ص 51
الكتب العلمية - بيروت سنة 1406) قال: وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله
وجهه: أدخلت لساني في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم مع كل باب ألف باب،
وقال: لو وضعت لي وسادة وجلست عليها لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل
بإنجيلهم ولأهل القرآن بقرآنهم. ومنهم العلامة حسام الدين المردي في آل محمد (ص
44) قال: قال علي: العلم نقطة كثرها الجاهلون، والألف واحدة عرفها الراسخون، والياء
مدة قطعها العارفون، والجيم حضرة تأهلها الواصلون، والدال درجة قدسها الصادقون.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ق 40 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وعنه [علي عليه السلام] قال: قلت: يا رسول الله
أوصني، قال: قل: ربي الله ثم استقم، فقلت: ربي الله وما توفيقي إلا بالله عليه
توكلت وإليه أنيب، فقال: ليهنك العلم أبا الحسن لقد شربت العلم شربا. أخرجه البحري
والرازي وزاد: وبهلته بهلا (1).
(هامش)
(1) قال الفاضل المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه العلم والعلماء (ص 172
ط دار الكتب العلمية - بيروت): إن علم علي رضي الله عنه لا يشك فيه أحد من
المسلمين، وكيف وقد اعترف له عمر رضي الله عنه وكبار الصحابة أما الفتيا فقد انتهت
إليه في زمانه كله، وما ينازعه فيها أحد، وكيف لا، وقد لازم رسول الله صلى الله
عليه وسلم من فجر النبوة إلى غروب شمسها بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم
يفارق رسول الله صلى الله عليه = (*)
ص 52
(هامش)
= وسلم في حضر ولا سفر إلا ما كان من استخلافه على المدينة عند خروجه إلى تبوك مع
ربانية علي وذكائه، وسلامة صدره وإصالة محتده، فهو عالم قريش وسيد بني هاشم ولا
منازع. وقال الدكتور أبو الوفاء الغنيمي التفتازاني المصري في المدخل إلى التصوف
(ص 53 ط دار الثقافة بالقاهرة): فقد قال عنه أبو علي الروذباري، أحد كبار أوائل
الصوفية: ذاك امرؤ أعطي العلم اللدني أي العلم الذي هو من لدن الله، أي من عند
الله، والعلم اللدني هو العلم الذي خص به الخضر عليه السلام، قال الله تعالى:
(وعلمناه من لدنا علما). ويقول الطوسي في اللمع: ولأمير المؤمنين علي رضي الله عنه
خصوصية من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعاني جليلة، وإشارات لطيفة،
وألفاظ مفردة، وعبارة وبيان للتوحيد والمعرفة والإيمان والعلم، وغير ذلك، وخصال
شريفة، تعلق وتخلق به أهل الحقائق من الصوفية. وقال العلامة حسن بن المولوي أمان
الله الدهلوي العظيم آبادي الهندي في تجهيز الجيش (ق 408 المخطوط): قال صاحب
المواقف في وجوه أفضلية علي بن أبي طالب ما لفظه: ولأن عليا ذكر في خطبه أسرار
التوحيد والعدل والنبوة والقضاء والقدر ما لم يضع مثله في كلام سائر الصحابة - إلى
آخره. وقال الفاضل المعاصر الدكتور عبد الرحمن سالم في التاريخ السياسي للمعتزلة
(ص 232 ط دار الثقافة بالقاهرة): يرتبط تفضيل المأمون لعلي على سائر الصحابة بنفس
السنة التي أظهر فيها المقول بخلق القرآن، بل بنفس الشهر أيضا. وقد كان هذا التفضيل
سببا لإغراء بعض المؤرخين القدامى والباحثين المحدثين بنسبة المأمون إلى التشيع.
وليس أبلغ في رد هذا الزعم من عرض مذهب المأمون في تفضيل علي عرضا أمينا. وخير ما
يصور هذا المذهب هو تلك المناظرة الطريفة التي أوردها صاحب العقد الفريد بين
المأمون وعدد = (*)
ص 53
(هامش)
= من الفقهاء حول أفضلية علي، وليس هنا متسع رواية نصها نظرا لطولها، فمن الأنسب
تلخيصها تلخيصا لا يخل بجوهرها، فقد طلب المأمون من قاضي قضاته يحيى بن أكثم أن
يصحب إليه أربعين رجلا كلهم فقيه يفقه ما يقال له ويحسن الجواب. فدخلوا على المأمون
وعليه سواده، فهو إذن قد خلع الخضرة ورجع إلى شعار آبائه، فلما جلسوا وطارحهم
المأمون حديثا يزيل به وحشتهم ذكر لهم السبب الذي دعاهم من أجله وهو مناظرتهم في
مذهبه الذي هو عليه والذي يدين الله به ومؤداه أن علي بن أبي طالب خير خلفاء الله
بعد رسوله صلى الله عليه وسلم وأولى الناس بالخلافة له. فلما اعترض أحد الفقهاء
واسمه إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل على هذا المذهب دخل معه المأمون في مناظرة طويلة
بدأت بتقرير مبدأ أساسي هو أن محك التفاضل بين الناس: العمل الصالح. وانطلاقا من
هذا المبدأ أخذ المأمون يوازن بين فضائل علي وفضائل غيره من الصحابة. وانتهت به
الموازنة إلى أن فضائل علي أثقل ميزانا من فضائل سواه، فقد كان على أسبق إسلاما
وأكثر جهادا في سبيل الله وأسخى بما ملكت يمينه، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا). كما ثبت على يوم حنين مع ستة آخرين
كلهم من بني هاشم وانهزم الباقون عن الحرب بما اكتنفه من مخاطر محدقة فدائية لا
تدانى. وقد كانت موازنة الرسول. ثم إن مبيته في فراش رسول الله حين هاجر إلى
المدينة بما اكتنفه من مخاطر محدقة فدائية لا تدانى. وقد كانت موازنة المأمون في
الغالب تدور حول على وأبي بكر لما يتمتع به الصديق من مكانة ظاهرة في قلوب
المسلمين، فأفضلية علي على أبي بكر تعني بالضرورة أفضليته على غيره من الصحابة.
والملاحظ أن المأمون حين يوازن بين علي وأبي بكر ويفضل عليا لا ينكر فضل أبي بكر بل
ينكر أفضليته، وذلك حيث يقول: لو لا أن له فضلا لما قيل إن عليا أفضل منه. وبعد أن
يفرغ المأمون من مناظرته مع الفقهاء ويبدي الفقهاء اقتناعهم بوجهة نظره يعقب قائلا:
اللهم إني قد نصحت لهم القول، اللهم إني قد أخرجت الأمر من عنقي، اللهم إني أدينك
بالتقرب إليك بحب علي وولايته. = (*)
ص 54
(هامش)
= إن ما يلفت النظر في هذه المناظرة الهامة هو أن المأمون لا يتخذ قرابة علي من
الرسول أساسا للتفضيل، بل يتخذ العمل الصالح وحده أساسا لذلك. وقال المؤرخ الفاضل
الشيخ محمد العربي التباني مدرس مدرسة الفلاح والحرم المكي في تحذير العبقري من
محاضرات الخضري أو إفادة الأخيار ببراءة الأبرار (ج 2 ص 104 ط دار الكتب العلمية
- بيروت): تقدمت آثار كثيرة دالة على غزارة علمه واعتراف الصحابة والتابعين له بذلك
وثنائهم عليه في مقدمتهم الفاروق، وتقدم أيضا حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها،
وهذا الحديث رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ في السنة والحاكم في المستدرك
وصححه عن ابن عباس مرفوعا وحكم عليه بن الجوزي بالوضع ورد عليه الحافظ العلائي ردا
علميا وقال: الصواب إن الحديث حسن وبهذا أفتى الحافظ ابن حجر من سأله عنه فقال:
الصواب خلاف قولهما وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى درجة الصحة ولا ينحط إلى
درجة الوضع. وقال الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله
الحسيني القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه أحسن
القصص (ج 3 ص 205 ط دار الكتب العلمية في بيروت): علمه: أما علمه كرم الله وجهه،
فمما لا جدال فيه، يشهد بذلك قوله صلى الله عليه وسلم أنا مدينة العلم وعلي بابها
وهذا حديث حسن أخرجه الترمذي، وتشهد بذلك آثاره من وعظ، وخطب، ونثر ونظم، وبدائع
وحكم، كلها مدونة في كتبه المشهورة المنشورة بين الأمم مثل نهج البلاغة وغيره. وهو
أول من ابتدع علم النحو وأنشأه، وأملى على أبي الأسود الدؤلي قواعده وأصوله، وقال
له أنح هذا النحو يا أبا الأسود، وكان أفصح الفصحاء، وأبلغ البلغاء وأخطب الخطباء.
وكان رضي الله عنه أبرع الصحابة في علوم الدين، إماما ثبتا في الفقه والتفسير حجة
في الفتوى، ليس أدل على ذلك من أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجع إليه في كثير من
المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة، وقال غير = (*)
ص 55
(هامش)
= مرة: لولا علي لهلك عمر، وقال: لا يفتين أحد في المسجد، وعلي حاضر، وقال: اللهم
لا تبقني لمعضلة ليس لها أبو الحسن، والدليل على ذلك القصة الآتية التي تدل على
حذقه وعلمه: روي أن رجلا أتى به إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان صدر منه أن
قال لجماعة من الناس وقد سألوه، كيف أصبحت؟ قال أصبحت أحب الفتنة، وأكره الحق،
وأصدق اليهود والنصارى، وأؤمن بمن لا أرى، وأقر بما لم يخلق، فأرسل عمر إلى علي
عليه السلام فلما جاءه وأخبره بمقالة الرجل فقال: صدق. 1 - يحب الفتنة لقوله تعالى:
(إنما أموالكم وأولادكم فتنة) التغابن. 2 - ويكره الحق، يعني الموت لقوله تعالى:
(وجاءت سكرة الموت بالحق). 3 - ويصدق اليهود والنصارى لقوله تعالى: (وقالت اليهود
ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء) البقرة 4 - ويؤمن بما لم
يره، أي يؤمن بالله عز وجل. 5 - ويقر بما لم يخلق يعني الساعة. فقال عمر: أعوذ
بالله من معضلة لا علي لها. وقال المرحوم الشيخ محمد عبد المطلب في قصيدته المشهورة
بالعلوية في مدح سيدنا علي بالعلم:
وسل أهل السلام تجد عليا * أمام الناس يبتدر السلاما
حوى علم النبوة في فؤاد * طما بالعلم زخارا فطاما
سقاه الحق أفواق المعاني
* وهيمه به حبا فهاما
وزوده اليقين به فكانت * أفاويق اليقين له قواما
رمى في عالم
الأنوار سبحا * إلى سوح الجلال به ترامى
وقال الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري
المصري في علي إمام الأئمة (ص 29 ط دار مصر للطباعة) فكل فقيه في الإسلام
مستفيد منه [علي عليه السلام] وعيال عليه فما أصحاب أبي حنيفة محمد وأبو يوسف فقد
أخذوا عن أبي حنيفة، والشافعي قرأ على محمد بن = (*)
ص 56
(هامش)
= الحسن ففقهه راجع إلى أبي حنيفة، والإمام أحمد بن حنبل قرأ على الشافعي، راجع
أيضا إلى أبي حنيفة، ثم إن أبا حنيفة نفسه قرأ على جعفر الصادق، وقرأ على أبيه محمد
الباقر، وقرأ الباقر على علي زين العابدين وهو ابن الحسين، والحسين بن علي رضي الله
عنهم أجمعين. ومالك بن أنس إمام المدينة المنورة قرأ على ربيعة الرأي، وقرأ ربيعة
على عكرمة، وقرأ عكرمة على عبد الله بن عباس، وقرأ ابن عباس على الإمام علي.
فالإمام رضي الله عنه شيخ الفقه السني: أبي حنيفة، ومالك والشافعي، وابن حنبل، ثم
هو أيضا شيخ فقهاء الشيعة. وليس يخفى عليك أن ثمة رجالا أعظم منزلة وأرفع قدرا من
هؤلاء الأئمة وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كانوا يرجعون إلى الإمام
رضي الله عنه ويأخذون برأيه ثقة به واطمئنانا إلى علمه الذي أكرمه الله به في
الالمام بشؤون الدنيا وشؤون الدين. وليس يغيب عن البصراء بالتشريع الإسلامي ما
يرويه الإمام ابن القيم عن مسروق من قوله: شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
فوجدت علمهم ينتهي إلى ستة: علي، عبد الله، زيد بن ثابت، أبي الدرداء، أبي بن كعب،
ثم شاممت هؤلاء الستة فوجدت علمهم ينتهي إلى علي. وقد كان عمر يرجع إلى الإمام في
كثير من المسائل التي تشكل عليه وعلى غيره من الصحابة، حتى كان يقول: لولا علي لهلك
عمر. ثم يقول لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو حسن. وقد نهى رضي الله عنه أن يفتي أحد في
المسجد وعلي حاضر. وبالتأمل في هذه المعاني يعرف أهل الإنصاف أن الفقه قد انتهى
إليه حتى لقد كان يروي العامة والخاصة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقضاكم
علي. ومعروف أن القضاء هو الفقه فعلي إذن أفقههم أجمعين ولما بعثه رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا دعا له: اللهم اهد قلبه وثبت لسانه، يقول الإمام
كرم الله وجهه: إنني بعد هذه الدعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شككت في
قضاء بين اثنين قط. (*)
ص 57
مستدرك قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام
العامة في ج 5 ص 516 وج 7 ص 626 وج 14 ص 567 وج 16 ص 310 وج 17 ص 465 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير
المقداد في مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة للعلامة الصفوري
(ص 179 ط دار بن كثير، دمشق وبيروت) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قسمت
الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا. كلام ابن عباس في علمه
عليه السلام رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: منهم الشريف شهاب أحمد الحسيني
الإيجي الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل (ق 214 نسخة مكتبة الملي بشيراز)
قال: وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: والله لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم وأيم
الله لقد شاركهم في العشر العاشر. رواه الطبري وقال: أخرجه أبو عمر. ورواه الزرندي
ولفظه: العلم ستة أسداس فلعلي من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس ولقد شاركنا في سدسنا
حتى لهو أعلم به منا.
ص 58
مستدرك أنا مدينة العلم وعلي بابها 
قد مر مرارا عن القوم، ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن
أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم (ج 1 ص 308 ط دار
طلاس، دمشق) قال: حدث عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني وجميعا مجهولان. روى عنه عباد
بن يعقوب الرواجني. أنا علي بن أبي علي، نا محمد يبن المظفر الحافظ لفظا، نا محمد
بن الحسن الخثعمي، نا عباد بن يعقوب، نا يحيى بن بشار الكندي، عن إسماعيل بن
إبراهيم الهمداني ، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي. وعن عاصم بن صفوة عن علي قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين من
ثمرها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلا الطيب؟ وأنا مدينة العلم وعلي بابه،
فمن أرادها فليأت الباب.
مستدرك سلوني قبل أن تفقدوني 
تقدم نقل ما يدل عليه عن
أعلام العامة في ج 7 ص 610 وج 16 ص 485 وج 17 ص 469 ومواضع أخرى من هذه الموسوعة،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
ص 59
فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من جامع
الأحاديث (ج 4 ص 422 ط دمشق) قالا: عن أبي المعتمر مسلم بن أوس وجارية بن قدامة
السعدي أنهما حضرا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يخطب وهو يقول: سلوني قبل أن
تفقدوني فإني لا أسأل عن شيء دون العرش إلا أخبرت عنه. ابن النجار. وقالا أيضا في ص
493: عن أبي صالح قال: قال علي رضي الله عنه: سلوني فإنكم لا تسألون مثلي، ولن
تسألوا مثلي. فقال ابن الكواء: أخبرني عن الأختين المملوكتين، فقال: أحلتهما آية
وحرمتهما آية لا آمر به ولا أنهي عنه ولا أفعله أنا ولا أحد من أهل بيتي لا أحله
ولا أحرمه. وقال أيضا في ج 3 ص 495: عن علي رضي الله عنه قال: سلوني فوالله لا
تسألوني عن فتنة خرجت تقاتل مائة إلا أنبأتكم بسائقها وقائدها وناعقها، ما بينكم
وبين قيام الساعة. ش، ونعيم بن حماد في الفتن. وقالا أيضا في ص 543: عن خالد بن
عرعرة قال: قال علي رضي الله عنه: سلوني عما شئتم! ولا تسألني إلا عما ينفع أو يضر،
فقال رجل: يا أمير المؤمنين ما الذاريات ذروا؟ قال: ويحك ألم أقل لك: لا تسأل إلا
عما ينفع أو يضر؟ تلك الرياح، قال: فما الحاملات وقرا؟ قال: هي السحاب، قال: فما
الجاريات يسرا؟ قال: تلك السفن، قال: فما المقسمات أمرا؟ قال: تلك الملائكة، قال:
فما الجوار الكنس؟ قال: تلك الكواكب، قال: فما
ص 60
السقف المرفوع؟ قال: السماء، قال: فما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له:
الضراح وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه
كل يوم سبعون ألف من الملائكة فلا يعودون فيه أبدا، فقال: رجل: يا أمير المؤمنين
أخبرني عن هذا البيت، هو أول بيت وضع للناس، قال: كانت البيوت قبله، وقد كان نوح
يسكن البيوت، ولكنه أول بيت وضع للناس مباركا وهدى للعالمين. قال: فأخبرني عن
بنائه، قال: أوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام أن ابن لي بيتا فضاق إبراهيم
ذرعا، فأرسل إليه الله ريحا يقال لها: السكينة، ويقال لها الخجوج، لها عينان ورأس،
وأوحى الله تعالى إلى إبراهيم أن يسير إذا سارت، ويقيل إذا قالت، فسارت حتى انتهت
إلى موضع البيت فتطوفت عليه مثل الجحفة وهي بإزاء البيت المعمور، يدخله كل يوم
سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة، فجعل إبراهيم وإسماعيل يبنيان كل يوم
سافا، فإذا اشتد عليهما الحر استظلا في ظل جبل، فلما بلغ موضع الحجر، قال إبراهيم
لإسماعيل: ائتني بحجر أضعه يكون علما للناس، فاستقبل إسماعيل الوادي وجاء بحجر،
فاستصغره إبراهيم ورمى به وقال: جئني بغيره، فذهب إسماعيل، وهبط جبرئيل على إبراهيم
بالحجر الأسود، وجاء إسماعيل فقال إبراهيم: قد جاءني من لم يكلني فيه إلى حجرك،
فبنى البيت، وجعلوا يطوفون حوله ويصلون حتى ماتوا وانقرضوا فتهدم البيت، فبنته
العمالقة فكانوا يطوفون به حتى ماتوا وانقرضوا، فتهدم البيت، فبنته قريش، فلما
بلغوا موضع الحجر اختلفوا في وضعه، فقالوا: أول من يطلع من الباب، فطلع النبي صلى
الله عليه وسلم فقالوا: قد طلع الأمين، فبسط ثوبا ووضع الحجر وسطه، وأمر بطون قريش،
فأخذ كل بطن منهم بناحية من الثوب، ووضعه بيده صلى الله عليه وسلم. الحارث وابن
راهويه والصابوني في المائتين. (هب)، وروى بعضه الأزرقي. (ك). وقال أيضا في ج 4 ص
395:
ص 61
عن سعيد بن المسيب قال: ما كان أحد من الناس يقول: سلوني، غير علي بن أبي طالب رضي
الله عنه. ابن عبد البر. ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم ابن عساكر في تاريخ
مدينة دمشق - ترجمة الإمام علي عليه السلام (ج 3 ص ط بيروت) قال: أخبرنا أبو
المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد، أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا الحاكم الإمام
أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت عبد الله بن
الحسين بن الحسن الأشقر ويقال له ابن الطبال بالكوفة، يقول: سمعت محمد بن فضيل،
يقول: سمعت ابن شبرمة يقول: ما كان أحد يقول على المنبر: سلوني عن [ما] بين اللوحين
إلا علي بن أبي طالب. أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن الخلعي،
أنبأنا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: سمعت عبد الله بن
الحسين يعني ابن الحسن بن الأشقر يقول: سمعت محمد بن فضيل، يقول: سمعت ابن شبرمة
يقول: ما كان أحد على المنبر يقول: سلوني عن ما بين اللوحين إلا علي بن أبي طالب.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي،
أنبأنا عبد الله بن محمد، أنبأنا عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن
يحيى بن سعيد، قال: أراه عن سعيد بن المسيب، قال: لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم يقول: سلوني إلا علي. قال عبد الله بن محمد: ورواه غير عثمان، عن
سفيان، عن يحيى، عن سعيد بن المسيب بغير شك. أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا
أبو طاهر أحمد بن الحسن، وأبو الفضل بن خيرون، قالا: أنبأنا عبد الملك بن محمد،
أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد، أننا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا الحسن بن
علي، أنبأنا الهيثم بن الأشعث السلمي،
ص 62
أنبأنا أبو حنيفة اليمامي الأنصاري، عن عمير بن عبد الله، قال: خطبنا علي [ابن أبي
طالب] على منبر الكوفة فقال: أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فبين الجنين مني علم
جم. قال : وأنبأنا محمد بن عثمان، أنبأنا عمي أبو بكر، أنبأنا أبو الأحوص، عن سماك،
عن خالد بن عرعرة، قال: أتيت الرحبة فإذا أنا بنفر جلوس، قريب من ثلاثين أو أربعين
رجلا، فقعدت فيهم، فخرج علينا علي فما رأيته أنكر أحد من القوم غيري، فقال: ألا رجل
يسألني فينتفع وينفع نفسه (1).
(هامش)
(1) قال الدكتور محمد عبد الرحيم محمد في المدخل إلى فقه الإمام علي رضي الله عنه
(ص 38 ط دار الحديث - القاهرة): فلعله من المفيد هنا أيضا أن نشير إلى أن لعلي بن
أبي طالب مصحفا خاصا قائما على ترتيب النزول وتقديم المنسوخ على الناسخ، جمعه كما
يقول ابن جزي الكلبي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وظل موجودا رآه ابن النديم
في زمانه كما نص على ذلك في فهرسته. أما عن ترتيب سور هذا المصحف، فقد ذكر لنا ابن
النديم أيضا أنه سيسوق لنا هذا الترتيب في فهرسته، فقال: وهذا ترتيب سور المصحف
ولكنه على الرغم من ذلك لم أجد في هذه النسخة التي بين يدي ذكرا لهذا الترتيب، ولعل
ذلك يكون سقطا من الكتاب عند نشره، أو تكون بعض أوراق الفهرست نفسه ضاعت على مر
الزمان. بيد أن اليعقوبي طلع علينا في تاريخه بترتيب لهذا المصحف الذي يتكون من
سبعة أجزاء على النحو التالي: الجزء الأول: ويشمل السور التالية: البقرة، يوسف،
العنكبوت، الروم، لقمان، حم السجدة، الذاريات، هل، أتى على الانسان، ألم تنزيل،
السجدة، النازعات، إذا الشمس كورت، إذا السماء انفطرت، إذا السماء انشقت، سبح اسم
ربك الأعلى، لم يكن. الجزء الثاني: ويتكون من السور التالية: آل عمران، هود الحج،
الحجر، = (*)
ص 63
(هامش)
= الأحزاب، الدخان، الحاقة، سأل سائل، عبس وتولى، والشمس وضحاها، إنا أنزلناه، إذا
زلزت، ويل لكل همزة، ألم تر كيف، لإيلاف قريش. الجزء الثالث: ويتضمن: النساء،
النحل، المؤمنون، يس، حمعسق، الواقعة، تبارك الملك، يا أيها المدثر، أرأيت، تبت، قل
هو الله أحد، والعصر، القارعة، والسماء ذات البروج، والتين والزيتون، طس، النمل.
الجزء الرابع: ويتكون من: المائدة، يونس، مريم طسم، الشعراء، الزخرف، اقتربت
الساعة، ق، الحجرات، الممتحنة، والسماء والطارق، لا أقسم بهذا البلد، ألم نشرح لك،
والعاديات، إنا أعطيناك الكوثر، قل يا أيها الكافرون. الجزء الخامس: ويشتمل:
الأنعام، سبحان، اقتربت، الفرقان، موسى، فرعون، حم، المؤمن، المجادلة، الحشر،
الجمعة، المنافقون، ن والقلم، إنا أرسلنا نوحا، قل أوحي إلي، المرسلات، والضحى،
ألهاكم. الجزء السادس: ويتضمن: الأعراف، إبراهيم، الكهف، النور، ص، الزمر. الجزء
السابع: ويشمل: الشريعة، الذين كفروا، الحديد، لا أقسم بيوم القيامة، عم يتساءلون،
الغاشية، والفجر، والليل إذا، إذا جاء نصر الله. الجزء الثامن: ويتضمن: الأنفال،
براءة، طه الملائكة، الصافات، الأحقاف، الفتح، النجم، الصف، التغابن، الطلاق،
المطففون، المعوذتين، المعوذتين، المعوذتين، المعوذتين. هذا، وبعد أن وقفنا فيما
سبق على علم الإمام علي كرم الله وجهه بالقرآن الكريم حفظا وتفسيرا وجمعا، فقد حان
الآن أن أسوق إليك مثالين فقهيين يوضحان كيف كان علي أيضا قدوة في استنباط الحكم
الفقهي من النص القرآني، فضلا عن البيان حرصه الشديد في تطبيق نصوص القرآن الكريم.
ثم ذكر استدلاله عليه السلام في أقل الحمل بقوله تعالى: (حمله وفصاله ثلاثون شهرا)
الأحقاف / 15. مع قوله تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن
يتم الرضاعة) البقرة 233. (*)
ص 64
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي في مسند علي بن أبي طالب (ج 1 ص 366 ط
حيدر آباد) قال: عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: شهدت علي بن أبي طالب رضي الله
عنه يخطب فقال في خطبته: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا
حدثتكم به سلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار
أم في سهل أم في جبل، فقام إليه ابن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين ما الذاريات
ذروا؟ فقال له: ويلك! سل تفقها ولا تسأل تعنتا، والذاريات ذروا الرياح فالحاملات
وقرا السحاب فالجاريات يسرا السفن فالمقسمات أمرا الملائكة، فقال: فما السواد الذي
في القمر؟ فقال: أعمى يسأل عن عمياء، قال الله تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين
فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) فمحونا آية الليل السواد
(هامش)
= وذكر استدلاله عليه السلام في عدة الحامل المتوفى عنها زوجها بقوله تعالى:
(وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن) الطلاق / 14. مع قوله تعالى: (والذين يتوفون
منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا) البقرة / 234. ورأى عليه
السلام: أن الحامل المتوفى عنها زوجها إن وضعت قبل مضي أربعة أشهر وعشرة أيام تربصت
إلى انقضائها وإن انقضت المدة قبل الوضع تربصت إلى الوضع. وقال في ذيل الكتاب ص 38:
انظر التسهيل في علوم التنزيل لابن جزري 1 / 4، وفيه يقول: ولو وجد مصحفه أي مصحف
علي لكان فيه علم كبير ولكنه لم يوجد. وكذلك أشار إلى ذلك ابن النديم في فهرسته،
حيث ذكر أن عليا رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فأقسم أنه لا
يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه. أنظر
الفهرست ص 41 – 42 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 152 نقلا عن سليمان كتاني ص 61 - 67. (*)
ص 65
الذي في القمر. قال: فما كان ذو القرنين أنبيا أم ملكا؟ فقال: لم يكن واحدا منهما
كان عبد الله أحب الله فأحبه الله وناصح لله فنصحه الله، بعثه الله إلى قومه يدعوهم
إلى الهدى فضربوه على قرنه الأيسر ولم يكن له قرنان كقرني الثور، قال: فما هذه
القوس؟ قال: هي علامة كانت بين نوح وبين ربه وهي أمان من الغرق، قال: فما البيت
المعمور؟ قال: البيت فوق سبع سموات تحت العرش يقال له الصراح يدخله كل يوم سبعون
ألف ملك ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، قال: فمن (الذين بدلوا نعمة الله
كفرا)؟ قال: هم الأفجران من قريش قد كفيتموهم يوم بدر، قال: فمن الذين (ضل سعيهم في
الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)؟ قال: قد كان أهل حرورا منهم. (ابن
الأنباري في المصاحف وابن عبد البر في العلم). ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات
محمد الباعوني الشافعي في كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن
أبي طالب (ق 29 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وعن سعيد بن
المسيب قال: لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني إلا عليا. أخرجه الإمام أحمد في
المناقب والبغوي في المعجم. وعن أبي الطفيل قال: شهدت عليا يقول: سلوني والله لا
تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم
أبليل نزلت أم بنهار أو في سهل أو في جبل. خرجه أبو عمرو عن علي رضي الله عنه ثم
ذكر حديث بعثه إلى اليمن. ومنهم الشيخ محمد توفيق بن علي البكري الصديقي المتوفى
سنة 1351 في بيت الصديق (ص 272 ط مصر سنة 1323) قال: وقال سعيد بن المسيب: ما
كان أحد من الناس يقول: سلوني غير علي بن
ص 66
أبي طالب. ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في
تحذير العبقري من محاضرات الخضري (ج 2 ص 17 - طبع بيروت سنة 1404) قال: وأخرج
(ابن سعد) عنه [سعيد بن المسيب] قال: لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني إلا علي.
ومنهم شمس الدين الذهبي في تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام (ج 3 ص 638)
قال: وقال سعيد بن المسيب - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامة حسام الدين المردي
الحنفي في آل محمد (ص 12 و13 نسخة مكتبة السيد الإشكوري) قال: والإمام أحمد بن
حنبل في مسنده وموفق بن أحمد في المناقب هما بسنديهما عن سعيد بن المسيب قال: لم
يكن أحد من الصحابة يقول - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن
محمد البازلي الشافعي في كتابه غاية المرام (ص 75 مصورة مكتبة جستربيتي) قال:
قال سعيد بن المسيب: لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سلوني
إلا علي. وقال أيضا في ص 70: ما كان أحد من الناس يقول - فذكر مثل ما تقدم.
ص 67
ومنهم العلامة أحمد بن محمد الخافي الشافعي التبر المذاب (ص 45 نسخة مكتبتنا
العامة بقم) قال: وعن أبي الطفيل قال: شهدت عليا يقول: سلوني والله لا يسألوني عن
شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم
بنهار أم في سهل أم في جبل. خرحه ابن عمر. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي
في آل محمد (ص 45) قال: موفق بن أحمد، بسنده عن أبي الطفيل قال: قال علي: سلوني
عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم نهار أم في سهل أم في جبل،
والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت، وإن ربي وهب لي
لسانا ناطقا وقلبا عقولا، أنا القرآن الناطق. ومنهم الحافظ الناقد شيخ الإسلام أبو
محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي المتوفى سنة 321 في
كتابه الجرح والتعديل (ج 6 ص 191 ط مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية بحيدر
آباد الدكن) قال: حدثنا عبد الرحمن، حدثنا أحمد بن سلمة النيسابوري، حدثنا إسحاق
يعني ابن راهويه، قال: أنا عبد الرازق، أنا معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي
الطفيل قال: شهدت عليا رضي الله عنه يخطب وهو يقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء
يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم، وسلوني عن كتاب الله عز وجل فوالله ما من آية إلا
وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل. ومنهم العلامة حسام الدين
المردي الحنفي في آل محمد (ص 45 نسخة مكتبة السيد الإشكوري) قال:
ص 68
وقال علي كرم الله وجهه: سلوني عن أسرار الغيوب فإني وارث علوم الأنبياء والمرسلين
سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين الجوانح مني علما جما هذا سفط العلم. ومنهم الفاضلان
المعاصران الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد المدنيان في جامع الأحاديث
(القسم الثاني ج 4 ص 491 ط دمشق) قالا: عن علي رضي الله عنه قال: سلوني عن كتاب
الله، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أو نهار، أم في سهل أم في جبل. ابن
سعد. ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748
في تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام (ج 3 ص 637) قال: وعن سليمان
الأحمسي، عن أبيه قال: قال علي: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين
نزلت، وعلى من نزلت، وإن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا ناطقا. ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور السيد الجميلي في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم السابقون
الأولون من المهاجرين والأنصار (ص 62 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال: سلوني عن
كتاب الله ما شئتم فوالله ما من آية من آياته إلا وأنا أعلم أنزلت في ليل أم في
نهار.
مستدرك

قول علي(ع) سلوني عن طرق السماوات فإني أعلم بها من طرق
الأرض 
قد تقدم ما يدل عليه في ج 7 ص 618 وص 622 وج 16 ص 485، ونستدرك
ص 69
هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة أبو الجود البتروني في
الكوكب المضئ (ق 56 نسخة مكتبة طوپ قبو سراى بإسلامبول) قال: ومنها [أي ومن
كراماته] ما ذكره النسفي أن فاطمة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله إن عليا ينام
ليلة الجمعة وهي ليلة الفضيلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى
تصدق عليه بنومة ليلة الجمعة وإن الله تعالى بخلق من روحه إذا هو نام طيرا أخضر يرح
إلى طرق السماء فما فيها موضع شبر إلا وفيه لروح علي ركعة أو سجدة. قال النسفي:
فلذلك كان يقول: سلوني عن طرق السماوات فإني أعلم بها من طرق الأرض. فلما قال ذلك
يوما جاءه جبرئيل في صولة رجل ليختبر فقال: إن كنت صادقا فأخبرني أين جبرئيل؟ فنظر
علي رضي الله عنه في السماء يمينا وشمالا ثم إلى الأرض كذلك، فقال: ما وجدته في
السماء ولا في الأرض ولعله أنت.
جوابه عليه السلام لليهود

رواه جماعة من أعلام
العامة في كتبهم: فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في
كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب (ص 37 والنسخة
مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وعن محمد بن قيس قال: دخل ناس من اليهود
على علي بن أبي طالب فقالوا: ما صبرتم بعد نبيكم إلا خمسا وعشرين سنة حتى قتل بعضكم
بعضا. قال: فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قد كان صبر وخير ولكنكم ما جفت
أقدامكم من البحر حتى قلتم لموسى: (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة).
ص 70
لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام علم ظاهر كتاب الله وباطنه

قد تقدم نقل
ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 515 وج 7 ص 639 وج 8 ص 804 وص 807 ومواضع
أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة المولوي
أحمد النقوي الحنفي الهندي في كتابه مرآة التفسير (ص 9) قال: وأخرج أبو نعيم في
الحلية عن ابن مسعود قال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر
وبطن، وإن علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن. ومنهم العلامة حسام الدين
المردي الحنفي في آل محمد (ص 12 مصورة نسخة مكتبة السيد الإشكوري) قال: في فصل
الخطاب عن ابن مسعود قال: إن القرآن على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا له ظهر وبطن
وإن علي بن أبي طالب علم الظاهر والباطن. ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن
محمد بن محمد الحزري الشافعي في كتابه أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي
طالب عليه السلام (ص 73) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قراءة عليه، أخبرنا علي بن
أحمد إجازة إن لم يكن سماعا، قال: كتب إلينا القاضي أبو المكارم الإصبهاني، منها أن
الحسن بن أحمد المقري أخبره، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا نذير بن جناح
القاضي، أخبرنا إسحاق بن محمد بن مروان، أخبرنا أبي، أخبرنا عباس بن عبيد الله،
أخبرنا غالب بن
ص 71
عثمان الهمداني أبو مالك، عن عبيدة، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ،
قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن وإن علي ابن أبي
طالب عنده منه علم الظاهر والباطن. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسيني
الشافعي في توضيح الدلائل (ص 213 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: عن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن
وإن عليا عنده علم الظاهر والباطن. رواه الحافظ أبو نعيم في الحلية (1).
(هامش)
(1) قال الدكتور محمد عبد الرحيم محمد في المدخل إلى فقه الإمام علي رضي الله عنه
(ص 35 ط دار الحديث - القاهرة): ويكفي إشارة إلى علمه بتفسير القرآن الكريم ما
أخرجه أبو نعيم بسنده إلى عبد الله ابن مسعود قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف،
ما فيها حرف إلا له ظهر وبطن وإن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر وعلم الباطن.
ولعله من المفيد هنا أن أسوق إليك بعض الأمثلة لتفسير علي للقرآن الكريم، فعلى سبيل
المثال عند تفسير قوله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) يذكر لنا
السيوطي ما قاله علي في تفسير هذه الآية فيقول: خليلان مؤمنان وخليلان كافران توفي
أحد المؤمنين فبشر بالجنة فذكر خليله فقال: اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بطاعتك
وطاعة رسولك ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر وينبئني أني ملاقيك، اللهم لا تضله
بعدي حتى تريه ما أريتني وترضى عنه كما رضيت عني، فيقال له: اذهب فلو تعلم ما له
عندي لضحكت كثيرا ولبكيت قليلا، ثم يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال: ليثن كل
واحد منكما على صاحبه، فيقول كل واحد منهما لصاحبه: نعم الأخ ونعم الصاحب ونعم
الخليل. وإذا مات أحد الكافرين بشر بالنار فيذكر خليله فيقول: اللهم إن خليلي فلانا
كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك = (*)
ص 72
(هامش)
= ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير وينبئني أني غير ملاقيك اللهم فلا تعده بعدي حتى
تريه مثل ما أريتني وتسخط عليه كما سخطت علي، فيموت الآخر فيجمع الله بين أرواحهما
فيقال: ليثن كل واحد منكما على صاحبه، فيقول كل لصاحبه: بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس
الخليل. وفي تفسير قوله تعالى: (وإذا ما نزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه
إيمانا)، يروي لنا البغوي ما قاله علي في تفسير هذه الآية فيقول: إن الإيمان يبدو
لمظة بيضاء في القلب، فكلما ازداد الإيمان ازداد ذلك البياض حتى يبيض القلب كله،
وإن النفاق يبدو لمظة سوداء في القلب فكلما ازداد النفاق ازداد بذلك السواد، حتى
يسود القلب كله، وأيم الله لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض ولو شققتم عن قلب
منافق لوجدتموه أسود. وفي تفسير قوله تعالى: (ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون)،
يروي لنا الواحدي أيضا تفسير علي لهذه الآية بقوله وقال علي رضي الله عنه: تمام
النعمة: الموت على الإسلام، وعنه أيضا: النعم ست: الإسلام والقرآن ومحمد عليه
السلام والستر والعافية والغنى عما في أيدي الناس. وهكذا نجد آراء وأفكار علي
التفسيرية أكثر دورانا في كتب التفسير المختلفة عن غيرها من آراء السلف الصالح من
الصحابة والتابعين وغيرهم. وإنه لجدير بنا أن نشير إلى أنه على الرغم من أن هناك
كتابات متعددة عن بعض جوانب علي بن أبي طالب، إلا أن الجانب التفسيري لم ينل حظا
حتى الآن من هذه الدراسات المتعددة، إذ لم يطرق من قبل بالدراسة لا من قريب ولا من
بعيد. وفي ظني أننا نستطيع بعد البحث والتنقيب في كتب التراث المختلفة وبخاصة كتب
التفسير أن نخرج بتفسير لعلي بن أبي طالب له قيمته وأهميته في المكتبة العربية
والإسلامية. وقال الدكتور دوايت. رونلدسن في عقيدة الشيعة تعريب ع. م. (ص 63 ط
مؤسسة المفيد - بيروت): وتؤكد بعض الروايات أنه كان عند علي نسخة من القرآن جمعها
ورتبها بنفسه = (*)
ص 73
(هامش)
= وعلق عليها بعض الحواشى حسب ما كلم الرسول صلى الله عليه وسلم به. وقال العلامة
فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي المتوفى سنة 606 في مناقب الإمام الشافعي
(ص 125 ط مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة): وكان علي عليه السلام قد خص بعلم
القرآن والفقه، لأن النبي عليه السلام دعا له، وأمره أن يقضي بين الناس، وكانت
قضاياه ترفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيمضيها. وقال الفاضل المعاصر عبد المنعم
الهاشمي في كتابه أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص 78 ط دار الهجرة -
بيروت): وكان الرجل متفقها في الدين يرجع إليه في كثير من مسائل الدين وتفسير
القرآن ورواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقول: سلوني سلوني عن
كتاب الله تعالى فوالله ما من آية إلا أنا أعلم أنزلت بليل أو نهار في سهل أم في
جبل. وقال الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في علي إمام المتقين (ج 1 ص 47 ط
مكتبة غريب الفجالة): وكان علي بحكم صلته بالرسول عليه الصلاة والسلام، يعرف أين
وكيف نزلت هذه الآيات جميعا، وفيمن نزلت، وفيم نزلت فهو إلى خبرته بها، قد تعلم من
أستاده العظيم أسرارها، وله أذن واعية. ومن أجل ذلك استفتاه الصحابة في أمور الدنيا
والدين وكان هو يبذل الفتيا قبل أن يسأل إن عرضت أمامه مشكلة. وكان الرسول طيلة
حياته يشجعه على الفتيا، ويقر آراءه، ويستحسنها. وقال أيضا في ج 2 ص 19: لا خلاص
إلا باللجو إلى السنة واتباعها وإلا بالتأسي بسيرة السلف الصالح، وعلى رأسهم
الخلفاء الراشدين، بمن فيهم علي بن أبي طالب. وكان أحمد يعرف أن أشد ما يغيظ حكام
بني العباس هو نشر فقه الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. ذلك أن كثرة الثناء
على الإمام علي، يثير عطف الناس على = (*)
ص 74
ومنهم الشريف الشهاب أحمد الحسيني الإيجي الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل (ق
213 نسخة مكتبة فارس بشيراز) قال: وعن الشعبي قال: ما كان أحد من هذه الأمة أعلم
بما بين اللوحين وبما أنزل على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من علي. رواه
الزرندي. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
(هامش)
= بنيه وكان بنوه قد ثاروا المرة بعد المرة على مظالم خلفاء بني أمية، ثم على خلفاء
بني العباس، وحدثت فيهم من أجل ذلك مقاتل عظيمة ومن لم يقتل من بني علي عاشوا
يرسفون في أغلالهم تحت الأبراج. وكان فقه الإمام علي بن أبي طالب وأقضيته، في صدور
قلائل من العلماء أكثرهم من الشيعة، ثم أذيعت آراؤه وأفكاره ليستفيد منها بنو
العباس أبناء عمومته في محاربة مظالم بني أمية، ولكن بني العباس خشوا أن يستعملها
المعارضون في نقدهم وخافوا أن يكتسب بها المعارضون حب الناس وتأييدهم وهكذا أخفى
حكام بني العباس أقضية الإمام علي وفتاواه وفقهه واستخفى. ولكن أحمد بن حنبل ما كان
يستطيع أن يتجاهل سيرة علي بن أبي طالب ولا أفكاره لتكون من بعده سيرة الرسول صلى
الله عليه وسلم أسوة حسنة لمن يريد أن يعتبر بآثار السلف الصالح. بحث الإمام أحمد
عن فقه وأقضية الخلفاء الراشدين فأعجب بما عرفه من فقه الإمام علي كرم الله وجهه،
وبدأ ينشره ويستشهد به فوجد عليه خلفاء بن العباس وجدا شديدا. وأهمهم أمره! ولكنهم
لم يظهروا الغضب عليه، فما كان أحمد يعمل بالسياسة، وما كان رأيه في الخلافة
ليزعجهم، بل إن هذا الرأي على النقيض يرضي خلفاء بني العباس. ذلك أن أحمد كان يرى
وجوب طاعة الخليفة ولو كان فاجرا فطاعة الفاجر عنده خير من الفتنة التي لا تصيب
الذين ظلموا خاصة بل تصيب معهم الأبرياء، وتضعف الدولة فيطمع فيها أعداء الإسلام.
(*)
ص 75
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 22 ط دار الفكر) قال: وعن أبي الطفيل عامر
بن واثلة قال: خطب علي بن أبي طالب في عامة [الناس] فقال: يا أيها الناس، إن العلم
يقبض قبضا سريعا وإني أوشك أن تفقدوني، فسلوني فلن تسألوني عن آية من كتاب الله إلا
نبأتكم بها، وفيم أنزلت، وإنكم لن تجدوا أجدا من بعدي يحدثكم. وفي حديث بمعناه،
فوالله ما بين لوحي المصحف آية تخفى علي فيم أنزلت، ولا أين أنزلت، ولا ما عني بها.
وعن علي قال: كان لي لسان سؤول، وقلب عقول، وما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت،
وبم نزلت، وعلى من نزلت. وإن الدنيا يعطيها الله من أحب ومن أبعض، وإن الإيمان لا
يعطيه الله إلا من أحب. وعن أبي الطفيل قال: قال علي: سلوني عن كتاب الله، فإنه ليس
من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل. وقال أيضا في ص 23:
وعن عبد الله بن مسعود قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر
وبطن، وإن علي بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطن. ومنهم الدكتور محمد عبد
الرحيم محمد في المدخل إلى فقه الإمام علي رضي الله عنه (ص 35 ط دار الحديث -
القاهرة) قال: روى معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل قال: شهدت عليا يخطب
وهو يقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله فوالله
ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل أم بنهار أم في سهل أم في جبل.
ص 76
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الصادق قمحاوي في الإيجاز والبيان في علوم
القرآن (السنة الثالثة ص 72 ط مكتبة عالم الفكر في القاهرة - ميدان سيدنا الحسين
عليه السلام) قال: وأخرج أبو نعيم في الحلية، عن ابن مسعود، قال: إن القرآن أنزل
على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن، وإن علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر
والباطن. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 23 ط دار الفكر) قال: وعن عبد الله بن
مسعود قال: لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه المطايا، قال: فقال له رجل:
فأين أنت عن علي؟ قال: به بدأت، إني قرأت عليه. وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ما
رأيت أحدا أقرأ لكتاب الله من علي بن أبي طالب. وعنه قال: ما رأيت قرشيا قط أقرأ من
علي بن أبي طالب، صلى بنا الفجر فقرأ بسورة وترك آية، فلما ركع ورفع رأسه من
السجدتين أبتدأ بالآية التي تركها ثم قرأ فاتحة الكتاب ثم قرأ سورة أخرى. ومنهم
الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر الخضيري
الطولوني الشافعي في التحبير في علم التفسير (ص 69 ط دار الكتب العلمية في
بيروت سنة 1408) قال: وروى الطبراني في الدعاء من طريق عباد بن يعقوب الأسدي، عن
يحيى بن يعلى الأسلمي، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن عبد الله بن زرير الغافقي،
قال: قال لي عبد الملك بن مروان: لقد علمت ما حملك على حرب أبي تراب إلا أنك أعرابي
ص 77
جاف، فقلت: والله لقد جمعت القرآن من قبل أن يجتمع أبواك ولقد علمني منه علي ابن
أبي طالب سورتين علمهما إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما علمتهما أنت ولا أبوك
فذكرهما. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في آل بيت الرسول
صلى الله عليه وسلم (ص 96 ط القاهرة سنة 1399) قال: عن عبد الله بن مسعود قال: قرأت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وختمت القرآن على خير الناس علي بن
أبي طالب. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد بن عبد القادر بن أحمد في دراسات في
أدب ونصوص العصر الإسلامي (ص 78 ط مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة) قال: وكان علي
كرم الله وجهه أفصح الناس بعد رسول الله وأكثرهم علما، وهو إمام خطباء العرب على
الإطلاق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أول من وضع علم النحو علي بن أبي طالب
عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم الحافظ المؤرخ أبو الفداء
عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصروي الدمشقي المتوفى سنة 774 في
فضائل القرآن (ص 46 ط بيروت سنة 1407) قال: فإنه كما هو المشهور عنه هو أول من
وضع علم النحو فيما رواه عنه الأسود ظالم
ص 78
ابن عمرو الدؤلي، وأنه قسم الكلام إلى اسم وفعل وحرف، وذكر أشياء أخر تممها أبو
الأسود بعده، ثم أخذ الناس عن أبي الأسود فوسعوه ووضحوه وصار علما مستقلا. ومنهم
الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في الوسائل في مسامرة
الأوائل (ص 105 ط بيروت سنة 1406) قال: أول من وضع النحو علي بن أبي طالب رضي
الله عنه. قال أبو القاسم الزجاجي في أماليه: حدثنا أبو جعفر محمد بن رستم الطبري،
حدثنا أبو حاتم السجستاني، حدثني يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا سعيد بن سالم
الباهلي، حدثنا أبي، عن جدي عن أبي الأسود الدؤلي، قال: دخلت على أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب فرأيته مطرقا مفكرا، فقلت: فيم تفكر يا أمير المؤمنين؟ قال: إني سمعت
ببلدكم هذا لحنا فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية، فقلت: إن فعلت هذا أحيينا
وبقيت فينا هذه اللغة، ثم أتيته بعد ثلاث فألقى إلي هذه الصحيفة فيها: بسم الله
الرحمن الرحيم، الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالفعل ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما
أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل، ثم قال لي: تتبعه
وزد فيه ما وقع لك، واعلم يا أبا الأسود أن الأشياء ثلاثة: ظاهر، ومضمر، وشيء ليس
بظاهر ولا مضمر. قال أبو الأسود: فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه، فكان من ذلك حروف
النصب، فذكرت منها: إن، وأن، وليت، ولعل، وكأن، ولم أذكر: لكن، فقال لي: لم تركتها؟
فقلت: لم أحسبها منها، فقال: بلى هي منها، فزدتها. ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر
محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر القاضي البصري ثم البغدادي المعروف بالباقلاني من
أعيان القرن الرابع في الانتصار لنقل القرآن
ص 79
(ص 416 ط منشأة المعارف بالإسكندرية) قال: فأما أبو عمرو بن العلاء فقد قرأ على ابن
كثير وأمثاله وعلى مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة، وهؤلاء كلهم قرأوا على ابن عباس.
وقرأ أبو عمرو أيضا على يحيى ابن النعمان، وقرأ ابن النعمان على أبي الأسود الدؤلي،
وقرأ أبو الأسود على علي رضي الله عنه (1).
(هامش)
(1) قال الفاضل المعاصر مناع خليل القطان مدير المعهد العالي للقضاء بالرياض في
كتابه مباحث في علوم القرآن (ص 10 ط مؤسسة الرسالة في بيروت سنة 1 6): روى مسلم،
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولا تكتبوا عني، ومن كتب
عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من
النار. ولئن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أذن لبعض صحابته بعد ذلك في كتابة
الحديث فإن ما يتصل بالقرآن ظل يعتمد على الرواية بالتلقين في عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وفي خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. جاءت خلافة عثمان رضي الله
عنه، واقتضت الدواعي التي سنذكرها فيما بعد إلى جمع المسلمين على مصحف واحد، فتم
ذلك، وسمي بالمصحف الإمام، وأرسلت نسخ منه إلى الأمصار، وسميت كتابته بالرسم
العثماني، نسبة إليه، ويعتبر هذا بداية لعلم رسم القرآن. ثم كانت خلافة علي رضي
الله عنه، فوضع أبو الأسود الدؤلي بأمر منه قواعد النحو، صيانة لسلامة النطق، وضبطا
للقرآن الكريم، ويعتبر هذا كذلك بداية لعلم إعراب القرآن. وقال أيضا في ص 150:
وكانت المصاحف العثمانية خالية من النقط والشكل، اعتمادا على السليقة العربية
السليمة التي لا تحتاج إلى الشكل بالحركات ولا إلى الإعجام بالنقط، فلما تطرق إلى
اللسان العربي الفساد بكثرة الإختلاط أحس أولو الأمر بضرورة تحسين كتابة المصحف =
(*)
ص 80
ومنهم الفاضلان المعاصران الدكتور زهير زاهد والأستاذ هلال ناجي في مقدمة ألفية
الآثاري (ص 12 ط عالم الكتب، بيروت) قالا: وأما سندي في هذا العلم فأخذته عن شيخ
الإسلام شمس الدين محمد بن محمد ابن علي الغماري المالكي النحوي، وأخذ هو عن الشيخ
أثير الدين محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان، وأخذ هو عن أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن
الزبير الثقفي بغرناطة، وأخذ هو عن علي بن محمد بن علي الكتامي الشهير بابن الصائغ،
وأخذ هو عن الأستاذ الكبير أبي علي عمر بن محمد بن عمر الأزدي الشهير بالشلوبين،
وهو الذي انتهت إليه رئاسة هذا الفن النحوي، اقرأه نحوا من ستين عاما، وأخذ هو عن
الأستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن ملكون، وأخذ هو عن الحافظ المستنجز أبي بكر محمد بن
عبد الله الفهري، وأخذ هو عن أبي الحسن علي بن مهدي التنوخي الشهير بابن الأخضر،
وأخذ هو عن أبي الحجاج الأعلم الشنتمري، وأخذ هو عن أبي بكر مسلم بن أحمد الأديب،
وأخذ هو عن أبي عمرو بن الحباب، وأخذ هو عن أبي
(هامش)
= بالشكل والنقط وغيرهما مما يساعد على القراءة الصحيحة. واختلف العلماء في أول جهد
بذل في ذلك السبيل. فيرى كثير منهم أن أول من فعل ذلك أبو الأسود الدؤلي الذي ينسب
إليه وضع ضوابط للعربية بأمر علي بن أبي طالب، ويروى في ذلك أنه سمع قارئا يقرأ
قوله تعالى: (إن الله برئ من المشركين ورسوله) (3، التوبة)، فقرأها بجر اللام من
كلمة فأفزع هذا اللحن أبا الأسود وقال: عز وجه الله أن يبرأ من رسوله، ثم ذهب إلى
زياد والي البصرة وقال له: قد أجبتك إلى ما سألت، وكان زياد قد سأله أن يجعل للناس
علامات يعرفون بها كتاب الله، فتباطأ في الجواب حتى راعه هذا الحادث، وهنا جد جده،
وانتهى به اجتهاده إلى أن جعل علامة الفتحة نقطة فوق الحرف، وجعل علامة الكسرة نقطة
أسفله، وجعل علامة الضمة نقطة بين أجزاء الحرف، وجعل علامة السكون نقطتين. (*)
ص 81
علي القالي، وأخذ هو عن المبرد، وأخذ هو عن أبي عمر الجرمي وأبي عثمان المازني،
وأخذا عن أبي الحسن الأخفش، وأخذ هو عن سيبويه، وأخذ هو عن الخليل بن أحمد، وأخذ هو
عن أبي عمرو بن العلاء، وأخذ هو عن نصر بن عاصم الليثي، وأخذ هو عن أبي الأسود
الدؤلي، وأخذ هو عن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي
الله عنه. ومنهم المستشار عبد الحليم الجندي في الإمام جعفر الصادق عليه السلام
(ص 29 ط القاهرة) قال: ومن نهج بلاغته يسقى بلغاء العربية وحكماء الإسلام، ومن
تعليمه وضع النحو العربي ووضع النحو بتعليم علي يذكر بالمكانة الخاصة لعلي في علوم
الإسلام. وقال في ذيل الكتاب: روى الأنباري في تاريخ الأدباء أن سبب وضع علي كرم
الله وجهه لهذا العلم ما روى أبو الأسود الدؤلي حيث قال: دخلت على أمير المؤمنين
علي فوجدت في يده رقعة، فقلت: ما هذه يا أمير المؤمنين؟ فقال: إني تأملت كلام العرب
فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء (يعني الأعاجم) فأردت أن أضع شيئا يرجعون إليه.
ثم ألقى إلي الرقعة ومكتوب فيها: الكلام كله اسم وفعل وحرف فالاسم ما أنبأنا عن
المسمى والفعل ما أنبئ به والحرف ما أفاد معنى. وقال لي: أنح هذا النحو وأضف إليه
ما وقع عليك، واعلم يا أبا الأسود أن الأسماء ثلاثة ظاهر ومضمر واسم لا ظاهر ولا
مضمر، وإنما يتفاضل الناس يا أبا الأسود فيما ليس بظاهر ولا مضمر - أراد بذلك الاسم
المبهم - قال: ثم وضعت بابي العطف والنعت ثم بابي التعجب والاستفهام إلى أن وصلت
إلى باب إن وأخواتها فكتبتها ما خلا لكن، فلما عرضتها على أمير المؤمنين عليه
السلام أمرني بضم لكن إليها. وكلما وضعت بابا من أبواب النحو عرضته عليه إلى أن
حصلت ما فيه الكفاية فقال: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت فلذا سمي
ص 82
النحو. وإن المرء ليلاحظ أن هذا الفتح العظيم في العلم كان من اهتماماته وهو أمير
للمؤمنين، ليس لديه يوم واحد خلا من معركة أو استعداد لمعركة، وإن أبا الأسود هو
واضع علامات الإعراب في المصحف في أواخر الكلمات بصبغ يخالف لون المداد الذي كتب به
المصحف. فجعل علامة الفتح نقطة فوق الحرف والضم نقطة إلى جانبه والكسر نقطة في
أسفله والتنوين مع الحركة نقطتين، ثم وضع نصر بن عاصم تلميذ أبي الأسود النقط
والشكل لأوائل لكلمات وأواسطها، ثم جاء الخليل بن أحمد فشارك في إتمام بقية الإعجام
والخليل شيعي كأبي الأسود. وهو واضع علم العروض وصاحب المعجم الأول وواضع النحو على
أساس القياس. فاللغة العربية مدينة لعلي وتلاميذ علي. وكمثلها البلاغة العربية.
وعلي معدود من خطباء التاريخ العالمي والمناسبات التي دعت إليها. ومنهم عبد الأعلى
مهنا في طرائف الخلفاء والملوك (ص 29 ط دار الكتب العلمية، بيروت) قال: دخلت
على أبي الأسود الدؤلي بنته يوما وهي تقول: ما أشد الحر يا أبت، فقال: شهر صفر.
قالت: أردت أن أتعجب من شدة الحر، قال: قولي إذا ما أشد الحر. ومضى لساعته إلى
الإمام علي يقول: يا أمير المؤمنين، لقد ذهبت لغة الأعراب لما خالطت العجم، وأخبره
خبر ابنته، فأمره بأن يأخذ صحفا وأملى عليه: الكلام كله لا يخرج عن اسم وفعل وحرف
جاء لمعنى. ثم رسم أصول النحو وأمره بأن يتمم على ما رسم، فنقل النحويون بعدئذ هذه
الأصول عن أبي الأسود الدؤلي وفرعوا منها. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد رواس
قلعه جي في موسوعة فقه إبراهيم النخعي عصره وحياته (ج 1 ص 96 ط 2 دار النفائس -
بيروت) قال:
ص 83
وراع عليا أثناء خلافته كثرة الأعاجم في الإسلام فخاف أن يداخل اللحن القرآن ولذلك
كان لا بد من حفظه، فاستدعى أبا الأسود الدؤلي وأرشده لوضع القواعد التي تحفظ لغة
القرآن. ولما كانت ولاية زياد بن أبيه على العراق ندب أبا الأسود لإعراب القرآن.
ومنهم الفاضل المعاصر سميح عاطف الزين في الإعراب في القرآن الكريم (ص 43 ط دار
الكتاب اللبناني - بيروت) قال: ولقد أجمع الباحثون على أن نشأة علم النحو تعود إلى
أيام أبي الأسود الدؤلي المتوفى سنة 69 ه فقد روى أن أبا الأسود دخل يوما على أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو في الكوفة، فوجده مطرقا متفكرا، فلما
سأله عن سبب ذلك قال له علي عليه السلام: أني سمعت ببلدكم هذا لحنا فأردت أن أضع
كتابا في أصول العربية. وعاد أبو الأسود بعد فترة وجيزة، فألقى إليه علي عليه
السلام برقعة أو صحيفة كتب فيها الأصول التي أرادها ومنها: أن الكلام كله اسم وفعل
وحرف. والاسم هو ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبئ به، والحرف ما أفاد معنى. ويروى
أنه قال يوما لأبي الأسود: أنح هذا النحو، وأضف إليه ما وقع إليك واعلم يا أبا
الأسود أن الأشياء ثلاثة: ظاهر، ومضمر، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر، وإنما تتفاضل
العلماء أو الناس بمعرفة ما ليس بظاهر ولا مضمر - وهو قد أراد بذلك الاسم المبهم.
ويقول أبو الأسود: إنني أضفت إلى ما وضع علي عليه السلام من أصول، أبواب: العطف،
والنعت، والتعجب والاستفهام، إلى أن وصلت إلى باب إن وأخواتها، فلما عرضتها على علي
عليه السلام أمرني بضم لكن إليها وكنت كلما وضعت بابا آخر من أبواب النحو عرضته
عليه إلى أن حصلت ما فيه الكفاية.
ص 84
وقد قال لي علي عليه السلام: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت يا أبا الأسود! ولعل هذا
هو السبب في تسمية هذا العلم بعلم النحو. وكان أبو الأسود من الذين صحبوا علي بن
أبي طالب عليه السلام والذين اشتهروا بمحبته ومحبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم. وكما كان حافز الإمام علي عليه السلام على وضع بعض قواعد اللغة العربية
هو ما سمعه من لحن دخل على اللسان العربي، كان ذلك نفس الحافز الذي جعل أبا الأسود
ينكب على وضع أبواب جديدة في النحو، فقد وصل الحال بالناس لأن يخفضوا المرفوع، أو
أن يرفعوا المنصوب، ومن ذلك ما فعله قارئ للقرآن وهو يتلو قول الله تعالى: (إن الله
برئ من المشركين ورسوله) أي أنه جر كلمة رسوله ففزع لذلك أبو الأسود فزعا شديدا
وقال: عز وجه الله تعالى أن يبرأ من رسوله. فالقراءة الصحيحة هي الرفع أي ورسوله
بحيث أن المعنى هو: إن الله تعالى برئ من المشركين، ورسوله كذلك برئ منهم. ومثل ذلك
أيضا ما سمعه أبو الأسود من أهل بيته، فقد جلس ذات ليلة ينظر إلى السماء وهي تتلألأ
بنجومها المضيئة، وكانت ابنة له بجانبه فقالت: ما أحسن السماء! وقدر أبو الأسود
أنها تريد الاستفهام فأجابها: نجومها يا ابنتي، فقالت: أريد التعجب لا الاستفهام،
فقال لها: قولي: ما أحسن السماء! افتحي فاك ومنهم العلامة أحمد بن مصطفى المشتهر
بطاش كبرى زاده في مفتاح السعادة ومصباح السيادة (ص 142 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال: يروى أنه دخلت بنت خويلد الأسدي على معاوية فقالت: إن أبوي مات وترك لي
مالا - بإمالة مال - فاستقبح منها معاوية ذلك. وبلغ الخبر عليا كرم الله وجهه. فرسم
لأبي الأسود الدؤلي: باب إن وباب الإضافة وباب الإمالة. ثم سمع أبو الأسود رجلا
يقرأ: (إن الله برئ من المشركين ورسوله) بخفض رسوله، فصنف: باب العطف
ص 85
وباب النعت. ثم إن ابنته قالت له يوما: يا أبت ما أحسن السماء، على طريق الاستفهام.
فقال: أي بنية نجومها فقالت: إنما أتعجب من حسنها. فقال: قولي: ما أحسن السماء!
وافتحي فمك. ومنهم الفاضل محمد حسن عواد في مقدمة كتاب الكوكب الدري للشيخ جمال
الدين الأسنوي (ص 27 ط دار عمان بالأردن) قال: والصحيح أن أول من وضع النحو علي
بن أبي طالب رضي الله عنه، لأن الروايات كلها تسند إلى أبي الأسود أنه سئل فقيل له:
من أين لك هذا النحو؟ فقال: لفقت حدوده من علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقال أيضا
في ص 28: وقيل: إن أبا الأسود قد أخذ أصول هذا العلم عن علي بن أبي طالب رضي الله
عنه، ولم يزل بها ضنينا، حتى طلب منه زياد بن أبيه أن يظهرها للناس، فامتنع أولا،
ثم أظهرها في النهاية بعد أن سمع قارئا يقرأ قوله تعالى (إن الله برئ من المشركين
ورسوله) بجر اللام فرجع إلى زياد فقال: أنا أفعل ما أمر به الأمير، فليبغني كاتبا
لقنا يفعل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه، فأتي بكاتب آخر. قال المبرد:
أحسبه منهم، فقال له أبو الأسود: إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف، فانقط نقطة فوقه
على أعلاه، وإن ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت، فاجعل نقطة من تحت
الحرف، وإن مكنت الكلمة بالتنوين فاجعل أمارة ذلك نقطتين، ففعل ذلك، وكان أول ما
وضعه لهذا السبب. وقيل: إن أبا الأسود قد وضع النحو بإشارة من زياد، وقصة ذلك أن
زيادا قال لأبي الأسود: إن بني يلحنون في القرآن، فلو رسمت لهم رسما، فتنقط المصحف،
فقال: إن الظئر والحشم قد أفسدوا ألسنتهم، فلو وضعت لهم كلاما، فوضع العربية.
ص 86
وقال أيضا في ص 36: تضاربت الروايات في تحديد المقدار الذي وضعه أبو الأسود من علم
النحو، ففي رواية أن عليا رضي الله عنه دفع إلى أبي الأسود برقعة كتب عليها: بسم
الله الرحمن الرحيم، الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل
ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس بإسم ولا فعل. وتقول الرواية
أيضا: إن عليا، رضي الله عنه أمر أبا الأسود بتتبع هذا الموضوع بعد أن أعلمه أن
الأشياء ثلاثة: ظاهر، ومضمر، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر، وإنما يتفاضل الناس في معرفة
ما ليس بمضمر ولا ظاهر. ومنهم العلامة أبو العباس أحمد بن عبد المؤمن بن عيسى
القيسي الشريشي في شرح المقامات الحريرية (ج 2 ص 296 ط دار الكتب العلمية)
بيروت قال: وقال الخليل: كان أبو الأسود ضنينا بما أخذه من علي رضي الله عنه، وذلك
أنه سمع لحنا فقال لأبي الأسود: اجعل للناس حروفا، فأشار إلى الرفع والنصب والخفض،
وقال له زياد: قد فسدت ألسنة الناس لأنه سمع رجلا يقول: سقطت عصاتي فدافعه أبو
الأسود وسمع رجلا يقرأ (إن الله برئ من المشركين ورسوله) فخفض فقال: ما بعد هذا
شيء؟ فقال: ابغني كاتبا يفهم فجئ برجل من عبد القيس فلم يرضه فأتي بآخر من قريش.
فقال له: إذا رأيتني قد فتحت في بالحرف فانقط نقطة على أعلاه وإذا ضممت في فانقط
نقطة بين يديه وإذا كسرت في فاجعل النقطة تحت الحرف فإذا أشربت ذلك غنة فاجعل
النقطة نقطتين، فهذا نقط أبي الأسود واختلف الناس إليه يتعلمون العربية وفرع لهم ما
أصله، فأخذه جماعة كان أبرعهم عنبسة بن معدان المهري يقال له الفيل فأقبل الناس
عليه بعد موت أبي الأسود فبرع من أصحابه ميمون الأقرن فرأس في الناس وزاد في الشرح
فبرع في أصحابه عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي فبرع في النحو وتكلم في الهمز وأملى
فيه كتابا
ص 87
وأخذ أبو عمرو بن العلاء عمن أخذ عنه ثم نجم من أصحاب أبي عمرو عيسى بن عمر ويونس
بن حبيب وأبو الخطاب الأخفش فألف عيسى كتابين سمى أحدهما الكامل والآخر الجامع، قال
المبرد: فأخذ الخليل عن عيسى فلم يكن قبله ولا بعده مثله، وهو القائل يمدح كتابي
عيسى: بطل النحو الذي جمعتم * غير ما أحدث عيسى بن عمر
ذاك إكمال وهذا جامع * وهما
للناس شمس وقمر
علمه عليه السلام بالجفر

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع
الخلفاء الراشدين (ص 320 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: إن علم الجفر عبارة
عن العلم الإجمالي بلوح القضاء والقدر المحتوي على كل ما كان وما يكون كليا وجزئيا،
وقد يقرن بالجامعة فيقال الجفر والجامعة. فالجفر عبارة عن لوح القضاء والقدر الذي
هو عقل الكل، والجامعة لوح القدر الذي هو نفس الكل. وقد ادعى طائفة أن الإمام علي
بن أبي طالب وضع الحروف الثمانية والعشرين على طريق البسط الأعظم في جلد جفر وهو
الذكر من المعزى، والشاء الذي يبلغ أربعة أشهر. يستخرج منها بطريق مخصوصة وشرائط
معينة ألفاظ مخصوصة يستخرج منها ما في لوح القضاء والقدر. وهذا علم يتوارثه أهل
البيت ومن ينتمي إليهم ويأخذ منهم من المشايخ الكاملين، وكانوا يكتمونه عن غيرهم كل
الكتمان، وقيل لا يقف على هذا الكتاب حقيقة إلا المهدي المنتظر خروجه آخر الزمان.
وقال ابن طلحة: الجفر والجامعة كتابان جليلان أحدهما ذكره الإمام علي، وهو يخطب
ص 88
بالكوفة على المنبر والآخر أسر إليه به الرسول، وأمره بتدوينه فكتبه علي حروفا
متفرقة على طريقة سفر آدم في جفر، فاشتهر بين الناس به لأنه وجد فيه ما جرى للأولين
والآخرين. وقال الجرجاني: الجفر والجامعة كتابان لعلي ذكر فيهما على طريقة علم
الحروف الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم، وكانت الأئمة المعروفون من أولاده
يعرفونها ويحكمون بها. وكون الجفر من العلوم التي أسرها رسول الله إلى علي رضي الله
عنه وتوارثه عنه أبناؤه هو عقيدة المتقدمين من الشيعة الذين يعتقدون أن الأئمة لا
تذنب ولا تخطئ تنزيها لآل البيت. وقيل: إن الجفر كتاب وضعه جعفر الصادق، الإمام
السادس وهذا ما ذكره الدميري في كتاب الحيوان نقلا عن أدب الكاتب لابن قتيبة وهو
مكتوب على جلد الجفر لإخبار أهل البيت بما يقع من الحوادث إلى آخر الزمان، على أن
هذا مشكوك في صحته وإلى هذا الجفر أشار المعري في قوله: لقد عجبوا لأهل البيت لما *
أتاهم علمهم في مسك جفر ومرآة المنجم وهي صغرى * أرته كل عامرة وقفر وقال ابن خلدون
في مقدمته: اعلم أن كتاب الجفر كان أصله أن هارون بن سعيد العجلي، وهو رأس الزيدية
كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق، وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم ولبعض
الأشخاص منهم على الخصوص. وقع ذلك لجعفر ونظائره على طريق الكرامة والكشف الذي يقع
لمثلهم من الأولياء، وكان مكتوبا عند جعفر في جلد ثور صغير فرواه عنه هارون العجلي
وكتبه وسماه الجفر باسم الجلد الذي كتب منه، لأن الجفر في اللغة هو الصغير، وصار
هذا الاسم علما على هذا الكتاب عندهم، وكان فيه تفسير القرآن، وما في باطنه من
غرائب المعاني مروية عن جعفر الصادق.
ص 89
وهذا الكتاب لم تتصل روايته ولا عرف عينه وإنما يظهر منه شواذ من الكلمات لا يصحبها
دليل، ولو صح السند إلى جعفر الصادق لكان فيه نعم المستند من نفسه أو من رجال قومه
فهم أهل الكرامات إلخ. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أبي بكر المرعشي المشتهر
بساجقلي زاده المتوفى سنة 1145 في ترتيب العلوم (ص 112 ط دار البشائر الإسلامية
- بيروت) قال: وأما علم الحرف فهو علم الجفر، وهو علم يعرف به رقم حروف الهجاء على
كيفية ذكرت في كتاب الجفر، وغايته الاطلاع على المغيبات الآتية وتسخير الناس
وقهرهم. قال ابن العربي: واضع هذا العلم علي رضي الله عنه، وموضوعه: حروف الهجاء،
وجعفر الصادق هو الذي غاص في أعماق هذا العلم وصنف فيه الخافية، وهذا العلم لا يطلع
عليه إلا صاحب كشف عظيم وذوق سليم، إنتهى. ومنهم العلامة المعاصر الشيخ سليم بن أبي
فارج بن سليم بن أبي فراج البشري شيخ الجامع الأزهر المتوفى سنة 1335 في وضح
النهج في شرح نهج البردة لأحمد شوقي (ص 96 ط المطبعة النموذجية بالقاهرة سنة
1407) قال: كان الإمام رضي الله عنه أفصح الناس إذا خطب، وأبلغهم إذا كتب، أما علمه
وفقهه فالبحر لا يدرك غوره، ولا ينزف غمره، من قرأ وتتبع كلامه وكتبه عرف له أعظم
من هذا وأبلغ، وأما شجاعته في الحرب ونجدته في السلم فقد شاع. ومنهم العلامة المحدث
الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي المتوفى أوائل القرن الثاني
عشر في كتابه مفتاح النجا في مناقب آل عبا (المخطوط ص 5) قال: في فضل علي عليه
السلام: وأما المنطق والخطب فقد علم الناس كيف كان علي
ص 90
ابن أبي طالب كرم الله وجهه عند التفكير والتحبير وعند الارتجال والبديهة وعند
الأطناب والإيجاز في وقتيهما وكيف كان كلامه قاعدا وقائما وفي الجماعات ومنفردا مع
الخبرة بالأحكام والعلم بالحال والحرام. ومنهم الحافظ الشيخ محمد بن أحمد الداودي
المالكي المصري المتوفى سنة 945 في طبقات المفسرين (ج 2 ص 279 ط بيروت) قال:
وسئل بالروم عن قول علي رضي الله عنه لكاتبه: الصق روانفك بالجبوب، وخذ المزبر
بشناترك، واجعل حندوريتك إلى قيهلي، حتى لا أنغى نغية إلا أودعتها حماطة جلجلانك
ما معناه؟ فأجاب: الزق عضرطك بالصلة وخذ المصطر بأباخسك، واجعل جحميتك إلى أثعباني،
حتى لا أنبس نبسة إلا وعيتها في لمظة رياطك. فتعجب الحاضرون من سرعة الجواب بما هو
أبدع وأغرب من السؤال. قال شيخنا الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى
بعد أن أورد ذلك في ترجمته في طبقات النحاة ما نصه: قلت الروانف: المقعدة، والجبوب:
الأرض، والمزبر: القلم، والشناتر: الأصابع، والحندورتان: الحدقتان، وقيهلي: أي
وجهي، وأنغى: أي انطق، والحمامة: الحبة، والجلجلان: القلب. ومنهم علامة التاريخ وهب
بن منبه في كتاب التيجان في ملوك حمير (ص 174 ط صنعاء) قال: عن هشام، عن أبي
يحيى السجستاني، عن مرة بن عمر الأيلي، عن الأصبغ بن نباتة، قال: إنا لجلوس ذات يوم
عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خلافة أبي بكر إذ أقبل رجل من حضرموت لم أر قط
أطول منه ولا أكره وجها، فاستشرفه الناس وراعهم منظره وأقبل حتى وقف فسلم وحيا ثم
جلس فكان كالقائم، فكلم أدنى القوم إليه مجلسا وقال: من عميدكم؟ فأشاروا إلى علي بن
أبي طالب كرم الله
ص 91
وجهه وقالوا: هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعالم الناس والمأخوذ عنه.
فنظر إليه علي فقال: إجلس أيها الرجل. فقال: أنا جالس أيها الهادي. فقال له علي: من
حضرموت أنت؟ قال: نعم. ثم قام إليه الحضرمي فقال:
إسمع كلامي هداك الله من هادي *
وافرج بعلمك عن ذي لوعة صادي
جاز التنائف من وادي السكاك إلى * ذات الأماحل من
بطحاء أجياد
تلفه الدمنة البوغاء معتمدا * إلى السداد وتعليم بإرشاد
سمعت بالدين
دين الحق جاء به * محمد وهو قرم الحضر والبادي
فجئت متنقلا من دين طاغية * ومن
عبادة أوثان وأنداد
ومن ذبائح أعياد مضللة * نسيكها خائب ذو لوثة عادي
فادلل على
القصد وأجل الريب * عن كبدي بسرعة ذات إيضاح ورشاد
والمم بفضل هديت اليوم من شعثي *
ثم اهدني إنك المشور في النادي
إن الهداية والإيمان شافية * عن العمى والتقى من خير ازواد
وليس يفرج ريب الكفر عن أحد * أضله الجهل إلا حية الوادي
قال: فأعجب عليا
شعره وقال له علي: لله درك ما أرصن شعرك! قال: فسر به وشرح له الإسلام، فأسلم على
يديه وحسن إسلامه، ثم إن عليا سأله فقال له: أعالم أنت بحضرموت؟ قال: إذا جهلتها ما
أعلم غيرها. قال: أتعرف موضع الأحقاف؟ قال له: كأنك تسأل عن قبر هود النبي صلى الله
عليه وسلم؟ قال له علي: لله درك ما أخطأت. قال: نعم، خرجت في عنفوان شبابي في غلمة
من الحي ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صوته فينا وكثرة ذكره، فسرنا في بلاد الأحقاف
أياما وفينا رجل عرف الموضع حتى انتهينا إلى كثيب أحمر فيه كهوف مشرفة فانتهينا إلى
كهف منها فدخلناه، فأمعنا فيه طويلا، فانتهينا إلى حجرتين قد طبق أحدهما على الآخر
وفيه خلل يدخل منه النحيف متجانفا، فدخلته فرأيت رجلا على سريره فإذا مسست شيئا من
جسده أصبته رطبا لم يتغير، ورأيت عند رأسه كتابا بالمسند: أنا هود النبي آمنت
ص 92
بالله وأشفقت على عاد بكفرها وما كان لأمر الله مرد. فقال لنا علي رضي الله عنه:
كذلك سمعت من أبي القاسم صلى الله عليه وآله وسلم. وذكر بعض أصحاب السير عن عبيد بن
شرية بأمر هود، قال: أخبرني البختري، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الله، عن
ابن أبي سعيد الخزاعي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، عن علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه: أن رجلا من حضرموت جاء يسأله العلم فقال له علي عليه السلام: يا
حضرمي أرأيت كثيبا أحمر تخلطه مدرة حمراء فيه آراك وسدر في موضع كذا وكذا من بلدك،
هل رأيته قط أو تعرفه؟ قال الحضرمي: نعم والله يا أمير المؤمنين. قال علي: فإن فيه
قبر النبي هود صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن
علي ابن الجوزي التيمي القرشي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (ج 1 ص
283 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: أنا إسماعيل بن أحمد، قال: أخبرنا ابن
مسعدة، قال: أنا حمزة بن يوسف، قال: أنا عبد الله بن عدي، قال: نا أحمد بن حفص،
قال: نا أحمد بن أبي روح البغدادي، قال: نا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن
سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمن نكتب العلم
[بعدك]؟ قال: عن علي وسلمان. ومنهم علامة الأدب أبو الطيب محمد بن إسحاق بن يحيى
الوشاء في الظرف والظرفاء (ص 34 ط عالم الكتب - بيروت) قال: وكان لعلي بن أبي
طالب عليه السلام جارية تدخل وتخرج وكان له مؤذن شاب فكان إذا نظر إليها قال لها:
أنا والله أحبك. فلما طال ذلك عليها أتت عليا عليه السلام فأخبرته فقال لها: إذا
قال لك ذلك فقولي: أنا والله أحبك فمه، فأعاد عليها الفتى قوله فقالت له: وأنا
والله أحبك فمه. فقال: تصبرين ونصبر حتى يوفينا من يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب،
فأعلمت عليا عليه السلام فدعا به فزوجه منها ودفعها إليه.
ص 93
مستدرك 
ما ورد أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كان أفرض أهل المدينة وأقضاها

تقدم
نقل ما دل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 57 و58 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن
منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 25 ط دار الفكر)
قال: وعن الشعبي قال: ليس منهم أحد أقوى قولا في الفرائض من علي بن أبي طالب. ومنهم
العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الجزري الشافعي في كتابه أسنى المطالب في
مناقب سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام (ص 73) قال: وأخرج الحاكم في صحيحه، من
حديث ابن مسعود، قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال: صحيح، ولم يخرجاه. ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في آل محمد (ص
48) قال: أخرج ابن عساكر يرفعه بسنده إلى: عن ابن مسعود قال: أفرض أهل المدينة ا
وأقضاه علي.
ص 94
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري المتوفى سنة 1372 في كتابه
أحسن القصص (ج 3 ص 214 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال: وأخرج ابن عساكر عن
ابن مسعود قال: أفرض أهل المدينة وأقضاهم علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة عبد الله
بن نوح الجيانجوري المتولد في سنة 1324 في الإمام المهاجر (ص 156 ط دار الشروق
بجدة) قال: وقال ابن مسعود: أفرض أهل المدينة وأقضاها علي. وقال فيه أيضا: وقالت
عائشة: علي أعلم من بقي بالسنة. ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في فهارس المستدرك
للحاكم (ص 692 ط بيروت) قال: كان أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب 3 / 135 م
ومنه المستشار عبد الحليم الجندي في الإمام جعفر الصادق (ص 30 ط المجلس الأعلى
للشؤون الإسلامية - القاهرة) قال: وأما عن العلم فيقول ابن عباس: إذا ثبت لنا الشيء
عن علي لم نعدل إلى غيره، وأما عن العدل فيقول ابن مسعود معلم الكوفة وسادس
المسلمين: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي (1).
(هامش)
(1) قال العلامة المؤرخ الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن محمد بن الحسن
= (*)
ص 95
(هامش)
= الجذامي النباهي الأندلسي المالقي المعروف بابن الحسن المتوفى بعد سنة 793 في
تاريخ قضاة الأندلس المسمى بمرقبة العليا فيمن يستحق القضا والفتيا (ص 23 ط دار
الآفاق الجديدة في بيروت سنة 1403): وأما أرسخ الصحابة في العلم بالقضاء رضوان الله
عليهم أجمعين فهو علي بن أبي طالب من غير خلاف. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وأقضاهم علي. وكان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس فيها أبو الحسن. وقال في
المجنونة التي أمر برجمها، وفي التي وضعت لستة أشهر فأراد عمر إقامة الحد عليها،
فقال له علي: إن الله رجع القلم من المجنون.. الحديث. فكان عمر يقول: لولا علي هلك
عمر. وقيل لعطاء: أكان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد أعلم من علي؟ قال:
والله ما أعلمه. وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب عنه، فلما
بلغه قتله، قال: ذهب العلم بموت علي. ومن كلام ضرار فيه، وقد طلب منه معاوية وصفه
بعد وفاته، فقال: كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر
العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، إلى غير ذلك من صفاته. وفي مصنف أبي
داوود عن علي رضي الله عنه قال: بغتني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا،
فقال: إن الله عز وجل سيهدي قلبك، ويثبت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان، فلا
تقضي حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء. قال: فما
زلت قاضيا، وما شككت في قضاء بعد. وقال الفاضل المعاصر الدكتور مصطفى أمبابي أستاذ
الفقه المقارن بجامعة الأزهر في الجديد في تاريخ الفقه الإسلامي (ص 105 ط دار
المنار للنشر والتوزيع - القاهرة عام 1406): أما علي بن أبي طالب فقد كان مبرزا في
الفقه والقضاء، وانتشرت أحكامه وفتاويه، وكان الصحابة يعتمدون عليه في حل القضايا
المشكلة، فإذا لم يجدوا لها حلا = (*)
ص 96
(هامش)
= عنده يئسوا من وجوده عند غيره، ولذلك كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن أي
علي بن أبي طالب، ويعترف ببراعته في القضاء، فيقول: علي أقضانا، ويشاركه في ذلك ابن
مسعود فيقول: أقضى أهل المدينة ابن أبي طالب، ويقول هو عن نفسه: والله ما نزلت آية
إلا وقد علمت فيم أنزلت وأين أنزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا. ولا
نجد شهادة لتزكية علي أثمن من شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم له حين قال: أنا
دار الحكمة وعلي بابها، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: يا علي لك سبع خصال لا
يحاجك فيهن أحد يوم القيامة: أنت أول المؤمنين بالله إيمانا، وأوفاهم بعهد الله،
وأقومهم بأمر الله، وأرأفهم بالرعية، وأقسمهم بالسوية، وأعلمهم بالقضية، وأعظمهم
مزية يوم القيامة. وقضية من مكر النساء: كانت امرأة تهوى شابا لا يبادلها الهوى،
فصبت بياض بيض على ثوبها وبين فخذيها، واشتكت إلى عمر، صارخة أن الشاب غلبها على
نفسها، وفضحها بين أهلها، مشيرة إلى الآثار التي افتعلتها. فأنكر الشاب الدعوى،
وأحال عمر القضية إلى الإمام علي. فأمر الإمام بماء حار، صبه على الثوب، فجمد ذلك
البياض. وهكذا، طهرت الحقيقة بفطنته ودقة بصره، فقام ذلك مقام التحليل الكيماوي.
وبالنتيجة زجر الإمام المرأة، فاعترفت بحيلتها، وقضى برد دعواها. ونادرة أخيرة فيها
بعض التورية، وهي أن الفاروق سأل رجلا عن حاله، فأجابه أنه: يحب الفتنة، ويكره
الحق، ويشهد على ما لم يره. فاغتاظ عمر من ظاهر عبارة جوابه، فأمر بسجنه. ولما بلغ
أمره الإمام عليا قال للفاروق: إن الرجل صادق موضحا أنه قال يحب المال والولد، وقد
قال الله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة). ويكره الموت وهو حق، ويشهد أن محمدا
رسول الله ولم يره. وقال الفاضل المعاصر الدكتور علي عبد الفتاح المغربي في كتابه
الفرق الكلامية الإسلامية (ص 143 دار التوفيق النموذجية في الأزهر): من هنا حاول
الشيعة أن يؤكدوا رأيهم في الخلافة وأنها بالنص فأوردوا نصوصا من = (*)
ص 97
(هامش)
= الكتاب والسنة وتأولوها بما يوافق رأيهم ويسانده، وهذه النصوص انقسمت عندهم إلى
جلي وخفي: فالجلي مثل قوله صلى الله عليه وسلم: أقضاكم علي ولا معنى للإمامة إلا
القضاء بأحكام الله، وهو المراد بأولي الأمر الواجبة طاعتهم بقوله تعالى: (أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ولهذا كان حكما في قضية الإمام يوم السقيفة
دون غيره. ومن الخفي عندهم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا لقراءة سورة براءة
في الموسم حين أنزلت، فإنه بعث بها أولا أبا بكر، ثم أوحى إليه: ليبلغه رجل منك أو
من قومك، فبعث عليا ليكون القارئ المبلغ، قالوا: وهذا يدل على تقديم علي. وقال
الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في علي إمام المتقين (ج 1 ص 63 ط مكتبة
غريب الفجالة): وأما علي فقد انشغل بالعلم والتعليم وتفقيه الناس في أمور الدين
والدنيا، وبالفتيا كلما استفتاه أحد أو سأله خليفة رسول الله، وشاعت فتاوى علي،
وأصبح فقهه منذ أخذ به الخليفة، وكانت بعض هذه الآراء قد أفتى بها علي في زمن
الرسول فأقرها صلى الله عليه وسلم. وقال في كتابه أئمة الفقه التسعة ج 2 ص 22:
وقد رأى أحمد بن حنبل أن اتباع أحكام الإمام علي سنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم
أقر جميع أحكامه، فكأنه هو الذي حكم ثم أنه قد خصه بعلم القرآن. وقال الفاضل
المعاصر المحامي الدكتور صبحي محمصاني في تراث الخلفاء الراشدين في الفقه والقضاء
(ص 182 ط دار الغلم للملايين - بيروت): أقضاكم علي، كما قال النبي العربي صلى
الله عليه وسلم، وأقضانا علي، كما ردد الفاروق. ولقد امتلأت كتب الفقه باجتهاد هذا
الإمام القاضي، وبطرائف أحكامه، التي اتصفت بالفطنة والذكاء، والدقة وصواب التفكير،
وأدت إلى سداد الرأي وإحقاق = (*)
ص 98
(هامش)
= الحق. ونحن نوجز هنا بعض الأمثلة عن تلك الأقضية، مختارة من كتاب الطرق الحكمية،
على أن نذكر غيرها في فصول لاحقة. منها قضية نسب: ادعى غلام أمام عمر الفاروق على
امرأة أنها أمه، فجاءت المرأة بنفر شهدوا بأنها لم تتزوج، وأن الولد كاذب، فأمر عمر
بضرب المدعي حد القذف. فعلم الإمام علي بذلك، فتداخل وعرض على الغلام أن يتزوج
المدعى عليها. فصرخت المرأة: الله الله، هو النار، والله ابني. ثم أقرت أن أهلها
زوجوها زنجيا دون رضاها، فحملت منه هذا الغلام وذهب الزوج غازيا فقتل وبعثت هي
بالولد إلى قوم نشأ بينهم، وأنفت أن يكون ابنها. فحكم علي بثبوت نسب الغلام،
وبإلحاقه بالمدعى عليها. وقضية قتل: ادعى شاب لدى الإمام علي أن أباه ذهب مع نفر في
سفر، وأنهم لما عادوا زعموا أن والده مات ولم يترك شيئا من المال، وأن القاضي شريحا
استحلفهم وأخلى سبيلهم. فأمر الإمام بتوكيل شرطين بكل من المدعى عليهم، لمنعهم من
الإختلاط فيما بينهم، ثم استجوبهم كلا منهم على حدة، عن تفصيلات يوم خروجهم، ومكان
نزولهم، وعلة موت رفيقهم، وكيف أصيب بماله، وكيف دفن وأين، وما شاكل من الأسئلة
الدقيقة. فكانت الأجوبة متناقضة، فأمر بسجنهم، فظن كل منهم أن صاحبه قد أقر، فأقروا
عندئذ جميعا بحقيقة القضية. وبالنتيجة، حكم الإمام بتغريمهم المال، وبإعدامهم
قصاصا. فهذه القضية تثبت جواز تفريق المدعى عليهم، لأجل التحرى عن الحقيقة، والوصل
إلى الحكم بالعدل. وتثبيت أن الإقرار على أثر ذلك يعتبر صحيحا غير مشوب بالإكراه.
وقال القاضي العلامة محمد بن خلف بن وكيع القرطبي المتوفى سنة 306 في أخبار
القضاة (ج 1 ص 5 ط القاهرة): وروايته لعلي بن أبي طالب عليه السلام، وهو أجل
القضاة، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على القضاء في حياته. = (*)
ص 99
(هامش)
= وقال الدكتور محمد مصطفى أمبابي أستاذ الفقه المقارن بجامعة مصر في الجديد في
تاريخ الفقه الإسلامي (ص 107 ط دار المنار - القاهرة): وقد كانت براعة علي في
القضاء أمنية تمناها الرسول صلى الله عليه وسلم، وحققها الله سبحانه وتعالى له، فقد
قال علي: لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قلت له: يا رسول الله،
بعثتني وأنا شاب أقضي بينهم، ولا أدري ما القضاء، فضرب الرسول صدري بيده ثم قال:
اللهم اهد قلبه، فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين. وقد استطاع علي كرم
الله وجهه أن يجمع بين سلاحي الفقيه الناجح: العقل والنص، فضم إلى فطنته وبراعته
كثيرا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان من رؤساء المفتين في عصره.
ويبدو أن إكثاره من أحاديث كان راجعا إلى أمرين: حب علي للتلقي عن رسول الله ورغبة
النبي صلى الله عليه وسلم في تفقيه علي، وإنماء حاسته العلمية، ويدل لذلك أنه سئل
يوما، فقيل له يا علي، ما لك أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا؟ فقال:
إني كنت إذا سألته أنبأني، وإذا سكت ابتدأني. وكان المتوقع وعلي بهذه الصفة من
الفقه والعلم، أن نجد علمه، وفقهه على لسان الجمهور من الرواة والفقهاء، لكن هؤلاء
لم ينقلوا عنه إلا قليل، وعن طريق جماعة معينة من الناس. ومع أن ابن القيم جعل عليا
من المكثرين في الفتوى إلا أنه أسقطه من عداد الناشرين للفقه، واقتصر على أربعة
فقط، هم: عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس،
وعلل مسلكه بقوله: قاتل الله الشيعة، فإنهم أفسدوا كثيرا من علمه بالكذب عليه،
ولهذا تجد أصحاب الحديث من أهل الصحيح لا يعتمدون من حديثه فتواه إلا ما كان عن
طريق أهل بيته، وأصحاب عبد الله ابن مسعود، ولكن بعض الباحثين لم يرتض هذا التعليل
من ابن القيم، وأرجع قلة المروي عن علي إلى محاربة الحكم الأموي لكل آثاره العلمية،
حتى يضمحل شأنه، ولا يشيع بين الناس ذكره. = (*)
ص 100
(هامش)
= وقال الفاضل المعاصر الدكتور فاروق عبد العليم موسى رئيس محكمة الاستئناف في
الشريعة الإسلامية أصل أحكام القضاء (ص 79 ط دار الأقصر للكتاب، كرداسة - جيرة):
ومن قضاء علي كرم الله وجهه ورضي الله تعالى عنه: من بين ما تميز الإمام علي الصواب
في القضاء وذلك منذ أن أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ودعا له:
اللهم ثبت لسانه واهد قلبه، وفي رواية قال عليه الصلاة والسلام له: إن الله سيهدي
لسانك ويثبت قلبك، ويقول الإمام علي: فما شككت في قضاء بين اثنين قط، وفي رواية:
وما أشكل علي قضاء بعد. وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: وأقضاهم علي بن
أبي طالب. وكان علي رضي الله تعالى عنه يحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله تعالى
عليه وآله وسلم، فإن لم يجد نصا اجتهد رأيه فيهما. ونورد آخر قضية فيها وهو يعالج
سكرات الموت ويعاني من آلام الجراح، والمتهم فيها هو الذي طعنه طعنات قاتلة بسيف
مسموم، قال رضي الله تعالى عنه عن ابن ملجم: إنه أسير، فأحسنوا نزله وأكرموا مثواه،
فأن بقيت قتلت أو عفوت وإن مت فاقتلوه قتلتي، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين.
وقال في الهامش: مسند أحمد / 1 / 83، 88، سنن أبي داود / 2 / 114، الحاكم / 3 / 135
وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. منتخب كنز العمال هامش مسند أحمد / 5 / 63،
وروى وكيع بسنده عن ابن عمر وشداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أقضى أمتي علي، وروى عن عمر قوله أقضانا علي. أخبار القضاة / 1 / 88. الطبقات
الكبرى / ابن سعد / 1 / ق 3 / 23، المستدرك للحاكم / 3 / 144 وفيه: فإن أعش فهضم أو
قصاص، وأن مت فعاجلوه فإني مخاصمه عند ربي عز وجل. (*)
|