الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج28)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 551

قال الربيع : فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف العوائق . ومنهم العلامة تاج الدين أحمد بن الأثير الشافعي الحلبي في مختصر الوفيات لابن خلكان (ق 162 نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال : أقدمه المهدي وحبسه فرأى في النوم عليا عليه السلام يقول له : يا محمد - فذكر مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال إلى أن قال : فأحضره ليلا وأخلصه وتوجه إلى المدينة ، فأقام بها إلى أيام هارون الرشيد ، فلما قدم هارون إلى المدينة منصرفا عن عمرته سنة تسع وسبعين ومائة حمل موسى معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن مات . ومنهم العلامة عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني في مرآة الجنان (ج 1 ص 405 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وكان يسكن المدينة ، فأقدمه المهدي بغداد وحبسه ، فرأى في النوم - أعني المهدي - علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وهو يقول : يا محمد (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) - فذكر مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال . ومنهم العلامة تاج الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في مختصر الوفيات لابن خلكان (ق 162 نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال : وقيل : إن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : بينا أنا نائم إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا موسى حبست مظلوما ، فقل هذه الكلمات فإنك لا تبيت هذه الليلة في الحبس . فقلت : بأبي وأمي أنت ما أقول ؟ قال : قل : يا سامع كل صوت ، يا سابق الفوت ، يا كاسي العظام لحما ومنشرها بعد الموت ، أسألك بأسمائك الحسنى ، وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين ، يا

ص 552

حليما ذا أناة لا يقدر على أناته ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصى عددا فرج عني . ومنهم العلامة عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني في مرآة الجنان (ج 1 ص 405 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وروي أن هارون الرشيد قال : رأيت في المنام كأن حسينا قد أتاني ومعه حربة وقال : إن خليت عن موسى بن جعفر الساعة وإلا نحرتك بهذه الحربة ، فاذهب فخل عنه ، وأعطه ثلاثين ألف درهم ، وقل له : إن أحببت المقام قبلنا فلك ما تحب ، وإن أحببت المضي إلى المدينة فالإذن في ذلك لك ، فلما أتاه وأعطاه ما أمره به قال له موسى الكاظم : رأيت في منامي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني فقال : يا موسى حبست مظلوما فقل هذه الكلمات فإنك لا تبيت هذه الليلة في الحبس ، فقلت : بأبي أنت وأمي ما أقول ؟ قال : قل : يا سامع كل صوت ، ويا سابق الفوت ، ويا كاسي العظام لحما - فذكر مثل ما تقدم عن مختصر الوفيات ، وفيه : ويا منشرها بعد الموت ، وليس فيه الأكبر بعد الأعظم ، وفيه : لا يقوى على أناته مكان : لا يقدر على أناته .

ص 553

مستدرك قبره الشريف ترياق مجرب لإجابة الدعاء

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 12 ص 332 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم المعلى حمد الله الهندي الداجوي الحنفي في البصائر لمنكر التوسل بأهل المقابر (ص 42 ط إسلامبول سنة 1398) قال : ومن الدلائل على التوسل بعد الوفاة ما قال الإمام الشافعي : قبر موسى الكاظم ترياق مجرب لإجابة الدعاء .

ص 554

سخاؤه عليه السلام

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في تهذيب الكمال في أسماء الرجال (ج 29 ص 44 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وكان سخيا كريما ، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه ، فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار . وكان يصر الصرر ثلاث مائة دينار وأربع مائة ومائتي دينار ثم يقسمها بالمدينة وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الانسان الصرة فقد استغنى . وبه قال : أخبرنا الحسن ، قال : أخبرنا الحسن ، قال : حدثني جدي قال : حدثنا إسماعيل بن يعقوب ، قال : حدثني محمد بن عبد الله البكري ، قال : قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني ، فقلت : لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر فشكوت ذلك إليه ، فأتيته بنقمي في ضيعته ، فخرج إلي ، ومعه غلام له ، معه منسف فيه قديد مجزع ليس معه غيره ، فأكل وأكلت معه ثم سألني عن حاجتي ، فذكرت له قصتي ، فدخل فلم يقم إلا يسيرا حتى خرج إلي ، فقال لغلامه : إذهب ، ثم مد يده إلي فدفع إلي صرة فيها ثلاث مائة دينار ثم قام فولى ، فقمت فركبت دابتي وانصرفت .

ص 555

وقال أيضا في ص 45 : قال الحسن : قال جدي يحيى بن الحسن : وذكر لي غير واحد من أصحابنا أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذيه ويشتم عليا . قال : وكان قد قال له بعض حاشيته : دعنا نقتله ، فنهاهم عن ذلك أشد النهي وزجرهم أشد الزجر ، وسأل عن العمري ، فذكر له إنه يزدرع بناحية من نواحي المدينة ، فركب إليه في مزرعته ، فوجده فيها فدخل المزرعة بحماره ، فصاح به العمري : لا توطئ زرعنا . فوطأه الحمار ، حتى وصل إليه ، فنزل ، فجلس عنده وضاحكه ، وقال له : كم غرمت في زرعك هذا ؟ قال له : مائة دينار . قال : فكم ترجو أن تصيب ؟ قال : أنا لا أعلم الغيب . قال : إنما قلت لك : كم ترجو أن يجيئك فيه ؟ قال : أرجو أن يجيئني مائتا دينار . قال : فأعطاه ثلاث مائة دينار . وقال : هذا زرعك على حاله . قال : فقام العمري فقبل رأسه وانصرف . قال : فراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا فلما نظر إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته . قال : فوثب أصحابه ، فقالوا له : ما قصتك ، قد كنت تقول خلاف هذا ؟ قال : فخاصمهم وشاتمهم . قال : وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج . قال : فقال أبو الحسن لحامته الذين أرادوا قتل العمري : أيما كان خير ؟ ما أردتم أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار . وقال أيضا في ص 46 : وبه قال : أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ ، وعمر بن محمد بن عبيد الله المؤدب ، قالا : أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، قال : حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي سعد ، قال : حدثني محمد بن الحسين بن محمد بن عبد المجيد الكناني الليثي ، قال : حدثني عيسى بن محمد بن مغيث القرشي وبلغ تسعين سنة ، قال : زرعت بطيخا وقثاء وقرعا في موضع بالجوانية على بئر يقال لها : أم عظام ، فلما قرب الخير واستوى الزرع بيتني الجراد ، فأتى على الزرع كله ، وكنت

ص 556

غرمت على الزرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا . فبينما أنا جالس طلع موسى ابن جعفر بن محمد ، فسلم ثم قال : أيش حالك ؟ فقلت : أصبحت كالصريم ، بيتني الجراد فأكل زرعي . قال : وكم غرمت فيه ؟ قلت : مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين . فقال : يا عرفة زن لابن المغيث مائة وخمسين دينارا نربحك ثلاثين دينارا والجملين . فقلت : يا مبارك أدخل وادع لي فيها . فدخل ودعا . وحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : تمسكوا ببقايا المصائب . ثم علقت عليه الجملين ، وسقيته ، فجعل الله فيها البركة زكت . فبعت منها بعشرة آلاف . وقال أيضا في ص 47 : وبه قال : أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : أخبرنا الحسن بن محمد العلوي قال : حدثني جدي قال : وذكر إدريس بن أبي رافع ، عن محمد بن موسى ، قال : خرجت مع أبي إلى ضياعه بسايه ، فأصبحنا في غداة باردة ، وقد دنونا منها ، وأصبحنا عند عين من عيون سايه ، فخرج إلينا من تلك الضياع عبد زنجي فصيح مستذفر بخرقة على رأسه قدر فخار يفور ، فوقف على الغلمان ، فقال : أين سيدكم ؟ قالوا : هو ذاك . قال : أبو من يكنى ؟ قالوا له : أبو الحسن . قال : فوقف عليه فقال : يا سيدي يا أبا الحسن هذه عصيدة أهديتها إليك . قال : ضعها عند الغلمان . فأكلوا منها . قال : ثم ذهب . فلم نقل بلغ حتى خرج على رأسه حزمة حطب ، حتى وقف ، فقال له : يا سيدي هذا حطب أهديت إليك . قال : ضعه عند الغلمان . وهب لنا نارا . فذهب فجاء بنار ، قال : فكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه فدفعه إلي ، وقال : يا بني احتفظ بهذه الرقعة حتى أسألك عنها . قال : فوردنا إلى ضياعه وأقام بها ما طال له . ثم قال : امضوا بنا إلى زيارة البيت . قال : فخرجنا حتى وردنا مكة ، فلما قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعدا ، فقال : اذهب فاطلب لي هذا الرجل . فإذا علمت بموضعه فأعلمني حتى أمشي إليه ، فإني أكره أن أدعوه والحاجة لي . قال صاعد : فذهبت حتى وقفت على الرجل . فلما رآني عرفني ،

ص 557

وكنت أعرفه ، وكان يتشيع فلما رآني سلم علي وقال : أبو الحسن قدم ؟ قلت : لا . قال : فأيش أقدمك ؟ قلت : حوائج . وكان قد علم بمكانه بسايه ، فتتبعني وجعلت أتقصى منه ، ويلحقني بنفسه ، فلما رأيت أني لا أنفلت منه مضيت إلى مولاي ومضى معي حتى أتيته ، فقال لي : ألم أقل لك لا تعلمه ؟ فقلت : جعلت فداك لم أعلمه . فسلم عليه ، فقال له أبو الحسن : غلامك فلان تبيعه . قال له : جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك . قال : أما الضيعة فلا أحب أن أسلبكها وقد حدثني أبي عن جدي أن بائع الضيعة ممحوق ومشتريها مرزوق . قال : فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها . فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق منه بألف دينار وأعتق العبد ووهب له الضيعة . قال إدريس بن أبي رافع : فهو ذا ولده في الصرافين بمكة . ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 286 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : كان يخرج بالليل وفي كمه صرر من الدراهم ، فيعطي من لقيه ، ويضرب به المثل بصرة موسى ، وكان رضي الله عنه أسخاهم كفا وأكرمهم نفسا . وكان يتفقد فقراء المدينة فتحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم ليلا ، وكذلك النفقات ، ولا يعلمون من أي جهة وصلهم ذلك ، ولم يعلموا بذلك إلا بعد موته . ومنهم العلامة عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني في مرآة الجنان (ج 1 ص 405 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وكان سخيا كريما ، كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار .

ص 558

ومنهم العلامة أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الإصبهاني في مقاتل الطالبيين (ص 362 ط دار إحياء علوم الدين ، بيروت) قال : حدثني أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن الحسن قال : كان موسى ابن جعفر إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير ، وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتين دينار ، فكانت صرار موسى مثلا . حدثني أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى : أن رجلا من آل عمر بن الخطاب كان يشتم علي بن أبي طالب إذا رأى موسى بن جعفر - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب تهذيب الكمال للمزي .

ص 559

مستدرك خطابه للنبي : السلام عليك يا أبة

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 12 ص 334 إلى ص 337 وج 19 ص 542 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى : فمنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في تهذيب الكمال في أسماء الرجال (ج 29 ص 49 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وبه قال : أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، قال : حدثنا الحسين بن القاسم ، قال : حدثني أحمد بن وهب ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال : حج هارون الرشيد ، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم زائرا له ، وحوله قريش وأفياء القبائل ، ومعه موسى بن جعفر ، فلما انتهى إلى القبر قال : السلام عليك يا رسول الله يا بن عم ، افتخارا على من حوله ، فدنا موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا أبة . فتغير وجه هارون وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقا . ومنهم العلامة تاج الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في مختصر وفيات الأعيان لابن خلكان (ق 162 نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :

ص 560

قيل : إن الرشيد لما زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم قال : السلام عليك يا رسول الله يا بن عم ، افتخارا على من حوله من العرب - فذكر مثل ما تقدم عن التهذيب . ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي في تاريخ الأحمدي (ص 341 ط بيروت) قال : وفي وفيات الأعيان لابن خلكان : أن هارون الرشيد حج فأتى قبر النبي (ص) زائرا وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا رسول الله ، يا بن العم ، افتخارا على من حوله - فذكر مثل ما تقدم عن التهذيب . ومنهم العلامة عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني في مرآة الجنان (ج 1 ص 405 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وروي أن هارون لما زار النبي صلى الله عليه وسلم قال : السلام عليك يا بن عمي مفتخرا بذلك ، فقال موسى الكاظم : السلام عليك يا أبت . فتغير وجه هارون .

ص 561

مستدرك إحتجاجه عليه السلام مع هارون الرشيد

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 12 ص 313 و314 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 286 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : سأله الرشيد يوما فقال : كيف قلتم نحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم بنو علي ؟ وإنما ينسب الرجل إلى جده لأبيه دون جده لأمه ؟ فقال الكاظم : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى) . وليس لعيسى أب وإنما ألحق بذرية الأنبياء من قبل أمه ، وكذلك ألحقنا بذرية النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمنا فاطمة . وزيادة على ذلك يا أمير المؤمنين قال الله عز وجل : (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل) . ولم يدع صلى الله عليه وسلم عند مباهلة النصارى غير علي وفاطمة

ص 562

والحسن والحسين رضي الله عنهم ، وهم الأبناء . ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه تاريخ الأحمدي (ص 341 ط بيروت سنة 1408) قال : وفيه أيضا قال : سأل الرشيد عن موسى الكاظم كيف قلتم : إنا ذرية رسول الله (ص) وأنتم أبناء علي ؟ وإنما ينسب الرجل إلى جده لأبيه دون جده لأمه . فقال الكاظم : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب) - فذكر مثل ما تقدم عن أحسن القصص . ومنهم الشيخ أبو الفوز محمد أمين البغدادي السويدي في سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب (ص 334 ط بيروت) قال : سأله الرشيد يوما فقال : يا موسى لم قلت إنكم أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب كريمتك هل كنت تجيبه ؟ قال : سبحان الله وكنت أفتخر بذلك على العرب والعجم . قال موسى : فهو لا يخطب إلي ولا أزوجه لأنه والدنا لا والدكم ، فلذلك نحن أقرب إليه منكم . ثم قال : وهل يجوز له أن يدخل على حرمكم ؟ فقال : لا . قال موسى : لكنه له أن يدخل على حرمي ويجوز له ذلك ، فلذلك نحن أقرب إليه منكم .

ص 563

كلماته عليه السلام

قد تقدم نقل جملة من كلماته الشريفة عن كتب العامة في ج 12 ص 338 إلى ص 341 وج 19 ص 551 و552 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة 463 في كتابه بهجة المجالس وأنس المجالس (ج 1 ص 689 ط مصر) قال : قال موسى بن جعفر : اتق العدو ، وكن من الصديق على حذر ، فإن القلوب إنما سميت قلوبا لتقلبها . وقال أيضا في ص 703 : قال موسى بن جعفر : من لك بأخيك كله ، لا تستقص عليه فتبقى بلا أخ . كان يقال : الأخوة قرابة مستفادة . كان يقال : ما شيء أسرع في فساد رجل وصلاحه من صاحبه . ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4

ص 564

ص 286 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : وروى موسى الكاظم عن آبائه مرفوعا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نظر الولد إلى والديه عبادة . وعن إسحق بن جعفر قال : سألت أخي موسى الكاظم ابن جعفر قلت : أصلحك الله أيكون المؤمن بخيلا ؟ قال : نعم . فقلت : أيكون خائنا ؟ قال : لا ، ولا يكون كذابا . ثم قال: حدثني أبي جعفر الصادق عن آبائه رضي الله عنهم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل خلة يطوي المؤمن عليها ليس الكذب والخيانة . ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في تهذيب الكمال في أسماء الرجال (ج 20 ص 404 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وبه ، قال : أخبرنا الجوهري ، قال : حدثنا محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدثنا عبد الوحد بن محمد الحصيني ، قال : حدثني أحمد بن إسماعيل ، قال : بعث موسى ابن جعفر إلى الرشيد من الحبس برسالة كانت : إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون .

ص 565

كلمات علماء العامة فيه (عليه السلام)

ذكر جماعة من أعيان العامة في علو شأنه وعظمة مقامه عليه السلام في كتبهم : فمنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في سير أعلام النبلاء (ج 6 ص 270 ط بيروت) قال : ذكره أبو حاتم فقال : صدوق إمام من أئمة المسلمين . وقال في ص 271 نقلا عن الخطيب : كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده . ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في تهذيب الكمال (ج 29 ص 43 ط بيروت) قال : قال أبو حاتم : ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين . ومنهم الموفق أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة 620 في التبيين في أنساب القرشيين (ص 133 ط بيروت) قال :

ص 566

جعفر بن محمد الصادق وولده موسى بن جعفر وولده علي بن موسى : كلهم أئمة مرضيون ، وفضائلهم كثيرة مشهورة - الخ . ومنهم الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي في تاريخ أحمدي (ص 335 ط بيروت) قال : ودر روضة الاحباب است كه امام موسى بن جعفر الكاظم از روى قدر ومنزلت بزرگترين اهل عالم بود امر امامت بعد از پدر بموجب نص آن حضرت به او انتقال شود . وفي الصواعق قال : وهو وارثه علما ومعرفة كمالا وفضلا . سمي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله ، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم . وفي وفيات الأعيان لابن خلكان قال : كان موسى يدعى العبد الصالح من عبادته . واجتهاده . ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 285 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : قال بعض أهل العلم : الكاظم هو الإمام الكبير القدر الأوحد الحجة الحبر ، جمع من الفقه والدين ما لا مزيد عليه . كان أعبد أهل زمانه ، الساهر ليله قائما ، القاطع نهاره صائما ، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظما . وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله ، وذلك لنجح قضاء حوائج المتوسلين به . ومنهم العلامة تاج الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في مختصر وفيات

ص 567

الأعيان لابن خلكان (ق 162 نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال : كان موسى يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده . ومنهم الفاضل المعاصر خير الدين الزركلي في الأعلام (ج 8 ص 270 ط 3 بيروت) قال : سابع الأئمة الاثني عشر عند الإمامية ، كان من سادات بني هاشم ، ومن أعبد أهل زمانه ، وأحد كبار العلماء الأجواد - الخ . ومنهم العلامة عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني في مرآة الجنان (ج 1 ص 405 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : كان صالحا عابدا جوادا حليما كبير القدر ، وهو أحد الأئمة الاثني عشر المعصومين في اعتقاد الإمامية ، وكان يدعى بالعبد الصالح من عبادته واجتهاده . ومنهم الفاضل المعاصر الهادي حموفي أضوا على الشيعة (ص 133 ط دار التركي) قال : هو أبو الحسن موسى بن جعفر الصادق ، لقب بالكاظم لفرط صبره على الحبس والأذى ، كان يسهر ليله قائما ويقطع نهاره صائما ، بلغ من صلاحه واجتهاده في العبادة أن دخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فسجد سجدة في أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده : عظم الذنب عندي فليحسن العفو من عندك يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة . وجعل يرددها حتى الصبح . والذي يلفت النظر في هذا العابد الزاهد أنه مع سلبيته وانقطاعه عن السياسة كان مبعث فزع ورعب في نفوس بني عمومته العباسيين ، فاستقدمه الخليفة المهدي من المدينة حيث كان يسكن إلى بغداد عاصمة الخلافة وسجنه بها إلى أن رأى المهدي

ص 568

في منامه أن عليا بن أبي طالب يهتف به (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) (22 - محمد : 47) . فأرسل إليه وزيره الربيع فجاء به إليه فأمنه على نفسه واستوثق أن لا يخرج عليه أو على أحد من أبنائه ، فقال الكاظم : لا والله ما فعلت ذلك ولا هو من شأني . فقال له المهدي صدقت وأمر بإعطائه ثلاثة آلاف دينار وتسفيره إلى أهله بالمدينة . وتعود المحنة إلى موسى الكاظم في عهد هارون الرشيد إذ يعود هذا من الحج ويأتي قبر الرسول زائرا وحوله قريش وأعيان القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهى الرشيد إلى القبر قال : السلام عليك يا رسول الله يا بن عمي ، افتخارا على من حوله ، فقال موسى : السلام عليك يا أبتي ، فتغير وجه هارون ، وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقا . ولم يمض الرشيد في طريقه حتى حمل موسى معه إلى بغداد وحبسه إلى أن توفي في المحبس . وكانت له مع الرشيد أخبار كثيرة ، منها ما عرض إليها المسعودي ومنها ما تناقله الشيعة في مختلف مصادرهم كهذه الحادثة مع علي بن يقطين الذي كان الرشيد يقربه وينتدبه إلى مهماته في الحين الذي كان ابن يقطين يكتم التشيع والولاء لآل البيت ، فحدث أن الرشيد أهدى إليه ثيابا أكرمه بها وكان في جملتها دراعة خز سوداء من لباس مثقلة بالذهب ، فأرسل علي بن يقطين الثياب ومعها الدراعة إلى الإمام الكاظم ومعها مبلغ من المال ، ولما وصلت إلى الإمام قبل المال والثياب ورد الدراعة إليه على يد رسول آخر غير الذي جاء بالمال والثياب ، وكتب الإمام إلى علي بن يقطين : احتفظ بالدراعة ولا تخرجها من بيتك فإن لها شأنها ، فاحتفظ علي بالدراعة وهو لا يعرف السبب ، وبعد أيام سعى بعض الوشاة إلى الرشيد وقال له : إن ابن يقطين يعتقد بإمامة موسى بن جعفر ويحمل إليه خمس ماله في كل سنة وقد حمل إليه الدراعة التي أكرمته بها ، فاستشاط الرشيد غيظا ، وأحضر عليا بن يقطين وقال له : ما

ص 569

فعلت بتلك الدراعة التي كسوتك بها ؟ قال : هي عندي في سفط مختوم ، وقد احتفظت بها تبركا لأنها منك ، قال الرشيد : إيت بها الساعة ، وفي الحال نادى على بعض غلمانه وقال له : اذهب إلى البيت وافتح الصندوق الفلاني تجد به سفطا صفته كذا جئني به الآن ، فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط ووضعه بين يدي الرشيد ونظر إلى الدراعة كما هي فسكن غضبه وأمر أن يضرب الساعي . وهكذا كان الإمام الكاظم مع الرشيد في نفس المنزلة التي كان عليها مع سلفه المهدي مثيرا فيهما الخوف والفزع رغم سلبية الرجل وانقطاعه إلى الزهد ، فأفقدهما شيئا من الاطمئنان ولكنهما أفقداه كثيرا من الحرية والاتصال بشيعته حتى كانوا لا يسندون الحديث إليه بصريح اسمه حفظا له وتقية أو خوفا من الظلم المسلط في ذلك العهد . ومما أثر عن الكاظم أنه أرسل إلى الرشيد من سجنه : يا هارون ما من يوم ضراء انقضى عني إلا انقضى عنك في السراء مثله حتى نجتمع أنا وأنت في دار يخسر فيها المبطلون . ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في الإمام جعفر الصادق (ص 372 ط المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، القاهرة) قال : وجرى المهدي والرشيد في أثر أبي جعفر يهتدون به ، ويدسون الجواسيس ليعرفوا من يجتمع إليه الناس بعد موت الإمام . سأل سائل موسى الكاظم فقال الكاظم : إذا هدأت الرجل وانقطعت الطريق فأقبل . وسأله آخر فقال له : سل تخبر ولا تذع ، فإن أذعت فإنه الذبح . بل كان هشام بن سالم ينبه زملاءه الشيعة حتى لا يقعوا في حبائل أبي جعفر . وظاهر من ذلك أن المجالس العظيمة التي كانت تنعقد في حياة الإمام الصادق ، قد ولى زمانها .

ص 570

ولي الإمامة موسى الكاظم بعد أبيه فتتابع في حياته عهد الهادي ثم عهد الرشيد . واقتصر كما سيقتصر الأئمة من بعده على العلم وإمامة الدين ، دون أن يمدوا عينا أو فكرا إلى الخلافة الدنيوية ، ومع هذا حبس الرشيد الإمام الكاظم حتى سنة 183 . ثم أمر فأدخل الناس السجن ليروه ميتا . ليس به آثار قتل ، والشيعة يقولون : مات مسموما . وخلف الكاظم في الإمامة ابنه علي الرضا حتى إذا صار المأمون خليفة ولاه عهده على رغمه سنة 201 ، وأمر ابنه وبني العباس بمبايعته ، فصنعوا ، وزوجه من بنته أم حبيب في سنة 202 كما زوج ابنه محمدا الجواد بنته أم الفضل . إلا أن عليا الرضا مات سنة 203 فجأة مسموما في أكلة عنب كما يقولون في أثناء عودته في ركب المأمون من مرو إلى بغداد . وفي رحلة العودة هذه ، وفي ركب المأمون ذاته ، قتل وزيره الذي دبر له كل أمره ، الفضل بن سهل ، وكان شديد التشيع . ومنهم العارف الشيخ محيي الدين ابن العربي في المناقب المطبوع بآخر وسيلة الخادم إلى المخدوم للشيخ فضل الله الإصبهاني الآتي (ص 296 ط قم) قال : وعلى شجرة الطور ، والكتاب المسطور ، والبيت المعمور ، والسقف المرفوع ، والسر المستور ، والرق المنشور ، والبحر المسجور ، وآية النور ، كليم أيمن الإمامة ، منشأ الشرف والكرامة ، نور مصباح الأرواح ، جلاء زجاجة الأشباح ، ماء التخمير الأربعيني ، غاية معارج اليقيني ، إكسير فلزات العرفاء ، معيار نقود الأصفياء ، مركز الأئمة العلوية ، محور فلك المصطفوية ، الآمر للصور والأشكال بقبول الاصطبار والانتقال ، النور الأنور أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه صلوات الله الملك الأكبر . ومنهم الشيخ فضل الله بن روزبهان الإصبهاني في وسيلة الخادم إلى المخدوم ، شرح صلوات چهارده معصوم (ص 195 ط قم) قال :

ص 571

اللهم وصل وسلم على الامام السابع ودرود وصلوات بر حضرت موسى كاظم عليه السلام . واو بعد از پدر خود امام به حق است واماميه بر اين رفته اند واسماعيليه مخالفند با اماميه وبرآنند كه اسماعيل امام است بعد از جعفر وامامت آن حضرت به نص از قبل امام جعفر ثابت شده وبه استجماع اوصاف كرامات ومقامات وعصمت وآثارى كه دلالت بر امامت مى كند . العارف العالم البرهان القائم المتوكل العازم آن حضرت صاحب معرفت وداناست . وبر اين اشارت است به عرفان وعلم آن حضرت زيرا كه آن حضرت هم سيد عارفان وهم حجت عالمان است وتمامى عارفان از آن حضرت فيض معرفت يافته اند وارباب علم از فوايد كلام آن حضرت به حقايق علوم رسيده . روايت كرده اند كه جميع مشكلات ومعارف از آن حضرت سؤال مى كردند وتمامى آن را جوابها مى فرمود ومشكلات بسيار هست كه هارون الرشيد از آن حضرت سؤال كرده وهمه را جوابهاى وافى شافى فرمود . ديگر از اوصاف آن حضرت آنكه آن حضرت حجت وبرهان قائم است بر مخالفان . واين وصف ساير ائمه هدى است وآن حضرت بدين صفت مزيد اختصاص داشته وهر مخالف دين كه در زمان آن حضرت حجتى مى جسته آن حضرت قائم مى فرمود ، واو را الزام مى كرده . روايت كرده اند كه قيصر روم كتابتى به هارون الرشيد نوشت ودر آنجا ذكر شوكت وعظمت خود بسيار كرده وهارون الرشيد را تهديد وتخويف بسيار از قوت ولشكر خود نمود وگفت : من متوجه توام با لشكرهاى بسيار وچون بر تو غالب شوم چنين وچنين كنم ودر آن باب مبالغات كرد . چون آن كتابت به هارون الرشيد رسيد با منشيان ووزراء مصلحت ديد كه جواب او چه بنويسد ، اگر همچنان توعيد وتهديد

ص 572

نمايد - كه او نمود - مناسب طريق إسلام نباشد ، آخر رأى او به آن قرار گرفت كه كتابتى به امام موسى عليه السلام نويسد به همان تهديد وتوعيد كه قيصر روم به او نوشته ، تا ملاحظه كند كه امام موسى در جواب چه نويسد . منشيان را فرمود تا كتابتى به همان تهديد وتوعيد ، به مبالغه تمام نويسند ، چون كتابت بدان حضرت رسيد در جواب نوشت كه پدر من جعفر بن محمد جهت من روايت كرد از پدران خود كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم فرمود : خداى تعالى را هر روز صد نظر رحمت بر بندگان خود آرد ، من اميدوارم كه يك نظر رحمت حق تعالى به جان من فرمايد ومرا از جميع آنچه تو مرا بدان تخويف كرده وتهديد نموده نگاه دارد تا شر تو از من كفايت گردد . چون كتابت به هارون رسيد گفت : به همين عبادت جواب قيصر بنويسيد . چون كتابت به قيصر رسيد گفت : اين جواب او نيست . اين جواب كسى است از خاندان نبوت وولايت . ديگر از اوصاف آن حضرت آن است كه آن حضرت متوكل است بر خداى تعالى ودر توكل عزم تمام دارد . واين اشارت است به كمال توكلى كه آن حضرت را بوده . شقيق بلخى كه از اكابر اوليا ومشايخ خراسان است روايت كند كه سالى به عزم حج به بغداد رفتم . روزى كه قافله از بغداد بيرون رفتند هر كس به يراق واسباب وتجملى تمام بيرون آمده بودند . جوانى را ديدم در غايت جمال . كسائى سياه صوفيانه پوشيده وشمله اى به شكل صوفيان در سر داشت وتنها ومنفرد از خلق نشسته بود . در خاطرم گذشت كه اين يكى از صوفيان است كه بدين شكل وهيئت بيرون مى آيد ومى خواهد كه در راه حج عيال مردم شود . من بروم واو را سرزنش كنم تا بازگردد ومتوجه او شدم . چون بدو نزديك شدم فرمود : اى شقيق (إن بعض الظن إثم) وبرخاست وروانه شد . من با خود گفتم اين مرد از ابدال است . اسم مرا گفت وكشف باطن من كرد . ديگر او را نديدم تا به منزل رسيدم كه آن را واقصه گويند . بر سر چاه رفتم كه آب بردارم

ص 573

ديدم كه به همان صورت بر كنار چاه ايستاده بود وركوه در دست مبارك داشت كه آب بردارد . ناگاه ركه از دست مباركش در چاه افتاد . نگاه در آسمان كرد وزير لب چيزى بگفت ديدم كه آب بر سر چاه آمد وآن حضرت ركوه پرآب برداشت . متوجه تلى شد از ريگ ، ومن از عقب آن حضرت روان شدم . چون بدان تل رسيد چند قبضه از آن ريگ برداشت ودر آن ركوه كرد وآن را بجنبانيد ودر دهن گرفت واز آن بياشاميد . گفتم : به حق آن خداى كه ترا اين مقام كرامت فرموده كه مرا از اين طعام بهره بده . پس ركوه به من داد وبياشاميدم . آن سويقى بود از مغز بادام وشكر كه من هرگز از آن لذيذتر طعامى نخورده ام . پس هر چند روز بازماندم واصلا ميل هيچ طعام وآب نداشتم وبدان طعام سير بودم . ديگر آن حضرت را نديدم هر چند طلب كردم تا به مكه رسيدم . شبى در [كنار] كعبه او را ديدم نمازه مى گذارد وتمامى اندام مبارك واعضاى شريفش مى لرزيد واشك از چشم مباركش روان بود وتوقف كردم ومترصد بودم وآن حضرت همه شب نماز گزارد . چون از نماز صبح فارغ شد طواف كعبه فرمود واز مسجد بيرون آمد . خلايق از اطراف دويدند وبر آن حضرت سلام مى كردند وغلامان وحواشى بسيار نزد آن حضرت حاضر شدند . پرسيدم كه : اين چه كسى است ؟ گفتند : اين سيد زمان امام موسى كاظم (ع) است . دانستم كه آن از آثار اهل البيت وكرامت ايشان است . صاحب الآيات والكرامات والمكارم آن حضرت صاحب آيتها ونشانهاست كه دلالت بر امامت آن حضرت مى كند ، وصاحب كرامتها كه خداى تعالى بندگان خود را بدان مخصوص مى سازد وصاحب مكرمتها وبزرگيها [ى] حسبى ونسبى است واين اشارت است به آيات وكرامات وعجائب كه جميع از مكارم وخصال آن حضرت [است] .

ص 574

روايت كرده اند از يكى از محبان اهل بيت كه او گفت كه : در وقتى كه ميان اهل شيعه اختلاف بود در آنكه بعد از امام جعفر كيست . بعضى مى گفتند اسماعيل است وبعضى مى گفتند موسى است . من نزد حضرت امام موسى رفتم . او فرمود : يك ريگ بياور تا ترا نشانه بنمايم . من ريگى همچو سنگ ريزه نزد آن حضرت بردم . آن حضرت انگشترى مبارك خود را بر آن نهاد . في الحال مهر بگرفت . فرمود : امام كسيست كه همه چيز در طاعت او باشد همچنانكه اين سنگ با وجود صلابت في الحال اثر مهر گرفت چنانچه مشاهده نمودى . ديگر يكى از محبان اهل البيت روايت كرد كه نوبتى در مكه به كوه ابو قبيس برفتم ديدم كه امام موسى نماز مى كردم وچون از نماز فارغ شد گفت : يا الله يا الله يا الله يا رب ، وچندان بفرمود كه نفس تنگ شد . بعد از آن فرمود : پروردگار [ا] مرا طعام فرما از انجير وانگور وجامه هاى من كهنه است ، مرا جامه تازه بده في الحال سله پيدا از انجير تازه وانگور . در آن موسم بر روى زمين اصلا انجير تازه وانگور نبود . ودو برد يمانى تازه دوخته هم حاضر شد . آن حضرت شروع در خوردن انجير وانگور فرمود وبا من فرمود : بسم الله از اين انگور بخور . من از آن انجير وانگور بخوردم وهرگز هيچ ميوه بدان لذت نخورده بودم . چون از خوردن فارغ شد آن هر دو برد بپوشيد وجامه هاى كهنه خود برداشت واز كوه شيب فرمود ودر درگاه مسجد درويشى ايستاده بود ، بردهاى كهنه را بدان درويش داد . وآثار واخبار در كرامات وآيات آن حضرت بسيار است . النار على أهل ولائه بالقلب الواقف الراحم آن حضرت ناظر ومطلع است بر اهل ولا ومحبت خود به دل واقف رحم كننده . واين اشارت است بدانچه روايت كرده اند كه آن حضرت هميشه بر احوال شيعه وموالى خود مطلع وناظر بوده ودر شدايد مراعات ايشان مى فرموده وبدانچه

ص 575

موجب مضرت وزحمت ايشان باشد پيشتر اعلام مى فرموده ، واز آن تحذير مى نموده ، صاحب كشف الغمه في مناقب الائمه در كتاب خود روايت كرده كه على بن يقطين از مقربان ونزديكان هارون الرشيد بوده ودر باطن از شيعه ومحبان امام موسى عليه السلام ، وپيوسته در پوشيده مكاتبات بدان حضرت نمودى وخمس مال خود فرستادى وهر طرفه وتبركى كه او را حاصل شدى جهت حضرت امام روانه مدينه گردانيدى . نوبتى هارون الرشيد ، على بن يقطين را خلعتهاى فاخر عطا فرمود از آن جمله فوطه از خرشكى كه تمامى آن را به طلا بافته بودند وآن فوطه خاصه خلفا بود وكسى ديگر را از آن جنس نمى بود ودر ميان خلعتها ، به على بن يقطين شفقت كرد . على بن يقطين آن فوطه را با تبركات نفيسه جهت حضرت امام عليه السلام روانه . . . . . . . گردانيد به مدينه . چون تبركهاى او نزد حضرت امام رسيد همه را قبول فرمود وآن فوطه را باز فرستاد وبدو نوشت كه اين فوطه را نيكو محافظت كن كه او را بعد از اين شأنى وحكايتى خواهد بود . بعد از زمانى على بن يقطين غلامى را ادب كرد . واو رنجيده شد وپيش مقربان هارون الرشيد رفت وبا ايشان گفت : على بن يقطين از شيعه امام موسى است وخمس مال خود هر سال به جهت او مى فرستد واز جمله فوطه كه خليفه بدو داده واو او را بدان كرامت مخصوص ساخته جهت امام موسى فرستاده است . مقربان اين حالت را پيش هارون الرشيد ظاهر كردند . [او] گفت : اگر فوطه فرستاده درست است كه او شيعه امام موسى است . في الحال على بن يقطين را حاضر كرد وگفت : آن فوطه كه به تو دادم آن را كجا بردى ؟ گفت : آن را در عبير گرفته ام ودر صندوق نهاده وهر صباح مى گشايم وآن را بر چشم وسر مى مالم وبدان تبرك مى جويم وديگر بار به جاى خود مى نهم . فرمود : آن را حاضر گردان . در ساعت با كسى گفت برو به خانه وفلان صندوق بردار وبياور . آن شخص برفت وآن صندوق را حاضر گردانيد . چون بگشود آن فوطه را ديد در غايت تعظيم در عطرى عبير گرفته ، هارون را خوش آمد

ص 576

واو را تربيت كرد وساعى او را فرمود تا به قتل آوردند . وآن كرامات حضرت امام وشفقت او بر آن دوست موالى ظاهر شد . ديگر يكى از محبان اهل بيت حكايت كرد كه من در شهرى بودم از شهرهاى ولايت بصره كه بر سر راه مدينه بود چون به بغداد روند . حضرت امام موسى با موكلان هارون الرشيد از مدينه برسيد وهارون آن حضرت را به بغداد مى برد ، از او آن حضرت را تهمتها گفته بودند . چون شنيدم كه آن حضرت با موكلان بيرون آمده به خدمت آن حضرت رفتم ودست مبارك آن حضرت را ببوسيدم وگفتم : اى فرزند رسول خداى من از اين ظالم بر تو مى ترسم . فرمود : انديشه مكن او را بر من قدرتى نخواهد بود وفلان شب از فلان ماه انتظار من بكش كه من [باز] مى گردم . چون آن حضرت روانه شد همه اوقات كار من روز شمردن بود تاآن شب كه وعده فرمود بيرون رفتم وهر چند نظاره كردم هيچ اثر قافله نبود ونزديك بود كه شيطان وسوسه وشكى در من آورد وچون پاسى از شب بگذشت عزم كردم كه بازگردم ناگاه قطار شتر ديدم كه از بيابان پيدا شد وحضرت امام موسى عليه السلام بر اشترى سوار بود وپيش قافله مى رفت . چون آن حضرت را بديدم ، شادكام شدم وركاب آن حضرت را ببوسيدم . فرمود : نزديك بود كه [شيطان] لعين ترا وسوسه دهد . گفتم : الحمدلله كه از دست اين ظالم به سلامت باز رستى وبه وطن خود مى روى . فرمود : اما ايشان نوبتى ديگر بازگشت گمان به من دارد كه من از آن خلاص نمى شوم . وآن چنان بود كه نوبتى ديگر هارون الرشيد آن حضرت را به عراق آورد وشهيد كرد . لعنت بر هارون الرشيد باد وبر دوستان آن ملعون مردود . حارز مناقب آبائه الاكابر آن حضرت جمع گرداننده منقبتهاى پدران كريمان خود است . اين اشارت است بدان كه آن حضرت جامع مكارم ومفاخر پدران بزرگوار خود بوده ، از علم

ص 577

وكرامت وشجاعت وامامت ووصايت ومواريث نبوت ، از اظهار خوارق عادات وغير آن . غيث الجود على كل بائس عادم آن حضرت باران بخشش است بر هر درويشى بى چيز كه يابنده كفايت باشد . واين اشارت است به كرم وبخشش آن حضرت . چنانچه گفته اند از اطراف عالم جهت آن حضرت خمس اموال مى آوردند خصوصا مردم خراسان . وشيعه آن حضرت در خراسان بسيار بود . آن حضرت تمامى آن اموال را بر فقرا وضعفا قسمت مى فرمود وهمچون باران از ابر نعمت واحسان رياض آمال همگنان را تازه مى ساخت . ليث الحروب على كل عدو مصادم آن حضرت شير جنگهاست بر هر دشمنى كه مصادمت كند مقابلت نمايد . واين اشارت است به كمال شجاعت آن حضرت كه صفت ائمه هدى بوده وكمال شجاعت آن حضرت مشهور است . الشامة والعين من آل هاشم آن حضرت خال وحشمت در ميان آل هاشم [است] وعرب هر كس را كه از قبيله كه بسيار نماينده ومشهور باشد ودر ميان ايشان نامدار ومتعين به صفات كمال وبزرگى باشد گويند او خال آن قوم است . يعنى چنانچه خال در چهره نماينده است وموجب مزيد حسن وجمال ، او نيز در ميان آن قبيله موجب مزيد شرف وتعين ايشان است وهمچنين هر كس كه در ميان قوم نفاست اوصاف وشرافت اخلاق داشته باشد گويند او عين آن قبيله است . وآن حضرت در ميان اولاد هاشم در زمان خود

ص 578

سرآمد بود وكسى را با او مقابله در هيچ امر نبود . محيى السنن ومظهر المعالم آن حضرت زنده گرداننده وتازه سازنده سنتها [ى] نبوى وطريقتهاى مصطفويست وظاهر گرداننده نشانهاى دين وملت است . چه بسيار از سنن نبوى وطريقهاى مرتضوى واخلاق اهل البيت از آن حضرت تازه گشته ومحبان بدان اقتداء نموده اند . المفترض ولاؤه على الاعراب والاعاجم آن حضرت فرض گردانيده شده دوستى او بر عرب وعجم . واين اشارت است بدانكه محبت وولاى آن حضرت وساير ائمه هدى ، بر تمامى مؤمنان از عرب وعجم واجب است وقواعد ايمان بى محبت وولاى ايشان ثابت وراسخ نيست . أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم العبد الصالح الزكي كنيت آن حضرت ابو الحسن است وآن حضرت را اولاد بسيار بوده . گويند اولاد آن حضرت از سى نفر تجاوز كرده از ذكور واناث . واشهر وافضل ايشان حضرت امام على بن موسى الرضاست عليه السلام كه بعد از آن حضرت امام بود چنانچه مذكور خواهد شد ان شاء الله تعالى . واز مشاهير اولاد آن حضرت احمد بن موسى است . ديگر محمد بن موسى ، ديگر حمزة بن موسى ، واز اناث ستى فاطمه است كه در مدينه قم مدفون است ومزار او قبله حاجات اهل عراق است . ولقب آن حضرت كاظم است يعنى فروخورنده خشم ، زيرا كه آن حضرت اين وصف شريف به كمال داشته . روايت كرده اند كه نوبتى يكى از بندگان آن حضرت [كه] آش گرم به سفره

ص 579

مى آورد آن را ريخته بر دست يكى از اولاد آن حضرت . خشم وغضب بسيار بر آن حضرت غالب شده آن بنده گنهكار گفته : (والكاظمين الغيظ) يعنى جماعتى كه خشم فرو خورند . آن حضرت فرمود : كظمت غيظي ، يعنى خشم خود را فرو خوردم . (والعافين عن الناس) يعنى جماعت كه عفو كنند از مردمان . آن حضرت فرمود : عفوت عنك ، يعنى عفو كردم از تو . ديگر گفته : (والله يحب المحسنين) يعنى خداى تعالى دوست مى دارد نيكوكاران را . آن حضرت فرموده : آزاد كردم ترا . بعد از آن ، آن حضرت را كاظم لقب كرده اند . ديگر از القاب آن حضرت عبد صالح زكى است زيرا كه به كمال صلاح وطهارت موصوف بوده . الشهيد بشربة السم لا بصولة الجيش آن حضرت شهيد است به شربت زهر نه به صورت لشكر . يعنى آن حضرت را از زهر شهيد كردند نه از آنكه در جنگ شهيد شد ومردى او را شهيد كرده باشند . واين اشارت است به زهر دادن آن حضرت با تفاصيل آن حكايت را در اين مقام ياد كنيم . چنانچه در كتب معتبره يافته ايم ان شاء الله تعالى . در كتاب كشف الغمة على بن عيسى اربلى ودر كتاب الفصول المهمة في معرفة الائمة ابن صباغ ، كمى روايت كرده اند كه يحيى بن خالد برمكى كه وزير صاحب تدبير صاحب اختيار هارون الرشيد بود با يكى از وزراى هارون كه به تشيع ، ونسبت به حضرت امام موسى مشهور بود ، معاداتى پيدا كرد ومى خواست كه تهمت تشيع را بر آن وزير درست گرداند ، با شخصى گفت : مى خواهم كه مرا دلالت كنى بر يكى از اولاد ابوطالب كه درويش باشد تا من او را بنوازم وپيش خليفه تعريف كنم تا او قصد موسى بن جعفر كند . او گفت : پسر اسماعيل كه او را ابراهيم نام است برادرزاده موسى است ودشمن او است وبسيار درويش است . يحيى بن خالد به او كتابت نوشت واو را به بغداد طلب كرد . حضرت امام موسى

ص 580

دانست كه ايشان قصد او دارند واو را جهت آن مى طلبد تا به آن حضرت بگويد وافساد كند . ابراهيم را طلبيد وگفت : تو حاجت دارى وچه چيز مى خواهى ؟ گفت : من هفتصد دينار طلا قرض دارم . حضرت امام موسى في الحال قرض او را ادا فرمود . او بيرون رفت وهمچنان در عزم بغداد بود . حضرت امام او را طلب فرمود ونصيحت كرد وگفت : از خداى تعالى بترس ودر قصد من سعى مكن وفرزندان مرا يتيم مساز . او قبول نمى كرد . آن حضرت چهار هزار درهم او را عطا كرد . مردمان گفتند چون او سخن تو قبول نمى كند ومى دانى كه قصد تو دارد چرا او را عطا فرمودى . حضرت فرمود : من از پدران خود روايت مى كنم كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله سلم فرمود : رحم چون قطع كنند وكسى آن را بپيوندد ، هر كه بعد از آن پيوندد [و] ديگر [ى] آن رحم را قطع كند رحم در قصد او باشد تا او را هلاك گرداند . او رحم وخويشاوندى مرا قطع كرد . من آن را مى پيوندم تا اگر او قطع كند رحم او را هلاك گرداند . پس ابراهيم به بغداد آمد ونزد هارون الرشيد افساد كرد وگفت : از اطراف عالم جهت امام موسى خمس مى آورند وتمام اهل عراق وخراسان او را امام خود مى دانند وچندان اموال پيش او جمع شده كه هيچكس از خلفا را آن مقدار مال واسباب نبوده تا به غايتى كه او موضعى را خريد وسى هزار دينار طلا در بهاى آن موضع داد ، وصاحب موضع گفت : من از اين نقد نمى خواهم ونقدى ديگر تعيين كرد ، او في الحال از آن نقد ديگر كه او طلب كرده بود سى هزار دينار ديگر حاضر كرد واداى ثمن نمود . هارون از اين سخن اندشناك شد ودويست هزار درهم صله فرمود . ابراهيم برات آن اموال رابه بعضى مملكتهاى مشرق بسته وبعضى از غلامان خود را روانه گردانيد كه آن وجه را بدو برسانند . بعد از چند روز وقتى به آن خانه در رفت چوبى از بالوعه آن خانه بشكست ودر شكم او در رفت وتمامى احشاى او بيرون افتاد . او را

ص 581

برداشتند وبخوابانيدند . آن جماعت كه رفته بودند كه جهت او مال آورند در اين وقت پرسيدند وآن مالها را [كه] همراه آورده بودند پيش او حاضر گردانيدند واو در حالت موت بود به چشم حسرت در آن مالها نگاه مى كرد تا هلاك شد ومعنى حديث وكرامت آن حضرت ظاهر شد . القصه هارون الرشيد در قصد آن حضرت امام عليه السلام رفت ومتوجه حج شد ، چون به مدينه رسيد حضرت امام بر اشترى سوار شده واو را استقبال كرد . هارون زيارت كرد وبه منزل خود بازگشت وديگر روز به زيارت حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم رفت وگفت : يا رسول الله ، موسى بن جعفر مى خواهد كه او را بگيرم ونگذارم كه او افساد كند در ميان امت تو . اين كلمات هزيان پوچ را بزعم آنكه عذرخواهى حضرت مى كند بگفت وبيرون آمد وامام را بگرفت وبه خانه خود برد ودو كجاوه راست كرد به يك شكل ، وحضرت امام را به يكى از آن دو نشانيد وهر دو كجاوه را بيرون آوردند وبا هر يكى پنجاه سوار مصاحب گردانيد ويك كجاوه به طرف بصره بردند ويكى را به طرف كوفه ، وبر مردمان تلبيس ساختند تا ندانند كه آن حضرت در كجاست وحضرت امام را در كجاوه نشانيده بود كه به طرف بصره روانه كرد ، وامير بصره محمد بن سليمان بود پسر عم هارون . آن حضرت را به محمد بن سليمان سپرد وخود حج كرده به بغداد بازگشت وحضرت امام مدتهاى مديد در بصره پيش محمد بن سليمان محبوس بود وهمه اوقات به طاعات وعبادات واوراد مصروف مى ساخت . نوبتى محمد بن سليمان شنيد كه آن حضرت در سجده مى فرمود : اى خداوند من ، تو مى دانى كه من از تو درخواست كردم كه چشم مرا به عبادت خود روشن گردانى . اى خداوند بحمد الله كه چنين كردى وچشم مرا به عبادت خود روشن گردانيدى . ونوبتى به هارون الرشيد كتابت نوشت ودر آنجا فرمود : هيچ روز از روزهاى راحت وسلطنت وجاه وفرح تو نگذشت الا آنكه به ازاى آن روزى از روزهاى زحمت وفقر وغم من گذشت تا ما وتو هر دو به خداى

ص 582

تعالى رسيم ودر آنجا ظالم از مظلوم ظاهر گردد . القصه بعد از مدتى هارون الرشيد كتابت به محمد بن سليمان نوشت واز او درخواست كرد كه آن حضرت را قصد كند . محمد بن سليمان در جواب هارون نوشت كه من موسى را در همه اوقات احتياط مى كنم وشبانه روزى تمامى اوقات او در طاعات وعبادات مصروف است . هرگز به امور دنيا نمى پردازد وخاطر او اصلا به خلافت ميل ندارد ومن قصد او نمى توانم كرد . كسى را بفرست تا او را از من بستاند . هارون فرستاد وآن حضرت را به بغداد آورد وبه فضل بن يحيى برمكى سپرد . فضل بن يحيى مقام آن حضرت را گرامى مى داشت وآنچه وظيفه تعظيم وتوقير بود بجاى مى آورد واين خبر به هارون الرشيد رسيد . مسرور خادم را بفرستاد كه برو واحتياط كن . اگر چنانچه اين خبر صحيح است كه فضل تعظيم موسى مى كند او را به داروغه بغداد ده تا ادب كند وموسى را از او باز ستان وبه سندى بن شاهك سپار . مسرور خادم از رقه شام به تعجيل به بغداد آمد وبه خانه داروغه بغداد آمد وبه خانه فضل رفت وامام را بديد وتحقيق كرد كه فضل مقام امام را تعظيم مى كند واز آنجا بيرون آمد وبه خانه داروغه بغداد رفت وفضل را از آنجا حاضر كردند وتازيانه زدند وحضرت امام را به سندى بن شاهك سپردند وسندى آن حضرت را زهر داد در شربت ، وبعضى گويند در طعام ، وگويند چون آن حضرت را زهر دادند ومزاج مبارك آن حضرت متغير شد سندى بن شاهك عليه اللعنة والعذاب از [ . . .] التماس كرد كه كفن آن حضرت را بكند . آن حضرت فرمود كه ما اهل بيتيم كه مهر زنان وكفنهاى ما از مال خالص اموال ماست . واز سندى التماس كرد كه يكى از موالى آن حضرت كه در كرخ بغداد مى نشست او را حاضر گرداند تا متكفل تجهيز وتكفين آن حضرت گردد . وبعد از سه روز آن حضرت وفات فرمود . هزار بهزار لعنت خداى تعالى وبه عدد ريگ بيابان وقطره باران بر آن ملعونان كه آن حضرت را زهر دادند وبر آن كس كه فرمود وبر آنكه راضى شد وبر آنكس كه

ص 583

راضى باشد بدان تا روز قيامت . ولادت آن حضرت در أبواء بوده منزلى ميان مكه ومدينه در هفتم صفر سنة ثمان وعشرين ومائه . ووفات آن حضرت در بيست وپنجم رجب وبعضى گويند در پنجم رجب سنه ثلاث وثمانين ومائه . وعمر مبارك آن حضرت پنجاه وپنج سال بوده . المدفون بمقابر قريش آن حضرت دفن كرده شده است در مقبره هاى قريش ، وآن موضعيست در طرف غربى بغداد كه آن را مقابر قريش گويند ، وحالى مدفن مطهر ومرقد منور آن حضرت است . روايت كرده اند كه چون آن حضرت وفات فرمود فتنه عظيم در بغداد افتاد وتمامى خلايق بغداد بيرون آمدند ولوح مبارك كه جسد مطهر آن حضرت بر آن نهاده بودند بيرون آوردند وتمامى قضات وعلما وارباب حل وعقد بغداد همراه بودند . چون بر سر جسر رسيدند لوح آن حضرت را آنجا بنهادند وپرده از بدن مبارك آن حضرت برداشتند وشخصى نعره كرد كه : اى اهل بغداد بياييد وببينيد كه اين موسى بن جعفر به مرگ خود وفات كرده وهيچ اثر زخم بر او نيست وتمامى قضات وعلماء وارباب حل وعقد بغداد بيرون آمده بودند بر آن خط نهادند كه موسى ابن جعفر را ديديم وتمامى اعضاى او به سلامت بود وآن ملعونان پنداشتند كه بدين حيلت دفع آن خون عزيز از خود كنند ، وندانستند كه لعن دنيا تا قيامت وعذاب جاويد آخرت لازم مصايب ايشان خواهد بود . اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآل محمد وسيما الإمام العالم موسى الكاظم وسلم تسليما . ومنهم الفاضل الدكتور دوايت . رونلدسن في عقيدة الشيعة تعريب ع . م (ص 160 ط مؤسسة المفيد ، بيروت) قال :

ص584

ولد موسى الكاظم أثناء الكفاح بين الأمويين والعباسيين . وكان عمره أربع سنوات عندما تولى السفاح ، أول خلفاء بني العباس . وعاش نحو عشرين سنة في حياة أبيه الذي يشك في موته مسموما قبل نهاية حكم المنصور الطويل بعشر سنوات . وامتدت إمامة موسى خلال السنوات العشر الباقية من خلافة المنصور وعشر سنوات من خلافة المهدي وسنة واحدة وبضعة أشهر من خلافة الهادي ونحو 12 سنة من حكم هارون الرشيد . فكانت مدة إمامته نحوا من 33 سنة . وهي تزيد على إمامة أبيه جعفر الصادق بثمان سنوات ، في هذا المركز الممتاز الخطر الذي ترمقه العيون . وكانت أمه حميدة كالخيزران زوجة الخليفة المهدي المتسلطة ، جارية بربرية ، ويقول البعض إنها من الأندلس الذي اشتهرت نساؤه بجمالهن . أما اليعقوبي فلا يحاول أن يقطع في هذا الأمر برأي ويكتفي بقوله إنها أم ولد ولا يميزها عن النساء الجواري في بيت الإمام جعفر بدلة أو حظوة . إلى أن قال في ص 162 : وأول المعجزات الثلاث والعشرين التي تعزى إلى الإمام موسى تختص بأخ له من إخوته أكبر منه ، وهو عبد الله ، وقد ادعى انتقال الإمامة إليه ، فأمر موسى أن تجمع كومة كبيرة من الحطب في فناء الدار ودعا أصحابه ، وبينهم أخوه عبد الله ، فاجتمعوا . ولما استقر بهم الجلوس التفت موسى وأمر باشتعال الحطب وقام أمامهم جميعا وتخطى النار ووقف في وسطها فلم تمسسه بأذى ولم تحترق ملابسه . ثم دعا أخاه عبد الله وطلب منه ، إن كان ادعاؤه حقا وإمامته منصوصا عليها من الله ، أن يفعل مثل ما فعل هو . ويذكر الرواة أن عبد الله اصفر وجهه وخرج . إلى أن قال في ص 163 : وكان الإمام موسى يعرف أن كل خليفة ينظر إليه بعين الحذر ويراقبه لعله يجد فيه

ص 585

ما يدل على عدم إخلاصه ، وربما كان يعلم ما سينتهي إليه مصيره بعد ذلك . خاصة إذا كان يصدق ما يروى بأن المنصور كان السبب في موت أبيه . على أن مثل هذه المخاوف كما يظهر لم تؤثر في حياته البيتية تأثيرا كبيرا ، فقد كان له من الولد ثمانية عشر ذكرا وثلاث وعشرون بنتا . ولم تكن له زوجة شرعية حسب ما جاء في كتاب جنات الخلود (الباب 14) الذي يذكر بكل صراحة أن أولاده جميعهم من جوار لا تعرف أسماؤهن إلا أن ذلك لا يؤثر في كرم المحتد ، فإنما العبرة بالأب . ويذكر اليعقوبي دون أن يبدي سببا أن موسى بن جعفر أوصى أن لا تتزوج بناته ، فلم تتزوج واحدة منهن إلا أم سلمة فإنها تزوجت بمصر . ولقب بالكاظم لكظمه الغيظ ، وكان يدعى العبد الصالح . ولنتصور كم كان اهتمامه بالعبادة أكثر من اهتمامه بالسياسة ، وهي صفة اختص بها جميع الأئمة بعد الحسين . نسمع بأنه دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد سجدة في أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده : عظم الذنب عندي ، فليحسن العفو عندك ، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة . وجعل يرددها حتى أصبح . أما عن سخائه وكرمه فيذكر لنا ابن خلكان أيضا : أنه كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار ، وكان يصر الصرر ثلثمائة دينار وأربعمائة دينار ومائتي دينار ثم يقسمها بالمدينة . وربما كان هذا السخاء والكرم مما جعل المهدي يرتاب به ، فأقدمه إلى بغداد وحبسه . ويروي ابن خلكان أن هذا الخليفة رأى في النوم علي بن أبي طالب (رض) وهو يقول : يا محمد (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) . قال الربيع بن يونس ، وهو من المقربين للمنصور فأرسل إلي ليلا ، فراعني ذلك . فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية ، وكان أحسن الناس صوتا ، وقال : علي بموسى بن جعفر . فجئته به . فعانقه وأجلسه إلى جنبه وقال : يا أبا الحسن ، إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رض) في النوم يقرأ علي كذا ، فتؤمنني ألا تخرج علي أو على أحد من

ص 586

أولادي ؟ فقال : والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني . قال : صدقت ، أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة . قال الربيع : فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف العوائق . فإن صحت هذه الحكاية فإن الأمم كان في المدينة عندما حدثت ثورة العلويين في زمن الهادي ، وكان سببها سوء المعاملة التي لاقاها بعض آل البيت عندما اتهموا بشرب الخمر فشهروا في المدينتين . فثار بنو هاشم ولم تطفأ الفتنة إلا بعد قتال شديد . ولم يتعرض أحد للإمام موسى ، وكان كثير العبادة ، فكان يقول : ما أهان الدنيا قوم قط إلا هنأهم الله إياها وبارك لهم فيها ، وما أعزها قوم قط إلا بغضهم الله إياها . وتنسب إليه بعض المعجزات في المقدرة على الشفاء ، فمن ذلك أنه رأى امرأة وصبية لها تبكيان ، فقال : ما شأنك ؟ فقالت : كنت وصبيتي نعيش من هذه البقرة وقد ماتت فتحيرت في أمري . فصلى ركعتين وذهب إلى البقرة ووضع إصبعه المباركة عليها فقامت مسرعة سوية . فقالت المرأة : عيسى بن مريم ورب الكعبة (تنسب هذه المعجزة إلى الإمام الصادق المعرب) . وفي خلافة هارون الرشيد أصبح الإمام موسى موضع الريبة ، فيروون أن الرشيد سمع مرة من الإمام أمام قبر الرسول في المدينة كلاما يدل على التفاخر حين قال الرشيد عند القبر : السلام عليك يا رسول الله يا بن عم ، افتخارا على من حوله . فقال الإمام : السلام عليك يا أبت . فتغير وجه هارون وقال : هذا هو الفخر يا أبا الحسن حقا . وهذه الحادثة قد تكفي لإيضاح استدعاء الرشيد له أول مرة للمجئ إلى بغداد . ثم سجنه هناك . وقد روى الخزاعي عبد الله بن مالك ، وكان على دار الخليفة وشرطته ، قال : أتاني رسول الرشيد في وقت ما جاءني فيه قط فافتزعني من موضعي ومنعني من تغيير ثيابي ، فراعني ذلك . فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم فعرف الرشيد خبري . فأذن لي في الدخول عليه ، فوجدته قاعدا على فراشه ، فسلمت عليه ، فسكت ساعة ، فطار عقلي وتضاعف الجزع علي . ثم قال : يا عبد الله أتدري لم طلبتك في هذا

ص 587

الوقت ؟ قلت : لا والله يا أمير المؤمنين . قال : إني رأيت الساعة في منامي كأن حبشيا قد أتاني ومعه حربة فقال : إن خليت عن موسى بن جعفر الساعة وإلا نحرتك في هذه الساعة بهذه الحربة ، فاذهب فخل عنه . قال : فقلت : يا أمير المؤمنين أطلق موسى بن جعفر ، ثلاثا . قال : نعم . امض الساعة حتى تطلق موسى بن جعفر وأعطه ثلاثين ألف درهم وقل له : إن أحببت المقام قبلنا فلك عندي ما تحب ، وإن أحببت المضي إلى المدينة فالإذن في ذلك لك . قال : فمضيت إلى الحبس لأخرجه ، فلما رآني موسى وثب إلي قائما وظن أني قد أمرت فيه بمكروه ، فقلت : لا تخف فقد أمرني بإطلاقك وأن أدفع لك ثلاثين ألف درهم ، وهو يقول لك : إن أحببت المقام قبلنا فلك ذلك ولك كل ما تب ، وإن أحببت الانصراف إلى المدينة فالأمر في ذلك مطلق لك . وأعطيته ثلاثين ألف درهم وخليت سبيله وقلت له : لقد رأيت من أمرك عجبا . قال : فإني أخبرك بينما أنا نائم ، إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يا موسى حبست مظلوما فقل هذه الكلمات فإنك لا تبيت هذه الليلة في الحبس . فقلت : بأبي وأمي ما أقول ؟ قال : قل : يا سامع كل صوت ، ويا سائق القوت ، ويا كاسي العظام لحما ومنشرها بعد الموت ، أسألك بأسمائك الحسنى وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين ، يا حليما ذا أناة لا يقوى على أناته ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصى عددا ، فرج عني فكان ما ترى . أما ما أدى إلى سجنه الأخير ، فيذكر الفخري أنه وشى به بعض حساده من أقاربه إلى الر شد وقال له : إن الناس يحملون إلى موسى خمس أموالهم ويعتقدون إمامته وأنه على عزم الخروج عليك . وكثر القول ، فوقع ذلك عند الرشيد بموقع أهمه وأقله ، وأعطى الواشي مالا أحاله به على البلاد ، فلم يستمتع به ، وما وصل المال من البلاد إلا وقد مرض مرضة شديدة ومات فيها . وأما الرشيد فإنه حج في تلك السنة ، فلما ورد المدينة قبض على موسى بن جعفر

ص 588

وحمله في قبة إلى بغداد ، فحبسه عند السندي بن شاهك . ويتفق ذلك مع ما رواه المجلسي معتمدا على أوثق الأحاديث الشيعية قال : وكان هارون حمله من المدينة لعشر ليال بقين من شوال سنة (177 - 179 المعرب) وقد قدم هارون المدينة في منصرفه من عمرة شهر رمضان ، ثم شخص هارون إلى الحج ، وحمله معه ، ثم انصرف إلى طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر ، ثم أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك . ثم يقول المجلسي : إنه توفي في حبسه ودفن في بغداد في مقبرة قريش . ويضيف الفخري إلى ذلك قوله : وكان الرشيد بالرقة فأمر بقتله . فقتل قتلا خفيا ، ثم أدخلوا عليه جماعة من العدول بالكرخ ليشاهدوه إظهارا أنه مات حتف أنفه . ويذكر اليعقوبي عن شهادة العدول فيقول : وكان (أي موسى) ببغداد في حبس الرشيد . قتله السندي بن شاهك . فأحضر مسرورا الخادم وأحضر القواد والكتاب والهاشميين والقضاة ومن حضر ببغداد من الطالبيين لم كشف عن وجهه فقال لهم : أتعرفون هذا ؟ قالوا : نعرفه حق معرفة ، هذا موسى بن جعفر . فقال لهم : أترون أن به أثرا ما يدل على اغتيال ؟ قالوا : لا . ثم غسل وكفن وأخرج ودفن في مقابر قريش في الجانب الغربي .

ص 589

أولاده عليه السلام

ذكرهم جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 288 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : أولاده : أولاده سبعة وثلاثون ولدا ما بين ذكر وأنثى وهم : علي الرضا ، وإبراهيم ، والعباس ، والقاسم ، وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، والحسن ، وعبيد الله ، وإسحاق ، وعبد الله ، وزيد ، والحسن ، وأحمد ، ومحمد ، والفضل ، وسليمان ، وفاطمة الكبرى ، وفاطمة الصغرى ، ورقية ، وحليمة ، وأم أسماء ، ورقية الصغرى ، وأم كلثوم ، وميمونة ، وغيرهم . ومنهم الأمير أحمد حسين بهادرخان البريانوي الهندي في كتابه تاريخ أحمدي (ص 342 ط بيروت) قال : وفي الصواعق قال : وكان أولاده حين وفاته سبعة وثلاثين ذكرا وأنثى منهم علي الرضا وهو أجلهم قدرا . ودر حبيب السير است كه افضل اولاد امام موسى بلكه اشرف جميع برايا على بن

ص590

موسى الرضا بود . ودر وسيلة النجات است كه آن حضرت را از آباء واجداد علم ما كان وما يكون به وراثت رسيده . ودر روضة الاحباب است كه على الرضا رضى الله عنه با مردم سخن ميكرد به لغات ايشان وامام رضا فصيح ترين مردم بود وداناترين به همه زبانى ولغتى . ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في سير أعلام النبلاء (ج 6 ص 274 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : قلت : له مشهد عظيم مشهور ببغداد ، دفن معه فيه حفيده الجواد ، ولولده علي بن موسى مشهد عظيم بطوس . وكانت وفاة موسى الكاظم في رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة . عاش خمسا وخمسين سنة وخلف عدة أولاد . الجميع ما إماء : علي والعباس وإسماعيل وجعفر وهارون وحسن وأحمد ومحمد وعبيد الله وحمزة وزيد وإسحاق وعبد الله والحسين وفضل وسليمان ، سوى البنات سمى الجميع الزبير في النسب .

ص 591

الإمام الثامن أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)

ص 593

مستدرك فضائل ومناقب الإمام الثامن علي بن موسى الرضا عليه السلام

نسبه الشريف وميلاده ووفاته

قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج 12 ص 344 إلى ص 348 وج 19 ص 53 ، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة تاج الدين أحمد بن الأثير الحلبي الشافعي في مختصر وفيات الأعيان لابن خلكان (ق 80 نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال : أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين ، كان المأمون زوجه بنته أم حبيبة وجعله ولي عهده وضرب الدينار والدرهم باسمه ، مولده سنة ثلاث وخمسين ومائة بالمدينة ، وقيل غير ذلك ، وتوفي سنة اثنتين ومائتين ، وقيل ثلاث ، وصلى عليه المأمون ودفنه إلى جانب أبيه بطوس ، وقيل إنه سم ، ولأبي نواس فيه مدح من جملته :

ص 594

من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له من قديم الفخر مفتخر ومنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة 354 في كتابه الثقات (ج 8 ص 456 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدرآباد) قال : علي بن موسى الرضا ، وهو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن من سادات أهل البيت وعقلائهم ، وجلة الهاشميين ونبلائهم ، يجب أن يعتبر حديثه . إلى أن قال : ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته ، وذلك في يوم السبت آخر [يوم] سنة ثلاث ومائتين وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد ، قد زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عني إلا استجيب لي وزالت عني تلك الشدة ، وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك ، أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين . ومنهم العلامة الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 9 ص 393 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : ولعلي بن موسى مشهد بطوس يقصدونه بالزيارة . وقيل : إنه مات مسموما . فقال أبو عبد الله الحاكم : استشهد علي بن موسى بسنداباذ من طوس لتسع بقين من رمضان سنة ثلاث ومائتين ، وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر . ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادرخان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه

ص 595

تاريخ الأحمدي (ص 348 ط بيروت سنة 1408) قال : قال أبو الفداء : وفي سنة ثلاث ومائتين في صفر مات علي بن موسى الرضا . وفي خلاصة تذهيب تهذيب الكمال قال : مات مسموما بطوس سنة ثلاث ومائتين . وفي مختصر أخبار الخلفاء لابن الساعي قال : قضى مسموما ، ثم دفن في قرية يقال لها سناباذ بأرض طوس . قال ياقوت الحموي في معجم البلدان في ذكر طوس ، هي بمدينة خراسان وبها قبر علي بن موسى الرضا . وفي كتاب الأنساب للسمعاني مات علي بن موسى الرضا بطوس يوم السبت آخر يوم من سنة ثلاث ومائتين وقد سم في ماء الرمان وأسقى . ومنهم الشيخ الفاضل أبو الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب (ص 334 ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال : ولد بالمدينة وكان شديد السمرة . إلى أن قال : وكراماته كثيرة ، ومناقبه شهيرة لا يسعها مثل هذا الموضع . وكانت وفاته رضي الله عنه بطوس قرية من قرى خراسان في آخر صفر سنة مائتين وثلاثين ، وله من العمر خمسة وخمسون سنة . ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 293 ط بيروت) قال : وفاته : توفي سنة ثلاث ومائتين في آخر صفر وله من العمر إذ ذاك خمس

ص 596

وخمسون سنة في قرية يقال لها سناباد من رستاق من أعمال طوس من خراسان ، وقبره في قبلي قبر هارون الرشيد . ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله القرشي التميمي البكري البغدادي المتوفى سنة 597 في عجائب القرآن (ص 55 ط الزهراء لأعلام العربي سنة 1407) قال : علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي الهاشمي ، يلقب بالرضا [بكسر الراء وفتح المعجمة] صدوق مات سنة 203 ولم يكمل الخمسين . ومنهم الدكتور عبد السلام الترمانيني في أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين (ج 2 ص 1169 ط الكويت) قال : هو علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن ، الملقب بالرضا . ثامن الأئمة الاثني عشرية عند الإمامية . ولد بالمدينة وكان من أجلاء السادة أهل البيت وفضلائهم . كانت أمه أم ولد حبشية فولد أسود اللون . أحبه المأمون فعهد إليه بالخلافة من بعده وزوجه ابنته أم الفضل وضرب اسمه على الدينار والدرهم ، وغير من أجله الزي العباسي الذي هو السواد فجعله أخضر ، وكان هذا اللون شعار أهل البيت ، وكتب بذلك إلى الآفاق . وكان ذلك بتحريض من وزيره الفضل بن سهل الذي حسن له نقل الخلافة من بعده للعلويين . أدى ما فعله المأمون إلى اضطراب العراق ، فثار أهل بغداد وخلعوا المأمون وبايعوا لعمه إبراهيم بن المهدي فسيطر على السواد والكوفة والمدائن وما حولها . لما علم المأمون بالأمر قرر أن يرحل إلى بغداد ، ولما وصل إلى سرخس دس إلى الفضل بن سهل من قتله ، وفي مدينة طوس مات علي بن موسى الرضا ، ويقال إن

ص 597

المأمون دس له السم ، وأرسل إلى بني العباس وأهل بغداد يعتذر من عهده بالخلافة إليه ، ويخبرهم أنه مات ويدعوهم إلى الرجوع إلى طاعته ، فدخل بغداد وبايعه الناس . توفي علي الرضا عن 51 سنة ودفن في قرية سناباذ القريبة من طوس إلى جانب قبر الرشيد ، والقبران تحت قبة واحدة . ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا 1372 في أحسن القصص (ج 4 ص 289 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : هو ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ، وأمه أم ولد يقال لها : أم البنين واسمها أروى . مولده : ولد بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة . ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عبد المتعال الصعيدي المصري أستاذ كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر في المجددون في الإسلام (ص 88 ط مكتبة الآداب ومطبعتها) قال : وقد ولد علي الرضا سنة 150 ه‍ - 767 م ، وكان على جانب عظيم من العلم والورع . ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في تهذيب الكمال في أسماء الرجال (ج 21 ص 148 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ص 598

القرشي الهاشمي أبو الحسن الرضا . روى عن أبيه موسى بن جعفر . روى عنه أبو بكر أحمد بن الحباب بن حمزة الحميري النسابة ، وأيوب بن منصور النيسابوري ، ودارم بن قبيصة بن نهشل الصنعاني ، وأبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف الغازي القزويني ، له عنه نسخة ، وسليمان بن جعفر ، وعامر بن سليمان الطائي والد أحمد بن عامر أحد الضعفاء ، له عنه نسخة كبيرة ، وعبد الله بن علي العلوي ، وأمير المؤمنين أبو العباس عبد الله المأمون بن هارون الرشيد ، وأبو الصلت عبد السلام ابن صالح الهروي (ق) ، وعلي بن صدقة الشطي الرقي ، وعلي بن علي الخزاعي الدعبلي ، وعلي بن مهدي بن صدقة بن هشام القاضي ، له عنه نسخة ، ومحمد بن سهل بن عامر البجلي ، وابنه أبو جعفر محمد بن علي بن موسى ، وأبو جعفر محمد بن محمد بن حيان التمار البصري ، وموسى بن علي القرشي ، وأبو عثمان المازني النحوي . إلى أن قال في ص 149 : وقال أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي النسابة : فولد موسى بن جعفر ابن محمد عليا الرضا ، وفاطمة أمهما أم ولد عقد له المأمون ولي عهد ولبس لباس الخضرة في أيامه . ومنهم العلامة أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الإصبهاني في مقاتل الطالبيين (ص 401 ط دار إحياء علوم الدين ، بيروت) قال : والرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام . ويكنى أبا الحسن (وقيل : يكنى أبا بكر) .

ص 599

وأمه أم ولد . قال أبو الفرج : حدثني الحسن بن علي الحفاف ، قال : حدثنا عيسى بن مهران ، قال : حدثنا أبو الصلت الهروي قال : سألني المأمون يوما عن مسألة فقلت : قال فيها أبو بكر كذا وكذا . فقال : من (هو) أبو بكر ؟ أبو بكرنا أو أبو بكر العامة ؟ قلت : أبو بكرنا . قال عيسى : قلت لأبي الصلت : من أبو بكركم ؟ فقال : علي بن موسى الرضا ، كان يكنى بها ، وأمه أم ولد . كان المأمون عقد له على العهد من بعده ، ثم دس إليه فيما ذكر بعد ذلك سما فمات منه 1) .

(هامش)

1) قال العلامة أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الإصبهاني في مقاتل الطالبيين (ص 402 ط دار إحياء علوم الدين ، بيروت) قال : أخبرني ببعضه علي بن الحسين بن علي بن حمزة ، عن عمه محمد بن علي بن حمزة العلوي . وأخبرني بأشياء منه أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى بن الحسن العلوي ، وجمعت أخبارهم : إن المأمون وجه إلى جماعة من آل أبي طالب فحملهم إليه من المدينة ، وفيهم علي بن موسى الرضا ، فأخذ بهم على طريق البصرة حتى جاؤه بهم ، وكان المتولي لإشخاصهم المعروف بالجلودي من أهل خراسان ، فقدم بهم على المأمون فأنزلهم دارا ، وأنزل علي بن موسى الرضا دارا . ووجه إلى الفضل بن سهل فأعلمه أنه يريد العقد له ، وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل على ذلك ، ففعل واجتمعا بحضرته فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ، ويعرفه ما في إخراج الأمر من أهله عليه . فقال له : إني عاهدت الله أن أخرجها إلى أفضل آل أبي طالب إن ظفرت بالمخلوع ، وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل . = (*)

ص600

(هامش)

= فاجتمعا معه على ما أراد ، فأرسلهما إلى علي بن موسى فعرضا ذلك عليه فأبى ، فلم يزالا به وهو يأبى ذلك ويمتنع منه ، إلى أن قال له أحدهما : إن فعلت وإلا فعلنا بك وصنعنا ؟ وتهدده ، ثم قال له أحدهما : والله أمرني بضرب عنقك إذا خالفت ما يريد . ثم دعا به المأمون فخاطبه في ذلك فامتنع ، فقال له قولا شبيها بالتهدد ، ثم قال له : إن عمر جعل الشورى في ستة أحدهم جدك ، وقال : من خالف فاضربوا عنقه ، ولا بد من قبول ذلك . فأجابه علي بن موسى إلى ما التمس . ثم جلس المأمون في يوم الخميس ، وخرج الفضل بن سهل فأعلم الناس برأي المأمون في علي بن موسى ، وأنه ولاه عهده ، وسماه الرضا . وأمرهم بلبس الخضرة ، والعود لبيعته في الخميس الآخر على أن يأخذوا رزق سنة . فلما كان ذلك اليوم ركب الناس من القواد والقضاة وغيرهم من الناس في الخضرة ، وجلس المأمون ووضع للرضا وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسه وفرشه . وأجلس الرضا عليهما في الخضرة ، وعليه عمامة وسيف . ثم أمر ابنه العباس بن المأمون فبايع له أول الناس . فرفع الرضا يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم . فقال له المأمون : إبسط يدك للبيعة . فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا كان يبايع ، فبايعه الناس ووضعت البدر ، وقامت الخطباء والشعراء ، فجعلوا يذكرون فضل علي بن موسى وما كان من المأمون في أمره . ثم دعا أبو عباد بالعباس بن المأمون ، فوثب ، فدنا من أبيه فقبل يد وأمره بالجلوس . ثم نودي محمد بن جعفر بن محمد ، فقال له الفضل بن سهل : قم . فقام ، فمشى حتى قرب من المأمون ولم يقبل يده ، ثم مضى فأخذ جائزته وناداه المأمون : إرجع يا أبا جعفر إلى مجلسك . فرجع . ثم جعل أبو عباد يدعو بعلوي وعباسي فيقبضان جوائزهما حتى نفدت الأموال . ثم قال المأمون للرضا : قم فاخطب الناس وتكلم فيهم . فقال بعد حمد الله والثناء عليه : = (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج28)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب