الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج26)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 201

مستدرك تعويذ النبي صلى الله عليه وآله ومسلم للحسن والحسين عليهما السلام

قد مر نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في هذا الكتاب ج 10 ص 519 إلى ص 520 وج 19 ص 187 و188 ومواضع أخرى من الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: وفيه أحاديث: منها

حديث ابن مسعود

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المؤخر محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 18 ط دار الفكر) قال: وعن ابن مسعود: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ مر الحسن والحسين وهما صبيان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هاتوا ابني أعوذهما بما عوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق، فضمهما إلى صدره، وقال: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وكل عين لأمة.

ص 202

وكان إبراهيم النخعي يستحق أن يواصل هؤلاء الكلمات بفاتحة الكتاب، وقال منصور: تعوذ بها فإنها تنفع من العين والفزعة ومن الحمى ومن كل وجع. ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 10 ص 87 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أبو عون الزيادي، ثنا محمد بن ذكوان، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر به الحسن والحسين وهما صبيان - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 9 ص 16 ط دمشق) قالا: عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر الحسن والحسين رضي الله عنهما وهما صبيان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم. وكذا ذكرا قول إبراهيم النخعي ومنصور كما مر - عن الطبراني. ومنهم الفاضل المعاصر موسى محمد علي في كتابه (حليم آل البيت الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه) (ص 52 ط عالم الكتب - بيروت) قال: وعن ابن مسعود قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم. ومنها حديث علي عليه السلام رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم:

ص 203

فمنهم الحافظ أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الطرابلسي الشامي المتوفى 343 في (فضائل الصحابة) (ص 204 ط بيروت) قال: وروى طراد بن الحسين، عن ابن أبي كامل الأطرابلسي، عن خيثمة بن سليمان، قال: حدثنا عبيد بن محمد الكشوري، حدثنا عبد الله بن البصري، عن أبي رجاء، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الحرث، عن علي عليه السلام، أن جبريل أتى النبي فوافقه مغتما فقال: يا محمد ما هذا الغم الذي أراه في وجهك؟ قال: الحسن والحسين أصابتهما عين. قال: صدق بالعين فإن العين حق، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات؟ قال: وما هن يا جبريل؟ قال: قل اللهم ذا السلطان العظيم، ذا المن القديم، ذا الوجه الكريم، ولي الكلمات التامات والدعوات المستجابات عاف الحسن والحسين من نفس الجن وأعين الإنس. فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عوذوا أنفسكم ونسائكم وأولادكم بهذا التعويذ فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله. ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند علي بن أبي طالب) (ج 1 ص 321 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: عن الحارث عن علي رضي الله عنه: أن جبرئيل أتى النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم باختلاف يسير في اللفظ. وقال في آخره: ابن مندة في غرائب شعبة، والجرجاني في الجرجانيات والأصبهاني في الحجة، كر، وقال قال: خط تفرد به أبو رجاء محمد بن عبيد الله الحلبي من أهل تستر).

ص 204

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 11 ص 144 ط دار الفكر) قال: وحدث عنه أيضا بسنده عن علي عليه السلام - فذكر الحديث مثل ما تقدم. حديث آخر عنه عليه السلام رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في (مسند علي بن أبي طالب) (ج 1 ص 202 ط حيدر آباد) قال: عن علي رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين بهؤلاء الكلمات (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لأمة) (طس، وابن النجار). ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 191 ط دمشق) فذكرا مثل ما تقدم عن الحافظ السيوطي. ومنها

حديث ابن عباس

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم:

ص 205

فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في (توضيح الدلائل) (ص 356 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم يعوذ الحسن والحسين (أعوذ بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لأمة) ويقول: هكذا كان يعوذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحق عليهما الصلاة والسلام. خرجه أبو سعد في (شرف النبوة) وغيره. ومنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي التيمي البكري البغدادي المتوفى سنة 597 في كتابه (الحدائق) (ج 3 ص 365 ط بيروت سنة 1408) قال: وأخرج البخاري في أفراده من حديث ابن عباس قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم، إلا أنه ليس في: هكذا كان يعوذ إبراهيم - الخ. ومنهم الحافظ الشيخ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله الشامي المصري المتوفى سنة 656 في (مختصر سنن أبي داود) (ج 7 ص 127 ط دار المعرفة - بيروت) قال: وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم ثم قال: وأخرجه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة. ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية المتوفى سنة 751 في (الوابل الصيب من الكلم الطيب) (ص 138 ط بيروت) قال: في صحيح بخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان رسول

ص 206

الله - فذكر الحديث مثل ما تقدم، إلا أنه تقدم قوله صلى الله عليه وسلم: إن أباكما إبراهيم - الخ. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه (خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل) (ص 91 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: حدثنا عثمان بن محمد، ثنا جرير، عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم. ومنهم الفاضل المعاصر محمد السيد محمد الزعبلاوي مدرس مساعد بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة قال في كتابه (الأمومة في القرآن الكريم والسنة النبوية) (ص 29 ط مؤسسة الرسالة في بيروت) قال: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن - فذكر الحديث مثل ما تقدم. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم) (ص 227 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن ابن عباس قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم، وزاد: هكذا كان أبي إبراهيم. ومنهم الفاضل المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في (فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي عبد الله الترمذي) (ص 64 ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية - بيروت) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين.. ابن عباس

ص 207

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 230 ط دار الجيل بيروت) قال: عن ابن عباس قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم مع قوله صلى الله عليه وسلم: هكذا كان أبي إبراهيم عليه السلام - الخ. وقال في آخره. (أخرجه الإمام أحمد). ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى 742 في كتابه (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) (ج 13 ص 252 ط بيروت) قال: حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين.. الحديث. في ترجمة المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - (ح 5627). ومنها

ما رواه العلماء في كتبهم مرسلا:

فمنهم العلامة أبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر الحبشي الوصابي المتوفى سنة 782 في كتابه (البركة في فضل السعي والحركة) (ص 291 ط الفجالة الجديدة بمصر) قال: كان صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين: (أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لأمة).

ص 208

ومنهم الفاضل المعاصر عمر سليمان الأشقر في (عالم الجن والشياطين) (ص 121 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وقد كان الرسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين - فذكر الحديث مثل ما تقدم، وزاد: ثم يقول: هكذا كان أبي إبراهيم يعوذ إسماعيل وإسحاق. أخرجاه في الصحيحين. ومنهم العلامة أبو الفرج قدامة بن جعفر بن قدامة البغدادي المتوفى سنة 337 في (نقد الشعر) (ص 85 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: روي عنه عليه السلام من أنه عوذ الحسن والحسين عليهما السلام فقال: أعيذهما من السامة والهامة وكل عين لأمة. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد فكري الحسيني القاهري في (أحسن القصص) (ج 4 ص 202 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وكان صلى الله عليه وسلم يعوذهما بالكلمات الآتية - فذكر الحديث مثل ما تقدم. ومنهم الحافظ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي) (ج 6 ص 220 ط دار الفكر في بيروت) قال: قوله: (يقول أعيذكما) هذا بيان وتفسير لقوله يعوذ (بكلمات الله) قيل هي القرآن، وقيل أسماؤه وصفاته (التامة) قال الجزري: إنما وصف كلام بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس، وقيل

ص 209

معنى التمام ههنا أنها تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه انتهى (من كل شيطان وهامة) الهامة كل ذات سم يقتل والجمع الهوام، فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة كالعقرب والزنبور. وقد يقع الهوام على ما يدب من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات كذا في النهاية (ومن كل عين لأمة) أي من عين تصيب بسوء. قال في النهاية: اللهم طرف من الجنون يلم بالانسان أي يقرب منه ويعتريه، ومنه حديث الدعاء أعوذ بكلمات الله التامة، من شر كل سامة، ومن كل عين لأمة. أي ذات لمم، ولذلك لم يقول ملمة وأصلها من ألممت بالشئ ليزاوج قوله من شر كل سامة انتهى.

ص 210

مستدرك تزيين ركني الجنة بالحسن والحسين عليهما السلام

قد تقدم منا نقل ما يدل عليه في ج 10 ص 628 إلى ص 634 وج 19 ص 252 وص 253 عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 19 ط دار الفكر - بيروت) قال: وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة: يا رب أليس وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك؟ قال: ألم أزينك بالحسن والحسين؟ قال: فماست الجنة ميسا كما تميس العروس. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 8 ص 261 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة: يا رب وعدتني أن تزينني بركن من أركانك. قال: ألم أزينك بالحسن والحسين (طس) عن عقبة بن عامر.

ص 211

ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في (فهارس كتاب الموضوعات - لابن الجوزي) (ص 16 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال: إذا كان يوم القيامة قالت الجنة.. في فضل الحسن والحسين 1 / 405 وقال في ص 90: لما استقر أهل الجنة - الحديث. حديث آخر رواه جماعة منهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في (عيون الأخبار في مناقب الأخيار) (ص 55 نسخة مكتبة الواتيكان) قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، أنبأ محمد بن العباس بن حيويه، نبأ أبو عبد الله الحسين بن علي الدهان، نبأ الفصل بن يعقوب الجعفي، نبأ الحسن بن صابر الهاشمي، نبأ وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما خلق الله الفردوس قالت: يا رب زيني. قال: قد زينتك بالحسن والحسين رضي الله عنهما. ومنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في (المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين) (ج 1 ص 239 ط بيروت) قال: روي عن وكيع بن الجراح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما خلق الله (عز وجل) الفردوس قالت: رب زيني - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ص 212

ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في (فهارس كتاب الموضوعات - لابن جوزي (ص 90 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال: لما خلق الله عز وجل الفردوس.. في فضل الحسن والحسين 1 / 406 حديث آخر رواه جماعة فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في - جامع الأحاديث) (ج 4 ص 724 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قالت الجنة يا رب زينتني فأحسنت أركاني، فأوحى الله إليها: قد حشوت أركانك بالحسن والحسين والسعود من الأنصار، وعزتي وجلالي لا يدخلك مراء ولا بخيل (أبو موسى المدني عن عباس بن مربع الأزدي عن أبيه، وقال غريب).

ص 213

قول النبي (أما الحسن فله هيبتي وسؤددي وأما الحسين فله جودي)

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب العامة ج 10 ص 708 إلى 713 وج 19 ص 266 إلى ص 270 ومواضع أخرى من الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى: وفيه أحاديث: منها

حديث فاطمة عليها السلام

رواه جماعة من أعلامه العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) ((ص 76 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند سنة 1406) قال: عن جابر بن سمرة عن أم أيمن قالت: جاءت فاطمة بالحسن والحسين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله أنحلهما، فقال: نحلت هذا الكبير المهابة والحلم، ونحلت هذا الصغير المحبة والرضى (العسكري في الأمثال) وفيه ناصح

ص 214

المحلمي، قال ابن معين وغيره: ليس بثقة. ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) القسم الثاني ج 6 ص 446 ط دمشق) قالا: عن جابر بن سمرة، عن أم أيمن قالت: جائت - فذكر الحديث مثل ما تقدم متنا وسندا. ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 135 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال: وأقبلت فاطمة بالحسن والحسين وكان رسول الله صلى الله عليه وسل راقدا على فراشه، فقالت الزهراء: تورثهما يا رسول الله شيئا. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أما الحسن فله هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فله جرأتي وجودي. فقالت فاطمة: يا نبي الله انحلهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحلت هذا الكبير - يعني حسنا - المهابة والحلم، ونحلت هذا الصغير - يعني حسينا - المحبة والرضا. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 84 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: أما الحسن فله هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فله جودتي وجودي. [وقال] صلى الله عليه وسلم: أما الحسن فقد نحلته حلمي وهيبتي، وأما الحسين فقد نحلته نجدتي وجودي. عن فاطمة أمهما رضي الله عنها قالت: جئت مع الحسن والحسين إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، فقلت: يا أبت ورثهما شيئا، فقال:

ص 215

وقال في الهامش: رواه ابن عساكر وابن مندة هما يرفعه بسنده عن فاطمة. وروى مثله أيضا في ص 91 عن الطبراني عن فاطمة عليها السلام مرفوعا، وفيه (جرأتي) بدل: نجدتي. وأيضا روى عن ابن عساكر وابن مندة عنها عليها السلام مثله. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 وفي كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 55 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: أما حسن فله هيبتي وسؤددي، وأما حسين فله جرأتي وجودي (طب وابن مندة، كر، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها أتت بابنيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكواه الذي توفي فيه، فقالت: يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا. قال - فذكره. وقال أيضا في ص 75: عن زينب بنت أبي رافع عن فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أتت - فذكر الحديث مثل ما تقدم. وذكرا أيضا مثله في ص 45. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 21 ط دار الفكر - بيروت) قال: وعن زينب بنت أبي رافع قالت: رأيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم. وروى أيضا في ص 118 عن أبي رافع حديثا آخر في هذا المعنى وقال:

ص 216

وعن أبي رافع: أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحسن والحسين فقالت: ابناك وابناي انحلهما. قال: نعم، أما الحسن فقد نحلته حلمي وهيئتي، وأما الحسين فقد نحلته نجدتي وجودي. قالت: رضيت يا رسول الله ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (ج 6 ص 445 ط دمشق) قالا: عن زينب بنت أبي رافع، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أتت أباهما بالحسن والحسين في شكواه التي مات فيها فقالت: تورثهما يا رسول الله شيئا! فقال: أما الحسن فله هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فله جرأتي وجودي. (ابن مندة، طب، وأبو نعيم، كر، وسنده لين). ورويا أيضا في ج 9 ص 496 وص 503 مثل ما تقدم متنا وسندا. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 30 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند سنة 1406) قال: عن إبراهيم بن علي الرافعي، عن أبيه، عن جدته زينب بنت أبي رافع - فذكر الحديث مثل ما تقدم. وقال في آخره (ابن مندة، كر) إبراهيم قال (خ) فيه نظر. وذكرا أيضا مثله في ص 75، وقال في آخره (ابن مندة، طب وأبو نعيم، كر وسنده لين). وقال أيضا في ص 55:

ص 217

أما الحسن فقد نحلته حلمي وهيبتي، وأما الحسين فقد نحلته نجدتي وجودي (كر عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده) إن فاطمة أتت بابنيها فقالت: يا رسول الله أنحلهما، قال: نعم - فذكره. ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 22 ص 423 ط مطبعة الأمة في بغداد) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني يعقوب بن حميد بن كاسب، ثنا إبراهيم ابن حسن بن علي، عن أبيه، قال حدثتني زينب بنت أبي رافع، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنها أتت بالحسن والحسين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكواه الذي توفي فيه، فقالت: يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا. فقال - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن (جامع الأحاديث). ومنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي القاهري المتوفى سنة 1031 في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 101 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وأخرج الطبراني عن فاطمة بنت رسول الله أنها أتت بالحسن والحسين إليه في شكواه الذي توفي فيه، فقالت: يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا. قال: أما الحسن فله هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فله جودي وجرأتي، فإن ابتليتم فاصبروا فإن العاقبة للمتقين. ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 206 ط دار الجيل - بيروت) قال: عن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أتت بالحسن والحسين إلى رسول

ص 218

الله صلى الله عليه وسلم في شكواه التي توفي فيها - فذكر الحديث مثل ما تقدم. وقال في آخره [رواه الطبراني]. وروى أيضا في ص 231 مثله سندا ومصدرا، وليس فيهما: وإن ابتليتم فاصبروا فإن العاقبة المتقين. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم) (ص 229 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أتت بالحسن - فذكر الحديث مثل ما تقدم، وأيضا ليس في آخره: وإن ابتليتم فاصبروا فإن العاقبة للمتقين.

ص 219

مستدرك يبعث الحسن والحسين عليهما السلام يوم القيامة على ناقتين من نوق الجنة

قد تقدم نقل ما يدل عليه في ج 10 ص 632 إلى ص 634 وج 19 ص 256 عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامتان عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (ج 8 ص 27 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يبعث الله الأنبياء يوم القيامة على الدواب، ويبعث صالحا على ناقته كيما يوافى بالمؤمنين من أصحابه المحشر، ويبعث ابني فاطمة الحسن والحسين على ناقتين من نوق الجنة، وعلي بن أبي طالب على ناقتي وأنا على البراق، ويبعث بلالا على ناقة فينادي بالأذان وشاهده حقا حقا حتى إذا بلغ (أشهد أن محمدا رسول الله) شهد بها جميع الخلائق من المؤمنين الأولين والآخرين فقبلت ممن قبلته منه (طب) وأبو الشيخ (ك) وتعقب والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ص 220

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 44 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند سند 1406) روى الحديث الشريف مثل ما تقدم بعينه متنا وسندا.

ص 221

مستدرك إن الحسن والحسين وأبوهما في حظيرة القدس في قبلة بيضاء سقفها عرش الرحمن

قد تقدم نقل ذلك عن كتب أعيان العامة في ج 9 ص 195 وج 18 ص 422 وج 19 ص 290 ومواضع أخرى من الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 20 ط دار الفكر) قال: وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فاطمة وعليا والحسن والحسين في حظيرة القدس، في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن. ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في (التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزية الشريعة المرفوعة) (ص 17 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال: أنا وفاطمة وعلي والحسن والحسين في حظيرة القدس 1 / 416

ص 222

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 45 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند سنة 1406) فذكر الحديث مثل ما تقدم عن (مختصر تاريخ دمشق).

ص 223

نزول آية التطهير في الحسن والحسين وجدهما النبي وأبويهما الإمام علي بن أبي طالب وأم الحسنين فاطمة عليهم السلام

قد تقدم منا نقل ما يدل عليه عن كتب العامة في ج 2 ص 501 إلى 562 وج 3 ص 513 إلى 531 وج 9 ص 1 إلى ص 85 وج 14 ص 40 إلى ص 105 وج 18 ص 359 إلى ص 383 وج 24 ص 26 إلى ص 105، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق (1):

(هامش)

(1) قال الفاضل المعاصر موسى محمد علي في كتابه (حليم آل البيت الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه) ص 18 ط عالم الكتب - بيروت): فضل أهل البيت رضي الله عنهم يقول الله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). وأخرج الإمام أحمد في مسنده، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله عز وجل، حبل ممدود ما بين السماء والأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. المحبة توجب الإيثار، وتقديم مراد الحبيب على مراد المحب. فإذا كان الحق تعالى، يجب من العبد أن يحب لله وفي الله، فمن لم يؤثر محبوب الله على محبوب نفسه انسلخ من محبته لربه، ومن خلا من محبة الله وقع في الشق الآخر في خسرانه. وأهل البيت هم الذين يؤثرون بالمحبة فهم الذين نظروا إلى باطن الدنيا إذا نظر الناس إلى ظاهرها، واشتغلوا بآجلها إذا اشتغل الناس بعاجلها، فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم، = (*)

ص 224

(هامش)

= وتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم، ورأوا استكثار غيرهم منها استقلالا، ودركهم لها قوتا. أعداء ما سالم الناس من اللذة الفنية، وسلم ما عادى الناس من العفة والعدالة النادرة. بهم علم الكتاب، وبه علموا. وبهم قام الكتاب، وبه قاموا. لا يرون مرجوا فوق ما يروجون، ولا مخوفا لهم فوق ما يخافون لهم فوق ما يخافون. جلبت قلوبهم على محبته، وصفت نفوسهم بملازمة شريعته. لا يخشون إلا الله، ولا يرجون مأمولا من أحد سواه.. بالله ساروا وبه قاموا، وعلى هديه سلكوا، وبشرعه عملوا حتى صاروا نجوما في سماء الولاية، وقدوة حسنة في طريق الهداية. لا يدخرون عن الله شيئا في مقدورهم، ويؤثرونه على جميع الأشياء في جدهم واجتهادهم. ينفقون أبدانهم على الطاعات وفنون الأوراد والاجتهاد. وأموالهم في إفشاء الخيرات وابتغاء القربات بوجوه الصدقات. وقلوبهم في الطب، ودوام المراعاة لحقوق الله. وأرواحهم على صفاء المحبات والوفاء على عموم الحالات. وأسرارهم على المشاهدات في جميع الأوقات. ينتظرون إشارات المطالبات متشمرين للبدار والسعي، إلى دقيق المطالعات والقرب. ولقد كان من فضل الله تعالى على أوليائه أن أجرى سبحانه سنة معهم، أنه إذا ضعفت نياتهم، أو تناقصت إرادتهم، أو أشرفت قلوبهم على بعض فترة، أراهم سبحانه من الألطاف وفنون الكرامات، ما يقوي به أسباب عرفانهم، وتتأكد به حقائق يقينهم. ذلك أنه سبحانه لا يسلط عليهم إلا بمقدار ما يصدق إليه فرارهم، فإذا حق فرارهم إليه تعالى، أكرم لديه قرارهم، وإن ضعفت نيات فرارهم إليه أعطاهم من ألطافه مل يحقق يقينهم بالقرب منه. وبما أن رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عامة خالدة، فإن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وارثا علماء عارفين من آل بيته. ورثوا عن نبيهم العلم، والتقوى، فكانوا خلفاء عنه في الهداية، والدعوة إلى الله تعالى، = (*)

ص 225

(هامش)

= يقتبسون من نوره، ليضيئوا للإنسانية طريق الحق والرشاد. فمن أحبهم سرى إليه من حالهم الذي اقتبسوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ربط حبله بحبالهم، فقد اتصل بهم، ومن اتصل بهم، فقد استقى من نبع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. هؤلاء الوراث من آل البيت هم الذين ينقلون للناس الدين، ممثلا في سلوكهم، حيا في أحوالهم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك). هؤلاء الوراث من آل البيت صحبتهم ترياق مجرب، والبعد عنهم سم قاتل، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم. مرافقتهم هي العلاج الفعال لإصلاح النفوس، وتهذيب الأخلاق، وغرس العقيدة، لأن هذه الأمور: لا تنال إلا بالاقتداء والتأثر الروحي. والطريق العملي الموصل للتزكية النفسية والتحلي بالكمالات الخلقية، هو حب آل بيت والأولياء، الذين تشفى بملازمتهم، وحضور مجالسهم، من أمراضك القلبية، وعيوبك النفسية، وتتأثر شخصيتك بشخصيتهم، التي هي صورة عن الشخصية المثالية، شخصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن هنا يتبين خطأ من يظن أنه يستطيع بنفسه أن يعالج أمراضه القلبية، ويتخلص من علله النفسية، فقد ثبت أن الانسان لا يستطيع أن يطبب نفسه بنفسه، بل لا بد له من طبيب يكشف له عن خفايا علله، ويطلع على ما خفي عليه من دقائق مرضه. بيد أن الذين سقمت ضمائرهم، وضعفت في التحقيق بصائرهم، تسبق إلى قلوبهم مداراة الأعداء، خوفا من معاداتهم، وطمعا في المأمول من صحبتهم، ولو استيقنوا أنهم في أسر العجز، وذل الإعراض والنفي والطرد، لأملوا الموعود من كفاية الحق، والمعهود من جميل رعايته، ولكنهم حجبوا عن محل التوحيد، فتفرقوا في أودية الحسبان والظنون. لذلك اضطربوا وخلطوا، وتعسوا وحسبوا أنهم أحسنوا حتى اندرجوا في سلك الاعتراض والطرد، وسلكوا مسلك الهزيان والبعد، واستباحوا حرمة الأولياء ولاكوا بأضراسهم لحوم الأصفياء، ونسوا أو تناسوا أنهم بعقيدتهم هذه، وصنيعهم هذا عدوا = (*)

ص 226

(هامش)

= أنفسهم ممن قال الله تعالى فيهم: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلى خزي في الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون). ذلك: أن الله سبحانه وتعالى مدح وأثنى على أهل البيت والأولياء في القرآن الكريم، بقوله تعالى: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت). ويقول سبحانه (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ويقول تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون). ويقول سبحانه: (لهم ما يشاءون عند ربهم). ورسول الله صلى الله عليه وسلم، حث كثيرا على حبهم، ورغب أكثر في تقديرهم واحترامهم، كما أنذر ورهب من بغضهم، وخوف وتوعد من كراهتهم وعدم محبتهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، نذكر جملة من الأحاديث الشريفة، الثابتة الصحيحة، التي تبين لنا بوضوح واضح، مكانة آل البيت، وما لهم من فضل وولاء، وتقدير واحترام. أخرج الإمام البخاري في صحيحه، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بسنده، عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). وعن أبي بكر رضي الله عنه فيما أخرجه الإمام البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس، ارقبوا محمدا في أهل بيته). وأخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده، عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا بني عبد المطلب، إني سألت الله لكم ثلاثا). (أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم، وأن يعلم جاهلكم). = (*)

ص 227

(هامش)

= (وسألت الله: أن يجعلكم جوداء، نجداء، رحماء). وأخرج الطبراني في المعجم الكبير، وابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي بسنده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم)؟ (والذي نفسي بيده لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني). وعن واثلة رضي الله عنه فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إنك جعلت صلواتك، ورحمتك، ومغفرتك، ورضوانك، على إبراهيم وآل إبراهيم. اللهم إنهم مني وأنا منهم، فاجعل صلواتك، ورحمتك، ومغفرتك، ورضوانك، علي وعليهم) يعني عليا وفاطمة وحسنا وحسينا. وأخرج ابن عساكر، والحاكم في المستدرك، على شرط البخاري ومسلم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع بسنده: عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أتت بابنيها - الحسن والحسين رضي الله عنهما - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكواه الذي توفي فيه فقالت: (يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا)، قال: (أما الحسن فقد نحلته حلمي وهيئتي، وأما الحسين فقد نحلته نجدتي وجودي). وأخرج أبو يعلى بإسناد جيد عن أم سلمة قالت: (جاءت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم متوركة الحسن والحسين في يدها برمة للحسن فيها سخين حتى أتت بها النبي صلى الله عليه وسلم فلما وضعتها قدامه قال: أين أبو حسن؟ قالت: في البيت، فدعاه فجلس النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين، يأكلون. قالت أم سلمة وما سامني النبي صلى الله عليه وسلم، وما أكل طعاما وأنا عنده إلا سامنيه قبل ذلك اليوم، تعني سامني دعاني إليه، فلما فرغ التف عليهم بثوبه ثم قال: (اللهم عاد من عاداهم، ووال من والاهم). = (*)

ص 228

(هامش)

= وعن شداد بن عبد الله أبي عمار قال: دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا رضي الله عنه، فلما قاموا قال: ألا أخبركم بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى. قال: أتيت فاطمة رضي الله عنها، أسألها عن علي قالت: توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه حسن وحسين، فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى عليه وسلم، ومعه حسن وحسين، وأخذ كل واحد منهما بيد، حتى دخل، فأدنى عليا وفاطمة، وأجلس حسنا وحسينا، كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه أو كسائه ثم تلا هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق). أخرج الترمذي في سننه عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما). وأخرج الترمذي في سننه، والحاكم في المستدرك على شرط البخاري ومسلم، وأقره الذهبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي). وأخرج ابن عدي في الكامل، والديلمي في مسند الفردوس عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي). وأخرج الطبراني في المعجم الكبير، وأبو الشيخ، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي مرفوعا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهلي أحب إليه من أهله، وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته). وفيما أخرجه ابن ماجة في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنا نلقى قريشا وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه = (*)

ص 229

(هامش)

= وسلم فقال: (ما بال أقوام يتحدثون، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم؟ والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني. وفي رواية أخرى عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما بال أقوام إذا جلس إليهم أحد من أهل بيتي قطعوا حديثهم؟ والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتي]. وأخرج الطبراني في معجمه، والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من سره أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي). وأخرج الطبراني، وابن حبان في صحيحه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا: أن يثبت قائمكم، ويعلم جاهلكم، ويهدي ضالكم. وسألته أن يجعلكم جوداء، نجداء، رحماء. فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام، وصلى وصام، ثم مات وهو مبغض لآل بيت محمد صلى الله عليه وسلم، دخل النار). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى باب علي رضي الله عنه أربعين صباحا بعد ما دخل على فاطمة فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته: (اللهم ارض عنهم كما أنا عنهم راض). وعن علي أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط شملة فجلس عليها وهو وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمجامعه فعقد عليهم ثم قال: = (*)

ص 230

(هامش)

= (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وأخرج الإمام أحمد في مسند والبيهقي في السنن عن عائشة أنها قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه [مرط] مرحل من شعر أسود، فجلس فأتت فاطمة فأدخلها فيه، ثم جاء علي فأدخله فيه، ثم جاء حسن فأدخله فيه، ثم جاء حسين فأدخله فيه، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). وعن أم سلمة أنها قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما إذ قالت الخادم، إن عليا وفاطمة بالسدة. فقال لها: قومي فتنحي لي عن أهل بيتي؟ قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبا، فدخل علي وفاطمة، ومعهما الحسن والحسين، وهما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما، واعتنق عليا بإحدى يديه، وفاطمة باليد الأخرى، فقبل فاطمة وقبل عليا فأغدق عليهما خمصة سوداء فقال: (اللهم إليك لا إلى النار، اللهم إليك لا إلى النار، أنا وأهل بيتي). فقلت: وأنا يا رسول الله؟ فقال: وأنت. ورواه الحاكم مختصرا، وفيه أنه أرسل إلى حسن وحسين وعلي وفاطمة فانتزع كساءه عني فألقاه عليهم وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا). وروي بألفاظ متعددة، ففي لفظ لأبي يعلى أنه وضع يديه على الكساء فقال: (- اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد إنك حميد مجيد، قالت فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه وقال إنك على خير). وفي لفظ لأبي يعلى أنه قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا). وأخرج الحافظ العراقي عن عطية العوفي أنه سأل أبا سعيد الخدري عن قوله عز وجل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) الآية: فأخبره أنها أنزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي وفاطمة والحسن والحسين، = (*)

ص 231

(هامش)

= رضي الله عنهم. ويعلق قتادة رضي الله عنه على هذه الآية فيقول: هم أهل بيت طهرهم الله من السوء واختصهم برحمته. وحدث الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (نحن أهل بيت، طهرهم الله، من شجرة النبوة، وموضعا لرسالة، ومختلف الملائكة، وبيت الرحمة، معدن العلم). وأخرج الطبراني في المعجم الكبير عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: نبينا خير الأنبياء وهو أبوك. وشهيدنا خير الشهداء، وهو عم أبيك حمزة. ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء، وهو ابن عم أبيك جعفر. ومنا سبطا هذه الأمة: الحسن والحسين، وهما ابناك ومنا المهدي) ا ه‍. وأخرج الحافظ العراقي وأبو يعلى عن علي رضي الله عنه أنه قال: (خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة فباع علي درعا له وبعض ما باع من متاعه فبلغ أربعمائة وثمانين درهما، فأمره النبي أن يجعل ثلثيه في الطيب، وثلثه في الثياب، ومج في جرة من ماء، وأمرهم أن يغتسلوا به، وأمرها أن لا تسبقه برضاع ولدها، فسبقته برضاع الحسين، وأما الحسن فإنه صنع في فيه شيئا لا يدري ما هو، فكان أعلم الرجلين) ا ه‍. وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما، فيما أخرجه الطبراني في الأوسط، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله عز وجل، وهو يودنا، دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده، لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا). والقرآن الكريم - كما سبق أن ذكرنا - أوضح مكانة أهل البيت في كثير من آياته، والسنة الشريفة الصحيحة المطهرة كذلك عامرة بالكثير والكثير من الأحاديث التي تشيد بذكرى آل البيت، وبيان ما لهم من فضل، وما هم عليه من صفاء الروح وطهارة القلب وتزكية النفس، ويكفي أهل البيت شرفا وفخرا وتعظيما) أن جدهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، = ( *)

ص 232

(هامش)

= الذي اصطفاه الله لرسالته، وأرسله للعالمين رحمة، بل ويكفي آل البيت شرفا وتقديرا، أن الصلاة على جدهم صلى الله عليه وسلم، بها كمال الصلاة المفروضة وتمامها. ولقد أخذ الإمام الشافعي بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله، ولذلك قال رضي الله عنه، في هذا المعنى، مشيرا إلى وصفهم، ومنبها على ما خصهم الله تعالى به من رعاية فضلهم، ووجوب محبتهم، وتحريم بغضهم التحريم الغليظ بقوله: يا أهل بيت رسول الله حبكموا * فرض من الله في القرآن أنزله كفاكموا من عظيم الأجر أنكموا * من لم يصل عليكم لا صلاة له وحب آل البيت يتمثل خير ما يتمثل في إكرامهم في حياتهم) وبعد مماتهم، وإكرامهم على هذا النحو إن ما يكون بمحبتهم وتعظيمهم وتقديرهم واحترامهم، مع مراعاة الأدب معهم استجابة لأمر (رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحقيقا لدعوته إذ قال صلوات الله وسلامه عليه: (أولادي، أولادي إن أحسنوا فلأنفسهم، وإن أساءوا فالضمان علي). وبعد: فقد أخرج الترمذي، والطبراني في المعجم الكبير، وابن مردويه، وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قسم الخلق قسمين، فجعلني في خيرهما قسما، فذلك قوله: (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال). وأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين). ثم جعل القسمين أثلاثا، فجعلني من خيرها ثلثا فذلك قوله: (فأصحاب الميمنة * ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة * فالسابقون السابقون). فأنا من السابقين! وأنا خير السابقين. ثم جعل الأثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر. ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، فذلك قوله: = (*)

ص 233

وفيه أحاديث:

(هامش)

= (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب. وقال العلوي الجليل أبو الحسين زيد الشهير ابن سيد الساجدين علي بن الحسين عليه السلام في (الصفوة) (ص 9 نسخة مكتبة صنعاء في اليمن): ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فقد أعلمتم أن جهالا من الناس يزعمون أن الله إنما أراد بهذه الآية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فانظر في القرآن فإن جعل أهل الأنبياء أزواجهم في الكتاب الذي أنزل عليهم فصدقوه، وإن كان سمى للأنبياء أهل سوى أزواجهم فهذه الجهالة بأمر الله، أرأيت نوحا ولوطا عليهما السلام حيث أمر بترك امرأتيهما أليس قد كان أهلها سواهما؟ قال عز وجل لنوح (احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم) وقال (إن لوطا لمن المرسلين * إذ نجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين) وقال ليوسف صلى الله عليه وسلم (وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك)، أفترى أن آل يعقوب إلا النساء. ثم قال (سلام على آل ياسين) وقال لإسماعيل صلى الله عليه (وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة). وقال في الصفوة: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) وقال (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) أفترى أن الله تبارك وتعالى أراد بهذه الصفوة نساءهم؟ أم هي خاصة لأهل بيت النبوة؟ أم رأيت موسى صلى الله عليه حين يقول: (واجعل لي وزيرا من أهلي) أهله الذين سأل منهم الوزير أزواجه، أرأيت أن يقول لقوم صالح صلى الله عليه (قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون)، أليس يرى أن له أهلا وأن له ولدا دون قومه؟ وقال زكريا صلى الله عليه (واجعل لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا)، أفلا ترى أن للأنبياء بأولياء دون قومهم؟ وهل ترى ذلك كله في ذكر الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه أوتي أهلا، فما أهل الأنبياء بأعدائهم وما أعداء الأنبياء بأهليهم؟ فانظروا في أهل بيت نبيكم ومن كان أهل العداوة من قومه. (*)

ص 234

منها

حديث أم سلمة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 119 ط دار الفكر - بيروت) قال: وعن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهلي. وفي رواية: أهل بيتي. قال: فقلت يا رسول الله أما أنا من أهل البيت؟ قال: بلى إن شاء الله. قال شهر بن حوشب: أتيت أم سلمة أعزيها على الحسين فقالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على منامة له، فجاءته فاطمة بشيء فوضعته فقال: ادعي لي حسنا وحسينا وابن عمك عليا، فلما اجتمعوا عنده قال: اللهم هؤلاء خاصتي وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وعن أم سلمت قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندنا منكسا رأسه، فعملت له فاطمة خزيرة، فجاءت ومعها حسن وحسين، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أين زوجك؟ اذهبي فادعيه، فجاءت به فأكلوا، فأخذ كساء فأداره عليهم، فأمسك طرفه بيده اليسرى ثم رفع يده اليمنى إلى السماء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم، عدو لمن عاداكم.

ص 235

وعن عمرة بنت أفعى قالت: سمعت أم سلمة تقول: نزلت هذه الآية في بيتي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وفي البيت سبعة: جبريل وميكائيل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين. قالت: وأنا على باب البيت، فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: إنك على خير، إنك من أزوج النبي صلى الله عليه وسلم، وما قال: إنك من أهل البيت. وقال أيضا في ص 13 من المجلد المذكور: وعن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال لها: ادعي زوجك وابنيك. قالت فجاء علي وحسن وحسين، فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو على منامة له، على دكان تحته كساء خيبري، قالت: وأنا في الحجرة أصلي فأنزل الله عز وجل هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج بيده فألوى بها إلى السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: إنك إلى خير، إنك على خير. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المتوفى 660 في (بغية الطلب في تاريخ حلب) (ج 6 ص 2580 ط دمشق) قال: أخبرنا الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي الحسيني، قال: أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة، قال أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن الجلي، قال حدثنا أبو الحسن بن الطيوري الحلبي، قال حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن منصور بن سهل،

ص 236

قال حدثنا أبو يعقوب الوراق، قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال حدثنا أبو أحمد، قال حدثنا سفيان عن زبيد عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل عليا والحسن والحسين وفاطمة كساء وقال: هؤلاء أهل بيتي وحامتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنك إلى خير. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قال أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، قال أخبرنا أبو طالب العشاري، قال حدثنا أبو الحسين محمد ابن أحمد بن إسماعيل، بن سمعون - إملاء - قال: حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الصيرفي، قال حدثنا أبو أسامة الكلبي، قال حدثنا علي بن ثابت، قال حدثنا أسباط بن نصر، عن السدي، عن بلال بن مرداس، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخزيرة فوضعتها بين يديه، فقال: ادعي زوجك وابنيك، فدعتهم وطعموا وعليهم كساء خيبري، فجمع الكساء عليهم ثم قال: هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت أم سلمة: فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: إنك على خير وإلى خير. قال: وحدثنا محمد، قال حدثنا أبو أسامة، قال حدثنا علي بن ثابت، عن أبي إسرائيل، عن زبيد، عن شهر، عن أم سلمة مثل ذلك. أخبرنا أبو محمد بن الحسين الأندلسي، قال أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني، قال أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا أحمد بن مجاهد الأصبهاني، قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، قال حدثنا زافر بن سليمان، عن طعمة بن عمرو الجعفري، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، عن شهر بن حوشب قال: أتيت أم سلمة أعزيها على الحسين بن علي، فقالت: دخلت علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على منامة لنا فجاءته فاطمة

ص 237

رضوان الله عليها بشيء فوضعته، فقال: ادع لي حسنا وحسينا وابن عمك عليا، فلما اجتمعوا عنده قال: اللهم هؤلاء خامتي وأهل البيت فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قال الطبراني: لم يروه عن طعمه إلا زافر تفرد به عبد الله بن عمر بن مشكدانة. ومنهم العلامة أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن حسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي المشتهر بابن عساكر المتوفى 620 في (الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين) (ص 170 ط مكتبة التراث الإسلامي) قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد صدر الدين شيخ أبو القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي، والشيخ الإمام أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن الأمين، قالا: أنا أبو القاسم هبة [الله] بن الحصين، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، نا إسحاق بن ميمون الحربي، نا أبو غسان، نا فضيل عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن أم سلمة رضي الله عنهما قالت: نزلت هذه الآية في بيتي: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: إنك إلى خير، إنك من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت وأهل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين. ومنهم الفاضل المعاصر عبد الله الميثمي الأنصاري في (مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهم السلام لأحمد بن حنبل) (ص 4 ط مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت) قال: وأخرج الترمذي أيضا والحاكم وصححه عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية وأنا جالسة على بيت النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين فجللهم بكساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس

ص 238

وطهرهم تطهيرا. فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: إنك إلى خير (أنت من أزواج النبي) صلى الله عليه وسلم. ومنهم الفاضل المعاصر محمد إبراهيم سليم في (مشد المفسرين والمحدثين إلى ما ورد من التفاسير المصرح برفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم) (ص 103 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: وأخرج الترمذي وغيره عن عمرو بن أبي سلمة وابن جرير وغيره عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة وعليا وحسنا وحسينا لما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فجللهم بكساء وقال: والله هؤلاء أهل بيتي فأذهب الرجس وطهرهم تطهيرا. ومنها

حديث عبد الله بن جعفر

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر عبد الله الميثمي الأنصاري في (مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهم السلام لأحمد بن حنبل) (ص 4 ط مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت) قال: وأخرج الحاكم وصححه من حديث عبد الله بن جعفر قال: لما نظر رسول الله إلى الرحمة هابطة قال: ادعوا لي، ادعوا لي. فقالت صفية: من يا رسول الله؟ قال: أهل بيتي: عليا وفاطمة والحسن والحسين فجئ بهم، فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كساءه ثم رفع يديه فقال: اللهم هؤلاء آلي، فصل على محمد وعلى آل محمد. وأنزل الله عز وجل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

ص 239

ومنها

حديث واثلة بن الأسقع

رواه جماعة من أعلام القوم العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 29 ص 48 ط دار الفكر) قال: قال أبو عامر: جلست في حلقة بدمشق فيها واثلة بن الأسقع صابح النبي صلى الله عليه وسلم، فوقعوا، فوقعوا في علي يشتمونه وينتقصونه، حتى افترقت الحلقة جعلت أتوقع في علي، فقال لي واثلة: أرأيت عليا؟ قلت: لا. فقال: لم تقع فيه؟ قلت: لأني سمعت هؤلاء يقعون فيه. قال: أفلا أخبرك عن علي؟ قال: أتيت منزله فقرعت الباب فاستجابت لي فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: من ذا؟ قلت: واثلة. قالت: وما حاجتك؟ قلت: أردت أبا الحسن. قالت: ارقب، الساعة يأتيك. فقعدت. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على علي، فسلمنا فلما دخلا الدار دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بمرط، فأدخل رأسه تحته، وأدخل رأس فاطمة ورأس علي ورأس الحسن والحسين تحته، ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي - ثلاثا - ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فقلت - وأنا من خارج -: وأنا من أهلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنت من أهلي، والله ما أرجو غيرها. وقال أيضا في ص 234: إنه قعد في حلقة بدمشق - فذكر مثل ما تقدم باختلاف يسير في اللفظ، وفي آخره:

ص 240

قال: قلت يا رسول الله وأنا فاجعلني من أهلك. قال: وأنت. ومنها

حديث عائشة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر عبد الله الميثمي الأنصاري في (مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهم السلام لأحمد بن حنبل) (ص 4 ط مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت) قال: وأخرج مسلم عن عائشة قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرحل - من شعر - أسود فجاء الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنهم الفاضل الماصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في (آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم) (ص 229 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود. فجاء الحسن بن علي فأدخله. ثم جاء الحسين فدخل معه. ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنهم العلامة محمد بن عبد الوهاب في (المسائل الملخصة من فتاوى ابن تيمية) (ص 63 ط عالم الكتب في الرياض) قال: (80) حديث الكساء صحيح

ص 241

أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل أهل البيت من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. ولفظه: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل، من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها. ثم جاء علي فأدخله ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). المرط المرحل المراط كساء جمعه مروط والمرحل هو الموشى المنقوش عليه صور رحال الإبل. ومنها

حديث أبي سعيد الخدري

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في (بغية الطلب في تاريخ حلب) (ج 6 ص 2581 ط دمشق) قال: أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني - قراءة عليه وأنا أسمع - بدمشق، قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي - قراءة علينا من لفظه - قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر، قالا أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي ابن إبراهيم الحسيني، قال أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف، قال أخبرنا الحسن بن إسماعيل الضراب، قال أخبرنا أحمد بن مروان، قال حدثنا أبو يوسف القلوسي، قال حدثنا سلمان بن داود، قال حدثنا عمار بن محمد، قال حدثني سفيان الثوري، عن أبي الجحاف، عن أبي سعيد قال: نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) في خمسة، في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين.

ص 242

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 13 ط دار الفكر) قال: وعن أبي سعيد قال: نزلت هذه الآية في خمسة نفر، وسماهم: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين.

ص 243

حديث الحسن والحسين عليهما السلام فيمن اصطفاه الله تعالى

قد مر في مواضع من هذا الكتاب الشريف ما يدل عليه عن كتب أعيان العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 125 ط دار الفكر) قال: وعن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى اصطفى العرب من جميع الناس، واصطفى قريش من العرب، واصطفى بني هاشم من قريش، اصطفاني من قريش، واختارني في نفر من أهل بيتي: علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين.

ص 244

حديث الحسن والحسين عليهما السلام يحرم عليهما ما يحرم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

قد مضى في مواضع من الكتاب الشريف ما يدل عليه من كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: وعن البراء بن عازب قال: قال: النبي صلى الله عليه وسلم: الحسن أو الحسين هذا مني وأنا منه، وهو يحرم عليه ما يحرم علي.

ص 245

مستدرك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (خير شبابكم الحسن والحسين عليهما السلام)

قد تقدم منا نقل ما يدل عليه عن كتب أعيان العامة في ج 4 ص 257 وج 9 ص 258 وج 10 ص 114 و115 وج 18 ص 389 إلى ص 434، ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 12 ط دار الفكر) قال: وعن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: خير رجالكم علي بن أبي طالب وخير شبابكم الحسن والحسين، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد.

ص 246

مستدرك إن الحسن والحسين ثمرة الشجرة النبوية

قد تقدم نقل ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج 5 ص 265 وج 9 ص 149 و150 ومواضع أخرى من الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 12 ط دار الفكر) قال: وعن عبد الرحمن بن عوف أنه قال لا تسألوني قبل أن تشوب الأحاديث الأباطيل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا الشجرة وفاطمة أصلها أو فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها، فالشجرة أصلها في عدن والأصل والفرع واللقاح والورق والثمر في الجنة. وقال أيضا في ص 124: وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني وإلا فصمتا وهو يقول: أنا شجرة وفاطمة حملها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها والمحبون أهل البيت ورقها من الجنة حقا حقا.

ص 247

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في (بغية الطلب في تاريخ حلب) (ج 6 ص 2581 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو حامد محمد بن عبد الله الإسحاقي الحلبي بها، قال أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي الحلبي بها، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي بها، قال حدثني أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن الجلي الحلبي بها، قال حدثنا أبو الحسن ابن الطيوري الحلبي بها، قال حدثنا أبو القاسم بن منصور، قال حدثنا عمر بن سنان، قال حدثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي الأهوازي، قال حدثنا عبد الرزاق، عن أبيه، عن ميناء بن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف أنه قال: ألا تسألون قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا شجرة وفاطمة أصلها وفرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها - فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم عن عبد الرحمن بن عوف.

ص 248

قول النبي (الحسن والحسين سيفا العرش)

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 71 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري) قال: [قال] صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيفا العرش وليسا بمعلقين. قال في الهامش: رواه الطبراني يرفعه بسنده عن عقبة بن عامر مرفوعا (الصواعق).

ص 249

قول ابن عمر في الحسن والحسين عليهما السلام: (إنهما كانا يغران العلم غرا)

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 10 ص 648، نستدرك عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 126 ط دار الفكر) قال: وعن مجاهد قال: جاء رجل إلى الحسن والحسين فسألهما فقالا: إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لحاجة مجحفة، أو لحمالة مثقلة، أو دين فادح، فأعطياه. ثم أتى ابن عمر فأعطاه ولم يسأله عن شيء، فقال: أتيت ابن عمك فهما أصغر سنا منك فسألاني وقالا لي، وأنت لم تسألني عن شيء قال: ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما كانا يغران العلم غرا. ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن - ابن عساكر الشافعي الدمشقي في (تاريخ دمشق) (ج 3 ص 16 مخطوطة مكتبة جستربيتي) قال: عن مجاهد قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ص 250

حمل النبي أحد الحسنين وعلي عليه السلام الآخر قد مر ما يدل عليه في هذا الكتاب عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في (المعجم الكبير) (ج 22 ص 422 ط مطبعة الأمة بغداد) قال: حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، ثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن أبي فديك، حدثني موسى بن يعقوب، عن عون بن محمد، عن أمه أم جعفر، عن جدتها أسماء بنت عميس، عن فاطمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها يوما فقال: أين ابناي؟ يعني حسنا وحسينا. قالت: قلت أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق، فقال علي: اذهب بهما فإني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء. فذهب بهما إلى فلان اليهودي، فتوجه إليه النبي صلى الله عليه وسلم فوجدهما يلعبان في شربة بين أيديهما، فضل من تمر، فقال: يا علي ألا تقلب ابني قبل أن يشتد عليهما الحر. فقال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شيء، فلو جلست يا نبي الله حتى أجمع لفاطمة تمرات، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم حتى اجتمع لفاطمة شيء من تمر، فجعله في صرته ثم أقبل، فحمل النبي أحدهما وعلي الآخر حتى أقلبهما.

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج26)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب