ص 451
صلى الله عليه وسلم (ص 42 ط القاهرة سنة 1399) قال : عن ابن عباس ، قال : إذا حدثنا
عن علي بفتيا لا نعدوها . ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في علي إمام
المتقين (ج 1 ص 91 ط مكتبة غريب الفجالة) قال : ولقد كان ابن عباس أذكى أهل زمانه
، ولكنه كان يشهد لذكاء علي ويروى أنه بينا ابن عباس في المسجد الحرام وعنده نافع
بن الأزرق وناس يسألونه ، إذ أقبل عمر بن ربيعة في ثوبين مصبوغين حتى دخل وجلس ،
فأقبل عليه ابن عباس فقال : أنشدنا ، فأنشده : أمن آل نعم أنت غاد فمبكر * غداة غد
أم رائح فمهجر حتى أتى على آخرها . فأقبل عليه نافع بن الأزرق فقال : الله يا بن
عباس ! نحن نضرب إليك أكباد المطي من أقاصي البلاد نسألك عن الحرام والحلال فتتثاقل
عنا ، ويأتيك غلام مترف من مترفي قريش فينشدك : رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت *
فيغنى وأما بالعشى فيحسر فقال ابن عباس : ليس هكذا قال ، بل قال : رأت رجلا أما إذ
الشمس عارضت * فيضحى وأما بالعشى فيخصر ثم أنشد ابن عباس القصيدة كلها من أولها إلى
آخرها ، فقال له بعضهم : ما رأيت أذكى منك قط . قال : لكنني ما رأيت أذكى من علي بن
أبي طالب . ومنهم العلامة أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم البستي الخطابي في
غريب الحديث (ج ص 202 ط دار الفكر - دمشق) قال : ويروى عن ابن عباس أنه ذكر عليا
فأثنى عليه ، وقال : علمي إلى علمه كالقرارة
ص 452
في المثعنجر ، أي كالغدير في البحر . وأصل القرارة : الموضع المطمئن من الأرض يستقر
فيه ماء المطر ، قال عقيل بن بلال بن جرير : وما النفس إلا نطفة بقرارة * إذا لم
تكدر كان صفوا غديرها وقال عنترة : فتركن كل قرارة كالدرهم ويقال : اثعنجر الماء
إذا سال ، واثعنجر السحاب بالمطر إذا جاد به . ومنهم العلامة المولوي ولي الله
اللكهنوي في كتابه مرآة المؤمنين (ص 62) قال : وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
: لقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في غير موضع وما ذكر عليا إلا
بالخير . كل ذلك في إزالة الخفاء و مفتاح النجا و تاريخ السيوطي . ومنهم
محمد بن علي الحنفي المصري في كتاب إتحاف أهل الإسلام (ص 67 والنسخة مصورة من
المكتبة الظاهرية بدمشق) قال : وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : كان لعلي عليه
السلام ثماني عشر منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة . ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا
في الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين (ص 307 ط دار
الكتب العلمية - بيروت) قال : قال : [أي ابن عباس] رضي الله عنه عن أبي الحسن : كان
والله علم الهدى ، وكهف التقي ، ومحل الحجى ، وبحر الندى ، وطود النهى ، وكهف العلى
للورى ، داعيا إلى المحجة العظمى ، متمسكا بالعروة الوثقى ، خير من آمن واتقى ،
وأفضل من تقمص وارتدى ، وأبر من انتعل واسعا ، وأفصح من تنفس وقرا ، وأكثر من شهد
ص 453
النجوى سوى الأنبياء والنبي المصطفى ، صاحب القبلتين ، فهل يوازيه أحد ، وأبو
السبطين ، فهل يقاربه بشر ، وزوج خير النسوان ، فهل يفوقه قاطن بلد ، لأسود قتال ،
وللحروب ختال ، لم ترعيني مثله ولن ترى ، فعلى من انتقصه لعنة الله والعباد إلى يوم
التناد . قال : إيها يا بن عباس ! لقد أكثرت في ابن عمك ، فما تقول في أبيك العباس
؟ قال : رحم الله العباس أبا الفضل ، كان صنو نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وقرة
عين صفي الله سيد الأعمام ، له أخلاق آبائه الأجواد ، وأحلام أجداده الأمجاد ،
تباعدت الأسباب في فضيلته ، صاحب البيت والسقاية ، والمشاعر والتلاوة ، ولم لا يكون
كذلك وقد ساسه أكرم من دب . ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني
الجزائري المكي في تحذير العبقري من محاضرات الخضري (ج 2 ص 17 ط بيروت سنة
1404) قال : عن ابن عباس قال : إذا حدثنا ثقة عن علي الفتيا لا نعدها أي لا
نتجاوزها . ومنهم العلامة السيد عبد القادر بن محمد الحسيني الطبري الشافعي المكي
في عيون المسائل في أعيان الرسائل (ص 82 ط مطبعة السلام بمصر) قال : فقال ابن
عباس : أعطي علي تسعة أعشار العلم وشارك الناس في الباقي ، وإذا ثبت لنا الشيء عن
علي لم نعدل إلى غيره . ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي
في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 26
والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال : وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: والله أعطي علي تسعة أعشار العلم وأيم الله ولقد شاركهم في العشر العاشر .
ص 454
خرجه أبو عمر وعنه وقد سأله الناس فقالوا : أي رجل كان عليا ؟ قال : كان ملئ جوفه
علما وحلما وبأسا ونجدة مع قرابته من رسول الله صلى لله عليه وسلم . خرجه الإمام
أحمد في المناقب . وقال أيضا في ص 37 : وعن أبي الزعراء ، عن عبد الله بن عباس رضي
الله عنهما ، قال : علماء الأرض ثلاثة : عالم بالشام وعالم بالحجاز وعالم بالعراق ،
فأما عالم أهل الشام فهو أبو الدرداء وأما عالم أهل الحجاز فعلي بن أبي طالب ، وأما
علم أهل العراق فأخ لكم ، وعالم العراق وعالم الشام يحتاجان إلى عالم الحجاز وعالم
الحجاز لا يحتاج إليهما . ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص
(ج 3 ص 193 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال : وقيل : دخل ابن عباس على معاوية
فقال : يا ابن عباس صف لي عليا ؟ قال : كأنك لم تره ، قال : بلى ، ولكن أحب أن أسمع
منك فيه مقالا . قال : كان أمير المؤمنين رضوان الله عليه عزيز الدمعة ، طويل
الفكرة ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا
إذا دعوناه ، وكان مع تقربته إيانا وقربه منا لا نبدؤه بالكلام حتى يبتسم ، فإذا هو
تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، أما والله يا معاوية لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد
أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه وهو قابض على لحيته يبكي ، ويتململ تململ السليم
وهو يقول : يا دنيا إياي تغرين ؟ أمثلي تشوقين ؟ لا حان حينك ، بل زال زوالك ، قد
طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعيشك حقير ، وعمرك قصير ، وخطرك يسير ، آه آه ! من بعد
السفر ، ووحشة الطريق ، وقلة الزاد ! قال : فأجهش ومن معه بالبكاء . (وقيل إن هذا
مروي عن ضرار الصدائي) .
ص 455
كلام أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في حق سيدنا الأمير عليه السلام رواه جماعة
من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور
المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق (ج 18 ص 45 ط دار الفكر) قال : وعن مالك
بن جعونة ، عن أم سلمة ، قالت : والله إن عليا على الحق قبل اليوم وبعد اليوم ،
عهدا معهودا ، وقضاء مقضيا ، قلت : أنت سمعت من أم المؤمنين ؟ قال : إي والله الذي
لا إله إلا هو ، ثلاث مرات ، فسألت عنه فإذا هم يحسنون عليه الثناء . ومنهم الفاضل
المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى
والأسماء للدولابي (ج 2 ص 753 ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني
ببيروت) قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدثنا الحسن بن عطية ، قال :
أنبأ يحيى ابن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن عياض بن عياض أبي قيلة التنعي أنه حدث
أنه سمع مالك بن جعونة البجلي يقول : سمعت أم المؤمنين أم سلمة ، تقول : والله إن
علي بن أبي طالب لعلى الحق قبل القوم عهدا معهودا مقضيا . قال أبو قيلة : فقلت له :
الله الذي لا إله إلا هو لأنت سمعت أم المؤمنين أم سلمة تقول هذا ؟ قال : الله لأنا
سمعت أم سلمة تقول هذا . قال : فأتيت قومه فسألتهم فقلت : أتعرفون مالك بن جعونة ؟
قالوا : نعم ، فأثنوا عليه معروفا وقالوا خيرا .
ص 456
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه تاريخ
الأحمدي (ص 178 ط بيروت) قال: أخرج الحاكم في المستدرك عن عمرة بنت عبد
الرحمن قالت: لما سار علي إلى البصرة دخل علي إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه
وآله وسلم يودعها فقالت: سر في حفظ الله وفي كنفه، فوالله إنك لعلى الحق والحق
معك ولولا أني أكره أن أعصي الله ورسوله فإنه أمرنا (ص) أن نقر في بيوتنا لسرت معك. ومنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في
جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة (ج 1 ص 315 ط المكتبة العلمية -
بيروت) قال: وكتب السيدة أم سلمة إلى علي عليه السلام من مكة: أما بعد: فإن طلحة
والزبير وأشياعهم أشياع الضلالة يريدون أن يخرجوا بعائشة إلى البصرة، ومعهم ابن الحزان عبد الله بن عامر بن كريز، ويذكرون أن عثمان قتل مظلوما، وأنهم يطلبون
بدمه، والله كافيهم بحوله وقوته، ولولا نهانا الله عنه من الخروج، وأمرنا به من
لزوم البتوت ، لم أدع الخروج إليك، والنصرة لك، ولكني باعثة نحوك ابني، عدل نفسي، عمر بن أبي سلمة، فاستوص به يا أمير المؤمنين خيرا. فلما قدم عمر على علي عليه
السلام ، أكرمه ولم يزل مقيما معه حتى شهد مشاهده كلها، ووجهه أميرا على البحرين.
(شرح أبي الحديد م 2 : ص 78).
ص 457
مستدرك قول أبي بكر من سره أن ينظر إلى أعظم الناس منزلة وأقربهم قرابة وأفضلهم
دالة [حالة] وأعظمهم غناء [عناء] عن رسول الله فلينظر إلى هذا الطالع 
قد تقدم نقل
ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج 6 ص 494 ومواضع أخرى ، ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم الحافظ الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي
ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ط دار المعارف - بيروت) قال : أخبرنا أبو بكر
محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمد الجوهري إملاء ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر
بن أحمد الحافظ ، أنبأنا أحمد بن سلمان بن الحسن ، أنبأنا عمر بن سعيد بن سنان بمنج
[أو ببلخ] ، أنبأنا ابن أبي حكيم ، أنبأنا علي بن قادم ، أنبأنا زافر بن سليمان ،
عن الصلت بن بهرام ، عن الشعبي قال : بينا أبو بكر جالس إذ طلع علي بن أبي طالب من
بعيد ، فلما رآه أبو بكر قال : من سره أن ينظر إلى أعظم الناس منزلة وأقربهم قرابه
وأفضلهم دالة وأعظمهم غنا [ءا] ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هذا
الطالع . ومنهم العلامة أبو القاسم بهاء الدين هبة الله بن عبد الله ابن سيد الكل
في الأنباء المستطابة (ق 57 نسخة جستربيتي) قال : ومما روي عنه أيضا ما رواه
الشعبي قال : بينا أبو بكر جالس إذ طل علي بن
ص 458
أبي طالب عليه السلام من بعيد - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر إلا أن فيه :
وأفضلهم حالة وأعظمهم عناء عن رسول الله صلى الله عليه وآله . ومنهم العلامة المؤرخ
محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن
عساكر (ج 18 ص 37 ط دار الفكر) قال : قال الشعبي : بينا أبو بكر جالس إذ طلع علي بن
أبي طالب من بعيد ، فلما رآه قال أبو بكر - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر .
مستدرك
قول أبي بكر إن عليا عترة رسول الله صلى الله عليه وآله 
قد تقدم نقل ما يدل
عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 438 وج 15 ص 561 و613 ومواضع أخرى ، ونستدرك هيهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي
ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم (ج 2 ص 651 ط
دار طلاس ، دمشق) قال : أخبرني علي بن القاسم بن الحسن البصري ، نا علي بن إسحاق
المادرائي ، نا أحمد بن يعقوب العطار ، نا ابن زرارة - يعني إسماعيل - حدثني عبد
الله بن حرب الليثي ، نا هاشم بن يحيى بن هاشم المزني ، نا أبو دغفل الهجيمي قال :
سمعت معقل بن يسار المزني قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : علي بن أبي طالب عترة
رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة
الله بن عبد الله المعروف بابن سيد
ص 459
الكل القفطي المتوفى 697 في كتابه الأنباء المستطابة (ص 58 نسخة جستربيتي) قال
: ومن ذلك ما روى معتقل بن يسار قال : سمعت أبا بكر يقول : علي بن أبي طالب عترة
رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال أيضا : ومن ذلك ما روي عن أبي بكر أنه قال :
أيها الناس ارقبوا محمدا في أهله . وقال أيضا : أخرج الدارقطني ، عن أبي بكر أنه
قال : علي بن أبي طالب عليه السلام عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومنهم
الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في
جامع الأحاديث (القسم الثاني ج 1 ص 198 ط دمشق) قالا : عن معقل بن يسار المزني
رضي الله عنه قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : علي بن أبي طالب عترة رسول الله صلى
الله عليه وسلم . (ق وقال : في إسناده بعض من يجهل) . وقالا أيضا في ج 4 ص 382 : عن
معقل بن يسار المزني قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : علي بن أبي طالب رضي الله
عنه عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم . (ق وقال : في إسناده بعض من يجهل) . ومنهم
العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
ص 460
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 28 ط دار الفكر) قال : قال معقل بن يسار
المزني : سمعت أبا بكر الصديق يقول لعلي بن أبي طالب عترة رسول الله صلى الله عليه
وسلم . حديث آخر في إكرام أبي بكر عليا عليه السلام رواه جماعة من أعلام العامة في
كتبهم : فمنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك المدرس في إدارة الإفتاء العام
بدمشق في مختصر حياة الصحابة للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص 314 ط دار
الإيمان - دمشق وبيروت) قال : وأخرج ابن الأعرابي ، عن أنس رضي الله عنه قال : كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا بالمسجد وقد أطاف به أصحابه ، إذ أقبل علي رضي
الله عنه فسلم ثم وقف ، فنظر مكانا يجلس فيه ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى وجوه أصحابه أيهم يوسع له ، وكان أبو بكر رضي الله عنه عن يمين رسول الله جالسا
، فتزحزح أبو بكر عن مجلسه وقال : هاهنا يا أبا الحسن . فجلس بين رسول الله صلى
الله عليه وسلم وبين أبي بكر ، فرأينا السرور في وجه رسول الله ، ثم أقبل على أبي
بكر فقال : يا أبا بكر إنما يعرف الفضل لأهل الفضل . كذا في البداية (7 / 359) .
ص 461
قول أبي بكر والمسلمين لعلي عليه السلام يا مفرج الكروب رواه جماعة من أعلام العامة
في كتبهم : فمنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في علي إمام المتقين (ج 1
ص 72 ط مكتبة غريب) قال : وفوجئ علي بجماعة من الصحابة فيهم عبد الله بن العباس ،
وفيهم الخليفة أبو بكر ، ورجل يهودي يقرعون عليه باب داره ، ذلك أن اليهودي دخل
المسجد فسأل الناس ، كما روى مالك بن أنس : أين وصي رسول الله ؟ فأشار القوم إلى
أبي بكر ، فقال الرجل : أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا وصي أو نبي . قال أبو
بكر : سل عما بدا لك . قال اليهودي : أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عند الله ،
وعما لا يعلمه الله . قال أبو بكر : هذه مسائل الزنادقة يا يهودي ! هم أبو بكر
والمسلمون رضي الله عنهم باليهودي ، فقال ابن عباس رضي الله عنه : ما أنصفتم الرجل
. فقال أبو بكر : أما سمعت ما تكلم به ؟ فقال ابن عباس : إن كان عندكم جوابه وإلا
فاذهبوا به إلى علي رضي الله عنه يجيبه ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلى آله يقول لعلي بن أبي طالب : اللهم اهد قلبه وثبت لسانه . فقام أبو بكر رضي
الله عنه ومن حضره فأتوا علي بن أبي طالب في داره ، فاستأذنوا عليه . فقال أبو بكر
: يا أبا الحسن إن هذا اليهودي سألني مسائل الزندقة ! فقال علي كرم الله وجهه : ما
تقول يا يهودي ؟ قال : أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي . فقال له : قل
. فأعاد اليهودي الأسئلة . فقال علي رضي الله عنه : أما ما لا يعلمه الله فذلك
قولكم معشر اليهود أن عزير ابن الله ، والله لا يعلم أن له ولدا (إذ لو كان له ولد
لكان يعلمه) ، وأما قولك : أخبرني بما ليس عند الله ، فليس عنده ظلم للعباد ، وأما
قولك : أخبرني بما ليس لله ، فليس لله شريك . فقال اليهودي : أشهد أن
ص 462
محمد رسول الله وأنك وصي رسول الله . فارتاح أبو بكر والمسلمون من جواب علي ،
وقالوا : يا مفرج الكروب . كلام عائشة في حقه عليه السلام رواة جماعة من أعلام
العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني البغدادي
المتوفى سنة 385 في المؤتلف والمختلف (ج 3 ص 1376 ط دار الغرب الإسلامي - بيروت
1406) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين القطوني ،
حدثنا أبي ، حدثنا الوليد بن العلاء بن سيابة ، عن أبيه ، عن طلحة بن مصرف ، عن
الحكم بن عتيبة ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن شريح بن هانئ : أنه سأل عائشة عن المسح
على الخفين ؟ فقالت : ائت عليا بن أبي طالب ، فإنه أعلم بذلك مني ، كان يسافر مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا حديث غريب عن طلحة ، تفرد به العلاء بن سيابة ،
عنه . ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدس الجرجاني الشافعي المتوفى سنة 360 في
الكامل في الرجال (ج 7 ص 2692 ط دار الفكر - بيروت) قال : ثنا ابن أبي داود ،
ثنا هشام بن يونس ، ثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن جندب بن حر ، عن التيمي ، عن
عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة قالت : علي بن أبي طالب أعلمكم بالسنة .
ص 463
ومنهم العميد عبد الرزاق محمد أسود في المدخل إلى دراسة الأديان والمذاهب (ج 1
ص 12 ط الدار العربية للموسوعات - بيروت) قال : وقالت عائشة أم المؤمنين في حق علي
: إنه أعلم من بقي بالسنة . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور
المتوفى 711 في ومختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 21 ط دار الفكر) قال :
وعن جميع بن عمير ، أن أمه وخالتاه دخلتا على عائشة ، فقالتا : يا أم المؤمنين
أخبرينا عن علي ، قالت : أي شيء تسألن عن رجل وضع يده من رسول الله صلى الله عليه
وسلم موضعا فسالت نفسه في يده ، فمسح بها وجهه ، واختلفوا في دفنه فقال : إن أحب
البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه ، قالت : فلم خرجت عليه ؟ قالت : أمر قضي ،
لوددت أني أفديه بما على الأرض . وقال أيضا في ص 26 : وعن عائشة قالت : علي أعلم
الناس بالسنة . ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي
الموصلي المتوفى سنة 307 في مسند أبي يعلى (ج 8 ص 279 ط دار المأمون للتراث -
دمشق) قال : حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن صدقة بن سعيد ،
عن جميع بن عمير أن أمه وخالته دخلتا على عائشة - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور
بعينه . ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي في توضيح
الدلائل (ص 218 و219) قال :
ص 464
وسأل الإمام محمد الباقر جابر بن عبد الأنصاري رضي الله تعالى عنهم لما دخل عليه ،
عن عائشة وما جرى بينها وبين علي رضي الله تعال عنهما ، فقال جابر : دخلت عليها
يوما وقلت لها : ما تقولين في علي ؟ فأطرقت رأسها ثم رفعت وقالت : إذا ما التبر حك
على المحك * تبين غشه من غير شك وفينا الغش والذهب المصفى * علي بيننا شبه المحك
رواه الزرندي . ومنهم الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في إتحاف أهل الإسلام (ق
67 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال : وذكر [علي عليه السلام] عند عائشة قالت :
إنه أعلم من بقي به السنة . ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني
زغلول في فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل (ج 1 ص 5 دار الكتب
العملية - بيروت قال : ائت عليا فسله فإنه كان يلزم النبي صلى الله عليه وسلم عائشة
1 / 118 ائت عليا فهو أعلم بذلك مني (قالته لشريح) عائشة 1 / 118 وقال أيضا في ص
611 : سل علي بن أبي طالب فإنه كان يسافر مع رسول الله عائشة 1 / 120 سل عما بدا لك
1 / 138 ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في علي إمام المتقين (ج 1 ص
98 ط مكتبة غريب الفجالة) قال : وعلي كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
أعلم الناس بالسنة .
ص 465
مستدرك قول عمر إن يولوها الأصيلع [الأجلح] يسلك بهم الطريق المستقيم [يحملهم على
الحق - على الجادة] . 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 299 وج
18 ص 320 وج 20 ص 692 ومواضع أخرى ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق فمنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في تاريخ الإسلام ووفيات
المشاهير والأعلام (ج 3 ص 639 ط بيروت سنة 1407) قال : وقال أبو إسحاق ، عن عمرو
بن ميمون قال : شهدت عمر يوم طعن فذكر قصة الشورى ، فلما خرجوا من عنده قال عمر :
إن يولوها الأصيلع يسلك بهم الطريق المستقيم ، فقال له ابنه عبد الله : فما يمنعك ؟
- يعني أن توليه - قال : أكره أن أتحملها حيا وميتا . ومنهم العلامة المعاصر الشيخ
محمد العربي التباني الجزائري المكي في تحذير العبقري من محاضرات الخضري (ج 2 ص
10 ط بيروت - دار الكتب العلمية) قال : وعن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال حين طعن
وأوصى (إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق المستقيم) يعني عليا . أخرجه أبو عمر بن عبد
البر . وعن عمرو بن ميمون قال : كنت عند عمر إذ ولى الستة الأمر فلما جاوزوا أتبعهم
بصره ثم قال : (لأن وليتم هذا الأجلح ليركبن بكم الطريق) يعني عليا أخرجه ابن
الضحاك ، وفي لفظ (إن ولوها الأصيلع يحملهم على الحق وإن كان السيف على عنقه) .
أخرجه
ص 466
القلعي . وقال أيضا في ص 130 : كما أثنى عليه علماء الإسلام قاطبة اقتداء بالفاروق
الذي أثنى عليه وأرشد إليه بقوله (لله درهم إن ولوها الأصيلع ليحملنهم على الجادة
ولو كان السيف على رقبته) وسيرته العادلة وشمائله الفاضلة في مصنفات علماء الإسلام
أوضح من الشمس . ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم
التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة 251 والمتوفى سنة 333 في كتابه
المحن (ص 25 ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة 1403) قال : قال ابن إسحاق :
وحدثني إبراهيم بن كثير مولى آل الزبير ، عن عبد الله بن عامر ابن ربيعة قال : لما
طعن عمر أتاه الناس فسمع لهم هدة على الباب وهم يطلبون الدخول على عمر ، قال الناس
: يا أمير المؤمنين استخلف علينا عثمان بن عفان ، قال : فكيف بحبه المال والخيلة ،
قال : فخرجوا من عنده ، ثم سمع لهم هدة فقال : ما شأن الناس ، قالوا : يا أمير
المؤمنين يريدون الدخول عليك ، فأذن لهم فدخلوا ، فقالوا : استخلف علي بن أبي طالب
، قال : إذن يحملكم على طريقه من الحق . ومنهم المحدث الخبير نبيط بن شريط الأشجعي
في الأحاديث الموضوعة (ص 45 ط دار الصحابة للتراث في طنطا) قال : وبه عن جده
قال : خرجت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعنا عبد الله بن العباس ، فلما صرنا
إلى بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر جالسا ينكث في الأرض ، فقال علي أبي طالب : يا
أمير المؤمنين ، ما الذي أجلسك وحدك هاهنا ؟ قال :
ص 467
لأمر همني . قال علي : أفتريد أحدنا ؟ قال عمر : إن كان فعبد الله . قال : فتخلف
معه عبد الله بن العباس ، ثم لحق بنا ، فقال له علي : ما وراءك ؟ قال : يا أبا
الحسن أعجوبة من عجائب أمير المؤمنين ، أخبرك بها واكتم علي . قال : فهلم . قال :
لما وليت ، قال عمر وهو ينظر إلى أثرك وحسن مشيتك : آه آه آه . فقلت : مما تتأوه يا
أمير المؤمنين ؟ قال : من أحد أصحابك يا ابن عباس ، وقد أعطى له ما لم يعطه أحد من
آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولولا ثلاث هن فيه ما كان لهذا الأمر أحد سواه ،
قلت : ما هن يا أمير المؤمنين ؟ قال : كثرة دعابته ، وبغض قريش له ، وصغر سنه . قال
: فما رددت عليه . قال : داخلني ما يداخل ابن العم لابن عمه . فقلت : يا أمير
المؤمنين أما كثرة دعابته ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداعب ولا يقول
إلا حقا ، وأين أنت من حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، ونحن حوله
صبيان وكهول وشيوخ وشبان فيقول للصبي : ما سناي سناي . ولكل ما يعلمه أنه يشتمل
على قبله ، وأما بغض قريش له فوالله ما يبالي ببغضهم له ، بعد أن جاهدهم في الله
حتى أظهر الله دينه ، فقصم أقرانها وكسر آلهتها ، وأكثر نساءها في الله لامه من
لامه ، وأما صغر سنه فقد علمت أن الله عز وجل حين أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم
براءة من الله ورسوله فوجه النبي صلى الله عليه وسلم صاحبك رحمة لنبيه ليبلغ عنه ،
فأمره الله أن لا يبلغ عنه إلا رجل من أهله فوجهه به ، فهل استصغر الله سنه . قال :
فقال عمر لابن عباس : امسك علي فاكتم فإن سمعتها من غيرك لم [أم] بين لابيتها .
ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ابن عساكر في تاريخ مدينة
دمشق (ج 3 ص 81 ط بيروت) قال : أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا [ء]
قالا : أنبأنا أبو الحسين ابن الآبنوسي ، أنبأنا أحمد بن عبيد بن بيري إجازة ، قالا
: وأنبأنا أبو تمام علي بن محمد إجازة ،
ص 468
أنبأنا أحمد بن عبيد ، قالا : أنبأنا محمد بن الحسين ، أنبأنا ابن أبي خيثمة ،
أنبأنا خلف بن الوليد ، أنبأنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال :
شهدت عمر بن الخطاب يوم طعن قال : ادعو لي عليا وعثمان وطلحة والزبير ، وابن عوف ،
وسعد بن أبي وقاص . فلم يكلم أحدا منهم غير علي وعثمان ، فقال : يا علي لعل هؤلاء
القوم يعرفون لك حقك وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهرك وما آتاك الله
من الفقه والعلم ، فإن وليت هذا الأمر فاتق الله فيه ، ثم دعا عثمان فقال : يا
عثمان لعل هذا القوم أن يعرفوا لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبط [كذا]
وشرفك ، فإن وليت هذا الأمر فاتق الله فيه ، ثم قال : ادعو لي صهيبا . فدعي له فقال
: صل بالناس ثلاثا وليحل هؤلاء القوم في بيت ، فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالف
فاضربوا رقبته . فلما خرجوا من عنده قال : إن يولوها الأجيلح يسلك بهم الطريق .
فقال له ابنه [عبد الله] ابن عمر : فما يمنعك [منه] يا أمير المؤمنين ؟ قال : أكره
أن أتحملها حيا وميتا . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثم أخبرنا
أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن [ظ] ، أنبأنا سهل بن بشر ، قالا : أنبأنا أبو
الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال ، أنبأنا القاطي أبو طاهر محمد بن أحمد بن
عبد الله ، أنبأنا أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل ، أنبأنا محمد بن الصباح
الجرجاني ، أنبأنا عبر العزيز بن محمد الدراوردي ، عن عمر مولى غفرة ، عن محمد بن
كعب القرظي ، عن ابن عمر ، قال : قال عمر لأصحاب الشورى : لله درهم إن ولوها الأصلع
كيف يحملهم على حق وإن حملا [كذا] على عنقه بالسيف ! قال : فقلت أتعلم ذلك منه ولا
توله ؟ فقال : إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني ، وإن أترك فقد ترك من هو خير
مني صلى الله عليه وسلم . ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني
الشافعي في كتاب جواهر
ص 469
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 43 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال : وعن عمر بن الخطاب أنه قال حين طعن وأوصى : إن
ولوها الأجلح سلك بهم الطريق المستقيم ، يعني عليا كرم الله وجهه . أخرجه أبو عمر .
وعن ميمون قال : كنت عند عمر إذ ولى الستة الأمر ، فلما جاوزوا اتبعهم بصره قال :
إن وليتم هذا الأجلح ليركبن بكم الطريق يعني عليا . أخرجه الضحاك . ومنهم الفاضل
المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام (ص 45
ط مكتبة غريب في القاهرة) قال : وقال عمر : لو ولوها الأصلع لحملهم على الجادة . .
ويقصد بالأصلع علي . . ومنهم الشيخ محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني البري في
الجوهرة (ص 95 ط دمشق) قال : قال ابن السراج : وأخبرنا محمد بن الصباح قال : نا
عبد العزيز الدراودي ، عن عمر مولى غفرة ، عن محمد بن كعب ، عن عبد الله بن عمر قال
: قال عمر لأهل الشورى : لله درهم إن ولوها الأصيلع ، يعني عليا ، كيف يحملهم على
الحق ، ولو كان السيف على عنقه . فقلت : أيعلم ذلك ولا يوليه ؟ قال : إنه قال : إن
لم أستخلف وأتركهم ، فقد تركهم من هو خير مني . قول عمر فوالله إن عليا لخليق أن هو
ولي أن يحملكم على طريقه من الحق رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
ص 470
فمنهم الشيخ أبو القاسم بهاء الدين هبة الله بن عبد الله ابن سيد الكل في الأنباء
المستطابة (ق 59 نسخة جستربيتي) قال : وعن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه سمع عمر
بن الخطاب يقول لرجل من بني حارثة : ما يقولون من يستخلفون بعدي ، فعد رجالا من
المهاجرين والأنصار ولم يذكر عليا ، فقال عمر : أين أنت عن ابن أبي طالب ، فوالله
إنه لخليق أن هو ولي أن يحملكم على طريقه من الحق وإن كرهتموه .
مستدرك قول عمر بن
الخطاب لولا علي لهلك عمر 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص
182 وص 202 وج 17 ص 442 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما مضى : فمنهم العلامة يحيى بن الحسين الحسني اليماني الصنعاني في
المجموع (ص 83 النسخة المخطوطة بمكتبة صنعا) قال : قال يحيى والحسين : وبلغنا عن
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه لما كان في ولاية عمر أتي بامرأة
فسألها فأقرت بالفجور ، فأمر بها عمر أن تجلد فردها علي علي السلام أمرت بهذه أن
ترجم ؟ فقال : نعم اعترفت عندي بالفجور ، فقال : هذا سلطانك عليها فما سلطانك على
ما في بطنها ، فقال : ما علمت أبها حبلى ، قال : فإن لم تعلمه فاستبرء رحمها ، قال
علي عليه السلام : فلعلك انتهرتها أو أخفتها ، قال : قد كان ذلك ، قال : أما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
ص 471
لأحد على معترف بعد بلاء ، فلعلها اعترفت لو عيدك إياها ؟ فسألها علي رضوان الله
عليه ، فقالت : ما اعترفت إلا خوفا ، فأمر بها فخلى سبيلها ، ثم قال عمر : عجزت
النساء أن يلدن مثل يلدن مثل علي بن أبي طالب ، لولا علي لهلك عمر . ومنهم العلامة
أبو البركات الباعوني في جواهر المطالب (ق 26) روى مثل ما تقدم عن المجموع
باختلاف قليل في اللفظ . ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني الشافعي
في توضيح الدلائل (ص 210 والنسخة مصورة من المكتبة الملي بفارس) قال : قال شيخ
المشايخ في زمانه واحد القرن في علومه وعرفانه الشيخ زين الدين أبو بكر محمد بن
محمد بن علي الخوافي : فلذا اختص علي كرم الله وجهه بمزيد العلم والحكمة . . . وقال
عمر : لولا علي لهلك عمر . ومنهم العلامة السيد حسين ابن السيد روشن عليشاه الحسيني
النقوي البخاري الحنفي الهندي في كتابه تحقيق الحقائق ، گلزار مرتضوي - محبوب
التواريخ (ص 7 ط أحسن المطابع في لاهور) قال : أما عمر ، فقد عرف كل رجوعه إليه
في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة . وقوله غير مرة : لولا
علي لهلك عمر . ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في الجوهرة (ص 72 ط
دمشق) قال : قال في المجنونة التي أمر عمر برجمها ، وفي التي وضعت لستة أشهر ،
فأراد عمر رجمها فقال له علي : إن الله يقول : (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ، الحديث
، وقال له : إن الله رفع القلم عن المجنون ، الحديث ، فكان عمر يقول :
ص 472
لولا علي هلك عمر . ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص 48)
قال : أخرج الإمام أحمد وأبو عمر وابن سعد هم جميعا يرفعه بسنده عن سيعد بن المسيب
قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن يعني
عليا ، روي أن عمر بن الخضاب رضي الله عنه أراد رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر
فقال علي : في كتاب الله (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ثم (وفصاله في عامين) فالحمل
ستة أشهر ، فتركها وقال : لولا علي لهلك عمر . أخرجه الإمام أحمد والقلعي وابن
السمان . وأيضا مثله أخرج الإمام أحمد وابن السمان في كتاب الموافقة هما يرفعه
بسنده عن أبي ظبيان قال : أتي بامرأة مجنونة قد زنت فاعترفت بزناها في حضور عمر بن
الخطاب فقال له علي : إن النبي صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاث : عن النائم
حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل فترك رجمها . ومنهم
العلامة أبو البركات الباعوني في جواهر المطالب (ق 26) : روى مثل ما مر عن
الحسام المردي عن أبي ظبيان . ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في
خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام (ص 33 ط مكتبة غريب) قال : وكان عمر يستفتيه
في كثير من الأمور وكان يقول عنه : لولا علي لهلك عمر . ومنهم الفاضل المعاصر أحمد
حسن الباقوري المصري في علي إمام الأئمة (ص ط 356 دار مصر للطباعة) قال : هو
يقول : لولا علي لهلك عمر ، ويقول : لا يفتين أحد في المسجد وعلي
ص 473
حاضر . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمود علي السرطاوي في مقالته المطبوعة في
المتهم وحقوقه في الشريعة الإسلامية (ج 2 ص 83 ط المركز العربي للدراسات الأمنية
والتدريب بالرياض) قال : روي عن علي بن أبي طالب أنه قال لما كان في ولاية عمر أتي
بامرأة حامل فسألها عمر فاعترفت بالفجور فأمر بها عمر أن ترجم ، فلقيها علي فقال :
ما بال هذه المرأة ؟ فقالوا : أمر بها أمير المؤمنين عمر أن ترجم ، فردها علي فقال
: أمرت بها أن ترجم ، فقال نعم ، اعترفت بالفجور ، فقال علي : هذا سلطانك عليها ،
فما سلطانك على ما في بطنها ؟ قال : ما علمت أنها حبلى . قال علي : إن لم تعلم
فاتسبرئ رحمها . ثم قال علي : فلعلك انتهرتها أو أخفتها قال : قد كان ذلك ، فقال :
أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا حد على معترف بعد بلاء أنه
من قيدت أو حبست أو تهددت فلا إقرار لها فلعلها إنما اعترفت لو عيدك إياها فسألها
فقالت : ما اعترفت إلا خوفا ، قال : فخلى عمر سيبلها ثم قال : عجزت النساء أن يلدن
مثل علي بن أبي طالب ، لولا علي لهلك عمر . ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد
الحليم الجندي في الإمام جعفر الصادق عليه السلام (ص 27 ط المجلس الأعلى للشؤون
الإسلامية - القاهرة) قال : لقد كان عمر على الحق إذ أمر ألا يفتي أحد بالمسجد وعلي
حاضر ، فجعل القضاء وقفا عليه في ساحة القضاء . وكان يقول : اللهم لا تنزل بي شديدة
إلا وأبو الحسن إلى جنبي . بل يحيل سائليه على علي ، ويجيب أذينة العبدي إذ يسأله :
من أين أعتمر ؟ ايت علي بن أبي طالب فاسأله . بل يقول : لولا علي لهلك عمر .
ص 474
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في المرتضى - سيرة سيدنا أبي الحسن علي
بن أبي طالب (ص 103 دار القلم) قال : وكان علي لسيدنا عمر ناصحا أمينا ، وقاضيا
في المعضلات حكيما ، يفض المشكلات ويزيح الشبهات ، حتى أثر عن سيدنا عمر أنه قال :
لولا علي لهلك عمر ، واشتهر في التاريخ والأدب وذهب مثلا : قضية ولا أبا حسن لها .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أقضاهم علي . ومنهم الدكتور محمد عبد
الرحيم محمد في المدخل إلى فقه الإمام علي رضي الله عنه (ص 3 ط دار الحديث -
القاهرة) قال : قول عمر : لولا علي لهلك عمر . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد
عبد الرحمن البكر في السلطة القضائية وشخصية القاضي في النظام الإسلامي (ص 101
ط 1 الزهراء للإعلام العربي) قال : وكان عمر رضي الله عنه يستشير علي بن أبي طالب ،
وكان يقول : لولا علي لهلك عمر . ومنهم الفاضل المعاصر المحامي الدكتور صبحي
محمصاني في تراث الخلفاء الراشدين في الفقه والقضاء (ص 93 ط دار العلم للملايين
- بيروت) قال : وكان عمر ، بوجه خاص ، يعتمد على علي بن أبي طالب ، وكان يقول ، كما
ذكرنا في فصل سابق : لولا علي لهلك عمر . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد يوسف
موسى القاهري في نظام الحكم في الإسلام (ص 62 ط العصر الحديث في بيروت سنة
1408) قال :
ص 475
يقول : لولا علي لهلك عمر . قول عمر لعلي عليه السلام أنت أعلمهم وأفضلهم رواه
جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة جمال الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن
علي الفيروز آبادي في طبقات الفقهاء (ص 7 نسخة مكتبة السلطان أحمد الثالث) قال
: وروى الحسن ، قال : جمع عمر أصحاب النبي صلى لله عليه وسلم يستشيرهم وفيهم علي
فقال : قل فأنت أعلمهم وأفضلهم . ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم بهاء الدين هبة
الله بن سيد الكل في كتابه الأنباء المستطابة (ق 59 نسخة جستربيتي) قال : ما
روى عبد الله بن بريدة قال : أتى انسان عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين ما
سبحان الله ؟ قال : لا أدري انطلق إلى هذا فاسأله ، يعني عليا ، فإنه كان يخبر إذا
سئل ، ويبتدئ إذا سكت ، قال : فأتاه ، قال : ما سبحان الله ؟ قال : تعظيم جلال الله
. وقال أيضا في ص 67 : ذكر الفيروزآبادي قال : روى الحسن : أن عمر بن الخطاب جمع
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشيرهم وفيهم علي عليه السلام ، فقال : قل
فأنت أعلمهم وأفضلهم .
ص 476
ومنهم الدكتور عبد الحميد المدرس بكليه الآداب بقنا - جامعة أسيوط في كتاب الباء
(ص 75 ط المكتبة الأزهرية للتراث) قال : لولا علي لهلك عمر . ومنهم العلامة الشيخ
أبو إسحاق إبراهيم الشيرازي في شرح اللمع (ج 2 ص 292 ط دار الغرب الإسلامي -
بيروت) قال : وقال [عمر] : لولا علي لهلك عمر . ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد
العربي التباني الجزائري المكي في تحذير العبقري من محاضرات الخضري (ج 2 ص 11
بيروت سنة 1404) قال : كلام الإمام الباقلاني في إمامة علي رضي الله عنه في كتابه
التمهيد - إلى أن قال : وقول مثل عمر فيه : لولا علي لهلك عمر . ومنهم العلامة عز
الدين أبو عبد الحميد المشتهر بابن أبي الحديد المتوفى سنة 656 في شرح نهج
البلاغة (ج 1 ص 46 ط مصطفى الباب الحلبي بمصر) قال : فإن من أنصف علم أنه لولا
سيف علي عليه السلام لاصطلم المشركون من أشار إليه وغيرهم من المسلمين وقد علمت
آثاره في بدر وأحد والخندق وخيبر وحنين وأن الشرك فيها فغر فاه ، فلولا أن سده
بسيفه لالتهم المسلمين كافة . والثانية علومه التي لولاها لحكم بغير الصواب في كثير
من الأحكام ، وقد اعترف له بذلك والخبر مشهور : لولا علي لهلك عمر . ومنهم العلامة
شميس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب
الإمام أبي الحسني علي بن أبي طالب (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية
بخراسان) قال :
ص 477
ولما أراد عمر رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر قال له علي : إن الله يقول (وحمله
وفصاله ثلاثون شهر ا) وقال : (وفصاله في عامين) ، فالحمل ستة أشهر والفصال في عامين
، فترك عمر رجمها وقال : لولا علي لهلك عمر . خرجه القلعي . ومنهم الفاضل المعاصر
عبد الرحمن الشرقاوي في علي إمام المتقين (ج 1 ص 87 ط مكتبة غريب الفجالة) قال
: أرسل أمراء جيوش الفتح مثل سعد بن أبي وقاص ، وأبي عبيدة بن الجراح إلى عمر يشكون
مقاتلين يحتفلون بعد الانتصارات باحتساء الخمر ، ويزعمون أنهم لم يجدوا في كتاب
الله ولا في سنة رسوله جزاء لشارب الخمر . وفزع عمر رضي الله عنه إلى علي كرم الله
وجهه يسأله ، فكر علي مليا ثم قال لعمر : يا أمير المؤمنين أليس المرء إذا شرب سكر
؟ وإذا سكر هذي ؟ وإذا هذي افترى ؟ وعلى المفتري ثمانون جلدة ؟ فكبر عمر أن وجد
الحكم الذي ينشده ، باجتهاد علي ، وقال : يجلد شارب الخمر ثمانين جلدة ، وظل يكبر
ويقول : لولا علي لهلك عمر . وهكذا جعل حد شرب الخمر هو حد القذف . فعلي كرم الله
وجهه ما كان يجد أمرا فيه فرج حتى يأخذ به ، من ذلك أن عمر استشار عددا من الصحابة
في امرأة قد زنت ، وشهد عليها أربعة شهداء عدول، فأجمعوا على رجمها ، فلما ذهبوا
ليرجموها، مر بهم علي فقال: ما شأن هذه ؟ قالوا: مجنونة بني فلان زنت ، فأمر بها
أن ترجم، فانتزعها علي من أيديهم وردهم، فرجعوا إلى عمر، فقال: ما ردكم؟ قالوا: ردنا علي، فقال عمر: ما فعل أبو الحسن هذا إلا لشيء قد علمه، فجاء علي شبه
غاضب، فسأله عمر: ما بالك قد رددت هؤلاء ؟ فقال علي: أما سمعت قول رسول الله صلى
الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث: عن المجنون حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى
ص 478
يعقل ؟ فما بال هذه ترجم ؟ فأطلقها عمر ، وجعل يكبر ويقول : لولا علي لهلك عمر .
وقال أيضا في ص 94 : وبلغ عمر بن الخطاب أن امرأة بغيا يدخل عليها الرجال ، فبعث
إليها رسولا فأتاها الرسول فقال لها : أجيبي أمير المؤمنين ، ففزعت المرأة فزعا
شديدا ، فأجهضها الفزع ، وأسقطت حملها ميتا ، فحزن عمر وأرسل إلى بعض الصحابة ، فقص
عليهم ما كان من أمره وأمر المرأة فقالوا : ما نرى عليك شيئا يا أمير المؤمنين ،
إنما أنت معلم ومؤدب ، فسأل عليا ، فقال علي : إن كانوا قاربوك في الهوى فقد أثموا
، وإن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا ، وأرى عليك الدية ، فقال عمر : صدقت يا أبا
الحسن . ثم عاد يكرر : والله لولا علي لهلك عمر ، أعوذ بالله من معضلة لا علي لها .
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في علي إمام الأئمة (ص 188 ط
دار مصر للطباعة) قال : ومن أقضيته كرم الله وجهه ما يرويه الثقات من أن أمير
المؤمنين عمر جئ إليه بامرأة حامل ليقيم عليها الحد وقد اتهمت عنده بالفجور ، فأمر
بها رضي الله عنه أن ترجم ، ولكن رحمة الله ساقت إليها الإمام كرم الله وجهه فردها
عن الحفرة ، ثم قال لأمير المؤمنين عمر : هل أمرت بها أن ترجم ؟ قال : نعم ، اعترفت
عندي بالفجور ، فقال الإمام كرم الله وجهه : لعلك انتهرتها أو أخفتها ، فقال عمر :
قد كان ذلك ، فقال الإمام : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا حد على
معترف بعد بلاء ، ومن قيد أو حبس هدد فلا إقرار له . ولم يجد عمر رضي الله تعالى
عنه ندحة عن إخلاء سبيلها ، فتركها ثم قال : عجز النساء أن يلدن مثل علي ، ثم قال :
لولا علي لهلك عمر .
ص 479
وقد تكررت هذه الكلمة من أمير المؤمنين عمر في أقضية الإمام كرم الله وجهه . وقال
أيضا في ص 226 : جئ إلى عمر بن الخضاب بجارية شهد عليها شهود بأنها بغت وفجرت .
وكان من قصتها أنها كانت يتيمة عند رجل وكان الرجل كثرا ما يغيب عن أهل ، فلما شبت
اليتيمة وبلغت مبلغ النساء خشيت زوجة الرجل أن يتزوجها زوجها فتصبح ضرتها بعد أن
كانت أمها ، فدعت بنسوة فأمسكنها ، فانتهزت الفرصة فأخذت عذرتها بإصبعها ، فلما قدم
زوجها من غيبته قذفت المرأة اليتيمة واتهمتها بالفاحشة ، وأقامت البينة من جاراتها
اللائي ساعدنها على ذلك الإثم الشنيع ، فرفع الزوج ذلك إلى عمر رضي الله عنه ، ولكن
عمر لم يدر كيف يقضي في هذه المعضلة ، فقال للرجل : إذهب إلى علي بن أبي طالب نذهب
نحن معك . ثم أتوا عليا كرم الله وجهه وقصوا عليه القصة ، فقال لزوجة الرجل : أمعك
برهان على ما تقولين في حق الجارية ؟ قالت المرأة : نعم لي شهود ، هؤلاء جاراتي
يشهدن عليها بما أقول ، فأمر الإمام كرم الله وجهه بإحضارهن ، فلما حضرن أخرج علي
سيفه من الغمد فطرحه بين يديه ، ثم أمر بكل واحدة منهن فأدخلت بيتا ، ثم دعا بامرأة
الرجل فجعل يحاورها ويداورها بكل وجه ولكنها أبت أن تنزل عن قولها ، فردها إلى
البيت الذي كانت فيه ، ثم دعا بإحدى الشاهدات وجثا على ركبتيه ثم قال : هل تعرفينني
؟ أنا علي بن أبي طالب وهذا سيفي في يدي ، وقد قالت زوجة الرجل ما قالت ثم رجعت إلى
الحق فأعيتها الأمان ، وإن أنت لم تصدقيني القول فلا بد لي من أن أمكن السيف منك ،
فالتفتت الشاهدة إلى عمر رضي الله عنه قائلة : يا أمير المؤمنين الأمان على الصدق ،
فقال لها : أصدقي يا امرأة ، فجعلت المرأة تقول : لا والله إن زوجة الرجل رأت
للجارية جمالا وهيئة فخشيت أن تفسد عليها زوجها فسقتها المسكر ، ثم دعتنا
ص 480
فأمسكناها لها فأزالت بكارتها بأصبعها ، فقال علي كرم الله وجهه : الله أكبر ،
والحمد لله الذي جعلني بعد دانيال أول من فرق بين الشهود لمعرفة الحقيقة ، ثم قضى
كرم الله وجهه عليهن بحد القذف ، وقد ألزمهن جميعا دية البكارة التي يسميها الفقهاء
بالعقر ، على أن يكون عقر تلك الأمة أربعمائة درهم . فهذه الأربعمائة درهم تعويض
للجارية عن عقرها بإزالة بكارتها . ولم يقف كرم الله وجهه عند هذا الحد في قضائه بل
تجاوز ذلك إلى ما يليق به في شرف نفسه وتمام عدله وانتصافه للمظلوم من الظالم ،
فجعل يؤنب المرأة المتهمة تأنيبا عنيقا حمل زوجها على أن يعلن في المجلس طلاقها ،
فأشار الإمام إلى زوجها بأن يتزوج الجارية ، وساق المهر لها من ماله كرم الله وجهه
ورضي الله عنه وأرضاه . ولم يشأ أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إلا أن يعلن إعجابه
بقضاء الإمام مكررا كلمته التي كان شديد الحرص على تكرارها : لولا علي لهلك عمر .
وقال أيضا في ص 243 : ومن أقضيته كرم الله وجهه قضاؤه في المرأة التي أنكرت ولدها
قائلة : إنه ليس ولدي . فذلك حيث يقول الثقة الذي روى هذه القصة : سمعت غلاما
بالمدينة يقول : يا أحكم الحاكمين أحكم بيني وبين أمي . فقال له أمير المؤمنين عمر
بن الخطاب : لماذا تشكو أمك يا غلام على هذه الصورة ؟ قال الغلام : يا أمير
المؤمنين إنها حملتني في بطنها تسعة أشهر ثم أرضعتني حولين كاملين : فلما كبرت
وعرفت الخير من الشر طردتني وزعمت أنها لا تعرفني ، فاستدعى المرأة أمير المؤمنين
عمر ثم سألها عما يقول الغلام ، فقالت : يا أمير المؤمنين والذي أحتجب بالنور فلا
عين تراه ، إنني لا أعرف هذا الغلام ولا أدري من أي الناس هو ، وهو يريد أن يفضحني
في عشيرتي وأنا لا أزال بكرا لم
ص 481
أتزوج ، فسألها عمر : هل لك شهود على ما تقولين ؟ فأجابت : نعم ، هؤلاء إخوتي ،
فاستدعاهم عمر فشهدوا عنده بأن الغلام كذاب وأنه يريد أن يفضح أختهم في عشيرتها
وأنها جارية لم تتزوج ، فقال عمر : إنطلقوا بهذا الغلام إلى السجن حتى نسأل ،
فأخذوا الغلام إلى السجن ، وفيما هم في الطريق إلى السجن تلقاهم الإمام كرم الله
وجهه ، فناداه الغلام : يا بن عم رسول الله ، إني غلام مظلوم ، ثم قص عليه ما كان
قد قصه على عمر ، فقال علي كرم الله وجهه : ردوه إلى أمير المؤمنين عمر . فلما ردوه
إليه قال لهم عمر : لقد أمرت به إلى السجن فلماذا رددتموه إلي ؟ فأجابوه : لقد
سمعناك تقول لا تعصوا لعلي أمرا ، وقد أمرنا علي أن نرده إليك وألا نذهب به إلى
السجن ، ثم جاء علي كرم الله وجهه فقال : لأقضين اليوم بقضاء يرضي رب العالمين ، ثم
أخذ يسأل المرأة : ألك شهود ؟ قالت : نعم ، ثم تقدم الشهود فشهدوا بأن المرأة ليست
أما للغلام وإنما هو يريد أن يفضحها في عشيرتها ، فقال الإمام علي كرم الله وجهه :
أشهد الله وأشهد من حضر من المسلمين أني قد زوجت هذا الغلام من هذه الجارية
بأربعمائة درهم ، أدفعها من مالي الخاص ، ثم نادى قمبرا مولاه أن يحضر الدراهم
فأتاه بها ، فصبها في يد الغلام قائلا له : صب هذا المال في حجر امرأتك ولا أراك
بعد ذلك إلا وبك أثر العرس . فقام الغلام فصب الدراهم في حجر المرأة فقال لها :
قومي معي إلى بيت الزوجية ، فصاحت المرأة : النار النار يا بن عم رسول الله ، أتريد
أن تزوجني من ولدي ؟ هذا والله ولدي ، وقد زوجني أخي هجينا فولدت منه هذا الغلام ،
فلما كبر أمروني أن أنتفي منه وأطرده مع أنه ولدي ، وفؤادي يحترق أسفا على ولدي ،
ثم أخذت بيد الغلام فانطلقت به ، فنادى عمر بأعلى صوته : واعمراه ! لولا علي لهلك
عمر . وقال أيضا في ص 245 .
ص 482
ومن فقهه كرم الله وجهه ما يروى عن سيعد بن المسيب ، عن حذيفة بن اليمان ، قال :
لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه حذيفة رضي الله عنه فقال له عمر : كيف أصبحت يا
حذيفة ؟ فقال حذيفة : كيف تريدني أصبح ؟ أصبحت أكره الحق ، وأحب الفتنة ، وأشهد بما
لم أره ، وأصلي على غير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء ، فغضب عمر غضبا
شديدا حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان ، ثم انصرف فمر بالإمام علي كرم الله وجهه
فقال له : ما أغضبك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر : لقيت حذيفة بن اليمان فسألته كيف
أصبح ؟ فقال : أصبحت أكره الحق ، فقال علي : صدق حذيفة ، أصبح يكره الموت والموت حق
، فقال عمر : وقال حذيفة : إنه يحب الفتنة ، فقال الإمام : صدق ، يحب المال والولد
، والله تعالى يقول : (إنما أموالكم فتنة) فقال عمر : وقال حذيفة : أشهد بما لم أره
، فقال الإمام : صدق ، يشهد بالوحدانية والموت والبعث والقيامة والجنة والنار
والصراط ، وهو لم ير ذلك كله ، وقال عمر : قال حذيفة : إنه يصلي على غير وضوء ،
فقال الإمام : صدق حذيقة ، إنه يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر :
يا أبا الحسن إن حذيفة قال أكبر من ذلك ، إن له في الأرض ما ليس لله في السماء ،
قال الإمام : صدق حذيفة ، لأن له في الأرض زوجة وله ولد ، وتعالى الله عن الزوجة
والولد ، فقال عمر : كاد يهلك ابن أم عمر ، ولولا علي لهلك عمر . وقال أيضا في ص
199 : ومن أقضيته التي يتلقاها أهل العلم بالقبول القائم على الإعجاب بعمله
والإذعان لفضله ، قضاؤه كرم الله وجهه الذي رواه القرطبي عن الشعبي حيث يقول : بلغ
عمر ابن الخطاب أن امرأة من قريش تزوجها رجل من ثقيف في عدتها ، فاستقدمها عمر مع
زوجها وفرق بينهما قائلا له : لا تتزوجها أبدا ، ثم جعل أمير المؤمنين عمر صداقها
في بيت المال ، وقد فشا ذلك في الناس ، فلما بلغ الإمام كرم الله وجهه جعل
ص 483
يقول : يرحم الله أمير المؤمنين عمر ، ما بال الصداق وبيت المال ؟ إنما جهل الزوجان
فعلى الإمام أن يردهما إلى السنة . فقال له قائل : فما تقول أنت فيهما ؟ فقال : لها
الصداق بما استحل منها ويفرق بينهما ، ولا جلد عليهما ، وعليها أن تكمل عدتها من
الأول ثم تعتد من الثاني عدة كاملة ثلاثة أقراء ، ثم يخطبها الرجل إن شاء فلما بلغ
ذلك أمير المؤمنين عمر خطب الناس فقال : أيها الناس ، ردوا الجهالات إلى سنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وليس لأحد أن يفتي في المسجد وعلي حاضر . ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور حسن محمود الشافعي في المدخل إلى دارسة علم الكلام (ص 345 ط
المطبعة الفنية) قال : وأمر عمر برجم امرأة حامل وأخرى مجنونة فنهاه علي عليه
السلام فقال : لولا علي لهلك عمر . ومنهم الفاضل المعاصر خالد محمد خالد في أبناء
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في كربلا (ص 22 ط 5 دار ثابت - القاهرة قال :
ووقف علي مع كلا الخليفتين يبثهما الرأي السديد ، النصح الأمين مما جعل أمير
المؤمنين عمر يشيد بسداد رأيه فيقول : لولا علي لهلك عمر .
مستدرك قول عمر يا بن
أبي طالب مازلت كاشف كل شبهة وموضح كل حكم 
قد مضى ما يدل عليه عن أعلام العامة في
ج 8 ص 204 ومواضع أخرى ،
ص 484
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم الفاضل المعاصر أحمد عبد
الجواد المدني في المعاملات في الإسلام (ص 29 ط مؤسسة الإيمان ودار الرشيد -
بيروت ودمشق) قال : عن سيعد بن جبير ، قال : أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بامرأة
قد ولدت ولدا له خلقتان : بدنان وبطنان وأربعة أيد ورأسان وفرجان ، هذا في النصف
الأعلى ، وأما في الأسفل فله فخذان وساقان ورجلان مثل سائر الناس ، فطلبت المرأة
ميراثها من زوجها ، وهو أبو ذلك الخلق العجيب ، فدعا عمر بأصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فشاورهم ، فلم يجيبوا فيه بشيء ، فدعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
فقال علي ، إن هذا أمر يكون له نبأ فاحبسها واحبس ولدها ، واقبض مالهم ، وأقم لهم
من يخدمهم وأنفق عليهم بالمعروف ، ففعل عمر ذلك ، ثم ماتت المرأة وشب الخلق وطلب
الميراث ، فحكم له علي بأن يقام له خادم خصي يخدم فرجيه ، ويتولى منه ما يتولى
الأمهات ما لا يحل لأحد سوى الخادم ، ثم إن أحد البدنين طلب النكاح ، فبعث عمر إلى
علي رضي الله عنه فقال : يا أبا الحسن ! ما تجد في أمر هذين ؟ إن اشتهى أحدهما شهوة
خالفه الآخر ، وإن طلب الآخر حاجة طلب الذي يليه ضدها ، حتى إنه في ساعتنا هذه طلب
أحدهما الجماع ، فقال علي : الله أكبر ، إن الله أحلم وأكرم من أن يرى عبد أخاه وهو
يجامع أهله ، ولكن عللوه ثلاثا ، فإن الله سيقضي قضاء في ما طلب هذا إلا عند الموت
، فعاش بعدها ثلاثة أيام ومات ، فجمع عمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فشاورهم فيه قال بعضهم : اقطعه حتى يبين الحي من الميت وتكفنه وتدفنه ، فقال عمر :
إن هذا الذي أشرتم لعجب أن نقتل حيا لحال ميت ، وضج الجسد الحي فقال : الله حسبكم ،
تقتلوني وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأقرأ القرآن ، فبعث إلى علي فقال : يا أبا الحسن ! أحكم فيما بين هذين الخلقين ،
فقال
ص 485
علي : الأمر فيه أوضح من ذلك وأسهل وأيسر ، الحكم أن تغسلوه وتكفنوه مع ابن أمه ،
يحمله الخادم إذا مشى فيعاون على أخاه ، فإذا كان بعد ثلاث جف فاقطعوه جافا ، ويكون
موضعه حيا لا يألم ، فإني أعلم أن الله لا يبقي الحي بعده أكثر من ثلاث يتأذى
برائحة نتنه وجيفته ، ففعلوا ذلك ، فعاش الآخر ثلاثة أيام ومات ، فقال عمر رضي الله
عنه : يا ابن أبي طالب ! فما زلت كاشف كل شبهة ، وموضح كل حكم . (أبو طالب المذكور)
ورجاله ثقات إلا أن سيعد بن جبير لم يدرك عمر . ومنهم الشريف عباس أحمد صقر وأحمد
عبد الجواد في جامع الأحاديث (القسم الثاني ج 4 ص 6) : فذكرا مثل ما تقدم عن
المعاملات في الإسلام - إلى أن قالا : يا بن أبي طالب ! فما زلت كاشف كل شبة ،
وموضح كل حكم . (أبو طالب المذكور) ورجاله ثقات إلا أن سيعد بن جبير لم يدرك عمر
رضي الله عنه . قول عمر أجعل بيتي وبينك من كنا أمرنا إذا اختلفنا أن نحكمه رواه
جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد رواس قلعه جي
في موسوعة فقه عمر بن الخطاب (ص 721 ط 3 دار النفائس - بيروت سنة 1406) قال :
وقال عمر لرجل : أجعل بيني وبينك من كنا أمرنا إذا اختلفنا في شيء أن
ص 486
نحكمه ، يعني علي بن أبي طالب . قول عمر لعلي عليه السلام بكم هدانا الله وبكم
أخرجنا من الظلمات إلى النور قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة ج 8 ص 205
ومواضع أخرى ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة
كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود سنة 588 والمتوفى 660 في بغية الطلب
في تاريخ حلب (ج 3 ص 1709 ط دمشق) قال : قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي ،
وأخبرنا به - إجازة أو سماعا - أبو علي حسن بن أحمد الأوقي قال : أخبرنا السلفي قال
: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين ابن مردك الكاتب - بالري - قال : أخبرنا إسماعيل
بن علي بن الحسين الحافظ السمان قال : أخبرنا أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان
التنوخي - بمعرة النعمان - ، وأبو الفتح المؤيد بن أحمد بن علي الخطيب - بحلب قالا
: حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن القاسم الحلبي - وقال المؤيد : المعروف بالمصري بحلب
- قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن المعروف بابن أبي نضلة ، الشيخ
الصالح ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن
عبد الله بن عباس قال : استعدى رجل على علي بن أبي طالب إلى عمر بن الخطاب ، وكان
علي جالسا في مجلس عمر بن الخطاب ، فالتفت عمر إلى علي فقال : يا أبا الحسن - وقال
المؤيد : قم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك - فقام علي فجلس مع خصمه فتناظرا ، وانصرف
الرجل ورجع علي إلى مجلسه فجلس فيه ، فتبين عمر التغير في وجهه فقال له : يا أبا
الحسن ما لي أراك متغيرا ، أكرهت ما
ص 487
كان ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : ولم ؟ قال لأنك كنيتني بحضرة خصمي ، فألا
قلت لي : قم يا علي فاجلس مع خصمك ، فأخذ عمر برأس علي فقبل بين عينيه ، ثم قال :
بأبي أنتم ، بكم هدانا الله ، وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور . ومنهم الفاضل
المعاصر الشيخ أبو نصر مبشر الطرازي الحسيني التركستاني المولود بطراز سنة 1314 في
كتابه الإسلام الدين الفطري الأبدي (ج 2 ص 93 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال
: منها أن يهوديا شكى علي بن أبي طالب إلى عمر بن الخطاب في عهد خلافته ، فلما حضر
علي ومثل بين يدي أمير المؤمنين نظر إليه ، وقال له: يا أبا الحسن اجلس، فظهرت
آثار الغضب على وجه علي، فقال له عمر : أكرهت يا علي أن يكون خصمك يهوديا وأن تمثل
معه أمام القضاء ؟ هكذا ظن عمر في هذه الظاهرة كما يغلب ، فقال علي : لا ! ولكنني
غضبت لأنك لم تسوبيني وبينه بأن كنيتني فقلت يا أبا الحسن ، يريد علي رضي الله عنه
أن التكنية تعظيم ، يخالف العدالة أمام القضاء ، وكان عليه أن يناديه باسمه لا
بكنيته .
مستدرك قول عمر أعوذ بالله من أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن

قد
مضى ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 209 ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى
سنة 711 في
ص 488
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 25 ط دار الفكر) قال : وعن أبي سعيد
الخدري : أنه سمع عمر يقول لعلي وسأله عن شيء فأجابه ، فقال له عمر : نعوذ بالله من
أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن . ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد
الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي
طالب (ص 27 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال : وعن أبي سعيد الخدري
: أنه سمع عمر يقول لعلي وقد سأله عن شيء فأجابه : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست
فيهم يا أبا الحسن . ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه مسند علي بن أبي طالب (ج 1 ص 136 ط المطبعة العزيزية
بحيدر آباد ، الهند) قال : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : حججنا مع عمر بن
الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ،
ولولا أني رأيت رسول الله صلى عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ثم قبله ، فقال له علي بن
أبي طالب : يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع . قال : بم ؟ قال : بكتاب الله عز وجل .
قال : وأين ذلك من كتاب الله ؟ قال : قال الله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذرياتهم) إلى قوله بلى خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب
وأنهم العبيد ، وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق وكان لهذا الحجر عينان ولسان
، فقال له : افتح فاك ، ففتح فاه فألقمه ذلك الرق ، فقال : أشهد لمن وافاك
بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يؤتى
يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد ،
ص 489
فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع ، فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قول لست فيهم
يا أبا الحسن . (الجندي في فضائل مكة ، وأبو الحسن القطان في الطوالات) .
مستدرك
رجوع عمر إلى علمه عليه السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص
215 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق : فنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة الله سيد الكل القفطي
الشافعي في الأنباء المستطابة في فضل الصحابة والقرابة (ق 59 والنسخة مصورة من
مخطوطة مكتبة جستربيتي) قال : ومن ذلك ما روي أن عمر بن الخطاب أنهى إليه أن امرأة
زوجها عادى أنه يتحدث إليها فبعث إليها رسولا فجاءت وهي حبلى متم، فلما كانت ببعض
الطريق أخذها الطلق فنظرت إلى أدنى باب يليها فولدت فضرب أو فصوت ثم مات، فانطلق
الرسول إلى عمر فأخبره أنها جاءت وولدت ببعض الطريق غلاما فضرب أو، صوت ثم مات ،
فاستشارهم فقالوا : يا أمير المؤمنين إنما أنت وال ناصح الشاهد والغائب وما نرى
عليك من إثم . قال : وعلي عليه السلام في مؤخر البيت فقال ، يا أبا حسن ما ترى أنت
؟ قال : لا أدري الذي يرون إن كانوا قاربوك فقد غشوك وإن يكن هذا جهد رأيهم فقد قصر
رأيهم ، أما الدية فعليك أما المأثم فأنا أرجو أن يكون الله قد وضعه عنك إنما أنت
وال ناصح للشاهد والغائب . قال : صدقت ونصحت عزمت عليك أن لا تبرح حتى تقسمها على
بني أبيك . ومن ذلك ما روى عن موسى بن طلحة عن أبيه قال : أتي عمر مال فقسمه وفضل
ص 490
فضلة فاستشار أصحابه فقالوا: خذها لنفسك، ثم التفت إلى علي فقال: متقول يا أبا
حسن؟ فقال: أرى أن تقسمه حتى لا يبقى منه شيء. ثم التفت إلى علي عليه السلام
فقال: ويد لك مع أياد لم أختزل بها، أما والله لئن بقيت ليأتين الراعي نصيبه من
هذا المال باليمن ودمه في وجهه . ومن ذلك ما روي عن طلحة بن عبيد الله قال: أتي
عمر رضي الله عنه بمال فقسمه بين الناس وفضل فضلة، فاستشار فيه فقالوا: لو تركته
لحدث أو نائبة إن كانت وعلي في القوم لا يتكلم قال: ما لك يا أبا الحسن لا تتكلم؟
قال: قد أخبرك القوم، قال لتقولن. قال: إن الله فرغ من قسم هذا المال وذكره
حديث مال البحرين حيث جئ به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمه وحال بينه وبين
أن يقسمه كله الليل أو صلاة من الصلوات فرأي ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى فرغ منه قال: لا جرم لتقسمنه. قال: فقسمه علي عليه السلام. قال طلحة:
فأصابني من البقية ثمان مائة درهم . ومن ذلك ما روي عن عبيدة بن رفاعة عن أبيه قال: جلس إلى عمر علي والزبير وسعد في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم
فتذاكروا العول فقالوا: لا نأمر به، فقال: إنهم يزعمون إنها الموؤدة الصغرى،
فقال علي عليه السلام: لا تكون موؤدة حتى تمر عليها التارات السبع حتى يكون سلالة
من طين ثم يكون نطفة ثم يكون علقة ثم يكون مضغة ثم يكون عظما ثم يكون لحما ثم يكون
خلقا آخر، فقال عمر: صدقت أطال الله بقاءك. ومن ذلك ما روي عن جابر قال: كان
لأهل بلد مجلس مع عمر لا يجلسه غيرهم وكان علي عليه السلام أولهم دخولا وآخرهم
خروجا.
مستدرك قول عمر الآخر أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال

قد تقدم ما يدل
عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 433 وج 15 ص 644
ص 491
ومواضع أخرى ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة
جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في مختصر تاريخ دمشق (ج 17 ص 335 ط دار الفكر
في دمشق) قال : وروي عن عمر بن خطاب قال : لقد أعطي علي بن أبي ثلاث خصال لئن تكون
لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم . قيل : وما هن يا أمير المؤمنين ؟ قال
: تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسكناه المسجد مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا يحل لي فيه ما حل له ، والراية يوم خبير . وروي عنه أيضا قال :
لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم :
تزوج فاطمة بنت رسول الله فولد الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسد الأبواب كلها إلا باب علي ودفع إليه يوم
خيبر . ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري المتوفى سنة 1372 في
كتابه أحسن القصص (ج 3 ص 214 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : وأخرج أبو
يعلى ، عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أعطي علي ثلاث خصال ، لأن تكون
لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم . فسئل : وما هن ؟ قال : تزوجه فاطمة
وسكناه المسجد ، لا يحل لي فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر . ومنهم العلامة الشيخ
المقري شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 833 في
المناقب تهذيب أسنى المطالب (ص 68 ط بيروت) قال :
ص 492
أخبرتنا الشيخة أم محمد دست العرب ابنة محمد بن علي بن أحمد المقدسية فيما شافهتني
به قالت : أخبرنا جدي المذكور ، عن أبي سعد الصفار ، أخبرنا أبو القاسم الشحامي ،
أخبرنا أبو بكر الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله بن البيع الحافظ ، أخبرنا الحسن بن
محمد بن إسحاق الإسفرايني ، حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء ، حدثنا علي بن
عبد الله بن جعفر المديني ، حدثني أبي ، أخبرني سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن
أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب - فذكر مثل ما تقدم - وزاد : أخرجه الحاكم في
صحيحة وقال : صحيح الأسناد ولم يخرجاه . ومنهم الشيخ قرني طلبة البدوي في العشرة
المبشرون بالجنة (ص 208 ط محمد علي صبيح بمصر) قال : وأخرج أبو يعلى ، عن أبي
هريرة قال : قال عمر بن الخطاب - فذكر مثل ما تقدم ، وزاد : تاريخ الخفاء للسيوطي ص
172 . ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 25 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال : وعن ابن عمر - فذكر الحديث عنه ثم قال : وعن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ومثله . وأخرجه السمان في الموافقات . ومنهم الفاضل
المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في الإمام جعفر الصادق عليه السلام (ص 28 ط
المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - القاهرة) فذكر مثل ما تقدم .
ص 493
مستدرك قول عمر بن الخطاب لا يتم شرف إلا بولاية علي بن أبي طالب

رواه جماعة من
أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الشيخ أبو القاسم بهاء الدين هبة الله بن عبد الله
في الأنباء المستطابة (ق 64 نسخة مكتبة جستربيتي) قال : منها ما روي من قول عمر
: تحببوا إلى الأشراف وتوددوا إليهم واتقوا على أعراضهم من السفلة وأعلموا أنه لا
يتم شرف إلا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام .
مستدرك قول عمر لعلي ثماني عشر
سابقة وشركناه في الخمس 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 118
ومواضع أخرى ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة
أبو القاسم بهاء الدين هبة الله بن عبد الله ابن سيد الكل في الأنباء المستطابة
(ق 66 نسخة مكتبة جستربيتي) قال : ومن ذلك ما روي عن جابر قال : قال عمر : لأصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني عشر سابقة خص علي بن أبي طالب منها بثلاثة عشر
وشركنا في الخمس .
ص 494
مستدرك قول عمر لا أبقاني الله بعدك يا علي

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام
العامة في ج 8 ص 212 ومواضع أخرى ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق : فمنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد
المدنيان في جامع الأحاديث (القسم الثاني ج 3 ص 738 ط دمشق) قالا : عن ابن عباس
رضي الله عنه قال : وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه واردة قام وقعد ، وتغير
وتربد ، وجمع لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعرضها عليهم ، وقال : أشيروا علي
، فقالوا جميعا : يا أمير المؤمنين ! أنت المفزع وأنت المنزع ، فغضب عمر وقال :
اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ! ما
عندنا مما تسأل عنه شيء ، فقال : أما والله ، إني لأعرف أبا بجدتها وابن بجدتها ،
وأين مفزعها وأين منزعها ، فقالوا : كأنك تعني ابن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال
عمر : لله هو ، وهل طفحت حرة بمثله وأبرعته ، انهضوا بنا إليه ، فقالوا : يا أمير
المؤمنين ! أتصير إليه ، يأتيك ، فقال : هيهات هناك شجنة من بني هاشم ، وشجنة من
الرسول ، وأثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي ، في بيته يؤتى الحكم فاعطفوا نحوه فألفوه
في حائط له وهو يقرأ : (أيحسب الانسان أن يترك سدي) ويرددها ويبكي ، فقال عمر لشريح
: حدث أبا حسن بالذي حدثتنا به ، فقال شريح : كنت في مجلس الحكم ، فأتى هذا الرجل
فذكر أن رجلا أودعه امرأتين : حرة مهيرة ، وأم ولد ، فقال له : أنفق عليهما حتى
أقدم ، فلما كان في هذه الليلة وضعتا جميعا ، إحداهما ابنا : والأخرى بنتا .
وكلتاهما تدعي الابن وتنتفي من البنت من أجل الميراث . فقال له : بم قضيت بينهما ؟
فقال شريح : لو كان عندي ما أقضي به بينهما لم آتكم بهما ، فأخذ علي رضي الله عنه
تبنة من الأرض فرفعها فقال :
ص 495
إن القضاء في هذا أيسر من هذه . ثم دعا بقدح ، فقال لإحدى المرأتين : إحلبي فحلبت ،
فوزنه ثم قال للأخرى : إحلبي ، فحلبت ، فوزنه فوجده على النصف من لبن الأولى ، فقال
لها : خذي أنت ابنتك ، وقال للأخرى : خذي أنت ابنك ، ثم قال لشريح : أما علمت أن
لبن الجارية على النصف من لبن الغلام ، وأن ميراثها نصف ميراثه ، وأن عقلها نصف
علقه ، وأن شهادتها نصف شهادته ، وأن ديتها نصف ديته ، وهي على النصف في كل شيء ،
فأعجب به عمر رضي الله عنه إعجابا شديدا ثم قال : أبا حسن ! لا أبقاني الله لشدة
لست لها ، ولا في بلد لست فيه ، (أبو طالب علي بن أحمد الكاتب في جزء من حديثه)
وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني قال في المغني : وثقه ابن معين وغيره . ومنهم
الفاضل المعاصر أحمد عبد الجواد المدني في المعاملات في الإسلام (ص 27 ط مؤسسة
الإيمان ودار الرشيد - بيروت ودمشق) قال : عن ابن عباس رضي الله عنه قال : وردت على
عمر بن الخطاب رضي الله عنه واردة قام منها وقعد ، وتغير وتربد ، وجمع لها أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم فعرضها عليهم ، وقال : أشيروا علي ، فقالوا جميعا : يا
أمير المؤمنين ! أنت المفزع وأنت المنزع ، فغضب عمر - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن
جامع الأحاديث بعينه وقال في آخره : أخرجه أبو طالب علي بن أحمد الكاتب في جزء من
حديثه . وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال في المغني : وثقه ابن معين وغيره ،
وقال أبو داود : ضعيف ، وقال (عد) : أرجو أنه لا بأس به ، قال الذهبي : وأما تشيعه
فقل ما شئت ، كان يكفر معاوية . ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في علي
إمام المتقين (ج 1 ص 104 ط مؤسسة الوفاء) قال : واجتمع عند عمر مال ، فقسمه ،
فبقي منه شيء فاستشار بعض الصحابة فيما بقي
ص 496
قالوا : نرى أن تمسكه فإن احتجت إلى شيء كان عندك ، فسأل عليا : ما لك لا تتكلم يا
أبا الحسن ؟ قال : قد أشار عليك القوم ، قال : وأنت فأشر ، قال : أرى أن تقسمه ،
فقسمه عمر . وقال : يا أبا الحسن لا أبقاني الله لشدة لست لها ، ولا لبلد لست فيه .
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في تحذير
العبقري من محاضرات الخضري (ج 2 ص 17 ط بيروت سنة 1404) قال : وعن يحيى بن عقيل ،
قال : كان عمر يقول لعلي إذا سأله ففرج عنه : لا أبقاني الله بعدك يا علي . أخرجهما
ابن السمان . ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود الكردي البازلي الشافعي المتوفى سنة
925 في غاية المرام (ص 75 نسخة جستربيتي) قال : قال ابن عقيل : كان عمر يقول
لعلي فيما يسأله ويجيبه : لا أبقاني الله بعدك . ومنهم العلامة أبو الفرج عبد
الرحمن بن الجوزي في مناقب عمر بن الخطاب (ص 125 ط دار الكتاب العربي - بيروت
سنة 1405) قال : عن أبي سعيد الخدري رحمه الله قال : حججنا مع عمر رضوان الله عليه
، أول حجة حجها من إمارته ، فلما دخل المسجد الحرام ، دنا من الحجر الأسود فقبله ،
واستلمه وقال : أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا إني رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم قبلك واستلمك ما قبلتك ولا استلمتك ، فقال له علي رضوان الله عليه : لا
يا أمير المؤمنين إنه ليضر وينفع ، ولو علمت تأويل ذلك من كتاب الله لعلمت أن الذي
أقول لك ، كما يقول ، قال الله عز وجل : (وإذ أخذ ربك من بني آدم) إلى قوله تعالى
بلى ، فلما أقروا أنه الرب عز وجل ، وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق ، ثم
ص 497
ألقمه هذا الحجر ، وله عينان ، ولسان وشفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة ، فهو أمين
الله في هذا المكان ، قال عمر رضوان الله عليه : لا أبقاني الله بأرض لست بها يا
أبا الحسن . ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في تاريخ دمشق (ج 18 ص 25) روى
عن أبي سعيد الخدري مثله بعينه ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني
الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ق
27 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وعن يحيى بن عقيل قال: كان
عمر يقول لعلي إذا سأله ففرج عنه: لا أبقاني الله بعدك يا علي. نزع عمر رداءه
وبسطه تحت قدمي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام رواه جماعة من أعلام
العامة في كتبهم. فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم هبة الله بن عبد الله المشتهر
بابن سيد الكل في الأنباء المستطابة (ص 62 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي
بإيرلندة) قال روي أن عمر قصد عليا في بيان له في جماعة من الصحابة لزيارته والحديث
معه فقال له علي: يا أمير المؤمنين أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل فقال لك
أحدهم: أنا ابن عم موسى كانت له أثرة على أصحابه؟ قال عمر: نعم، قال علي:
ص 498
فأنا والله أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزع عمر رداءه فبسطه وقال : والله
لا يكون لك مجلس غيره حتى نفرق ، فلم يزل علي جالسا عليه حتى تفرقوا . قول عمر
عين من عيون الله أو نظرت بنور الله رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 27 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال : وعن محمد بن زياد قال : كان عمر حاجا فجاءه رجل قد
لطمت عينه فقال : من لطم عينك ؟ قال : علي بن أبي طالب ، فلم يسأله لم لطمه ، فجاء
علي ولرجل عنده فقال : هذا الرجل يطوف بالبيت وهو ينظر إلى الحرم في الطواف ، فقال
عمر : لقد نظرت بنور الله . ومنهم العلامة ابن الأثير في النهاية (في لفظة عين)
قال : وفي حديث عمر : إن رجلا كان ينظر في الطواف إلى حرم المسلمين فلطمه علي عليه
السلام واستعدى عليه عمر فقال : ضربك بحق أصابته عين من عيون الله ، أراد خاصة من
خواص الله ووليا من أوليائه .
ص 499
مستدرك قول عمر بن الخطاب في شأن أمير المؤمنين علي(ع) إنه مولاي

قد
تقدم نقل ما يدل عن أعلام العامة في ج 6 ص 368 وج 17 ص 433 ومواضع أخرى من الكتاب ،
ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة الشيخ محمد بن
داود البازلي في غاية المرام في رجال البخاري (ص 72 والنسخة مصورة من مكتبة
جستربيتي بإيرلندة) قال : روي عن البراء بن عازب وزاد : فقال عمر : أصبحت يا بن أبي
طالب اليوم ولي كل مؤمن . ومنهم العلامة صاحب مختار مناقب الأبرار (ص 17 مصورة
مكتبة جستربيتي) قال : وفي رواية فقال عمر بن الخطاب لعلي : أصبحت مولى كل مؤمن .
ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري المتوفى سنة 710 في مختصر تاريخ
دمشق (ج 17 ص 358 ط دار الفكر) قال : وعن أبي فاختة قال : أقبل علي وعمر جالس في
مجلسه ، فلما رآه عمر تضعضع وتواضع وتوسع له في المجلس ، فلما قام علي قال بعض
القوم : يا أمير المؤمنين إنك تصنع لعلي صنعا ما تصنع بأحد من أصحاب محمد ، قال عمر
: ما رأيتني أصنع به ؟ قال : رأيتك كلما رأيته تضعضعت وتواضعت وأوسعت حتى يجلس ،
قال : وما يمنعني والله إنه لمولاي ومولى كل مؤمن .
ص 500
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري في تفسير آية المودة (ق
26 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب قم الشخصية) قال : وأخرج الدارقطني أيضا عن سالم بن
أبي الجعد ، قال : قيل لعمر بن الخطاب : أنك تصنع لعي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إنه مولاي . وقال أيضا فيه بعد ذكر قول النبي صلى
الله عليه وآله من كنت مولاه . . الخ : ومن رواية عقبة : وعاد من عاداه وأحب من
أحبه وأبغض من أبغضه واخذل من خذله ، فقال أبو بكر وعمر : أمسيت يا ابن أبي طالب
مولى كل مؤمن ومؤمنة . ومنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة الله بن عبد
الله المشتهر بابن سيد الكل المتوفى سنة 697 في الأنباء المستطابة (ق 58
المصورة من مكتبة جستربيتي) قال : روي عن سالم بن أبي الجعد ، قال : قيل لعمر بن
الخطاب : إنك تصنع لعلي عليه السلام ما لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه
وآله ؟ قال : إنه مولاي .
مستدرك قول عمر اللهم لا تنزل بي شدة إلا وأبو الحسن في
جنبي 
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 207 وج 17 ص 441 ،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم الفاضلان المعاصران
الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد