الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج25)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 251

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 93) قال: عن أسماء بنت عميس قالت: قبلت فاطمة بالحسن فلم أر لها دما، فقلت: يا رسول الله إني لم أر لفاطمة دما في حيض ولا نفاس. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما علمت أن ابنتي طاهرة مطهرة لا يرى لها دم في طمث ولا ولادة. قال في الهامش: رواه الإمام علي الرضا بسنده عن أسماء بنت عميس قالت - فذكر في كتاب (النور). ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 23 ط المطبعة الفاسية) قال: قال بعض العلماء: ومن خصائصها أنها لم تحض، ولما ولدت طهرت من نفاسها بعد ساعة حتى لا تفوتها صلاة. وقال بعض أهل العلم: ولذلك سميت الزهراء. ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري الخزرجي في (مختصر تاريخ دمشق) (ص 42 مصورة نسخة مكتبة طوب قبوسراي باسلامبول) قال: حدث عمر بن عبد الله محمد بن بكير البصري بسنده إلى أم سليم زوجة أبي طلحة الأنصاري: أنها قالت: لم تر فاطمة بنت رسول الله دما قط في حيض

ص 252

ولا في نفاس، وكان يصب عليها من ماء الجنة، وذلك أن رسول الله (ص) لما أسري به دخل الجنة وأكل من فاكهة الجنة وشرب من ماء الجنة، فنزل من ليله فوقع على خديجة فحملت بفاطمة رضوان الله وسلامه عليها، وإن حمل فاطمة من ماء الجنة. ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في (التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة) (ص 7 ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال: ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث 1 - 412. ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في (الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة) (ص 9 ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال: ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض... ابن عباس 1 - 400. وقال في ص 126: لم تر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم دما قط... أم سليم زوجة أبي 1 - 395.

ص 253

مستدرك (اشفاق فاطمة عليها السلام على أهل لا إله إلا الله يوم القيامة)

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي البصري المتوفى ببغداد سنة 243 في (البعث والنشور) (ص 31 ط بيروت سنة 1406) قال: فيصيحون (أهل الكبائر) بأجمعهم بشهادة أن لا الله إلا الله وأن محمدا رسول الله فترتفع أصواتهم، فتسمع سيدتنا فاطمة سلام الله تعالى عليها أصواتهم فنقول: إني أسمع أصوات أمة أبي بين أطباق النيران. فيسمع جبريل عليه السلام قول فاطمة رضي الله عنها، فيقول: لأعلم محمدا. فيناديه الحق جل جلاله: يا جبرائيل قد ارتفعت إلي ضجة العصاة من أمة حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم بكلمة التوحيد، فامض يا جبريل إلى مالك خازن النار وأمره أن يخفف عنهم العذاب قال: فيأتي جبريل عليه السلام إلى مالك فيقول: له: يا مالك يقول ربك: افتح على أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم باب النار وخفف عنهم العذاب.

ص 254

مستدرك (دعا فاطمة للمؤمنين والمؤمنات وقولها عليها السلام) (الجار ثم الدار)

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 127 ط مكتبة التراث الإسلامي بالقاهرة) قال: ودخل الحسن على أمه في محرابها فوجدها راكعة تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقال سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أمهاه ألا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت الزهراء: يا بني الجار ثم الدار.

ص 255

حديث (كانت فاطمة ركنا لعلي عليهما السلام)

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 73 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال: عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: سلام عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتي من الدنيا، فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ماتت فاطمة رضي الله عنها قال علي: هذا ركني الثاني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبو نعيم في المعرفة، والديلمي كر، وابن النجار) وفيه حماد بن عيسى غريق الجحفة ضعيف.

ص 256

حديث (إن عليا لم يبايع أبا بكر حتى ماتت فاطمة عليها السلام)

رواه جماعة من أعيان العامة في كتبهم: فمنهم العلامة زين الدين عمر بن المظفر المشتهر بابن الوردي في كتابه (تتمة المختصر في أخبار البشر) (ص 53 نسخة إحدى مكاتب اسلامبول) قال: وروى الزهري عن عائشة: أن عليا لم يبايع حتى ماتت فاطمة رضي الله عنها بعد ستة أشهر لموت أبيها صلى الله عليه وسلم.

ص 257

مستدرك أن جوه الناس انصرفت من علي بعد وفاة الزهراء

تقدم نقل ما يدل على ذلك في ج 10 ص 484 - 485، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق: فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البرينوي الهندي في (تاريخ الأحمدي) (ص 134 ط بيروت) قال: روى ابن جرير، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: كان لعلي وجه من الناس حياة فاطمة، فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي. وفي حديث البخاري عن عائشة أنها قالت: كان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس.

ص 258

ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن محمد القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المولود ببغداد سنة 510 والمتوفى بها سنة 597 في كتابه (غريب الحديث) (ج 2 ص 455 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405) قال: وفي الحديث: كان لعلي وجه من الناس حياة فاطمة. أي: جاه.

ص 259

حديث (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)

قد تقدم نقل ما يدل عليه من علماء العامة في ج 10 ص 116 إلى 122 وج 19 ص 54 إلى 56، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى: وفيه أحاديث: منها حديث علي عليه السلام رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص 327 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: أن رسول الله (ص) قال: يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

ص 260

رواهما الطبري، الأول عن البخاري والثاني قال خرجه أبو سعد في (شرف النبوة). ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند علي عليه السلام) (ص 126 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن (التوضيح) ثم قال (ك، وابن النجار). ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 670) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: - فذكر مثل ما تقدم عن (التوضيح). ثم قال في الهامش: رواه أبو سعد في (شرف النبوة) وابن المثنى في معجمه، ورواه الإمام علي بن موسى الرضا وهم جميعا يرفعه بسنده عن علي عليه السلام. وفي ص 670 أيضا قال: يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك، فمن آذى أحدا من ذريتها فقد تعرض لهذا الخطر العظيم. قال في الهامش: رواه الإمام أحمد والطبراني ما يرفعه بسنده عن علي وغيره.

ص 261

ومنهم العلامة أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الاصفهاني الشافعي في (المشيخة البغدادية) (ص 69 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: أخبرنا ابن السري، أخبرنا الحضرمي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن سالم القزاز، أخبرنا حسين بن زيد بن علي، عن علي بن عمر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا فاطمة - روى الحديث مثل ما تقدم عن (العيون). ومنهم العلامة محمد بن أحمد الأنصاري في (الذرية الطاهرة) (ج 2 ص 762 ط بيروت) قال: حدثنا أبو بشر، قال حدثنا أحمد بن يحيى الأودي، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم القزاز، قال حدثني حسين بن زيد بن علي بن عمر بن علي بن حسين بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة - روى الحديث مثل ما تقدم عن (عيون الأخبار). ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي في (الكامل في الضعفاء والمتروكين) (ص 268 والنسخة مصورة من مكتبة سلطان أحمد الثالث في اسلامبول) قال: أنا أبو يعلى، حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم المفلوج، ثنا حسين بن زيد،

ص 262

عن علي بن عمر بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين ابن علي، عن علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضوان الله عليها: يا فاطمة - روى الحديث مثل ما تقدم عن (العيون). ورواه بعينه العلامة الشيخ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي في (المعجم) ص 16 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة. ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الشهير بابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) (ص 185 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي، أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم (حيلولة) وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر الفقيه، أخبرنا أبو عثمان سعيد ابن محمد العدل، أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري، قالا: أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا عبد الله بن محمد بن بن سالم المفلوج الكوفي، حدثنا حسين ابن زيد، عن علي بن عمر بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي، عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: يا فاطمة إن الله ليغضب (وقال الحيري يغضب) لغضبك ويرضى لرضاك. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 52 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها (الديلمي عن علي).

ص 263

وقال أيضا في ص 53: يا فاطمة إن الله لغضب لغضبك ويرضى لرضاك (ع، طب، ك وتعقب، وأبو نعيم في فضائل الصحابة، وابن عساكر عن علي). وروى مثله بعينه عن علي عليه السلام في ص 76، وفي آخره (ك وابن النجار). ومنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 65 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: إن الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك [رواه الطبراني بإسناد حسن]. ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 22 ص 401 ط مطبعة الأمة - بغداد) قال: حدثنا بشر بن موسى ومحمد بن عبد الله الحضرمي، قالا ثنا عبد الله بن محمد ابن سالم القزاز، قال ثنا حسين بن زيد بن علي وعلي بن عمر بن علي، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

ص 264

ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 156 ط مكتبة التراث الإسلامي بالقاهرة) قال: رضى الله لرضاها وغضبه لغضبها: يقول علي بن أبي طالب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك. ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في (عيون الأخبار في مناقب الأخيار) (ص 46 والنسخة مصورة من مكتبة الواتيكان) قال: أخبرنا طلحة بن علي بن صقر، أنبأ محمد بن عبد الله البزار، نبأ بشر بن، موسى، نبأ عبيد الله بن محمد بن سالم، نبأ الحسين بن زيد، عن علي بن عمر ابن علي بن الحسين، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك. ومنهم العلامة جمال الدين يوسف بن الزكي الكلبي فذي (تهذيب الكمال) (ج 22 ص 144 والنسخة مصورة من جامع السلطان أحمد بإسلامبول) قال: وروينا عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة - روى بعين ما تقدم عن (العيون).

ص 265

ومنهم العلامة محمد بن داود البازلي الشافعي في (غاية المرام) (ص 249 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال: قال علي: قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة - روى الحديث بعين ما تقدم عن (العيون). ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 483 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك (ك) وابن النجار. وذكر مثله بعينه سندا ومتنا في ج 6 ص 290. عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك (ك، وابن النجار). ومنها ما رووه مرسلا رواه جماعة من الأعلام مرسلا في كتبهم:

ص 266

فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 109 ط المطبعة الفاسية) قال: وفي الحديث: يا فاطمة أن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

ص 267

حديث (صبر فاطمة عليها السلام على مرارة الدنيا ومكارهها)

قد تقدمت نبذة من الأحاديث الدالة عليه عن كتب أعلام العامة في مواضع مختلفة من هذه الموسوعة، منها في المجلد 10 ص 262 إلى ص 271، ومنها المجلد 19 ص 110 و111، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق 1):

(هامش)

1) قال الفاضل المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه: (العلم والعلماء) ص 238 ط دار الكتب السلفية بالقاهرة سنة 1403 ما هذا لفظه: صبرها وتحملها رضي الله عنها: ما كانت فاطمة في عيشها كما يكون نساء الأمراء والوزراء يرفلن في الحرير ويأكلن الفطير، ويخدمهن الخوادم بل كانت رضي الله عنها تعيش في بيت فقير أهله، متواضع بناؤه، فكانت الزهراء تقم بيتها وتطحن حبها وتربي أولادها صابرة على شظف العيش، متحملة راضية بقسمة الله وما آتاها حتى توفاها الله وألحقها بوالدها طيبة طاهرة، فسلام عليها في القانتات الصابرات. وهذا بعلها أبو الحسنين علي رضي الله عنه يحدث عن نفسه وعن زوجته = (*)

ص 268

(هامش)

= الزهراء فيقول: يا ابن أعبد ألا أخبرك عني وعن فاطمة؟ كانت بنت رسول الله وأكرم أهله عليه، وكانت زوجتي فجرت بالرحى حتى أثرت الرحي بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمت البيت حتى أغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها وأصابها من ذلك ضر. هكذا عاشت فاطمة تعاني من الخدمة صابرة متحملة لم تتبرم من الحياة، ولم تسخط القدر، ولم تظهر في غير مظهر الصبر والاحتمال حتى لحقت بالرفيق الأعلى رضي الله عنها. وقال الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه (حياة فاطمة (ع)) ص 150 ط دار الجيل - بيروت: سيدة النساء... ومتاعب حمل الماء؟! ألم أقل لك: من كانت أشبه الناس بأبيها، يتحتم أن تكون، أرقى الناس أخلاقا؟!! خذ هذه القصة الخالدة برهانا لا جدال فيه: عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معه بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرتين، فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت حتى لقد اشتكيت صدري، قال: وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه. فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما جاء بك أي بينة؟ قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت، فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله... لا أستطيع هاهنا إلا أن أتفجر بكاء ودمعا. هاهنا صفة عليا من صفات الزهراء العليا. صفة الحياء، على أعلى مستوى من الحياء. مستوى سيدة النساء. = (*)

ص 269

(هامش)

= ومعلوم أن الحياء في النساء صفة عامة من صفاتهن التي تزيدهن جمالا.. إلا أن حياء الزهراء حياء أعلى من حياء سائر النساء، حياء المرء حين يأتي ما لا يليق بمستواه الرفيع... أن زوجها عليه السلام قال لها: فاذهبي فاستخدميه أي اذهبي إلى أبيك فاطلبي منه خادما يحمل عنا بعض ما نلاقي من متاعب الحياة المنزلية، فذهبت فلما سألها أبوها صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك أي بنية؟ تذكرت أن ما جاءت من أجله، وإن كان مشروعا وجائزا وهناك ضرورة إليه، إلا أنها ينبغي أن تتنزه عنه، لأن أباها يريد لها دائما ما هو أعلى من سلوك سائر النساء لأن مقامها يقتضي ذلك التنزه.. فكان ردها الجميل: جئت لأسلم عليك. واستحيت أن تسأله. ما هذا إنه ليس الحياء الغريزي في الأنثى، إنما هو حياء الكمال، أكمل الكمال... حياء النفوس الشريفة، حين تستحيي أن تتنزل عن مستواها.. فكيف وهذه النفس، نفس الزهراء، بضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم مجمع الكمالات.. شأن عجيب من شئون الزهراء، وحياء لا يعلمه إلا الله الذي يعلم سرهم وأخفى عليها السلام!!! فأتياه جميعا، فقال علي: يا رسول الله والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا. الله أكبر، حقا هؤلاء أهل البيت عليهم السلام... علي سيد الرجال يقسم (والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري) لقد حملت الماء على صدري اشتكيت.. وسيدة النساء تقول لأبيها: قد طحنت حتى مجلت يداي. حتى صلبت يداي واخشوشنت وثخن جلدها، فماذا كان جواب سيد الخلق؟ = (*)

ص 270

(هامش)

= يا أيها الناس... طأطئوا رؤوسكم إجلالا، وتعالوا واسمعوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم لا أجد ما نفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم. لو لم يصدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هذا التصرف لكان برهانا وآية دالة على أنه لا مثل له قط.. تصرف لا يبلغه إلا رسول الله، لا أعطيكما. كلا يا حبيباي، هناك فقراء أهل الصفة الذين يعيشون في المسجد لا مأوى ولا طعام، تطوي بطونهم، هم أولى منكما. اللهم صلي وسلم وشرف وكرم من هذا موقفه، ثم ماذا؟ إذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما. فرجعا، فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدمهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما. فثار، فقال: مكانكما، ثم قال: ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ قالا: بلى.. بلى.. فقال: كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام فقال: تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين وأحمد ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين. قال: فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل العراق، نعم ولا ليلة صفين. [أخرجه الإمام أحمد]. (*)

ص 271

فمنهم العلامة جمال الدين المعافي إسماعيل بن الحسين الشافعي في (نهاية البيان في تفسير القرآن) (ج 1 ص 176) قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وعليها كساء وهي تطحن بيدها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أبصرها، فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة. ومنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليه السلام القاهري المصري المولود سنة 1296 والمتوفى سنة 1372 بالقاهرة في كتابه (السمير المهذب) (ج 1 ص 29 ط دار الكتب في بيروت سنة 1399) قال: وقال جابر رضي الله عنه: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من وبر الإبل، فبكى وقال: تجرعي يا فاطمة مرارة الدنيا لنعيم الآخرة. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 58 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على فاطمة كساء من أوبار الإبل وهي تطحن، فبكى وقال: يا فاطمة اصبري على مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا، ونزلت (ولسوف يعطيك ربك فترضى) (ابن لال وابن مردويه وابن النجار

ص 272

والديلمي). ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري المدرس في الجامعة الإسلامية والمسجد النبوي الشريف في (المرأة المسلمة) (ص 109 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: حدث يوما علي بن أبي طالب صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه وعن زوجته فاطمة في آخر حياته، فقال: يا ابن أعبد ألا أخبرك عني وعن فاطمة؟ كانت بنت رسول الله وأكرم أهله عليه وكانت زوجتي، فجرت بالرحى حتى أثرت الرحى في يديها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة في نحرها، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دنست ثيابها، وأصابها من ذلك ضر. ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن محمد الحنفي الجرجاني في (الكامل في الضعفاء المتروكين) (ج 2 ص 591 ط بيروت) قال: حدثنا عبد الرحمن، حدثنا محمد بن زياد، حدثنا جعفر بن جسر، حدثني أبي، عن ثابت، عن أنس، عن بلال المؤذن، قال: مررت على فاطمة وهي تعالج الرحى، قال: وابنها الحسين يبكي، قال: وحانت الصلاة. قال بلال: فقلت لفاطمة: أيما أعجب إليك أنا كفيك الرحى أو الصبي، فقالت فاطمة: أنا ألطف بصبي؟ قال: فأخذت بقية الطحن فطحنته عنها، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا بلال ما حسبك؟ فقلت: يا رسول الله مررت على فاطمة وهي تعالج الرحى، فأعنتها على طحنها، فقال رسول الله (ص): رحمتها رحمك الله.

ص 273

ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري الخزرجي في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 5 ص 123 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب اسلامبول) قال: عن بلال قال: مررت على فاطمة عليها السلام وهي تعالج الرحى - فذكر مثل ما تقدم عن (الكامل) بعينه. ومنهم العلامة المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 262 ط القاهرة) قال: عن أنس بن مالك أن بلالا بطأ عن صلاة الصبح، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما حبسك؟ فقال: مررت بفاطمة وهي تطحن والصبي يبكي، فقلت لها: أن شئت كفيتك الرحى وكفيتني الصبي، وإن شئت كفيتك الصبي، وكفيتني الرحى فقالت: أنا أرفق بابني منك، فذك حبسني. قال: فرحمتها رحمك الله. ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 164 ط دار الجيل بيروت) قال: عن أنس بن مالك أن بلالا بطأ عن صلاة الصبح - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد المدنيان في القسم الثاني من (جامع الأحاديث) (ج 6 ص 298 ط دمشق) قالا: عن الشعبي قال: قال علي رضي الله عنه: تزوجت فاطمة بنت محمد صلى

ص 274

الله عليه وسلم وما لي ولها فراش غير جلد كبش، ننام عليه بالليل ونعلف عليه ناضحنا بالنهار، وما لي خادم غيرها (هناد، والدينوري). ومنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 51 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وروي عن علي قال: ما كان لنا إلا إهاب كبش ننام على ناحيته، وتعجن فاطمة على ناحيته. ومنهم العلامة أبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر الحبيشي الوصابي المتوفى سنة 782 في كتابه (البركة في فضل السعي والحركة) (ص 55 ط الفجالة الجديدة بمصر) قال: وفي تفسير الثعالبي أن عليا رضي الله عنه انطلق إلى يهودي يعالج الصوف، فقال له: هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه وسلم بثلاثة آصع من شعير؟ قال: نعم، فأعطاه الصوف والشعير... ومنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن [أبي الحسن بن] على الجوزي القرشي البغدادي الحنبلي المتوفى سنة 597 في كتابه (أحكام النساء) (ص 124 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405) قال: قال علي عليه السلام: لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونضعه على الناضح بالنهار، وما لي ولها خادم غيرها، ولما زوجها

ص 275

رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل بي معها بخميلة ووسادة آدم حشوها ليف ورحاءين وسقاء وجرتين، فجرت بالرحاء حتى أثرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمت البيت حتى أغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي في (وسيلة النجاة) (ص 214 ط كلشن فيض في لكهنو) قال: وروزي آنحضرت صلى الله عليه وسلم بخانة زهرا عليها السلام تشريف آورد ديدكه جامهء سطبراز پشم شتر يوشيده نشته آنحضرت آب در ديده بگردانيد وگفت اي فاطمة امروز برمشقت وتنگي دنيا صبر نمائي تا فرداى قيامت نعيم بهشت ترا باشد. منقولست كه روزى آنحضرت دست مبارك خود بر سينهء فاطمة زهرا عليها السلام نهاد ودعا كردكه خداوند اورااز گرسنگى ايمن گردان از ان باز هرگز درخود زحمت گرسنگى نيافتم.

ص 276

حديث (نزع فاطمة عليها السلام لستر الباب وأخرجها لقلب ابنيها مع بكائهما) (رغبة عن الدنيا)

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن بعض أعلام العامة ج 10 ص 234 وص 291 إلى ص 293 وج 19 ص 105 إلى ص 107، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: وفيه أحاديث: منها

حديث ابن عمر

رواه جماعة من أعيان العامة في كتبهم:

ص 277

فمنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في (الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان) (ج 2 ص 41 ط بيروت) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، قال حدثنا محمد بن المعلي الادمي، قال حدثنا يحيى بن حماد، قال حدثنا أبو عوانة، عن العلاء بن المسيب، عن إبراهيم ابن قعيس، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج في غزاة كان آخر عهده بفاطمة، وإذا قدم من غزاة كان أول عهده بفاطمة رضوان الله عليها، فإنه خرج لغزو تبوك ومعه علي رضوان الله عليه، فقامت فاطمة فبسطت في بيتها بساطا وعلقت على بابها سترا وصبغت مقنعتها بزعفران، فلما قدم أبوها صلى الله عليه وسلم ورأى ما أحدثت رجع فجلس في المسجد، فأرسلت إلى بلال فقالت: يا بلال اذهب إلى أبي فسله ما يرده عن بابي، فأتاه فسأله، فقال صلى الله عليه وسلم: إني رأيتها أحدثت ثم شيئا. فأخبرها، فهتكت الستر ورفعت البساط وألقت ما عليها ولبست أطمارها، فأتاه بلال فأخبره فأتاها فاعتنقها وقال: هكذا كوني فداك أبي وأمي. وقال أيضا في ج 8 ص 91: أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال حدثنا أبي، قال حدثنا فضيل بن غزوان، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة فرأى على بابها سترا، فلم يدخل عليها. قال: وقل ما كان يدخل إلا بدأ بها، فجاء علي رضوان الله عليه فرآها مهتمة فقال: ما لك؟ فقالت: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدخل، فأتاه علي فقال: يا رسول الله إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها ولم تدخل عليها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم

ص 278

ما أنا والدنيا وما أنا والرقم. فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: فقل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فما تأمرني؟ قال: قل لها فلترسل به إلى بني فلان ومنهن الحافظ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المروزي البغدادي المعروف بابن شاهين في (فضائل فاطمة الزهراء) (ص 28 ط بيروت) قال: حدثنا العباس بن المغيرة، حدثنا يعقوب بن إسحق العلوي، عن يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، حدثنا العلاء بن المسيب، عن إبراهيم بن قعيس، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج - فذكر مثل ما تقدم عن (الأحسن) باختلاف يسير في اللفظ. ومنها

حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الحافظ الشيخ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي ابن عبد الله الشامي المصري المتوفى سنة 656 في (مختصر سنن أبي داود) (ج 6 ص 108 دار المعرفة بيروت) قال: عن سليمان المنبهي، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة

ص 279

وأول من يدخل عليها إذا قدم فاطمة، فقدم من غزاة له وقد علقت مسحا - أو سترا - على بابها، وحلت الحسن والحسين قلبين من فضة، فقدم فلم يدخل، فظنت إنما منعه أن يدخل ما رأى، فهتكت الستر وفكت القلبين عن الصبيين وقطعته بينهما، فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يبكيان، فأخذه منهما وقال: يا ثوبان اذهب بهذا إلى آل فلان - أهل بيت المدينة - إن هؤلاء أهل بيتي، أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا. يا ثوبان، اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج. ومنها

حديث محمد بن قيس

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة السيد أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الحسيني الحضرمي الشافعي شيخ شيخنا في الرواية المتوفى سنة في (رشفة الصادي) (ص 225 ط مصر) قال: وعن محمد بن قيس رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قدم من سفر أتى فاطمة رضي الله عنها، فدخل عندها فأطال عندها المكث، فخرج مرة في سفر فصنعت فاطمة مسكتين من ورق وقلادة وقرطين وسترت باب البيت لقدوم أبيها وزوجها، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد عرف الغضب في جهة حتى جلس على المنبر، فظنت فاطمة رضي الله عنها أنه إنما

ص 280

فعل ذلك لما رأى من المسكتين والقلاده والستر، فنزعت قرطبها وقلادتها ومسكتيها ونزعت الستر وبعثت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالت للرسول: قل له: تقرأ ابنتك عليك السلام وتقول: اجعل هذا في سبيل الله عز وجل. فلما أتاه قال: قد فعلت فداها أبوها، فداها أبوها، ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد، ولو كانت الدنيا تعدل في الخير عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء، ثم قال: فدخل عليها. ومنها ما رواه القوم مرسلا فمنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الحموي الشافعي في (غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام) (ص 297 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: وقال حجة الإسلام الغزالي في إحيائه: قدم النبي صلى الله عليه وسلم من سفر، فدخل على فاطمة فرأى على بابها سترا، وفي يدها قلبين من فضة - يعني سوارين - فرجع، فدخل عليها أبو رافع فرآها تبكي، فسألها فأخبرته برجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال (ص): من أجل الستر والسوارين، فأرسلت بهما بلالا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: قد تصدقت بهما فضعهما حيث ترى فقال (ص): اذهب فبعه وادفعه إلى أهل الصفة. فباع السوارين بدرهمين ونصف وتصدق عليهم، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وقال: بابي أنت وأمي يا فاطمة قد أحسنت.

ص 281

ومنهم الفاضلة المعاصرة وداد السكاكيني في (أمهات المؤمنين وبنات الرسول) (ص 193 ط دار الفكر بيروت) قال: كان من دأب الرسول أن يتفقد فاطمة، فلا يحجبه عنها شاغل، فدخل عليها أبان دعوته لغوث أهل الصفة، فرأى على بابها سترا، وفي يديها سوارين يخفقان فغمغمت قسمات وجهه بما لاحظته فاطمة، وأشعرها بلومه وعتابه، ثم خرج صامتا متجهما على غير ما تعودت أن تلقاه، فراعها صمت أبيها وهذا الإطراق الذي غشى وجهه بالانقباض، وأدركت أنه معني بهؤلاء الفقراء المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم جياعا، وحطوا همومهم في ذلك الظل من مسجد المدينة، فشق عليها أمرهم، ومضت لأبي رافع تخبره برجعة أبيها وجفوته، فذهب يسأل الرسول، فقال له: لا ترع فاطمة، فإنما نبوت عنها من أجل الستر والسوارين... فلما أنبأها أبو رافع بما قال أبوها، نزعت الستر والسوارين، وأرسلتهما إلى أبيها ليتصدق بثمنهما على أهل الصفة. وغدت فاطمة على أبيها مستحيية واجمة، مستغفرة لما أخذت فيه من زية فرحت بها، فقام لها الرسول عن مجلسه ودعا لها ولأولادها، وأكبر برها وطاعتها وإيثارها، وقد وعدها شرف الدنيا والآخرة.

ص 282

صدق لهجة فاطمة (عليها السلام)

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 10 ص 259، وج 19 ص 108 و109، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: وفيه أحاديث: منها

حديث عائشة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة محمد أبو بكر الأنصاري في (الجوهرة) (ص 16 ط دمشق) قال: وقال ابن السراج محمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو العباس: حدثنا محمد بن حميد، نا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عائشة،

ص 283

قالت: ما رأيت أحدا أصدق لهجة من فاطمة، إلا أن يكون الذي ولدها صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 28 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها! قالت - وكان بينهما شيء -: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب [رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى]. لكنها قالت: ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة [ورجاله رجال الصحيح].

ص 284

حديث (شراء النبي لفاطمة الزهراء عليها السلام) (قلادة من عسب وسوارين من عاج)

رواه جماعة من أعيان العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 6ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: أذهب بهذا إلى فلان واشتر لفاطمة قلادة من عسب وسوارين من عاج، فإن هؤلاء أهل بيتي ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا (حم، د، عن ثوبان).

ص 285

مستدرك (إن الله غير معذبك ولا أحد من ولدك)

قد نقلناه عن جماعة من علماء العامة في ج 10 ص 123 و133 وج 19 ص 62 و63، وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك: فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 29 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: أن الله تعالى غير معذبك ولا ولدك - قاله لفاطمة (طب عن ابن عباس). ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (ج 2 ص 583 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم - فذكرا مثل ما تقدم عن (مسند فاطمة عليها السلام) بعينه وقالا في آخره (طب) عن ابن عباس.

ص 286

ومنهم العلامة شهاب الدين محمد بن أحمد الحنفي المصري في (تفسير آية المودة) (ص 50 والنسخة مصورة من إحدى المكاتب الشخصية بقم) قال: وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة - فذكر مثل ما تقدم عن (مسند فاطمة عليها السلام) بعينه. ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 11 ص 263 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال: حدثنا أحمد بن مابهرام الايذجي، ثنا محمد بن مرزوق، ثنا إسماعيل بن موسى بن عثمان الأنصاري، قال سمعت صيفي بن ربعي يحدث عن عبد الرحمن ابن الفسيل، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في كتابه (آل محمد) (ص 327) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أي فاطمة) إن الله غير معذبك ولا أحدا من ولدك. قال في الهامش: رواه الطبراني يرفعه بسنده ورجاله ثقات.

ص 287

حديث (أنا عصبة بني فاطمة)

قد تقدم نقل ما يدل عليه من الأحاديث عن كتب أعلام العامة في ج 9 ص 644 إلى ص 655 وج 10 ص 239 وج 18 ص 231 إلى ص 334 و432 و555 وج 19 ص 64، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 70 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: فاطمة الزهراء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة، فأنا وليهم وأنا عصبتهم [رواه الطبراني وأبو يعلى].

ص 288

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 45 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند سنة 1406) قال: أن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم وهم عترتي، خلقوا من طينتي، ويل للمكذبين بفضلهم، ومن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله (ك، وابن عساكر عن جابر). وقال أيضا في ص 55: كل بني أم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم (طب عن فاطمة الزهراء). وقال أيضا: كل بني أنثى فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم (طب عن عمر).

ص 289

حديث (محاماة فاطمة الزهراء عن أبيها الرسول صلى الله عليه وآله)

يدل عليه ما رواه القوم في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 100 ط مكتبة التراث الإسلامي القاهرة) قال: إسلامها ودفعها عن أبيها: لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا شهدت زوجته خديجة بنت خويلد وبناتها زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. ولما اشتدت عداوة قريش للنبي عليه الصلاة والسلام كانت فاطمة تدافع عنه ما يلقي من كيد وأذى المشركين وسفهاء قريش... فذات يوم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بعض أصحابه: عبد الله بن مسعود وصهيب بن سنان الرومي وعمار بن ياسر، في المسجد وهو يصلي وقد نحر جزور وبقي فرثه - روثه في كرشه - فقال عمرو بن هشام: ألا تنظرون إلى هذا المرائي أيكم يقوم إلى جزور

ص 290

بني فلان فيعمد إلى فرثها ودمها فيجئ به ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه. فقام عقبة بن أبي معيط - وكان أشقى القوم - وجاء بذلك الفرث فألقاه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد. فضحك سادات قريش وجعلوا يميلون بعضهم على بعض من شدة الضحك، وخشي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقوا الفرث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانسل صهيب الرومي إلى بيت النبي عليه الصلاة والسلام وأخبر فاطمة بذلك، وظل رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا حتى أقبلت فاطمة فطرحت الفرث عن أبيها، ثم أقبلت على أشراف قريش تشتمهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي وقال: أللهم اشدد وطأتك - عقابك الشديد - على مضر سنين كسني يوسف، اللهم عليك بابي الحكم - عمرو بن هشام - وعتبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية ابن خلف وشيبة بن ربيعة. فلما سمع سادات قريش صوت النبي عليه الصلاة والسلام ذهب منهم الضحك وهابوا دعوته - قتل عمرو بن هشام وعتبة وعقبة وأمية وشيبة يوم بدر. وذات ضحى كانت فاطمة في طريقها إلى البيت فسمعت سادات قريش وكبراءهم في الحجر يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما صبرنا لأمر كصبرنا لأمر هذا الرجل قط، إذا مر محمد ليضربه كل واحد منا ضربة. فانطلقت فاطمة إلى أبيها وقالت له وهي تبكي: تركت الملأ من قريش قد تعاقدوا في الحجر فحلفوا باللات والعزى ومناة واساف ونائلة إذا هم رأوك يقومون إليك فيضربوك بأسيافهم فيقتلوك. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: يا بنية لا تبكي. وسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ غارقة في عبراتها، فقال لها: يا بنية اسكتي. ثم خرج النبي عليه الصلاة والسلام فدخل المسجد على

ص 291

أشرف قريش، فرفعوا رؤسهم ثم نكسوا فأخذ قبضة من تراب فرمى بها نحوهم ثم قال: شاهت الوجوه، فما أصاب رجل منهم إلا قتل ببدر. ولما أمر الله عز وجل نبيه بالجهر بدعوته وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق جبل الصفا ونادى قومه، فما أقبلوا قال: يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني زهرة أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار، يا صفية بنت عبد المطلب - عمته 0 أنقذي نفسك من النار، فإني والله لا أملك لكم من الله شيئا، لا أملك من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيبا، إلا أن تقولوا (لا إله إلا الله)، لا تبقوا على كفركم اتكالا على قرابتكم مني. وتخصيصه صلى الله عليه وسلم ابنته الصغرى وعمته صفية من بين عماته حكمة لا تخفى. ودخلت الزهراء وأمها وأخواتها وأبوها شعب أبي طالب لما فرضت قريش مقاطعة وحصارا ثلاث سنوات حتى أجهد المسلمون، ولما فرج الله الكربة وخرج بنو هاشم وبنو عبد المطلب من الشعب مات أبو طالب الذي كان يمنع وينصر ابن أخيه صلى الله عليه وسلم، ثم لحقت به سيدة نساء قريش خديجة التي كانت وزير صدق لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الابتلاء، فملأ الحزن قلب فاطمة وقلب أبيها. وفقد النبي عليه الصلاة والسلام الرعاية والعطف والمنعة والتأييد، فلما غادر داره اعترضه سفيه من قريش ونثر على رأسه التراب، فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته والتراب على رأسه، فقامت إليه ابنته فاطمة بقدح كبير من ماء فغسلت وجهه ويديه وهي تبكي، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: لا تبكي.

ص 292

يا بنية فإن الله مانع أباك. ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه (العلم والعلماء) (ص 236 ط دار الكتب العلمية بالقاهرة) قال: إن أكبر منقبة فازت بها الزهراء دون النساء المؤمنات والي تذكر بها بإجلال وإكبار هي يوم ما وضع أشقى قريش عقبة بن معيط سلا الجزور على كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي حول الكعبة ورجالات قريش يتضاحكون أتت فاطمة وهي جويرية صغيرة، فنزعت السلا عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التفتت إلى رجال قريش فنالت منهم سبا وشتما رضي الله عنها وانصرفت فكانت هذه منقبة لفاطمة الزهراء لا تنسى على مدى الدهر. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 118 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال: عن فاطمة قالت: اجتمعت مشركو قريش في الحجر، فقالوا: إذا مر محمد عليهم ضربه كل واحد منا ضربة، فسمعته فدخلت على أبيها فذكرت ذلك له، فقال: يا بنية اسكتي. ثم خرج فدخل عليهم المسجد فرفعوا رؤوسهم ثم نسكوا، فأخذ قبضة من تراب فرمى بها نحوهم ثم قال: شاهت الوجوه، فما أصاب رجلا منهم إلا قتل يوم بدر كافرا (دلائل النبوة). وقال أيضا: عن عبد الله قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من

ص 293

قريش وثم سلا بعير، فقالوا: من يأخذ سلا هذا الجزور أو البعير فيقذفه على ظهره. فجاء عقبة بن أبي معيط فقذفه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة فأخذته من ظهره ودعت على من صنع ذلك. قال عبد الله: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليهم إلا يومئذ، فقال: اللهم عليك الملأ من قريش، اللهم عليك أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف - أو أبي بن خلف - شك شعبة. قال عبد الله: فقد رأيتهم قتلوا يوم بدر وألقوا في القليب، أو قال في بئر غير أن أبي بن خلف أو أمية بن خلف، كان رجلا بادنا فتقطع قبل أن يبلغ به البئر (دلائل النبوة). وقال أيضا في ص 120: عن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ظل الكعبة، فقال أبو جهل وناس من قريش وقد نحرت جزور في ناحية مكة: فبعثوا فجاؤا من سلاها فطرحوه بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فجاءت فاطمة فطرحته عنه. قال: فلما انصرف وكان يستحث ثلاثا قال: اللهم عليك بقريش ثلاثا، بأبي جهل بن هشام وبعتبة بن ربيعة وبشيبة بن ربيعة وبالوليد بن عتبة وبأمية بن خلف وبعقبة بن أبي معيط. قال عبد الله: ثم لقد رأيتهم في قليب بدر، قال أبو إسحاق نسيت السابع (دلائل النبوة). ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 247 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت وأبو

ص 294

جهل وأصحاب له جلوس. إذا قال بعضهم لبعض: أيكم يجئ بسلي جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم، فجاء فنظر حتى سجد النبي صلى الله عليه وسلم، وضعه على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر لا أغير شيئا لو كان لي منعة، قال: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة، فطرحت عن ظهره فرفع رأسه ثم قال: اللهم عليك بقريش (ثلاث مرات)، فشق عليهم ذلك إذ دعا عليهم، قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة، ثم سمى: اللهم عليك بابي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية ابن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعد السابع فلم يحفظه، قال: فوالذي نفسي بيده، لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في القليب يوم بدر. عن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ظل الكعبة، فقال أبو جهل، وناس من قريش. ونحرت جزور بناحية مكة، فأرسلوا فجاؤا من سلاها وطرحوه عليه، فجاءت فاطمة فألقته عنه، فقال: اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش لأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة ابن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبي بن خلف، وعقبة بن أبي معيط. قال عبد الله: فلقد رأيتهم في قليب بدر قتلى، قال أبو إسحاق: ونسيت السابع... والصحيح أمية.

ص 295

حديث (تعليم النبي الزهراء الكلمات التي علمها جبرئيل النبي)

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم: فمنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي في (درر السمطين) (ص 190 ط مطبعة القضاء) قال: روى سويد بن غفلة قال: أصابت عليا خصاصة، فقال لفاطمة: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألتيه، فأتته وكانت عنده أم أيمن، فدقت الباب، فقال النبي (ص) لأم أيمن: إن هذا لدق فاطمة، ولقد أتتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها، فقومي فافتحي لها الباب. قالت: ففتحت لها الباب، فقال: يا فاطمة لقد أتيت في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها، فقالت: يا رسول الله هذه الملائكة طعامها التسبيح والتحميد والتمجيد فما طعامنا؟ قال: والذي بعثني بالحق ما اقتبس في آل محمد نار منذ ثلاثين يوما، ولقد أتتنا أعنز، فإن شئت أمرنا لك بخمسة أعنز، وإن شئت علمتك خمس كلمات علمنيهن جبرئيل. فقالت: بل علمني الخمس الكلمات. فقال: فقولي (يا أول الأولين، ويا آخرين الآخرين،

ص 296

ويا ذا العروة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أرحم الراحمين). قالت: فانصرفت حتى دخلت على علي رضي الله عنه: فقال: ما ورائك؟ قالت: ذهبت من عندك إلى الدنيا وأتيتك بالآخرة. فقال: خير أيامك، خير أيامك. ومنهم المؤرخ الكبير عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني في (التدوين في أخبار قزوين) (ج 1 ص 402، 403 ط بيروت) قال: سمعت عبد الرحيم بن الحسين بن منصور المؤذن يحكي أن الوالد رحمه الله خرج لصلاة العشاء في بعض الليالي المظلمة، وأنا انتظر على باب المسجد فحسبت أن في يده سراجا، فتعجبت منه لأنه ما كانت يعتاده، فلما انتهى إلى باب المسجد لم أجد معه شيئا، فدهشت ثم ذكرت له ذلك من بعد، فمنعني من حكايته وإفشائه، أحضرت وأنا ابن عشر سنين تقريبا مجلس الإمام أحمد بن إسماعيل في يوم جمعة رحمه الله، فجرى على عادته في بناء المجلس على الأذكار والدعوات، وذكر فضل الذكر الذي روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علمه فاطمة رضي الله عنها، وهو (يا أول الأولين، ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أرحم الراحمين). هذا حديث يروى مسندا عن سفيان الثوري، عن عبدة بن أبي لبابة، عن سويد بن غفلة قال: أصابت علي بن أبي طالب رضي الله عنه خصاصة، فقال لفاطمة: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألته - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن (درر السمطين) بعينه.

ص 297

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 3 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند سنة 1406). عن سويد بن غفلة قال: أصابت عليا خصاصة - الخ، فذكر الحديث بعين ما تقدم. ثم قال في آخره: (أبو الشيخ في جزء من حديثه)، ولم أر في رجاله من جرح إلا أن صورته صورة المرسل، فإن كان سويد سمعه من علي رضي الله عنه فهو متصل. وذكر أيضا في ص 4 مثله بعينه: عن فاطمة رضي الله عنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله... الخ، وفي آخره قال: (أبو الشيخ في فوائد الأصبهانيين والديلمي، ك). ونقل أيضا في ص 24 مثل ما مر، وفي آخره: (أبو الشيخ في فوائد الأصبهانيين، والديلمي عن فاطمة البتول) وفيه إسماعيل ابن عمرو البجلي، قال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف، وذكره ابن حيان في الثقات.

ص 298

حديث (تعليم النبي دعاء لفاطمة حين سألته خادما)

قد تقدم نقل ما يدل عليه من الأحاديث عن كتب أعلام العامة في ج 10 ص 275 ومواضع أخرى من هذا السفر المبارك، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى: وفيه أحاديث: منها حديث أبي هريرة رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحاكم النيسابوري المتوفى سنة 405 في (المستدرك على الصحيحين) (ج 3 ص 65 ط حيدر آباد) قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه ببغداد، ثنا هلال بن العلاء الرقي،

ص 299

ثنا حسين بن عياش، ثنا زهر، عن سليمان، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: أتت فاطمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، فقال لها: الذي جئت تطلبين أحب إليك أم خير منه. قال: فحسبت أنها سألت عليا قال: قولي (اللهم رب السماوات ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة والانجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، أقض عنا الدين وأغننا من الفقر). هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 24 ط حيدر آباد) قال: قولي (اللهم رب السماوات السبع...) - إلى آخر الحديث الشريف مثل ما تقدم باختلاف قليل في التقدم والتأخر. وقال في آخره: (ت حسن غريب 50، حب عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما - قال فذكره). ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 259 ط القاهرة) قال: عن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر

ص 300

مثل ما تقدم. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في كتابه (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) (ج 9 ص 372 ط بيروت) قال: حديث: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، قال: قولي: اللهم! رب السماوات)... الحديث. م ت جميعا في الدعوات (م 17: 10، ت 68) عن أبي كريب، عنه به، وقال ت: حسن غريب، وهكذا روى بعض أصحاب الأعمش. وروى بعضهم عنه عن أبي صالح مرسلا - ولم يذكر فيه عن أبي هريرة. وقال أيضا في 375: حديث: أتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، قال: (قولي اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم)... الحديث. م في الدعوات (17: 10) عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، كلاهما عن محمد بن أبي عبيدة، عن أبيه به. ق فيه (الدعاء 2: 2) عن أبي بكر بن أبي شيبة به. أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) القسم الثاني ج 4 ص 615 ط دمشق) قالا: عن طلاب بن حوشب - أخي العوام بن حوشب - عن جعفر بن محمد،

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج25)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب