بعض مراثي الإمام الحسين عليه السلام 
رثاه عليه السلام جماعة من العلماء والشعراء:
منهم أبو الأسود الدؤلي رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ
أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي الدمشقي الشهير بابن
عساكر المولود 499 والمتوفى 571 في كتابه تاريخ دمشق (ج 7 ص 239 والنسخة مصورة
من مخطوطة مكتبة جستربيتي بايرلندة) قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفرا وأبو غالب
وأبو عبد الله، قالوا: أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلص،
أخبرنا أحمد بن سليمان، أخبرنا الزبير بن بكار، قال: وقال أبو الأسود الدؤلي في قتل
الحسين بن علي عليهما السلام: أقول وزادني غضبا وغيظا * أزال الله ملك بني زياد
وأبعدهم كما بعدوا وخابوا * كما بعدت ثمود وقوم عاد ولا رجعت ركابهم إليهم * إذا
قفنا إلى يوم التناد
ص 473
ومنهم سليمان بن قتة الخزاعي رواه جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة المؤرخ
محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق (ج 7 ص
158 دار الفكر) قال: وقال سليمان بن قتة يرثي الحسين بن علي عليهما السلام: وإن
قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت فإن تتبعوه عائذ البيت تصبحوا *
كعاد تعمت عند هداها فضلت مررت على أبيات آل محمد * فألفيتها أمثالها حيث حلت
وكانوا لنا غنما فعادوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت فلا يبعد الله الديار
وأهلها * وإن أصبحت منهم برغمي تخلت إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها * وتقتلنا قيس إذا
النعل زلت وعند غني قطرة من دمائنا * سنجزيهم يوما بها حيث حلت ألم تر أن الأرض
أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت يريد أنهم لا يرعوون عن قتل قرشي بعد
الحسين، وعائذ البيت عبد الله بن الزبير. رواه الفاضل محمد رضا أمين مكتبة جامعة
فؤاد الأول في كتاب الحسن والحسين سبطا رسول الله (ص 154 - باختلاف قليل في
التقديم والتأخير، وفيه: كانوا رجاء - بدل وكانوا لنا غنما وفيه أيضا: فلم أرها
بدل فألفيتها وفيه أيضا: أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم * ولم تفك في أعدائهم حين
سلت وقد أعولت تبكي السماء لفقده * وأنجمها ناحت عليه وصلت ورواه أبو البركات
الباعوني في جواهر المطالب (ص 141 - المخطوط عن ابن
ص 474
الزبير). ورواه الشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي في حاشية شرح - بانت سعاد -
لابن هشام (ج 2 ص 735 ط دار صادر بيروت). ورواه العلامة كمال الدين عمر بن أحمد
بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب
(ج 6 ص 2668 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان، قال:
أخبرنا محمد بن محمد ابن عبد الرحمن الخطيب (ح). وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن
الحداد، قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي، قالا: أنبأنا محمد بن منصور السمعاني،
قال: أخبرنا الشيخ أبو نصر محمد بن أحمد بن علي الصيرفي إذنا ومشافهة، أن القاضي
أبا بكر أحمد بن الحسين الخرشي أجاز لهم، قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحق، قال:
حدثنا محمد بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا ابن عائشة، قال: وثف سليمان بن قنة
بمصارع الحسين وأصحابه بكربلاء، فاتكأ على قوسه وجعل يبكي ويقول: إن قتيل الطف من
آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها يوم
حلت فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم برغمي تخلت ألم تر أن الأرض أمست
مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت وكانوا رجاء ثم عادوا رزية * لقد عظمت تلك
الرزايا وجلت أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل، قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم
بن محمد بن منصور السمعاني، قال: أنشدنا محمد بن محمد الدهقان الإمام بجامع بلخ،
قال: أنشدت لسليمان بن قنة: مررت إلى أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها يوم حلت
ص 475
ألا إن قتلى الطف من آل هاشم * أدلت رقاب المسلمين فذلت وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية
* لقد عظمت تلك الرزايا وجلت ومنهم ابن الهبارية الشاعر رواه جماعة من أعلام العامة
في كتبهم: فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي]
الشافعي في التبر المذاب (ص 93 المخطوط) قال: قال الشعبي وحكاه ابن سعد في
الطبقات، قال: أنشدنا بعض أشياخنا: إن ابن الهبارية الشاعر اجتاز بكربلاء، فجلس
يبكي على الحسين وأهله، وقال بديها: أحسين والمبعوث جدك بالهدى * قسما يكون الحق
عند مسائل لو كنت شاهد كربلا لبذلت في * تنفيس كربك جهدك بذل الباذل وسقيت حد السيف
من أعدائكم * عللا وحد السمهري الزابل لكنني أخرت عنك لشقوتي * قبلا بلى بين الغري
وبابل هبني حرمت القتل في أعدائكم * فأقل من حزن ودمع سائل ثم نام في مكانه، فرأى
النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال له: جزاك الله عني خيرا، أبشر فإن الله
كتبك ممن جاهد بين يدي الحسين. ومنهم عبيد الله بن الحرين يزيد رواه جماعة من أعلام
القوم في كتبهم فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي
[الحافي] الشافعي في التبر المذاب (ص 93 - المخطوط) قال: قال الربيع بن أنس:
رثى الحسين عبيد الله بن الحر:
ص 476
كربلا لا زلت كربلا وبلا * ما لقي عندك أهل المصطفى كم على تربك لما صرعوا * من دم
سال ومن دمع جرى يا رسول الله لو أبصرتهم * وهم ما بين قتل وسبا نحروا نحر الأضاحي
نسله * ثم ساقوا أهله سوق الاما هاتفات برسول الله في * شدة الخوف وعثرات الخطا
قتلوه بعد علم منهم * إنه خامس أصحاب الكسا ليس هذا لرسول الله يا * أمة الطغيان
والكفر جزا يا جبال المجد عزا وعلا * وبدور الأرض نورا وسنا جعل الله الذي نالكم *
سبب الحزن عليكم والبكا لا أرى حزنكم يبلى ولا * رزئكم يسلى وإن طال المدى ومنهم
الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين (ص 148 خرجه من كتاب
الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: وروى أبو مخنف عن
عبد الرحمن بن جندب أن ابن زياد بعد مقتل الحسين تفقد أشراف أهل الكوفة فلم يرى
عبيد الله بن الحر بن يزيد، فتطلبه حتى جاءه بعد أيام فقال: أين كنت يا ابن الحر؟
قال: كنت مريضا، قال: مريض القلب أم مريض البدن، قال: أما قلبي فلم يمرض، وأما بدني
فقد من الله عليه بالعافية، فقال له ابن زياد: كذبت ولكنك كنت مع عدونا، قال: لو
كنت مع عدوك لم يخف مكان مثلي، ولكن الناس شاهدوا ذلك، قال: وعقل ابن زياد عقلة
فخرج ابن الحر فقعد على فرسه ثم قال: أبلغوه أني لا آتيه والله طائعا. قال ابن
زياد: أين ابن الحر؟ قال: خرج، فقال: علي به، فخرج الشرط في طلبه فأسمعهم غليظ ما
يكرهون، وترضى عن الحسين وأخيه وأبيه، ثم أسمعهم في ابن زياد غليظا من القول ثم
أمتنع، وقال في الحسين وأصحابه شعرا:
ص 477
يقول أمير غادر حق غادر * ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمة فيا ندمي أن لا أكون
نصرته * لذو حسرة ما إن تفارق لازمه سقى الله أرواح الذين تبارزوا * على نصره سقيا
من الغيث دائمه وقضت على أجدائهم وقبورهم * فكان الحشى ينقض والعين ساجمه لعمري لقد
كانوا مصاليب في الوغى * سراعا إلى الهيجاء حماة حضارمه تأسوا على نصر ابن بنت
نبيهم * بأسيافهم آساد غيل ضراغمه فإن يقتلوا تلك النفوس ببغتة * على الأرض قد أضحت
لذلك واجمه ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب
جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 141 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وروى أبو مخنف عن عبد الرحمن بن جندب: إن عبيد
الله بن زياد لعنه الله بعد مقتل الحسين عليه السلام تفقد أشراف الكوفة، فلم يزل
عبيد الله بن الحر بن يزيد فيطلبه، فلما جاء أسمعه غليظ ما يكره، ثم خرج من عنده
فامتنع عليه، وقال في الحسين وأصحابه: يقول أمير غادر وابن غادر * ألا كنت قاتلت
الحسين بن فاطمة ونسبني على خذلانه واعتزاله * وبيعة هذا الناكث العهد لائمه فيا
ندمي ألا أكون نصرته * ألا كل نفس لا تسد نادمه وإني وإن لم أكن قد نصرته * لذو
حسرة ما أن يفارقه لازمه سقى الله أرواح الذين توازروا * على نصره سقيا من الغيث
دائمة وقفت على أجداثهم ومحلهم * فكان الحشا ينقض والعين ساجمه لعمري لقد كانوا
مصاليب في الوغى * سراعا إلى الهيجا جمالا خضارمه؟؟؟؟؟؟؟ على نصر ابن بنت نبيهم *
بأسيافهم آساد غيل ضراغمه
ص 478
وما إن رأى الراؤن أفضل منهم * لدى الموت سادات وزهر قماقمه تقتلهم ظلما وترجو
ذمامنا * فدع خطة ليست لنا بملائمه لعمري لقد زاغمتمونا بقتلهم * فكم ناقم منكم
علينا وناقمه أهم مرارا أن أسير بجحفل * إلى فئة زاغت عن الحق راغمه ومنهم عقبة بن
عمر العبسي رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشريف أحمد بن
محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في التبر المذاب (ص 93 المخطوط)
قال: قال السدي: أول من رثى الحسين رضي الله عنه عقبة بن عمر العبسي فقال: مررت على
قبر الحسين بكربلا * ففاض عليه من دموعي غزيرها ومازلت أبكيه وأرثى لشجوه * ويسعد
عيني دمعها وزفيرها وناديت من حول الحسين عصائبا * أطافت به من جانبيه قبورها سلام
على أهل القبور بكربلا * وقل لها مني سلام يزورها سلام بآصال العشي وبالضحى * يؤديه
نكباء الرياح دبورها ولا برح الزوار زوار قبره * يفوح عليهم مسكها وعبيرها ورواها
الشريف علي فكري القاهري الحسيني في أحسن القصص (ج 4 ص 250 ط بيروت) فقال في
أولها: إذ العين قرت في الحياد وأنتم * تخافون في الدنيا فأظلم نورها ومنهم الكميت
الأسدي رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
ص 479
فمنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي في كتابه تاج العروس
(ج 9 ص 93 ط القاهرة) في مادة وسم قال: قال الكميت (يمدح الحسين بن علي رضي
الله تعالى عنهما): وتطيل المرزات المقاليد * يمت إليه القعود بعد القيام يتعرفن
حروجه عليه * عقبة السرو ظاهرا والوسام رواه بعينه في لسان العرب ج 12 ص 637 ط
بيروت. ومنهم منصور النمري رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل
المعاصر محمد رضا أمين مكتبة جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا
رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 155 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: وقال
منصور النمري: ويلك يا قاتل الحسين لقد * بؤت بحمل ينوء بالحامل أي حباء حبوت أحمد
في * حفرته من حرارة الثاكل تعال فاطلب غدا شفاعته * وانهض فرد حوضه مع الناهل ما
الشك عندي بحال قابله * لكنني قد أشك بالخاذل كأنما أنت تعجبين ألا * تنزل بالقوم
نقمة العاجل لا يعجل الله إن عجلت وما * ربك عما ترين بالغافل ما حصلت لامرئ سعادته
* حقت عليه عقوبة الآجل أيضا:
ص 480
قيل وسمع بعض أهل المدينة ليلة قتل الحسين مناديا ينادي: أيها القاتلون جهلا حسينا
* أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السماء يدعو عليكم * من نبي ومن ملك وقبيل قد
لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وصاحب الإنجيل ومنهم عبيدة بن عمرو الكندي رواه
جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة اللغوي أبو هلال الحسن بن عبد الله
بن سهل العسكري المتوفى سنة 382 في تصحيفات المحدثين (ص 203 ط بيروت سنة 1408)
قال: وعبيدة بن عمرو الكندي، يقال له: البدي شاعر هو الذي رثى الحسين بن علي رضي
الله عنهما بالقصيدة التي أولها: صحا القلب بعد الشيب عن أم عامر * وأذهله عنها
صروف المقادر ومنهم دعبل الخزاعي رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم
العلامة كمال الدين عمر بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660
في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2669 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو المفضل مرجا
بن محمد بن هبة الله بن شقرة قرائة عليه، قال: أنبأنا القاضي أبو طالب محمد بن علي
الكتاني، عن أبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي، قاتل: أنشدنا القاضي أبو القاسم
علي بن المحسن التنوخي، قال: أنشدنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زياد
النيسابوري، قال: أنشدنا أبو علي الحسن بن علي
ص 481
الخزاعي دعبل لنفسه: مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات لآل رسول
الله بالخيف من منى * وبالبيت والتعريف والجمرات قفا نسأل الدار التي خف أهلها *
متى عهدها بالصوم والصلوات قال فيها: فأما المصيبات التي لست بالغا * مبالغها مني
بكنه صفاتي قبور لدى النهرين من بطن كربلاء معرسهم منها بشط فرات أخاف بأن أزدارهم
ويشوقني * معرسهم بالجزع ذي النخلات تقسمهم ريب المنون فما ترى * لهم عقوة مغشية
الحجرات خلا أن منهم بالمدينة عصبة * مذودون أنضاء من الأزمات قليلة زوار خلال أن
زورا من الضبع والعقبان والرخمات وكيف أداوي من جوى بي * والجوى أمية أهل الكفر
واللعنات وآل زياد في الحرير مصونة * وآل رسول الله في الفلوات وآل رسول الله نحف
جسومها * وآل زياد غلظ الرقبات ألم تر أني من ثلاثون حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات إذا وتروا مدوا إلى واتريهم *
أكفا عن الأوتار منقبضات وهذه قصيدة شاعرة طويلة تزيد على خمسين بيتا سنوردها إن
شاء الله تعالى بكاملها في ترجمة دعبل بن علي الخزاعي. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب
بن الفضل، قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني، قال: سمعت أبا السعادات المبارك بن الحسين
بن عبد الوهاب الواسطي بالنعمانية - مذاكرة من حفظه، يقول: سمعت القاضي أبا يوسف
عبد السلام بن محمد القزويني يقول: اجتمعت - يعني بأبي العلاء أحمد بن عبد الله بن
سليمان المعري - فجرى بيننا كلام،
ص 482
فقال أبو العلاء: ما سمعت في مرائي الحسين بن علي رضي الله عنهما مرثية تكتب. قال:
فقلت له: قد قال رجل من فلاحي بلدنا أبياتا يعجز عنها شيخ تنوخ. فقال لي: أنشدنيها،
فأنشدته: رأس ابن بنت محمد ووصيه * للمسلمين على قناة يرفع والمسلمون بمنظر وبمسمع
* لا جازع فيهم ولا متفجع كحلت بمنظر العيون عماية * وأصم رزؤك كل أذن تسمع أيقظت
أجفانا وكنت أنمتها وأنمت عينا لم تكن بك تهجع ما روضة إلا تمنت أنها * لك تربة
ولخط قبرك مضجع فقال أبو العلاء: والله ما سمعت أرق من هذا. قلت: قد رثي الحسين
رضوان الله عليه بأشعار كثيرة لو بسطت يدي إلى إيراد جملة منها لطال ذكرها وامتنع
حصرها، فاقتصرت منها على هذا القليل خوفا من الاكثار وتجنبا للتطويل. وروى العلامة
صدر الدين علي بن أبي الفرج البصري في الحماسة البصرية (ج 1 ص 201 ط بيروت) هذه
الأبيات الأخيرة لدعبل باختلاف قليل: وفيه: يا للرجال بدل يا للمسلمين و
بمسمع بدل بسمع و ولا متخشع بدل ولا متفجع و نعيك بدل رزؤك .
كنت لها كرى بدل: وكنت أنمتها و مضجع ولخط قبرك مضجع . ومنهم الشريف الرضي
روى مراثيه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عمر فروخ
في تجديد في المسلمين لا في الإسلام (ص 144 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال:
لن أقول في استشهاد الحسين، رضي الله عنه، شعرا ولا خيالا كالشعر. فمن ذا
ص 483
الذي يستطيع أن يسمو بعاطفته وخياله إلى أن يقول كما قال الشريف الرضي في مأتم
الحسين: ميت تبكي له فاطمة * وأبوها وعلي ذو العلا! وقد روى شعره الشريف علي
الحسيني فكري القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 252 ط بيروت) فقال: كربلا لا زلت
كربلا وبلا * ما لقي عندك أهل المصطفى كم على تربك لما صرعوا * من دم سال ومن دمع
جرى يا رسول الله لو أبصرتهم * وهم ما بين قتل وسبا من رميض يمنع الظل ومن * عاطش
يسقى أنابيب القنا جزروا جزر الأضاحي نسله * ثم ساقوا أهله سوق الإما هاتفات برسول
الله في * شدة الخوف وعثرات الخطا قتلوه بعد علم منهم * أنه خمس أصحاب الكسا ليس
هذا لرسول الله يا * أمة الطغيان والبغي جزا يا جبال المجد عزا وعلا * وبدور الأرض
نورا وسنا جعل الله الذي نالكم * سبب الوجد طويلا والبكا لا أرى حزنكم يسلى ولا *
رزءكم ينسى وإن طال المدى وقد رثاه الصاحب بن عباد والبوصيري رحمهما الله وغيرهما،
وجميع الرثاء مذكور في كتاب المرحوم علي بك جلال الحسيني، فمن شاء فليطلع عليه.
ومنهم أبو الفرج ابن الجوزي روى مراثيه جماعة من الأعلام في كتبهم:
ص 484
فمنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في
التبر المذاب (ص المخطوط) قال: ذكر جدي أبو الفرج في كتاب التبصرة إنما سار
الحسين إلى القوم لأنه رأى الشريعة قد دثرت، فجد في رفع قواعد أصلها، فلما أحضروه
حصروه، فقالوا له: انزل على حكم ابن زياد. فقال: لا أفعل، واختار القتل على الذل،
وهكذا النفوس الشريفة تأبى مواطن الذلة، ثم أنشد: ولما رأوا بعض الحياد مذلة *
عليهم وعز الموت غير محرم أبوا أن يذقوا العيش والذم واقع * عليه وماتوا ميتة لم
تذمم ولا عجب للأسد أن ظفرت بها * كلاب الأعادي من فصيح وأعجم فحربة وحشي سقت حمزة
الردى * وحتف علي في حسام ابن ملجم ومنهم الإمام الشافعي رواه أيضا في ص 94: ورثاه
الإمام محمد بن إدريس الشافعي فقال: تأوب همي والفؤاد كئيب * وأرق جفني والرقاد
قريب ومما شجى قلبي وشيب لمتي * تصاريف أيام لهن خطوب فمن يبلغن مني الحسين رسالة *
وإن كرهتها أنفس وقلوب قتيلا بلا جرم كأن قميص * صبيغ بماء الأرجوان خضيب تزلزلت
الدنيا لآل محمد * وكادت لهم صم الجبال تذوب وغارت نجوم واقشعرت كواكب * وهاتك
أستار وشق جيوب وللسيف اعوال وللرمح رنة * وللخيل من بعد الصهيل نحيب يصلي على
المهدي من آل هاشم * وتعرى بنوه إن ذا لعجيب
ص 485
لئن كان ذنبا حب آل محمد * فذلك ذنب لست منه أتوب هم شفعائي يوم حشري وفاقتي *
وحبهم للشافعي ذنوب ورواه الشريف علي محمد فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص
(ج 4 ص252 بيروت) باختلاف يسير من التقدم والتأخر والزيادة والنقصان، وفيه: عيني
بدل جفني و غريب بدل قريب و ومما نفى نومي بدل ومما شجى قلبي .
و فمن مبلغ عني بدل فمن يبلغن مني و قتيل بدل قتيلا . وليس فيه: وغارت
نجوم - إلى آخر البيت - وأيضا ليس فيه: وللسيف اعوال.. البيت. وفيه: على
المختار بدل على المهدي و ونغزو بينه بدل وتعرى بنوه و ذنبي بدل -
ذنبا وليس فيه أيضا: هم شفعائي - البيت. ومنهم أبو دهبل الجمحي روى شعره جماعة
من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج 4 ص
36) قال: الطف بالفتح والفاء المشددة، وهو في اللغة ما أشرف من أرض العرب على ريف
العراق (إلى أن قال) والطف طف الفرات، أي الشاطئ، والطف أرض من ضاحية الكوفة في
طريق البرية، فيها كان مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه (إلى أن قال) قال أبو دهبل
الجمحي يرثي الحسين بن علي رضي الله عنه ومن قتل معه بالطف: مررت على أبيات آل محمد
* فلم أرها أمثالها يوم حلت فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم برغمي
تخلت ألا إن قتلى الطف من آل هاشم * أذلت رقاب المسلمين فذلت وكانوا غياثا ثم أضحوا
رزية * ألا عظمت تلك الرزايا وجلت وجاء فارس الأشقين بعد برأسه * وقد نهلت منه
الرماح وعلت
ص 486
وقال أيضا: تبيت سكارى من أمية نوما * وبالطف قتلى ما ينام حميمها وما أفسدت
الإسلام إلا عصابة * تأمر نوكاها فدام نعيمها فصارت قناة الدين في كف ظالم * إذ
أعوج منها جانب لا يقيمها ورواه الدكتور إحسان النض في الاختيارات من كتاب
الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (ج 4 ص 134 ط بيروت) وفيه: جميعها، بدل حميمها .
ومنهم ابن أصدق روى شعره جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة كمال الدين عمر
بن أحمد ابن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب في
تاريخ حلب (ج 6 ص 2654 ط دمشق) قال: أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك، قال: أخبرنا
أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري في كتابه، عن أبي القاسم علي بن المحسن
التنوخي، عن أبيه أبي علي قال: حدثني أبي قال: خرج إلينا أبو الحسن الكرخي يوما
فقال: تعرفون ببغداد رجلا يقال له ابن أصدق، فلم يعرفه من أهل المجلس غيري، وقلت:
أعرفه فكيف سألت عنه؟ قال: أي شيء يعمل؟ قلت: ينوح على الحسين بن علي عليهما
السلام. قال: فبكى أبو الحسن وقال: عندي عجوز تزينني من أهل كرخ جدان يغلب على
لسانها النبطية، ولا يمكنها أن تقيم كلمة عربية فضلا عن أن تحفظ شعرا، وهي من صوالح
النساء وتكثر من الصلاة والصوم والتهجد، وانتبهت البارحة في جوف الليل، ومنامها
قريب من منامي، فصاحت: أبو الحسن، أبو الحسن. قلت: ما لك؟ قالت: الحقني، فجئتها
ووجدتها ترعد وقلت: ما أصابك؟ قالت: رأيت في منامي وقد صليت وردي
ص 487
ونمت، كأني في درب من دروب الكرخ فيه حجرة محمرة بالساج مبيضة بالأسفيداج مفتوحة
الباب وعليه نساء وقوف فقلت لهم: ما الخبر؟ فأشاروا إلى داخل الدار وإذا امرأة شابة
حسناء بارعة الجمال والكمال وعليها ثياب بياض مروية من فوقها إزار شديد البياض قد
التفت به وفي حجرها رأس يشخب دما. ففزعت، وقالت: لا عليك، أنا فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وهذا رأس الحسين صلوات الله على الجماعة فقولي لابن أصدق حتى
ينوح: لم أمرضه فأسلو * لا ولا كان مريضا وانتبهت مذعورة. قال أبو الحسن: وقالت
العجوز: أمرظه بالظاء لأنها لا تتمكن من إقامة الضاد، فسكنت منها إلى أن عاودت
نومها. وقال أبو القاسم: ثم قال لي مع معرفتك بالرجل فقد حملتك الأمانة في هذه
الرسالة، فقلت: سمعا وطاعة لأمر سيدة النساء رضوان الله تعالى عليها. قال: وكان هذا
في شعبان والناس إذ ذاك يلقون أذى شديدا، وجهدا جهيدا من الحنابلة، وإذا أرادوا
زيارة المشهد بالحائر، خرجوا على استار ومخافة، فلم أزل أتلطف في الخروج حتى تمكنت
منه وحصلت في الحائر ليلة النصف من شعبان، وسألت عن أصدق فدللت عليه، ودعوته
وحضرني. فقلت له: إن فاطمة عليها السلام تأمرك أن تنوح بالقصيدة التي فيها: لم
أمرضه فأسلوا * لا ولا كان مريضا فانزعج من ذلك وقصصت عليه وعلى من كان معه عندي
الحديث، فأجهشوا بالبكاء وناح بذلك طول ليلته وأول القصيدة: أيها العينان فيضا *
واستهلا لا تغيضا وهذه الحكاية ذكرها غرس النعمة أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن
بن إبراهيم المعروف بابن الصابئ في كتاب الربيع ، وذكر أن أباه الرئيس هلال بن
ص 488
المحسن ذكرها في كتاب المنامات من تأليفه وقال: حدث القاضي أبو علي التنوخي
قال: حدثني أبي، يعني أبا القاسم، وذكر الحكاية. أنبأنا بذلك أبو محمد عبد اللطيف
بن يوسف بن علي، عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، عن أبي عبد الله
الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة، وأبو الحسن الكرخي المذكور هو من كبار أصحاب أبي
حنيفة وله من المصنفات مختصر الكرخي في الفقه. وقريب من هذه الحكاية ما قرأت بخط
أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين في تاريخه، وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن
محمود بن هبة الله بن النجار عنه قال: حدثني الشيخ نصر الله بن مجلي مشارف الصناعة
بالمخزن، وكان من الثقات الأمناء، أهل السنة، قال: رأيت في المنام علي بن أبي طالب
عليه السلام، فقلت: يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون: من دخل دار أبي سفيان فهو
آمن، ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم؟ فقال لي عليه السلام: أما سمعت أبيات
الجمال ابن الصيفي في هذا؟ فقلت: لا، فقال: اسمعها منه، ثم استيقظت، فباكرت إلى دار
الحيص بيص فخرج إلي فذكرت له الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء، وحلف بالله إن كانت خرجت
من فمي أو خطي إلى أحد وإن كنت نظمتها إلا في ليلتي هذه: ملكنا فكان العفو منا سجية
* فلما ملكتم سال بالدم أبطح وحللتم قتل الأسير وطالما * غدونا عن الأسرى نعف ونصفح
ولا غرو فيما بيننا من تفاوت * فكل إناء بالذي فيه ينضح.
ص 489
ومنهم بعض الشعراء ذكره جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم العلامة شمس الدين أبو
البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي
الحسنين علي بن طالب) (ص 141 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: قال
بعضهم: جاؤا برأسك يا بن بنت محمد * مترملا بدمائه ترميلا وكأنما بك يا بن بنت محمد
* قتلوا جهرا عامدين رسولا قتلوك عطشانا ولم يترقبوا * في قتلك التأويل والتنزيلا
ويكبرون بأن قتلت وإنما * قتلوا بك التكبير والتهليلا وقال أيضا في ص 142: ورأيت في
مرثيته قصيدة طويله جدا علق بخاطري منها هذه الأبيات: أما والذي لدمي حللا * وخصص
أهل الولاء بالبلا لئن ذقت فيك كؤوس الحمام * لما قال قلبي لساقيه لا ولا كنت ممن
يشاكي الجوى * ولو قدني مفصلا مفصلا رضيت وحقك كل الرضى * إذا كان يرضيك أن أقتلا
أنا ابن البتول وسبط الرسول * وجدي محمد فيكم قد علا أنا ابن الفتى الهاشمي الذي *
لمرحب في خيبر جندلا فلا غرو إن مت موت الكرام * كما مات في الحب من قد خلا أتنكر
بين الورى قتلتي * ورأسي يطاف به في الملا
ص 490
ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني الخوافي [الحافي] الشافعي في
التبر المذاب (ص 93 المخطوط) قال: وأنشدنا أبو عبيد الله النحوي بمصر قال: كحل
بعض العلماء عينيه يوم عاشورا، فعوتب على ذلك فأنشد ارتجالا: وقائل لم كحلت عينا *
يوم استباحوا دم الحسين فقلت كفوا أحق شيء * يلبس فيه السواد عيني وقال أيضا: وأنشد
بعض العلماء وقد لاموه على اكتحاله يوم عاشورا، فقال: قالوا اكتحلت شماتة بمحمد *
وبآله أهل التقى والدين قلت اقصروا فأحق من بكت الدما * عيني ومن لبس السواد جفوني
ص 491
رثاء جماعة من النساء المؤمنات (للحسين بن علي عليه السلام)

منهن عاتكة النفيلية
روى رثاءها جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا أمين مكتبة
جامعة فؤاد الأول سابقا في كتابه الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه
وسلم (ص 154 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: رثت الحسين عليه السلام زوجته
عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، فقالت: واحسينا فلا نسيت حسينا * أقصدته أسنة
الأعداء غادروه بكربلاء صريعا * لا سقى الغيث بعده كربلاء ومنهن الرباب وابنتها
سكينة روى مرثيتهما جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضل المذكور في الحسن
والحسين (ص 154) قال: ورثته الرباب زوجته، فقالت: إن الذي كان نورا يستضاء به *
بكربلاء قتيل غير مدفون
ص 492
سبط النبي جزاك الله صالحة * عنا وجنبت خسران الموازين قد كنت لي جبلا صعبا ألوذ به
* وكنت تصحبنا بالرحمن والدين من لليتامى ومن للسائلين ومن * يغني ويأوي إليه كل
مسكين والله لا أبتغي صهرا بصهركم * حتى أغيب بين الرمل والطين ورثته سكينة ابنته،
فقالت: لا تعذليه فهم قاطع طرقه * فعينه بدموع ذرف غدقه إن الحسين غداة الطف يرشقه
* ريب المنون فما أن يخطئ الحدقه بكف شر عباد الله كلهم * نسل البغايا وجيش المرق
الفسقه يا أمة السوء هاتوا ما احتجاجكم * غدا وجلكم بالسيف قد صفقه الويل حل بكم
إلا بمن لحقه * صيرتموه لأرماح العدا درقه يا عين فاحتفلي طول الحياة دما * لا تبك
ولدا ولا أهلا ولا رفقه لكن على ابن رسول الله فانسكي * قيحا ودما وفي إثريهما
العلقه رواهما [شعر الرباب وشعر سكينة] الفاضل الشريف علي فكري الحسيني القاهري في
أحسن القصص (ج 4 ص 250 ط بيروت بعينهما). ومنهن ابنة عقيل بن أبي طالب روى
مرثيتها جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضل المذكور أيضا في كتابه الحسن
والحسين عليهما السلام (ص 154) قال: وقالت بنت عقيل بن أبي طالب ترثي حسينا ومن
أصيب معه: عين ابكي بعبرة وعويل * واندبي إن ندبت آل الرسول ستة كلهم لصلب علي * قد
أصيبوا وخمسة لعقيل
ص 493
ومنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القطبي المتوفى
سنة 463 في كتابه بهجة المجالس وأنس المجالس (ج 1 ص 777 ط مصر) قال: ولما قتل
الحسين بن علي، قالت بنت عقيل بن أبي طالب: ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا
فعلتم وأنتم آخر الأمم بعترتي وبأهلي عند منطلقي * منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم ما
كان هذا جزائي نصحت لكم * أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي ومنهن عقيلة بنت الضحاك روى
مرثيتها جماعة من الأعلام في كتبهم: فمنهم الفاضل المعاصر عمر رضا كحالة في
المرأة في القديم والحديث (ج 7 ص 251 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال: عقيلة بنت
الضحاك: من شواعر العرب، قالت ترثي الحسين ومن أصيب معه: عيني أبكي بعبرة وعويل *
واندبي إن ندبت آل الرسول ستة كلهم لصلب علي * قد أصيبوا وخمسة لعقيل وقالت أيضا:
ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم بعترتي وبأهلي بعد
مفتقدي * منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم
ص 494
نوح الجن للحسين بن علي عليه السلام

قد تقدم نقل جملة منها عن كتب العامة في ج 11 ص
570، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عن كتبهم هناك: وفيه أحاديث منها
حديث أم سلمة

رواه
جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في
مرآة المؤمنين (ص 277 ط لكنهو) قال: وأخرج الملا عن أم سلمة أنها قالت: سمعت نوح
الجن على الحسين، وابن سعد عنها إنها بكت حتى غشي عليها، وفي تاريخ السيوطي وأخرج
أبو نعيم في الدلائل عن أم سلمة قالت: سمعت الجن يبكي على الحسين، وينوح عليه.
ص 495
ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588
والمتوفى 660 في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2650 ط دمشق) قال: أنبأنا أبو
حفص عمر بن محمد بن طبرزد، قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي إجازة إن لم يكن
سماعا، قال: حدثنا عبد المحسن بن محمد لفظا قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد
بن محمد الدهان، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحسن البردعي، قال: حدثنا أبو هريرة
أحمد بن عبد الله بن أبي العصام العدوي، قال: حدثنا إبراهيم بن يحيى بن يعقوب أبو
الطاهر البزاز، قال: حدثنا ابن لقمان، قال: حدثنا الحسين بن إدريس، قال: حدثنا
هاشم، عن أمه، عن أم سلمة قال: سمعت الجن تنوح على الحسين يوم قتل وهن يقلن: أيها
القاتلون ظلما حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السماء يدعو عليكم * من نبي
ومرسل وقتيل قد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وصاحب الإنجيل أنبأنا أبو نصر محمد
بن هبة الله بن الشيرازي، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين الدمشقي، قال:
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال: أخبرنا سليمان
بن أحمد، قال: حدثنا القاسم بن عباد الخطابي، قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا
عمرو بن ثابت، عن حبيب بن أبي ثابت قال: قالت أم سلمة: ما سمعت نوح الجن منذ قبض
النبي صلى الله عليه وسلم إلا الليلة، وما أرى ابني إلا قد قتل، يعني الحسين، فقالت
لجارتها: أخرجي فسلي، فأخبرت أنه قتل وإذا جنية تنوح: ألا يا عين فاحتفظي بجهد *
ومن تبكي على الشهداء بعدي على رهط تقودهم المنايا * إلى متجبر في ملك عبد أيضا في
ص 2652:
ص 496
أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي إجازة إن
لم يكن سماعا، قال: أخبرنا ثابت بن بندار، قال: أخبرنا محمد بن علي الواسطي، قال:
أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري، قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان، قال: حدثنا
أبي، قال: حدثنا عفاف بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا عمار بن أبي
عمار، عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوح على الحسين. ومنهم العلامة أبو العرب محمد
بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة
251 والمتوفى 333 في المحن (ص 137 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403)
قال: وحدثني عمر بن يوسف قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا الحجاج بن نمير،
عن سلمة بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن أم سلمة: أنها سمعت الجن تنوح على
الحسين. حدثني يحيى بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن جده، عن عمار مولى بني هاشم قال:
سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: سمعت الجن تنوح على الحسين. ومنهم
العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ
دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 154 ط دار الفكر) قال: قالت أم سلمة: سمعت الجن يبكين على
الحسين، وقالت أيضا: سمعت الجن تنوح على الحسين. قالت أم سلمة: سمعت الجن تنوح على
الحسين يوم قتل ويقلن: [من الخفيف] أيها القاتلون ظلما حسينا * أبشروا بالعذاب
والتنكيل كل أهل السماء تدعو عليكم * من نبي ومرسل وقبيل
ص 497
قد لعنتم على لسان ابن داوو * د وموسى وصاحب الإنجيل قال حبيب بن أبي ثابت: قالت أم
سلمة: ما سمعت نوح الجن منذ قبض رسول الله صلب الله عليه وسلم إلا الليلة، وما أرى
ابني إلا قد قتل، تعني الحسين، فقالت لجاريتها: اخرجي فسلي، فأخبرت أنه قتل، وإذا
جنية تنوح: [من الوافر] ألا يا عين فاحتفلي بجهد * ومن يبكي على الشهداء بعدي؟ على
رهط تقودهم المنايا * إلى متجبر في ملك عبد ومنهم العلامة الشريف أحمد بن محمد بن
أحمد الحافي [الخوافي] الحسيني في التبر المذاب (ص 92 والنسخة في مكتبتنا بقم)
قال: حكى الزهري عن أم سلمة قال: سمعت نوح الجن في الليلة التي قتل فيها الحسين
عليه السلام يقول: ألا يا عين فاحتفلي بجهد - إلى آخر البيتين، وفيه: إلى متجبر في
ثوب عبد. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه
السلام (ص 128 خرجه من كتاب الحافظ ابن كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية
بمصر) قال: وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن سهد، ثنا مسلم بن عمار قال: سمعت
أم سلمى قالت: سمعت الجن يبكين على الحسين وسمعت الجن تنوح على الحسين. رواه الحسين
بن إدريس، عن هاشم بن هاشم، عن أمه، عن أم سلمة قالت: سمعت الجن ينحن على الحسين
وهن يقلن: أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السماء يدعو
عليكم * ونبي ومرسل وقبيل قد لعنتم على لسان ابن داو * د وموسى وصاحب الإنجيل
ص 498
حديث محمد المصقلي 
في نوح الجن للحسين عليه السلام قد تقدم نقله منا في ج 11 ص 583
نقلا عن كتب أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر
تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 154 ط دار الفكر) قال: قال محمد المصقلي لما قتل
الحسين: إنه سمع مناديا ينادي ليلا، يسمع صوته، ولم ير شخصه: [من الكامل] عقرت ثمود
ناقة فاستؤصلوا * وجرت سوانحهم بغير الأسعد فبنو رسول الله أعظم حرمة * وأجل من أم
الفصيل المقصد عجبا لهم، ولما أتوا لم يمسخوا * والله يملي للطغاة الجحد ومنهم
العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي المولود سنة 588 والمتوفى 660
في بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 6 ص 2653 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو محمد عبد
الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن،
قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن الحنائي، قال: أخبرنا أحمد ومحمد ابنا عبد
الرحمن بن أبي نصر، قالا: أخبرنا يوسف بن القاسم الميانجي، قال: حدثنا أبو الوليد
بشر بن محمد بن بشر التميمي الكوفي بالكوفة، قال: حدثني أحمد بن محمد المصقلي، قال:
حدثني أبي، قال: لما قتل الحسين بن علي سمع مناد ينادي ليلا يسمع صوته ولا يرى شخصه
- فذكر الأبيات مثل ما تقدم عن ابن
ص 499
حديث أبي جناب الكلبي

في نوح الجن قد رويناه عن كتب أعلام العامة في ج 11 ص 584 إلى
588، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فما مضى: فمنهم العلامة المولوي ولي
الله اللكهنوي الهندي في مرآة المؤمنين (ص 277) قال: وأخرج تغلب في أماليه عن
أبي جناب الكلبي قال: أتيت كربلا، فقلت لرجل من أشراف العرب بها: بلغني أنكم تسمعون
نوح الجن [قال]: ما تلقى أحدا إلا أخبرك أنه سمع ذلك. قلت: فأخبرني ما سمعت أنت.
قال: سمعتهم يقولون: مسح النبي جبينه * فله بريق في الخدود أبوه من عليا قريش *
وجده خير الجدود ومنهم العلامة الشريف أبو المعالي المرتضى محمد بن علي الحسيني
البغدادي في عيون الأخبار في مناقب الأخيار (ص 51 - نسخة مكتبة الفاتيكان) قال:
أخبرنا الحسن بن أحمد بن أحمد الفارسي، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن مقسم المقري،
نبأ أحمد بن يحيى ثعلب، حدثني عمر بن شيبة، نبأ عبيد بن حناد، نبأ عطا بن مسلم، عن
أبي جناب الكلبي قال: أتيت كربلا، فقلت لرجل من أشراف العرب: سمعنا أنكم تسمعون نوح
الجن على الحسين بن علي. فقال: ما تلقي حرا ولا عبدا إلا أخبرك أنه سمع ذلك. قلت:
فأخبرني ما سمعت أنت. قال: سمعتهم يقولون - فذكر مثل ما تقدم عن مرآة المؤمنين .
ص 500
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 140 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وحكى أبو جناب الكلبي وغيره أن أهل كربلا لا يزالون
يسمعون نوح نساء الجن على الحسين، وهن يقلن - الخ. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور
محمد جميل غازي في استشهاد الحسين عليه السلام (ص 127 خرجه من كتاب الحافظ ابن
كثير ط مطبعة المدني - المؤسسة السعودية بمصر) قال: وقد حكى أبو جناب الكلبي وغيره
أن أهل كربلاء لا يزالون يسمعون نوح الجن على الحسين وهن يقلن: مسح الرسول جبينه *
فله بريق في الخدود أبواه من عليا قريش * جده خير الجدود وقد أجابهم بعض الناس
فقال: خرجوا به وفد إليه * فهم له شر الوفود قتلوا ابن بنت نبيهم * سكنوا به ذات
الخدود ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 7 ص 154 ط دار الفكر) قال: قال أبو جناب الكلبي:
أتيت كربلاء، فقلت لرجل من أشراف العرب بها: بلغني أنكم تسمعون نوح الجن. قال: ما
تلقي حرا ولا عبدا إلا أخبرك أنه سمع ذلك، قلت: فأخبرني ما سمعت أنت، قال: سمعتهم
يقولون.