الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج27)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

 

ص 151

 

كتب الحسين عليه السلام ورسائله

كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 82 دار الكتب العلمية - بيروت) قال: أما بعد، فقد فهمت كل الذي اقتصصتم، وقد بعثت إليكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم، فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجى منكم على مثل ما قدمت به رسلكم، أقدم إليكم وشيكا إن الله، فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والقائم بالقسط والدائن بدين الحق. والسلام . قال: اجتمعت الشيعة في منزل كبيرهم سليمان بن صرد الخزاعي وكتبوا إلى الحسين عن نفر منهم سليمان المذكور والمسيب بن محمد ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وغيرهم يستقدمونه ليبايعوه، وقالوا: إنهم لم يبايعوا للنعمان ولا يجتمعون معه في جمعة ولا عيد، ولو جئتنا أخرجناه. وبعثوا بالكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال، وهذا نص الكتاب:

 

ص 152

 

بسم الله الرحمن الرحيم. سلام عليك، فإننا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتأمر عليها بغير رضى منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها، وإنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا عيد. ولو بلغنا إقبالك إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله تعالى. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته . ثم كتبوا إليه ثانيا بعد ليلتين نحو 150 صحيفة، ثم ثالثا يستحثونه للحاق بهم، كتب بذلك شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر بن جابر العجلي، ويزيد بن الحارث، ويزيد ابن رويم، وعروة بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، ومحمد بن عمير التميمي، ولما اجتمعت عند الحسين رضي الله عنه كتب إليهم: أما بعد - الخ. ومنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت - وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة (ج 2 ص 71 ط المكتبة العلمية - بيروت): فذكر مثل ما تقدم عن كتاب الحسن والحسين سبطا رسول الله بعينه.

كتابه عليه السلام إلى الشيعة ومنهم إليه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الأموي (ص 151 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: رسالة الحسين لشيعته جوابا لعرضهم عليه:

 

ص 153

 

أما أخي فأرجو أن يكون الله قد وفقه وسدده فيما يأتي. وأما أنا فليس رأيي اليوم ذلك فالصقوا - رحمكم الله - بالأرض واكمنوا في البيوت واحترسوا من الظنة ما دام معاوية حيا، فإن يحدث الله به حدثا وأنا حي كتبت إليكم برأيي. [الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري ص 203] قال الدكتور: لما توفي الحسن وبلغ الشيعة ذلك اجتمعوا بالكوفة في دار سليمان بن صرد وكتبوا إلى الحسين يعزونه: بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين. سلام عليك، فإنا نحمد الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فقد بلغنا وفاة الحسن بن علي عليه السلام يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا وغفر الله ذنبه وتقبل حسناته وألحقه بنبيه وضاعف لك الأجر في المصاب به وجبر بك المصيبة من بعده فعند الله تحتسبه، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ما أعظم ما أصيب به هذه الأمة عامة، وأنت وهذه الشيعة خاصة بهلاك ابن الوصي وابن بنت النبي علم الهدى ونور البلاد المرجو لإقامة الدين وإعادة سير الصالحين. فاصبر - رحمك الله - على ما أصابك، إن ذلك لمن عزم الأمور، فإن فيك خلفا عمن كان قبلك، وإن الله يؤتي رشده من يهدي بهديك، ونحن شيعتك المصابة بمصيبتك المحزونة بحزنك المسرورة بسرورك السائرة بسيرتك المنتظرة لأمرك، شرح الله صدرك ورفع ذكرك وأعظم أجرك وغفر ذنبك ورد عليك حقك . [تاريخ اليعقوبي ص 258]

رسالة جعدة بن هبيرة بن أبي وهب إلى الحسين حول وفاة الحسن

والدعوة للحسين للطلب بالأمر: لما توفي الحسن أرسل رؤساء الشيعة رسائل إلى الحسين يعزونه بأخيه وأرسل إليه

 

ص 154

 

جعدة الرسالة التالية: أما بعد، فإن من قبلنا من شيعتك متطلعة أنفسهم إليك لا يعدلون بك أحدا، وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في دفع الحرب، وعرفوك باللين لأوليائك والغلظة على أعدائك والشدة في أمر الله، فإن كنت تحب أن تطلب هذا الأمر فاقدم علينا فقد وطنا أنفسنا على الموت معك . كتابه إلى عبد الله بن جعفر في جواب كتابه رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق (ص 202 ط بيروت) قال: وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كتابا يحذره من أهل الكوفة، ويناشده إلى أن يشخص إليهم، فكتب إليه الحسين إني رأيت رؤيا، ورأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرني بأمر أنا ماض له ولست بمخير بها أحدا حتى ألاقي عملي. وروي الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الأموي (ص 195 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال: إنه خرج الحسين من مكة متوجها إلى الكوفة على الرغم من النصائح التي وجهها إليه المخلصون وعلى رأسهم عبد الله بن جعفر. ولما بلغ عبد الله خروج الحسين أرسل له كتابا مع ابنه: أما بعد، فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي فإني مشفق عليك من الوجه الذي توجه له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض فإنك علم المهتدين ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالسير فإني في أثر

 

ص 155

 

الكتاب، والسلام . فكتب عليه السلام في جواب كتابه الكتاب الماضي آنفا.

كتابه عليه السلام إلى أهل البصرة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت - وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة (ج 2 ص 86 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال: وقد كان الحسين كتب مع مولى لهم يقال له سليمان كتابا إلى أهل البصرة، إلى رؤوس الأخماس وإلى الأشراف، فكتب إلى مالك بن مسمع البكري، وإلى الأحنف بن قيس، وإلى المنذر بن الجارود، وإلى مسعود بن عمرو، وإلى قيس بن الهيثم، وإلى عمر بن عبيد الله بن معمر، فجاءت منه نسخة واحدة إلى جميع أشرافها، وهي: أما بعد، فإن الله اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم على خلقه، وأكرمه بنبوته، واختاره لرسالته، ثم قبضه الله إليه، وقد نصح لعباده، وبلغ ما أرسل به صلى الله عليه وسلم، وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته، وأحق الناس بم قامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا، وكرهنا الفرقة، وأحببنا العافية ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه، وقد أحسنوا وأصلحوا وتحروا الحق فرحمهم الله، وغفر لنا ولهم. وقد بعث رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن السنة قد أميتت، وإن البدعة قد أحييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة الله . فكل من قرأ ذلك الكتاب من أشراف الناس كتمه غير المنذر بن الجارود، فإنه

 

ص 156

 

خشي بزعمه أن يكون دسيسا من قبل عبيد الله، فجاءه بالرسول من العشية التي يريد صبيحها أن يسبق إلى الكوفة، وأقرأه كتابه، فقدم الرسول فضرب عنقه. [تاريخ الطبري 6 / 200]

كتابه عليه السلام إلى عمرو بن سعيد بن العاص في جواب كتابه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق (ص 203 ط بيروت) قال: فكتب إليه الحسين: إن كنت أردت بكتبك إلي بري وصلتي فجزيت خير الدنيا والآخرة، وإنه لم يشاقق الله من دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين، وخير الأمان أمان الله، ولم يؤمن بالله من لم يخفه في الدنيا، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمان الآخرة عنده. ذكره الدكتور محمد ماهر حمادة في الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الأموي ص 194 ط - بيروت فقال: ذهب عبد الله بن جعفر إلى عمرو بن سعيد والي مكة من قبل يزيد وكلمه وقال له: اكتب إلى الحسين كتابا تجعل له فيه الأمان وتمنيه فيه الود وتسأله الرجوع لعله يطمئن إلى ذلك فيرجع، فقال له عمرو: أكتب ما شئت وائتني به حتى أختمه، ففعل وختمه وأرسله مع أخيه يحيى بن سعيد. فلحق عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد حسينا وسلماه كتاب عمرو ولكنه رفض الرجوع. وفيما يلي نص الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم، من عمرو بن سعيد إلى الحسين بن علي

 

ص 157

 

أما بعد، فإني أسأل الله أن يصرفك عما يوبقك، وأن يهديك لما يرشدك. بلغني أنك قد توجهت إلى العراق وإني أعيذك بالله من الشقاق، وإني أخاف عليه فيه الهلاك، وقد بعثت إليك عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد فأقبل إلي معهما فإن لك عندي الأمان والصلة والبر وحسن الجوار، ولك الله علي بذلك شهيد وكفيل ومراع ووكيل، والسلام عليك . رسالة جوابية من الحسين إلى عمرو بن سعيد: أما بعد، فإنه لم يشاقق الله ورسوله من دعا الله عز وجل وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين. وقد دعوت إلى الأمان والبر والصلة فخير الأمان أمان الله، ولن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا. فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمانة يوم القيامة، فإن كنت نويت بالكتاب صلتي وبري فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة، والسلام . [تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 291 - 292]

كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الأموي (ص 198 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: تلاقت الرسل كلها عند الحسين، فقرأ الكتب، وسأل الرسل عن أمر الناس، ثم كتب مع هانئ بن هانئ السبيعي، وسعيد بن عبد الله الحنفي، وكانا آخر الرسل. بسم الله الرحمن الرحيم. من حسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين أما بعد، فإن هانئا وسعيدا قدما علي بكتبكم، وكانا آخر من قدم علي من رسلكم، قد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلكم: إنه ليس علينا إمام، فأقبل لعل؟؟؟؟؟؟ يجمعنا بك على الهدى والحق. وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من

 

ص 158

 

أهل بيتي، وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم، فإن كتب إلي أنه قد أجمع رأي ملتكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله، فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله، والسلام . [تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 262] رواه الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت في جمهرة رسائل العرب ج 2 ص 82 ط بيروت بعينه. وذكر الدكتور محمد طاهر حمادة أيضا في الكتاب المذكور ص 199 كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة. بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد، فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فاكمشوا أمركم وجدوا فإني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . [تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 297]

كتابه عليه السلام إلى الأعراب الذين التفوا حوله أثناء مسيره إلى الكوفة لما وصله نبأ تفرق الناس عنه ومقتل ابن عقيل وإرسال الجيوش لحربه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

 

ص 159

 

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر في الوثائق السياسية (ص 199 ط بيروت) قال: رسالة من حسين إلى الأعراب الذين التفوا حوله أثناء مسيره إلى الكوفة لما وصله نبأ تفرق الناس عنه ومقتل ابن عقيل وإرسال الجيوش لحربه: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد: فإنه قد أتانا خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر، وقد خذلتنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام [تاريخ الرسل والملوك للطبري 4 / 300]

كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة

رواه جماعة من الأعلام في مؤلفاتهم: فمنهم الشريف المعاصر علي فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 236 ط بيروت) قال: بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي إلى من بلغه كتابي هذا من أوليائه وشيعته بالكوفة. سلام عليكم، أما بعد فقد أتتني كتبكم، وفهمت ما ذكرتم من محبتكم بقدومي عليكم، وإنا باعث إليكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهلي مسلم بن عقيل ليعلم لي كنه أمركم، ويكتب إلي بما يتبين له من اجتماعكم، فإن كان أمركم على ما أتتني به كتبكم وأخبرتني به رسلكم أسرعت القدوم عليكم، إن شاء الله، والسلام . أما صورة الكتاب الذي أرسل إليه من أهل الكوفة فهاهو: بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي أمير المؤمنين من شيعته وشيعة أبيه رضي الله عنهما.

 

ص 160

 

أما بعد، فإن الناس منتظروك، لا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعل الله يجمعنا بك على الحق ويؤيد الإسلام بك، بعد أجزل السلام وأتمه عليك، ورحمة الله وبركاته .

كتابه إلى أهل الكوفة مع قيس بن مسهر الصيداوي:

بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي إلى إخوته من المؤمنين المسلمين. سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم، واجتماع ملئكم على نصرنا، والطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنع، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فاكتموا أمركم وجدوا، فإني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء الله تعالى، والسلام .

كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة أرسله مع مسلم بن عقيل

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني [الحافي - الخوافي] الشافعي في التبر المذاب (ص 75 المخطوط) قال: ثم بعث الحسين عليه السلام قبل خروجه من مكة مسلم بن عقيل وقال له: أنظر ما كتبوا به علينا، فإن حقا فأخبرني الخبر لنكون على يقين من قولهم وبصيرة من أمرهم. فقال: حبا وكرامة وسمعا وطاعة لله ولك يا ابن رسول الله، ثم سار ومعه كتاب الحسين عليه السلام وهو:

 

ص 161

 

سلام عليكم، إني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وإني قد بعثت إليكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وما أنتم عليه، فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملأكم وذوي الحجى منكم على مثل ما وردت به كتبكم وقدمت علي به رسلكم قدمت إليكم، والسلام .

كتاب الإمام الحسين بن علي عليهما السلام في جواب ابن عمه مسلم بن عقيل

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في الوثائق السياسية والإدراية العائدة للعصر الأموي (ص 193 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة لارتياد المنطقة ومعه دليلان، فتاه وضل الطريق ومات الدليل ولم ينج هو نفسه إلا بشق النفس، فكتب إلى الحسين يشرح الوضع ويستعفيه: أما بعد، فإني أقبلت من المدينة معي دليلان لي فجارا عن الطريق وضلا واشتد علينا العطش فلم يلبثا أن ماتا حتى انتهينا إلى الماء فلم ننج إلا بحشاشة أنفسنا، وذلك الماء بمكان يدعى المضيق من بطن الخبيث، وقد تطيرت من وجهي هذا، فإن رأيت أعفيتني منه وبعثت غيري، والسلام .

رسالة جوابية من الحسين إلى مسلم بن عقيل: أما بعد، فقد خشيت ألا يكون حملك على الكتاب إلي في الاستعفاء من الوجه الذي وجهتك له إلا الجبن، فامض لوجهك الذي وجهتك له، والسلام عليك .

 

ص 162

 

[تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 4 / 263 - 264] ورواهما الفاضل أحمد زكي صفوت في الجمهرة أيضا بعينهما.

رسالة مسلم بن عقيل إلى الحسين عليه السلام من الكوفة يستدعيه إليها

وصل مسلم الكوفة واعتقد أنه نجح في مهمته وبايعه ثمانية عشر ألفا من أهلها فأرسل إلى الحسين: أما بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، فعجل الاقبال حين يأتيك كتابي فإن الناس كلهم معك وليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى، والسلام . [تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 2 / 281]

كتاب الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة أرسله إليهم مع قيس الصيداوي رحمة الله عليه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه: الحسن والحسين سبطا رسول الله (ص 94 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين. سلام عليكم، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن كتاب مسلم ابن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنع وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد

 

ص 163

 

شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فأجمعوا أمركم وجدوا فإني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . رواه الفاضل أحمد زكي صفوت في جمهرة رسائل العرب ج 2 ص 80 بعينه. ثم قال الفاضل محمد رضا المذكور: كان مسلم بن عقيل قد كتب إلى الحسين قبل أن يقتل لسبع وعشرين ليلة: أما بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله. إن جمع أهل الكوفة معك. فأقبل حين تقرأ كتابي، والسلام عليك . وبناء على ذلك أقبل الحسين حتى إذا بلغ الحاجر من بطن الرمة، بعث قيس بن مسهر الصيداوي إلى أهل الكوفة وكتب معه إليهم. أقبل قيس بن مسهر الصيداوي إلى الكوفة بكتاب الحسين حتى إذا انتهى إلى القادسية أخذ الحصين بن نمير فبعث به إلى عبيد الله بن زياد. فقال له عبيد الله: اصعد القصر فسب الكذاب ابن الكذاب، فصعد ثم قال: أيها الناس إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله، وأنا رسوله إليكم، وقد فارقته بالحاجر فأجيبوه . ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه واستغفر لعلي بن أبي طالب. وقد كان قيس بن مسهر هذا في منتهى الشجاعة والجرأة كما يتبين من هذه الحادثة، ولذا أرسله الحسين إلى الكوفة يحمل رسالته، ولا شك أن قيسا كان يعلم أن عبيد الله بن زياد حاكم الكوفة رجلا شديدا قاسيا، قابضا على زمام الأحكام بيد من حديد كما كان أبوه، وكان الحكم بالقتل أو التعذيب متوقفا على كلمة يتفوه بها، ومع ذلك لما قال لقيس أن يصعد القصر ويسب الحسين (الكذاب ابن الكذاب كما ادعى) صعد، وبدلا من أن يسبه لينجو من الهلاك، مدحه ودعا الناس إليه، ولم يقتصر على ذلك

 

ص 164

 

وفيه مخالفة صريحة لأمره، بل لعن عبيد الله وهو موقن أن بعد هذه الكلمات التي تفوه بها الموت الزؤام، فأمر عبيد الله أن يرمى من فوق القصر، فرمي به فتقطع فمات رحمه الله.

كتاب الحسين عليه السلام إلى معاوية

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 235 ط بيروت) قال: كتب الحسين عليه السلام في جواب معاوية: أما بعد، فقد بلغني كتابك، وتعييرك إياي بأني تزوجت مولاتي وتركت أكفائي من قريش، فليس فوق رسول الله منتهى في شرف، ولا غاية في نسب، وأنما كانت ملك يميني خرجت عن يدي بأمر التمست فيه ثواب الله، ثم ارتجعتها على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد رفع الله بالاسلام الخسيسة، ووضع عنابة النقيصة، فلا لوم على امرئ مسلم إلا في أمر مأثم، وإنما اللوم لوم الجاهلية . فلما قرأ معاوية كتابه نبذه إلى يزيد فقرأه وقال: لشد ما فخر عليك الحسين. قال: لا، ولكنها ألسنة بني هاشم الحداد التي تفلق الصخر، وتغرف من البحر. وكان كتاب معاوية إلى الحسين رضي الله عنه. من أمير المؤمنين معاوية إلى الحسين بن علي: أما بعد فإنه بلغني أنك تزوجت جاريتك، وتركت أكفاءك من قريش ممن تستنجبه للولد، وتمجد به في الصهر، فلا لنفسك نظرت، ولا لولدك انتقيت . رواهما الفاضل أحمد زكي صفوت في جمهرة رسائل العرب ج 2 ص 22 بعينهما.

 

ص 165

 

وروى أيضا في الجمهرة ج 2 ص 24 عن أبي الحديد عن المدائني قال: قال معاوية يوما لعقيل بن أبي طالب: هل من حاجة فأقضيها لك؟ قال: نعم، جارية عرضت علي وأبي أصحابها أن يبيعوها إلا بأربعين ألفا، فأحب معاوية أن يمازحه فقال: وما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا، وأنت أعمى تجتزئ بجارية قيمتها خمسون درهما؟ قال: أرجو أن أطأها فتلد لي غلاما إذا أغضبته يضرب عنقك بالسيف، فضحك معاوية وقال: مازحناك يا أبا يزيد، وأمر فابتيعت له الجارية التي أولدها ابنه مسلما فلما أتت على مسلم ثماني عشرة سنة وقد مات عقيل أبوه، قال لمعاوية: يا أمير المؤمنين إن لي أرضا بمكان كذا من المدينة، وإني أعطيت بها مائة ألف، وقد أحببت أن أبيعك إياها، فادفع إلي ثمنها، فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن إليه، فبلغ ذلك الحسين عليه السلام، فكتب إلى معاوية: أما بعد، فإنك غررت غلاما من بني هاشم، فابتعت منه أرضا لا يملكها، فاقبض من الغلام ما دفعته إليه، واردد إلينا أرضنا . فبعث معاوية إلى مسلم فأخبره ذلك وأقرأه كتاب الحسين عليه السلام، وقال: أردد علينا مالنا وخذ أرضك، فإنك بعت ما لا تملك، فقال مسلم: أما دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا، فاستلقى معاويه ضاحكا يضرب برجليه، وقال: يا بني هذا والله كلام قاله لي أبوك حين ابتعت له أمك، ثم كتب إلى الحسين: إني قد رددت عليكم الأرض، وسوغت مسلما ما أخذ فقال الحسين عليه السلام: أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما . [شرح ابن أبي الحديد م 3: ص 82] كتابه عليه السلام إلى معاوية رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

 

ص 166

 

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في الوثائق السياسية والإدارية للعصر الأموي (ص 153 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: من الحسين بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان. أما بعد، فإن عيرا مرت بنا من اليمن تحمل مالا وحللا وعنبرا وطيبا إليك لتودعك خزائن دمشق وتعل بها بعد النهل بني أبيك، وإني احتجت إليها فأخذتها، والسلام . رسالة جوابية من معاوية للحسين: من عبد الله معاوية أمير المؤمنين إلى الحسين بن علي. سلام عليكم. أما بعد، فإن كتابك ورد علي تذكر أن عيرا مرت بك من اليمن تحمل مالا وحللا وعنبرا وطيبا إلي لأودعها خزائن دمشق وأعلى بها بعد النهل بني أبي، وإنك قد احتجت إليها فأخذتها ولم تكن جديرا بأخذها إذ نسبتها إلي، لأن الوالي أحق بالمال ثم عليه المخرج منه. وأيم الله لو تركت ذلك حتى صار إلي لم أبخسك حظك منه، ولكني قد ضننت - يا ابن أخي - أن في رأسك نزوة وبودي أن يكون ذلك في زماني فأعرف لك قدرك وأتجاوز عن ذلك ولكني والله أتخوف أن تبتلي بمن لا ينظرك فواق ناقة . وكتب في أسفل كتابه: يا حسين بن علي ليس ما * جئت بالسائغ يوما في العلل أخذك المال ولم تؤمر به * إن هذا من حسين لعجل قد أجزناها ولم نغضب لها * واحتملنا من حسين ما فعل يا حسين بن علي ذا الأمل * لك بعدي وثبة لا تحتمل وبودي أني شاهدها * فاليها منك بالخلق الأجل إنني أرهب أن تصلح بمن * عنده سبق السيف العذل [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 5 / 471 - 472]

 

ص 167

 

رواهما الفاضل أحمد زكي صفوت في الجمهرة أيضا بعينهما عن شرح ابن أبي الحديد.

كتابه عليه السلام إلى معاوية

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الحسين عليه السلام (ص 196 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبأنا الحسن بن علي الشاهد، أنبأنا محمد بن العباس الخزاز، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسن بن فهم الفقيه، أنبأنا محمد بن سعة، أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا ابن أبي ذيب، حدثني عبد الله بن عمير مولى أم الفضل. قال [ابن سعد]: وأنبأنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه. (حيلولة) قال: وأنبأنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي، عن أبيه. (حيلولة) قال: وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبي وجزة السعدي، عن علي بن حسين. قال: وغيره هؤلاء أيضا حدثني. قال محمد بن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر، عن أبيه. وعن لوط بن يحيى الغامدي، عن محمد بن بشير الهمداني وغيره. وعن محمد بن الحجاج، عن عبد الملك بن عمير. وعن هارون بن عيسى، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه. وعن يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة، عن مجاهد، عن الشعبي.

 

ص 168

 

قال ابن سعد: وغير هؤلاء أيضا قد حدثني في هذا الحديث بطائفة فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رحمة الله عليه ورضوانه وصلواته وبركاته. قالوا: لما بايع معاوية بن أبي سفيان الناس ليزيد بن معاوية، كان حسين بن علي بن أبي طالب ممن لم يبايع له، وكان أهل الكوفة يكتبون إلى حسين بن علي يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية، وفي كل ذلك يأبى عليهم الحسين، فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية فطلبوا إليه أن يخرج معهم فأبي وجاء إلى الحسين فأخبره بما عرضوا عليه، وقال: إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا. فأقام حسين على ما هو عليه من الهموم، مرة يريد أن يسير إليهم ومرة يجمع الإقامة، فجاءه أبو سعيد الخدري فقال: يا أبا عبد الله إني لكم ناصح وإني عليكم مشفق وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم فلا تخرج فإني سمعت أباك يقول بالكوفة: والله لقد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما بلوت منهم وفاءا ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب والله ما لهم ثبات ولا عزم على أمر، ولا صبر على السيف. قال: وقدم المسيب بن نجبة الفزاري وعدة معه إلى الحسين بعد وفاة الحسن فدعوه إلى خلع معاوية، وقالوا: قد علمنا رأيك ورأي أخيك. فقال: إني أرجو أن يعطي الله أخي على نيته في حبه الكف، وأن يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين. وكتب مروان بن الحكم إلى معاوية: إني لست آمن أن يكون حسين مرصدا للفتنة، وأظن أن يومكم من حسين طويلا. فكتب معاوية إلى الحسين: إن من أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء، وقد أنبئت أن قوما من أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق، وأهل العراق من قد جربت، قد أفسدوا على أبيك وأخيك، فاتق الله واذكر الميثاق فإنك متى تكدني أكدك. فكتب إليه الحسين: أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عني جدير، والحسنات لا

 

ص 169

 

يهدي لها إلا الله، وما أردت لك محاربة ولا عليك خلافا، وما أظن أن لي عند الله عذرا في ترك جهادك، وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة. فقال معاوية: إن أثرنا بأبي عبد الله إلا أسدا. [قال:] وكتب إليه معاوية أيضا في بعض ما بلغه عنه: إني لأظن أن في رأسك نزوة فوددت أني أدركتها فأغفرها لك. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 المتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2605 ط دمشق) قال: أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري في كتابه، قال: أخبرنا الحسن بن علي الشاهد، قال: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قال: أخبرنا أحمد بن معروف، قال: حدثنا الحسين بن فهم الفقيه، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، قال: حدثني عبد الله بن عمير مولى أم الفضل، ح. قال: وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، ح. قال: وأخبرنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي عن أبيه، ح. قال: وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبي وجرة السعدي، عن علي بن حسين، قال: وغير هؤلاء أيضا قد حدثني. قال محمد بن سعد: وأخبرنا علي بن محمد، عن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر، عن أبيه، وعن لوط بن يحيى الغامدي، عن محمد بن بشير الهمداني وغيره. وعن محمد بن الحجاج، عن عبد الملك بن عمير. وعن هرون بن عيسى، عن الشعبي. قال ابن سعد: وغير هؤلاء أيضا - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

 

ص 170

 

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 136 ط دار الفكر) قال: قالوا: لما بايع معاوية بن أبي سفيان ليزيد بن معاوية - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

رسائله عليه السلام إلى معاوية وجواباتها منه إليه عليه السلام

رواها جماعة من أعيان العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة في الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الأموي (ص 151 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: رسالة جوابية من الحسين إلى معاوية: ما أريد حربك ولا الخلاف عليك . [الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري ص 205 - 206] قال الدكتور محمد ماهر: أتى نفر من الشيعة حسينا في المدينة، فأخبروه بما حدث لحجر وأصحابه من قتل وتشريد، فشق ذلك عليه، وأقام ذلك النفر في المدينة يختلفون إليه، فنمى الخبر إلى والي المدينة مروان بن الحكم، فكتب إلى معاوية: إن رجالا من أهل العراق قدموا على الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهم مقيمون عنده يختلفون إليه: فاكتب إلي بالذي ترى . رسالة معاوية إلى مروان جوابا له: لا تعرض للحسين في شيء، فقد بايعنا وليس بناقض بيعتنا ولا مخفر ذمتنا .

 

ص 171

 

رسالة معاوية إلى الحسين حول نفس الموضوع: أما بعد، فقد انتهت إلي أمور عنك لست بها حربا، لأن من أعطى صفقة بيمينه جدير بالوفاء. فاعلم - رحمك الله - إني متى أنكرك تستنكرني ومتى تكدني أكدك، فلا يستفزك السفهاء الذين يحبون الفتنة، والسلام . رسالة جوابية من الحسين بن علي إلى معاوية: أما بعد، فقد جاءني كتابك تذكر فيه أنه انتهت إليك عني أمور لم تكن تظنني بها، رغبة بي عنها، وإن الحسنات لا يهدي لها ولا يسدد إليها إلا الله تعالى. وأما ما ذكرت أنه رقى إليك عني فإنما رقاه الملاقون، المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الجمع، وكذب الغارقون ما أردت حربا ولا خلافا، وإني لأخشى الله في ترك ذلك منك ومن حزبك القاسطين المحلين حزب الظالم وأعوان الشيطان الرجيم. ألست قاتل حجر وأصحابه العابدين المخبتين الذين كانوا يستفظعون البدع ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؟ فقتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما أعطيتهم المواثيق الغليظة والعهود المؤكدة، جرأة على الله واستخفافا بعهده. أولست بقاتل عمرو بن الحمق الذي أخلقت وأبلت وجهه العبادة! فقتلته من بعد ما أعطيته من العهود ما لو فهمته العصم نزلت من شعف الجبال. أولست المدعي زيادا في الإسلام؟ فزعمت أنه ابن أبي سفيان، وقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الولد للفراش وللعاهر الحجر، ثم سلطته على أهل الإسلام يقتلهم ويقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ويصلبهم على جذوع النخل. سبحان الله يا معاوية! لكأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك! أولست قاتل الحضرمي الذي كتب إليك فيه زياد أنه على دين علي كرم الله وجهه؟! ودين علي هو دين ابن عمه صلى الله عليه وسلم الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه، ولو لا ذلك كان أفضل شرفك وشرف آبائك تجشم الرحلتين: رحلة الشتاء والصيف، فوضعها الله عنكم بنا منة عليكم. وقلت فيما قلت: لا ترد هذه الأمة

 

ص 172

 

في فتنة، وإني لا أعلم لها فتنة أعظم من إمارتك عليها. وقلت فيما قلت: انظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد، وإني والله لا أعرف أفضل من جهادك، فإن أفعل فإنه قربة إلى ربي، وإن لم أفعله فأستغفر الله لديني وأسأله التوفيق لما يحب ويرضى. وقلت فيما قلت: متى تكدني أكدك، فكدني يا معاوية فيما بدا لك فلعمري لقديما يكاد الصالحون، وإني لأرجو أن لا تضر إلا نفسك ولا تمحق إلا عملك، فكدني ما بدا لك واتق الله يا معاوية واعلم أن لله كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. واعلم أن الله ليس بناس لك قتلك بالظنة وأخذك بالتهمة وإمارتك صبيا يشرب الشراب ويلعب بالكلاب، ما أراك إلا وقد أوبقت نفسك وأهلكت دينك وأضعت الرعية، والسلام . [الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 / 284 / 286] وكان عليه السلام قد كتبها في جواب رسالته هذه: رسالة معاوية إلى الحسين بن علي: أما بعد، فقد انتهت إلي منك أمور لم أكن أظنك بها رغبة عنها، وإن أحق الناس بالوفاء لمن كان أعطى بيعة من كان مثلك في خطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك الله بها، فلا تنازع إلى قطيعتك واتق الله ولا تردن هذه الأمة في فتنة وانظر لنفسك ودينك وأمة محمد، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون . [الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 / 282] ومنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت - وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة (ج 2 ص 56 ط المكتبة العلمية - بيروت): رواهما مثل ما تقدم بعينهما.

 

ص 173

 

كلمات الإمام الحسين عليه السلام

كلامه عليه السلام في ثواب البكاء عليهم عليهم السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم (ج 1 ص 563 ط دار طلاس - دمشق) قال: حدث عن محمد بن عبد الله الحضرمي، والحسن بن حباش الدهقان، وجعفر بن محمد بن عبيد بن عتبة الكندي، وغيرهم. روى عنه: أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي، وكناه نسبة إلى لقب أبيه من غير أن يسميه. وحدث عنه أيضا: جناح بن نذير وغيره من الكوفيين. أنا الحسن بن أبي طالب، نا أحمد بن محمد بن عمران، نا أبو الحسن بن شقير، نا جعفر بن محمد بن عبيد، نا أحمد بن يحيى الأودي، نا مخول بن إبراهيم، نا محمد ابن بكر، نا الربيع بن منذر الثوري، عن أبيه قال: سمعت الحسين بن علي يقول: من دمعت عينه فينا دمعة، أو قطرت عينه فينا قطرة أثواه الله بها في الجنة حقبا، وإن دخل النار أخرجته منها.

 

ص 174

 

كلامه عليه السلام:

صغار قوم كبار قوم آخرين رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني الشافعي الأثري في تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث (ص 97 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال: (حديث) صغار قوم كبار قوم آخرين، أخرجه الدارمي في مسنده والبيهقي في المدخل من جهة شرحبيل بن سعد قال: دعا الحسين بن علي بن أبي طالب بنيه وبني أخيه، فقال: يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه - أو قال يحفظه - فليكتبه وليضعه في بيته.

كلامه عليه السلام في صوم رجب وشعبان

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الرزاز الواسطي المشتهر ببحشل في تاريخ واسط (ص 196 ط عالم الكتب - بيروت) قال: حدثنا أسلم، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن سعيد، قال: ثنا أبي، عن الحسن بن عمارة، عن زياد الحارثي، عن الحسين بن علي رضي الله عنه، قال: صوم رجب وشعبان توبة من الله عز وجل.

 

ص 175

 

كلامه عليه السلام في التفسير

رواه جماعة من أعلام العامة في مؤلفاتهم: فمنهم العلامة مجاهد بن جبر المتوفى سنة 102 في تفسيره (ص 717 ط دار الفكر الإسلامي الحديثة) قال: أنبأ عبد الرحمن، قال: ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن المغيرة، عن شباك، قال: حدثني من سمع الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم القيامة، ثم قرأ (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) ثم قرأ (وذلك يوم مشهود)

كلامه عليه السلام فيمن يمجد الله تعالى

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي البكري التيمي القرشي في كتاب الأذكياء (ص 44 ط دار الكتاب العربي في بيروت - 1406) قال: (ومن المنقول عن الحسين عليه السلام) أخبرنا إبراهيم بن رياح الموصلي، قال: يروى أن رجلا ادعى على الحسين بن علي مالا وقدمه إلى القاضي، فقال الحسين: ليحلف على ما ادعى ويأخذه. فقال الرجل: والله الذي لا إله إلا هو، فقال: قل والله والله والله إن هذا الذي تدعيه لك قبلي . ففعل الرجل وقام، فاختلفت رجلاه وسقط ميتا، فقيل للحسين في ذلك فقال: كرهت أن يمجد الله فيحلم عنه.

 

ص 176

 

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 231 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وذكر ابن قيم الجوزية فقال: من أنواع الفراسة فراسة الحسين رضي الله عنه، وهي: أن رجلا ادعى عليه مالا - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن كتاب الأذكياء .

قوله عليه السلام لقاتليه والله لو قتلتموني يضاعف لكم العذاب الأليم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 101) قال: وقال أبو مخيف: حدثني الصقعب بن زهير، عن حميد بن مسلم قال: جعل الحسين يشد على الرجال وهو يقول: أعلى قتلي تحابون؟ أما والله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله أسخط عليكم يقتله مني، وأيم الله إني أرجو أن يكرمني الله بهوانكم لي ثم ينتقم منكم من حيث لا تشعرون. أما والله لو قد قتلتموني لقد ألقى الله بأسكم بينكم، وسفك دماءكم، ثم لا يرضى لكم بذلك حتى يضاعف لكم العذاب الأليم.

من كلامه عليه السلام من خاف الله خوف الله منه كل شيء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

 

ص 177

 

فمنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني الشافعي الأثري في تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث (ص 166 ط دار الكتاب العربي بيروت) قال: (حديث) من خاف الله خوف الله منه كل شيء * رواه الديلمي والقضاعي عن واثلة والعسكري عن حسين بن علي.

كلامه عليه السلام في جواب ما نقل عن أبي ذر

قد تقدم منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 591، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة الشيخ تاج الدين محمد بن أبي في حدائق الحقائق (ص 21 والنسخة مصورة من مكتبة المازني النحوي) قال: وقيل للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن أبا ذر يقول الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة ، فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا أقول: من وثق بحسن اختيار الله لم يختر غير ما اختار الله له.

كلامه عليه السلام في سهم المولود

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224 في الأموال (ص 249 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: وحدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عبد الله بن شريك، عن بشر بن غالب قال:

 

ص 178

 

سئل الحسين بن علي: متى يجب سهم المولود؟ قال: إذا استهل. قيل: فعلى من فداء الأسير؟ قال: على الأرض التي يقاتل عنها.

كلامه عليه السلام في ثواب البكاء عليهم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم (ج 1 ص 564 ط دار طلاس - دمشق) قال: أنا الحسن بن أبي طالب، نا أحمد بن محمد بن عمران، نا أبو الحسن بن شقير، نا جعفر بن محمد بن عبيد، نا أحمد بن يحيى الأودي، نا مخول بن إبراهيم، نا محمد ابن بكر، نا الربيع بن منذر الثوري، عن أبيه قال: سمعت الحسين بن علي يقول: من دمعت عينه فينا دمعة أو قطرت عينه فينا قطرة أثواه الله بها في الجنة حقبا، وإن دخل النار أخرجته منها. قال جعفر بن محمد: قال أحمد بن يحيى: فرأيت الحسين بن علي فيما يرى النائم فقلت: يا بن رسول الله حدثني مخول بن إبراهيم، عن محمد بن بكر، عن الربيع بن منذر الثوري، عن أبيه، أنه سمعك تقول - فذكر الحديث مثل ما تقدم. ثم قال: أفحدثته بهذا؟ فقال: نعم أنا قلته. قال: قلت: أفأرويه عنك؟ قال: إروه. قلت: سقط الإسناد بيني وبينك؟ قال: قد سقط. فكان أحمد بن يحيى يقول: حدثني الحسين بن علي فيما..

قوله عليه السلام من خدعنا انخدعنا له

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

 

ص 179

 

فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 78 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وكان عمر بن سعد يكره قتال الحسين عليه السلام، فبعث إليه يطلب الاجتماع، فلما اجتمعا قال له عمر: ما الذي جاء بك يا أبا عبد الله؟ فقال: أهل الكوفة. فقال: يا أبا عبد الله أما عرفت ما فعلوا بكم؟ فقال: من خدعنا في الله انخدعنا له. قد وقعت الآن كما ترى، فماذا ترى؟ فقال: دعوني أذهب إلى المدينة أو مكة أو أذهب إلى بعض الثغور أقيم به كبعض أهلها فقال: اكتب إلى ابن زياد بذلك إن شاء الله، ثم افترقا.

قوله عليه السلام بين اليقين والإيمان أربع أصابع

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2588) قال: وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي بنابلس، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن قدامة، وأبو إسحق إبراهيم بن عبد الله بن علي بن سرور المقدسيان بدمشق، وأبو بكر محمد بن عمر بن يوسف بن محمد بن بهروز البغدادي بمعرة النعمان، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي بحلب، قالوا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري الكتابة، قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزيني، قالوا: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال: حدثنا محمد بن عباد بن موسى، عن محمد بن مسعر اليربوعي، قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله

 

ص 180

 

عنه للحسين بن علي رضي الله عنه: كم بين الإيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع. قال: بين. قال: اليقين ما رأته عينك، والإيمان ما سمعت أذنك وصدقت به. قال: أشهد أنك ممن أنت منه ذرية بعضها من بعض.

كلامه عليه السلام في غيبة القائم عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشريف السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني الموسوي الشافعي المدني المتوفى بها سنة 1103 في الإشاعة لأشراط الساعة (ص 93 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: (تنبيه) ورد عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال: لصاحب هذا الأمر - يعني المهدي عليه السلام - غيبتان، إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم ذهب، ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.

ومن كلامه عليه السلام قاله في يوم عاشوراء

 رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة الأزهر في الحسن والحسين عليهما السلام (ص 153) قال: قد نزل من الأمر ما ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، وانشمرت حتى لم يبق منها إلا كصبابة الإناء، وإلا خسيس عسيس كالمرعى الوبيل،

 

ص 181

 

ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله عز وجل، وإني لا أرى الموت إلا سعادة، ولا أرى الحياة مع الظالمين إلا جرما.

كلامه عليه السلام في الحجامة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ الشيخ أبو الفضل جلال الدين السيوطي القاهري المصري الشافعي المتوفى سنة 911 في اللمعة في خصائص الجمعة (ص 115 ط بيروت سنة 1406) قال: أخرج أبو يعلى عن الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في يوم الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات

كلامه عليه السلام في ولاية أهل البيت عليهم السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة 1278 في كتابه الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة (ص 17 ط المطبعة الفاسية) قال: وقد قال سيدنا الحسين بن علي: من والانا فلرسول الله والى، ومن عادانا فلرسول الله صلى الله عليه وسلم عادى.

كلامه عليه السلام في التاجر الجسور

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

 

ص 182

 

فمنهم المحقق المعاصر محمد عبد القادر عطا في تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز - للعلامة السمهودي (ص 156 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال في تعليقه على حديث: فاز باللذة الجسور : التاجر الجسور مرزوق . وقد أورده عن الحسين بن علي مرفوعا. أنظر (المقاصد الحسنة 735، وكشف الخفا 1820).

ومن كلامه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: ومن بديع كلامه: أجود الناس من أعطى من لا يرجوه، وأعفى الناس من عفى عمن قدره، وأوصل الناس من وصل من قطعة.

ومن كلامه في وصف الإمام

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ صفي الدين أحمد بن الفضل باكثير الشافعي في وسيلد المآل (ص 131) قال: قال الحسين عليه السلام: من أطاع الله من ولدي وجبت طاعته، أخرجه الجعابي.

 

ص 183

 

كلامه عليه السلام في التحية

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الخطاط ياقوت المستعصمي في رسالة آداب وحكم وأخبار وآثار وفقر وأشعار (ص 54 دار المدينة ط بيروت بضميمة رسائل أخر) قال: قال أنس رضي الله عنه: كنت عند الحسين بن علي عليهما السلام، فدخلت عليه جارية بيدها طاقة ريحان، فحيته بها، فقال لها: أنت حرة لوجه الله تعالى. فقلت: تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها. قال كذا أدبنا الله، فقال تبارك وتعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) وكان أحسن منها عتقها.

ومن كلامه عليه السلام

نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد محمود الصواف المكي في كتابه أم القرآن (ص 76 ط مؤسسة الرسالة في بيروت سنة 1407) قال: وحدث الصادق جعفر بن محمد رضي الله عنه، عن أبيه الباقر، عن أبيه: إن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه يسألونه عن الصمد، فكتب الحسين إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، فلا تخوضوا في القرآن، ولا تجادلوا فيه، ولا تكلموا فيه بغير علم، فقد سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار، وإن الله قد فسر سبحانه الصمد فقال:

 

ص 184

 

لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد .

من كلامه عليه السلام في وصف الباري تعالى

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم علامة التاريخ ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 130 ط دمشق) قال: وعن عكرمة عن ابن عباس: بينهما هو يحدث الناس، إذ قام إليه نافع بن الأزرق فقال له: يا بن عباس تفتي الناس في النملة والقملة، صف لي إلهك الذي تعبد، فأطرق ابن عباس إعظاما لقوله، وكان الحسين بن علي جالسا ناحية، فقال: إلي يا بن الأزرق، قال: لست إياك أسأل. قال ابن عباس: يا بن الأزرق إنه من أهل بيت النبوة، وهم ورثة العلم، فأقبل نافع نحو الحسين، فقال له الحسين: يا نافع، إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في التباس، سائلا ناكبا عن المنهاج طاعنا بالاعوجاج، ضالا عن السبيل، قائلا غير الجميل، يا بن الأزرق أصف إلهي بما وصف به نفسه، وأعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب غير ملتصق، بعيد غير منتقص، يوجد ولا يبعض، معروف بالآيات، موصوف بالعلامات، لا إله إلا هو الكبير المتعال. فبكى ابن الأزرق وقال: يا حسين ما أحسن كلامك، قال له الحسين: بلغني أنك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعلي. قال ابن الأزرق: أما والله يا حسين، لئن كان ذلك لقد كنتم منار الإسلام، ونجوم الأحكام. فقال له الحسين: إني سائلك عن مسألة. قال: سل. فسأله عن هذه الآية (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة) يا بن الأزرق من حفظ في الغلامين؟ قال

 

ص 185

 

ابن الأزرق: أبوهما. قال الحسين: فأبوهما خير أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال ابن الأزرق: قد أنبأ الله تعالى أنكم قوم خصمون. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2586) قال: ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2586) قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف بالبيت القدس، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي، قال: أخبرنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن عبد الله العسكري، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا العباس بن بكار، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنه بينما هو يحدث الناس إذ قام إليه نافع بن الأزرق فقال له - فذكر مثل ما تقدم عن مختصر تاريخ دمشق . ومنهم العلامة المؤرخ ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص 157 ط بيروت) قال: عن ابن عباس إنه كان يحدث الناس - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن المختصر لابن منظور . ومنهم الفاضل المعاصر حسن كامل الملطاوي في كتابه رسول الله في القرآن (ص 100 ط دار المعارف - القاهرة) قال: الحسين بن علي، حين قال له ابن الأزرق: يا حسين صف لي إلهك الذي تعبد، وكان ابن الأزرق على رأس الخوارج الأزارقة، فأجابه الإمام الحسين رضي الله عنه: يا بن الأزرق أصف إلهي بما وصف به نفسه، أكبر من أن يقاس بالناس، أو يدخل

 

ص 186

 

تحت القياس، أو يدرك بالحواس، قريب غير ملتصق، بعيد غير مستقصى، لا إله إلا هو الكبير المتعال. فقال ابن الأزرق في إعجابه بوصفه: قد نبأ الله عنكم إنكم قوم خصمون.

جملة من كلامه عليه السلام

ذكرها جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق (ص 159 ط بيروت) قال: روى عن بشير بن غالب، عن حسين بن علي قال: من أحبنا الله وردنا نحن وهو على نبينا صلى الله عليه وسلم هكذا (وضم إصبعيه)، ومن أحبنا للدنيا فإن الدنيا تسع البر والفاجر. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 131 ط دار الفكر) قال: وعن الحسن بن علي قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر. وقال ابن عساكر أيضا في ص 194: أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر، أنبأنا يعقوب، أنبأنا أبو بكر الحميدي، أنبأنا سفيان، أنبأنا عبد الله بن شريك، عن بشر بن غالب أنه سمعه يقول: قال عبد الله بن الزبير لحسين ابن علي: أين تذهب، أتذهب إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟ فقال له حسين: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن تستحل بي - يعني مكة.

 

ص 187

 

وقال أيضا في ص 211: وبالسند المتقدم قال ابن سعد: وأنبأنا موسى بن إسماعيل، أنبأنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، قال: حدثني من شافه الحسين قال: رأيت أبنية مضروبة بفلاة من الأرض، فقلت: لمن هذه؟ قالوا: هذه لحسين. قال: فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن. قال: والدموع تسيل على خديه ولحيته، قال: فقلت بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد؟ فقال: هذه كتب أهل الكوفة إلي، ولا أراهم إلا قاتلي، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها، فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة. وقال أيضا: وأنبأنا علي بن محمد، عن جعفر بن سليمان الضبعي، قال: قال الحسين: والله لا يدعوني حتى يستخرجوني هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة. وقال أيضا في ص 211: وقال ابن سعد: وأنبأنا علي بن محمد، عن الحسن بن دينار، عن معاوية بن قرة قال: قال الحسين: والله ليعتدن علي كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت. قال أيضا في ص 202: وأتاه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال: يا بن عم إن الترحم نظارتي عليك وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك؟ قال: يا أبا بكر ما أنت ممن يستغش ولايتهم فقل. قال: قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك وأنت تريد أن تسير إليهم، وهم عبيد الدنيا فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك، ويخذلك من أنت

 

ص 188

 

أحب إليه ممن ينصره، فاذكر الله في نفسك. فقال الحسين عليه السلام: جزاك الله يا بن عم خيرا، فقد اجتهدت رأيك، ومهما يقضي الله من أمر يكن. فقال أبو بكر: إنا لله عند الله نحتسب إليهم. وقال أيضا في ص 204: يا أبا العباس إنك شيخ قد كبرت. فقال ابن عباس: لولا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، ولو أعلم أنا إذا تناصبنا أقمت لفعلت، ولكن لا أخال ذلك نافعي. فقال له الحسين: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي أن تستحل بي (يعني مكة). قال: فبكى ابن عباس وقال: أقررت عين ابن زبير. وقال أيضا في ص 156: أخبرنا أبو محمد عبدان بن رزين بن محمد، أنبأنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان، أنبأنا الربيع بن المنذر الثوري، أنبأنا أبي، عن سعيد بن حذيفة بن يمان، عن مولى الحذيفة قال: كان حسين بن علي أخذ بذراعي في أيام الموسم، قال: ورجل خلفنا يقول: اللهم اغفر له ولأمه. فأطال ذلك فترك [الحسين] بذراعي وأقبل عليه فقال: قد آذيتنا منذ اليوم، تستغفر لي ولأمي وتترك أبي، وأبي خير مني وأمي. وقال أيضا في ص 153: أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا رشا [ء] بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا محمد بن يونس، أنبأنا الأصمعي، عن ابن عوف قال: كتب الحسن إلى الحسين يعيب عليه إعطاء الشعراء. فكتب إليه: إن خير المال ما وقي به العرض.

 

ص 189

 

ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري الحنفي في منتخب الأخبار (ص 31) قال: قال الحسين: إن خير المال - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر بعينه. ومن كلامه عليه السلام: الزموا مودتنا قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 591، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم عناك: فمنهم العلامة صاحب كتاب الإشراف بحب الأشراف (ص 57 ط حلب) قال: ومن كلامه عليه السلام: الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا. ومن كلامه عليه السلام لأصحابه رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل الدكتور محمد ماهر حمادة في الوثائق السياسية والإدارية للعصر الأموي (ص 184 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: قال الحسين لأصحابه: إن القوم ليسوا يقصدون غيري، وقد قضيتم ما عليكم، فانصرفوا فأنتم في حل. ولكن القوم أبو إلا اللقاء معه حتى النفس الأخير.

 

ص 190

 

ومن كلامه عليه السلام في اختيار الله تعالى نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الكنزاني ابن السيد الشيخ عبد الكريم المولود سنة 1358 في الأنوار الرحمانية في الطريقة الكنزانية (ص 198 ط مكتبة مدبولي - القاهرة) قال: وقيل للحسين بن علي رضي الله عنهما: إن أبا ذر يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة. فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله تعالى لم يتمن غير ما اختار الله تعالى له. ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين المكتبة في الحسن والحسين (ص 153) قال: من كلماته وحكمه رضي الله الله عنه قوله: 1 - لا تتكلف ما لا تطيق، ولا تتعرض لما لا تدرك، ولا تعد بما لا تقدر عليه، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد، ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت، ولا تفرح إلا بما نلت من طاعة الله، ولا تتناول إلا ما رأيت نفسك له أهلا. 2- شر خصال الملوك: الجبن عن الأعداء، والقسوة على الضعفاء، والبخل عن الاعطاء. 3 - إن الناس عبيد الأموال، والدين لغو على ألسنتهم يحوطونه ما درت به معايشهم، فإذا محصوا بالابتلاء قل الديانون. 4 - إن خير المال ما وقي به العرض. 5 - من جاد ساد، ومن بخل ذل، ومن تعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم على ربه غدا.

 

ص 191

 

ومن كلامه عليه السلام في شأن الفقراء رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة أبو شجاع شيرويه بن شهر دار الديلمي الحنفي في فردوس الأخبار (ص 10) قال: روى عن الحسين بن علي: اتخذوا عند الفقراء الأيادي، فإن لهم دولة، إذا كان يوم القيامة ينادي مناد: سيروا إلى الفقراء، فيعتذروا إليهم كما يعتذر أحدكم إلى أخيه الذنب في الدنيا. ومن كلامه عليه السلام: من أتى مسجدا فذاك ضيف الله عز وجل رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2585) قال: أخبرنا أبو الفضل المرا بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال، قال: أخبرنا أبو طلب محمد بن علي بن أحمد الكناني، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي، قال: أخبرنا الحافظ أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان، قال: أخبرنا أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بحشل، قال حدثنا محمد بن عبد الله ابن سعيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الحسن بن عمارة، عن زياد الحارثي قال:

 

ص 192

 

سمعت الحسين بن علي رضوان الله عليه يقول: من أتى مسجدا لا يأتيه إلا لله تعالى فذاك ضعيف الله تعالى حتى يخرج منه. وقال أيضا في ص 2590: أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن التاجر، قال: أخبرنا محمد بن علي الكناني، قال: أخبرنا أبو الفضل بن أحمد، قال: أخبرنا أبو الحسن بن مخلد، قال: أخبرنا أبو الحسن ابن الحسن، قال: أخبرنا أبو بكر بن عثمان الحافظ، قال: حدثنا أبو الحسن بحشل الرزاز، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الحسن ابن عمارة، عن زياد الحارثي قال: أبو الحسن - وهو زياد بن شابور عم بقية بن عبيد - قال: سمعت الحسين بن علي رضوان الله عليه يقول فذكر الحديث مثل ما تقدم، والسند أيضا مثل ما تقدم إلا أنه فيه خلط. من كلامه عليه السلام لأهل البصرة نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمد محمود الصواف في كتابه أم القرآن وخير ثلاث سور أنزلت (ص 76 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وحدث الصادق جعفر بن محمد رضي الله عنه، عن أبيه الباقر، عن أبيه أن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه يسألونه عن الصمد، فكتب الحسين إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، فلا تخوضوا في القرآن، ولا تجادلوا فيه ولا تكلموا فيه بغير علم، فقد سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار، وإن الله قد فسد سبحانه الصمد فقال: لم

 

ص 193

 

لدي ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد. لم يلد ينزه عز وجل عن أن يلد أحدا، فليس له ولد ولا والد ولا صاحبة، ويشير بهذا إلى فساد رأي القائلين بأن له ابنا أو بنات، وهم مشركو العرب والهند والنصارى وغيرهم، ويبين لهم أن الأبنية تستلزم الولادة، والولادة إنما تكون من الحي الذي لم مزاج، وما له مزاج فهو مركب، ونهايته إلى انحلال وفناء، والله جل شأنه منزه عن ذلك. ومن كلامه عليه السلام رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 المتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2589 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن حكيم، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن ياقوت بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي، قال: وجدت في كتاب والدي رحمة الله، حدثني أبو الحسن علي بن جعفر بن زيد، من ولد عقيل ابن أبي طالب، قال: قيل للحسين بن علي عليه السلام: كيف أصبحت يا بن رسول الله؟ قال: أصبحت كثير الذنوب قبيح العيوب، فلا أدري أيهما أشكر، أقبيح ما يستر أم عظيم ما يغفر.

كلامه عليه السلام في جواب من كاتبه في الاستبطاء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

 

ص 194

 

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2589) قال: قال أبو عبد الله: وفيه - يعني كتاب والده - حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب الواسطي، قال: حدثني أحمد بن أبي القاسم، عن أبيه قال: كتب أخ للحسين بن علي عليه السلام إلى الحسين كتابا يستبطئه في مكاتبته. قال: فكتب إليه الحسين: يا أخي ليس تأكيد المودة بكثرة المزاورة، ولا بمواترة المكاتبة، ولكنها في القلب ثابته وعند النوازل موجودة، وقد قال في ذلك أوس بن حجر: وليس أخوك الدائم الوصل بالذي * يذمك إن ولى ويرضيك مقبلا ولكنه النائي إذا كنت آمنا * وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا

كلامه عليه السلام في قضاء الحاجة

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضل پرتو افندي معلم الكتاب في كتابه ربيع الملك في آدب السلك باللغه التركيه والمؤلف توفي سنة 1259 (ص 64 والنسخة مصورة من مخطوط مكتبة... في اسلامبول). ذكر كلام الإمام الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في قضاء حوائج المحتاجين المؤمنين وهذا لفظه: حضرت أمير المؤمنين حسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه بيور مشلر در كه يتمش بيل كوشه عبادتده او تور مقدن بر ساعت بر مؤمنك اتمام حاجتي خدمتنده طور مغى يك سورم.

 

ص 195

 

كلام الحسين عليه السلام في وصف أخيه الحسن عليه السلام لما أدخله قبره

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في الجوهرة (ص 32 ط دمشق) قال: ولما توفي الحسن عليه السلام أدخله قبره الحسين ومحمد بن الحنفية وعبيد الله بن عباس، ثم وقف على قبره وقد اغرورقت عيناه فقال: رحمة الله عليك أبا محمد، فلئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك، ولنعم الروح تضمنه بدنك، ولنعم الجسد جسد تضمنه كفنك، ولنعم الكفن كفن تضمنه لحدك. وكيف لا تكون كذلك وأنت حليف التقي، وجدك النبي المصطفى، وأبوك علي المرتضى، وأمك فاطمة الزهراء، وعمك جعفر الطيار في جنة المأوى، غذتك أكف الحق، وربيت في حجر الإسلام، ورضعت ثدي الإيمان، فطبت حيا وميتا، فلئن كانت الأنفس غير طيبة بفراقك، فإنها غير شاكة أنه قد خير لك، وأنك وأخاك سيدا شباب أهل الجنة، فعليك السلام.

ومن كلامه عليه السلام في الآداب

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2572 - ط دمشق) قال: أخبرنا عمر بن طبرزد، قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسين، قال: أخبرنا أبو طالب ابن غيلان، قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي، قال: حدثنا أحمد بن الحسين المديني،

 

ص 196

 

قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا يونس بن بكير بن زياد بن المنذر، عن بشير ابن غالب، عن حسين بن علي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما.

ومن كلامه عليه السلام قاله لعبد الله بن مطيع

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 76) قال: وذكر هشام بن محمد وابن إسحاق قالا: لما خرج الحسين لقيه عبد الله بن مطيع فقال: يا أبا عبد الله إلى أين جعلت فداك؟ إياك وأهل الكوفة، وذكره غدرهم وفعلهم بأبيه وأخيه، ثم قال: الزم الحرم، فإنك سيد العرب، ولم يعدل بك أحد، وتقصدك الناس من كل جانب، ووالله لأن قتلوك بنو أمية لم يهابوا بعدك أحدا وليسترقن بعدك الأحرار. فقال: يا عبد الله أكل ذلك فرارا من الموت، والله الموت مع الحق أولى من الحياة على الباطل، والله لجهاد يزيد على الدين أحق من جهاد المشركين.

قوله عليه السلام إن صاحب الدابة أحق بركوبها

رواه جماعة من العلام في مؤلفاتهم: فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه مسنة فاطمة عليها السلام (ص 39 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد - الهند سنة 1406) قال: عن محمد بن علي بن حسين، قال: خرج حسين وأنا معه وهو يريد أرضه التي

 

ص 197

 

بظاهر الحرة ونحن نمشي، فأدركنا النعمان بن بشير وهو على بغلة له، فنزل فقربها إلى الحسين، فقال للحسين: يا أبا عبد الله اركب، فقال: بل اركب أنت، أنت أحق بصدر دابتك، فإن فاطمة حدثتني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك. فقال النعمان: صدقت فاطمة، ولكن أخبرني أبي بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إلا من أذن له، فركب الحسين وأردفه النعمان (أبو نعيم، كر) وفيه الحكم بن عبد الله الايلي، وهو متروك.

قوله عليه السلام لا وضعت يدي في يد ابن مرجانة

رواه جماعة من العلام في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 78 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: قال الواقدي: فلما وصل شمر إلى عمر بن سعد لعنه الله ناداه: لا أهلا ولا سهلا، لا قرب الله دارك ولا أرثى مزارك، وقبح ما جئت به. ثم قرأ الكتاب وقال: والله لقد ثنيته عما كان في عزمه غير أنك قد فعلت ما فعلت. ثم بعث إلى الحسين عليه السلام فأخبره الخبر، فقال: والله لا وضعت يدي في يد ابن مرجانة، وهل هو إلا الموت والقدوم على رب كريم؟ لقد أخبرني به جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. كلمات له عليه السلام رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

 

ص 198

 

فمنهم العلامة ياقوت المستعصمي في رسالة آداب وحكم (ص 54 ط بيروت) قال: وقال الحسين عليه السلام: إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس فاجتهد أن لا يعرفك، فإن أشقى الأعراض به معارفه. وقال عليه السلام: لا تتكلف ما لا تطيق، ولا تتعرض لما لا تدرك، ولا تعد بما لا تقدر عليه، ولا تتفق إلا بقدر ما تستفيد، ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت، ولا تفرح إلا بما نلت من طاعة الله تعالى، ولا تتناول إلا ما رأيت نفسك أهلا له.

كلامه عليه السلام في الكتب المنزلة من السماء

رواه جماعة من العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر أحمد الصباحي عوض الله في الاستشفاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية (ص 35 ط المكتبة العصرية صيدا - بيروت) قال: وروي عن الحسين رضي الله عنه أنه قال: أنزل الله تعالى مائة وأربعة كتب من السماء (صحف شيث ستون، وصحف إبراهيم ثلاثون، وصحف موسى قبل التوراة عشر، والتوراة والإنجيل والزبور والقرآن)، أودع علوم هذه الكتب في الفرقان، ثم أودع علوم الفرقان في المفصل، ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة، فمن علم تفسير الفاتحة كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة، ومن قرأها فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والقرآن، ثم أودع علوم الفاتحة في البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم)، ثم أودع علوم البسملة في بائها، ومعناها: بي كان ما كان وبي يكون ما يكون.

كلامه عليه السلام في موعظة أعدائه

قد تقدم منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 615 إلى ص 617 وص 643،

 

ص 199

 

ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 81) قال: قال الواقدي وهشام بن محمد: لما رآهم الحسين مصرين على قتله، أخذ المصحف ونشره، ونادى: بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بم تستحلون دمي؟ ألست ابن بنت نبيكم؟ ألم يبلغكم قول جدي في وفي أخي هذان سيدا شباب أهل الجنة ، إن لم تصدقوني فاسألوا جابرا وزيد بن أرقم وأبا سعيد الخدري، والله ما تعمدت كذبا منذ علمت أن الله سبحانه عقب عليه أهله، والله ما بين المشرق والمغرب ابن نبي غيري فيكم ولا في غيركم. فقال شمر: الساعة ترد الهاوية. فقال الحسين: الله أكبر، أخبرني جدي رسول الله ص قال: كأن كلبا ولغ في دماء أهل بيتي، ولا أخالك إلا إياه. فقال شمر: لا أعبد الله على حرف إن كنت أدري ما تقول. ثم قال الحسين: أيها الناس، أنشدكم الله ألستم تعلمون أني ابن بنت نبيكم، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن جدي رسول الله، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن أمي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاما، ألستم تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عم أبي، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن جدي رسول الله قال: هذان ريحانتاي من الدنيا ؟! فبما تستحلون دمي، وجدي الذائد على الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الشارد عن الماء، ولواء الحمد بيد أبي يوم القيامة، ثم أنشد يقول: أنا ابن علي الخير من آل هاشم * كفاني بهذا مفخرا حين أفخر

 

ص 200

 

وجدي رسول الله أكرم من مشى * ونحن سراج الله في الخلق نزهر وفاطم أمي من سلالة أحمد * وعمي يدعي ذو الجناحين جعفر وفينا كتاب الله أنزل صادقا * وفينا الهدى والوحي والذكر يذكر ونحن ولاة الأمر نسقي ولاتنا * بكأس رسول الله ما ليس ينكر وشيعتنا في الناس أكرم شيعة * ومبغضنا يوم القيامة يخسر كلامه عليه السلام لفرزدق حين لاقاه في طريقه إلى العراق رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة أبو الفتوح معافى بن زكريا النهرواني الجريري المتوفى سنة 390 في كتابه الجليس الصالح الكافي (ج 1 ص 554 ط بيروت 1401) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، قال: حدثني أحمد بن الصلت الحماني، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن أبيه، قال: قال الفرزدق بن غالب: خرجت من البصرة أريد العمرة، فرأيت عسكرا في البرية، فقلت: عسكر من هذا؟ قالوا: عسكر الحسين بن علي رضي الله عنهما. قال: فقلت: لا قضين حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فأتيته فسلمت، فقال: من الرجل؟ فقلت:: الفرزدق بن غالب. فقال: هذا نسب قصير. فقلت: أنت أقصر مني نسبا، أنت ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لي: أبو من؟ فقلت: أبو فراس. قال: يا أبا فراس كيف خلفت الناس، ومن أين وإلى أين؟ قال: قلت: من البصرة أريد العمرة، وما سألت عنه من أمر الناس فقلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء. قال: فاغرورقت عيناه، وقال: هكذا الناس في كل زمان، أتباع لذي الدينار والدرهم، والدين لغو على ألسنتهم، فإذا فحصوا بالابتلاء قل الديانون

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج27)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب