الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج25)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 451

ابن موسى الفطري، عن عون بن محمد، عن أمه أم جعفر، عن جدتها أسماء قالت أهديت جدتك فاطمة إلى جدك علي رضي الله عنهما، فما كان حشو فراشها ووسادتها إلا ليف، ولقد أولم علي بفاطمة، فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته، رهن درعه عند يهودي بشطر شعير. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في كتابه (آل محمد) (ص 339) قال: وعن أسماء رضي الله عنها قالت: أولم علي على فاطمة عليهما السلام، فما كان وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته، رهن درعه عند يهودي بشطر شعير فكانت وليمته آصعا من شعير وتمر وحيس. رواه الطبري وقال: خرجه الدولابي. ومنها

حديث عبد الله بن العباس

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ محمد بن مسلم بن عبيد الله المشتهر بابن شهاب الزهري المتوفى سنة 124 في (المغازي النبوية) (ص 179 ط دار الفكر - بيروت) قال: عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء البجلي، عن عمه شعيب بن خالد، عن حنظلة ابن سمرة بن المسيب، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال: كانت فاطمة تذكر

ص 452

لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يذكرها أحد إلا صد عنه، حتى يئسوا منها، فلقي سعد بن معاذ عليا، فقال: إني والله ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبسها إلا عليك، قال: فقال له علي: لم ترى ذلك؟ قال: فوالله ما أنا بواحد من الرجلين: ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي، وقد علم مالي صفراء ولا بيضاء، ولا أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه - يعني يتألفه بها - إني لأول من أسلم. فقال سعد: فإني أعزم عليك لتفرجنها عني، فإن في ذلك فرجا. قال: فأقول ماذا؟ قال: تقول: جئت خاطبا إلى الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فانطلق علي، فعرض على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي [فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته بادر] ليقل حصر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كأن لك حاجة يا علي؟ قال: أجل، جئت خاطبا إلى الله ورسوله فاطمة ابنة محمد [صلى الله عليه وسلم]، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبا، كلمة ضعيفة. ثم رجع علي إلى سعد بن معاذ، فقال له: ما فعلت؟ قال: فعلت الذي أمرتني به، فلم يزد علي أن رحب بي كلمة ضعيفة، فقال سعد: أنكحك والذي بعثه بالحق إنه لا خلف الآن ولا كذب عنده، عزمت عليك لتأتينه غدا، فتقولن: يا نبي الله متي نبتني؟ قال علي: هذه أشد من الأولى، أو لا أقول: يا رسول الله حاجتي؟ قال: قل كما أمرتك، فانطلق علي، فقال: يا رسول الله متى نبتني؟ قال: الثالثة إن شاء الله، ثم دعا بلالا، فقال: يا بلال إني زوجت ابنتي ابن عمي، وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي إطعام الطعام عند النكاح، فأت الغنم، فخذ شاة وأربعة أمداد أو خمسة، فجعل لي قصعة لعلي اجمع عليها المهاجرين والأنصار، فإذا فرغت منها فآذني بها، فانطلق ففعل ما أمره، ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رأسها.

ص 453

ثم قال: أدخل علي الناس زفة زفة، ولا تغادرن زفة إلى غيرها - يعني إذا فرغت زفة لم تعد ثانية - فجعل الناس يردون، كلما فرغت زفة وردت أخرى، حتى فرغ الناس. ثم عمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما فضل منها فتفل فيه وبارك، وقال: يا بلال، احملها إلى أمهاتك، وقل لهن: كلن وأطعمن من غشيكن. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى دخل على النساء، فقال: إني قد زوجت ابنتي ابن عمي، وقد علمتن منزلتها مني، وإني دافعها إليه الآن أن شاء الله، فدونكن ابنتكن، فقام النساء فغلفنها من طيبهن وحليهن، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل، فلما رآه النساء ذهبن و[كان] بينهن وبين النبي صلى الله عليه وسلم سترة، وتخلفت أسماء ابنة عميس، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أنت على رسلك، من أنت؟ قالت: أنا التي أحرس ابنتك، فإن الفتاة ليلة يبنى بها، لا بد لها من امرأة تكون قريبا منها، أن عرضت لها حاجة، وإن أرادت شيئا افضت بذلك إليها، قال: فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك، وعن شمالك، ومن الشيطان الرجيم، ثم صرخ بفاطمة، فأقبلت فلما رأت عليا جالسا إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم خفرت وبكت، فأشفق النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون بكاؤها لأن عليا لا مال له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك، فما ألوتك في نفسي، وقد طلبت لك خير أهلي، والذي نفسي بيده لقد زوجتكه سعيدا في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين، فلازمتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائتيني بالمخضب فامليه ماء، فأتت أسماء بالمخضب فملأته ماء، ثم مج النبي صلى الله عليه وسلم فيه، وغسل فيه قدميه ووجهه، ثم دعا فاطمة، فأخذ كفأ من ماء فضرب به على رأسها، وكفأ بين ثدييها، ثم رش جلده وجلدها، ثم التزمها فقال: اللهم إنها مني وأنا منها، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرها.

ص 454

ثم دعا بمخضب آخر، ثم دعا عليا فصنع به كما صنع بها، ودعا له كما دعا لها، ثم قال: أن قوما إلى بيتكما، جمع الله بينكما، وبارك في سركما، وأصلح بالكما، ثم قام فأغلق عليهما بابهما بيده. قال ابن عباس: فأخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يدعو لهما خاصة، لا يشركهما في دعائه أحدا، حتى توارى في حجره. ومنها حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى أوائل القرب الرابع عشر في كتابه (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) (المخطوط ص 31) قال: وروي عن جابر رضي الله عنه قال: حضرنا عرس علي على فاطمة، فما رأينا عرسا كان أحسن منه حسنا، هيا لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيتا وتمرا فأكلنا. ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 107 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال: يقول جابر بن عبد الله: حضرنا عرس علي وفاطمة، فما رأينا عرسا كان أحسن منه.

ص 455

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في (إتحاف أهل الإسلام) (ص 35 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: وفي حديث مسلم عن جابر قال: حضرنا عرس علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأينا عرسا أحسن منه، هيا لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم زبيبا وتمرا. ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 126 ط دار الجيل - بيروت) قال: ويقول جابر: حضرنا عرس علي وفاطمة، فما رأيت عرسا كان أطيب منه حشونا البيت طيبا، وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا... ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في كتابه (آل محمد) (ص 339) قال: وعن جابر رضي الله عنه قال: حضرنا عرس علي وفاطمة عليهما السلام، فما رأيت عرسا كان أطيب منه حشونا البيت طيبا، وأتينا بتمر وزبيب وأكلنا. رواه الطبري قال: خرجه أبو بكر بن فارس، ورواه الزرندي ولفظه: حشونا البيت كثيبا من الرمل ترابا طيبا، وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا، وكان فراشهما ليلة عرسهما أهاب كبش.

ص 456

ومنها

حديث بريدة

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم: فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد المدنيان في القسم الثاني من (جامعة الأحاديث) (ج 4 ص 485 ط دمشق) قالا: عن بريدة قال: قال نفر من الأنصار لعلي رضي الله عنه: عندك فاطمة رضي الله عنها. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال: ما حاجة ابن أبي طالب؟ فقال: يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله. فقال: مرحبا وأهلا! لم يزد عليها، فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه، قالوا: وما ذاك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا. قالوا: يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما، أعطاك الأهل والرحبى، فلما كان بعد ذلك ما زوجه قال: يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة. قال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار أصوعا من ذرة، فلما كان ليلة البناء قال: لا تحدث شيئا حتى تلقاني، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ به ثم أفرغه على علي فقال: اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في بنائهما، وبارك لهما في نسلهما (الروياني، (طب، كر). وذكرا في ج 6 ص 297 مثله بعينه سندا ومتنا. وقالا أيضا: عن بريدة قال: لما زوج الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، قال رسول الله

ص 457

صلى الله عليه وسلم: لا بد للعروس من وليمة، ثم أمر بكبش فجمعهم عليه (كر). وذكرا أيضا الحديث مثل ما تقدم عن ج 4 ص 485. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند). روى الحديث عن بريدة مثل ما تقدم عن ج 4 ص 485 وعن ج 6 ص 297. ومنهم العلامة الشريف أحمد بن عبد الله الحسيني الفارسي الأيجي في (توضيح الدلائل) (ص 339 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن بريدة رضي الله عنه في حديث طويل: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم قال لعلي بعد ما زوجه: يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة. فقال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة - إلى آخر الحديث. رواه الطبراني وقال: خرجه أبو عبد الرحمن النسائي وخرجه الدولابي، وخرج أحمد منه قوله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم لعلي: لا بد للعروس من وليمة، فقال سعد: علي كبش، وقال فلان: علي كذا.

ص 458

حديث (إن الله تعالى لما زوج فاطمة من عليا أمر رضوان أن يهز شجرة طوبى) (فحملت رقاقا بعدد محبي أهل البيت)

قد تقدم نقل ما يدل عليه من الأخبار عن أعلام العامة في ج 4 ص 457 وج 15 ص 472 وج 18 ص 512، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في كتابه (آل محمد) (ص 127) قال: في كتاب (الإصابة) في ترجمة سنان بن شفعلة الأوسي، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال حدثنا جبرئيل: إن الله لما زوج فاطمة عليا أمر رضوان أن يهز شجرة طوبى، فحملت رقاقا بعدد محبي أهل البيت محمد (ص). قال في الهامش: رواه الحافظ ابن مردويه، وفي كتاب (الإصابة) هما أنه صلى الله عليه وسلم... قلنا: والحديث الشريف رويناه عن كتب العامة في مواضع مختلفة من هذه السفر الكبير، وفي بعضها (رقاعا) مكان رقاقا.

ص 459

حديث (مجئ النبي بيت علي وفاطمة وليلة العرس ودعاؤه لهما)

قد تقدم نقله منا عن أعلام العامة في ج 10 ص 403 وج 19 ص 141، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: وفيه أحاديث: منها

حديث أسماء بنت عميس

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الحافظ محمد بن مسلم بن عبيد الله المشتهر بابن شهاب الزهري المتوفى سنة 124 في (المغازي النبوية) (ص 177 ط دار الفكر - بيروت) قال: عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة وأبي يزيد المديني، أو

ص 460

أحدهما - شك أبو بكر - أن أسماء ابنة عميس قالت: لما أهديت فاطمة [إلى] علي لم نجد في بيته إلا رملا مبسوطا، ووسادة حشوها ليف، وجرة، كوزا، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى [علي]: لا تحدثن حدثا - أو قال: لا تقربن أهلك - حتى آتيك. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أثم أخي؟ فقالت أم أيمن - وهي أم أسامة بن زيد، وكانت حبشية، وكانت امرأة صالحة -: يا نبي الله، هو أخوك وزوجته ابنتك؟ وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه، وآخى بين علي ونفسه - فقال: إن ذلك يكون يا أم أيمن. قال: فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء، فقال فيه ما شاء الله أن يقول، ثم نضح [على] صدر علي ووجهه، ثم دعا فاطمة، فقامت إليه تعثر في مرطها من الحياء، فنضح عليها من ذلك الماء، وقال لها ما شاء الله أن يقول. ثم قال لها: أما إني لم آلك أنكحتك أحب أهلي إلي. ثم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوادا من وراء الستر - أو من وراء الباب - فقال: من هذا؟ قالت: أسماء. قال: أسماء بنت عميس؟ قالت: نعم يا رسول الله. قال: أجئت كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابنته؟ قالت: نعم، إن الفتاة ليلة يبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريبا [منها]، إن عرضت حاجة أفضت بذلك إليها. قالت: فدعا لي دعاء إنه لأوثق عملي عندي، ثم قال لعلي: دونك أهلك، ثم خرج فولى، قالت: فما زال يدعو لهما حتى توارى في حجره. ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 24 ص 137 ط مطبعة الأمة بغداد) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب،

ص 461

عن عكرمة وأبي يزيد المديني أو أحدهما - شك عبد الرزاق - إن أسماء بنت عميس قالت: لما أهديت فاطمة إلى علي بن أبي طالب - فذكر مثل ما تقدم عن (المغازي النبوية) آنفا. ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 17 ص 135) قال: روي عن أسماء بنت عميس قالت: لما كانت ليلة أهديت فاطمة إلى علي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحدثي شيئا حتى أجئ. فجاء حتى قام على الباب، فقال: ثم أخي؟ فخرجت إليه أم أيمن، فقالت: أخوك وزوجته ابنتك. فدعا عليا ودعاها وأتت وإنها لتعثر، ثم قال لها: أي بنية إني لم أكره أن أزوجك أحب أهلي. قالت: ثم دعا بمخضب (وهو وعاء من حجارة) من ماء دعا فيه ثم أمر أن يصب عليه بعضه وعليها بعض، فقالت أسماء: ثم قال لي: أجئت مع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تكرمينها؟ قالت: دعا لي. ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 24 ط 136 ط مطبعة الأمة في بغداد) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا حاتم بن وردان (ح). وحدثنا أبو مسلم الكشي، ثنا صالح بن حاتم بن وردان، حدثني أبي، ثنا أيوب، عن أبي يزيد الديني، عن أسماء بنت عميس قالت: كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحت جاء صلى الله عليه وسلم فضرب الباب فقامت إليه أم أيمن ففتحت له الباب فقال: يا أم أيمن ادعي لي أخي.

ص 462

فقالت: أخوك هو - أي كلمة يمانيه - وتنكحه ابنتك، قال: يا أم أيمن [ادعي لي]. فسمع النساء صوت النبي صلى الله عليه وسلم فتحشحشن فجلسن في ناحية، ثم جاء علي فدعا له ونضح عليه من الماء ثم قال: ادعوا لي فاطمة فجاءت وهي عرقة أو حرقة من الحياء، فقال لها: اسكتي فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي، ودعا لها، ودعا بماء فنضحه عليها، ثم خرج فرأى سوادا فقال: من هذا؟ قالت: أسماء. قال: ابنة عميس؟ قالت: نعم. قال: أكنت في زفاف بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تكرمينه؟ قلت: نعم، فدعا لي. ومنها حديث أم أيمن رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 25 ص 91 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا محمد بن مصفى، ثنا عمرو ابن صالح، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أم أيمن: أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنته فاطمة علي بن أبي طالب وأمره أن لا يدخل على أهله حتى يجيئه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث كما تقدم. ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 126 ط دار الجيل بيروت) قال: وقد زفت الزهراء عليها السلام إلى بيت علي عليه السلام ومعها نساء النبي

ص 463

صلى الله عليه وسلم وفضليات نساء المهاجرين والأنصار، وبينما النسوة في فرحهن إذ بالنبي الكريم يقبل على البيت بطلعته المباركة - بعد أن فرغ من صلاة العشاء فيقول مستفهما: أهاهنا أخي، فتقول أم أيمن: أخوك وقد زوجته ابنتك؟ فيجيبها صلى الله عليه وسلم: نعم إنه أخي، فلا يمتنع علي تزويجي إياه ابنتي.. دخل صلى الله عليه وسلم، فأمر فاطمة أن تأتيه بالماء، فقامت إليه تعثر في ثوبها من الحياء، وقد أتته بقعب فيه ماء، فأخذه صلى الله عليه وآله ومج فيه، ثم قال لها تقدمي، فتقدمت، فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال لها أدبري، فأدبرت فصب بين كتفيها وقال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ومنها حديث ابن عباس رواه جماعة من أعيان العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في (تهذيب خصائص النسائي) (ص 70 ط بيروت) قال: (أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال حدثنا محمد ابن سدران، قال حدثنا سهيل بن جلاد العبدي، قال حدثنا ابن سواد، عن سعيد ابن أبي عروبة، عن أيوب السجستاني، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها من علي رضي الله عنه كان فيما

ص 464

أهدي معها سرير مشروط ووسادة من أديم حشوها ليف وقربة. وقال: وجاء ببطحاء من الرمل فبسطوه في البيت، وقال لعلي رضي الله عنه: إذا أتيت بها فلا تقربها حتى آتيك. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدق الباب فخرجت إليه أم أيمن فقال: أعلم أخي. قالت: وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك؟ قال: إنه أخي. ثم أقبل على الباب ورأى سوادا فقال: من هذا؟ قالت: أسماء بنت عميس، فأقبل عليها فقال لها: جئت تكرمين ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان اليهود يوجدون من امرأته إذا دخل بها. قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر من ماء فتفل فيه وعوذ فيه ثم دعا عليا رضي الله عنه فرش من ذلك الماء على وجهه وصدره وذراعيه، ثم دعا فاطمة فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعل بها مثل ذلك، ثم قال لها: يا ابنتي والله ما أردت أن أزوجك إلا خير أهلي. ثم قام وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الحجازي بن محمد ابن شريف في (تهذيب خصائص الإمام علي) للحافظ النسائي (ص 95 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن صدران، قال حدثنا سهيل بن خلاد العبدي، قال حدثنا ابن سواء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها من علي رضي الله عنه - فذكر مثل ما تقدم عن كمال يوسف الحوت بعينه

ص 465

ومنها

حديث أنس بن مالك

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم: فمنهم العلامة صاحب كتاب (الصراط المستقيم) (ص 61) قال: عن أنس - وذكر قصة تزويج فاطمة - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ايتوني بماء. قال علي: فعلمت الذي يريد، فقمت فملأت القعب وأتيته به، فأخذه فمج فيه، ثم قال لي: تقدم فصب على رأسي وبين ثديي، ثم قال: اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم، قال أدبر، فأدبرت فصب بين كتفي ثم قال: اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم، ثم قال: يا علي ادخل باسم الله والبركة. ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 43 ط المطبعة الفاسية) قال: وفي حديث أنس في خطبته صلى الله عليه وسلم حيت تزوج علي وفاطمة رضي الله عنهما أنه قال: يجمع الله شملهما، وأطاب نسلهما، وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة. ثم قال صلى الله عليه وسلم: بارك لكما وبارك فيكما، وأسعد جدكما، وأخرج منكما الكثير الطيب. قال أنس: والله لقد أخرج الله منهما الكثير الطيب (أخرجه أبو علي بن شاذان).

ص 466

ومنها

حديث بريدة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة صاحب كتاب (الصراط المستقيم) (ص 61) قال: وعن ابن بريدة عن أبيه وذكر تزويج فاطمة قال: فلما كان ليلة البناء قال: يا علي لا تحدث شيئا حتى تلقاني، فدعى النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم افرغ على علي فقال: اللهم بارك نسلهما وبارك عليهما وبارك لهما في شأنهما ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 16 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال: اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما - قاله لعلي وفاطمة ليله البناء (ابن سعد عن بريدة). ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 60) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، فنضح الماء على رأسها وبين ثدييها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال في الهامش: رواه أبو داود أن أبا بكر. وفي حديث بريدة.

ص 467

ومنها

حديث سعيد بن أبي يزيد المديني

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم: فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 166) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني زوجتك بأحب أهلي إلي، ثم دعا ماء فمج فيه، وغسل وجهها وقدميها، ثم أخذ كفا من ماء، فنضح على رأس فاطمة وكفا بين ثدييها، ثم أمرها أن ترش بقية الماء على سائر بدنها، ثم دعا ماء بمخضب آخر فصنع بعلي كما صنع بفاطمة، ثم قال: جمع شملكما، وبارك في شبليكما، وبارك فيكما، وأصلح بالكما. ثم قام وأغلق عليهما باب البيت بيده المباركة، ويدعو لهما حتى دخل في بيته. قال في الهامش: رواه أبو داود والحافظ جمال الدين وابن أبي حاتم هم جميعا يرفعه بسنده عن سعيد بن أبي يزيد المديني. ومنها

ما رواه جماعة مرسلا

فمنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في (خلافة علي بن أبي طالب) (ص 21 ط مكتبة غريب في القاهرة) قال: تقدم علي إلى الرسول يطلب يد الزهراء ووافق النبي الكريم ودعا للزوجين

ص 468

الصالحين: اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما. ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 128 ط دار الجيل بيروت) قال: وزارهما صلى الله عليه وسلم عند الصباح، فسلم عليهما واستأذنهما بالدخول فدخل، ثم قال لعلي: كيف وجدت أهلك؟ فقال: نعم العون على طاعة الله. وسال فاطمة فقالت: خير بعل يا أبتاه، فرفع الرسول كفيه بالدعاء وقال: اللهم اجمع شملهما وألف بين قلبيهما واجعلهما وذريتهما من ورثة الجنة وارزقهما ذرية طيبة طاهرة مباركة، واجعل في ذريتهما البركة واجعلهم أئمة يهدن بأمرك إلى طاعتك. وهكذا شاء الله أيضا أن يتخذ النبي عليا صهرا كما اتخذه أخا ووزيرا. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين بن محب الله الهندي الحنفي في (وسيلة النجاة) (ص 214 ط كلشن فيض في لكهنو) قال: وذكر كرده خبرى در حصن حصين از ابن حبان در صحيح خود كه چون تزويج كرد آنحضرت صلى الله عليه وسلم على رابا فاطمه در آمد در خانه او، وگفت: اي فاطمه بيار براى من آبى، پس گرفت فاطمه قدحى چوبين راوپر كرد آنرا به آب، پس گرفت آنحضرت صلى الله عليه وسلم آنرا وانداخت آب دهان مبارك خود را در وى وگفت فاطمه راپيش آى پس پيش آمد فاطمه پس پاشيد آب را در ميان سينه وبر سر وى وگفت خداوندا من پناه مى دهم به تو او را وذريت اورا از شيطان رانده شده پس گفت پشت بكن اي فاطمه بجانب من پس پشت كرد بجانب حضرت پس ريخت آب راميان شانه هاى وى وگفت خداوندا پناه ميبرم بتو اورا وذريت او را از شيطان رجيم.

ص 469

حديث (دخول النبي عليهما في اليوم الرابع)

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 10 ص 423، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري الحنفي في (تاريخ الخميس) (ج 1 ص 412 ط مصر) قال: وفي رواية: قال لعلي: دونك أهلك، ثم خرج، فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا لا يدخل عليهما، حتى كان اليوم الرابع دخل عليهما في غداة باردة وهما في لحاف واحد، فقال: كما أنتما، وجلس عند رأسهما ثم أدخل قدميه وساقيه بينهما، فأخذ علي إحداهما فوضعها على صدره وبطنه ليدفئها، وأخذت فاطمة الأخرى فوضعتها على صدرها وبطنها لتدفئها، وطلبت خادما فأمرها بالتسبيح والتحميد والتكبير.

ص 470

حديث (جعل الله منكما الكثير الطيب)

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 18 ص 180، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري البغدادي المتوفى بعد سنة 884 في كتابه (نزهة المجالس) (ج 2 ص 232 ط القاهرة) قال: قال أنس رضي الله عنه: قال صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة: جعل الله منكما الكثير الطيب، فوالله لقد أخرج الله منهما الكثير الطيب.

ص 471

دعا النبي (لفاطمة وبعلها وابنيها)

قد تقدم منا نقل ما يدل عليه في مواضع مختلفة من هذه الموسوعة الكبرى ونستدرك هيهنا عن كتب العامة التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 46 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم، اللهم إنهم مني وأنا منهم، فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم - يعني عليا وفاطمة وحسنا وحسينا (طب عن وائلة).

ص 472

قضى النبي (على علي بخدمة خارج البيت) وعلى ابنته فاطمة بداخل البيت)

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 116 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال: قضى على ابنته فاطمة بخدمة البيت، وقضى على علي بما كان خارجا من البيت من الخدمة (حل عن حمزة بن حبيب) مرسلا. ومنهم العلامة الشيخ زين الدين عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب الفضائل) (ص 51 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وروى أبو بكر بن فارس وابن مشدد عن ضمرة بن حبيب - روى الحديث مثل ما تقدم عن (مسند فاطمة عليها السلام).

ص 473

حديث (أنت أول أهل بيتي لحاقا بي)

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 10 ص 439 إلى 451 وج 19 ص 172 و173، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: وفيه أحاديث: منها

حديث الزهراء نفسها عليها السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 133) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل

ص 474

بيتي لحاقا بي، فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لك. قال في الهامش: رواه البخاري ومسلم هما يرفعه بسنده عن فاطمة. وروى أيضا الحديث مثل ذلك، وفيه (ولا أدري إلا الأجل قد اقترب) وقال في آخره: ثم قال:: يا فاطمة أما ترضين أنك تكوني سيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء العالمين، فضحكت. وقال في الهامش: رواه في سنن النسائي يرفعه بسنده عن فاطمة 1).

(هامش)

1) قالت الفاضلة المعاصرة وداد السكاكيني في (أمهات المؤمنين وبنات الرسول) ص 198 ط دار الفكر - بيروت: وهاجت الذكرى بأم الحسنين، فبكت أمها خديجة وأختيها زينب وأم كلثوم، وارتدت بخاطرها إلى ما كانت تكاتم عائشة من السر الذي ائتمنها عليه أبوها، وكأنها أحست قرب الأجل، فودت أن تفضي بأمرها لعائشة، ففاضت عيناها، ثم ضحكت سنها، وتألق وجهها كسيرتها الأولى يوم همس الرسول في أذنها حديثه المكتوم، فقالت لعائشة: - أتذكرين يوم بكيت ثم ضحكت حينما أسر إلي الرسول حديثا وكنت ما غير بعيدة؟ قالت عائشة بلهفة وعجب: بلى يا فاطمة. فأجابت فاطمة: أسر إلي الرسول بأن جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة، وإنه عارضه في هذه العام مرتين، ولا يرى إلا أنه قد جاء أجله، فبكيت جزعة فزعة، ولما رآني الرسول مروعة قال: ألا ترضين يا فاطمة أن تكوني أول أهل بيتي لحاقا بي؟ فضحكت لذلك كما رأيتني يومذاك. فأكبت عليها عائشة تواسيها وتقول لها: ما رأيت يا فاطمة أفضل منك غير أبيك، وكانت تلك الضحكة من فاطمة الزهراء آخر ما افتر عنه فمها الطاهر، فقد طاف بها طائف الأحزان بعد أبيها، وجاءت قبره باكية تحييه وترثيه، ثم أخذت = (*)

ص 475

(هامش)

= من ترابه حفنة ألقتها على وجهها، ووقفت تشيعه بطرفها وكأنها تودعه إلى ميعاد قريب. وطفقت تستعبر وتندب، وتحنو على أولادها مندفعة في شمهم وضمهم، مشفقة من فراقهم. وقال الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) ص 291 ط دار الجيل في بيروت: بكت... ثم ضحكت؟! عن عائشة قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته في شكواه التي قبض فيها، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها فضحكت، قالت: فسألتها عن ذلك فقالت: سارني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه، فضحكت [أخرجه البخاري]. هاهنا الحب الذي ليس كمثله حب، حين أخبرها أنه يقبض في وجعه ذاك بكت، وبكاء الزهراء غير بكائنا نحن العوام، إنه شيء يناسب مقامها ويتوازى مع مستواها، وحين أخبرها أنها أول أهل بيته تتبعه ضحكت. أرأيت؟!... إنها تضحك لأنها سوف تموت. ألم أقل لك أن بكاءها وضحكها شيء أعلى من إدراكنا. أخبرني... بموته... فبكيت؟! عن عائشة أن رسول الله دعا فاطمة ابنته فسارها فبكت، ثم سارها فضحكت، فقالت عائشة: فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم سارك فضحكت؟ قالت: سارني فأخبرني بموته فبكيت، ثم سارني = (*)

ص 476

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 48 ط حيدر آباد). فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم عن كتاب (آل محمد) وقال في آخره

(هامش)

= فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله، فضحكت [أخرجه مسلم]. عليها السلام... لقد ظفرت بنجوى الحبيب صلى الله عليه وسلم في أعظم مشهد، مشهد الانتقال من الدنيا إلى الرفيق الأعلى. إن عليها أن ترتقب فسوف تتبعه قريبا، ومن هنا ضحكت لأن قرة عينها أن تكون معه دائما، أما وقد انتقل عن الدنيا فلتنتقل هي أيضا عنها لتكون معه دائما. عن عائشة قالت: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مرحبا بابنتي. فأجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثا، فبكت فاطمة، ثم إنه سارها فضحكت أيضا، فقلت لها: ما يبكيك؟ فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن. فقلت لها حين بكت: أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال، فقالت: إنه كان حدثني أن جبرئيل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة وإنه عارضه به في العام مرتين، ولا أراني إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهلي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك. فبكيت لذلك، ثم إنه سارني فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة؟

ص 477

(ق، ه‍، عن فاطمة). وذكر أيضا مثل ذلك في ص 49 و52 و78 و79، وفي خبر آخر: أول من يقدم علي من أهلي أنت. وأيضا في ص 92. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (القسم الأول ج 7 ص 244 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي (طب) عن فاطمة رضي الله عنها. وقالا أيضا في ج 6 ص 292 من القسم الثاني: عن فاطمة رضي الله عنها: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إنك أول أهل بيتي لحوقا بي ونعم الخلف أنا لك (ش). ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن أحمد البغدادي في (فضائل فاطمة الزهراء) (ص 32 ط بيروت) قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا شريح بن يونس، حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشوني، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن محمد: أن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أول أهلي لحوقا بي، وأنت رفيقي في الجنة.

ص 478

ومنها

حديث عائشة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول) (ص 251 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن عائشة قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها فضحكت، قالت: فسألتها عن ذلك فقالت: سارني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت. وقال أيضا في ص 252: عن عروة بن الزبير أن عائشة حدثته - فذكر مثل ما تقدم باختلاف يسير في اللفظ. وقال أيضا: عن عائشة: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مرحبا بابنتي. فأجلسها عن يمينه أو عن شماله. ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة، ثم إنه سارها فضحكت أيضا، فقلت لها: ما يبكيك؟ فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن.

ص 479

فقلت لها حين بكت: أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا قبض سألتها فقالت: إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة، وإنه عارضه به في العام مرتين، ولا أراني إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهلي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك. فبكيت لذلك، ثم إنه سارني فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين - أو سيدة نساء هذه الأمة؟ فضحكت لذلك. وقال أيضا في ص 253: عن عائشة أم المؤمنين قالت: ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله. قالت: وكانت إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها، فلما مرض النبي صلى الله عليه وسلم دخلت فأكبت عليه فقبلته ثم رفعت رأسها فبكت، ثم أكبت عليه، ثم رفعت رأسها فضحكت، فقلت: إن كنت لأظن أن هذه من اعقل نسائنا فإذا هي من النساء، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قالت لها: أرأيت حين أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؟ قالت: إني إذا لبذرة، أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت، ثم أخبرني أني أسرع أهله لحوقا به فذاك حين ضحكت.

ص 480

ومنهم الحافظ القاضي أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب المشتهر بالنسائي الخراساني المتوفى سنة 303 في كتابه (فضائل الصحابة) (ص 76 ط بيروت سنة 1405) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال أنا عبد الوهاب، قال أنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت فاطمة فأكبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسارها فبكت، ثم أكبت عليه فسارها فضحكت، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم سألتها فقالت: لما أكببت عليه أخبرني أنه ميت من وجعه ذلك فبكيت، ثم أكببت عليه فأخبرني أني أسرع أهله به لحوقا، وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران، فرفعت رأسي فضحكت. أخبرني محمد بن رافع، قال أنا سليمان بن داود، قال أنا إبراهيم، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته في وجعه الذي توفي فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها فضحكت، قالت: فسألتها عن ذلك فقالت: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه هذا فبكيت، ثم أخبرني أني أول أهله لحاقا به فضحكت. ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في كتابه (آل محمد) (ص 156) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال أخبرنا عبد الوهاب، قال أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل ما تقدم آنفا.

ص 481

ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في كتاب (دلائل النبوة) (ج 7 ص 164 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس السياري، قال حدثنا أبو الموجة محمد بن عمرو الفزاري، قال حدثنا عبدان بن عثمان، قال أخبرنا إبراهيم ابن سعد، قال حدثني أبي، عن عروة، عن عائشة، قالت دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في وجعه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها فضحكت، فسألتها عن ذلك فقالت: أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه فبكيت، قالت: ثم أخبرني أني أول أهله أتبعه فضحكت. رواه البخاري في الصحيح، عن يحيى بن قزعة، عن إبراهيم، ورواه مسلم عن زهير بن حرب، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه. وفي ص 165 قال: وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد، إذ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري، حدثنا يحيى بن أيوب العلاف قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال حدثنا يونس بن يزيد، قال حدثنا ابن غزية، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: إن أمه فاطمة بنت الحسين حدثته أن عائشة حدثتها أنها كانت تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة: يا بنية أحني علي، فأحنت عليه، فناجاها ساعة، ثم انكشفت عنه وهي تبكي وعائشة حاضرة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بساعة: أحني علي يا بنية فأحنت عليه فناجاها ساعة، ثم انكشفت تضحك قال: فقالت عائشة: أي بنية أخبريني ماذا ناجاك أبوك؟ قالت فاطمة أو شكت رايته ناجاني على حال سر! وظننت أني أخبر بسره وهي حي! قال: فشق ذلك

ص 482

على عائشة أن يكون سرا دونها، فلما قبضه الله إليه، قالت عائشة لفاطمة: ألا تخبريني بذلك الخبر؟ قالت: أما الآن فنعم، ناجاني في المرة الأولى، فأخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني بالقرآن العام مرتين وأخبرني أنه لم يكن نبي كان بعده إلا عاش بعده نصف عمر الذي كان قبله وأخبرني أن عيسى بن مريم عليه السلام عاش عشرين ومائة سنة، فلا أراني إلا ذابها على رأس الستين، فأبكاني ذلك. وقال: يا بنية إنه ليس أحد من نساء المسلمين أعظم رزية منكم، فلا تكوني من أدنى امرأة صبرا. وناجاني في المرة الآخرة، فأخبرني أني أول أهله لحوقا به. وقال: إنك سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما كان من البتول مريم بنت عمران، فضحكت لذلك. ومنهم المحدث العلامة الشيخ أبو بكر محيي الدين محمد بن علي الطعمي في (معجم كرامات الصحابة) (ص 128 ط دار ابن زيدون) قال: من كراماتها: ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته في شكواه التي قبض فيها فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها فضحكت، قالت عائشة: فسألتها عن ذلك فقالت: سارني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني أنه يقبض في وجعه هذا فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته لحوقا به فضحكت. ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (ج 1 ص 547 ط بيروت سنة 1407) قال: وقال الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: اجتمع نساء رسول الله صلى

ص 483

الله عليه وسلم عند رسول الله، لم تغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (مرحبا بابنتي)، فأجلسها عن يمينه أو شماله، فسارها بشيء، فبكت، ثم سارها فضحكت، فقلت لها: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسرار وتبكين! فلما أن قام قلت لها: أخبريني بما سارك. قالت: ما كنت لأفشي سره، فلما توفي قلت لها: أسألك بما لي عليك من الحق لما أخبرتيني. قالت: أما الآن فنعم، سارني فقال: إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أرى ذلك إلا اقتراب أجلي، فاتقي الله واصبري فنعم السلف أنا لك، فبكيت، ثم سارني فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين - أو سيدة نساء هذه الأمة - يعني فضحكت متفق عليه وروى نحوه عروة، عن عائشة وفيه أنها ضحكت لأنه أخبرها أنها أول أهله يتبعه. رواه مسلم. وقال عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال: إنه نعيت إلي نفسي، فبكت ثم ضحكت، قالت: أخبرني أنه نعي إليه نفسه، فقال لي: اصبري فإنك أول أهلي لاحقا بي، فضحكت. ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن أحمد البغدادي المعروف بابن شاهين في (فضائل فاطمة الزهراء) (ص 28 ط بيروت) قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الزينبي، حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت محمد أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لفاطمة عليها السلام: أرأيت حين أكببت على رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص 484

فبكيت ثم أكببت فضحكت، قالت: أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت، فأخبرني أني أسرع أهله لحوقا به فضحكت، قال: وأنتي سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران، فضحكت. وفي ص 30 قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا وهب بن بقية، حدثنا خالد – يعني ابن عبد الله الواسطي - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لفاطمة: أرأيت حين أكببت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم ضحكت. قالت: أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت، ثم أكببت عليه فأخبرني أني أسرع أهله لحوقا به وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت. حدثنا الحسين بن محمد بن محمد بن عمير بن محمد بن سهل بن أبي خيشمة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا هارون بن المغيرة، وحكاهم جميعا قالا: حدثنا عنبسة بن سعيد، عن الزبير بن عدي، عن عبد الله بن أبي ولبيد، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سألت فاطمة عن بكائها حين سارها النبي صلى الله عليه وسلم وعن ضحكها، فقالت أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم أنه مقبوض فبكيت، ثم أخبرني أن بني سيصيبهم بعدي شدة فبكيت، ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت. ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 22 ص 420 ط مطبعة الأمة في بغداد) قال: حدثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا سلمة بن

ص 485

الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة قالت: دخلت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فسارها بشيء فبكت ثم دعاها بشيء فضحكت. فلما توفي قلت: أخبريني ما الذي أبكاك ثم أضحكك؟ قالت: نعيت إليه نفسه فبكيت، ثم سارني فقال: إنك أول أهلي لحوقا بي، فضحكت، قالت عائشة: فما عاشت بعده إلا ستة أشهر. حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، ثنا سليمان بن داود الهاشمي (ح). وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قالا ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في مرضه فسارها فبكت، ثم سارها فضحكت، فسألتها عن ذلك: ما الذي رأيت الذي سارك فبكيت ثم سارك فضحكت؟ فقالت: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بموته فبكيت، ثم أخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت. حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن معين، ثنا عثمان بن عمر، ثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت: قالت فاطمة: وأخبرني - تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم - أني أول أهله لحوقا به. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في كتابه (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) (ج 12 ص 471 ط بيروت) قال: حديث: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية أبيها [رضي الله عنها]، فقال:

ص 486

النبي صلى الله عليه وسلم: (مرحبا بابنتي) ثم سارها فبكت... الحديث. [خ من س ق، (ح 17615)]، عن عائشة، وفي حديث أبي سلمة [خ م س، (ح 17716)]، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة في مرضه فسارها فبكت، ثم سارها فضحكت. ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في (الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان) (ج 9 ص 52) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: قلت لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيتك أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فبكيت ثم أكببت عليه الثانية فضحكت. قالت: أكببت عليه فأخبرني أنه ميت فبكيت، ثم أكببت عليه الثانية فأخبرني أني أول أهله لحوقا به وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت. أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا عمر بن عمر، حدثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة، عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها وقبلها ورحب بها وأخذ بيدها وأجلسها في مجلسه، وكانت هي إذا دخل عليها قامت إليه فقبلته وأخذت بيده، فدخلت عليه في مرضه الذي توفي منه، فأسر إليها فبكت ثم أسر إليها فضحكت، فقالت: كنت أحسب أن لهذه المرأة فضلا على

ص 487

الناس، فإذا هي امرأة منهن بينا هي تبكي إذا هي تضحك. فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عن ذلك فقالت: أسر إلي أنه ميت فبكيت، ثم أسر إلي فأخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت. أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة في وجعه الذي قبض فيه فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت. قالت عائشة: فسألتها عن ذلك بعده فقالت: سارني النبي صلى الله عليه وسلم أول مرة فأخبرني أنه يقبض في مرضه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت. ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في (العلم والعلماء) (ص 238 ط دار الكتب السلفية بالقاهرة). فذكر حديث عائشة مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ. ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني المتوفى سنة 287 في (الأوائل) (ص 32 ط بيروت) قال: حدثنا أبو بكر، ثنا ابن نمير، ثنا زكريا، عن [فراس] الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: حدثتني فاطمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لها: أنك أول أهل بيتي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك. حدثنا أبو موسى، ثنا عثمان بن عمر، ثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: قالت لي فاطمة خبرني أبي أني أول أهله به لحوقا.

ص 488

ومنهم العلامة مؤلف (الأنوار اللمعة في الجمع بين الصحاح السبعة) (ص 170 والنسخة مصورة من مكتبة ايا صوفيا) قال: عائشة حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة رضي الله عنها ابنته، فسارها فبكت، ثم سارها فضحكت، فقالت عائشة: فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم سارك فضحكت؟ قالت: سارني فأخبرني بموته فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت. ومنهم العلامة يوسف بن الزكي الكلبي في (تهذيب الكمال (ج 22 ص 145 والنسخة مصورة من مكتبة السلطان أحمد بإسلامبول) قال: أخبرنا أحمد بن أبي الخير، قال أنبأنا أبو الحسن الجمال، قال أخبرنا أبو علي الحداد، قال أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال حدثنا أبو عمرو العثماني إملاء، قال حدثنا أبو بكر بن مكرم، قال حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال حدثنا إبراهيم ابن سعد، عن أبيه، عن عروة أن عائشة حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة فسارها فبكت - فروي الحديث مثل ما تقدم عن (الأنوار). ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن المشتهر بابن عساكر في (تاريخ دمشق) (ج 11 ص 418 نسخة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا عيسى بن علي، أملانا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، أملانا منصور بن أبي مزاحم، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة في مرضه الذي توفي فيه، فقال لها قولا فبكت

ص 489

منه، ثم قال لها قولا فضحكت، قالت عائشة: فسألتها، فقالت: أول القول قال: إنه ميت من وجعه فبكيت، ثم قال: إنك أول من يلحق بي في الجنة فضحكت. رواه مسلم عن منصور بن أبي مزاحم. ومنها

حديث جعفر بن عمرو بن أمية

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد البغدادي إمام الحنابلة المتوفى سنة 241 في (العلل ومعرفة الرجال) (ج 1 ص 417 ط المكتبة الإسلامية بإسلامبول تركيا) قال: حدثني أبي، قال حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا محمد بن راشد، قال حدثني جعفر بن عمرو بن أمية قال: دخلت فاطمة علي أبي بكر فقالت: قد أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أول أهله لحوقا به. ومنها حديث ابن عباس رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

ص 490

فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 11 ص 330 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال: إنه قد نعيت إلي نفسي. فبكت فقال لها: لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي. فضحكت، فرآها بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لها: رأيتك بكيت وضحكت، قالت: إنه قال لي: قد نعيت إلي نفسي، فبكيت، فقال: لا تبكين فإنك أول أهلي لاحق بي، فضحكت. وذكر الحديث أيضا في ج 22 ص 415 مثل ما تقدم سندا ومتنا. ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في (دلائل النبوة) (ج 7 ص 167 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبدان، قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال حدثنا الأسفاطي، قال حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها فقال: إنه قد نعيت إلي نفسي. فبكت، ثم ضحكت، قالت: وأخبرني أنه نعي إليه نفسه فبكيت، فقال لي: اصبري فإنك أول أهلي لاحقا بي فضحكت.

ص 491

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدينان في (جامع الأحاديث) (القسم الأول ج 8 ص 492 ط دمشق) قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني نعيت إلي نفسي يا فاطمة! فبكت فقال لها: لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي فضحكت (طس) عن ابن عباس. ومنها حديث عمران بن حصين رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة أبو حفص عمر بن أحمد البغدادي المعروف بابن شاهين في (فضائل فاطمة الزهراء) (ص 34 ط بيروت) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، حدثنا يوسف بن محمد بن صاعد حدثنا ليث بن داود القيسي وكان يقال فيه خيرا، أنبأنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: قال عمران بن حصين: خرجت يوما فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم قائم، فقال لي: يا عمران إن فاطمة مريضة فهل لك أن تعودها؟ قال: قلت فداك أبي وأمي وأي شرف أشرف من هذا. وقال: فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه حتى أتى الباب، فقال: السلام عليك أأدخل. قالت: وعليكم أدخل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا ومن معي؟ قالت: والذي بعثك بالحق ما علي إلا هذه العباءة؟ وقال: ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ملاءة

ص 492

خلقه فرمى بها، فقال: شدي بها على رأسك، ففعلت ثم قالت: ادخل، فدخل ودخلت معه، فقعد عند رأسها وقعدت قريبا منه، فقال: أي بنية كيف تجدك؟ قالت والله يا رسول الله إني وجعة وإني ليزيدني وجعا إلى وجعي أن ليس عندي ما آكل. قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكت وبكيت معهما، فقال لها: أي بنية تصبري - مرتين أو ثلاثا - ثم قال لها: يا بنية أما ترضين أن تكوني [سيدة نساء العالمين؟ قالت: يا ليتها ماتت فأين مريم بنت عمران. قال لها: أي بنية تلك] سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك، والذي بعثني بالحق لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة، لا يبغضه إلا كل منافق. ومنها

حديث أم سلمة

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة جمال الدين يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) (ج 12 ص 471 ط بيروت) قال: وفي حديث أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة فناجاها فبكت ثم ناجاها فضحكت، فسألتها عن بكائها وعن ضحكها، قالت: أخبرني أنه يموت خ في علامات النبوة (المناقب 25: 52 و41: 4) عن يحيى بن قزعة - وفي المغازي (84: 5) عن بسرة بن صفوان - كلاهما عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة. م في الفضائل (61: 6) عن منصور بن أبي مزاحم، عن

ص 493

إبراهيم بن سعد به. و(61: 6) عن زهير بن حرب، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه به. ت في المناقب (137: 4) عن ابن بشار، عن محمد بن خالد بن عثمة، عن موسى بن يعقوب الزمعي، عن هاشم بن هاشم، عن عبد الله بن وهب وهو ابن زمعة، عن أم سلمة به وقال: حسن غريب من هذا الوجه س فيه (المناقب الكبرى 75: 3) عن محمد بن رافع عن سليمان بن داود عن إبراهيم بن سعد به و(75: 2) عن بندار عن عبد الوهاب الثقفي عن محمد بن عمرو بن أبي سلمة به. وباقي طرقه في مسند عائشة في ترجمة الشعبي عن مسروق عنها (ح 17615) وفي ترجمة المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عنها. ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن أحمد البغدادي في (فضائل فاطمة الزهراء) (ص 31 ط بيروت) قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، عن موسى بن يعقوب، حدثني هشام بن هشام، أن عبد الله بن وهب أخبرني، عن أم سلمة قالت: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها بعد الفتح، فناجاها فبكت، ثم حدثها فضحكت، فقالت أم سلمة: فلم أسألها عن شيء حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، سألتها عن بكائها وضحكها فقالت: أخبرني رسول الله أنه يموت فبكيت، ثم حدثني أني سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران، فضحكت. منها حديث يحيى بن جعدة رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

ص 494

فمنهم العلامة أبو حفص عمر بن أحمد البغدادي في (فضائل فاطمة الزهراء) (ص 29 ط بيروت) قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا سعد عن عمرو، عن يحيى بن جعدة قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام في مرضه الذي توفي فيه، فسارها بشيء فبكت ثم سارها فضحكت، فسألوها فأبت أن تخبر، فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتهم قالت: دعاني فقال لي: أن الله تعالى لم يبعث نبيا إلا وقد عمر الذي بعده نصف عمره، وإن عيسى عليه السلام لبث في بني إسرائيل أربعين سنة، وقد بقي لي عشرين، ولا أراني إلا ميت في مرضي هذا، وإن القرآن يعرض علي في كل عام مرة وإنه عرض علي في هذه السنة مرتين، فبكيت ثم دعاني فقال لي: إن أول من يقدم علي من أهلي أنت فضحكت. ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 6 ص 293 ط دمشق) قالا: عن يحيى بن جعدة قال - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب (فضائل فاطمة الزهراء). ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن المشهور بابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 14 ص 88 ط دار البشير) قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو الحسين

ص 495

ابن المهتدي، حدثنا أبو حفص بن شاهين، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا محمد بن عمار المكي، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن يحيى بن جعدة قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة في مرضه - فذكر مثل ما تقدم عن (فضائل فاطمة الزهراء). ومنهم الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي المصري في (المطالب العالية) (ج 4 ص 69 ط كويت) قال: عمرو بن دينار قال: سمعت يحيى بن جعدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: إنه كان يعرض علي القرآن في كل عام مرة، وإنه عرض علي العام مرتين، وإني ميت، فبكيت فقال: إنك أول أهلي لحوقا بي. ومنها حديث واثلة بن الأسقع رواه جماعة من أعيان العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن المشتهر بابن عساكر في (تاريخ دمشق) (ج ذ ص 700 ط دار البشير) قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الخطاب، أنا أبو القاسم علي بن عبد الواحد بن عيسى البحيري، نا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد، أملانا عبيد الله بن الحسن، نا يحيى بن صالح، وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا محمد بن علي بن أحمد بن أبي فروة الملطي قراءة عليه، نا عبيد الله بن عبد الرحمن بن الحسين الصابوني القاضي،

ص 496

نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا روح بن صلاح بن سيابة الحارثي - زاد ابن المسلم من بني الحارث بن كعب بن أنفسهم - وقالا: قال: حدثني خيران بن العلا الكعبي، عن الأوزاعي، عن مكحول قال: سمعت واثلة بن الأسقع الليثي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول من يلحقني من أهلي أنت يا فاطمة، وأول من يلحقني من أزواجي زينب، وهي أطولكن كفا. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 49 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) روى الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر عن واثلة. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في القسم الثاني من (جامع الأحاديث) (ج 6 ص 303 ط دمشق) قالا: عن واثلة: سمعت رسول الله الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول من يلحقني من أهلي أنت يا فاطمة، وأول من يلحقني من أزواجي زينب، وهي أطولكن كفا، وكنت زينب من اعمل الناس لقبال أو شسع أو قربة أو إداوة، وتفتل وتحمل وتعطي في سبيل الله، فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطولكن كفا (كر). ورويا مثله بعينه في ج 9 ص 427. وأيضا في ج 3 ص 263، وليس في الأخير: وكانت زينب من أعمل الناس لقبال - الخ.

ص 497

ومنها

ما رواه القوم مرسلا

فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه (حياة الإمام علي عليه السلام) (ص 246 ط دار الجيل بيروت) قال: قال الراوي: ولما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه ونزل به الموت، جعل يأخذ الماء بيده ويجعله على وجهه ويقل: واكرباه! فتقول فاطمة: واكربي لكربك يا أبتي. فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا كرب على أبيك بعد اليوم. فلما رأى شدة جزعها استدناها وسارها فبكت، ثم سارها الثانية فضحكت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عائشة عن ذلك قالت: أخبرني إنه ميت فبكيت، ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت. ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 140 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال: ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار عائشة، فخفت الزهراء إليه تمشي وما يخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: مرحبا بابنتي، وأقعدها النبي عليه الصلاة والسلام عن يمينه، فسارها بشيء فبكت، ثم سارها فضحكت. فعجبت عائشة فدنت منها وهمست في أذنها: بما سارك - بما ناجاك أبوك

ص 498

يا بنت رسول الله؟ قالت الزهراء: ما كنت لأفشي عليه سرا. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عفيف عبد الفتاح طبارة في كتابه (مع الأنبياء في القرآن الكريم) (ط دار العلم للملايين - بيروت) قال: ولما نزل به الموت جعل النبي يأخذ الماء بيده ويجعله على وجهه ويقول: واكرباه، فتقول فاطمة: واكربي لكربك يا أبتي، فيقول رسول الله: لا كرب على أبيك بعد اليوم. فلما رأى شدة جزعها استدناها وسارها فبكت، ثم سارها الثانية فضحكت، فلما توفي رسول الله سألتها عائشة عن ذلك، قالت: أخبرني أنه ميت فبكيت، ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250 في كتابه (إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع) (ص 55 ط بيروت سنة 1404) قال: وفي الصحيحين وغيرهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم سار فاطمة ابنته رضي الله عنها في مرض موته أنه سيموت في ذلك المرض، ثم أخبرها إنها أول أهله لحوقا به. قلت: وقد مات صلى الله عليه وسلم في ذلك المرض، وماتت فاطمة رضي الله عنها بعده بستة أشهر.

ص 499

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في كتابه (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) (ج 12 ص 348 ط بيروت) قال: حديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة فسارها فبكت، ثم سارها فضحكت... الحديث. في مسند فاطمة رضي الله عنها - (ح 18040). ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي المتوفى سنة 450 في (أعلام النبوة) (ص 107 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: روي أنه قال لفاطمة رضي الله تعالى عنها: إنك أول أهل بيتي لحاقا بي ونعم السلف أنا لك، فكانت أول من مات بعده من أهل بيته صلى الله عليه وآله. ومنهم العلامة محمد بن أحمد المغربي المالكي في (نظم الدرر السنية في معجزات سيد البرية) (ص 52 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: أخبر صلى الله عليه وسلم فاطمة بنته عليها السلام أنه يموت من مرضه الذي مات فيه فبكت، فأخبر أنها أول أهله لحوقا به فضحكت. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ صفي الرحمن المباركفوري الهندي في كتابه (الرحيق المختوم) (ص 43 طبع دار الكتب العلمية في بيروت) قال:

ص 500

ولما ارتفع الضحى، دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت، قالت عائشة: فسألنا عن ذلك - أي فيما بعد - فقالت: سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت. ورأت فاطمة ما برسول الله صلى الله عليه وسلم من الكرب الشديد الذي يتغشاه، فقالت: واكرب أباه. فقال لها: ليس على أبيك كرب بعد اليوم.

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج25)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب