الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج26)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 301

مستدرك اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي

قد تقدم نقل ما يدل على ذلك من أعلام العامة في ج 9 ص 145 إلى 148 وج 18 ص 453 و454 و471 و472 ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 12 ط دار الفكر) قال: وعن أم سلمة أنها قالت: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما إذا قالت الخادم: إن عليا وفاطمة بالسدة. قالت: فقال لي: قومي فتنحي لي عن أهل بيتي. قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبا، فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما. قالت: واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى، فقبل فاطمة وقبل عليا، فأغدق عليهم خميصة سوداء فقال: اللهم إليك لا إلى النار، أنا وأهل بيتي. قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله. فقال: وأنت.

ص 302

مستدرك مكتوب على باب الجنة (الحسن والحسين صفوة الله)

قد تقدم منا نقل ذلك في ج 4 ص 130 و280 و282 و378 وج 9 ص 275، 268 وج 18 ص 407 ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في كتابه (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 76 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليلة عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على باب الجنة بالذهب (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حبيب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله). [رواه الديلمي - وحكم بعضهم بوضعه]. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عبد العزيز الشناوي في (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 159 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال: قال عبد الله بن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث بعين ما تقدم.

ص 303

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 124 ط دار الفكر) قال: وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضهم لعنة الله). أنكر الخطيب هذا الحديث بهذا الاسناد.

ص 304

حديث ترد أم الحسنين فاطمة الزهراء سلام الله عليها على المحشر وبيديها قميصا الحسن والحسين عليهما السلام الملطخين بدمهما

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الشافعي في (التبر المذاب) (ص 110 نسخة مكتبتنا بقم) قال: وذكر صاحب كتاب (اللطائف): إذا كان يوم القيامة تجيئ فاطمة وبيدها اليمنى الحسن وبيدها اليسرى الحسين عليهما السلام، وعلى كتفها الأيمن قميص الحسن ملطخ بالسم وعلى الأيسر قميص الحسين عليهما السلام ملطخ بالدم، فتنادي وتقول: رب احكم بيني وبين قاتلي ولدي. فيأمر الله الزبانية فيقول لهم خذوه فغلوه، فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وما أحسن من قال: لا بد أن ترد القيامة فاطم * وقميصها بدم الحسين ملطخ ويل لمن شفعاؤه خصماؤه * والصور في حر الخلائق ينفخ فالحسن والحسين عليهما السلام كانا شمس دولة المصطفى، وقطب فلك المحبة والوفاء، ونجوم أفق الشريعة وحبهما إلى الله ذريعة، وهما لؤلؤ صدف الألطاف، ومرجان الإيمان، وزهر رياض الرسالة، وياسمين السلالة، ومسك التوحيد، ومجد أهل التمجيد، وكواكب الكرامة، وصدور أهل القيامة، عجنت طينتهما من طينة

ص 305

صاحب قاب قوسين، واعتق من النار محب الحسن والحسين، نورهما أضوء من نور القمرين، وهما زين الدارين، سلوة الرسول وسلالته وقرة عينه وقرابته، عليه وعليهم السلام.

ص 306

مستدرك إن الحسن والحسين عليهما السلام يسكنان في الوسيلة مع جدهما وأبويهما عليهم السلام

قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن كتب العامة في ج 9 ص 193 و194 و522 وج 18 ص 427 و428 و429 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 126 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال: وذات ضحى جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله أصحابه في مسجده فقال: في الجنة درجة تدعى الوسيلة، فإذا سألتم الله فسلوا لي الوسيلة. فتساءل أبو الحسن ونفر من الصحابة: يا رسول الله من يسكن معك فيها؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام: علي وفاطمة والحسن والحسين. ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته الزهراء فقالت: يا أبه إن لنا لثلاثا ما طعمنا، وإن الحسن والحسين قد اضطربا على علي من شدة الجوع ثم رقدا كأنهما فرخان. فأيقظ النبي عليه الصلاة والسلام الحسن والحسين وأجلسهما على فخذيه وجعل أمهما بين يديه وعليا، واعتنقهم جميعا ورفع رأسه إلى السماء وقال: هؤلاء أهل بيتي،

ص 307

اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فطابت نفس الزهراء لهذا الدعاء وأحست بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ببرده وسلامه.

ص 308

حديث إمساك ابن عباس بركاب دابة الحسنين عليهما السلام حين ركوبهما عليها ر

واه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكره المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 21 ط دار الفكر) قال: وعن مدرك أبي زياد قال: كنا في حيطان ابن عباس، فجاء ابن عباس وحسن وحسين، فطافوا في البستان فنظروا، ثم جاؤوا إلى ساقية فجلسوا على شاطئها، فقال لي حسن: يا مدرك عندك غداء؟ قلت: قد خبزنا. قال: ائت به. قال: فجئته بخبز وشيء من ملح جريش وطاقتي بقل. فأكل ثم قال: يا مدرك ما أطيب هذا! ثم أتي بغدائه، وكان كثير الطعام طيبه، فقال: يا مدرك، اجمع لي غلمان البستان. قال: فقدم إليهم فأكلوا ولم يأكل، فقلت: ألا تأكل؟ فقال: ذاك عندي أشهى من هذا، ثم قاموا فتوضؤا، ثم قدمت دابة الحسن فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه، ثم جئ بدابة الحسين فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه. فلما مضيا قلت: أنت أكبر منهما تمسك لهما وتسوي عليهما؟ فقال: يا لكع أتدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ليس هذا مما أنعم الله علي به أن أمسك لهما وأسوي عليهما؟

ص 309

وقال أيضا في ص 128: رأيت ابن عباس آخذا بركاب الحسن والحسين، فقيل له: أتأخذ بركابهما وأنت أسن منهما؟ فقال: إن هذين ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ليس من سعادتي أن آخذ بركابيهما؟ ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في (بغية الطلب في تاريخ حلب) (ج 6 ص 2581 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل، قال أخبرنا أبو القاسم بن بوش، قال أخبرنا أبو العز بن كادش، قال أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، قال أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا، قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي، قال حدثنا الغلابي، قال حدثنا ابن عائشة، قال حدثنا حسن بن حسين الفزاري، قال حدثنا قطري الحساب، عن مدرك بن عمارة قال: رأيت ابن عباس آخذا بركاب الحسن والحسين عليهما السلام - فذكر مثل ما تقدم.

ص 310

نبذة من كرمهما عليهما السلام

روى طرفا منها جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في كتابه (أحسن القصص) (ج 4 ص 204 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: روى أبو الحسن المدائني قال: خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم حجاجا إلى بيت الله الحرام، فلما كانوا ببعض الطريق جاعوا وعطشوا وقد فاتتهم أثقالهم، فنظروا إلى خباء فقصدوه، فإذا فيه عجوز، فقالوا: هل من شراب؟ فقالت: نعم، فأناخوا بها وليس عندها إلا شاة، فقالت: احلبوها واشربوا لبنها. ففعلوا ذلك، وأقاموا عندها حتى أبردوا. فلما ارتحلوا من عندها قالوا لها: يا هذه نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه، فإذا رجعنا سالمين فألمي بنا فإنا صانعون بك خيرا إن شاء الله تعالى، ثم ارتحلوا وأقبل زوجها فأخبرته الخبر فغضب وقال: ويحك تذبحين شاتنا لقوم لا نعرفهم ثم تقولين نفر من قريش. ثم بعد زمن طويل أصابت المرأة وزوجها الفاقة، فاضطرتهم الحاجة إلى دخول المدينة، فدخلاها يلتقطان البعر، فمرت العجوز في بعض سكك المدينة ومعها مكتلها تلتقط فيه البعر والحسن رضي الله عنه جالس على باب داره، فنظر إليها فعرفها، فناداها وقال لها: يا أمة الله هل تعرفينني؟ فقالت: لا. فقال: أنا أحد ضيوفك يوم كذا سنة كذا في المنزل الفلاني. فقالت: بأبي أنت وأمي لست أعرفك. قال: فإن لم تعرفيني فأنا

ص 311

أعرفك. فأمر غلامه فاشترى لها من غنم الصدقة ألف شاة وأعطاها ألف دينار، وبعث بها مع غلامه إلى أخيه الحسين رضي الله عنه، فلما دخل بها الغلام على أخيه الحسين عرفها وقال: بكم وصلها أخي الحسن؟ فأخبره الغلام، فأمر لها بمثل ذلك. ثم بعث بها الغلام إلى عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، فلما دخلت عليه عرفها وأخبره الغلام بما فعل معها الحسن والحسين رضي الله عنهما، فقال: والله لو بدأت بي لأتعبتهما، وأمر لها بألفي شاة وألفي دينار، فرجعت وهي من أغنى الناس.

ص 312

حديث إرشادهما الرجل الذي لم يحسن الوضوء بكمال الأدب الخاص لهما عليهما السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليه السلام القاهري المصري المولود سنة 1296 والمتوفى سنة 1372 بالقاهرة في كتابه (السمير المهذب) (ج 1 ص 55 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1399) قال: كان سيدنا الحسن وسيدنا الحسين رضي الله عنهما على جانب عظيم من الأدب وحسن الذوق، بدليل أنهما كانا سائرين في الطريق فمرا على رجل يتوضأ ولكنه لم يحسن الوضوء، لأنه لم يغسل وجهه تماما، ولم يحسن غسل يديه كلتيهما، وترك بعض رجليه بدون غسل، فلما رأى الحسن والحسين ذلك من الرجل أراد إرشاده إلى خطئه في الوضوء، وكان الرجل أكبر منهما سنا، فخافا إذا هما قالا له: أعد الوضوء، أو إن وضوءك غير صحيح، أو أنت لا تعرف الوضوء، أن يخجل الرجل ويغضب من كلامهما، ففكرا في حيلة يعملانها لإرشاده بدون أن يحصل له أدنى خجل في ذلك، فتقدم إليه أحدهما وقال له: أيها الشيخ الكبير إن أخي هذا يظن أنه يحسن الوضوء أكثر مني، فنسألك أن تنظر إلى كل منا وهو يتوضأ ثم تشهد لمن يحسن الوضوء منا. فتوضأ

ص 313

كل منهما والرجل ينظر إليهما، فرأى أن كل واحد منهما يحسن الوضوء جيدا، وفهم أنه هو الذي لا يحسن الوضوء ويقصدان إرشاده. فقال لهما: إني أشكر لكما حسن إرشادكما وكمال أدبكما، وأعترف بأني أنا الذي لا أحسن الوضوء، وقد تعلمت منكما الآن كيف أتوضأ، وهأنذا أعيد الوضوء أمامكما. (الدروس التهذيبية).

ص 314

مستدرك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحسنين عليهما السلام:

(إنهما خير الناس أبا وأما وجدا وجدة وخالا وخالة وعما وعمة وهم جميعا في الجنة)

قد تقدم منا نقل ما يدل عليه في ج 5 ص 18 وج 9 ص 181 و188 و189 وج 11 ص 281 وج 18 ص 400 و401 و402 و425 وج 19 ص 290 ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكره المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 7 ص 20 ط دار الفكر - دمشق) قال: وعن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر، فلما كان في الرابعة أقبل الحسن والحسين حتى ركبا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سلم وضعهما بين يديه، وأقبل الحسن فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر، ثم قال: أيها الناس، ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة؟ ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة؟ ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة؟ ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما؟ الحسن والحسين، جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدتهما خديجة بنت خويلد،

ص 315

وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوهما علي بن أبي طالب، وعمهما جعفر بن أبي طالب، وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب، وخالهما القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخالاتهما: زينب ورقية وأم كلثوم، بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، جدهما في الجنة، وجدتهما في الجنة، وأبوهما في الجنة وأمهما في الجنة، وعمهما في الجنة، وعمتهما في الجنة، وخالهما في الجنة، وخالاتهما في الجنة، وهما في الجنة، ومن أحبهما في الجنة. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في (جامع الأحاديث) (ج 3 ص 774 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة؟ - فذكرا مثل ما تقدم باختلاف يسير. ثم قالا (طب) وابن عساكر عن ابن عباس. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 56 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة، ألا أخبركم - فذكر مثل ما تقدم وقال في آخره (طب، وابن عساكر عن ابن عباس). ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في (توضيح الدلائل) (ج 2 ص 191 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة الملي بفارس) قال: وقال الزرندي رحمه الله تعالى: روى إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس قال: سمعت أبي يوما يحدث أنهم كانوا عند هارون الرشيد أمير المؤمنين، فقال: حدثني أمير المؤمنين المهدي، عن أمير المؤمنين منصور، أنه حدثه عن أبيه، عن

ص 316

جده، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: أنه كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم فقال: ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة - فذكر الحديث إلى آخره، ولفظه كما مر) ومن أحبهما في الجنة، ومن أبغضهما في النار). قال الراوي: وقال هارون الرشيد: يحدثنا وعينه تدمع، وخنقته العبرة. ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 161 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة؟ ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة؟ ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما؟ الحسن والحسين.. جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدتهما خديجة بنت خويلد وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوهما علي بن أبي طالب وعمهما جعفر وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب وخالهما القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالاتهما رقية وزينب وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدهما في الجنة وأبوهما في الجنة وأمهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وهما في الجنة ومن أحبهما في الجنة ومن أغضبهما في النار. ثم أردف صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه خاصة وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب. كلمات القوم ذكرها جماعة في كتبهم فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكره المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق) لابن عساكر (ج 7 ص 22 ط دار الفكر) قال: قال أبو الحسن المدائني: قال معاوية وعنده عمرو بن العاص وجماعة من الأشراف

ص 317

من أكرم الناس أبا وأما وجدا وجدة وخالا وخالة وعما وعمة؟ فقام النعمان بن العجلان الزرقي، فأخذ بيد الحسن فقال: هذا، أبوه علي، وأمه فاطمة، وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدته خديجة، وعمه جعفر، وعمته أم هانئ بنت أبي طالب، وخاله القاسم، وخالته زينب، فقال عمرو بن العاص: أحب بني هاشم دعاك إلى ما عملت؟ قال ابن العجلان: يا بن العاص أما علمت أنه من التمس رضا مخلوق بسخط الخالق حرمه الله أمنيته وختم له بالشقاء في آخر عمره؟ بنو هاشم أنضر قريش عودا، وأقعدها سلفا، وأفضلها أحلاما. ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلي الحنفي ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه (وسيلة النجاة) (ص 269 مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال: عن ابن عباس أنه قال: لما فتح الله تعالى المدائن على أصحاب رسول الله في أيام عمر، فأمر بالنطاع فبسطت في مسجد رسول الله وأمرنا بالأموال فأفرغت عليها، ثم اجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأول من بدر إليه الحسن بن علي فقال: يا أمير المؤمنين أعطني حقي مما فتح الله تعالى على المسلمين. فقال: بالرحب والكرامة، فأمر له بألف درهم، ثم انصرف فبدر إليه ابنه عبد الله بن عمر فقال: يا أمير المؤمنين اعطني حقي مما فتح الله تعالى على المسلمين. فقال: بالرحب والكرامة، فأمر له بخمسمائة درهم، فقال: يا أمير المؤمنين أنا رجل مشيد كنت أضرب بالسيف بين يدي رسول الله والحسن والحسين طفلان يدرجان في سكك المدينة تعطيهم ألفا ألفا وتعطيني خمسمائة درهم. فقال: اذهب فائتني بأب كأبيهما وأم كأمهما وجد كجدهما وجدة كجدتهما وعم كعمهما وخال كخالهما، فإنك لا تأتيني بهم، أما أبوهما فعلي المرتضى، وأمهما فاطمة الزهراء، وجدهما محمد المصطفى، وجدتهما الخديجة

ص 318

الكبرى، وعمهما جعفر بن أبي طالب، وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب، وخالهما إبراهيم بن رسول الله، وخالتهما رقية وأم كلثوم بنتا رسول الله ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في كتابه (أحسن القصص) (ج 4 ص 221 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: قال ابن عباس: كان عمر بن الخطاب يحب الحسن والحسين ويقدمهما على ولده، ولقد قسم يوما - فذكر مثل ما تقدم عن (وسيلة النجاة) باختلاف يسير في اللفظ والتقدم والتأخر. ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في (التبر المذاب) (ص 70 نسخة مكتبتنا بقم) قال: وقال عكرمة: حدثني ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب - فذكر مثل ما تقدم.

ص 319

مستدرك إن الحسن والحسين عليهما السلام كانا أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن الحسن كان أشبه بالنبي من الرأس إلى الصدر والحسين فيما أسفل من ذلك

قد تقدم منا نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 10 ص 534 إلى ص 543 وج 19 ص 189 إلى ص 191 ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند علي بن أبي طالب) (ج 1 ص 174 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند) قال: عن علي رضي الله عنه قال: الحسن أشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك (ط، حم، ت، وقال حسن غريب حب، والدولابي في الذرية الطاهرة، ق: في الدلائل، ض).

ص 320

ومنهم العلامة أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري في (الذرية الطاهرة المطهرة) (ص 87 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة السليمانية باستانبول) قال: أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو بشر، حدثنا محمد بن إبراهيم، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، قال حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هاني بن هاني، عن علي رضي الله عنه قال - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في (الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان) (ج 9 ص 60 ط بيروت) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا شبابة، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هاني بن هاني، عن علي عليه السلام - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 117 ط دار الفكر) قال: وعن علي بن أبي طالب قال: كان الحسن بن علي أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم من شعر رأسه إلى سرته، وكان الحسين بن علي أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم من لدن قدميه إلى سرته، اقتسما شبهه. ومنهم العلامة علي بن الحسين ابن عساكر الدمشقي الشافعي في (تاريخ مدينة دمشق) ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص 28 ط بيروت) قال: أخبرناه أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن مندويه، أنبأنا علي بن محمد بن أحمد الحسناباذي، أنبأنا أحمد بن محمد بن الصلت، أنبأنا ابن عقدة، أنبأنا عبد الواحد بن

ص 321

حماد بن عبد الحارث، أنبأنا مغيث بن بديل، أنبأنا خارجة بن مصعب، عن أبي إسحاق، عن هاني بن هاني، عن علي قال: الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم من لدن رأسه والحسين أسفل من ذلك. وقال أيضا في ص 29: أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم، أنبأ عبد العزيز بن أحمد املاءا، أنبأنا محمد بن محمد البزاز، أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير، أنبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، أنبأنا عبد الله بن سالم القزاز، أنبأنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي قال: من سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عنقه وثغره فلينظر إلى الحسن، ومن سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عنقه إلى كفه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين بن علي. ومنهم الحافظ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي) (ج 8 ص 117 ط دار الفكر في بيروت) قال: فقد أخرج الترمذي في المناقب عن علي قال: الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك. ومنهم العلامة عبد الغني بن إسماعيل النابس الشامي في (زهر الحديقة في رجال الطريقة) (ص 94 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب ايرلندة) قال: وفي الترمذي عن علي رضي الله عنه قال - فذكر مثل ما تقدم عن التحفة. ثم قال: قال الترمذي حديث حسن.

ص 322

ومنهم المحدث العلامة الشيخ أبو بكر محيي الدين محمد بن علي الطعمي في (معجم كرامات الصحابة) (ص 40 ط دار ابن زيدون - بيروت) قال: وروى الترمذي عن علي رضي الله عنه قال - فذكر مثل ما تقدم عن التحفة. ثم قال: قال أبو بكر محيي الدين: وهذا حديث جامع لكرامتهم. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 558 والمتوفى 660 في (بغية الطلب في تاريخ حلب) (ج 6 ص 2574 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي، قال أخبرنا أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي عمي بها، قال أخبرنا أبو الحسن علي ابن عبد الله بن أبي جرادة، قال أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن الجلي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الطيوري الحلبي، قال حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن منصور بن سهل الحلبي، قال حدثنا أبو عثمان الوراق، قال حدثنا أبو وهب الحراني، قال حدثنا مخلد، عن محمد بن عبد الله، عن أبي إسحق، عن الحارث، عن علي عليه السلام قال: كان الحسن أشبه الناس برسول الله ما بين الذقن إلى الرأس، وكان الحسين أشبه الناس برسول الله من الذقن إلى القدم، وفيهما شبه رسول الله عليهم السلام. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 71 نسخة السيد الأشكوري) قال: الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك. وقال في الهامش: رواه في (سنن الترمذي) يرفعه بسنده عن هاني بن هاني عن علي.

ص 323

ومنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي البكري البغدادي المتوفى سنة 597 في كتابه (الحدائق) (ج 1 ص 395 ط بيروت سنة 1408) قال: حدثنا أحمد، قال حدثنا حجاج، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ، عن علي قال - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 208 ط دار الجيل - بيروت) قال: وعن هاني بن هاني، عن علي قال - فذكر مثل ما تقدم. وذكر مثله أيضا في ص 236، وقال في آخرهما [أخرجه الترمذي]. ومنهم العلامة جمال الدين يوسف بن الزكي الكلبي المزي في (تهذيب الكمال) (ج 3 ص 190 والنسخة مصورة من مكتبة آنكارا) قال: وقال أبو إسحاق، عن هاني بن هاني، عن علي: كان الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم من وجهه إلى سرته، وكان الحسين أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسفل من ذلك. أخبرنا بذلك أبو الحسن بن البخاري، قال: أنبأنا أبو المكارم اللدان وأبو جعفر الصيداني قالا: أخبرنا أبو علي حداد، قال أخبرنا أبو نعيم، قال حدثنا عبد الله بن جعفر، قال حدثنا يوسف بن حبيب، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا قيس، عن أبي إسحاق، فذكره.

ص 324

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 4 ص 480 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: من أراد أن ينظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأسه إلى عنقه فلينظر إلى الحسن، ومن أراد أن ينظر إلى ما لدن عنقه إلى رجله فلينظر إلى الحسين، اقتسماه (طب). ورويا أيضا مثل ذلك في ج 6 ص 436 عن علي عليه السلام (طب). ورويا أيضا في ج 4 ص 481: عن علي رضي الله عنه قال: الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك (ط، حم، ت) وقال: حسن غريب، (حب) والدولابي في الذرية الطاهرة، (ق) في الدلائل، (ض). ورويا مثله في ج 6 ص 437 متنا وسندا. وقالا أيضا في ج 6 ص 436: عن علي رضي الله عنه قال: من سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عنقه إلى وجهه فلينظر إلى الحسن بن علي، ومن سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عنقه إلى كعبه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين بن علي. (طب، وأبو نعيم). ومنها حديث محمد بن الضحاك الحزامي رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

ص 325

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكره المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 117 ط دار الفكر) قال: قال محمد بن الضحاك الحزامي: كان وجه الحسن بن علي يشبه وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جسد الحسين يشبه جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في (مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة للعلامة الصفوري) (ص 195 ط دار ابن كثير - دمشق وبيروت) قال: وفي صحيح البخاري أن الحسن كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح ابن حبان: أن الحسين كان أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم. قال البرماوي: والجمع بينهما أن الحسن كان يشبهه من الصدر إلى الرأس، والحسين فيما أسفل من ذلك.

ص 327

فضائل الإمام الحسن عليه السلام

ص 329

ميلاده عليه السلام

ذكر جماعة من أعلام العامة كيفية ولادته وتاريخها في كتبهم (1):

(هامش)

(1) قال الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه (الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم) (ص 13 ط دار الكتب العلمية - بيروت): الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، سبط النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أول أولاد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيدة نساء العالمين. وهو سيد شباب أهل الجنة وريحانة النبي صلى الله عليه وسلم وشبيهه. سماه رسول الله (الحسن) وعق عنه يوم سابعه (ذبح شاة) وحلق شعره وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة. وهو خامس أهل الكساء (المجد والشرف). ولد الحسن في النصف من شهر رمضان بالمدينة المنورة سنة ثلاث من الهجرة. قالت أم الفضل [وهي: أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية. أول امرأة أسلمت بعد خديجة بمكة وهي زوج العباس بن عبد المطلب يقال لها لبابة الكبرى، أخت ميمونة زوج رسول الله وخالة خالد بن الوليد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل عندها وكانت من المنجبات ولدت للعباس ستة رجال، أحدهم القثم]: يا رسول الله رأيت كأن عضوا من أعضائك في بيتي. قال: رأيت خيرا. تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم. فولدت الحسن فأرضعته بلبن قثم (ابنها). = (*)

ص 330

(هامش)

= تسميته بالحسن: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لما ولد الحسن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني). ما سميتموه. قلت سميته (حربا) قال: بل هو (حسن). فلما ولد الحسين سميناه حربا. قال: بل هو (حسين) فلما ولد الثالث، جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني ما سميتموه. قلت سميته حربا. قال هو محسن. ثم قال سميتهم بأسماء ولد هارون (شبر وشبير ومشبر) وتوفي محسن صغيرا. قال أبو أحمد العسكري: سماه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن وكناه (أبا محمد) ولم يكن يعرف هذا الاسم في الجاهلية. صفته رضي الله عنه: كان الحسن أبيض، مشربا بحمرة، أدعج العينين، سهل الخدين، كث اللحية، وكان يخضب بالوسمة. أخلاقه وفضائله رضي الله عنه: كان الحسن حليما، كريما، ورعا، ذا سكينة ووقار وحشمة، جوادا، ممدوحا، ميالا للسلم، يكره الفتن وإراقة الدماء، ما سمعت منه كلمة فحش قط، إلا أنه كان كثير الزواج، مطلاقا للنساء، ولا يفارق امرأة إلا وهي تحبه، وكان أبوه رضي الله عنه يأخذ عليه كثرة الطلاق ويخشى عواقبها حتى قال: (يا أهل الكوفة لا تزوجوا الحسن فإنه رجل مطلاق) فقال رجل من همدان: (والله لنزوجنه فمن رضي أمسك ومن كره طلق). وكان الحسن لا يشارب في دعوى ولا يدخل في مراء ولا يدلي بحجة حتى لا يرى قاضيا. كان يقول ما يفعل، ويفعل ما لا يقول، تفضلا وتكرما، كان لا يغفل عن إخوانه، ولا يتخصص بشيء دونهم. لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله. إذا ابتدأه أمران لا يدري أيهما أقرب إلى الحق نظر فيما هو أقرب إلى هواء فخالفه. وكان قاضيه قاضي أبيه، وكذلك كاتبه، ولم يكن له حاجب. = (*)

ص 331

(هامش)

= كرمه رضي الله عنه: سأله رجل صدقة ولم يكن عنده ما يسد به رمقه فاستحى أن يرده. فقال له: ألا أدلك على شيء يحصل لك منه البر؟ قال: بلى، فما هو؟ قال: اذهب إلى الخليفة فإن ابنته توفيت وانقطع عليها وما سمع من أحد تعزية. فعزه بقولك له: (الحمد لله الذي سترها بجلوسك على قبرها ولا هتكها بجلوسها على قبرك). فذهب الرجل وفعل ما قال له. فذهب عن الخليفة حزنه وأمر له بجائزة وقال له: أكلامك هذا؟ قال: لا، بل كلام فلان. قال: صدقت فإنه معدن الكلام الفصيح، وأمر له بجائزة أخرى. ا ه‍. إن من يلوذ بأهل البيت، لا يرد خائبا بل ينال ما يريد وفوق ما يريد. فإنهم منبع الكرم والجود والاحسان. قد كان في استطاعة الحسن أن يعتذر لمن سأله بأن ليس لديه شيء يعطيه ويكون عذره وقتئذ مقبولا. لكنه التمس له طريقة يفرج بها كرب السائل فأشار عليه بما تقدم، فنال ما نال، فانظر الفرق الشاسع بين بخل الأغنياء الذين يدعون الفاقة والعوز وينتحلون ألف عذر إذا قصدهم فقير أو محتاج قد ضاقت أمامه السبل، ولا يشفقون على حاله وهم يكنزون المال. وبعضهم يتظاهر بالصلاح والطيبة، ولا ينفق شيئا لمحتاج لشدة محبته للمال، فهو شديد الحرص شديد التقتير لا يبالي عاش الناس أم ماتوا جوعا. وقد ضرب لنا الحسن رضي الله عنه وغيره من أهل البيت والصالحين أمثالا في الكرم والجود ونكران الذات نحتذي حذوها ونقتدي بها. لكنا قد تركناها وتغاضينا عنها. فكره الناس بعضهم بعضا، وامتلأت قلوبهم حقدا وحسدا. وسمع الحسن رضي الله عنه رجلا يسأل ربه أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن إلى منزله وبعث بها إليه. وسأله رجل وشكا إليه حاله، فدعا الحسن وكيله وجعل يحاسبه على نفقاته ومقبوضاته حتى استقصاها. فقال: هات الفاضل. فأحضر خمسين ألف درهم. ثم قال: ماذا فعلت بالخمسمائة دينار التي معك؟ قال: عندي، قال: فأحضرها. فلما أحضرها دفع الدراهم والدنانير إلى الرجل واعتذر منه! وقيل للحسن رضي الله عنه: لأي شيء نراك لا ترد سائلا وإن كنت على فاقة؟ فقال: إني لله سائل وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلا وأرد سائلا، وإن الله تعالى عودني عادة. عودني أن يفيض نعمه علي، وعودته أن أفيض على الناس. فأخشى إن قطعت العادة أن = (*)

ص 332

(هامش)

= يمنعني العادة، وأنشد يقول: إذا ما أتاني سائل قلت مرحبا * بمن فضله فرض علي معجل ومن فضله فضل على كل فاضل * وأفضل أيام الفتى حين يسأل وخرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم حجاجا. فلما كانوا ببعض الطريق جاعوا وعطشوا وقد فاتتهم أثقالهم. فنظروا إلى خباء فقصدوه فإذا فيه عجوز، فقالوا: هل من شراب؟ فقالت: نعم. فأناخوا بها وليس عندها إلا شويهة. فقالت احلبوها واشربوا لبنها. ففعلوا ذلك. فقالوا لها: هل من طعام؟ قالت هذه الشويهة. ما عندي غيرها، فأنا أقسم عليكم بالله إلا ما ذبحها أحدكم حتى أهئ لكم الحطب فاشووها وكلوا، ففعلوا ذلك. وأقاموا عندها حتى أبردوا. فلما ارتحلوا من عندها، قالوا لها: يا هذه! نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فإذا رجعنا سالمين، فألمي بنا فإنا صانعون بك خيرا إن شاء الله تعالى. ثم ارتحلوا. وأقبل زوجها فأخبرته الخبر فغضب وقال: ويحك! تذبحين شاتنا لقوم لا نعرفهم ثم تقولين نفر من قريش!! ثم بعد دهر طويل أصابت المرأة وزوجها السنة فاضطرتهم الحاجة إلى دخول المدينة فدخلا يلتقطان البعر فمرت العجوز في بعض سكك المدينة ومعها مكتلها تلتقط فيه البعر، والحسن رضي الله عنه جالس على باب داره. فنظر إليها فعرفها فناداها وقال لها: يا أمة الله، هل تعرفيني؟ فقالت: لا. فقال: أنا أحد ضيوفك يوم كذا، سنة كذا في المنزل الفلاني. فقالت: بأبي أنت وأمي، لست أعرفك. قال: فإن لم تعرفيني، فأنا أعرفك. فأمر غلامه فاشترى لها من غنم الصدقة ألف شاة وأعطاها ألف دينار وبعث بها مع غلامه إلى أخيه الحسين رضي الله عنه. فلما دخل بها الغلام على أخيه الحسين عرفها وقال: بكم وصلها أخي الحسن؟ فأخبره فأمر لها بمثل ذلك. ثم بعث بها مع الغلام إلى عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما. فلما دخلت عليه عرفها وأخبره الغلام بما فعل معها الحسن والحسين رضي الله عنهما. فقال: والله لو بدأت بي لأتعبتهما وأمر لها بألفي شاة وألفي دينار. فرجعت وهي أغنى الناس. ومن كرمه رضي الله عنه: أنه أعطى شاعرا مالا كثيرا فقيل له: أتعطي شاعرا يعصي الرحمن ويقول البهتان؟ فقال: إن خير ما بذلت من مالك ما وقيت به عرضك، وإن من ابتغاء الخير اتقاء الشر. = (*)

ص 333

(هامش)

= وقد روي مثل ذلك عن الحسين رضي الله عنه. وقيل إن شاعرا مدحه فأجزل ثوابه. فليم على ذلك، فقال: أتراني خفت أن يقول: لست ابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ابن علي رضي الله عنه فيصدق ويحمل عنه ويبقى مخلدا في الكتب، محفوظا على ألسنة الرواة! فقال الشاعر: أنت والله يا ابن رسول الله أعرف بالمدح والذم مني. تربيته ومحبة رسول الله له: لما كان الحسن والحسين رضي الله عنهما ابني بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوهما علي بن أبي طالب ابن عم الرسول وربيبه، فقد تربيا تربية عالية ونشآ على الفاضل في بيئة من أرقى البيئات وأشرفها وقد سمعا الحديث. وكان عليه الصلاة والسلام يحبهما ويرعاهما ويعلمهما. روى الحسن أحاديث حفظها عن النبي صلى الله عليه وسلم منها في السنن الأربعة، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر، الحديث. ومنها عن أبي الحوراء قلت للحسن: ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أخذت تمرة من تمر الصدقة فتركتها في فمي فنزعها بلعابها، الحديث. وفي الحديث: هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما. ومن رعاية رسول الله لهما أنه بينما كان يخطب إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، الحديث. ومن رعاية رسول الله لهما أنه بينما كان يخطب إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، الحديث. وكان رسول الله يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما، فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره فقال (من أحبني فليحب هذين). ودخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة بالأخرى فجعل عليهم خميصة سوداء (كساء) فقال: (اللهم إليك لا إلى النار). = (*)

ص 334

(هامش)

= وفي البخاري عن أبي بكرة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي معه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ويقول: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين، قال: فلما ولي لم يهرق في خلافته محجمة من دم. ولا شك أن الحسن والحسين ورثا عن جدهما وأبيهما فصاحة اللسان وقوة الجنان وحضور البديهة والكرم والحلم وقد تعلما القرآن والتفسير من علي رضي الله عنه وأهل بيته وكبار الصحابة وتلقيا الحديث وكان علي يقول الشعر وينطق بالحكمة وكذلك نشأة ولداه رضي الله عنهما. قصة الحسن واليهودي الفقير: اغتسل الحسن رضي الله عنه وخرج من داره في بعض الأيام وعليه حلة فاخرة ووفرة ظاهرة ومحاسن سافرة، فعرض له في طريقه شخص من محاويج اليهود وعليه مسح من جلود، قد أنهكته العلة، وركبته القلة والذلة، وشمس الظهيرة قد شوت شواه وهو حامل جرة ماء على قفاه. فاستوقف الحسن رضي الله عنه وقال: يا ابن رسول الله! سؤال، قال: ما هو؟ قال: جدك يقول: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) وأنت مؤمن وأنا كافر. فما أرى الدنيا إلا جنة لك تتنعم بها، وما أراها إلا سجنا علي قد أهلكني ضرها وأجهدني فقرها. فلما سمع الحسن كلامه قال له: (يا هذا، لو نظرت إلى ما أعد الله لي في الآخرة لعلمت أني في هذه الحالة بالنسبة إلى تلك في سجن. ولو نظرت إلى ما أعد الله لك في الآخرة من العذاب الأليم لرأيت أنك الآن في جنة واسعة). عرف اليهود منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدس وابتكار الأكاذيب والترهات وتشكيك المسلمين في عقائدهم. وقد حاربهم الرسول في المدينة وأجلاهم عنها لخيانتهم ونقضهم العهود والمواثيق. وقد أسلم بعضهم عن عقيدة صحيحة لكن بقي أكثرهم حانقا على المسلمين. وكان رئيس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول وقد مضى ذكره في سيرة الرسول. وهذا هو عبد الله بن سبأ الذي صار يتنقل في البلدان ويبث الدعاية ضد عثمان بن عفان رضي الله عنه ويحض على الثورة. وفي هذه القصة التي ذكرناها هنا نجد أن هذا اليهودي يعترض على الحسن لما رآه يرتدي ملابس فاخرة ويذكر له حديث رسول الله صلى = (*)

ص 335

(هامش)

= الله عليه وسلم القائل: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فكيف يتنعم الحسن في الدنيا وهو مؤمن ويشقى اليهودي وهو كافر؟ ولماذا لا يكون حالهما بالعكس إذا كان حديث رسول الله صلى الله صادقا؟ سؤال يريد به إحراج الحسن من جهة وتشكيكه في حديث رسول الله من جهة أخرى. لكن الحسن رضي الله عنه كان حاضر البديهة. فأجاب بجواب مقنع مفحم حيث أوضح له أن حالته التي يشكو منها إنما هي كالجنة بالنسبة إلى عذاب الآخرة الذي أعد للكافرين وأن حالة الحسن التي ظنها نعيما إنما هي كالسجن بالنسبة إلى نعيم الجنة الذي أعد المتقين. قال ابن سيرين: تزوج الحسن امرأة فبعث إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم ولا ريب أن كثرة الزواج والطلاق تحتاج إلى كثرة الانفاق. قال سفيان بن عيينة: كثرة النساء ليست من الدنيا. وأنكر بعض الناس حال الصوفية فقال له بعض ذوي الدين: ما الذي تنكر منهم؟ قال: يأكلون كثير. قال: وأنت أيضا لو جعت كما يجوعون لأكلت كما يأكلون. قال ينكحون. كثيرا. قال: وأنت أيضا لو حفظت عينيك وفرجك كما يحفظون لنكحت كما ينكحون. وجه الحسن ذات يوم بعض أصحابه لطلاق امرأتين من نسائه وقال لهما: اعتدا وأمره أن يدفع إلى كل واحدة منهما عشرة آلاف درهم. ففعل. فلما رجع إليه، قال: ماذا فعلت؟ قال: أما إحداهما فنكست رأسها وتنكست، وأما الأخرى فبكت وانتحب وسمعتها تقول: (متاع قليل من حبيب مفارق). فأطرق الحسن وترحم لها. وقال: لو كنت مراجعا امرأة بعد ما فارقتها لراجعتها. ودخل الحسن ذات يوم على عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقيه المدينة ورئيسها ولم يكن له بالمدينة نظير وبه ظربت المثل عائشة رضي الله عنها حيث قالت: (لو لم أسر مسيري ذلك لكان أحب إلي من أن يكون لي ستة عشر ذكرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام) فدخل عليه الحسن في بيته فعظمه عبد الرحمن وأجلسه في مجلسه. وقال: ألا أرسلت إلي فكنت أجيئك؟ فقال: الحاجة لنا. قال: وما هي؟ قال: جئتك خاطبا ابنتك. فأطرق عبد الرحمن ثم رفع رأسه وقال: والله ما على وجه الأرض أحد يمشي عليها أعز علي منك، ولكنك تعلم أن ابنتي بضعة مني يسوءني ما ساءها ويسرني ما سرها وأنت مطلاق فأخاف أن تطلقها، وإن فعلت خشيت أن يتغير قلبي عليك فأنت بضعة = (*)

ص 336

(هامش)

= من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن شرطت أن لا تطلقها زوجتك. فسكت الحسن وقام وخرج. وقال أهل بيته سمعناه وهو يمشي ويقول: ما أراد عبد الرحمن إلا أن يجعل ابنته طوقا في عنقي. وليس لكثرة زواج الحسن علاقة بتسليم الأمر لمعاوية كما وهم المستشرقون فإن توليه الخلافة كان يسهل له كثرة الزواج والطلاق، والاسلام يبيح له أن يتخذ من الرقيق ما شاء. هذا وفي التاريخ ملوك كانوا يتخذون كثيرا من الجواري والمحظيات ومع ذلك لم يكن ذلك سببا في تخليهم عن الملك وشاغلا لهم عن الحكم. بل روى لنا التاريخ أن من ملوك الإفرنج الذين لا يبيح لهم دينهم تعدد الزوجات من اتخذ محظيات لا عدد لهن. وقال الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في (أحسن القصص) (ج 4 ص 198 ط دار الكتب العلمية في بيروت) نسبه الشريف: هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وأمه السيدة البتول سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أشرف نسب. مولده: ولد الحسن رضي الله عنه بالمدينة المنورة في منتصف رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وهو أول أولاد الإمام علي رضي الله عنهما، والسيدة فاطمة سيدة نساء العالمين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس وأم سلمة رضي الله عنهما: احضرا فاطمة فإذا وقع ولدها واستهل صارخا فأذنا في أذنه اليمنى، وأقيما في أذنه اليسرى، فإنه لا يفعل ذلك بمثله إلا عصم من الشيطان، ولا تحدثا شيئا حتى آتيكما. فلما ولدت السيدة فاطمة فعلتا ما أمرهما به الرسول عليه الصلاة والسلام، وأتى الرسول فسره ولبأه بريقه وقال: اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم. ولما كان اليوم السابع من مولده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سميتموه؟ قالوا: حربا (لميل العرب إلى الشجاعة) قال: بل سموه حسنا. وقال: يا فاطمة احلقي رأسه، وتصدقي بزنة شعره فضة، فوزناه فكان وزنه درهما أو بعض درهم، ثم طلى رأسه بيده المباركة وختمه صلى الله عليه وسلم. وقد أرضعته (أم الفضل) امرأة العباس بن عبد المطلب. (*)

ص 337

فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب (جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب) (ص 120 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: مولده (الحسن) عليه السلام في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة الشريفة، حنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم جده بريقه وسماه حسنا، وله صحبة ورواية، وهو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وهو أشبه الخلق به وأحبهم إليه. مر أبو بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه وقال: بأبي شبيه بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس شبيها بعلي، وعلي يتبسم. ومنهم القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي المتوفى سنة 520 في كتابه (المقدمات الممهدات) (ج 3 ص 374 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1408) قال عند ذكر وقائع السنة الثالثة من الهجرة: وفيما ولد الحسن بن علي بن أبي طالب في النصف من شهر رمضان. وفيها علقت فاطمة بالحسين، فلم يكن بينه وبين الحسن إلا طهر واحد، وقيل خمسون ليلة، والله تعالى أعلم. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 5 ط دار الفكر) قال: الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد سبط سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: وريحانته، وأحد سيدي شباب أهل الجنة. ولد نصف شعبان، وقيل نصف رمضان سنة ثلاث من الهجرة. وفد على

ص 338

معاوية غير مرة. ومنهم العلامة الشهير بابن القنفذ في (وسيلة الإسلام بالنبي) (ص 78 ط دار العربية في بيروت) قال: وولد الحسن في شهر رمضان عام ثلاثة من الهجرة، وتوفي عام تسعة وأربعين، فارا من خلافة بعد أن وليها ستة أشهر وتركها لمعاوية خاصة مدة حياته إطفاء للفتنة. ومنهم الحافظ شمس الدين الذهبي المتوفى سنة 748 في (العبر في خبر من غبر) (ج 4 ص 5 ط الكويت) قال: إن الحسن عليهما السلام ولد في 15 رمضان سنة 3. ومنهم العلامة جمال الدين المزي الكلبي في (تهذيب الكمال) (ج 6 ص 220 ط مؤسسة الرسالة - بيروت): قال مثل ما تقدم. ومنهم العلامة أبو بشر الدولابي في كتابه (الذرية الطاهرة) (ص 87 نسخة مكتبة السليمانية): فذكر مثل ما تقدم. ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه (تاريخ الأحمدي) (ص 55 ط بيروت سنة 1408): فذكر مثل ما تقدم.

ص 339

ومنهم العلامة المحدث الشيخ أبو بكر محيي الدين محمد بن علي الطعمي في (معجم الكرامات) (ص 151 ط دار ابن زيدون - بيروت). ذكر مثل ما تقدم عن (العبر).

ص 340

تسمية الحسن السبط الأكبر

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب العامة في ج 10 ص 492 إلى ص 506 وج 19 ص 182 إلى ص 186 ومواضع أخرى من هذا الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 6 ص 417 ط دمشق) قالا: عن سودة بنت مسرح الكندية قالت: كنت فيمن حضر فاطمة رضي الله عنها حين ضربها المخاض، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف هي؟ كيف ابنتي فديتها؟ قلت: إنها لتجهد يا رسول الله. قال: فإذا وضعت فلا تحدثي شيئا حتى تؤذنيني، وفي لفظ: فلا تسبقيني به بشيء، قالت: فوضعته - فسررته ولففته في خرقة صفراء، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعلت ابنتي فديتها وما حالها، وكيف هي؟ فقلت: يا رسول الله وضعته، وسررته، وجعلته في خرقة صفراء قال: لقد عصيتني! قلت: أعوذ بالله من معصية الله ومعصية رسوله! سررته يا رسول الله! ولم أجد من ذلك بدا، قال: ائتيني به، فأتيته به، فألقى عنه الخرقة الصفراء ولفه في خرقة بيضاء، وتفل في فيه وألباه بريقه، ثم قال: ادعي لي عليا، فدعوته، فقال: ما سميته يا علي! قال: سميته جعفرا يا رسول الله! قال: لا، ولكنه حسن، وبعده حسين، وأنت أبو الحسن والحسين (ابن مندة، وأبو نعيم، كر، ورجاله ثقات).

ص 341

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر ابن منظور المتوفى 711 في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 7 ص 12 ط دار الفكر) قال: وعن سودة بنت مسرح قالت - فذكر الحديث مثل ما تقدم، وقال في آخره: وفي رواية (وأنت أبو الحسن الخير). ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في) (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 191 ط دار الجيل - بيروت) ذكر الحديث مثل ما تقدم تقدم بعينه. ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 72 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند سنة 1406) قال: عن سودة بنت مسرح الكندية - فذكر مثل ما تقدم بعينه، وقال في آخره (ابن مندة وأبو نعيم، كر) ورجاله ثقات. حديث آخر نقله جماعة من الأعلام: فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في (حياة فاطمة عليها السلام) (ص 193 ط دار الجيل - بيروت) قال: عن علي قال: لما ولد الحسن سماه حمزة، فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفر. قال: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أمرت أن أغير اسم هذين. فقلت: الله ورسوله أعلم. فسماهما حسنا وحسينا. [أخرجه الإمام أحمد].

ص 342

حديث إهداء جبرئيل اسم الحسن في سرقة من حرير إلى النبي (ص) واشتقاق اسم الحسين منه عليهما السلام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في (عيون الأخبار في مناقب الأخيار) (ص 47 نسخة مكتبة الواتيكان) قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي، أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى ابن الحسن العلوي، نبأ جدي أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر الحسيني، حدثني بكر بن عبد الوهاب، نبأ الواقدي، أنبأ سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن علي بن الحسين، قال: أهدى جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم الحسن بن علي في سرقة من حرير؟ واشتق اسم الحسين من الحسن رضي الله عنهما.

ص 343

أول من سمي بالحسن والحسين ولدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

رواه جماعة من أعيان العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الأمير أحمد حسين بهادر خان البريانوي الهندي الحنفي من أعيان المائة الثالثة عشر المتخلص في شعرة بمذاق في كتابه (التاريخ الأحمدي) (ص 55 ط مركز الدراسات - بيروت) قال: وفي كتاب الأوائل للسيوطي: أول من سمي بالحسن والحسين ولدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص 344

مستدرك أذان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أذن الحسن عليه السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 6 وج 19 ص 296، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية المتوفى سنة 751 في (الوابل الصيب من الكلم الطيب) (ص 151 ط بيروت) قال: وقال أبو رافع: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة. قال الترمذي حديث حسن صحيح. ويذكر عن الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان. ورواه أيضا الحافظ المذكور في (أذكار اليوم والليلة) (ص 60 ط دار الجيل في بيروت ومكتبة التراث الإسلامي بالقاهرة) قال: قال أبو رافع - فذكر الحديث إلى قوله: حديث حسن صحيح.

ص 345

ومنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى سنة 345 في (المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين) (ج 2 ص 128 ط بيروت) قال: قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة. أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال حدثنا أبو خيثمة، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ووكيع، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد بن أبي رافع. ومنهم المؤرخ الكبير عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني في (التدوين في أخبار قزوين) (ج 4 ص 179 ط بيروت) قال: هبة الله بن أبي بكر علي الصابوني، سمع أبا عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الصمد ابن حمويه الجويني يحدث بقزوين، عن أبيه أبي سعد بن عبد الصمد، أنبأ أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي، ثنا أبو القاسم الكركاني الطوسي، ثنا أبو طاهر الزيادي، ثنا حاجب بن أحمد، أنبأ عبد الله بن هاشم، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن حين ولدته فاطمة رضي الله عنها بالصلاة. ومنهم العلامة الخطيب التبريزي المتوفى بعد سنة 737 في (مشكاة المصابيح) (ص 2 ص 440 ط دمشق) قال: وعن أبي رافع - فذكر الحديث مثل ما تقدم، ثم قال: رواه الترمذي وأبو داود، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

ص 346

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في كتابه (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) (ج 9 ص 202 ط بيروت) قال: 12020 حديث: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي، حين ولدته فاطمة، دت بالصلاة. دفي الأدب (116: 1) عن مسدد، عن يحيى - ت في الأضاحي (17: 1) عن بندار، عن يحيى - وعبد الرحمن - كلاهما عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عنه به، وقال ت: حسن صحيح. ومنهم الحافظ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي) (ج 5 ص 107 ط دار الفكر في بيروت) قال: قوله (أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة) أي أذن بآذان الصلاة، وفيه دليل على سنية الأذان في أذن المولود.

ص 347

مستدرك عق النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسن بن علي عليهما السلام وختنه

قد تقدم ما يدل عليه مرارا في هذا الكتاب نقلا عن كتب العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشافعي الشيرازي في (توضيح الدلائل) (ص 348 والنسخة مصورة من مكتبة الملي بفارس) قال: وعن محمد بن المنكدر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم ختن الحسن لسبعة أيام. (خرجه الدولابي). ومنهم العلامة أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري في (الذرية الطاهرة) (ص 87 نسخة مكتبة السليمانية بإسلامبول) قال: أخبرنا الحسن بن رشيق، أخبرنا أبو بشر، أخبرنا أبو خالد زيد بن سنان، حدثنا أبو يعمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن كبشا وعن الحسين كبشا.

ص 348

ومنهم الحافظ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي) (ج 5 ص 104 ط دار الفكر في بيروت) قال: قلت: سند حديث أبي داود المذكور هكذا: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو، قال أخبرنا عبد الوارث، قال أخبرنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق الحسن - الحديث. وقال أيضا في ص 109: وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عق عن الحسن بن علي بشاة. (رواه الترمذي). ومنهم العلامة الدولابي في (الذرية الطاهرة) (ص 87 نسخة السليمانية) قال: أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو بشر، قال أخبرني محمد بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن عمر قال: لما ولد الحسن بن علي عق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبش وحلق رأسه، وأمر أن يتصدق بوزنه فضة. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في كتابه (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) (ج 7 ص 440 ط بيروت) قال: 10261 حديث: عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بشاة.. الحديث. ت في الأضاحي (20) عن محمد بن يحيى القطعي، عن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عنه به. وقال: حسن غريب، وليس إسناده بمتصل.

ص 349

مستدرك ختن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحسن عليه السلام السبعة أيام

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب العامة في ج 10 ص 519 ومواضع أخرى من هذا الكتاب، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما سبق: فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في (توضيح الدلائل) (ص 348 والنسخة مصورة من مخطوطة الملي بفارس) قال: وعن محمد بن المنكدر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم ختن الحسن لسبعة أيام. (خرجه الدولابي).

ص 350

مستدرك ألقاب السبط الأكبر الحسن بن علي عليهما السلام وكنيته الشريفة

روى جماعة من أعلام العامة ألقابه الشرفة في كتبهم، وقد روينا عنهم نبذة منها في مطاوي هذا الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في كتابه (أحسن القصص) (ج 4 ص 200 ط دار الكتب - بيروت) قال: كنيته أبو محمد، وأما ألقابه فكثيرة وهي: التقي، والزكي، والسيد، والسبط (ولد الولد)، والولي، وأكثرها شهرة التقي، وأعلاها رتبة ما لقبه به النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث الصحيح: إن ابني هذا (سيد).

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج26)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب