الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج27)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

 

ص 201

 

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الخوافي [الخافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 75) قال: وأما الحسين عليه السلام فإنه خرج من مكة سابع ذي الحجة سنة ستين، فلما وصل بستان بني عامر لقي الفرزدق الشاعر - وكان يوم التروية - فقال: يا بن رسول الله ما أعجلك من الحج؟ فقال: لو لم أعجل لأخذت، أخبرني عما ورائك؟ فقال: يا بن رسول الله قلوبهم معك وسيوفهم عليك مع بني أمية، فارجع يا بن رسول الله. فقال عليه السلام: يا فرزدق إن هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد في الأرض: وأبطلوا الحدود، وشربوا الخمور، واستأثروا بأموال الفقراء والمساكين، وأنا من قام بنصرة دين الله وإعزاز شرعه وإظهار دينه والجهاد في سبيله ليكون كلامه هي العليا. فقال له الفرزدق: خار الله لك، وبلغك أملك، ثم فارقه.

ومن كلامه عليه السلام خير المعروف ما لم يتقدمه مطل

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أبو المعالي محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون في التذكرة الحمدونية (ص 267 ط بيروت) قال: ومن كلام الحسين بن علي: [خير] المعروف ما لم يتقدمه مطل ولم يتبعه من، الوحشة من الناس على قدر الفطنة بهم، النعمة محنة، فإن شكرت كانت كنزا، وإن كفرت صارت نقمة. قوله عليه السلام لا يدخل الملائكة بيتا فيه كلب رواه جماعة من الأعلام في كتبهم:

 

ص 202

 

فمنهم العلامة المولوي محمد مبين بن محب الدين الحنفي الهندي في وسيلة النجاة (ص 272 ط گلشن فيض لكهنو) قال: واز آنجمله آنست كه روزي شخصى تقصيري كرد كه حضار مجلس دانستند امام همام بر اينكس كمال غضب خواهد فرمود واز اين جرم عظيم در نخواهد گذشت وآن جناب چين بر جبين نياورد وهيج نگفت وروى مبارك بر حاضران كرده فرمود لا يدخل الملائكة بيتا فيه كلب يعني در نميايد فرشته ها در خانه كه در آن سگ مي باشد يعني دل اگر جاى نزول لطف ورحمت خداست مدخل خشم وغضب وغصه كه از عادات سگان است نميتواند باشد. ومن كلامه عليه السلام لعقبة رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة الكوفي العبسي في المصنف في الأحاديث (ج 4 ص 80 ط بمبئي) قال: عن عقبة مولى أذلم بن ناعمة الحضرمي، إنه دفع مع الحسين بن علي من جمع، فلم يزد على السير، فما أتى واد محسر قال: ارجز بصوتك واركض برجلك، واضرب بسوطك. ودفع في الوادي حتى استوت به الأرض، وخرج من الوادي.

 

ص 203

 

أدعية الإمام الحسين عليه السلام

دعاؤه عليه السلام بالكعبة الشريفة

تقدم نقله عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 595، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد بن عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 241 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: ومن دعائه بالكعبة الشريفة: إلهي نعمتني فلم تجدني شاكرا، وابتليتني فلم تجدني صابرا، فلا أنت سلبت النعمة لترك الشكر، ولا أدمت الشدة لترك الصبر، ألهي ما يكون من الكريم إلا الكرم. ورواه الفاضل المعاصر رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 153 ط دار الكتب العلمية - بيروت): مثل ما تقدم عن أحسن القصص .

 

ص 204

 

دعاؤه عليه السلام على القوم حين رمى رجل بسهم في حنكه ورمى الدم إلى السماء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 99) قال: وقد اشتد عطش الحسين، فحاول أن يصل إلى أن يشرب من ماء الفرات فما قدر، بل مانعوه عنه، فخلص إلى شربة منه، فرماه رجل يقال له حصين بن تميم بسهم في حنكه فأثبته، فانتزعه من حنكه، ففار الدم فتلقاه بيديه ثم رفعها إلى السماء وهما مملوءتان دما، ثم رمى به إلى السماء، وقال اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تذر على الأرض منهم أحدا . ودعا عليهم دعاء بليغا. قال: فوالله إن مكث الرجل الرامي له إلا يسيرا حتى صب الله عليه الظمأ، فجعل لا يرى ويسقى الماء مبردا، وتارة يبرد له اللبن والماء جميعا، ويسقى فلا يرى، بل يقول: ويلكم اسقوني قتلني الظمأ. قال: فوالله ما لبث إلا يسيرا حتى أنفد بطنه انفداد بطن البعير.

دعاء الحسين عليه السلام حين رمى دم وجهه الشريف إلى السماء

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص 236) قال: وأنبأنا الخطيب، أنبأنا الحسين بن محمد الخلال، أنبأنا الواجد بن علي القاضي،

 

ص 205

 

أنبأنا الحسين بن إسماعيل الضبي، أنبأنا عبد الله بن شبيب، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني حسين بن زيد بن علي بن الحسين، عن الحسن بن زيد بن حسن بن علي، حدثني مسلم بن رباح مولى علي بن أبي طالب قال: كنت مع الحسين بن علي يوم قتل، فرمي في وجهه بنشابة، فقال لي: يا مسلم أدن يديك من الدم. فأدنيتها فلما امتلأتا قال: اسكبه في يدي. فسكبته في يده، فنفح بهما إلى السماء وقال: اللهم أطلب بدم ابن بنت نبيك. قال مسلم: فما وقع منه إلى الأرض قطرة. دعاؤه عليه السلام على مالك بن النسير رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه: الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 106 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: ومن كراماته رضي الله عنه، أنه دعا على مالك بن النسير الذي ضربه علي رأسه بالسيف فأدماه بقوله لا أكلت ولا شربت، وحشرك الله مع الظالمين فلم يزل فقيرا بشر حتى مات. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 97 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: قالوا: ومكث الحسين نهارا طويلا وحده لا يأتي إليه أحد إلا رجع عنه، لا يحب أن يلي قتله، حتى جاءه رجل من بني بداء، يقال له مالك بن بشير فضرب الحسين على رأسه بالسيف فأدمى رأسه، وكان على الحسين برنس فقطعه وجرح رأسه، فامتلأ البرنس دما، فقال له الحسين: لا أكلت بها ولا شربت، وحشرك الله مع الظالمين. ثم

 

ص 206

 

ألقى الحسين ذلك البرنس ودعا بعمامة فلبسها.

 دعاؤه عليه السلام حين رمي رضيعه بالسهم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 999 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: ثم الحسين أعيى فقعد على باب فسطاطه، وأتي بصبي صغير من أولاده اسمه عبد الله، فأجلسه في حجره، ثم جعل يقبله ويشمه ويودعه ويوصي أهله، فرماه رجل من بني أسد يقال له ابن موقد النار بسهم، فذبح ذلك الغلام، فتلقى حسين دمه في يده وألقاه نحو السماء وقال: رب إن تك قد حبست عنا النصر من السماء فاجعله لما هو خير، وانتقم لنا من الظالمين.

دعاء آخر له في مقتل رضيعه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشريف محمد بن أحمد الحسيني الشافعي الخوافي [الحافي] في التبر المذاب (ص 82 المخطوط) قال: ثم التفت الحسين (ع) وإذا بالطفل له يتلظى عطشا، فأخذه على يده وقال: يا قوم، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل، فرماه رجل منهم بسهم ذبحه، فبكى الحسين وقال: اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا. فنودي من الهواء: يا حسين دعه فإن له مرضعا في الجنة.

 

ص 207

 

دعاؤه عليه السلام لما أحاطوا به

تقدم نقله عن كتب أعلام العامة في ج 1 ص 630، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2618 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء إجازة لي، قال: أنبأنا أبو أسحق إبراهيم بن سعيد الحبال، وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد الصقلي المرابطة، قال: أبو إسحق أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرطوسي - قراءة عليه وأنا أسمع - قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي قراءة عليه، وقالت خديجة: قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار بن عبد الله بن خير الأذني الأنطاكي وأنا شاهدة أسمع، قال: أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار، قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن خلف، قال: حدثنا نصر بن مزاحم العطار، عن أبي مخنف قال: حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال: سمعت الحسين ابن علي وقد أحاطوا به يقول: اللهم احبس عنهم قطر السماء، وامنعهم بركات الأرض، وإن متعتهم إلى حين، ففرقهم فرقا، ومزقهم مزقا، واجعلهم طرائق قددا، ولا ترض عنهم الولاة أبدا، فإنهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا. وضارب حتى كفهم عنه، ثم تغاووا عليه فقتلوه.

 

ص 208

 

دعاؤه عليه السلام على عبد الله الأزدي

قد روينا ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 528، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه: الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 69 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: نازل الحسين عبد الله بن أبي حصين الأزدي ليمنعه الماء، فقال: يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء؟ والله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا. فقال له الحسين: اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له أبدا. قال حميد بن مسلم: والله لعدته بعد ذلك في مرضه، فوالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيته يشرب حتى يبغر ثم يقئ، ثم يعود فيشرب حتى يبغر، فما يروى، فما زال ذلك دأبه حتى لقط غصته (يعني نفسه، أي مات). ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 77) قال: قال الواقدي: ولما رحل الحسين من القادسية وقف مكانا يختار أن ينزل فيه، وإذا سواد الخيل قد أقبل كالليل وكأن راياتهم أجنحة النسور وأسنتهم كاليعاسيب، فنزلوا ومنعوهم الماء ثلاثة أيام، فنادى عبد الله بن حصين الأسدي - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم المحدث العلامة الشيخ أبو بكر محيي الدين محمد بن علي الطعمي في معجم كرامات الصحابة (ص 40 ط دار ابن زيدون - بيروت) قال:

 

ص 209

 

من كراماته: ما روي عن ابن شهاب الزهري قال: لم يبق أحد من قتلة الحسين إلا وعوقب في الدنيا أما بالقتل أو العمى أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة، ومنها أن عبد الله بن حصين ناداه وقت محاربتهم له ومنعهم الماء عنه: يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء، والله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا، فقال الحسين: اللهم اقتله عطشا. فكان ذلك الخبيث يشرب الماء ولا يروى حتى مات عطشا. وسمع شيخ كبير أعان على قتل الحسين رضي الله عنه أن كل من أعان على قتله لم يمت حتى يصيبه بلاء. فقال: أنا ممن شهده وما أصابني أمر أكرهه. فقام إلى السراج ليصلحه، فثارت النار فأصابته، فجعل ينادي: النار النار، حتى مات.

دعاؤه عليه السلام لما صبحت الخيل به

قد تقدم نقله منا عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 613، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق (ص 213 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بن علي بن علي بتبريز، أنبأنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس بإصبهان، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر، أنبأنا إسحق بن أحمد الفارسي، أنبأنا عبد الواحد بن محمد، أنبأنا أبو المنذر، عن أبي مخنف، عن أبي خالد الكاهلي قال: لما صبحت الخيل، الحسين بن علي رفع يديه فقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، فكم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، فأنزلته بك وشكوته إليك رغبة فيه إليك عمن سواك ففرجته

 

ص 210

 

وكشفته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل غاية . ورواه الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 66 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: عن أبي مخنف عن أبي خالد الكاهلي - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر. ورواه العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 146 ط دار الفكر) قال: قال أبو خالد الكابلي - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر. ورواه الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين (ص 105) فقال: لما صبحت الخيل الحسين رفه يديه فقال - فذكر مثله باختلاف قليل. ليس فيه فاء في كم و أنزلته وفيه رغبة مني إليك وليس فيه وكفيتنيه ، وفيه كل رغبة مكان كل غاية . ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 240) بمثل ما نقل عن كتاب الحسن والحسين . دعا عليه السلام على رجل فقال اللهم اظمئه، اللهم اظمئه قد رويناه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 516، ونستدرك ههنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق:

 

ص 211

 

فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 230 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) فقال: وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه، عن جده، قال: كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له: زرعة، شهد قتل الحسين، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه، فجعل يلتقي الدم، ثم يقول هكذا إلى السماء، فيرقى به، وذلك أن الحسين دعا بماء ليشرب، فلما رماه حال بينه وبين الماء فقال: اللهم ظمه، اللهم ظمه. قال: فحدثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون وهو يقول: اسقوني، أهلكني العطش، فيؤتى بالعس العظيم فيه السويق أو الماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم، قال: فيشربه، ثم يعود فيقول: اسقوني أهلكني العطش، قال: فانقد بطنه كانقداد البعير. ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 148 ط دمشق) قال: حدث العباس بن هشام بن محمد الكوفي عن أبيه عن جده، قال: كان رجل من بني أبان بن دارم، يقال له زرعة، شهد قتل الحسين، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه - فذكر مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال . ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب (ج 6 ص 2620) قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس، وأبو المظفر حامد بن العميد بن أميري القزويني بحلب، قالا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري، قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا

 

ص 212

 

أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي، قال: أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه، عن جده قال: كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين رضي الله عنه - فذكر مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال بعينه. ومنهم العلامة ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الحسين عليه السلام (ص 236) قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس، أنبأنا طراد بن محمد بن علي، أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، أنبأنا عبد الله بن محمد ابن عبيد الله بن أبي الدنيا، أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه، عن جده قال: كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه - فذكر مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال . ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 83) قال: قاله لما اشتد عليه العطش، فركب المسناة يريد الفرات، وبين يديه أخوه العباس، فاعترضه خيل عمر بن سعد، وفيهم رجل من بني دارم، فقال لهم: ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكنوه من الماء. فقال الحسين عليه السلام: اللهم أظمئه، فغضب الرجل ورماه بسهم فأثبته في حنكه الريف، فانتزع السهم، وبسط يديه تحت حنكه فامتلأت راحتاه دما، ثم رمى به نحو السماء وقال: اللهم إني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك. ثم رجع إلى مكانه، وقد اشتد به العطش، وأحاط القوم بالعباس فاقتطعوه

 

ص 213

 

قلت: وفي بعض الروايات اللهم أظمأه وقال: من شهده وهو يجود أنه يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون، وهو يقول: أسقوني أهلكني العطش. فيؤتى بعس عظيم فيه السويق والماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم، فيشربه فيقول: أسقوني أهلكني العطش. قال: فانقد بطنه كانقداد البعير - قاله الخوارزمي في المقتل .

دعاؤه على رجل بقوله اللهم حزه إلى النار

قد تقدم ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 وج 19 ص 409 ومواضع أخرى من هذا الكتاب، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن الدار قطني البغدادي المتوفى سنة 385 في المؤتلف والمختلف (ج 2 ص 621 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت 1406 - 1986 م) قال: فحدثنا محمد بن مخلد، حدثنا عباس الدوري، حدثنا شهاب بن عباد، حدثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن عبد الجبار بن وائل، قال: لما خرج الناس إلى الحسين عليه السلام، خرج من أهل الكوفة رجل على فرس له شقراء ذنوب، فأقبل على الحسين عليه السلام يشتمه، فقال له: من أنت؟ قال: حويزة، أو ابن حويزة، قال: اللهم حزه إلى النار، قال: وبين يديه نهير فذهب ليعبر، فزالت أسته عن السرج، فمر بنا وقد قطعته، فما أبقت منه إلا فخذه وساقه وقدميه في الركاب، وإحدى خصييه فقلنا: ارجعوا لا نشهد قتل قت ل هذا الرجل. حدثنا عمر بن الحسن بن علي، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن بريد، حدثنا أبي، عن إسحاق بن بريد، حدثنا موسى بن رستم، قال: سمعت الشعبي يقول: خرج ابن حويزة فنادى الحسين: يا حسين أبشر بالنار. فقال عليه السلام: بل

 

ص 214

 

رب كريم، وشفيع مطاع، من أنت؟ قال: أنا ابن حويزة. قال: اللهم حزه إلى النار. قال. فتحامل به فرسه فعبر به ساقية، فسقط فاندقت عنقه. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2643 ط دمشق) قال: أنبأنا ابن طبرزد، عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء، قال: أخبرنا عبد الصمد ابن علي، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن إسحق، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا ابن الإصبهاني، قال: حدثنا شريك، عن عطاء بن السائب، عن علقمة بن وائل أو وائل بن علقمة أنه شهد ما هناك، قال: قام رجل، فقال: أفيكم الحسين لا قالوا: نعم. قال: أبشر بالنار. قال. أبشر برب رحيم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن المؤتلف والمختلف . ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه: الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 70 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: عبد الله بن حوزة جاء حتى وقف أمام الحسين فقال: يا حسين، يا حسين. فقال حسين: ما تشاء؟ قال. أبشر بالنار. قال: كلا، إني أقدم على رب رحيم - فذكر مثل ما تقدم عن المؤتلف والمختلف . ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 438 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال شريك، عن عطاء بن السائب، عن علقمة بن وائل، أو وائل بن علقمة: أنه شهد ما هناك، قال: قام رجل فقال - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن المؤتلف

 

ص 215

 

والمختلف . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 88) قال: وحمل رجل يقال له عبيد الله بن حوزة حتى وقف بين يدي الحسين - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن المؤتلف والمختلف .

دعاؤه للشفاء عن الأوجاع

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل محمود بن أبي محمد الحسن بن هبة الله البغدادي المشتهر بابن النجار المتوفى سنة 643 في ذيل تاريخ بغداد (ج 2 ص 173 ط دار الكتب العلمية - بغداد) قال: أخبرني أبو الفتوح نصر بن محمد بن علي الحافظ بمكة، قال: أنبأ أحمد بن المبارك بن سعد، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ علي بن محمد السمسار، أنبأ الحسين بن محمد العسكري، قال: وجدت في كتاب بخط جدي عبيد بن أحمد بن مخلد الدقاق، قال: أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: رأيت في كتاب جدي بخطه: سمعت عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي يقول: سمعت أبي يقول: لما قبض ولد العباس خزائن بني أمية وجدوا سفطا مختوما، ففتحوه فإذا فيه رق مكتوب عليه: شفاء بإذن الله. قال: ففتح فإذا هو بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أسكن أيها الوجع، سكنت بالذي له ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم، بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أسكن أيها الوجع الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤف رحيم، بسم الله

 

ص 216

 

وبالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أسكن أيها الوجع بالذي إن شاء يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور، بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أسكن أيها الوجع سكنت بالذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا . قال عبيد الله: قال لي: فما احتجت بعده إلى علاج ولا دواء، قال جدي: قال عبيد الله: قال لنا أبي: إن بني أمية أصابوه في ثقل الحسين عليه السلام.

 

ص 217

 

بعض نظم الحسين (عليه السلام)

من نظمه عليه السلام

قد تقدم ذكره نقلا عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 635 وج 19 ص 426، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن - ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص 162 ط بيروت) قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، وأبو الوحش سبع بن المسلم عنه، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصوفي، أنبأنا محمد بن يونس الكديمي، أنبأنا محمد بن المؤمل الحارثي، أنبأنا الأعمش: أن الحسين بن علي قال: كلما زيد صاحب المال مالا * زيد في همه وفي الاشتغال قد عرفناك يا منغصة العيش * ويا دار كل فان وبال ليس يصفو لزاهد طلب الزهد * إذا كان مثلا بالعيال ورواه العلامة المؤرخ ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق - لابن عساكر (ج 7 ص 132 ط بيروت) قال: ومن شعره أيضا - فذكره.

 

ص 218

 

ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي فكري المصري في أحسن القصص (ج 4 ص 242 ط بيروت) فقال: وقال الأعمش: ومن كلامه عليه السلام أيضا - فذكر الأبيات. ورواه الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 146 ط مطبعة المدني بمصر). ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2595 ط دمشق) قال: أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبد الله الشيرازي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف، وأنبأنيه أبو القاسم علي ابن إبراهيم، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه، قال: أخبرنا أبو الفتح إبراهيم بن يسبخت، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا محمد بن يونس الكديمي، قال: حدثنا محمد بن المؤمل الحارثي، قال: حدثنا الأعمش أن الحسين بن علي قال - فذكر مثل ما تقدم. ورواه العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني في جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ق 125 النسخة الرضوية المخطوطة). عن العمش مثل ما مر. ومن كلامه المنظوم قد تقدم ذكره نقلا عن كتب العامة في ج 11 ص 435، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق:

 

ص 219

 

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 132 ط دار الفكر) قال: ومن شعر سيدنا الحسين بن علي عليه السلام: غنا عن المخلوق بالخلق * تغن عن الكاذب والصادق واسترزق الرحمن من فضله * فليس غير الله من رازق من ظن أن الناس يغنونه * فليس بالرحمن بالواثق أو ظن أن المال من كسبه * زلت به النعلان من حالق ورواه الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 146). وذكر في المصرع الثاني من البيت الأول: تسد على الكاذب والصادق . وقال: فمن ذلك ما أنشده أبو بكر بن كامل عن عبد الله بن إبراهيم، وذكر أنه للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما - فذكر الأبيات كما سبق. ورواه العلامة ابن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2595 ط دمشق) قال: وأنبأنا القاضي أبو نصر، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم، قال: أخبرنا أبو بكر ابن المزرفي، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، قال: أنشدني القاضي عبد الله بن علي بن أيوب، قال: أنشدنا القاضي أبو بكر بن كامل، قال أنشدنا عبد الله بن إبراهيم، وذكر أنه للحسين بن علي - فذكر مثل ما تقدم. ورواه أبو القاسم علي بن الحسين - ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص 162 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر ابن المزرقي، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز

 

ص 220

 

العكبري، أنشدني القاضي عبد الله بن علي بن أيوب، أنشدنا القاضي أبو بكر ابن كامل، أنشدني عبد الله بن إبراهيم وذكر للحسين بن علي - فذكر مثل ما تقدم. ورواه العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في جواهر المطالب في مناقب أبي الحسنين علي بن أبي طالب عليه السلام (ص 145 - والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية) فقال: أنشده أبو بكر بن حامد رواه عن الحسين رضي الله عنه - فذكر الأبيات كما تقدم.

ومن كلامه المنظوم

قد نقلنا عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 637 وج 19 ص 423، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما سبق: فمنهم العلامة ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص 163) قال: (و) أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الطيوري، عن أبي عبد الله محمد بن علي الصوري، ثم أنشدني أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز، أنشدنا المبارك بن عبد الجبار، أنشدنا محمد بن علي الصوري، أنشدني أبو القاسم علي بن محمد بن شهدك الإصبهاني بصور للحسين بن علي: ومن شعر الحسين بن علي عليهما السلام: لئن كانت الدنيا تعد نفيسة * فدار ثواب الله أعلى وأنبل وإن كانت الأبدان للموت أنشئت * فقتل، سبيل الله، بالسيف أفضل وإن كانت الأرزاق شيئا مقدرا * فقلد سعي المرء في الكسب أجمل وإن كانت الأموال للترك جمعت * فما بال متروك به المرء يبخل

 

ص 221

 

ورواه العلامة المؤرخ ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 132 ط بيروت) قال: ومن شعر الحسين عليه السلام - فذكر مثل ما تقدم. ورواه العلامة ابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2595 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو الحسن بن المقير، عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز، قال: أنشدنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، قال: أنشدنا محمد بن علي الصوري، قال: أنشدني أبو القاسم علي بن محمد بن شهدك الإصبهاني بصور للحسين بن علي - فذكر مثل ما تقدم - وفيه في المصرع الثاني من البيت الثاني: فقتل في سبيل الله أفضل، وليس فيه بالسيف . ورواه العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان): فذكر الأبيات - باختلاف. ورواه علامة اللغة والأدب عمر بن بحر بن محبوب الجاحظي الكناني بالولاء الليثي المتوفى سنة 255 في الأمل والمأمول (ص 17 ط دار الكتاب الجديد) فقال: وللحسين بن علي رضي الله عنهما - فذكر مثل ما تقدم.

 

ص 222

 

ومن منظوم كلامه عليه السلام

قد تقدم نقله في ج 11 ص 610، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 74) قال: ولما بلغ محمد بن الحنفية سيره وكان يتوضأ وبين يديه طشت، بكى حتى ملأه من دموعه، ثم نادى واحسيناه واخليفة الماضين وثمال الباقين، ثم وافاه هو وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر، وألحوا عليه بالتخلف والإقامة وقالوا: والله يا بن رسول الله لأن خرجت وأصابوك بسوء لم يهابوا بنو أمية بعدك أحدا، فأنشدهم يقول: سأمضي وما في الموت عار على الفتى * إذا ما نوى خيرا وجاهد مسلما وآسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا وخلف مجرما فإن عشت لم أذمم وإن مت لم ألم * كفى بك ذلا أن تعيش فترغما ثم تلا قوله تعالى (وكان أمر الله قدرا مقدورا) [سورة الأحزاب / 38]. فخرجوا من عنده وهم يقولون: الله ورسوله وابن رسوله أعلم.

ومن كلامه المنظوم ذكره بعض الأعلام من العامة:

فمنهم العلامة قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري البغدادي المتوفى بها سنة 450 في كتاب نصيحة الملوك (ص 337 ط مؤسسة شباب الجامعة - اسكندرية) قال: وقد قال فيه الحسين بن علي - رضي الله عنه - فأنصف وأتى بما يشبهه:

 

ص 223

 

الموت خير من ركوب العار * والعار خير من دخول النار ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عز الدين علي السيد في كتابه التكرير بين المثير والتأثير (ص 237 ط عالم الكتب - بيروت): فذكر مثل ما تقدم وزاد: والله من هذا وهذا جاري ومن كلامه المنظوم قد تقدم نقله عن جماعة من أعلام العامة في ج 11 ص 638 وج 19 ص 426، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: ومما أنشده الزبير بن بكار للحسين عليه السلام في زوجته الرباب بنت امرئ القيس: لعمري أنني لأحب دارا * تحل بها سكينة والرباب أحبهما وأبذل جل مالي * وليس للائمي فيها عتاب ولست لهم وإن عتبوا مطيعا * حياتي أو يغيبني التراب ورواه أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري المتوفى سنة 382 في تصحيفات المحدثين (ص 174 ط بيروت) قال: الرباب امرأة الحسين بن علي رضي الله عنهما، وفيها يقول الحسين بن علي رضي

 

ص 224

 

الله عنه: لعمرك إنني لأحب أرضا * تضمنها سكينة والرباب أحبهما وأبذل بعد مالي * وليس للائم فيها عتاب ومن كلامه المنظوم رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر أحمد قبش مدرس اللغة العربية في ثانويات دمشق في مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي (ص 10 ط دار العروبة) قال: خير ما ورث الرجال بينهم * أدب صالح وحسن ثناء ذاك خير من الدنانير والأوراق * في يوم شدة ورخاء فقال: للحسين بن علي عليهما السلام.

ومن كلامه المنظوم

قد تقدم نقله عن أعلام العامة في ج 11 ص 639، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 104 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: قال علي بن الحسين بن علي:

 

ص 225

 

إني جالس في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها وعمتي زينب عندي تمرضني، إذ اعتزل أبي أصحابه في خباء له وعنده حوي مولى أبي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول: يا دهر أف لك من خليل * كم لك بالإشراق والأصيل من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل وإنما الأمر إلي الجليل * وكل حي سالك السبيل فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها، فعرفت ما أراد، فخنقتني عبرتي فرددت دمعي ولزمت السكوت، فعلمت أن البلاء قد نزل، فأما عمتي فإنها سمعت ما سمعت وهي امرأة وفي النساء الرقة والجزع، فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت: واثكلاه، ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي وعلي أبي وحسن أخي، يا خليفة الماضي وثمال الباقي. فنظر إليها الحسين عليه السلام فقال: يا أخية لا يذهبن حلمك الشيطان. قالت: بأبي أنت وأمي يا أبا عبد الله، استقتلت نفسي فداك، فرد غصته وترقرقت عيناه وقال: لو ترك القطا ليلا لنام. قالت: ياويلتا، أفتغصب نفسك اغتصابا؟ فذلك أقرح لقلبي وأشد على نفسي. ولطمت وجهها وأهوت إلى جيبها وشقته وخرت مغشيا عليها، فقام الحسين فصب على وجهها الماء، وقال لها: يا أخية، اتقي الله وتعزي بعزاء الله، واعلمي أن أهل الأرض يموتون وأن أهل السماء لا يبقون، وأن كل شيء هالك إلا وجه الله الذي خلق الأرض بقدرته ويبعث الخلق فيعودون وهو فرد وحده، أبي خير مني وأمي خير مني، وأخي خير مني، ولي ولهم ولكم مسلم برسول الله أسوة. فعزاها بهذا ونحوه وقال لها: يا أخية، إني أقسم عليك فأبري قسمي، لا تشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا هلكت. ثم جاء بها حتى أجلسها عندي

 

ص 226

 

وخرج إلى أصحابه.

ومن كلامه المنظوم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة علي بن الحسين - ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين ابن علي عليهما السلام (ص 195 ط بيروت) قال: - وبالسند المتقدم) قال أحمد بن سليمان: وأنبأنا الزبير، حدثني محمد بن فضالة، عن أبي مخنف قال: حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن أبي سعيد المقبري، قال: والله لرأيت الحسين وأنه ليمشي بين رجلين يعتمد على هذا مرة وعلي هذا أخرى، حتى دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: لا ذعرت السوام في غبش الصبح * مغيرا ولا دعيت يزيدا يوم أعطى مخافة الموت ضيما * والمنايا ترصدنني أن أحيدا قال: فعلمت عند ذلك أنه لا يلبث إلا قليلا حتى يخرج، فما لبث أن خرج حتى لحق بمكة. وقال: وأنبأنا الزبير، حدثني محمد بن الضحاك، قال: خرج الحسين بن علي من مكة إلى العراق، فلما مر بباب المسجد قال - فذكر مثل ما تقدم. ورواه الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 58 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير، ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: وقال الزبير بن بكار: وحدثني محمد بن الضحاك، قال: لما أراد الحسين الخروج

 

ص 227

 

من مكة إلى الكوفة مر بباب المسجد الحرام وقال - فذكر مثل ما تقدم.

ومن كلامه المنظوم

قد تقدم ذكره نقلا عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 636 وج 19 ص 424، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن - ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص 163) فقال: أخبرنا أبو الفتوح الأنصاري عبد الخلاق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله الهروي ببغداد، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار الشيباني إملاءا، قال: سمعت أبا بكر هبة الله بن الحسن القاضي بفارس، قال: قرأت على الحارث بن عبيد الله، عن إسحاق ابن إبراهيم، قال: بلغني إن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع، فطاف بها وقال: ناديت سكتن القبور فأسكتوا * وأجابني عن صمتهم ندب الجثى قالت: أتدري ما صنعت بساكني * مزقت ألحمهم وخرقت الكسا وحشوت أعينهم ترابا بعد ما * كانت تأذى باليسير من القذى أما العظام فإنني فرقتها * حتى تباينت المفاصل والشوى قطعت ذا من ذا ومن هذا كذا * فتركتها رمما يطول بها البلى ورواه العلامة المؤرخ ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 132 ط بيروت) قال: قال إسحاق بن إبراهيم:

 

ص 228

 

بلغني أن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها وقال - فذكر مثل ما تقدم. ورواه الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 146 ط مطبعة المدني بمصر). باختلاف يسير - في آخر البيت الأول ترب الحصا وفي الثاني لحمهم مكان ألحمهم ، وفي البيت الرابع مزقتها مكان فرقتها ، وفي البيت الخامس ذا زاد من هذا . ورواه الفاضل المعاصر الشريف علي فكري المصري في أحسن القصص (ج 4 ص 242).

 استشهاد الحسين عليه السلام .

ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2596 ط دمشق) فقال: أنبأنا أبو نصر القاضي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم، قال: أخبرنا أبو الفتوح عبد الخالق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله الهروي ببغداد، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري، قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار الشيباني إملاء، قال: سمعت أبا بكر هبة الله بن الحسن القاضي بفارس، قال: قرأت على الحارث بن عبيد الله، عن إسحق بن إبراهيم، قال: بلغني أن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها وقال - فذكر مثل ما تقدم.

 

ص 229

 

ورواه العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 145 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان): فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل.

 

ص 230

 

حديث أم سلمة في إخبار النبي صلى الله عليه وآله بشهادة الحسين عليه السلام

قد تقدم نقله عن جماعة من أعلام العامة في ج 1 ص 339، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الحنفي الهندي المتوفى 975 في كنز العمال (ج 16 ص 265 ط حيدر آباد الدكن) قال: عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم في بيتي، فقال: لا يدخلن علي أحد، فانتظرت فدخل الحسين، فسمعت نشيج النبي صلى الله عليه وسلم يبكي، فاطلعت فإذا الحسين في حجره أو إلى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت به حتى دخل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن جبريل كان معنا في البيت فقال: أحبه؟ فقلت: أما من حب الدنيا فنعم. فقال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من ترابها فأراه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أحيط بالحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: أرض كربلاء. قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرض كرب وبلاء (ه‍ طب وأبو نعيم). عن أم سلمة قالت: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فاستيقظ وهو خائر النفس وفي يده تربة حمراء يقلبها، فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال:

ص 231

أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق - للحسين، فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض يقتل بها، فهذه تربتها (طب) 1).

(هامش)

(1) قال العلامة الشريف السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني الموسوي الشافعي الشهرزوري المدني المتوفى بها سنة 1103 في كتابه الإشاعة لأشراط الساعة (ص 24 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وجاء من طرق صحح الحاكم بعضها: أن جبريل - وفي رواية ملك القطر - جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أن الحسين مقتول، وأراه من تربة الأرض التي يقتل فيها، فأعطاها لأم سلمة وأخبرها أن يوم قتله يتحول دما، فكان كذلك. وشم صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: ريح كرب وبلاء، وسببه أنه لما مات الحسن أخذ معاوية البيعة ليزيد من أهل الشام وجاء حاجا فأراد أن يأخذها من أهل الحجاز من المهاجرين والأنصار، فامتنعوا وقالوا: إن كان لك رغبة فيها فهي لك، وإن سئمتها فردها على المسلمين. فلما مات معاوية وبويع ليزيد بالشام وغيرها، أرسل يزيد لعامله بالمدينة أن يأخذ له البيعة على الحسين، فهرب الحسين إلى مكة خوفا عن نفسه، فأرسل إليه أهل الكوفة أن يأتيهم ليبايعوه، فنهاه ابن عباس وذكر له غدرهم وقتلهم لأبيه وخذلانهم لأخيه وأمره أن لا يذهب بأهله، فأبى فبكى ابن عباس وقال: واحسيناه. وقال له ابن عمر نحو ذلك فأبى، فقبل بين عينيه وقال: استودعتك الله من قتيل. وكذلك نهاه ابن الزبير، بل لم يبق بمكة أحد إلا حزن لمسيره. ولما بلغ أخاه محمد بن الحنفية بكى حتى ملأ طستا بين يديه، وقدم أمامه مسلم بن عقيل فبايعه من أهل الكوفة اثنا عشر ألفا أو أكثر، وأرسل إليه يزيد ابن زياد وحرضه على قتله، وأخذوا مسلم بن عقيل فقتلوه، وتفرق المبايعون. وسار الحسين غير عالم بذلك، فلقى الفرزدق فسأله فقال: قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء ولما قرب من القادسية تلقاه من أخبره الخبر وأمره بالرجوع، فقالت إخوة مسلم بن عقيل: والله لا نرجع حتى نأخذ بثأرنا أو نقتل. فقال: لا خير في الحياة بعدكم. ثم سار فلقيه أوائل خيل ابن زياد، فعدل إلى كربلاء، فجهز إليه ابن زياد عشرين ألف مقاتل، فلما وصلوا إليه طلبوا منه النزول على حكم ابن زياد والمبايعة ليزيد، فقال: دعوني أذهب إلى يزيد. فأبى = (*)

 

ص 232

 

(هامش)

= ابن زياد إلا النزول على حكمه، فقال: والله لا نزلت على حكمه أبدا. فقاتلوه وكان أكثر مقاتليه المكاتبين له والمبايعين له، فلعنة الله على قاتليه مرة وعلى خاذليه مائة مرة حيث جعلوا آل بيت رسول الله فداء لأنفسهم، قاتلهم الله ما أغدرهم وأخذلهم، ومن ثم قال لهم أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه: والله لو قدرت لبعتكم بأهل الشام صرف الدراهم بالدنانير كل عشرة منكم بواحد منهم. فحارب عليه السلام ذلك العدد الكثير، ومعه من أهله نيف وثمانون، فشبت في ذلك الموقف ثباتا باهرا، ولو لا أنهم حالوا بينه وبين الماء ما قدروا عليه. فلما بلغ القتلى من أهله خمسين نادى: أما ذاب عن حريم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج يزيد بن الحرث رجاء شفاعة جده صلى الله عليه وسلم، فقاتل بين يديه حتى قتل. ثم ثبت في أصحابه وبقي بمفرده، فحمل عليهم حملة حمزة وأبيه علي، وقتل كثيرا من شجعانهم، فكثروا عليه حتى حالوا بينه وبين حريمه، فصاح عليه السلام: كفوا سفهاءكم عن النساء والأطفال فكفوا، ثم لم يزل يقاتلهم حتى أثخنوه بالجراح، لأنه طعن إحدى وثلاثين طعنه، وضرب أربعا وثلاثين ضربة، ومع ذلك غلى عليه العطش، فسقط إلى الأرض وحزوا رأسه الشريف يوم الجمعة عاشر محرم عام إحدى وستين. ولما وضعه قاتله بين يدي اللعين ابن زياد أنشد متبجحا: أوقر ركابي فضة وذهبا * إني قتلت ملكا محجبا قتلت خير الناس أما وأبا * وخيرهم إذ ينسبون نسبا فأمر بضرب نقه وقال: إذا علمت أنه كذلك فلم قتلته. والطاهر أنه ما قتله إلا لأنه مدحه لا لأنه قتله، ويدل لذلك أنه جعل الرأس الشريف في طست وجعل يضرب ثناياه الشريفة بقضيب ويدخله أنفه ويتعجب من حسن ثغره، فبكى أنس رضي الله عنه وقال: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال زيد بن أرقم: أرفع قضيبك فوالله لطالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ما بين الشفتين، وبكى فأغلظ عليه اللعين ابن زياد وهدده بالقتل، فقال: لأحدثنك بما هو أغيظ عليك من هذا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أقعد حسنا على فخذه اليمنى وحسينا على فخذه اليسرى، ثم وضع يده الكريمة على يافوخهما، ثم = (*)

 

ص 233

 

(هامش)

= قال: اللهم إني استودعك إياهما وصالح المؤمنين. فكيف كانت وديعة النبي عندك يا ابن زياد. وقد انتقم الله منه، فقد روى الترمذي بسند صحيح إن رأس ابن زياد لما قتل وضع موضع رأس الحسين، وإذا حية عظيمة قد جاءت، فتفرق الناس عنها، فتخللت الرأس حتى جاءت ابن زياد فجعلت تدخل في فمه وتخرج من منخريه وتخل من منخريه وتخرج من فمه، فعلت ذلك مرتين أو ثلاثا. ولما دخل قصر الإمارة بالكوفة أمر برأس فوضع على ترس عن يمينه والناس سماطان، ثم أنزل وجهزه مع رؤوس أصحابه وسبايا آل الحسين على أقتاب الجمال موثقين في الحبال والنساء مكشفات الوجوه والرؤس إلى يزيد لعنه الله، ولما نزل الذين أرسلهم ابن زياد بالرأس أول منزل جعلوا يشربون على الرأس، فخرجت عليهم يد من الحائط فكتبت سطرا بدم: أترجوا أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب فهربوا وتركوا الرأس، ثم عادوا وأخذوه، ولما قدموا به على يزيد أقام الحريم على درج الجامع حيث تقام الأسارى والسبي. ومما ظهر يوم قتله إن السماء أمطرت دما، وإن أوانيهم ملئت دما، وانكشفت الشمس ورؤيت النجوم، واشتد الظلام حتى ظن الناس أن القيامة قد قامت وإن الكواكب ضربت بعضها بعضا، وإنه لم يرفع حجر إلا رؤي تحته دم عبيط، وإن الورس انقلب دما، وإن الدنيا أظلمت ثلاثة أيام. وقتل معه من إخوته وبنيه وبني أخيه الحسن ومن أولاد جعفر وعقيل تسعة عشر رجلا، قال الحسن البصري: وما كان على وجه الأرض لهم يومئذ شبيه، وأنشدوا: أعين بكى بعبرة وعويل * واندبي إن ندبت آل الرسول سبعة منهم لصلب علي * قد أبيدوا وتسعة لعقيل قال المولوي علي بن سلطان محمد القاري في شرح الشفاء للقاضي عياض ج 3 ص 191 المطبوع بهامش نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض (ط دار الفكر بيروت) قال: = (*)

 

ص 234

 

(هامش)

= (وأخبر بقتل الحسين) أي ابن علي رضي الله عنهما (بالطف) بفتح الطاء وتشديد الفاء مكان بناحية الكوفة على شط نهر الفرات واشتهر الآن بكربلاء كأنه مركب من الكرب والبلاء وحذفت الباء الأولى تخفيفا والاكتفاء بحسب الايماء، واستشهد وهو ابن خمس وخمسين سنة ووجد به ثلاث وثلاثون طعنة وثلاث وثلاثون ضربة، وكان جميع من حضر معه من أهل بيته وشيعته سبعة وثمانين منهم علي بن الحسين الأكبر وكان يرتجز ويقول: أنا علي بن الحسين بن علي * نحن وبيت الله أولى بالنبي تالله لا يحكم فيها ابن الدعي وقتل من ولد أخيه عبد الله بن الحسن والقاسم بن الحسن، ومن إخوته العباس بن علي وعبيد الله بن علي وجعفر بن علي وعثمان بن علي ومحمد بن علي وهو أصغرهم، ومن ولد جعفر بن أبي طالب محمد بن عبد الله بن جعفر وعون بن عبد الله بن جعفر، ومن ولد عقيل بن أبي طالب: عبد الله بن عقيل وعب الرحمن بن عقيل وجعفر بن عقيل، وقتل معه من الأنصار أربعة والباقي من سائر العرب ودفنوا بعد قتلهم بيوم. وذكر أبو الربيع بن سبع في مناقب الحسين عن يعقوب بن سفيان قال: كنت في ضيعتي فصلينا العتمة ثم جلسنا في البيت ونحن جماعة، فذكروا الحسين بن علي فقال رجل: ما من أحد أعان على قتل الحسين إلا أصابه عذاب قبل أن يموت، وكان في البيت شيخ كبير فقال: أنا ممن شهدها وما أصابني أمر أكرهه إلى ساعتي هذه. فطفئ السراج فقام لإصلاحه فغارت النار فأخذته فجعل يبادر نفسه إلى الفرات ينغمس فيه فأخذته النار حتى مات. قلت: بل جمع له بين الاحراق والاغراق. (وأخرج بيده تربة) أي قبضة من التراب (وقال فيها مضجعه) بفتح الميم والجيم ويكسر أي مقتله أو مدفنه، ورواه البيهقي من طرق ولفظ حديثه عن عائشة: إن جبريل كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حسين فقال جبريل من هذا فقال ابني فقال ستقتله أمتك وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها، فأشار بيده إلى الطف من العراق فأخذ تربة حمراء فأراه إياها. وقال العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في نسيم الرياض في شرح شفاء = (*)

 

ص 235

عن أم سلمة قالت: دخل الحسين علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالسة على باب فتطلعت فرأيت في كف النبي صلى الله عليه وسلم شيئا يقلبه وهو نائم على بطنه، فقلت: يا رسول الله! تطلعت فرأيتك تقلب شيئا في كفك والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل! فقال: إن جبريل أتاني بالتربة التي يقتل عليها فأخبرني أن أمتي يقتلونه (ش). ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في جامع الأحاديث (القسم الثاني ج 6 ص 171 ط دمشق) قالا: عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن كنز العمال -

 

(هامش)

= القاضي عياض (ج 3 ص 191 دار الفكر - بيروت) قال: (وأخبر) صلى الله تعالى عليه وسلم فيما رواه البيهقي من طرق (بقتل الحسين) ابن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما (بالطف) بفتح الطاء المشددة المهملة وتشديد الفاء وهو مكان بناحية الكوفة (وأخرج) صلى الله تعالى عليه وسلم (بيده تربة) أي مقدار ملء كف من تراب أراه لبعض أصحابه وأهل بيته (وقال) إذا أخرجها (فيها) أي في أرض هذا التراب منها وفيها يموت ويقتل (مضجعه) أي مصرعه إذ يقتل وجيمه مفتوحة وتكسر والأول أقيس وأفصح، وفي التعبير به إيماء إلى أنه رضي الله تعالى عنه حي شهيد لأن أصله محل يضطجع فيه النائم. وأصل الحديث عن عائشة رضي الله تعالى عنها: إن جبريل كان عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فدخل عليه الحسين فقال جبريل: من هذا؟ قال: ابني. فقال: ستقتله أمتك، فإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها، وأشار جبريل بيده إلى الطف من أرض العراق وأخذ تربة حمراء فأراه إياها. ولا ينافي ذلك ما جاء أنه يقتل بكربلا لأن كربلا اسم الموضع والطف ناحية تشتمل عليه. وكان قتله في عاشوراء وقتل معه جماعة من أهل البيت وقيل إن هذه التربة كانت عندهم وإنها في يوم قتله يظهر عليه دم، واختلف فيمن باشر قتله قاتله الله وأخزاه وجعل سجين مأواه ولابن العربي هنا مقالة أظنه برئ منها. (*)

 

ص 236

 

الحديث الأول - متنا وسندا. ورويا أيضا في ص 163 وص 172 مثل ما تقدم عن كنز العمال - الحديث الثاني منه - متنا وسندا. ورويا أيضا في الصفحة الماضية مثل ما تقدم عن الكنز - الحديث الثالث - متنا وسندا. ورويا أيضا الأحاديث المذكورة بالترتيب في ص 429 و430 بعينها متنا وسندا. ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في حياة فاطمة عليها السلام (ص 240 ط دار الجبل بيروت): فذكر مثل ما تقدم عن كنز العمال الحديث الأول. ومنهم الدكتور عبد المعطي في آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم (ص 236) قال: عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن الكنز. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2597 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، ح. وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي بن الحداد، قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي، قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني، قال: أخبرنا الشيخ

 

ص 237

 

أبو غالب محمد بن الحسن، قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان، قال: أخبرنا عبد الخالق ابن الحسن السقفي، قال: حدثنا إسحق بن الحسن الحربي، قال: حدثنا يحيى الحماني، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن حنطب، عن أم سلمة قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: احفظي الباب لا يدخل علي أحد، فسمعت نحيبه، فدخلت فإذا الحسين بين يديه، فقلت والله يا رسول الله ما رأيته حين دخل. فقال: إن جبريل كان عندي آنفا، فقال لي: يا محمد أتحبه؟ فقلت: يا جبريل أما من حب الدنيا فنعم. قال: فإن أمتك ستقتله بعدك، تريد أريك تربته يا محمد؟ فدفع إلي هذا التراب. قالت أم سلمة: فأخذته فجعلته في قارورة، فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دما. وقال أيضا في ص 2598: قالا: أنبأنا أبو بكر السمعاني، قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حطب، عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم فقال: لا يدخلن علي أحد - فذكر مثل ما تقدم عن كنز العمال - الحديث الأول منه. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن الطفيل، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر الإصبهاني، قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر، قال: أخبرنا أبو أحمد الدهان، قال: حدثنا أبو علي الحافظ، قال: حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا سليمان بن عمر، قال: حدثنا أبي، عن أبي المهاجر، عن عباد بن إسحق، عن هاشم بن هاشم، عن عبد الله بن وهب، عن أم سلمة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فقال: لا يدخل علي أحد،

 

ص 238

 

فسمعت صوته، فدخلت فإذا عنده حسين بن علي، وإذا هو حزين يبكي، فقلت: ما لك يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي تقتل هذا بعدي. فقلت: ومن يقتله؟ فتناول مدرة، فقال: أهل هذه المدرة يقتلونه. وقال أيضا في ص 2599: أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف البغدادي، قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، قال: أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن خريم الشاشي، قال: حدثنا عبد بن حمية، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه قال: قالت أم سلمة: كان النبي صلى الله عليه وسلم نائما في بيتي، فجاء حسين يدرج. قالت: فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه. قالت: ثم غفلت في بيتي، فدب فدخل فقعد على بطنه. قالت: فسمعت نحيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت فقلت: والله يا رسول الله ما علمت به. فقال: إنما جاءني جبريل عليه السلام وهو على بطني قاعد، فقال لي: أتحبه لا فقلت: نعم، قال: إن أمتك ستقتله، ألا أريك التربة التي يقتل بها؟ قال: فقلت: بلى. قال: فضرب بجناحه فأتاني بهذه التربة. قالت: وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول: يا ليت شعري من يقتلك بعدي. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن البانياسي، قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، قال: أخبرنا أبو علي الحداد وغيره إجازة، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذه، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني عبادة بن زياد الأسدي، قال: حدثنا عمر بن ثابت، عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فنزل جبريل فقال: يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلى

 

ص 239

 

الحسين. فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضمه إلى صدره ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وديعة عندك هذه التربة، فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: ريح كرب وبلاء. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل. قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم تعني وتقول: إن يوما تحولين دما ليوم عظيم. ومنهم العلامة أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في عيون الأخبار في مناقب الأخيار (ص 49 - نسخة مكتبة الفاتيكان) قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان، أنبأ أبو محمد عبد الخالق بن الحسن بن أبي روبة العدل، نبأ إسحق بن الحسن الحربي، نبأ يحيى الحماني، نبأ سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن خطب، عن أم سلمة قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن بغية الطلب في تاريخ حلب - الحديث الأول منه. ومنهم الحافظ أبو محمد عبد [الحميد] بن حميد بن نصر الكشي في المسند (ص 199 والنسخة مصورة من مخطوطة جامع اياصوفيا) قال: أنا عبد الرزاق، أنا عبد الله سعيد بن أبي هند عن أبيه قالت أم سلمة: كان النبي صلى الله عليه وسلم نائما في بيتي فجاء الحسين يدرج - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن تاريخ حلب لابن أبي جرادة - الحديث الرابع منه. ومنهم العلامة ابن الجوزي في بستان الواعظين (ص 260 ط دمشق) قال: قالت أم سلمة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الحسين في؟؟؟؟؟ دخلت عليهما فطالعتهما من الباب، فإذا الحسين على صدر رسول الله ص

 

ص 240

 

يلعب وفي يد رسول قطعة من طين ودموعه تجري على خديه، فلما خرج الحسين دخلت إليه وقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، اطلعت عليك وفي يدك طينة والصبي على صدرك وأنت تبكي. فقال لها النبي: إني لما فرحت به وهو على صدري يلعب، إذ أتاني جبريل عليه السلام وناولني الطينة التي يقتل عليها الحسين، فلذلك بكيت. ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في الخصائص الكبرى (ج 3 ص 125 ط حيدر آباد الدكن) قال: وأخرج أبو نعيم، عن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان ببيتي، فنزل جبريل فقال: يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ إلى الحسين، وأتاه بتربة فشمها ثم قال: ريح كرب وبلاء، وقال: يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي إن ابني قد قتل، فجعلتها في قارورة. ومنهم العلامة الخوارزمي في مقتل الحسين (ج 2 ص 96 ط مطبعة الزهراء) قال: وجاء في المراسيل إن سلمى المدنية قالت: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة قارورة فيها رمل من الطف وقال لها: إذا تحول هذا دما عبيطا فعند ذلك يقتل الحسين، قالت سلمى: فارتفعت واعية من حجرة أم سلمة، فكنت أول من أتاها فقلت لها: ما دهاك يا أم المؤمنين؟ قالت: رأيت رسول الله في المنام والتراب على رأسه، فقلت: ما لك؟ قال: وثب الناس على ابني فقتلوه، وقد شهدته قتيلا الساعة. فاقشعر جلدي وانتبهت وقمت إلى القارورة فوجدتها تفور دما. قالت سلمى: ورأيتها موضوعة بين يديها، فبكيت وفتحت القارورة فإذا صار دما.

 

ص 241

 

ومنهم العلامة الشيخ سعد بن محمد الشافعي الكازروني في المنتقى (ص 184): روى الحديث بمعنى ما تقدم. ومنهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى في أوائل القرن الثاني عشر في كتابه مفتاح النجا في مناقب آل العبا (المخطوط ص 143) قال: وأخرج الإمام بن الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني البغدادي في زيادة المسند، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ناولني رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من تراب أحمر وقال: إن هذا من تربد الأرض التي يقتل بها الحسين، فمتى صار دما فاعلمي أنه قد قتل. قالت أم سلمة: فوضعته في قارورة عندي، وكنت أقول: إن يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم. ومنهم العلامة السيد خير الدين أبو البركات نعمان أفندي الآلوسي البغدادي المتوفى سنة 1317 في كتابه غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ (ج 2 ص 89 طبع دار الطباعة المحمدية بالقاهرة) قال: وروي أيضا بسنده عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة زوج النبي رضي الله تعالى عنها، قالت: كان جبريل عند النبي عليه النبي الصلاة والسلام وحسين معي، فبكى فتركته، فأتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فأخذته، فلما أخذته بكى فأرسلته فذهب إليه، فقال له جبريل: أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. فقال: إن أمتك ستقتله، فإن شئت أريتك تربة أرضه التي يقتل بها، فبسط جناحيه إلى الأرض التي يقتل بها يقال لها كربلاء، وأخذه بجناحيه فأراه إياه. قال حماد: إن الحسين رضي الله تعالى عنه لما نزل كربلاء شم الأرض وسألهم عن اسمها، فقالوا: كربلاء. فقال: كرب وبلاء، فقتل بها.

 

ص 242

 

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 79) قال: وعن أم سلمة قالت: كان جبرئيل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي الحسين عليه السلام، فقال: دعي ابني، فتركته فأخذه ووضعه في حجره، فقال جبرئيل: أتحبه؟ قال: نعم - فذكر مثل ما تقدم باختلاف يسير. ومنهم العلامة حسام الدين المردي في آل محمد (ص 40) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: استأذن ملك القطر ربه أن يزورني فأذن له، وكان في يوم أم سلمة، فقال رسول الله: يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل أحد، فبينما هي على الباب إذ دخل الحسين فاقتحم فوثب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل ص يلثمه ويقبله، فقال له الملك: أتحبه؟ قال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريك المكان الذي يقتل به، فأراه، فجاء بسهلة أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلا. وفي رواية الملا في سيرته وابن الإمام أحمد في زيادة المسند قالت: ثم ناولني كفا من تراب أحمر، وقال: إن هذا من تربة الأرض التي يقتل بها، فمتى صار دما فاعلمي أنه قد قتل. قالت أم سلمة: فوضعته في قارورة عندي، كنت أقول: إن يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم. وفي رواية أخري: ثم قال جبرئيل: ألا أريك تربد مقتله؟ فجاء بحصيات، فجعلهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قارورة، قالت أم سلمة: فلما كانت ليلة عظيم شهيد 1) الحسين سمعت قائلا يقول. قالت: فبكيت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دما.

 

(هامش)

  كذا في الأصل ولعله شهادة الحسين . (*)

ص 243

وقال في الهامش: رواه في تفسير البغوي في معجمه يرفعه بسنده عن أنس، وأخرجه أيضا أبو حاتم في صحيحه، ويروي الإمام أحمد نحوه، وكذا عبد بن حميد والإمام ابن أحمد نحوه أيضا، والملا في سيرتهم جميعا. ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في دلائل النبوة (ج 6 ص 468 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، وأبو محمد ابن أبي حامد المقري، قالوا: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا موسى بن يعقوب، عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن عبد الله بن وهب بن زمعة، قال: أخبرتني أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم للنوم، فاستيقظ وهو حائر، ثم اضطجع فرقة، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت منه في المرة الأولى، ثم اضطجع واستيقظ وفي يده تربة حمراء يقلبها، فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبرئيل عليه السلام أن هذا يقتل بأرض العراق - للحسين - فقلت: يا جبرئيل أرني تربة الأرض التي يقتل بها، فهذه تربتها. تابعه موسى الجهني، عن صالح بن زيد النخعي، عن أم سلمة، وأبان، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة. وفي ج 7 ص 48 قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن علي المقري، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا أبو سعيد الأشج، أخبرنا أبو خالد الأحمر، قال: حدثنا رزيق، قال: حدثني سلمى، قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: ما

 

ص 244

 

لك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفا. ومنهم العلامة أبو العرب محد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في كتاب المحن (ص 139 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال: قال أبو العرب: وحدثني عيسى بن مسكين، قال: حدثنا محمد بن سنجر، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا موسى بن يعقوب، قال: أخبرتني أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم - فذكر مثل ما تقدم عن البيهقي في دلائل النبوة . ومنهم العلامة أمير أحمد حسين بهادر خان في التاريخ الأحمدي (ص 47) قال: وأخرج ابن راهويه والبيهقي وأبو نعيم عن أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم - فذكر مثل ما تقدم عن دلائل النبوة . ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 134 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: ومن حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندي ومعي الحسين، فدنا من النبي صلى الله عليه وسلم فأخذته، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ص 245

 

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 134 ط دار الفكر) قال: وعن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فنزل جبريل فقال: يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وديعة عندك هذه التربة، فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ريح كرب وبلاء. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل. قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم، يعني، وتقول: إن يوما تحولين دما ليوم عظيم. قالت أم سلمة: دخل الحسين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع، فقالت أم سلمة: ما لك يا رسول الله؟ قال:: إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل، وإنه اشتد غضب الله على من يقتله وفي حديث آخر بالمعنى الأول: وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، فأراه إياه، فإذا الأرض يقال لها كربلاء. وفي حديث آخر بالمعنى قال: فضرب بجناحه، فأتاني بهذه التربة، قالت: وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول: يا ليت شعري، من يقتلك بعدي؟ وفي حديث آخر: وقيل: اسمها كربلاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كرب وبلاء. ومنهم العلامة الأمير أحمد حسين بهادر خان البريانوي الهندي الحنفي في التاريخ الأحمدي (ص 67) قال: وأخرج أبو نعيم، عن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن مختصر تاريخ دمشق وليس فيه ثم جعلت تنظر إليها كل يوم

 

ص 246

 

إلى آخره. ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن محمد التميمي المتوفى سنة 333 في المحن (ص 139 ط دار الغرب الإسلامي) قال: وحدثني يحيى، عن أبيه، عن جده، عن قرة بن خالد، عن عامر بن عبد الواحد، عن شهر بن حوشب قال: بينما نحن عند أم سلمة أم المؤمنين إذ دخلت صارخة تصرخ، فقالت: قتل الحسين. قالت: قد فعلوها، اللهم املأ بيوتهم وقبورهم نارا، ثم وقعت مغشيا عليها. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله الحسني القاهري المولود والمتوفى بها سنة 1296 - 1372 في أحسن القصص (ج 5 ص 39 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: سند الرأي الأول ما يروى من أن النبي صلى الله على وسلم أعطى أم سلمة ترابا من تربة الحسين حمله إليه جبريل، فقال لها: إذا صار هذا التراب دما فقد قتل الحسين. فحفظته في قارورة عندها، فلما قتل الحسين صار التراب دما، فأعلمت الناس بقتله. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 408 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال عبادة بن زياد الأسدي: حدثنا عمرو بن ثابت، عن الأعمش، عن أبي وائل شفيق بن سلمة، عن أم سلمة، قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فنزل جبريل، فقال: يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك. وأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وضعت عندك هذه التربة، فشمها

 

ص 247

 

رسول الله وقال: ريح كرب وبلاء. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل. فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول: إن يوما تحولين دما ليوم عظيم. أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي، قال: أنبأنا جعفر الصيدلاني في جماعة، قالوا: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت: أخبرنا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني عبادة بن زياد الأسدي، فذكره. وقال عبد الرحمن بن صالح الأزدي، عن أبي بكر بن عياش، عن موسى بن عقبة عن داود: قالت أم سلمة: دخل الحسين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع، فقالت أم سلمة: ما لك يا رسول الله؟ قال: إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل، وأنه اشتد غضب الله على من يقتله. وفي الباب عن عائشة، وزينب بنت جحش، وأم الفضل بنت الحارث، وأبي أمامة الباهلي، وأنس بن الحارث، وغيرهم.

 

ص 248

 

حديث زينب بنت جحش (في إخبار النبي صلى الله عليه وآله بشهادة الحسين عليه السلام)

رويناه عن أعلام العامة في ج 11 ص 359، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر. أحمد عبد الجواد في جامع الأحاديث (ج 2 ص 748 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن ابني هذا تقتله أمتي. قلت: فأرني تربته، فأتاني بتربة حمراء (ع طب) عن زينب بنت جحش.

 

ص 249

 

قول النبي يقتل الحسين على رأس ستين من مهاجري

قد تقدم نقله منا عن كتب العامة في ج 11 ص 354، ونستدرك عمن لم نرو عنهم هناك: وفيه أحاديث: منها

حديث أم سلمة

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الشهير بابن عساكر الدمشقي في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق (ط بيروت ص 185) قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، وأبو منصور ابن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمد بن الحسين الأزرق، أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي، وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن العلاف، قالا: أنبأنا أبو الحسن الحمامي، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد، قالا، أنبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، أنبأنا أحمد بن يحيى بن زكريا، أنبأنا إسماعيل بن أبان، أخبرني حبان بن

 

ص 250

 

علي، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتل حسين على رأس ستين من مهاجري. ومنها

حديث عائشة

قد تقدم نقله سابقا عن أعلام العامة في ج 11 ص 386، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: قد تقدم نقله سابقا عن أعلام العامة في ج 11 ص 386، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي المتوفى سنة 450 في أعلام النبوة (ص 108 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: دخل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه، فبرك على ظهره وهو منكب ولعب على ظهره، فقال جبريل: يا محمد إن أمتك ستفتن بعدك ويقتل ابنك هذا من بعدك، ومد يده فأتاه بتربة بيضاء وقال: في هذه الأرض يقتل ابنك اسمها الطف. فلما ذهب جبريل خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه والتربة في يده وفيهم أبو بكر وعمر وعلي وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في كنز العمال (ج 13 ص 108 ط حيدر آباد الدكن): روى من طريق الطبراني وابن سعد عن عائشة بعين ما تقدم عن أعلام النبوة .

 

 الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج27)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب