الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج24)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 251

ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في عيون الأخبار في مناقب الأخيار (ص 40 نسخة مكتبة الواتيكان) قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الله الفقيه، نبأ علي بن العدل، نبأ دعلج بن أحمد، نبأ محمد بن أيوب، نبأ ابن أبي، عن حميد بن قيس المكي مولى بني أسد ابن عبد العزي، عن عطاء بن رباح وغيره من أصحاب ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا: أن يثبت قلوبكم وأن يهدي ضالكم وأن يعلم جاهلكم، وأن يجعلكم أجوادا أنجادا رحماء فلو أن رجلا قطن بين الركن والمقام وصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد صلى الله عليه دخل النار. قال السيد: وسمعت والدي رحمه الله يقول: سمعت بعض شيوخنا يقول: كنت بمدينة الرسول عليه السلام، فرأيت على باب مسجد رسول الله صبيانا يديمون اللعب ويكثرون الشعب، فانتهرتهم ونهضتهم، فقال أحدهم: ألا نحن للحوض ذواده * نذود ونحرس رواده فمن سرنا نال منا المنى * ومن ساءنا ساء ميلاده ومن كان يهضمنا جفوة * فإن القيامة ميعاده فما ساد من ساد إلا بنا * ولا خاب من حبنا زاده فأخذت بيده وقلت: من أنت؟ فقال: هاشمي علوي، وأخذ يده من يدي.

ص 252

ومنهم العلامة الأستاذ البحاثة السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني اليمني الأزهري في نثر الدر المكنون (ص 131 ط مطبعة زهران بمصر) قال: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا: أن يثبت قائمكم وأن يهدي ضالكم وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله أن يجعلكم جوداء نجباء رحماء، فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار. ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في الإمام المهاجر (ص 222 ط دار الشروق بجدة) قال: وقال صلى الله عليه وسلم: لو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله تعالى وهو مبغض لأهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم دخل النار. ومنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في الفائق من اللفظ الرائق (ص 83 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب ايرلندة) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فلو أن رجلا صلى وصام بين الركن والمقام، ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيتي لأدخله الله النار. ومنهم العلامة أبو نصر شهردار بن أبي شجاع شيرويه بن شهريار الديلمي الحنفي في المسند الفردوس (ج 3 ص 79 مخطوط) قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم: لو أن رجلا صفن قدميه بين الركن والمقام،

ص 253

ثم لقي الله مبغضا لآل محمد دخل النار. ومنهم العلامة صلاح بن إبراهيم الهادي في الكواكب الدرية (ص 194 نسخة ايرلندة) قال: ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: لو أن عبدا عبد الله سبحانه بين الركن والمقام ألف عام ثم ألف عام، ولم يقل بحب أهل البيت أكبه الله على منخريه في النار، لا يؤمن أحد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهل بيتي أحب إليه من أهل بيته، ويكون ذاتي أحب إليه من ذاته.

ص 254

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار

قد تقدم نقل الأخبار الدالة عليه عن الأعلام في ج 9 ص 461 وج 18 ص 460، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمد اليماني في مطلع البدور ومجمع البحور (ج 1 ص 10 والنسخة مصورة من مخطوطة جامعة دار الكتب العربية) قال: وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار. أخرجه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق أخرى عن أبي سعيد بلفظ رجل بدل أحد: لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا أدخله الله النار.

ص 255

ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني الشافعي اليماني في نثر الدر المكنون (ص 131 ط زهران بمصر) قال: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب مطلع البدور ثم قال: أخرجه الحاكم في مستدركه، والذهبي في تلخيصه، وقالا على شرط مسلم، وأخرج رواية أبي سعيد ابن حبان وصححه. ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذي الشرف (ص 56 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن مطلع البدور . ثم قال: أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث سليم بن حبان عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا أدخله الله النار، وترجم عليه إيجاب الحلول في النار لمبغض أهل بيت المصطفى ص . ومنهم العلامة الأستاذ البحاثة السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني اليمني الأزهري في نثر الدر المكنون (ص 131 ط مطبعة زهران بمصر) قال: وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب مطلع البدور ثم قال: أخرجهما الحاكم

ص 256

في مستدركه والذهبي في تلخيصه وقالا على شرط مسلم، وأخرج رواية أبي سعيد ابن حبان وصححه، وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني والحاكم وقال: صحيح الاسناد. ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في الإمام المهاجر (ط دار الشروق بجدة) قال: أخرج الإمام الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان في صحيحه من حديث سليم ابن حيان عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري في تفسير آية المودة (ص 46 والنسخة مصورة من مخطوطة إحدى المكاتب الشخصية بقم) قال: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكر مثله. ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 68 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال: عن أبي سعيد الخدري، وصححه على شرط مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار. وفي رواية: إلا أكبه الله في النار.

ص 257

ومنهم العلامة أبو نصر شهردار بن شيرويه الحنفي الديلمي في مسند الفردوس (ج 3 ص 79 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة لاله لي) قال: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن رجلا صفن قدميه بين الركن والمقام وصام وصلى ثم لقي الله مبغضا لآل محمد دخل النار. رواه عن أبي جلاد أنه قال: أخبرنا أبو نعيم حافة، حدثنا محمد بن محمود البرق، حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا سهل بن زخلة، حدثنا إسماعيل ابن أبي أويس، عن حميد بن قيس المكي، عن عطا، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - إلى آخر الحديث. ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذي الشرف (ص 56 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وقول عبد الله بن حسن: كفى بالبغض لنا أنه إلى من يبغضنا.

ص 258

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة درجة تدعى الوسيلة إلى آخر الحديث

تقدم نقل ما يدل عليه في ج 9 ص 193 وص 194 وج 18 ص 428، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق: فمنهم العلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في مسند فاطمة عليها السلام (ص 47 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال: في الجنة درجة الوسيلة فإذا سألتم الله فسلوا لي الوسيلة. قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسكن معك فيها؟ قال: علي وفاطمة والحسن والحسين (ابن مردويه عن علي). وذكر في ص 68 مثله.

ص 259

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في القسم الثاني من كتاب جامع الأحاديث (ج 4 ص 474 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في الجنة، إلى آخر ما تقدم بعينه. ومنهم العلامة أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي البصري المتوفى ببغداد سنة 243 في البعث والنشور (ص 302 ط بيروت سنة 1406) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيأتي جبريل عليه السلام حتى يقف بين يدي العلي الأعلى فيقول له سبحانه وتعالى: يا جبريل ما قالوا لك الأشقياء؟ فيقول: حملوني رسالة إلى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم: وهي كذا وكذا، فيقول له ربه: بلغ رسالتهم. فيأتي جبرئيل فيقف على باب الجنة، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في الوسيلة، وهي قصر من درة بيضاء وبيده الكأس، وعلى رأسه تاج الكرامة، وعن يمينه آدم ونوح وإبراهيم وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام، وعن يساره صالح وشعيب ويونس ويعقوب والأنبياء بين يديه.

ص 260

مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله إن الصدقة حرام على محمد وآل محمد صلى الله عليهم أجمعين

قد تقدم نقل ما يدل عليه من الأحاديث عن كتب العامة في ج 9 ص 389، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما سبق (1):

(هامش)

(1) قال العلامة الحافظ الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي المتوفى سنة 831 في كتابه القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص 81 ط مطبعة الانصاف بيروت: اختلف في الآل، فقيل أصله أهل قلبت الهاء همزة ثم سهلت، ولهذا إذا صغر رد إلى الأصل فقالوا أهيل، وقيل بل أصله أول من آل يؤول إذا رجع، سمي بذلك من يؤول إلى الشخص ويضاف إليه ويقويه، أنه لا يضاف إلا إلى معظم فيقال لجملة القرآن آل الله وكذا آل محمد والمؤمنين والصالحين و آل القاضي ولا يقال آل الحجام وآل الخياط بخلاف أهل، ولا يضاف آل أيضا إلى الضمير عند الأكثر، وجوزه بعضهم بقلة، وقد ثبت في شعر عبد المطلب قوله في قصة أصحاب الفيل من أبيات: = (*)

ص 261

[...]

(هامش)

= وانصر على آل الصليب * وعابديه اليوم آلك وقد يطلق آل فلان على نفسه وعليه وعلى من يضاف إليه جميعا، وضابطه أنه إذا قيل فعل آل فلان كذا دخل هو فيهم إلا بقرينة، ومن شواهده قوله صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي إنا آل محمد، لا تحل لنا الصدقة ، وإن ذكرا معا فلا، وهو كالفقير والمسكين، وكذا الإيمان والاسلام والفسوق والعصيان. واختلف في المراد بآل محمد ههنا، فالأرجح أنهم من حرمت عليهم الصدقة، وهذا نص عليه الشافعي واختاره الجمهور، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة للحسن بن علي إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ، وقوله في أثناء حديث مرفوع إن هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس وانها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد . وقال أحمد: المراد بآل محمد في حديث التشهد أهل بيته، وعلى هذا فهل يجوز أن يقول أهل عوض آل، روايتان عندهم. وقيل المراد بآل محمد أزواجه وذريته، لأن أكثر طرق الحديث جاء بلفظ وآل محمد ، وجاء في حديث أبي حميد موضعه وأزواجه وذريته ، فدل على أن المراد بالآل الأزواج وذريته. وتعقب بأنه ثبت الجمع بين الثلاثة كما في حديث أبي هريرة الماضي، فيحمل على أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ غيره. والمراد بالآل في التشهد الأزواج ومن حرمت عليهم الصدقة، ويدخل فيهم الذرية، فبذلك يجمع بين الأحاديث. وقد أطلق على أزواجه صلى الله عليه وسلم آل محمد في حديث عائشة: ما شبع آل محمد من خبز مأدوم ثلاثا، وفي حديث أبي هريرة: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا، وكأن الأزواج أفردوا بالذكر تنويها لهم، وكذا الذرية = (*)

ص 262

[...]

(هامش)

= وقد روى عبد الرزاق في جامعه عن الثوري: سمعته وسأله رجل عن قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد من آل محمد؟ فقال: اختلف الناس، منهم من يقول آل محمد أهل البيت، ومنهم من يقول من أطاعه. وقيل المراد بالآل ذرية فاطمة خاصة، حكاه النووي في شرح المهذب، وقيل هم جميع قريش، حكاه ابن الرفعة في الكفاية، وقيل المراد بالآل جميع الأمة أمة الاجابة، قال ابن العربي، مال إلى ذلك مالك واختاره الأزهري، وحكاه أبو الطيب الطبري عن بعض الشافعية، ورجحه النووي في شرح مسلم، وقيده القاضي حسين والراغب بالأتقياء منهم. وعليه يحمل كلام من أطلق، ويؤيده قوله تعالى إن أولياؤه إلا المتقون . وفي نوادر أبي العيناء: إنه غض من بعض الهاشميين، فقال له: أتغض مني وأنت تصلي علي في كل صلاة في قولك اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد فقال: إني أريد الطيبين الطاهرين ولست منهم. أفاده شيخنا. قلت: وقد حكى الخطيب قال: دخل يحيى بن معاذ على علوي ببلخ أو بالري زائرا له ومسلما عليه، فقال العلوي ليحيى: ما تقول فينا أهل البيت؟ فقال: ما أقول في طين عجن بماء الوحي، وغرست فيه شجرة النبوة، وسقي بماء الرسالة فهل يفوح منه إلا مسك الهدى، وعبير التقى، فقال العلوي ليحيى، إن زرتنا فبفضلك، وإن زرناك فلفضلك، فلك الفضل زائرا ومزورا. إنتهى. قال شيخنا: ويمكن أن يحمل كلام من أطلق على أن المراد بالصلاة الرحمة المطلقة فلا يحتاج إلى تقييد بالأتقياء، وقد استدل لهم بحديث أنس رفعه: آل محمد كل تقي. أخرجه الطبراني لكن سنده واه جدا، وأخرج البيهقي عن جابر نحوه من قوله بسند ضعيف. = (*)

ص 263

[...]

(هامش)

= أما إبراهيم عليه السلام فهو ابن آزر اسمه تارح بمثناة وراء مفتوحة وآخره حاء مهملة بن ناحور بنون ومهملة مضمومة بن شاه روخ بمعجمة وراء مضمومة وآخره خاء معجمة بن راغو بغين معجمة بن فالخ بفاء ولا مفتوحة بعدها معجمة بن عبير ويقال عابر وهو بمهملة وموحدة بن شالخ بمعجمتين بن ارفشحد بن سام بن نوح. لا خلاف في هذا النسب إلا في النطق ببعض هذه الأسماء وإلا من شذ. آله عليه السلام هم ذريته من إسماعيل وإسحق كما جزم به جماعة. وإن ثبت إبراهيم كان له أولاد من غير سارة وهاجر فهم داخلون لا محالة، ثم المراد المسلمون منهم بل المتقون، فيدخل فيهم الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون دون من عداهم. وقد اختلف في إيجاب الصلاة على الآل: ففي تعيينها عند الشافعية والحنابلة روايتان والمشهور عندهم لا، وهو قول الجمهور، وادعي كثير منهم فيه الإجماع وأكثر من أثبت الوجوب من الشافعية نسبوه إلى التربجي (بضم التاء المثناة من فوق وإسكان الراء وبعدها باء موحدة ثم جيم). وفي شرح المهذب والوسيط تبعا لابن الصلاح القائل بوجوب الصلاة على الآل في التشهد الأخير هو التربجي، وهو مردود على قائله بإجماع من قبله، أن الصلاة على الآل لا تجب، لكن قد نقل البيهقي في الشعب عن أبي إسحق المروزي - وهو من كبار الشافعية - قال: أنا أعتقد أن الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم واجبة في التشهد الأخير من الصلاة، قال البيهقي: في الأحاديث الثابتة في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دلالة على صحة ما قال: انتهي، قال شيخنا: ومن كلام الطحاوي في مشكله ما يدل على أن حرملة نقله عن الشافعي. قلت: وقد أنشد المجد الشيرازي عن محمد بن يوسف الشافعي قوله: = (*)

ص 264

[...] يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم عن عظيم القدر أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له انتهي. وفي الرافعي ما نصه: وأما الصلاة فيه - يعني في التشهد الأول - على الآل فمبني على إيجابها في الآخر، فإن لم يوجبها وهو الأصح فلا نستحبها. وتعقبه الزركشي في الخادم بأن حاصل ما ذكره في الصلاة على الآل عدم تصحيح الاستحباب، وقد استشكله في التنقيح فقال: ينبغي أن يسنا جميعا ولا يسنا جميعا ولا يظهر فرق مع الأحاديث الصحيحة المصرحة بالجمع بينهما، وما قاله ظاهر. والله الموفق. وقد اختلف أيضا في وجوب الصلاة على إبراهيم صلى الله عليه وسلم، ففي البيان عن صاحب الفروع حكاية وجهين في ذلك كالخلاف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما سبقت الإشارة إليه في المقدمة. والله أعلم. (تنبيه) إن قال قائل: ما وجه التفرقة بين الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبين الآل في الوجوب مع كونه معطوفا عليه إذا كان مستند الوجوب قوله قولوا كذا فلم أوجبتم البعض دون البعض؟ فالجواب عنه كما قيل من وجهين: أحدهما أن المعتمد في الوجوب إنما هو الأمر الوارد في القرآن بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فلم يأمر بالصلاة على آله، وأما تعليمه صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليه لما سألوه فبين لهم المقدار الواجب وزادهم رتبة الكمال على الواجب، وهو إنما سألوه عن الصلاة عليه. وهذا مبني على الخلاف في جواز حمل الأمر على حقيقته ومجازه، والصحيح جوازه، وقد يجب المسؤول بأكثر مما سئل عنه لمصلحة، كما وقع ذلك منه صلى الله عليه وسلم كثيرا، كقوله حين سئل عن التطهر بماء البحر = (*)

ص 265

[...]

(هامش)

= فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته. ولم يكن في سؤالهم ذكر ميتة البحر. والوجه الثاني: أن جوابه صلى الله عليه وسلم لمن سأله ورد بزيادات ونقص، وإنما يحمل على الوجوب ما اتفقت الروايات عليه، إذ لو كان الكل واجبا لما اقتصر في بعض الأوقات على بعضه، وفي بعض الطرق الصحيحة إسقاط الصلاة على الآل، وذلك في صحيح البخاري في حديث أبي سعيد، لكنه أثبتها في البركة مع أنهم لم يسألوه عن البركة ولا أمر بها في الآية، وأيضا فحديث أبي حميد المتفق عليه ليس فيه الصلاة على الآل ولا فيه البركة أيضا، إنما قال على أزواجه وذريته وبين الذرية والال عموم وخصوص. فإن قيل: فلم اقتصرتم في الوجوب في كيفية الصلاة عليه على لفظ اللهم صل على محمد ولم توجبوا بقية كلامه في التشبيه؟ قلنا: لسقوط التشبيه في بعض أجوبته، وذلك في حديث زيد بن خارجة كما تقدم، فدل على عدم وجوبه. (الفصل التاسع) فيه سؤالان: أحدهما: لم خص إبراهيم عليه السلام بالتشبيه دون غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم؟ والجواب: إن ذلك وقع إما إكراما له أو مكافأة على ما فعل حيث دعا لأمة محمد بقوله رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ، أو لعدم مشاركة غيره من الأنبياء له في ذلك. واختصاصهما بالصلاة، إما لأنه كان خليلا ومحمد صلى الله عليه وسلم حبيبا أو لأن إبراهيم كان منادي الشريعة، حيث أمره الله بقوله وأذن في الناس بالحج يأتوك رجال وعلى كل ضامر ، ومحمد صلى الله = (*)

ص 266

[...]

(هامش)

= عليه وسلم كان منادي الدين بقوله ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان . أو لأنه سأل الله عز وجل في ذلك حيث رأي الجنة في المنام وعلى أشجارها مكتوب لا إله إلا الله، محمد رسول الله ، وسأل جبريل عن ذلك فأخبره عن حاله فقال: يا رب أجر ذكري على لسان أمة محمد، أو لقوله واجعل لي لسان صدق في الآخرين ، أو لأنه أفضل من بقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أو لأن الله سماه أبا المؤمنين في قوله ملة أبيكم إبراهيم ، أو لأمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباعه لا سيما في أركان الحج، أو لأنه لما بني البيت دعا بقوله اللهم من حج هذا البيت من شيوخ أمة محمد فهبه مني ومن أهل بيتي ثم دعا إسماعيل للكهول، ثم إسحق للشباب، ثم سارة للحرائر من الإناث، ثم هاجر للموالي، فلذلك اختص بذكره هو وأهل بيته، قلت، وفي أكثر هذه الأجوبة ما يحتاج إلى صحة النقل. والله الموفق. وثانيهما: قال شيخنا: اشتهر السؤال عن موقع التشبيه في قوله كما صليت على إبراهيم مع أن المقرر أن المشبه دون المشبه به، والواقع ههنا عكسه، لأن محمدا صلى الله عليه وسلم وحده أفضل من إبراهيم وآل إبراهيم، لا سيما وقد أضيف إليه آل محمد، وقضية كونه أفضل أن تكون الصلاة المطلوبة له أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل لغيره. وأجيب عن ذلك بأجوبة: الأول أنه قال ذلك قبل أن يعلم أنه أفضل من إبراهيم، وقد أخرج مسلم من حديث أنس أن رجلا قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا خير البرية، قال ذلك، إبراهيم، أشار إليه ابن العربي، وأيده أنه سأل لنفسه التسوية مع إبراهيم، وأمر أمته أن يسألوا له ذلك، فزاده الله تعالى بغير سؤال أن فضله على إبراهيم، وتعقب: = (*)

ص 267

وفيه أحاديث: منها

حديث الإمام الحسن عليه السلام.

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة حسام الدين الرمدي الحنفي في آل محمد (ص 6) قال: رواه الإمام أحمد وابن حبان هما يرفعه بسنده عن الحسن بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.

(هامش)

= بأنه لو كان كذلك لغير صفة الصلاة عليه بعد أن علم أنه أفضل. الثاني: أنه قال ذلك تواضعا وشرع لأمته ذلك ليكتسبوا بذلك الفضيلة. الثالث: إن التشبيه إنما هو لأصل الصلاة بأصل الصلاة، لا للقدر بالقدر، فهو كقوله تعالى إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح ، وقوله: كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ، فإن المختار فيه أن المراد أصل الصيام لا وقته وعينه، وهو كقول القائل أحسن إلى ولدك كما أحسنت إلى فلان ويريد بذلك أصل الاحسان لا قدره، ومنه قوله تعالى أحسن كما أحسن الله إليك . ورجح هذا الجواب القرطبي في المفهم، فقولهم: كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، معناه أنه تقدمت منك الصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، فنسأل منك الصلاة على محمد وعلى آل محمد صلى الله عليه وسلم بطريق الأولى، لأن الذي يثبت للفاضل يثبت للأفضل بطريق الأولى - الخ. (*)

ص 268

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذي الشرف (ص 45 والنسخة مصورة من مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وكذا أحمد والطحاوي من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فهو على خبرين من تمر الصدقة، فأخذت منه تمرة فألقيتها في في، فأخذها بلعابها فقال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة. وإسناده قوي، وهو عند الطبراني والطحاوي من حديث أبي ليلى الأنصاري رضي الله عنه نحوه، ولأبي شيبة والخلال من حديث أبي سليلة عن عائشة رضي الله عنها قال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة. وسنده حسن عند أصحاب السنن وصححه منهم الترمذي. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في جامع الأحاديث (ج 2 ص 486 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم - فذكرا مثل ما تقدم. ثم قالا: (حم حب) عن الحسن بن علي رضي الله عنهما. وقالا أيضا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة، وإن مولى القوم من أنفسهم (حم دن حب ك) عن أبي رافع رضي الله عنه (ز). وقالا أيضا في ج 3 ص 102: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة - (ط حم

ص 269

وابن خزيمة ع، حب، والبغوي طب، ض، عن السيد الحسن، حم، وابن سعد خ في التاريخ، والبغوي والباوردي وابن قانع وابن السكن والحاكم في الكنى - طب ض عن أبي عميرة رشيد بن مالك السعدي. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عدنان شلاق في فهرس الأحاديث والآثار لكتاب الكنى والأسماء للدولابي (ص 33 ط عالم الكتب في بيروت) ذكر مثل ما تقدم آنفا ثم قال: الحسن بن علي. ومنها

حديث أبي هريرة

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذي الشرف (ص 45 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وعن محمد بن زياد: سمعت أبا هريرة قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كخ كخ، ليطرحها ثم قال: أما شعرت إنا لا نأكل صدقة؟ متفق عليه ولفظ مسلم: إنا لا تحل لنا الصدقة، ولأحمد من حديث معمر عن محمد بن زياد: إن الصدقة لا تحل لآل محمد.

ص 270

ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 93 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما علمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة. قاله للحسن والحسين. وقال في الهامش: رواه البخاري يرفعه بسنده عن أبي هريرة. وقال أيضا في ص 106: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا آل محمد. قال في الهامش: رواه الخطيب. ومنها حديث سعيد بن المسيب وجبير بن مطعم رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 120) قال: رواه النسائي يرفعه بسنديهما عن سعيد بن المسيب وجبير بن مطعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا آل محمد لا نأكل الصدقة. وفي حديث آخر: إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة. وفي حديث آخر: روى ابن سعد في الطبقات في كنوز قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم علي الصدقة، وعلى أهل بيتي.

ص 271

ومنها

حديث أبي رافع

رواه جماعة من العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الحافظ جلال الدين السيوطي في الجامع الكبير المطبوع في جامع الأحاديث (ج 7 ص 1605 ط دمشق) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا رافع إن الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد، وإن موالي القوم من أنفسهم (طب، هق) عن ابن عباس رضي الله عنهما. ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذي الشرف (ص 45 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وكذا ابن حبان وغيره عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنا لا تحل لنا الصدقة، وإن مولى القوم من أنفسهم. ورواه الطبراني في الكبير من حديث الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقم بن أبي الأرقم الزهري على السعاية، فاستتبع أبا رافع رضي الله عنه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وسأل فقال - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب الجامع الكبير وفيه مولى القوم .

ص 272

ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في المعجم الكبير (ج 11 ص 379 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال: حدثنا أحمد بن داود المكي، ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أرقم بن أبي الأرقم الزهري على السعاية، فاستتبع أبا رافع فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال - فذكر مثل ما تقدم بعينه. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 106 نسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن آل محمد لا تحل لهم صدقة، وإن مولى القوم منهم. قال في الهامش: رواه في كتاب مودة القربى يرفعه بسنده عن أبي رافع مرفوعا. وقال أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لا تحل لنا، وإن مولى القوم منهم. قال في الهامش: رواه في مجمع الفوائد يرفعه بسنده عن أبي رافع.

ص 273

ومنها

حديث زيد بن أرقم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر عبد الله بن نوح الجيانجوري في الإمام المهاجر (ص 209 ط دار الشروق بجدة) قال: وروي عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى يزيد بن أرقم رضي الله عنهم، فلما جلسنا إليه قال حصين: لقد لقيت يا يزيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا يزيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا بن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعي (خما) بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي فقال حصين: ومن أهل بيته يا يزيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، لكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.

ص 274

قلنا: والظاهر هو زيد بن أرقم. ومنهم العلامة صاحب كتاب القول القيم فيما يرويه ابن تيمية وابن القيم (ص 31 ط بيروت) قال: فيه وقال: وأهل بيتي، أذكر كم الله في أهل بيتي، فقال حصين بن سربة: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس، قال: أكل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الصدقة لا تحل لآل محمد. ومنها حديث أبي ليلى رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في جامع الأحاديث (ج 3 ص 102 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة (طب) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه.

ص 275

ومنها

حديث معاوية بن حيدة

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في جامع الأحاديث (ج 2 ص 661 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد الخطيب عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده [وهو معاوية بن حيدة]. ومنها

حديث عبد المطلب بن ربيعة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 145 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وانها لا تحل لمحمد وآل محمد. رواه مسلم وأبو داود والنسائي بسنده عن عبد المطلب بن ربيعة.

ص 276

ومنها ما روي مرسلا رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في الإمام المهاجر (ص 207) ط دار الشروق بجدة) قال: وآل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة، هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما من العلماء رحمهم الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد. ومنهم العلامة أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد الأنصاري المصري في شذورات الذهب (ص 220 ط السعادة بمصر) قال: قوله صلى الله عليه وسلم: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة. ومنهم الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن أبي بكر السخاوي الشافعي المتوفى سنة 902 في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذي الشرف (ص 27 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: من ذلك باشتراكهم دون غيرهم من قبائل قريش في سهم ذوي القربى، قال البيهقي: وفي تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم وبني المطلب بإعطائهم

ص 277

سهم ذوي القربى وقوله صلى الله عليه وسلم إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد ، وفضيلة أخرى وهي أنه حرم الله عليهم الصدقة وعوضهم منها هذا السهم من الخمس، فقال: إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد. قال: وذلك يدل أيضا على أن آله الذين أمر بالصلاة عليهم معه هم الذين حرم الله الصدقة عليهم وعوضهم منها هذا السهم من الخمس، فالمسلمون من بني هاشم وبني المطلب يكونوا داخلين في صلواتنا على آل نبينا صلى الله عليه وسلم وآله في فرائضنا ونوافلنا وفيمن أمرنا بحبهم. إنتهى. ومنهم العلامة النسابة المحدث الفقيه موفق الدين أبو محمد عبد الله ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي الدمشقي الصالحي الحنبلي المتوفى سنة 620 في كتابه الكافي في الفقه (ج 1 ص 443 من منشورات المكتب الإسلامي) قال: إن هذه الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس. رواه مسلم. وقال أيضا في ص 455: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما الصدقة أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد وآل محمد. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عدنان شلاق في فهرس الأحاديث والآثار لكتاب الكنى والأسماء للدلابي (ص 33 ط عالم الكتب في بيروت قال: إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة [عن] أبي كيسان هرمز.

ص 278

ونقل مثل ما ذكر أيضا في ص 117 وص 154. ومنهم صاحب كتاب القول القيم مما يرويه ابن تيمية وابن القيم (ص 12) قال: وآل محمد الذين حرمت عليهم الصدقة، هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما من العلماء رحمهم الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد - إلى أن قال: - وحرم الله الصدقة عليهم لأنها أوساخ الناس. وقال أيضا في ص 30: فأما القول الأول - وهو أن الآل من تحرم عليهم الصدقة على ما فيهم من الاختلاف - فحجته من وجوه: أحدها - ما رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالنخل عند انصرامه، فيحبى هذا بتمرة وهذا بتمرة، حتى يصير كوم من تمر، فجعل الحسن والحسين يلعبان بذلك التمر، فأخذ أحدهما بتمرة فجعلها في فيه، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجها من فيه، فقال: أما علمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة. رواه مسلم وقال: إنا لا تحل لنا الصدقة .

ص 279

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو عبدتم حتى تكونوا كالحنايا إلى آخر الحديث

تقدم ما يدل عليه في ج 7 ص 180 إلى ص 183 وج 9 ص 159 وج 16 ص 125 وج 21 ص 534، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما مضى: فمنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في فردوس الأخبار (ص 135 والنسخة مصورة من مكتبة اسلامبول) قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم: لو عبدتم الله عز وجل حتى تكونوا كالحنايا، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار، وصليتم حتى تجف الركب منكم، ثم أبغضتم واحدا من أهل بيتي أو واحدا من أصحابي، لأكبكم الله على مناخركم في نار جهنم.

ص 280

ومنهم العلامة أبو نصر شهردار بن أبي شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في مسند الفردوس (ج 3 ص 87 مخطوط) قال: عنه صلى الله عليه وسلم: لو عبدتم الله حتى تكونوا كالجنائز - فذكر مثل ما تقدم عن فردوس الأخبار .

ص 281

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي

تقدم نقل ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج 9 ص 408 وج 18 ص 488، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق: وفيه أحاديث: الأول حديث أمير المؤمنين عليه السلام رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من جامع الأحاديث (ج 4 ص 477 ط دمشق) قالا: عن الشبلي قال: سمعت محمد بن علي الدامغاني قال: سمعت علي بن حمزة

ص 282

الصوفي عن أبيه قال: سمعت موسى بن جعفر يقول: حدثنا أبي، سمعت أبي يحدث عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إن الإسلام عريان لباسه التقوى، ورياشه الهدى، وزينته الحياء، وعماده الورع، وملاكه العمل الصالح، وأساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي (كر). ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة (ص 16 ط المطبعة الفاسية) قال: وفي حديث ابن عساكر عن علي مرفوعا: وأساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي. الثاني حديث جابر رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفقيه الحافظ برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الشافعي المعروف بسبط ابن العجمي المتولد في حلب سنة 753 والمتوفى سنة 841 في كتابه الكشف الحثيث (ص 248) قال: محمد بن مسعر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لكل شيء أساس وأساس الدين حبنا أهل البيت.

ص 283

الثالث ما روي مرسلا رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في الفائق من اللفظ الرائق (ص 110) قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم: لكل شيء أساس، وأساس الإسلام حب أهل بيتي.

ص 284

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله ملائكة سياحين إلى آخر الحديث

قد تقدم نقل الأخبار الواردة فيه عن كتب أهل السنة في ج 8 ص 706 وج 18 ص 484، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة شهاب الدين محمد بن أحمد الحنفي المصري في تفسير آية المودة (ص 52 والنسخة مصورة من مخطوطة إحدى المكاتب الشخصية بقم) قال: وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعو عليا، فأتيت بيته فناديته فلم يجبني، فعدت فأخبرت رسول الله ص ، فقال لي: عد إليه أدعه فإنه في البيت. قال: فعدت أناديه، فسمعت صوت رحى تطحن، فتشارفت فإذا الرحى تطحن وليس معها أحد، فناديته فخرج إلي متشرخا، فقلت له: إن رسول الله يدعوك، فجاء ثم لم أزل أنظر إلى رسول الله ص وينظر

ص 285

إلي، ثم قال: يا أبا ذر ما شأنك؟ فقلت: يا رسول الله عجيب من العجب، رأيت الرحي تطحن في بيت علي وليس معها أحد يديرها. فقال: يا أبا ذر أما علمت أن لله ملائكة سياحين في الأرض وقد وكلوا بإعانة آل محمد. ومنهم العلامة محمد بن علي الحنفي المصري في إتحاف أهل الإسلام (ص 66 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: وأخرج الملا في سيرته أنه صلى الله عليه وسلم أرسل أبا ذر ينادي عليا، فرأي رحى تطحن في بيته وليس معها أحد، فأخبر النبي ص بذلك، فقال: يا أبا ذر أما علمت أن لله ملائكة سياحين في الأرض قد وكلوا بمعاونة آل محمد صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في الإمام المهاجر (ص 218 ط دار الشروق بجدة) قال: قال صلى الله عليه وسلم: إن لله سياحين في الأرض قد وكلوا بمعونة آل محمد. ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 64 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال: ومن مزيد فضلهم أن الله قد وكل بعض الملائكة بمعونتهم. وكما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، أنه أرسل أبا ذر ينادي عليا، فرأي رحي تطحن في بيته وليس معها أحد، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: يا أبا ذر أما علمت - فذكر مثل ما تقدم آنفا.

ص 286

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألا إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي إلى آخر الحديث

قد تقدمت الأخبار الواردة فيها عن كتب العامة في ج 9 ص 431 وج 18 ص 487، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في الاشراف على فضل الأشراف (ص 38 والنسخة مصورة من مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ألا إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي، وإن كرشي الأنصار، فاعفوا عن مسيئهم. وفي رواية: وتجاوزوا واقبلوا من محسنهم.

ص 287

ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 189) قال: رواه الترمذي في جامعه وقال: إنه حسن، والديلمي هما يرفعه بسنده عن أبي سعيد والإمام أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ذكر مثل ما تقدم عن الاشراف على فضل الأشراف . وفي طريق آخر رواه الحاكم وصححه في خبر حسن (الصواعق). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن عيبتي وكرشي أهل بيتي والأنصار فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في جامع الأحاديث (ج 3 ص 296 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أهل بيتي والأنصار كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم (الديلمي عن أبي سعيد). وقالا أيضا في ص 316: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي، وإن كرشي الأنصار، فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم (ت) عن أبي سعيد رضي الله عنه (ز).

ص 288

ومنهم الحافظ جمال الدين يوسف بن الزكي المزي المتوفى سنة 742 في تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف (ج 3 ص 416 ط بيروت): حديث ألا إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي ... الحديث. (ت) في المناقب (129: 7) بإسناد الذي قبله، وقال: حسن.

ص 289

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي كافيته

قد تقدم نقل الأخبار الواردة فيه عن كتب العامة في ج 9 ص 418 وج 18 ص 499، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: وفيه أحاديث: منها حديث علي عليه السلام رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة شهاب الدين محمد بن أحمد الحنفي المصري في تفسير آية المودة (ص 52 والنسخة مصورة من إحدى المكاتب الشخصية بقم) قال: وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اصطنع

ص 290

إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته عنها يوم القيامة. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في توضيح الدلائل (ص 316 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: وعنه [أي علي] عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: من صنع إلى أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة. وفي طريق آخر من غيره: من صنع إلى أحد من أهل بيتي معروفا فعجز عن مكافأته في الدنيا فأنا المكافئ له يوم القيامة. ومنهم العلامة الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذي الشرف (ص 54) قال: عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته عنها يوم القيامة. أخرجه الجعابي والطالباني. ومنها حديث عثمان بن عفان رواه جماعة من الأعلام في كتبهم:

ص 291

فمنهم العلامة السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني الشافعي اليماني في نثر الدر المكنون (ص 132 ط مطبعة زهران بمصر) قال: وأخرج الخطيب عن عثمان بن عفان رض قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صنع إلى أحد من خلف عبد المطلب في الدنيا فعلي مكافأته إذا لقاني. ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذي الشرف (ص 54 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: ورواه الثعلبي في تفسيره بسند فيه عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بلفظ: من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها، فأنا أجازيه عليها إذا لقاني يوم القيامة، وحرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي. وهو عند الطبراني في الأوسط من حديث أبان بن عثمان سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صنع إلى أحدكم من ولد عبد المطلب يدا فلم يكافيه بها في الدنيا، فعلي مكافاته غدا إذا لقاني. ومنها ما روي مرسلا رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم:

ص 292

فمنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في الإمام المهاجر (ص 220 ط دار الشروق بجدة) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من صنع إلى أهل بيتي يدا كافأته عليها يوم القيامة. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 156) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه من اصطنع إلى أحد من ولد عبد المطلب يدا فلم يكافئه بها في الدنيا فعلي مكافاته غدا إذا لقاني. ومنهم العلامة شهاب الدين محمد بن أحمد الحنفي المصري في تفسير آية المودة (ص 52 والنسخة مصورة من إحدى المكاتب الشخصية بقم) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صنع إلى أحد من ولد عبد المطلب يدا فلم يكافئه بها فعلي مكافاته غدا إذا لقاني.

ص 293

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله أنا شجرة وفاطمة أصلها (فرعها) وعلي لقاحها الحديث

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 9 ص 150 وج 18 ص 344، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: وفيه أحاديث: منها حديث عبد الرحمن بن عوف رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم:

ص 294

فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 3 ص 15 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، حدثنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة ابن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، أخبرنا عمر بن سنان، أخبرنا الحسن ابن علي أبو عبد الغني الأزدي، أخبرنا عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا بن أبي مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: ألا تسألوني قبل أن تشرب الأحاديث الأباطيل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا الشجرة وفاطمة أصلها أو فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها وشيعتنا ورقتها، والشجرة أصلها في جنة عدن، والأصل والفرع واللقاح والورق والثمر في الجنة. ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الشافعي في الكامل في ضعفاء الرجال (ج 2 ص 748 ط بيروت) قال: ثنا عمر بن سنان، ثنا الحسن بن علي الأزدي أبو عبد الغني، ثنا عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا بن أبي مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: ألا تسألوني قبل أن تشيب الأحاديث بالأباطيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا شجرة وفاطمة - إلى آخر ما تقدم عن تاريخ دمشق . وقال أيضا في ج 6 ص 2451: أخبرنا عمر بن سنان، ثنا الحسن بن علي أبو عبد الغني الأزدي، ثنا عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن

ص 295

عوف أنه قال: لا تسألوني قبل أن نسيت الأحاديث الأباطيل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا الشجرة وفاطمة أصلها أو فرعها - إلى آخر ما تقدم عن ابن عساكر في تاريخ دمشق . ومنها حديث ابن عباس رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة شهاب الدين محمد بن أحمد المصري الحنفي في تفسير آية المودة (ص 46) قال: وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أنا شجرة، وفاطمة حملها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، والمحبون لأهل بيتي ورقها، هم في الجنة حقا حقا. ومنهم العلامة محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذي الشرف (ص 35 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول - فذكر مثل ما تقدم عن تفسير آية المودة ثم قال: أورده الديلمي في مسنده.

ص 296

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمد اليماني في مطلع البدور ومجمع البحور (ج 1 ص 9 والنسخة مصورة من مخطوطة دار الكتب العربية) قال: وعن ابن عباس رض قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - فذكر مثل ما تقدم عن تفسير آية المودة ثم قال: أخرجه الديلمي. ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 3 ص 15 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف ابن زنبور، أخبرنا أبو بكر محمد بن السدي بن عثمان التمار، أخبرنا نصر بن شعيب، أخبرنا موسى بن نعمان، أخبرنا ليث بن سعد، عن ابن جريح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني وإلا فصمتا، وهو يقول - فذكر مثل ما تقدم عن تفسير آية المودة . ومنها حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

ص 297

فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني في توضيح الدلائل (ص 122 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم كان بعرفات، وعلي عليه السلام تجاهه، فقال: يا علي ادن مني، ضع خمسك في خمسي، يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، من تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة. ومنها ما روي مرسلا رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في الفائق من اللفظ الرائق (ص 71 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: خلق الله الأنبياء من أشجار شتى وخلقني وعليا من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجى، ومن زاغ عنها هوى. وفي ص 98 قال: فاطمة شجرة أنا أصلها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين أغصانها، ومحبوهم ورقها، فبهم أمرت بالمباهلة.

ص 298

ومنهم العلامة يحيى بن الحسن بن القاسم المتوفى سنة 1099 في الطبقات والزهر في أعيان مصر (ص 3 من مخطوطة دار الكتب المصرية) قال: وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا علي نحن شجرة، أنا أصلها وفاطمة فرعها وأنت لقاحها والحسن والحسين ثمرتها والشيعة ورقها، لو أن رجلا صام حتى يكون كالوتر وصلى حتى يكون كالحنى وكان في قلبه وزن ذرة من بغضك أكبه الله على وجهه في النار، يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. وقد نظمه بعضهم فقال: يا حبذا شجر في الخلد نابتة * ما مثلها نبتت في الخلد من شجر المصطفى أصلها والفرع فاطمة * ثم اللقاح علي سيد البشر والهاشميان سبطاها لها ثمر * والشيعة الورق المتلف بالشجر هذا مقال رسول الله جاء به * أهل الروايات في العالي من الخبر ذكر ذلك في السفينة الحاكم الأبي. ومنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في فردوس الأخبار (ص 8 والنسخة من مكتبة اسلامبول) قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنا شجرة وفاطمة حملها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها والمحبين لأهل بيتي ورقها من الجنة حقا حقا.

ص 299

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

اللهم ارزق من أبغضني وأهل بيتي كثرة المال والعيال إلى آخر الحديث

تقدم نقل ما يدل عليه في ج 9 ص 483 وج 18 ص 545، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق: فمنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذي الشرف (ص 56 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارزق من أبغضني وأهل بيتي كثرة المال والعيال، كفاهم بذلك أن يكثر مالهم فيطول حسابهم وأن يكثر عيالهم فيكثر شياطينهم. أورده الديلمي وابنه معا بلا إسناد.

ص 300

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمد اليماني في مطلع البدور ومجمع البحور (ج 1 ص 10 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة دار الكتب العربية). فذكر مثل ما تقدم عن كتاب استجلاب ارتقاء الغرف . وقال في آخره: أورده الديلمي وابنه. ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم عفي أهل البيت (ص 68 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال: وعن علي رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل ما تقدم آنفا إلى كثرة المال والعيال .

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج24)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب