ص 260
وفي حديث مرسل : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: إن الله تعالى عهد إلي في
علي عهدا ، قلت : رب بينه لي ، قال : اسمع يا محمد ، قال : إن عليا راية الهدى بعدي
، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، فمن أحبه
أحبني ، ومن أبغضه أبغضني ، فبشره بذلك . وقال أيضا في ص 373 : وعن أبي برزة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عهد إلي في علي عهدا ، فقلت : يا رب
بينه لي ، فقال : اسمع ، فقلت : سمعت ، فقال : إن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي
، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أبغضه
أبغضني ، فبشره بذلك ، فجاء علي فبشرته ، فقال : يا رسول الله أنا عبد الله وفي
قبضته ، فإن يعذبني فبذنبي ، وإن يتم لي الذي بشرتني به فالله أولى بي . قال : قلت
: اللهم أجل قلبه ، واجعل ربيعه الإيمان ، فقال الله : قد فعلت به ذلك ، ثم إنه رفع
إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي ، فقلت : يا رب أخي وصاحبي، فقال: إن هذا شيء قد سبق، إنه مبتلى ومبتلى به . ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في العلل المتناهية في الأحاديث
الواهية (ج 1 ص 239 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال : حديث آخر : أنا محمد بن
بن عبد الباقي بن أحمد ، قال : أخبرنا حمد بن أحمد ، قال : نا أبو نعيم ، قال : أنا
أبو بكر الطلحي ، قال : نا محمد بن علي بن دحيم ، قال : نا عباد بن سعيد الجعفي ،
قال : نا محمد بن عثمان بن البهلول الجعفي [قال حدثنا صالح بن أبي الأسود ، عن أبي
المطهر ، عن الأعشى الثقفي ، عن سلام] ، عن
ص 261
أبي برذة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إن الله عهد إلي عهدا] في علي
فقلت - فذكر ما تقدم عن المختصر عن أبي برزة - إلا أن فيه : اللهم اجعل قلبه ربيعة
الإيمان . ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في الدرر المجموعة
بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة (ص 43 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال : إن
عليا راية الهدى وإمام أوليائي . . أبو برزة 1 / 363 . ومنهم الفاضل المعاصر أبو
هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف (ج 3 ص
350 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال : إن عليا راية الهدى . متناهية 1 /
236 .
مستدرك لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني 
إخراج من في المسجد إلا آل علي أعطاء
الراية يوم خيبر ، من كنت مولاه فعلي مولاه قد مر نقل ما يدل على ذلك عن أعلام
العامة في مواضع من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق :
ص 262
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر
تاريخ دمشق (ج 7 ص 333 ط دار الفكر) قال : ومن حديث الحارث بن مالك قال : أتيت
مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص ، فقلت : هل سمعت لعلي منقبة ؟ قال : شهدت له أربعا ،
لأن تكون لي واحدتهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام : إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش ، فسار بها يوما
وليلة ، ثم قال لعلي : أتبع أبا بكر فخذها ، فبلغها ورد علي أبا بكر ، فرجع أبو بكر
فقال : يا رسول الله أنزل في شيء ؟ قال : لا ، إلا خيرا ، لا ، إنه ليس يبلغ عني
إلا أنا أو رجل مني ، أو قال : من أهل بيتي . قال : فكنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم فنودي فينا ليلا : ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وآل علي ، قال : فخرجنا نجر نعالنا ، فلما أصبحنا أتى العباس النبي صلى الله عليه
وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أخرجت أعمامك وأصحابك وأسكنت هذا الغلام ؟ فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام ، إن الله هو
أمر به . والثالثة : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر وسعدا إلى خيبر ، فخرج
عمر [و] سعد ، ورجع عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، في ثناء كبير أخشى أن لا أحصي ، فدعا عليا
فقالوا : إنه أرمد ، فجئ به يقاد ، فقال له : إفتح عينيك ، قال : لا أستطيع ، قال :
فتفل في عينيه ريقه ، ودلكهما بإبهامه ، وأعطاه الراية . والرابعة : يوم غدير خم ،
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبلغ ، ثم قال : أيها الناس : ألست أولى
بالمؤمنين من أنفسهم ؟ ثلاث مرات ، قالوا : بلى ، قال : أدن يا علي ، فرفع يده ،
ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه ، فقال : من كنت
مولاه فعلي مولاه ، حتى قالها ثلاث مرات .
ص 263
علي عليه السلام سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد غر المحجلين رواه جماعة من أعلام
العامة في كتبهم : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى
سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق (ج 17 ص 375 ط دار الفكر) قال : وعن عبد الله بن
عكيم الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله أوحى إلي في علي
ثلاثة أشياء أسري بي : إنه سيد المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين .
مستدرك أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنت مني وأنا منك

قد مر نقل ما يدل عليه عن
أعلام العامة في ج 4 ص 336 وج 5 ص 305 وج 15 ص 531 وج 155 ومواضع أخرى ، ونستدرك
هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في
كتابه حياة الإمام علي عليه السلام (ص 59 ط دار الجبل في بيروت) قال:
ص 264
عن محمد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: أما
أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنت مني وأنا منك . ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو
إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في تهذيب خصائص الإمام علي للحافظ
النسائي (ص 103 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال : أخبرنا أحمد بن بكار الحراني ،
قال : أخبرنا محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن محمد
بن أسامة بن زيد ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أنت يا
علي . . ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في فهارس
أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل (ج 1 ص 193 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن شلبي . ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه
فهرس تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ص 90 ط دار المعرفة - بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن شلبي . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين
قلعجي في آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم (ص 77 ط القاهرة سنة 1399) فذكر
الحديث مثل ما تقدم عن شلبي متنا وسندا .
ص 265
مستدرك لأبعثن رجلا لا يخزيه الله ، 
أنت وليي في الدنيا والآخرة ، ولا ينبغي أن
يبلغ إلا رجل مني وأنا منه ، آية التطهير ، أول من أسلم بعد خديجة ، شرى نفسه
ابتغاء وجه الله ، حديث المنزلة ، أنت ولي كل مؤمن بعدي ، سدا الأبواب إلا بابه .
من كنت مولاه فعلي مولاه ورضي الله عنه تقدم في هذا السفر الشريف نقل ما يدل عليه
عن أعلام العامة مرارا ، فنستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم
الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في المعجم الكبير
(ج 13 ص 98 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ، حدثنا كثير
بن يحيى ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون ، قال : كنا عند ابن عباس
فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، فقالوا : يا ابن عباس قم معنا أو قال
: أخلوا يا هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم ، فقام معهم فما ندري ما قالوا ، فرجع ينفض
ثوبه ويقول : أف أف وقعوا في رجل فيه ما أقول لكم الآن ، وقعوا في علي بن أبي طالب
وقد قال النبي الله صلى الله عليه وسلم : لأبعثن رجلا لا يخزيه الله ، فبعث إلى علي
وهو في الرحى يطحن ، وما كان أحدكم ليطحن ، فجاؤوا به أرمد ، فقال : يا نبي الله ما
أكاد أبصر فنفث في عينيه وهز الراية ثلاث مرات ثم دفعها إليه ففتح له ، فجاء بصفية
بنت حيي ثم قال لبني عمه : بكم يتولاني في الدنيا والآخرة ثلاثا حتى مر على آخرهم ،
فقال علي : يا نبي الله أنا وليك في الدنيا وفي الآخرة ، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم :
ص 266
أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال : وبعثت أبا بكر بسورة التوبة وبعث عليا على أثره
، فقال أبو بكر : يا علي لعل الله ونبيه سخطا علي ، فقال علي : لا ، ولكن نبي الله
صلى الله عليه وسلم قال : لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل مني وأنا منه . قال : ووضع
نبي الله صلى الله عليه وسلم ثوبه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال : (إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وكان أول من أسلم بعد خديجة من
الناس . قال : وشرى علي نفسه ، لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قام من مكانه
، قال : وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه أبو بكر فقال إلي
: يا رسول الله وأبو بكر يحسبه نبي الله ، فقال علي : إن نبي الله صلى الله عليه
وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه ، فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ، وجعل علي
يرمي بالحجارة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي وهو يتضور قد لف رأسه في
الثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه حين أصبح فقالوا : إنك للئيم كان صاحبك
نرميه بالحجارة فلا يتضور وأنت تضور وقد استنكرنا ذلك . قال : ثم خرج بالناس في
غزاة تبوك ، فقال له علي : أخرج معك ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لا ،
فبكى علي ، فقال له نبي صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنك لست بنبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ، قال : وقال له :
أنت ولي كل مؤمن بعدي ، قال : وسد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد غير
باب علي فيدخل المسجد جنبا وهو طريق ليس له طريق غيره ، قال : وقال : من كنت مولاه
فعلي مولاه ، قال ابن عباس : فأخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عنهم عن أصحاب
الشجرة يعلم ما في قلوبهم ، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعده ؟ وقال : إن نبي الله صلى
الله عليه وسلم قال لعمر حين قال : أتأذن لي فأضرب عنقه ؟ يعني حاطب فقال : أفكنت
فاعلا ؟ وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال (اعملوا ما شئتم) .
ص 267
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافي في كتاب جواهر المطالب
في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن بن أبي طالب (ص 29 والنسخة مصورة من المكتبة
الرضوية بخراسان) قال : عن عمرو بن ميمونة قال : إني جالس عند ابن عباس رضي الله
عنهما إذ أتاه سبعة رهط فقالوا : يا بن عباس ! - فذكر مثل ما تقدم عن المعجم
الكبير باختلاف يسير في اللفظ . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين
قلعجي في آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم (ص 18 القاهرة سنة 1399) قال : عن
عمرو بن ميمونة قال : إني لجالس إلى ابن عباس ، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : إما أن
تقوم معنا وإما أن . .
مستدرك علي عليه السلام أقدم الأمة سلما وأكثرهم علما
وأوعظهم حلما 
قد تقدم نقل منا يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 107 و161 و234
و331 ج 5 ص 20 وج 15 ص 158 و410 وج 18 ص 426 وج 20 ص 288 و381 و495 وص 514 و517
ومواضع أخرى ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة
المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
ص 268
مختصر تاريخ دمشق (ج 17 ص 337 ط دار الفكر) قال : وعن معقل بن يسار قال
: وضأت
النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : هل لك في فاطمة نعودها ؟ فقلت : نعم ،
فقام متوكئا علي فقال : أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ، ويكون أجرها لك ، قال : فكأنه
لم يكن علي شيء ، حتى دخلنا على فاطمة ، فقال : كيف تجدينك ؟ قالت : والله لقد اشتد
كربي ، واشتدت فاقتي ، وطال سقمي . وفي رواية في هذا الحديث قال : أو ما ترضين أني
زوجتك أقدم أمتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما ؟ وقال أيضا في ص 341 : وعن
بريدة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : قم بنا يا بريدة نعود فاطمة ،
فلما أن دخلنا عليها أبصرت أباها ، ودمعت عيناها ، فقال : ما يبكيك يا بنية ؟ قالت
: قلة الطعام وكثرة الهم وشدة السقم ، قال : أما والله ، لما عند الله خير مما
ترغبين إليه ، يا فاطمة ، أما ترضين أني زوجتك أقدمهم سلما - فذكر الحديث الشريف
مثل ما تقدم إلا أن فيه : أفضلهم حلما ، وزاد : والله إن ابنيك لمن شباب أهل الجنة
. ومنهم الحافظ الجلال السيوطي في مسند فاطمة (ص 42 ط حيدر آباد) قال : زوجتك
خير أهلي أعلمهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما - قاله لفاطمة ، (الخطيب في المتفق
والمفترق عن بريدة) . لقد زوجتكه ، وأنه لأول أصحابي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم
حلما ، طب عن أبي إسحاق إن عليا لما تزوج فاطمة قال لها النبي صلى الله عليه وآله -
فذكره كما تقدم .
ص 269
ومنهم الدكتور محمد عبد الرحيم محمد في المدخل إلى فقه الإمام علي رضي الله عنه
(ص 67 ط دار الحديث بالقاهرة) قال : روى الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة : أما ترضين أن أزوجك أقدم أمتي سلمات (إسلاما)
وأكثرهم علما وأعظمهم حلما . ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن
أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه مسند فاطمة
عليها السلام (ص 42 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد ، الهند سنة 1406) قال : أما
ترضين أني زوجك أول المسلمين إسلاما وأعلمهم علما ، فإنك سيدة نساء أمتي كما سادت
مريم قومها ، أما ترضين يا فاطمة أن الله أطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين
فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك (ك وتعقب عن أبي هريرة ، طب وتعقب ، عن خط عن أبي
عباس) . ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب
البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم (ج 1 ص 472 ط دار طلاس ، دمشق) قال :
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر ، أنا علي بن عمر بن أحمد
الحافظ ، نا أحمد بن محمد بن سعيد ، نا الحسن بن علي بن عفان ، نا محمد بن الصلت ،
نا سداد بن رشيد الجعفي ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال :
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك أن تعود فاطمة ؟ فأتاها ، فدخل عليها فقال
: كيف تجدينك ؟ فشكت إليه . فقال : ما ألوتك - يعني عليا رضي الله عنه - أقدمهم
سلما ، وأعلمهم علما وأحلمهم حلما . ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد
عبد الجواد في جامع
ص 270
الأحاديث (ج 2 ص 152 ط دمشق) قالا : قال النبي صلى الله عليه وسلم
: أما ترضين
أني زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما . (حم ، طب) عن معقل بن يسار .
ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك المدرس في إدارة الافتاء العام بدمشق في
مختصر حياة الصحابة للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص 477 ط دار الإيمان - دمشق
وبيروت) قال : وأخرج الطبراني عن أبي إسحاق أن عليا رضي الله عنه لما تزوج فاطمة
رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : زوجتنيه أعيمش عظيم البطن ؟ فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلما ، وأكثرهم علما ،
وأعظمهم حلما . قال الهيثمي (9 / 101) : هو مرسل صحيح الإسناد - إ ه وأخرجه
الطبراني وأحمد عن معقل بن يسار - فذكر الحديث وفيه : أما ترضين أن أزوجك أقدم أمتي
سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما . قال الهيثمي (9 / 101) : وفيه خالد بن طهمان
وثقة أبو حاتم وغيره وبقية رجاله ثقات .
مستدرك يا علي أنت أول قريش إيمانا بالله
وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية وأبصرهم
بالقضية وأعظمهم عند الله مزية 
قد مر نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج 4 ص
156 و218 و360 وج
ص 271
15 ص 354 و365 و383 و397 وج 20 ص 264 و277 و281 و456 و461 و471 و508 ومواضع أخرى من
هذا السفر الشريف ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم
العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في
مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 27 والنسخة مصورة من المكتبة
الرضوية بخراسان) قال : وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعلي : تخصم الناس بسبع ولا يحاجك أحد من قريش : أنت أولهم إيمانا بالله
وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية [وأبصرهم
بالقضية] وأعظمهم عند الله مزية . أخرجه الحاكمي . ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد
الله عبد الهادي في الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة (ص 186 ط دار
البشائر الإسلامية - بيروت) فأشار إلى الحديث الشريف . ومنهم الفاضل المعاصر صالح
يوسف معتوق في التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة (ص 71
ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) فأشار إلى الحديث الشريف . ومنهم الفاضل المعاصر
أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف (ج
11 ص 200 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) فأشار إلى الحديث الشريف .
ص 272
وأيضا أشار إليه في فهارس حلية الأولياء لأبي نعيم الإصبهاني ص 141 ط دار الكتب
العلمية . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في التصوف الإسلامي (ص 48
ط دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية) قال : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا علي لك سبع خصال لا يحاجك (لا يخاصمك) فيهم أحد من قريش - فذكر مثل ما تقدم عن
جواهر المطالب بعينه . ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في الإمام علي بن أبي
طالب كرم الله وجهه والخلفاء الراشدون (ص 19) قال : وعن معاذ بن جبل ، قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : تختصم الناس بسبع - فذكر الحديث مثل ما تقدم
عن جواهر المطالب بعينه . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن
منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق (ج 17 ص 315 ط دار الفكر) قال : وعن
معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي ، أخصمك بالنبوة ولا
نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ، ولا يحاجك فيهم أحد من قريش ، اللهم إنك أولهم
إيمانا بالله - فذكر مثل ما تقدم . وقال أيضا : وعن ابن عباس ، قال : قال عمر بن
الخطاب : كفوا عن علي ، فإني سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه خصالا ، لو
أن خصلة منها في جميع آل الخطاب كان أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، إني كنت ذات يوم
وأبو بكر وعبد الرحمن وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح في نفر من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه
ص 273
وسلم ، فانتهينا إلى باب أم سلمة إذا نحن بعلي متكئ على نجف الباب ، فقلنا
: أردنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هو في البيت يخرج عليكم الآن ، قال : فخرج
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فثرنا حوله ، واتكأ على علي ، ثم ضرب يده على
منكبه ، وقال : اكس ابن أبي طالب ، فإنك مخاصم فتخصم بسبع خصال ، ليس لأحد بعدهن
إلا فضلك : إنك أول المؤمنين معي إيمانا ، وأعلمهم بأيام الله ، وأوفاهم بعهده ،
وأرأفهم بالرعية ، وأقسمهم بالسوية ، وأعظمهم عند الله مزية . وسقطت منه واحدة .
وقال أيضا في ص 18 و14 : وعن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي صلى الله عليه
وسلم فأقبل علي بن أبي طالب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد أتاكم أخي ، ثم
التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده ، إن هذا وشيعته لهم
الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : إنه أولكم إيمانا معي ، وأوفاكم بعهد الله ،
وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعية ، وأقسمكم بالسوية ، وأعظمكم عند الله مزية
.
مستدرك يا علي أنت صفيي وأميني 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص
226 وج 15 ص 560 وج 20 ص 443 ومواضع أخرى ونستدرك ، هيهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق : فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه حياة الإمام علي عليه
السلام
ص 274
(ص 39 ط دار الجبل في بيروت) قال : عن علي رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله
عليه وسلم : أما أنت يا علي أنت صفيي وأميني . ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو
إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في تهذيب خصائص الإمام علي للحافظ
النسائي (ص 66 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى ، قال :
حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا عبد العزيز ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن
الهاد ، عن محمد بن نافع بن عجير ، عن أبيه ، عن علي رضي الله عنه ، قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : أما أنت يا علي ، أنت صفيي وأميني .
حديث إن عليا عليه
السلام أول صبي آمن

وإنه كان يسمع خفقان أجنحة جبرئيل وعقد الله رب العالمين نكاح
فاطمة وإنه وضع رجله على موضع خاتم النبوة وكان فوقه رب العالمين وتحته سيد
المرسلين رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم . فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد
الخافي الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 55 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :
ص275
روى صاحب كتاب العقايق عن ابن عباس قال : كان لعلي (ع) أربع فضائل لو قسمت واحدة
منهن على أهل الأرض صاروا سعداء ، أولها أنه أول صبي وضع قدمه على بساط الإيمان ،
وثانيها أن جبرئيل كان إذا هبط على الرسول يسمع خفقان أجنحته إلى حين يرجع ،
وثالثها أن عقد نكاح فاطمة كان تحت شجرة طوبى بشهادة المقربين والعاقد رب العالمين
، ورابعها أن مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي لم يضعوا أقدامهم إلا على صخر أو
تراب وأما أبو تراب فإنه وضع قدمه موضع خاتم النبوة عند إلقاء هبل عن الكعبة وسئل
(ع) : كيف كانت حالتك وأنت على كتف رسول الله (ص) ؟ قال (ع) : كيف حال من الله فوقه
ومحمد تحته ؟ فوقي رب العالمين وتحتي سيد المرسلين . علي عليه السلام صهر رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وابن عمه وأعلم الأمة بربه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله
وسلم رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني
الشافعي في توضيح الدلائل (ص 214 نسخة مكتبة الملي بشيراز) قال : قال عبد الله
بن العباس رضي الله عنهما : علي صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه وأعلمنا
بربه وسنة نبيه .
ص 276
مستدرك يا علي يحل لك في المسجد ما يحل لي

وحديث المنزلة ، وحديث
: يذود يوم
القيامة رجالا عن الحوض كما يذاد البعير الضال عن الماء قد تقدم نقل ما يدل عليه عن
أعلام العامة في ج 15 ص 415 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي
المصري في مختصر تاريخ دمشق (ج 17 ص 343 ط دمشق) قال : وعن جابر بن عبد الله
الأنصاري قال : جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده
عسيب رطب ، فضربنا وقال : أترقدون في المسجد ؟ إنه لا يرقد فيه أحد ، فأجفلنا وأجفل
معنا علي بن أبي طالب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : تعال يا علي إنه يحل
لك في المسجد ما يحل لي ، يا علي ، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا
النبوة ، والذي نفسي بيده ، إنك لتذودن عن حوضي يوم القيامة رجالا كما يذاد البعير
الضال عن الماء ، بعصا معك من عوسج ، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي . علي عليه
السلام أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووليه ووارثه وابن عمه وأحق برسول
الله رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق
الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
ص 277
شريف في تهذيب خصائص الإمام علي للحافظ النسائي (ص 62 ط دار الكتب العلمية
بيروت) قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري ، وأحمد بن عثمان بن حكيم
الدرواردي (واللفظ لمحمد) قالا : حدثنا عمرو بن طلحة ، قال : حديثا أسباط ، عن سماك
، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
: إن الله تعالى يقول : (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) والله لا ننقلب على
أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى
أموت ، وهدانا الله ، أموت ، والله إني لأخوه ووليه ووارثه وابن عمه ، فمن أحق به
مني ؟
مستدرك علي عليه السلام خير الناس ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله

وهو
في الجنة مع النبي صلى الله عليه وآله ، اختاره الله تعالى من الخلائق وهو من النبي
وهو منه ، وهو أشجع الناس قلبا وأحلم الناس حلما وأعلم الناس علما ، وأسمح الناس
كفا وأقرب الناس سلما ، ويوم القيامة بيده لواء الحمد وهو مع النبي صلى الله عليه
وآله وهو أخوه ونعم الأخ وبيده مفاتيح الجنة وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، حبه
إيمان وبغضه نفاق ، لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، وزوجه الله تعالى من
فاطمة فوق العرش وأشهد بذلك جبرائيل وميكائيل عليهما السلام قد تقدم نقل ما يدل
عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 106 وج 5 ص 12 وج 9 ص 183 وج 18 ص 424 ومواضع أخرى
من هذا السفر الشريف ، ونستدرك هيهنا
ص 278
عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد
الله الحسيني الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل (ص 191 نسخة مكتبة الملي
بفارس) قال : بإسناده عن سليمان بن مهران الأعمش رحمة الله تعالى عليه ، قال : بينا
أنا نائم في ليل إذا انبهت ، والحرس على بابي ، فناديت الغلام فقلت : من هذا ؟ فقال
: رسول أبي جعفر أمير المؤمنين ، قال : فنهضت من نومي فزعا مرعوبا ، فقلت للرسول :
ما وراؤك ؟ قال : أجب أمير المؤمنين ، فبقيت متفكرا فيما بيني وبين نفسي ، ثم قلت :
ما بعث أمير المؤمنين إلي في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب رضي
الله تعالى عنه ، ولعلي إن أخبرته قتلني ، فآيست والله من نفسي ، والرسل يزعجونني ،
فكتبت وصيتي ، ولبست كفني ، وتحنطت بحنوط . قال : دخلت عليه ، فقال : أدن فدنوت حتى
كادت تمس ركبتي ركبتيه ، فوجد مني رائحة الحنوط ، فقال : والله لتصدقني أو لأصلبنك
، قلت : ما حاجتك يا أمير المؤمنين ؟ قال : ما شأنك متحنطا ؟ قلت : أتاني رسولك في
جوف الليل أن أجب ، فقلت : عسى أن يكون أمير المؤمنين بعث إلي في هذه الساعة
ليسألني عن فضائل علي عليه السلام ، ولعلي إن أخبرته قتلني ، فكتبت وصيتي ، ولبست
كفني . قال : وكان متكأ فاستوى قاعدا كالمرعوب ، فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ،
سألتك بالله يا سليمان كم حديثا ترويه في فضائل علي كرم الله وجهه ؟ قال : قلت
كثيرا ، قال : كم ويحك يا سليمان ؟ قلت : عشرة آلاف حديث وما زادت ، فجثا على
ركبتيه ، ثم قال : والله لأحدثنك بحديث في فضائل علي تنسى كل حديث سمعته ، قلت :
حدثني وأفدني أفادك الله تعالى ، قال : نعم ، كنت هاربا من بني أمية ، وكنت أتردد
في البلاد ، وأتقرب إلى جميع الناس بفضائل علي كرم الله تعالى وجهه ، وكانوا
يطعمونني ويزودونني حتى وردت بلاد الشام ، وإني لفي كساء خلق ، ما علي
ص 279
غيره ، فسمعت الإقامة وأنا جايع ، ودخلت المسجد لأصلي ، وفي نفسي أن أكلم الناس في
عشاء ، فلما سلم الإمام دخل المسجد صبيان ، فسلما ، فالتفت الإمام إليهما ، فقال
لهما : مرحبا بكما ، ومرحبا بمن اسماكما على اسميهما ، وكان إلى جانبي شاب ، فقلت :
يا شاب من الصبيان ومن الشيخ ؟ قال : هو جدهما ، وليس بهذه المدينة من يحب عليا غير
هذا الشيخ ، فلذلك سمى أحدهما الحسن ، والآخر الحسين ، فقمت فرحا ، وقلت : هل لك في
حديث أقربه عينك ؟ قال : إن أقررت عيني أقررت عينك ، قال : قلت : حدثني والدي ، عن
أبيه ، عن جده رضي الله تعالى عنهم قال : كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم إذ جاءت فاطمة عليها السلام تبكي ، فقال لها النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم : ما يبكيك يا فاطمة ؟ قالت : يا أبه خرج الحسن والحسين فما أدري أين
باتا ، فقال لها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : يا فاطمة لا تبكي ، فوالله
الذي خلقهما هو ألطف بهما منك ، فرفع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يديه إلى
السماء ، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : اللهم إن كانا أخذا برا أو بحرا
فاحفظهما وسلمهما ، فنزل جبرئيل عليه السلام من السماء : فقال : يا محمد إن الله عز
وجل يقرئك السلام ويقول : لا تحزن ولا تغتم لهما ، فإنهما في حظيرة بني النجار ،
وقد وكل الله عز وجل بهما ملكا ويحفظهما ، قال : فقام النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم فرحا ، ومعه أصحابه حتى أتوا حظيرة بني النجار ، فإذا هم بالحسن معانق للحسين
عليهما السلام ، والملك الموكل بهما قد أفرش أحد جناحيه تحتهما ، وجللهما بالآخر ،
قال : فانكب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقبلهما ، ويبكي فرحا مما رأى ،
فلما انتبها حمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحسن ، وحمل جبرئيل عليه
السلام الحسين ، فخرج من الحظيرة . وفي رواية : فحمل النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم الحسن على منكبه الأيمن ، والحسين على منكبه الأيسر ، وهو يقول : والله
لأشرفنكما كما شر فكما الله
ص 280
عز وجل ، فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه : ناولني يا رسول الله أحد الصبيين أخفف
عنك ، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : يا أبا بكر نعم الحاملان ، ونعم الراكبان
، وأبوهما أفضل منهما ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى أتى باب
المسجد فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : يا بلال هلم على الناس فنادى منادي رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المدينة ، فاجتمع الناس عند رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم في المسجد ، فقام على قدميه ، ثم صعد المنبر ، فقال صلى
الله عليه وعلى آله وسلم : يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة ؟ قالوا
: بلى يا رسول الله ، قال : الحسن والحسين فإن جدهما محمد رسول الله ، وجدتهما
خديجة بنت خويلد ، يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس أبا وأما ؟ قالوا : بلى
يا رسول الله قال : الحسن الحسين ، فإن أباهما علي بن أبي طالب يحب الله ورسوله ،
ويحبه الله ورسوله ، وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، يا
معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال :
الحسن والحسين ، قال : عمهما جعفر الطيار ذو الجناحين الذي يطير في الجنة مع
الملائكة ، وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب ، يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس
خالا وخالة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الحسن والحسين ، فإن خالهما القاسم
بن رسول الله ، وخالتهما زينب بنت رسول الله . ثم قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم
: اللهم إنك تعلم أن الحسن في الجنة والحسين في الجنة ، وجدهما في الجنة وجدتهما في
الجنة ، وأباهما في الجنة ، وعمهما في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة
، وخالتهما في الجنة ، ومن يحبهما في الجنة ، ومن يبغضهما في النار . قال : فلما
قلت ذلك ، قال الشيخ : من أنت يا فتى ؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : أعرابي أنت أم
مولى ؟ قلت : بل أعرابي ، قال : فأنت تحدث بهذا الحديث ، وأنت في هذا الكساء الرث .
قال : فكساني حلة ، وحملني على بغلة بعتها بمائة
ص 281
دينار ، قال : أقررت عيني ، فالله يا شاب لأقرن عينك ، ولأرشدنك إلى شاب يقر عينك
اليوم . قال : قلت أرشدني إلى منزله رحمك الله تعالى ، فأخذ بيدي حتى أتى باب
المسجد الإمام ، فإذا أنا برجل قد خرج إلي ، فقال : أما البغلة والكسوة فأعرفهما ،
والله ما كان فلان يحملك ويكسوك إلا أنك تحب الله ورسوله وذريته ، فحدثني بحديث علي
، قلت : أخبرني أبي عن أبيه عن جده رضي الله تعالى عنه قال : كنا يوما قعودا عند
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، إذ جاءت فاطمة عليها السلام ، فبكت بكاء
شديدا ، قال لها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ما يبكيك يا فاطمة ؟ قالت
: يا أبه عيرتني نساء قريش ، وقلن : إن أباك زوجك معدما لا مال له ، فقال لها النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لا تبكي فوالله ما زوجتك حتى زوجك الله عز وجل من
فوق عرشه ، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ، فإن الله عز وجل اطلع إلى
أهل الدنيا واختارني من الخلائق ، فبعث الله نبيا ، ثم اطلع الثانية ، فاختار من
الخلائق عليا ، فزوجك إياه ، واتخذ به وصيا ، علي مني وأنا منه ، وأشجع الناس قلبا
، وأحلم الناس حلما ، وأعلم الناس علما ، وأسمح الناس كفا ، وأقرب الناس سلما ،
الحسن والحسين ابناهما شباب أهل الجنة ، واسمهما في التوراة شبر وشبير لكرامتهما
على الله عز وجل ، يا فاطمة لا تبكي ، فوالله إذا كان يوم القيمة يكسى أبوك حلتين
وعلي حلتين ولواء الحمد بيدي ، وأنا وله عليا بكرامة الله عز وجل ، وهو معي ، يا
فاطمة لا تبكي إذا كان يوم القيمة ينادي مناد : يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل
الرحمن ، ونعم الأخ أخوك علي ، بيده مفاتيح الجنة ، وشيعته هم الفائزون يوم القيمة
غدا في الجنة . فلما قلت ذلك ، قال يا بني من أين ؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال :
أعرابي أم مولى ، قلت : أعرابي ، قال فأعطاني ثلاثين ثوبا وعشرة آلاف درهم ، ثم قال
: يا شاب قد أقررت عيني ، ولي إليك حاجة ، قلت : قضيت الله إن شاء الله تعالى ، قال
:
ص 282
فإذا كان غدا تأتي مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعلي رضي الله عنه . قال
:
فطالت بي الليلة ، فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي ، فقمت في الصف ، فإذا في
جانبي شاب معمم بعمامة قد أسدل طرف عمامته على وجهه ، فلما رفع رأسه من الركوع وهوى
إلى السجود سقطت عمامة ، فنظرت في وجهه فإذا رأسه رأس خنزير ووجهه وجه خنزير ، فما
تكلمت في صلاتي حتى سلم الإمام ، فقلت : ويحك ما الذي أراك ، فبكى وقال لي : لعلك
صاحب أخي ؟ فقلت : نعم ، فأخذ بيدي وأقامني ، فإنه ليبكي ويبحث حتى أتى داره ، فقال
لي : انظر الدار فنظرت ، فقال : أدخل ، فلما دخلت وجلست ، قال : اسمع قصة عقبتي ،
كنت مؤذنا لآل فلان ، كلما أصبحت لعنت عليا رحمه الله ورضوان عليه ألف مرة بين
الأذان والإقامة ، وكلما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرة ، فخرجت فأتيت داري ،
واتكأت على هذا الدكان الذي تراه ، وذهب بي النوم ، فرقدت ورأيت في منامي كأني في
الجنة ، وفيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وحوله أصحابه ، وعلي كرم
الله وجهه قدامه ، والحسن عن يمينه ، والحسين عن يساره ، ومعه كأس ، فقال صلى الله
عليه وعلى آله وسلم : يا حسن اسقني فسقاه ، ثم قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
اسق عليا فسقاه فشرب ، ثم قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم اسق الجماعة ، فشربوا ،
ثم رأيته كأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : اسق المتكي على هذا الدكان ، فقال
له الحسن : يا جدي أتأمرني إن أسقي هذا ، وهو يلعن والدي كل يوم ألف مرة وقد لعنه
في هذا اليوم أربعه آلاف مرة ، فأتاني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال لي :
ما لك عليك لعنة الله تعالى أتلعن عليا وعلي مني ؟ وتشتمه وهو من لحمي ودمي ،
فرأيته كأنه تفل في وجهي ، وضربني برجله وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : غير
الله ما بك من نعمة ، فانتبهت من نومي ، فإذا رأسي رأس خنزير ، ووجهي وجه خنزير .
ثم قال أبو جعفر أمير المؤمنين : هذان الحديثان كانا في يدك ؟ قلت : لا ، فقال : يا
سليمان حب علي
ص283
إيمان وبغضه نفاق ، والله لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق . قال
: قلت :
الأمان يا أمير المؤمنين ؟ قال : لك الأمان ، قال : قلت ما تقول في قاتل الحسين بن
علي ؟ قال : إلى النار وفي النار ، ثم قال : الملك عقيم يا سليمان فحدث بما شئت ،
ثم خلع علي ورجعني بصلة كثيرة . رواه الإمام الصالحاني قال رحمة الله عليه : أخبرنا
أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي عن كتاب أبي القاسم الوليدي ، قال : أنبأنا أبو
الحسن الإمام ، قال حدثنا أبو القاسم الطبراني . ح وأخبرني عاليا أبو سعيد الصانع ،
عن فاطمة الجوزدانية ، عن أبي ريده ، عن الطبراني ، فذكر إسناده .
مستدرك علي عليه
السلام ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون

وأعطاه الرسول يوم خيبر الراية ، ويقاتل
جبرئيل عن يمينه ومكائيل عن يساره ، ما ترك صفراء ولا بيضاء ، ما بعثه النبي صلى
الله عليه وآله وأعطاه الراية إلا فتح له قد تقدم نقل ما يدل عليه عن العامة في ج 4
ص 411 وج 11 ص 182 وج 21 ص 428 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور
المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق (ج 18 ص 98 ط دار الفكر) قال : ولما قتل
علي قام حسن بن علي خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، والله لقد
قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها
ص 284
قتل يوشع بن نون فتى موسى ، وفيها تيب على بني إسرائيل ، والله ما سبقه أحد كان
قبله ، ولا لحقه أحد كان بعده ، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليبعثه في السرية
، جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، والله ما ترك صفراء ولا بيضاء ، إلا ثماني
مئة درهم ، أو سبع مئة درهم أرصدها لخادم يشتريها . ومنهم العلامة الحافظ أبو حاتم
محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في السيرة النبوية وأخبار الخلفاء
(ص 553 ط مؤسسة الكتب الثقافية ودار الفكر في بيروت) قال : ثم قام الحسن بعد دفن
أبيه خطيبا في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : والله لقد مات فيكم رجل ما سبقه
الأولون ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه بالبعث
ويعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، يقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن
يساره ، ولا ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه ، أراد أن يبتاع
بها خادما . ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب
جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 25 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال : وعن الحسن عليه السلام حين قتل علي عليه السلام
- فذكر الخطبة الشريفة باختلاف يسير . ومنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن
بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي التيمي البكري البغدادي المتوفى سنة 597
في كتابه الحدائق (ج 1 ص 388 ط بيروت سنة 1408) قال :
ص 285
حدثنا أحمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن شريك ، عن أبي إسحاق عن هبيرة قال
: خطبنا
الحسن بن علي فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولم يدركه
الآخرون ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه
وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له . ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر
وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من جامع الأحاديث (ج 4 ص 445 ط دمشق) قالا :
عن عاصم بن ضمرة قال : خطب الحسن بن علي حين قتل علي فقال : يا أهل العراق ! لقد
كان فيكم بين أظهركم رجل قتل الليلة وأصيب اليوم ، لم يسبقه الأولون بعلم ، ولا
يدركه الآخرون ، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعثه في سرية كان جبريل عن يمينه
، وميكائيل عن يساره ، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه . (ش) . عن هبيرة بن يريم قال :
سمعت الحسن قام خطيبا فخطب الناس فقال : يا أيها الناس ! لقد فارقكم أمس رجل ما
سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه
المبعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن
شماله ، وما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، أراد أن يشتري
بها خادما . (ش ، حم) وأبو نعيم ، (كر) وأورده ابن جرير من طريق الحسن عن الحسين
رضي الله عنه . وقالا أيضا في ص 446 : عن الحسن رضي الله عنه أنه لما قتل علي رضي
الله عنه قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، والله ! لقد قتلتم
الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها قتل يوشع بن
نون فتى موسى ، وفيها تيب على بني إسرائيل . (ع) وابن جرير ، (كر) .
ص 286
وروياه أيضا في ج 6 ص 412 عن عاصم بن ضمرة مثل ما تقدم عنه . وأيضا روياه عن هبيرة
بن يريم مثل ما تقدم عنه آنفا ثم قالا : (ش ، حم ، وأبو نعيم ، كر وأورده ابن جرير
من طريق الحسن عن الحسين) . وقالا أيضا في ص 413 : عن الحسن رضي الله عنه : إنه لما
قتل علي رضي الله عنه قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، والله !
لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها
قتل يوشع بن نون - فتى موسى - وفيها تيب على بني إسرائيل . (ع ، وابن جرير ، كر) .
ومنهم العلامة المؤرخ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 428 ط دار البشير)
قال : وقد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي ، أنا
أبو زكريا الحربي ، أنا عبد الله بن محمد بن الحسن ، نا عبد الله بن هاشم ، نا وكيع
، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي قال : خطبنا الحسن بن علي بعد قتل
علي عليهما السلام فقال : لقد فارقكم بالأمس رجل - فذكر الخطبة الشريفة كما مر
باختلاف قليل في اللفظ . أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو غالب ابن البناء وأبو محمد
بن شاتيل ، قالوا : أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن
أحمد ، حدثني أبي ، نا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي قال :
خطبنا الحسن بن علي عليهما السلام بعد قتل علي - فذكر الخطبة كما تقدم . ثم قال ابن
عساكر : كذا رواه إسرائيل عن أبي إسحاق ، ورواه إسماعيل بن أبي خالد وزيد بن
ص 287
أبي أنيسة وشريك القاضي وزيد العمي وشعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق فقالوا عن هبيرة
بن يريم عن الحسن بن علي - ثم قال : فأما حديث إسماعيل فأخبرناه أبو منصور محمود بن
أحمد بن عبد المنعم ، أنبأنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس ، أنبأنا أبو
عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، عن هبيرة بن يريم قال : سمعت الحسن بن علي قام خطب
الناس فقال : أيها الناس فقد فارقكم بالأمس رجل - فذكر الحديث مثل ما مضى عن هبيرة
في جامع الأحاديث . وقال أيضا : وأخبرناه أبو العز بن كاوش ، أنبأنا أبو محمد
الجوهري إملاء ، أنبأنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقري ، أنبأنا
محمد بن جعفر أبو الحسن الكوفي ، أنبأنا زياد بن أيوب ، أنبأنا علي بن غراب ، أنبأ
إسماعيل بن أبي خالد ، أنبأنا أبو إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، قال : خطبنا الحسن بن
علي بعد وفاة أبيه - فذكر الحديث باختلاف قليل . وقال أيضا : وأما حديث زيد
فأخبرناه أبو غالب بن البناء وأبو الحسين بن الفراء قالا : أنبأنا أبو يعلى ابن
الفراء ، وأخبرناه أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين ابن النقور قالا :
أنبأ عيسى بن علي . ح : وأخبرنا أبو أيوب يوسف بن أيوب ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن
علي بن المهتدي ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة ، قالا :
أنبأنا عبد الله ، أنبأنا عيسى بن سالم ، أنبأنا عبيد الله بن عمرو الأسدي الرقي
أبو وهب ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، عن الحسن بن علي
عليهما السلام - فذكر الحديث باختلاف قليل .
ص 288
وقال أيضا : وأما حديث شريك أخبرناه أبو نصر بن رضوان وأبو غالب ابن البناء وأبو
محمد عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل قالوا : أنبأنا أبو محمد الجوهري ، قال :
قرئ على أبي بكر بن مالك ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، أنبأنا وكيع ، عن
شريك ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة قال : خطبنا الحسن بن علي عليهما السلام - فذكر
الحديث باختلاف يسير في اللفظ . وأما حديث زيد العمي فأخبرناه أبو القاسم ابن
السمرقندي وأبو البركات الأنماطي قالا : أنبأنا أبو الحسين ابن النقور ، أنبأنا أبو
طاهر المخلص . ح : وأخبرناه أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو الغنائم ابن المأمون
، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قالا : أنبأنا محمد بن هارون الحضرمي ، أنبأنا الحسين
بن علي بن يزيد الصدائي ، حدثني أبو علي بن يزيد ، أنبأنا الفضل بن مرزوق ، عن زيد
العمي ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم قال : لما قتل علي عليه السلام - فذكر
الحديث باختلاف في اللفظ . وأما حديث شعيب فأخبرناه أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا
أبو الغنائم ابن المأمون ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن
عبد الله بن محمد الوكيل ، أنبأنا إسحاق الضيف ، أنبأنا عبد الرزاق ، أنبأنا يحيى
بن العلا ، عن عمه شعيب بن خالد عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم قال : خطبنا الحسن
بن علي عليهما السلام - فذكر الخطبة باختلاف يسير في اللفظ . ثم قال : وروي عن
الحسن من وجه آخر : أخبرناه أبو عبد الله بن محمد بن الفضل وأبو المظفر ابن القشيري
قالا : أنبأنا أبو سعد بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان وأخبرتنا أم
المجتبى بنت ناصر قالت : قرأ على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقري قالا
: أنبأنا أبو يعلى الموصلي ، أنبأنا السامي سماه ابن المقري إبراهيم بن الحجاج ،
أنبأنا سكين بن عبد العزيز ، أنبأنا جعفر ، وقال ابن المقري
ص 289
حفص : وزاد يعني ابن خالد بن جابر وقالا : عن أبيه عن جده قال
: لما قتل علي عليه
السلام قام الحسن بن علي عليهما السلام خطبنا فحمد الله وأثني عليه قال : أما بعد
والله لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ،
وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى . قالا : وأنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا إبراهيم زاد
ابن حمدان بن الحجاج . وقال ابن المقري السامي : أنبأنا سكين قال : وحدثني أبي ، عن
خالد بن أبيه ، عن الحسن ابن علي مثل ذلك . وقال ابن المقري مثل هذا زاد فيه :
وفيها تيب على بني إسرائيل . وقال : والله ما سبقه أحد كان قبله ولا لحقه أحد كان
بعده ، وإن كان النبي صلى الله عليه وآله ليبعثه في السرية جبرئيل عن يمينه
وميكائيل عن يساره ، والله ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا ثمانمائة درهم أو سبعمائة
درهم أرصدها لخادم يشتريه . ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد
البكري الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المتوفى سنة 597 في كتابه تبصرة المبتدي (ص
199 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن
المذهب ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني
أبي ، قال : حدثنا وكيع ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة قال : خطبنا الحسن بن
علي فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه بعلم الأولون ولم يدركه الآخرون ، كان
رسول الله صلى الله عليه وآله يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره لا
ينصرف حتى يفتح له . ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في الجوهرة (ص 122
ط دمشق) قال : وقال الحسن صبيحة ليلة دفن علي في المسجد الأعظم : أيها الناس ، إنكم
ص 290
فقدتم رجلا لم يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، كان إذا شهد الحرب اكتنفه جبريل
عن يمينه وميكائيل عن يساره ، لم يترك إلا ثمان مائة درهم أو سبع مائة درهم فضلت من
عطائه ، وكان يعدها لخادم يشتريها لأهله . ومنهم الفاضل المعاصر عبدا علي مهنا في
طرائف الخلفاء والملوك (ص 33 ط دار الكتب العلمية - بيروت) فذكر الخطبة الشريفة
باختلاف في اللفظ . ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن
محمد بن شريف في تهذيب خصائص الإمام علي للحافظ النسائي (ص 32 ط دار الكتب
العلمية - بيروت) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ، أخبرنا النضر بن شميل
، قال : أخبرنا يونس ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، قال : جمع الناس الحسن بن
علي ، وعليه عمامة سوداء - لما قتل أبوه - فقال - فذكر الخطبة الشريفة . ومنهم
الأستاذ محمد سعيد زغلول في فهارس المستدرك للحاكم (ص 693 ط بيروت) فأشار إلى
الخطبة الشريفة . ومنهم الفاضل محمد رضا في الإمام علي بن أبي طالب كرم الله
وجهه (ص 298 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال : لما توفي علي رضي الله عنه ، خرج
الحسن إلى المسجد الأعظم فاجتمع الناس فبايعوه ، ثم خطب الناس فقال : فعلتموها ،
قتلتم أمير المؤمنين ، أما والله لقد قتل في الليلة التي نزل فيها القرآن ورفع فيها
الكتاب وجف القلم ، وفي الليلة التي قبض
ص 291
فيها موسى بن عمران وعرج فيها بعيسى .
مستدرك 
قول رسول الله(ص)لعلي صبر كصبري وحسن كحسن يوسف وقوة كقوة جبرئيل

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام
العامة في ج 5 ص 6 وج 16 ص 558 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق
: فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ق 24 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال : قيل : يا رسول الله كيف يستطيع علي أن يحمل لواء
الحمد ؟ فقال : فكيف لا يستطيع ذلك وقد أعطي خصالا شتى ، صبرا كصبري ، وحسنا كحسن
يوسف ، وقوة كقوة جبرئيل . مستدرك علي أخو الرسول صلى الله عليه وآله ووزيره ويفضي
دينه وينجز وعده ويبرئ ذمته ، من أحبه في حياته قضى نحبه ومن أحبه بعد النبي ختم
الله له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع الأكبر ومن مات يبغضه مات ميتة جاهلية
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد
الطبراني المتوفى سنة 360 في المعجم
ص 292
الكبير (ج 12 ص 420 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة
، ثنا محمد بن يزيد - هو أبو هشام الرفاعي - ثنا عبد الله بن محمد الطهوي ، عن ليث
، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : بينما أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ظل
بالمدينة وهو يطلب عليا رضي الله عنه إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا فيه ، فنظر إلى
علي وهو نائم في الأرض وقد أغبر ، فقال : لا ألوم الناس يكنونك أبا تراب ، فلقد
رأيت عليا تغير وجهه واشتد ذلك ، فقال : ألا أرضيك يا علي ؟ قال : بلى يا رسول الله
، قال : أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي ، فمن أحبك في حياة مني
فقد قضى نحبه ، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والإيمان ، ومن أحبك
بعدي ولم يرك ختم الله له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع الأكبر ، ومن مات وهو
يبغضك مات ميتة جاهلية يحاسبه الله بما عمل في الإسلام .
مستدرك علي عليه السلام
أول من آمن بالنبي(ص) وأول من يصافحه يوم القيامة 
وهو فروق
الأمة وهو يعسوب المؤمنين وهو الصديق الأكبر وهو باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وهو خلفته من بعده قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 34 وص 58 وص
346 وص 369 وص 386 وج 15 ص 341 وج 20 ص 459 وص 471 ومواضع أخرى من الكتاب الشريف ،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة محمد بن مكرم في
مختصر تاريخ دمشق (ج 17 ص 306 ط دار
ص 293
الفكر) قال : وعن سلمان وأبي ذر قالا : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي
فقال : ألا إن هذا أول من آمن بي ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق
الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين ،
والمال يعسوب الظالمين . وفي رواية : والمال يعسوب الكفار . وقال أيضا في ص 307 :
وعنه قال : ستكون فتنة ، فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين ، كتاب الله وعلي ابن
أبي طالب ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - وهو آخذ بيد علي - : هذا
أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو فاروق هذه الأمة ، يفرق بين
الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظالمين ، وهو الصديق الأكبر ،
وهو بابي الذي أوتى منه ، وهو خليفتي من بعدي . وقال أيضا : وعن أبي سخيلة قال :
حججت أنا وسلمان ، فنزلنا بأبي ذر ، فكنا عنده ما شاء الله فما حان منا خفوف قلت :
يا أبا ذر أرني أرى أمورا قد حدثت ، وإني خائف أن يكون في الناس اختلاف ، فإن كان
ذلك فما تأمرني ؟ قال : الزم كتاب الله عز وجل وعلي بن أبي طالب ، فأشهد أني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : علي أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم
القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل . ومنهم الفاضل
المعاصر صالح يوسف معتوق في التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة
المرفوعة (ص 17 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت) قال :
ص 294
أنت أول من آمن وأول من يصافحني يوم القيامة 1 / 302
مستدرك علي عليه السلام أخير
الناس أخو النبي(ص) في الدنيا والآخرة 
وهو بضعة من لحمه والحق
معه عليه السلام رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الحافظ شمس
الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي التركماني في أحاديث مختارة من
موضوعات الجوزقاني وابن الجوزي (ص 85 ط مكتبة الدار بالمدينة الطيبة) قال :
الحسين بن محمد بن فنجويه الثقفي ، ثنا أحمد بن الحسن بن ماجة ، ثنا محمد بن منده
الأصبهاني ، ثنا محمد بن بكير ، ثنا الحسن بن عبد الحميد الكوفي ، عن أبيه ، عن
جعفر بن محمد ، عن أبي جعفر ، قال : دخل على النبي صلى الله عليه وسلم علي ، وهو
غضبان ، فقال : ما بك ؟ قال : كلمت رجلا من قريش فسبني ، فقال : يا بلال ناد في
الناس الصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر ثم قال : يا أيها الناس ! ألا
أنبئكم بأخير الناس بعدي : هذا علي بن أبي طالب ، أخي في الدنيا والآخرة ، وهو بضعة
من لحمي ، فأين مال فميلوا فإن الحق معه . حديث أول الناس بي إسلاما وآخرهم بي عهدا
عند الموت وأولى الناس بي يوم القيامة قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج
4 ص 159 وص 160 وج 20 ص
ص 295
461 ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق
: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 308 ط دار الفكر) قال : وحدثت ليلى الغفارية
قالت : كنت أخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغازيه ، فأداوي الجرحى ،
وأقوم على المرضى ، فلما خرج علي بالبصرة خرجت معه ، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني
شيء من الشك ، فأتيتها فقلت : هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة في
علي ؟ قالت : نعم ، دخل علي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع عائشة وهو على
فريش لي ، وعليه جرد قطيفة فجلس بينهما فقالت له عائشة : أما وجدت مكانا هو أوسع لك
من هذا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عائشة دعي لي أخي ، فإنه أول الناس بي
إسلاما ، وآخر الناس بي عهدا عند الموت ، وأولى الناس بي يوم القيامة . ومنهم
العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في العلل
المتناهية في الأحاديث الواهية (ج 1 ص 215 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال :
حديث آخر : أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال : نا ابن بكران ، قال : أخبرنا
العتيقي ، قال : نا أحمد بن يوسف ، قال : نا العقيلي ، قال : نا أحمد بن القاسم
وأحمد ابن داود ، قالا : نا عبد السلام بن صالح ، قال : حدثنا علي بن هاشم ، قال :
حدثني أبي عن موسى بن القاسم التغلبي ، قال : حدثتني ليلى الغفارية قالت : كنت أخرج
مع - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور .
ص 296
مستدرك علي عليه السلام أول عربي وعجمي صلى مع النبي
(ص) 
وكان
لواؤه معه في كل زحف وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره وهو الذي غسله ودفنه قد تقدم
نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 454 وج 20 ص 457 ، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة أحمد بن محمد الخافي الحسيني
الشافعي في التبر المذاب (ص 37 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال : وروى أبو عمر
يوسف بن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لعلي عليه
السلام أربع خصال ليست لأحد غيره : هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وهو الذي كان لواه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره ،
وهو الذي غسله وأدخله قبره . ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في
الإمام جعفر الصادق عليه السلام (ص 30 ط المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية -
القاهرة) فذكر مثل ما تقدم عن التبر المذاب . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن
مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص
320 ط دار الفكر) قال :
ص 297
وعن ابن عباس : لعلي أربع خصال - فذكر مثل ما تقدم ، إلا أن فيه
: وهو الذي صبر معه
يوم المهراس . ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب
جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 29 والنسخة
مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) فذكر مثل ما تقدم عن التبر المذاب بعينه ،
وقال في آخره : خرجه أبو عمر .
مستدرك أنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق وأنت أول من
يقرع باب الجنة 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 28 وج 15 ص 283
وص 432 وج 16 ص 502 وج 20 ص 450 ومواضع أخرى ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل
عنها فيما مضى : فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في مختصر المحاسن
المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة للعلامة الصفوري (ص 159 ط دار ابن كثير ، دمشق
وبيروت) قال : وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : أنت الصديق
الأكبر ، وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل ، يا علي إنك أول من يقرع باب
الجنة بعدي فتدخلها بغير حساب .
ص 298
مستدرك علي عليه السلام أخو النبي (ص)ووزيره ووصيه وخليفته

قد
مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في مواضع عديدة من هذا السفر الشريف ، ونستدرك
هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم
المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 17 ص
311 ط دار الفكر) قال : وعن أبي رافع ، قال : كنت قاعدا بعد ما بايع الناس أبا بكر
، فسمعت أبا بكر يقول للعباس : أيدك الله ، هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم جمع بني عبد المطلب وأولادهم وأنت فيهم ، وجمعكم دون قريش فقال : يا يني عبد
المطلب إنه لم يبعث الله نبيا إلا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووصيا وخليفة في أهله
، فمن يقوم منكم يبايعني على أن يكون أخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أهلي ؟ فلم يقم
منكم أحد ؟ فقال : يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رؤوسا ولا تكونوا أذنابا ،
والله ليقومن قائمكم ، أو ليكونن في غيركم ، ثم لتندمن ، فقام علي من بينكم فبايعه
على ما شرط له ودعاه إليه ، أتعلم هذا له من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال :
نعم .
ص 299
مستدرك علي لحمه من لحمي ودمه من دمي 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج
4 ص 78 وص 245 وج 5 ص 1 وج 6 ص 443 وج 16 ص 117 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى
سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 397 ط دار الفكر) قال : وعن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم سلمة : يا أم سلمة ، إن عليا
لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي
.
مستدرك 
أنا عبد الله وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر صليت مع رسول الله سبع
سنين 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 20 ص 224 ومواضع عديدة من هذا
الكتاب ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :
ص 300
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر
تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 314 ط دار الفكر) قال : قال زيد بن وهب : كنا ذات
يوم عند علي ، فقال : أنا عبد الله وأخو رسول الله ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ،
فقال رجل من غطفان : والله لأقولن لكم كما قال هذا الكذاب ، أنا عبد الله وأخو
رسوله ، قال : فصرع ، فجعل يضطرب ، فحمله أصحابه ، فاتبعهم حتى انتهينا إلى دار
عمارة ، فقلت لرجل منهم : أخبرني عن صاحبكم ، فقال : ماذا عليك من أمره ؟ فسألتهم
بالله ، فقال : بعضهم : لا والله ، ما كنا نعلم به بأسا حتى قال تلك الكلمة ،
فأصابه ما ترى ، فلم يزل كذلك حتى مات . وعن عبد الله بن ثمامة قال : سمعت عليا
يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، ولم يقلها أحد قبلي ، ولا يقولها أحد بعدي إلا
كذاب . ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه حياة الإمام علي عليه السلام
(ص 93 ط دار الجيل في بيروت) قال : روي عن علي عليه السلام أنه قال : أنا عبد الله
وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر ، صليت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بسبع سنين . ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني
الأثري حجازي بن محمد بن شريف في تهذيب خصائص الإمام علي للحافظ النسائي (ص 21
ط دار الكتب العلمية بيروت) قال : حدثنا أحمد بن سليمان الرهاوي ، قال : حدثنا عبيد
الله بن موسى ، قال : حدثنا العلاء بن صالح ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد
الله ، قال : قال علي رضي الله عنه : أنا عبد الله ، وأخو رسول الله ، وأنا الصديق
الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا