الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج27)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 101

 

قول النبي كان مكتوبا على باب الجنة الحسين صفوة الله

رواه جماعة من العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل (ص 76 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال: عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليلة عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على باب الجنة بالذهب لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حبيب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله . [رواه الديلمي - وحكم بعضهم بوضعه] ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه سيدات نساء أهل الجنة (ص 159 ط مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة) قال: قال عبد الله بن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن إتحاف السائل .

 

ص 102

 

قول النبي الحسين وأنا وأبواه وأخوه يوم القيامة في قبة تحت العرش

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي القاهري المصري المتوفى سنة 91 في كتابه مسند فاطمة عليها السلام (ص 46 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند سنة 1406) قال: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبة تحت العرش (طب عن أبي موسى).

 

ص 103

 

قول النبي للحسين عليه السلام: إن الله اختار من صلبك تسعة أئمة تاسعهم قائمهم

رواه جماعة من العامة في كتبهم: فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 109) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم، وكلهم في الفضل والمنزلة عند الله سواء. أخرجه في المناقب: حدثنا محمد بن علي، حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن علي القرشي، عن ابن سنان، عن الفضل بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن محمد الباقر، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين قال: دخلت على جدي رسول الله ص فأجلسني على فخذه وقال لي: يا حسين..

 

ص 104

 

قول النبي لم يعط أحد من ذرية الأنبياء الماضين ما أعطي الحسين بن علي عليهما السلام

قد تقدم منا نقله عن العامة في ج 11 ص 280، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فما مضى: فمنهم العلامة المحدث السيد إبراهيم الحسني السمهودي في الإشراف على فضل الأشراف (ص 98 ط مكتبة الظاهرية بدمشق) قال: عن ربيعة الشفدي، عن حذيفة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا أيها الناس إنه لم يعط أحد من ذرية الأنبياء الماضيين ما أعطي الحسين بن علي كرم الله وجهه. ومنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهر دار الديلمي الحنفي في فردوس الأخبار (ص 69 والنسخة من مكتبة اسلانبول) قال: عن حذيفة: الحسين بن علي أعطي من الفضل ما لم يعط أحد من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام.

ص 105

قول النبي اللهم من أبكى حسينا فلا تغفر له

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة ابن كرامة البيهقي في الرسالة في نصيحة العامة (ص 19 والنسخة مصورة من مكتبة امبروزيانا بإيطاليا) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم من أبكى حسينا فلا تغفر له.

 

ص 106

 

شدة محبة النبي صلى الله عليه وآله للحسين عليه السلام قد تقدم نقل الأحاديث في ذلك عن كتب العامة في ج 11 ص 315، ونستدرك هيهنا عن كتب لم نرو عنها هناك: فمنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي الحنفي في الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان (ص 60 ج 9 ط بيروت) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسين، فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش إليه، فقال له عيينة بن بدر: ألا أراه يصنع هذا بهذا، فوالله أنه ليكون لي الولد قد خرج وجهه وما قبلته قط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم لا يرحم. ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام (ج 1 ص 487 ط بيروت 1407) قال: وقال خالد بن عبد الله الطحان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - وغير خالد أسقط منه أبا هريرة - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلع

 

ص 107

 

لسانه للحسين، فيرى الصبي حمة لسانه فيهش إليه، فقال له عيينة بن بدر: ألا أراك تصنع هذا، فوالله أني ليكون لي الولد قد خرج وجهه ما قبلته قط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم لا يرحم. ومنهم الحافظ الشيخ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله الشامي المصري المتوفى سنة 656 في مختصر سنن أبي داود (ج 8 ص 86 ط دار المعرفة بيروت) قال: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل حسينا، فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم لا يرحم. وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

 

ص 108

 

قول النبي من أحب حسينا فقد أحبني

قد تقدم نقله منا عن كتب العامة في ج 11 ص 302، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامتان عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في جامع الأحاديث (ج 9 ص 279 ط دمشق) قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب هذا - يعني الحسين - فقد أحبني (طك عن علي رضي الله عنه). ومنهم الحافظ العلامة الشيخ جلال الدين السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه مسند فاطمة عليها السلام (ص 47 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال: من أحب هؤلاء فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني، يعني الحسن والحسين وفاطمة وعليا (ابن عساكر عن زيد بن أرقم). ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 146) قال: وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن أبي الجحاف، عن أبي

 

ص 109

 

حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني، يعني حسنا وحسينا. ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في حياة فاطمة عليها السلام (ص 227 ط دار الجيل بيروت) قال: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني، يعني حسنا وحسينا.

 

ص 110

 

دعاء النبي لابنه الحسين في إمساك السماء عن المطر

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة أبو سعد المحسن بن كرامة البيهقي الشافعي في كتابه الرسالة في نصيحة العامة (ص 18 مصورة مكتبة امبروزيانا بإيطاليا) قال: وروي أن الحسين عليه السلام كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأراد أن يخرج إلى بيت أمه فاطمة عليها السلام ومطرت السماء، ودعا النبي صلى الله عليه وآله فأمسكت حتى وصل الحسين عليه السلام إلى عند فاطمة عليها السلام.

 

ص 111

 

شمول آية المباهلة له عليه السلام أيضا

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله (ص 75 ط القاهرة سنة 1399) قال: ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) [3 آل عمران: 61] دعا رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. ومنهم الفاضل المعاصر الهادي حمو في أضواء على الشيعة (ص 118) قال: خامس أصحاب العباء يوم المباهلة، إذ خرج الرسول صلى الله عليه وسلم لمباهلة وفد نصارى نجران عملا بقوله تعالى (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين).

 

ص 112

 

إن الحسين أذهب الله تعالى عنه الرجس وطهره تطهيرا

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في آل بيت الرسول (ص 56 القاهرة سنة 1399) قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنهم العلامة الشيخ تقي الدين ابن تيمية المتوفى سنة 728 في كتابه علم الحديث (ص 267 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: وأدار كساءه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. ولما أراد أن يباهل أهل نجران أخذ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وخرج ليباهل بهم. ومنهم الفاضل المعاصر الهادي حمو في أضواء على الشيعة (118 ط دار التركي) قال: خرج وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله فيه، ثم جاء الحسين

 

ص 113

 

فأدخله، ثم فاطمة ثم علي ثم قال (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) ويقول الزمخشري: وفي هذا دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام، وفيه برهان واضح على صحة نبوته، لأنه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف أنهم أجابوه إلى ذلك، أي إلى المباهلة.

 

ص 114

 

عبادة الحسين عليه السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 1 ص 418، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة أبو البركات في جواهر المطالب (ص 134 المخطوط) قال: وقيل لعلي بن الحسين: ما أقل ولد أبيك؟ قال: العجب كيف ولدت، وكان رضي الله عنه يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة، فمتى كان يتفرغ للنساء. ومنهم الفاضل المعاصر علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المتولد والمتوفى بها سنة 1296 - 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 232 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: كان الحسين رضي الله عنه فاضلا كثير الصلاة والصوم والحج والصدقة وأفعال الخير جميعها كما رواه ابن الأثير.

 

ص 115

 

حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا وتقاد نجائبه بين يديه

قد تقدم نقله منا عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 419، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى: فمنهم العلامة عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الشامي في زهرة الحديقة في رجال الطريقة (ص 94 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب إيرلندة) قال: وقال الزبير بن بكار: حدثني مصعب قال: حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا، وكان الحسين رضي الله عنه فاضلا كثير الصلاة والصوم والحج والصدقة وأفعال الخير جميعا. ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في تحذير العبقري من محاضرات الخضري (ج 2 ص 240 ط بيروت سنة 1404) قال: قال مصعب الزبيري: حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا.

 

ص 116

 

ومنهم العلامة المؤرخ كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2572 ط دمشق) قال: قال أبو عمر: قال مصعب الزبيري - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامة إسماعيل بن علي بن محمود الشافعي في ذيل تاريخه (ج 1 ص 233 ط الغري) قال: قيل: أنه حج خمسا وعشرين حجة ماشيا، وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال الزبير بن بكار، عن عمه مصعب بن عبد الله: حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 143 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: وقال محمد بن سعد: أخبرني يعلى بن عبيد، ثنا عبد الله بن الوليد الرصافي، عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير، قال: حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد بين يديه. ومنهم العلامة الشهير بابن القنفذ في وسيلة الإسلام بالنبي (ص 78 ط بيروت) قال: وكان رضي الله عنه كثير الصوم، وحج خمسا وعشرين حجة، وكان محسنا كريما خيرا فاضلا.

 

ص 117

 

ومنهم العلامة زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي في تتمة المختصر في أخبار البشر (ص 65 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب اسلامبول) قال: قيل: إنه حج خمسا وعشرين حجة ماشيا، وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة. ومنهم العلامة علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 2 ص 467 من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: أخبرنا أبو العلى بن كادش، أنا أبو محمد الجواهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو حفص عمر بن أيوب القسطي، نا داود بن رشيد، نا حفص، عن جعفر، عن أبيه قال: حج الحسين ماشيا ونجائبه تقاد إلى جنبه. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الإفريقي المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 129 ط دار الفكر) قال: وروي ذلك عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام - فذكر مثل ما تقدم عن تاريخ دمشق . ومنهم العلامة أبو الحسن علي بن محمد بن الطيب الخطيب الواسطي الشافعي في المناقب (ص 32) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، أنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الحنوطي، نا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن سعيد الزعفراني، نا أحمد بن أبي خثيمة، أنا مصعب قال: حج الحسين خمسة وعشرين حجة ماشيا.

 

ص 118

 

ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل (ص 353 المخطوط). ذكر مثل ما تقدم عن (المناقب) للواسطي ثم قال: خرجه أبو عمر، وخرجه صاحب الصفوة والبغوي في معجمه عن عبيد الله بن عيينة ابن عمير، وزاد: ونجائبه تقاد معه.

 

ص 119

 

كرم الحسين (عليه السلام)

قد تقدم نقل ما يدل على جانب من كرمه عليه السلام ومكارم أخلاقه عن أعلام العامة في ج 11 ص 431، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الإفريقي المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 31 ط دار الفكر) قال: لم يخب اليوم من رجاك ومن * حرك من خلف بابك الحلقة فأنت ذو الجود وأنت معدنه * أبوك قد كان قاتل الفسقة قال: وكان الحسين بن علي واقفا يصلي، فخفف من صلاته وخرج إلى الأعرابي، فرأى عليه أثر ضر وفاقه، فرجع فنادى بقنبر، فأجابه: لبيك يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ما تبقى معك من نفقتنا؟ قال: مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك. قال: فهاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم، فأخذها من قنبر وخرج فرفعها إلى الأعرابي وأنشأ يقول: خذها فإني إليك معتذر * واعلم بأني عليك ذو شفقة لو كان في سيرنا عصا تمد إذا * كانت سمانا عليك مندفقة لكن ريب المنون ذو نكد * والكف منا قليلة النفقة فأخذها الأعرابي وولى وهو يقول: مطهرون نقيات جيوبهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

 

ص 120

 

فأنتم أنتم الأعلون عندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في جميع الناس مفتخر ورواه أيضا الفاضل المعاصر الشريف علي فكري القاهري في أحسن القصص ص 226. ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2593 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو نصر، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم، قال: أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصري، قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني، قال: أخبرنا رشاء بن نظيف المقرئ إجازة، قال: حدثني القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحق بن يزيد الحلبي، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الناقد، قال: حدثني أبو القاسم مسعود - يعني ابن عبد الله - قال: حدثني حميد بن إبراهيم المعافري، قال: سمعت عبد الله بن عبد الله المديني، يذكر عن أبيه عن جده، وكان مولى للحسين بن علي بن أبي طالب: أن سائلا خرج ذات ليلة يتخطى، ح. قال الحافظ أبو القاسم: وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي، قال: أخبرنا أبو أحمد بن علي بن الفرات قراءة عليه قال: أخبرنا أبي إجازة قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي بمصر قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم الليثي الشافعي، قال: حدثنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا هرون بن محمد، قال: حدثنا قعنب بن المحرز، قال: حدثنا الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن الذيال ابن حرملة قال: خرج سائل يتخطى أزقة المدينة - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

 

ص 121

 

ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في التبر المذاب (ص 84 المخطوط) قال: قال الواقدي: ووجد في ظهره الشريف آثارا سودا، فسألوا عنها فقيل: كان ينقل الطعام على ظهره في الليل إلى مساكين أهل المدينة. ومنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن محمد بن علي بن محمد البكري الحنبلي في التذكرة (ص 263 ط النجف) قال: ووجدوا في ظهره آثارا سودا، فسألوا عنها، فقيل: كان ينقل الطعام على ظهره في الليل إلى مساكين أهل المدينة. ومنهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في الاعتصام بحبل الإسلام (ص 216 ط السعادة بالقاهرة) قال: يحكى أن أعرابيا قصد الحسين بن علي رضي الله عنهما، فسلم عليه وسأله حاجة وقال: سمعت جدك يقول: إذا سألتم حاجة فاسألوها من أحد أربعة: إما عربي شريف، أو مولى كريم، أو حامل القرآن، أو صاحب وجه صبيح. فأما العرب فشرفت بجدك، وأما الكرم فدأبكم وسيرتكم، وأما القرآن ففي بيوتكم نزل، وأما الوجه الصبيح فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أردتم أن تنظروا إلي فانظروا إلى الحسن والحسين. فقال الحسين: ما حاجتك؟ فكتبها على الأرض، فقال: سمعت أبي عليا يقول: قيمة كل امرئ ما يحسنه، وسمعت جدي يقول: المعروف بقدر المعرفة، فأسألك عن ثلاث مسائل إن أحسنت في جواب واحدة فلك ثلث ما عندي، وإن أجبت عن اثنين فلك ثلثا ما عندي، وإن أجبت عن الثلاث فلك كل ما عندي وقد حمل إلي صرة مختومة من العراق. فقال: سل ولا حول ولا قوة إلا بالله. فقال: أي الأعمال أفضل؟ قال الأعرابي: الإيمان بالله. قال: فما نجاة العبد من

 

ص 122

 

الهلكة؟ قال: الثقة بالله. قال: فما يزين المرء؟ قال: علم معه حلم. قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: فمال معه كرم. قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: ففقر معه صبر. قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه، فضحك الحسين رضي الله عنه ورمى بالصرة عليه. ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة - للعلامة الصفوري (ص 196 ط دار ابن كثير - دمشق) قال: قال الرازي في أول سورة البقرة: قال أعرابي للحسين رضي الله عنه - فذكر مثل ما تقدم عن الاعتصام . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين بن محب الدين الحنفي الهندي في وسيلة النجاة (ص 271 ط گلشن فيض في الكهنو) قال: روى عن أنس قال: كنت عند الحسين فدخلت عليه جاريته فجاءته بطاقة ريحان، فقال لها: أنت حرة لوجه الله. فقلت: جاءتك بطاقة ريحان لا خطر لها فأعتقتها. قال: كذا أدبنا الله تعالى إذ قال (إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فكان أحسن منها عتقها. ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وقال أنس: كنت عند الحسين بن علي رضي الله عنهما - فذكر مثل ما تقدم عن وسيلة النجاة باختلاف قليل في اللفظ.

 

ص 123

 

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 227 ط بيروت) قال: روى ياقوت المستعصي في رسالته ونور الدين علي بن محمد بن الصباغ عن أنس قال: كنت عند الحسين رضي الله عنه - فذكر مثل ما تقدم عن وسيلة النجاة . ومنهم العلامة علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 2 ص 467 من مخطوطة مكتبة جستربيتي في إيرلندة) قال: أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيويه، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا عبيد الله بن موسى، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة، عن علي: أنه خطب الناس ثم قال: إن ابن أخيكم الحسين قد جمع مالا وهو يريد أن يقسمه بينكم، فحفه الناس، فقام الحسين فقال: إنما جمعته للفقراء، فقام نصف الناس، ثم كان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 407 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال محمد بن يونس الكديمي، عن الأصمعي، عن ابن عون: كتب الحسن إلى الحسين يعتب عليه إعطاء الشعراء، فكتب إليه: إن خير المال ما وقى العرض. رواها يحيى بن معين، عن الأصمعي، قال: بلغنا عن ابن عون. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 262 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وقال نور الدين علي بن محمد بن الصباغ في الفصول المهمة: كتب أخوه الحسن

 

ص 124

 

يلوم على إعطائه الشعراء. فكتب إليه: أنت أعلم مني أن خير المال ما وقى العرض. ورواه العلامة أبو حامد الغزالي في كتاب ذم البخل وفضل السخاء ص 108 ط دار الاعتصام - عن الأصمعي بعينه. ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 129 ط دمشق) قال: قال ابن عون: كتب الحسن إلى الحسين يعيب عليه إعطاء الشعراء، قال: فكتب إليه - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن أحسن القصص . ومنهم العلامة أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني المولود 390 والمتوفى 456 في العمدة في محاسن الشعر وآدابه (ج 2 ص 848 ط دار المعرفة - بيروت) قال: وروي أن شاعرا مدح الحسين بن علي رضي الله عنهما، فأجزل عطيته، فعوتب على ذلك، فقال: أتروني خفت أن يقول: لست ابن فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ولا ابن علي بن أبي طالب؟ ولكن خفت أن يقول: لست كرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولست كعلي، فيصدق ويحمل عنه، ويبقى مخلدا في الكتب، ومحفوظا على ألسنة الرواة. فقال الشاعر: أنت والله يا بن رسول الله أعلم بالمدح والذم مني. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 226 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وروي السيد محسن بن عبد الكريم الحسيني: أن الحسين رضي الله عنه دخل على

 

ص 125

 

أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول: واغماه. فقال الحسين رضي الله عنه: وما غمك يا أخي؟ قال: ديني، وهو ستون ألف درهم. فقال الحسين رضي الله عنه: هو علي. قال: إني أخشى أن أموت. فقال: لن تموت حتى أقضيها عنك، فقضاها قبل موته. ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق (ص 154 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمد الشيرازي، أنبأنا أبو عمر الخراز، أنبأنا أبو الحسن الخشاب، أنبأنا الحسين بن محمد، أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا علي بن محمد، عن أبي الأسود العبدي، عن الأسود بن قيس العبدي قال: قيل لمحمد بن بشر الحضرمي [وهو مع الحسين في كربلاء]: أسر ابنك بثغر الري. قال: عند الله أحتسبه ونفسي، ما كنت أحب أن يؤسر ولا أن أبقى بعده. فسمع قوله الحسين عليه السلام فقال له: رحمك الله أنت في حل من بيعتي، فاعمل في فكاك ابنك، قال: أكلتني السباع حيا إن فارقتك. قال: فاعط ابنك هذه الأثواب البرود، يستعين بها في فداء أخيه، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2592) قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، قال: أخبرنا أبو محمد الشيرازي، قال: أخبرنا أبو عمر الخزاز، قال، أخبرنا أبو الحسن الخشاب، قال: أخبرنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا علي بن محمد، عن أبي الأسود العبدي، عن الأسود بن قيس العبدي، قال: قيل لمحمد بن بشير: قد أسر ابنك بثغر الري - فذكر مثل ما تقدم عن تاريخ دمشق .

 

ص 126

 

ورواه أيضا العلامة ابن مكرم في مختصر تاريخ دمشق ج 7 ص 129. ورواه الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 407 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال المدائني، عن أبي الأسود العبدي، عن الأسود بن قيس: قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد أسر ابنك بثغر الري - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر .

 

ص 127

 

شجاعته عليه السلام

قد تقدم ما يدل عليها في ج 11 ص 427 عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد بن عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص230 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: كان الحسين رضي الله عنه شجاعا مقداما منذ كان طفلا. قال محمد بن أبي طلحة (بعد ذكر الجيش الذي أرسله ابن زياد لقتاله) ما نصه: فنصب عليه السلام نفسه وإخوته وأهله لمحاربتهم، واختاروا بأجمعهم القتل على متابعتهم ليزيد ومبايعتهم، فأعلقتهم الفجرة الطغام، وأرهقتهم المردة اللئام، ورشقتهم النبال والسهام. هذا والحسين عليه السلام ثابت لا تخف حصاة شجاعته، ولا تجف عزيمة شهامته، وقدمه في المعترك أرسى من الجبال، وقلبه لا يضطرب لهول القتال ولا لقتل الرجال. وروي ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة فقال: من مثل الحسين بن علي عليهما السلام يوم الطف، ما رأينا مكثورا قد أفرق من إخوته وأهله وأنصاره أشجع منه، كان كالليث المحرب يحطم الفرسان حطما، وما ظنك برجل أبت نفسه الدنية وأن يعطي؟؟؟؟؟؟؟؟ حتى قتل هو وبنوه وإخوته وبنو عمه بعد بذل الأمان لهم، والتوثقة بالأيمان المغلظة. وهو الذي سن للعرب الإباء واقتدى به أبناء الزبير وبنو المهلب وغيرهم.

 

ص 128

 

وقال أيضا: سيد أهل الإباء الذي علم الناس الحمية والموت تحت ظلال السيوف اختيارا له على الدنية، أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، عرض عليه الأمان وأصحابه فأنف من الذل، وخاف من ابن زياد أن يناله بنوع من الهوان مع أنه لا يقتله، فأختار الموت على ذلك. وجاء في لسان العرب في حديث مقتل الحسين رضي الله عنه ما يأتي: ما رأينا مكثورا أجرأ مقدما منه (المكثور المقلوب، وهو الذي تكاثر عليه الناس فقهروه) أي ما رأينا مقهورا أجرأ إقداما منه. وقال علي بن عيسى في كشف الغمة: شجاعة الحسين رضي الله عنه يضرب بها المثل، وصبره في الحرب أعجز الأواخر والأوائل.

 

ص 129

 

عفو الحسين وكرمه عليه السلام

قد تقدم نقل الأخبار في ذلك عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 448، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها عناك: فمنهم العلامة المولوي محمد مبين بن محب الدين الحنفي الهندي في وسيلة النجاة (ص 272 ط گلشن فيض لكنهو) قال: واز آنجمله آنست روزي طعام تناول ميفرمود وكنيزك وى برسرش ايستاد بود كاسه طعامى از دست وى بيفتاد حضرت امام به جشم خشم در وى ديد كنيزك گفت: الكاظمين الغيظ، حضرت امام حسين صلوات الله على نبينا وعليه فرمود: كظمت غيظي، كنيزك گفت: والعافين عن الناس، فرمود: عفوت عنك، كنيزك كفت: والله يحب المحسنين، فرمود أنت حرة بوجه الله. ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: جنى غلام توجب العقوبة فأمر بضربه، فقال: يا مولاي (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) قال: قد عفوت عنك وأنت حر.

 

ص 130

 

ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة (ص 122 ط المطبعة الفاسية) قال: كان لسيدنا الحسين رضي الله عنه غلام جني جناية أوجبت عليه عذابا شديدا، فلما اتعد للضرب قال: يا مولاي (والكاظمين الغيظ) - الحديث مثل ما مر بأدنى تفاوت. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري القاهري الحسيني في أحسن القصص (ج 4 ص 228 ط بيروت) قال: جنى بعض مواليه - الخبر كما مر بتفاوت يسير.

 

ص 131

 

تواضع الحسين عليه السلام

قد تقدم نقل الأحاديث في ذلك عن كتب العامة في ج 11 ص 430، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها هناك: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 3 ص 17 من مخطوط مكتبة جستربيتي) قال: وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: مر الحسين بمساكين يأكلون الصفة فقالوا: الغداء، فنزل وقال: إن الله لا يحب المتكبرين، فتغدا ثم قال لهم: إني قد أجبتكم فأجيبوني. قالوا: نعم، فمضى بهم إلى منزله فقال للرباب: أخرجي ما كنت تدخرين. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2590) قال: أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله الصوفي، قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار، قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر القطيعي، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن بن أحمد، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسين بن إبراهيم بن اشكاب، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال مسعر: أخبرناه،

 

ص 132

 

قال: مر حسين بن علي عليه السلام على مساكين، فجلس إليهم ثم قال: (إنه لا يحب المستكبرين). ومنهم قائد الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المتولد سنة 164 والمتوفي سنة 241 في الزهد (ص 213 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: حدثنا عبد الله، حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن إبراهيم بن اشكاب، قال مسعر أنبأناه قال: مر الحسين بن علي عليهما السلام على مساكين - الحديث. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد بن عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 233 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: روى ابن عساكر في تاريخه: أن الحسين مر بمساكين يأكلون في الصفة، فقالوا: الغداء، فنزل وقال: إن الله لا يحب المتكبرين، فتغدى معهم ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني. قالوا: نعم. فمضى بهم إلى منزله وقال لخادمته الرباب: أخرجي ما كنت تدخرين وروى ابن قتيبة في عيون الأخبار: أن عبد الله بن الزبير دعا الحسين رضي الله عنه، فحضر وأصحابه فأكلوا ولم يأكل، فقيل له: ألا تأكل؟ فقال: إني صائم، ولكن تحفة الصائم. قيل: وما هي؟ قال: الدهن والمجمر (العود يوضع في المجمر يتبخر به) فهو وإن كان امتنع عن الأكل، ولكنه أجاب الداعي وطلب شيئا من الطيب تطيبا لخاطره وإكراما للداعي والحاضرين.

 

ص 133

 

حلمه وفضله (عليه السلام)

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليه السلام القاهري المصري المولود سنة 1296 والمتوفى سنة 1372 بالقاهرة في كتابه السمير المهذب (ج 2 ص 87 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1399) قال: وقع مرة بين الحسين بن علي بن أبي طالب وأخيه محمد بن الحنفية جدال وافترقا متغاضبين، فلما وصل محمد بن الحنفية إلى منزله كتب إلى الحسين ما يأتي: أما بعد، فإن لك شرفا لا أبلغه، وفضلا لا أدركه، أبونا علي، لا أفضلك فيه ولا تفضلني، وأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان ملء الأرض نساء ما وفين بأمك، فإذا قرأت رقعتي هذه فالبس رداءك ونعليك وتعال فترضني، وإياك أن أكون أسبق منك إلى الفضل الذي أنت أولى به مني، والسلام . فلما قرأها الحسين، لبس رداءه ونعليه، وجاء إليه وتراضيا.

 

ص 134

 

خطب الحسين (عليه السلام)

خطبة له عليه السلام بذي حسم

قد تقدم نقله منا عن بعض كتب العامة في ج 11 ص 596 وص 605، ونستدرك منهم من لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة أبو القاسم ابن عساكر الشافعي الدمشقي في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص 214 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو عبد الله، أنبأنا البناء، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، أنبأنا الزبير بن بكار، قال: وحدثني محمد بن حسن قال: لما نزل عمر بن سعد بالحسين، وأيقن أنهم قاتلوه، قام في أصحابه خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: قد نزل بنا ما ترون من الأمر، وأن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها، واستمرت حتى لم يبق لا يعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما. وروى مثله علامة التاريخ واللغة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق

 

ص 135

 

ج7 ص 147 ط دمشق. وبينهما اختلاف يسير، وفيه وإلا حشيش علس مكان خسيس عيش . ورواه العلامة الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي القرشي البغدادي في كتابه الثبات عند الملمات ص 87 ط دار الكتب العلمية - بيروت سنة 1406 مثل ما تقدم عن ابن عساكر - وفيه وانشمرت مكان واستمرت وفيه أيضا: ألا حسبي من عيش والظاهر أنه خطأ منه فاحش. ورواه الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الأموي ص 184 ط مؤسسة الرسالة - بيروت، فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر، إلا أن فيه واشمعلت مكان: واستمرت، و الإناء الأخنس مكان: وإلا خسيس، و إلا ذلا وندما مكان: إلا برما. نقله عن ابن عبد ربه في العقد الفريد ج 4 ص 380. ومنهم الفاضل المعاصر إبراهيم محمد جميل في مواعظ الصحابة في الدين والحياة (ص 86 ط الدار المصرية اللبنانية) قال: عن محمد بن الحسن قال: لما نزل عمر بن سعد بالحسين، وأين أنهم قاتلوه، قام في أصحابه خطيبا، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال - فذكر مثل ما تقدم - وفيه حشيش عيس . ومنهم الفاضل المعاصر محمد عثمان الخشت في خطب الصحابة ومواعظهم (ص 148 ط المختار الإسلامي - القاهرة) قال: أخرج الطبراني عن محمد بن الحسن قال: لما نزل عمر بن سعد بالحسين - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

 

ص 136

 

خطبة له عليه السلام في يوم عاشوراء

قد تقدم نقلها عن أعلام العامة في ج 11 ص 624، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2588 ط دمشق) قال: أخبرنا عمر بن محمد المكتب - فيما أذن لنا في روايته عنه - قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد بن المجلي إجازة إن لم أكن سمعته منه، قال: أخبرنا محمد بن محمد ابن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن علي بن أيوب، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن الجراح، قال: أخبرنا أبو بكر بن دريد، قال: لما استكف الناس الحسين ركب فرسه، ثم استنصت الناس فأنصتوا له، فحمد الله وأثنى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: تبا لكم أيتها الجماعة وبرحا، أحين استصرختمونا ولهين فأصرخناكم موجعين، شحذتم علينا سيفا كان في أيماننا، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدوكم وعدونا، فأصبحتم إلبا على أوليائكم، ويدا عليهم لأعدائكم، بغير عدل رأيتموه وترة فيكم، ولا أصل أصبح لكم فيهم، ومن غير حدث كان منا، ولا رأي يقيل فينا، فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا والسيف مشيم، والجأش ضامن والرأي لم يسخف، ولكن استضرعتم الينا نظيرة الدبا، وتداعيتم إلينا كتداعي الفراش قيحا وحكة وهلوعا وذلة لطواغيت الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، وعصبة الآثام، وبقية الشيطان، ومحر في الكلام، ومطفئ السنن: وملحقي العهرة بالنسب، وأسف المؤمنين، ومزاح المستهزئين (الذين جعلوا القرآن عضين)، (لبئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون)، فهؤلاء يعضدون وعما يتخاذلون، أجل والله الخذل فيكم معروف، وشجت عليه

 

ص 137

 

عروقكم، واستأزرت عليه أصولكم بأفرعكم، فكنتم أخبث ثمرة شجرة للناس، وأكلة الغاصب، ألا فلعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها، وقد جعلوا الله عليهم كفيلا، ألا وإن البغي قد ركن بين اثنين، بين المسألة والذلة، وهيهات منا الدنية، أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت، وطهور طهرت، وأنوف حمية ونفوس أبية، تؤثر مصارع الكرام على ظئار اللئام، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد، وكثرة العدو وخذلة الناصر. فإن نهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا وطعمة آخرينا ألا ثم لا تلبثوا إلا ريث ما يركب فرس تدار بكم دور الرحا، ويغلق بكم فلق المحور، عهدا عهده إلي أبي عن جدي، (فاجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون) الآية والآية الأخرى. ورواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق - ترجمة سيدنا الحسين بن علي عليهما السلام ص 216 ط بيروت قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد المحلي، أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد - فساق الإسناد والحديث إلى آخره باختلاف يسير - وفيه وترحا و قدحناها على عدوكم . و رأيتموه بثوه فيكم و ولا أمل أصبح و ومن غير حدث و يفيل فينا و الجأش طامن و استصرعتم إلينا طيرة الدبا و.. بأفرعكم و شجرة للناظر وأكلة للغاصب و وإن البغي [بن البغي] و بين السلة والذلة ، وليس لفظة ان قبل تؤثر، وقوله والآية الأخرى ذكرها ابن عساكر وهي: (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ) [هود / 56].

 

ص 138

 

من خطبة له عليه السلام بالبيضة

قد تقدم ما يدل عليها عن أعلام العامة في ج 11 ص 603 وص 609، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما سبق: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله (ص 102 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: قال رضي الله عنه بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله. ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفئ، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله، وأنا أحق من غيري، وقد أتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم ببيعتكم، أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فإن تمتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم، فأما الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله وسلم، نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم، فلكم في أسوة، فإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من اغتر بكم، فحظكم أخطأتم ونصيبكم ضيعتم، ومن نكث فإنما نكث على نفسه، وسيغني الله عنكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

ص 139

 

ومنهم الفاضل المعاصر إبراهيم محمد الجمل في مواعظ الصحابة في الدين والحياة (ص 86 ط الدار المصرية اللبنانية) قال: عن عقبة بن أبي العيزار: إن الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب الحسن والحسين سبطا رسول الله . ومنهم الفاضل المعاصر محمد عثمان الخشت في خطب الصحابة ومواعظهم (ص 148 ط المختار الإسلامي - القاهرة) قال: وذكر [الطبراني] أيضا عن عقبة بن أبي العيزار: أن الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال - فذكر مثل ما تقدم.

ومن خطبة له عليه السلام خطبها لأهل الكوفة يدعوهم إلى الجهاد مع أبيه عليه السلام

قد ذكرها جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 152 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: يا أهل الكوفة، أنتم الأحبة الكرماء والشعار دون الدار، جدوا في إصفاء ما وتر بينكم وتسهيل ما توعر عليكم، ألا إن الحرب شرها مريع وطعمها فظيع، فمن أخذ لها أهبتها وأعد لها عدتها ولم يألم كلومها قبل حلولها، فذاك صاحبها، ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن أن لا ينفع قومه وأن يهلك نفسه، نسأل الله

 

ص 140

 

بقوته أن يدعمكم بالفيئة .

ومن خطبة له عليه السلام يوم عاشوراء

قد تقدم نقلها منا عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 631، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله (ص 106 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: ركب الحسين رضي الله عنه راحلته قبل الحرب، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملائكته وأنبيائه، فذكر من ذلك ما الله أعلم ثم قال: أما بعد فانسبوني، فانظروا من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله بما جاء به من عند ربه؟ أوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أوليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمي؟ أولم يبلغكم قول مستفيض فيكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ فإن صدقتموني بما أقول - وهو الحق - والله ما تعمدت كذبا منذ علمت أن الله يمقت عليه أهليه ويضر به من اختلقه. وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم. سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري، أو أبا سعيد الخدري، أو سهل بن سعد الساعدي، أو زيد بن أرقم، أو أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لي ولأخي، أفما في هذه حاجز لكم عن سفك دمي فإن كنتم في شك من هذا القول، أفتشكون أثرا ما إلى ابن بنت نبيكم خاصة.

 

ص 141

 

أخبروني، أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ أو مال لكم استهلكته، أو بقصاص من جراحة؟ . فأخذوا لا يكلمونه لأنه أقام عليهم الحجة، فنادى: يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار واخضر الخباب (لحاء الشجر) وطمت الجمام (فاض الماء الكثير) وإنما تقدم على جند لك فأقبل. فقالوا: لم نفعل، فقال: سبحان الله، بلى والله لقد فعلتم، ثم قال: فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمني من الأرض، فقال له قيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمك، فإنهم لن يروك إلا ما تحب ولن يصل إليك منهم مكروه. فقال له الحسين: أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد، عباد الله إني عذت بربي وربكم أن ترجمون، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب. ثم إنه أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها وأقبلوا يزحفون نحوه. لقد خطبهم الحسين رضي الله عنه وأعلمهم شرف مركزه، وتوسل إليهم أن لا يسفكوا دمه وأن يتركوه إلى مأمنه. ومن العجب حقا أنه كان فيهم نفر من الذين كاتبوه ليقدم ويبايعوه، فلما قال لهم ذلك أنكروا أنهم كاتبوه، وهو صادق فيما قال وهم كاذبون، ومع ذلك طلبوا إليه أن ينزل على حكم بني أمية ويسلم نفسه. فلما أبى قاتلوه، وكان من أشد الناس عليه شمر بن ذي الجوشن، أما الحر بن يزيد فإنه انضم إلى الحسين وكان شجاعا فارسا، فقال له الحسين: أنت الحر إن شاء الله في الدنيا والآخرة.

 

ص 142

 

ومن خطبة له عليه السلام

قد تقدم نقلها عن أعلام العامة في ج 11 ص 625، ونستدرك هيهنا عمن لمن نرو عنه فيما مضى: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حماد في الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الأموي (ص 182 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: فلما سمع أخوته كلامه صحن وبكين، فأرسل إليهن يأمرهن بالسكوت، فلما سكتن حمد الله وأثنى عليه وذكر الله بما هو أهله وصلى على رسول الله وعلى ملائكته وأنبيائه، ثم قال: أما بعد، فانسبوني فانظروا من أنا؟ ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسول الله بما جاء به من عند ربه؟ أوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أوليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمي؟ أولم يبلغكم قول مستفيض فيكم أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة! فإن صدقتموني بما أقول - وهو الحق - والله ما تعمدت كذبا مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ويضر به من اختلقه، وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري أو أبا سعيد الخدري أو سهل بن سعد الساعدي أو زيد بن أرقم أو أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لي ولأخي. أفما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟ ثم تابع الحسين قوله: فإن كنتم في شك من هذا القول أفتشكون أثرا ما أني ابن بنت نبيكم؟ فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري منكم ولا من غيركم. أنا ابن بنت نبيكم خاصة. أخبروني: أتطلبوني بقتل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته أو

 

ص 143

 

بقصاص من جراحة؟ ولما لم يسمع جوابا نادى: يا شبث بن ربعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا إلي: أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وطمت الجمام، وإنما تقدم على جند لك مجندة فأقبل؟ قالوا له: لم نفعل. فقال: سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم. ثم قال: أيها الناس: إذ كرهتموني فدعوني انصرف عنكم إلى مأمني من الأرض. فقال له قيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمك؟ فإنهم لن يروك إلا ما تحب ولن يصل إليك منهم مكروه. فقال له الحسين: أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد، عباد الله إني قد عذت بربي وربكم أن ترحمون، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب. [تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 322 - 323]

خطبته عليه السلام غداة يوم عاشوراء

قد تقدم نقلها منا عن أعلام العامة في كتبهم ج 1 ص 614، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق (ص 215 ط بيروت) قال: أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي، أنبأنا سهل بن بشر الاسفرائني، أنبأنا محمد بن الحسين بن أحمد بن السري، أنبأنا الحسين بن رشيق، أنبأنا يموت بن المزرع، أنبأنا محمد بن الصباح السماك، أنبأنا بشر بن طافحة، عن رجل من همدان، قال: خطبنا الحسين بن علي غداة اليوم الذي استشهد فيه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم

 

ص 144

 

قال: عباد الله اتقوا الله وكونوا في الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت لأحد أو بقي عليها أحد كانت الأنبياء أحق بالبقاء، وأولى بالرضاء، وأرضى بالقضاء، غير أن الله تعالى خلق الدنيا للبلاء، وخلق أهلها للفناء، فجديدها بال، ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، والمنزل بلغة، والدار قلعة، فتزودوا فإن خير الزاد التقوى، فاتقوا الله لعلكم تفلحون. ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2586 ط دمشق) قال: أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، قال: أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي، قال: - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر سندا ومتنا، وفيه الحسن بن رشيق . ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهي في أحسن القصص ج 4 ص 240 عن ابن عساكر.

ومن خطبة له عليه السلام خطبها على أصحابه

قد تقدم نقلها عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 611، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 116 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: كان أصحاب الحسين وأهل بيته قليل، ولم يكن لهم أمل في الانتصار على عدوهم

 

ص 145

 

ولا في النجاة، لكنهم كانوا في منتهى الشجاعة، يفدون الحسين رضي الله عنه بأرواحهم، وقد فتك العدو بهم فتكا مروعا، ولم يشفق عليهم ولم يرع حرمتهم، وقد أثنى الحسين على أصحابه وأهل بيته. قال علي بن الحسين: جمع الحسين أصحابه بعد ما رجع عمر بن سعد، وذلك عند قرب المساء، فدنوت منه لأسمع وأنا مريض، فسمعت أبي وهو يقول لأصحابه: أثني على الله تبارك وتعالى أحسن الثناء، وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة ولم تجعلنا من المشركين. أما بعد، فإني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعا خيرا. ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا. ألا وإني قد رأيت لكم فانطلقوا جميعا فليس عليكم مني ذمام، هذا ليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله، فإن القوم إنما يطلبوني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري . أراد الحسين بذلك أن ينصرف عنه أصحابه وأهل بيته ويتفرقوا في المدن ولا يقتلوا لأجله ويبقى هو وحده، فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا. والذي بدأ بهذا القول العباس بن علي - وهو أخوه من أبيه. ثم إنهم تكلموا بهذا ونحوه فقال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا قد أذنت لكم. قالوا: فما يقول الناس، يقولون إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا، لا والله لا نفعل، ولكن نفديك بأرواحنا وأموالنا وأهلنا، ونقاتل معك حتى نرد موردك، قبح الله العيش بعدك. وقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي فقال: أنحن نتخلى عنك ولما نعذر إلى الله

 

ص 146

 

في أداء حقك، أما والله حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك . وقال سعيد بن عبد الله الحنفي: والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا عيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله لو علمت أني أقتل ثم أحيى ثم أحرق حيا ثم أذر، يفعل بي ذلك سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك!!! فكيف لا أفعل وهي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا . وهذا أبلغ ما سمعنا في إظهار التفاني في الحب والتضحية لأجل المحب واحتمال منتهى العذاب لا مرة واحدة بل مرارا، فهل بعد ذلك إخلاص وتفان؟ وقال مثل ذلك زهير بن القين: والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف مرة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك ونفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك .

خطبته عليه السلام حين أراد معاوية أن يأخذ البيعة ليزيد في المدينة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الأموي (ص 140 مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: خطبة الحسين بن علي: فقام الحسين فقال: والله لقد تركت من هو خير منه أبا وأما ونفسا.

 

ص 147

 

فقال معاوية: كأنك ترية نفسك؟ فقال الحسين: نعم، أصلحك الله. قالها عليه السلام بعد خطبة معاوية خطبها في المدينة من أجل أخذ البيعة ليزيد، وهي هذه: قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وبعد ما ذكر يزيدا وفضله: يا أهل المدينة، لقد هممت ببيعة يزيد، ولا تركت قرية ولا مدرة إلا بعثت إليها في بيعته، فبايع الناس جميعا وسلموا، وأخرت المدينة بيعته، وقلت بيضته وأصله ومن لا أخافهم عليهم، وكان الذين أبو البيعة منهم من كان أجدر أن يصله، ووالله لو علمت مكان أحد هو خير للمسلمين من يزيد لبايعت له. فلما أجاب الحسين عليه السلام بما مر آنفا فقال معاوية: إذا أخبرك، أما قولك خير منه أما، فلعمري أمك خير من أمه، ولو لم تكن إلا امرأة من قريش لكان لنساء قريش فضلهن، فكيف وهي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم فاطمة في دينها وسابقتها، فأمك لعمر الله خير من أمه، وأما أبوك فقد حاكم أباه إلى الله فقضى لأبيه على أبيك. فقال الحسين: حسبك جهلك، آثرت العاجل على الآجل. فقال معاوية: وأما ما ذكرت من أنك خير من يزيد نفسا، فيزيد والله خير لأمة محمد منك. فقال الحسين: هذا هو الإفك والزور، يزيد شارب الخمر ومشتري اللهو خير مني.

ومن خطبة له عليه السلام

رواها جماعة من العامة:

 

ص 148

 

فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين عليهما السلام سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله (ص 152) قال: أعلموا أن المعروف يكسب حمدا، ويعقب أجرا، فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه رجلا جميلا يسر الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رجلا لرأيتموه رجلا قبيح المنظر تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار .

من خطبة له عليه السلام

ذكرها جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 239 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: قال رضي الله عنه في خطبة خطبها: أيها الناس نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، واكتسبوا الحمد بالمنح، واعلموا أن المعروف يكسب حمدا، ويعقب أجرا، ولو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا مشوها تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار. أيها الناس من جاد ساد، ومن بخل ذل، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه، وأعف الناس من عفا عن قدرة، وأفضل الناس من وصل من قطعة، ومن يعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه، ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين.

خطبته عليه السلام في أصحابه وفي جنود الحر بن يزيد الرياحي

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم

 

ص 149

 

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الأموي (ص 181 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: خطبة الحسين في أصحابه وفي جنود الحر بن يزيد: قدم الحسين بأصحابه حتى اقترب من الكوفة، وهناك أتاه نبأ فشل حركة مسلم بن عقيل، وأرسل له ابن زياد جيشا بقيادة الحر بن يزيد. فلما حان موعد صلاة الظهر أذن أحد أصحاب الحسين، فلما حضرت الإقامة قام الحسين فخطب بالجميع فقال: أيها الناس، إنها معذرة إلى الله عز وجل وإليكم، إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم أن أقدم علينا فإنه ليس لنا إمام لعل الله يجمعنا بك الهدى، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم.

خطبة أخرى للحسين عليه السلام في أصحابه وفي جنود الحر بن يزيد

قال في الوثائق السياسية أيضا: لم تؤثر الخطبة السابقة في جنود الحر بن يزيد، ولما حان موعد صلاة العصر صلى الحسين بالناس ثم أقبل على جنود الحر بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس، فإنكم إن تتقوا وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان، وإن أنتم كرهتمونا وأضعتم حقنا وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم وقدمت به علي رسلكم انصرفت عنكم.

 

ص 150

 

ولكن هذا الكلام لم يؤثر في أصحاب ابن زياد ولم يجعلهم ينضمون إليه أو يسمحون له بالرجوع. [تاريخ الرسل والملوك للطبري 4 / 303] خطبة الحسين عليه السلام قبل نشوب القتال بينه وبين جيوش ابن زياد مباشرة قال الدكتور محمد ماهر أيضا في كتابه المذكور: أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوني حتى أعظكم بما للحق لكم علي، وحتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد، ولم يكن لكم علي سبيل، وإن لم تقبلوا مني العذر ولم تعطوا النصف من أنفسكم فأجمعوا وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج27)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب