ص 301
مستدرك اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي
قد تقدم نقل ما يدل على ذلك من أعلام
العامة في ج 9 ص 145 إلى 148 وج 18 ص 453 و454 و471 و472 ومواضع أخرى من هذا الكتاب
الشريف، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة المؤرخ
محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج
7 ص 12 ط دار الفكر) قال: وعن أم سلمة أنها قالت: بينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في بيتي يوما إذا قالت الخادم: إن عليا وفاطمة بالسدة. قالت: فقال لي: قومي
فتنحي لي عن أهل بيتي. قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبا، فدخل علي وفاطمة ومعهما
الحسن والحسين وهما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما. قالت:
واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى، فقبل فاطمة وقبل عليا، فأغدق عليهم
خميصة سوداء فقال: اللهم إليك لا إلى النار، أنا وأهل بيتي. قالت: فقلت: وأنا يا
رسول الله. فقال: وأنت.
ص 302
مستدرك مكتوب على باب الجنة (الحسن والحسين صفوة الله) 
قد تقدم منا نقل ذلك في ج 4
ص 130 و280 و282 و378 وج 9 ص 275، 268 وج 18 ص 407 ومواضع أخرى من هذا الكتاب
الشريف عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي
المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في كتابه (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب
والفضائل) (ص 76 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: ليلة عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على باب الجنة بالذهب (لا إله
إلا الله، محمد رسول الله، علي حبيب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة
الله). [رواه الديلمي - وحكم بعضهم بوضعه]. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عبد العزيز
الشناوي في (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 159 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال:
قال عبد الله بن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث بعين ما
تقدم.
ص 303
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ
دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 124 ط دار الفكر) قال: وعن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا (لا إله إلا
الله، محمد رسول الله، علي حب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على
باغضهم لعنة الله). أنكر الخطيب هذا الحديث بهذا الاسناد.
ص 304
حديث ترد أم الحسنين فاطمة الزهراء سلام الله عليها على المحشر وبيديها قميصا الحسن
والحسين عليهما السلام الملطخين بدمهما 
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم
العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الشافعي في (التبر المذاب) (ص 110 نسخة
مكتبتنا بقم) قال: وذكر صاحب كتاب (اللطائف): إذا كان يوم القيامة تجيئ فاطمة
وبيدها اليمنى الحسن وبيدها اليسرى الحسين عليهما السلام، وعلى كتفها الأيمن قميص
الحسن ملطخ بالسم وعلى الأيسر قميص الحسين عليهما السلام ملطخ بالدم، فتنادي وتقول:
رب احكم بيني وبين قاتلي ولدي. فيأمر الله الزبانية فيقول لهم خذوه فغلوه، فسيعلم
الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وما أحسن من قال: لا بد أن ترد القيامة فاطم *
وقميصها بدم الحسين ملطخ ويل لمن شفعاؤه خصماؤه * والصور في حر الخلائق ينفخ فالحسن
والحسين عليهما السلام كانا شمس دولة المصطفى، وقطب فلك المحبة والوفاء، ونجوم أفق
الشريعة وحبهما إلى الله ذريعة، وهما لؤلؤ صدف الألطاف، ومرجان الإيمان، وزهر رياض
الرسالة، وياسمين السلالة، ومسك التوحيد، ومجد أهل التمجيد، وكواكب الكرامة، وصدور
أهل القيامة، عجنت طينتهما من طينة
ص 305
صاحب قاب قوسين، واعتق من النار محب الحسن والحسين، نورهما أضوء من نور القمرين،
وهما زين الدارين، سلوة الرسول وسلالته وقرة عينه وقرابته، عليه وعليهم السلام.
ص 306
مستدرك إن الحسن والحسين عليهما السلام يسكنان في الوسيلة مع جدهما
وأبويهما عليهم السلام 
قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن كتب العامة في ج 9 ص 193 و194 و522 وج 18 ص
427 و428 و429 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى:
فمنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 126 ط
مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال: وذات ضحى جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحوله أصحابه في مسجده فقال: في الجنة درجة تدعى الوسيلة، فإذا سألتم الله فسلوا لي
الوسيلة. فتساءل أبو الحسن ونفر من الصحابة: يا رسول الله من يسكن معك فيها؟ قال
النبي عليه الصلاة والسلام: علي وفاطمة والحسن والحسين. ثم قام رسول الله صلى الله
عليه وسلم فدخل على ابنته الزهراء فقالت: يا أبه إن لنا لثلاثا ما طعمنا، وإن الحسن
والحسين قد اضطربا على علي من شدة الجوع ثم رقدا كأنهما فرخان. فأيقظ النبي عليه
الصلاة والسلام الحسن والحسين وأجلسهما على فخذيه وجعل أمهما بين يديه وعليا،
واعتنقهم جميعا ورفع رأسه إلى السماء وقال: هؤلاء أهل بيتي،
ص 307
اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فطابت نفس الزهراء لهذا الدعاء وأحست بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ببرده وسلامه.
ص 308
حديث إمساك ابن عباس بركاب دابة الحسنين عليهما السلام حين ركوبهما عليها ر 
واه
جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكره المشتهر بابن
منظور المتوفى سنة 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 21 ط دار الفكر)
قال: وعن مدرك أبي زياد قال: كنا في حيطان ابن عباس، فجاء ابن عباس وحسن وحسين،
فطافوا في البستان فنظروا، ثم جاؤوا إلى ساقية فجلسوا على شاطئها، فقال لي حسن: يا
مدرك عندك غداء؟ قلت: قد خبزنا. قال: ائت به. قال: فجئته بخبز وشيء من ملح جريش
وطاقتي بقل. فأكل ثم قال: يا مدرك ما أطيب هذا! ثم أتي بغدائه، وكان كثير الطعام
طيبه، فقال: يا مدرك، اجمع لي غلمان البستان. قال: فقدم إليهم فأكلوا ولم يأكل،
فقلت: ألا تأكل؟ فقال: ذاك عندي أشهى من هذا، ثم قاموا فتوضؤا، ثم قدمت دابة الحسن
فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه، ثم جئ بدابة الحسين فأمسك له ابن عباس
بالركاب وسوى عليه. فلما مضيا قلت: أنت أكبر منهما تمسك لهما وتسوي عليهما؟ فقال:
يا لكع أتدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ليس هذا مما
أنعم الله علي به أن أمسك لهما وأسوي عليهما؟
ص 309
وقال أيضا في ص 128: رأيت ابن عباس آخذا بركاب الحسن والحسين، فقيل له: أتأخذ
بركابهما وأنت أسن منهما؟ فقال: إن هذين ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ليس
من سعادتي أن آخذ بركابيهما؟ ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة
المولود 588 والمتوفى 660 في (بغية الطلب في تاريخ حلب) (ج 6 ص 2581 ط دمشق) قال:
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل، قال أخبرنا أبو القاسم بن بوش، قال أخبرنا أبو
العز بن كادش، قال أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، قال أخبرنا أبو الفرج
المعافى بن زكريا، قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي، قال حدثنا الغلابي، قال حدثنا
ابن عائشة، قال حدثنا حسن بن حسين الفزاري، قال حدثنا قطري الحساب، عن مدرك بن
عمارة قال: رأيت ابن عباس آخذا بركاب الحسن والحسين عليهما السلام - فذكر مثل ما
تقدم.
ص 310
نبذة من كرمهما عليهما السلام 
روى طرفا منها جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم
الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود
بها 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في كتابه (أحسن القصص) (ج 4 ص 204 ط دار الكتب
العلمية في بيروت) قال: روى أبو الحسن المدائني قال: خرج الحسن والحسين وعبد الله
بن جعفر رضي الله عنهم حجاجا إلى بيت الله الحرام، فلما كانوا ببعض الطريق جاعوا
وعطشوا وقد فاتتهم أثقالهم، فنظروا إلى خباء فقصدوه، فإذا فيه عجوز، فقالوا: هل من
شراب؟ فقالت: نعم، فأناخوا بها وليس عندها إلا شاة، فقالت: احلبوها واشربوا لبنها.
ففعلوا ذلك، وأقاموا عندها حتى أبردوا. فلما ارتحلوا من عندها قالوا لها: يا هذه
نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه، فإذا رجعنا سالمين فألمي بنا فإنا صانعون بك خيرا
إن شاء الله تعالى، ثم ارتحلوا وأقبل زوجها فأخبرته الخبر فغضب وقال: ويحك تذبحين
شاتنا لقوم لا نعرفهم ثم تقولين نفر من قريش. ثم بعد زمن طويل أصابت المرأة وزوجها
الفاقة، فاضطرتهم الحاجة إلى دخول المدينة، فدخلاها يلتقطان البعر، فمرت العجوز في
بعض سكك المدينة ومعها مكتلها تلتقط فيه البعر والحسن رضي الله عنه جالس على باب
داره، فنظر إليها فعرفها، فناداها وقال لها: يا أمة الله هل تعرفينني؟ فقالت: لا.
فقال: أنا أحد ضيوفك يوم كذا سنة كذا في المنزل الفلاني. فقالت: بأبي أنت وأمي لست
أعرفك. قال: فإن لم تعرفيني فأنا
ص 311
أعرفك. فأمر غلامه فاشترى لها من غنم الصدقة ألف شاة وأعطاها ألف دينار، وبعث بها
مع غلامه إلى أخيه الحسين رضي الله عنه، فلما دخل بها الغلام على أخيه الحسين عرفها
وقال: بكم وصلها أخي الحسن؟ فأخبره الغلام، فأمر لها بمثل ذلك. ثم بعث بها الغلام
إلى عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، فلما دخلت عليه عرفها وأخبره الغلام بما فعل
معها الحسن والحسين رضي الله عنهما، فقال: والله لو بدأت بي لأتعبتهما، وأمر لها
بألفي شاة وألفي دينار، فرجعت وهي من أغنى الناس.
ص 312
حديث إرشادهما الرجل الذي لم يحسن الوضوء بكمال الأدب الخاص لهما عليهما السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن
الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليه السلام القاهري المصري المولود سنة
1296 والمتوفى سنة 1372 بالقاهرة في كتابه (السمير المهذب) (ج 1 ص 55 ط دار الكتب
العلمية في بيروت سنة 1399) قال: كان سيدنا الحسن وسيدنا الحسين رضي الله عنهما على
جانب عظيم من الأدب وحسن الذوق، بدليل أنهما كانا سائرين في الطريق فمرا على رجل
يتوضأ ولكنه لم يحسن الوضوء، لأنه لم يغسل وجهه تماما، ولم يحسن غسل يديه كلتيهما،
وترك بعض رجليه بدون غسل، فلما رأى الحسن والحسين ذلك من الرجل أراد إرشاده إلى
خطئه في الوضوء، وكان الرجل أكبر منهما سنا، فخافا إذا هما قالا له: أعد الوضوء، أو
إن وضوءك غير صحيح، أو أنت لا تعرف الوضوء، أن يخجل الرجل ويغضب من كلامهما، ففكرا
في حيلة يعملانها لإرشاده بدون أن يحصل له أدنى خجل في ذلك، فتقدم إليه أحدهما وقال
له: أيها الشيخ الكبير إن أخي هذا يظن أنه يحسن الوضوء أكثر مني، فنسألك أن تنظر
إلى كل منا وهو يتوضأ ثم تشهد لمن يحسن الوضوء منا. فتوضأ
ص 313
كل منهما والرجل ينظر إليهما، فرأى أن كل واحد منهما يحسن الوضوء جيدا، وفهم أنه هو
الذي لا يحسن الوضوء ويقصدان إرشاده. فقال لهما: إني أشكر لكما حسن إرشادكما وكمال
أدبكما، وأعترف بأني أنا الذي لا أحسن الوضوء، وقد تعلمت منكما الآن كيف أتوضأ،
وهأنذا أعيد الوضوء أمامكما. (الدروس التهذيبية).
ص 314
مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحسنين عليهما
السلام: 
(إنهما خير
الناس أبا وأما وجدا وجدة وخالا وخالة وعما وعمة وهم جميعا في الجنة) 
قد تقدم منا
نقل ما يدل عليه في ج 5 ص 18 وج 9 ص 181 و188 و189 وج 11 ص 281 وج 18 ص 400 و401
و402 و425 وج 19 ص 290 ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف عن كتب أعلام العامة،
ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن
مكره المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 7 ص 20 ط دار الفكر
- دمشق) قال: وعن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر، فلما
كان في الرابعة أقبل الحسن والحسين حتى ركبا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما سلم وضعهما بين يديه، وأقبل الحسن فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن
على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر، ثم قال: أيها الناس، ألا أخبركم بخير
الناس جدا وجدة؟ ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة؟ ألا أخبركم بخير الناس خالا
وخالة؟ ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما؟ الحسن والحسين، جدهما رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وجدتهما خديجة بنت خويلد،
ص 315
وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوهما علي بن أبي طالب، وعمهما
جعفر بن أبي طالب، وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب، وخالهما القاسم بن رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وخالاتهما: زينب ورقية وأم كلثوم، بنات رسول الله صلى الله عليه
وسلم، جدهما في الجنة، وجدتهما في الجنة، وأبوهما في الجنة وأمهما في الجنة، وعمهما
في الجنة، وعمتهما في الجنة، وخالهما في الجنة، وخالاتهما في الجنة، وهما في الجنة،
ومن أحبهما في الجنة. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في
(جامع الأحاديث) (ج 3 ص 774 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا
أخبركم بخير الناس جدا وجدة؟ - فذكرا مثل ما تقدم باختلاف يسير. ثم قالا (طب) وابن
عساكر عن ابن عباس. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر
بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام)
(ص 56 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: أيها الناس ألا أخبركم بخير
الناس خالا وخالة، ألا أخبركم - فذكر مثل ما تقدم وقال في آخره (طب، وابن عساكر عن
ابن عباس). ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في (توضيح
الدلائل) (ج 2 ص 191 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: وقال الزرندي
رحمه الله تعالى: روى إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس قال: سمعت أبي
يوما يحدث أنهم كانوا عند هارون الرشيد أمير المؤمنين، فقال: حدثني أمير المؤمنين
المهدي، عن أمير المؤمنين منصور، أنه حدثه عن أبيه، عن
ص 316
جده، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: أنه كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله
عليه وآله وبارك وسلم فقال: ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة - فذكر الحديث إلى
آخره، ولفظه كما مر) ومن أحبهما في الجنة، ومن أبغضهما في النار). قال الراوي: وقال
هارون الرشيد: يحدثنا وعينه تدمع، وخنقته العبرة. ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز
الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 161 ط مكتبة التراث الإسلامي -
القاهرة) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس
خالا وخالة؟ ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة؟ ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما؟
الحسن والحسين.. جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدتهما خديجة بنت خويلد
وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوهما علي بن أبي طالب وعمهما
جعفر وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب وخالهما القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وخالاتهما رقية وزينب وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدهما في الجنة
وأبوهما في الجنة وأمهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وهما في الجنة
ومن أحبهما في الجنة ومن أغضبهما في النار. ثم أردف صلى الله عليه وسلم: إن الله
جعل ذرية كل نبي في صلبه خاصة وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب. كلمات القوم
ذكرها جماعة في كتبهم فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكره المشتهر بابن منظور
المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق) لابن عساكر (ج 7 ص 22 ط دار الفكر) قال: قال أبو
الحسن المدائني: قال معاوية وعنده عمرو بن العاص وجماعة من الأشراف
ص 317
من أكرم الناس أبا وأما وجدا وجدة وخالا وخالة وعما وعمة؟ فقام النعمان بن العجلان
الزرقي، فأخذ بيد الحسن فقال: هذا، أبوه علي، وأمه فاطمة، وجده رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وجدته خديجة، وعمه جعفر، وعمته أم هانئ بنت أبي طالب، وخاله القاسم،
وخالته زينب، فقال عمرو بن العاص: أحب بني هاشم دعاك إلى ما عملت؟ قال ابن العجلان:
يا بن العاص أما علمت أنه من التمس رضا مخلوق بسخط الخالق حرمه الله أمنيته وختم له
بالشقاء في آخر عمره؟ بنو هاشم أنضر قريش عودا، وأقعدها سلفا، وأفضلها أحلاما.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلي الحنفي ابن المولوي محب الله
السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه (وسيلة النجاة) (ص 269 مطبعة گلشن فيض الكائنة
في لكهنو) قال: عن ابن عباس أنه قال: لما فتح الله تعالى المدائن على أصحاب رسول
الله في أيام عمر، فأمر بالنطاع فبسطت في مسجد رسول الله وأمرنا بالأموال فأفرغت
عليها، ثم اجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأول من بدر إليه الحسن بن
علي فقال: يا أمير المؤمنين أعطني حقي مما فتح الله تعالى على المسلمين. فقال:
بالرحب والكرامة، فأمر له بألف درهم، ثم انصرف فبدر إليه ابنه عبد الله بن عمر
فقال: يا أمير المؤمنين اعطني حقي مما فتح الله تعالى على المسلمين. فقال: بالرحب
والكرامة، فأمر له بخمسمائة درهم، فقال: يا أمير المؤمنين أنا رجل مشيد كنت أضرب
بالسيف بين يدي رسول الله والحسن والحسين طفلان يدرجان في سكك المدينة تعطيهم ألفا
ألفا وتعطيني خمسمائة درهم. فقال: اذهب فائتني بأب كأبيهما وأم كأمهما وجد كجدهما
وجدة كجدتهما وعم كعمهما وخال كخالهما، فإنك لا تأتيني بهم، أما أبوهما فعلي
المرتضى، وأمهما فاطمة الزهراء، وجدهما محمد المصطفى، وجدتهما الخديجة