الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج25)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 401

فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: لا. قالت: خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك؟ فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجك، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه أفحمت، فوالله ما استطعت أن أتكلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت، فقال: ما جاء بك؟ فسكت، فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت: نعم. فقال: وهل عندك من شيء تستحلها؟ فقلت: لا والله يا رسول الله. فقال: ما فعلت درع سلحتكها؟ فوالذي نفس علي بيده إنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم. فقال: قد زوجتك، فابعث بها إليها تستحلها بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (ق في الدلائل والدولابي في الذرية الطاهرة). ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (ج 2 ص 141 ط بيروت سنة 1407) قال: قال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن علي، قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن (المسند) باختلاف في اللفظ.

ص 402

ومنهم العلامة الزبير بن بكار أبو عبد الله القرشي الزبيري في (الأخبار الموفقيات) (ص 374 ط بغداد) قال: حدثني أبو غزية، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحق، عن عبد الله ابن أبي نجيح، عن مجاهد بن خير أبي الحجاج بن علي بن أبي طالب قال: قالت لي مولاة لنا - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن (المسند) باختلاف يسير في اللفظ. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 484 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: لما تزوجت فاطمة رضي الله عنها قلت: يا رسول الله ابن لي؟ قال: اعطها شيئا. قلت: ما عندي شيء. قال: فأين درعك الحطمية؟ قلت: هي عندي. قال: فأعطها إياه (ن) وابن جرير (طب، ق، ض). وقالا أيضا في ص 485: عن علي رضي الله عنه قال: زوجني النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة على درع حديد حطمية وكان سلحنيها، وقال: ابعث بها إليها تحللها بها، فبعثت بها إليها، والله ما ثمنها كذا أو أربعمائة درهم (ع). وقالا أيضا في ص 485: عن علي رضي الله عنه قال: لما خطبت فاطمة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من مهر؟ قلت: معي راحلتي ودرعي. قال: بعهما، فبعتهما بأربعمائة، وقال: اكثروا الطيب لفاطمة، فإنها امرأة من النساء (ق). وقالا أيضا في ص 487:

ص 403

عن علي رضي الله عنه قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة رضي الله عنها خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا، قالت: قد خطبت، فما يمنعك عن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك؟ فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، زوجك حتى، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جلالة وهيبة! فلما قعدت بين يديه أفحمت، فوالله ما استطعت أن أتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت، فقال: ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت، فقال لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت: نعم، فقال: وهل عندك من شيء تستحلها به؟ فقلت: لا والله يا رسول الله. فقال: ما فعلت درع سلحتكها؟ فوالذي نفسي علي بيده إنها لحطمية، ما ثمنها أربعمائة درهم، فقال: قد زوجتك، فابعث بها إليها تستحلها بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (ق) في الدلائل والدولابي في الذرية الطاهرة). وذكرا مثله في ج 6 ص 298، وفيه (هق) مكان (ق). وقالا أيضا في ج 6 ص 295 من القسم الثاني: عن علي رضي الله عنه قال: لما تزوجت فاطمة قلت: يا رسول الله ما أبيع، فرسي أو درعي؟ قال: بع درعك، فبعتها بثنتي عشرة أوقية، وكان ذلك مهر فاطمة (ع). وقالا أيضا في ص 296: عن علي رضي الله عنه قال: زوجني النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة على درع حديد حطمية وكان سلحنيها، وقال: ابعث بها إليها تحللها بها، فبعثت بها إليها، والله ما ثمنها كذا أو أربعمائة درهم (ع).

ص 404

عن علي رضي الله عنه قال: لما تزوجت فاطمة قلت: يا رسول الله ابن لي؟ قال: اعطها شيئا. قلت: ما عندي شيء. قال: فأين درعك الحطمية؟ قلت: هي عندي، قال: فأعطها إياه (ن، وابن جرير، طب، هق، ض). ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند علي بن أبي طالب) (ج 1 ص 37 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال: عن علي رضي الله عنه قال: أردت أن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فقلت: مالي من شيء [فكيف]، ثم ذكرت صلته وعائدته، فخطبها إليه فقال هل لك شيء؟ قلت: لا. قال: فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا. قلت: هي عندي. قال: فاعطها فأعطيتها إياها، فزوجنيها فلما أدخلها علي قال: لا تحدثا شيئا حتى آتيكما، فجاء وعلينا كساء أو قطيفة، فلما رأيناه تخشخشنا فقال: مكانكما، فدعا بإناء فيه ماء، فدعا فيه ثم رشه علينا فقلت: يا رسول الله أهي أحب إليك أم أنا؟ قال: هي أحب إلي منك وأنت أعز علي منها (الحميدي، حم، والعدني، ومسدد، والدورقي، ق). وقال أيضا في 135: عن علي رضي الله عنه قال: لما تزوجت فاطمة قلت: يا رسول الله ما أبيع فرسي أو درعي. قال: بع درعك، فبعتها بثنتي عشرة أوقية، وكان ذلك مهر فاطمة (ع). وقال أيضا في ص 171: عن علي رضي الله عنه قال: زوجني النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة على

ص 405

حديد حطمية وكان سلحنيها وقال: ابعث بها إليها تحللها بها، فبعثت بها إليها، والله ما ثمنها كذا وأربعمائة درهم (ع). ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 82 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال: عن علي رضي الله عنه، قال: لما تزوجت فاطمة قلت: يا رسول الله ما أبيع فرسي أو درعي؟ قال: بع درعك، فبعتها بثنتي عشرة أوقية، وكان ذلك مهر فاطمة (ع). عن علي رضي الله عنه قال: لما تزوجت فاطمة، قلت: يا رسول الله ابن لي، قال: اعطها شيئا. قلت: ما عندي شيء. قال: فأين درعك الحطمية؟ قلت هي عندي. قال: فأعطها إياه (ن وابن جرير، طب، ق، ض). وقال أيضا في ص 83: عن علي رضي الله عنه قال: زوجني النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة على درع حديد حطمية، وكان سلحنيها وقال: ابعث بها إليها تحللها بها، فبعثت بها إليها، والله ما ثمنها كذا أو أربعمائة درهم (ع). وقال أيضا في ص 85: عن علي رضي الله عنه قال: لما خطبت فاطمة قال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من مهر؟ قلت: معي راحلتي ودرعي. قال: فبعهما بأربعمائة، وقال: اكثروا الطيب لفاطمة فإنها امرأة من النساء (ق). وقال أيضا في ص 85:

ص 406

عن علي رضي الله عنه قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا. قالت: فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك. فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك أن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجك، والله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جلالته وهيبة، فلما قعدت بين يديه أفحمت، فوالله ما استطعت أن أتكلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك ألك حاجة؟ فسكت، فقال: ما جاء بك ألك حاجة؟ فسكت فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت: نعم. فقال: وهل عندك من شيء تستحلها به؟ فقلت: لا والله يا رسول الله. فقال: ما فعلت درع سلحتكها، فوالذي نفس علي بيده أنها حطمية ما ثمنها أربعمائة درهم، فقلت: عندي. فقال: زوجتك فابعث بها إليها تستحلها بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (ق في الدلائل، والدلابي في الذرية الطاهرية). ومنها

حديث ابن عباس

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 11 ص 346 ط مطبعة الأمة بغداد) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا هشام بن عمار، ثنا الخليل بن موسى، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس: إن علي بن أبي طالب لما أراد أن

ص 407

يدخل على فاطمة قالوا: هات شيئا. قال: ما أجد شيئا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين درعك الحطمية؟. وقال أيضا في ص 355: حدثنا موسى بن هارون ومحمد بن الحسين الأنماطي وإبراهيم بن هاشم البغوي، قالوا ثنا سعيد بن زنبور، ثنا عبد المجيد بن أبي رواد، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس: إن النبي صلى الله عليه وسلم حين زوج فاطمة قال: اعطها درعك الحطمية. ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (ج 2 141 ط بيروت سنة 1407) قال: وقال أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما تزوج علي فاطمة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: اعطها شيئا. قال: ما عندي شيء. قال: أين درعك الحطمية؟ (أخرجه أبو داود). ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن أحمد البغدادي المعروف بابن شاهين في (فضائل فاطمة الزهراء) (ص 48 ط بيروت) قال: حدثنا محمد بن زهير بن الفضل، حدثنا هارون بن إسحق، حدثني عبيدة ابن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة من علي رضي الله عنهما قال:

ص 408

فأين درعك الحطمية؟ ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي في (الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان) (ج 9 ص 49 ط بيروت) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الشرقي، حدثنا أحمد بن منصور زاج، حدثنا إسحاق بن إبراهيم قاضي سمرقند، عن ابن جريح، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه سمعه يقول: ما استحل علي فاطمة إلا ببدن من حديد. وقال أيضا في ص 59: حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا الحسن بن حماد سجادة، حدثنا عبدة بن سليمان حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما تزوج علي فاطمة قال النبي صلى الله عليه وسلم: اعطها شيئا. قال: ما عندي شيء. قال: فأين درعك الحطمية. ومنها حديث علي وأم سلمة وسلمان الفارسي رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الفارسي الأيجي الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص 334 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: وفي رواية ابن سيرين عن أم سلمة وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب

ص 409

رضوان الله تعالى عليهما قالوا: لما أدركت فاطمة عليها السلام خطبها رجال من قريش، كلما خطبها رجل أعرض رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم بوجهه عنه فيبكي الرجل ويخاف أن يكون أنزل فيه، فلقي بعضهم بعضها وشكى بعضهم إلى بعض ما صنع بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم، وقال رجل ممن خطبها: إن عليا عليه السلام خاصته أنا أكفيكم هذا الأمر، انطلق إلى علي فأهيجه إلى أن يخطبها إليه، فإن هو رده بمثل ما ردنا فالأمر واجه ينتظر فيها أمر الله عز وجل، وإن زوجه فعليه كان يحبسها. فانطلق الرجل وعلي عليه السلام في حائط له ينضح على نخل له، فقال: يا علي والله ما من خصال الخير خصلة إلا وقد نلتها إلا بخصلة واحدة ما أدري ما يمنعك من هذا؟ فقال أمير المؤمنين: وما هذا هي؟ قال: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم وعليها، تزوجها. فقال: علي عليه السلام: لقد حثثتني على أمر إني كنت عنه لفي غطاء. فقام إلى وبيع البئر فتوضأ منه ثم لبس نعليه وقال للرجل: انطلق، فانطلقا ورسول الله في بيت أم سلمة رضي الله تعالى عنها، فدخل وسلم ثم قال: يا رسول الله أنا من قد عرفت قرابتي وصحبتي وبلائي. قال صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: صدقت فما حاجتك؟ قال رضوان الله تعالى عنه: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم زوجنيها. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وبارك وسلم وقال: وما عندك يا علي إذا زوجتك؟ قال عليه السلام: عندي فرسي ودرعي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: أما فرسك فلا بد لك منه تجاهد في سبيل الله عز وجل، وأما ناضحك فلا بد لك منه على نخلك، وأما درعك فقد قبلناها وزوجناك فانطلق وبعها وائتنا بثمنها. فأخذ علي عليه السلام فطرحها على عاتقه يريد السوق، فمر بالرجل هو

ص 410

ينتظره، فقال: يا علي ما صنع بك رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم؟ فقال: زوجني فاطمة على درعي هذا وأمرني ببيعها وأن آتيه. فانطلق الرجل إلى أصحابه فقال: قد زوجه. فانطلق علي عليه السام فباع الدرع بثمانين وأربعمائة درهم، فجاء بها في طرف ثوبه فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسمل، فلم يسأله رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم كم هي؟ ولم يخبره علي، فقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم قبضة فقال لبلال: ابتع بها طيبها لفاطمة. ثم قال لأم سلمة رضي الله تعالى عنها: جهزي بها فاطمة. فأخذت أم سلمة البقية فوجدتها مأتين فمكثت تسعا وعشرين ليلة. ثم إن عليا دخل على جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، فقال له جعفر: سله أن يدخل عليك أهلك. فدخل علي على رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم، ثم يخرج ثم يعود حتى إذا فعل الثالثة، أنكر رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم - يعني فعله - فقال له: مالك يا علي لعلك تريد أن يدخل عليك أهلك؟ فقال: نعم. فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم أم سلمة ففرغت من جهازها فراشين من خيوش أحدهما محشو بليف والآخر بحذوة الحذائين وأربع وسائد وسادتين بليف وثنتين صوف، حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم عشاء الآخرة انصرف إلى بيت فاطمة فدعاها فأجلسها خلف ظهره، ثم دعا عليا فأخذ بيد فاطمة عليها السلام فوضعها في يد علي، وقال صلى الله عليه وسلم: انطلقا إلى بيتكما ولا تحدثا شيئا حتى آتيكما. فقامت فاطمة عليها السلام معه غير عاصية ولا متلكئة، حتى دخلا بيتهما فجلسا على فراش، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم حتى دخل عليهما فجلس بينهما، ثم قال لعلي عليه السلام.

ص 411

قم فائتني بماء، فأخذ علي عليه السلام قعبا فاصطب من ماء شلوة فأتاه به، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم القعب بيده ثم أخذ ملاء فيه ماء فتمضمض به ثم عاده في القعب، فأخذ قبضة من الماء فنضح به رأس علي عليه السلام ووجهه وصدره، ثم قال صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: اشربه فشربه، ثم قال صلى الله عليه وآله وبارك وسلم لفاطمة عليها السلام: قومي فائتني بماء، فجاءت به أيضا في القدح، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم ملاء فيه فتمضمض به فأعاده في القدح، ثم أخذ قبضة فنضح به رأس فاطمة عليها السلام ووجهها ونحرها. ثم قام صلى الله عليه وآله وبارك وسلم وخلاهما. ولبث رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم أربعا لا يدخل عليهما، حتى إذا كان اليوم الرابع انصرف من صلاة الفجر في غداة سبرة، فدخل عليهما وهما في لحاف، فلما سمعا خشخشة نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم ذهبا يتفرقان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: كما أنتما، فجلس عند رأسهما فخلع نعليه ثم أدخل قدميه وساقيه بينهما، فأخذ علي أحدهما وفاطمة أخرى فوضعا على صدريهما، فقال علي لفاطمة عليهما السلام رويدا: استخدميه. فقالت فاطمة: يا رسول الله إني كنت في عيالك وكنت مكفية، وإني قد أفردت بنفسي وقد شق علي العمل فأخدمني يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: أولا أدلك على خير من الخادم، يا فاطمة إذا أخذت مضجعك من الليل فاحمدي الله تعالى ثلاثا وثلاثين وسبحيه ثلاثا وثلاثين وكبريه أربعا وثلاثين، فذلك مائة هي أثقل في الميزان من جبل أحد ذهبا، نعم يا فاطمة نغزو فنصيب فنخدمك إنشاء الله تعالى. فلبث رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم ستة أشهر، ثم غزا ساحل البحر فأصاب سبيا فقسمه، وأمسك امرأتين أحدهما شابة والآخرة امرأة قد دخلت

ص 412

في السن ليست بشابة، فبعث صلى الله عليه وآله وبارك وسلم إلى فاطمة فدعاها فأخذ بيد المرأة فوضعها في يد فاطمة عليها السلام، فقال صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: يا فاطمة هذه لك فلا تضربيها فإني قد رأيتها تصلي، وإن جبرئيل عليه السلام نهاني عن ضرب المصلين، ورسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم يوصيها. فلما رأت فاطمة ما يوصيها تلفتت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم فقالت: يا رسول الله علي يوم وعليها يوم، ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم بالبكاء، ثم قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. ومنها مرسلات الباب رواه جماعة من الأعلام مرسلا في كتبهم: فمنهم العلامة شيخ محمد بن سالم الحنفي المصري في (شرح الجامع الصغير) (ص 367 ط القاهرة) قال: ولذا خطبها أبو بكر وعمر وغيرهما فأبى - وذكر الحديث وعقد عليها لسيدنا علي وهو غير حاضر فقبل بالحال فقال رضيت، فلما علم سيدنا علي أنه صلى الله عليه وسلم جعل المهر درعه أرسله إليه صلى الله عليه وسلم فرده وأمره ببيعه وبعث الثمن له صلى الله عليه وسلم، فجعل ثلثه للطيب وبعثه مع الباقي للسيدة فاطمة رضي الله عنها.

ص 413

ومنهم الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني الصنعاني المتوفى سنة 211 والمولود سنة 126 في كتابه (المصنف) (طبع بيروت ج 6 ص 174) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال أخبرنا ابن جريح، قال أخبرني عمرو بن دينار، أنه سمع عكرمة يقول: ما استحل علي فاطمة إلا ببدن من حديد. قال عمرو: ما زادها عليها.

ص 414

صداق فاطمة (كان أربعمائة وثمانين درهما) قد تقدم نقل الأخبار الواردة في ذلك من أعلام القوم في ج 10 ص 358، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة ابن المغازلي في (المناقب) (ص 350 ط المكتبة الإسلامية بطهران) قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم ابن الحسن بن شاذان البزاز إذنا، حدثنا محمد بن أحمد بن أحمد بن يوسف، حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخزاز، أخبرني عبد الله بن سليمان الأزدي، عن الأسود ابن عامر، عن شريك بن عبد الله، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام قال: زوجني رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة على أربعمائة وثمانين درهما وزن ستة. قال أبو جعفر بن الحارث: فذلك على هذا الحساب مائتا مثقال وثمانية وثلاثون مثقال تكون من دراهمنا اليوم أربعمائة درهم وإحدى عشر درهما ودانقين ونصف.

ص 415

أخرجه أبو عبيد في كتاب (الأموال) وخرجه عنه المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) 5 - 99. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 87 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند). ذكر مثل ما تقدم عن (المناقب) عن علي بلا أسناد، وقال في آخره: (أبو عبيد في كتاب (الأموال) وقال: كان الدرهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة دوانيق، وسنده ضعيف). ومنهم العلامة حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري في (تاريخ الخميس) (ج 1 ص 360 ط مصر) قال: روي أن أبا بكر خطب فاطمة، فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر انتظر بها القضاء، ثم خطبها عمر، فقال له مثل ما قال لأبي بكر، ثم أهل علي فقالوا: يا علي اخطب فاطمة. قال: اخطب بعد أبي بكر وعمر وقد منعهما - وفي رواية قال: كيف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يعطها أشراف قريش - فذكروا له قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم فخطبها، فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم على أربعمائة وثمانين درهما، فباع علي بعيرا له وبعض متاعه، فبلغ أربعمائة وثمانين درهما، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ثلثيها في الطيب وثلثها في المتاع، وفي رواية جعل ثلثها في الطيب وثلثيها في الثياب.

ص 416

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 300 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة على أربعمائة وثمانين درهما وزن ستة (أبو عبيد في كتاب (الأموال) وقال: كان الدرهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة دوانيق، وسنده ضعيف). وذكرا في ص 488 مثله بعينه. وقالا أيضا في ج 6 ص 298: عن علي رضي الله عنه قال: لما خطبت فاطمة قال النبي صلى الله عليه وسلم هل لك من مهر؟ قلت: معي راحلتي ودرعي. قال: فبعهما بأربعمائة. وقال: اكثروا الطيب لفاطمة، فإنها امرأة من النساء (هق).

ص 417

حديث (كان صداق فاطمة اثنى عشر أوقية) رواه جماعة من أعيان العامة في كتبهم: فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد سقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 484 ط دمشق) قالا: لما تزوجت فاطمة قلت: يا رسول الله ما أبيع فرسي أو درعي؟ قال: بع درعك، فبعتها بثنتي عشرة أوقية، وكان ذلك مهر فاطمة (ع). ومنهم العلامة الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني الصنعاني في (المصنف) (ج 6 ص 176 ط بيروت) قال: عبد الرزاق قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن صفوان بن سليم أن عليا أصدق فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة أوقية.

ص 418

ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن أحمد البغدادي المشتهر بابن شاهين في (فضائل فاطمة الزهراء) (ص 46 ط بيروت) قال: حدثنا محمد بن سليمان بن علي المالكي بالبصرة، ومحمد بن هارون الحضرمي قالا: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا عباس بن جعفر بن زيد بن طلق، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه، قال: لما تزوجت فاطمة رضي الله عنها قلت لرسول الله: ما أبيع فرسي أو درعي؟ قال: بع درعك، فباعها باثني عشر أوقية، فكان ذلك مهر فاطمة عليها السلام - اللفظ لمحمد بن هارون.

ص 419

حديث (كان صداق فاطمة الأرض أو ربعها أو خمسها)

قد تقدم نقل حديث ربع الأرض أو خمسها منا عن جماعة من أعلام القوم في ج 10 ص 368، ونستدرك هيهنا حديث الأرض عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي في (فردوس الأخبار) (ص 176 والنسخة مصورة من مخطوطة) قال: قال ابن عبا (عن النبي ص): يا علي إن الله عز وجل زوجك فاطمة، وجعل صداقها الأرض، فمن مشى عليها مبغضا لك مشى حراما. ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 253 ط لاهور) قال: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إن الله زوجك فاطمة، وجعل صداقها الأرض، فمن مشى عليها مبغضا مشى حراما - أخرجه

ص 420

الديلمي ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في (التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة) (ص 71 ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال: يا علي إن الله زوجك فاطمة وجعل صداقها الأرض 1 - 411.

ص 421

تاريخ (زواج فاطمة وتعيين مقدار عمرها) قد تقدم نقل الأخبار منا عن أعلام القوم في ج 10 ص 349، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في (إتحاف أهل الإسلام) (ص 35 والنسخة مصورة من مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: وأما فاطمة فتزوجها علي وهو ابن إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر، وهي بنت خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، عقيب رجوعهم من بدر - كذا في (السيرة الحلبية)، عليه تكون ولادتها قبل النبوة بنحو سنة، وقيل غير ذلك. وتوفيت بعد أبيها بستة أشهر على الصحيح ليلة الثلاثاء لثلث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة، ودفنها علي ليلا.

ص 422

ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في (مرآة المؤمنين في مناقب أهل سيد المرسلين) (ص 165) قال: وقال في (الاستيعاب) وقيل: إنه تزوجها بعد أن ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وهي بنا بعد تزويجه إياها بتسعة أشهر ونصف وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفا، وكان سن علي إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر.

ص 423

تزويج النبي (فاطمة من علي بأمر الله تعالى)

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 6 ص 592 إلى ص 623 و ج 4 ص 472 إلى ص 474 وج 10 ص 326 إلى ص 348 وج 19 ص 123 إلى ص 137، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى: وفيه أحاديث: منها

حديث أنس بن مالك

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 488 ط دمشق) قالا: عن أنس رضي الله عنه قال: كنت قاعدا عن النبي صلى الله عليه وسلم فغشيه

ص 424

الوحي، فلما سرى عنه قال: أتدري يا أنس ما جاء به جبريل من عند صاحب العرش؟ قلت بأبي وأمي وما جاء به جبريل من عند صاحب العرش؟ قال: إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي رضي الله عنه (خط، كر، ك). وذكرا مثله بعينه سندا ومتنا في ج 7 ص 67. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين بن محب الله الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 214 ط مطبعة كلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال: روايت مي كند أنس كله بودم من در نزل رسولخدا صلى الله عليه وآله بس در كرفت آنحضرت راحالتيكه در ميكرفت او را نزد وحي وربوده شداز خود بستر كشاده شد آنحالت وبحال خود باز آمد بس كفت آمد مرا جبرئيل از نزد بروردكار عرش وكفت بدر ستيكه خداي تعالى امر من كند تراكه تزويج كنى فاطمه رابا علي، اي انس برو وبخوان ابا بكر وعمر وعثمان وطلحة وزبير را وجماعت انصار رابس حاضر شدند اين قوم وخطبه وخواند آنحضرت خطبه بليغ بس حمد كفت مر خداريرا وثنا كرد بروى وترغيب كرد در نكاح بس تزويج كرد فاطمة بعلي مرتضى عليه السلام بر مهر جهار صد مثقال از فضه وكفت قبول كردى وراضى شدى اي علي بس كرفت آنحضرت طبقي از خرما وبراكنده كردميان قوم. زاز اينجا كفته اند قومي از فقهاء كه مستحب است براكنده كردن شكر وبادام در ضيافت عقد نكاح.

ص 425

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب (جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب) (ص 21 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: عن أنس بن مالك قال: خطب أبو بكر فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر لم ينزل القضاء، ثم خطبها عمر مع عدة من قريش كلهم يقول له مثل ذلك، فقيل لعلي: (لو) خطبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأنت خليق أن يزوجكها. قال: وكيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوجها. قال: فخطبها فقال صلى الله عليه وسلم: قد أمرني ربي عز وجل بذلك. قال أنس: ثم دعاني النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام فقال: يا أنس اخرج وادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن أبي وقاص وطلحة والزبير وغيرهم من الأنصار. قال: فدعوتهم، فلما اجتمعوا عنده وأخذوا مجالسهم وكان علي غائبا في حاجة النبي صلى الله عليه وسلم، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الخطبة التي تقدمت ذكرها بتمامها وكمالها، ثم دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا ثم قال: انتهبوا، فانتهبنا فبينما نحن ننتهب إذ دخل علي على النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم في وجهه ثم قال: إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال من فضة إن رضيت بذلك. فقال علي: رضيت بما رضي الله ورسوله. فقال عليه الصلاة والسلام: جمع الله شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما كثيرا طيبا. وقال أيضا: وعن أنس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ قال لعلي:

ص 426

هذا جبرئيل يخبرني أن الله عز وجل قد زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين ألف من الملائكة، وأوحى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت، فنثرت عليهم ذلك، فابتدرت إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدر والياقوت، فهم يتهادونه إلى يوم القيامة. ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الفارسي الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص 333 نسخة مكتبة الملي بفارس) - الخ، فذكر مثل ما تقدم عن (جواهر المطالب) آنفا. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 42 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند سنة 1406) قال: يا أنس أتدري ما جاء به جبرئيل من عند صاحب العرش؟ قال: إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي (هق، والخطيب، وابن عساكر عن أنس) قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فغشيه الوحي، فلما سرى عنه قال - فذكره. منها حديث أمير المؤمنين علي عليه السلام رواه جماعة من أعيان العامة في كتبهم:

ص 427

فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في كتابه (آل محمد) (ص 23 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أتاني ملك فقال: يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقرء عليك السلام ويقول لك: إني زوجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى فزوجها منه في الأرض. رواه الإمام علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في (توضيح الدلائل) (ص 333 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) - قال: وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: أتاني ملك فقال يا محمد - روى الحديث مثل ما تقدم عن كتاب (آل محمد). وقال أيضا: وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: أتاني ملك فقال: يا محمد إن الله تعالى يقول لك: إني قد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان وأن تنثره على من حضر عقد فاطمة من الملائكة والحور العين، وقد سر بذلك سائر أهل السماوات، وإنه سيولد بينهما ولدان سيدان في الدنيا ويسودان على أهل الجنة وشبابها، وقد تزين أهل الجنة لذلك، فأقرر عينا يا محمد فإنك سيد الأولين والآخرين.

ص 428

ومنها

حديث علي الهلالي

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم: فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (ج 8 ص 351 من القسم الأول ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أما علمت أن الله اطلع إلى أهل الأرض فاختار منها أباك فاتبعه برسالته، ثم اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك، فأوحى إلي أن أنكحك إياه، يا فاطمة ونحن أهل البيت قد أعطانا الله سبع خصال لم تعط لأحد قبلنا ولا تعط لأحد بعدنا: أنا خاتم النبيين، وأنا أكرم النبيين على الله، وأنا أحب المخلوقين إلى الله، وأنا أبوك. الحديث (طكس). عن علي الهلالي رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في شكاية التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه وهي تبكي حتى ارتفع صوتها، فرفع النبي طرفه إليها فقال: حبيبتي ما الذي يبكيك؟ قالت: أخشى الضيعة من بعدك. فذكره. ومنها حديث بلال بن حمامة رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

ص 429

فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة 1278 في (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 19 ط المطبعة الفاسية) قال: وروى أبو بكر بن الخزاز في كتاب (المناقب) وغيره عن بلال بن حمامة رضي الله عنه قال: طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم متبسما ضاحكا ووجهه مشرق كدائرة القمر، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله ما هذا النور؟ قال: بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي وإن الله تعالى زوج عليا من فاطمة وأمر رضوان خازن الجنان يهز شجرة طوبى فحملت رقاقا - يعني صكاكا - بعدد محبي أهل البيت، وأنشأ تحتها ملائكة من نور ودفع إلى كل ملك صكا، فإذا استقرت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق، فلا يبقى محب لأهل البيت دفعت إليه صكا فيه فكاكه من النار، فصار أخي ابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار. ومنها

حديث ابن مسعود

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم: فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من (جامع الأحاديث) (ج 2 ص 288 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي

ص 430

(طب) عن ابن مسعود رضي الله عنه. ومنهم العلامة الشريف السيد أحمد شهاب الدين ابن السيد عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في (توضيح الدلائل) (ص 333 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن عبد الله رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم قال لفاطمة عليها السلام حين وجهها إلى علي عليه السلام: إن الله لما أمرني أن أزوجك من علي، أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفا في الجنة، ثم أمر شجر الجنان أن تحمل الحلي والحلل، ثم أمر جبرئيل فنصب في الجنة منبرا، ثم صعد جبرئيل فخطب، فلما فرغ جبرئيل نثر عليهم من ذلك، فما أخذ أكثر من صاحبه افتخر به إلى يوم القيامة. ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 107 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال: يقول عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي، فكان تزويج المصطفى صلى الله عليه وسلم فاطمة لعلي بأمر الله تعالى. ومنها

حديث أبي مسعود

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

ص 431

فمنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان من معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في (المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين) (ج 3 ص 42 ط بيروت) قال: مخلد بن عمرو الحمصي الكلاعي، يروي عن عبيد الله بن من، روى عن علقمة، عن أبي مسعود قال: أصابت فاطمة صبيحة العرس رعدة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: يا فاطمة زوجتك سيد في الدنيا وإنه في الآخرة من الصالحين يا فاطمة إنه لما أردت أن أصلك بعلي أمر الله جبريل فقام في السماء الرابعة، وصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم فزوجك من علي، ثم أمر الله شجر الجنان فحملت الحلي والحلل، ثم أمر فنثرته على الملائكة، فمن أخذ يومئذ شيئا أكثر مما أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة. قالت: أم سلمة: فلقد كانت فاطمة تفخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبريل. ومنها

ما رواه القوم مرسلا

فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد بن عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 34 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي [رواه الطبراني ورجاله ثقات]

ص 432

ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في (التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة) (ص 18 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال: أن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت 1 - 410. ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشافعي الشيرازي في (توضيح الدلائل) (ص 337) قال: قال الإمام الصالحاني: لما دخل عليهما رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم لتهنئة العرس وقعد على وسادة الأنس مد قدم الاجلال من مؤسستي قواعد العترة والآل فألصقها بصدريهما متوخيين بتلك الأكرومة مزيد قدريهما، فكان منح عليه السلام بذلك الاستيناس أوطارهما وعظم برابطة المباسطة أخطارهما، فنزل جبرئيل عليه السلام بالفضل العظيم من حضرة ذي المن القديم، وتلا على مقدر أركان العلا قوله عز وجل (مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان * فبأي آلاء ربكما تكذبان). فالبحران فاطمة وعلي عليهما السلام، والبرزخ قدم كرم النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم، بينهما اللؤلؤ والمرجان هما الحسنان - كذا فسرها فحول الأئمة الكبار ووشحوا بها متون التفاسير وبطون الأسفار. ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر التلمساني المشهور بالبري في كتابه (الجوهرة) (ص 16 ط بيروت) قال: وتزويج علي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفر في العام

ص 433

الثاني من الهجرة، وابتنى بها في ذي الحجة من آخر العام. وروي أنه مهرها درعه، إذ لم يكن له في ذلك الوقت صفراء ولا بيضاء. وقيل: إن عليا رحمه الله تزوج فاطمة على أربعمائة وثمانين درهما، فأمره النبي عليه السلام أن يجعل ثلثها في الطيب. وقيل: إن عليا قدم الدرع من أجل الدخول بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه بذلك. وكان سنها يوم تزوجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفا، وكانت سن علي رحمه الله يومئذ أحد وعشرين سنة وخمسة أشهر. ومنهم الفاضلة المعاصرة وداد السكاكين في (أمهات المؤمنين وبنات الرسول) (ط دار الفكر - بيروت) قالت: ودعا الرسول صحابته الأولين، أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير، فلما أخذوا مجالسهم، خطبهم الرسول وأعلنهم تزويجه فاطمة من علي بأمر الله وإلهامه ودعا ربه أن يبارك لهما هذا الزواج، ويخرج من نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة. وغلب السرور عليا، فقبل يد الرسول وأشرق وجهه فرحا ومرحا، وأمر النبي بطبق فيه تمر وضعه بين أيدي صحابته، فأكلوا منه مبتهجين لابتهاج نبيهم، متلطفين لعلي، مهنئين ومستبشرين.

ص 434

خطبة (عقد فاطمة عليها السلام)

قد تقدم نقل ما يدل عليه من الآثار عن كتب أعلام العامة في ج 18 ص 181 وج 19 ص 138 ومواضع أخرى من هذه الموسوعة الكبرى، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب (جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب) (ص 20 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: ونقلت من شرح المنهاج لشيخ الإسلام الإمام العلامة أحد مشايخ الإسلام كمال الدين الدميري رحمه الله هذه الخطبة التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عقده لعلي على فاطمة رضي الله عنهما، وهي هذه الخطبة: (الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب عقابه وسطواته، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الذي خلق الخلق بقدرته ودبرهم بحكمته وأمرهم بأحكامه وأعزهم بدينه ودبرهم وأكرمهم

ص 435

بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم). (فإن الله تبارك وتعالى وتعالت عظمته جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا ووشج بها الأرحام، وأزال بها الأنام، فقال عز من قائل: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) وأمر الله يجري إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره، ولكل قضاء قدر، ولكل أجل كتاب، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب). إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي، وقد زوجته على أربعمائة مثقال من فضة إن رضي علي بذلك). فقال: رضيت عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فقال صلوات الله وسلامه عليه: جمع الله بينكما وأسعد جدكما وأخرج منكما طيبا. قال جابر: فوالذي بعثه بالحق لقد أخرج الله منهما كثيرا طيبا. هذا ما نقله عن كتاب النكاح في الشرح المذكور مما رواه عن الشيخ محب الدين الطبري رحمه الله والحسن بن عبد الله بن سهل العسكري، فياله من عقد انعقد على شرفه الإجماع وانقطعت عن إدراك شأنه الأطماع، حاز من الفخار الطرف الأقصى وحوى من العظمة والعزة والفخر ما لا تستقصى، ما عقد لأحد نظيره من الأولين ولا الآخرين، ولا فاز بمثله أحد من العالمين، عقد الأذن فيه الملك المعبود وجبريل والملائكة الشهود وعاقده سيد الوجود.

ص 436

ومنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 47 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وأخرج الخطيب البغدادي في كتاب (التلخيص) عن أنس قال: بينما أنا عند المصطفى إذا غشيه الوحي، فلما سري عنه قال لي: تدري ما جاء به جبريل من عند صاحب العرش؟ إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي، انطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وعدة من الأنصار. فلما اجتمعوا وأخذوا مجالسهم - وكان علي غائبا - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع سلطانه، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميزهم بأحكامه، وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيهم محمد. إن الله تبارك اسمه وتعالت عظمته قال عز من قائل: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا). (فأمر الله مجري إلى قضائه، وقضاؤه مجري إلى قدره، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب، يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب). (ثم إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي، فاشهدوا على أني قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي علي بذلك). ثم دعا بطبق من بسر ثم قال: انتهبوا فانتهبنا، ودخل علي فتبسم النبي في وجهه ثم قال: إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة، أرضيت فقال: رضيت. زاد ابن شاذان في رواية: ثم خر علي ساجدا شكر لله تعالى، فقال المصطفى

ص 437

جمع الله شملكما وبارك عليكما، وخرج منكما صالحا طيبا. زاد في رواية ابن شاذان: وجعل نسلكما مفاتيح الرحمة ومعدن الحكمة ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي في كتابه (آل محمد) (ص 24). روى الخطبة مثل ما تقدم باختلاف يسير في اللفظ وزيادة ونقصان، وفيه: وكان علي غائبا لحاجة النبي (ص)، ثم دعا بطبق من بسر فوضع بين أيدينا فأكلنا إذ دخل علي، فتبسم في وجه علي وقال: إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت بذلك [فقال: رضيت] يا رسول الله. قال في الهامش: رواه أبو الخير القزويني الحاكمي يرفعه بسنده إلى عن أنس بن مالك قال: كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم فغشيه الوحي، فلما أفاقه قال لي: يا أنس. أيضا رواه الخطيب والبيهقي في (السنن) وابن عساكر والنسائي هم جميعا عن أنس. ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشافعي الفارسي الأيجي في (توضيح الدلائل) (ص 332 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: روى الحديث والخطبة باختلاف قليل في اللفظ، فيه: ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج بنت خديجة من علي بن أبي طالب. وفيه أيضا - بعد وضع طبق البسر - ثم قال صلى الله عليه وسلم: انتهبوا فانتهبنا، فبينا نحن ننتهب إذ دخل علي على النبي، فتبسم النبي في وجهه ثم قال - إلى آخر ما مر. وقال بعد تمام الحديث: رواه الطبري وقال: أخرجه أبو الخير القزويني الحاكمي، ورواه الزرندي وقال: نقله الشيخ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم

ص 438

ابن شاذان بسنده، وفي روايته: إن عليا عليه السلام لما قال: قد رضيت يا رسول الله خر لله تعالى شاكرا، فلما رفع رأسه قال له رسول الله (ص): بارك الله لكما وبارك فيكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب. وفي رواية (وشج به الأرحام)، والتوشيج: خلط الأرحام بعضها ببعض. ومنهم العلامة أبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر الحبيشي الوصابي المتوفى سنة 782 في كتابه (البركة في فضل السعي والحركة) (ص 389 ط الفجالة الجديدة بمصر) قال: وخطب علي رضي الله عنه حين هم بتزويج فاطمة رضي الله عنها: (الحمد لله حمدا يبلغه ويرضيه، وصلى الله على محمد وآله صلاة تزلفه وتحظيه، والنكاح مما أمر الله به ورضيه، واجتماعنا هنا مما قدره الله وأن فيه، وهذا محمد صلى الله عليه وسلم زوجني ابنته فاطمة رضي الله عنها على صداق مبلغه خمسمائة درهم، وقد رضيت فاسألوه واشهدوا). ومنهم العلامة حسين بن محمد الحسن الديار بكري في (تاريخ الخميس) (ج 1 ص 362 ط مصر) قال: وفي رواية: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوج علي بن أبي طالب فاطمة قال: يا علي اخطب لنفسك فقال علي: (الحمد لله شكرا لأنعمه وأياديه، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه، وصلى الله على محمد صلاة تزلفه وترضيه، والنكاح مما أمر الله به ورضيه، واجتماعنا مما قدر الله وأذن فيه، وقد زوجني رسول الله عليه الصلاة والسلام فاطمة ابنته على ثنتي عشرة أوقية، فسلوه واشهدوا). فلما تم النكاح دعى بطبق من بسر، فوضعه بين يديه ثم قال: انتهبوا.

ص 439

أمر النبي (بإكثار الطيب في عرس فاطمة عليها السلام) قد مر في مواضع متفرقة من هذا الكتاب الشريف ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 116 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: اجعلوا ثلثين في الطيب وثلثا في الثياب (ابن سعد، عن علباء بن أحمر اليشكري) إن علي تزوج فاطمة فباع بعيرا له بثمانين وأربعمائة درهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 1 ص 124 من القسم الأول ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اجعلوا ثلثين في الطيب وثلثا في الثياب -

ص 440

أين سعد بن عليبا بن أحمر اليشكري أن عليا رضي الله عنه تزوج فاطمة فباع بعيرا له بثمانين وأربعمائة درهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره. وقالا أيضا في ج 4 ص 484 من القسم الثاني: عن علي رضي الله عنه: إنه لما تزوج فاطمة رضي الله عنها قال له النبي صلى الله عليه وسلم: اجعل عامة الصداق في الطيب (ابن راهويه، عق زياد بن المنذر) ورويا أيضا مثله متنا سندا في ج 6 ص 295. وروى العلامة الحافظ جلال الدين السيوطي الحديث بعين ما تقدم آنفا عن (جامع الأحاديث) متنا وسندا. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 241 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن علباء بن أحمر اليشكري: إن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا بكر انتظر بها القضاء. فذكر ذلك أبو بكر لعمر، فقال له عمر ردك يا أبا بكر. ثم إن أبا بكر قال لعمر: اخطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فخطبها، فقال له مثل ما قال لأبي بكر: انتظر بها القضاء، فجاء عمر إلى أبي بكر فأخبره، فقال له: ردك يا عمر. ثم أن أهل علي قالوا لعلي: اخطب فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: بعد أبي بكر وعمر؟ فذكروا له قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم، فخطبها فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم، فباع علي بعيرا له وبعض متاع، فبلغ أربعمائة وثمانين، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اجعل ثلثين في الطيب، وثلثا في المتاع.

ص 441

حديث (كيفية زفاف فاطمة عليها السلام)

قد تقدم نقل ما يدل عليه في ج 10 ص 392 إلى ص 394 عن أعلام العامة ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في (عيون الأخبار في مناقب الأخيار) (ص 45 نسخة مكتبة الواتيكان) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن عبد الله الفقيه، نبأ محمد بن أحمد الحافظ، نبأ علي بن إبراهيم بن حماد، نبأ المفضل بن محمد الجندي، نبأ عبد الرحمن بن محمد بن أخت عبد الرزاق، نبأ توبة بن علوان البصري، عن شعبة بن الحجاج، عن أبي حمزة الضبعي، عن ابن عباس قال: لما كانت الليلة التي زفت فيها فاطمة إلى علي رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامها وجبرئيل عن يمينها وميكائيل عن شمالها وسبعون ألف ملك من خلفها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر.

ص 442

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الشافعي الحسيني في (توضيح الدلائل) (ص 338 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما كانت الليلة التي زفت فاطمة إلى علي عليهما السلام... فذكر مثل ما تقدم عن (عيون الأخبار) بعينه، وقال في آخره: رواه الطبراني وقال: خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي. ورواه الصالحاني وعنده (أمامها) عوض (قدامها) و(ورائها) بدل (خلفها). ومنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في (المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين) (ج 1 ص 205 ط بيروت) قال: روى عن شعبة، عن أبي حمزة الضبعي، عن ابن عباس قال: لما كانت الليلة التي زفت فاطمة إلى علي عليهما السلام - فذكر مثل ما تقدم. ثم قال: حدثناه المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة، ثنا عبد الرحمن ابن محمد ابن أخت عبد الرزاق، ثنا توبة بن علوان، ثنا شبعة.

ص 443

مستدرك (جهاز فاطمة عليها السلام)

قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام العامة في ج 10 ص 369 وج 19 ص 144، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: وفيه أحاديث: منها حديث علي بن أبي طالب رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة علاء الدين المولي علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 20 ص 61 ط حيدر آباد) قال: عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحائين وسقاء

ص 444

وجرتين. ومنهم العلامة الحاكم النيسابوري في (المستدرك) (ج 2 ص 185) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، وأبو بكر بن بالويه،، (قال الشيخ أبو بكر أنبأنا، وقال أبو بكر بن بالويه حدثنا) محمد بن أحمد بن النضر، حدثنا معاوية ابن عمرو، حدثنا زائدة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها في خميل وقربة ووسادة من أدم حشوها ليف. ومنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 51 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وروى أحمد في (الزهد) عن علي قال - فذكر الحديث بعين ما تقدم آنفا عن المستدرك، وفيه: خميلة. ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 487 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة أدم حشوها اذخر (ق في الذرية الطاهرة). وذكرا في ج 6 ص 299 مثله بعينه وقالا في آخره (هق فيه).

ص 445

ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي في (الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان) (ح 9 ص 49 ط بيروت) قال: أخبرنا الحسن بن إبراهيم الخلال بواسط، حدثنا [شعيب] بن أيوب الصريفيني، حدثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن عطاء بن السائب، عن علي بن أبي طالب قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميلة ووسادة أدم حشوها ليف. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 242 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة أدم حشوها ليف الأذخر. عن علي قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف، ورحيين وسقاء وجرتين. 4 - كيف جهزها النبي صلى الله عليه وسلم: عن عطاء بن السائب، عن علي رضي الله عنه قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل وقربة، ووسادة حشوها اذخر. ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 132 ط دار الجيل بيروت) قال: عن علي، قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة أدم حشوها ليف الأذخر. وعن علي قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها

ص 446

بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرتين. [أخرجه الإمام أحمد]. وعن علي قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة حشوها اذخر [أخرجه النسائي]. ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند علي بن أبي طالب) (ج 1 ص 292 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال: عن علي رضي الله عنه قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة أدم حشوها اذخر (ق فيه). وروى الحديث الحافظ المذكور في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) ص 86 بعينه. ومنهم العلامة نجم الدين الشافعي في (منال الطالب) ص (33 مخطوط) قال: ولما تزوجها (أي فاطمة) بعث النبي صلى الله عليه وسلم معها بخميلة ووسادة من آدم حشوها ليف، ورحى اليد، وسقاء، وجرتين. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في كتابه (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) (ج 7 ص 352 ط بيروت). حديث: لقد أهديت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي، فما كان فراشنا

ص 447

ليلة أهديت إلا مسك كبش. ق في الزهد (11: 4) عن محمد بن طريف وإسحاق ابن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، كلاهما عن ابن فضيل، عن مجالد، عنه به عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي. ومنها حديث أم سلمة وعائشة رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 243 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن عائشة وأم سلمة قالتا: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجهز فاطمة حتى ندخلها على علي، فعمدنا إلى البيت، ففرشناه ترابا لينا من اعراض البطحاء، ثم حشونا مرفضتين ليفا، فنفشناه بأيدينا، ثم أطعمنا تمرا وزبيبا وسقينا ماء عذبا، وعمدنا إلى عود، فعرضناه في جانب البيت ليلقي عليه الثوب، ويعلق عليه السقاء، فما رأينا عرسا أحسن من عرس فاطمة. ومنها ما روي مرسلا رواه مرسلا جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

ص 448

فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 50 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وروى الطبراني: لما أهديت فاطمة إلى علي لم نجد في بيته إلا رملا مبسوطا ووسادة حشوها ليف وجرة وكوزا... وقال أيضا: وروي عن رجل قال: أخبرتني جدتي: إنها كانت مع النسوة اللاتي أهدين فاطمة إلى علي، قالت: أهديت في بردين عليها، ودملجان من فضة مصفران فدخلت بيت علي، فإذا إهاب شاة ووسادة فيها ليف وقربة ومنخل وقدح. ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد البكري الشهير بابن الجوزي في (تبصرة المبتدي) (ص 200 نسخة مكتبة جستربيتي) قال: كان أبو بكر قد خطب فاطمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: انتظر بها القضاء، فذكر ذلك لعمر فقال: ردك يا أبا بكر، فخطبها عمر فقال له مثل ما قال لأبي بكر، فقال أهل علي لعلي عليه السلام: اخطب فاطمة. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما حاجتك؟ فقال: ذكرت فاطمة. فقال: مرحبا وأهلا، فخرج وأخبر الناس بما قال، قالوا: قد أعطاك الأهل والمرحب ثم قال له: ما تصدقها؟ قال: ما عندي ما أصدقها. قال: فأين درعك الحطمية؟ قال: عندي. قال: أصدقها إياه، فتزوجها فأهديت إليه ومعها خميلة ومرفقة من أدم حشوها ليف وقربة ومنخل وقدح ورحى وجرابان، ودخلت عليه وما لها فراش غير جلد كبش ينامان عليه بالليل ويعلف عليه الناضح بالنهار، وكانت هي خادمة نفسها، تالله ما ضرها ذلك.

ص 449

وليمة عرس الزهراء (عليها السلام)

قد تقدم نقل الأخبار منا عن أعلام القوم في ج 10 ص 424، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: وفيه أحاديث: منها

حديث علي بن أبي طالب عليه السلام

رواه جماعة من أعيان العامة في كتبهم: فمنهم العلامة أبو عبد الله الزبير بن بكار القرشي في (أخبار الموفقيات) (ص 375 ط بغداد) قال: وذكر ابن إسحق عن عبد الله بن بكير قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام لما أردت أن أجمع فاطمة أعطاني رسول الله (ص) مصرا من ذهب فقال: أبتع بهذا طعاما لوليمتك. قال: فخرجت إلى محافل الأنصار، فجئت إلى محمد بن

ص 450

مسلمة في جرين له قد فرغ من طعامه، فقلت له: بعني بهذا المصر طعاما. فأعطاني حتى إذا جعلت طعامي قال: من أنت؟ قلت: علي بن أبي طالب. فقال: ابن عم الرسول الله (ص)؟ فقلت: نعم. قال: وما تصنع بهذا الطعام؟ قلت: أعرس. فقال: وبمن؟ فقلت: بابنة رسول الله (ص). قال: فهذا الطعام وهذا المصر الذهب فخذه فهما لك. فأخذته ورجعت فجمعت أهلي إلي، وكان بيت فاطمة لحارثة بن النعمان، فسألت فاطمة النبي (ص) أن يحوله، فقال لها: لقد استحييت من حارثة مما يتحول لنا عن بيوته. فلما سمع بذلك حارثة انتقل منه وأسكنه فاطمة، وكان رسول الله (ص) يأتي الأنصار في دورهم فيدعو لهم بالبركة، ومنها حديث أسماء بنت عميس رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 126 ط دار الجيل بيروت) قال: وتحدثنا أسماء عن هذه الوليمة فتقول: أولم علي فاطمة، فما كان وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته... ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 24 ص 145) قال: حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، ثنا أبي، ثنا ابن أبي فديك، حدثني محمد

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج25)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب