الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج31)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 501

المدنيان في جامع الأحاديث (القسم الثاني ج 4 ص 518 ط دمشق) قالا : عن محمد بن الزبير ، قال : دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بشيخ قد التقت ترقوتاه من الكبر ، فقلت له : يا شيخ من أدركت ؟ قال : النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت : ما غزوت ؟ قال : اليرموك ، قلت : حدثني بشيء سمعته ، قال : خرجت مع فتية من عك والأشعريين حجاجا ، فأصبنا بيض نعام ، فذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فأدبر وقال : اتبعوني حتى انتهى إلى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب في حجرة منها فأجابته امرأة ، فقال : أثم أبو الحسن ، فقالت : لا ، هو في المقتات ، فأدبر ، وقال : اتبعوني حتى انتهى إليه ، فقال : مرحبا يا أمير المؤمنين ، قال : إن هؤلاء فتية من عك والأشعريين أصابوا بيض نعام وهم محرمون ، قال : ألا أرسلت إلي ؟ قال : أنا أحق بإتيانك ، قال : تضربون الفحل قلائص أبكارا بعدد البيض فما نتج منها أهدوه ، قال عمر رضي الله عنه : فإن الإبل تحرج ، قال علي رضي الله عنه : والبيض يزق ، فلما أدبر قال عمر : اللهم لا تنزلن شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي . (كر) . ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) فذكر مثل ما تقدم عن جامع الأحاديث .

ص 502

قول عمر أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن علي بن أبي طالب قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 193 وج 17 ص 436 ومواضع أخرى ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة أبو بكر جابر الجزائري في العلم والعلماء (ص 172 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال : وعن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخضاب يتعوذ من معضلة ليس فيها أبو حسن ، وسار بذلك مثل : مشكلة ولا أبا حسن لها ! ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 35 ط دار الفكر) قال : وعن سعيد بن المسيب قال : قال عمر بن الخطاب : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن ، علي بن أبي طالب . ومنهم أبو الفرح عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في المنتظم في ي تاريخ الملوك والأمم (ج 5 ص 68 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال : كان أبو بكر وعمر يشاورانه ويرجعان إلى رأيه ، وكان كل الصحابة مفتقرا إلى علمه ، وكان عمر يقول : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور مصطفى الشكعة في إسلام بلا مذاهب (ص 118 ط 8 الدار المصرية اللبنانية - القاهرة) قال :

ص 503

فإذا مات أبو بكر لا يلبث المسلمون جميعا أن يرتضوا مشورته قبل وفاته باختيار الخيفة العظيم عمر بن الخطاب ومن بينهم علي ، وكان الخليفة يستعين به في حل عظائم الأمور ويقول : أعوذ بالله من مشكلة ليس فيها أبو حسن (وهي كنية الإمام علي) . ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في علي إمام المتقين (ج 1 ص 104 ط مؤسسة الوفاء) قال : ورفعت إلى عمر قضية امرأة ولدت لستة أشهر ، فأمر برجمها فجاءت أختها إلى علي تستصرخه ، فذهب إلى عمر وقال : إن الله عز وجل يقول : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) وقال تعالى : (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ، فالفصال أربعة وعشرون شهرا والحمل ستة أشهر ، تلك ثلاثون شهرا . فخلى عمر سبيلها . قال : أعوذ بالله من معضلة لس لها أبو الحسن ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي في تبصرة المبتدي (ص 196 نسخة مكتبة جستربيتي) قال : وكان الخلق يحتاجون إلى علم علي حتى قال عمر : آه من معضلة ليس لها أبو الحسن . ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال : وعن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ من معضل ليس لها أبو الحسن ، خرجه الإمام أحمد .

ص 504

ومنهم الحافظ صلاح الدين خليل بن سيف الدين كيكلدي بن عبد الله العلائي الشافعي المولود سنة 694 والمتوفى سنة 761 في كتابه إجمال الإصابة في أقوال الصحابة (ص 56 ط جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت سنة 1407) قال : وكان عمر رضي الله عنه يقول : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن . يعني علي ابن أبي طالب رضي الله عنه . ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهري المتوفى سنة 1372 في كتابه أحسن القصص (ج 3 ص 205) قال : روي أن رجلا أتى عمر بن الخطاب - إلى أن قال : فقال عمر رضي الله عنه . أعوذ بالله من معضلة لا علي لها . ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام (ج 3 ص 638) قال : وقال ابن المسيب ، عن عمر قال : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (ص 39 ط القاهرة سنة 1399) قال : عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو حسن . منهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه العلم والعلماء (ص 173 ط دار الكتب السلفية بالقاهرة 1403) قال : وعن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس فيها أبو حسن ، وسار بذلك مثل : مشكلة ولا أبا حسن لها !

ص 505

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في تحذير العبقري من محاضرات الخضري (ج 2 ص 17 ط بيروت سنة 1404) قال : وعن أبي سعيد الخدري : سمع عمر بقول لعلي وقد سأله عن شيء فأجابه : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن . وأخرج ابن سعد أيضا ، عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن - يعني عليا - . ومنهم العلامة حسام الدين المردي في آل محمد (ص 48) قال : أخرج الإمام أحمد وأبو عمر وابن سعد هم جميعا يرفعه بسنده عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن - يعني عليا ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل (ص 213) قال : قال عمر بن الخطاب في عدة وقايع وقعت أيام خلافته : لولا علي لهلك عمر لما رأى من تحقيقه وإصابته ، وقال رضي الله تعالى عنه مرة أخرى : اللهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي . وقال مرة أخرى عليه رضوان الله تعالى : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها . وقد سأله شيئا فأجابه في بعض الزمن فقال : أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه أبا الحسن وباهتك فخرا وسؤددا لمولانا أمير المؤمنين إذ اعترف له بالفضل أفضل أفاضل زمانه واعترف هذا الحبر وهو أعلم علماء الصحابة من بحر علومه وبيانه . ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين يوسف بن شاهين العسقلاني (سبط ابن حجر) في كتابه رونق الألفاظ لمعجم الحفاظ (ص 339 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب

ص 506

إسلامبول) قال : وقال يحيى بن سعيد ، عن سعيد المسيب : كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن . ومنهم العلامة الشيخ قرني طلبة البدوي في العشرة المبشرون بالجنة (ص 207 ط محمد علي صبيح بصر) قال : قال : وأخرج عن سيعد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس فيها أبو الحسن . وأخرج عنه قال : لم يكن أحد من الصحابة يقول : سلوني إلا علي . ومنهم العلامة محمد بن أحمد الخفاجي في تفسير آية مودة القربى (ص 72) قال : وكان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن . ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الشافعي المتوفى سنة 925 في كتابه غاية المرام (ص 70 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال : قال سعيد بن المسيب : كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن - يعني عليا . وقال أيضا في ص 75 مثل ذلك . ومنهم العلامة الشيخ محمد توفيق بن علي البكري الصديقي المتوفى سنة 1351 في كتابه بيت الصديق (ص 272 ط مصر سنة 1323) قال :

ص 507

وروى أيضا ، قال : كان عمر بن الخضاب رضي الله عنه يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن . ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في التبر المذاب (ص 36 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال : وذكر عند الإمام عمر بن الخطاب حلي الكعبة وكثرته ، فقال قوم : لو أخذته فجهزت جيوش المسلمين كان أعظم للأجر وما تصنع الكعبة بالحلي فهم بذلك . وسئل عنه علي عليه السلام فقال : إن القرآن أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم والأموال أربعة أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرائض والفئ فقسمه على مستحقيه والخمس فوضعه الله حيث وضعه والصدقات فجعلها الله حيث جعلها وكان حلي الكعبة فيها حينئذ فتركه الله على ولم يتركه نسيانا ولم يخف عليه مكانا فأقره حيث أقره الله رسوله صلى الله عليه وسلم . فقال عمر لعلي عليه السلام : وفقت وسددت ، لا عشت لمعضلة لست لها يا أبا الحسن . ومنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ابن سيد الكل القفطي الشافعي في كتابه الأنباء المستطابة (ص 59 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي) قال : ومن ذلك ما روي عن عمر أنه قال : ما أحب أن أكون في بلد ليس فيها أبو الحسن يعني علي بن أبي طالب . وروي أنه كان يقول : أعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو حسن . وقال أيضا في 63 : ومما ذكره القاضي أبو بكر بن الطيب من أقوال عمر في فضائل علي عليه السلام فمن ذلك ما روي عن عمر قوله المشهور : لولا علي لهلك عمر .

ص 508

ومنها قوله : أعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو حسن . ومنها قوله : أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو حسن . ومنهم العلامة السيد حسين ابن السيد روشن عليشاه الحسيني النقوي البخاري الحنفي الهندي في كتابه تحقيق الحقائق ، گلزار مرتضوي - محبوب التواريخ (ص 7 ط أحسن المطابع في لاهور) قال : أما عمر فقد عرف كل رجوع إليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة وقوله غير مرة : لولا علي لهلك عمر . وقولة : لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن . وقوله : لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر . ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن الحنفي البغدادي المعرف بابن الجوزي المتوفى 597 في المصباح المضيئ (ج 1 ص 359 ط مطبعة الأوقاف في بغداد) قال : وكان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن . ومنهم عبد الله بن نوح الجيانجوري المتولد سنة 1324 في الإمام المهاجر (ص 156 ط دار الشروق بجدة) قال : أما قضاياه فكثيرة ، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : علي أقضانا ، وكان يتعوذ بالله من قضية ليس لها أبو الحسن . ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في كتابه الجوهرة (ص 72 ط دمشق) قال : وحدث أحمد بن زهير قال : نا عبيد الله بن عمر القواريري ، نا مؤمل بن

ص 509

إسماعيل ، حدثنا سفيان الثوري ، عن يحيى بن سيعد ، عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن . ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري المتوفى سنة 1096 في تفسير آية المودة (ص 72 نسخه إحدى مكاتب قم) قال : وكان [علي عليه السلام] غزير العلم ، وكان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن . ومنهم العلامة محمد بن علي الحنفي المصري في كتاب إتحاف أهل الإسلام (والنسخة مصورة من مكتبة الظاهرية بدمشق) قال : وأخرج ابن سعد ، عن سعيد بن المسيب ، قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن - يعني عليا . ومنهم العلامة جمال الإسلام أبو السحاق إبراهيم بن علي الفيروز آبادي في طبقات الفقهاء (ص 7 والنسخة مصورة من مكتبة السلطان أحمد الثالث في إسلامبول) قال : وروي عن سعيد بن المسيب ، قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن . قول عمر لعلي عليه السلام لأشكرن لك في الدنيا والآخرة رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص 510

فمنهم الشيخ أبو القاسم بهاء الدين هبة الله بن عبد الله المشتهر بابن سيد الكل في الأنباء المستطابة (ق 60 نسخة مكتبة جستربيتي) قال : ومن ذلك ما روي أن عمر بن الخطاب استشار الناس فقال : ما تقولون في شيء فضل عندنا من هذا المال ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك . فقال لعلي : ما تقول ؟ قال : قد أشاروا عليك . قال : قل يا علي ، قال : لم تجعل نفسك طيبا وعلمك جهلا . قال : لتخرجن مما قلت ؟ قال : أجل والله لأخرجن منه ، أما تذكر إذ بعثك رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا وأتيت العباس ابن عبد المطالب فمنعك صدقته فأتيتني فقلت : انطلق معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنخبره بما صنع العباس ، فأتيناه فوجدناه خاترا فرجعنا ثم أتيناه في اليوم الثاني فوجدناه طيب النفس فأخبرناه بما صنع العباس فقال : أما علمتم أن عم الرجل صنو أبيه ؟ فأخبرنا بالذي رأيناه من ختور نفسة في اليوم الأول وطيب نفسه في اليوم الثاني ، فقال : إنكما أتيتماني في اليوم الأول وقد بقي من الصدقة ديناران فخشيت أن يأتيني الموت قبل أن أوجههما ثم أتيتماني هذا اليوم وقد وجهتهما ، فالذي رأيتما من طيب نفسي لذلك . فقال عمر : صدقت والله لأشكرن لك في الدنيا والآخرة .

مستدرك قول ابن عمر أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب القوم في ج 4 ص 433 وج 15 ص 644 ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنا فيما سبق : فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي

ص 511

المتوفى سنة 307 في مسند أبي يعلى (ج 9 ص 452 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال : حدثنا نصر بن علي ، أخبرنا عبد الله بن داود ، عن هشام بن سعد ، عن عمر بن أسيد ، عن ابن عمر قال : كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : النبي ، ثم أبو بكر ، ثم عمر ، ولقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون في واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : تزوج فاطمة وولدت له ، وغلق الأبواب غير بابه ، ودفع الراية إليه يوم خيبر . ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (ج 10 ص 203 ط دار الفكر في بيروت) فذكر مثل ما تقدم ، عن مسند أبي يعلى ، عن ابن عمر - وقال في آخرة : وقد روي هذا الحديث من غير وجه ، عن ابن عمر - البخاري وغيره بألفاظ ومنهم الفاضل المعاصر محمد عمر في خديجة أم المؤمنين (ص 479 ط دار الريان) فذكر مثل ما تقدم . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 335 ط دار الفكر) قال : وعن ابن عمر قال : أعطي علي ثلاثا ، لأن أكون أعطيتهن أحب إلي من حمر النعم : زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فولدت له ، وأعطي الراية يوم خيبر ، وسدت أبواب الناس إلا بابه .

ص 512

وعنه قال : لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال ، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فولد الحسن والحسين سبطي .

مستدرك كلام ابن عمر في علي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المشتهر بابن عساكر المتوفى سنة 573 في تاريخ دمشق (ج 3 ص 57 ط بيروت) قال : أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان ، وأحمد بن محمد ابن إبراهيم . حيلولة وأخبرنا عبد الله بن القصاري [ظ] ، أنبأنا أبي ، قالا : أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله ، أنبأنا أبو عمر حمزة بن القاسم الإمام الهاشمي [ظ] ، أنبأنا عبد الله بن أبي علي ، أنبأنا إسحاق بن بشر ، عن محمد بن الفضل ، عن سالم الأفطس : عن عطا [ء] ، عن ابن عمر ، أنه بلغه أن رجلا يذكر علي بن أبي طالب ، فقال [له] ابن عمر : ولم تفعل ؟ فورب هذه البنية لقد سبقت له الحسنى من الله ما لها من مردود . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لا بن عساكر (ج 17 ص 343 ط دار الفكر) قال : وعن العلاء بن عرار ، قال : إني قلت لعبد الله بن عمر وهو في المسجد جالس :

ص 513

كيف تقول في هذين الرجلين علي وعثمان ؟ فقال عبد الله : أما علي فلا تسأل عنه أحدا ، وانظر إلى منزله من منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد أخرجنا من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علي ، وأما عثمان فتلا : (يوم التقى الجمعان) فأذنب ذنبا عظيما ، فعفا الله عنه ، وأذنب فيكم ذنبا من دون [ذلك] فقتلتموه . وقال في ج 18 ص 28 : وعن ابن عمر ، أنه بلغه أن رجلا يذكر علي بن أبي طالب ، فقال ابن عمر : ولم تفعل ؟ فورب هذه البنية لقد سبقت له الحسنى من الله ، ما لها من مردود . ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني في الكامل في الرجال (ج 7 ص 2666) قال : أخبرنا محمد بن هارون بن حميد ، ثنا عبد الله بن عمر ، ثنا يحيى بن أبي غنية ، عن أبيه ، عن خالد بن سحيم ، عن عبد الله بن عمر ، قال : سأله سائل عن علي فقال : عن أي أمر علي تسألني ، هذا بيت رسول الله وهذا بيته . ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال : وعن مسروق أن ابن عمر أتي بامرأة قد نكحت في عدتها ففرق بينهما وجعل مهرها في بيت المال وقال : لا يجتمعان أبدا ، فبلغ عليا فقال : إن كان جهلا فلها المهر بما استحل من فرجها ويفرق بينهما فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب فخطب عمر فقا (ل) : ردوا الجهات إلى السنة ، فرجع إلى قول علي .

ص 514

وقال في ص 25 : وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : لعلي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة أحب الناس إليه ، وولدت له سيدي شباب أهل الجنة وسد الأبواب إلا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر . خرجه الإمام أحمد .

كلام حذيفة في علي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لا بن عساكر (ج 18 ص 47 ط دار الفكر) قال : قال أبو شيح : كنا عند حذيفة بالمدائن ، فأتاه الخبر أن عمارا والحسن بن علي قدما الكوفة ، يستنفران الناس إلى أمير المؤمنين علي ، فقال حذيفة : إن الحسن بن علي قدم يستنفر الناس إلى عدو الله وعدوكم ، فمن أحب أن يلقى أمير المؤمنين حقا حقا فليأت علي بن أبي طالب .

أمر الزبير الأحنف بن قيس بكونه مع علي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في تحذير العبقري

ص 515

(ج 2 ص 10 ط بيروت) قال : وعن عمر بن خاقان قال : قال لي الأحنف بن قيس : لقيت الزبير فقلت له : ما تأمرني به وترضاه لي ؟ قال : آمرك بعلي بن أبي طالب ، قلت : أتأمرني به وترضاه لي ؟ قال : نعم . أخرجه الحضرمي .

كلام صعصعة بن صوحان

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه مسند علي بن أبي طالب عليه السلام (ج 1 ص 318 ط حيدر أباد) قال : عن صعصعة بن صوحان ، قال : لما عقد علي بن أبي طالب رضي الله عنه الألوية أخرج لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ير ذلك اللواء منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعقده ودعا قيس بن سعد بن عبادة فدفعه إليه ، فاجتمعت الأنصار وأهل بدر ، فلما نظروا إلى لواء رسول الله صلى الله عليه سلم بلواء فأنشأ قيس بن سعد بن عبادة يقول : هذا اللواء الذي كنا نخف به * دون النبي وجبرئيل لنا مدد ما ضر من كانت الأنصار عيبته * أن لا يكون له من غيرهم عضد

كلام أبي سعيد الخدري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص 516

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق (ج 17 ص 350 ط بيروت) قال : وعن أبي سعيد الخدري قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن ، قال أبو سعيد : فكنت فيمن خرج معه ، فلما احتفر إبل الصدقة سألناه أن نركب منه ونريح إبلنا ، وكنا قد رأينا في إبلنا خللا فأبى علينا ، وقال : إنما لكم منه سهم كما للمسلمين ، قال : فلما فرغ علي وانصفق من اليمن رجعا ، أمر علينا انسانا فأسرع هو فأدرك الحج ، فلما قضى حجته قال له النبي صلى الله عليه وسلم : إرجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم . قال أبو سعيد : وقد كنا سألنا الذي استخلفه ما كان علي منعنا إياه ففعل ، فلما جاء عرف في إبل الصدقة أنها قد ركبت ، رأى أثر الراكب ، فذم الذي أمره ولامه ، فقال : أما إن لله علي إن قدمت المدينة لأذكرن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأخبرنه ما لقينا من الغلظة والتضييق . قال : فلما قدمنا المدينة غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد أن أفعل ما كنت قد حلفت عليه ، فلقيت أبا بكر خارجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني قعد معي ورحب بي ، وسألني وسألته ، وقال : متى قدمت ؟ قلت : قدمت البارحة ، فرجع معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل وقال : هذا سعد بن مالك ، ابن الشهيد ، قال : ائذن له ، فدخلت فحييت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياني وسلم علي ، وسألني عن نفسي وعن أهلي فأحفى في المسألة ، فقلت : يا رسول الله ، ما لقينا من علي من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق ، فانتبذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعلت أنا أعدد ما لقينا منه حتى إذا كنت في وسط كلامي ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم علي فخذي ، وكنت منه قريبا ، وقال : سعد بن مالك ابن الشهيد ، مه بعض قولك لأخيك علي ، فوالله لقد علمت أنه أخشن في سبيل الله .

ص 517

قال : فقلت في نفسي : ثكلتك أمك ، سعد بن مالك ، ألا أراني كنت فيما يكره منذ اليوم وما أدري ؟ لا جرم ، والله لا أذكره بسوء أبدا سرا ولا علانية . وقال أيضا في ص 359 : قال أبو سعيد الخدري : لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا بغدير خم ، فنادى له بالولاية ، هبط جبريل عليه السلام عليه بهذه الآية : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لم الإسلام دينا) وقال أبو سعيد الخدري : نزلت هذه الآية : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب . وقال في ج 18 ص 16 : وعن أبي سعيد الخدري قال : كان لعلي أحسبه قال : من النبي صلى الله عليه وسلم مدخل لم يكن لأحد من الناس ، أو كما قال . وقال أيضا ج 18 ص 25 : وعن أبي سعيد الخدري ، أنه سمع عمر يقول لعلي وسأله عن شيء فأجابه ، فقال له عمر : نعوذ بالله من أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن . وقال أيضا في ج 18 ص 25 : وعن أبي سعيد الخدري قال : خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب ، فلما دخل الطواف استلم الحجر وقلبه ، وقال : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ، قال : ثم مضى في الطواف ، فقال له علي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين ، إنه ليضر وينفع ، فقال له عمر : بم

ص 518

قلت ذلك ؟ قال : بكتاب الله ، قال : وأين ذلك من كتاب الله ؟ قال : قول الله عز وجل : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) قال : لما خلق الله آدم عليه السلام مسح منكبه ، فخرج ذريته مثل الذر ، فعرفهم بنفسه أنه الرب وأنهم العبيد ، وأقروا بذلك على أنفسهم ، وأخذ ميثاقهم بذلك ، فكتبه في رق أبيض ، قال : وكان هذا الركن الأسود يومئذ له لسان وشفتان وعينان ، فقال له : افتح فاك ، فألقمه ذلك الرق ، وجعله في موضعه ، وقال : تشهد لمن وافاك بالموافاة إلى يوم القيامة . قال : فقال له عمر بن الخطاب : لا بقيت في قوم لست فيهم أبا حسن ، أو قال : لا عشت في قوم لست فيهم أبا حسن . وقال أيضا في ص 45 : وعن أبي سعيد ، قال : كنا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إلا أخبركم بخياركم ؟ قالوا : بلى ، قال : خياركم الموفون المطيبون ، إن الله يحب الحفي التقي ، قال : ومر علي بن أبي طالب ، فقال : الحق مع ذا ، الحق مع ذا . وعن أبي سعيد الخدري قال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد انقطع شسع نعله ، فدفعها إلى علي يصلحها ، ثم جلس ، وجلسنا حوله ، كأنما على رؤوسنا الطير ، فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فقال أبو بكر : أنا يا رسول الله ؟ قال : لا ، فقال عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكنه خاصف النعل ، قال : فأتينا عليا نبشره بذلك ، فكأنه لم يرفع به رأسا ، كأنه قد سمعه قبل . وكان حزام بن زهير عند علي في الرحبة فقال إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، هل كان في النعل حديث ؟ فقال : اللهم إنك تعلم أنه مما كان يسره إلى رسول

ص 519

الله صلى الله عليه وسلم وأشار بيديه ورفعهما . وقال أيضا في ص 55 : وعن أبي سعيد الخدري قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، فقلنا : يا رسول الله ، أمرتنا بقتال هؤلاء ، فمع من ؟ قال : مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمار بن ياسر .

كلام سعد بن أبي وقاص

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 333 ط دار الفكر) قال : ومن حديث الحارث بن مالك قال : أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص ، فقلت : هل سمعت لعلي منقبة ؟ قال : شهدت له أربعا ، لأن تكون لي واحدتهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش ، فسار بها يوما وليلة ، ثم قال لعلي : إتبع أبا بكر فخذها ، فبلغها ورد علي أبا بكر ، فرجع أبو بكر فقال : يا رسول الله ، أنزل في شيء ؟ قال : لا ، إلا خيرا ، لا ، إنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني ، أو قال : من أهل بيتي . قال : فكنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنودي فينا ليلا : ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل علي ، قال : فخرجنا نجر نعالنا ، فلما أصبحنا أتى العباس النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أخرجت أعمامك

ص 520

وأصحابك وأسكنت هذا الغلام ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام ، إن الله هو أمر به . والثالثة : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر وسعدا إلى خيبر ، فخرج عمر [و] سعد ، ورجع عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، في ثناء كبير أخشى أن لا أحصي ، فدعا عليا ، فقالوا : إنه أرمد ، فجئ به يقاد ، فقال له : إفتح عينيك ، قال : لا أستطيع ، قال : فتفل في عينيه ريقه ، ودلكهما بإبهامه ، وأعطاه الراية . والرابعة : يوم غدير خم ، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبلغ ، ثم قال : أيها الناس ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ ثلاث مرات ، قالوا : بلى ، قال : أدن يا علي ، فرفع يده ، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، حتى قالها ثلاث مرات . ومن حديث خيثمة بن عبد الرحمن ، قال : قلت لسعد بن أبي وقاص : ما خلفك عن علي ، أشئ رأيته أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا ، بل شيء رأيته أنا ، إني قد سمعت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ، لو تكون واحدة لي منها أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، ومن الدنيا وما فيها ، وذكر غزوة تبوك ويوم خيبر ، قال : ثم أعطاه الراية فمضى بها ، قال : واتبعه الناس من خلفه ، قال : فما تكامل الناس من خلفه حتى لقي مرحبا فاتقاه بالرمح فقتله ، ثم مضى إلى الباب حتى أخذ بحلقة الباب ثم قال : أنزلوا يا أعداء الله على حكم الله وحكم رسوله ، وعلى كل بيضاء وصفراء ، قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على الباب ، فجعل علي يخرجهم على حكم الله وحكم رسوله ، فبايعهم وهو آخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فخرج حيي بن أخطب ، قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : برئت منك ذمة الله وذمة رسول إن كتمتني شيئا ، قال : نعم ، وكانت له سقاية في الجاهلية ، فقال له رسول الله صلى الله

ص 521

عليه وسلم : ما فعلت سقايتكم التي كانت لكم في الجاهلية ؟ قال : فقال : يا رسول الله أجلينا يوم النضير فاستهلكناها لما نزل بنا من الحاجة ، قال : فبرئت منك ذمة الله وذمة رسوله إن كذبتني ، قال : نعم ، قال : فأتاه الملك فأخبره ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إذهب إلى جذع نخلة كذا وكذا ، فإنه قد نقرها وجعل السقاية في جوفه ، قال : فاستخرجها ، فجاء بها ، قال : فلما جاء بها قال لعلي : قم فاضرب عنقه ، قال : فقام إليه علي فضرب عنقه ، وضرب عنق ابن أبي الحقيق وكان زوج صفية بنت حيي ، وكان عروسا بها ، قال : فأصابها رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : وقال رسول الله صلى الله وسلم يوم خم ، ورفع بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه .

كلام عبد الله بن عياش في شأنه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام (ج 3 ص 61 ط بيروت) قال : أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن ابن الخلال ، أنبأنا محمد بن عثمان المقري ، أنبأنا محمد بن نوح الجنديسابوري ، أنبأنا هارون بن إسحاق ، أنبأنا محمد بن مهران الرازي - وكان ثقة - عن محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن خالد بن سلمة ، عن سعيد بن عمرو بن سعيد ، عن عبد الله بن عباس المخزومي ، قال : قلت لابن عم [كذا] أخبرني عن صوع الناس

ص 522

مع علي وإنما هو غلام ولأبي بكر من السابقة والشرف ما قد علمنا ، قال : إن عليا كان له ما شئت من ضرس قاطع : البسطة في العشيرة ، والقدم في الإسلام ، والصهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والعلم بالقرآن ، والفقه في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجودة في الماعون ، إنه كان له ما شئت من ضرس قاطع . أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن الطيب ، قالا : أنبأ أبو القاسم ابن البسري . حيلولة : وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور . وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين ، قالوا : أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا عبد الله بن محمد ، أنبأنا محمد بن حميد الرازي ، أنبأنا سلمة ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الحرث ، عن خالد بن سلمة - وفي حديث الأنماطي ، عن خالد بن سعد - عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، قال : قلت لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة : ألا تخبرني عن أبي بكر وعلي ؟ فإن أبا بكر كان له السن والسابقة مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستين سنة ، وعلي ابن أربع وثلاثين سنة ، ثم إن الناس صاغية [ظ] إلى علي ؟ فقال : أي ابن أخ كان [علي] والله له ما شاء من ضرس قاطع السبطة - وقال ابن النقور : أمسطه [كذا] ، وقال ابن البسري : أبسطه - في النسب ، وقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم ومصاهرته والسابقة - وقي حديث عبد العزيز : وسابقته - في الإسلام ، والعلم بالقرآن، والفقه في السنة، والنجدة في الحرب، والجود في الماعون، كان - والله - له ما شاء عن ضرس قاطع . أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر ابن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب بن سفيان ، أنبأنا أبو غسان ، أنبأنا إسحاق بن سعيد ، أخبرني أبي ، عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وكانت ابنته تحت واقد بن عبد الله بن عمر ، فدخل عبد الله بن عياش على ابنته فقلت : يا [أ] با الحرث ألا

ص 523

تخبرني عن علي بن أبي طالب ؟ قال : أما والله يا ابن أخي إني به لخابر ، قلت : وتقول ذاك ما هو ؟ قال : كان رجلا تلعابة ، وكان إذا شاء أن يقطع له ضرس قاطع قطع ، قلت : وضرسه ذاك ما هو ؟ قال : قراءة القرآن وعلم بالقضاء وبأس وجود لا ينكس . قال : وأنبأنا أبو غسان ، أنبأنا عمر بن زياد ، عن الأسود بن قيس ، وقلت له : ما تلعابة ؟ قال : فيه مضاحكة . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 31 ط دار الفكر) قال : وعن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، قال : قلت لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة : ألا تخبرني عن أبي بكر وعلي ؟ فإن أبا بكر كان له لسن والسابقة مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستين سنة ، وعلي ابن أربع وثلاثين سنة ، ثم إن الناس صاغية إلى علي ، فقال : أي ابن أخ ، كان والله له ما شاء من ضرس قاطع ، أبسطه في النسب وقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم ومصاهرته ، والسابقة في الإسلام ، والعلم بالقرآن ، والفقه والسنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في الماعون ، كان والله لها ما شاء ضرس قاطع . وحدث سعيد عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة - وكانت ابنته تحت واقد بن عبد الله بن عمر - فدخل عبد الله بن عياش على ابنته ، فقلت : يا أبا الحارث ، ألا تخبرني عن علي بن أبي طالب ؟ قال : أما والله يا بن أخي إني به لخابر ، قلت : وتقول ذاك ما هو ؟ قال : كان رجلا تلعابة ، وكان إذا شاء أن يقطع له ضرس قاطع قطع ، قلت : وضرسه ذاك ما هو ؟ قال : قراءة القرآن ، وعلم بالقضاء ، وبأس ، وجود ، لا ينكس . قال الأسود بن قيس : فقلت له : ما تلعابة ؟ قال : فيه مضاحكة . ومنهم العلامة الشيخ قرني طلبة البدوي في العشرة المبشرون بالجنة (ص 207

ص 524

ط محمد علي صبيح بمصر) قال : وقال عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة : كان لعلي ما شئت من ضرس قاطع في العالم وكان له البسطة في العشيرة ، والقدم في الإسلام ، والعهد برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والفقه في السنة ، والنجدة في الحرب والجود في المال تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 171 .

وصف محمد بن أبي بكر عليا عليه السلام في رسالته إلى معاوية

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه تاريخ الأحمدي (ص 189 ط بيروت سنة 1408) قال : وقال المسعودي في مروج الذهب : كتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية كتابا فيه : من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر أما بعد فإن الله بعظمته وسلطانه خلق خلقه بلا عبث منه ولا ضعف في قوته ولا حاجة به إلى خلقهم لكنه خلقهم عبيدا وجعل منهم غويا ورشيدا وشقيا وسعيدا ، ثم اختار على علم واصطفى وانتخب منهم محمدا (ص) فانتخبه بعلمه وائتمنه على وحيه وبعثه رسولا مبشرا ونذيرا ، فكان أول من أجاب أناب وآمن وصدق وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب صدقه بالغيب المكتوم وآثره على كل حميم ووقاه بنفسه كل هول وحارب حربه وسالم سلمه ، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الليل والنهار والخوف والجوع والخضوع حتى برز سابقا لا نظير له في من اتبعه ولا مقارب له في

ص 525

فعله ، وقد رأيتك تساميه وأنت أنت هو هو أصدق الناس نية وأفضل الناس ذرية وخير الناس زوجة وعمه سيد الشهداء يوم أحد وأبوه الذاب عن رسول الله (ص) وعن حوزته : وأنت اللعين ابن اللعين لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله (ص) وتجهدان في إطفاء نور الله تجمعان على ذلك الجموع وتبذلان فيه المال وتؤلبان عليه القبائل ، على ذلك مات أبوك وعليه خلفته والشهيد عليك من تدلى إليك من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق والشاهد لعلي مع الفضل المبين القديم أنصاره الذين معه والذين ذكرهم الله بفضلهم وأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار وهم معه كتائب وعصائب يرون الحق في اتباعه والشقاء في خلافه ، فكيف يا لك الويل تعدل نفسك بعلي وهو وارث رسول الله (ص) ووصيه وأبو ولده أول الناس له اتباعا وأقربهم به عهدا يخبره بسره ويطلعه على أمره ، وأنت عدوه وابن عدوه فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك وليمددك ابن العاص في غوايتك ، فكأن أجلك قد انقضى وكيدك قد وهى ثم تبين لك لمن تكون العاقبة العليا ، واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي آمنك كيده ويئست من روحه ، فهو لك بالمرصاد وأنت منه في غرور . والسلام على من اتبع الهدى .

كلام أبي الطفيل عامر بن واثلة في محضر معاوية

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 571 في تاريخ مدينة دمشق (ج 5 ص 618 ط دار البشير) قال : فيما قرأته في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين القرشي ، حدثني أحمد بن عيسى

ص 526

العجلي الكوفي المعروف بابن أبي موسى ، نا الحسين بن نصر بن مزاحم ، حدثني أبي ، حدثني عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي قال : سمعت ابن خزيم الناحي يقول : لما استقام لمعاوية أمره لم يكن شيء أحب إليه من لقاء أبي الطفيل عامر بن واثلة ، فلم يزل يكاتبه وتلطف له حتى أتاه ، فلما قدم عليه جعل يسائله من أمر الجاهلية ودخل عليه عمرو بن العاص وهو معه فقال لهم معاوية : أما تعرفون هذا هو فارس صفين وشاعرها ، خليل أبي الحسن . ثم قال : يا أبا الطفيل ما بلغ من حبك لعلي ، قال : حب أم موسى لموسى ، قال : فما بلغ من بكائك عليه ، قال : بكاء العجوز الثكلى والشيخ الرقوب ، وإلى الله أشكو التقصير ، قال معاوية : لكن أصحابي هؤلاء لو كانوا يسألون عني ما قالوا في ما قلت في صاحبك ، قال : إذ والله لا يقول الباطل ، قال لهم معاوية : لا والله ولا الحق يقولون . ثم قال : هو الذي يقول :

إلى رجب السبعين يعترفونني * مع السيف فجلوا جم عديدها

زحوف كركن الطود فيها معاشر * كغلب السباع نمرها وأسودها

كهول وشبان وسادات معشر * على الخيل فرسان قليل صدودها

كأن شعاع الشمس تحت لوائها * إذا طلعت أعشى العيون حديدها

يمورون مور الريح أما ذهلتم * وزلت بأكفال الرجال لبودها

شعارهم سيما النبي ورائه * بها انتقم الرحمن ممن يكيدها

تخطفهم أباكم عند ذكركم * كخطف ضواري الطير طيرا تصيدها

فقال معاوية لجلسائه : أعرفتموه ؟ قالوا : نعم ، فهذا أفحش شاعر وألأم جليس فقال معاوية : يا أبا الطفيل أتعرفهم ؟ فقال : ما أعرفهم بخير ولا أبعدهم من شر . قال : فقام خزيمة الأسدي فأجابه فقال :         إلى رجب أو غرة الشهرة بعده * نصيحكم حمر المنايا وسودها

ص 527

ثمانون ألفا دين عثمان دينهم * كتائب فيها جبريل يقودها

فمن عاش منكم عاش عبدا ومن‍ *  يمت ففي النار سقياه هناك صديدها

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 31 دار الفكر) قال : وعن أبي الطفيل ، قال : قال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد كان لعلي بن أبي طالب من السوابق ما لو أن سابقة منها بين الخلائق لوسعتهم خيرا .

كلام خزيمة بن ثابت يصف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)بالشعر

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الفاضل الشريف علي فكري بن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 3 ص 193 ط بيروت) قال : وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين يصف محاسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) ومن حضره في قصيدة له :

رأوا نعمة لله ليست عليهم * عليك وفضلا بارعا لا تنازعه

فمضوا من الغيظ الطويل أكفهم * عليك ومن لم يرض فالله خادعه

من الدين والدنيا جميعا لك المنى * وفوق المنى أخلاقه وطبائعه

كلام مسروق في علي عليه السلام

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص 528

فمنهم العلامة الشريف الشهاب أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل (ق 213 نسخة مكتبة فارس بشيراز) قال : وقال : أخرجه أبو عمرو عن مسروق رضي الله تعالى عنه قال : شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت علمهم إلى عمر وعلي وعبد الله بن مسعود وأبي الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت ، ثم شاممت السنة فوجدت علمهم انتهى إلى اثنين ، علي وعبد الله ، فشاممت فتفرد به علي . رواه الصالحاني بإسناده ، وفيه الحافظ ابن مردويه ورواه الزرندي دون اللفظ الآخر . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 27 ط دار الفكر) قال : وعن مسروق قال : انتهى العلم إلى ثلاثة : عالم بالمدينة ، وعالم بالشام ، وعالم بالعراق ، فعالم المدينة علي بن أبي طالب ، وعالم الكوفة عبد الله بن مسعود ، وعالم الشام أبو الدرداء ، فإذا التقوا سأل عالم الشام وعالم العراق عالم المدينة ولم يسألهم .

كلام معاوية في شأنه عليه السلام

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 29 ط دار الفكر) قال : وعن أبي إسحاق قال : جاء ابن أحور التميمي إلى معاوية فقال : يا أمير المؤمنين ، جئتك من عند ألأم الناس ، وأبخل الناس ، وأعيا الناس ، وأجبن الناس ، فقال : ويلك ! وأنى أتاه اللؤم ؟ ! ولكنا نتحدث أن لو كان لعلي بيت من تين وآخر من تبر لأنفد التبر قبل التبن ، وأنى أتاه العي ؟ ! وإن كنا لنتحدث أنه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من علي ، ويلك ! وأنى أتاه الجبن ؟ !

ص 529

وما برز له رجل قط إلا صرعه ، والله أحور لولا أن الحرب خدعة لضربت عنقك ، أخرج فلا تقيمن في بلدي . قال عطاء : وإن كان يقاتله فإنه كان يعرف فضله . وعن يحيى بن زيد بن علي ، قال : قال عتبة بن أبي سفيان ليلة لمعاوية : يا أمير المؤمنين ، بم يطلب علي هذا الأمر ؟ فوالله ما كان من أهله ولا آله ، فقال معاوية : علي والله كما قال الشاعر :

لئن كان إذ لا خاطبا فتعذرت * عليه وكانت عاتبا فتخطت

فما تركته رغبة عن حبالة * ولكنها كانت لآخر خطت

قال جابر : كنا ذات يوم عند معاوية بن أبي سفيان ، وقد جلس على سريره ، واعتجر بتاجه ، واشتمل بساجه ، وأومأ بعينيه يمينا وشمالا ، وقد تفرشت جماهير قريش ، وسادات العرب أسفل السرير من قحطان ، ومعه رجلان على سريره : عقيل ابن أبي طالب ، والحسن بن علي ، وامرأة من وراء الحجاب تشير بكميها يمينا وشمالا فقالت : يا أمير المؤمنين ، ما بت الليلة أرقة ، قال لها معاوية : أمن ألم ؟ قالت : لا ، ولكن من اختلاف رأي الناس فيك وفي علي بن أبي طالب . صخر بن حرب بن أمية ، وكان أمية من قريش لبابها ، فقالت في معاوية فأكثرت ، وهو مقبل على عقيل والحسن ، فقال معاوية : رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعدها حرم على النار أن تأكله أبدا ، ثم قال لها : أفي علي تقولين : المطعم في الكربات ، المفرج للكربات مع ما سبق لعلي من العناصير السرية ، والشيم الرضية والشرف ، فكان كالأسد الحادر ، والربيع النائر ، والفرات الزاخر ، والقمر الزاهر : فأما الأسد فأشبه علي منه صرامته ومضاءه ، وأما الربيع فأشبه علي منه حسنه وبهاءه ، وأما الفرات فأشبه علي منه طيبه وسخاءه فما تغطمطت عليه قماقم العرب السادة ، من أول العرب عبد مناف ، وهاشم ، وعباس القماقم ، والعباس صنو رسول الله صلى لله وسلم وأبوه وعمه ، أكرم به

ص 530

أبا وعما ، ولنعم ترجمان القرآن ولده ، يعني : عبد الله بن عباس كهل الكهول ، له لسان سؤول ، وقلب عقول ، وخيار خلق الله ، وعترة نبيه ، خيار ابن أخيار . فقال عقيل بن أبي طالب : يا بنت أبي سفيان ، لو أن لعلي بيتين : من تبر ، والآخر تبن بدأ بالتبر وهو الذهب ، يا أبا يزيد ، كيف لا أقول هذا في علي بن أبي طالب ؟ وعلي من هامات قريش وذؤابتها ، وسنام قائم عليها ، وعلي علامتها في شامخ ؟ فقال له عقيل : وصلتك رحم يا أمير المؤمنين (1) .

(هامش)

1) قال الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في علي إمام الأئمة (ص 322 ط دار مصر للطباعة) : لا يزال الناس تحركهم الخصومات فتحبب إليهم الباطل وتبغض إليهم الحق ، فإذا استأثرت رحمة الله بأحد الخصمين خبت نار الخصومة في صدر صاحبه ، ثم اعترف له بما كان يمتاز به من جلائل الأعمال وحمائد الخصال . وكذلك كان سلوك أمير المؤمنين معاوية بإزاء علي - كرم الله وجهه - فقد سمع رجلا يقول له : جئتك يا معاوية بعد قتل أبخل الناس علي بن أبي طالب . فتغير وجه معاوية ثم قال له : يحك ! كيف تقول هذا ؟ كيف تقول إنه أبخل الناس وهو الذي لو ملك بيتا من تبر وبيتا من تبن لأنفد تبره قبل تبنه ؟ ثم هو الذي كان يكنس بيوت الأموال ويصلي فيها ، ثم هو الذي قال : يا صفراء ويا بيضاء غرا غيري ، ثم هو الذي لم يخلف ميراثا وقد كانت الدنيا كلها بيده إلا ما كان من الشام . ولقد كان الإمام علي كرم الله وجهه على ما وصفه الشعبي فقال : إنه أسخى الناس ، وإنه على الخلق الذي يحبه الله من السماحة والسخاء ، فما قال لسائل قط لا ولقد يذكر أناس أن أهل البصرة حاربوه وضربوا وجوه أولاده بالسيف ثم سبوه ولعنوه ، فلما ظفر بهم رفع السيف عنهم ، ثم نادى مناديه في أقطار العسكر : لا ، لا تتبعوا موليا ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تقتلوا مستأسرا ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، ومن تحيز إلى عسكر علي فهو آمن ، وغير خفي أنه في هذه الأخلاق الكريمة لم يكن مبتدعا ولكنه كان متبعا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ، فإنه عفا والأحقاد لما تبرد = (*)

ص 531

(هامش)

= والإساءة لما تختف معالمها ، ولو أنك تركت ذلك كله إلى سجاحة الأخلاق وبشر الوجه وطلاقة المحيا ، لرأيت أنه المضروب به المثل في كل ذلك حتى عابه به أعداؤه ، فقال عمرو بن العاص لأهل الشام : إنه ذو دعابة شديدة . وقال الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية (ج 2 ص 27 ط دار الكتاب اللبناني - بيروت) بعد بيان زهده الشديد في الدنيا : وعلى هذا الزهد الشديد كان علي رضي الله عنه أبعد الناس من كزازة طبع وضيق خطيرة وجفاء عشرة ، بل كانت فيه سماحة يتبسط فيها حتى يقال دعابة ، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال له : لله أبوك لولا دعابة فيك وإنه قال لمن سألوه في الاستخلاف : ما أظن إلا أن يلي أحد هذين الرجلين : علي أو عثمان ، فإن ولي عثمان فرجل فيه لين ، وإن ولي علي ففيه دعابة ، وأحر به أن يحملهم على الطريق . وأغرق ابن العاص في وصف الدعابة فسماها دعابة شديدة وطفق يرددها بين أهل الشام ليقدح بها في صلاح الإمام للخلافة ، وإنما نقول أن ابن العاص أغرق في هذا الوصف ، وإن الدعابة المعيبة لم تكن قط من صفاته ، لأن تاريخ علي وأقواله ونوادره مع صحبه وأعدائه محفوظة لدينا لا نرى فيها دليلا على خلق الدعابة فضلا عن الدليل على الإفراط فيه ، فإن كان لهذا الوصف أثر أجاز لعمر بن الخطاب أن يذكره فربما كان مرجع ذلك أن عليا خلا من الشغل الشاغل سنين عدة ، فأعفاه الشغل الشاغل من صرامته وأسلمه حينا إلى سماحته وأحاديث صحبه ومريديه فحسبت هذه الدعة من الدعابة البريئة ثم بالغ فيها المبالغون ، ولم يثبتوها بقصة واحدة أو شاردة واحدة تجيز لهم ما تقولوه . وقد كانت للإمام صفات ومزايا فكرية تناصي المشهور المتفق عليه من صفاته النفسية ومزاياه الخلقية . فاتفق خصومه وأنصاره على بلاغته ، واتفقوا على علمه وفطنته ، وتفرقوا فيما عدا ذلك من رأيه في علاج الأمور ودهائه في سياسة الرجال . = (*)

ص 532

(هامش)

= والحق الذي لا مراء فيه إنه كان على نصيب من الفطنة النافذة لا ينكره منصف ، وإنه أشار على عمر وعثمان أحسن المشورة في مشكلات الحكم والقضاء ، وإنه كان أشبه الخلفاء بالباحثين والمنقبين أصحاب الحكمة ومذاهب التفكير ، وعنه أخذ الحكماء الذين شرعوا علم الكلام قبل أن يتطرق إليه علم فارس أو علم يونان ، وكان يفهم أخلاق الناس فهم العالم المراقب لخفايا الصدور ويشرحها في عظاته وخطبه شرح الأديب اللبيب . إلى هنا متفق عليه لا يكثر فيه الخلاف ، ثم يفترق الناس في رأيه رأيين وإن لم يكونوا من الشانئين المتحزبين ، فيقول أناس إنه كان علي قسط وافر من الفهم والمشورة ، ولكنه عند العمل لا يرى ما تقضي به الساعة الحازبة ولا ينتفع بما يراه ، ويقول أناس بل هو الاضطرار والتحرج يقيدانه ولا يقيدان أعداءه وإنهم لدونه في الفطنة والسداد . وهو رضي الله عنه قد اعتذر لنفسه بمشابه من هذا العذر حين قال : والله معاوية بأدهى مني ، ولكنه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس . أما مقطع الرأي بين الرأيين فنرجو أن نفصله في مواضعه من الفصول التالية مشفوعا بمناسباته ، ولكننا نستطيع أن نجزم هنا بحقيقتين تجملان ما نبسطه في مواضعه من الكتاب ، ولا نحسبهما تتسعان لجدل طويل ، وهما أن أحدا لم يثبت قط أن العمل بالآراء الأخرى كان أجدى وأنجع في فض المشكلات من العمل برأي الإمام ، وإن أحدا لم يثبت قط أن خصوم الإمام كانوا يصرفون الأمور خيرا من تصريفه ، لو وضعوا في موضعه واصطلحت عليهم المتاعب التي اصطلحت عليه ، وكلتا الحقيقتين حرية أن تضبط لسان الميزان قبل أن يميل فيغلو به الميل هنا أو هناك ، هذه صفات تنتظم في نسق موصول : رجل شجاع لأنه قوي ، وصادق لأنه شجاع ، وزاهد مستقيم لأنه صادق ، ومثار للخلاف لأن الصدق لا يدور بصاحبه مع الرضا والسخط والقبول والنفور ، وأصدق الشهادات لهذا الرجل الصادق أن الناس قد أثبتوا له في حياته أجمل صفاته المثلى ، فلم يختلفوا على شيء منها إلا الذي اصطدم بالمطامع وتفرقت حوله = (*)

ص 533

(هامش)

= الشبهات ، وما من رجل تتعسف المطامع أسباب الطعن فيه ثم تنفذ منه إلى صميم . مفتاح شخصيته آداب الفروسية هي مفتاح هذه الشخصية النبيلة الذي يفض منها كل مغلق ويفسر منها كل ما احتاج إلى تفسير . وآداب الفروسية هي تلك الآداب التي نلخصها في كلمة واحدة وهي : النخوة ، وقد كانت النخوة طبعا في علي فطر عليه ، وأدبا من آداب الأسرة الهاشمية نشأ فيه ، وعادة من عادات الفروسية العملية التي يتعودها كل فارس شجاع متغلب على الأقران ، وإن لم يطبع عليها وينشأ في حجرها ، لأن للغلبة في الشجاع أنفة تأبى عليه أن يسف إلى ما يخجله ويشينه ، ولا تزال به حتى تعلمه النخوة تعلما ، وتمنعه أن يعمل في السر ما يزري به في العلانية . وهكذا كان علي رضي الله عنه في جميع أحواله وأعماله : بلغت به نخوة الفروسية غايتها المثلى ، ولا سيما في معاملة الضعفاء من الرجال والنساء ، فلم ينس الشرف قط ليغتنم الفرصة ، ولم يساوره الريب قط في الشرف ، والحق إنهما قائمان دائمان كأنهما مودعان في طبائع الأشياء . فإذا صنع ما وجب عليه فلينس من شاؤوا ما وجب عليهم ، وإن أفادوا كثيرا وباء هو بالخسار . أصاب المقتل من عدوه مرات فلم يهتبل الفرصة السانحة بين يدية ، لأنه أراد أن يغلب عدوه غلبة الرجل الشجاع الشريف ، ولم يرد أن يغلبه أو يقتص من كيفما كان سبيل الغلب والقاص . قال بعض من شهدوا معركة صفين : لما قدمنا على معاوية وأهل الشام بصفين وجدناهم قد نزلوا منزلا اختاروه مستويا بساطا واسعا وأخذوا الشريعة - أي مورد الماء - فهي في أيديهم . . وقد أجمعوا على أن يمنعونا الماء . ففزعنا إلى أمير المؤمنين فخبرناه بذلك ، فدعا صعصعة بن صوحان فقال له : إئت معاوية وقل له إنا سرنا مسيرنا هذا إليكم ونحن نكره قتالكم قبل الاعذار إليكم ، وإنك قدمت إلينا خيلك ورجلك = (*)

ص 534

(هامش)

= فقاتلتنا قبل أن نقاتلك وبدأتنا ، ونحن من رأينا الكف عنك حتى ندعوك ونحتج عليك ، وهذه أخرى قد فعلتموها إذ حلتم بين الناس وبين الماء ، والناس غير منتهين أو يشربوا ، فابعث إلى أصحابك فليخلوا بين الناس وبين الماء ويكفوا حتى ننظر فيما بيننا وبينكم وفيما قدمنا له وقدمتم له . . . ثم قال راوي الخبر ما معناه : إن معاوية سأل أصحابه فأشاروا عليه أن يحول بين علي وبين المورد غير حافل بدعوته إلى السلم ولا بدعوته إلى المفاوضة في أمر الخلاف ، فأنفذ معاوية مددا إلى حراس المورد يحمونه ويصدون من يقترب منه ، ثم كان بين العسكرين تراشق بالنيل فطعن بالرماح فضرب بالسيوف حتى اقتحم أصحاب علي طريق الماء وملكوه ، وهنا الفرصة الكبرى لو شاء علي أن يهتبلها ، وأن يغلب أعداءه بالظمأ كما أرادوا أن يغلبوه به قبيل ساعة . . وقد جاء أصحابه يقولون : والله لا نسقيهموه ، فكأنما كان هو سفير معاوية وجنده إليهم يتشفع لهم ويستلين قلوبهم من أجلهم ، وصاح بهم : خذوا من الماء حاجتكم وارجعوا إلى عسكركم وخلوا عنهم ، فإن الله عز وجل قد نصركم عليهم بظلمهم وبغيهم . ولاحت له فرصة هذه الفرصة في حرب أهل البصرة ، فأبى أن يهتبلها وأغضب أعوانه إنصافا لأعدائه ، لأنه نهاهم أن يسلبوا المال ويستبيحوا السبي وهو في رأيهم حلال ، قالوا : أتراه يحل لنا دماءهم ويحرم علينا أموالهم ؟ فقال : إنما القوم أمثالكم ، من صعنا فهو منا ونحن منه ، ومن لج حتى يصاب فقتاله مني على الصدر والنحر . سن لهم سنة الفروسية أو سنة النخوة حين أوصاهم ألا يقتلوا مدبرا ولا يجهزوا على ريح ولا يكشفوا سترا ولا يمدوا يدا إلى مال ، ومن الفرص التي أبت عليه النخوة أن يهتبلها فرصة عمرو بن العاص وهو ملقى على الأرض مكشوف السوأة لا يبالي أن يدفع عنه الموت بما حضره من وقاء . فصدف بوجهه عنه آنفا أن يصرع رجلا يخاف الموت هذه المخافة التي لا يرضاها من منازله في مجال صراع . ولو غير علي أتيح له أن يقضي على عمرو لعلم أنه = (*)

ص 535

(هامش)

= قاض على جرثومة عداء ودهاء فلم يبال أن يصيبه حيث ظفر به ، ولا جناح عليه . لقد كان رضاه من الآداب في الحرب والسلم رضا الفروسية العزيزة من جميع آدابها ومأثوراتها . فكان يعرف العدو عدوا حيثما رفع السيف لقتاله وكنه لا يعادي امرأة ولا رجلا موليا ولا جريحا عاجزا عن نضال ، ولا ميتا ذهبت حياته ولو ذهبت في سبيل حربه بل لعله يذكر له ماضيه يومئذ فيقف على قبره ليبكه ويصلي عليه . وهذه الفروسية هي التي بغضت إليه أن ينال أعداءه بالسباب وليس من دأب الفارس أن ينال أعداءه بغير الحسام . فلما سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حروبهم بصفين قال لهم : إني أكره أن تكونوا سبابين ، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول ، وأبلغ في العذر ، وقلتم مكان سبكم إياهم : اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالهم حتى يعرف الحق من جهله ، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به . وربما شذ عن سنته هذه في بعض الأحايين ، فإذا به لا يشذ عنها إلا كما يشذ الفرسان حين تغلبهم بوادر اللسان ، فندر بين رجال السيف من يسمع الكمة المغضبة فلا ينطق لسانه بكلمة عوراء يجاري بها غضبه الذي طبع على إبدائه ولم يطبع على كتمانه . ومن قبيل هذا كلمات قالها علي في ابن العاص وفي معاوية وفي الأشعث بن قيس وغير هؤلاء ، ولكنه لم يجعلها ديدنا له كما سبوه على المنابر وأشاعوا مذمته بين أهل الأمصار . شغب عليه الأشعث بن قيس ومرد عليه الجند وأفشى بين أنصاره الفتنة وقاطعه مرة وهو يخطب على منبر الكوفة فأغضبه وهاج غيظه فبدره بقوله : عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين : حائك بن حائك ، منافق ابن كافر : والله لقد أسرك الكفر مرة الإسلام أخرى ، فما فداك من واحدة منهما مالك ولا حسبك ، وإن امرء ولي على قومه السيف = (*)

ص 536

وقال أيضا في ص 98 :

(هامش)

= وساق إليهم الحتف لحري أن يمقته الأقرب ولا يأمنه الأبعد . وطفق ابن العاص بنعته بين أهل الشام بالهزل والدعابة ويأمر بسبه على المنابر حتى وجب رده وإدحاض زعمه ، فقال رضي الله عنه في بعض خطبه : عجبا لابن النابغة ! يزعم لأهل الشام أن في دعابة وأني امرؤ تلعابة : أعانس وأمارس لقد قال باطلا آثما ، أما - وشر القول الكذب - إنه ليقول فيكذب ، ويعد فيخلف ، ويسأل فيبخل ، ويخون العهد ويقطع الإل ، فإذا كان عند الحرب فأي زاجر وآمر هو ما لم تأخذ السيوف مآخذها ، فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القوم سبته ، أما والله إني ليمنعني من اللعب ذكر الموت ، وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة ، إنه لم يبايع معاوية حتى شرط أن يؤتيه آتية ويرضخ له على ترك الدين رضيخة . وكذلك كان يجبه معاوية وغيره بنظائر هذه الكلمات حين يجترؤن عليه بما يغض من حقه ويقدح في دعوته ، فلا يشذ عن ديدن الفرسان في روية فكره ولا في بوادر لسانه ، ولكن الفلتات من هذا القبيل الشيء واتخاذ السباب صناعة دائمة وسلاحا مشهورا وسبيلا إلى القول الباطل شيء آخر . ولقد كانت للإمام رضي الله عنه شواغل أخرى غير الفروسية تجري في مجراها حينا وتبدو غريبة عنها حينا آخر في عرف بعض الناقدين ، ومنها التفقه والنزوع إلى التصوف واستنباط حقائق الأشياء . فهذه في عرف بعض الناقدين ليست من مزاج الفروسية على ظاهر ما قدروه ولكن ما التصرف أو التجرد للحقيقة ؟ أليس هو في معدنه جهادا في الحق أو جهادا في الله أليست طبيعة الجهاد وطبيعة الفروسية من معدن واحد ؟ ألم نعهد في كل ملة وكل زمان فئات من الناس يجاهدون لأنهم متدينون متنطسون ، أو يتدينون ويتنطسون لأنهم مجاهدون ؟ فالإمام علي رضي الله عنه فارس لا يخرجه من الفروسية فقه الدين بل هو أحرى أن يسلكه فيها ، ولا يخرجه من الفروسية بعض المقال في خصومه بل هي بوادر الفرسان بعينها ، ولا تزال آداب الفروسية بشتى عوارضها هي المفتاح الذي يدار في كل باب من أبواب هذه النفس ، فإذا هو منكشف للناظر عما يليه . (*)

ص 537

وعن المغيرة قال : لما جئ معاوية بنعي علي ، وهو قائل مع امرأته فاختة بنت قرظ في يوم صائف قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ماذا فقدوا من العلم ، والحلم ، والفضل ، والفقه ، فقالت امرأته : أنت بالأمس تطعن في غيبته ، وتسترجع اليوم عليه ؟ ! قال : ويلك ! لا تدرين ماذا فقدوا من علمه وفضله وسوابقه . وكانت سودة بنت عمارة تبكي عليا ، وقالت : صلى الإله على جسم تضمنه * قبر فأصبح فيه الجود مدفونا قد حالف الحق لا يبغي به بدلا * فصار بالحق والإيمان مقرونا ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 45 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال : قال أبو إسحاق : جاء ابن أحور التميمي إلى معاوية فقال : يا أمير المؤمنين جئتك من عند ألأم الناس - فذكر مثل ما تقدم عن مختصر تاريخ دمشق . وروى أبو البركات أيضا عن معاوية فقال : وذكره يوما فأثنى عليه وعلى أبيه ثم قال : وكيف لا أقول هذا لهم وهم خيار خلق الله وعترة نبيه أخيار أبناء أخيار . ولما بلغه قتله قال : إنا لله ، ذهب والله العلم والفقه بموت ابن أبي طالب ، فقال له أخوه عتبة : لا يسمع أهل الشام منك هذا ، فقال : دعني عنك وقد بالغ جماعة من أعدائه ومحاربته له بالفضل والعلم والفضل ، شهدت بن الأعداء . ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني المشتهر بالبري في الجوهرة (ص 74 ط دمشق) قال : وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب عن ذلك ، فلما بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ، فقال له عتبة أخوه : لا يسمع هذا منك أهل الشام ، قال : دعني عنك .

ص 538

ومنهم العلامة الشيخ أبو الجود البتروني الحنفي في الكوكب المغني (ص 51 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال : وكان معاوية إذا ذكر علي رضي الله عنه ، أحسن ذكره وذكر أبيه وأمه ثم قال : وكيف لا أقول هذا لهم ، أخيار خلق الله وعترة نبيه صلى الله وسلم ، أخيار أبناء أخيار . ومنهم العلامة أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي المتوفى سنة 388 في غريب الحديث (ج 2 ص 199 ط دار الفكر - دمشق) قال : وقال أبو سليمان في حديث علي : إن معاوية كان إذا أتي بقضية شديدة ، قال : معضلة ولا أبا حسن لها . ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 26 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال : وعن ابن أبي حازم قال : جاء إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال : إسأل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم ، فقال : يا أمير المؤمنين ! جوابك أحب إلي ، قال : بئس ما قلت لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصه بالعلم ويقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذه عنه ، وسئلت عائشة رضي الله عنها عن المسح غير الخفين فقالت : أيت عليا فسله . خرجه مسلم . وقال أيضا في ص 45 : قال قيس بن حازم : سأل رجل معاوية عن مسألة قال : سل علي بن أبي طالب

ص 539

فهو أعلم مني ، فقال : قولك يا أمير المؤمنين أحب إلي من قوله . قال : بئس ما قلت ولؤما ما جئت به ولقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصه بالعلم وقد قال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وكان الصديق يقول : النظر إليه عبادة ، وكان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه ، ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه أمر : أهاهنا علي بن أبي طالب ، ثم قال للرجل : ولا أقام الله رجليك ، ومحا اسمه من الديوان . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق (ج 18 ص 18 ط دار الفكر) قال : وعن معاوية بن أبي سفيان ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغر عليا بالعلم غرا . وقال أيضا في ج 25 ص 6 : وعن قيس بن أبي حازم قال : جاء رجل إلى معوية - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق - ترجمة الإمام علي عليه السلام (ج 3 ص 58 ط بيروت) قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن الشيباني ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنبأنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، أنبأنا عبيد بن حماد ، أنبأنا عطاء بن مسلم ، عن رجل : عن أبي إسحاق ، قال : جاء ابن أجور التميمي إلى معاوية فقال : يا أمير المؤمنين جئتك من عند الأم الناس وأبخل الناس وأعيا الناس وأجين الناس ! فقال [له معاوية] : ويلك وأنى أتاه اللؤم ، ولكنا نتحدث أن لو كان لعلي بيت من تبن وأخر من تبر لأبعد [كذا] التبر قبل التبن .

ص 540

وأنى أتاه العي وإن كنا لنتحدث أنه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من علي . ويلك وأنى أتاه الجبن وما برز له رجل قط إلا صرعه ، والله يا ابن أحور لولا أن الحرب خدعة لضربت عنقك [كذا] أخرج فلا تقيمن في بلدي . قال عطا [ء] وإن كان [معاوية] يقاتله فإنه كان يعرف فضله . وأشار إليه الفاضل المستشار عبد الحليم الجندي في الإمام جعفر الصادق (ص 28) : وقال ابن عساكر أيضا : أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن أبي عبد الله ابن مندة ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن برة ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر البناني [ظ] أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أخبرني أبو زيد النميري ، عن محمد بن علي الكتاني ، حدثه عن عبد العزيز بن أبي عمران الزهري ، عن يحيى بن زيد بن علي ، أنه قال عتبة بن أبي سفيان ليلة لمعاوية : يا أمير المؤمنين بما تطلب عليا هذا الأمر ؟ فوالله ما كان من أهله ولا آله ، فقال معاوية : علي والله كما قال الشاعر : لئن كان إذ لا حاطبا فتعذرت * عليه وكانت عانيا فيحطب فما تركته رغبه عن حباله * ولكنها كانت لآخر حطب أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، أنبأنا عبد الله بن ناجية ، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله عمرو بن عثمان العثماني ، أنبأنا ابن لهيعة ، قال : سمعت أبا الزبير ، عن جابر ، قال : كنا عند معاوية فذكر علي ، فأحسن ذكره وذكر أبيه وأمه ثم قال : وكيف لا أقول هذا لهم [وهم] خيار خلق الله وعنده بنيه أخيار أبناء أخيار .

ص 541

هذه مختصرة أخبرنا [بها مختصرة] . وأخبرنا بها بتمامها أبو بكر محمد بن الحسين بن علي ، أنبأنا أبو الحسين ابن المهتدي ، أنبأنا علي بن عمر بن محمد الحربي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد بن المجدر ، أنبأنا عثمان بن عبد الله الشامي القرشي ، أنبأنا عبد الله بن لهيعة ، قال : سمعت أبا الزبير المكي ، قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري : قال جابر : كنا ذات يوم عند معاوية بن أبي سفيان ، وقد جلس على سريره واعتجر بتاجه واشتمل بساجه وأومأ بعينيه يمينا وشمالا وقد تفرشت جماهير قريش وسادات العرب أسفل السرير [كذا] من قحطان ، ومعه رجلان على سريره : عقيل بن أبي طالب ، والحسن بن علي وامرأة من وراء الحجاب تشير بكميها يمينا وشمالا ، فقالت : يا أمير المؤمنين فاتت الليلة أرقة ، قال لها معاوية : أمن ألم ؟ قالت : لا ولكن من اختلاف رأي الناس فيك وفي علي بن أبي طالب ، و[أبوك أبو سفيان] صخر بن حرب بن أمية [وكان أمية] من قريش لبابها ، فقالت في معاوية فأكثرت وهو مقبل على عقيل والحسن ، فقال معاوية : رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعد الظهر ، حرم على النار أن تأكله أبدا ، ثم قال لها : أفي تقولين ؟ المطعم في الكربات [كذا] المفرج للكربات ، فمما سبق لعلي من العناصير السرية [كذا] والشيم الرضية والشرف ، فكان كالأسد الحاذر ، والربيع النائر ، والفرات الذاخر والقمر الزاهر ، فأما الأسد فأشبه علي منه ضرامته ومطاه [كذا] وأما الربيع فأشبه علي منه حسنه وبهاه ، وأما الفرات فأشبه علي منه طيبه وسخاه ، فما تعططت عليه قماقم العرب الشادة من أول العرب عبد مناف وهاشم وعباس الفاقم والعباس صنو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوه وعمه أكرم به أبا وعما ، ولنعم ترجمان القرآن ولده يعني عبد الله عباس كهل الكهول ، له لسان سئول وقلب عقول ، خيار خلق الله وعترة نبيه خيار ابن خيار.

ص 542

فقال عقيل بن أبي طالب : يا بنت أبي سفيان لو أن لعلي بيتين بيت من تبر ، والآخر [من] تبن بدأ بالتبر - وهو الذهب - . [فقال معاوية] يا [أ] با يزيد كيف لا أقول هذا في علي بن أبي طالب وعلي [ظ] من حامات قريش وذوائبها وسنام قائم عليا ها [ظ] وعلي علامتها في شامح [كذا] فقال له عقيل : وصلتك رحم يا أمير المؤمنين . وقال في ص 339 : أخبرناه أبو بكر اللفتواني ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمد ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنبأنا يوسف بن موسى ، أنبأنا جرير ، عن المغيرة ، قال : لما جئ معاوية بنعي علي وهو قائل مع امرأته بنت قرظه في يوم صائف قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ماذا فقدوا من العلم والحلم والفضل والفقه . فقالت امرأته : أنت بالأمس تطعن في عينيه وتسترجع اليوم عليه ؟ قال : ويلك ! لا تدرين ماذا فقدوا من علمه وفضله وسوابقه .

مستدرك وصف ضرار بن ضمرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لمعاوية بن أبي سفيان

قد مر ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 425 وج 8 ص 272 وص 598 وج 15 ص 638 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هيهنا عن

ص 543

الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي التميمي البكري البغدادي المتوفى سنة 597 في كتابه الحدائق (ج 1 ص 389 ط بيروت سنة 1408) قال : أخبرنا أبو بكر الصوفي ، قال : أخبرنا أبو سعد بن أبي صادق ، قال : أخبرنا أبو عبد الله بن باكويه ، قال : حدثنا عبد الله بن فهد ، قال : حدثنا فهد بن إبراهيم الساجي ، قال : حدثنا محمد بن زكريا بن دينار ، قال : حدثنا العباس ، عن بكار ، قال : حدثنا عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، قال : قال معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضمرة : صف لي عليا ، فقال : أو تعفيني ، قال : بل تصفه ، فقال : أو تعفيني ، قال : لا أعفيك ، قال : أما إذ لا بد ، فإنه كان بعيد الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير الرفعة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ، ويبتدئنا إذا أتيناه ويأتينا إذا دعوناه ، ونحن والله مع تقريبه لنا ، وقربه منا لا نكلمه هيبة ولا تبتدئه لعظمه ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله . فأشهد بالله رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سجوفه ، وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يمتلمل تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين فكأني أسمعه وهو يقول : يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت ، أم بي تشوفت ، هيهات هيهات ، غري غيري قد بنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك ، فعمرك قصير ، وعيشك حقير ، وخطرك كبير ، آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق . قال : فذرفت

ص 544

دموع معاوية على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ، ثم قال معاوية : رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقى عبرتها ولا يسكن حزنها . وذكر مثله أيضا في كتابه المصباح المضيئ ج 1 ص 363 ط بغداد متنا وسندا . ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في فاكهة الصيف وأنيس الضيف (ص 265 ط مكتبة ابن سينا - القاهرة) قال : وعن محمد بن السائب الكلبي ، قال : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال : صف لي عليا ، قال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لا أعفيك ، قال : أما إذ كان - فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ والزيادة والنقصان . ومنهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى ابن سيد الناس في منح المدح (ص 187 ط دار الفكر بدمشق) قال : وروينا عن أبي عمر بن عبد البر رحمه الله ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف ، ثنا يحيى بن مالك بن عائذ ، ثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مقلة البغدادي بمصر ، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، ثنا العكني ، عن الحرمازي ، عن رجل من همدان ، قال : قال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار صف لي عليا ، قال : أعفي يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ لا بد من وصف فكان - فذكر مثل ما تقدم باختلاف يسير في اللفظ والزيادة والنقصان . ومنهم العلامة أبو الجود الحنفي في الكوكب المضيئ (ص 50 نسخة مكتبة جستربيتي) قال : وقال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار صف لي عليا ، قال : أعفني يا

ص 545

أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ . . - فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ . ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل (ص 266 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال : وعن أبي صالح ، قال : دخل ضرار بن مرة على معاوية فقال : أتصف لي عليا ؟ رضوان الله تعالى عليه ، فقال : أو تعفيني يا كفيل المؤمنين ، قال : لا أعفيك ، قال : إذ لا بد فإنه كان والله - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم العلامة صاحب مختار مناقب الأبرار (ص 19 نسخة جستربيتي بإيرلندة) قال : وقال الحرمازي وأبو صالح : قال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار صف لي عليا ، قال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ لا بد من وصفه فكان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه . ومنهم العلامة يحيى بن الموفق بالله الشجري في الأمالي (ج 2 ص 312 ط مصر) قال : قال : أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الفقيه الشافعي بقراءتي عليه ، قال : حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن طرازة ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن بن دريد ، قال : أخبرنا العكلي ، عن الهرماني ، عن رجل من همدان ، قال : قال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار ، صف لي عليا ، قال - فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ والزيادة والنقصان . ومنهم العلامة يوسف بن عبد الله القرطبي في بهجة المجالس (ج 1 ص 499 ط

ص 546

مصر) قال : قال معاوية لضرار الصدائي : صف لي عليا ، قال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حين الشرقاوي في أصول التصوف الإسلامي (ص 52 ط دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية) قال : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال معاوية له : صف لي عليا ، فقال : أعفيني ، فقال له : لا أعفيك - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين (ص 13 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال : قال معاوية لضرار الصدائي : صف لي عليا ، فقال : اعفيني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : إذ لا بد من وصفه : كان والله بعيد المدى ، شديد القوى - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم الفاضل المعاصر السيد بن عبد المقصود بن عبد الرحيم في تعاليقه على اليواقيت الجوزية (ص 98 ط مؤسسة الكتب الثقافية في ذيل صفحات الكتاب) قال : أثر على هذا رواه الإمام أبو نعيم في الحلية (1 / 84 / 85) بسنده إلى ضرار بن ضمرة الكناني لما دخل على معاوية فقال له : صف لي عليا فقال : أو تعفيني يا أمير المؤمنين ؟ فقال : لا أعفيك . قال : أما إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدى . . الأثر . وفيه ثم يقول للدنيا : إلي تغررت إلي تشوقت هيهات هيهات غري غيري قد بنتك ثلاثا فعمرك قصير ومجلسك حقير وخطرك يسير آه آه من قلة الزاد وبعد

ص 547

السفر ووحشة الطريق . . . الأثر . ومنهم العلامة صاحب كتابه مختار مناقب الأبرار (ص 19 والنسخة مصورة من جستربيتي) قال : وقال الشعبي : فأخبرني من رآه يقاتل الخوارج مع علي يوم النهروان وقال جابر : كنا عند معاوية فذكر علي ، فأحسن ذكره وذكر أبيه وأمه ، ثم قال : وكيف لا أقول هذا لهم هم خيار خلق الله وعترة نبيه ، أخيار أبناء أخيار . ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي المشتهر بابن الشيخ في كتاب ألف با (ج 1 ص 223 ط 2 عالم الكتب - بيروت) فذكر مثل ما تقدم . ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في تحذير العبقري من محاضرات الخضري (ج 2 ص 77 ط بيروت سنة 1404) قال : روى الحافظ أبو نعيم في حليته وابن عبد البر بسنده وابن الجوزي في تبصرته ، عن أبي صالح ، قال : قال معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضمرة الكناني : صف لي عليا ، قال : أعفني ، فقال : أقسمت عليك بالله ، فقال : كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ويحكم عدلا - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم علامة التاريخ صارم الدين إبراهيم بن محمد بن ايدمر بن دقماق في الجوهر الثمين في سيرة الخلفاء والسلاطين (ج 1 ص 63 ط عالم الكتب في بيروت) قال : وقال معاوية لضرار : صف لي عليا - فذكر مثل ما تقدم .

ص 548

ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في العلم والعلماء (ص 180 ط دار الكتب السلفية بالقاهرة) قال : روي عن أبي صالح ، أنه قال : قال معاوية رضي الله عنه لضرار بن ضمرة : صف لي عليا رضي الله عنه ، فقال : أو تعفيني ؟ قال : بل صفه ، قال : لا أعفيك ، قال - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني البري في الجوهرة (ص 75 ط دمشق) قال : ودخل ضرار بن ضمرة الصدائي ، وكان من أصحاب ألوية علي بصفين على معاوية بعد موت علي . فقال له : يا ضرار صف لي عليا . فقال : اعفني يا أمير المؤمنين . قال : لتصفنه . قال : أما إذا لا بد من وصفه فكان والله بعيد المدى - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في المرتضى سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب (ص 177 ط دار القلم - دمشق) قال : وعن أبي صالح ، قال : قال معاوية لضرار بن ضمرة صف لي عليا - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم الأستاذ أحمد متولي في منهج القرآن في بيان مسالك الشيطان (ص 44 ط 1 مطابع الأهرام بكورنيش النيل) قال : فقد أخرج ابن عبد البر وأبو نعيم ، عن أبي صالح ، قال : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له : صف لي عليا ، وكان ذلك بعد مقتله رضي الله عنه ، فقال ضرار : أو تعفيني يا أمير المؤمنين ؟ قال : لا أعفيك - فدكر مثل ما تقدم .

ص 549

ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري الجاوي المتولد سنة 1324 في كتاب الإمام المهاجر (ص 160 ط دار الشروق بجدة) قال : لما ذهب ضرار بن ضمرة الصدائي معاوية سأله عن علي ، فقال - فذكر مثل ما تقدم .

كلام أبي سعيد الحسن البصري في إخفائه الرواية عن علي عليه السلام

ذكرة جماعة من أعلام العامة العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي السلامي البغدادي الدمشقي المتوفى سنة 795 في شرح علل الترمذي (ص 177 ط عالم الكتب - بيروت) قال : وروى محمد بن موسى الخرشي عن ثمامة بن عبيدة ثنا عطية بن محارب عن يونس قال : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد إنك تقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تدركه ، قال : كل شيء سمعتني أقوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عن علي بن أبي طالب ، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا ، وكان في عمل الحجاج . ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة 1353 في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (ج 1 ص 438 ط دار الفكر في بيروت) قال :

ص 550

وفي هامش الخلاصة : قال محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي : سمعت علي المديني يقول : مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح ، ومرسلات الحسن البصري التي رواها عنه الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها . وقال يونس ابن عبيد : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكر الحديث مثل ما تقدم عن شرح علل الترمذي . وذكر أيضا مثله في ج 4 ص 686 وج 10 ص 513 . ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه تاريخ الأحمدي (ص 327 ط بيروت سنة 1408) قال : وفي تهذيب الكمال لصفي الدين الخزرجي قال : قال يونس بن عبيد : سألت الحسن وقلت : يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم الشيخ ذو الفقار أحمد النقوي في مرآة التفسير (ص 31 ط بلدة اكرة بالهند) قال : وقال يونس بن عبيد : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد إنك تقول - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم الأستاذ أحمد متولي في منهج القرآن في بيان مسالك الشيطان (ص 44 ط مطابع الأهرام بكورنيش النيل) قال : فقد روي أن الحجاج جمع علماء العراق وكان فهيم الحسن البصري رضي الله عنه ، فقال الحجاج عن علي رضي الله عنه ، فجاراه الجالسون خوفا من بطشه ، واتقاء لشره ، والحسن ساكت لا يتكلم ولكن بدت عليه أمارات الغضب ، فالتفت

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج31)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب