ص 261
حديث أنس بن الحارث 
قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 380، ونستدرك هيهنا
عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة القرطبي في التذكرة (563 ط عبد الخالق
بالقاهرة) قال: ذكر أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد
الله الحسين بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الحلواني. قال ابن السكن:
وأخبرني أبو بكر محمد بن محمد بن إسماعيل، حدثنا أحمد بن عبد الله بن زياد الحداد،
قالا: حدثنا سعيد بن عبد الملك بن واقد، قال: حدثنا عطاء بن مسلم، عن أشعث بن سحيم،
عن أبيه، عن أنس بن الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابني هذا
يقتل بأرض من أرض العراق، فمن أدركه منكم فلينصره، فقتل أنس - يعني مع الحسين بن
علي عليهما السلام. أنبأنا، إجازة الشيخ الفقيه القاضي أبو عامر، عن أبي القاسم بن
بشكوال، عن أبي محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، وأبي عمران موسى بن عبد الرحمن
بن أبي تليد، عن أبي عمر بن عبد البر، قال: حدثنا الحافظ أبو القاسم خلف بن القاسم،
قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو علي بن السكن - فذكره. ومنهم العلامة الشيخ زين الدين
عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي في تاريخه (ج 1 ص 233 ط المطبعة الحيدرية في
الغري): روى الحديث نقلا عن صاحب معالم الإسلام عن أنس بعين ما تقدم عن
التذكرة .
ص 262
ومنهم العلامة الشيخ محمد عزت دروزة في تاريخ العرب في الإسلام (ص 380 ط صيدا):
روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن التذكرة . ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن
الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من
تاريخ مدينة دمشق (ط بيروت ص 238) قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن،
أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد الأبنوسي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد بن محمد،
حدثني محمد بن هارون أبو بكر، أنبأنا إبراهيم بن محمد الرقي وعلي بن الحسين الرازي،
قالا: أنبأنا سعيد بن عبد الملك بن واقد الحراني، أنبأنا عطاء بن مسلم، أنبأنا اشعب
بن سحيم، عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: إن ابني هذا - يعني الحسين - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن التذكرة . ثم
قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين. قال البغوي: ولا أعلم روى
غيره، قال ابن عساكر: وقد تقدم ذكر هذا الحديث من وجه آخر أعلى من هذا. ومنهم
العلامة زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي في تتمة المختصر في أخبار
البشر (ص 66 والنسخة مصورة من مخطوطة إحدى مكاتب اسلامبول) قال: قال صاحب معالم
الإسلام : روي عن أنس بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن ابني هذا -
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن التذكرة.
ص 263
ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني القلقشندي
المولود بها سنة 898 والمتوفى بالقاهرة سنة 973 في مختصر تذكرة القرطبي (ص 121
ط دار الفكر - بيروت) قال: ذكر الحافظ أبو شعيب عثمان بن السكن، عن أنس بن الحارث
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابني هذا - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن
التذكرة . ومنهم العلامة أمير أحمد بهادر خان البريانوي الهندي في تاريخ
الأحمدي (ص 67) قال: وأخرج ابن السكن والبغوي في الصحابة وأبو نعيم من طريق سحيم
عن أنس بن الحارث قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن ابني هذا - يعني
الحسين - يقتل - فذكر مثل ما تقدم عن التذكرة . ومنهم الفاضلة المعاصرة ليلى
مبروك في كتابها علامات الساعة الصغرى والكبرى (ص 35 ط المختار الإسلامي -
القاهرة) قالت: عن أنس بن الحرث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابني
هذا - فذكرت الحديث مثل ما تقدم عن التذكرة .
حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن 
رواه
جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في
دلائل النبوة (ج 6 ص 470 ط بيروت) قال: وأنبأني أبو عبد الرحمن السلمي أن أبا
محمد بن زياد السمذي أخبرهم: حدثنا
ص 264
محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن البرقي، حدثنا، سعيد
هو ابن الحكم بن أبي مريم، قال: حدثني يحيى بن أيوب، قال: حدثني ابن غزية، وهو
عمارة - عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: كان لعائشة مشربة،
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد لقي جبريل لقيه فيها، فرقيها مرة من
ذلك وأمر عائشة أن لا يطلع إليهم أحد. قال: وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة، فدخل
حسين بن علي فرقى ولم تعلم حتى غشيها، فقال جبريل: من هذا؟ قال: ابني، فأخذه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فجعله على فخذه، فقال جبريل عليه السلام: سيقتل، تقتله
أمتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمتي؟ قال: نعم، وإن شئت أخبرتك بالأرض
التي يقتل فيها. فأشار جبريل عليه السلام إلى الطف بالعراق، فأخذ تربة حمراء فأراه
إياها. هكذا رواه يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية مرسلا ورواه إبراهيم بن أبي يحيى
عن عمارة موصولا، فقال: عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة. ومنهم العلامة
أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي المغربي القيرواني المالكي
المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في المحن (ص 141 ط دار المغرب الإسلامي في
بيروت سنة 1403) قال: وحدثني بكر بن أحمد بن عبيد بن الفهري من ولد عقبة بن نافع،
عن سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثني ابن غزية، عن محمد بن إبراهيم،
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كان لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر
الحديث مثل ما تقدم عن دلائل النبوة باختلاف يسير، وفيه مشرفة مكان مشربة،
و لقاء مكان لقي، و لا يطلع إليها و لم تعلم حتى غشيهما وليس فيه: الطف.
ص 265
حديث أم الفضل بنت الحارث 
قد تقدم نقله عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 397، ونستدرك
هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي
الدمشقي الشهير بابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة
دمشق (ص 183 ط بيروت) قال: وأخبرنا عاليا أبو عبد الله الفراوي، أنبأنا أبو بكر
البيهقي، أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي الجوهري
ببغداد، أنبأنا أبو الأحوص محمد ابن الهيثم القاضي، أنبأنا محمد بن مصعب، أنبأنا
الأوزاعي، عن أبي عمار شداد بن عبد الله، عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة.
قال: وما هو؟ قلت: إنه شديد. قال: وما هو؟ قلت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت
في حجري. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت خيرا. تلد فاطمة - إن شاء
الله - غلاما فيكون في حجرك. قالت: فولدت فاطمة الحسين، فكان في حجري كما قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم تهريقان الدموع. قالت: قلت: يا رسول الله بأبي وأمي ما لك؟ قال:
أتاني جبرئيل عليه السلام وأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا. فقلت: هذا؟ قال: نعم،
وأتاني بتربة من تربته حمراء. ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في
دلائل النبوة (ج 6 ص 468 ط بيروت) قال: حدثني محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا
أبو عبد الله محمد بن علي الجوهري
ص 266
ببغداد، حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا
الأوزاعي، عن أبي عمار شداد بن عبد الله، عن أم الفضل بنت الحارث - فذكر الحديث مثل
ما تقدم عن ابن عساكر. ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي
الهندي في كتابه تاريخ الأحمدي (ص 66 ط بيروت سنة 1408 ه) قال: وأخرج الحاكم
والبيهقي عن أم الفضل بنت الحارث قالت: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله يوما
بالحسين، فوضعه في حجره، ثم حانت مني التفاته فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم تهريقان من الدموع، فقال - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر. ومنهم العلامة
المولوي ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين (ص
231 ط الهند) قال: وعن أم الفضل بنت الحارث: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا - يعني الحسين - وأتاني بتربة حمراء.
وأخرج أحمد: نفذ علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها، فقال: إن ابنك هذا حسينا مقتول،
وإن شئت أريك من تربة الأرض التي يقتل بها. قال: فأخرج تربة حمراء. ومنهم العلامة
الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في عيون الأخبار في
مناقب الأخيار (ص 49 نسخة مكتبة الفاتيكان) قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن
إبراهيم الدورقي، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن العلوي، نبأ جدي
يحيى بن الحسن، حدثني سعيد بن نوح
ص 267
أبو حفص العجلي، نبأ محمد بن مصعب القرقسائي، نبا الأوزاعي، عن عبد الله بن شداد،
عن أم الفضل بنت الحارث: إنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت - فذكر
مثل ما تقدم عن ابن عساكر. ومنهم العلامة المعاصر محمد العربي التباني الجزائري
المكي في تحذير العبقري من محاضرات الخضري (ج 2 ص 240 ط بيروت سنة 1404) قال:
أخرج أبو داود والحاكم عن أم الفضل بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
أتاني جبريل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا (يعني الحسين) وأتاني بتربة من تربة
حمراء. ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في جامع الأحاديث
(ج 4 ص 725 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قام من عندي جبريل من
قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم،
فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا (حم، ع) وابن سعد
(طب) عن علي (طب عن أبي أمامة (طب، كر) عن أم سلمة ابن سعد (طب) عن عائشة (ع) عن
زينب أم المؤمنين (كر) عن أم الفضل بنت الحارث زوج العباس. ومنهم العلامة حسام
الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 23 والنسخة مصورة من مكتبة السيد الأشكوري)
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا
يعني الحسين - وأتاني بتربة من تربته حمراء. رواه أبو داود والحاكم هما يرفعه بسنده
عن أم الفضل بنت الحارث.
ص 268
قد تقدم نقل ما يدل عليه في ج 11 ص 393 عن أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم
التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ
دمشق (ج 7 ص 133 ط دار الفكر دمشق) قال: قال أبو أمامة قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لنسائه: لا تبكوا هذا الصبي، يعني حسينا، قال: فكان يوم أم سلمة،
فنزل جبريل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الداخل، وقال لأم سلمة: لا تدعي أحدا
يدخل علي، فجاء الحسين، فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في البيت أراد أن
يدخل، فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكته، فلما اشتد في البكاء خلت عنه،
فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل للنبي صلى الله عليه
وسلم: إن أمتك ستقتل ابنك هذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يقتلونه وهم مؤمنون
بي؟ قال: نعم، يقتلونه، فتناول جبريل تربة فقال: بمكان كذا وكذا. فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد احتضن حسينا كاسف البال، مهموما، فظنت أم سلمة أنه غضب من
دخول الصبي عليه، فقالت: يا نبي الله، جعلت لك الفداء، إنك قلت لنا: لا تبكوا هذا
الصبي، وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك، فجاء فخليت عنه، فلم يرد عليها. فخرج إلى
أصحابه وهم جلوس فقال لهم: إن أمتي يقتلون هذا، ففي القوم أبو بكر وعمر وكانا أجرأ
القوم عليه، فقال: يا نبي الله، يقتلونه وهم مؤمنون؟ قال: نعم، هذه تربته، فأراهم
إياها.
ص 269
حديث عمرة بنت عبد الرحمن 
رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة أبو
القاسم علي بن الحسين الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين
عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق (ص 201 ط بيروت) قال: وكتبت إليه عمره بنت عبد
الرحمن فعظم عليها ما يريد أن يصنع (من إجابة أهل الكوفة) وتأمره بالطاعة ولزوم
الجماعة وتخبره أنه انما يساق إلى مصرعه وتقول: أشهد لحدثتني عائشة أنها سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقتل حسين بأرض بابل. فلما قرأ الحسين عليه السلام
كتابها قال: فلا بد لي إذا من مصرعي.
حديث الهيثم البكاء 
رواه جماعة من أعلام
العامة في كتبهم: فمنهم العلامة محمد بن أحمد التميمي المتوفى سنة 333 في المحن
(ص 139 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت) قال: وحدثني يحيى بن محمد بن يحيى بن سلام
قال: حدثني أبي عن جدي قال: حدثني الهيثم البكاء قال: نزل جبريل على النبي صلى الله
عليه وسلم وفاطمة في الحجرة، أو قال: خرجت فاطمة إلى الحجرة ومعها حسين يومئذ إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وكان يشق عليه بكاؤه، فسرحته فحبا، أو مشى، حتى بلغ باب
البيت فخشيت أن يدخل عليهما فاستدنت فأخذته، فسكت فرجعت به إلى مكانها، فبكى،
فسرحته، فسكت حتى بلغ الباب فاستدنت حتى أخذته فسكت فرجعت به إلى مكانه فبكى فسرحته
حتى بلغ الباب فاستدنت فأخذته، ففعلت ذلك مرارا، فسبقها
ص 270
مرة من ذلك فدخل فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم، فجعله في حجره فقال له جبريل:
أتحب ابنك يا محمد، قال: نعم، قال: أما إن أمتك ستقتله، ثم مال بجناحيه إلى أرض
كربلاء، فقال: بأرض هذه تربتها، ثم صعد جبريل وخرج النبي صلى الله عليه وسلم من
البيت وهو حامل حسينا على عنقه وبيده القبضة وهو يبكي، فقالت فاطمة: ما يبكيك يا
رسول الله؟ قال: ابني تقتله أمتي بأرض هذه تربتها، أخبرني به جبريل.
حديث محمد بن
صالح 
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم
المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 135
ط دار الفكر) قال: وعن محمد بن صالح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبره
جبريل أن أمته ستقتل حسين بن علي، فقال: يا جبريل أفلا أراجع فيه. قال: لا، لأنه
أمر قد كتبه الله.
حديث أنس بن مالك 
قد رويناه عن أعلام العامة في ج 11 ص 403،
ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة كمال الدين عمر
بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في
تاريخ حلب (ج 6 ص 2600 ط دمشق) قال: وقلت: وقد ذكر أبو حاتم بن حبان حديث إخبار
ملك القطر عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم يقتل الحسين في المسند الصحيح على
التقاسيم والأنواع، ورفعه
ص 271
إلى أنس بن مالك رضي الله عنه. أخبرنا به أوب روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل
في كتابه إلينا من هراد وغير مرة، قال: أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي
العباس الجرجاني، قال: أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد بن علي البحائي، قال:
أخبرنا أبو الحسن محمد بن سفيان، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا عمارة بن
زاذان، قال: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي
صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين بن علي
فطفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل
النبي صلى الله عليه وسلم يتلثمه ويقبله، فقال له الملك، أتحبه؟ فقال: نعم. قال:
أما إن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: نعم، فقبض قبضة من
المكان الذي قتل فيه فأراه إياه، فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته
في ثوبها، قال ثابت: كنا نقول إنها كربلاء. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن بنين،
قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حامد الأرتاحي، قال: أخبرنا أبو الحسن
علي بن الحسين الفراء إجازة لي، قال: أنبأنا أبو إسحق إبراهيم بن سعيد الحبال، وست
الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد بن إبراهيم المرابطة. قال أبو إسحق: أخبرنا
أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرطوسي قراءة عليه وأنا أسمعه، قال: أخبرنا أبو
بكر الحسن بن الحسين بن بندار، قراءة عليه. وقالت خديجة: قرئ على أبي القاسم يحيى
بن حمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن بندار الأذني وأنا أشاهده أسمع، قال: أخبرني جدي
القاضي أبو الحسن علي بن الحسين، قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل
الأديب، قال:
ص 272
حدثنا الكزبراني، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، قال: حدثنا عمارة بن زاذان، عن
ثابت، عن أنس: أن ملك القطر استأذن أن يزور رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم
أم سلمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنظر أن لا يدخل علينا أحد حتى يخرج. فجاء
الحسين فدخل فجعل مرة يثب على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقبله ويلثمه،
فقال له الملك: أتحبه؟ قال: نعم. قال: أما إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان
الذي يقتل فيه، فقبض كفه فإذا تربة حمراء. وقال: حدثنا محمود، قال: حدثنا
الكزبراني، قال: حدثنا غسان بن مالك، قال: حدثنا عمارة بن زاذان، عن ثابت عن أنس عن
النبي صلى الله عليه وسلم بمثله. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم
الحافظ، قال: أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال:
أخبرنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال: حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم بن مغيرة المروزي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن واقد، قال: حدثني أبي، قال:
حدثنا أبو غالب، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه: لا
تبكوا هذا الصبي - يعني حسينا - قال: فكان يوم أم سلمة، فنزل جبريل فدخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقال لأم سلمة: لا تدعي أحدا يدخل علي، فجاء الحسين، فلما نظر
إلى النبي صلى الله عليه وسلم في البيت أراد أن يدخل، فأخذته أم سلمة فاحتضنته
وجعلت تناغيه ومسكته، فلما اشتد في البكاء حلت عنه، فدخل حتى جلس في حجر رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمتك ستقتل ابنك هذا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يقتلونه وهم مؤمنون بي؟ قال: نعم يقتلونه، فتناول
جبريل تربة فقال: بمكان كذا وكذا. فخرج رسول الله قد احتضن حسينا كاسف البال
مهموما، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه، فقالت: يا نبي الله جعلت لك
الفداء إنك قلت لنا: لا تبكوا هذا الصبي وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء
فخليت عنه. فلم يرد عليها، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس، فقال لهم: إن أمتي يقتلون
ص 273
هذا. وفي القوم أبو بكر وعمر، وكانا أجرأ القوم عليه، فقالا: يا نبي الله يقتلونه
وهم مؤمنون؟ قال: نعم هذه تربته، فأراهم إياها. ومنهم العلامة الأمير علاء الدين
علي بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان
(ج 8 ص 262 ط بيروت) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال:
حدثنا عمارة بن زاذان، قال: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه
أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن بغية الطلب الحديث
الأول منه. ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في دلائل النبوة (ج 6
ص 469 ط بيروت) قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار،
حدثنا بشر بن موسى، حدثنا عبد الصمد - يعني ابن حسان - حدثنا عمارة - يعني ابن
زاذان -، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك المطر أن يأتي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأذن له، فقال لأم سلمة: احفظي علينا الباب لا يدخلن أحد - فذكر
مثل ما تقدم عن بغية الطلب باختلاف يسير. وقال في آخره: فكنا نسمع أن يقتل
بكربلاء. وكذلك رواه شيبان بن فروخ، عن عمارة بن زاذان. ومنهم الفاضلان المعاصران
الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في جامع الأحاديث (القسم
الثاني ج 6 ص 241 ط دمشق) قالا: عن أنس قال: استأذن ملك القطر - فذكر مثل ما تقدم
عن بغية الطلب . وقالا في آخره (أبو نعيم).
ص 274
وذكرا أيضا مثله متنا وسندا في ج 7 ص 64. ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادرخان
الحنفي البريانوي الهندي في كتابه تاريخ الأحمدي (ص 66 ط بيروت سنة 1408 ه)
قال: وأخرج البغوي في معجمه في حديث أنس رضي الله عنه - فذكر مثل ما تقدم عن بغية
الطلب ، وقال في آخره: وأخرجه أيضا أبو حاتم في صحيحه والبيهقي وأبو نعيم. ومنهم
الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 124
أخرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: قال
الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا عمارة - يعني ابن زاذان - عن ثابت، عن
أنس قال: استأذن ملك القطر أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له - فذكر مثل ما
تقدم عن بغية الطلب . وقال في آخره: وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثني عبد
الله بن سعيد، عن أبيه - الخ. ومنهم العلامة المولى ولي الله اللكهنوي في مرآة
المؤمنين (ص 231): روى الحديث عن أنس مثل ما تقدم عن بغية الطلب . ومنهم
العلامة أبو الهدى في ضوء الشمس (ص 97 ط اسلامبول): روى الحديث عن أنس مثل ما
تقدم عن البغية .
ص 275
ومنهم العلامة المولوي علي المتقي الهندي في كنز العمال (ج 16 ص 266 ط حيدر
آباد الدكن): روى الحديث من طريق أبي نعيم عن أنس مثل ما تقدم عن البغية . ومنهم
الفاضل المعاصر محمود شلبي في حياة فاطمة عليها السلام (ص 242 ط دار الجيل -
بيروت): روى الحديث مثل ما تقدم عن البغية ، وقال في آخره: أخرجه الإمام أحمد.
ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال
(ج 6 ص 408 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال أبو القاسم البغوي بن أبي شيبة
الحبطي، قال: حدثنا عمارة بن زاذان، قال: حدثنا ثابت، عن أنس، قال: استأذن ملك
القطر ربه عز وجل أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له وكان في يوم أم سلمة -
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن بغية الطلب . ومنهم الفاضلة المعاصرة ليلى مبروك في
كتابها علامات الساعة الصغرى والكبرى (ص 35 ط المختار الإسلامي - القاهرة)
قالت: عن أنس أن ملك المطر استأذن - فذكرت الحديث مثل ما مر عن بغية الطلب .
حديث داود رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
ص 276
فمنهم العلامة محمد بن أحمد التميمي في المحن (ص 40) قال: وحدثني غير واحد قال:
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا بهلول، قال: حدثنا موسى بن عبيدة، قال: أخبرنا
داود، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم في بيت بعض نسائه إذ أقبل
الحسين يحبو ليضع يده على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذته ونحته، ثم أنها
غفلت عنه فأقبل حتى وضع يده على النبي صلى الله عليه وسلم، فاستيقظ النبي صلى الله
عليه وسلم يبكي، فبكت المرأة لبكائه وقالت: بأبي وأمي ما يبكيك؟ قال: يبكيني أن
جبريل عرض علي التربة التي يسفك عليها دم ابني هذا، فاشتد غضب الله على من يسفك
دمه.
حديث معاذ بن جبل 
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الحافظ
أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في المعجم الكبير (ج 20 ص
28 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال: حدثنا الحسن بن عباس الرازي، ثنا سليم بن منصور بن
عمار، ثنا أبي (ح). وحدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حبان الرقي، ثنا عمرو بن بكير
بن بكار القعنبي، ثنا مجاشع بن عمرو، قالا: ثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، حدثني عبد
الله بن عمرو بن العاص: أن معاذ بن جبل أخبره قال: خرج علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم متغير اللون، فقال: أنا محمد أوتيت فواتح الكلام وخواتمه فأطيعوني ما دمت
بين أظهركم، وإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، أتتكم
الموتة أتتكم بالروح والراحة كتاب من الله سبق، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم، كلما
ذهب رسل جاء رسل، تناسخت النبوة فصارت ملكا، رحم الله من أخذها بحقها، وخرج منها
كما دخلها، أمسك يا معاذ واحص. قال: فلما بلغت خمسة قال: يزيد لا
ص 277
يبارك الله في يزيد، ثم ذرفت عيناه فقال: نعي إلي حسين، وأتيت بتربته وأخبرت
بقاتله، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعوه إلا خالف الله بين
صدورهم وقلوبهم وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا. ثم قال: واها لفراخ آل محمد من
خليفة مستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف، أمسك يا معاذ. فلما بلغت عشرة قال: الوليد
اسم فرعون، هادم شرائع الإسلام بين يديه، رجل من أهل بيته ليسل الله سيفه ولا غماد
له، واختلف الناس فكانوا هكذا. وشبك بين أصابعه ثم قال: بعد العشرين ومائة موت سريع
وقتل ذريع، ففيه هلاكهم، ويلي عليهم رجل من ولد العباس. ولفظهما واحد. الأحاديث
المرسلة رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة محمد بن أحمد المغربي
المالكي في نظم الدرر السنية في معجزات سيد البرية (ص 51 والنسخة مصورة من
مكتبة جستربيتي في إيرلندة) قال: أخبر صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين بن علي
عليهما السلام بشط الفرات. خرجه أبو بكر بن أبي شيبة، والبغوي، وابن سعد والبزار.
ومنهم العلامة أمير أحمد خان البريانوي الهندي الحنفي في تاريخ الأحمدي (ص 65)
قال: ودر روضة الاحباب منقول است كه: هيج فرزند شش ماهه متولد نشده است كه زيسته
باشد مكر حسين بن علي ويحيى بن زكريا عليهم السلام ونيز در كتاب موضوف منقول است
كه: چون امام حسين متولد شد حق سبحانه وتعالى جبرئيل را فرو فرستاد گفت: برو وحبيب
مرا تهنيت كن به مولد حسين وبعد از آن خبر ده به قتل
ص 278
وتعزيت آن هم بروى رسان، جبرئيل بيامد ودر آن وقت حسين بر كنار رسول بود صلى الله
عليه وسلم وآن سرور بوسه بر حلق او ميداد پس جبريل اول تهنيت رسانيد، پس از آن
خبرقتل وى بگفت وتعزيت آن رسانيد رسول عليه السلام مضطرب شد سؤال كرد كه اى اخي
جبريل سبب تهنيت معلوم است!! موجب تعزيت چيست؟ جبريل گفت: اين موضع او حلق وى كه
اكنون بوسه گاه تواست بعد از وفات وتو پدرش ومادرش وبرادرش به تيغ جفا مجروح خواهند
گردانيد وشمه اى از واقعهء كربلا به گوش خواجه عالم رسانيد. وقال أيضا في ص 66:
وأخرج أحمد أن النبي (ص) قال: لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها، فقال لي:
إن ابنك هذا - يعني حسينا - مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها.
فأخرج تربة حمراء. ومنهم العلامة السيد محمد بن إبراهيم الحسني الوزير اليماني في
الروض الباسم (ج 2 ص 35 ط دمشق) قال: وقال ابن الأثير في نهايته ما لفظه فيه أنه
من ذكر الخلفاء بعده فقال: أوه لفراخ آل محمد من خليفة يستخلف عتريف مترف يقتل خلفي
وخلف الخلف. قلت: قاله ابن الأثير في (ع، ت - ر - ف) ثم قال: العتريف الغاشم
الظالم. وقيل: الداهي الخبيث. وقيل: هو قلب العفريت: الشيطان الخبيث.
ص 279
قول ملك للنبي إن ابنك هذا مقتول رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم
العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 104) قال: إن ابنك هذا حسينا
مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها. قال: فأخرج تربة حمراء. أخرجه
الإمام أحمد بن حنبل: لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها، فقال لي... وقال في
الهامش: رواه الإمام أحمد بن حنبل يرفعه بسند صحيح.
ص 280
قول الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله في المعراج: إن تحفظ الحسن والحسين عن
الشهادة ولا شفاعة لك يوم القيامة رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم
العلامة أخطب خطباء خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي المتوفى سنة
568 في المقتل (ص 169 ط مكتبة المفيد بقم) قال: وروي أن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم لما دخل الجنة ليلة المعراج رأى فيها قصرين من ياقوتتين إحداهما خضراء
والأخرى حمراء، فسأل جبرئيل عنهم، فقال: اسأل رضوان عنهما، فسأل رضوان فقال:
الخضراء للحسن والحمراء للحسين. فقال: يا رضوان لم خلق الله الخضراء للحسن والحمراء
للحسين؟ فقال رضوان: إن الحسن تقتله أمتك بالسم فيصير أخضر، والحسين تقتله أمتك
بالسيف فيتلطخ بدمه فيصير أحمر، فأعلم الله قصريهما بهاتين العلامتين. فبكى رسول
الله، فقال الله: يا محمد لم تبكي وإن دموعك لا قيمة لها عندي، ولكن إن رضيت أن
تحفظهما ولا شفاعة لك يوم القيامة فعلنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
بل الشفاعة أحب إلي يا رب، وإن قتلت قرة عيني معهما فاطمة.
ص 281
إخبار علي عليه السلام بشهادة ولده الحسين عليه السلام

وفيه أحاديث: منها
حديث ابن
نجي 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب العامة في ج 11 ص 372 إلى ص 379 وج 19 ص 375،
ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن
مكرم المشتهر بابن منظور والمتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7
ص 133 ط دار الفكر) قال: حدث عبد الله بن يحيى عن أبيه: أنه سافر مع علي بن أبي
طالب وكان صاحب مطهرته، فلما حاذوا بنينوى، وهو منطلق إلى صفين، نادى علي: صبرا أبا
عبد الله، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: ومن ذا أبو عبد الله؟ قال: دخلت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان، فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ ما شأن
عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات،
وقال: هل لك أن أشمك من
ص 282
تربته؟ قال: قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم يسعني أملك عيني أن
فاضتا. ومنهم الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي في تاريخ
الأحمدي (ص 188 ط بيروت) قال: وفي سر الشهادتين للشاه عبد العزيز الدهلوي قال:
أخرج أبو نعيم، عن يحيى الحضرمي أنه سار مع علي إلى صفين، فلما حاذى نينوى نادى:
صبرا يا أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: ماذا؟ قال: إن النبي (ص) قال: حدثني جبرئيل
أن الحسين يقتل بشط الفرات. ومنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن
محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي التميمي البكري البغدادي المتوفى سنة 597 في كتابه
الحدائق ج 1 ص 396 ط بيروت سنة 1408) قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا محمد بن
عبيد، قال: حدثنا شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه: أنه سار مع علي
وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى علي: اصبر أبا عبد الله
بشط الفرات. قلت: وماذا؟ قال - فذكر مثل ما تقدم عن مختصر تاريخ دمشق . ومنهم
العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660
في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2596 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو حفص عمر بن
محمد بن طبرزة، عن أبي غالب بن البناء، قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون، قال:
أخبرنا أبو القاسم بن حبابه، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثني يوسف بن
موسى القطان، قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا
ص 283
شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه أنه سار مع علي بن أبي طالب
وكان صاحب مطهرته، فلما حاذوا نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى علي: صبرا أبا عبد
الله، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: ومن ذا أبا عبد الله؟ - فذكر مثل ما تقدم
عن مختصر تاريخ دمشق . ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ
أحمد عبد الجواد المدنيان في جامع الأحاديث (القسم الثاني ج 4 ص 479 وج 6 ص
429) قالا: عن نجي أنه سار مع علي رضي الله عنه، فلما حاذى نينوى - فذكرا مثل ما
تقدم عن ابن منظور. وقالا في آخره (ش، حم، ع، ص). ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين
عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه مسند علي بن أبي طالب
(ج 1 ص 48 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند) قال: عن عبد الله بن نجي، عن أبيه
نجي أنه سار مع علي رضي الله عنه، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى علي:
اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: وماذا؟ قال: دخلت [على]
النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور باختلاف يسير في
اللفظ. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في آل بيت الرسول صلى
الله عليه وسلم (ص 236 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن عبد الله بن نجي عن أبيه: إنه
سار مع علي عليه السلام - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.
ص 284
ورواه الشيخ محمد أيمن بن عبد الله بن حسن الشبراوي القويني في فهرس أحاديث كشف
الأستار ص 57 ط بيروت مثل ما تقدم عن ابن منظور. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو
الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 406 ط مؤسسة الرسالة
- بيروت) قال: وقال محمد بن عبيد الطنافسي، حدثنا شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد
الله بن نجي، عن أبيه أنه سافر مع علي بن أبي طالب، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذوا
نينوى وهو منطلق إلى صفين، نادى علي: صبرا أبا عبد الله، صبرا أبا عبد الله بشط
الفرات. قلت: ومن ذا أبو عبد الله؟ قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم -
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور. ثم قال أيضا: أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد
بن أبي الخير، قال: أنبأنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش، قال: أخبرنا أبو غالب
ابن البناء، قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون، قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة،
قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثني يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا محمد
بن عبيد - فذكره. وقال الدكتور بشار عواد معروف - مصحح الكتاب في تعليقه: [رواه]:
مسند أحمد 1 / 85، والمعجم الكبير للطبراني (2811)، وابن عساكر (213) و(214) و(215)
وتاريخ الإسلام 3 / 9، وسير الأعلام 3 / 288. ومنها حديث شيبان بن مخرمة رواه جماعة
من أعلام العامة في كتبهم:
ص 285
فمنهم علامة التاريخ ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام
(ص 235 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي،
أنبأنا محمد بن العباس، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد
بن سعد، أنبأنا يحيى بن حماد، أنبأنا أبو عوانة، عن عطاء بن السائب، عن ميمون، عن
شيبان بن مخرم - قال (ميمون) وكان عثمانيا يبغض عليا - قال: رجعنا مع علي من صفين.
قال: فانتهينا إلى موضع، قال: فقال: ما يسمى هذا الموضع؟ قال: قلنا: كربلا. قال كرب
وبلاء، قال: ثم قعد على رابية وقال: يقتل هاهنا قوم (هم) أفضل شهداء على ظهر الأرض،
لا يكون شهداء رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قلت: بعض كذباته ورب الكعبة.
قال: فقلت لغلامي - وثم حمار ميت - جئني برجل هذا الحمار (فجاءني به) فأوتدته في
المقعد الذي كان فيه قاعدا، فلما قتل الحسين قلت لأصحابي: انطلقوا ننظر، فانتهينا
معهم إلى المكان فإذا جسد الحسين على رجل الحمار، وإذا أصحابه ربضة حوله. وقال
أيضا: أخبرنا أبو علي الحداد وغيره في كتبهم، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة،
أنبأنا سليمان ابن أحمد، أنبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي، أنبأنا محمد بن يحيى بن
أبي سمينة، أنبأنا يحيى بن حماد، أبو عوانة، عن عطاء بن السائب، عن ميمون بن مهران،
عن شيبان بن مخرم - وكان عثمانيا - قال: إني لمع علي إذ أتى كربلاء، فقال: يقتل في
هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلا شهداء بدر - فذكر مثل ما تقدم.
ص 286
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في مختصر
تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 147 ط دار الفكر) قال: وعن شيبان بن مخرم وكان
عثمانيا قال: - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر. ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف
عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في جامع الأحاديث (القسم الثاني
ج 4 ص 479 ط دمشق) قالا: عن شيبان بن مخرم قال: إني لمع علي عليه السلام - فذكرا
مثل ما تقدم عن ابن عساكر. ورويا أيضا مثله في ج 6 ص 429 عن شيبان المذكور. ومنها
حديث أبي هرثمة 
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة أبو المؤيد
الموفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم في مقتل الحسين عليه السلام (ج 1 ص 165 - ط
مكتبة المفيد بقم) قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي،
عن شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد البيهقي، عن أبيه، حدثنا أبو عبد الله الحافظ،
أخبرنا خلف بن محمد البخاري، حدثنا صالح بن محمد الحافظ، حدثنا أحمد بن حبان
المصيصي، حدثنا عيسى بن يونس السبيعي، عن الأعمش، عن نشيط أبي فاطمة قال: جاء مولاي
أبو هرثمة من صفين، فأتيناه فسلمنا عليه، فمرت شاة وبعرت، فقال: لقد ذكرتني هذه
الشاة حديثا، أقبلنا مع علي ونحن راجعون من صفين، فنزلنا كربلا فصلى
ص 287
بنا الفجر بين شجرات، ثم أخذ بعرات من بعر الغزال ففتها في يده ثم شمها، فالتفت
إلينا وقال: يقتل في هذا المكان قوم يدخلون الجنة بغير حساب. ومنهم الفاضلان
المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في جامع
الأحاديث (القسم الثاني ج 4 ص 482 ط دمشق) قالا: عن أبي هرثمة قال: كنت مع علي
رضي الله عنه بكربلاء فقال: يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب
(ش). ومنهم العلامة المولوي علي المتقي في كنز العمال (ج 16 ص 279 ط حيدر آباد
الدكن) قال: عن أبي هرثمة قال: كنت مع علي بكربلاء، فقال: يحشر من هذا الظهر سبعون
ألفا يدخلون الجنة بغير حساب. ومنهم العلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص
280 ط الغري) قال: وبه حدثني الطبراني، حدثنا الحضرمي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة،
حدثنا معاوية، عن الأعمش، عن سلام أبي شرحبيل، عن أبي هرثمة قال: كنت مع علي عليه
السلام بنهر كربلاء، فمر بشجرة تحتها بعر الغزلان، فأخذ منه قبضة فشمها ثم قال:
يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب. قلت: هكذا أخرجه الطبراني في
معجمه الكبير في ترجمته. ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الشهير
بابن عساكر الدمشقي في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام في تاريخ مدينة دمشق (ص
186 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو
عمر حيويه، أنبأنا
ص 288
أحمد بن معرف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا يحيى بن حماد،
أنبأنا أبو عوانة، عن سليمان، قال: أنبأنا أبو عبيد الضبي،، قال: دخلنا على أبي
هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي - وهو جالس على دكان له - وله امرأة يقال
لها جرداء، وهي أشد حبا لعلي وأشد لقوله تصديقا - فجاءت شاة له فعبرت، فقال: لقد
ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي. قالوا: وما علم علي بهذا. قال: أقبلنا مرجعنا من
صفين، فنزلنا كربلا، فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل، ثم أخذ كفا
من بعد الغزلان فشمه، ثم قال: أوه أوه، يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير
حساب. قال أبو عبيد: قالت جرداء: وما تنكر من هذا؟ هو أعلم بما قال منك، نادت بذلك
وهي في جوف البيت. ومنهم العلامة ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 135)
قال: قال أبو عبد الله الضبي: دخلنا على أبي هرثم الضبي - فذكر مثل ما تقدم عن ابن
عساكر. ومنها
حديث هرثمة بن سلمى 
رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم
العلامة أحمد بن علي بن محمد المشتهر بابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (ج 2
ص 348 ط حيدر آباد) قال: قال إسحاق بن سليمان الرازي، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن يحيى
بن سعيد، عن أبي حيان، عن قدامة الضبي عن جردا بنت سمير، عن زوجها هرثمة بن سلمى
قال: خرجنا مع علي، فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فنزل إلى شجرة فصلى إليها، فأخذ
تربة
ص 289
من الأرض فشمها، ثم قال: واها لك تربة، ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب. قال:
فقفلنا من غزاتنا وقتل علي ونسبت الحديث. قال: فكنت في الجيش الذين ساروا إلى
الحسين، فلما انتهيت إليه نظرت إلى الشجرة فذكرت الحديث، فتقدمت على فرس لي، فقلت:
أبشرك ابن بنت رسول الله وحدثته الحديث. قال: معنا أو علينا. قلت: لا معك ولا عليك،
تركت عيالا وتركت مالا. قال: أما لا فول في الأرض هاربا، فوالذي نفس حسين بيده لا
يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم. قال: فانطلقت هاربا موليا في الأرض حتى خفي علي
مقتله. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 148 ط دار الفكر) قال: وعن هرثمة بن سلمى قال
- فذكر الحديث مثل ما تقدم عن تهذيب التهذيب . ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن
أحمد بن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6) قال: أنبأنا أبو
الحسن بن المقير، عن الفضل بن سهل الحلبي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن علي بن
ثابت إذنا، قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، قال: أخبرنا علي بن عمر
الحافظ، قال: حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري، قال: حدثنا علي بن حرب الجنديسابوري،
قال: حدثنا إسحق بن سليمان، قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن يحيى بن سعيد أبي حيان،
عن قدامة الضبي، عن جرداء بنت سمير، عن زوجها هرثمة بن سلمى قال: خرجنا مع علي في
بعض غزوة - فذكر بعين ما تقدم عن تهذيب التهذيب .
ص 290
ومنهم علامة التاريخ ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام
(ص 235 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي، أنبأنا
أبو بكر الخطيب، أنبأنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، أنبأنا علي بن عمر
الحافظ، أنبأنا محمد بن نوح الجنديسابوري، أنبأنا علي بن حرب الجنديسابوري، أنبأنا
إسحاق بن سليمان، أنبأنا عمرو بن أبي قيس، عن يحيى بن سعيد أبي حيان، عن قدامة
الضبي، عن جرداء بنت سمير، عن زوجها هرثمة بن سلمى قال: خرجنا مع علي في بعض غزوه،
فسار حتى انتهى إلى كربلا - فذكر مثل ما تقدم عن تهذيب التهذيب . ومنهم الحافظ
جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 410
ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال محمد بن سعد: أخبرنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا
أبو عوانة، عن سليمان - يعني الأعمش - قال: حدثنا أبو عبد الله الضبي، قال: دخلنا
على ابن هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي، وهو جالس على دكان له، وله امرأة
يقال لها خرداء هي أشد حبا لعلي وأشد لقوله تصديقا، فجاءت شاة فبعرت، فقال: لقد
ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي. قالوا: وما علم علي بهذا؟ قال: أقبلنا مرجعنا من
صفين فنزلنا كربلاء، فنزل فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل، ثم أخذ
كفا من بعر الغزلان فشمه، ثم قال: أوه أوه! يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير
حساب. قال: فقالت خرداء: وما ينكر من هذا؟ هو أعلم بما قال منك. نادت بذلك وهي في
جوف البيت وهي في جوف البيت. وقال أبو الحسن الدار قطني: حدثنا محمد بن نوح
الجنديسابوري، قال: حدثنا علي بن حرب الجنديسابوري، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان
قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن يحيى بن سعيد أبي حيان، عن قدامة الضبي، عن خرداء
بنت سمير،
ص 291
عن زوجها هرثمة بن سلمى، قال: خرجنا مع علي في بعض غزوه، فسار حتى انتهى إلى
كربلاء، فنزل إلى شجرة يصلي إليها، فأخذ تربة من الأرض، فشمها، ثم قال: واها لك
تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب. قال: فقفلنا من غزاتنا وقتل علي ونسيت
الحديث، قال: فكنت في الجيش الذين ساروا إلى الحسين، فلما انتهيت إليه نظرت إلى
الشجرة، فذكرت الحديث فتقدمت على فرس لي، فقلت: أبشرك ابن بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وحدثته الحديث. قال: معنا أو علينا؟ قلت: لا معك ولا عليك، تركت عيالا
وتركت مالا. قال: أما لا، فول في الأرض، فوالذي نفس حسين بيده، لا يشهد قتلنا اليوم
رجل إلا دخل جهنم. قال: فانطلقت هاربا موليا في الأرض حتى خفي علي مقتله. ومنها
حديث أصبغ بن نباتة 
رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة جلال الدين
عبد الرحمن السيوطي في الخصائص الكبرى (ج 2 ص 126 ط حيدر آباد) قال: أخرج أبو
نعيم عن أصبغ بن نباته قال: أتينا مع علي موضع قبر الحسين، فقال: هيهنا مناخ
ركابهم، وموضع رحالهم، ومهراق دمائهم، فتية من آل محمد يقتلون بهذه العرصة تبكي
عليهم السماء والأرض. وروي الأمير أحمد حسين بهادرخان البريانوي الحنفي الهندي في
تاريخ الأحمدي (ص 188 ط بيروت) عن الأصبغ مثله.
ص 292
ومنهم العلامة ومنم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب
جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 37 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: عن الأصبغ قال: أتينا مع علي عليه السلام - فذكر
مثل ما تقدم عن الخصائص إلا أن فيه: محط رحالهم. ومنهم العلامة المولوي ولى
الله اللكهنوي الهندي في مرآة المؤمنين (ص 232) - فذكر مثل ما تقدم عن
الخصائص ومنها
حديث ابن سعد 
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة
حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 28 المخطوط) قال: عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: أخبرني جبرئيل أن حسينا يقتل بشاطئ الفرات. وقال في الهامش: رواه
الطبراني في الأوسط والبيهقي هما يرفعه بسنده عن ابن عمر، ولابن سعد بسنده عن
علي (الجامع الصغير). ومنهم الفاضلان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في
جامع الأحاديث (ج 1 ص 156 ط دمشق) قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني
جبرئيل - فذكرا ما تقدم عن كتاب آل محمد .
ص 293
ومنهم العلامة محمد بن يوسف بن عيسى بن اطيفش الحفصي العدوي القرشي الجزائري
المولود سنة 1236 والمتوفى 1332 في جامع الشمل في حديث خاتم الرسل (ج 1 ص 14 ط
دار الكتب العلمية) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرني جبريل أن حسينا
يقتل بشاطئ الفرات (رواه ابن سعد عن علي). ومنها
حديث ابن عباس

رواه جماعة من
الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الشهير بأخطب
خوارزم في مقتل الحسين (ج 1 ص 162) قال: وذكر شيخ الإسلام الحاكم الجشمي أن
أمير المؤمنين عليه السلام لما سار إلى صفين نزل بكربلا وقال لابن عباس: أتدري ما
هذه البقعة؟ قال: لا. قال: لو عرفتها لبكيت بكائي، ثم بكى بكاء شديدا، ثم قال: ما
لي ولآل أبي سفيان، ثم التفت إلى الحسين وقال: صبرا يا بني، فقد لقي أبوك منهم مثل
الذي تلقى بعده. ومنها
حديث هاني بن هاني

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
ص 294
فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588
والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 260 ط دمشق) قال: أنبأنا أحمد
بن أزهر بن السباك في كتابه، عن أبي بكر محمد عبد الباقي الأنصاري، قال: أخبرنا أبو
محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه، قال: أخبرنا أحمد ابن معروف، قال:
حدثنا الحسين بن الفهم، قال: أخبرنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا عبد الله بن موسى،
قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي قال: ليقتلن الحسين بن
علي قتلا، وإني لأعرف تربة الأرض التي يقتل بها، يقتل بقرية قريب من النهرين. ومنهم
العلامة ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (ص 188 ط
بيروت) قال: وأنبأنا سعد، أنبأنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق،
عن هانئ ابن هانئ، عن علي عليه السلام قال: ليقتلن الحسين بن علي قتلا - فذكر مثل
ما تقدم عن بغية الطلب . ومنها
حديث الحسين بن كثير 
رواه جماعة من أعلام العامة
في كتبهم: فمنهم الشريف أحمد بن محمد الحسيني الشافعي الخوافي [الحافي] في التبر
المذاب (ص 79 المخطوط) قال: وروى الحسين بن كثير وعبد خير قالا: لما وصل علي عليه
السلام إلى كربلاء وقف
ص 295
وبكى - وقال: بأبي أغلمة يقتلون، هذا والله مناخ ركابهم وموضع رحالهم، هيهنا والله
مصرع الحسين. ثم ازداد بكاء. ورواه العلامة الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن
علي بن حجر العسقلاني الشافعي المصري في المطالب العالية ج 4 رقم 4517 ط الكويت
عن أبي بحير عن رجل من بني ضبة هكذا: أبو يحيى، عن رجل من بني ضبة، قال: شهدت عليا
حين نزل كربلاء، فانطلق فقام ناحية، فأومأ بيده، فقال: مناخ ركابهم أمامه، وموضع
رحالهم عن يساره، فضرب بيديه الأرض، فأخذ من الأرض قبضة فشمها فقال وايحيى، واحبذا
الدماء بسفك فيه، ثم جاء الحسين، فنزل كربلاء. ومنها
حديث عون بن أبي جحيفة 
رواه
جماعة من أعلام القوم في كتبهم: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن شافعي
الشهير بابن عساكر الدمشقي في ترجمة الإمام الحسين بن علي عليه السلام من تاريخ
مدينة دمشق (ص 186 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو
الغنائم عبد الصمة بن علي، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق، أنبأنا
عبد الله بن محمد البغوي، حدثني محمد ابن ميمون الخياط، أنبأنا سفيان، عن عبد
الجبار بن العباس أنه سمع عون بن أبي جحيفة قال: إنا لجلوس عند دار أبي عبد الله
الجدلي، فأتانا ملك بن صحار الهمداني فقال: دلوني على منزل فلا. قال: قلنا: ألا
ترسل إليه فيجئ (قال: وكنا في الكلام) إذ جاء، فقال (له ابن صحار): أتذكر إذ بعثنا
أبو مخنف إلى أمير المؤمنين
ص 296
وهو بشاطئ الفرات فقال: ليحلن هاهنا ركب من آل رسول صلى الله عليه وسلم يمر بهذا
المكان فتقتلونهم، فويل لكم منهم وويل لهم منكم. ومنها
حديث الشعبي

رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي
الهندي في كتابه تاريخ الأحمدي (ط بيروت سنة 1408 ه) قال: وفي الصواعق قال:
أخرج ابن سعة عن الشعبي قال: مر علي رضي الله عنه بكربلاء عند مسيره إلى صفين،
وحاذى نينوى قرية على الفرات، فوقف وسأل عن اسم هذه الأرض، فقيل: كربلاء، فبكى حتى
بل الأرض من دموعه، ثم قال: دخلت على رسول الله (ص) وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قال:
كان عندي جبرئيل آنفا وأخبرني أن ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال له
كربلاء. ومنها
حديث علي عليه السلام

إن الحسين يقتل قريبا من النهرين رواه
جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ
أحمد عبد الجواد المدنيان في جامع الأحاديث (القسم الثاني ج 4 ص 482 دمشق)
قالا: عن علي رضي الله عنه قال ليقتلن الحسين قتلا، وإني لأعرف تربة الأرض التي
ص 297
بها يقتل، قريبا من النهرين (ش). ومنها
حديث علي عليه السلام 
إن الحسين عليه
السلام يقتل بشط الفرات قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 374، ونستدرك
هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة الشيخ محمد عزت دروزه في تاريخ العرب
في الإسلام (ص 280 ط صيدا من أعمال بيروت) قال: روي عن علي قال: دخلت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وعيناه تفيضان، فقلت: ما أبكاك يا رسول الله؟ أنه
قال: قام من عندي جبرئيل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أشمك من
تربته؟ قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا. ومنها
قول علي لعمر بن سعد كيف بك إذا قمت مخيرا بين الجنة والنار فتختار النار رواه
جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص
257 ط مطبعة العلمية في النجف) قال: قال محمد بن سيرين: وقد ظهرت كرامات علي بن أبي
طالب في هذا، فإنه لقي
ص 298
عمر بن سعد يوما وهو شاب، فقال: ويحك يا بن سعد، كيف بك إذا قمت يوما مقاما تخير
فيه بين الجنة والنار فتختار النار. ومنها
حديث كدير الضبي 
رواه جماعة من أعلام
القوم في كتبهم: فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي الشهير
بابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق (ص 186 ط
بيروت) قال: أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا
أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن
محمد بن هاشم الأسدي النحاس، أنبأنا منصور بن واقد الطنافسي، أنبأنا عبد الحميد
الحماني، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن كدير الضبي قال: بينا أنا وعلي بكربلاء بين
أشجار الحرمل (إذ) أخذ بعرة فشمها ثم قال: ليبعثن الله من هذا الموضع قوما يدخلون
الجنة بغير حساب. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي
المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2603 ط دمشق)
قال: قال الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا
أبو الحسن الخلعي، قال: أخبرنا أبو محمد بن النحاس، قال: أخبرنا أبو سعيد بن
الأعرابي، قال حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن قاسم الأسدي النحاس، قال:
حدثنا منصور بن واقد الطنافسي، قال: حدثنا عبد الحميد الحماني، عن الأعمش، عن أبي
إسحق، عن كدير الضبي قال: بينا أنا مع علي بكربلاء بين أشجار
ص 299
الحرمل أخذ بعرة ففركها ثم شمها، ثم قال - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر. ومنها
أحاديث مختلفة أخرى 
رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الدكتور محمد جميل
غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 126) قال: وقد روى محمد بن سعد وغيره من
غير وجه عن علي بن أبي طالب أنه مر بكربلاء عند أشجار الحنظل وهو ذاهب إلى صفين،
فسأل عن اسمها فقيل كربلاء، فقال: كرب وبلاء، فنزل وصلى عند شجرة هناك، ثم قال:
يقتل ههنا شهداء هم خير الشهداء غير الصحابة، يدخلون الجنة بغير حساب - وأشار إلى
مكان هناك - فعلموه بشيء فقتل فيه الحسين. ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في وسيلة
المآل (ص 183) قال: وعن سيدنا علي كرم الله وجهه ورضي عنه قال: زارنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فعملنا له حريرة وأهدت لنا أم أيمن قعبا من لبن وصحفة من تمر،
فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلنا معه، ثم وضأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فمسح رأسه وجبهته ولحيته بيده، ثم استقبل القبلة فدعا الله سبحانه وتعالى بما
شاء، ثم أكب الأرض بدموع غزيرة - يفعل ذلك ثلاث مرات - فتهيبنا رسول الله صلى الله
عليه أن نسأله، فوثب الحسين بن علي رضي الله عنه على ظهر رسول الله صلى الله عليه
وسلم وبكى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ قال: يا
أبت رأيتك تصنع شيئا ما رأيتك تصنع مثله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا
بني
ص 300