ما يبكيك فما ألوتك في نفسي وقد أصبت لك خير أهلي وأيم الله الذي نفسي بيده لقد
زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين (طب) عن ابن عباس .
ص 550
مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله (علي أقضى الأمة) 
قد تقدم ما ورد في ذلك عن
كتب أعلام العامة في ج 4 ص 321 إلى ص 323 وج 15 ص 366 إلى 374 وج 20 ص 409 و410
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق : فمنهم العلامة أبو المظفر
عماد الدين شاهفور بن طاهر بن محمد الأسفرائيني الأشعري الشافعي المتوفى سنة 471 في
(التبصير في الدين) (ص 166 ط بيروت سنة 1408) قال : وقال في صفة علي رضي الله عنه :
أقضاكم علي . ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري
الهندي المتوفى سنة 1353 في (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي) (ج 10 ص 303 ط دار
الفكر في بيروت) قال : وقد جاء في الحديث : أقضاكم علي.