ص 376
خطبة الشيخين (لفاطمة الزهراء وإباء النبي) قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام
العامة في ج 10 ص 326 وج 19 ص 134 ومواضع أخرى من هذه الموسوعة الكبرى، ونستدرك
هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: وفيه أحاديث: منها
حديث بريدة 
رواه
جماعة من أعيان العامة في كتبهم: فمنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في كتابه
(مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح) (ج 11 ص 350 ط ملتان) قال: وعن بريدة قال:
خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه
ص 377
وسلم: إنها لصغيرة، ثم خطبها علي فزوجها منه (رواه النسائي). ومنهم العلامة المولوي
محمد مبين الهندي الفرنكي محلي الحنفي ابن المولوي محب الله السهالوي في (وسيلة
النجاة) (ص 132 ط مطبعة كلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال: أخرج النسائي في (خصائص
علي) عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة عليها السلام فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه الحديث بعين ما تقدم عن (شرح المشكاة). وروى
أيضا مثله في ص 213. ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي
الهندي الحنفي في (تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) (ص 311) قال: عن بريدة
قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها صغيرة. روي
الحديث مثل ما تقدم عن (شرح المشكاة). ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق
الحويني الأثري حجازي ابن محمد بن شريف في (تهذيب خصائص الإمام علي) (للحافظ
النسائي (ص 95 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: أخبرنا حسين بن حريث، قال أخبرنا
الفاضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: خط أبو
بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها صغيرة. روى الحديث مثل ما
تقدم عن (شرح
ص 378
المشكاة). ومنها
حديث ابن عباس 
رواه جماعة من الأعلام في مؤلفاتهم: فمنهم الحافظ
أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 22 ص
410 ط مطبعة الأمة - بغداد) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، عن عبد الرزاق، عن
يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب بن خالد، عن حنظلة بن سبرة بن المسيب بن نجية، عن
أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال: كانت فاطمة تذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلا يذكرها أحد إلا صد عنه، حتى يئسوا منها، فلقي سعد بن معاذ عليا فقال: إني والله
ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبسها إلا عليك، فقال له علي: فلم ترى ذلك،
فوالله ما أنا بأحد الرجلين، ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي، وقد علم مالي صفراء
ولا بيضاء، وما أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه - يعني يتألفه بها - إني لأول
من أسلم. فقال سعد: فإني اعزم عليك لتفرجنها عني، فإن لي في ذلك فرجا، قال: أقول
ماذا؟ قال: تقول جئت خاطبا إلى الله ورسوله فاطمة بنت محمد. قال: فانطلق علي وهو
ثقيل حصر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كأن
لك حاجة يا علي؟ قال: أجل جئتك خاطبا إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد. فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبا - كلمة ضعيفة، ثم رجع إلى سعد بن معاذ فقال له: قد
فعلت الذي أمرتني به فلم يزد علي أن رحب بي كلمة ضعيفة. فقال
ص 379
سعد: أنكحتك والذي بعثه بالحق، إنه لا خلف الآن ولا كذب عنده، واعزم عليك لتأتينه
غدا فلتقولن: يا نبي الله متى تبنيني؟ فقال علي: هذه أشد علي من الأولى، أولا أقول:
يا رسول الله حاجتي، قال: قل كما أمرتك، فانطلق علي فقال: يا رسول الله متى تبنيني؟
قال: الليلة إن شاء الله. ثم دعا بلالا فقال: يا بلال إني قد زوجت ابنتي ابن عمي
وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي الطعام عند النكاح، فائت الغنم فخذ شاة وأربعة أمداد
واجعل لي قصعة لعلي اجمع عليها المهاجرين والأنصار، فإذا فرغت فآذني. فانطلق ففعل
ما أمره به، ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في
رأسها وقال: أدخل الناس علي زقة زقة، ولا تغادرون زقة إلى غيرها - يعني إذا فرغت
زقة تعودن ثانية. فجعل الناس يردون كلما فرغت زقة وردت أخرى حتى فرغ الناس. ثم عمد
النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما فضل منها، فتفل فيها وبارك وقال: يا بلال احملها
إلى أمهاتك وقل لهن: كلن وأطعمن من غشيكن. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل
على النساء فقال: إني زوجت بنتي ابن عمي وقد علمتن منزلتها مني وأنا دافعها إليه
فدونكن ابنتكن. فقمن النساء فغلفنها من طيبهن وألبسنها من ثيابهن وحلينها من حليهن.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فلما رأينه النساء ذهبن وبينهن وبين النبي صلى
الله عليه وسلم ستر، وتخلفت أسماء بنت عميس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: على
رسلك من أنت؟ قالت: أنا التي أحرس ابنتك، إن الفتاة ليلة تبنى بها لا بد لها من
امرأة تكون قريبة منها، إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئا افضت بذلك إليها. قال: فإني
أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم.
ص 380
ثم صرخ بفاطمة فأقبلت، فلما رأت عليا جالسا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حصرت
وبكت، فأشفق النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون بكاؤها لأن عليا لا مال له، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ فما ألوتك في نفسي وقد أصبت لك خير أهلي، وأيم
الذي نفسي بيده لقد زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين. فلان منها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أسماء ائتيني بالمخضب فاملئيه ماء. فأتت أسماء
بالمخضب فملأته، فمج النبي صلى الله عليه وسلم فيه ومسح فيه وجهه وقدميه ثم دعا
فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها وكفا بين ثدييها، ثم رش جلده وجلدها، ثم
التزمها فقال: (اللهم إنها مني وأنا منها، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني
فطهرها). ثم دعا بمخضب آخر، ثم دعا عليا فصنع به كما صنع بها، ثم دعا له كما دعا
لها، ثم قال لهما: قوما إلى بيتكما جمع الله بينكما وبارك في سيركما وأصلح بالكما.
ثم قام فأغلق عليهما بابه بيده. قال ابن عباس: فأخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في عائه أحدا حتى
توارى في حجرته صلى الله عليه وسلم. وروى الحديث أيضا في ج 24 ص 132 وج 25 ص 307
سندا ومتنا باختلاف يسير في اللفظ والتقديم والتأخير وبيان نسب الراوية وغير ذلك
مما لا يخل بالمعنى.
ص 381
ومنها
حديث أنس بن مالك 
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضلان
المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع
الأحاديث) (القسم الثاني ج 1 ص 225 ط دمشق) قالا: عن ابن جرير قال: حدثني محمد بن
الهيثمي، حدثني الحسن بن حماد، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن سعيد بن أبي عروبة،
عن قتادة، عن الحسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقعد بين يديه، فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في
الإسلام وإني وإني... قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة! فسكت عنه - أو قال: أعرض
عنه فرجع أبو بكر إلى عمر فقال: هلكت وأهلكت، قال: وما ذاك؟ قال: خطبت فاطمة إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عني. قال: مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم
فأطلب مثل الذي طلبت. فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال: يا
رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني... قال: وما ذاك؟ قال:
تزوجني فاطمة فأعرض عنه، فرجع عمر إلى أبي بكر فقال: إنه ينتظر أمر الله فيها،
انطلق بنا إلى علي حتى نأمره أن يطلب مثل الذي طلبنا. قال علي: فأتياني وأنا أعالج
فسيلا فقالا: ابنة عمك تخطب. قال: فنبهاني لأمر، فقمت أجر ردائي طرفا على عاتقي
وطرفا أجره على الأرض حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعدت بين يديه فقلت:
يا رسول الله قد
ص 382
عرفت قدمي في الإسلام ومناصحتي وأني وأني.. قال: وما ذاك يا علي؟ قلت: تزوجني
فاطمة! قال: وعندك شيء؟ قلت: فرسي وبدني - قال: أعني درعي قال: أما فرسك فلا بد لك
منها، وأما درعك فبعها، فبعتها بأربعمائة وثمانين فأتيته بها فوضعتها في حجره، فقبض
منها قبضة فقال: يا بلال! ابغنا بها طيبا، وأمرهم أن يجهزوها، فجعل لهم سرير شرط
بالشرط ووسادة من أدم حشوها ليف وملء البيت كثيبا - يعني رملا - وقال لي: إذا أتتك
فلا تحدث شيئا حتى آتيك، فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ههنا أخي؟ فقالت أم أيمن: أخوك أو أخوك
وقد زوجته ابنتك! قال: نعم، فدخل فقال لفاطمة: ائتني بماء، فقامت إلى قعب في البيت
فجعلت فيه ماء فأتت به فأخذه فمج فيه ثم قال لها: قومي، فنضح بين ثدييها وعلى رأسها
وقال: اللهم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، وقال لها: أدبري، فأدبرت فنضح
بين كتفيها ثم قال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال لعلي:
ائتني بماء، فعلمت الذي يريد، فقمت فملأت القعب ماء فأتيته به، فأخذ منه بفيه ثم
مجه فيه ثم صب على رأسي وبين ثديي، ثم قال: اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان
الرجيم، ثم قال: أدبر، فأدبرت، فصب بين كتفي وقال: اللهم إني أعيذه بك وذريته من
الشيطان الرجيم، وقال لي: أدخل بأهلك باسم الله والبركة. ورويا الحديث أيضا بعينه
متنا وسندا في ج 4 ص 488 باختلاف يسير في اللفظ. ورويا الحديث الشريف بعينه متنا
وسندا في ج 6 ص 300 باختلاف قليل في اللفظ. ورويا الحديث أيضا مثل ما سبق آنفا متنا
وسندا في ج 7 ص 67 باختلاف
ص 383
قليل في اللفظ. ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب
(جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب) (ص 20 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر - فذكر الحديث
الشريف مثل ما تقدم باختلاف يسير في التقدم والتأخير والزيادة والنقصان مع عدم
الاخلال بالمعنى. وقال في آخره: خرجه أبو حاتم والإمام أحمد في (المناقب) من حديث
المديني. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 88 ط المطبعة العزيزية
بحيدر آباد الهند) قال: (مسند أنس) (ابن جرير) حدثني محمد بن الهيثم، حدثني الحسن
بن حماد، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن،
عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر - فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم باختلاف يسير في
اللفظ والتقدم والتأخر. ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي
الحنفي المتوفى سنة 739 في (الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان) (ج 9 ص 49 ط بيروت) قال:
أخبرنا أبو شيبة داود بن إبراهيم بن داود بن يزيد البغدادي بالفسطاط.
ص 384
حدثنا الحسن بن حماد، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة،
عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه -
فذكر مثل ما تقدم آنفا. ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى
سنة في (المعجم الكبير) (ج 22 ص 408 مطبعة الأمة في بغداد) قال: حدثنا محمد بن عبد
الله الحضرمي، ثنا الحسن بن حماد الحضرمي، ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن سعيد بن
أبي عروبة، عن قتادة عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي - فذكر إلى آخر
ما تقدم. ومنها حديث يزيد والد عبد الله رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 158 والنسخة مصورة من
مكتبة السيد الأشكوري) قال: (أخبر النسائي) أحمد بن شعيب، قال أخبرنا جرير بن حريث،
قال أخبرنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن يزيد، عن أبيه قال:
خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها صغيرة فخطبها علي
رضي الله عنه فزوجها منه.
ص 385
رواه في سنن النسائي يرفعه بسنده عن عبد الله بن يزيد عن أبيه. ومنهم الفاضل
المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في (تهذيب خصائص النسائي) (ص 70 ط بيروت). روى مثل
ما تقدم عن كتاب (آل محمد) سندا ومتنا). ومنها
ما رواه القوم مرسلا 
منهم العلامة
المولوي ولي الله اللكنهوي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل بي سيد المرسلين) (ص 72)
قال: واز آنجمله آنكه آنحضرت صلى الله عليه وسلم علي مرتضى را بحضرت فاطمه زهرا رضي
الله عنها تزويج فرمود، ودر اين ضمن تشريفي عظيم وتعظيمي فخيم كرامت فرمود، في
البركات خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها صغيرة،
ثم خطبها علي فزوجها منه.
ص 386
خطبة علي عليه السلام (لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله) قد تقدم نقل ما
يدل عليه من أحاديث الباب في مواضع مختلفة من هذا السفر الشريف منا ج 10 ص 326 وج
19 ص 123 نقلا عن كتب أعلام العامة ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما
سبق: فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي
المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب
والفضائل) (ص 36 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وعن أنس رضي الله عنه أيضا: عن عمر
أتى أبا بكر فقال: ما منعك أن تتزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
لا يزوجني. قال: إذا لم يزوجك فمن يزوج؟ وإنك من أكرم الناس وأقدمهم إسلاما. فانطلق
أبو بكر إلى عائشة رضي الله عنها فقال: إذا رأيت من محمد طيب نفسك به وإقبالا - أي
عليك - فاذكري له: إني ذكرت فاطمة فلعل الله أن ييسرها لي.
ص 387
فرأت منه طيب نفس وإقبالا، فذكرت ذلك له، فقال: حتى ينزل القضاء. فرجع إليها أبو
بكر فقالت: ما أتاه ووددت أني لم أذكر له ما ذكرت، فلقي أبو بكر عمر فذكر له ما
أخبرته عائشة، فانطلق عمر إلى حفصة وقال: إذا رأيت منه طيب نفس وإقبالا فاذكرني له
واذكري فاطمة لعل الله ييسرها لي، فرأت منه إقبالا وطيب نفس فذكرت له فقال: حتى
ينزل القضاء، فأخبرته وقالت: وددت إني لم أذكر له شيئا. فانطلق عمر إلى علي وقال:
ما يمنعك من فاطمة؟ قال: أخشى أن لا يزوجني قال: إن لم يزوجك فمن؟ أنت أقرب خلق
الله إليه، فانطلق علي إليه ولم يكن له مثل، قال: إني أريد أن أتزوج فاطمة. قال:
فافعل. قال: ما عندي إلا درعي الحطمية. قال: فاجمع له ما قدرت وأتني به، فباعها
بأربعمائة وثمانين فأتاه بها، فزوجه فاطمة، فقبض ثلاث قبضات فدفعها إلى أم أيمن
فقال: اجعلي منها قبضة في الطيب، والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع، فلما فرغت من
الجهاز وأدخلها بيتا قال: يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئا حتى آتيك. فأتاهم، فإذا
فاطمة متعففة وعلي قاعد وأم أيمن، فقال: يا أم أيمن آتيني بقدح من ماء، فأتته به
فشرب ثم مج فيه ثم ناوله فاطمة فشربت، وأخذ منه فضرب جبينها وبين قدميها، وفعل بعلي
مثل ذلك، ثم قال: اللهم أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطيرا.
ص 388
تزويج سيدة النساء (سلام الله عليها) ذكر تفصيله جملة من أعلام المحدثين: فمنهم
العلامة أحمد بن محمد الخافي [الخوافي] في (التبر المذاب) (ص 42 نسخة مكتبتنا بقم)
قال: وروى الإمام أحمد في (المناقب) عن أنس قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله
عليه وسلم، فجلس بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام
وأني وأني. قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة. فسكت عنه، فرجع أبو بكر إلى عمر فقال:
هلكت وأهلكت. قال: وما ذاك؟ قال: خطب فاطمة إلى النبي (ص) فأعرض عني. قال: مكانك
حتى آتي النبي فأطلب منه مثل الذي طلبت. فأتى عمر فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله
قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وأني وأني. قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة،
فسكت. فرجع عمر إلى أبي بكر فقال: إنه ينتظر أمر الله بها، قم بنا إلى علي حتى
ص 389
نأمره أن يطلب مثل الذي طلبنا. قال علي: فأتياني فقالا: إنا جئناك من عند رسول الله
(ص) بخطبة. قال: فنبهاني لأمر كنت عنه محجما، فقمت أجر ردائي حتى أتيت رسول الله
(ص)، فقعدت بين يديه فقلت: يا رسول الله قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي وأني
وأني. قال: وما ذاك؟ قلت: تزوجني فاطمة. قال: وما عندك؟ قلت: فرسي وبدني. قال: أما
فرسك فلا بد لك منها، وأما بدنك فبعها، فبعتها بأربعمائة وثمانين فجئت بها حتى
وضعتها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبض منها قبضة فقال: أي بلال ابتع
لنا بها طيبا وأمرهم أن يجهزوها. فجعل لها سريرا مشروطا بالشريط ووسادة من أدم
حشوها ليف. وقال لعلي: إذا أتتك فلا تحدث حدثا حتى آتيكما. فجاءت مع أم أيمن حتى
قعدت في جانب البيت وأنا في جانب، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هيهنا
أخي. فقالت أم أيمن: أخوك وقد زوجته ابنتك؟ قال: نعم: ودخل البيت فقال لفاطمة:
ايتيني بماء، فقامت إلى قعب في البيت فأتت فيه بماء فأخذه النبي (ص) ومج فيه ثم
قال: تقدمي، فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها
من الشيطان الرجيم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إيتوني بماء. قال علي:
فعلمت الذي يريد، فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به، فأخذه ومج فيه ثم قال: تقدم، فصب
على رأسي وبين ثديي ثم قال: اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم. ثم قال:
أدبر، فأدبرت، فصبه بين كتفي وقال: الله إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم، ثم
قال لعلي: أدخل بأهلك بسم الله والبركة.
ص 390
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة
911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (87 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد) قال:
(مسند أنس) (ابن جرير) حدثني محمد بن الهيثم، حدثني الحسن بن حماد، حدثنا يحيى بن
يعلى الأسلمي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: جاء
أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت
مناصحتي وقدمي في الإسلام وأني وأني. قال: وما ذلك؟ قال: تزوجني فاطمة - إلى آخر ما
تقدم عن (التبر المذاب) باختلاف يسير في اللفظ والزيادة والنقصان غير المخل للمعنى.
ومنهم العلامة المولوي الشهير بحسن الزمان في (الفقه الأكبر) (ج3 ص 6) قال: قال ابن
جرير: حدثني محمد بن الهيثم، حدثني الحسن بن حماد، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن
سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر إلى النبي
صلى الله عليه وآله فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في
الإسلام وأني وأني. قال: وماذا؟ قال تزوجني فاطمة. فسكت عنه أو قال: أعرض - إلى آخر
ما تقدم عن (التبر المذاب) باختلاف يسير في اللفظ والزيادة والنقصان غير المخل
بالمعنى.
ص 391
ومنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي
المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب الفضائل)
(ص 35 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: عن أنس قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام
وأني... قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة. فأعرض عنه، فرجع أبو بكر إلى عمر فقال:
إنه ينتظر أمر الله فيها. ثم فعل عمر ذلك، فأعرض عنه، فرجع إلى أبي بكر فقال: إنه
ينتظر أمر، الله فيها. انطلق بنا إلى علي نأمره أن يطلب مثل ما طلبنا. قال علي:
فأتياني له، فقالا: بنت عمك تخطب، فنبهاني لأمر، فقمت جر ردائي طرفه على عاتقي به
وطرفه الآخر في الأرض، حتى انتهيت إليه، فقعدت بين يديه فقلت: قد علمت قدمي في
الإسلام ومناصحتي وأني... قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة، قال: وما عندك؟ قال
فرسي وبدني. قال: أما فرسك فلا بد لك منه، وأما بدنك فبعها، فبعتها بأربعمائة
وثمانين درهما فأتيته بها، فوضعها في حجره، فقبض منها قبضة فقال: يا بلال ابتع
طيبا، وأمرهم أن يجهزوها، فجعل لها سريرا مشروطا ووسادة من أدم حشوها ليف، قال: آت
هلك فلا تحدث بها حتى آتيك. فجاءت مع أم أيمن، فقعدت في جانب البيت وأنا في الجانب
الآخر، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هاهنا أخي؟ قالت أم أيمن: أخوك وقد
زوجته ابنتك؟ فقال لفاطمة: آتيني بماء، فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء،
فأتته به فمج فيه، ثم قال: قومي فنضح بين يديها وعلى رأسها، وقال: اللهم إني أعيذها
بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال: آتيني بماء، فعلمت الذي يريده، فملأت القعب
فأتيته به، فأخذ منه.
ص 392
بفيه ثم مجه فيه ثم صب على رأس علي وبين قدميه ثم قال: أدخل على أهلك باسم الله.
ومنها حديث ابن عباس رواه جماعة من أعيان العلماء في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ
زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى
سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 39 ط مكتبة القرآن
بالقاهرة) قال: وعن ابن عباس قال: كانت فاطمة تذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلا يذكرها أحد إلا صد عنه فيئسوا منها، فلقي سعد بن معاذ فقال: إني والله ما أراه
يحبسها إلا عليك. فقال: ما أنا بأحد الرجلين، ما أنا بصاحب دنيا يلتمسها مني وقد
علم ما لي صفراء ولا بيضاء، وما أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه [يعني مبالغة
بها] إني لأول من أسلم. فقال سعد: عزمت عليها لتفرجها عني، فإن لي في ذلك فرجا.
ماذا أقول؟ قال: تقول جئت خاطبا إلى الله وإلى رسوله. فقال النبي من كلمة ضعيفة، ثم
رجع إلى سعد، فقال له: لم يزد علي أن رحب بي، كلمة ضعيفة. قال: أنكحك، والذي بعثه
بالحق إنه لا خلف ولا كذب عنده، اعزم عليك فلتأتينه غدا، فأتاه، فقال: يا نبي الله
متى؟ قال: الليلة إن شاء الله. ثم دعا ثلاثا، فقال: زوجت ابنتي ابن عمي، وأنا أحب
أن يكون سنة أمتي الطعام عند النكاح،
ص 393
فخذ شاة وأربعة أمداد، واجعل قصعة اجمع عليها المهاجرين والأنصار، فإذا فرغت فآذني.
ففعل، ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه، فطعن في رأسها وقال: أدخل الناس رفة بعد رفة،
فجعلوا يردون كلما فرغت رفة وردت أخرى حتى فرغوا، ثم عمد إلى ما فضل منها فتفل
فيها، فوضعها بين يديه بارك وقال: احملها إلى أمهاتك وقل لهن: كلن وأطعمن من غشيكن.
ثم قام فدخل على النساء فقال: زوجت بنتي ابن عمي، وقد علمتن منزلها مني، وأنا
دافعها إليه، فدونكن، فقمن فطيبنها من طيبهن وألبسنها من ثيابهن وحليهن. فدخل، فلما
رأته النساء ذهبن، وتخلفت أسماء بنت عميس، فقال: على رسلك من أنت؟ قالت: أنا التي
أحرس ابنتك، إن الفتاة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة قريبة منها إن عرضت لها حاجة
أو أرادت أمرا أفضت إليها به. قال: فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك،
وعن يمينك وشمالك من الشيطان الرجيم. ثمن خرج بفاطمة، فلما رأت عليا بكت، فخشي
المصطفى أن يكون بكاؤها أن عليا لا مال له، فقال: ما يبكيك ما ألومك في نفسي، وقد
أصبت لك خير أهلي، والذي نفسي بيده لقد زوجتك سيدا في الدنيا وفي الآخرة لمن
المصلحين. فدنا منها... قال: آتيني بالمخضب فأميليه. فأتت أسماء به فمج فيه، ثم دعا
فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب على رأسها وبين قدميها، ثم التزمها فقال: اللهم إنها
مني وإني منها، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرها. ثم دعا بمخضب آخر فصنع
بعلي كما صنع بها، ثم قال: قوما، جمع الله شملكما وأصلح بالكما. ثم قام وأغلق
عليهما بابه [رواه الطبراني بإسناد ضعيف].
ص 394
ومنهم الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في (المصنف) (ج 5 ص 586 ط بيروت) قال: عبد
الرزاق، عن يحيى بن العلاء البجلي، عن عمه شعيب بن خالد، عن حنظلة بن سمرة بن
المسيب، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال: كانت فاطمة تذكر لرسول الله (ص)، فلا
يذكرها أحد إلا صد عنه - فذكر مثل ما تقدم عن (إتحاف السائل) باختلاف يسير في اللفظ
من الزيادة والنقصان غير المخل للمعنى. ومنها حديث بريدة رواه جماعة من أعيان
العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين
العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من
المناقب والفضائل) (ص 40 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وعن بريده قال: قال نفر من
الأنصار لعلي: عندك فاطمة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما حاجة ابن
أبي طالب؟ فقال: يا رسول الله ذكرت فاطمة. فقال مرحبا وأهلا. لم يزد عليها، فخرج
علي بن أبي طالب إلى رهط من الأنصار ينتظرونه، فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري، غير
أنه قال: مرحبا وأهلا، قالوا: يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما:
أعطاك الأهل
ص 395
والمرحب، فلما كان بعد ما زوجه قال: يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة. قال سعد رضي
الله عنه: عندي كبش، وجمع له الأنصار أصوعا من ذرة، فلما كان ليلة البناء قال: لا
تحدث شيئا حتى تلقاني. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه
علي فقال: اللهم بارك فيهما وبارك لهما في بنائهما [رواه الطبراني بإسناد صحيح].
ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي في (الاحسان بترتيب
صحيح ابن حبان) (ج 9 ص 49 ط بيروت) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون بنسا،
حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، حدثنا الحسن بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن ابن
بريدة، عن أبيه قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنها صغيرة، فخطبها علي فزوجها منه. ومنها (ما رواه جماعة مرسلا) فمنهم الفاضل
العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في (أهل البيت) (ص 145 ط مطبعة السعادة
بالقاهرة) قال: ولقد خطبها أبو بكر وعمر، فقال لهما الرسول صلى الله عليه وسلم: إن
أمرها إلى الله تعالى - وفي يوم اجتمع الصديق والفاروق وسعد بن معاذ رضوان الله
عليهم في مسجد الرسول، فتذاكروا أمر فاطمة رضي الله عنها، فقال أبو بكر: قد خطبها
الأشراف فردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أمرها إلى الله عز وجل
ص 396
وإن كان عليا لم يذكرها إلى الآن فما يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد، ثم قال
للصديق: هل لك أن تذكر أمرها إلى علي. فانطلق الصديق، فلما رآه قال له: ما وراءك من
الأخبار. فقال أبو بكر: لم يبق خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة وفضل، وأنت
من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمكان الذي عرفت من القرابة، وقد خطب الأشراف
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة الزهراء فردهم وقال: إن أمرها إلى
الله تعالى فما يمنعك أن تذكرها وتخطبها أنت، فإني أرجو أن يكون الله عز وجل ورسوله
يحب أنها لك. وهنا تغرغرت عينا علي رضي الله عنه بالدموع، وقال: يا أبا بكر لقد
هيجت علي ما كان ساكنا وأيقظتني لأمر كنت عنه غافلا، والله إن لي في فاطمة لرغبة،
وما يمنعني من ذلك إلا قلة ذات اليد. فقال أبو بكر: لا تقل كذا يا أبا الحسن، فإن
الدنيا وما فيها عند الله ورسوله كهباء منثور. وأقبل الإمام علي على الرسول صلى
الله عليه وسلم، عند أم سلمة، وطرق الباب فقالت: من بالباب؟ فقال الرسول عليه
الصلاة والسلام: قومي وافتحي الباب له، هذا رجل يحبه الله ورسوله ويحبهما.
ص 397
حديث (هي [فاطمة] لك يا علي) 
رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم الفاضلان
المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع
الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 486 ط دمشق) قالا: عن حجر بن عنبس قال: خطب أبو بكر
وعمر وفاطمة رضي الله عنهم فقال النبي صلى الله عليه وسم: هي لك يا علي، على أن
تحسن صحبتها (أبو نعيم). وقالا أيضا في ج 6 ص 297: عن حجر بن عنبس - وقيل: ابن قيس
الكندي قال: خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
- فرويا مثل ما تقدم (أبو نعيم). وقالا أيضا في ج 7 ص 355: عن حجر بن عنبس رضي الله
عنه قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة رضي الله
ص 398
عنهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: - فذكرا الحديث مثل ما تقدم. ومنهم العلامة
أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق في (معرفة الصحابة) (ص 62 نسخة
ايرلندة) قال: حجر بن عنبس وقيل ابن قيس الكندي أدرك الجاهلية وأكل الدم، حدثنا
سليمان بن أحمد، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا موسى بن قيس
الحضرمي، قال: سمعت حجر بن عنبس وكان أكل الدم في الجاهلية وشهد مع علي الجمل
والصفين. قال: خطب أبو بكر وعمر (رض) فاطمة عليها السلام، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: هي لك يا علي. رواه عبد الله بن داود الحرمي عن موسى بن قيس فقال حجر بن قيس،
وزاد: هو لك على أن تحسن صحبتها. ومنهم العلامة المولى علاء الدين علي بن حسام
الدين الشهير بالمتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 16 ص 285 ط حيدر آباد الدكن) قال:
مسند حجر بن عنبس، وقيل: ابن قيس الكندي، عن حجر بن عنبس قال: خطب أبو بكر وعمر
فاطمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي لك يا علي، على أن تحسن صحبتها (أبو
نعيم). ومنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين
الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب
الفضائل) (ص 45 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وعن حجر بن عنبس - وكان قد أدرك
الجاهلية لكنه لم ير المصطفى - قال: خطب أبو بكر وعمر إلى رسول الله فاطمة، فقال
رسول الله: هي لك يا علي [رواه
ص 399
الطبراني بإسناد صحيح]. وعن حجر المذكور قال: خطب علي إلى رسول الله فاطمة، فقال هي
لك يا علي لست بدخال - أي لأنه كان قد وعده فقال: إني لا أخلف الوعد [رواه البزار
ورجاله ثقات]. وظاهر حديث حجر الأول إن المصطفى لما خطبها الشيخان ابتدأ عليا فزوجه
إياها بغير طلب، وظاهر الباقي أنه لما خطباها علم علي فجاء فخطبها، فأجابه، ويدل
عليه كثير من الأخبار المارة. ومنهم الفاضل المحقق أبو منصور أحمد ميرين البلوش
المدني في (تعليقات خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) للنسائي المتوفى سنة 303
(ص 137 ط مكتبة المعلا الكويت) قال: وأخرجه ابن سعد في الطبقات (8: 19) البزار (376
- مختصر زوائد مسنده) عن طريق موسى بن قيس الحضرمي، عن حجر بن عنبس قال: خطب أبو
بكر وعمر فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم،
هي لك يا علي لست بدجال - يعني: لست بكذاب، وذلك أنه كان قد واعد عليا بها قبل أن
يخطب إليه أبو بكر.
ص 400
حديث (كان صداق فاطمة درعا حطمية) 
قد تقدم نقل ما يدل عليه من علماء العامة في ج 10
ص 352 ومواضع أخرى من هذه الموسوعة الكبرى، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل
عنها فيما مضى: وفيه أحاديث: منها حديث علي عليه السلام رواه جماعة من أعلام العامة
في كتبهم: فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند علي بن أبي طالب) (ج 1 ص 298 ط المطبعة العزيزية
بحيدر آباد - الهند) قال: عن علي رضي الله عنه قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم