ص 201
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الخوافي [الخافي] الحسيني الشافعي في
التبر المذاب (ص 75) قال: وأما الحسين عليه السلام فإنه خرج من مكة سابع ذي الحجة
سنة ستين، فلما وصل بستان بني عامر لقي الفرزدق الشاعر - وكان يوم التروية - فقال:
يا بن رسول الله ما أعجلك من الحج؟ فقال: لو لم أعجل لأخذت، أخبرني عما ورائك؟
فقال: يا بن رسول الله قلوبهم معك وسيوفهم عليك مع بني أمية، فارجع يا بن رسول
الله. فقال عليه السلام: يا فرزدق إن هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة
الرحمن، وأظهروا الفساد في الأرض: وأبطلوا الحدود، وشربوا الخمور، واستأثروا بأموال
الفقراء والمساكين، وأنا من قام بنصرة دين الله وإعزاز شرعه وإظهار دينه والجهاد في
سبيله ليكون كلامه هي العليا. فقال له الفرزدق: خار الله لك، وبلغك أملك، ثم فارقه.
ومن كلامه عليه السلام خير المعروف ما لم يتقدمه مطل 
رواه جماعة من أعلام
العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أبو المعالي محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن
حمدون في التذكرة الحمدونية (ص 267 ط بيروت) قال: ومن كلام الحسين بن علي:
[خير] المعروف ما لم يتقدمه مطل ولم يتبعه من، الوحشة من الناس على قدر الفطنة بهم،
النعمة محنة، فإن شكرت كانت كنزا، وإن كفرت صارت نقمة. قوله عليه السلام لا يدخل
الملائكة بيتا فيه كلب رواه جماعة من الأعلام في كتبهم:
ص 202
فمنهم العلامة المولوي محمد مبين بن محب الدين الحنفي الهندي في وسيلة النجاة
(ص 272 ط گلشن فيض لكهنو) قال: واز آنجمله آنست كه روزي شخصى تقصيري كرد كه حضار
مجلس دانستند امام همام بر اينكس كمال غضب خواهد فرمود واز اين جرم عظيم در نخواهد
گذشت وآن جناب چين بر جبين نياورد وهيج نگفت وروى مبارك بر حاضران كرده فرمود لا
يدخل الملائكة بيتا فيه كلب يعني در نميايد فرشته ها در خانه كه در آن سگ مي باشد
يعني دل اگر جاى نزول لطف ورحمت خداست مدخل خشم وغضب وغصه كه از عادات سگان است
نميتواند باشد. ومن كلامه عليه السلام لعقبة رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم:
فمنهم الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة الكوفي
العبسي في المصنف في الأحاديث (ج 4 ص 80 ط بمبئي) قال: عن عقبة مولى أذلم بن
ناعمة الحضرمي، إنه دفع مع الحسين بن علي من جمع، فلم يزد على السير، فما أتى واد
محسر قال: ارجز بصوتك واركض برجلك، واضرب بسوطك. ودفع في الوادي حتى استوت به
الأرض، وخرج من الوادي.
ص 203
أدعية الإمام الحسين عليه السلام 
دعاؤه عليه السلام بالكعبة الشريفة 
تقدم نقله عن
كتب أعلام العامة في ج 11 ص 595، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق: فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد بن عبد الله فكري الحسيني
القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 241
ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: ومن دعائه بالكعبة الشريفة: إلهي نعمتني فلم
تجدني شاكرا، وابتليتني فلم تجدني صابرا، فلا أنت سلبت النعمة لترك الشكر، ولا أدمت
الشدة لترك الصبر، ألهي ما يكون من الكريم إلا الكرم. ورواه الفاضل المعاصر رضا
أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى
الله عليه وسلم (ص 153 ط دار الكتب العلمية - بيروت): مثل ما تقدم عن أحسن
القصص .
ص 204
دعاؤه عليه السلام على القوم حين رمى رجل بسهم في حنكه ورمى الدم إلى السماء 
رواه
جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين
عليه السلام (ص 99) قال: وقد اشتد عطش الحسين، فحاول أن يصل إلى أن يشرب من ماء
الفرات فما قدر، بل مانعوه عنه، فخلص إلى شربة منه، فرماه رجل يقال له حصين بن تميم
بسهم في حنكه فأثبته، فانتزعه من حنكه، ففار الدم فتلقاه بيديه ثم رفعها إلى السماء
وهما مملوءتان دما، ثم رمى به إلى السماء، وقال اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا،
ولا تذر على الأرض منهم أحدا . ودعا عليهم دعاء بليغا. قال: فوالله إن مكث الرجل
الرامي له إلا يسيرا حتى صب الله عليه الظمأ، فجعل لا يرى ويسقى الماء مبردا، وتارة
يبرد له اللبن والماء جميعا، ويسقى فلا يرى، بل يقول: ويلكم اسقوني قتلني الظمأ.
قال: فوالله ما لبث إلا يسيرا حتى أنفد بطنه انفداد بطن البعير.
دعاء الحسين عليه
السلام حين رمى دم وجهه الشريف إلى السماء 
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص
236) قال: وأنبأنا الخطيب، أنبأنا الحسين بن محمد الخلال، أنبأنا الواجد بن علي
القاضي،
ص 205
أنبأنا الحسين بن إسماعيل الضبي، أنبأنا عبد الله بن شبيب، حدثنا إبراهيم بن
المنذر، حدثني حسين بن زيد بن علي بن الحسين، عن الحسن بن زيد بن حسن بن علي، حدثني
مسلم بن رباح مولى علي بن أبي طالب قال: كنت مع الحسين بن علي يوم قتل، فرمي في
وجهه بنشابة، فقال لي: يا مسلم أدن يديك من الدم. فأدنيتها فلما امتلأتا قال: اسكبه
في يدي. فسكبته في يده، فنفح بهما إلى السماء وقال: اللهم أطلب بدم ابن بنت نبيك.
قال مسلم: فما وقع منه إلى الأرض قطرة. دعاؤه عليه السلام على مالك بن النسير رواه
جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة
فؤاد الأول سابقا في كتابه: الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ص 106 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: ومن كراماته رضي الله عنه، أنه دعا على
مالك بن النسير الذي ضربه علي رأسه بالسيف فأدماه بقوله لا أكلت ولا شربت، وحشرك
الله مع الظالمين فلم يزل فقيرا بشر حتى مات. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد
جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 97 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط
مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: قالوا: ومكث الحسين نهارا طويلا وحده
لا يأتي إليه أحد إلا رجع عنه، لا يحب أن يلي قتله، حتى جاءه رجل من بني بداء، يقال
له مالك بن بشير فضرب الحسين على رأسه بالسيف فأدمى رأسه، وكان على الحسين برنس
فقطعه وجرح رأسه، فامتلأ البرنس دما، فقال له الحسين: لا أكلت بها ولا شربت، وحشرك
الله مع الظالمين. ثم
ص 206
ألقى الحسين ذلك البرنس ودعا بعمامة فلبسها.
دعاؤه عليه السلام حين رمي رضيعه
بالسهم 
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد
جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 999 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير
ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: ثم الحسين أعيى فقعد على باب فسطاطه،
وأتي بصبي صغير من أولاده اسمه عبد الله، فأجلسه في حجره، ثم جعل يقبله ويشمه
ويودعه ويوصي أهله، فرماه رجل من بني أسد يقال له ابن موقد النار بسهم، فذبح
ذلك الغلام، فتلقى حسين دمه في يده وألقاه نحو السماء وقال: رب إن تك قد حبست عنا
النصر من السماء فاجعله لما هو خير، وانتقم لنا من الظالمين.
دعاء آخر له في مقتل
رضيعه 
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشريف محمد بن أحمد
الحسيني الشافعي الخوافي [الحافي] في التبر المذاب (ص 82 المخطوط) قال: ثم
التفت الحسين (ع) وإذا بالطفل له يتلظى عطشا، فأخذه على يده وقال: يا قوم، إن لم
ترحموني فارحموا هذا الطفل، فرماه رجل منهم بسهم ذبحه، فبكى الحسين وقال: اللهم
احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا. فنودي من الهواء: يا حسين دعه فإن له
مرضعا في الجنة.
ص 207
دعاؤه عليه السلام لما أحاطوا به 
تقدم نقله عن كتب أعلام العامة في ج 1 ص 630،
ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة كمال الدين عمر
بن أحمد بن أبي جرادة المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب
(ج 6 ص 2618 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين، قال:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن
الحسين الفراء إجازة لي، قال: أنبأنا أبو أسحق إبراهيم بن سعيد الحبال، وست الموفق
خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد الصقلي المرابطة، قال: أبو إسحق أخبرنا أبو القاسم
عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرطوسي - قراءة عليه وأنا أسمع - قال: أخبرنا
أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي قراءة عليه، وقالت خديجة: قرئ على أبي
القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار بن عبد الله بن خير الأذني الأنطاكي
وأنا شاهدة أسمع، قال: أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار، قالا:
حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد،
قال: حدثنا محمد بن خلف، قال: حدثنا نصر بن مزاحم العطار، عن أبي مخنف قال: حدثني
سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال: سمعت الحسين ابن علي وقد أحاطوا به يقول:
اللهم احبس عنهم قطر السماء، وامنعهم بركات الأرض، وإن متعتهم إلى حين، ففرقهم
فرقا، ومزقهم مزقا، واجعلهم طرائق قددا، ولا ترض عنهم الولاة أبدا، فإنهم دعونا
لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا. وضارب حتى كفهم عنه، ثم تغاووا عليه فقتلوه.
ص 208
دعاؤه عليه السلام على عبد الله الأزدي 
قد روينا ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج
11 ص 528، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الفاضل المعاصر
محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه: الحسن والحسين سبطا رسول
الله صلى الله عليه وسلم (ص 69 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: نازل الحسين
عبد الله بن أبي حصين الأزدي ليمنعه الماء، فقال: يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنه
كبد السماء؟ والله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا. فقال له الحسين: اللهم اقتله
عطشا ولا تغفر له أبدا. قال حميد بن مسلم: والله لعدته بعد ذلك في مرضه، فوالله
الذي لا إله إلا هو لقد رأيته يشرب حتى يبغر ثم يقئ، ثم يعود فيشرب حتى يبغر، فما
يروى، فما زال ذلك دأبه حتى لقط غصته (يعني نفسه، أي مات). ومنهم العلامة الشيخ
أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 77)
قال: قال الواقدي: ولما رحل الحسين من القادسية وقف مكانا يختار أن ينزل فيه، وإذا
سواد الخيل قد أقبل كالليل وكأن راياتهم أجنحة النسور وأسنتهم كاليعاسيب، فنزلوا
ومنعوهم الماء ثلاثة أيام، فنادى عبد الله بن حصين الأسدي - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم المحدث العلامة الشيخ أبو بكر محيي الدين محمد بن علي الطعمي في معجم
كرامات الصحابة (ص 40 ط دار ابن زيدون - بيروت) قال:
ص 209
من كراماته: ما روي عن ابن شهاب الزهري قال: لم يبق أحد من قتلة الحسين إلا وعوقب
في الدنيا أما بالقتل أو العمى أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة، ومنها أن
عبد الله بن حصين ناداه وقت محاربتهم له ومنعهم الماء عنه: يا حسين ألا تنظر إلى
الماء كأنه كبد السماء، والله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا، فقال الحسين: اللهم
اقتله عطشا. فكان ذلك الخبيث يشرب الماء ولا يروى حتى مات عطشا. وسمع شيخ كبير أعان
على قتل الحسين رضي الله عنه أن كل من أعان على قتله لم يمت حتى يصيبه بلاء. فقال:
أنا ممن شهده وما أصابني أمر أكرهه. فقام إلى السراج ليصلحه، فثارت النار فأصابته،
فجعل ينادي: النار النار، حتى مات.
دعاؤه عليه السلام لما صبحت الخيل به 
قد تقدم
نقله منا عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 613، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك:
فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في
ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق (ص 213 ط بيروت) قال:
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بن علي بن علي بتبريز، أنبأنا أبو
الفضائل محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس بإصبهان، أنبأنا أبو نعيم الحافظ،
أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر، أنبأنا إسحق بن أحمد الفارسي، أنبأنا عبد الواحد
بن محمد، أنبأنا أبو المنذر، عن أبي مخنف، عن أبي خالد الكاهلي قال: لما صبحت
الخيل، الحسين بن علي رفع يديه فقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة،
وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، فكم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة
ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، فأنزلته بك وشكوته إليك رغبة فيه إليك عمن سواك
ففرجته
ص 210
وكشفته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل غاية . ورواه الفاضل
المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 66 خرجه من
كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: عن أبي مخنف عن
أبي خالد الكاهلي - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر. ورواه العلامة المؤرخ محمد بن
مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7
ص 146 ط دار الفكر) قال: قال أبو خالد الكابلي - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.
ورواه الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن
والحسين (ص 105) فقال: لما صبحت الخيل الحسين رفه يديه فقال - فذكر مثله باختلاف
قليل. ليس فيه فاء في كم و أنزلته وفيه رغبة مني إليك وليس فيه
وكفيتنيه ، وفيه كل رغبة مكان كل غاية . ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي
فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 240) بمثل ما نقل عن كتاب الحسن
والحسين . دعا عليه السلام على رجل فقال اللهم اظمئه، اللهم اظمئه قد رويناه
عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 516، ونستدرك ههنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما
سبق:
ص 211
فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال
(ج 6 ص 230 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) فقال: وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: أخبرني
العباس بن هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه، عن جده، قال: كان رجل من بني أبان بن دارم
يقال له: زرعة، شهد قتل الحسين، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه، فجعل يلتقي الدم، ثم
يقول هكذا إلى السماء، فيرقى به، وذلك أن الحسين دعا بماء ليشرب، فلما رماه حال
بينه وبين الماء فقال: اللهم ظمه، اللهم ظمه. قال: فحدثني من شهده وهو يموت وهو
يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون وهو
يقول: اسقوني، أهلكني العطش، فيؤتى بالعس العظيم فيه السويق أو الماء واللبن لو
شربه خمسة لكفاهم، قال: فيشربه، ثم يعود فيقول: اسقوني أهلكني العطش، قال: فانقد
بطنه كانقداد البعير. ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج
7 ص 148 ط دمشق) قال: حدث العباس بن هشام بن محمد الكوفي عن أبيه عن جده، قال: كان
رجل من بني أبان بن دارم، يقال له زرعة، شهد قتل الحسين، فرمى الحسين بسهم فأصاب
حنكه - فذكر مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال . ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن
أحمد - ابن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب (ج 6 ص 2620) قال: أخبرنا أبو محمد
عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس، وأبو المظفر حامد بن العميد بن
أميري القزويني بحلب، قالا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري، قالت: أخبرنا
أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا
ص 212
أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي، قال: أخبرني العباس بن
هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه، عن جده قال: كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له
زرعة شهد قتل الحسين رضي الله عنه - فذكر مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال بعينه.
ومنهم العلامة ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الحسين عليه السلام (ص 236) قال:
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس، أنبأنا طراد بن محمد بن علي، أنبأنا
علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، أنبأنا عبد الله بن
محمد ابن عبيد الله بن أبي الدنيا، أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه،
عن جده قال: كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين، فرمى الحسين
بسهم فأصاب حنكه - فذكر مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال . ومنهم العلامة الشيخ أحمد
بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 83) قال:
قاله لما اشتد عليه العطش، فركب المسناة يريد الفرات، وبين يديه أخوه العباس،
فاعترضه خيل عمر بن سعد، وفيهم رجل من بني دارم، فقال لهم: ويلكم حولوا بينه وبين
الفرات ولا تمكنوه من الماء. فقال الحسين عليه السلام: اللهم أظمئه، فغضب الرجل
ورماه بسهم فأثبته في حنكه الريف، فانتزع السهم، وبسط يديه تحت حنكه فامتلأت راحتاه
دما، ثم رمى به نحو السماء وقال: اللهم إني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك. ثم
رجع إلى مكانه، وقد اشتد به العطش، وأحاط القوم بالعباس فاقتطعوه
ص 213
قلت: وفي بعض الروايات اللهم أظمأه وقال: من شهده وهو يجود أنه يصيح من الحر في
بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون، وهو يقول: أسقوني
أهلكني العطش. فيؤتى بعس عظيم فيه السويق والماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم،
فيشربه فيقول: أسقوني أهلكني العطش. قال: فانقد بطنه كانقداد البعير - قاله
الخوارزمي في المقتل .
دعاؤه على رجل بقوله اللهم حزه إلى النار 
قد تقدم ما
يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 وج 19 ص 409 ومواضع أخرى من هذا الكتاب، ونستدرك
هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن
الدار قطني البغدادي المتوفى سنة 385 في المؤتلف والمختلف (ج 2 ص 621 ط دار
الغرب الإسلامي - بيروت 1406 - 1986 م) قال: فحدثنا محمد بن مخلد، حدثنا عباس
الدوري، حدثنا شهاب بن عباد، حدثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن عبد الجبار
بن وائل، قال: لما خرج الناس إلى الحسين عليه السلام، خرج من أهل الكوفة رجل على
فرس له شقراء ذنوب، فأقبل على الحسين عليه السلام يشتمه، فقال له: من أنت؟ قال:
حويزة، أو ابن حويزة، قال: اللهم حزه إلى النار، قال: وبين يديه نهير فذهب ليعبر،
فزالت أسته عن السرج، فمر بنا وقد قطعته، فما أبقت منه إلا فخذه وساقه وقدميه في
الركاب، وإحدى خصييه فقلنا: ارجعوا لا نشهد قتل قت ل هذا الرجل. حدثنا عمر بن الحسن
بن علي، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن بريد، حدثنا أبي، عن إسحاق بن
بريد، حدثنا موسى بن رستم، قال: سمعت الشعبي يقول: خرج ابن حويزة فنادى الحسين: يا
حسين أبشر بالنار. فقال عليه السلام: بل
ص 214
رب كريم، وشفيع مطاع، من أنت؟ قال: أنا ابن حويزة. قال: اللهم حزه إلى النار. قال.
فتحامل به فرسه فعبر به ساقية، فسقط فاندقت عنقه. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن
أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص
2643 ط دمشق) قال: أنبأنا ابن طبرزد، عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء، قال:
أخبرنا عبد الصمد ابن علي، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن إسحق، قال: أخبرنا عبد
الله بن محمد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا ابن الإصبهاني، قال: حدثنا شريك، عن عطاء
بن السائب، عن علقمة بن وائل أو وائل بن علقمة أنه شهد ما هناك، قال: قام رجل،
فقال: أفيكم الحسين لا قالوا: نعم. قال: أبشر بالنار. قال. أبشر برب رحيم - فذكر
الحديث مثل ما تقدم عن المؤتلف والمختلف . ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين
مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه: الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله
عليه وسلم (ص 70 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: عبد الله بن حوزة جاء حتى وقف
أمام الحسين فقال: يا حسين، يا حسين. فقال حسين: ما تشاء؟ قال. أبشر بالنار. قال:
كلا، إني أقدم على رب رحيم - فذكر مثل ما تقدم عن المؤتلف والمختلف . ومنهم
الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6
ص 438 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال شريك، عن عطاء بن السائب، عن علقمة بن
وائل، أو وائل بن علقمة: أنه شهد ما هناك، قال: قام رجل فقال - فذكر الحديث مثل ما
تقدم عن المؤتلف
ص 215
والمختلف . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل في استشهاد الحسين عليه
السلام (ص 88) قال: وحمل رجل يقال له عبيد الله بن حوزة حتى وقف بين يدي الحسين -
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن المؤتلف والمختلف .
دعاؤه للشفاء عن الأوجاع 
رواه
جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن أبي
الفضل محمود بن أبي محمد الحسن بن هبة الله البغدادي المشتهر بابن النجار المتوفى
سنة 643 في ذيل تاريخ بغداد (ج 2 ص 173 ط دار الكتب العلمية - بغداد) قال:
أخبرني أبو الفتوح نصر بن محمد بن علي الحافظ بمكة، قال: أنبأ أحمد بن المبارك بن
سعد، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ علي بن محمد السمسار، أنبأ الحسين بن محمد العسكري،
قال: وجدت في كتاب بخط جدي عبيد بن أحمد بن مخلد الدقاق، قال: أنبأ أبو بكر محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: رأيت في كتاب جدي بخطه: سمعت عبيد الله بن محمد بن حفص
العيشي يقول: سمعت أبي يقول: لما قبض ولد العباس خزائن بني أمية وجدوا سفطا مختوما،
ففتحوه فإذا فيه رق مكتوب عليه: شفاء بإذن الله. قال: ففتح فإذا هو بسم الله
وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أسكن أيها الوجع، سكنت بالذي له ما
سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم، بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم، أسكن أيها الوجع الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه
إن الله بالناس لرؤف رحيم، بسم الله
ص 216
وبالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أسكن أيها الوجع بالذي إن شاء
يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور، بسم الله وبالله
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أسكن أيها الوجع سكنت بالذي يمسك السماوات
والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا . قال
عبيد الله: قال لي: فما احتجت بعده إلى علاج ولا دواء، قال جدي: قال عبيد الله: قال
لنا أبي: إن بني أمية أصابوه في ثقل الحسين عليه السلام.
ص 217
بعض نظم الحسين (عليه السلام) 
من نظمه عليه السلام 
قد تقدم ذكره نقلا عن بعض أعلام
العامة في ج 11 ص 635 وج 19 ص 426، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما
سبق: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن - ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة
الإمام الحسين عليه السلام (ص 162 ط بيروت) قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن
نظيف، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، وأبو الوحش سبع بن المسلم عنه، أنبأنا
أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصوفي، أنبأنا
محمد بن يونس الكديمي، أنبأنا محمد بن المؤمل الحارثي، أنبأنا الأعمش: أن الحسين بن
علي قال: كلما زيد صاحب المال مالا * زيد في همه وفي الاشتغال قد عرفناك يا منغصة
العيش * ويا دار كل فان وبال ليس يصفو لزاهد طلب الزهد * إذا كان مثلا بالعيال
ورواه العلامة المؤرخ ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق - لابن عساكر (ج
7 ص 132 ط بيروت) قال: ومن شعره أيضا - فذكره.
ص 218
ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي فكري المصري في أحسن القصص (ج 4 ص 242 ط
بيروت) فقال: وقال الأعمش: ومن كلامه عليه السلام أيضا - فذكر الأبيات. ورواه
الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 146 ط مطبعة المدني
بمصر). ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى
660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2595 ط دمشق) قال: أنبأنا القاضي أبو
نصر محمد بن هبد الله الشيرازي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، قال:
قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف، وأنبأنيه أبو القاسم علي ابن إبراهيم، وأبو الوحش
سبيع بن المسلم عنه، قال: أخبرنا أبو الفتح إبراهيم بن يسبخت، قال: حدثنا أبو بكر
محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا محمد بن يونس الكديمي، قال: حدثنا محمد بن المؤمل
الحارثي، قال: حدثنا الأعمش أن الحسين بن علي قال - فذكر مثل ما تقدم. ورواه
العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني في جواهر المطالب في مناقب الإمام
أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ق 125 النسخة الرضوية المخطوطة). عن العمش مثل ما
مر. ومن كلامه المنظوم قد تقدم ذكره نقلا عن كتب العامة في ج 11 ص 435، ونستدرك
هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق:
ص 219
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر
تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 132 ط دار الفكر) قال: ومن شعر سيدنا الحسين بن علي
عليه السلام: غنا
عن المخلوق بالخلق * تغن عن الكاذب والصادق واسترزق الرحمن من فضله * فليس غير الله
من رازق من ظن أن الناس يغنونه * فليس بالرحمن بالواثق أو ظن أن المال من كسبه *
زلت به النعلان من حالق ورواه الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه
السلام (ص 146). وذكر في المصرع الثاني من البيت الأول: تسد على الكاذب والصادق
. وقال: فمن ذلك ما أنشده أبو بكر بن كامل عن عبد الله بن إبراهيم، وذكر أنه
للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما - فذكر الأبيات كما سبق. ورواه العلامة
ابن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2595 ط دمشق) قال:
وأنبأنا القاضي أبو نصر، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم، قال: أخبرنا أبو بكر ابن
المزرفي، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، قال: أنشدني
القاضي عبد الله بن علي بن أيوب، قال: أنشدنا القاضي أبو بكر بن كامل، قال أنشدنا
عبد الله بن إبراهيم، وذكر أنه للحسين بن علي - فذكر مثل ما تقدم. ورواه أبو القاسم
علي بن الحسين - ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص
162 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر ابن المزرقي، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن
عبد العزيز
ص 220
العكبري، أنشدني القاضي عبد الله بن علي بن أيوب، أنشدنا القاضي أبو بكر ابن كامل،
أنشدني عبد الله بن إبراهيم وذكر للحسين بن علي - فذكر مثل ما تقدم. ورواه العلامة
شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في جواهر المطالب في مناقب أبي
الحسنين علي بن أبي طالب عليه السلام (ص 145 - والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية)
فقال: أنشده أبو بكر بن حامد رواه عن الحسين رضي الله عنه - فذكر الأبيات كما تقدم.
ومن كلامه المنظوم 
قد نقلنا عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 637 وج 19 ص 423،
ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما سبق: فمنهم العلامة ابن عساكر في
تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص 163) قال: (و) أنبأنا أبو سعد
أحمد بن عبد الجبار الطيوري، عن أبي عبد الله محمد بن علي الصوري، ثم أنشدني أبو
المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز، أنشدنا المبارك بن عبد الجبار، أنشدنا محمد
بن علي الصوري، أنشدني أبو القاسم علي بن محمد بن شهدك الإصبهاني بصور للحسين بن
علي: ومن شعر الحسين بن علي عليهما السلام: لئن كانت الدنيا تعد نفيسة * فدار ثواب
الله أعلى وأنبل وإن كانت الأبدان للموت أنشئت * فقتل، سبيل الله، بالسيف أفضل وإن
كانت الأرزاق شيئا مقدرا * فقلد سعي المرء في الكسب أجمل وإن كانت الأموال للترك
جمعت * فما بال متروك به المرء يبخل
ص 221
ورواه العلامة المؤرخ ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 132 ط
بيروت) قال: ومن شعر الحسين عليه السلام - فذكر مثل ما تقدم. ورواه العلامة ابن أبي
جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2595 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو الحسن
بن المقير، عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز، قال: أنشدنا المبارك بن
عبد الجبار الصيرفي، قال: أنشدنا محمد بن علي الصوري، قال: أنشدني أبو القاسم علي
بن محمد بن شهدك الإصبهاني بصور للحسين بن علي - فذكر مثل ما تقدم - وفيه في المصرع
الثاني من البيت الثاني: فقتل في سبيل الله أفضل، وليس فيه بالسيف . ورواه
العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في
مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة
الرضوية بخراسان): فذكر الأبيات - باختلاف. ورواه علامة اللغة والأدب عمر بن بحر بن
محبوب الجاحظي الكناني بالولاء الليثي المتوفى سنة 255 في الأمل والمأمول (ص 17
ط دار الكتاب الجديد) فقال: وللحسين بن علي رضي الله عنهما - فذكر مثل ما تقدم.
ص 222
ومن منظوم كلامه عليه السلام 
قد تقدم نقله في ج 11 ص 610، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو
عنهم هناك: فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في
التبر المذاب (ص 74) قال: ولما بلغ محمد بن الحنفية سيره وكان يتوضأ وبين يديه
طشت، بكى حتى ملأه من دموعه، ثم نادى واحسيناه واخليفة الماضين وثمال الباقين، ثم
وافاه هو وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن
جعفر، وألحوا عليه بالتخلف والإقامة وقالوا: والله يا بن رسول الله لأن خرجت
وأصابوك بسوء لم يهابوا بنو أمية بعدك أحدا، فأنشدهم يقول: سأمضي وما في الموت عار
على الفتى * إذا ما نوى خيرا وجاهد مسلما وآسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق
مثبورا وخلف مجرما فإن عشت لم أذمم وإن مت لم ألم * كفى بك ذلا أن تعيش فترغما ثم
تلا قوله تعالى (وكان أمر الله قدرا مقدورا) [سورة الأحزاب / 38]. فخرجوا من عنده
وهم يقولون: الله ورسوله وابن رسوله أعلم.
ومن كلامه المنظوم ذكره بعض الأعلام من
العامة: 
فمنهم العلامة قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري
البغدادي المتوفى بها سنة 450 في كتاب نصيحة الملوك (ص 337 ط مؤسسة شباب
الجامعة - اسكندرية) قال: وقد قال فيه الحسين بن علي - رضي الله عنه - فأنصف وأتى
بما يشبهه:
ص 223
الموت خير من ركوب العار * والعار خير من دخول النار ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور
عز الدين علي السيد في كتابه التكرير بين المثير والتأثير (ص 237 ط عالم الكتب
- بيروت): فذكر مثل ما تقدم وزاد: والله من هذا وهذا جاري ومن كلامه المنظوم قد
تقدم نقله عن جماعة من أعلام العامة في ج 11 ص 638 وج 19 ص 426، ونستدرك هيهنا عن
كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد
الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي
طالب (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: ومما أنشده الزبير
بن بكار للحسين عليه السلام في زوجته الرباب بنت امرئ القيس: لعمري أنني لأحب دارا
* تحل بها سكينة والرباب أحبهما وأبذل جل مالي * وليس للائمي فيها عتاب ولست لهم
وإن عتبوا مطيعا * حياتي أو يغيبني التراب ورواه أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل
العسكري المتوفى سنة 382 في تصحيفات المحدثين (ص 174 ط بيروت) قال: الرباب
امرأة الحسين بن علي رضي الله عنهما، وفيها يقول الحسين بن علي رضي
ص 224
الله عنه: لعمرك إنني لأحب أرضا * تضمنها سكينة والرباب أحبهما وأبذل بعد مالي *
وليس للائم فيها عتاب ومن كلامه المنظوم رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر أحمد قبش مدرس اللغة العربية في ثانويات دمشق في مجمع الحكم
والأمثال في الشعر العربي (ص 10 ط دار العروبة) قال: خير ما ورث الرجال بينهم *
أدب صالح وحسن ثناء ذاك خير من الدنانير والأوراق * في يوم شدة ورخاء فقال: للحسين
بن علي عليهما السلام.
ومن كلامه المنظوم 
قد تقدم نقله عن أعلام العامة في ج 11 ص
639، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الفاضل المعاصر محمد
رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله
صلى الله عليه وسلم (ص 104 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: قال علي بن الحسين
بن علي:
ص 225
إني جالس في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها وعمتي زينب عندي تمرضني، إذ اعتزل أبي
أصحابه في خباء له وعنده حوي مولى أبي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:
يا دهر أف لك من خليل * كم لك بالإشراق والأصيل من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا
يقنع بالبديل وإنما الأمر إلي الجليل * وكل حي سالك السبيل فأعادها مرتين أو ثلاثا
حتى فهمتها، فعرفت ما أراد، فخنقتني عبرتي فرددت دمعي ولزمت السكوت، فعلمت أن
البلاء قد نزل، فأما عمتي فإنها سمعت ما سمعت وهي امرأة وفي النساء الرقة والجزع،
فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت: واثكلاه، ليت
الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي وعلي أبي وحسن أخي، يا خليفة الماضي وثمال
الباقي. فنظر إليها الحسين عليه السلام فقال: يا أخية لا يذهبن حلمك الشيطان. قالت:
بأبي أنت وأمي يا أبا عبد الله، استقتلت نفسي فداك، فرد غصته وترقرقت عيناه وقال:
لو ترك القطا ليلا لنام. قالت: ياويلتا، أفتغصب نفسك اغتصابا؟ فذلك أقرح لقلبي وأشد
على نفسي. ولطمت وجهها وأهوت إلى جيبها وشقته وخرت مغشيا عليها، فقام الحسين فصب
على وجهها الماء، وقال لها: يا أخية، اتقي الله وتعزي بعزاء الله، واعلمي أن أهل
الأرض يموتون وأن أهل السماء لا يبقون، وأن كل شيء هالك إلا وجه الله الذي خلق
الأرض بقدرته ويبعث الخلق فيعودون وهو فرد وحده، أبي خير مني وأمي خير مني، وأخي
خير مني، ولي ولهم ولكم مسلم برسول الله أسوة. فعزاها بهذا ونحوه وقال لها: يا
أخية، إني أقسم عليك فأبري قسمي، لا تشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها ولا تدعي علي
بالويل والثبور إذا هلكت. ثم جاء بها حتى أجلسها عندي
ص 226
وخرج إلى أصحابه.
ومن كلامه المنظوم 
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم
العلامة علي بن الحسين - ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين ابن علي
عليهما السلام (ص 195 ط بيروت) قال: - وبالسند المتقدم) قال أحمد بن سليمان:
وأنبأنا الزبير، حدثني محمد بن فضالة، عن أبي مخنف قال: حدثني عبد الملك بن نوفل بن
مساحق، عن أبي سعيد المقبري، قال: والله لرأيت الحسين وأنه ليمشي بين رجلين يعتمد
على هذا مرة وعلي هذا أخرى، حتى دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
لا ذعرت السوام في غبش الصبح * مغيرا ولا دعيت يزيدا يوم أعطى مخافة الموت ضيما *
والمنايا ترصدنني أن أحيدا قال: فعلمت عند ذلك أنه لا يلبث إلا قليلا حتى يخرج، فما
لبث أن خرج حتى لحق بمكة. وقال: وأنبأنا الزبير، حدثني محمد بن الضحاك، قال: خرج
الحسين بن علي من مكة إلى العراق، فلما مر بباب المسجد قال - فذكر مثل ما تقدم.
ورواه الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص
58 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير، ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال:
وقال الزبير بن بكار: وحدثني محمد بن الضحاك، قال: لما أراد الحسين الخروج
ص 227
من مكة إلى الكوفة مر بباب المسجد الحرام وقال - فذكر مثل ما تقدم.
ومن كلامه
المنظوم 
قد تقدم ذكره نقلا عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 636 وج 19 ص 424، ونستدرك
هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن
- ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص 163) فقال:
أخبرنا أبو الفتوح الأنصاري عبد الخلاق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله
الهروي ببغداد، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري،
أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار الشيباني إملاءا، قال: سمعت أبا بكر
هبة الله بن الحسن القاضي بفارس، قال: قرأت على الحارث بن عبيد الله، عن إسحاق ابن
إبراهيم، قال: بلغني إن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع، فطاف بها وقال:
ناديت سكتن القبور فأسكتوا * وأجابني عن صمتهم ندب الجثى قالت: أتدري ما صنعت
بساكني * مزقت ألحمهم وخرقت الكسا وحشوت أعينهم ترابا بعد ما * كانت تأذى باليسير
من القذى أما العظام فإنني فرقتها * حتى تباينت المفاصل والشوى قطعت ذا من ذا ومن
هذا كذا * فتركتها رمما يطول بها البلى ورواه العلامة المؤرخ ابن منظور الإفريقي في
مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 132 ط بيروت) قال: قال إسحاق بن إبراهيم:
ص 228
بلغني أن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها وقال - فذكر مثل ما
تقدم. ورواه الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 146 ط
مطبعة المدني بمصر). باختلاف يسير - في آخر البيت الأول ترب الحصا وفي الثاني
لحمهم مكان ألحمهم ، وفي البيت الرابع مزقتها مكان فرقتها ، وفي البيت
الخامس ذا زاد من هذا . ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي فكري المصري في أحسن
القصص (ج 4 ص 242).
استشهاد الحسين عليه السلام . 
ورواه العلامة كمال
الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص
2596 ط دمشق) فقال: أنبأنا أبو نصر القاضي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم، قال:
أخبرنا أبو الفتوح عبد الخالق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله الهروي
ببغداد، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري، قال:
حدثنا أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار الشيباني إملاء، قال: سمعت أبا بكر
هبة الله بن الحسن القاضي بفارس، قال: قرأت على الحارث بن عبيد الله، عن إسحق بن
إبراهيم، قال: بلغني أن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها وقال -
فذكر مثل ما تقدم.
ص 229
ورواه العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 145 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان): فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل.
ص 230
حديث أم سلمة في إخبار النبي صلى الله عليه وآله بشهادة الحسين عليه السلام 
قد تقدم
نقله عن جماعة من أعلام العامة في ج 1 ص 339، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو
عنها فيما مضى: فمنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الحنفي الهندي المتوفى
975 في كنز العمال (ج 16 ص 265 ط حيدر آباد الدكن) قال: عن المطلب بن عبد الله
بن حنطب، عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم في بيتي،
فقال: لا يدخلن علي أحد، فانتظرت فدخل الحسين، فسمعت نشيج النبي صلى الله عليه وسلم
يبكي، فاطلعت فإذا الحسين في حجره أو إلى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي، فقلت: والله ما
علمت به حتى دخل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن جبريل كان معنا في البيت فقال:
أحبه؟ فقلت: أما من حب الدنيا فنعم. فقال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء،
فتناول جبريل من ترابها فأراه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أحيط بالحسين حين قتل
قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: أرض كربلاء. قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أرض كرب وبلاء (ه طب وأبو نعيم). عن أم سلمة قالت: اضطجع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذات يوم فاستيقظ وهو خائر النفس وفي يده تربة حمراء يقلبها، فقلت: ما هذه
التربة يا رسول الله؟ قال:
ص 231
أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق - للحسين، فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض يقتل
بها، فهذه تربتها (طب) 1).