الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج27)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

 

ص 351

 

حديث عذاب رجلين من قتلة الحسين عليه السلام في الدنيا

قد تقدم نقل ما رواه أعلام العامة في ذلك في ج 19 ص 385، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد الحلبي ابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2621) قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الصفار الموصلي بحلب، قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاص بالموصل، قال: أخبرنا الرئيس أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد، قال: حدثني أبو يوسف يعقوب بن خضر المتطيب، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة، عن أبيه قال: أدركت من قتلة الحسين رضي الله عنه رجلين، أما أحدهما فإن الله طول ذكره، فكان يحمله على عاتقه، وأما الآخر فكان يأتي عزلاء الراوية فيضعها على فيه حتى يستفرغها ويصيح: العطش العطش، ويدور إلى الجانب الآخر من الراوية فيستفرغها، ولا يروى، وذلك أنه نظر إلى الحسين وقد أهوى إلى فيه وهو يشرب فرماه بسهم، فقال الحسين: ما لك لا أرواك الله من الماء في دنياك ولا

 

ص 352

 

أخبرنا أبو المظفر حامد بن العميد بحلب وأبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي بنابلس، ومحفوظ بن هلال الرسعني برأس عين، قالوا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن فرج الكاتبة. قال محفوظ: إجازة، قالت: أخبرنا طراد بن محمد الزيني، قال: أخبرنا أبو الحسن بن بشران، قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: حدثنا إسحق بن إسماعيل، قال: أخبرنا سفيان، قال: حدثتني جدتي أم أبي قالت: أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين، فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية فيشربها حتى يأتي على آخرها. قال سفيان: أدركت ابن أحدهما به خبل أو نحو هذا. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 438 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال إسحاق بن إسماعيل، عن سفيان بن عيينة: حدثتني جدتي أم أبي، قالت: شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن علي، قالت - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن بغية الطلب .

 

ص 353

 

قاتل الحسين يعذب بالعطش إلى يوم القيامة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2643) قال: أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: أخبرنا علي بن أبي محمد، قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها، قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد، قال: حدثنا أسد بن القاسم الحلبي، قال: رأى جدي صالح بن الشحام بحلب رحمه الله، وكان صالحا دينا، في النوم كلبا أسود، وهو يلهث عطشا ولسانه قد خرج على صدره، فقلت: هذا كلب عطشان دعني أسقه ماء أدخل فيه الجنة، وهممت لأفعل ذلك، فإذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول: يا صالح لا تسقه، يا صالح لا تسقه، هذا قاتل الحسين بن علي، أعذبه بالعطش إلى يوم القيامة. ومنهم العلامة مؤلف مختار مناقب الأبرار (ص 102 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: قال أسد بن القاسم الحلبي: رأى جدي صالح بن الشحام، وكان صالحا دينا في النوم كلبا أسود - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن بغية الطلب .

 

ص 354

 

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 157 ط دار الفكر) قال: وعن أسد بن القاسم الحلبي قال: رأى جدي صالح بن الشحام بحلب في النوم كلبا أسوة، وهو يلهث عطشا - فذكر مثل ما تقدم عن بغية الطلب بعينه.

 

ص 355

 

حديث رجل ممن شهد قتل الحسين عليه السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن بعض أعلام العامة في ج 11 ص 536، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2640 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري بالقاهرة، قال: أنبأنا أبو القاسم بن محمد بن حسين، قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله بن الحسن ابن النخاس، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد، قال: أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أبي الحديد، قال: أخبرنا خيثمة، قال: حدثنا أحمد بن العلاء أخو هلال بالرقة، قال: حدثنا عبيد بن جناد، قال: حدثنا عطاء بن مسلم، عن ابن السدي، عن أبيه قال: كنا غلمة نبيع البز في رستاق كربلاء. قال: فنزلنا برجل من طي. قال: فقرب البنا العشاء. قال: فتذاكرنا قتله الحسين. قال: فقلنا: ما بقي أحد ممن شهد قتلة الحسين إلا وقد أماته الله ميتة سوء أو بقتلة سوء. قال: فقال: ما أكذبكم يا أهل الكوفة، تزعمون أنه ما بقي أحد ممن شهد قتل الحسين إلا وقد أماته الله ميتة سوء أو بقتلة سوء، وأنا لممن شهد قتلة الحسين وما بها أكثر مال منه. قال: فنزعنا أيدينا عن الطعام، قال: وكان السراج يوقد، قال: فيذهب ليطفأ، قال: فيذهب

 

ص 356

 

ليخرج الفتيلة بإصبعه، قال: فأخذت النار بإصبعه. قال: فمدها إلى فيه فأخذت بلحيته، قال: فأحضر إلى الماء حتى ألقى نفسه. قال: فرأيته يتوقد فيه حتى صار حممة. ومنهم العلامة صاحب كتاب مختار مناقب الأبرار (ص 102) قال: قال السدي: أتيت كربلا أبيع البر بها، فعمل لنا شيخ من طي طعاما - فذكر مثل ما تقدم عن بغية الطلب . ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 151 ط دمشق) قال: وعن السدي قال: كنا غلمة نبيع البز في رستاق كربلا - فذكر مثل ما تقدم عن بغية الطلب . ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي (الخوافي) الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 100): روى عن هشام بن محمد عن القاسم بن الإصبع المجاشعي - فذكر مثل ما تقدم عن بغية الطلب باختلاف في اللفظ. ومنهم المولوي علي بن سلطان القاري في شرح الشفاء - للقاضي عياض (ج 3 ص 191 المطبوع بهامش نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض ط دار الفكر - بيروت) قال: وذكر أبو الربيع ابن سبع في مناقب الحسين بن علي، عن يعقوب بن سفيان، قال: كنت في ضيعتي، فصلينا العتمة ثم جلسنا في البيت ونحن جماعة، فذكروا الحسين بن علي، فقال رجل: ما من أحد أعان على قتل الحسين إلا أصابه عذاب قبل أن يموت،

 

ص 357

 

وكان في البيت شيخ كبير فقال: أنا ممن شهدها وما أصابني أمر أكرهه إلى ساعتي هذه، فطفي السراج، فقام لإصلاحه ففارت النار فأخذته، فجعل يبادر نفسه إلى الفرات ينغمس فيه، فأخذته النار حتى مات. ثم قال: قلت: بل جمع له بين الاحراق والاغراق. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 436 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال عمر بن شبة النميري: حدثني عبيد بن جناد، قال: أخبرني عطاء بن مسلم، قال: قال السدي: أتيت كربلاء أبيع البن بها، فعمل لنا شيخ من طي طعاما فتعشينا عنده، فذكرنا قتل الحسين، فقلنا: ما شرك في قتله أحد إلا مات بأسوء ميتة، فقال: ما أكذبكم يا أهل العراق، فأنا ممن شرك في ذلك، فلم يبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد، فنفط، فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه فأخذت النار فيها، فذهب يطفئها بريقه، فأخذت النار في لحيته، فغدا فألقى نفسه في الماء، فرأيته كأنه حممة. أخبرنا بذلك أبو العز الحراني بمصر، فقال: أنبأنا أبو الفرج بن كليب، قال: أخبرنا أبو علي بن نبهان، قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم، قال: حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، قال: حدثني عمر ابن شبة، فذكره. ورواه أحمد بن العلاء أخو هلال بن العلاء، عن عبيد بن جناد، عن عطاء بن مسلم عن ابن السدي، عن أبيه. رواه أبو السكين الطائي، عن عم أبيه زحر بن حصن، عن إسماعيل بن داود من بني أسد، عن أبيه، عن مولى لبني سلامة، قال: كنا في ضيعتنا بالنهرين ونحن نتحدث بالليل، فقلنا: ما أحد ممن أعان على قتل الحسين خرج من الدنيا حتى تصيبه بلية، ومعنا رجل من طي، فقال الطائي: فأنا ممن أعان على قتل الحسين، فما أصابني إلا

 

ص 358

 

خيرا. قال: وعشي السراج فقام الطائي يصلحه فعلقت النار في سباحته، فمر يعدو نحو الفرات، فرمى بنفسه في الماء فاتبعناه، فجعل إذا انغمس في الماء رفرفت النار على الماء، فإذا ظهر أخذته حتى قتلته. أخبرنا بذلك أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة وأبو الحسن بن البخاري، وأحمد بن سيبان، وزينب بنت مكي، قالوا: أخبرنا أبو حفص بن طبرزد، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ، قال: أخبرنا أبو العلاء الوراق هو محمد بن الحسن بن محمد، قال: حدثنا بكار بن أحمد المقرئ، قال: حدثنا الحسين بن محمد الأنصاري، قال: حدثني محمد بن الحسن المدني، عن أبي السكين البصري، فذكره. ومنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في الحجج البينات في إثبات الكرامات (ص 84 ط عالم الكتب) قال: وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ : قرأت على أحمد بن إسحاق، أخبركم الفتح ابن عبد السلام أن هبة الله بن الحسين أخبرهم قال: أنا أحمد بن محمد البزار، أنا علي ابن عيسى املاء، أنا أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ، حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى، أنا عمر بن شبة، أنا عبيد بن جناد، أخبرني عطاء بن مسلم قال: قال السدي: أتيت كربلاء أبيع البز بها، فعمل لنا رجل من طي طعاما - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن بغية الطلب ، ثم قال: قلت: السدي راوي هذه الكرامة هو السدي الكبير، وهو ثقة بخلاف السدي الصغير فهو هالك، والكرامات التي ظهرت عند مقتل الحسين بن علي رضوان الله عليهما فيمن قتله أو أعان عليه كثير يطول تتبعها.

 

ص 359

 

ذهاب عقل سنان بن أنس فكان يأكل ويحدث مكانه

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 151 ط دار الفكر) قال: حدث شيخ من النخع قال: قال الحجاج: من كان له بلاء فليقم، فقام قوم فذكروا، وقام سنان بن أنس، فقال: أنا قاتل حسين، فقال: بلاء حسن، ورجع إلى منزله فاعتقل لسانه، وذهب عقله، فكان يأكل ويحدث مكانه. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2641 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي ببغداد، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله المكي، قال: حدثنا محمد ابن زنبور، قال: حدثنا أبو بكر يعني ابن عياش، قال الكلبي: رأيت سنان بن أوس الذي قتل الحسين عليه السلام يحدث في المسجد شيخ كبير قد ذهب عقله.

 

ص 360

 

ومنهم العلامة أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 84 نسخة مكتبتنا بقم) قال: قال الواقدي: وجاء سنان بن أنس وقيل الشمر، ووقف على باب فسطاط عمر بن سعد وقال: املأ ركابي فضة وذهبا * إني قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس أما وأبا * وخيرهم إذ ينسبون نسبا فناداه عمر بن سعد: مجنون أنت. وذكر ابن سعة في الطبقات: إن سنان بن أنس النخعي جاء إلى باب ابن زياد وأنشد هذه الأبيات، فلم يعطه ابن زياد شيئا.

 

ص 361

 

سيلان الدم من حيطان دار الإمارة لما جئ برأس الحسين عليه السلام

قد تقدم نقله منا عن جماعة من الأعلام في ج 11 ص 463، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي في التبر المذاب (في هامش ص 96) قال: وفي صواعق ابن حجر: إنه مطر كالدم على البيوت والجدر بخراسان والشام والكوفة، وإنه لما جئ برأس الحسين عليه السلام إلى دار ابن زياد سالت حيطانها دما. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 277 ط لكهنو) قال: لما جئ برأس الحسين - فذكر مثل ما تقدم عن التبر المذاب . ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2639 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو حفص المكتب، قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء إجازة إن لم يكن سماعا،

 

ص 362

 

قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون، قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعد، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني أبو يحيى مهدي بن ميمون، قال: سمعت مروان مولى هند بنت المهلب، قال: حدثني بواب عبيد الله بن زياد: أنه لما جئ برأس الحسين، فوضع بين يديه، رأيت حيطان دار الإمارة تسايل دما. ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 150) قال: قال بواب عبيد الله بن زياد: لما جئ برأس الحسين - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 434 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال أيضا: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال. حدثني أبو يحيى مهدي بن ميمون قال: سمعت مروان مولى هند بنت المهلب، قال: حدثني بواب عبيد الله بن زياد أنه لما جئ برأس الحسين فوضع بين يديه - فذكر مثل مما تقدم.

 

ص 363

 

حديث أعرابي أسدي يشم تراب أرض كربلا بعد انمحاء أثر القبر الشريف بالماء حتى وقع على تربة الحسين عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2657 ط دمشق) قال: أخبرنا محمد بن هبة الله القاضي فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمد بن حيد، قال: أخبرنا جدي أبو منصور، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس الحيري إملاء، قال أخبرنا الحسن بن محمد الاسفرائيني، قال حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك، قال: حدثنا هشام بن محمد، قال: لما أجري الماء على قبر الحسين نضب بعد أربعين يوما وامتحى أثر القبر، فجاء أعرابي من بني أسد، فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين وبكى وقال: بأبي وأمي ما كان أطيبك وأطيب تربتك ميتا، ثم بكى وأنشأ يقول: أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه * فطيب تراب القبر دل على القبر

 

ص 364

 

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جوهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 141 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وذكر ابن الكلبي: لما أجري [الماء] على قبر الحسين ليعفى قبره وأثره - فذكر مثل ما تقدم عن البغية . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 155 ط دار الفكر) قال: وعن هشام بن محمد قال: لما أجري الماء - فذكر عين ما تقدم عن البغية .

ص 365

 

قول النبي لعن الله من يقطع السدر

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 28 - المخطوط) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أخرج يا علي فقل عن الله لا عن رسول الله، لعن الله من يقطع السدر. قال في الهامش: رواه البيهقي يرفعه بسنة عن أبي جعفر مرسلا (1).

 

(هامش)

(1) قلت: قال العلامة الحاج الشيخ عباس القمي قدس سره في سفينة البحار ج 1 ص 611: عن يحيى بن المغيرة الرازي، قال: كنت عند جرير بن عبد الحمية إذ جاءه رجل من أهل العراق، فسأله جرير عن خبر الناس قال: تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين عليه السلام وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت. قال: فرفع جرير يديه وقال: الله أكبر جاءنا فيه حديث عن رسول الله أنه قال: لعن الله قاطع السدرة - ثلاثا - فلم نقف على معناه حتى الآن، لأن القصد بقطعه:؟؟؟؟ مصرع الحسين عليه السلام حتى لا يقف الناس على قبره.

 

ص 366

إهانة قبر الحسين (عليه السلام)

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب العامة في ج 11 ص 524، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2644 ط دمشق) قال: أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي، قال: أخبرنا أبو المعالي بن صابر، قالا: أخبرنا الحسن بن إسماعيل، قال: أخبرنا أحمد بن مروان، قال: حدثنا نظيف، قال: حدثنا أحمد بن محرز، قال: حدثنا الحماني، قال: قال الأعمش: أحدث رجل من أهل الشام على قبر الحسين بن علي فأبرص من ساعته. ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري الحنفي في كتابه منتخب الأخبار (ص: والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: عن الحماني قال: قال الأعمش: أحدث رجل من أهل الشام - فذكر مثل ما تقدم عن بغية الطلب .

 

ص 367

 

حديث آخر رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور والمتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 155 ط دار الفكر) قال: قال الأعمش: أحدث رجل من بني أسد على قبر حسين بن علي، قال: فأصاب أهل ذلك البيت خبل وجنون وجذام ومرض وفقر. ومنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في الحجج البينات في إثبات الكرامات (ص 84 ط عالم الكتب) قال: حسن. وأخرج أيضا عن الأعمش قال: تغوط رجل على قبر الحسين - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور بعينه، ثم قال: قال الحافظ الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

 

ص 368

 

حديث رجل سب الحسين عليه السلام فطمس الله بصره

قد تقدم نقله منا عن أعلام القوم في ج 11 ص 547، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة مؤلف مختار مناقب الأبرار (ص 102 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال: قال أبو رجاء العطاردي: لا تسبوا أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان لنا جار قدم علينا من الكوفة، قال: ما ترون إلى هذا الفاسق بن الفاسق قتله الله، (يعني الحسين) فرماه الله من السماء فطمس بصره، فأنا رأيته. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2643 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو نصر القاضي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم، قال: أخبرني جدي القاضي أبو المفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز، قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك، قال: حدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا أبو عاصم وأبو عامر قالا: حدثنا قرة بن خالد السدوسي، قال: سمعت أبا

 

ص 369

 

رجاء العطاردي يقول: لا نسبوا أهل هذا البيت، أو أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنه كان لنا جار من بلهجيم، قدم علينا من الكوفة - فذكر مثل ما تقدم عن مختار المناقب وفيه: فرماه الله بكوكبين من السماء. ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 151) قال: وعن أبي رجاء قال: لا نسبوا أهل البيت، أو أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان لنا جار من بلهجيم قدم علينا - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامة الشريف أبو الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في الحجج البينات في إثبات الكرامات (ص 84 ط عالم الكتب) قال: وأخرج الطبراني عن أبي رجاء العطاردي قال: لا تسبوا عليا ولا أحدا من أهل البيت، فإن جارا لنا من بلهجيم قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن مختار المناقب بعينه، ثم قال: وقال الحافظ الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. ومنهم العلامة المولى ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 7 ط لكهنو) قال: وأخرج أحمد عن أبي رجاء كان يقول: لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت، إن جارا - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود 251 والمتوفى سنة 333 في المحن (ص 141 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت) قال: وحدثني عمر قال: ابن مرزوق قال: حدثنا أبو عاصم النبيل، عن قرد، عن أبي

 

ص 370

 

رجاء: أن رجلا قدم من بلهجيم، قال أبو العرب: بلهجيم فخذ من بني تميم، قال: لا تسبوا أهل هذا البيت، فإن جارا لي قال: ألم تر - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامة المحدث السيد إبراهيم الحسيني السمهودي في الإشراف على فضل الأشراف (ص 81 مخطوط) قال: عن أبي رجاء أنه كان يقول: لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت، إن جارا لنا من بني الهجيم - فذكر مثل ما تقدم. ثم قال: أخرجه أحمد في المناقب. ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في عيون الأخبار في مناقب الأخيار (ص 51 نسخة مكتبة الفاتيكان) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الفارسي، نبأ أحمد بن السندي، نبأ هارون بن معروف، نبأ بشر بن السري، نبأ قرة بن خالد، عن أبي رجاء العطاردي، قال: لا تسبوا أهل هذا البيت - فذكر مثل ما تقدم عن مختار المناقب . ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 436 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال قرة بن خالد السدوسي، عن أبي رجاء العطاردي: لا تسبوا أهل هذا البيت، فإنه كان لنا جار من بلهجيم قدم علينا - فذكر مثل ما تقدم عن مختار المناقب - ثم قال: قال أبو رجاء: فأنا رأيته.

 

ص 371

 

يوم قتل الحسين عليه السلام ما رفع حجر إلا وجد تحته دم عبيط ولقد مطرت السماء دما وبقي أثره في الثياب حتى تقطعت

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 94) قال: قال ابن سعد في الطبقات: ما رفع حجر إلا وجد تحته دم عبيط، ولقد مطرت السماء دما بقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت.

 

ص 372

 

حديث ما رفع حجر في الدنيا إلا وتحته دم عبيط

قد تقدمت الأخبار عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 481، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عن كتبهم هناك: وفيه حديث: منها

حديث أبي سعيد

رواه جماعة من أعلام القوم: فمنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 277 ط لكهنو) قال: وقال أبو سعيد: ما رفع حجر من الدنيا إلا وتحته دم عبيط. ومنها حديث ابن رأس الجالوت قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 19 ص 406، وننقل هنا عن بعض من لم ننقل عنه فيما سلف:

 

ص 373

 

فمنهم العلامة ابن مكرم الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 150) قال: قال محمد بن عمر بن علي: أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت فقال: هل كان في قتل الحسين علامة؟ قال ابن رأس الجالوت: ما كشف يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط. ومنها

خبر سليم القاص

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في عيون الأخبار في مناقب الأخيار (ص 51 - نسخة مكتبة الفاتيكان) قال: أخبرنا عثمان بن محمد العلاف، أنبأ محمد بن عبد الله البزار الشافعي، نبأ إسحاق ابن الحسين، نبأ أبو سلمة، نبأ حماد بن سلمة، عن سليم القاص قال: لما قتل الحسين رضي الله عنه لم نرفع حجرا عن حجر إلا وجدنا تحته دما عبيطا وصار الورس رمادا.

 

ص 374

 

سطوع النور من الرأس الشريف وإسلام الراهب ببركته وصيرورة الدراهم خزفا

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 498، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في التبر المذاب (ص 89 المخطوط) قال: وذكر هشام في كتاب السيرة الذي أنبأ به القاضي الأسعد أبو البركات عبد القوي بن أبي المعالي في جمادى الأولى سنة تسع وستمأة بالديار المصرية قراءة عليه ونحن نسمع، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة السعدي، حدثنا أبو الحسن علي بن الخلعي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن زنجويه البغدادي، عن أبي سعيد عبد الرحيم بن عبد الله البرقي، عن أبي محمد عبد الملك بن هشام النحوي البصري، قال: لما أنفذ ابن زياد رأس الحسين إلى يزيد بن معاوية مع الأسارى موثقين في الحبال مع نساء وصبيان وصبيات من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقتاب الجمال مكشفات الوجوه والرؤوس، وكانوا كلما نزلوا منزلا أخرجوا الرأس من صندوق أعدوه له، فوضعوه على رمح وحرسوه إلى حسين الرحيل ثم يعيدوه إلى الصندوق ويرحلوا، فنزلوا في بعض المنازل وفي ذلك المنزل دير فيه راهب، فأخرجوا الرأس على عادتهم ووضعوه على الرمح وحرسه الحرسة وأسندوا الرمح إلى

 

ص 375

 

الدير، فلما كان نصف الليل رأى الراهب نورا يسطع من مكان الرأس إلى عنان السماء، فأشرف على القوم وقال: من أنتم؟ قالوا: نحن أصحاب ابن زياد. قال: وما هذا الرأس؟ قالوا: رأس الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله. قال: نبيكم؟ قالوا: نعم. قال: بئس القوم أنتم، لو كان للمسيح ولد لأسكناه أحداقنا، ثم قال: هل لكم في شيء؟ قالوا: وما هو. قال: عندي عشرة آلاف درهم تأخذونها وتعطوني الرأس يكون عندي تمام الليلة، وإذا رحلتم خذوه. قالوا: وما يضرنا ذلك، فناولوه الرأس وناولهم الدراهم، فأخذه الراهب فغسله وطيبه وتركه على فخذه وقعد يبكي الليل كله، فلما أسفر الصبح قال: يا رأس لا أملك إلا نفسي، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك رسول الله، وأشهد بأني مولاك وعبدك. ثم خرج عن الدير وما فيه وصار يخدم أهل البيت. قال ابن هشام في السيرة: ثم إنهم أخذوا الرأس وساروا، فلما قربوا من دمشق قال بعضهم لبعض: تعالوا نقسم الدراهم لئلا يراها يزيد فيأخذها. فأخرجوها وإذا الدراهم قد حولت خزفا، وعلى إحدى جانبي الدراهم مكتوب ولا تحسين الله غافلا عما يعمل الظالمون وعلى الجانب الآخر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فرموها في نهر بردي.

 

ص 376

 

بكاء السماء على الحسين عليه السلام

قد تقدم نقل أحاديث منا عن إعلام القوم في ج 11 ص 476 إلى ص 478، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه هناك: فمنهم العلامة الحاف شيرويه بن شهردار الديلمي في الفردوس (ص 141 والنسخة مصورة من مكتبة الناصرية في لكهنو) قال: روى عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السماء بكت لقتل يحيى بن زكريا، وأنها لتبكي لقتل ابني هذا، وتطلع الشمس أربعين يوما محمرة لها لذابت. ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 277 ط لكهنو) قال: وأخرج عثمان بن أبي شيبة: إن السماء بكت بعد قتله سبعة أيام، يرى على الحيطان كأنها ملاحف معصفرة من شدة حمرته، وضربت الكواكب بعضها بعضا. إلى أن قال: وأخرج الثعلبي: إن السماء بكت وبكاؤها حمرتها. وقال غيره: احمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله ثم لا زالت الحمرة ترى بعد ذلك، وإن ابن سيرين قال: أخبرنا أن الحمرة التي مع الشفق لم تكن ترى قبل قتله من

 

ص 377

 

السماء، أو لم تكن حتى قتل الحسين. وعن ابن سعيد: إن هذه الحمرة لم تر في السماء قبل قتله. ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق (ص 241 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال، أنبأنا سعيد بن أحمد العيار، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني، أنبأنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك الشيباني القاضي، أنبأنا أحمد بن الحسن الخزاز، أنبأنا أبي، أنبأنا حصين بن مخارق، عن داود بن أبي هند، عن ابن سيرين قال: لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا، إلا على الحسين بن علي. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2634 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو نصر بن هبة الله الشافعي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم، قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال، قال: أخبرنا سعيد بن أحمد العيار، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني، قال: حدثنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك الشيباني القاضي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الخزاز، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حصين بن مخارق، عن داود بن أبي هند، عن ابن سيرين قال: لم تبك السماء - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر. ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد الخوافي [الحافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 96 - المخطوط) قال: قال السدي: ولما قتل الحسين بكت السماء دما، وبكاؤها حمرتها.

 

ص 378

 

ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 149) قال: قال ابن سيرين: لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلا على الحسين بن علي. ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه (ج 13 ص 279 ط دار الحكمة - دمشق وبيروت 1302) قال: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين). إلى أن قال: قال السدي: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما بكت عليه السماء وبكاؤها حمرتها، وحكى جرير عن يزيد بن أبي زياد قال: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما احمر له آفاق السماء أربعة أشهر. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد الحلبي المشتهر بابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2639) قال: وقرأت أيضا بخط ابن خالويه، حدثنا هلال، قال: حدثنا معدي بن سليمان الخياط، قال: حدثنا محمد بن مقبل، قال: حدثنا يحيى بن السري، قال: حدثنا روح ابن عبادة، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين قال: لم نكن نرى هذه الحمرة في السماء حتى قتل الحسين بن علي. ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في عيون الأخبار في مناقب الأخيار (ص 51 نسخة مكتبة الفاتيكان) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن عبد الله الفقيه، أنبأنا أبو الحسن بن بشران، أنبأ أبو عمرو ابن السماك، نبأ أحمد بن الخليل بن ثابت البرخلاني، نبا يونس بن محمد، نبا يوسف ابن عبدة، قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: لم تظهر هذه الحمرة في السماء إلا بعد قتل الحسين رضي الله عنه.

 

ص 379

 

ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في جامع الأحاديث - القسم الثاني (ج 9 ص 682 ط دمشق) قالا: عن محمد بن سيرين قال: لم تر هذه الحمرة في آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علي عليهما السلام. ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في كتابه المحن (ص 40 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال: وحدثني بكر بن حماد، قال: حدثني علي بن سليمان الهاشمي - قال أبو العرب: وكان قدم المغرب وكان ثقة - عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: إنما حدثت هذه الحمرة التي في السماء حين قتل الحسين. ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في التبر المذاب (ص 94 المخطوط) قال: وذكر ابن سعد في الطبقات: إن هذه الحمرة التي في السماء لم تر قبل أن يقتل الحسين رضي الله عنه. ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 149) قال: وعن ابن سيرين قال: لم نكن نرى هذه الحمرة في السماء حتى قتل الحسين بن علي. حديث آخر قد تقدم نقل ذلك عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 464، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في الفائق من اللفظ الرائق (مخطوطة لإحدى مكاتب إيرلندة) قال: بكت السماء على يحيى بن زكريا، وإنها ستبكي لقتل ابني الحسين، وعلامة ذلك

 

ص 380

إن الشمس تطلع أربعين يوما محمرة. ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 94 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وذكر ابن سعد في الطبقات: إن هذه الحمرة التي في السماء لم تر قبل أن يقتل الحسين عليه السلام. قال أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب التبصرة : لما كان الغضبان يحمر وجهه عند الغضب فيستدل بذلك على غضبه وإنه إمارة السخط، فالحق سبحانه ليس بجسم فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين عليه السلام بحمرة الأفق، وذلك دليل على عظم الجناية. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2639 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن المرتضى العلوي، قال: حدثنا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر، قال: أخبرنا أبو البركات بن نظيف، قال: حدثنا أبو بشر الدولابي، قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن يحيى بن زيد بن الحسين بن زيد بن علي بن حسين، قال: حدثنا حسن بن حسين الأنصاري، عن أبي القاسم مؤذن بني مازن، عن عبيد المكتب، عن إبراهيم النخعي قال: لما قتل الحسين احمرت السماء من أقطارها، ثم لم تزل حتى تقطرت فقطرت دما. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 432 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال علي بن محمد المدائني، عن علي بن مدرك، عن جده الأسود بن قيس:

 

ص 381

 

احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين بستة أشهر، نرى في آفاق السماء كأنها الدم. قال: فحدثت بذلك شريكا، فقال لي: ما أنت من الأسود؟ قلت: هو جدي أبو أمي. قال: أم والله إن كان لصدوق الحديث، عظيم الأمانة، مكرما للضيف.

 

ص 382

 

كسوف الشمس لشهادة الإمام الحسين عليه السلام

قد تقدم نقل الأخبار عن كتب العامة في ج 11 ص 479، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عن كتبهم هناك: فمنهم العلامة المولوي ولي الله اللكهنوي في مرآة المؤمنين (ص 277 ط لكهنو) قال: وإن السماء احمرت، وانكسفت الشمس حتى بدت الكواكب نصف النهار، وظن الناس أن القيامة قد قامت، ولم يرفع حجر في الشام إلا رأي تحته دم عبيط. ومنهم العلامة السيد عباس بن علي بن نور الدين الحسيني الموسوي المكي في نزهة الجليس (ج 2 ص 232) قال: قال النسفي وغيره: كسفت الشمس يوم موته. ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ (ج 7 ص 149) قال: وعن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي.

 

ص 383

 

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 433 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل: لما قتل الحسين بن علي كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي. ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه فهرس تلخيص المجير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ص 146 ط دار المعرفة - بيروت) قال: أنه لما قتل الحسين كسفت الشمس.. أبو قبيل 2 / 94

 

ص 384

 

بعض أعلام شهادة الحسين عليه السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 11 ص 507، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:

انقلاب بعض تركته المنهوبة نارا

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2640 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو نصر القاضي، قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ، قال: أنبأنا أبو علي الحداد وغيره، قالوا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا أحمد بن شعيب، عن أبي حميد الطحان، قال: كنت في خزاعة فجاؤوا بشيء من تركة الحسين، فقيل لهم: نتجر أو نبيع فنقسم؟ قالوا: اتجروا. قال: فجعل على جفنة، فلما وضعت فارت نارا.

 

ص 385

 

ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 150 ط دمشق) قال: وعن أبي حمية الطحان قال: كنت في خزاعة، فجاؤوا بشيء من تركة الحسين فقيل لهم: نتجر أو نبيع فنقسم؟ - فذكر مثل ما تقدم عن البغية . ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 435 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال محمد بن عبد الله الحضرمي: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثنا أبو نمير عم الحسين بن شعيب، عن أبي حميد الطحان، قال: كنت في خزاعة فجاءوا بشيء من تركة الحسين فقيل لهم: ننحر أو نبيع فنقسم؟ فقالوا: انحروا قال - فذكر مثل ما تقدم عن البغية.

مرارة لحم إبل حمل عليها رأسه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في التبر المذاب (ص 90 المخطوط) قال: وقال [ابن الجوزي] أيضا: حدثنا غير واحد، عن عبد الوهاب بن المبارك، عن أبي الحسن بن عبد الجبار، عن أحمد بن عبد الله بن سالم، عن علي بن سهل، عن حماد ابن زيد، قال: نحرث الإبل التي حمل عليها رأس الحسين وأهل بيته فلم يستطيعوا أكلها، كانت لحومها أمر من الصبر.

 

ص 386

 

حمرة الشمس

قد تقدم نقل ما رويناه في ذلك عن بعض أعلام العامة في ج 19 ص 403، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 149 ط دار الفكر) قال: قال عيسى بن الحارث الكندي: لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام، إذا صلينا العصر فنظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 432 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال عثمان بن محمد بن أبي شيبة: حدثني أبي، عن جدي، عن عيسى بن الحارث الكندي، قال: لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور. إسوداد السماء لقتله قد تقدم منا نقله عن أعلام العامة في ج 11 ص 480 وج 19 ص 403، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 149 ط دمشق) قال: وعن خلف بن خليفة عن أبيه قال: لما قتل الحسين اسودت السماء وظهرت

ص 387

 

الكواكب نهارا، حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال الحسين بن إسماعيل المحاملي: حدثنا الحسن بن شيب المؤدب، قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن أبيه، قال: لما قتل الحسين اسودت السماء - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

ص 388

 

إمطار السماء دما يوم شهادة الحسين عليه السلام

قد روينا ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 458 إلى ص 462، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى: وفيه أحاديث: منها

حديث نضرة الأزدية

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة أحمد بن الحسين البيهقي في دلائل النبوة (ج 6 ص 458 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا أم شوقي العبدية قالت: حدثتني نضرة الأزدية قالت: لما قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما فأصبحت وكل شيء ملآن دما.

 

ص 389

 

ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 277 ط لكهنو) قال: قال في الصواعق: ومما ظهر يوم قتله من الآيات ما ذكره أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة عن نظرة الأزدية أنها قالت: لما قتل الحسين بن علي أمطرت السماء دما، ومما ظهر يوم قتله من الآيات أيضا أن السماء اسودت اسودادا عظيما حتى رأيت النجوم نهارا، ولم يرفع حجر إلا وجدت تحته دم عبيط. إلى أن قال نقلا عن أبي سعيد: ولقد مطرت السماء دما بقي أثره في النبات مدة حتى انقطعت. وفي رواية: مطر كالدم على البيوت والجدر بخراسان والشام والكوفة. ومنهم الفاضل المعاصر حسين إبراهيم زهران في جامع فهارس الثقات لابن حبان البستي (ص 77 ط مؤسسة الكتب الثقافية في بيروت سنة 1408 ه‍) قال: ثنا ابن قتيبة بعسقلان، قال: ثنا العباس بن إسماعيل مولى بني هاشم، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أم شوقي العبدية، قالت: حدثني نضرة الأزدية قالت: لما قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما فأصبح جرارنا وكل شيء لنا ملأى دما. ومنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة 354 في كتابه الثقات (ج 5 ص 487 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد) قال: نضرة الأزدية من أهل بصرة، روى عنها البصريون - إلى أن قال: قالت: لما قتل الحسين - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 149 ط دمشق) قال: وعن نظرة الأزدية قالت: لما أن قتل الحسين مطرت السماء دما، فأصبحت وكل.

 

ص 390

 

شيء لنا ملآن دما. ومنها

حديث هلال بن ذكوان

قد تقدم نقله عن بعض الأعلام في ج 11 ص 466، ونستدرك عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 96) قال: قال ابن الجوزي: حدثنا غير واحد، عن هلال بن ذكوان قال: لما قتل الحسين عليه السلام مكثنا شهرين كأنما لطخت الحيطان بالدم من صلاة الفجر إلى غروب الشمس. وقال في ص 95: الحمرة في الأفق، قال: ابن الجوزي: حدثنا غير واحد عن هلال بن ذكوان قال: لما قتل الحسين (ع) مكثنا شهرين كأنما لطخت الحيطان بالدم من صلاة الفجر إلى غروب الشمس. قال ابن سعد في الطبقات: ما رفع حجر إلا وجد تحته دم عبيط، ولقد مطرت السماء دما بقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد الحلبي - ابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2630 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير البغدادي النجار

 

ص 391

 

بالقاهرة المعزية، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد إجازة، قال: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال الحافظ، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الناقد، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان المعروف بالطبري الأنصاري، قال: حدثنا أبو علي - يعني هرون بن عبد العزيز بن هاشم الأنباري - المعروف بالأوارجي، قال: حدثنا عمر بن سهل، قال: حدثنا أحمد بن محمد الجمال، قال: قرأت على أحمد بن الفرات، قال: حدثنا محمد بن الصلت، عن مسعدة، عن جابر، عن قرط بن عبد الله قال: مطرت ذات يوم بنصف النهار، فأصابت ثوبي فإذا دم، فذهبت بالإبل إلى الوادي، فإذا دم، فلم تشرب، وإذ هو يوم قتل الحسين رحمة الله عليه. أثر آخر رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة 354 في كتابه الثقات (ج 4 ص 329 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد) قال: [سليم] القاص أبو إبراهيم، قال: مطرنا يوم قتل الحسين دما. روى عنه حماد بن سلمة وابن علبة. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 433 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال مسلم بن إبراهيم: حدثتنا أم شوق العبدية، قالت: حدثتني نضرة الأزدية، قالت: لما أن قتل الحسين بن علي مطرت السماء دماء، فأصبحت وكل شيء لنا ملآن دما.

 

ص 392

 

ومنها

حديث هلال بن بشر

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2649 ط دمشق) قال: فرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن خالويه في بعض أماليه: حدثنا البعراني - يعني أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، قال: حدثنا هلال يعني ابن بشر، قال: حدثنا عمر بن حبيب القاضي، عن هلال بن ذكوان قال: لما قتل الحسين مطرنا مطرا بقي أثره في ثيابنا مثل الدم. ومنها

حديث أم سالم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة جمال الدين بن الزكي الكلبي المزي في تهذيب الكمال (ج 6 ص 433 ط بيروت) قال: وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا قطن بن نسير أبو عباد، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثتني خالتي أم سالم، قالت: لما قتل الحسين بن علي مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر، قال: وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة.

 

ص 393

 

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد - ابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2635) قال: أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، قال: حدثنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن بن نصر البسطامي، قال: أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن محمد ابن إبراهيم التاجر الإصبهاني، قال: أخبرنا أبو الفضل منصور بن نصر الكاغذي، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الجمال، قال: حدثنا بشر بن موسى الأسدي، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا جعفر، عن أم سالم خالة لجعفر بن سليمان قالت: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنه مطرنا مطرا على البيوت والحيطان كالدم، فبلغني أنه كان بالبصرة والكوفة وبالشام وبخراسان، حتى كنا لا نشك أنه سينزل عذاب. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 150 ط دار الفكر) قال: وعن جعفر بن سالم قال: حدثتني خالتي أم سالم قالت: لما قتل الحسين مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر، قال: وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة.

 

ص 394

 

تلطخ غراب بدم الحسين عليه السلام ثم طار فوقع بالمدينة علي جدار دار فاطمة بنت الحسين عليه السلام الصغرى

رويناه عن أعلام العامة في ج 11 ص 492 و393، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب (ج 6 ص 2646)، قال: أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي، وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر، قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني، قال: أخبرنا زاهر بن طاهر، عن أبوي بكر البيهقي والحيري وأبو عثمان الصابوني والبحيري، قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحاكم، قال: حدثنا أبو محمد العلوي - يعني يحيى بن محمد بن أحمد بن زيارة - قال: حدثنا أبو محمد العلوي صاحب فاخر النسب ببغداد، قال: حدثنا أبو محمد إبراهيم بن علي الرافعي - من ولد أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، عن علي بن معمر، عن إسحق بن عباد، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سمعت جعفر بن محمد، يقول: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين بن علي عليهما السلام جاء غراب فوقع في دمه وتمرغ ثم طار فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين بن علي بن

 

ص 395

 

أبي طالب، وهي الصغرى ونعب، فرفعت رأسها فنظرت إليه، فبكت بكاء شديدا وأنشأت تقول: نعب الغراب فقلت من * تنعاه ويلك يا غراب قال الإمام فقلت من * قال الموفق للصواب إن الحسين بكربلا بين الأسنة والضراب فابك الحسين بعبرة * ترضي الإله مع الثواب ثم استقل به الجناح * فلم يطق رد الجواب فبكيت مما حل بي * بعد الوصي المستجاب

 

ص 396

 

حديث العوسجة

العوسجة المباركة قد أثمرت ببركة غسالة يد النبي صلى الله عليه وسلم وأورقت ونضرت وتساقط ثمرها واصفر ورقها بموت النبي والوصي صلوات الله عليهما، ويبست ونبع من ساقها دم عبيط بشهادة الحسين عليه السلام. قد روينا ذلك في ج 11 ص 494 وج 18 ص 215 عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى: فمنهم العلامة كما الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2648 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو المظفر حامد بن أبي العميد بن أميري القزويني، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد القزويني، قال: أخبرني أبو نصر محمد بن عبد الله الأرغياني أذنا، قال: أخبرنا القاضي الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني، قال: أخبرنا جدي، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسين الفقيه، قال: أخبرنا أبو العباس عبيد الله بن جعفر الحضري، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد أبو محمد الأنصاري، قال: أخبرنا عمارة بن زيد، قال: أخبرنا بكر بن حارثة، عن محمد بن إسحق، عن عيسى بن عمر، عن عبد الله بن عمرو الخزاعي، عن هند بنت النجود، قالت: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيمة خالته أم معبد ومعه

 

ص 397

 

أصحاب له، فكان في أمره في الشاة ما قد عرفه الناس، فقال 1) في الخيمة هو وأصحابه حتى أبرد، وكان يوم قائظ شديد حره، فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما، ثم مضمض فاه ومجه إلى عوسجة كانت إلى جنب خالته ثلاث مرات، فاستنشق واستنثر ثلاثا ثلاثا. إلى أن قالت: ثم مسح رأسه ما أقبل منه وأدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه ظاهرهما وباطنهما، والله ما عانيت أحد فعل ذلك قبله، وقال: إن لهذه العوسجة لشأنا، ثم فعل ذلك من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلى: إن لهذه العوسجة لشأنا، ثم فعل ذلك من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلى ركعتين فعجبت وفتيات الحي من ذلك، وما كان عهدنا بالصلاة ولا رأينا مصليا قبله. فلما كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عادية قامتها، وخضد الله شوكها وساخت عروقها وكثرت أفنانها، واخضرت ساقها وورقها وأثمرت بعد ذلك وأينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ورائحة، ولا سقيم إلا برئ، ولا ذو حاجة وفاقة إلا استغنى، ولا أكل من ورقها ناقة ولا شاة إلا در لبنها، ورأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل بنا، وأخضبت بلادنا وأمرعت، فكنا نسمي تلك الشجرة المباركة ، وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستشفون بها ويتزودون في الأسفار، ويحملون معهم في الأرضين القفار، فتقوم لهم مقام الطعام والشراب. فلم تزل كذلك على ذلك حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط واصفر ورقها، فأحزننا ذلك وفزعنا له، فما كان إلا قليل حتى جاء نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو قد قبض في ذلك اليوم، وكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك العظم والطعم والرائحة، وأقامت على ذلك ثلاثين، فلما كان ذات يوم أصبحنا فإذا هي قد أشوكت

 

(هامش)

1)؟؟؟؟؟؟ هي فترة القيلولة. (*)

 

ص 398

من أولها إلى آخرها، وذهبت غضارة عيدانها وتساقط جميع ثمرها، فما كان إلا يسيرا حتى بلغنا مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فما أثمرت بعد ذلك قليلا ولا كثيرا، فانقطع ثمرها، فلم نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي به مرضانا ونستشفي به من أسقامنا، فأقامت على ذلك مدة وبرهة طويلة، ثم أصبحنا يوما وإذا بها قد أنبعت من ساقها دما عبيطا جاريا وورقها ذابل يقطر ماء كماء اللحم، فعلمنا أن قد حدث حدث عظيم، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية، فلما أظلم الليل علينا سمعنا نداء وعويلا من تحتها وجلبة شديدة وضجة وسمعنا صوت باكية تقول: يا بن الوصي ويا بن البتول * ويا بقية السادة الأكرمينا ثم كثرت الرنات والأصوات، فلم نفهم كثيرا مما كانوا يقولون، فأتانا بعد ذلك قتل الحسين بن علي عليهما السلام، ويبست الشجرة، وجفت وكسرتها الرياح والأمطار بعد ذلك، فذهبت واندرس أثرها. قال أبو محمد الأنصاري: فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فحدثته هذا الحديث فلم ينكره، وقال: حدثني أبي عن جدي عن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية أنها أدركت تلك الشجرة وأكلت من ثمرها على عهد علي ابن أبي طالب، وأنها سمعت في تلك الليلة نوح الجن فحفظت من قول جنيد منهن قالت: يا بن الشهيد ويا شهيد عمه * خير العمومة جعفر الطيار عجب لمصقول أصابك حده * في الوجه منك وقد علاك غبار

 

ص 399

 

عذاب حرملة بن كاهل الأسدي

قد تقدم نقله منا عن كتب أعلام القوم في ج 11 ص 531، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك: فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 100 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال: وحكى هشام بن محمد عن القاسم بن الأصبغ المجاشعي أنه: لما أتي بالرؤس إلى الكوفة إذا بفارس من أحسن الناس وجها قد علق في لبب فرسه رأس غلام أمرد كأنه القمر ليلة تمه، والفرس يمرح فإذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض، فقلت له: رأس من هذا؟ فقال: رأس العباس بن علي بن أبي طالب. قلت: ومن أنت؟ قال: حرملة بن كاهل الأسدي. قال: فلبثت أياما وإذا بحرملة وجهه أشد سوادا من القار، فقلت له: لقد رأيتك يوم حملت الرأس وما في العرب أنضر وجها منك، وما أرى اليوم أقبح ولا أسود وجها منك. فبكى وقال: والله منذ حملت الرأس إلى اليوم ما تمر علي ليلة إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى النار فيدفعان بي فيها وأنا أنكص فتسعفني كما ترى، ثم مات على أقبح حال.

 

ص 400

 

قصة الرجل الذي كان يبشر الناس بشهادة الحسين عليه السلام صار أعمى يقاد

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 149 ط دار الفكر) قال: وعن المنذر الثوري قال: جاء رجل يبشر الناس يقتل الحسين، فرأيته أعمى يقاد. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 6 ص 433 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال: وقال محمد بن الصلت الأسدي، عن الربيع بن المنذر الثوري، عن أبيه: جاء رجل - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور.

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج27)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب