الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج24)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 401

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أبغض أحدا من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي

تقدمت الأخبار الدالة عليه عن كتب العامة في ج 9 ص 486 وج 18 ص 466، ونستدرك هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك: فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمد اليماني في مطلع البدور ومجمع البحور (ج 1 ص 4 والنسخة مصورة من مخطوطة دار الكتب العربية) قال: وروى ابن عدي في الكامل عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحبوا أهل بيتي، وأحبوا عليا، من أبغض أحدا من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي.

ص 402

ومنهم العلامة الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف (ص 34 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: ولابن عدي في كامله عن أنس رض رفعه - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب مطلع البدور آنفا. وقال في ص 56: روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أبغض أحدا - إلى آخر ما تقدم.

ص 403

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي

تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 9 ص 423، وج 18 ص 458 وص 459، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما مضى: فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني الجنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة (ص 34 ط المطبعة الفاسية) قال: وأخرج الخطيب كما في الجامع : شفاعتي لأمتي، من أحب أهل بيتي.

ص 404

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينية آيس من رحمة الله

قد تقدم نقل الأحاديث الواردة فيه عن أعلام القوم في ج 9 ص 487 وج 18 ص 491، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف (ص 55 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وحديث جرير: من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله.

ص 405

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري في كتابه تفسير آية المودة (ص 14 والنسخة مصورة من إحدى المكاتب الشخصية بقم) قال: أخبرنا أبو عبد الله بن حامد الأصفهاني، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين البلخي، حدثنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق، حدثنا يعلى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البلخي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات على حب آل محمد مات شهيدا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا كمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة. كذا أورده الثعلبي والأصفهاني والفخر الرازي وغيرهم. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين (ص 247) قال: ودر كشاف واقع گشته: ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة كتب بين عينيه آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة.

ص 406

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمد اليماني في مطلع البدور ومجمع البحور (ص 2 والنسخة مصورة من مخطوطة دار الكتب العربية) قال: من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة وبين عينيه: آيس من رحمة الله. أخرجه الثعلبي. ومنهم العلامة يحيى بن الحسن بن القاسم في الطبقات والزهر في أعيان مصر (ص 3 والنسخة مصورة من مخطوطة دار الكتب العربية) قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم: ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يرح رائحة الجنة، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله. رواه في الكشاف وغيره. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يحيى بن عبد الواحد الونشريسي التلمساني المتولد في حدود سنة 834 والمتوفى بفاس 914 في كتاب المعيار المعرب (ج 12 ص 206 ط بيروت) قال: وعنه صلى الله عليه وسلم: من مات على حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان، ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله في قبره بابين إلى

ص 407

الجنة، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره قرار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة. إنتهى.

ص 408

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا الحديث

قد تقدم نقل الأحاديث الواردة فيه عن كتب العامة في ج 9 ص 387 وج 18ص 523، ونروي هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: وفيه أحاديث: منها حديث ابن مسعود رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 14) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا.

ص 409

وقال في الهامش: رواه صاحب مسند الفردوس يرفعه بسنده عن ابن مسعود. وقال أيضا في ص 15: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءا شديدا وتطريدا، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير رفلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملئها قسطا كما ملؤها جورا، فمن أدرك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج، فإن فيها خليفة الله المهدي. قال في الهامش: رواه في سنن ابن ماجة القزويني يرفعه بسنده عن ابن مسعود قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقبل فئة من بني هاشم، فلما رآهم اغرورقت عيناه وتغير لونه، فقلت: يا رسول الله ما زال نرى في وجهك شيئا نكره. فقال - الخ. فذكر أيضا مثله باختلاف يسير في اللفظ. ثم قال في الهامش: رواه أبو حاتم وابن حبان. وأخرجه ابن السري بتغيير بعض لفظا هم جميعا يرفعه بسنده عن ابن مسعود. ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في المعجم الكبير (ج 10 ص 104 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا عبد الله بن داهر الرازي، ثنا أبي، عن أبي ليلى، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل نفر من بني هاشم، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم احمر وجهه واغرورقت عيناه، فقلنا: يا رسول الله ما نزال نرى بوجهك شيئا نكرهه. فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على

ص 410

الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون من بعدي بلاء وتطريدا. ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في المعجم الكبير (ج 10 ص 108 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا عبد الرحمن بن عمرو الحراني، ثنا محمد ابن فضيل قال: قال لي مغيرة سمعت من عمارة بن القعقاع شيئا ذكره عن إبراهيم، وكان عمارة قد خرج إلى مكة فاكتريت حمارا فأتيته بالقادسية، فحدثني عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به الفتية من أهل بيته فيتغير لذلك لونه، فمر به يوما فتية من أهل بيته فتغير لذلك لونه فقلنا: يا رسول الله ما نزال نرى منك ما يشق علينا الفتية من أهل بيتك يمرون بك فيتغير لذلك لونك، فقال: إن أهل بيتي هؤلاء اختار الله لهم الآخرة ولم يختر لهم الدنيا. ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في عيون الأخبار في مناقب الأخيار (ص 40 نسخة مكتبة الواتيكان) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد، نبأ مكرم بن القاضي، نبأ محمد بن إبراهيم بن زياد ابن عبد الله الرازي، نبأ عبد المؤمن بن علي، نبأ ابن فضيل، حدثني المغيرة، حدثني عمارة، حدثني إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله أن النبي عليه السلام كان إذا نظر إلى الفئة من أهل بيته تغير لونه وقال صلى الله عليه وسلم: إن أهل بيتي هؤلاء اختار الله لهم الآخرة ولم يختر لهم الدنيا، وسيلقون بعدي تطريدا وتشريدا. وذكر حديثا طويلا.

ص 411

ومنهم الحافظ المؤرخ المحدث أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المشتهر بالخطيب البغدادي المتولد سنة 392 والمتوفى سنة 463 في الرحلة في طلب الحديث (ص 145 ط بيروت) قال: أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي وأبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا محمد بن المهلب الحراني، ثنا عبد الرحمن بن عمرو الحراني، ثنا محمد بن الفضيل، قال: قال لي مغيرة، سمعت من عمارة بن القعقاع حديثا ذكره عن إبراهيم، قال: وكان عمارة قد خرج إلى مكة فاكتريت حمارا فلحقته بالقادسية، فحدثني عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم تمر به الفتية من قريش فلا يتغير لونه، وتمر الفتية من أهل بيته فيتغير لونه، فقلنا: يا رسول الله لا نزال نرى منك ما يشق علينا، تمر بك الفتية من قريش فلا يتغير لونك وتمر بك الفتية من أهل بيتك فيتغير لونك؟ فذكر مثل ما تقدم آنفا. أنبأه الحسن بن أبي بكر، أنبأ مكرم بن أحد القاضي، ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله الرازي مولى بني هاشم، ثنا عبد المؤمن بن علي، ثنا ابن فضيل قال: قال مغيرة بن مقسم: سمعت من عمارة بن القعقاع حديث إبراهيم عن علقمة عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الفتية من أهل بيته تغير لونه. قال: قال لي المغيرة: كان عمارة قد خرج إلى مكة، فاكتريت حمارا فصرت إلى القادسية، فلما رآني قال: ما جاء بك؟ قال: قلت: حديث إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: نعم، حدثني إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر إلى الفتية من أهل بيته تغير لونه وقال: إن أهل بيتي هؤلاء اختار الله لهم الآخرة ولم يختر لهم الدنيا وسيلقون بعدي تطريدا وتشريدا. وذكر حديثا طويلا.

ص 412

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد عن الحوض الحديث

قد تقدم نقل الأخبار الواردة فيه عن أعلام القوم في ج 9 ص 452 وج 18 ص 493 وص 528 وص 545 وج 20 ص 307، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمد اليماني في مطلع البدور ومجمع البحور (ج 1 ص 10 والنسخة مصورة من مخطوطة دار الكتب العربية) قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام لمعاوية بن خديج: يا معاوية إياك وبغضنا، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد عن الحوض يوم القيامة بسياط من نار. أخرجه الطبراني في الأوسط.

ص 413

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف (ص 56 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه قال لمعاوية بن خديج: يا معاوية إياك وبغضنا - فذكر مثل ما تقدم آنفا. وقال: أخرجه الطبراني في الأوسط. ومنهم العلامة شهاب الدين محمد بن أحمد الحنفي المصري في تفسير آية المودة (ص 46 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب قم) قال: وعن الحسن بن علي (رض) أنه قال لمعاوية بن خديج - فذكر مثل ما تقدم آنفا. ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني الشافعي اليماني في نثر الدر المكنون (ص 132 ط مطبعة زهران بمصر) قال: وأخرج الطبراني عن الحسن بن علي عليهما السلام أنه قال لمعاوية بن خديج - فذكر مثل ما تقدم آنفا. ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة (ص 18 ط المطبعة الفاسية) قال: وروى الطبراني في الأوسط عن علي رضي الله عنه أنه قال لمعاوية: إياك

ص 414

وبغضنا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يبغضنا ولا يحسدنا امرؤ إلا ذيد عن الحوض يوم القيامة بسياط من النار. ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت (ص 69 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال: وأخرج الطبراني عن الحسن بن علي عليهما السلام أنه قال لمعاوية بن خديج: يا معاوية بن خديج إياك وبغضنا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة عن الحوض بسياط من نار.

ص 415

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة لعنتهم ولعنهم الله تعالى إلى آخر الحديث.

تقدم نقل ما يدل عليه في ج 9 ص 472 وص 473 وج 18 ص 476، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق: فمنهم العلامة أحمد بن علي بن محمد الشافعي العسقلاني المصري الشهير بابن حجر في المنبهات (ص 24 ط اسلامبول) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ستة لعنتهم ولعنهم الله تعالى وكل نبي مجاب الدعوات: الزائد في كتاب الله تعالى، والمكذب بقدر الله تعالى، والمتسلط بالجبروت ليعز من أذله الله تعالى ويذل من أعزه الله، والمستحل لحرم الله تعالى، والمستحل من عترتي ما حرم الله، وتارك لسنتي، فإن الله تعالى لا ينظر إليهم يوم القيامة نظر الرحمة.

ص 416

ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في الإمام المهاجر (ص 222 ط دار الشروق بجدة) قال: وقال صلى الله عليه وسلم: ستة لعنهم الله تعالى ولعنتهم وكل نبي مجاب الدعوة - فذكر ما تقدم آنفا باختلاف يسير في اللفظ والتقدم والتأخر. ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان (ج 7 ص 501 ط بيروت) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عمرة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب - فذكر مثل ما تقدم آنفا.

ص 417

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معرفة آل محمد برائة من النار إلى آخر الحديث.

تقدم نقل ما يدل عليه في ج 9 ص 494 إلى ص 497 وج 18 ص 496، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما مضى: فمنهم لعلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف (ص 35 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وفي الشفاء بلا أسناد أنه صلى الله عليه وسلم قال: معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد صلى الله على وسلم جواز على الصراط، والولاية لآل محمد صلى الله عليه وسلم أمان من العذاب.

ص 418

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمد اليماني في مطلع البدور ومجمع البحور (ج 1 ص 4 والنسخة مصورة من مخطوطة دار الكتب العربية) قال: وروى القاضي عياض في الشفاء : معرفة آل محمد براءة من النار - فذكر مثل ما تقدم آنفا عن كتاب استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف . ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري في تفسير آية المودة (ص 45 والنسخة مصورة من إحدى المكاتب الشخصية بقم) قال: وما في الشفاء للقاضي عياض من أنه صلى الله عليه وسلم قال: معرفة آل محمد براءة من النار - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب استجلاب ارتقاء الغرف . ثم نقل في الشفاء عن بعض العامة أنه قال: معرفتهم - يعني آل محمد - هي معرفة مكانهم من النبي صلى الله عليه وسلم، وإذ عرفهم بذلك عرف وجوب حقهم وحرمتهم بسببه. إنتهى. ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في الإمام المهاجر (ص 218 ط دار الشروق بجدة) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: معرفة آل محمد براءة من النفاق - فذكر مثل ما تقدم من كتاب استجلاب ارتقاء الغرف .

ص 419

ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه الدرر المكنونة (ص 18 ط المطبعة الفاسية) قال: وأسند عياض في التفسير حديث معرفة آل محمد براءة من النار عن شيخيه الإمام المقرئ أبي محمد عبد الله بن أحمد التميمي قال: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن عمر بن خلد، حدثنا محمد بن عثمان البصري، حدثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن سعد، عن المقداد بن الأسود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: معرفة آل محمد - الخ. ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب محمد فتوح الجبيري المالكي في أساس الاقتباس (ص 16) قال: الكلمة الرابعة في ذكر آل عبا (الأحاديث) معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط.

ص 420

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أعطاني الكوثر إلى آخر الحديث

تقدم نقل ما يدل عليه في ج 9 ص 413 - 414 وج 14 ص 531، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق: فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في جامع الأحاديث (ج 7 ص 629 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أنس إن الله أعطاني الكوثر الليلة نهر في الجنة طوله ستمائة عام وعرضه ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد قبلي ولا يطعمه من خفر ذمتي ووتر عترتي وقتل أهل بيتي (عد) عن أنس. وقالا أيضا في ج 1 ص 648: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعطيت الكوثر نهرا في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث أبدا، لا يشربه إنسان أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي (ابن مردويه) عن أنس.

ص 421

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا ميزان العلم وعلي كفتاه والحسن والحسين خيوطه الحديث

قد تقدم نقل الأحاديث الواردة عن فيه عن كتب العامة في ج 9 ص 207 وج18 ص 417، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 13) قال: رواه صاحب مسند الفردوس يرفعه بسنده عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا ميزان العلم، وعلي كفتاه، والحسن والحسين خيوطه، وفاطمة علاقته. قال: وروى في كتابه مودة القربى يرفعه بسنده عن ابن عباس مرفوعا هكذا:

ص 422

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا ميزان العلم، وعلي كفتاه، والحسن والحسن خيوطه، وفاطمة علاقته، والأئمة من بعدي عموده يوزن أعمال المحبين لنا والمبغضين علينا.

ص 423

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أحبنا أهل البيت أحد فزلت به قدم إلا ثبتته قدم أخرى

تقدم نقل ما يدل عليه في ج 9 ص 522، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما تقدم: فمنهم العلامة القاضي عبد الله محمد بن حمزة بن أبي النجم الصعدي في درر الأحاديث النبوية (ص 51 ط بيروت) قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحبنا أهل البيت أحد فزلت به قدم إلا ثبتته قدم أخرى حتى ينجيه الله يوم القيامة.

ص 424

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأيت على باب الجنة مكتوبا... الحديث

قد تقدم نقل الأحاديث الواردة فيها عن كتب العامة في ج 9 ص 257 وج 18 ص 406، ونستدرك ههنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في مسند الفردوس (ج 3 ص 118 مخطوط) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لما أسري بي رأيت على باب الجنة مكتوبا بالذهب لا إله إلا الله، محمد حبيب الله، علي ولي الله، فاطمة أمة الله، الحسن والحسين صفوة الله وعلى مبغضيهم لعنة الله .

ص 425

ومنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في الفائق من اللفظ الرائق (ص 77 والنسخة مصورة من إحدى المكاتب بايرلندة) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ليلة أسري بي إلى السماء على باب الجنة مكتوب - فذكر مثل ما تقدم عن مسند الفردوس وفيه على باغضيهم مكان على مبغضيهم .

ص 426

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخلفوني في أهل بيتي

تقدم نقل ما يدل عليه في ج 9 ص 447 إلى ص 449 وج 18 ص 442، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه هناك: فمنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في الإمام المهاجر (ص 219 ط دار الشروق بجدة) قال: وعن عمر رض قال: آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخلفوني في أهل بيتي.

ص 427

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة

تقدم نقل ما يدل عليه في ج 9 ص 497 وج 18 ص 483 وص 468، ونستدرك هيهنا عمن لن نرو عنه فيما سبق 1):

(هامش)

1) قال الفاضل المعاصر الشيخ عبد الله بن نوح الجاوي الأندونيسي المتولد 1324 ه‍ - في كتاب الإمام المهاجر ص 207 ط دار الشروق بجدة: قال الشيخ الإسلام ابن تيمية في (الوصية الكبرى) ما لفظه: وكذلك آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها، فإن الله جعل لهم حقا في الخمس والفئ وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لنا قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد وآل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة، هكذا، قال الشافعي، وأحمد بن حنبل وغيرهما من العلماء رحمهم الله، = (*)

ص 428

[...]

(هامش)

= فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد وقال الله تعالى في كتابه إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وحرم الله عليهم الصدقة لأنها أوساخ الناس. وقد قال بعض السلف: حب أبي بكر وعمر إيمان وبغضهما نفاق. وفي المسانيد والسفن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس لما شكى إليه جفوة قوم لهم قال والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى بني كنانة من بني إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم ا ه‍. وقال الإمام ابن تيمية أيضا في (أصول أهل السنة والجماعة) ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: في يوم غدير خم أذكر كم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي وقال أيضا للعباس عمه وقد شكا إليه أن بعض قريش تجفو بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ا ه‍. وقال الإمام ابن القيم في كتاب (اجتماع الجيوش الإسلامية) نقلا عن عقيدة حجة الإسلام أبي أحمد المعروف بابن الحداد الشافعي: ونعتقد حب آل محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه وسائر أصحابه رضوان الله عليهم ونذكر محاسنهم وننشر فضائلهم ا ه‍. وقال الإمام ابن تيمية في (منهاج السنة): ولا ريب أن لآل محمد صلى الله عليه وسلم حقا على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش ا ه‍. = (*)

ص 429

[...]

(هامش)

= وقال الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: ما على ظهر الأرض أهل بيت أحب إلي منكم، ولأنتم أحب ألي من أهل بيتي. ودخل عبد الله بن الحسن المثنى على عمر بن عبد العزيز فرفع مجلسه وأقبل عليه وقضى حوائجه، ثم أخذ بعكتة من عكته فغمزها حتى أوجعه، وقال: أذكرها عندك للشفاعة، فلامه قومه، فقال: حدثني الثقة حتى كأني أسمعه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها وأنا أعلم أن فاطمة يسرها ما فعلت بابنها. قال الإمام القرطبي: والأحاديث تقتضي وجوب احترام آله وتوقيرهم ومحبتهم وجوب الفروض التي لا عذر لأحد في التخلف عنها. ا ه‍. وروي عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى يزيد بن أرقم رضي الله عنهم، فلما جلسنا إليه قال حصين: لقد لقيت يا يزيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا يزيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعي (خما) بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثني عليه وعظ وذكر، ثم قال: أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. = (*)

ص 430

[...]

(هامش)

فقال حصين: ومن أهل بيته يا يزيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، لكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقوفا عليه أنه قال: ارقبوا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم في أهل بيته. قال تعالى في أئمة الحق وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين .قال ابن تيمية في منهاجه بمناسبة ذكر مسألة الكفاءة: وهذا كله بناء على أن الصلاة والسلام على آل محمد وأهل بيته تقتضي أن يكونوا أفضل من سائر البيوت وهذا مذهب أهل السنة والجماعة. وصدق رحمه الله تعالى، فإن أهل السنة والجماعة يدينون بحب أهل البيت. ولابن القيم كلام في الاصطفاء والاختيار، قال في كتابه (زاد المعاد): إن الله خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فجعلها مستقر المقربين من ملائكته واختصها بالقرب من عرشه... الخ. ثم قال: وهذا التفضيل والتخصيص مع تساوي مادة السماوات من أبين الأدلة على كمال قدرته وحكمته وأن يخلق ما يشاء ويختار، من هذا تفضيله سبحانه جنة الفردوس على سائر الجنات. قال: ومن هذا اختياره من الملائكة المصطفين منهم على سائرهم كجبريل وميكائيل وإسرافيل، وكذلك اختياره سبحانه للانبياء من ولد آدم عليه الصلاة والسلام، واختياره الرسل منهم، واختياره أولو العزم منهم، واختياره منهم الخليل إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم. ومن هذا اختياره سبحانه وتعالى ولد إسماعيل من أجناس بني آدم، ثم اختار منهم كنانة بن خزيمة، = (*)

ص 431

[...]

(هامش)

= واختار من ولد كنانة قريشا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختار من بني هاشم سيد ولد آدم صلي الله عليه وسلم. كذلك اختار أصحابه من جملة العالمين، واختار منهم السابقين الأولين، واختار منهم أهل بدر وأهل بيعة الرضوان، واختار لهم من الدين أكمله، ومن الشرائع أفضلها، ومن الأخلاق أزكاها وأطهرها وأطيبها، واختار أمته صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم، كما في مسند الإمام وغيره من حديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم موفون سبعين أمة أنتم أخيرها وأكرمها على الله . قال علي بن المديني وأحمد: حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده صحيح. وظهر أثر هذا الاختيار في أعمالهم وأخلاقهم وتوحيدهم ومنازلهم في الجنة ومقاماتهم في الموقف، فإنهم أعلى من الناس على تل فوقهم مشرفون عليهم. ومن هذا اختياره سبحانه وتعالى من الأماكن والبلاد خيرها وأشرفها وهي البلد الحرام ا ه‍. من زاد المعاد. فإن قيل: فما معنى حديث من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ؟ قلنا: معناه ظاهر ولا تعارض بينه وبين ما تقدم. وبيان ذلك من وجوه: الأول: إنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث تدل على فضل النسب الصالح والمعدن الذكي، كحديث الاصطفاء، وفي معناه حديث الاختيار، وهي صحيحة، ويمكن الجمع بينهما وبين ما قبلها. الثاني: أهل السنة والجماعة رووا حديث من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه وحديث ليس لأحد فضل على أحد إلا بدين أو عمل صالح ورووا أيضا حديث الاصطفاء، وحديث إن الناس معادن وما في معناهما، ووضعوا كلا منها موضعه. الثالث: إن الحديث الأول صحيح، رواه مسلم عن أبي هريرة، وأبو هريرة = (*)

ص 432

[...]

(هامش)

= أيضا هو الذي روى عنه مسلم من أكرم الناس . وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال أعن معادن العرب تسألوني، تجدون الناس معادن كمعادن الذهب والفضة وفسر العلماء معادن العرب بأصول قبائلها بنفوس أفرادها . وغاية ما يدل عليه الحديث أن النسيب لا يسرع به نسبه إذا أبطأ به عمله. وهذا حق صحيح، فإن العمل الصالح هو الذي فيه التباري والتسابق، وهو الذي يمكن الاستزادة منه، أما النسب فلا يؤثر فيه الاكتساب كالجمال ونحوه من الأمور الخلقية؟؟ ففي الاسراع والسبق بمجرد النسب لا يدل على نفي ما سوى ذلك من المزايا. الرابع: إن أهل السنة لم يقولوا إن النسب يسرع بمن أبطأ به عمله، بل أثبتوا فضله مع لوازمه، ونفوا عنه ما لا يستلزمه، فأثبتوا ما صحت به السنة من هذا ومن ذاك. وهنا وجوه أخرى استغنينا عنها اكتفاء بما ذكر. قال الله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور . القربى كما قال ابن حجر وغيره مصدر كالزلفى والبشرى بمعنى القرابة، ومعنى الآية إن الله تعالى أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبر قومه أنه لا يسألهم على الدعاء إلى الله والدلالة على الهدى مالا ولا نفعا، فإن أجره على الله إلا المودة في القربى فإني أطلبها منكم لا طلبا للأجر، ولكن أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، فإن ترك المودة فيهم قطيعة رحم وأثم كبير، والمودة في القرابة صلة رحم، ورحمه صلى الله عليه وسلم أعظم الأرحام وأحقها بالمودة والصلة، وليس هناك من أجر بل تشريع من الله، فالاستثناء هنا منقطع، ولا حاجة بنا إلى زيادة بيان بعد اتفاق أهل السنة والجماعة على ما تقدم. = (*)

ص 433

[...]

(هامش)

= أخرج الإمام الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان في صحيحه من حديث سليم بن حيان، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا أدخله الله النار. وسليم بن حيان هو الهذلي، وأبو المتوكل هو علي بن داود الناجي البصري، وكلاهما من رواة الصحيحين. وأخرجه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح على شرط مسلم، عن محمد بن فضيل، عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار. كان العاص بن وائل - وهو من المشركين - يقول: إن محمدا أبتر لا عقب له، فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم إنا أعطيناك الكوثر . وفي رواية أخرى: أنه نهر الحوض الموعود به في الآخرة ترده هذه الأمة. والمقصود هنا أن الخير الكثير الذي أعطاه الله محمدا صلى الله عليه وسلم لا يحصره حاصر، ولا يأتي عليه قلم كاتب، منها ما هو في نفسه كالنبوة والكتاب والمقام المحمود والشفاعة والمنزلة العظيمة عند الله، ومنها ما هو في أهل بيته وعشيرته، ومنها ما هو في أصحابه وأنصاره، ومنها ما هو في أمته. فالمؤمن الصادق يفرح بفضل الله السابغ عليه صلى الله عليه وآله وسلم، والحاسد المستكثر تضيق حوصلته بهذا كله. أما من جعل ديدنه بمعاداته صلى الله عليه وآله وسلم، بمحاداة أهل بيته فلا تسأل عن ضيق خناقه، وحرج صدره إذا ذكر آله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن كان ممن يتكسب بعلم الدين اسودت في عينه وعظمت عليه بذلك المصيبة، لاستشعاره أن ذلك مما يصرف عنه وجوه الناس، فتراه في غمة من أمره = (*)

ص 434

[...]

(هامش)

= يلتمس وجود الحيل ليمحوا هذا الفضل الثابت لهم في قلوب الناس ويزرع لهم البغضاء في صدورهم، فإن كان ممن لا يتقيد بمروءة ولا أدب فما عنده إلا ما زينه له إبليس مما لا يليق إلا بأمثاله. وقد حكى النيسابوري في تفسير الكوثر عدة أقوال، منها قوله: والقول الثالث أن الكوثر أولاده، لأن هذه السورة نزلت ردا على من زعم أنه الأبتر كما يجئ، والمعنى أنه يعطيه بفاطمة نسلا يبقون على مر الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت، ثم العالم مملوء منهم، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به، والعلماء الأكابر منهم لا حد لهم ولا حصر، منهم الباقر والكاظم والرضا والتقي والنقي والذكي وغيرهم. والأولى في توجيه ذلك ما تقدم، فإن جميع ما أنعم الله به عليه صلى الله عليه وسلم في نفسه ومن تعلق به داخل في الكوثر الذي هو الخير الكثير. وما تقدم القول فيمن قتل من أهل البيت، وإن العالم مملوء منهم، أصدق في الواقع ومطابق للقول المأثور بقية السيف أنمى عددا بل لو تأملنا من تناسلوا من ذرية الإمام المهاجر وحده فقط لكفى ذلك، فقد ملأ شرق فريقيا وأوساطها وجنوب جزيرة العرب وجنوب الهند وجنوب شرقي آسيا وغيرها علما وتلاميذا. وفي فضل القرابة والال المنتمين إليه صلى الله عليه وسلم وردت آيات وأحاديث، فمن الآيات قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . قال العلماء: هذه الآية منبع فضائل أهل البيت لاشتمالها على غرر مآثرهم واعتناء الباري بهم حيث أنزلها في حقهم. ومنها قوله تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، قال ابن عباس: علي وفاطمة وابناهما = (*)

ص 435

[...]

(هامش)

= وعن السدي أنه قال في قوله تعالى إن الله غفور شكور إن الله غفور لذنوب آل محمد شكور لحسناتهم. ولا ينافي ذلك ما في البخاري عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى: إلا المودة في القربى ، قال سعيد بن جبير: قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم، فقال له ابن عباس: عجلت، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة. لأن ابن عباس إنما رد عليه لاقتصاره في تفسير الآية على ذلك، مع أن المقصود منها العموم. ولذلك لم ينسبه إلى الخطأ بل إلى العجلة. ويلحظ ابن جبير أن الآية إذا أفادت الحث على المودة والصلة والحفظ لقرابته صلى الله عليه وسلم كانت أدل بطريق الأولى على الحث على هذه الأمور بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم. وأراد ابن عباس بيان مسلك العموم، أي تودني في قرابتي لكم، لان من جملة مودة الله تعالى مودة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته. ومنها قوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فقد صح لما نزلت قالوا: يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ قال: قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد الحديث. وفي بعض الروايات: كيف نصلي عليك يا رسول الله؟. ففي ذلك دليل ظاهر على أن الامر بالصلاة على الال مراد من الاية، والا لما سألوه عن الصلاة على أهل البيت عقب نزولها، ولم يجابوا بما ذكر. على أنه صلى الله عليه وسلم أقامهم في ذلك مقام نفسه، إذ القصد من الصلاة عليه أن ينيله مولاه عز وجل من الرحمة المقرونة بتعظيمه ما يليق به، ومن ذلك ما يفيضه عز وجل منه على أهل بيته من جملة تعظيمه وتكريمه. ويؤيد ذلك ما يأتي في طريق أحاديث = (*)

ص 436

[...]

(هامش)

= الكساء من قوله صلى الله عليه وسلم اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ، وقوله اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك... ويروي: لا تصلوا على الصلاة البتراء، تقولوا اللهم صلى على محمد وتمسكوا، بل قولوا اللهم صلى الله على محمد وآل محمد . ومنها قوله تعالى سلام على آل ياسين ، نقل جميع من المفسرين عن ابن عباس أن المراد آل محمد، وأكثر المفسرين على أن المراد الياس عليه السلام. ومنها قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ز أخرج الثعلبي في تفسيره عن جعفر الصادق أنه قال: نحن حبل الله. ومنها قوله تعالى وقفوهم إنهم مسؤولون قال الواحدي: مسؤولون عن ولاية أهل البيت. ومنها قوله تعالى أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله أخرج أبو الحسن المغازلي عن الباقر أنه قال في هذه: نحن الناس. ومنها قوله تعالى وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم سيأتي في الأحاديث ما يسير إلى وجود ذلك في أهل البيت وإنهم أمان لأهل الأرض. ومنها قوله تعالى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى قال ثابت البناني: اهتدى إلى ولاية أهل البيت، بل جاء ذلك عن محمد الباقر أيضا. ومنها قوله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس قال: رضا محمد صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل أحدا من أهل بيته النار. قاله السدي. فهذه الآيات بعض ما أنزل الله تعالى في كتابه، ونسأله سبحانه أن يجعلنا من = (*)

ص 437

[...]

(هامش)

= جملة أحبابه. وأما الأحاديث فكثيرة، ولكن نشير إلى ما يهتدي به ذوو القلوب المنيرة، فمما ورد في فضل النسب والسبب قوله صلى الله عليه وسلم: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببي ونسبي. وقوله صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، إن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببي ونسبي، وإن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة. وقال صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوام يؤذوني في نسبي وذوي رحمي، ألا ومن آذي نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله. ومما ورد في فضل الرحم ما صح أنه صلى الله عليه وسلم قال: ما بال أقوام يقولون إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفع قومه يوم القيامة، بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا الآخرة، وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض. وقال صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا ينفع، بل ينفع حتى يبلغ جاوجكم، إني لأشفع فأشفع حتى من أشفع له فيشفع، حتى أن إبليس ليتطاول طمعا في الشفاعة. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله حرمات ثلاثا فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله دينه ولا دنياه: حرمة الإسلام، وحرمتي، وحرمة رحمي. وفي فضل القرابة قال صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوام يؤذنني في قرابتي، من آذي قرابتي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى. وقال صلى الله عليه وسلم: من أحب الله أحب القرآن، ومن أحب القرآن = (*)

ص 438

[...]

(هامش)

= أحبني، ومن أحبني أحب أصحابي وقرابتي، ولا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي. وفي فضل الآل قال صلى الله عليه وسلم: حب آل محمد خير من عبادة سنة، ومن مات عليه دخل الجنة. وقال صلى الله عليه وسلم: إن لله سياحين في الأرض قد وكلوا بمعونة آل محمد. وقال صلى الله عليه وسلم: معرفة آل محمد براءة من النفاق، وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب. وفي فضل أهل البيت قال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، إني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به، فحث عليه ورغب، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم في أهل بيتي (ثلاث مرات). وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله عز وجل، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما. وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض. وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض = (*)

ص 439

[...]

(هامش)

= وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وأهل بيتي لم يفترقا حتى يردا علي الحوض، سألت ربي ذلك لهما، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. وفي رواية: كتاب الله وسنتي، وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب، لأن السنة مبينة له فأغنى ذكره عن ذكرها. وعن عمر رضي الله عنه قال: آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أخلفوني في أهل بيتي . وقال صلى الله عليه وسلم: النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون. وقال صلى الله عليه وسلم، مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومثل حطة لبني إسرائيل. وقال صلى الله عليه وسلم: النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس. وقال صلى الله عليه وسلم: استوصوا بأهل بيتي خيرا، فإني أخاصمكم عنهم غدا، ومن أكن خصمه أخصمه، ومن أخصمه دخل النار. وقال صلى الله عليه وسلم: من أحب أن ينسأ له في أجله وأن يمتع بما خوله الله تعالى فليخلفني في أهل بيتي خلافة حسنة، فمن لم يخلفني فيهم بتر عمره وورد علي يوم القيامة مسودا وجهه. وقال صلى الله عليه وسلم: إن من صنع إلى أهل بيتي يدا كافأته عليها يوم القيامة. = (*)

ص 440

[...]

(هامش)

= وقال صلى الله عليه وسلم: أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمه، وأحبوني بحب الله عز وجل، وأحبوا أهل بيتي بحبي. وقال صلى الله عليه وسلم: أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وعلى قراءة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ضل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه.وقال صلى الله عليه وسلم: أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي. وقال صلى الله عليه وسلم: من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهدا. وقال صلى الله عليه وسلم: أول من يرد علي الحوض أهل بيتي، ومن أحبني من أمتي. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل أجري عليكم المودة في أهل بيتي، وإني سائلكم غدا عنهم. وقال صلى الله عليه وسلك: الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا. وقال صلى الله عليه وسلم: في كل خلق من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل، ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله عز وجل فانظروا من توفدون. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله وعدني في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم. وقال صلى الله عليه وسلم: الدعاء محجوب حتى يصلي على محمد صلى الله = (*)

ص 441

[...]

(هامش)

= عليه وسلم وأهل بيته. وقال صلى الله عليه وسلم: حرمت الجنة على من ظلمني في أهل بيتي وآذاني في عترتي. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم. وقال صلى الله عليه وسلم: لو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله تعالى وهو مبغض لأهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم دخل النار. وقال صلى الله عليه وسلم: ستة لعنهم تعالى ولعنتهم وكل نبي مجاب الدعوة: الزائد في كتاب الله عز وجل، والمكذب بقدرة الله، والمسلط على أمتي بالجبروت ليذل من أعزه الله ويعز من أذل الله، والمستحل حرمة الله تعالى، وفي رواية لحرم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك للسنة ، وزاد في رواية والمستأثر فيما القي . وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله يبغض الأكل فوق شبعه، والغافل عن طاعة ربه، والتارك لسنة نبيه، والمحقر ذنبه، والمبغض عترة نبيه، والمؤذي جيرانه. وقال صلى الله عليه وسلم: اشتد غضب الله ورسوله وغضب ملائكة على من أهرق دم نبي أو آذاه في عترته. وفي فضل الذرية، قال صلى الله عليه وسلم: أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم والمحب لهم بقلبه ولسانه. وقال صلى الله عليه وسلم لعلي: أما ترضى أنك معي في الجنة، والحسن والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرياتنا، وأشياعنا عن أيماننا = (*)

ص 442

[...]

(هامش)

= وشمائلنا. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا، وأشار إلى علي. وقال صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم. إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة المثبوتة في مظانها. ويستفاد مما سبق، ما ذكره (المشرع الروي) ننقله باختصار وتصرف ما يلي: 1 - ما اشتهر من وصفهم بذوي القربى، والال، وأهل البيت، والعترة، والذرية، أما ذوو القربى فقيل ما ينسبون إلى جده صلى الله عليه وسلم الأقرب، وهو عبد المطلب من ذكر وأنثى. والال أصله أهل، ولا يضاف إلا إلى معظم، كخبر حملة القرآن آل الله ، وعند الشافعي والجمهور من حرمت عليهم الصدقة (دون أخويهما نوفل وعبد شمس) لقوله صلى الله عليه وسلم إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد . وإنما حرمت الزكاة عليهم لقوله صلى الله عليه وسلم إنما هي أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد . قال السيد عمر البصري: إنهم لو منعوا حقهم من خمس الخمس جوز الاصطخري إعطاءهم الزكاة، واختاره الهروي ومحمد بن يحيى، وأعني به شرف الدين البارزي وغيره. وحكاه الطحاوي عن أبي حنيفة، وذهب صاحبه أبو يوسف إلى جوازها من بعضهم لبعض، وألحق بهم مواليهم، لقوله صلى الله عليه وسلم مولى القوم منهم . وذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد في رواية عنه أن المراد بالآل بنو هاشم خاصة، = (*)

ص 443

[...]

(هامش)

= وقيل ذرية علي وا لعباس وجعفر وحمزة، وقيل ذرية فاطمة خاصة. أما أهل البيت: فقيل نساؤه وأهل بيت نسبه، وقيل بنو هاشم، وقيل علي وفاطمة وابناهما، وهو المعتمد الذي عليه الجمهور. ويدل على ذلك ما في مسلم أنه صلى الله عليه وسلم خرج ذات غداه وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله تحته، ثم الحسين فأدخله، ثم فاطمة فأدخلها، ثم علي فأدخله، ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهير . والترمذي عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: أنت على مكانك وأنت على خير. أشار المحب الطبري إلى أن هذا الفعل تكرر منه صلى الله عليه وسلم، وبه يجتمع اختلاف الروايات في هيئة اجتماعهم وما جللهم به وما دعا به لهم وما أجاب به أم سلمة... الخ ما ذكره. وأما العترة، فقال في القاموس نسل الرجل ورهطه وعشيرته الأدنون. وأما الذرية فنسل الانسان من ذكر وأنثى، وقد تخص بالنساء والأطفال، ويدخل فيهم أولاد البنات عند الأكثر، وأجمعوا على دخول أولاد فاطمة في ذريته صلى الله عليه وسلم. 2 - ما ذكره أصحابنا أن من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن أولاد بناته ينسبون إليه نسبة صحيحة نافعة في الدنيا والآخرة. ومن ثم وقع من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الالحاح على علي كرم الله = (*)

ص 444

[...]

(هامش)

= وجهه في ابنته، واعتبروا ذلك في الأحكام كالوقت والوصية والكفاءة، فلا يكافئ هاشمي غير شريف شريفة، ويصرف الوقف على أولاد النبي صلى الله عليه وسلم والموصى به إليهم دون غيرهم. أخرج الحاكم في المستدرك عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن بني أم عصبة إلا ابني فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما. وأخرج أبو يعلى في مسنده عن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل بني أم عصبة إلا ابني فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما. لقد خص لفظ الحديث الانتساب والتعصب بالحسن والحسين دون غيرهما. وقد جرى السلف والخلف على أن ابن الشريفة لا يكون شريفا إذا لم يكن أبوه شريفا، وإلا لكان ابن شريفة شريفا محرما عليه الصدقة وإن لم يكن أبوه كذلك. ولقب (الشريف) كان يطلق في الصدر الأول على كل من كان من أهل البيت سواء أكان حسنيا أم حسينيا أو علويا (من ذرية محمد بن الحنفية وغيره من أولاد علي بن أبي طالب) أو جعفريا أو عباسيا، ثم قصر على ذرية الحسن والحسين فقط، واستمر ذلك إلى الآن. قال الحافظ ابن حجر في التحفة في باب الوصايا: الشريف المنتسب من جهة الأب إلى الحسن والحسين، لأن الشريف وإن عم كل رفيع إلا أنه اختص بأولاد فاطمة رضي الله عنها عرفا مطردا على الإطلاق. ا ه‍. ومثله (السيد) هو في الأصل من يفوق أقرانه، وخصه العرف بأولاد الحسنين رضي الله عنهما في جميع الجهات الإسلامية من غير نكير. 3 - عظم الانتساب إليه صلى الله عليه وسلم، فقد صح عن ابن عباس في قوله تعالى ألحقنا بهم ذرياته أنه قال: ترفع ذرية المؤمن معه في درجته يوم القيامة = (*)

ص 445

[...]

(هامش)

= وإن كانوا دونه في لعمل لتقر به عينه. وقال صلى الله عليه وسلم: من أحبني وأحب هذين (يعني الحسن والحسين) وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة. وفي رواية: كان معي في الجنة. ومن ثم كانوا أمانا لأهل الأرض. وشبههم صلى الله عليه وسلم بسفينة نوح من ركبها نجا، وبباب حطة من دخله غفر له. وسماهم كالقرآن ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما، لأن الثقل محركا يطلق لغة العرب كل شيء نفيس مصون، إذ هما معد العلوم الشرعية والأسرار اللدنية، ولأن العمل بما يتلقى عنهما والعمل بواجب حرمتهما ثقيل، ومنه قوله تعالى إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا . وقد حث على التمسك بهم، وفيه إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أن الكتاب العزيز كذلك، وإن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية مقدم على غيره. أخرج ابن عساكر من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله يقبض في كل رأس مئة سنة رجلا من أهل بيتي يعلم أمتي الدين. وأخرج أبو إسماعيل العروي من طريق حميد بن زنجويه عن أحمد بن حنبل هذا الحديث مع اختلاف بعض ألفاظه. 4 - وجوب محبتهم وتحريم بغضهم وندب توقيرهم وصلتهم، لا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية، وقد أكثر السلف من ذلك. في البخاري عن الصديق رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله = (*)

ص 446

[...]

(هامش)

= صلى الله عليه وسلم أحب إلي من قرابتي. وقال عمر رضي الله عنه: إن عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم نافلة. ولما فرض للناس قيل له: إبدأ بنفسك، فأبى وبدأ بالأقرب فالأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصح عن ابن عباس في قوله تعالى وكان أبوهما صالحا أنه قال: حفظا بصلاح أبويهما وما ذكر عنهما صلاحا. وروي أنه كان بينهما سبعة أو تسعة آباء. ومن ثم قال جعفر الصادق رضي الله عنه: احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين. وكان الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه يعظم أهل البيت ويتقرب بالاتفاق عليهم، حتى نقل عنه أنه بعث إلى بعض المستترين منهم اثنى عشر ألف درهم دفعة واحدة. وكان يأمر أصحابه برعاية أحوالهم واقتفاء آثارهم والاهتداء بأنوارهم، وكان إذا جاءه واحد منهم قدمه بين يديه ومشى خلفه. ولمبالغة إمام الأئمة محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه صرح بأنه من شيعتهم حتى نسبه الخوارج إلى الرفض، فأجاب عن ذلك بقوله: يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بقاعد خيفها والناهض سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفائض إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي وقال رضي الله عنه: قالوا ترفضت، قلت كلا * ما الرفض ديني ولا اعتقادي لكن توليت غير شك * حب إمام وخير هادي = (*)

ص 447

[...]

(هامش)

= إن كان حب الوصي رفضا * فإنني أرفض العباد وقال الإمام المزني: إنك رجل توالي أهل البيت، فلو عملت أبياتا في هذا الباب، فقال: ما زال كتمانيك حتى كأنني * برد السائلين لأعجم وأكتم ودي مع صفاء مودتي * لأسلم من قول الوشاة وأسلم وقال رضي الله عنه: إذا نحن فضلنا عليا فإننا * روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته * رميت بنصب عند ذكري للفضل فلا زلت ذا رفض ونصب كلاهما * بحبيهما حتى أوسد في الرمل. اه وأقول: إني أعتقد أن المسئ من أهل البيت مغمور في ضمن محسنهم فاحذر يا أخي أن تمني النفس في بغضهم بما يرمى به بعضهم من الابتداع ومجانبة الاتباع، كما وقع مثلا لحكام الدولة الفاطمية حيث وما هم بعض المؤرخين بكل عظيمة وبرأهم بعضهم الآخر منها. بل لو فرضنا صحة ذلك فهذا لا يخرجهم عن دائرة الذرية ولا النسبة النبوية. والولد العاق لا يمنع من الإرث والانتساب، والشفاعة إنما تكون لذوي الجناية، بل قال بعض الأئمة لا يخرج أحد من أهل البيت حتى يطهر من الدنس المعنوي بمرض ونحوه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاوزا عن مسيئهم . نعم محل ذلك في غير الحدود وحقوق الآدميين، فمن أتى منهم بما يوجب حدا أقمنا عليه - كالتائب إذا بلغ الحاكم أمره وقد زنى أو سرق مثلا - فإنه يقيم الحد عليه، وإن تحققنا توبته وإنه مغفور له. ا ه‍. = (*)

ص 448

[...]

(هامش)

= قال صلى الله عليه وسلم: أقيلوا ذوي الهنات عثراتهم إلا الحدود. وفي رواية زلاتهم وفسرهم الشافعي رضي الله عنه بمن لم يعرف بالشر. فإن قيل: إن ذلك ربما سبب لبعضهم الاغترار وترك العمل اعتمادا على النسب ونحوه. قلنا: فإن علماءهم والقائمين بأمرهم من أنفسهم أعلم منا بذلك، فإن صاحب كتاب (المشرع الروي) نفسه قال في ختام المقدمة: يتأكد على أهل البيت خاصة وسائر الناس عامة الاعتناء بتحصيل العلوم الشرعية، والتحلي بالأخلاق النبوية، والتخلي عن الصفات الدنية، فإن القبيح إذا صدر من أهل البيت يكون أقبح مما لو كان من غيرهم. ولهذا قال العباس لابنه عبد الله رضي الله عنهما: يا بني إن الكذب ليس بأحد من هذه الأمة أقبح منه بي وبك وبأهل بيتك، يا بني لا يكون شيء مما خلق الله أحب إليك من طاعته ولا أكره إليك من معصيته، فإن الله عز وجل ينفعك بذلك في الدنيا والآخرة. وقال صلى الله عليه وسلم: يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد الشمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئا، غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها (أي أصلها بصلتها). فإن قيل: هذه الأحاديث تعارض الأحاديث السابقة في فضائلهم. قلنا: كلا لا تعارضها، لأنه صلى الله عليه وسلم لا يملك شيئا لا نفعا ولا ضرا، ولكن الله يملكه نفع أقاربه بل جميع أمته بالشفاعة عامة وخاصة، فهو لا يملك إلا ما يملكه الله سبحانه وتعالى، وإليه يشير الاستثناء في قوله غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها وكذا قوله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنكم من الله شيئا أي = (*)

ص 449

[...]

(هامش)

= بمجرد نفسي من غير ما يكرمني به الله من شفاعة أو مغفرة ونحو ذلك. قال سيدنا علي كرم الله وجهه: الشريف كل من شرفه علمه، والسؤدد لمن اتقى الله ربه، والكريم من كرم عن ذل النار وجهه. ثم إن صاحب المشرع أيضا كان يحث في نفس الكتاب على ترك الفخر بالآباء والأحساب، وذكر بقوله تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم وبقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا عن أنسابكم يوم القيامة إلا عن أعمالكم، أكرمكم عند الله أتقاكم. وبقوله صلى الله عليه وسلم: الناس مستوون كأسنان المشط، ليس لأحد على أحد فضل إلا بتقوى الله عز وجل. وبقوله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، خيركم عند الله أتقاكم وبقوله عليه الصلاة والسلام: المسلمون أخوة، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى. وأجاب الإمام الحليمي عن الأحاديث التي وقع فيها الانتساب إلى الآباء: أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد بذلك الفخر، وإنما أراد تعريف منازل أولئك ومراتبهم، فهو من التحدث بالنعمة واعلم أننا إنما نحبهم لله تعالى لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرج الترمذي عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب: أن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا وأنا عنده، فقال: ما أغضبك؟ قال: يا رسول الله مالنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا = (*)

ص 450

وفيه أحاديث: منها

حديث ابن مسعود

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف (ص 34 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول) قال: وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة.

(هامش)

= بوجوه مستبشرة وإذا لقونا بغير ذلك. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه، ثم قال: والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله. ثم قال: يا أيها الناس من آذي عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه. قال: هذا حديث حسن صحيح، قال السيد السمهودي: وأخرجه أحمد والحاكم في صحيحه وغيرهم. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج24)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب