الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج27)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

 

ص 451

 

أبو بكر محمد بن شجاع، قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة، قال: أخبرنا الحسن بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: حدثنا محمد بن سعيد، قال في الطبقة الثانية: الحسين بن علي بن أبي طالب، ويكنى أبا عبد الله، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتل رحمه الله بنهر كربلاء يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين وهو ابن ست وخمسين سنة. وقال أيضا في ص 2668: وقال محمد بن سعد: قال الواقدي: قتل بنهر كربلاء، يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وهو ابن ست وخمسين سنة. ومنهم العلامة ابن عساكر في تاريخ دمشق - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام (287 - ط بيروت) قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الله. وأخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين ابن الطيوري وأبو طاهر أحمد بن علي المقرئ، قالا: أنبأنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أنبأنا محمد بن زيد بن علي، أنبأنا محمد بن محمد الشيباني، أنبأنا هارون بن حاتم، أنبأنا أبو بكر بن عياش قال: وقتل الحسين بن علي لعشر ليال خلون من المحرم. قال الواحدي (يعني) سنة إحدى وستين. وقال أيضا في ص 288: أخبرنا أبو الحسين ابن الفراء، وأبو غالب وأبو عبد الله، أنبأنا البناء، قالوا: أنبأنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، أنبأنا الزبير قال: وقتل الحسين بن علي يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بالطف بكربلاء، وعليه جبة

 

ص 452

 

خز دكناء، وهو صابغ بالسواد، وهو ابن ست وخمسين. ومنهم المحدث المؤرخ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني المتوفى سنة 273 في تاريخ الخلفاء (ص 26 ط مؤسسة الرسالة في بيروت سنة 1306) قال: وقتل الحسين بن علي عليه السلام يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين بكربلاء، وهو ابن سبع وخمسين سنة. ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في كتابه المحن (ص 137 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال: وحدثنا يحيى بن عبد العزيز، عن بقي بن مخلد، عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: قتل الحسين في سنة إحدى وستين يوم عاشوراء، قتله الفاسق سنان بن أبي أنس الأشجعي، وجاء برأسه خولى بن يزيد الأصبحي إلى عبيد الله بن زياد. ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب الشعراني في مختصر تذكرة القرطبي (ص 222 ط دار الفكر - بيروت) قال: وقتل [الحسين] رحمه الله - قال القرطبي: ولا رحم قاتله - في يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين بكربلاء بالقرب من موضع يقال له الطف من الكوفة. ومنهم العلامة أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشهير بشيخ الإسلام في تقريب التهذيب (ج 1 ص 177) قال: الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله المدني، سبط رسول صلى الله

 

ص 453

 

عليه وسلم وريحانته، حفظ عنه، استشهد يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وله ست وخمسون سنة. ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الشافعي الدمشقي في ترجمة الإمام الحسين من تاريخ مدينة دمشق (ص 211 ط بيروت) قال: فقدم العراق، فقتل بنينوى يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. ومنهم العلامة الشهير بابن القنفذ في وسيلة السلام بالنبي (ط بيروت ص 78) قال: وتوفي سنة احدى وستين قتيلا يوم عاشوراء بأرض كربلاء في أيام يزيد بن معاوية، وقتل معه من أهل بيته أحد وعشرين رجلا. ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني المغربي في المحن (ص 136 دار الغرب الإسلامي) قال: وقال الواقدي: قتل الحسين بكربلاء يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين، وهو ابن ست وخمسين سنة. وحدثني محمد بن عمر، عن محمد بن عبد الرحيم البرقي: أن الحسين قتل يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. ومنهم العلامة عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الشامي في زهر الحديقة في رجال الطريقة (ص 94 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب إيرلندة) قال: قتل رضي الله عنه يوم الجمعة وقيل يوم السبت يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلا من أرض العراق، وقبره مشهور يزار ويتبرك به، وحزن الناس عليه كثيرا، وأكثروا فيه المراثي رضي الله عنه.

 

ص 454

 

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي في الفتوحات الربانية (ج 3 ص 325 ط بيروت) قال: قتل شهيدا بكربلا يوم الجمعة، وقيل: يوم السبت يوم عاشورا سنة إحدى وستين، وله ست وخمسون سنة. وقيل إنه عليه السلام استشهد سنة ستين رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2658 ط دمشق) قال: وقال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، قال: أخبرنا محمد بن الحسين الأزرق، قال: أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: أخبرنا حبان بن علي، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتل الحسين على رأس ستين من مهاجري. وقال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثني هرون بن عبد الله، قال: سمعت أبا نعيم يقول: قتل الحسين بن علي سنة ستين يوم السبت يوم عاشوراء، وقتل وهو ابن خمس أو ست وستين. وقال أيضا في ص 2661: وقال أبو القاسم بن الحسن: أخبرنا أبو البركات - يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا أبو الفضل - يعني ابن خيرون، قال أخبرنا أبو العلاء، قال: حدثنا أبو بكر البابسيري،

 

ص 455

 

قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل، قال: أخبرنا أبي. قال نعيم قال: وقتل الحسين بن علي في سنة ستين في آخرها يوما. أنبأنا أبو حفص المؤدب، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي (ح). قال: وأخبرنا ابن خيرون، قال: أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، قال: حدثني جدي لأمي إسحق بن محمد النعالي، قالا: أخبرنا عبيد الله بن إسحق، قال: حدثنا قعنب بن المحرز، قال: وقتل الحسين سنة ستين يوم عاشوراء. وقال أيضا في ص 2662: أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا ابن رزق، قال: أخبرنا محمد بن عمر الحافظ قال: حدثنا هيثم بن خالد، قال: حدثنا ابن زنجويه، قال: حدثنا أبو الأسود، قال: قتل الحسين سنة ستين. ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 125 ط دمشق) قال: وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتل الحسين على رأس ستين من مهاجرتي. وقيل إنه عليه السلام استشهد سنة اثنتين وستين من الهجرة ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

 

ص 456

 

فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولد سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2666 ط دمشق) قال: وقد ذكرنا عن الخطيب أنه قال: أجمع أكثر أهل التاريخ أنه قتل في المحرم سنة إحدى وستين إلا هشام بن الكلبي فإنه قال: سنة اثنتين وستين، وأوردنا عن ابن أبي السري عندما أوردناه، وقد نقل عن علي بن المدني أنه قتل سنة اثنتين وستين. أخبرنا بذلك أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي اذنا، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر، قال: أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عثمان، قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحق، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحق بن إسماعيل، قال: سمعت علي بن المديني، قال: مقتل حسين سنة اثنتين وستين. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا عبيد الله - يعني ابن عمر ابن شاهين - قال: حدثني يحيى بن محمد، قال: حدثنا محمد بن موسى بن حماد، عن ابن أبي السري، عن هشام بن الكلبي قال: وفي سنة اثنتين وستين قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما يوم عاشوراء. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 156 ط دار الفكر) قال: وقيل: كان قتله سنة ستين، وقيل: سنة اثنتين وستين. وقال ابن لهيعة: كان قتل الحسين بن علي وقتل عقبة بن نافع وحريق الكعبة في سنة واحدة سنة ثنتين أو ثلاث وستين.

 

ص 457

 

وروى جماعة أنه عليه السلام استشهد في صفر سنة 61 منهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2668 ط دمشق) قال: وقال الواقدي: حدثني أفلح بن سعيد، عن ابن كعب القرظي، قال: قتل الحسين في صفر سنة إحدى وستين.

 

ص 458

 

تعيين سن الحسين عليه السلام في يوم استشهاده قيل: استشهد وهو ابن أربع وخمسين سنة، وقيل: ابن خمس وخمسين سنة وأشهر، وقيل: ابن ست وخمسين سنة، وقيل: سبع وخمسين سنة، وقيل: وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وقيل: تسع وخمسين سنة. روى تلك الأقوال جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور والمتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 156 ط دار الفكر) قال: قيل: إن الحسين قتل وهو ابن ثمان وخمسين سنة. وقيل: وهو ابن ست وخمسين سنة. وقتله سنان بن أبي أنس، وجاء برأسه خولى بن يزيد الأصبحي، جاء به إلى عبيد الله بن زياد. وقيل: قتل وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف. وقيل: ابن خمس وخمسين، وكان في يوم سبت يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. وقتل بالطف بكربلاء وعليه جبة خز دكناء، وهو صابغ بالسواد، قتله سنان بن أبي أنس النخعي، وأجهز عليه خولى بن يزيد الأصبحي من حمير، وحز رأسه وأتى به عبيد الله ابن زياد فقال: أوقر ركابي فضة وذهبا * أنا قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس أما وأبا

 

ص 459

 

ومنهم العلامة زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي في تتمة المختصر في أخبار البشر (ص 65 النسخة مصورة من إحدى مكاتب اسلامبول) قال: والصحيح أن عمره رضي الله عنه وعنا بهم خمس وخمسون سنة وأشهر. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2569 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز، قال: أخبرنا عبد الخالق بن عبد الخالق بن يوسف، قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي، قال: أخبرنا أحمد بن عبدان، قال: أخبرنا محمد بن سهل، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله الهاشمي، قال أحمد بن سليمان، عن عطاء بن مسلم، عن الأعمش قال: قتل الحسين وهو ابن تسع وخمسين. وقال أبو نعيم: قتل الحسين يوم عاشوراء. وقال فروة بن أبي المغراء، عن القاسم بن مالك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرته لابن عباس فقال: أذكرت حسين بن علي حين رأيته؟ قلت: نعم والله ذكرته بكفيه حين رأيته يمشي. قال إنا كنا نشبهه بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقال عبد الله بن محمد بن محمد بن الصلت، حدثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قتل حسين بن علي وهو ابن ثمان وخمسين. وقال أيضا في ص 2659: أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا ابن بشران، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: أخبرت عن ابن عيينة قال: سمعت الهذلي يسأل جعفر بن محمد فقال: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

 

ص 460

 

وقال أيضا في ص 2660: أنبأنا محمد بن هبة الله، قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد، قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني، قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد، قال حدثنا أبو زرعة، قال: قال محمد بن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن جعفر بن محمد قال: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة. قال أبو نعيم: في يوم سبت يوم عاشوراء. أنبأنا ابن طبرزد، قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري، قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: وقتل لها الحسين، يعني لثمان وخمسين. قال ابن السمرقندي: أخبرنا عمر بن عبيد الله، قال: أخبرنا علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو عمر بن السماك، قال: حدثنا حنبل بن إسحق، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين، ومات لها حسن وقتل حسين لها. قال: وأخبرنا الخطبي قال: حدثنا محمد بن عثمان، قال حدثنا إسماعيل بن بهرام، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن أبيه: إن الحسين عمر سبعا وخمسين سنة. أنبأنا أبو اليمن الكندي، عن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون، قال: أخبرنا عبد الملك بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا محمد بن أحمد الصواف، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه أن الحسين عمر سبعا وخمسين أو ثمان وخمسين. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي، قال: أنبأنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص، قال:

 

ص 461

 

أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد قال: قتل حسين وهو ابن ثمان وخمسين. قال: والحديث الأول في سنة أثبت، يعني ابن ست وخمسين.

 

ص 462

 

الخلاف في يوم شهادة الحسين عليه السلام

روى الخلاف فيه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2661) قال: أنبأنا أبو نصر القاضي، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضلي، قال: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي، قال: أخبرنا أبو القاسم الخزاعي، قال: أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، قال: سمعت محمد بن صالح يقول: سمعت عثمان يقول: سمعت الفضل يقول: مات الحسين بن علي يوم السبت، يوم عاشوراء سنة ستين. وقال أيضا في ص 2662: وأنبأنا أبو حفص المؤدب، قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد، قال: أخبرنا حنبل بن إسحق، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: وحسين بن علي يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين، وهذا وهم. وقال أيضا في ص 2658:

 

ص 463

 

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد، قال: كتب إلينا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن إسحق الثقفي، قال: حدثنا أبو الأشعث، قال: حدثنا زهير بن العلاء، قال: أخبرنا سعد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: قتل الحسين بن علي يوم الجمعة يوم عاشوراء لعشر مضين من المحرم سنة إحدى وستين وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف. وقال أيضا ص 2664: كتب إلينا أبو الحسن علي بن المفضل الحافظ أن أبا القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال أجاز لهم، وقال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد إجازة، قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري، قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم، قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن، قال: والحسين بن علي بن أبي طالب استشهد بكربلاء من ناحية الكوفة يوم عاشوراء ليلة جمعة، سنة إحدى وستين. وقال في ص 2666: أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء، قال: أخبرنا أبو الحسين بن الأبنوسي، قال: أخبرنا أبو القاسم بن خنيقاء، قال: أخبرنا أبو محمد الخطبي، قال: حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبو نعيم، قال: قتل الحسين بن علي يوم السبت يوم عاشوراء: وقيل يوم الاثنين وقال أيضا في ص 2668: وقال أبو عيسى: قتل يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين. وقال أيضا في ص 2664:

 

ص 464

 

أخبرنا أبو حفص المكتب فيما أذن لنا فيه، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو بكر الطبري، قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال. حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا ابن بكير، عن الليث بن سعد، قال: وفي سنة إحدى وستين قتل الحسين بن علي وأصحابه لعشر ليال خلون من المحرم يوم عاشوراء يوم السبت. وقال أيضا في ص 2663: وقال الزبير في موضع آخر: والحسين بن علي ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين، قتله سنان بن أبي أنس النخعي، وأجهز عليه خولى بن يزيد الأصبحي من حمير، وحز رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد فقال: أوقر ركابي فضة وذهبا أنا قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس أما وأبا ومنهم العلامة ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين (ص 81 ط بيروت) قال: روي بأسانيد مختلفة أنه عليه السلام استشهد يوم السبت، أو يوم الاثنين. ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام القيرواني المغربي في المحن (ص 136 ط دار الغرب الإسلامي) قال: وحدثني سعيد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أيوب بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد ابن حنبل، قال: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وقتل - رحمه الله - يوم السبت نهارا عاشوراء سنة ستين. وحدثني بكر بن حماد قال: حدثنا زريق قال: حدثنا

 

ص 465

 

ابن حنبل مثله. ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني في مختصر تذكرة القرطبي (ص 222 ط دار الفكر - بيروت) قال: وقتل رحمة الله - قال القرطبي ولا رحم قاتله - في يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين بكربلاء بالقرب من موضع يقال له الطف من الكوفة.

 

ص 466

 

عدد أولاد الحسين بن علي عليه السلام

قد تقدم نقل الأخبار في ذلك عن كتب العامة في ج 11 ص 451، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها هناك: فمنهم العلامة عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الشامي في زهر الحديقة في رجال الطريقة (ص 94 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب إيرلندة) قال: وللحسين رضي الله عنه أولاد: علي الأكبر، وعلي الأصغر، وفاطمة: وسكينة وفي تاريخ دمشق: أن سكينة اسمها أميمة، وقيل أمينة، وقيل أمية، دخلت دمشق مع أهلها، ثم خرجت إلى المدينة، ويقال عادت إلى دمشق. ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 254 ط دار الكتب العلمية) قال: قال محمد بن أبي طلحة القرشي في مناقب آل الرسول : كان للحسين من الأولاد تسعة: ستة ذكور، وثلاث إناث. فالذكور: 1 - علي الأكبر - الذي قاتل بين يدي أبيه حتى قتل شهيدا. 2 - علي الأوسط (زين العابدين) وأمه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد.

 

ص 467

 

3 - علي الأصغر الذي قتل مع أبيه بالطف، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود. 4 - محمد. 5 - عبد الله الذي قتل مع أبيه صغيرا وجاء سهم وهو في حجر أبيه فذبحه. 6 - جعفر ابن القضاعة. والإناث: 1 - زينب. 2 - سكينة وأمها الرباب. 3 - فاطمة وأمها أم أسحق بنت طلحة بن عبيد الله تيمية. ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله (ص 68 ط دار الكتب العلمية - بيروت): روى مثل ما ذكره الشريف فكري باختلاف يسير بالزيادة والنقصان والتقديم والتأخير.

 

ص 468

 

مشهد المحسن بن الحسين عليه السلام بجبل جوشن في حلب

نقل مكانه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله الشهير بابن العديم المتوفى سنة 660 في كتابه زبدة الحلب في تاريخ حلب (ص 25 طبع معهد تاريخ العلوم العربية بالتصوير في فرانكفورت سنة 1406 ه‍ ق) قال: وقرأت بخط بعض الحلبيين - وأظنه بغض أعيان بني الموصول - قال: ويقال أنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين ونساؤه وأولاده عليه السلام، وإن زوجة الحسين كانت حاملا وأنها أسقطت هناك وطلب من الضياع في ذلك الجبل خبزا أو ماء وأنهم شتموها ومنعوها، فدعت عليهم، وإلى الآن من عمل فيه لم يربح سوى التعب. وقبلي الجبل فيه مشهد يعرف بالسقط، وهو يسمى مشهد الدكة، والسقط يسمى المحسن بن الحسين.

 

ص 469

 

أزواج الإمام الحسين عليه السلام

ترجم لهن جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المتولد والمتوفى بها سنة 1296 - 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 253 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: الرباب، ابنة امرئ القيس الكلبية، وهي أم سكينة بنت الحسين، وكان الحسين يحبها حبا شديدا، وله فيها أشعار منها: لعمرك أنني لأحب دارا * تحل به سكينة والرباب أحبها وأبذل فوق جهدي * وليس لعاذل عندي عتاب ولست لهم وإن عتبوا مطيعا * حياتي أو تغييني التراب قيل: خطبها يزيد والأشراف من قريش فقالت: والله لا كان لي حم آخر بعد رسول الله، وعاشت بعد الحسين سنة ثم ماتت كمدا، ولم تستظل بعد الحسين بسقف

 

ص 470

 

(عن ابن الجوزي) 1).

 

(هامش)

1) قال العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن جرادة المولود 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2594 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي الحافظ، قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن الحمال، قال: أخبرنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه، قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي، قال: حدثنا أبو شعيب الحراني، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، قال: سمعت سكينة بنت الحسين تقول: عوتب أبي الحسين بن علي في أمي، فقال أبي الحسين: لعمرك إنني لأحب دارا * تضيفها سكينة والرباب أحبهم وأبذل جل مالي * وليس للائم فيها عتاب ولست لهم وإن غضبوا مطيعا * حياتي أو يغيبني التراب وقد ذكرنا في ترجمة الرباب في آخر الكتاب أنها كانت مع الحسين رضي الله عنه يوم الطف، وأنها رجعت إلى المدينة مصابة مع من رجع، فخطبها الأشراف من قريش فقالت: والله لا يكون لي حمو آخر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاشت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا. وقال الفاضل الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين (ص 147 ط مطبعة المدني بمصر) ومما أنشد الزبير بن بكار من شعره في امرأته الرباب بنت أنيف، ويقال: بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي أم ابنته سكينة: لعمرك إنني لأحب دارا * تحل بها سكينة والرباب أحبهما وأبذل جل مالي * وليس للائمي فيها عتاب ولست لهم وإن عتبوا مطيعا * حياتي أو يغيبني التراب وقد أسلم أبوها على يد عمر بن الخطاب، وأمره عمر على قومه، فلما خرج من عنده خطب إليه علي بن أبي طالب أن يزوج ابنه الحسن أو الحسين من بناته، فزوج الحسن ابنته سلمى، والحسين ابنته الرباب، وزوج عليا ابنته الثالثة، وهي المحياة بنت امرئ القيس في = (*)

 

ص 471

ليلى بنت أبي مرد بن عروة بن مسعود الثقفي، وهي أم علي المقتول بالطف مع أبيه. أم إسحق بنت طلحة بن عبد الله، وهي أم فاطمة. أم جعفر بن الحسين القضاعية، ولم يوقف على شيء من أخبارها. شهربانو بنت كسرى يزدجرد، واسمها (جهان شاه) وهي أم علي زين العابدين. عائشة بنت خليفة، وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل.

 

(هامش)

= ساعة واحدة فأحب الحسين زوجته الرباب حبا شديدا، وكان بها معجبا يقول فيها الشعر، ولما قتل بكربلاء كانت معه فوجدت عليه وجدا شديدا، وذكر أنها أقامت على قبره سنة، ثم انصرفت وهي تقول: إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر وقد خطبها بعده خلق كثير من أشراف قريش، فقالت: ما كنت لاتخذ حموا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالله لا يؤويني ورجلا بعد الحسين سقف أبدا. ولم تزل عليه كمدة حتى ماتت، ويقال: إنها إنما عاشت بعده أياما يسيرة، فالله أعلم، وابنتها سكينة بنت الحسين كانت من أجمل النساء، حتى إنه لم يكن في زمانها أحسن منها. والله أعلم. (*)

 

ص 472

بعض مراثي الإمام الحسين عليه السلام

رثاه عليه السلام جماعة من العلماء والشعراء: منهم أبو الأسود الدؤلي رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي الدمشقي الشهير بابن عساكر المولود 499 والمتوفى 571 في كتابه تاريخ دمشق (ج 7 ص 239 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله، قالوا: أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلص، أخبرنا أحمد بن سليمان، أخبرنا الزبير بن بكار، قال: وقال أبو الأسود الدؤلي في قتل الحسين بن علي عليهما السلام: أقول وزادني غضبا وغيظا * أزال الله ملك بني زياد وأبعدهم كما بعدوا وخابوا * كما بعدت ثمود وقوم عاد ولا رجعت ركابهم إليهم * إذا قفنا إلى يوم التناد

 

ص 473

 

ومنهم سليمان بن قتة الخزاعي رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص 158 دار الفكر) قال: وقال سليمان بن قتة يرثي الحسين بن علي عليهما السلام: وإن قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت فإن تتبعوه عائذ البيت تصبحوا * كعاد تعمت عند هداها فضلت مررت على أبيات آل محمد * فألفيتها أمثالها حيث حلت وكانوا لنا غنما فعادوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم برغمي تخلت إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها * وتقتلنا قيس إذا النعل زلت وعند غني قطرة من دمائنا * سنجزيهم يوما بها حيث حلت ألم تر أن الأرض أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت يريد أنهم لا يرعوون عن قتل قرشي بعد الحسين، وعائذ البيت عبد الله بن الزبير. رواه الفاضل محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول في كتاب الحسن والحسين سبطا رسول الله (ص 154 - باختلاف قليل في التقديم والتأخير، وفيه: كانوا رجاء - بدل وكانوا لنا غنما وفيه أيضا: فلم أرها بدل فألفيتها وفيه أيضا: أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم * ولم تفك في أعدائهم حين سلت وقد أعولت تبكي السماء لفقده * وأنجمها ناحت عليه وصلت ورواه أبو البركات الباعوني في جواهر المطالب (ص 141 - المخطوط عن ابن

 

ص 474

 

الزبير). ورواه الشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي في حاشية شرح - بانت سعاد - لابن هشام (ج 2 ص 735 ط دار صادر بيروت). ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2668 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان، قال: أخبرنا محمد بن محمد ابن عبد الرحمن الخطيب (ح). وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن الحداد، قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي، قالا: أنبأنا محمد بن منصور السمعاني، قال: أخبرنا الشيخ أبو نصر محمد بن أحمد بن علي الصيرفي إذنا ومشافهة، أن القاضي أبا بكر أحمد بن الحسين الخرشي أجاز لهم، قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحق، قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا ابن عائشة، قال: وثف سليمان بن قنة بمصارع الحسين وأصحابه بكربلاء، فاتكأ على قوسه وجعل يبكي ويقول: إن قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها يوم حلت فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم برغمي تخلت ألم تر أن الأرض أمست مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت وكانوا رجاء ثم عادوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل، قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، قال: أنشدنا محمد بن محمد الدهقان الإمام بجامع بلخ، قال: أنشدت لسليمان بن قنة: مررت إلى أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها يوم حلت

 

ص 475

 

ألا إن قتلى الطف من آل هاشم * أدلت رقاب المسلمين فذلت وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت ومنهم ابن الهبارية الشاعر رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في التبر المذاب (ص 93 المخطوط) قال: قال الشعبي وحكاه ابن سعد في الطبقات، قال: أنشدنا بعض أشياخنا: إن ابن الهبارية الشاعر اجتاز بكربلاء، فجلس يبكي على الحسين وأهله، وقال بديها: أحسين والمبعوث جدك بالهدى * قسما يكون الحق عند مسائل لو كنت شاهد كربلا لبذلت في * تنفيس كربك جهدك بذل الباذل وسقيت حد السيف من أعدائكم * عللا وحد السمهري الزابل لكنني أخرت عنك لشقوتي * قبلا بلى بين الغري وبابل هبني حرمت القتل في أعدائكم * فأقل من حزن ودمع سائل ثم نام في مكانه، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال له: جزاك الله عني خيرا، أبشر فإن الله كتبك ممن جاهد بين يدي الحسين. ومنهم عبيد الله بن الحرين يزيد رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في التبر المذاب (ص 93 - المخطوط) قال: قال الربيع بن أنس: رثى الحسين عبيد الله بن الحر:

 

ص 476

 

كربلا لا زلت كربلا وبلا * ما لقي عندك أهل المصطفى كم على تربك لما صرعوا * من دم سال ومن دمع جرى يا رسول الله لو أبصرتهم * وهم ما بين قتل وسبا نحروا نحر الأضاحي نسله * ثم ساقوا أهله سوق الاما هاتفات برسول الله في * شدة الخوف وعثرات الخطا قتلوه بعد علم منهم * إنه خامس أصحاب الكسا ليس هذا لرسول الله يا * أمة الطغيان والكفر جزا يا جبال المجد عزا وعلا * وبدور الأرض نورا وسنا جعل الله الذي نالكم * سبب الحزن عليكم والبكا لا أرى حزنكم يبلى ولا * رزئكم يسلى وإن طال المدى ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين (ص 148 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: وروى أبو مخنف عن عبد الرحمن بن جندب أن ابن زياد بعد مقتل الحسين تفقد أشراف أهل الكوفة فلم يرى عبيد الله بن الحر بن يزيد، فتطلبه حتى جاءه بعد أيام فقال: أين كنت يا ابن الحر؟ قال: كنت مريضا، قال: مريض القلب أم مريض البدن، قال: أما قلبي فلم يمرض، وأما بدني فقد من الله عليه بالعافية، فقال له ابن زياد: كذبت ولكنك كنت مع عدونا، قال: لو كنت مع عدوك لم يخف مكان مثلي، ولكن الناس شاهدوا ذلك، قال: وعقل ابن زياد عقلة فخرج ابن الحر فقعد على فرسه ثم قال: أبلغوه أني لا آتيه والله طائعا. قال ابن زياد: أين ابن الحر؟ قال: خرج، فقال: علي به، فخرج الشرط في طلبه فأسمعهم غليظ ما يكرهون، وترضى عن الحسين وأخيه وأبيه، ثم أسمعهم في ابن زياد غليظا من القول ثم أمتنع، وقال في الحسين وأصحابه شعرا:

 

ص 477

 

يقول أمير غادر حق غادر * ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمة فيا ندمي أن لا أكون نصرته * لذو حسرة ما إن تفارق لازمه سقى الله أرواح الذين تبارزوا * على نصره سقيا من الغيث دائمه وقضت على أجدائهم وقبورهم * فكان الحشى ينقض والعين ساجمه لعمري لقد كانوا مصاليب في الوغى * سراعا إلى الهيجاء حماة حضارمه تأسوا على نصر ابن بنت نبيهم * بأسيافهم آساد غيل ضراغمه فإن يقتلوا تلك النفوس ببغتة * على الأرض قد أضحت لذلك واجمه ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 141 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وروى أبو مخنف عن عبد الرحمن بن جندب: إن عبيد الله بن زياد لعنه الله بعد مقتل الحسين عليه السلام تفقد أشراف الكوفة، فلم يزل عبيد الله بن الحر بن يزيد فيطلبه، فلما جاء أسمعه غليظ ما يكره، ثم خرج من عنده فامتنع عليه، وقال في الحسين وأصحابه: يقول أمير غادر وابن غادر * ألا كنت قاتلت الحسين بن فاطمة ونسبني على خذلانه واعتزاله * وبيعة هذا الناكث العهد لائمه فيا ندمي ألا أكون نصرته * ألا كل نفس لا تسد نادمه وإني وإن لم أكن قد نصرته * لذو حسرة ما أن يفارقه لازمه سقى الله أرواح الذين توازروا * على نصره سقيا من الغيث دائمة وقفت على أجداثهم ومحلهم * فكان الحشا ينقض والعين ساجمه لعمري لقد كانوا مصاليب في الوغى * سراعا إلى الهيجا جمالا خضارمه؟؟؟؟؟؟؟ على نصر ابن بنت نبيهم * بأسيافهم آساد غيل ضراغمه

 

ص 478

 

وما إن رأى الراؤن أفضل منهم * لدى الموت سادات وزهر قماقمه تقتلهم ظلما وترجو ذمامنا * فدع خطة ليست لنا بملائمه لعمري لقد زاغمتمونا بقتلهم * فكم ناقم منكم علينا وناقمه أهم مرارا أن أسير بجحفل * إلى فئة زاغت عن الحق راغمه ومنهم عقبة بن عمر العبسي رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في التبر المذاب (ص 93 المخطوط) قال: قال السدي: أول من رثى الحسين رضي الله عنه عقبة بن عمر العبسي فقال: مررت على قبر الحسين بكربلا * ففاض عليه من دموعي غزيرها ومازلت أبكيه وأرثى لشجوه * ويسعد عيني دمعها وزفيرها وناديت من حول الحسين عصائبا * أطافت به من جانبيه قبورها سلام على أهل القبور بكربلا * وقل لها مني سلام يزورها سلام بآصال العشي وبالضحى * يؤديه نكباء الرياح دبورها ولا برح الزوار زوار قبره * يفوح عليهم مسكها وعبيرها ورواها الشريف علي فكري القاهري الحسيني في أحسن القصص (ج 4 ص 250 ط بيروت) فقال في أولها: إذ العين قرت في الحياد وأنتم * تخافون في الدنيا فأظلم نورها ومنهم الكميت الأسدي رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

 

ص 479

 

فمنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي في كتابه تاج العروس (ج 9 ص 93 ط القاهرة) في مادة وسم قال: قال الكميت (يمدح الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما): وتطيل المرزات المقاليد * يمت إليه القعود بعد القيام يتعرفن حروجه عليه * عقبة السرو ظاهرا والوسام رواه بعينه في لسان العرب ج 12 ص 637 ط بيروت. ومنهم منصور النمري رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 155 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: وقال منصور النمري: ويلك يا قاتل الحسين لقد * بؤت بحمل ينوء بالحامل أي حباء حبوت أحمد في * حفرته من حرارة الثاكل تعال فاطلب غدا شفاعته * وانهض فرد حوضه مع الناهل ما الشك عندي بحال قابله * لكنني قد أشك بالخاذل كأنما أنت تعجبين ألا * تنزل بالقوم نقمة العاجل لا يعجل الله إن عجلت وما * ربك عما ترين بالغافل ما حصلت لامرئ سعادته * حقت عليه عقوبة الآجل أيضا:

 

ص 480

 

قيل وسمع بعض أهل المدينة ليلة قتل الحسين مناديا ينادي: أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السماء يدعو عليكم * من نبي ومن ملك وقبيل قد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وصاحب الإنجيل ومنهم عبيدة بن عمرو الكندي رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة اللغوي أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري المتوفى سنة 382 في تصحيفات المحدثين (ص 203 ط بيروت سنة 1408) قال: وعبيدة بن عمرو الكندي، يقال له: البدي شاعر هو الذي رثى الحسين بن علي رضي الله عنهما بالقصيدة التي أولها: صحا القلب بعد الشيب عن أم عامر * وأذهله عنها صروف المقادر ومنهم دعبل الخزاعي رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2669 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو المفضل مرجا بن محمد بن هبة الله بن شقرة قرائة عليه، قال: أنبأنا القاضي أبو طالب محمد بن علي الكتاني، عن أبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي، قاتل: أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، قال: أنشدنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زياد النيسابوري، قال: أنشدنا أبو علي الحسن بن علي

 

ص 481

 

الخزاعي دعبل لنفسه: مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالبيت والتعريف والجمرات قفا نسأل الدار التي خف أهلها * متى عهدها بالصوم والصلوات قال فيها: فأما المصيبات التي لست بالغا * مبالغها مني بكنه صفاتي قبور لدى النهرين من بطن كربلاء معرسهم منها بشط فرات أخاف بأن أزدارهم ويشوقني * معرسهم بالجزع ذي النخلات تقسمهم ريب المنون فما ترى * لهم عقوة مغشية الحجرات خلا أن منهم بالمدينة عصبة * مذودون أنضاء من الأزمات قليلة زوار خلال أن زورا من الضبع والعقبان والرخمات وكيف أداوي من جوى بي * والجوى أمية أهل الكفر واللعنات وآل زياد في الحرير مصونة * وآل رسول الله في الفلوات وآل رسول الله نحف جسومها * وآل زياد غلظ الرقبات ألم تر أني من ثلاثون حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات وهذه قصيدة شاعرة طويلة تزيد على خمسين بيتا سنوردها إن شاء الله تعالى بكاملها في ترجمة دعبل بن علي الخزاعي. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل، قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني، قال: سمعت أبا السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي بالنعمانية - مذاكرة من حفظه، يقول: سمعت القاضي أبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني يقول: اجتمعت - يعني بأبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري - فجرى بيننا كلام،

 

ص 482

 

فقال أبو العلاء: ما سمعت في مرائي الحسين بن علي رضي الله عنهما مرثية تكتب. قال: فقلت له: قد قال رجل من فلاحي بلدنا أبياتا يعجز عنها شيخ تنوخ. فقال لي: أنشدنيها، فأنشدته: رأس ابن بنت محمد ووصيه * للمسلمين على قناة يرفع والمسلمون بمنظر وبمسمع * لا جازع فيهم ولا متفجع كحلت بمنظر العيون عماية * وأصم رزؤك كل أذن تسمع أيقظت أجفانا وكنت أنمتها وأنمت عينا لم تكن بك تهجع ما روضة إلا تمنت أنها * لك تربة ولخط قبرك مضجع فقال أبو العلاء: والله ما سمعت أرق من هذا. قلت: قد رثي الحسين رضوان الله عليه بأشعار كثيرة لو بسطت يدي إلى إيراد جملة منها لطال ذكرها وامتنع حصرها، فاقتصرت منها على هذا القليل خوفا من الاكثار وتجنبا للتطويل. وروى العلامة صدر الدين علي بن أبي الفرج البصري في الحماسة البصرية (ج 1 ص 201 ط بيروت) هذه الأبيات الأخيرة لدعبل باختلاف قليل: وفيه: يا للرجال بدل يا للمسلمين و بمسمع بدل بسمع و ولا متخشع بدل ولا متفجع و نعيك بدل رزؤك . كنت لها كرى بدل: وكنت أنمتها و مضجع ولخط قبرك مضجع . ومنهم الشريف الرضي روى مراثيه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عمر فروخ في تجديد في المسلمين لا في الإسلام (ص 144 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال: لن أقول في استشهاد الحسين، رضي الله عنه، شعرا ولا خيالا كالشعر. فمن ذا

 

ص 483

 

الذي يستطيع أن يسمو بعاطفته وخياله إلى أن يقول كما قال الشريف الرضي في مأتم الحسين: ميت تبكي له فاطمة * وأبوها وعلي ذو العلا! وقد روى شعره الشريف علي الحسيني فكري القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 252 ط بيروت) فقال: كربلا لا زلت كربلا وبلا * ما لقي عندك أهل المصطفى كم على تربك لما صرعوا * من دم سال ومن دمع جرى يا رسول الله لو أبصرتهم * وهم ما بين قتل وسبا من رميض يمنع الظل ومن * عاطش يسقى أنابيب القنا جزروا جزر الأضاحي نسله * ثم ساقوا أهله سوق الإما هاتفات برسول الله في * شدة الخوف وعثرات الخطا قتلوه بعد علم منهم * أنه خمس أصحاب الكسا ليس هذا لرسول الله يا * أمة الطغيان والبغي جزا يا جبال المجد عزا وعلا * وبدور الأرض نورا وسنا جعل الله الذي نالكم * سبب الوجد طويلا والبكا لا أرى حزنكم يسلى ولا * رزءكم ينسى وإن طال المدى وقد رثاه الصاحب بن عباد والبوصيري رحمهما الله وغيرهما، وجميع الرثاء مذكور في كتاب المرحوم علي بك جلال الحسيني، فمن شاء فليطلع عليه. ومنهم أبو الفرج ابن الجوزي روى مراثيه جماعة من الأعلام في كتبهم:

 

ص 484

 

فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في التبر المذاب (ص المخطوط) قال: ذكر جدي أبو الفرج في كتاب التبصرة إنما سار الحسين إلى القوم لأنه رأى الشريعة قد دثرت، فجد في رفع قواعد أصلها، فلما أحضروه حصروه، فقالوا له: انزل على حكم ابن زياد. فقال: لا أفعل، واختار القتل على الذل، وهكذا النفوس الشريفة تأبى مواطن الذلة، ثم أنشد: ولما رأوا بعض الحياد مذلة * عليهم وعز الموت غير محرم أبوا أن يذقوا العيش والذم واقع * عليه وماتوا ميتة لم تذمم ولا عجب للأسد أن ظفرت بها * كلاب الأعادي من فصيح وأعجم فحربة وحشي سقت حمزة الردى * وحتف علي في حسام ابن ملجم ومنهم الإمام الشافعي رواه أيضا في ص 94: ورثاه الإمام محمد بن إدريس الشافعي فقال: تأوب همي والفؤاد كئيب * وأرق جفني والرقاد قريب ومما شجى قلبي وشيب لمتي * تصاريف أيام لهن خطوب فمن يبلغن مني الحسين رسالة * وإن كرهتها أنفس وقلوب قتيلا بلا جرم كأن قميص * صبيغ بماء الأرجوان خضيب تزلزلت الدنيا لآل محمد * وكادت لهم صم الجبال تذوب وغارت نجوم واقشعرت كواكب * وهاتك أستار وشق جيوب وللسيف اعوال وللرمح رنة * وللخيل من بعد الصهيل نحيب يصلي على المهدي من آل هاشم * وتعرى بنوه إن ذا لعجيب

 

ص 485

 

لئن كان ذنبا حب آل محمد * فذلك ذنب لست منه أتوب هم شفعائي يوم حشري وفاقتي * وحبهم للشافعي ذنوب ورواه الشريف علي محمد فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص252 بيروت) باختلاف يسير من التقدم والتأخر والزيادة والنقصان، وفيه: عيني بدل جفني و غريب بدل قريب و ومما نفى نومي بدل ومما شجى قلبي . و فمن مبلغ عني بدل فمن يبلغن مني و قتيل بدل قتيلا . وليس فيه: وغارت نجوم - إلى آخر البيت - وأيضا ليس فيه: وللسيف اعوال.. البيت. وفيه: على المختار بدل على المهدي و ونغزو بينه بدل وتعرى بنوه و ذنبي بدل - ذنبا وليس فيه أيضا: هم شفعائي - البيت. ومنهم أبو دهبل الجمحي روى شعره جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج 4 ص 36) قال: الطف بالفتح والفاء المشددة، وهو في اللغة ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق (إلى أن قال) والطف طف الفرات، أي الشاطئ، والطف أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية، فيها كان مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه (إلى أن قال) قال أبو دهبل الجمحي يرثي الحسين بن علي رضي الله عنه ومن قتل معه بالطف: مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها يوم حلت فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم برغمي تخلت ألا إن قتلى الطف من آل هاشم * أذلت رقاب المسلمين فذلت وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية * ألا عظمت تلك الرزايا وجلت وجاء فارس الأشقين بعد برأسه * وقد نهلت منه الرماح وعلت

 

ص 486

 

وقال أيضا: تبيت سكارى من أمية نوما * وبالطف قتلى ما ينام حميمها وما أفسدت الإسلام إلا عصابة * تأمر نوكاها فدام نعيمها فصارت قناة الدين في كف ظالم * إذ أعوج منها جانب لا يقيمها ورواه الدكتور إحسان النض في الاختيارات من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (ج 4 ص 134 ط بيروت) وفيه: جميعها، بدل حميمها . ومنهم ابن أصدق روى شعره جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2654 ط دمشق) قال: أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري في كتابه، عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي، عن أبيه أبي علي قال: حدثني أبي قال: خرج إلينا أبو الحسن الكرخي يوما فقال: تعرفون ببغداد رجلا يقال له ابن أصدق، فلم يعرفه من أهل المجلس غيري، وقلت: أعرفه فكيف سألت عنه؟ قال: أي شيء يعمل؟ قلت: ينوح على الحسين بن علي عليهما السلام. قال: فبكى أبو الحسن وقال: عندي عجوز تزينني من أهل كرخ جدان يغلب على لسانها النبطية، ولا يمكنها أن تقيم كلمة عربية فضلا عن أن تحفظ شعرا، وهي من صوالح النساء وتكثر من الصلاة والصوم والتهجد، وانتبهت البارحة في جوف الليل، ومنامها قريب من منامي، فصاحت: أبو الحسن، أبو الحسن. قلت: ما لك؟ قالت: الحقني، فجئتها ووجدتها ترعد وقلت: ما أصابك؟ قالت: رأيت في منامي وقد صليت وردي

 

ص 487

 

ونمت، كأني في درب من دروب الكرخ فيه حجرة محمرة بالساج مبيضة بالأسفيداج مفتوحة الباب وعليه نساء وقوف فقلت لهم: ما الخبر؟ فأشاروا إلى داخل الدار وإذا امرأة شابة حسناء بارعة الجمال والكمال وعليها ثياب بياض مروية من فوقها إزار شديد البياض قد التفت به وفي حجرها رأس يشخب دما. ففزعت، وقالت: لا عليك، أنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا رأس الحسين صلوات الله على الجماعة فقولي لابن أصدق حتى ينوح: لم أمرضه فأسلو * لا ولا كان مريضا وانتبهت مذعورة. قال أبو الحسن: وقالت العجوز: أمرظه بالظاء لأنها لا تتمكن من إقامة الضاد، فسكنت منها إلى أن عاودت نومها. وقال أبو القاسم: ثم قال لي مع معرفتك بالرجل فقد حملتك الأمانة في هذه الرسالة، فقلت: سمعا وطاعة لأمر سيدة النساء رضوان الله تعالى عليها. قال: وكان هذا في شعبان والناس إذ ذاك يلقون أذى شديدا، وجهدا جهيدا من الحنابلة، وإذا أرادوا زيارة المشهد بالحائر، خرجوا على استار ومخافة، فلم أزل أتلطف في الخروج حتى تمكنت منه وحصلت في الحائر ليلة النصف من شعبان، وسألت عن أصدق فدللت عليه، ودعوته وحضرني. فقلت له: إن فاطمة عليها السلام تأمرك أن تنوح بالقصيدة التي فيها: لم أمرضه فأسلوا * لا ولا كان مريضا فانزعج من ذلك وقصصت عليه وعلى من كان معه عندي الحديث، فأجهشوا بالبكاء وناح بذلك طول ليلته وأول القصيدة: أيها العينان فيضا * واستهلا لا تغيضا وهذه الحكاية ذكرها غرس النعمة أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم المعروف بابن الصابئ في كتاب الربيع ، وذكر أن أباه الرئيس هلال بن

 

ص 488

 

المحسن ذكرها في كتاب المنامات من تأليفه وقال: حدث القاضي أبو علي التنوخي قال: حدثني أبي، يعني أبا القاسم، وذكر الحكاية. أنبأنا بذلك أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي، عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، عن أبي عبد الله الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة، وأبو الحسن الكرخي المذكور هو من كبار أصحاب أبي حنيفة وله من المصنفات مختصر الكرخي في الفقه. وقريب من هذه الحكاية ما قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين في تاريخه، وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن هبة الله بن النجار عنه قال: حدثني الشيخ نصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن، وكان من الثقات الأمناء، أهل السنة، قال: رأيت في المنام علي بن أبي طالب عليه السلام، فقلت: يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم؟ فقال لي عليه السلام: أما سمعت أبيات الجمال ابن الصيفي في هذا؟ فقلت: لا، فقال: اسمعها منه، ثم استيقظت، فباكرت إلى دار الحيص بيص فخرج إلي فذكرت له الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء، وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي إلى أحد وإن كنت نظمتها إلا في ليلتي هذه: ملكنا فكان العفو منا سجية * فلما ملكتم سال بالدم أبطح وحللتم قتل الأسير وطالما * غدونا عن الأسرى نعف ونصفح ولا غرو فيما بيننا من تفاوت * فكل إناء بالذي فيه ينضح.

 

ص 489

 

ومنهم بعض الشعراء ذكره جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن طالب) (ص 141 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: قال بعضهم: جاؤا برأسك يا بن بنت محمد * مترملا بدمائه ترميلا وكأنما بك يا بن بنت محمد * قتلوا جهرا عامدين رسولا قتلوك عطشانا ولم يترقبوا * في قتلك التأويل والتنزيلا ويكبرون بأن قتلت وإنما * قتلوا بك التكبير والتهليلا وقال أيضا في ص 142: ورأيت في مرثيته قصيدة طويله جدا علق بخاطري منها هذه الأبيات: أما والذي لدمي حللا * وخصص أهل الولاء بالبلا لئن ذقت فيك كؤوس الحمام * لما قال قلبي لساقيه لا ولا كنت ممن يشاكي الجوى * ولو قدني مفصلا مفصلا رضيت وحقك كل الرضى * إذا كان يرضيك أن أقتلا أنا ابن البتول وسبط الرسول * وجدي محمد فيكم قد علا أنا ابن الفتى الهاشمي الذي * لمرحب في خيبر جندلا فلا غرو إن مت موت الكرام * كما مات في الحب من قد خلا أتنكر بين الورى قتلتي * ورأسي يطاف به في الملا

 

ص 490

 

ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في التبر المذاب (ص 93 المخطوط) قال: وأنشدنا أبو عبيد الله النحوي بمصر قال: كحل بعض العلماء عينيه يوم عاشورا، فعوتب على ذلك فأنشد ارتجالا: وقائل لم كحلت عينا * يوم استباحوا دم الحسين فقلت كفوا أحق شيء * يلبس فيه السواد عيني وقال أيضا: وأنشد بعض العلماء وقد لاموه على اكتحاله يوم عاشورا، فقال: قالوا اكتحلت شماتة بمحمد * وبآله أهل التقى والدين قلت اقصروا فأحق من بكت الدما * عيني ومن لبس السواد جفوني

 

ص 491

 

رثاء جماعة من النساء المؤمنات (للحسين بن علي عليه السلام)

منهن عاتكة النفيلية روى رثاءها جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 154 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: رثت الحسين عليه السلام زوجته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، فقالت: واحسينا فلا نسيت حسينا * أقصدته أسنة الأعداء غادروه بكربلاء صريعا * لا سقى الغيث بعده كربلاء ومنهن الرباب وابنتها سكينة روى مرثيتهما جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضل المذكور في الحسن والحسين (ص 154) قال: ورثته الرباب زوجته، فقالت: إن الذي كان نورا يستضاء به * بكربلاء قتيل غير مدفون

 

ص 492

 

سبط النبي جزاك الله صالحة * عنا وجنبت خسران الموازين قد كنت لي جبلا صعبا ألوذ به * وكنت تصحبنا بالرحمن والدين من لليتامى ومن للسائلين ومن * يغني ويأوي إليه كل مسكين والله لا أبتغي صهرا بصهركم * حتى أغيب بين الرمل والطين ورثته سكينة ابنته، فقالت: لا تعذليه فهم قاطع طرقه * فعينه بدموع ذرف غدقه إن الحسين غداة الطف يرشقه * ريب المنون فما أن يخطئ الحدقه بكف شر عباد الله كلهم * نسل البغايا وجيش المرق الفسقه يا أمة السوء هاتوا ما احتجاجكم * غدا وجلكم بالسيف قد صفقه الويل حل بكم إلا بمن لحقه * صيرتموه لأرماح العدا درقه يا عين فاحتفلي طول الحياة دما * لا تبك ولدا ولا أهلا ولا رفقه لكن على ابن رسول الله فانسكي * قيحا ودما وفي إثريهما العلقه رواهما [شعر الرباب وشعر سكينة] الفاضل الشريف علي فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 250 ط بيروت بعينهما). ومنهن ابنة عقيل بن أبي طالب روى مرثيتها جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضل المذكور أيضا في كتابه الحسن والحسين عليهما السلام (ص 154) قال: وقالت بنت عقيل بن أبي طالب ترثي حسينا ومن أصيب معه: عين ابكي بعبرة وعويل * واندبي إن ندبت آل الرسول ستة كلهم لصلب علي * قد أصيبوا وخمسة لعقيل

 

ص 493

 

ومنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القطبي المتوفى سنة 463 في كتابه بهجة المجالس وأنس المجالس (ج 1 ص 777 ط مصر) قال: ولما قتل الحسين بن علي، قالت بنت عقيل بن أبي طالب: ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم بعترتي وبأهلي عند منطلقي * منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم ما كان هذا جزائي نصحت لكم * أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي ومنهن عقيلة بنت الضحاك روى مرثيتها جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر عمر رضا كحالة في المرأة في القديم والحديث (ج 7 ص 251 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال: عقيلة بنت الضحاك: من شواعر العرب، قالت ترثي الحسين ومن أصيب معه: عيني أبكي بعبرة وعويل * واندبي إن ندبت آل الرسول ستة كلهم لصلب علي * قد أصيبوا وخمسة لعقيل وقالت أيضا: ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي * منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم

 

ص 494

 

نوح الجن للحسين بن علي عليه السلام

قد تقدم نقل جملة منها عن كتب العامة في ج 11 ص 570، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عن كتبهم هناك: وفيه أحاديث منها

حديث أم سلمة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في مرآة المؤمنين (ص 277 ط لكنهو) قال: وأخرج الملا عن أم سلمة أنها قالت: سمعت نوح الجن على الحسين، وابن سعد عنها إنها بكت حتى غشي عليها، وفي تاريخ السيوطي وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أم سلمة قالت: سمعت الجن يبكي على الحسين، وينوح عليه.

 

ص 495

 

ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2650 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد، قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي إجازة إن لم يكن سماعا، قال: حدثنا عبد المحسن بن محمد لفظا قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن محمد الدهان، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحسن البردعي، قال: حدثنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي العصام العدوي، قال: حدثنا إبراهيم بن يحيى بن يعقوب أبو الطاهر البزاز، قال: حدثنا ابن لقمان، قال: حدثنا الحسين بن إدريس، قال: حدثنا هاشم، عن أمه، عن أم سلمة قال: سمعت الجن تنوح على الحسين يوم قتل وهن يقلن: أيها القاتلون ظلما حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السماء يدعو عليكم * من نبي ومرسل وقتيل قد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وصاحب الإنجيل أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين الدمشقي، قال: أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال: أخبرنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا القاسم بن عباد الخطابي، قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن حبيب بن أبي ثابت قال: قالت أم سلمة: ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم إلا الليلة، وما أرى ابني إلا قد قتل، يعني الحسين، فقالت لجارتها: أخرجي فسلي، فأخبرت أنه قتل وإذا جنية تنوح: ألا يا عين فاحتفظي بجهد * ومن تبكي على الشهداء بعدي على رهط تقودهم المنايا * إلى متجبر في ملك عبد أيضا في ص 2652:

 

ص 496

 

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا ثابت بن بندار، قال: أخبرنا محمد بن علي الواسطي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري، قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عفاف بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا عمار بن أبي عمار، عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوح على الحسين. ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى 333 في المحن (ص 137 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال: وحدثني عمر بن يوسف قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا الحجاج بن نمير، عن سلمة بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن أم سلمة: أنها سمعت الجن تنوح على الحسين. حدثني يحيى بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن جده، عن عمار مولى بني هاشم قال: سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: سمعت الجن تنوح على الحسين. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 154 ط دار الفكر) قال: قالت أم سلمة: سمعت الجن يبكين على الحسين، وقالت أيضا: سمعت الجن تنوح على الحسين. قالت أم سلمة: سمعت الجن تنوح على الحسين يوم قتل ويقلن: [من الخفيف] أيها القاتلون ظلما حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السماء تدعو عليكم * من نبي ومرسل وقبيل

 

ص 497

 

قد لعنتم على لسان ابن داوو * د وموسى وصاحب الإنجيل قال حبيب بن أبي ثابت: قالت أم سلمة: ما سمعت نوح الجن منذ قبض رسول الله صلب الله عليه وسلم إلا الليلة، وما أرى ابني إلا قد قتل، تعني الحسين، فقالت لجاريتها: اخرجي فسلي، فأخبرت أنه قتل، وإذا جنية تنوح: [من الوافر] ألا يا عين فاحتفلي بجهد * ومن يبكي على الشهداء بعدي؟ على رهط تقودهم المنايا * إلى متجبر في ملك عبد ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني في التبر المذاب (ص 92 والنسخة في مكتبتنا بقم) قال: حكى الزهري عن أم سلمة قال: سمعت نوح الجن في الليلة التي قتل فيها الحسين عليه السلام يقول: ألا يا عين فاحتفلي بجهد - إلى آخر البيتين، وفيه: إلى متجبر في ثوب عبد. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 128 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن سهد، ثنا مسلم بن عمار قال: سمعت أم سلمى قالت: سمعت الجن يبكين على الحسين وسمعت الجن تنوح على الحسين. رواه الحسين بن إدريس، عن هاشم بن هاشم، عن أمه، عن أم سلمة قالت: سمعت الجن ينحن على الحسين وهن يقلن: أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السماء يدعو عليكم * ونبي ومرسل وقبيل قد لعنتم على لسان ابن داو * د وموسى وصاحب الإنجيل

 

ص 498

 

حديث محمد المصقلي

في نوح الجن للحسين عليه السلام قد تقدم نقله منا في ج 11 ص 583 نقلا عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 154 ط دار الفكر) قال: قال محمد المصقلي لما قتل الحسين: إنه سمع مناديا ينادي ليلا، يسمع صوته، ولم ير شخصه: [من الكامل] عقرت ثمود ناقة فاستؤصلوا * وجرت سوانحهم بغير الأسعد فبنو رسول الله أعظم حرمة * وأجل من أم الفصيل المقصد عجبا لهم، ولما أتوا لم يمسخوا * والله يملي للطغاة الجحد ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2653 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن الحنائي، قال: أخبرنا أحمد ومحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر، قالا: أخبرنا يوسف بن القاسم الميانجي، قال: حدثنا أبو الوليد بشر بن محمد بن بشر التميمي الكوفي بالكوفة، قال: حدثني أحمد بن محمد المصقلي، قال: حدثني أبي، قال: لما قتل الحسين بن علي سمع مناد ينادي ليلا يسمع صوته ولا يرى شخصه - فذكر الأبيات مثل ما تقدم عن ابن

 

ص 499

 

حديث أبي جناب الكلبي

في نوح الجن قد رويناه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 584 إلى 588، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فما مضى: فمنهم العلامة المولوي ولي الله اللكهنوي الهندي في مرآة المؤمنين (ص 277) قال: وأخرج تغلب في أماليه عن أبي جناب الكلبي قال: أتيت كربلا، فقلت لرجل من أشراف العرب بها: بلغني أنكم تسمعون نوح الجن [قال]: ما تلقى أحدا إلا أخبرك أنه سمع ذلك. قلت: فأخبرني ما سمعت أنت. قال: سمعتهم يقولون: مسح النبي جبينه * فله بريق في الخدود أبوه من عليا قريش * وجده خير الجدود ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني البغدادي في عيون الأخبار في مناقب الأخيار (ص 51 - نسخة مكتبة الفاتيكان) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن أحمد الفارسي، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن مقسم المقري، نبأ أحمد بن يحيى ثعلب، حدثني عمر بن شيبة، نبأ عبيد بن حناد، نبأ عطا بن مسلم، عن أبي جناب الكلبي قال: أتيت كربلا، فقلت لرجل من أشراف العرب: سمعنا أنكم تسمعون نوح الجن على الحسين بن علي. فقال: ما تلقي حرا ولا عبدا إلا أخبرك أنه سمع ذلك. قلت: فأخبرني ما سمعت أنت. قال: سمعتهم يقولون - فذكر مثل ما تقدم عن مرآة المؤمنين .

 

ص 500

 

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 140 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وحكى أبو جناب الكلبي وغيره أن أهل كربلا لا يزالون يسمعون نوح نساء الجن على الحسين، وهن يقلن - الخ. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 127 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: وقد حكى أبو جناب الكلبي وغيره أن أهل كربلاء لا يزالون يسمعون نوح الجن على الحسين وهن يقلن: مسح الرسول جبينه * فله بريق في الخدود أبواه من عليا قريش * جده خير الجدود وقد أجابهم بعض الناس فقال: خرجوا به وفد إليه * فهم له شر الوفود قتلوا ابن بنت نبيهم * سكنوا به ذات الخدود ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 154 ط دار الفكر) قال: قال أبو جناب الكلبي: أتيت كربلاء، فقلت لرجل من أشراف العرب بها: بلغني أنكم تسمعون نوح الجن. قال: ما تلقي حرا ولا عبدا إلا أخبرك أنه سمع ذلك، قلت: فأخبرني ما سمعت أنت، قال: سمعتهم يقولون.

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج27)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب